You are on page 1of 599

‫كتاب المأ‬

‫للمإامأ الشافعي رحمه ال‬

‫الجزء الثالث‬
‫صفحة ‪796 :‬‬

‫صفته وبيع عين مإضمونة على بائعها بعينها يسلمها البائع للمشتري فإذا‬
‫تلفت لم يضمن سوى العين التي باع ول يجوز بيع غير هذين الوجهين‬
‫وهذان مإفترقان في كتاب البيوع قال الشافعي رحمه ال أخبرنا مإالك بن‬
‫أنس عن نافع عن عبد ال بن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال المتبايعان كل واحد مإنهما على صاحبه بالخيار مإا لم يتفرقا إل بيع‬
‫الخيار أخبرنا ابن جريج قال أمإلي على نافع مإولى ابن عمر أن عبد ال‬
‫بن عمر أخبره أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا تبايع المتبايعان‬
‫البيع فكل واحد مإنهما بالخيار مإن بيعه مإا لم يتفرقا أو يكون بيعهما عن‬
‫خيار قال نافع وكان عبد ال إذا ابتاع البيع فأراد أن يوجب البيع مإشى‬
‫قليل ثم رجع قال الشافعي أخبرنا سفيان بين عيينة عن عبد ال ابن دينار‬
‫عن ابن عمر قال الشافعي أخبرنا الثقة عن حماد بن سلمة عن قتادة عن‬
‫أبي الخليل عن عبد ال ابن الحرث عن حكيم بن حزامأ قال قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم البيعان بالخيار مإا لم يتفرقا فإن صدقا وبينا‬
‫وجبت البركة في بيعهما وإن كذبا وكتما مإحقت البركة مإن بيعهما أخبرنا‬
‫الثقة يحيى بن حسان عن حماد بن زيد عن جميل بن مإرة عن أبى‬
‫الوضيء قال كنا في غزاة فباع صاحب لنا فرسا مإن رجل فلما أردنا‬
‫الرحيل خاصمه فيه إلى أبي برزة فقال له أبو برزة سمعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول البيعان بالخيار مإا لم يتفرقا قال الشافعي وفي الحديث‬
‫مإا يبين هذا أيضا لم يحضر الذي حدثني حفظه وقد سمعته مإن غيره أنهما‬
‫باتا ليلة ثم غدوا عليه فقال ل أراكما تفرقتما وجعل له الخيار إذا باتا‬
‫مإكانا واحدا بعد البيع قال أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج عن عطاء‬
‫أنه قال إذا وجب البيع خيره بعد وجوبه قال يقول اختر إن شئت فخذ‬
‫وإن شئت فدع قال فقلت له فخيره بعد وجوب البيع فأخذ ثم ندمأ قبل‬
‫أن يتفرقا مإن مإجلسهما ذلك أنفيلة مإنه لبد قال ل أحسبه إذا خيره بعد‬
‫وجوب البيع أخبرنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن أيوب بن أبي‬
‫تميمة عن مإحمد بن سيرين عن شريح أنه قال شاهدان ذوا عدل أنكما‬
‫افترقتما بعد رضا ببيع أو خير أحدكما صاحبه بعد البيع قال الشافعي وبهذا‬
‫نأخذ وهو قول الكثر مإن أهل الحجاز والكثر مإن أهل الثار بالبلدان قال‬
‫وكل مإتبايعين في سلف إلى أجل أو دين أو عين أو صرف أو غيره تبايعا‬
‫وتراضيا ولم يتفرقا عن مإقامإهما أو مإجلسهما الذي تبايعا فيه فلكل واحد‬
‫مإنهما فسخ البيع وإنما يجب على كل واحد مإنهما البيع حتى ل يكون له‬
‫رده إل بخيار أو شرط خيار أو مإا وصفت إذا تبايعا فيه وتراضيا وتفرقا‬
‫بعد البيع عن مإقامإهما الذي‬

‫صفحة ‪797 :‬‬

‫تبايعا فيه أو كان بيعهما عن خيار فإن البيع يجب بالتفرق والخيار قال‬
‫واحتمل قول رسول ال صلى ال عليه وسلم إل بيع الخيار مإعنيين أظهرهما‬
‫عند أهل العلم باللسان وأولهما بمعنى السنة والستدلل بها والقياس أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ جعل الخيار للمتبايعين فالمتبايعان اللذان‬
‫عقدا البيع حتى يتفرقا إل بيع الخيار فإن الخيار إذا كان ل ينقطع بعد‬
‫عقد البيع في السنة حتى يتفرقا وتفرقهما هو أن يتفرقا عن مإقامإهما الذي‬
‫تبايعا فيه كان بالتفرق أو بالتخيير وكان مإوجودا في اللسان والقياس إذا‬
‫كان البيع يجب بشيء بعد البيع وهو الفراق أن يجب بالثاني بعد البيع‬
‫فيكون إذا خير أحدهما صاحبه بعد البيع كان الخيار تجديد شيء يوجبه‬
‫كما كان التفرق تجديد شيء يوجبه ولو لم يكن فيه سنة بينة بمثل مإا‬
‫ذهب إليه كان مإا وصفنا أولى المعنيين أن يؤخذ به لما وصفت مإن القياس‬
‫مإع أن سفيان ابن عيينة أخبرنا عن عبد ال ابن طاوس عن أبيه قال خير‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم رجل بعد البيع فقال الرجل عمرك ال مإمن‬
‫أنت فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم امإرؤ مإن قريش قال وكان أبي‬
‫يحلف مإا الخيار إل بعد البيع قال وبهذا نقول وقد قال بعض أصحابنا‬
‫يجب البيع بالتفرق بعد الصفقة ويجب بأن يعقد الصفقة على خيار وذلك‬
‫أن يقول الرجل لك بسلعتك كذا بيعا خيارا فيقول قد اخترت البيع قال‬
‫الشافعي وليس نأخذ بهذا وقولنا الول ل يجب البيع إل بتفرقهما أو تخيير‬
‫أحدهما صاحبه بعد البيع فيختاره قال وإذا تبايع المتبايعان السلعة وتقابضا‬
‫أو لم يتقابضا فكل واحد مإنهما بالخيار مإا لم يتفرقا أو يخير أحدهما‬
‫صاحبه بعد البيع فإذا خيره وجب البيع بما يجب به إذا تفرقا وإن تقابضا‬
‫وهلكت السلعة في يد المشتري قبل التفرق أو الخيار فهو ضامإن لقيمتها‬
‫بالغا مإا بلغ كان أقل أو أكثر مإن ثمنها لن البيع لم يتم فيها قال‬
‫الشافعي وإن هلكت في يد البائع قبل قبض المشتري لها وقبل التفرق أو‬
‫بعده انفسخ البيع بينهما ول تكون مإن ضمان المشتري حتى يقبضها فإن‬
‫قبضها ثم ردها على البائع وديعة فهو كغيره مإمن أودعه إياها وإن تفرقا‬
‫فماتت فهي مإن ضمان المشتري وعليه ثمنها وإن قبضها وردها عل البائع‬
‫وديعة فماتت قبل التفرق أو الخيار فهي مإضمونه على بالقيمة وإن كان‬
‫المشتري أمإة فأعتقها المشتري قبل التفرق أو الخيار فاختار البائع نقض‬
‫البيع كان له ذلك وكان عتق المشتري باطل لنه أعتق مإا لم يتم له مإلكه‬
‫وإذا أعتقها البائع كان عتقه جائزا لنها لم تملك عليه مإلكا يقع الملك‬
‫الول عنها إل بتفرق بعد البيع أو خيار وأن كل مإا لم يتم فيه مإلك‬
‫المشتري فالبائع أحق به إذا شاء لن أصل‬

‫صفحة ‪798 :‬‬

‫الملك كان له قال الشافعي رحمه ال تعالى وكذلك لو عجل المشتري‬


‫فوطئها قبل التفرق في غفلة مإن البائع عنه فاختار البائع فسخ البيع كان‬
‫له فسخه وكان على المشتري مإهر مإثلها للبائع وإن أحبلها فاختار البائع رد‬
‫البيع كان له رده وكانت المإة له وله مإهر مإثلها فأعتقنا ولدها بالشبهة‬
‫وجعلنا على المشتري قيمة ولده يومأ ولد وإن وطئها البائع فهي أمإته والوطء‬
‫كالختيار مإنه لفسخ البيع قال الشافعي وإن مإات أحد المتبايعين قبل أن‬
‫يتفرقا قامأ ورثته مإقامإه وكان لهم الخيار في البيع مإا كان له وإن خرس‬
‫قبل أن يتفرقا أو غلب على عقله أقامأ الحاكم مإقامإه مإن ينظر له وجعل‬
‫له الخيار في رد البيع أو أخذه فأيهما فعل ثم أفاق الخر فأراد نقض مإا‬
‫فعله لم يكن له أن يمضي الحكم عليه به قال الشافعي وإن كان المشتري‬
‫أمإة فولدت أو بهيمة فنتجت قبل التفرق فهما على الخيار فإن اختارا إنفاذ‬
‫البيع أو تفرقا فولد المشتري للمشتري لن عقد البيع وقع وهو حمل‬
‫وكذلك كل خيار بشرط جائز في أصل العقد‬
‫باب الخلف فيما يجب به البيع‬
‫قال الشافعي رحمه ال فخالفنا بعض الناس فيما يجب به البيع فقال إذا‬
‫عقد البيع وجب ول أبالي أن ل يخير أحدهما صاحبه قبل بيع ول بعده‬
‫ول يتفرقان بعده قال الشافعي فقيل لبعض مإن قال هذا القول إلى أي‬
‫شيء ذهبت في هذا القول قال أحل ال البيع وهذا بيع وإنما أحل ال‬
‫عز وجل مإنه للمشتري مإا لم يكن يملك ول أعرف البيع إل بالكلمأ ل‬
‫بتفرق البدان فقلت له أرأيت لو عارضك مإعارض جاهل بمثل حجتك فقال‬
‫مإثل مإا قلت أحل ال البيع ول أعرف بيعا حلل وآخر حرامإا وكل واحد‬
‫مإنهما يلزمإه اسم البيع مإا الحجة عليه قال إذ نهى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم عن بيوع فرسول ال صلى ال عليه وسلم المبين عن ال عز‬
‫وجل مإعنى مإا أراد قال الشافعي قلت له ولك بهذا حجة في النهي فما‬
‫علمنا أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سن سنة في البيوع أثبت مإن‬
‫قوله المتبايعان بالخيار مإا لم يتفرقا فإن ابن عمر وأبا برزة وحكيم ابن‬
‫حزامأ وعبد ال بن عمرو بن العاص يروونه ولم يعارضهم أحد بحرف يخالفه‬
‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد نهى عن الدينار بالدينارين فعارض‬
‫ذلك أسامإة بن زيد بخبر عن النبي صلى ال عليه وسلم خلفه فنهينا نحن‬
‫وأنت عن الدينار بالدينارين وقلنا هذا أقوى في الحديث ومإع مإن خالفنا‬
‫مإثل مإا احتججت به أن ال تعالى أحل البيع وحرمأ الربا وأن نهيه عن الربا‬
‫خلف مإا رويته ورووه أيضا عن سعد بن أبي وقاص وابن عباس وعروة‬
‫وعامإة فقهاء‬

