You are on page 1of 39

‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ة عامة‪:‬‬

‫حيتل موضوع ادلقاوالتية وإنشاء ادلؤسسات حيزا كبَتا من اىتمام احلكومات يف سلتلف الدول‪ ،‬خاصة مع‬
‫تزايد ادلكانة اليت حتتلها ادلقاوالت يف اقتصاديات سلتلف ىذه الدول مهما كان مستوى تطورىا‪ ،‬والدور الذي‬
‫باتت تلعبو يف سلتلف برامج وإسًتاجتية التنمية حضرا ومستقببل‪.‬‬

‫تشكل ادلقاوالت عنصرا أساسيا يف النسيج االقتصادي للدول‪ ،‬إذ تعترب يف كثَت من الدول ادلكان ادلفضل‬
‫للتشغيل على صعيد االقتصاد ككل‪ ،‬كما تنتج يف دول أخرى احلصة الكربى من القيمة ادلضافة‪ ،‬اليت حتدد يف‬
‫هناية ادلطاف معدل النمو االقتصادي‪ .‬ونظرا ذلذه األمهية‪ ،‬ما فتئت سلتلف الدول تبذل جهودا كبَتة لتشجيع‬
‫إنشاء ىذه ادلقاوالت وجعلها رافدا من روافد تنويع االقتصاد من جهة‪ ،‬وتعزيز النمو االقتصادي والتشغيل من‬
‫جهة ثانية‪ ،‬فهناك من الدول من صلحت يف ذلك ألهنا فهمت العوامل احلقيقية ادلساعدة على إنشاء ىذه‬
‫ادلقاوالت وصلاح استمرارىا وتطورىا‪ ،‬وىناك دول أخرى كانت أقل صلاحا أو فشلت دتاما بسبب إمهاذلا ذلذه‬
‫العوامل أو قصرت يف االعتناء هبا‪.‬‬

‫يعد الدخول إىل عامل األعمال خطوة مهمة جدا يف حياة الفرد خاصة إذا تعلق األمر بطرح منتوج جديد‬
‫مبتكر‪ ،‬فحىت لو كانت الفكرة جيدة وكان الفرد ديتلك مهارات وقدرات مقاوالتية إال أن ىناك بعض العراقيل اليت‬
‫ديكن أن توقف أو تأجل مساره ضلو ادلقاوالتية‪ ،‬ويكفي أن العديد من اإلحصائيات تشَت إىل أن نسبة كبَتة جدا‬
‫من ادلقاوالت تزول أو خترج من السوق خبلل السنوات األوىل من بداية نشاطها وتسجل ادلقاوالت غَت ادلستفيدة‬
‫من الدعم وادلرافقة النسبة األكرب‪ ،‬وبالتايل فإن عملية مرافقتها ودعمها خاصة يف السنوات األوىل من إنشائها‬
‫وبداية منوىا يعد أمرا ضروريا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المحور األول‪ :‬أساسيات حول المقاول‪ ،‬المقاوالتية‪ ،‬والمقاولة‬

‫أدى التقدم التكنولوجي وما أفرزتو العودلة من مظاىر سلتلفة إىل خلق مناخ اقتصادي تنافسي أصبح من‬
‫اتيجي صعب للغاية‪ ،‬ال ديكن اختاذه إال بتوفر ضمانات كافية لنجاح ادلقاولة‬ ‫خبللو قرار إنشاء مقاولة قرار ا اسًت ا‬
‫اجلديدة‪ ،‬وذلك بسبب تعقد مسَتة إنشاء وتنمية ادلقاوالت نتيجة ادلشاكل الفنية واإلدارية ومشاكل احمليط‬
‫اخلارجي‪ ،‬والعديد من الدراسات بينت اعتماد حتقيق معدالت النمو االقتصادي على اقتصاد مكون من‬
‫مؤسسات بأشكال سلتلفة‪ ،‬فاحلياة االقتصادية عبارة عن سلسة متتابعة من األنشطة يكمل بعضها بعضا‪ ،‬ومن مث‬
‫فادلؤسسات الكبَتة يف حاجة دلؤسسات صغَتة ومتوسطة احلجم باعتبار ىذه األخَتة مدخبل تكميليا لعدد كبَت‬
‫من ادلؤسسات الكبَتة‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬المقاول‬
‫‪ .1‬تعريف المقاول‪ :‬تطور ىذا ادلفهوم مع مرور الزمن‪ ،‬ففي فرنسا وخبلل العصور الوسطى كانت كلمة‬
‫ادلقاول تعٍت الشخص الذي يشرف على مسؤولية ما ويتحمل أعباء رلموعة من األفراد‪ ،‬مث أصبح يعٍت الفرد‬
‫اجلريء الذي يسعى من أجل حتمل سلاطر اقتصادية ‪ ،‬أما خبلل القرنُت السادس عشر والسابع عشر فقد كان‬
‫يعد الفرد الذي يتجو إىل أنشطة ادلضاربة‪.‬‬

‫‪ -‬ويعترب‪)1803 ( J.B Say‬من أوائل ادلنظرين ذلذا ادلفهوم إذ اعتربه ادلبدع الذي يقوم جبمع وتنظيم‬
‫وسائل اإلنتاج‪ ،‬هبدف خلق منفعة جديدة‪.‬‬

‫‪ -‬كما عرف شومبًت ادلقاول ( ‪ )1950‬بأنو ذلك الشخص الذي لديو اإلرادة والقدرة لتحويل فكرة‬
‫جديدة أو اخًتاع جديد إىل ابتكار‬
‫وبالتايل فوجود قوى الريادة "التدمَت اخلبلق" يف األسواق والصناعات ادلختلفة تنشأ منتجات ومناذج‬
‫عمل جديدة‪ ،‬وبالتايل فإن الرياديُت يساعدون ويقودون التطور الصناعي والنمو االقتصادي على ادلدى‬
‫الطويل ‪.‬‬

‫‪ -‬وحسب كل من "‪ ،Marchesney" "Julien‬فهو الذي يتكفل حبمل رلموعة من اخلصائص‬


‫حيب حل ادلشاكل‬ ‫األساسية‪ :‬يتخيل اجلديد ولديو ثقة كبَتة يف نفسو‪ ،‬ادلتحمس والصلب الذي‬
‫وحيب التسيَت‪ ،‬الذي يصارع الروتُت ويرفض ادلصاعب والعقبات وىو الذي خيلق معلومة ىامة‪ .‬غَت‬
‫أن ادلقاول ليس بالشخص اخليايل‪ ،‬وإمنا ىو عبارة عن شخصية تتصرف مبفردىا وبشكل مستقل‬
‫"مقاوم‪ ،‬متمرد ومبدع"‬
‫‪2‬‬
‫وبشكل مستقل‪ -‬إذا كان لديو ادلوارد الكافية –‬ ‫وعليو فادلقاول ىو الشخص الذي لديو اإلرادة والقدرة ‪،‬‬
‫على حتويل فكرة جديدة أو اخًتاع إىل ابتكار جيسد على ارض الواقع ‪،‬باالعتماد على معلومة ىامة ‪،‬من اجل‬
‫حتقيق عوائد مالية‪ ،‬عن طريق ادلخاطرة‪ ،‬ويتصف باإلضافة إىل ما سبق باجلرأة‪،‬الثقة بالنفس‪ ،‬ادلعارف التسيَتية‬
‫والقدرة على اإلبداع‪ .‬وهبذا يقود التطور االقتصادي للبلد‪.‬‬

‫‪ .2‬المقاربات‪ :‬لقد تعددت ادلقاربات اليت تناولت ادلقاول من عدة جوانب‪ ،‬وىي‪:‬‬

‫‪ -‬المقاربة الوظيفية‪ :‬ىذه ادلقاربة اليت ديثلها "‪Schumpeter‬وىو األب احلقيقي للحقل ادلقاواليت من‬
‫خبلل نظريتو" التطور االقتصادي"‪ ،‬ىذا األخَت اعترب ادلقاول شخصية زلورية يف التنمية االقتصادية‪،‬‬
‫يتحمل عدة سلاطر من أجل اإلبداع‪ ،‬وخاصة خلق طرق إنتاج جديدة‪.‬‬

‫‪ -‬المقاربة التي ترتكز على الفرد الهادف إلى إنتاج المعرفة ‪ :‬واليت ترتكز على اخلصائص البسيكولوجية‬
‫للمقاول مثل الصفات الشخصية والدوافع والسلوك باإلضافة إىل أصوذلم ومساراهتم اإلجتماعية وقد‬
‫سلط ‪weber‬الضوء على أمهية نظام القيم ودورىا يف إضفاء الشرعية وتشجيع أنشطة ادلقاوالتية كشرط‬
‫ال غٌت عنو للتطور الرأمسايل‪.‬‬

‫‪ -‬المقاربة العملياتية أو التشغيلية ‪ :‬واليت أظهرت القيود ادلفروضة على ادلقاربة السابقة‪ ،‬واقًتحت على‬
‫الباحثُت االىتمام مباذا يفعل ادلقاول‪ ،‬وليس شخصو‪.‬‬

‫مقومات المقاول ( الفكر المقاوالتي )‪ :‬حيتاج ادلقاول إىل رلموعة مواصفات جتعل منو ادلقاول الناجح‬
‫‪ّ .3‬‬
‫وادلسَت اجليد‪ ،‬وىذا عن طريق الدمج بُت رلموعة من الصفات الشخصية والعوامل البيئية‪ ،‬وديكن تقسيم ىذه‬
‫ادلقومات إىل قسمُت‪:‬‬

‫‪ - 1‬مقومات شخصية‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى اإلنجاز‪ :‬أي تقدًن أفضل أداء والسعي إىل إصلاز األىداف وحتمل ادلسؤولية والعمل على‬
‫االبتكار والتطوير ادلستمر والتمييز‪ ،‬ولذلك فادلقاول دائما يقيم أداءه وإصلازه يف ضوء معايَت قياسية وغَت‬
‫اعتيادية‪.‬‬
‫‪ ‬الثقة بالنفس‪ :‬حيث ديتلك ادلقومات الذاتية والقدرات الفكرية على إنشاء مشروعات األعمال وذلك‬
‫من خبلل االعتماد على الذات واإلمكانيات الفردية وقدرتو على التفكَت واإلدارة واختاذ القرارات حلل‬
‫ادلشكبلت ومواجهة التحديات ادلستقبلية‪ ،‬وذلك بسبب وجود حالة من الثقة بالنفس واالطمئنان‬
‫لقدراهتم وثقتهم هبا‬
‫‪ ‬الرؤيا المستقبلية‪ :‬أي التطلع إىل ادلستقبل بنظرة تفاؤلية وإمكانية حتقيق مركز متميز ومستويات رحبية‬
‫متزايدة‪.‬‬
‫‪ ‬التضحية والمثابرة‪ :‬يعتقد ادلقاولون بأن حتقيق النجاحات وضمان استمراريتها‪ ،‬إمنا يتحقق من خبلل‬
‫ادلثابرة والصرب والتضحية برغبات آنية من أجل حتقيق آمال وغايات مستقبلية‪ ،‬ولذلك فالضمانة األكيدة‬
‫ذلذه ادلشروعات إمنا تنبع من خبلل اجلد واالجتهاد والعطاء‪.‬‬

‫‪ ‬الرغبة في االستقاللية‪ :‬ويقصد هبا االعتماد على الذات يف حتقيق الغايات واألىداف‪ ،‬والسعي‬
‫باستمرار إلنشاء مشروعات مستقلة ال تتصف بالشراكة خاصة عندما تتوافر لديهم ادلوارد ادلالية الكافية‪،‬‬
‫كما يستبعد ادلقاولون العمل لدى اآلخرين جتنبا حلاالت التحجيم حبيث يتمكنون من التعبَت والتجسيد‬
‫احلقيقي ألفكارىم وآرائهم وطموحاهتم‪.‬كما " يوفر ذلم إنشاء ادلؤسسات اخلاصة الدخل الكايف للمعيشة‬
‫وحتقيق الثراء ‪،‬إىل جانب التحكم يف شؤون العاملُت لديهم شلا يعطيهم استقبللية يف العمل ‪،‬وىذا ما‬
‫مساه " "‪Shumpeter‬بادلملكة الصغَتة"‬

‫إضافة إلى توافر جملة من المهارات‪:‬‬

‫‪ ‬المهارات التقنية‪ :‬وىي تتمثل يف اخلربة‪ ،‬ادلعرفة‪ ،‬والقدرة التقنية العالية ادلتعلقة باألنشطة الفنية للمشروع‬
‫يف سلتلف اجملاالت من إنتاج‪ ،‬بيع‪ ،‬ختزين ودتويل وىذه ادلهارات تساعد يف إدارة أعمال ادلشروع جبدارة‬

‫‪ ‬المهارات التفاعلية ‪ :‬وىي قدرات االتصال‪ ،‬نقل ادلعلومات استبلم‪ ،‬ردود فعل‪ ،‬مناقشة القرارات قبل‬
‫إصدارىا‪ ،‬اإلقناع ‪...‬إخل اليت حيتاجها ادلقاول يف حالة حتويل الصبلحيات البلزمة إلدارة النشاط‬
‫لآلخرين‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬المهارات اإلنسانية‪ :‬وتتمثل يف القدرات اليت دتكن ادلقاول من تطوير عبلقاتو مع مرؤوسيو وزمبلئو‬
‫خلدمة ادلشروع وادلؤسسة بشكل عام‪ ،‬حيث أن ىذه العبلقات تبٍت على االحًتام والثقة والدعم ادلستمر‬
‫للعنصر البشري داخل ادلؤسسة واالىتمام مبشكبلتو خارج ادلؤسسة‪ ،‬وىي قدرات تتعلق باالستجبلب‬
‫والتحفيز واالستمالة لآلخرين وادلعاملة احلسنة والتصرف اللبق مع أعضاء ادلؤسسة‪.‬‬

‫‪ - 2‬المقومات البيئية‪:‬‬

‫‪ ‬المحيط االجتماعي‪ :‬يعترب احمليط االجتماعي عنصرا مهما يف الدفع ضلو إنشاء ادلؤسسة نظرا لًتكيبتو‬
‫ادلعقدة‪.‬‬
‫‪ -‬األسرة‪ :‬تعمل األسرة على تنمية القدرات ادلقاوالتية ألبنائها ودفعهم لتبٍت إنشاء ادلؤسسات كمستقبل‬
‫مهٍت خاصة إذا كان ىؤالء اآلباء ديتلكون مشاريع خاصة عن طريق تشجيع األطفال منذ الصغر على‬
‫بعض النشاطات وحتمل بعض ادلسؤوليات البسيطة‪.‬‬
‫‪ -‬الدين ‪ :‬يدعو الدين اإلسبلمي احلنيف إىل العمل وإتقانو وكذا االعتماد على النفس يف احلصول على‬
‫القوت‬
‫‪ -‬العادات والتقاليد ‪:‬تعترب العادات والتقاليد من العوامل ادلؤثرة على التوجو إنشاء ادلؤسسات‪ ،‬فاجملتمعات‬
‫البدوية دتارس الزراعة والرعي مع أبنائها أما الصناعات التقليدية واألنشطة التجارية فتتوارثها األجيال ‪.‬‬

‫‪ ‬الجهات الداعمة‪ :‬نظرا ألن ثقافة ادلقاوالتية تنشأ من اجملتمع الذي تنشأ فيو شلثبل يف ادلؤسسات العامة‬
‫واخلاصة‪ ،‬وىيئات الدعم ادلرافقة اليت تلعب دورا أساسي يف دفع من كثافة ادلقاولية ‪.‬‬

‫‪ ‬الجامعة والتعليم‪ :‬يعترب التعليم بصفة عامة واجلامعي بصفة خاصة زلورا أساسيا لتطوير مهارات‬
‫ادلقاوالتية‪ ،‬إذ جيب أن تركز ادلناىج الدراسية على تشجيع االستقبللية وادلثابرة ‪ ،‬الثقة بالنفس وغَتىا من‬
‫ادلهارات ادلقاولية األخرى ‪ ،‬كما أن للجامعة دور ىام يف بناء ادلعرفة اخلاصة بادلقاوالتية وتدريس ادلفاىيم‬
‫العلمية اليت تبٌت عليها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ثانيا‪ :‬المقاوالتية‬

‫‪ .1‬تعريف المقاوالتية‪ :‬تعددت أيضا التعاريف اليت تناولت ادلقاوالتية ‪،‬إذ تعرف على أهنا" الفعل الذي يقوم بو‬
‫ادلقاول والذي ينفذ يف سياقات سلتلفة وبأشكال متنوعة‪ ،‬فيمكن أن يكون عبارة عن إنشاء مؤسسة جديدة‬
‫بشكل قانوين‪ ،‬كما ديكن أن يكون عبارة عن تطوير مؤسسة قائمة بذاهتا‪.‬‬

‫إذ أنه ا عمل اجتماعي بحت على حد قول "‪)1924-1923(Marcel Mauss‬‬

‫ويرى ""‪ Béranger‬أن المقاوالتية يمكن أن تعرف بطرقتين‪:‬‬

‫‪ -‬على أساس أنها نشاط‪ :‬أو رلموعة من األنشطة والسَتورات تدمج إنشاء وتنمية مؤسسة أو بشكل أمشل‬
‫إنشاء نشاط‪.‬‬
‫‪ -‬على أساس أنها تخصص علمي‪ :‬أي علم يوضح احمليط وسَتورة خلق ثروة وتكوين اجتماعي من خبلل‬
‫رلاهبة خطر بشكل فردي‪.‬‬