‫صفحة ‪799 :‬‬


‫المكيين فإذا كنا نميز بين الحاديث فنذهب إلى الكثر والرجح وإن‬
‫اختلف فيه عن النبي صلى ال عليه وسلم فنرى لنا حجة على مإن خالفنا‬
‫أفما نرى أن مإا روي عن النبي صلى ال عليه وسلم مإما لم يخالفه أحد‬
‫برواية عنه أولى أن يثبت قال بلى إن كان كما تقول قلت فهو كما أقول‬
‫فهل تعلم مإعارضا له عن رسول ال صلى ال عليه وسلم يخالفه قال ل‬
‫ولكني أقول إنه ثابت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم كما قلت وبه‬
‫أقول ولكن مإعناه على غير مإا قلت قلت فاذكر لي المعنى الذي ذهبت‬
‫إليه فيه قال المتبايعان بالخيار مإا لم يتفرقا في الكلمأ قال فقلت له الذي‬
‫ذهبت إليه مإحال ل يجوز في اللسان قال ومإا إحالته وكيف ل يحتمله‬
‫اللسان قلت إنما يكونان قبل التساومأ غير مإتساومإين ثم يكونان مإتساومإين‬
‫قبل التبايع ثم يكونان بعد التساومأ مإتبايعين ول يقع عليهما اسم مإتبايعين‬
‫حتى يتبايعا ويفترقا في الكلمأ على التبايع قال فقال فادللني على مإا‬
‫وصفت بشيء أعرفه غير مإا قلت الن قال الشافعي فقلت له أرأيت لو‬
‫تساومإت أنا وأنت بسلعة فقال رجل امإرأته طالق إن كنتما تبايعتما فيها قال‬
‫فل تطلق مإن قبل أنكما غير مإتبايعين إل بعقد البيع قلت وعقد البيع‬
‫التفرق عندك في الكلمأ عن البيع قال نعم قلت أرأيت لو تقاضيتك حقا‬
‫عليك فقلت وال ل أفارقك حتى تعطيني حقي مإتى أحنث قال إن فارقته‬
‫ببدتك قبل أن يعطيك حقك قلت فلو لم تعرف مإن لسان العرب شيئا إل‬
‫هذا أمإا دلك على أن قولك مإحال وإن اللسان ل يحتمله بهذا المعنى ول‬
‫غيره قال فاذكر غيره فقلت له أخبرنا مإالك عن ابن شهاب عن مإالك بن‬
‫أوس بن الحدثان أنه التمس صرفا بمائة دينار قال فدعاني طلحة بن عبيد‬
‫ال فتراوضنا حتى اصطرف مإني وأخذ الذهب يقلبها في يده ثم قال حتى‬
‫يأتي خازني أو حتى تأتي خازنتي مإن الغابة قال الشافعي أنا شككت وعمر‬
‫يسمع فقال عمر وال ل تفارقه حتى تأخذ مإنه ثم قال قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم الذهب بالورق ربا الهاء وهاء قلت له أفبهذا نقول‬
‫نحن وأنت إذا تفرق المصطرفان عن مإقامإهما الذي تصارفا فيه انتقض‬
‫الصرف ومإا لم يتفرقا لم ينتقض فقال نعم قلت له فما بان لك وعرفت‬
‫مإن هذا الحديث أن التفرق هو تفرق البدان بعد التبايع ل التفرق عن‬
‫البيع لنك لو قلت تفرق المتصارفان عن البيع قبل التقابض لبعض الصرف‬
‫دخل عليك أن تقول ل يحل الصرف حتى يتراضيا ويتوازنا ويعرف كل‬
‫واحد مإنهما مإا يأخذ ويعطي ثم يوجبا البيع في الصرف بعد التقابض أو‬
‫مإعه قال ل أقول هذا قلت ول أرى قولك التفرق تفرق الكلمأ إل جهالة‬
‫أو تجاهل باللسان قال الشافعي قلت له‬

‫صفحة ‪800 :‬‬

‫أرأيت رجل قال لك أقلدك فأسمعك تقول المتبايعان بالخيار مإا لم‬
‫يتفرقا والتفرق عندك التفرق بالكلمأ وأنت تقول إذا تفرق المتصارفان قبل‬
‫التقابض كان الصرف ربا وهما في مإعنى المتبايعين غيرهما لن المتصارفين‬
‫مإتبايعان وإذا تفرقا عن الكلمأ قبل التقابض فسد الصرف قال ليس هذا له‬
‫قلت فيقول لك كيف صرت إلى نقض قولك قال إن عمر سمع طلحة‬
‫ومإالكا قد تصارفا فلم ينقض الصرف ورأى أن قول النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم هاء وهاء إنما هو ل يتفرقا حتى تقابنا قلت تفرقا عن الكلمأ قال‬
‫نعم قلت فقال لك أفرأيت لو احتمل اللسان مإا قلت ومإا قال مإن خالفك‬
‫امإا يكون مإن قال بقول الرجل الذي سمع الحديث أولى أن يصار إلى قوله‬
‫لنه الذي سمع الحديث فله فضل السماع والعلم بما سمع وباللسان قال‬
‫بلى قلت فلم لم تعط هذا ابن عمر وهو سمع الحديث مإن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم البيعان بالخيار مإا لم يتفرقا فكان إذا اشترى شيئا‬
‫يعجبه أن يجب له فارق صاحبه فمشى قليل ثم رجع ولم لم تعط هذا أبا‬
‫برزة وهو سمع مإن رسول ال صلى ال عليه وسلم البيعان بالخيار وقضى‬
‫به وقد تصادقا بأنهما تبايعا ثم كان مإعا لم يتفرقا في ليلتهما ثم غدوا إليه‬
‫فقضى أن لكل واحد مإنهما الخيار في رد بيعه قال الشافعي فإن قال قائل‬
‫تقول إن قولي مإحال قلت نعم قال فلست أراه كما قلت وأنت وإن‬
‫كانت لك بما قلت حجة نذهب اليها فاللسان يحتمل مإا قلت فقلت ل‬
‫قال فبينه قلت فما أحسبني إل قد اكتفيت بأقل مإما ذكرت وأسألك قال‬
‫فسل قلت أفرأيت إذ قال النبي صلى ال عليه وسلم البيعان بالخيار مإا لم‬
‫يتفرقا إل بيع الخيار أليس قد جعل إليهما الخيار إلى وقتين ينقطع الخيار‬
‫إلى أيهما كان قال بلى قلت فما الوقتان قال أن يتفرقا بالكلمأ قلت فما‬
‫الوجه الثاني قال ل أعرف له وجها فدعه قلت أفرأيت إن بعتك بيعا‬
‫ودفعته إليك فقلت أنت فيه بالخيار إلى الليل مإن يومإك هذا وأن تختار‬
‫إجازة البيع قبل الليل أجائز هذا البيع قال نعم قلت فمتى ينقطع خيارك‬
‫ويلزمإك البيع فل يكون لك رده قال إن انقضى اليومأ ولم اختر رد البيع‬
‫انقطع الخيار في البيع أو اخترت قبل الليل إجازة البيع انقطع الخيار في‬
‫الرد قلت فكيف ل تعرف أن هذا قطع الخيار في المتبايعين أن يتفرقا بعد‬
‫البيع أو يخير أحدهما صاحبه قال الشافعي فقال دعه قلت نعم بعد العلم‬
‫مإني بأنك إنما عمدت ترك الحديث وأنه ل يخفى عليك أن قطع الخيار‬
‫في البيع التفرق أو التخيير كما عرفته في جوابك قبله فقلت له أرأيت إن‬
‫زعمت أن الخيار إلى مإدة وزعمت أنها أن يتفرقا في الكلمأ أيقال‬
‫للمتساومإين أنتما بالخيار قال نعم السائم في أن يرد أو يدع والبائع في أن‬
‫يوجب أو يدع قلت‬

‫صفحة ‪801 :‬‬

‫ألم يكونا قبل التساومأ هكذا قال بلى قلت فهل أحدث لهما التساومأ‬
‫حكما غير حكمهما قبله أو يخفى على أحد أنه مإالك لماله إن شاء أعطاه‬
‫وإن شاء مإنعه قال ل قلت فيقال لنسان أنت بالخيار في مإالك الذي لم‬
‫توجب فيه شيئا لغيرك فالسائم عندك لم يوجب في مإاله شيئا لغيره إنك‬
‫لتحيل فيما تجيب فيه مإن الكلمأ قال فلم ل أقول لك أنت بالخيار في‬
‫مإالك قلت لما وصفت لك وإن قلت ذلك إلى مإدة تركت قولك قال وأين‬
‫قلت وأنت تزعم أن مإن كان له الخيار إلى مإدة فإذا اختار انقطع خياره‬
‫كما قلت إذا جعلته بالخيار يومإا فمضى اليومأ انقطع الخيار قال أجل‬
‫وكذلك إذا أوجب البيع فهو إلى مإدة قلت لم ألزمإه قبل إيجاب البيع شيئا‬
‫فيكون فيه يختار ولو جاز أن يقال أنت بالخيار في مإالك مإا جاز أن‬
‫يقال أنت بالخيار إلى مإدة إنما يقال أنت بالخيار أبدا قال فإن قلت المدة‬
‫أن يخرجه مإن مإلكه قلت وإذا أخرجه مإن مإلكه فهو لغيره أفيقال لحد‬
‫أنت بالخيار في مإال غيرك قال الشافعي فقلت أرأيت لو أن رجل جاهل‬
‫عارضك بمثل حجتك فقال قد قلت المتساومإان يقع عليهما اسم مإتبايعين‬
‫وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم هما بالخيار مإا لم يتفرقا والتفرق‬
‫عندك يحتمل تفرق البدان والتفرق بالكلمأ فإن تفرقا بأبدانهما فل خيار‬
‫لهما وعلى صاحب المال أن يعطي بيعه مإا بذل له مإنه وعلى صاحب‬
‫السلعة أن يسلم سلعته له بما استامأ عليه ول يكون له الرجوع عما بذلها‬
‫به إذا تفرقا قال ليس ذلك له قلت ول لك قال الشافعي قال أفليس‬
‫يقبح أن أمإلك سلعتك وتملك مإالي ثم يكون لكل واحد مإنا الرد بغير‬
‫عيب أو ليس يقبح أن أبتاع مإنك عبدا ثم أعتقه قبل أن نتفرق ول يجوز‬
‫عتقي وأنا مإالك قال الشافعي قلت ليس يقبح في هذا شيء إل دخل‬
‫عليك أعظم مإنه قال ومإا ذلك قلت أرأيت إن بعتك عبدا بألف درهم‬
‫وتقابضنا وتشارطنا أنا جمعيا أو أحدنا بالخيار إلى ثلثين سنة قال فجائز‬
‫قلت ومإتى شاء واحد مإنا نقض البيع نقضه وربما مإرض العبد ولم ينتفع به‬
‫سيده وانتفع البائع بالمال وربما انتفع المبتاع بالعبد حتى يستغل مإنه أكثر‬
‫مإن ثمنه ثم يرده وإن كان أخذه بدين ولم ينتفع البائع بشيء مإن مإال‬
‫المبتاع وقد عظمت مإنفعة المبتاع بمال البائع قال نعم هو رضى بهذا قلت‬
‫وإن أعتقه المشتري في الثلثين سنة لم يجز وإن أعتقه البائع جاز قال‬
‫نعم قلت فإنما جعلت له الخيار بسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم مإا‬
‫لم يتفرقا ولعل ذلك يكون في طرفة عين أو ل يبلغ يومإا كامإل لحاجة‬
‫الناس إلى الوضوء أو تفرقهم للصلة وغير ذلك فقبحته وجعلت له الخيار‬
‫ثلثين سنة برأي نفسك فلم تقبحه قال ذلك بشرطهما قلت فمن شرط له‬
‫رسول ال‬

‫صفحة ‪802 :‬‬


‫صلى ال عليه وسلم أولى أن يثبت له شرطه مإمن شرط له بائع‬
‫ومإشتر وقلت له أرأيت لو اشتريت مإنك كيل مإن طعامأ مإوصوف بمائة درهم‬
‫قال فجائز قلت وليس لي ول لك نقض البيع قبل تفرق قال ل قلت وإن‬
‫تفرقنا قبل التقابض انتقض البيع قال نعم قلت أفليس قد وجب لي عليك‬
‫شيء لم يكن لي ول لك نقضه ثم انتقض بغير رضا واحد مإنا بنقضه قال‬
‫نعم إنما نقضناه استدلل بالسنة أن النبي صلى ال عليه وسلم نهى عن‬
‫الدين بالدين قلت فإن قال لك قائل أهل الحديث يوهنون هذا الحديث‬
‫ولو كان ثابتا لم يكن هذا دينا لني مإتى شئت أخذت مإنك دراهمي التي‬
‫بعتك بها إذا لم أسم لك أجل والطعامأ إلى مإدته قال ل يجوز ذلك قلت‬
‫ولم وعليك فيه لمن طالبك أمإران أحدهما أنك تجيز تبايع المتبايعين العرض‬
‫بالنقد ول يسميان أجل ويفترقان قبل التقابض ول ترى به بأسا ول ترى‬
‫هذا دينا بدين فإذا كان هذا هكذا عندك احتمل اللفظ أن يسلف في‬
‫كيل مإعلومأ بشرط سلعة وإن لم يدفعها فيكون حال غير دين بدين ولكنه‬
‫عين بدين قال بل هو دين بدين قلت فإن قال لك قائل فلو كان كما‬
‫وصفت أنهما إذا تبايعا في السلف فتفرقا قبل التقابض انتقض البيع بالتفرق‬
‫ولزمإك أنك قد فسخت العقدة المتقدمإة الصحيحة بتفرقهما بأبدانهما والتفرق‬
‫عندك في البيوع ليس له مإعنى إنما المعنى في الكلمأ أو لزمإك أن تقول‬
‫في البيعين بالخيار مإا لم يتفرقا إن لتفرقهما بابدانهما مإعنى يوجبه كما كان‬
‫لتفرق هذين بأبدانهما مإعنى ينقضه ول تقول هذا قال الشافعي فقال فإنا‬
‫روينا عن عمر أنه قال البيع عن صفقة أو خيار قلت أرأيت إذا جاء عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم مإا وصفت لو كان قال رجل مإن أصحابه‬
‫قول يخالفه أل يكون الذي تذهب إليه فيه أنه لو سمع عن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم شيئا لم يخالفه إن شاء ال تعالى وتقول قد يعزب‬
‫عن بعضهم بعض السنن قال بلى قلت أفترى في أحد مإع النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم حجة فقال عامإة مإن حضره ل قلت ولو أجزت هذا خرجت‬
‫مإن عامإة سنن النبي صلى ال عليه وسلم فدخل عليك مإا ل تعذر مإنه‬
‫قال فدعه قلت فليس بثابت عن عمر وقد رويتم عن عمر مإثل قولنا زعم‬
‫أبو يوسف عن مإطرف عن الشعبي أن عمر قال البيع عن صفقة أو خيار‬
‫قال الشافعي وهذا مإثل مإا روينا عن النبي صلى ال عليه وسلم قال فهذا‬
‫مإنقطع قلت وحديثك الذي رويت عن عمر غلط ومإجهول أو مإنقطع فهو‬
‫جامإع لجميع مإا ترد به الحاديث قال لئن أنصفناك مإا يثبت مإثله فقلت‬
‫احتجاجك به مإع مإعرفتك بمن حدثه وعمن حدثه ترك النصفة قال الشافعي‬
‫وقلت له لو كان كما رويت كان‬

‫صفحة ‪803 :‬‬

‫بمعنى قولنا أشبه وكان خلف قولك كله قال ومإن أين قلت أرأيت إذ‬
‫زعمت أن عمر قال البيع عن صفقة أو خيار أليس تزعم أن البيع يجب‬
‫بأحد أمإرين إمإا بصفقة وإمإا بخيار قال بلى قلت أفيجب البيع بالخيار والبيع‬
‫بغير خيار قال نعم قلت ويجب بالخيار قال تريد مإاذا قلت مإا يلزمإك قال‬
‫ومإا يلزمإني قلت تزعم أنه يجب الخيار بل صفقة لنه إذا زعم أنه يجب‬
‫بأحد أمإرين علمنا أنهما مإختلفان كما تقول في المولى يفيء أو يطلق وفي‬
‫العبد يجني يسلم أو يفدى وكل واحد مإنهما غير الخر قال مإا يصنع‬
‫الخيار شيئا إل بصفقة تقدمإه أو تكون مإعه والصفقة مإستغنية عن الخيار‬
‫فهي إن وقعت مإعها خيار أو بعدها أوليس مإعها ول بعدها وجبت قال نعم‬
‫قلت وقد زعمت أن قوله أو خيار ل مإعنى له قال فدع هذا قلت نعم‬
‫بعد العلم بعلمك إن شاء ال تعالى بأنك زعمت أن مإا ذهبت إليه مإحال‬
‫قال فما مإعناه عندك قلت لو كان قوله هذا مإوافقا لما روى أبو يوسف‬
‫عن مإطرف عن الشعبي عنه وكان مإثل مإعنى قوله فكان مإثل البيع في مإعنى‬
‫قوله فكان البيع عن صفقه بعدها تفرق أو خيار قال بعض مإن حضر مإاله‬
‫مإعنى يصح غيرها قال أمإا إنه ل يصح حديثه قلت أجل فلم استعنت به‬
‫قال فعارضنا غير هذا بأن قال فأقول إن ابن مإسعود روى أن النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم قال إذا اختلف المتبايعان فالقول مإا قال البائع والمبتاع‬
‫بالخيار قال الشافعي وهذا الحديث مإنقطع عن ابن مإسعود والحاديث التي‬
‫ذكرناها ثابتة مإتصلة فلو كان هذا يخالفها لم يجز للعالم بالحديث أن‬
‫يحتج به على واحد مإنها لنه ل يثبت هو بنفسه فكيف يزال به مإا يثبت‬
‫بنفسه ويشده أحاديث مإعه كلها ثابتة قال الشافعي رحمه ال تعالى ولو كان‬
‫هذا الحديث ثابتا لم يكن يخالف مإنها شيئا مإن قبل أن هذين مإتبايعان إن‬
‫تصادقا على التبايع واختلفا في الثمن فكل واحد مإنهما يختار أن ينفذ البيع‬
‫إل أن تكون دعواهما مإما يعقد به البيع مإختلفة تنقض أصله ولم يجعل‬
‫الخيار إل للمبتاع في أن يأخذ أو يدع وحديث البيع بالخيار جعل الخيار‬
‫لهما مإعا مإن غير اختلف في ثمن ول ادعاء مإن واحد مإنهما بشيء يفسد‬
‫أصل البيع ول ينقضه إنما أراد تحديد نقض البيع بشيء جعل لهما مإعا‬
‫وإليهما إن شاءا فعله وإن شاءا تركاه قال الشافعي ولو غلط رجل إلى أن‬
‫الحديث على المتبايعين اللذين لم يتفرقا مإن مإقامإهما لم يجز له الخيار‬
‫لهما بعد تفرقهما مإن مإقامإهما فإن قال فما يغني في البيع اللزمأ بالصفقة‬
‫أو التفرق بعد الصفقة قيل لو وجب بالصفقة استغنى عن التفرق ولكنه ل‬
‫يلزمأ إل بهما ومإعنى خياره بعد الصفقة كمعنى الصفقة والتفرق وبعد التفرق‬
‫فيختلفان في الثمن فيكون للمشتري‬

‫صفحة ‪804 :‬‬

‫الخيار كما يكون له الخيار بعد القبض وقبل التفرق وبعد زمإان إذا‬
‫ظهر على عيب ولو جاز أن نقول إنما يكون له الخيار إذا اختلفا في‬
‫الثمن لم يجز أن يكون له الخيار إذا ظهر على عيب وجاز أن يطرح كل‬
‫حديث اشبه حديثا في حرف واحد لحروف أخر مإثله وإن وجد لهما مإحمل‬
‫يخرجان فيه فجاز عليه لبعض المشرقيين مإا هو أولى أن يجوز مإن هذا‬
‫فإنهم قالوا نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن التمر بالتمر إل مإثل‬
‫بمثل وعن المزابنة وهي الجزاف بالكيل مإن جنسها وعن الرطب بالتمر‬
‫فحرمإنا العرايا بخرصها مإن التمر لنها داخلة في هذا المعنى وزعمنا نحن‬
‫ومإن قال هذا القول مإن أصحابنا أن العرايا حلل بإحلل النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم ووجدنا للحديثين مإعنى يخرجان عليه ولجاز هذا علينا في أكثر‬
‫مإا يقدر عليه مإن الحاديث قال الشافعي وخالفنا بعض مإن وافقنا في‬
‫الصل أن البيع يجب بالتفرق والخيار فقال الخيار إذا وقع مإع البيع جاز‬
‫فليس عليه أن يخير بعد البيع والحجة عليه مإا وصفت مإن أن النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم خير بعد البيع ومإن القياس إذا كانت بيعا فل يتم البيع‬
‫إل بتفرق المتبايعين وتفرقهما شيء غير عقد البيع يشبه وال أعلم أن ل‬
‫يكون يجب بالخيار إل بعد البيع كما كان التفرق بعد البيع وكذلك الخيار‬
‫بعده قال الشافعي وحديث مإالك بن أوس بن الحدثان النصرى عن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم يدل على أن التفرق بين المتبايعين تفرق البدان ويدل‬
‫على غيره وهو مإوضوع في مإوضعه قال وحديث النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫ل يبع أحدكم على بيع أخيه يدل على أنه في مإعنى حديث أن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم قال المتبايعان بالخيار لني لو كنت إذا بعت رجل‬
‫سلعة تسوى مإائة ألف لزمأ المشتري البيع حتى ل يستطيع أن ينقضه مإا‬
‫ضرني أن يبيعه رجل سلعة خيرا مإنها بعشرة ولكن في نهيه أن يبيع الرجل‬
‫على بيع أخيه دللة على أن يبيع على بيع أخيه قبل أن يتفرقا لنهما ل‬
‫يكونان مإتبايعين إل بعد البيع ول يضر بيع الرجل على بيع أخيه إل قبل‬
‫التفرق حتى يكون للمشتري الخيار في رد البيع وأخذه فيها لئل يفسد على‬
‫البائع ولعله يفسد على البائع ثم يختار أن يفسخ البيع عليهما مإعا ولو لم‬
‫يكن هذا لم يكن للحديث مإعنى أبدا لن البيع إذا وجب على المشتري‬
‫قبل التفرق أو بعده فل يضر البائع مإن باع على بيعه ولو جاز أن يجعل‬
‫هذا الحديث على غير هذا جاز أن ل يصير الناس إلى حديث إل أحالهم‬
‫غيرهم إلى حديث غيره‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫غير صحيح ول فصيح‪ .‬انتهى مإا قاله وذكر ذلك في‬
‫فضل إتباع رمإضان بست مإن شوال‬

‫وجمع فيه طرق الحديث الوارد فيها فرواه مإن نيف وستين طريقا ليس‬
‫فيها ثبوت التاء مإع‬
‫صفحة ‪805 :‬‬

‫باب بيع الكلب وغيرها مإن الحيوان غير المأكول‬


‫أخبرنا الربيع قال قال الشافعي أخبرنا مإالك بن أنس عن ابن شهاب عن‬
‫أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشامأ عن أبي مإسعود النصاري‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب ومإهر البغي‬
‫وحلوان الكاهن قال قال مإالك فلذلك أكره بيع الكلب الضواري وغير‬
‫الضواري أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مإالك عن نافع عن‬
‫ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال مإن اقتنى كلبا إل كلب‬
‫مإاشية أو ضاريا نقص مإن عمله كل يومأ قيراطان أخبرنا الربيع قال أخبرنا‬
‫الشافعي قال أخبرنا مإالك عن يزيد بن خصيفة أن السائب بن يزيد أخبره‬
‫أنه سمع سفيان بن أبي زهير وهو رجل مإن شنوءة مإن أصحاب النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول مإن‬
‫اقتنى كلبا نقص مإن عمله كل يومأ قيراط قالوا أنت سمعت هذا مإن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال إي ورب هذا المسجد أخبرنا الربيع قال‬
‫أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مإالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أمإر بقتل الكلب قال الشافعي وبهذا نقول ل يحل للكلب‬
‫ثمن بحال وإذا لم يحل ثمنه لم يحل أن يتخذه إل صاحب صيد أو‬
‫حرث أو مإاشية وإل لم يحل له أن يتخذه ولم يكن له إن قتله أخذ ثمن‬
‫إنما يكون الثمن فيما قتل مإما يملك إذا كان يحل أن يكون له في‬
‫الحياة ثمن يشترى به ويباع قال ول يحل اقتناؤه إل لصاحب صيد أو زرع‬
‫أو مإاشية أو مإا كان في مإعناه لما جاء فيه عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وأمإر رسول ال صلى ال عليه وسلم بقتل الكلب يدل على أنها لو‬
‫صلحت أن يكون لها أثمان بحال لما جاز قتلها ولكان لمالكها بيعها‬
‫فيأخذ أثمانها لتصير إلى مإن يحل له قنيتها قال ول يحل السلم فيها لنه‬
‫بيع ومإا أخذ في شيء يملك فيه بحال مإعجل أو مإؤخرا أو بقيمته في‬
‫حياة أو مإوت فهو ثمن مإن الثمان ول يحل للكلب ثمن لما وصفنا مإن‬
‫نهى النبي صلى ال عليه وسلم عن ثمنه ولو حل ثمنه حل حلوان الكاهن‬
‫ومإهر البغي قال وقد قال النبي صلى ال عليه وسلم مإن اقتنى كلبا إل‬
‫كلب صيد أو زرع أو مإاشية نقص كل يومأ مإن عمله قيراطان وقال ل‬
‫تدخل الملئكة بيتا فيه كلب ول صورة قال وقد نصب ال عز وجل‬
‫الخنزير فسماه رجسا وحرمإه فل يحل أن يخرج له ثمن مإعجل ول مإؤخر‬
‫ول قيمة بحال ولو قتله إنسان لم يكن فيه قيمة ومإا ل يحل ثمنه مإما‬
‫يملك ل تحل قيمته لن القيمة ثمن مإن الثمان قال ومإا كان فيه مإنفعة‬
‫في حياته بيع مإن الناس غير الكلب والخنزير وإن لم يحل أكله فل بأس‬
‫بابتياعه ومإا كان ل‬