‫إذن فادلقاوالتية ىي األفعال والعمليات االجتماعية اليت يقوم هبا ادلقاول‪ ،‬إلنشاء مؤسسة جديدة‪ ،‬أو تطوير‬
‫مؤسسة قائمة يف إطار القانون السائد‪ ،‬من اجل إنشاء ثروة ‪،‬من خبلل األخذ بادلبادرة‪ ،‬وحتمل ادلخاطر‪ ،‬والتعرف‬
‫على فرص األعمال‪ ،‬ومتابعتها وجتسيدىا على أرض الواقع‪.‬‬

‫‪ .2‬الفرق بين إنشاء المؤسسات والمقاوالتية ‪ :‬من خبلل نقاط التوافق واالختبلف التالية‪:‬‬

‫نقاط االتفاق ‪:‬‬


‫‪ -‬كبلمها عبارة عن إنشاء مؤسسة بصفة قانونية‪.‬‬
‫‪ -‬كبلمها لو نسبة سلاطرة‪.‬‬
‫‪ -‬منشئومها يتوقعون ربح من وراء إنشائهما ‪.‬‬
‫‪ -‬قد تصبح ادلؤسسة ادلقاوالتية مؤسسة منطية إذا قلدت منتجاهتا بشكل واسع ‪ ،‬يف ظل عدم تطويرىا‪.‬‬

‫نقاط اإلختالف ‪:‬‬


‫‪ -‬تتسم ادلقاوالتية بأهنا إنشاء مؤسسة غَت منطية‪ ،‬فهي تتميز باإلبداع ‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع نسبة ادلخاطرة يف ادلقاوالتية ألهنا تأيت باجلديد‪ ،‬ومبعدالت عوائد مرتفعة يف حالة قبول ادلنتج يف السوق‬

‫‪6‬‬
‫عادية‪1 .‬‬ ‫‪ -‬أرباح احتكارية ناجتة عن حقوق االبتكار قبل تقليدىا – مقارنة بادلؤسسة النمطية اليت تطرح منتجات‬
‫‪ -‬تتميز ادلقاوالتية بالفردية‪ ،‬مقارنة بإنشاء ادلؤسسات ىذه األخَتة اليت ديكن إنشاؤىا مع رلموعة الشركاء ‪ .‬ىذا‬
‫ما ديكن ادلقاول من شلارسة التسيَت بشكل مباشر ومستقل بدل االعتماد على رللس لئلدارة‪ ،‬وىو ما يسمح لو‬
‫بتجسيد أفكاره على أرض الواقع‪.‬‬

‫مفهوم الثقافة (روح) المقاوالتية ‪:‬‬ ‫‪- 3‬‬

‫حىت يكون ىناك نشاط مقاواليت جيب توفر ثقافة مقاوالتية وىو مفهوم يعرب عنو بالروح ادلقاوالتية‪ ،‬إضافة‬
‫لتأثَت احمليط وبعض العوامل اخلارجية‪ ،‬حيث عرفها البعض على أهنا رلمل ادلهارات وادلعلومات ادلكتسبة من فرد أو‬
‫رلموعة من األفراد وزلاولة استغبلذلا‪ ،‬وذلك بتطبيقها على شكل استثمار يف رؤوس األموال وذلك بإجياد أفكار‬
‫مبتكرة‪ ،‬جديدة‪ ،‬إبداع يف رلمل القطاعات ادلوجودة إضافة إىل وجود ىيكل تسيَتي تنظيمي‪ ،‬وىي تتضمن‬
‫التصرفات‪ ،‬التحفيز‪ ،‬ردود أفعال ادلقاولُت‪ ،‬باإلضافة للتخطيط واختاذ قرارات التنظيم وادلراقبة‪ ،‬كما أنو ىناك أربعة‬
‫أماكن ديكن أن ترسخ فيها ىذه الثقافة ىي‪ :‬العائلة‪ ،‬ادلدرسة‪ ،‬ادلؤسسة واحمليط ‪.‬‬

‫خلص ‪ J. P SABOURIN et Y.GASSE2‬منوذج ا يوضح فيو مفهوم الثقافة ادلقاوالتية‪ ،‬حيث يربز ادلراحل‬
‫تكوين يف رلال ادلقاولة‪ ،‬حيث ومن خبلل حتليل ذتانية برامج‬
‫ا‬ ‫اليت تقود لربوز وظهور ادلقاولُت باألخص الذين تابعوا‬
‫تكوينية الحظ الباحثان أنو توجد عبلقة إجيابية بُت التوجهات ادلقاوالتية للفرد واإلمكانيات ادلقاوالتية‪ ،‬أما عن‬
‫العوامل اليت تؤثر على ىذا النموذج فتنقسم إىل ثبلث رلموعات ‪:‬‬

‫‪ ‬المسبقات‪ :‬ودتثل رلموع العوامل الشخصية واحمليطية اليت تشجع على ظهور االستعدادات عند الفرد‪،‬‬
‫حيث وجد الباحثان أن الطلبة الذين لديهم آباء يعملون حلساهبم اخلاص لديهم قابلية إلنشاء مقاولة‬
‫أكثر من غَتىم؛‬

‫‪ ‬االستعدادات‪ :‬وىي رلموع اخلصائص النفسية اليت تظهر عند ادلقاول‪ .‬وىي احملفزات‪ ،‬ادلواقف‪ ،‬األىلية‬
‫والفائدة ادلرجوة‪ ،‬واليت تتفاعل يف ظل ظروف مبلئمة لتتحول إىل سلوك‪.‬‬

‫‪ ‬تجسيد اإلمكانيات والقدرات المقاوالتية في مشروع ‪ :‬وىذا يكون حتت تأثَت الدوافع احملركة واليت‬
‫تشمل العوامل اإلجيابية وعوامل عدم االستمرارية انقطاع ‪ .‬فكلما زادت كثافة الدوافع احملركة فهي تشجع‬

‫‪2‬‬
‫‪-BOISSIN J.-P., CASTAGNOS J-C., DESCHAMPS B, Motivations and Drawbacks‬‬ ‫‪Concerning‬‬
‫‪Entrepreneurial Action - A Study of French PhD Students, International Entrepreneurship Education: Issues and‬‬
‫)‪Newness, Cheltenham (UK), Edward Elgar Publishing Alain Fayolle and Heinz Klandt (Eds‬‬ ‫‪,‬‬
‫‪p. 263-276.‬‬

‫‪7‬‬
‫األفراد أكثر على خلق مؤسسة‪ ،‬واألفراد الذين ديلكون إمكانيات وقدرات مقاوالتية أكرب فهم حيتاجون‬
‫لدوافع زلركة أخف وأقل‪.‬‬

‫‪ A.SHAPERO‬بتأسيس منوذج تكوين احلدث ادلقاواليت‪ ،‬والفكرة‬ ‫‪et L.SOKOL‬‬ ‫ىذا وقد قام الباحثان‬
‫األساسية للنموذج تقول أنو لكي يبادر الفرد بتغيَت كبَت لتوجهو يف احلياة مثل اختاذ قرار إنشاء مؤسستو اخلاصة‪،‬‬
‫كحدث سلبي مثل التسريح من العمل أو‬ ‫فيجب أن يسبق ىذا القرار حدث ما يقوم بإيقاف الروتُت ادلعتاد‪،‬‬
‫التهجَت‪ ،‬أو حدث إيجابي مثل تأثَت العائلة أو وجود سوق ومستثمرين‪ ،‬أو حدث وسيطي مثل إهناء الدراسة‪ ،‬أو‬
‫اجليش أو اخلروج من السجن‪..‬إخل ‪.‬‬

‫‪ - 4‬خصائص المقاوالت‬

‫دتلك ادلقاوالتية أمهية يف األداء االقتصادي ومن ادلفيد حتديد العبلقة الفارقة بينهما‪ ،‬ألن كل من األعمال‬
‫الصغَتة وادلقاوالتية ختدم سلتلف الوظائف االقتصادية وتؤمن فرصا سلتلفة‪ ،‬وعموما فإن ىناك ثبلث خصائص‬
‫تشكل عبلمة فارقة بُت ادلقاولة من جهة واألعمال الصغَتة من جهة أخرى‪ ،‬تتمثل يف اآليت ‪:‬‬

‫‪ ‬اإلبداع‪ :‬يرتكز صلاح ادلقاوالت على اإلبداع مثل منتج جديد‪ ،‬طريقة جديدة يف تقدًن ادلنتج أواخلدمة‪،‬‬
‫أو التسويق أو التوزيع ‪ .‬أما ادلنظمات الصغَتة فتؤسس وتقدم ادلنتج أو اخلدمة ودتيل إىل اإلنتاج بالطريقة‬
‫اليت تؤسسها‪ ،‬وىذا ال يعٍت أهنا ال تعمل شيئا جديدا و لكنها دتيل إىل احمللية‪ ،‬وال تعمل إىل التوجو ضلو‬
‫العادلية ؛‬

‫‪ ‬إمكانية النمو‪ :‬ادلقاوالت دتلك قدرة قوية وإمكانية النمو‪،‬أكثر من األعمال الصغَتة‪ ،‬وكذلك ترتكز‬
‫على اإلبداع‪ ،‬بينما ادلشروعات الصغَتة وادلتوسطة قد تكون فريدة فقط من الناحية احمللية فهي يف الغالب‬
‫زلدودة يف إمكانية النمو؛‬

‫‪ ‬واألهداف اإلستراتيجية ‪ :‬إن ادلشروع ادلقاويل عادة يذىب إىل أبعد من األعمال الصغَتة يف األىداف‪،‬‬
‫حيث نراه ديلك أىدافا إسًتاتيجية ترتبط بالنمو‪ ،‬تطوير السوق‪ ،‬احلصة السوقية‪ ،‬ادلركز السوقي‪ ،‬رغم أن‬
‫ادلشروعات الصغَتة وادلتوسطة دتلك بعض األىداف تكون عادة مرتبطة بادلبيعات وبعض األىداف ادلالية‬
‫‪.‬‬
‫باإلضافة إىل ما سبق‪:‬‬

‫‪ -‬تتسم ادلقاوالتية بأهنا إنشاء مؤسسة غَت منطية فهي تتميز باإلبداع ؛‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬تتميز ادلقاوالتية بارتفاع نسبة ادلخاطرة فيها ألهنا تأيت باجلديد‪ ،‬ومبعدالت عوائد مرتفعة يف حالة قبول ادلنتج يف‬
‫السوق؛‬
‫‪ -‬دتتلك أرباح احتكارية ناجتة عن حقوق االبتكار قبل تقليدىا – مقارنة بادلؤسسة النمطية اليت تطرح منتجات‬
‫عادية؛‬
‫‪ -‬تتميز ادلقاوالتية بالفردية النسبية ‪ -3‬ادلبادرة ‪-‬مقارنة بإنشاء ادلؤسسات ىذه األخَتة اليت ديكن إنشاؤىا مع‬
‫رلموعة الشركاء‪ .‬ىذا ما ديكن ادلقاول من شلارسة التسيَت بشكل مباشر ومستقل بدل االعتماد على رللس‬
‫لئلدارة‪ ،‬وىو ما يسمح لو بتجسيد أفكاره على أرض الواقع ‪.‬‬

‫الشك أن للمقاول دور يتعدى شخصو إىل التأثَت على ميكانيزمات االقتصاد الكلي‪ ،‬والتوازنات ادلرتبطة بو‪ ،‬مرورا‬
‫بالبيئة االجتماعية اليت ذلا عبلقة قوية باحلالة االقتصادية‪ ،‬ومن بعض آثار االقتصادية للمقاولة‪:‬‬

‫‪ ‬زيادة متوسط دخل الفرد والتغيير في هياكل األعمال والمجتمع ‪ :‬تعمل ادلقاولة على زيادة متوسط‬
‫الدخل الفردي‪ ،‬وتسمح بتشكل الثروة لؤلفراد عن طريق زيادة عدد ادلشاركُت يف مكاسب التنمية‪ ،‬شلا‬
‫حيقق العدالة يف توزيع مكاسب التنمية؛‬

‫‪ ‬توجيه األنشطة للمناطق التنموية المستهدفة‪ :‬تستطيع الدولة أن تشجع االجتاه ادلقاواليت يف أعمال‬
‫معينة مثل ‪:‬األعمال التكنولوجية‪ ،‬أو تشجيع التوجو ضلو مناطق معينة وذلك عن طريق بعض احلوافز‬
‫التشجيعية للرياديُت إلقامة مشاريعهم يف تلك التخصصات أو تلك ادلناطق؛‬

‫‪ ‬تنمية الصادرات والمحافظة على استمرارية المنافسة‪ :‬من خبلل تغذيتها للمنظمات الكبَتة ادلختلفة‬
‫بادلواد الوسيطة اليت حتتاج إليها‪ ،‬حيث ديكن أن تعتمد عليها ادلنظمات الكبَتة يف إنتاج بعض ادلواد‬
‫الوسيطة بدل استَتادىا‪ ،‬شلا يؤدي إىل خفض التكاليف اإلنتاج يف ادلنظمات الكبَتة وإعطائها القدرة‬
‫‪4‬‬
‫على استمرارية ادلنافسة يف األسواق العادلية؛‬

‫‪ ‬والمساهمة في النمو السليم لالقتصاد‪ :‬ىي ضرورية لنمو ىب بشكل سليم فهي مصدر مهم‬
‫االستمرار ادلنافسة ودتكُت الشركات الكبَتة من الًتكيز على النشاطات اليت تستدعي رأمسال كبَت‪ ،‬أيضا‬
‫ادلقاوالت تساعد على إيصال اخلدمات األساسية للسكان يف ادلناطق النائية‪ ،‬كما أهنا مهمة لئلبداع‬

‫‪-‬ﺷﺭﻛﺔ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﻳﻌﻧﻲ ﺍﻟﻔﺭﺩ‪/‬ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟ ﻣﺎﻟﻛﻳﻥ ﻫﻡ ﺍﻟﻣﺅﺳﺳﺔ ﻭ ﻟﻳﺱ ﻟﻬﺎ ﻭﺟﻭﺩ ﻣﻧﻔﺻﻝ ﻋﻧﻬﻡ‪ ،‬ﻗﺩ ﺗﻛﻭﻥ ﻣﺅﺳﺳﺔ ﻓﺭﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺗﺿﺎﻣﻥ ﺃﻭ ﻏﻳﺭﻫﺎ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫‪Aziz bouslikhane, Enseignement De L’Entrepreneuriat: Pour Un Regard Paradigmatique Autour DeProcessus‬‬
‫‪Entrepreneuriat, Thèse de Doctorat non publié en Sciences de Gestion, Université de Nancy 2, p59.‬‬

‫‪9‬‬
‫ولتطوير سلعأ أو خدمات‪ ،‬باإلضافة لدورىا الكبَت يف تطوير القدرات اإلدارية الفردية ولتوفَت الفرص‬
‫لؤلفراد الذين يتمتعون بنزعة لبلستقبللية والعمل اخلاص احلر لتلبية حاجاهتم ىذه‪.‬‬

‫كما تتمثل اآلثار االجتماعية فيما يلي ‪:5‬‬

‫‪ ‬عدالة التنمية االجتماعية وتوزيع الثروة ‪ :‬عمل ادلقاولة على حتقيق التوازن اإلقليمي يف ربوع اجملتمع‬
‫لعملية التنمية االقتصادية صناعة ‪ ،‬جتارة‪ ،‬خدمات‪ ،‬مقاوالت ويف االنتشار اجلغرايف‪ ،‬وزيادة فرص العمل‬
‫وإزالة الفوارق اإلقليمية الناجتة عن تركيز األنشطة االقتصادية يف إقليم معُت؛‬

‫‪ ‬المساهمة في تشغيل المرأة‪ :‬تلعب ادلقاولة واألعمال الصغَتة دورا كبَتا يف االىتمام بادلرأة العاملة من‬
‫خبلل دورىا الفاعل يف إدخال العديد من األشغال اليت تتناسب مع عمل ادلرأة كالعمل على احلاسب‪،‬‬
‫اخلياطة‪....‬اخل كما تساعد عل ى تشجيع ادلرأة على البدء بأعمال ريادية تقودىا بنفسها لتسهم بذلك‬
‫مسامهة فاعلة يف بناء االقتصاد الوطٍت؛‬

‫‪ ‬الحد من هجرة السكان من الريف إلى المدن‪ :‬يعد وجود ادلقاولُت وادلنظمات الصغَتة يف االقتصاد‬
‫الوطٍت إحدى الدعائم األساسية يف تثبيت السكان‪ ،‬وعدم اذلجرة من األرياف إىل ادلدن واليت تًتكز فيها‬
‫عادة ادلنظمات الكبَتة‪ ،‬لذا البد من وجود برامج تنموية تساعد التخفي فمن الفقر والبطالة‪ ،‬وتعمل‬
‫على بناء طبقة متوسطة يف األرياف بدال من اذلجرة إىل ادلدن حيث التلوث والضغط على خدمات البنية‬
‫التحتية ؛‬