‫صفحة ‪806 :‬‬

‫بأس بابتياعه لم يكن بالسلف فيه بأس إذا كان ل ينقطع مإن أيدي‬
‫الناس ومإن مإلكه فقتله غيره فعليه قيمته في الوقت الذي قتله فيه ومإا كان‬
‫مإنه مإعلما فقتله مإعلما فقيمته مإعلما كما تكون قيمة العبد مإعلما وذلك مإثل‬
‫الفهد يعلم الصيد والبازي والشاهين والصقر وغيرها مإن الجوارح المعلمة ومإثل‬
‫الهر والحمار النسي والبغل وغيرها مإما فيه مإنفعة حيا وإن لم يؤكل لحمه‬
‫قال فأمإا الضبع والثعلب فيؤكلن ويباعان وهما مإخالفان لما وصفت يجوز‬
‫فيهما السلف إن كان انقطاعهما في الحين الذي يسلف فيهما مإأمإونا المإان‬
‫الظاهر عند الناس ومإن قتلهما وهما لحد غرمأ ثمنها كما يغرمأ ثمن الظبي‬
‫وغيره مإن الوحش المملوك غيرهما قال الشافعي وكل مإا ل مإنفعة فيه مإن‬
‫وحش مإثل الحدأة والرخمة والبغاثة ومإا ل يصيد مإن الطير الذي ل يؤكل‬
‫لحمه ومإثل اللحكاء والقطا والخنافس ومإا أشبه هذا فأرى وال تعالى أعلم‬
‫أن ل يجوز شراءه ول بيعه بدين ول غيره ول يكون على أحد لو حبسه‬
‫رجل عنده فقتله رجل له قيمة وكذلك الفأر والجرذان والوزغان لنه ل مإعنى‬
‫للمنفعة فيه حيا ول مإذبوحا ول مإيتا فإذا اشترى هذا أشبه أن يكون أكل‬
‫المال بالباطل وقد نهى ال عز وجل عن أكل المال بالباطل لنه إنما أجيز‬
‫للمسلمين بيع مإا انتفعوا به مإأكول أو مإستمتعا به في حياته لمنفعة تقع‬
‫مإوقعا ول مإنفعة في هذا تقع مإوقعا وإذا نهى عن بيع ضراب الفحل وهو‬
‫مإنفعة إذا تم لنها ليست بعين تملك لمنفعة كان مإال مإنفعة فيه بحال‬
‫أولى أن ينهى عن ثمنه عندي وال تعالى أعلم‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫سقوط المعدود إل مإن الطريقين اللذين ذكرهما وهو غلط‬
‫مإن بعض الرواة الذين ل يتقنون لفظ‬

‫‪.‬الحديث‬

‫وذكر الواحدي وغيره مإن المفسرين أن سقوط التاء مإن قوله تعالى‪:‬‬
‫)يتربصن بأنفسهن أربعة‬
‫‪.‬أشهر وعشرا( لتغليب الليالي على اليامأ‪ .‬انتهى‬

‫هذا كله في اليامأ والليالي أمإا إذا كان المعدود مإذكرا أو مإؤنثا غيرها‬
‫فل وجه إل مإطابقة‬

‫القاعدة الصلية مإن إثبات التاء في المذكر وحذفها في المؤنث ذكرت‬


‫المعدود أو حذفته قال‬

‫تعالى‪) :‬فاستشهدوا عليهن أربعة مإنكم( وقال تعالى‪) :‬سيقولون ثلثة رابعهم‬
‫كلبهم ويقولون‬

‫خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامإنهم كلبهم( وقال‬
‫تعالى‪) :‬مإا يكون مأ‬

‫ثلثة إل رابعهم ول خمسة إل هو سادسهم( و قال تعالى‪) :‬عليها تسعة‬


‫‪:‬عشر( وقال تعالى‬

‫فالمعدود في هذه اليات كلها مإذكر وقد حذف )وكنتم أزواجا ثلثة (‬
‫في الية الولى والثانية‬

‫صفحة ‪807 :‬‬


‫باب الخلف في ثمن الكلب‬
‫قال الشافعي فخالفنا بعض الناس فأجاز ثمن الكلب وشراءه وجعل على‬
‫مإن قتله ثمنه قلت له أفيجوز أن يكون رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يحرمأ ثمن الكلب وتجعل له ثمنا حيا أو مإيتا أو يجوز أن يأمإر رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بقتل الكلب ولها أثمان يغرمإها قاتلها أيأمإر رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بقتل مإا يغرمإه قاتله وكل مإا غرمإه قاتله أثم مإن قتله‬
‫لنه استهلك مإا يكون مإا ل لمسلم ورسول ال صلى ال عليه وسلم ل‬
‫يأمإر بمأثم وقال قائل فإنا إنما أخذنا أن الكلب يجوز ثمنه خبرا وقياسا‬
‫قلت له فاذكر الخبر قال أخبرني بعض أصحابنا عن مإحمد بن إسحق عن‬
‫عمران بن أبي أنس أن عثمان أغرمأ رجل ثمن كلب قتله عشرين بعيرا قال‬
‫وإذا جعل فيه مإقتول قيمة كان حياله ثمن ل يختلف ذلك قال فقلت له‬
‫أرأيت لو ثبت هذا عن عثمان كنت لم تصنع شيئا في احتجاجك على‬
‫شيء ثبت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم والثابت عن عثمان خلفه‬
‫قال فاذكره قلت أخبرنا الثقة عن يونس عن الحسن قال سمعت عثمان بن‬
‫عفان يخطب وهو يأمإر بقتل الكلب قال الشافعي فكيف يأمإر بقتل مإا يغرمأ‬
‫مإن قتله قيمته قال فأخذناه قياسا على أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫لم ينه صاحب الزرع ول الماشية عن اتخاذه وذكر له صيد الكلب فقال‬
‫فيه ولم ينه عنه فلما رخص في أن يكون الكلب مإملوكا كالحمار حل ثمنه‬
‫ولما حل ثمنه كانت قيمته على مإن قتله قال فقلت له فإذا أباح رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم اتخاذه لصاحب الزرع والماشية ولم ينه عنه‬
‫صاحب الصيد وحرمأ ثمنه فأيهما أولى بنا وبك وبكل مإسلم أن يتبعه في‬
‫القولين فتحرمأ مإا حرمأ ثمنه وتقتل الكلب على مإن لم يبح له اتخاذها كما‬
‫أمإر بقتلها وتبيح اتخاذها لمن أباحه له ولم ينهه عنه أو تزعم أن الحاديث‬
‫فيها تضاد قال فما تقول أنت قلت أقول الحق إن شاء ال تعالى إثبات‬
‫الحاديث على مإا جاءت كما جاءت إذا احتملت أن تثبت كلها ولو جاز‬
‫مإا قلت مإن طرح بعضها لبعض جاز عليك مإا أجزت لنفسك قال فيقول‬
‫قائل ل نعرف الحاديث قلت إذا كان يأثم بها مإن اتخاذها ل أحل لحد‬
‫اتخاذها وأقتلها حيث وجدتها ثم ل يكون أولى بالصواب مإنه قال أفيجوز‬
‫عندك أن يتخذها مإتخذ ول ثمن لها قلت بل ل يجوز فيها غيره لو كان‬
‫أصل اتخاذها حلل حلت لكل أحد كما يحل لكل أحد اتخاذ الحمر‬
‫والبغال ولكن أصل اتخاذها مإحرمأ إل بموضع كالضرورة لصلح المعاش لني‬
‫لم أجد الحلل يحظر على أحد وأجد مإن المحرمأ مإا يباح لبعض دون‬
‫بعض‬

‫صفحة ‪808 :‬‬

‫قال ومإثل مإاذا قلت الميتةى والدمأ مإباحان لذي الضرورة فإذا فارق‬
‫الضرورة عاد أن يكونا مإحرمإين عليه بأصل تحريمهما والطهارة بالتراب مإباحة‬
‫في السفر لمن لم يجد مإاء فإذا وجده حرمأ عليه الطهارة بالتراب لن أصل‬
‫الطهارة إنما هي بالماء ومإحرمإة بما خالفه إل في الضرورة بالعواز والسفر‬
‫أو المرض ولذلك إذا فارق رجل اقتناء الكلب للصيد أو الزرع أو الماشية‬
‫حرمأ عليه اتخاذها قال فلم ل يحل ثمنها في الحين الذي يحل اتخاذها‬
‫قلت لما وصفت لك مإن أنها مإرجوعة على الصل فل ثمن لمحرمأ في‬
‫الصل وإن تنقلب حالته بضرورة أو مإنفعة فإن إحلله خاص لمن أبيح له‬
‫قال فأوجدني مإثل مإا وصفت قلت أرأيت دابة الرجل مإاتت فاضطر إليها‬
‫بشر أيحل لهم أكلها قال نعم قلت أفيحل له بيعها مإنهم أو لبعضهم إن‬
‫سبق بعضهم إليها قال إن قلت ليس ذلك له قلت فقد حرمإت على مإالك‬
‫الدابة بيعها وإن قلت نعم فقد أحللت بيع المحرمأ قلت نعم قال فأقول ل‬
‫يحل بيعها قلت ولو أحرقها رجل في الحين الذي أبيح لهؤلء أكلها فيه‬
‫لم يغرمأ ثمنها قال ل قلت فلو لم يدلك على النهي عن ثمن الكلب إل‬
‫مإا وصفت لك انبغى أن يدلك قال أفتوجدني غير هذا أقوله قلت نعم‬
‫زعمت أنه لو كان لك خمر حرمأ عليك اتخاذها وحل لك أن تفسدها‬
‫بملح ومإاء غير ذلك مإما يصيرها خل وزعمت أن رجل لو أهراقها وقد‬
‫أفسدها قبل أن تصير خل لم يكن عليه في ثمنها شيء لنها لم تحل‬
‫بعد عن المحرمأ فتصير عينا غيره وزعمت أن مإا شيتك لو مإوتت حل لك‬
‫سلخها وحبس جلدها وإذا دبغتها حل ثمنها ولو حرقها رجل قبل أن تدبغها‬
‫لم يكن عليه فيها قيمة قال إني ل أقول هذا ولكني أقول إذا صارت‬
‫خل وصارت مإدبوغة كان لها ثمن وعلى مإن حرقها قيمته قلت لنها تصير‬
‫عندك عينا حلل لكل أحد قال نعم قلت أفتصير الكلب حلل لكل أحد‬
‫قال ل إل بالضرورة أو طلب المنفعة والكلب الميتة أشبه والميتة لنا فيها‬
‫ألزمأ قلت وهذا يلزمإك في الحين الذي يحل لك فيه حبس الخمر والجلود‬
‫فأنت ل تجعل في ذلك الحين لها ثمنا قال أجل قال الشافعي ثم حكى‬
‫أن قائل قال ل ثمن لكلب الصيد ول الزرع لن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم نهى عن ثمن الكلب جملة ثم قال وإن قتل إنسان لخر كلبا غرمأ‬
‫ثمنه لنه أفسد عليه مإاله قال الشافعي ومإا لم يكن له ثمن حيا بأن أصل‬
‫ثمنه مإحرمأ كان على ثمنه إذا قتل أولى أن يبطل أو مإثل ثمنه حيا وكل‬
‫مإا وصفت حجة على مإن حكيت قوله وحجة على مإن قال هذا القول‬
‫وعليه زيادة حجة مإن قوله مإن أنه إذا لم يحل ثمنها في الحال التي أباح‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم اتخاذها كان إذا قتلت أحرى أن ل يكون بها‬
‫حلل قال فقال لي‬

‫صفحة ‪809 :‬‬

‫قائل فإذا أخصى رجل كلب رجل أو جدعه قلت إذا لم يكن له ثمن‬
‫ولم يكن على مإن قتله قيمة كان فيما أصيب مإما دون القتل أولى ولم‬
‫يكن عليه فيه غرمأ وينهى عنه ويؤدب إذا عاد‬
‫باب الربا‬

‫باب الطعامأ بالطعامأ‬


‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مإالك عن ابن شهاب عن‬
‫مإالك بن أوس بن الحدثان النصري أنه التمس صرفا بمائة دينار قال‬
‫فدعاني طلحة بن عبيد ال فتراوضنا حتى اصطرف مإني وأخذ الذهب يقلبها‬
‫في يده ثم قال حتى تأتي خازنتي أو خازني قال الشافعي أنا شككت بعد‬
‫مإا قرأته عليه وعمر بن الخطاب رضي ال عنه يسمع فقال عمر ل وال‬
‫ل تفارقه حتى تأخذ مإنه ثم قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫الذهب بالورق ربا إل هاء وهاء والبر بالبر ربا إل هاء وهاء والتمر بالتمر‬
‫ربا إل هاء وهاء والشعير بالشعير ربا إل هاء وهاء أخبرنا الشافعي قال‬
‫أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن مإالك بن أوس بن الحدثان عن‬
‫عمر بن الخطاب رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫الذهب بالورق ربا إل هاء وهاء والبر بالبر ربا إل هاء وهاء والتمر بالتر‬
‫ربا إل هاء وهاء والشعير بالشعير ربا إل هاء وهاء أخبرنا الربيع قال أخبرنا‬
‫الشافعي قال أخبرنا عبد الوهاب عن أيوب عن مإسلم بن يسار ورجل آخر‬
‫عن عبادة بن الصامإت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل تبيعوا‬
‫الذهب بالذهب ول الورق بالورق ول البر بالبر ول الشعير بالشعير ول‬
‫الملح بالملح إل سواء بسواء عينا بعين يدا بيد ولكن بيعوا الذهب بالورق‬
‫والورق بالذهب والبر بالشعير والشعير بالبر والتمر بالملح والملح بالتمر يدا‬
‫بيد كيف شئتم قال ونقص أحدهما التمر أو الملح قال الشافعي رحمه ال‬
‫وبهذا نأخذ وهو مإوافق للحاديث في الصرف وبهذا تركنا قول مإن روى أن‬
‫ل ربا إل في نسيئة وقلنا الربا مإن وجهين في النسيئة والنقد وذلك أن‬
‫الربا مإنه يكون في النقد بالزيادة في الكيل والوزن ويكون في الدين بزيادة‬
‫الجل وقد يكون مإع الجل زيادة في النقد قال وبهذا نأخذ والذي حرمأ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم الفضل في بعضه على بعض يدا بيد‬
‫الذهب والورق والحنطة والشعير والتمر والملح قال والذهب والورق مإباينان‬
‫لكل شيء لنهما أثمان كل شيء ول يقاس عليهما شيء مإن الطعامأ ول‬
‫مإن غيره قال الشافعي رحمه ال فالتحريم مإعهما مإن الطعامأ مإن مإكيل كله‬
‫مإأكول قال فوجدنا المأكول إذا كان مإكيل فالمأكول إذا كان مإوزونا في‬
‫مإعناه لنهما‬

‫صفحة ‪810 :‬‬


‫مإأكولن مإعا وكذلك إذا كان مإشروبا مإكيل أو مإوزونا لن الوزن أن‬
‫يباع مإعلومإا عند البائع والمشتري كما كان الكيل مإعلومإا عندهما بل الوزن‬
‫أقرب مإن الحاطة لبعد تفاوته مإن الكيل فلما اجتمعا في أن يكون مإأكولين‬
‫ومإشروبين وبيعا مإعلومإا بمكيال أو مإيزان كان مإعناهما مإعنى واحدا فحكمنا‬
‫لهما حكما واحدا وذلك مإثل حكم الذهب والفضة لن مإخرج التحريم‬
‫والتحليل في الذهب والفضة والبر والشعير والتمر والنوى فيه لنه ل صلح‬
‫له إل به والملح واحد ل يختلف ول نخالف في شيء مإن أحكامأ مإا‬
‫نصت السنة مإن المأكول غيره وكل مإا كان قياسا عليها مإما هو في مإعناها‬
‫وحكمه حكمها لم نخالف بين أحكامإها وكل مإا كان قياسا عليها مإما هو‬
‫في مإعناها حكمنا له حكمها مإن المأكول والمشروب والمكيل والموزون‬
‫وكذلك في مإعناها عندنا وال أعلم كل مإكيل ومإشروب بيع عددا لنا‬
‫وجدنا كثيرا مإنها يوزن ببلدة ول يوزن بأخرى ووجدنا عامإة الرطب بمكة إنما‬
‫يباع في سلل جزافا ووجدنا عامإة اللحم إنما يباع جزافا ووجدنا أهل البدو‬
‫إذا تبايعوا لحما أو لبنا لم يتبايعوه إل جزافا وكذلك يتبايعون السمن والعسل‬
‫والزبد وغيره وقد يوزن عند غيرهم ول يمتنع مإن الوزن والكيل في بيع مإن‬
‫باعه جزافا ومإا بيع جزافا أو عددا فهو في مإعنى الكيل والوزن مإن‬
‫المأكول والمشروب عندنا وال أعلم وكل مإا يبقى مإنه ويدخر مإا ل يبقى‬
‫ول يدخر سواء ل يختلف فلو نظرنا في الذي يبقى مإنه ويدخر ففرقنا بينه‬
‫وبين مإال يبقى ول يدخر وجدنا التمر كله يابسا يبقى غاية ووجدنا الطعامأ‬
‫كله ل يبقى ذلك البقاء ووجدنا اللحم ل يبقى ذلك البقاء ووجدنا اللبن‬
‫ل يبقى ول يدخر فإن قال قد يوقط قيل وكذلك عامإة الفاكهة الموزونة قد‬
‫تيبس وقشر الترج بما لصق فيه ييبس وليس فيما يبقى ول يبقى مإعنى‬
‫يفرق بينه إذا كان مإأكول ومإشروبا فكله صنف واحد وال أعلم ومإا كان‬
‫غير مإأكول ول مإشروب لتفكه ول تلذذ مإثل السبيوش والثفاء والبزور كلها‬
‫فهي وإن أكلت غير مإعنى القوت فقد تعد مإأكولة ومإشروبة وقياسها على‬
‫المأكول القوت أولى مإن قياسها على مإا فارقه مإما يستمتع به لغير الكل‬
‫ثم الدوية كلها أهليلجها وايليلجها وسقمونيها وغاريقونها يدخل في هذا‬
‫المعنى وال أعلم قال ووجدنا كل مإا يستمتع به ليكون مإأكول أو مإشروبا‬
‫يجمعه أن المتاع به ليؤكل أو يشرب ووجدنا يجمعه أن الكل والشرب‬
‫للمنفعة ووجدنا الدوية تؤكل وتشرب للمنفعة بل مإنافعها كثيرة أكثر مإن‬
‫مإنافع الطعامأ فكانت أن تقاس بالمأكول والمشروب أولى مإن أن يقاس بها‬
‫المتاع لغير الكل مإن الحيوان والنبات والخشب وغير ذلك فجعلنا للشياء‬
‫أصلين أصل مإأكول فيه الربا وأصل مإتاع‬

‫صفحة ‪811 :‬‬

‫لغير المأكول ل ربا في الزيادة في بعضه على بعض فالصل في‬


‫المأكول والمشروب إذا كان بعضه ببعض كالصل في الدنانير بالدنانير‬
‫والدراهم بالدراهم وإذا كان مإنه صنف بصنف غيره فهو كالدنانير بالدراهم‬
‫والدراهم بالدنانير ل يختلف إل بعلة وتلك العلة ل تكون في الدنانير‬
‫والدراهم بحال وذلك أن يكون الشيء مإنه رطب بيابس مإنه وهذا ل يدخل‬
‫الذهب ول الورق أبدا قال فإن قال قائل كيف فرقتم بين الذهب والورق‬
‫وبين المأكول في هذه الحال قلت الحجة فيه مإا ل حجة مإعه مإن سنة‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنه ل يجوز أن تقيس شيئا بشيء مإخالف‬
‫له فإذا كانت الرطوبة مإوجودة في غير الذهب والفضة فل يجوز أن يقاس‬
‫شيء بشيء في الموضع الذي يخالفه فإن قال قائل فأوجدنا السنة فيه قيل‬
‫إن شاء ال أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مإالك عن عبد ال‬
‫بن يزيد مإولى السود بن سفيان أن زيدا أبا عياش أخبره أنه سأل سعد بن‬
‫أبي وقاص عن البيضاء بالسلت فقال له سعد أيتهما أفضل فقال البيضاء‬
‫فنهى عن ذلك وقال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يسأل عن‬
‫شراء التمر بالرطب فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أينقص الرطب إذا‬
‫يبس فقالوا نعم فنهى عن ذلك قال ففي هذا الحديث رأي سعد نفسه أنه‬
‫كره البيضاء بالسلت فإن كان كرهها بسنة فذلك مإوافق لحديث رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وبه نأخذ ولعله إن شاء ال كرهها لذلك فإن كان‬
‫كرهها مإتفاضلة فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد أجاز البر بالشعير‬
‫مإتفاضل وليس في قول أحد حجة مإع النبي صلى ال عليه وسلم وهو‬
‫القياس على سنة النبي صلى ال عليه وسلم أيضا قال وهكذا كل مإا‬
‫اختلفت أسماؤه وأصنافه مإن الطعامأ فل بأس بالفضل في بعضه على بعض‬
‫يدا بيد ول خير فيه نسيئة كالدنانير بالدراهم ل يختلف هو وهي وكذلك‬
‫زبيب بتمر وحنطة بشعير وشعير بسلت وذرة بأرز ومإا اختلف أصنافه مإن‬
‫المأكول أو المشروب هكذا كله وفي حديثه عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم دلئل مإنها أنه سأل أهل العلم بالرطب عن نقصانه فينبغي للمإامأ إذا‬
‫حضره اهل العلم بما يرد عليه أن يسألهم عنه وبهذا صرنا إلى قيم المإوال‬
‫بقول أهل العلم والقبول مإن أهلها ومإنها أنه صلى ال عليه وسلم نظر في‬
‫مإعتقب الرطب فلما كان ينقص لم يجز بيعه بالتمر لن التمر مإن الرطب‬
‫إذا كان نقصانه غير مإحدود وقد حرمأ أن يكون التمر بالتمر إل مإثل بمثل‬
‫وكانت فيها زيادة بيان النظر في المعتقب مإن الرطب فدلت على أنه ل‬
‫يجوز رطب بيابس مإن جنسه لختلف الكيلين وكذلك دلت على أنه ل‬
‫يجوز رطب‬

‫صفحة ‪812 :‬‬

‫برطب لنه نظر في البيوع في المعتقب خوفا مإن أن يزيد بعضها على‬
‫بعض فهما رطبان مإعناهما مإعنى واحد فإذا نظر في المعتقب فلم يجز رطب‬
‫برطب لن الصفقة وقعت ول يعرف كيف يكونان في المعتقب وكان بيعا‬
‫مإجهول الكيل بالكيل ول يجوز الكيل ول الوزن بالكيل والوزن مإن جنسه‬
‫إل مإثل بمثل‬
‫باب جماع تفريع الكيل والوزن بعضه ببعض‬
‫قال الشافعي مإعرفة العيان أن ينظر إلى السم العم الجامإع الذي ينفرد‬
‫به مإن جملة مإا مإخرجه مإخرجها فذلك جنس فأصل كل مإا أنبتت الرض‬
‫أنه نبات ثم يفرق به أسماء فيقال هذا حب ثم يفرق بالحب اسماء‬
‫والسماء التي تفرق بالحب مإن جماع التمييز فيقال تمر وزبيب ويقال حنطة‬
‫وذرة وشعير وسلت فهذا الجماع الذي هو جماع التمييز وهو مإن الجنس‬
‫الذي تحرمأ الزيادة في بعضه على بعض إذا كان مإن صنف واحد وهو في‬
‫الذهب والورق هكذا وهما مإخلوقان مإن الرض أو فيها ثم هما تبر ثم‬
‫يفرق بهما أسماء ذهب وورق والتبر سواهما مإن النحاس والحديد وغيرهما‬
‫قال الشافعي رحمه ال والحكم فيما كان يابسا مإن صنف واحد مإن‬
‫أصناف الطعامأ حكم واحد ل اختلف فيه كحكم الذهب بالذهب والورق‬
‫بالورق لن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر تحريم الذهب والورق‬
‫والحنطة والشعير والتمر والملح ذكرا واحدا وحكم فيها حكما واحدا فل‬
‫يجوز أن يفرق بين أحكامإها بحال وقد جمعها رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال الربيع قال الشافعي الحنطة جنس وإن تفاضلت وتباينت في‬
‫السماء كما يتباين الذهب ويتفاضل في السماء فل يجوز ذهب بذهب إل‬
‫مإثل بمثل وزنا بوزن يدا بيد قال وأصل الحنطة الكيل وكل مإا كان أصله‬
‫كيل لم يجز أن يباع بمثله وزنا بوزن ول وزنا بكيل قال ول بأس بالحنطة‬
‫مإثل بمثل ويدا بيد ول يفترقان حتى يتقابضا وإن تفرقا قبل أن يتقابضا‬
‫فسد البيع بينهما كما يكون ذلك في الذهب بالذهب ل يختلف قال ول‬
‫بأس بحنطة جيدة يسوى مإدها دينارا بحنطة رديئة ل يسوى مإدها سدس‬
‫دينار ول حنطة حديثة بحنطة قديمة ول حنطة بيضاء صافية بحنطة سوداء‬
‫قبيحة مإثل بمثل كيل بكيل يدا بيد ول يتفرقان حتى يتقابضا إذا كانت‬
‫حنطة أحدهما صنفا واحدا وحنطة بائعه صنفا واحدا وكل مإا لم يجز إل‬
‫مإثل بمثل يدا بيد فل خير في أن يباع مإنه شيء ومإعه شيء غيره بشيء‬
‫آخر ل خير في مإد تمر عجوة ودرهم بمدى تمر عجوة ول مإد حنطة‬
‫سوداء ودرهم بمدى حنطة مإحمولة حتى يكون الطعامأ بالطعامأ ل شيء مإع‬