‫إن دراسة موضوع إنشاء ادلؤسسات يتسم بتعدد األوجو وصعوبة التحديد‪ ،‬لكون ىذا النمط من ادلؤسسات منطا‬
‫غَت متجانس وحتكمو زلددات متناقضة ومتداخلة‪ ،‬تشكل يف تفاعلها مع بعضها توليفة تنتج الدافع إلنشائها‬
‫واذلدف من وراء ذلك‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ثالثا‪ :‬المقاولة‬
‫أصبح مفهوم ادلقاولة شائع االستعمال ومتداول بشكل واسع خاصة مع انتشار مسألة ادلبادرة الفردية‬
‫واإلبداع الفكري‪ ،‬ويعد "بيتر دراكر" ‪ 6‬من األوائل الذين أشاروا إىل ذلك يف سنة ‪ 1985‬من خبلل إشارتو إىل‬
‫حتول االقتصاديات احلديثة من اقتصاديات التسيير إىل اقتصاديات مقاوالتية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬تعريف المقاولة‬

‫أصبحت ادلقاولة من ادلصطلحات الكثَتة التداول‪ ،‬حيث باتت تعرف حاليا كمجال للبحث‪ ،‬ونظرا ألمهيتها‬
‫ادلتزايدة أصبحت كل من احلكومات والباحثُت االقتصاديُت بتطوير اإلبداع الفكري وتشجيع ادلقاولُت وقدرهتم‬
‫على االستمرار يف السوق ومنوىم‪.‬‬

‫‪ -‬مفهوم المقاولة‪ :‬استخدم مفهوم ادلقاولة على نطاق واسع يف عامل األعمال اليابانية أين تنتشر مؤسسات‬
‫االستحداث‪ ،‬ويف‬ ‫األعمال ادلقاوالتية كنتيجة للتقدم التكنولوجي والسلعي واخلدمي إذ كانت ادلقاولة تعٍت دائما‬
‫حقل إدارة األعمال فيقصد هبا إنشاء مشروع جديد أو تقدًن فعالية مضافة إىل االقتصاد‪.‬‬
‫وديكن تعريف ادلقاولة على أهنا حركية إنشاء واستغبلل فرص األعمال من طرف فرد أو عدة أفراد وذلك عن‬
‫طريق إنشاء منظمات جديدة من أجل خلق القيمة أو منفعة‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى أصبح موضوع ادلقاوالتية يشكل حيز اىتمام كبَت من قبل الشباب ألنو ديس مشكلة البطالة‪،‬‬
‫فهذا ادلفهوم يرتبط أكثر بادلبادرة والنشاط فاألفراد الذين ديلكون روح ادلقاولة ذلم إرادة جتريب أشياء جديدة‪ ،‬أو‬
‫القيام باألشياء بشكل سلتلف ليتماشى ذلك مع قدرهتم على التكيف مع التغيَت‪ ،‬وىذا عن طريق عرض أفكارىم‬
‫والتصرف بكثَت من االنفتاح وادلرونة‪.‬‬

‫ىناك رلموعة من ادلقاربات اليت تعرف ادلقاولة منها‪:‬‬

‫المقاربة الوصفية اليت سعت لفهم دور ادلقاول يف االقتصاد واجملتمع مستعملة العلوم االقتصادية يف‬ ‫‪.1‬‬

‫حتليبلهتا؛‬
‫المقاربة السلوكية اليت سعت لتفسَت نشاط وسلوكيات ادلقاول وفق ظروفو اخلاصة ؛‬ ‫‪.2‬‬

‫‪-‬بيتر دراكر ﻫوبيتر ﻓردنﺎند دراكر ‪ Peter Ferdinand Drucker‬كﺎتب إﻗتصﺎدي أميركﻲ من أصﻝ نمسﺎوي يﻬودي‪ ،‬وﻟد ﻓﻲ ﻓيينﺎ ‪ ،‬اﻟنمسﺎ ﻓﻲ‬
‫‪6‬‬

‫توﻓﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪2005‬م‪.‬ﻟه أﻋمﺎﻝ ﻋديدة آخرﻫﺎ‬


‫ّ‬ ‫‪1909‬م وﻋﺎش ﻓﻲ اﻟواليﺎت اﻟمتحدة اﻷمريكيﺔ ﻓﻲ اﻟﻔترة بين ‪ 19‬نوﻓمبر ‪ 1909‬و ‪ 11‬نوﻓمبر‪2005‬‬
‫اﻟﻔﻌﺎﻝ ﻓﻲ اﻷداء‬
‫اﻟمدير اﻟتنﻔيذي ّ‬

‫‪11‬‬
‫المقاربة المرحلية اليت حللت ضمن منظور زمٍت وموقفي ادلتغَتات الشخصية واحمليطية اليت تشجع أو‬ ‫‪.3‬‬

‫دتنع وتعيق الروح ادلقاوالتية‪ ،‬حيث تعرف ادلقاربة ادلرحلية ادلقاولة على أهنا رلموعة من ادلراحل ادلتعاقبة‬
‫تبدأ من امتبلك الشخص دليول مقاوالتية إىل غاية تبٍت السلوك ادلقاواليت‪ ،‬ويتوسط ىذه ادلراحل مرحلة‬
‫اختاذ قرار الدخول جملال ادلقاولة وىذا األخَت تسبقو مرحلة تسمى مبرحلة التوجو ادلقاواليت الذي يعرف‬
‫بأنو إرادة فردية أو استعداد فكري يتحول إىل إنشاء مؤسسة وذلك يف ظل ظروف معينة ‪.‬‬

‫حتدث " جوزيف شمبتر" ‪7‬عن خلق القيمة‪ ،‬فهي تدرج ىذا ادلفهوم كمبدأ أساسي للمقاولة‪ ،‬والذي‬
‫يتحدث عن درجة اإلبداع‪ ،‬أو القيمة ادلضافة عن طريق ادلنظمة وبدفع من الفرد‪ ،‬الذي يدخل يف حركية التغيَت‬
‫على ادلستوى الشخصي‪ ،‬ونقول عن الوضع بأنو مقاواليت مادام ىناك حركية يف التغيَت ادلتبلزمة بُت الفرد ووسائل‬
‫خلق القيمة‪.‬‬

‫وديكن استخبلص تعريف مشًتك وىو ادلقاولة ىي عملية إنشاء واستغبلل فرص أعما ل من طرف فرد أو‬
‫عدة أفراد يتمتعون بروح ادلقاوالتية وذلك مبنظمات جديدة من أجل خلق القيمة‪.‬‬

‫‪ - 2‬تصنيف المقاوالت‪:‬‬
‫يتنوع نسيج ادلقاوالت تبعا للمعايَت ادلعتمدة يف تصنيفها ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التصنيف القديم للمقاولة ‪:‬قبل ظهور التصنيفات احلديثة‪ ،‬كانت ادلقاوالت تصنف بشكل بسيط فكانت‬
‫تشمل‪:‬‬

‫‪ 1‬المقاوالت المنتجة‪ :‬وىي مقاوالت تقدم منتجات يف هناية دورهتا اإلنتاجية‪ ،‬وىي‪:‬‬

‫‪ -‬المقاولة الصناعية ‪ :‬وىي اليت تقتٍت مواد أولية أو نصف مصنعة وتصنعها فتنتج من خبلذلا منتجات‬
‫تامة الصنع‪ ،‬جاىزة لبلستهبلك أو االستعمال يف تصنيع منتجات أخرى ويتم بيعها يف السوق ‪.‬‬
‫‪ -‬مقاولة الصيد البحري‪ :‬وىي اليت تعمل على صيد األمساك قبل بيعها يف السوق للمستهلك‪.‬‬
‫منتجات‬ ‫‪ -‬المقاولة الفالحية‪ :‬وىي اليت تزاول نشاطها االقتصادي بادليدان الفبلحي‪ ،‬حيث تنتج‬
‫فبلحيو من خضر وفواكو وحبوب‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪-7‬جوزيف شومبتر اﻗتصﺎدي نمسﺎوي أمريكﻲ كﺎن وزير مﺎﻟيﺔ اﻟنمسﺎ ﻟسنﺔ ‪1919‬م ثم أصبح يدرس ﻓﻲ ﻫﺎرﻓﺎرد و استقر ﻓﻲ أمريكﺎ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ 2‬المقاوالت غير المنتجة‪ :‬وىي مقاوالت ال تقدم شيءا ملموسا بل غَت ملموس وتشمل‪:‬‬

‫‪ -‬المقاولة التجارية‪ :‬ىي مقاولة متخصصة يف شراء وإعادة بيع سلع بشكل مباشر‪ ،‬أي دون اللجوء‬
‫إىل أي طريقة لتحويلها إىل سلع أخرى جاىزة ‪.‬‬
‫‪ -‬المقاولة الخدماتية‪ :‬وىي مقاولة تقوم بإنتاج وبيع سلع غَت زلسوسة (خدمات)‬
‫‪ -‬مقاولة المهن الحرة‪ :‬وىي اليت تقوم بنشاط مدين مطابق دلهنة حرة مقننة ذات نفع عام كمكاتب‬
‫الدراسات احلرة ومكاتب ادلوثقُت وعيادات األطباء‪...‬اخل‬

‫ثانيا‪ :‬التصنيف الحديث للمقاولة‪ :‬يعتمد التصنيف احلديث للمقاولة على معايَت متعددة أمهها‪:‬‬

‫ىناك العديد من ادلعايَت اليت تصنف على أساس ىذه ادلقاوالت‪ ،‬وديكن تصنيفها كما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬حسب حجم المقاولة ‪:‬يأخذ ىذا التصنيف بعُت االعتبار حجم ادلقاولة والذي ديكن قياسو باالعتماد‬
‫على معايَت جزئية مع اختبلف يف احلد األدىن واحلد األقصى لقيم ىذه ادلؤشرات من بلد إىل آخر كمبلغ‬
‫الرأس ادلال ادلايل‪ ،‬ومستوى رقم ادلعامبلت‪ ،‬وحجم اليد العاملة ‪.‬يقاس ھذا ادلعيار انطبلقا من وحدات‬
‫قياس تتعلق بـ‪:‬‬
‫‪ -‬عدد العاملُت؛‬
‫‪ -‬قيمة رأس ادلال؛‬
‫‪ -‬قيمة ادلبيعات‪.‬‬
‫وىي أيضا حسب نفس ادلعيار تتكون من‪:‬‬
‫‪ -‬مقاوالت صغَتة احلجم‪ :‬تتعلق بأعمال ادلهن احلرة و احلرفية‪.‬‬
‫‪ -‬مقاوالت كبَتة احلجم‪ :‬وتشمل النشاطات الكبَتة كالبناء والتشييد‪.‬‬

‫‪ .2‬حسب ملكية رأس المال‬


‫المقاولة العمومية‪ :‬وىي مقاوالت ديلكها القطاع العام سواء كان إدارة مركزية أو رتاعات زللية‪.‬‬
‫وتكون ھنا ملكية رأس ادلال كملكية كاملة للدولة‪.‬‬
‫المقاولة الخاصة‪ :‬وىي مقاوالت ديلكها القطاع اخلاص سواء كانت مقاولة فردية أو عائلية أو شركة‬
‫مسامهة‪ .‬إذا كانت ملكية رأس ادلال بيد اخلواص سواء كانت ادللكية فردية رتاعية‪ ،‬يف شكل شركة‬
‫مسامهة‪ ،‬شركة تضامن‪ ،‬أو شركة ذات مسؤولية زلدودة‬

‫‪13‬‬
‫المقاولة شبه العمومية أو شبه خاصة‪ :‬وىي مقاوالت ديتلك أسهمها القطاع العام والقطاع اخلاص‬
‫بنسب متفاوتة‪ .‬تكون ملكية رأس ادلال مشًتكة بُت الدولة أو ادلؤسسات العمومية والقطاع اخلاص‪.‬‬

‫‪ .3‬حسب نشاط المقاولة ‪:‬يعتمد ىذا التصنيف على معيار القطاع االقتصادي‪ ،‬وعلى ىذا األساس ديكن‬
‫التمييز بُت رلموعة من ادلقاوالت حسب نوع القطاع االقتصادي الذي تزاول فيو أنشطتها‪ ،‬وىذه‬
‫القطاعات االقتصادية إرتاال ىي كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬القطاع األول‪ :‬يضم ادلقاوالت اليت تنشط يف القطاع الفبلحة والصيد البحري وتربية ادلواشي‬
‫واستخراج ادلعادن‪ . .....‬إخل‪.‬‬
‫‪ -‬القطاع الثاني‪ :‬يضم ادلقاوالت اليت تنشط يف رلال الصناعات الًتكيبية والتحويلية والكيماوية‪.‬والبناء‬
‫واألشغال العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬القطاع الثالث‪ :‬وىي ادلقاوالت اليت تنشط بالنشاطات التجارية أي قطاع اخلدمات (كالنقل‬
‫والتجارة)‪.‬‬

‫‪ .4‬حسب طبيعة العمل وأهداف التخصص‪ :‬وديكن تقسيمها إىل‪:‬‬


‫‪ -‬المقاوالت التجارية ‪:‬تنقسم إىل مقاوالت التوزيع أو التوريد اليت تقوم ببيع ادلواد األولية إىل ادلصانع‬
‫أو السلع ادلصنعة على حاذلا مستوردة أو مصدرة إىل ادلستهلكُت؛‬
‫‪ -‬مقاوالت اإلنتاج‪ :‬وىي اليت تشًتي ادلواد األولية أو تستخرجها من باطن األرض وتقوم بتحويلها‬
‫إىل سلع مصنعة أو نصف مصنعة قصد البيع ؛‬
‫‪ -‬مقاوالت تقديم الخدمات‪ :‬ادلتخصصة يف اصلاز بعض األشغال كمقاوالت النقل ‪،‬التخزين‪ ،‬تأجَت‬
‫ادلنقوالت والعتاد؛‬
‫‪ -‬مقاوالت الوساطة أو الدعم‪ :‬واليت تقوم بتسهيل اإلجراءات أمام التجار وادلقاولُت يف إبرام‬
‫الصفقات كأعمال السمسرة والوكالة بالعمولة ؛‬
‫‪ -‬المقاوالت الصناعية‪ :‬وىي اليت تقوم على ادلعطيات االقتصادية كالتنظيم‪ ،‬رأس ادلال‪،‬التجهيزات‬
‫واليد العاملة؛‬
‫‪ -‬المقاوالت الفالحية‪ :‬وىي اليت تعتمد على النشاط الفبلحي ؛‬
‫‪ -‬المقاوالت الحرفية‪ :‬مقاوالت احلرف اليدوية الصغَتة اليت تعتمد على اإلبداع اليدوي الفٍت‬
‫والفكري أكثر من اعتمادىا على اآللة؛‬
‫‪ -‬المقاوالت البنكية والمالية‪ :‬تقوم باخلدمات والدعم يف عملية االئتمان والنقود كبورصات الشركات‬
‫البنكية ووكاالت التأمُت‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ .5‬التصنيف حسب الجنسية‪ :‬يعتمد ىذا التصنيف على معيار جنسية مالكي أصول ادلقاولة‪ ،‬وعليو فإن‬
‫ادلقاوالت تصنف إىل ما يلي‪:‬‬
‫* المقاوالت الوطنية‪ :‬وديلك أصوذلا مواطنون من البلد الذي تتواجد فيو ادلقاولة إذا كانت ادلقاولة‬
‫خاصة أو ديلك أصوذلا القطاع العام إذا كانت ادلقاولة عمومية‪.‬‬
‫* المقاوالت األجنبية‪ :‬وديلك أصوذلا أشخاص أجانب أو قطاع عام أجنيب‪ ،‬خاصة فيما يسمى‬
‫باالستثمارات األجنبية ادلباشرة أو الشركات ادلتعددة اجلنسيات‪.‬‬
‫* المقاولة المختلطة‪ :‬وديلك أصوذلا أشخاص أجانب ومواطنون زلليون بنسب سلتلفة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المحور الثالث‪:‬المقاوالتية في الجزائر‬

‫إن برامج اإلصالح االقتصادي اليت اعتمدهتا اجلزائر منذ سنوات تضع فــي االعتبار حتمية قيام القطاع‬
‫اخلاص بدور فاعل يف عملية التنمية‪ ،‬وبشكل خاص ادلشروعات الصغيـرة وادلتوسطة اليت تؤمن قيام نسيج صناعي‬
‫متكامل يسمح خبلق فرص للعمل وبتحقيق معدالت منو مرتفعـة ومتوازنة جهويا‪.‬‬

‫إن التشريعات والتنظيمات اخلاصة باالستثمار يف اجلزائر بدأت تشهد مرونة اذباه القطاع اخلاص ابتداء‬
‫من سنة ‪ 1988‬من خالل القانون ادلؤرخ يف ‪19‬جويلية ‪ 1988‬الذي حرر سقف االستثمار اخلاص و مسح‬
‫للمستثمرين باالستثمار يف عدة قطاعات‪ .‬بعـدىا وإىل غاية ‪ 1990‬من خالل القانون ادلؤرخ يف ‪ 14‬أبريل‬
‫‪ 1990‬ادلتعلق بالقرض والنقد الذي جاء إلرساء مبدأ توحيد ادلعاملـة بني ادلؤسسات اخلاصة والعامـة بالنسبـة‬
‫إلمكانيات احلصول على االئتمان وإعادة التمويل من البنك ادلركزي وأسعار الفائدة بينما أصبحت األوراق ادلالية‬
‫بني القطاعيـن زبضع لنفس معايري األىلية ‪.‬مث تاله يف سنة ‪ 1991‬ادلرسوم ادلؤرخ يف ‪ 19‬فيفري ‪ 1991‬ادلتضمن‬
‫ربرير التجارة اخلارجية الذي يضمن حرية التجارة اخلارجية وخيضع القطاعني ( العام واخلاص) لنفس معايري‬
‫وشروط التصدير واالسترياد‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تحديد الفئة المستهدفة في قطاع المقاوالتية طبقا للمشرع الجزائري ‪:‬‬
‫لقد دعم مشروع اإلصالح االقتصادي بقانون خاص باالستثمار صودق عليو يف ‪ 13‬أكتوبر ‪،1993‬‬
‫ىذا القانون الذي أعلن صراحة حرية االستثمـار وتشجيع ادلستثمرين‪ ،‬دبا يقدمو من حوافز وإعفاءات‪ ،‬مث تاله‬
‫القانون التوجيهي لًتقية ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة الصادر سنة والذي ‪ 2001‬والذي عدل دبوجب قانون‬
‫صدر يف ‪ 10‬يناير سنة ‪ 2017‬يتضمن القانون التوجيهي لتطوير ادلؤسسات الصغرية وادلتوسطة والذي يعلن‬
‫صراحة عن تشجيع إنشاء مؤسسات صغرية ومتوسطة وترقية ثقافة ادلقاولة(اجلريدة الرمسية‪.)2017 ،‬‬

‫يضم قطاع ادلقاوالتية قطاع ادلؤسسات الصغرية وادلتوسطة واليت عرفها ادلشرع اجلزائري يف" ادلادة الرابعة‬
‫من القانون رقم ‪ ،17- 402‬الصادر بتاريخ ‪ 10‬جانفي ‪ ،2017‬ادلتضمن ترقية ادلؤسسات الصغرية وادلتوسطة" بأهنا ‪:‬‬
‫" مؤسسات إنتاج السلع واخلدمات تشغل من ‪ 01‬إىل ‪ 250‬شخص وال يتجاوز رقم أعماذلا ‪ 4‬مليار دينار أو ال‬
‫يتعدى إمجايل حصيلتها السنوية ‪ 01‬مليار دينار جزائري" وىي ربًتم معايري االستقاللية‪ ،‬وفيما يلي تصنيفها‪:‬‬

‫تعريف ادلؤسسات الصغرية وادلتوسطة حسب القانون اجلزائري‬ ‫جدول رقم ‪: 01‬‬
‫ادليزانية السنوية‬ ‫رقم األعمال‬ ‫عدد العمال‬ ‫ادلؤسسة‬
‫أقل من ‪ 10‬مليون دينار‬ ‫أقل من ‪ 20‬مليون دينار‬ ‫من ‪ 01‬إىل ‪09‬‬ ‫مصغرة‬
‫أقل من ‪ 100‬مليون دينار‬ ‫أقل من ‪ 200‬مليون دينار‬ ‫من ‪ 10‬إىل ‪49‬‬ ‫صغرية‬
‫من ‪ 100‬إىل ‪ 500‬مليون دينار‬ ‫من ‪ 200‬مليون إىل ‪ 2‬مليار‬ ‫من ‪ 50‬إىل ‪250‬‬ ‫متوسطة‬

‫ادلصدر ‪:‬اجلريدة الرمسية رقم ‪ 02‬الصادرة بتاريخ ‪ 10‬جانفي‪2017‬‬


‫ثانيا‪ :‬هيئات المرافقة المقاوالتية في الجزائر‬
‫لقد دعمت التطورات يف التشريعات والنصوص القانونية‪ ،‬إنشاء األجهزة اليت تتكفل بتنمية ادلشروعات‬
‫الصغرية وذلك من خالل أجهزة سلتلفة تعترب أىم القنوات إلنشاء وتطوير ىذا النوع من ادلشروعات‪.‬تتمثل يف‬
‫الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب‪ ،‬الصندوق الوطين للتأمني على البطالة‪ ،‬والوكالة الوطنية للقرض ادلصغر‪.‬‬

‫وللنهوض بقطاع ادلؤسسات الصغرية وادلتوسطة سعت السلطات بوضع منظومة من اإلجراءات التنظيمية‬
‫واذليئات الداعمة‪ ،‬وكانت البداية بإصدار قانون ترقية ادلؤسسات الصغرية وادلتوسطة سنة ‪ ، 2001‬وقصد ربقيق‬
‫أىداف ىذا ادلرسوم مت إنشاء رلموعة من األجهزة لتمويل ومرافقة ادلقاولني يف عملية إنشاء مؤسساهتم الصغرية‬
‫وادلتوسطة ‪ ،‬وقد كانت البداية بإنشاء الصندوق الوطين للتأمني عن البطالة‪ ،‬مث الوكالة الوطنية لدعم تشغيل‬
‫الشباب وأخريا الوكالة الوطنية لتسيري القرض ادلصغر‪ ،‬وفيما يلي سنستوضح مسامهة ىذه اذليئات يف تطوير امل ص‬
‫و م‪.‬‬

‫تركزت يف اجلزائر رلهودات عملية ادلرافقة ادلقاوالتية يف رلموعة من اذليئات اليت تسعى باألساس إىل توفري‬
‫التمويل الالزم والتشجيع من خالل احلوافز الضريبية وشبو الضريبية خللق ادلشروعات اجلديدة‪ ،‬لذا قامت بازباذ‬
‫عدة تدابري وإجراءات من خالل إنشاء العديد من اذليئات واذلياكل اليت هتدف إىل ترقية ادلقاوالت ومتابعتها‬
‫ومعاجلة ادلشاكل وادلعوقات اليت تواجهها وربسني وضعيتها ‪-‬على رأسها قطاع وزاري قائم بذاتو ىو وزارة‬
‫ادلؤسسات الناشئة واقتصاد ادلعرفة‪ ،‬نذكر أمهها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬هيئات التمويل الكبير‬

‫‪ANSEJ‬سابقا)‬ ‫‪ -‬الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاوالتية ( الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‬

‫‪ 296-96‬ادلؤرخ يف ‪ 8‬سبتمرب ‪ 1996‬مقرىا دبدينة‬ ‫أنشأت الوكالة دبوجب ادلرسوم التنفيذي رقم‬
‫اجلزائر وذلا ‪ 53‬فرعا على ادلستوى الوطين‪ ،‬و تستهدف الشباب العاطلني عن العمل بني ‪ 19‬و ‪ 35‬سنة الذين‬
‫يرغبون يف إنشاء مشاريعهم الصغرية اخلاصة‪ ،‬وىو جهاز مهم خاصة أن ‪ ٪70‬من العاطلني عن العمل ىم دون‬
‫سن ‪ 30‬سنة‪ ،‬بالنسبة لشرط السن حلاملي ادلشاريع ديكن سبديدىا إىل ‪ 40‬سنة إذا كان ادلشروع ادلقًتح يولد ما‬
‫ال يقل عن ثالثة وظائف دائمة‪ ،‬وتتمثل صيغ التمويل ادلقدمة يف التمويل الثنائي أو الثالثي‪.‬‬

‫التمويل الثنائي‪ :‬يتعلق التمويل الثنائي دبستويني‪ ،‬ادلستوى األول يكون مبلغ االستثمار ال يتجاوز ‪5‬‬ ‫‪-‬‬
‫مليون دينار جزائري‪ ،‬وتكون ادلسامهة الشخصية ‪ %75‬أما مسامهة الوكالة ‪ ،%25‬كما دينح للمقاول‬
‫قرض بدون فائدة‪ ،‬أما ادلستوى الثاين حيث مبلغ االستثمار يكون من ‪ 5‬مليون دينار جزائري إىل ‪10‬‬
‫مليون دينار جزائري‪ ،‬وتكون ادلسامهة الشخصية بنسبة ‪ %80‬أما الوكالة فتساىم بنسبة ‪.%20‬‬

‫التمويل الثالثي‪ :‬يشمل ىذا النوع من التمويل ادلسامهة ادلالية للمقاول باإلضافة إىل الوكالة الوطنية لدعم‬ ‫‪-‬‬
‫تشغيل الشباب عن طريق قرض بدون فائدة طويل ادلدى‪ ،‬وأيضا قرض بنكي يقوم البنك دبنحو عن طريق‬
‫معدل فائدة معني خيفض جزء منو وتأخذه الوكالة على عاتقها ويتم ضمانو من قبل صندوق الكفالة‬
‫ادلشًتكة لضمان أخطار القروض‪ ،‬يندرج ضمن التمويل الثالثي مستويان مها‪:‬‬
‫‪-‬ادلستوى األول يكون مبلغ اإلستثمار ال يتجاوز ‪ 5‬مليون دينار جزائري‪ ،‬وتكون ادلسامهة الشخصية‬
‫‪ ،%5‬مسامهة الوكالة ‪ %25‬أما الباقي ‪ %70‬فهي مسامهة القرض البنكي‪.‬‬
‫‪-‬ادلستوى الثاين ويكون مبلغ اإلستثمار أكرب من ‪ 5‬مليون دينار جزائري إىل ‪ 10‬مليون دينار جزائري‪،‬‬
‫وتكون ادلسامهة الشخصية من ‪ 8‬إىل ‪ ،%10‬مسامهة الوكالة ‪ ،%20‬والباقي عبارة عن مسامهة القرض البنكي‪1.‬‬

‫‪ -‬الصندوق الوطني للتأمين على البطالة ‪CNAC‬‬

‫ىو ىيئة حكومية أنشئت يف سنة ‪ 1994‬للتخفيف من العواقب االجتماعية النامجة عن التسرحيات‬
‫اجلماعية لألجراء العاملني بالقطاع اإلقتصادي وادلقررة نتيجة لتطبيق سلطط التعديل اذليكلني تأسس بادلرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 188 -94‬ادلؤرخ يف ‪ 6‬جويلية ‪1994‬م‪،‬يعمل الصندوق على أداء رلموعة من ادلهام وىي عبارة‬
‫عن مساعدات مالية وأخرى رلانية من أجل تقليص خطر البطالة االقتصادية‪ ،‬حيث يوفر أيضا ادلساعدة يف إنشاء‬
‫ادلؤسسات لكبار السن العاطلني عن العمل بني ‪ 30‬و ‪ 50‬عاما‪ ،‬بالشراكة مع وزارات ومؤسسات الدولة‪،‬‬
‫تعمل ‪ CNAC‬على ضمان وتوفري مجيع الظروف للتمكن من إصلاز ادلزيد من ادلشاريع‪ ،‬كما توفر أيضا‬
‫‪( ANSEJ‬قرض ثالثي بني‬ ‫خدمات أو مساعدات مالية تشبو إىل حد بعيد ما تقدمو‬
‫ادلقاول‪ CNAC ،‬والبنك)‪ ،‬وكذلك ادلرافقة يف مجيع مراحل ادلشروع‪،‬وقد تطرق ادلرسوم التنفيذي رقم ‪04-02‬‬
‫إىل كل الشروط التفصيلية لذلك ‪ ،‬حيث ديول الصندوق نشاطات إنتاج السلع واخلدمات ويوجو بصفة أكثر عند‬
‫اقتناء التجهيزات ويستخدم صيغة التمويل الثالثي على مستويني‪ ،‬ادلستوى األول عندما تكون قيمة االستثمار أقل‬
‫أو تساوي ‪ 5‬ماليني دينار جزائري‪ ،‬وادلستوى الثاين عندما تكون قيمة االستثمار أكثر من ‪ 5‬ماليني دينار‬
‫جزائري ‪,‬تقل أو تساوي ‪ 10‬ماليني دينار جزائري‪ ،‬ويقدم الصندوق قروض بدون فائدة وإعانات لكراء زلل‬
‫إليواء ادلؤسسة الصغرية‪،‬يقدم الصندوق إعانة دببلغ يقدر ‪ 500.000‬دينار جزائري بدون فائدة لكراء زلل إليواء‬
‫النشاطات ادلستقرة‪ ،‬أو القتناء مقاوالت متنقلة بالنسبة لألنشطة غري القارة‪ ،‬ويساعد الصندوق حاملوا شهادة‬
‫التعليم العايل على إنشاء مكاتب مجاعية وفقا للصيغ السابقة كما يستفيدون من مجع حصص احلد األقصى‬
‫لإلستثمار وفقا لعدد الشباب أصحاب ادلشاريع‪ ،‬وإرجاء دلدة ثالث سنوات لتسديد القرض البنكي ودلدة سنة‬
‫لدفع الفوائد البنكية‪ ،‬إعانة دببلغ يصل إىل مليون دينار جزائري لكراء زلل إليواء ادلكتب اجلماعي‪.‬‬

‫كما نشري إىل أن اذليئات السابقة تقدم ربفيزات جبائية عدة مثل إعفاء كلي للرسم على النشاط‬
‫ادلهين‪ ،‬الضريبة على الدخل اإلمجايل‪ ،‬الضريبة على أرباح الشركات‪ ،‬والرسم على القيمة ادلضافة عند شراء ادلواد‬
‫األولية دلدة ‪ 3‬إىل ‪ 6‬سنوات حسب منطقة النشاط‪ ،‬ويتم سبديدىا عند توفري ‪ 3‬مناصب عمل دائمة دلدة سنتني‪.‬‬

‫‪ .2‬هيئات التمويل المصغر‬

‫‪ -‬الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ‪ANGEM‬‬

‫تأسست ىذه الوكالة دبوجب ادلرسوم التنفيذي رقم ‪ 14-04‬ادلؤرخ يف ‪ 29‬ذي القعدة ‪ 1424‬ادلوافق‬
‫ل ‪ 22‬جانفي ‪ ،2004‬تتمثل مهمتها يف تعزيز إنشاء ادلشاريع يف ادلناطق احلضرية والريفية وزلاربة البطالة‬
‫والفقر‪ ،‬وتشجيع بروز األنشطة االقتصادية والثقافية اليت تولد الدخل يف ادلناطق ادلرغوب تنميتها وتشجيع روح‬
‫ادلقاولة‪ ،‬والقروض ادلقدمة من خالل ىذه الوكالةموجهةلألشخاصالذينيمتلكونتأىيال ‪ 2‬ومعارف يف رلال ونشاط‬
‫معني‪.‬تشرف الوكالة الوطنية لتسيري القرض ادلصغر يف إطار القرض ادلصغر على تسيري صيغتني للتمويل‪ ،‬إنطالقا‬

‫‪1‬موقع الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ‪http://www.ansej.org.dz‬‬


‫من قرض مصغر لتأمني لقمة العيش بدون فوائد سبنحها الوكالة واليت ال تتجاوز ‪ 100.000‬دج‪ ،‬وقد تصل‬
‫إىل ‪ 250.000‬دج على مستوى واليات اجلنوب‪ ،‬لتصل إىل قروض معتربة ال تتجاوز ‪1.000.000‬دج واليت‬
‫تستدعي سبويال ثالثيا مع إحدى البنوك‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الخدمات التي تقدمها المرافقة المقاوالتية ومراحلها في الجزائر‬

‫‪ .1‬الخدمات التي تقدمها المرافقة المقاوالتية‬

‫يف سياق ربديات النظام االقتصادي العادلي اجلديد وما تبعتو من ربوالت على أكثر من صعيد‪،‬أضحت‬
‫ادلؤسسات الصغرية وادلتوسطة عنصرا مسامها للتنمية بأبعادىا الثالثة االقتصادية ‪ ،‬االجتماعية والبيئية‪ ،‬باعتبارىا‬
‫سبثل قطاعا منتجا للثروة وفضاء حيويا خللق فرص العمل‪ ،‬وبالتايل فهي وسيلة إقتصادبة وغاية اجتماعية يتحمل‬
‫مسؤوليتها كل أطراف اجملتمع من حكومة وشعب‪ ،‬ذلذا قامت العديد من الدول بوضع سياسات وىيئات مرافقة‬
‫دلساعدة ادلؤسسات الصغرية وادلتوسطة اجلديدة على التطور‪.‬‬

‫انطالقا من ىذا السياق‪ ،‬كان من الضروري أن تقوم اجلزائر بوضع خطة عمل توجيهية للمؤسسات الصغرية‬
‫وادلتوسطة على ادلدى ادلتوسط والبعيد‪ ،‬تكون كفيلة بإحداث الدفعة ادلطلوبة لتحريك عجلة االستثمار ‪ ،‬ولن‬
‫تكون ذلذه اخلطة األثر الكبري إال إذا كانت مقرونة ومدعمة بآليات وىيئات فعالة قابلة للتنفيذ ومكيفة مع‬
‫التحوالت االقتصادية اجلديدة الغاية منها ذباوز سلتلف العراقيل وادلشاكل اليت ربول دون تنمية ىذا القطاع‬
‫احليوي‪.‬‬

‫تعترب ىيئات دعم ادلقاوالتية ومرافقة ادلؤسسات الصغرية وادلتوسطة أحد أىم ادلفاىيم اجلديدة يف علوم‬
‫التسيري‪ ،‬فلقد أوضحت التجارب العادلية مدى قدرة ىيئات دعم ادلقاوالتية على تشجيع التنمية االقتصادية من‬
‫خالل مسامهتها دعم حركة إنشاء ادلؤسسات االقتصادية يف سلتلف القطاعات حسب متطلبات التنمية احمللية‬
‫لكل منطقة‪.‬‬