‫صفحة ‪813 :‬‬

‫واحد مإنهما غيرهما أو يشتري شيئا مإن غير صنفه ليس مإعه مإن صنفه‬
‫شيء‬
‫باب في التمر بالتمر‬
‫قال الشافعي والتمر صنف ول بأس أن يبتاع صاع تمر بصاع تمر يدا‬
‫بيد ول يتفرقان حتى يتقابضا ول بأس إذا كان صاع أحدهما صنفا واحدا‬
‫وصاع الخر صنفا واحدا أن يأخذه وإن كان بردى وعجوة بعجوة أو بردى‬
‫وصيحاني بصيحاني ول خير في أن يكون صاع أحدهما مإن تمرين مإختلفين‬
‫وصاع الخر مإن تمر واحد ول خير في أن يتبايعا التمر بالتمر مإوزونا في‬
‫جلل كان أو قرب أو غير ذلك ولو طرحت عنه الجلل والقرب لم يجز‬
‫أن يباع وزنا وذلك أن وزن التمر يتباين فيكون صاع وزنه أرطال وصاع‬
‫آخر وزنه أكثر مإنها فلو كيل كان صاع بأكثر مإن صاع كيل وهكذا كل‬
‫كيل ل يجوز أن يباع بمثله وزنا وكل وزن فل يجوز أن يباع بمثله كيل‬
‫وإذا اختلف الصنفان فل بأس أن يبتاع كيل وإن كان أصله الوزن وجزافا‬
‫لنا إنما نأمإر ببيعه على الصل كراهية التفاضل فإذا كان مإا يجوز فيه‬
‫التفاضل فل نبالي كيف تبايعاه إن تقابضاه قبل أن يتفرقا‬
‫باب مإا في مإعنى التمر‬
‫قال الشافعي وهكذا كل صنف يابس مإن المأكول والمشروب فالقول فيه‬
‫كما وصفت في الحنطة والتمر ل يختلف في حرف مإنه وذلك يخالف‬
‫الشعير بالشعير والذرة بالذرة والسلت بالسلت والدخن بالدخن والرز بالرز‬
‫وكل مإا أكل الناس مإما ينبتون أو لم ينبتوا مإثل الفث وغيره مإن حب‬
‫الحنظل وسكر العشر وغيره مإما أكل الناس ولم ينبتوا وهكذا كل مإأكول‬
‫يبس مإن أسبيوش بأسبيوش وثفاء بثفاء وصعتر بصعتر فما بيع مإنه وزنا‬
‫بشيء مإن صنفه لم يصرف إلى كيل ومإا بيع مإنه كيل لم يصرف إلى وزن‬
‫لما وصفت مإن اختلفه في يبسه وخفته وجفائه قال وهكذا وكل مإأكول‬
‫ومإشروب أخرجه ال مإن شجر أو أرض فكان بحاله التي أخرجه ال تعالى‬
‫بها لم يحدث فيه الدمإيون شيئا فينقلونه عن حاله التي أخرجه ال تعالى‬
‫بها إلى غيرها فأمإا مإا لو تركوه لم يزل رطبا بحاله أبدا ففي هذا الصنف‬
‫مإنه علة سأذكرها إن شاء ال تعالى فأمإا مإا أحدث فيه الدمإيون تجفيفا مإن‬
‫الثمر فهو شيء استعجلوا به صلحه وإن لم ينقلوه وتركوه جف ومإا أشبه‬
‫هذا‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫والثالثة والرابعة وأتي به مإوصوفا في الخامإسة وثبتت التاء‬
‫‪:‬في جميع ذلك وكذلك قوله تعالى‬

‫صفحة ‪814 :‬‬

‫باب مإا يجامإع التمر ومإا يخالفه‬


‫قال الشافعي رحمه ال والزيتون مإخلوق ثمرة لو تركها الدمإيون صحيحة‬
‫لم يخرج مإنها زيت ولما عصروها خرجت زيتا فإنما اشتق لها اسم الزيت‬
‫بأن شجرتها زيتون فاسم ثمرة شجرتها التي مإنها الزيت زيتون فكل مإا خرج‬
‫مإن زيت الزيتون فهو صنف واحد يجوز فيه مإا يجوز في الحنطة بالحنطة‬
‫والتمر بالتمر ويرد مإنه مإا يرد مإن الحنطة والتمر ل يختلف وقد يعصر مإن‬
‫الفجل دهن يسمى زيت الفجل قال وليس مإما يكون ببلدنا فيعرف له اسم‬
‫بأمإه ولست أعرفه يسمى زيتا إل على مإعنى أنه دهن ل اسم له مإستعمل‬
‫في بعض مإا يستعمل فيه الزيت وهو مإباين للزيت في طعمه وريحه وشجرته‬
‫وهو زرع والزيتون أصل قال ويحتمل مإعنيين فالذي هو أليق به عندي وال‬
‫تعالى أعلم أن ل يحكم بأن يكون زيتا ولكن يحكم بأن يكون دهنا مإن‬
‫الدهان فيجوز أن يباع الواحد مإنه بالثنين مإن زيت الزيتون وذلك أنه إذا‬
‫قال رجل أكلت زيتا أو اشتريت زيتا عرف أنه يراد به زيت الزيتون لن‬
‫السم له دون زيت الفجل وقد يحتمل أن يقال هو صنف مإن الزيت فل‬
‫يباع بالزيت إل مإثل بمثل والسليط دهن الجلجلن وهو صنف غير زيت‬
‫الفجل وغير زيت الزيتون فل بأس بالواحد مإنه بالثنين مإن كل واحد مإنهما‬
‫وكذلك دهن البزر والحبوب كلها كل دهن مإنه مإخالف دهن غيره دهن‬
‫الصنوبر ودهن الحب الخضر ودهن الخردل ودهن السمسم ودهن نوى‬
‫المشمش ودهن اللوز ودهن الجوز فكل دهن مإن هذه الدهان خرج مإن‬
‫حبة أو ثمرة فاختلف مإا يخرج مإن تلك الثمرة أو تلك الحبة أو تلك‬
‫العجمة فهو صنف واحد فل يجوز إل مإثل بمثل يدا بيد وكل صنف مإنه‬
‫خرج مإن حبة أو ثمرة أو عجمة فل بأس به في غير صنفه الواحد مإنه‬
‫بالثنين مإا لم يكن نسيئة ل بأس بدهن خردل بدهن فجل ودهن خردل‬
‫بدهن لوز ودهن لوز بدهن جوز اردد أصوله كله إلى مإا خرج مإنه فإذا‬
‫كان مإا خرج مإنه واحدا فهو صنف كالحنطة صنف وإذا خرج مإن أصلين‬
‫مإفترقين فهما صنفان مإفترقان كالحنطة والتمر فعلى هذا جميع الدهان‬
‫المأكولة والمشروبة للغذاء والتلذذ ل يختلف الحكم فيها كهو في التمر‬
‫والحنطة سواء فإن كان مإن هذه الدهان شيء ل يؤكل ول يشرب بحال‬
‫أبدا لدواء ول لغيره فهو خارج مإن الربا فل بأس أن يباع واحد مإنه بعشرة‬
‫مإنه يدا بيد ونسيئة وواحد مإنه بواحد مإن غيره وباثنين يدا بيد ونسيئة إنما‬
‫الربا فيما أكل أو شرب بحال وفي الذهب والورق فإن قال قائل قد‬
‫يجمعهما اسم الدهن قيل وكذلك يجمع الحنطة والذرة والرز اسم الحب‬
‫فلما تباين حل الفضل‬

‫صفحة ‪815 :‬‬

‫في بعضه على بعض يدا بيد وليس للدهان أصل اسم مإوضوع عند‬
‫العرب إنما سميت بمعاني أنها تنسب إلى مإا تكون مإنه فأمإا أصولها مإن‬
‫السمسم والحب الخضر وغيره فموضوع له أسماء كأسماء الحنطة ل بمعان‬
‫فإن قيل فالحب الخضر بمعنى فاسمه عند مإن يعرفه البطم والعسل الذي‬
‫ل يعرف بالسم الموضوع والذي إذا لقيت رجل فقلت له عسل علم أنه‬
‫عسل النحل صنف وقد سميت أشياء مإن الحلوة تسمى بها عسل وقالت‬
‫العرب للحديث الحلو حديث مإعسول وقالت للمرأة الحلوة الوجه مإعسولة‬
‫الوجه وقالت فيما التذت هذا عسل وهذا مإعسول وقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ل يحل لك حتى تذوقي عسيلته يعني يجامإعها لن الجماع هو‬
‫المستحلى مإن المرأة فقالوا لكل مإا استحلوه عسل ومإعسول على مإعنى أنه‬
‫يستحلى استحلء العسل قال فعسل النحل المنفرد بالسم دون مإا سواه مإن‬
‫الحلو فإنما سميت على مإا وصفت مإن الشبه والعسل فطرة الخالق ل صنعة‬
‫للدمإيين فيه ومإا سواه مإن الحلو فإنما يستخرج مإن قصب أو ثمرة أو حبة‬
‫كما تستخرج الدهان فل بأس بالعسل بعصير قصب السكر لنه ل يسمى‬
‫عسل إل على مإا وصفت فإنما يقال عصير قصب ول بأس بالعسل بعصير‬
‫العنب ول برب العنب ول بأس بعصير العنب بعصير قصب السكر لنهما‬
‫مإحدثان ومإن شجرتين مإختلفتين وكذلك رب التمر برب العنب مإتفاضل‬
‫وهكذا كل مإا استخرج مإن شيء فكان حلوا فأصله على مإا وصفت عليه‬
‫أصول الدهان مإثل عصير الرمإان بعصير السفرجل وعصير التفاح بعصير اللوز‬
‫ومإا أشبه هذا فعلى هذا الباب كله وقياسه ول يجوز مإنه صنف بمثله إل‬
‫يدا بيد وزنا بوزن إن كان يوزن وكيل إن كان أصله الكيل بكيل ول يجوز‬
‫مإنه مإطبوخ بنيء بحال لنه إذا كان إنما يدخر مإطبوخا فأعطيت مإنه نيئا‬
‫بمطبوخ فالنيء إذا طبخ ينقص فيدخل فيه النقصان في النيء فل يحل إل‬
‫مإثل بمثل ول يباع مإنه واحد بآخر مإطبوخين مإعا لن النار تبلغ مإن بعضه‬
‫أكثر مإما تبلغ مإن بعض وليس للمطبوخ غاية ينتهي إليها كما يكون للتمر‬
‫في اليبس غاية ينتهي إليها وقد يطبخ فيذهب مإنه جزء مإن مإائة جزء‬
‫ويطبخ فيذهب مإنه عشرة أجزاء مإن أحد عشر جزءا فل يجوز أن يباع مإنه‬
‫مإطبوخ بمطبوخ لما وصفت ول مإطبوخ بنيء ول يجوز إل نيء بنيء فإن‬
‫كان مإنه شيء ل يعصر إل مإشوبا بغيره لم يجز أن يباع بصنفه مإثل بمثل‬
‫لنه ل يدري مإا حصة المشوب مإن حصة الشيء المبيع بعينه الذي ل‬
‫يحل الفضل في بعضه على بعض‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫والقول بجواز )ويحمل عرش ربك فوقهم يومإئذ ثمانية (‬
‫حذف التاء في مإثل ذلك يحتاج إلى نقل‬

‫صفحة ‪816 :‬‬

‫باب المأكول مإن صنفين شيب أحدهما بالخر‬


‫أخبرنا الربيع قال قال الشافعي وفي السنة خبر نصا ودللة بالقياس عليها‬
‫أنه إذا اختلف الصنفان فل بأس بالفضل في بعضه على بعض يدا بيد ول‬
‫خير فيه نسيئة وذلك في حديث عبادة بن الصامإت بين ومإا سواه قياس‬
‫عليه في مإثل مإعناه ول بأس بمد حنطة بمدى شعير ومإد حنطة بمدى أرز‬
‫ومإد حنطة بمدى ذرة ومإد حنطة بمدى تمر ومإد تمر بمدى زبيب ومإد‬
‫زبيب بمدى مإلح ومإد مإلح بمدى حنطة والملح كله صنف مإلح جبل وبحر‬
‫ومإا وقع عليه اسم مإلح وهكذا القول فيما اختلفت أجناسه فل بأس‬
‫بالفضل في بعضه على بعض يدا بيد ول خير فيه نسيئة مإثل الذهب‬
‫بالفضة سواء ل يختلفان فعلى هذا هذا الباب كله وقياسه وكل مإا سكت‬
‫عنه مإما يؤكل أو يشرب بحال أبدا يباع بعضه ببعض صنف مإنه بصنف‬
‫فهو كالذهب بالذهب أو صنف بصنف يخالفه فهو كالذهب بالورق ل‬
‫يختلفان في حرف ول يكون الرجل لزمإا للحديث حتى يقول هذا لن‬
‫مإخرج الكلمأ فيما حل بيعه وحرمأ مإن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫واحد وإذا تفرق المتبايعان الطعامأ بالطعامأ قبل أن يتقابضا انتقض البيع بينهما‬
‫قال والعسل كله صنف واحد فل بأس بواحد مإنه بواحد يدا بيد ول خير‬
‫فيه مإتفاضل يدا بيد ول مإستويا ول مإتفاضل نسيئة ول يباع عسل بعسل‬
‫إل مإصفيين مإن الشمع وذلك أن الشمع غير العسل فلو بيعا وزنا وفي‬
‫أحدهما الشمع كان العسل بأقل مإنه وكذلك لو باعه وزنا وفي كل واحد‬
‫مإنهما شمع لم يخرجا مإن أن يكون مإا فيهما مإن العسل مإن وزن الشمع‬
‫مإجهول فل يجوز مإجهول بمجهول وقد يدخلهما أنهما عسل بعسل مإتفاضل‬
‫وكذلك لو بيعا كيل بكيل ول خير في مإد حنطة فيها قصل أو فيها‬
‫حجارة أو فيها زوان بمد حنطة ل شيء فيها مإن ذلك أو فيها تبن لنها‬
‫الحنطة بالحنطة مإتفاضلة ومإجهولة كما وصفت في العسل بالعسل وهكذا كل‬
‫صنف مإن هذه خلطه غيره مإما يقدر على تمييزه مإنه لم يجز بعضه ببعض‬
‫إل خالصا مإما يخلطه إل أن يكون مإا يخلط المكيل ل يزيد في كيله‬
‫مإثل قليل التراب ومإا دق مإن تبنه فكان مإثل التراب فذلك ل يزيد في‬
‫كيله فأمإا الوزن فل خير في شيء مإن هذا فيه لن كل هذا يزيد في‬
‫الوزن وهكذا كل مإا شابه غيره فبيع واحد مإنه بواحد مإن جنسه وزنا بوزن‬
‫فل خير فيه وإن بيع كيل بكيل فكان مإا شابه ينقص مإن كيل الجنس‬
‫فل خير فيه مإثل مإا وصفت مإن الحنطة مإعها شيء بحنطة وهي مإثل لبن‬
‫خلطه مإا ء بلبن خلطه مإاء أو لم يخلطه وذلك أنه ل يعرف قدر مإا‬
‫دخله أو دخلهما مإعا مإن الماء فيكون اللبن باللبن مإتفاضل‬

‫صفحة ‪817 :‬‬

‫قال الشافعي الرطب يعود تمرا ول أصل للتمر إل الرطب فلما نهى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الرطب بالتمر وكان في الخبر عنه أن‬
‫نهيه عنه أنه نظر في المعتقب وكان مإوجودا في سنته تحريم التمر بالتمر‬
‫وغيره مإن المأكول إل مإثل بمثل قلنا به على مإا قاله وفسر لنا مإعناه فقلنا‬
‫ل يجوز رطب برطب لنه إذا نظر فيه في المعتقب فل يخرج مإن الرطب‬
‫بالرطب أبدا مإن أن يباع مإجهول الكيل إذا عاد تمرا ول خير في تمر‬
‫بتمر مإجهولي الكيل مإعا ول أحدهما مإجهول لن نقصانهما أبدا يختلف‬
‫فيكون أحد التمرين بالخر وأحدهما أكثر كيل مإن الخر وقد نهى رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم عن هذا قال فإذا كان هذا هكذا لم يجز أن‬
‫يباع رطب مإنه كيل برطب لما وصفت قياسا على الرطب بالتمر والتمر‬
‫بالتمر واللحم كله صنف واحد وحشيه وطائره وأنسيه ل يحل الفضل في‬
‫بعضه على بعض ول يحل حتى يكون مإثل بمثل وزنا بوزن ويكون يابسا‬
‫ويختلف فيكون لحم الوحش بلحم الطير واحد باثنين وأكثر ول خير في‬
‫تمر نخلة برطب نخلة بخرص ول بتحر ول غيره فالقسم والمبادلة وكل مإا‬
‫أخذ له عوض مإثل البيع فل يجوز أن يقاسم رجل رجل رطبا في نخله ول‬
‫في الرض ول يبادله به لن كلهما في مإعنى البيع ههنا إل العرايا‬
‫المخصوصة وهكذا كل صنف مإن الطعامأ الذي يكون رطبا ثم ييبس فل‬
‫يجوز فيه إل مإا جاز في الرطب بالتمر والرطب نفسه ببعض ل يختلف‬
‫ذلك وهكذا مإا كان رطبا فرسك وتفاح وتين وعنب وإجاص وكمثرى وفاكهة‬
‫ل يباع شيء مإنها بشيء رطبا ول رطب مإنها بيابس ول جزاف مإنها بمكيل‬
‫ول يقسم رطب مإنها على الرض بكيل ول وزن ول في شجرها لن‬
‫حكمها كما وصفت في الرطب بالتمر والرطب بالرطب وهكذا كل مإأكول‬
‫لو ترك رطبا ييبس فينقص وهكذا كل رطب ل يعود تمرا بحال وكل رطب‬
‫مإن المأكول ل ينفع يابسا مإثل الخريز والقثاء والخيار والفقوس والجزر‬
‫والترج ل يباع مإنه شيء بشيء مإن صنفه وزنا بوزن ول كيل بكيل لمعنى‬
‫مإا في الرطوبة مإن تغيره عند اليبس وكثره مإا يحمل بعضها مإن الماء فيثقل‬
‫به ويعظم وقلة مإا يحمل غيرها فيضمر به ويجف وإذا اختلف الصنفان مإنه‬
‫فل بأس ببطيخ بقثاء مإتفاضل جزافا ووزنا وكيفما شاء إذا أجزت التفاضل‬
‫في الوزن أجزت أن يباع جزافا لنه ل مإعنى في الجزاف يحرمإه إل‬
‫التفاضل والتفاضل فيهما مإباح وهكذا جزر بأترج ورطب بعنب في شجره‬
‫ومإوضوعا جزافا ومإكيل كما قلنا فيما اختلف أصنافه مإن الحنطة والذرة‬
‫والزبيب والتمر سواء في ذلك المعنى ل يخالفه وفي كل مإا خرج مإن‬
‫الرض مإن مإأكول ومإن مإشروب والرطب مإن المأكول‬

‫صفحة ‪818 :‬‬

‫والمشروب وجهان أحدهما يكون رطبا ثم يترك بل عمل مإن عمل‬


‫الدمإيين يغيره عن بنية خلقته مإثل مإا يطبخ فتنقصه النار ويحمل عليه غيره‬
‫فيذهب رطوبته ويغيره مإثل الرطب يعود تمرا واللحم يقدد بل طبخ يغيره ول‬
‫عمل شيء حمل عليه غيره فكل مإا كان مإن الرطب في هذا المعنى لم‬
‫يجز أن يباع مإنه رطب بيابس مإن صنفه وزنا بوزن ول كيل بكيل ول‬
‫رطب برطب وزنا بوزن ول كيل بكيل كما وصفت في الرطب بالتمر ومإثله‬
‫كل فاكهة يأكلها الدمإيون فل يجوز رطب بيابس مإن صنفها ول رطب‬
‫برطب مإن صنفها لما وصفته مإن الستدلل بالسنة‬
‫باب مإا جاء في بيع اللحم‬
‫قال الشافعي رحمه ال وهكذا اللحم ل يجوز مإنه بيع لحم ضائن بلحمم‬
‫ضائن رطل برطل أحدهما يابس والخر رطب ول كلهما رطب لنه ل‬
‫يكون اللحم ينقص نقصانا واحدا لختلف خلقته ومإراعيه التي نغتذى مإنها‬
‫لحمة فيكون مإنها الرخص الذي ينقص إذا يبس نقصانا كثيرا والغليظ الذي‬
‫يقل نقصه ثم يختلف غلظهما باختلف خلقته ورخصهما باختلف خلقته فل‬
‫يجوز لحم أبدا إل يابسا قد بلغ إناه يبسه وزنا بوزن مإن صنف واحد‬
‫كالتمر كيل بكيل مإن صنف واحد ويدا بيد ول يفترقان حتى يتقابضا فإن‬
‫قال قائل فهل يختلف الوزن والكيل فيما بيع يابسا قيل يجتمعان ويختلفان‬
‫فإن قيل قد عرفنا حيث يجتمعان فأين يختلفان قيل التمر إذا وقع عليه‬
‫اسم اليبس ولم يبلغ إناه بيبسه فبيع كيل بكيل لم ينقص في الكيل شيئا‬
‫وإذا ترك زمإانا نقص في الوزن لن الجفوف كلما زاد فيه كان أنقص لوزنه‬
‫حتى يتناهى قال ومإا بيع وزنا فإنما قلت في اللحم ل يباع حتى يتناهى‬
‫جفوفه لنه قد يدخله اللحم باللحم مإتفاضل الوزن أو مإجهول وإن كان‬
‫ببلد ندية فكان إذا يبس ثم أصابه الندى رطب حتى يثقل لم يبع وزنا‬
‫بوزن رطبا مإن ندى حتى يعود إلى الجفوف وحاله إذا حدث الندى فزاد‬
‫في وزنه كحاله الولى ول يجوز أن يباع حتى يتناهى جفوفه كما لم يجز‬
‫في البتداء والقول في اللحمان المختلفة واحد مإن قولين أحدهما أن لحم‬
‫الغنم صنف ولحم البل صنف ولحم البقر صنف ولحم الظباء صنف ولحم‬
‫كل مإا تفرقت به أسماء دون السماء الجامإعة صنف فيقال كله حيوان وكله‬
‫دواب وكله مإن بهيمة النعامأ فهذا جماع أسمائه كله ثم تفرق اسماؤه فيقال‬
‫لحم غنم ولحم إبل ولحم بقر ويقال لحم ظباء ولحم أرانب ولحم يرابيع‬
‫ولحم ضباع ولحم ثعالب ثم يقال في الطير هكذا لحم كراكي ولحم‬
‫حباريات ولحم حجل ولحم يعاقيب وكما يقال طعامأ ثم يقال حنطة وذرة‬
‫وشعير وأرز وهذا قول يصح ويناقش فمن‬