‫ارتكزت عمليات دعم ومرافقة ادلقاوالت على ثالثة زلاور أساسية‪:‬‬

‫‪ -‬الدعم ادلايل‪ :‬دلعاجلة مشكل عدم كفاية األموال الالزمة عند انطالق ادلشاريع‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير شبكات النصح اإلرشاد والتوجيو والتكوين‪ :‬يف رلال إنشاء وتسيري ادلؤسسات الصغرية‪...‬وغريىا‪.‬‬
‫‪ -‬الدعم اللوجيستيكي‪ :‬توفري مقر لنشاط ادلقاولة يف زلالت متاحة وخالل فًتات زمنية زلدودة وخدمات‬
‫إدارية سلتلفة وذلك بشروط ربفيزية أقل تكلفة‪ ،‬باإلضافة إىل تقدًن بعض النصائح البسيطة وتقوم هبذه‬
‫العمليات من خالل االنفتاح على مجيع شبكات األعمال واذليئات احلكومية ادلختلفة لتدعيم ىذه‬
‫اذليئات‪.‬‬

‫وعموما أظهرت الدراسات العلمية رلموعة من اخلدمات اليت ديكن أن تقدمها ىيئات ادلرافقة للمؤسسات‬
‫الصغرية‪ ،‬قبل وخالل وبعد إنشاء ادلؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬االستقبال‪ :‬عند قدوم أي مقاول إىل ىيئة ادلرافقة ألول مرة تقام معو جلسات أوىل تسمى باالستقبال‬
‫وخيتلف شكل االستقبال من ىيئة ألخرى‪ ،‬حيث أن بعضها يكتفي بأول لقاء لتقدًن بعض ادلعلومات‬
‫وتوجيو ادلقاول(حامل ادلشروع)‪ ،‬أما األخرى فهي تقوم منذ اللقاء األول ربليل وتقييم إمكانيات ادلشروع‬
‫(شكل ادلشروع‪ ،‬ادلنتج‪ ،‬السوق‪ .)...‬وبالتايل خدمة االستقبال تقوم يف األساس على التعارف بني كل‬
‫من حامل ادلشروع واذليئة ادلرافقة‪ ،‬كما تسعى إىل معرفة حالة تقدم ادلشروع‪ ،‬احتياجات ادلشروع‪،‬التوفيق‬
‫بني حاجيات ىيئة الدعم ومتطلبات حامل ادلشروع‪ .‬وزبتلف مدة وشكل االستقبال من ىيئة ألخرى‪،‬‬
‫حيث ديكن أن تكون عبارة عن مقابالت و‪/‬أو مكادلات ىاتفية دورية‪ ،‬أو عبارة عن مواعيد مستمرة‪،‬‬
‫كما ديكن أن يكون استقبال حاملي ادلشاريع بشكل فردي أو مجاعي‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك فمدة‬
‫االستقبال متغرية أيضا من موعد واحد إىل عدة مواعيد ومن بضع دقائق إىل عدة ساعات حسب أمهية‬
‫ونوع ادلشروع‪.‬‬
‫فعملية االستقبال ىي أول اتصال بني حامل ادلشروع وىيئة ادلرافقة‪ ،‬واليت يطغى عليها الطابع‬
‫اإلعالمي‪ ،‬حيث يتم فيو أخد فكرة حول ىدف ادلشروع وأمهيتو وكذلك وضعية صاحب ادلشروع وما‬
‫ىي طموحاتو وما ينتظره‪ ،‬يف ادلقابل تسعى ىيئة ادلرافقة يف ىذه ادلرحلة إىل تسليط الضوء على اخلدمات‬
‫اليت ديكن أن تقدمها حلامل ادلشروع‪ ،‬وإظهار أمهية ادلرافقة يف صلاح واستمرار ادلشروع‪ ،‬ولذلك ربتاج ىذه‬
‫اذليئات إىل كفاءات مهنية وخربات عالية يف ادليدان الستقبال وتوجيو حاملي ادلشاريع‪ ،‬واإلجابة على‬
‫األسئلة ادلختلفة للمقاولني الذين خيتلفون يف أىدافهم وطموحاهتم ويف أشكال ادلشاريع ادلقًتحة‪.‬‬

‫‪ -‬تنفيذ المشروع‪ :‬عندما يقرر ادلقاول إنشاء مؤسسة يعتمد على رصيده من ادلعارف وادلهارات اليت تلقاىا‬
‫خالل التكوين‪ ،‬ذبربة أو مهارة ‪،‬وبالتايل يستخلص فكرة‪ ،‬و عندما يجد ىا ينبغي عليه التأكد من ترابط‬
‫ادلحزات اليت تدفعو ضلو ادلقاولة‪ .‬وعندما يصبح ادلقاول‬
‫دبؤىالت‪ ،‬ومعرفة الصعوبات اليت تواجو ه و ف‬
‫ه‬ ‫مشروعه‬
‫متأكد من اختياره وستعمل اجلهة ادلرافقة على مساعدتو من التأكد من إمكانية تنفيذ ىذا ادلشروع من‬
‫خالل‪:‬‬
‫ربديد االختيارات الرئيسية للمشروع من خال ل دراسة السوق (العرض والطلب‪ ،‬إمكانية إصلازه‬ ‫‪o‬‬
‫ذباريا)؛‬
‫اإلختيارات التقنية اليت تتمثل يف ادلوارد البشرية ‪ ،‬الدراسة ادلالية ( االحتياجات‪ ،‬ادلوارد الالزمة‪،‬‬ ‫‪o‬‬
‫ادلردودية‪ ... ،‬إخل)؛‬
‫اختيار الصيغة القانونية تكون إما شركة أموال أو أشخاص‪ ،‬أو فتحها بامسو كشخص طبيعي؛‬ ‫‪o‬‬
‫القيام بدراسة تقنية‪ -‬اقتصادية اليت ديكن إعدادىا من طرف اجلهة ادلرافقة أو على األقل تساعد‬ ‫‪o‬‬

‫ادلقاول على إعدادىا؛‬


‫وتقدًن ملف ادلشروع من أجل التمويل‪ ،‬الذي جيب أن يكون كامال وسلتصرا ودقيقا وواضحا‬ ‫‪o‬‬
‫ومقنع عند موافقة اجلهة ادلرافقة على ادلشروع تبدأ مرحلة إصلاز ادلشروع ‪ ،‬حيث يقوم ادلقاول‬
‫توظيف‬ ‫بجمع األموال الضرورية للتمويل ‪.‬هتيئة احملالت‪ ،‬إقتناء التجهيزات و وضعها‬
‫ادلستخدمني‪.‬‬

‫ب‬
‫عندما يقوم ادلقاول بالشروع يف شلارسة نشاطه سيقوم ـ‪:‬‬

‫التسجيل يف السجل التجاري واإلعالن عن الوجود لدى الضرائب؛‬ ‫‪o‬‬


‫اكتشاف والتعود على عامل املقاولة وزليطها؛‬ ‫‪o‬‬

‫والعمل بالوسائل واإلجراءات اليت ستسمح لدلقاول دبراقبة الفعالية التجارية واإلدارية ملشروعو‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫كما ينبغي على ادلقاول ما يلي‪:‬‬

‫نشاطات التجارية ومشروعو؛‬


‫ه‬ ‫إعداد قوائم مالية تبني وضعية‬ ‫‪o‬‬
‫مراقبة تطور نشاط ادلقاولة من خالل معاينة بعض مبادئ التسيري ؛‬ ‫‪o‬‬
‫وتعلم كيفية التصرف بسرعة يف حالة وجود صعوبات‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫ويف سلتلف خطوات تنفيذ ادلشروع تقوم اذليئة ادلرافقة بنصح وإرشاد ادلقاول وأحيانا تنظم دورات تكوينية‬
‫وندوات وورشات يف رلاالت سلتلفة للمقاولني حىت يتمكنوا من تنفيذ وتسيري مشروعهم بأحسن الطرق ادلمكنة‪.‬‬
‫‪ .2‬مراحل المرافقة المقاوالتية‬
‫سنتناول سلتلف مراحل ادلقاولة وما تنطوي عليها من خطوات وتسهيالت اليت تقدمها اذليئة ادلرافقة‪ ،‬وىذا من‬
‫خالل الفروع التالية‪:‬‬

‫‪ -‬قبل البدء يف تنفيذ ادلشروع ‪:‬إن ىيئة ادلرافقة مكلفة دبجموعة من الصالحيات واليت تقع على عاتقها من أجل‬
‫االضطالع دبهمتها على أحسن وجو‪ ،‬وىذه الصالحيات ديكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ o‬التوجيو والتشجيع من خالل االستقبال اجليد للمقاول ومناقشة الفكرة معو وزلاولة إثرائها معو‬
‫وربسينها‪ ،‬وتشجيع ادلقاول بتوجيهي ضلو أحسن طريقة لتنفيذ مشروعو؛‬
‫‪ o‬دراسة ادلشروع من خالل مجع معلومات حول السوق وادلنافسة وأذواق ادلستهلكني وما مدى توفر‬
‫ادلواد األولية اليت تدخل يف عملية اإلنتاج‪ ،‬وإذا ما كان على ادلقاول أن يستوردىا أو إذا كان بإمكانو‬
‫شراؤىا زلليا‪ ،‬أيضا عليو ربديد تكلفة ادلشروع وكم حيتاج من سبويل؛‬
‫‪ o‬اإلعالم والتكوين اجملاين إذ على اذليئة ادلرافقة أن توفر دورات تكوينية وورشات من أجل ربسني‬
‫الرصيد ادلعلومايت لدى ادلقاول وذبديده خاصة يف رلال إستعمال التكنولوجيا من أجل ربسني‬
‫اإلنتاج‪ ،‬وأيضا إعطائو بعض مبادئ التسيري االقتصادي من الناحية ادلالية والبشرية‪.‬‬

‫‪ -‬بعد االنطالق يف تنفيذ ادلشروع‪:‬ال تتوقف مهمة اذليئة ادلرافقة عند مساعدة ادلقاول ادلبتدئ يف بلورة فكر تو‬
‫فقط بل تتعدى ذلك‪ ،‬إذ ذلذه اذليئات مهام أخرى عند االنطالق الفعلي يف تنفيذ ادلشروع‪ ،‬إذ عملية مرافقة‬
‫ادلشروع تكون على مراحل عدة حىت يستطيع ىذا ادلشروع اجلديد البدء يف العمل واالستمرار‪ ،‬نذكر من بني‬
‫ىذه ادلهام أمهها وىي‪:‬‬

‫‪ o‬التشجيع والرقابة‪ :‬حيث تشجع ادلقاول على البدء يف تنفيذ ادلشروع من خالل دراسة ملفو و نصحو‬
‫حول التحسينات ادلمكن القيام هبا على مشروعو‪ ،‬ومراقبة مدى التزامو بشروط ىيئة ادلرافقة حىت‬
‫حيصل على التمويل؛‬
‫‪ o‬ادلتابعة والتقييم ‪ :‬لكل مرحلة من مراحل إنشاء ادلؤسسة دلعرفة ادلشاكل اليت تواجو ادلقاولة وزلاولة‬
‫معاجلتها‪ ،‬كما ديكن حىت التنبؤ دبشكلة و تساعد اذليئة ادلرافقة ادلقاول على ذباوزىا؛‬
‫‪ o‬وضمان ادلخاطر إذ لكل ىيئة صندوق خاص بالتأمني حىت يتم التحيط من سلتلف ادلخاطر اليت‬
‫ديكن أن تواجو ادلقاولة‪.‬‬
‫تتميز ىذه ادلرحلة دبجموعة من اخلدمات اليت تقدمها ىيئات ادلرافقة تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ o‬إعداد وتشكيل ملف إنشاء ادلشروع‪ :‬يتمثل يف خطة عمل تتضمن‪ :‬تقدًن صاحب ادلشروع؛ وصف‬
‫ادلشروع‪ ،‬وصف السلعة أو اخلدمة‪ ،‬السوق‪ ،‬رقم األعمال‪ ،‬الوسائل التجارية‪ ،‬وسائل اإلنتاج؛‬
‫‪ o‬ادللف ادلايل‪ :‬جدول حسابات نتائج تقديري‪ ،‬االحتياج يف رأس ادلال العامل‪ ،‬خطة التمويل سلطط‬
‫اخلزينة‪ ،‬الرسم على القيمة ادلضافة‪ ، TVA‬عتبة ادلردودية ؛‬
‫‪ o‬البحث عن الوسائل ادلالية‪( :‬قروض‪ ،‬إعانات‪ ،‬مساعدات‪)...،‬؛‬
‫‪ o‬القيام باخليارات اجلبائية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬والقانونية؛‬
‫‪ o‬ادلرافقة ديكن أن تصل إىل غاية ادلساعدة يف زبطيط وإصلاز خطوات إنشاء ادلشروع‪.‬‬

‫إن ىذه اخلدمات ادلذكورة موجودة يف أغلب ىياكل الدعم وادلرافقة‪ ،‬إال أن تنظيم ىذه العمليات خيتلف‬
‫من ىيئة ألخرى‪ ،‬فهناك بعض اخلدمات اليت ديكن أن تقدم حلاملي ادلشاريع بشكل فردي أو مجاعي يف حالة‬
‫التدفق اذلائل حلاملي ادلشاريع‪ ،‬ويف ىذه األخرية يتم ربقيق احلد األدىن من األبعاد الفردية(اخلصوصية)‪ ،‬وذلك يف‬
‫شكل مواعيد فردية مع حاملي ادلشاريع‪.‬‬
‫وىناك اختالف أيضا يف الوقت ادلخصص حلامل ادلشروع ومدة تركيب ادلشروع فهناك بعض اذليئات اليت‬
‫زبصص من عدة ساعات إىل مدة زلدودة بالنسبة للمشاريع البسيطة حيث تًتاوح مدهتا ادلتوسطة يف حدود ‪10‬‬
‫ساعات‪ ،‬أما بالنسبة للمشاريع األكثر تعقيدا ديكن أن تصل من ‪ 30‬إىل ‪ 40‬ساعة ومدة تركيب ادلشروع تكون‬
‫خالل ‪ 15‬يوم كحد أدين وديكن أن تصل إىل غاية ‪ 12‬شهرا سنة كاملة‪.‬‬

‫‪ -‬بعد اإلنتهاء من تنفيذ ادلشروع‪:‬هتتم اذليئات ادلتخصصة يف الدعم ادلايل كثريا هبذه العملية‪ ،‬والسبب يف ذلك‬
‫بدون شك ىو زلاولة التحقق من إمكانية اسًتجاع األموال ادلقروضة‪ ،‬وعموما تتضمن ادلتابعة بعد اإلنشاء‬
‫مواعيد شهرية مع صاحب ادلشروع طوال السنتني األوليتني‪ ،‬يتم فيها حبث العناصر التالية‪:‬‬
‫التسيري‪ :‬اخلزينة‪ ،‬الوضعية ادلالية‪ ،‬تشكيل لوحة قيادة مالية؛‬ ‫‪o‬‬
‫اجلانب التجاري‪ :‬البحث عن الزبائن‪ ،‬االتصال؛‬ ‫‪o‬‬
‫الرؤية اإلسًتاتيجية؛‬ ‫‪o‬‬
‫وأسئلة سلتلقة‪ :‬العقود‪ ،‬ادلناقصات‪...‬إخل‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫ويف حالة وجود بعض ادلشاكل احملتملة يف بعض ادلشاريع‪ ،‬يتم تنظيم مواعيد دورية مع صاحب ادلؤسسة حلل‬
‫ىذه ادلشاكل‪ .‬وىناك بعض اذليئات تقوم بتنظيم اجتماعات إعالمية كل شهرين أو ثالثة أشهر يقوم بتنشيطها‬
‫سلتصون‪ ،‬تتمحور حول تسيري ادلؤسسات الصغرية‪ ،‬طرق التوظيف‪ ،‬تأمني ادلمتلكات واألشخاص‪،‬‬
‫اإلعفاءات‪...،‬إخل‪.‬‬

‫لكن يف الواقع من الصعب توفري كل ىذه الكفاءات يف بعض ىيئات ادلرافقة‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك من الصعب‬
‫إجياد أشخاص ديتلكون معارف عميقة يف كل ىذه اجملاالت‪ ،‬وبالتايل فادلطلوب توفر ادلرافقني على ادلعارف‬
‫األساسية وبعض اخلربة ادليدانية إن أمكن‪ ،‬للوصول يف النهاية إىل اإلجابة على انشغاالت أصاب ادلشاريع‪..‬‬

‫رابعا‪:‬تقييم هيئات المرافقة في الجزائر‬

‫تكلمنا من خالل ىذه الدراسة على ىيئات ادلرافقة ادلوجودة يف اجلزائر ومسامهتها يف إنشاء وتطوير امل‪ .‬ص‪.‬‬
‫وم‪ ،‬يف ىذا اجلزء من الدراسة سنتكلم عن أىم نقاط قوة وضعف ىيئات ادلرافقة يف اجلزائر واآلليات اليت‬
‫تستخدمها‪.‬‬

‫‪ .1‬الجوانب االيجابية ( نقاط القوة )‪:‬‬


‫من خالل دراستنا استنتجنا أن ىيئات وآليات ادلرافقة يف اجلزائر تتسم بالعديد من نقاط القوة‪ ،‬نذكر أمهها‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬انتشار وتوزيع ىذه الوكاالت على ادلستوى الوطين‪ ،‬شلا جعلها أقرب للشباب؛‬
‫‪ -‬توافر موارد مالية وربفيزات جبائية ىامة شلا مكنت من مساعدة عدة شباب حاملي دلشاريع على ذبسيد‬
‫أفكارىم يف الواقع ؛‬
‫‪ -‬تقدًن تكوينا ت يف رلال ادلقاولة وتسيري ادلؤسسات الصغرية‪ ،‬للمق ا ولني من أصحاب ادلشاريع الذين مت‬
‫ول مشاريعهم ( بدءا من سنة ‪ ،2015‬على مستوى كل من الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‬ ‫قب‬
‫والوكالة الوطنية لتسيري القرض ادلصغر) ؛‬
‫‪ -‬توافر مواقع انًتنيت خاصة هبذه اذليئات ‪ ،‬تتميز بالسهولة وتزخر بادلعلومات اليت هتم كل مقاول أو حامل‬
‫لفكرة مشروع لتنفيذ فكرتو ؛‬
‫‪ -‬الدعاية ذلذه اذليئات من خالل تنظيمها لعدة أيام مفتوحة على ىذه اذليئات للتعريف هبا ؛‬
‫‪ -‬إنشاء دار للمقاوالتية على مستوى اجلامعات عرب كل الًتاب الوطين‪.‬‬
‫‪ .2‬الجوانب السلبية ( نقاط الضعف )‪:‬‬

‫من خالل ىذه الدراسة اليت اىتمت بتقييم ىيئات دعم ومرافقة ادلؤسسات الصغرية وادلتوسطة يف اجلزائر‪،‬‬
‫توصلت إىل أن ىناك نقص يف فعالية ىيئات دعم ادلقاوالتية ومرافقة ادلؤسسات الصغرية وادلتوسطة يف اجلزائر وىذا‬
‫يعود أساسا ‪ :‬إىل عدم وضوح أىداف ىذه اذليئات‪ ،‬ففي الوقت الذي ترتكز عملية ادلرافقة ادلقاوالتية على ضرورة‬
‫إصلاح ادلشاريع ادلنبعثة يف إطار ىذه اذليئات‪ ،‬فالدولة هتدف بالدرجة األوىل إىل زلاربة البطالة وذلك بالسماح‬
‫ألكرب عدد من الشباب من إنشاء مؤسسات صغرية‪ ،‬وىذا ما أثر على فعالية ىيئات ادلرافقة فهي ال تركز كثريا‬
‫على تفعيل عمليات ادلرافقة من أجل إصلاح ىذه ادلشاريع الصغرية‪،‬‬

‫ومنو نذكر أىم نقاط الضعف التالية‪:‬‬

‫‪ -‬بالرغم من الًتكيز على تقدًن اخلدمات ادلالية (التمويل‪ ،‬ضمان القروض‪ ،‬االمتيازات اجلبائية‪...،‬وغريىا)‪،‬‬
‫فهي ال تؤثر بقوة على البنوك يف منح القروض للشباب‪ ،‬حيث ال تزال عمليات التمويل زبضع لنفس‬
‫اآلليات البريوقراطية من ضمانات وزلسوبية وغريىا ؛‬
‫‪ -‬بالرغم من أن من أىدافها تسهيل اإلجراءات اإلدارية حلاملي ادلشاريع مع سلتلف ادلؤسسات الفاعلة يف‬
‫ذلك‪ ،‬فقد أصبحت ىذه اذليئات تركز على اجلوانب اإلدارية حيث شبهت ىذه باإلدارات العامة‬
‫البريوقراطية وأن عالقاهتا مع الزبائن من حاملي ادلشاريع ال تتعدى إعداد وتسليم ادللفات ؛‬
‫‪ -‬غياب أية اسًتاتيجية استثمارية وىذا يتجلى من خالل عدم القدرة على توجيو استثمارات الشباب ضلو‬
‫ادلشاريع ادلنتجة للثروة وضعف عمليات التحسيس والتوعية يف ىذا الشأن ‪ ،‬حيث نالحظ تزايد عدد‬
‫ادلؤسسات ادلصغرة يف قطاع النقل وبعض النشاطات غري ادلنتجة للثروة على حساب القطاع الصناعي‬
‫والزراعي غالبا (غياب الثقافة االستثمارية) ؛‬
‫‪ -‬مركزية صنع القرار يف ىذه اذليئات وىذا ديكن أن يؤدي إىل عدم استغالل العديد من اخلصائص التنموية‬
‫احمللية‪ ،‬ألن ىذه اإلسًتاتيجية ال تأخذ بعني االعتبار اخلصائص التنموية لبعض ادلناطق رغم نص القوانني‬
‫على الالمركزية؛‬
‫‪ -‬عدم استجابة التمويل ادلقدم دلتطلبات غالبية الشباب اجلزائري ادلسلم الذين يطالبون بقروض بدون فائدة‬
‫لتمويل ادلشاريع شلا حيد من عدد ادلشاريع؛‬
‫‪ -‬ضعف خدمات ادلرافقة خالل وبعد اإلنشاء اليت تقدمها ىذه اذليئات ألصحاب ادلؤسسات‪ ،‬شلا أدى إىل‬
‫توفق العديد من ادلشاريع عن النشاط؛‬
‫‪ -‬افتقاد ىذه اذليئات ألفراد متخصصني يف رلال ادلرافقة شلا حيد من فعالية اجملهودات اليت تقوم هبا ىذه‬
‫ادلؤسسات يف ىذا اجملال؛‬
‫وإن اكرب عائق يواجو ىذه اذليئات ىو افتقاد غالبية حاملي ادلشاريع للروح والفكر ادلقاواليت دبفهومو احلقيقي الذي‬
‫يرتكز على مزيج من اإلبداع وادلخاطرة واخلصائص القيادية‪ ،‬ونقص تكوينهم يف اجملال ادلقاواليت ‪.‬‬
‫فكرة إنشاء مشروع‬
‫وخطة العمل لتجسيد مشروع مقاوالتي‬
‫فكرة إنشاء مشروع‬

‫تتطلب عملية إنشاء مقاولة زيادة على توافر ادلوارد الالزمة الكثَت من التفكَت والوقت واجلهد فاألمر ليس‬
‫باألمر اذلُت كما يبدو للكثَت من الناس‪ ،‬فنجاح أي مشروع استثماري يرتبط بالعديد من العوامل يتعلق‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الفكرة االستثمارية (الفكرة كأول خطوة)‬


‫تعترب الفكرة االستثمارية أساس صلاح ادلشروع‪ ،‬فنجاح أي مشروع استثماري يقوـ على اختيار الفكرة اجليدة‪،‬‬
‫وتعترب فكرة مشروع ادلؤسسة اللبنة األوذل لبنائها‪.‬‬
‫الفكرة االستثمارية ىي ربديدا موضوع النشاط أو السبب الذي ستنشأ ادلؤسسة ألجلو‪ ،‬ومىت كانت الفكرة‬
‫ناجحة وقابلة للتطبيق ميدانيا‪ ،‬كلما زاد ذلك من احتماؿ صلاح ادلشروع والعكس صحيح‪ ،‬فمهما امتلك ادلنشئ‬
‫من إمكانيات مالية وذبارية ومادية فإف ذلك لن يكوف لو تأثَت إذا ما كانت الفكرة غَت قابلة للتطبيق أو‬
‫مستهلكة‪.‬‬

‫مصادر األفكار االستثمارية يف الغالب تكوف الفكرة من أحد ادلصادر التالية‪:‬‬ ‫‪- 1.1‬‬

‫الخبرة الذاتية‪:‬إف اخلربة ادلستمدة من العمل السابق قد تكوف أحد أىم مصادر األفكار للفرد ادلقاوؿ‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫حيث أف التعامل مع األسواؽ‪ ،‬الزبائن‪ ،‬ادلوردين‪ ،‬ادلنافسُت‪،...‬يؤدي إذل ابتكار أفكار استثمارية جديدة‪،‬‬
‫تأيت من خالؿ تغيَت نوع ادلنتج إذل األحسن‪ ،‬أو استغالؿ منتج جديد‪ ،‬أو تطوير خدمة مكملة للنشاط‬
‫األصلي للمؤسسة‪،‬‬
‫الزبائن كمصدر لألفكار الجديدة‪ :‬ىذا النوع من األفكار يكوف غالبا يف القطاع الصناعي‪ ،‬حيث أف‬ ‫‪‬‬

‫ادلنطق االقتصادي يفرض وجود تغذية عكسية تتمثل يف ردة الفعل واالقًتاحات اليت يقدمها الزبائن حياؿ‬
‫منتوج معُت‪ ،‬فالزبوف ىو ادلستعمل للمنتج وىو الذي يعرؼ نقائص وإجيابيات ىذا ادلنتج‪ ،‬وديكن أف‬
‫يكوف لديو تصور أحسن يف تقدمي أو تعديل ىذا ادلنتج‪ ،‬فاستعانة ادلقاوؿ بزبائن منتوج معُت أو ربوؿ‬
‫الزبوف إذل مقاوؿ ديكن أف يكوف مصدر لألفكار اجلديدة‪.‬‬
‫الميول والرغبات‪:‬الكثَت من ادلقاولُت يقوموف باختيار النشاطات وإنشاء ادلؤسسات يف قطاعات تشكل‬ ‫‪‬‬

‫ميوذلما‪.‬‬
‫األفكار الطارئة‪ :‬ونعٍت النظرة اإلنتقادية لألشياء تعترب مصدر جيد لألفكار االستثمارية ‪.‬فالساعي إذل‬ ‫‪‬‬

‫إفشا ء مؤسسة جيب أف يتأىب نفسيا وعقليا القتناص الفرص من خالؿ االنتقاد والتصور وادلالحظة‪،‬‬
‫ومراقبة النقائص واألخطاء ادلوجود يف بعض ادلشاريع‪،‬‬
‫األفكار المأخوذة من السفريات الخارجية‪ :‬األشخاص الذين يسافروف للخارج يندىشوف أحيانا حياؿ‬ ‫‪‬‬

‫سلعة أو خدمة معينة غَت متاحة يف بلدىم أو منطقتهم األصلية‪ ،‬وىذا يعترب مصدر جاىز لألفكار‬
‫االستثمارية‪ ،‬بشرط أف تكوف ىذه األفكار متوافقة مع طبيعة ادلنطقة اليت ينتمي إليها ادلقاوؿ‪.‬‬
‫اإلبداعات البحثية‪:‬أي إنشاء مشروع جديد بفكرة جديدة‪ ،‬لكن ىذا النوع من األفكار جيب ذبربتو‬ ‫‪‬‬

‫قب التطبيق حبيث يتطلب ىذا النوع من األفكار إمكانيات كبَتة‪،‬‬


‫بشكل مكثف والتفكَت جيدا يف ؿ‬
‫إضافة إذل أنو ال يقبل األخطاء‪.‬‬
‫البحث عن األفكار‪ :‬ادلقبلُت على إنشاء مقاولة‪ ،‬ال ديتلكوف دوما أفكار جاىزة‪ ،‬وبالتارل ديكن العودة‬ ‫‪‬‬

‫إذل ادلكاتب االستشارية ادلتخصصة ‪.‬‬

‫الفكرة االستثمارية والفرصة االستثمارية‬ ‫‪- 1.2‬‬

‫شروط الفكرة االستثمارية ‪ :‬إف احلصوؿ على فكرة إنشاء ادلؤسسة ما ىي إال البداية‪ ،‬وصلاح ىذه الفكرة يعتمد‬
‫على عوامل عدة‪ ،‬فالفكرة االستثمارية قد تكوف يف جوىرىا جيدة ومبتكرة ولكنها غَت قابلة للتنفيذ‪ ،‬وحىت تكوف‬
‫الفكرة االستثمارية قابلة للتنفيذ البد أف تتطابق ىذه الفكرة مع الواقع واحلقيقة السوسيو اقتصادية‪ ،‬وىو ما يطلق‬
‫عليو بالفرصة االستثمارية ‪ ،‬فالفرصة االستثمارية ىي الفكرة اإلجيابية اليت ديكن تنفيذىا وربقيق عائد مناسب‬
‫للمستثمر‪ .‬بشكل آخر‪ ،‬ديكن القوؿ أف الفكرة االستثمارية البد ذلا من موارد مادية وبشرية الستغالذلا‪،‬كما أهنا‬
‫جيب أنت تكوف مناسبة للحالة ادلوقفية للمنطقة أو البلد اليت يتم فيها تنفيذ الفكرة جبميع‬
‫أبعادىا(االقتصادية‪،‬االجتماعية‪،‬السياسية‪...،‬إخل)‪.‬‬
‫فعلى ادلقاوؿ أو الفريق ادلقاوؿ قبل تنفيذ الفكرة أف يستفيد من عمليات التحليل اإلسًتاتيجي ادلتعلقة بتحليل‬
‫البيئة الداخلية دبا فيها من نقاط قوة و نقاط ضعف‪،‬وربليل البيئة اخلارجية دبا فيها من فرص وهتديدات دلعرفة‬
‫مدى إمكانية الفكرة للتطبيق‪ ،‬فالفكرة االستثمارية البد أف تواجو أوال دبجموعة من العوامل ادلوقفية واخليارات‬
‫حاؿ توفر كل ىذه ادلوارد والكفاءات وادلتمثلة أساسا يف‬ ‫السوسيو‪-‬اقتصادية والزمنية‪ ،‬وكذلك ادلومسية‪ ،‬ويف ة‬
‫العادات والتقاليد‪ ،‬التكنولوجيا‪ ،‬العصرنة الالزمة ذلذه الفكرة وبالتارل ديكن القوؿ بأهنا تشكل فرصة استثمارية‪.‬‬

‫الدراسة اإلستراتيجية للفكرة االستثمارية ‪ :‬يلعب التفكَت والتحليل اإلسًتاتيجي دورا مهما يف إنشاء ادلؤسسات‬
‫وىو عنصر أساسي يف شخصية ادلقاوؿ‪ ،‬انطالقا من الرؤية اإلسًتاتيجية اليت تعرب عن صورة ادلؤسسة يف ادلستقبل‪،‬‬
‫مرورا بتحليل عناصر البيئة اخلارجية دبا فيها من فرص وهتديدات‪ ،‬وربليل عناصر البيئة الداخلية دبا فيو من نقاط‬
‫قوة ونقاط الضعف‪ ،‬وانتهاء بالتحليل اإلسًتاتيجي لنشاط ادلؤسسة‪.‬‬
‫أو التحليل الداخلي ىو إجراء تقييم دقيق‬ ‫تحليل البيئة الداخلية ‪:‬ادلقصود بتحليل البيئة الداخلية‬ ‫‪‬‬

‫للخصائص وادلميزات ادلتعلقة بادلشروع االستثماري واليت تكوف ضمن سلطة صاحب ادلشروع‪ ،‬تشمل ىذه‬
‫اخلصائص على شخصية صاحب ادلشروع‪ ،‬ىدؼ التحليل الداخلي ىو قياـ صاحب مشروع بتحديد نقاط‬
‫قوتو‪،‬ونقاط ضعفو‪،‬ليستخدمها يف نوع ادلشروع ادلالئم إلـؾانياتو ادلادية والشخصية‪ ،‬ولتحديد خصائصو‬
‫ادلهمة‪.‬‬

‫تحليل البيئة الخارجية ‪:‬يتوقف صلاح ادلنظمة اجلديدة أيضا على مدى دراستها وربليلها للعوامل البيئية ادلؤثرة‬ ‫‪‬‬

‫وزلاولة االستفادة من اذباىات ىذه العوامل ودرجة تأثَت كل منها على ادلنظمة‪ ،‬فإذا قرر الشخص يف ادلثاؿ‬
‫السابق بأف ادلشروع ادلناسب لو ىو إقامة مكتب لبيع احلواسب أو لتصميم األنظمة احلاسوبية‪ ،‬عليو قبل‬
‫ادلباشرة بتنفيذ الفكرة ربديد فرص صلاح ادلشروع‪ ،‬وبصفة عامة تساعد دراسة وتقييم عناصر البيئة اخلارجية يف‬
‫سبكُت ادلنظمة من التعرؼ على أبعاد بيئتها وداللتها اإلسًتاتيجية ادلنظمة ادلتمثلة يف‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد مسات اجملتمع واجلماىَت اليت تتعامل معو اادلشروع وذلك من خالؿ الوقوؼ على‬
‫أمناط القيم والعادات والتقاليد السائدة واألوليات اليت تعطىلها؛‬
‫‪ -‬بياف عالقات التأثر والتأثَت بادلؤسسات ادلختلفة وسلتلف ادلتعاملُت االقتصاديُت مع‬
‫منتجات وعمليات وأنشطة ادلؤسسة؛‬
‫‪ -‬ربديد األىداؼ اليت جيب السعي إؿ ربقيقها ‪ ،‬ونطاؽ ىذه األىداؼ سواء على‬
‫مستوى األىداؼ اإلسًتاتيجية أو األىداؼ العملية؛‬
‫‪ -‬بياف ادلوارد ادلتاحة وكيفية االستفادة منها‪ ،‬وكيف ديكن للمنظمة أف تتحقق تلك‬
‫االستفادة‪.‬‬
‫فالتحليل البيئي اخلارجي ىو حصر الفرص والتهديدات اليت ديكن أف يتعرض ذلا ادلشروع اجلديد يف حالة‬
‫تنفيذه‪ ،‬نتيجة لألوضاع االقتصادية واالجتماعية والقانونية والسياسية‪...،‬اخلارجية وىذا يعٍت أنو على ادلستثمر‬
‫اجلديد أف حيدد ما إذا كاف الوضع االقتصادي والتغَتات ادلختلفة مناسبة لنجاح ادلشروع‪ ،‬وىل أف العوامل‬
‫السياسية القانونية سوؼ تشكل مصدر صلاح أو مصدر فشل للمشروع‪ ،‬وىكذا بالنسبة للعوامل األخرى حيث‬
‫يتم ربديد ذلك بالتنبؤ باألوضاع ادلستقبلية‪.‬ينتهي التحليل اخلارجي جبدوؿ يتم فيو ربديد الفرص والتهديدات‬
‫احملتملة واليت ديكن أف تؤثر على ادلشروع لتحديد فيما إذا كانت الفكرة تتوفر على فرص للنجاح‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬دراسة السوق‪:‬‬
‫تعترب عملية ربليل السوؽ احلجر األساس يف اختبار الفكرة االستثمارية حيث يؤدي إذل صبع ادلعلومات‬
‫اليت يبٌت عليها احلكم على فعالية الفكرة والوصوؿ إذل فرص حقيقية للنجاح وذلك من خالؿ البحث عن‬
‫إجابات لألسئلة التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ىل يوجد أشخاص قابلُت لشراء ادلنتوج؟ وبأي شبن؟‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬من ىم ىؤالء الزبائن؟ من حيث اجلنس‪ ،‬العمر‪ ،‬العدد‪...‬إخل‬

‫يف الواليات ادلتحدة األمريكية‪ ،‬البلد الذي ال يشكوا من نقص يف االحًتافية يف اجملاؿ اإلداري‪ ،‬فإف‬
‫ؼ‬
‫مؤسسات رأمساؿ ادلخاطرة تشكوا من أف طبقة كبَتة من حاملي ادلشاريع يتجاىلوف إراديا ادلعلومات التجارية‬
‫ذات التأثَت البعيد على مشاريعهم‪ ،‬وبشكل عاـ يتحفظ حاملي ادلشاريع من صبع معلومات معمقة عن األسواؽ‬
‫ادلستهدفة‪ ،‬فظرا لتكلفة ىذه العملية شلا يعرضهم إذل مشاكل متتالية أثناء تنفيذ ادلشروع تتمثل أمهية النشاطات‬
‫التسويقية إلجياد الفرص االستثمارية يف االعتماد على الوظائف ادلتعلقة بتحديد اذباىات السوؽ والزبائن احملتملُت‪،‬‬
‫دورة حياة ادلنتج ‪ ،‬ذبزئة السوؽ ‪ ،‬وادلوقع ادلناسب للمؤسسة‪ ،‬التخطيط التسويقي اإلسًتاتيجي والعملي‪...،‬إخل‪،‬‬
‫إضافة إذل ذلك فالتسويق يبدأ قبل انطالؽ ادلشروع وىو احملدد ؿذلك من خالؿ القياـ بدراسات السوؽ عن طرؽ‬
‫مجموعة من األدوات التسويقية(تقنيات صبع وربليل ادلعطيات النوعية و الكمية ادلتعلقة باألسواؽ والصناعات)‪.‬‬
‫من خالؿ ىذه ادلعطيات يتضح أف ىناؾ ارتباط وثيق بين ادلقاوالتية والتسويق‪ ،‬حيث سبثل ادلعلومات حوؿ‬
‫األسواؽ دليل ادلقاوؿ يف سلوكيات ىو قراراتو ادلقاوالتية واستغالؿ الفرصة االستثمارية‪.‬‬
‫ويتعلق األمر بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‪:‬‬

‫‪ -‬ربديد نطاؽ السوؽ ادلرتقب ورلاالت ادلعامالت ادلتاحة أمامها‪،‬سواء ما يتعلق بالسلع‬
‫واخلدمات‪ ،‬وطرؽ منافذ التوزيع وأساليب وشروط الدفع وخصائص ادلنتجات ادلسموح‬
‫هبا‪ ،‬والقيود ادلفروضة على ادلشروع سواء قانونية أو أخالقية‪...‬اخل؛‬
‫‪ -‬تشخيص أمناط السلوؾ اإلنتاجي واالستهالكي لألفراد وادلنظمات الذين ديثلوف قطاع‬
‫عمالء ادلشروع األمر الذي يفيد يف ربديد خاصيات ادلنتجات واألسعار وخصائص‬
‫اإلنتاج وكذلك التسويق‪.‬‬

‫وديكن أف يتحقق ذلك من خالؿ صبع ادلعلومات ؼاحلصوؿ على ادلعلومات من مشروعات قائمة شلاثلة أو‬
‫مؤسسات متخصصة وغَتىا من مكاتب دراسات اجلدوى‪ .‬تعترب عملية صبع ادلعلومات عن السوؽ من أىم‬
‫عناصر ىذه ادلرحلة‪ ،‬حيث ديكن من خالذلا تقدير حجم الزبائن احملتملُت وتقدير الطل ب واألسعار ومعرفة‬
‫ت عملية تقييم السوؽ دبا يلي‪:‬‬
‫ادلنافسُت و مت‬

‫دورة حياة المنتوج‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ديكف أف يكوف ادلنتوج ادلقًتح‪ ،‬لو سوؽ واسعة لكنو مهدد دائما خبطر التقدـ التكنولوجي وتغيَت األذواؽ بالنسبة‬
‫مستقب األعماؿ عل سلعة‬‫ؿ‬ ‫للزبائن‪ ،‬أو ظهور منتجات بديلة أو متشاهبة أقل سعرا ‪،‬وبالتارل من اخلطر تركيز‬
‫واحدة وحيدة‪.‬‬

‫تطور الطلب‪،‬التموين واألسعار‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أحياف ألف ىذا التطور ديكن أف خيضع أ و ينتج من عدة عوامل من بينها حالة‬ ‫ا‬ ‫من الصعب تقدير ىذه دلتغَتات‬
‫األزمة الداخلية أو اخلارجية‪ ،‬النمو الدديوغرايف‪ ،‬السياسة ادلالية والنقدية للدولة‪ ،‬احلالة السياسية وادلناخ االجتماعي‪.‬‬

‫الوسطاء‪ :‬يف بعض النشاطات يرتبط سلوؾ ادلوزعُت إلزاما بأسواقهم ادلستقبلية‪ ،‬اليت ترتكز على أذواؽ‬ ‫‪‬‬

‫ادلستهلكُت من جهة و كذلك طريقة التنظيم ادلعموؿ ا فيما خيص االحتكار وتسيَت السوؽ‪ ،‬وبالتارل على‬
‫ادلقاوؿ أخد معلومات عن ادلوزعُت واالتصاؿ باخلرباء يف ىذا ادلنتج‪.‬‬
‫المنافسون‪:‬تقتضي معرفة السوؽ صبع معلومات خاصة بادلنافسُت الرئيسيُت للمنتج من حيث احلصة‬ ‫‪‬‬

‫السوقية‪ ،‬مواردىم‪ ،‬أسعارىم‪ ،‬العالمة التجارية‪ ،‬سياسة التصنيع‪،‬التوزيع‪،‬البيع‪،‬اإلعالف‪،‬والسياسة‬


‫االستثمارية ادلالية والبشرية إف أمكن‪،‬ألف إسًتاتيجية ادلنافسُت سبثل أوؿ عائق جيب أخده يف احلسباف‪.‬‬
‫تحليل الصعوبات المحتملة‪:‬جيب ذبنب النشاطات اليت تتطلب استثمارات كبَتة (آالت‬ ‫‪‬‬

‫ومعدات‪،‬سلزونات‪ ،‬ديوف)‪ ،‬ألف أ ي ـ ف شئ أو مقاوؿ ج ديد أو مؤسسة جديدة تشكوا من نقص‬


‫ادلوارد ادلادية والبشرية‪ ،‬وغالبا نقص ادلعلومات حوؿ قطاع السوؽ‪،‬نقص اخلربة يف النشاط‪،‬ىذه الصعوبات‬
‫اليت جيب أخذىا يف احلساب باحلذر من كثرة االستثمارات‪.‬‬
‫تحليل الحجم الممكن للزبائن‪ :‬ادلعلومات اليت يتم صبعها يف ادلرحلة السابقة‪ ،‬تؤدي إذل تقدير احلجم‬ ‫‪‬‬

‫ادلمكن للزبائن‪ ،‬وبناء عليو جيد صاحب ادلشروع نفسو إماـ حالتُت‪:‬‬
‫األولى‪::‬ديكن لصاحب ادلشروع االنسحاب بسهولة ودوف سلاطر مالية كبَتة إذا سارت األمور عكس‬
‫التوقعات‪ ،‬وبالتارل يف ىذه احلالة يتم إجراء اختبارات بسيطة ادلنتوج مت ادلرور مباشرة إذل تنفيذ ادلشروع‪،‬مع‬
‫إمكانية إجراء بعض التعديالت‪.‬‬
‫حياوؿ ادلقاوؿ القياـ‬ ‫الثانية‪:‬إذا وجد صاحب ادلشروع نفسو أماـ سلاطر كبَتة من الناحية ادلالية‪ ،‬ىنا‬
‫بدراسة اؿسوؽ‪ ،‬وذلك عن طريق استبياف على عينة من الزبائن ادلستهدفُت أو ادلقابلة ادلباشرة مع الزبائن‪،‬‬
‫أو االستعانة دبكاتب متخصصة يف دراسات السوؽ للوقوؼ على أمهية وحجم الزبائن احملتملُت‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬البحث عن الموارد المالية‬
‫تنشأ ادلقاوالت عادة بالعديد من الصيغ التمويلية ونقصد بذلك‪:‬‬
‫‪ -‬التمويل الذايت‬
‫‪ -‬التمويل الرمسي من البنوؾ والصناديق اخلاصة؛‬
‫‪ -‬التمويل غَت الرمسي‬

‫رابعا‪:‬الخصائص المثالية للمنتج‪:‬‬


‫وذلك باالىتماـ بالتقنيات والتفاصيل ا لبسيطة اليت تؤدي إذل احلصوؿ على أحسن ىيئة للمنتج ‪ ،‬لكن‬
‫تافق‬
‫جيب أوال التأكيد على أنا لفكرة قادرة على االستجابة حلاجة معينة‪ ،‬وقبوؿ فكرة التعديل فيها من أجل و‬
‫ادلنتوج مع رغبات وأذواؽ ادلستهلكُت احملتملُت‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬عوامل أساسية أخرى لنجاح المشروع ‪:‬‬


‫إضافة إذل ما سبق فهناؾ العديد من العوامل األخرى واليت تعد بدورىا أساسية واليت ذلا تأثَت ؾبَت على‬
‫صلاح ادلشروع‪ ،‬مثل ادلهارات التسيَتية‪ ،‬احملاسبية‪ ،‬والتسويقية للمسَتين‪.‬‬
‫إعداد خطة عمل إلنشاء مقاولة‬

‫بعد ربليل البيئة الداخلية واخلارجية وربليل واختبار الفكرة االستثمارية للنشاط ادلرغوب‪ ،‬تبدأ مرحلة‬
‫إعداد اإلسًتاتيجية الالزمة لنجاح ادلشروع واليت تكوف عادة موافقة لرؤية اإلسًتاتيجية للمقاوؿ‪ ،‬حيث يقوـ ىذا‬
‫األخَت بالبحث عن ادلوارد ادلادية والبشرية الالزمة لبداية النشاط‪ ،‬وذلك بإقناع سلتلف ادلتعاملُت االقتصاديُت‬
‫بالعمل مع ادلؤسسة اجلديدة عن طريق إعطائهم ادلعلومات الدقيقة وادلفصلة حوؿ فكرة ادلشروع ومتطلباتو وعوائده‬
‫ادلتوقعة يف ملف خاص يسمى خطة األعماؿ‪.‬‬

‫أوال‪:‬خطة العمل‬

‫يشكل سلطط العمل عنصرا أساسيا يف إسًتاتيجية ادلؤسسات‪ ،‬وتتزايد أمهيتو يف رلاؿ إنشاء ادلؤسسات بشكل عاـ‬
‫وادلقاوالت بشكل خاص‪ ،‬ويستمد ىذه األمهية على اعتبار أنو ديثل وثيقة ىوية تعرؼ بادلؤسسة (ومؤسسيها‬
‫(لدى سلتلف األطراؼ كما يعترب وسيلة اتصاؿ ذباه ىذه األطراؼ حيث يسمح ذلم بتقييم ادلخاطر اليت ىم‬
‫مقدموف على ربملها عند االخنراط يف ادلشروع‪.‬‬

‫تعريف خطة العمل‪:‬‬

‫خطة العمل ىي الشكؿ ا دلكتوب الذي يوضح الرؤية اإلسًتاتيجية حلامل (أوحاملي) ادلشروع‪ ،‬ويبُت أف النموذج‬
‫ادلقًتح ديكن أف جيٍت قيمة ؾافية ؽابلة للتقسيم (التوزيع)‪،‬من أجل احلصوؿ على دعم ادلتعاملُت الذين يرسل إليهم‬
‫ادللف‪ ،‬والذي نلهم موارد يريد ادلستثمر احلصوؿ عليها‪ ،‬يسجل ادلشروع يف فًتة زلددة عن طريق ربديد ادلوارد‬
‫الالزمة وتشغيلها من أجل بلوغ األىداؼ وكذلك ربقيق الرؤية‪.‬‬

‫انطالقا من ىذا التعريف ديكف أف نقوؿ أف خطة األعماؿ عبارة عن‪:‬‬

‫‪ -‬عبارة عن اعتقاد(تصور) مكتوب‪ :‬فاالتصاؿ الشفهي غَت كاؼ إلقناع ادلتعاملُت بالعمل مع ادلشروع‪ ،‬فإف‬
‫كاف األبوين أو العائلة واألصدقاء ادلقربُت يقبلوف منح قروض مالية للمؤسسة دوف أخذ ضمانات حقيقية‪ ،‬فإمنا‬
‫لكي ا دلوارد ا آلخرين مثل البنوؾ يطلبوف معلومات أكيدة تضمن صلاح ادلشروع‪ ،‬وىذا ما قد يتوفر يف عدة‬
‫صفحات من ىذه اخلطة‪.‬‬
‫‪ -‬تسجل في فترة محددة‪ :‬إف خطة األعماؿ ال تعترب خطة إسًتاتيجية طويلة األجل‪ ،‬فالفًتة احملددة ذلا من ‪3‬‬
‫إذل ‪5‬سنوات‪ ،‬مع الًتكيز على السنة األوذل‪ ،‬حيث ديكن التغيَت يف طبيعة ادلشروع وطموحات ادلقاوؿ وفق‬
‫الظروؼ البيئة الداخلية واإلسًتاتيجية‪.‬‬
‫‪ -‬متعلقة بالرؤية إلستراتيجية للمقاول‪:‬صبيع مراحل عملية ا نشاء ادلؤسسة موجودة يف خطة األعماؿ بداية‬
‫بالفكرة‪ ،‬الفرصة االستثمارية ‪ ،‬والرؤية اإلسًتاتيجية ليت تعترب أساسا قي قياـ ادلشروع‪ ،‬ىذه العناصر يتم التطرؽ‬
‫إليها يف ملخص من صفحة إذل صفحتُت‪.‬‬
‫‪ -‬تعبر عن القيمة الناتجة عن ا لمشروع‪ :‬يف ىذا الصدد يهتم ادلتعاملوف االقتصاديوف بالعائد الذي ديكف ـ ف‬
‫ربقيقو ـف ا لتعامل مع ادلؤسسة اجلديدة‪ ،‬وكذلك ضماف اسًتجاع األمواؿ ادلستثمرة وبالتارل فخطة األعماؿ دليل‬
‫إلقناع كل من حامل المشروع نفسو وشركاؤه حبيث تعترب خطة األعماؿ وسيلة للتعرؼ على العوائق واألخطار‬
‫ادلرتبطة بإصلاز ادلشروع إضافة إذل وضع تقديرات لألرباح ادلمكنة للمؤسسة‪ ،‬وإمكانيات النمو والوقت الالزـ‬
‫لتحقيق األرباح‪ ،‬ويف ىذا الصدد جيب على ادلقاوؿ التزاـ ادلوضوعية يف وضع النتائج والتكاليف التقديرية‪.‬‬
‫‪ -‬كما تعتبر خطة األعمال وسيلة لدعم التفاوض وإقناع ادلستثمرين وادلتعاملُت االقتصاديُت بإمكانيات‬
‫النجاح‪ ،‬والعائد ادلمكن ربقيقو حبيث حيتاج ادلشروع إذل كل من الشركاء‪،‬العماؿ‪،‬البنوؾ وادلؤسسات‬
‫ادلالية‪،‬مؤسسات الدعم‪...،‬اخل‪.‬‬

‫باإلضافة إذل ذلك ديكنا لقوؿ أف خطة األعماؿ ىي دليل لطريق الواجب قطعة يف إصلاز ادلشروع‪ ،‬حيث أهنا‬
‫موجهة لتحقيق أىداؼ زلددة للمقاوؿ‪ ،‬ففي مرحلة طرح ادلشروع تعترب خطة العمل ـ ثل"لوحة قيادة "تسمح‬
‫دبتابعة ومرافقة العمليات ادلنجزة‪ ،‬وتقييم النتائج عن طرؽ قياس الفوارؽ بين النتائج التقديرية والنتائج احلقيقية‪.‬‬

‫إف خطة العمل ديكن إعدادىا بعدة أشكاؿ سلتلفة‪ ،‬لكف جيب مراعاة بعض الشروط العامة للتوصل إذل إعداد‬
‫خطة جيدة‪ ،‬حيث جيب أف يراعى يف إعداد ىذه اخلطة اإلجابة عن بعض التساؤالت ادلتمثلة أساسا يف ‪:‬‬
‫‪ -‬ماىي طبيعة ادلشروع ادلقًتح؟ (الفكرة ومصدر ادلشروع)‪،‬‬
‫ييد الوصوؿ)‪،‬‬ ‫‪ -‬ماذا يريد حامل ادلشروع أف يفعل دبشروعو؟ (إذل أيٍت ر‬
‫‪ -‬كيف يتم تنظيم ادلشروع من أجل بلوغ األىداؼ ادلوضوعة؟ (كيف ديكن الوصوؿ إذل‬
‫تلك احلالة أو النتيجة)‪،‬‬
‫‪ -‬كيف سيصبح ادلشروع بعد ‪3‬إذل ‪5‬سنوات من إنشاءه؟‬

‫ىذه األسئلة تتطلب تعريف واضح ودقيق لألىداؼ ادلرغوبة‪ ،‬اإلسًتاتيجية ادلتبعة من أجل بلوغا ألىداؼ‪،‬‬
‫واخلطط العملية (التسويقية‪ ،‬اإلنتاجية‪ ،‬ادلالية‪...،‬إخل)‪.‬‬
‫يف الواقع العملي‪،‬خطة األعماؿ جيب أف تكوف ملف سلتصر من ‪20‬إذل ‪40‬صفحة (دوف احتساب‬
‫ادلالحق)‪،‬حىت لو كاف ادلشروع صناعيي تطلبت تكنولوجيا عالية وإجراءات أكرب مقارنة بادلؤسسات اخلدمية‪،‬‬
‫وللتسهيل على القارئ‪ ،‬يتم وضع ملخص يف بداية ادللف توضح فيو صبيع العناصر األساسية فيا خلطة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أىمية خطة العمل‬
‫خلطة العمل عدة فوائد نذكر أمهها فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬ترتيب األفكار‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬تقييم اجلدوى‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬فرصة للتعرؼ أكثر على السوؽ وعن قرب‬ ‫‪‬‬

‫‪-‬حبث االحتماالت ادلمكنة لتمويل وتنفيذ وتسويق ادلشروع‬ ‫‪‬‬


‫‪-‬التخطيط ووضوح الطريق‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬التحقق من اجلاىزية‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬استطالع الصعوبات ادلتوقعة واالستعداد ذلا واالحتياط للطوارئ‬ ‫‪‬‬

‫‪-‬ربديد ادلتطلبات بشكل أكثر دقة وواقعية‬ ‫‪‬‬


‫‪-‬إظهار اجلدية يف العمل‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬تسهيل تقييم ادلشروع للحصوؿ على دعم أو سبويل أو مشاركة‬ ‫‪‬‬

‫‪-‬التقليل من احتمالية اإلخفاؽ أو الفشل أو اخلسائر‬ ‫‪‬‬


‫‪-‬التحكم وضبط التكاليف‬ ‫‪‬‬

‫ثالثا‪ :‬مكونات خطة األعمال‬


‫ال توجد قاعدة مطلقة يف ربديد مكونات خطة العمل‪ ،‬ولكن مهما كانا لشكل ادلأخوذ البد من احًتاـ بعض‬
‫ادلعايَت اليت تؤدي إذل ربقيق األىداؼ من ىذا ادللف‪ ،‬خطة العمل جيب أف تسمح للقارئ باإلجابة عن‬
‫التساؤالت ادلتعددة وخاصة تلك ادلتعلقة بقدرة ادلؤسسة على أخذ موقع يف السوؽ‪،‬طريقة اإلنتاج‪ ،‬إمكانيات رحبية‬
‫ادلؤسسة‪...،‬اخل‪.‬‬
‫عدد من الكتابات واألدلة ادلنهجية تقًتح مناذج متعددة خلطة العمل‪ ،‬لكن مهما كانت تسمية وترتيب ادلكونات‬
‫اجلزئية‪ ،‬فإف مكونات خطة األعماؿ ترتكز أساسا على العناصر التالية‪:‬‬
‫‪- ‬ادللخص؛‬
‫‪-‬التقدمي العاـ للمشروع؛‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬الفريق؛‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬السوؽ؛‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬اإلسًتاتيجية العامة؛‬ ‫‪‬‬
‫‪- ‬اإلسًتاتيجية التسويقية والتجارية؛‬
‫‪- ‬الوسائل والتنظيم؛‬
‫‪- ‬الًتكيب القانوين؛‬
‫‪- ‬ادللف ادلارل‬

‫وفيما يلي نتعرض ذلذه العناصر بشيء من التفصيل‪:‬‬

‫‪ ‬الملخص‪:‬جيب أف تبدأ خطة األعماؿ عن طريق تقدمي ملخص جد مركز للمشروع‪( ،‬من صفحة إذل‬
‫صفحتُت على األكثر)‪ ،‬تخلص فيها لعناصر األساسية يف اخلطة‪ ،‬وىو جزء مهم إذ أنو يعرب عن واجهة‬
‫ادللف‪ ،‬وبالتارل يكوف ادللخص قادرا على جلب االنتباه والتأثَت على رأي القارئ‪.‬‬
‫رلموعة من الدراسات تبُت أف ادلستثمرين يقدموف على بعض ادلشاريع دبجرد قراءة ادللخص‪،‬ؼؼضال عن ذلك يقوـ‬
‫بعض حاملي ادلشاريع يف البداية بإرساؿ نسخة مطورة عن ادللخص (من‪ 05‬إذل ‪10‬صفحات )للمستثمرين‬
‫وادلتعاملُت‪ ،‬حيث أف النسخة الكاملة خلطة األعماؿ اليت ـ إرساذلا إال عند اقًتاب االتفاؽ‬
‫معادلتعاملتحتشروطواتفاقاسبحددةادللخصيجبأنيسمحللمرسإلليهبالتعرفعلىاخلصائصاألساسيةللمشروعوادلتمثلةفَتؤيةادلقا‬
‫ولفيالقطاعوأىدافادلشروع‪،‬احلقائقواإلجراءات‪،‬توقعات التمويل‪ ،‬والشراكة‪ ،‬إطار ادلشروع‪ ،‬ومرجعية ادلسَتين ‪.‬ويتكوف‬
‫ادللخص اجليد عادة من النقاط التالية‪:‬‬
‫‪-‬حملة سلتصرة عن ادلؤسسة ادلستحدثة (إنشاء أو إعادة تشغيل)؛‬
‫‪-‬وصف سريع للفريق ادلقاواليت ‪ :‬وصف الكفاءات ادلوجودة بالنسبة للفرصة االستثمارية‪ ،‬وكذلك الطموحات‬
‫الفردية واجلماعية؛‬
‫‪-‬تقدمي الفرصة االستثمارية اخلاصة بادلشروع‪ ،‬واإلسًتاتيجية ادلتبعة الستغالذلا؛‬
‫‪-‬مقاربة إصبالية للسوؽ ادلستهدؼ وإمكانياتو؛‬
‫‪-‬تفصيل ادلزايا التنافسية لعرض ادلنتوج؛‬
‫‪-‬تقدير ادلردودية ادلتوقعة مع ربديد الفائدة بالنسبة للمستثمر والشريك ادلنتظر؛‬
‫‪-‬إشارة إذل مبلغ التمويل(الذي تبحث عنو ادلؤسسة )‪،‬وإذل االستعماؿ ادلقًتح لألمواؿ ادلطلوبة‪.‬‬

‫‪ ‬التقديم العام للمشروع‪ :‬ىذا اجلزء من خطة األعماؿ حيتوي على أساسيات ادلشروع‪ ،‬حبيث يقدـ ىذا‬
‫اجلزء بعض ادلعطيات اخلاصة اليت سوؼ تتم اإلشارة إليها فيا ألجزاء القادمة يف ادللف‪ ،‬واذلدؼ ىنا ىو‬
‫إظهار أف ىناؾ اتفاؽ ابلنسبة للمشروع‪،‬الفرصة جيدة‪،‬اإلبداع شلكن التحكم فيو‪،‬وادلشروع مدعم عن‬
‫طريق عدد ـ ف اإلثباتات ادلمكنة‪ ،‬وبالتارل فإف تقدمي ادلشروع يتكوف من النقاط التالية‪:‬نشأة ادلشروع‪،‬‬
‫التكنولوجيا ادلستعملة‪ ،‬الرباءات أو حقوؽ ادللكية‪،‬األسواؽ ادلستهدفة‪،‬األىداؼ على ادلدى القصَت‪،‬‬
‫ادلتوسط والطويل‪.‬‬
‫‪ ‬الفريق‪:‬جيب على حامل ادلشروع أف يكوف مقتنع بكفاءات سلتلف أعضاء الفريق ادلقاواليت‪ ،‬لضماف‬
‫التنفيذ اجليد للمشروع‪ ،‬وبالتارل جيب التعرؼ واالطمئناف إذل شخصية وكفاءة وقيم وخربات واستعدادات‬
‫كل عضو بالنسبة لألىداؼ ادلسطرة للمؤسسة‪،‬ويف حالة عدـ كفاءة أو مشكل آخر ألحد األعضاء‪،‬‬
‫من الضروري توضيح اإلجراءات ادلمكن ازباذىا هبذا الشأف‪،‬كما جيب توضيح طبيعة العالقات ادلمكن‬
‫أنت تكوف مع الشركاء األساسيُت للمؤسسة‪.‬‬
‫وديكن تلخيص ىذا اجلزء من خطة األعماؿ يف النقاط التالية‪ :‬ملخص حوؿ ـ ـ سَتة كل عضو يف‬
‫الفريق)‪ ،(cv‬اذليكل التنظيمي وتوزيع السلطة‪،‬توزيع ادلهاـ األدوار وادلسؤوليات‪،‬تقدمي جمللس اإلداري‬
‫(مستشار قانوين‪،‬خبَت زلاسيب‪،‬مستشارين‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪ ‬السوق‪:‬من الضروري يف خطة األعماؿ‪،‬إظهار وجود سوؽ قادر على تصريف ادلنتوج ادلقًتح‪،‬وبالتارل يتم‬
‫الًتكيز ىنا على النقاط التالية‪:‬‬
‫قطاعا لنشاط وخصائصو األساسية‪،‬اجلزء ادلستهدؼ من السوؽ‪،‬طرؽ اخًتاؽ السوؽ ادلستهدؼ‪،‬ادلزايا‬
‫التنافسية يف السوؽ مقارنة بادلؤسسات األخرى‪ ،‬حيث جيمع ىذا اجلزء رلموعة من ادلعلومات حوؿ‬
‫ادلنافسُت األساسيُت‪،‬تعريفهم‪ ،‬موقعهم‪ ،‬حركتهم يف السوؽ‪،‬احلصة السوقية‪،‬مشاكل ا لدخوؿ إذل‬
‫السوؽ‪،‬إضافة إذل صبع معلومات حوؿ الزبائن ادلستهدفُت وكيفية الشراء لديهم و تطور السوؽ‪.‬‬
‫‪ ‬المنتوج(السلعة أو الخدمة المقترحة)‪:‬يف ىذا الباب على حامل ادلشروع ذكر خصائص ادلنتوج وما‬
‫سوؼ يقدمو للزبوف‪ ،‬ومن ادلفيد االستعانة بعرض رسومات زبطيطية للتوضيح‪ ،‬واذلدؼ ىنا ىو إظهار‬
‫رؤية الزبائن للمنتوج وكيفية عرضو‪،‬ومن الضروري أيضا عرض طريقة اإلنتاج و األخطار التقنية واإلنتاجية‬
‫ادلمكنة‪،‬وعليو فإف ىذا اجلزء يركز أساس على ا لنقاط التالية ‪:‬ادلنتوج (سلعة أو خدمة)‪،‬دورة حياة‬
‫ادلنتوج‪ ،‬عناصر ادللكية الفكرية والصناعية‪،‬نشاطات البحث والتطوير على ادلنتوج‪.‬‬
‫اتيجي العامة‪:‬ىذا اجلزء يعترب متابعة منطقية لألجزاء السابقة‪،‬حيث يتم فيو ربديد ‪:‬أىداؼ‬
‫‪ ‬اإلستر ة‬
‫ادلؤسسة‪ ،‬ادلوقع ادلتوقع فيا السوؽ‪،‬ادلوارد ادلختلفة قابلة لالستغالؿ‪ ،‬العوامل األساسية للنجاح‪،‬كما يتم يف‬
‫ىذا اجلزء إبراز حقيقة الفرصة االستثمارية‪ ،‬حيث يتم إظهار العالقة ب ين دراسة السوؽ واإلسًتاتيجية‬
‫ادلتبعة الخًتاؽ ىذا السوؽ والقدرة على البقاء‪.‬‬
‫‪ ‬اإلستراتيجية التسويقية والتجارية‪:‬ىذا اجلزء جييب عن األسئلة التالية‪:‬كيف يتم توزيع ادلنتوج؟وكيف‬
‫ربدد األسعار؟وكيف يتم اإلعالف عن ادلنتوج؟‬
‫أي أف ىذا اجلزء يركز على العناصر اليت تؤثر على قرار الشراء بالنسبة للزبوف ادلستهدؼ‪ ،‬وبالتارل‬
‫فاإلسًتاتيجية مبنية على إبراز ‪ :‬كيفية ودرجة الوصوؿ إذل ادلنتوج‪،‬السعر‪،‬اإلعالف‪،‬وخدمات ما بعد‬
‫البيع‪،‬كما ديكن اإلشارة يف ىذا اجلزء إذل النقاط التالية ‪ :‬الزوج ‪:‬منتوج‪/‬سوؽ‪ ،‬يف ادلنظمة التجارية (القوة‬
‫البيعية‪،‬قنوات التوزيع)‪،‬األسعار واذلوامش التجارية‪ ،‬توقعات ادلبيعات‪ ،‬زلاور االتصاؿ ادلستعملة‪.‬‬
‫‪ ‬الوسائل والتنظيم‪:‬ىذا اجلزء يبُت رلموعة ـ ف الوسائل اليت ديكن استخدامها من أجل ضماف‬
‫عمل ادلؤسسة حديثة النشأة‪،‬وكذا التنظيم الذي سوؼ يتم العمل بو يف اخلطط التنفيذية‬
‫واإلجراءات العملية والقانونية يف ادلؤسسة‪.‬‬
‫جيب على حامل ادلشروع ىنا‪،‬أف يبُت أنو يسيطر على العوائق ادلتوقعة من خالؿ ربليل مفصل ذلذه‬
‫العوائق يف سلتلف العمليات اليت تقوـ هبا ادلؤسسة‪ ،‬وبالتارل يركز على‪ :‬مع من؟وربت أي‬
‫شروط؟ودلاذا؟يتم احلصوؿ على ادلباين‪،‬التوصيالت واألدوات الضرورية‪،‬ادلواد األولية ادلستعملة‬
‫ومصدرىا‪،‬وكيفية التطور و النمو التنظيمي‪.‬‬
‫‪ ‬التركيب القانوني‪ :‬يهتم ىذا اجلزء أساسا باختيار الشكل القانوين للمؤسسة‪ ،‬وصبيع اإلجراءات‬
‫القانونية ادلتعلقة ب إنشاء وتنفيذ ادلشروع‪ ،‬ومن بُت ىذه اإلجراءات‪:‬‬
‫‪ ،‬اتفاقات الشراكة (مقاولة من‬ ‫لتجارية وبراءة االخًتاع‬ ‫ضباية العالمة‬
‫الباطن‪،‬رخص‪،‬إعفاءات‪،)...،‬تصرحيات ضريبية واجتماعية‪ ،‬عقود سلتلفة (وصوالت ذبارية‪،‬عقود‬
‫االجتماعي ؿدلقاوؿ وشركاؤه ‪،‬تأمُت السلع وادلعدات‪...‬‬
‫ة‬ ‫عمل‪ ،‬االتفاقات اجلماعية‪،)...‬التغطية‬
‫‪ ‬الملف المالي‪:‬يسمح بتقدمي طبيعة وحاجة ادلؤسسة إذل األمواؿ ويفسر طلبات التمويل‪ ،‬بعد‬
‫تتمث‬
‫تقدمي الفرضيات أو التقديرات األساسية ادلتوقعة خالؿ ‪3‬إذل ‪5‬سنوات األوذل‪ ،‬واليت ؿ‬
‫بالتفصيل يف ‪:‬النتائج األساسية ادلنتظرة (جدوؿ حسابات النتائج التقديري )وكذلك سلطط‬
‫اخلزينة‪،‬اذليكل ادلارل واالحتياجات ادلالية(خطة التمويل)‪،‬االحتياج يف رأس ادلاؿ العامل‪ .‬جيب‬
‫على حامل ادلشروع إظهار ادلنطق ادلارل للمشروع‪،‬إظهار توافق التقديرات ادلقدمة مع زلتوى‬
‫خطة العمل‪ ،‬االقتناع بإمكانية ربقيق الفرضيات ادلقدمة‪،‬قياس درجة مرونة الًتكيبة ادلالية‬
‫لإلخطار اليت ديكن أف تعرقل تطور ادلشروع‪،‬كما جيب على حامل ادلشروع أيضا مواجهة‬
‫الشروط ادلالية للمستثمرين‪،‬وإظهار الفائدة والعائد الذي ديكن أف حيصلوا عليو من مرافقة‬
‫ادلشروع‪.‬‬
‫بعد إعداد وتصميم خطة األعماؿ الضرورية النطالؽ ادلشروع وإقناع رلموعة من الشركاء دبرافقة ادلشروع ديكن‬
‫للمقاوؿ ادلباشرة يف تنفيذ ادلشروع انطالقا من العناصر ادلقدمة يف اخلطة‪ ،‬اليت تعترب أطار جيد لضماف صلاح‬
‫ادلشروع الصغَت‪.‬‬

You might also like