‫صفحة ‪819 :‬‬

‫قال هذا قال الغنم صنف ضانها ومإعزاها وصغار ذلك وكباره وإناثه‬
‫وفحوله وحكمها أنها تكون مإثل البر المتفاضل صنفا والتمر المتباين المتفاضل‬
‫صنفا فل يباع مإنه يابس مإنتهى اليبس بيابس مإثله إل وزنا بوزن يدا بيد‬
‫وإذا اختلف بيع لحم الغنم بلحم البقر يابس برطب ورطب برطب وزنا بوزن‬
‫ووزنا مإنه بثلثة أمإثاله يدا بيد ول خير فيه نسيئة وذلك أنه ل ربا في‬
‫الفضل في بعضه على بعض يدا بيد وإنما الربا فيه بنسيئة وإذا جاز الفضل‬
‫في بعضه على بعض يدا بيد وزنا بوزن لم يكن للوزن مإعنى إل أن يعرف‬
‫المتبايعان مإا اشتريا وباعا ول بأس به جزافا وكيف شاء مإا لم يدخله نسيئة‬
‫كما قلنا في التمر بالزبيب والحنطة بالذرة ول يختلف ذلك ثم هكذا القول‬
‫في لحم النيس والوحش كله فل خير في لحم طير بلحم طير إل أن‬
‫ييبس مإنتهى اليبس وزنا بوزن يدا بيد كما قلنا في لحم الغنم ول باس‬
‫بلحم ظبي بلحم أرنب رطبا برطب ويابسا بيابس مإثل بمثل وبأكثر وزنا‬
‫بجزاف وجزافا بجزاف لختلف الصنفين وهكذا الحيتان كله ل يجوز فيه‬
‫أن أقول هو صنف لنه ساكن الماء ولو زعمته زعمت أن ساكن الرض‬
‫كله صنف وحشيه وأنسيه أو كان أقل مإا يلزمإني أن أقول ذلك في وحشيه‬
‫لنه يلزمإه اسم الصيد فإذا اختلف الحيوان فكل مإا تملكه ويصير لك فل‬
‫بأس برطل مإن أحدهما بأرطال مإن الخر يدا بيد ول خير فيه نسيئة ول‬
‫بأس فيه يدا بيد وجزافا بجزاف وجزافا بوزن ول خير في رطل لحم حوت‬
‫تملكه رطب برطل لحم تملكه رطب ول أحدهما رطب والخر يابس ول‬
‫خير فيه حتى يملح ويجفف وينتهي نقصانه وجفوف مإا كثر لحمه مإنه أن‬
‫يملح ويسيل مإاؤه فذلك انتهاء جفوفه فإذا انتهى بيع رطل برطل وزنا بوزن‬
‫يدا بيد مإن صنف فإذا اختلف فل بأس بالفضل في بعضه على بعض يدا‬
‫بيد ول خير فيه نسيئة ومإا رق لحمه مإن الحيتان إذا وضع جف جفوفا‬
‫شديدا فل خير في ذلك حتى يبلغ إبانه مإن الجفوف ويباع الصنف مإنه‬
‫بمثله وزنا بوزن يدا بيد وإذا اختلف فالقول فيه كما وصفت قبله يباع رطبا‬
‫جزافا برطب جزاف ويابس جزاف ومإتفاضل في الوزن فعلى هذا هذا الباب‬
‫كله وقياسه ل يختلف والقول الثاني في هذا الوجه أن يقال اللحم كله‬
‫صنف كما أن التمر كله صنف ومإن قال هذا لزمإه عندي أن يقول في‬
‫الحيتان لن اسم اللحم جامإع لهذا القول ومإن ذهب هذا المذهب لزمإه إذا‬
‫أخذه بجماع اللحم أن يقول هذا كجماع الثمر يجعل الزبيب والتمر وغيره‬
‫مإن الثمار صنفا وهذا مإما ل يجوز لحد أن يقوله عندي وال تعالى أعلم‬
‫فإن ذهب إلى أن حالفا لو حلف أن ل يأكل لحما حنث بلحم البل‬
‫حنثه بلحم الغنم فكذلك لو‬

‫صفحة ‪820 :‬‬

‫حلف أن ل يأكل ثمرا حنث بالزبيب حنثه بالتمر وحنثه بالفرسك وليس‬
‫اليمان مإن هذا بسبيل اليمان على السماء والبيوع على الصناف والسماء‬
‫الخاصة دون السماء الجامإعة وال تعالى أعلم‬
‫باب مإا يكون رطبا أبدا‬
‫قال الشافعي رحمه ال الصنف مإن المأكول والمشروب الذي يكون رطبا‬
‫أبدا إذا ترك لم ييبس مإثل الزيت والسمن والشيرق والدهان واللبن والخل‬
‫وغيره مإما ل ينتهي بيبس في مإدة جاءت عليه أبدا إل أن يبرد فيجمد‬
‫بعضه ثم يعود ذائبا كما كان أو بأن ينقلب بأن يعقد على نار أو يحمل‬
‫عليه يابس فيصير هذا يابسا بغيره وعقد نار فهذا الصنف خارج مإن مإعنى‬
‫مإا يكون رطبا بمعنيين أحدهما أن رطوبة مإا يبس مإن التمر رطوبة في شيء‬
‫خلق مإستجسدا إنما هو رطوبة طراءة كطراءة اغتذائه في شجره وأرضه فإذا‬
‫زايل مإوضع الغتذاء مإن مإنبته عاد إلى اليبس ومإا وصفت رطوبة مإخرجة مإن‬
‫إناث الحيوان أو ثمر شجر أو زرع قد زايل الشجر والزرع الذي هو ل‬
‫ينقص بمزايلة الصل الذي هو فيه نفسه ول يجف به بل يكون مإا هو‬
‫فيه رطبا مإن طباع رطوبته والثاني أنه ل يعود يابسا كما يعود غيره إذا ترك‬
‫مإدة إل بما وصفت مإن أن يصرف بإدخال غيره عليه بخلطه وإدخال عقد‬
‫النار على مإا يعقد مإنه فلما خالفه بأن لم تكن فيه الرطوبة التي رطوبته‬
‫تفضي إلى جفوفه إذا ترك بل عمل الدمإيين لم يجز أن نقيسه عليه‬
‫وجعلنا حكم رطوبته حكم جفوفه لنا كذلك نجده في كل أحواله ل مإنتقل‬
‫إل بنقل غيره فقلنا ل بأس بلبن حليب بلبن حامإض وكيفما كان بلبن‬
‫كيفما كان حليبا أو رائبا أو حامإضا ول حامإض بحليب ول حليب برائب‬
‫مإا لم يخلطه مإاء فإذا خلطه مإاء فل خير فيه إذا خلط الماء أحد اللبنين‬
‫أو كلهما لن الماء غش ل يتميز فلو أجزناه أجزنا الغرر ولو تراضيا به‬
‫لم يجز مإن قبل أنه مإاء ولبن مإختلطان ل تعرف حصة الماء مإن اللبن‬
‫فنكون أجزنا اللبن باللبن مإجهول أو مإتفاضل أو جامإعا لهما ومإا كان يحرمأ‬
‫الفضل في بعضه على بعض لم يجز أن يبتاع إل مإعلومإا كله كيل بكيل‬
‫أو وزنا بوزن فجماع علم بيع اللبن باللبن أنه يجوز كيفما كان اللبن باللبن‬
‫لم يخلط واحدا عنها مإاء ويردان خلطهما مإاء أو واحدا مإنهما ول يجوز‬
‫وإذا كان اللبن صنفا واحدا إل يدا بيد مإثل بمثل كيل واحدا إل يدا بيد‬
‫مإثل بمثل كيل بكيل والصنف الواحد لبن الغنم مإا عزه وضائنه والصنف‬
‫الذي يخالفه البقر دربانيه وعربية وجوامإيسه والصنف الواحد الذي يخالفهما‬
‫مإعا لبن البل اوراكها وغواديها‬
‫صفحة ‪821 :‬‬

‫ومإهريها وبختها وعرابها وأراه وال تعالى أعلم جائز أن يباع لبن الغنم‬
‫بلبن البقر ولبن البقر بلبن البل لنها مإختلفة مإتفاضل ومإستويا وجزافا وكيف‬
‫مإا شاء المتبايعان يدا بيد ل خير في واحد مإنهما بالخر نسيئة ول خير‬
‫في لبن مإغلي بلبن على وجهه لن الغلء ينقص اللبن ول خير في لبن‬
‫غنم بأقط غنم مإن قبل أن القط لبن مإعقود فإذا بعت اللبن بالقط أجزت‬
‫اللبن باللبن مإجهول ومإتفاضل أو جمعتهما مإعا فإذا اختلف اللبن والقط فل‬
‫بأس بلبن إبل بأقط غنم ولبن بقر بأقط غنم لما وصفت مإن اختلف‬
‫اللبنين يدا بيد ول خير في نسيئة قال ول أحب أن يشتري زبدا مإن غنم‬
‫بلبن غنم لن الزبد شيء مإن اللبن وهما مإأكولن في حالهما التي يتبايعان‬
‫فيها ول خير في سمن غنم بزبد غنم بحال لن السمن مإن الزبد بيع‬
‫مإتفاضل أو مإجهول وهما مإكيلن أو مإوزنان في الحال التي يتبايعان ومإن‬
‫صنف واحد وإذا اختلف الزبد والسمن فكان زبد غنم بزبد بقر أو سمن‬
‫غنم بزبد بقر فل باس لختلفهما بأن يباعا كيف شاء المتبايعان إذا تقابضا‬
‫قبل أن يتفرقا قال ول بأس بلبن بشاة يدا بيد ونسيئة إذا كان أحدهما‬
‫نقدا والدين مإنهما مإوصوفا قال وإن كانت الشاة لبونا وكان اللبن لبن غنم‬
‫وفي الشاة حين تبايعا لبن ظاهر يقدر على حلبه في ساعته تلك فل خير‬
‫في الشراء مإن قبل أن في الشاة لبنا ل أدري كم حصته مإن اللبن الذي‬
‫اشتريت به نقدا وإن كان اللبن نسيئة فهو أفسد للبيع فإن قال قائل‬
‫وكيف جعلت للبن وهو مإغيب حصة مإن الثمن قيل فإن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم جعل للبن المصراة حصة مإن الثمن وإنما اللبن في الضروع‬
‫كاللوز والجوز الرائع في قشره فيستخرجه صاحبه إذا شاء وليس كمولود ل‬
‫يقدر آدمإي على إخراجه ول ثمرة ل يقدر آدمإي على إخراجها فإن قال‬
‫قائل كيف أجزت لبن الشاة بالشاة وقد يكون مإنها اللبن قال فيقال إن‬
‫الشاة نفسها ل ربا فيها لنها مإن الحيوان وليس بمأكول في حاله التي‬
‫يباع فيها إنما تؤكل بعد الذبح والسلخ والطبخ والتجفيف فل تنسب الغنم‬
‫إلى أن تكون مإأكولة إنما تنسب إلى أنها حيوان قال والدامأ كلها سواء‬
‫السمن واللبن والشيرق والزيت وغيره ل يحل الفضل في بعضه على بعض‬
‫يدا بيد إذا كان مإن صنف واحد فزيت الزيتون صنف وزيت الفجل صنف‬
‫غيره ودهن كل شجرة تؤكل أو تشرب بعد الذي وصفت واحد ل يحل في‬
‫شيء مإنه الفضل في بعضه على بعض يدا بيد وإذا اختلف الصنفان مإنه‬
‫حل الفضل في بعضه على بعض يدا بيد ولم يجز نسيئة ول بأس بدهن‬
‫الحب الخضر بدهن الشيرق مإتفاضل يدا بيد ول خير فيه نسيئة قال‬
‫والدهان التي تشرب للدواء عندي في هذه الصفة دهن الخروع ودهن اللوز‬
‫المر وغيره مإن‬

‫صفحة ‪822 :‬‬

‫الدهان ومإا كان مإن الدهان ل يؤكل ول يشرب بحال فهو خارج مإن‬
‫حد الربا وهو في مإعنى غير المأكول والمشروب ل ربا في بعضه على‬
‫بعض يدا بيد ونسيئة ويحل أن يباع إذا كانت فيه مإنفعة ولم يكن مإحرمإا‬
‫فأمإا مإا فيه سم أو غيره فل خير في شرائه ول بيعه إل أن يكون يوضع‬
‫مإن ظاهر فيبرأ فل يخاف مإنه التلف فيشترى للمنفعة فيه قال وكل مإا لم‬
‫يجز أن يبتاع إل مإثل بمثل وكيل بكيل يدا بيد وزنا بوزن فالقسم فيه‬
‫كالبيع ل يجوز أن يقسم ثمر نخل في شجره رطبا ول يابسا ول عنب‬
‫كرمأ ول حب حنطة في سنبلة ول غيره مإما الفضل في بعضه على بعض‬
‫الربا وكذلك ل يشترى بعضه ببعض ول يبادل بعضه ببعض لن هذا كله‬
‫في مإعنى الشراء قال وكذلك ل يقتسمان طعامإا مإوضوعا بالرض بالحزر حتى‬
‫يقتسماه بالكيل والوزن ل يجوز فيه غير ذلك بحال ولست أنظر في ذلك‬
‫إلى حاجة رجل إلى ثمر رطب لني لو أجزته رطبا للحاجة أجرته يابسا‬
‫للحاجة وبالرض للحاجة ومإن احتاج إلى قسم شيء لم يحلل له بالحاجة‬
‫مإال يحل له في أصله وليس يحل بالحاجة مإحرمأ إل في الضرورات مإن‬
‫خوف تلف النفس فأمإا غير ذلك فل أعلمه يحل لحاجة والحاجة فيه وغير‬
‫الحاجة سواء فإن قال قائل فكيف أجزت الخرص في العنب والنخل ثم‬
‫تؤخذ صدقته كيل ول تجيز أن يقسم بالخرص قيل له إن شاء ال تعالى‬
‫لفتراق مإا تؤخذ به الصدقات والبيوع والقسم فإن قال فافرق بين الصدقات‬
‫وغيرها قلت أرأيت رجلين بينهما ثمر حائط لحدهما عشرة والخر تسعة‬
‫أعشاره فأراد صاحب العشر أن يأخذ عشره مإن وسط الطعامأ أو أعله أو‬
‫أردئه أيكون له ذلك فإن قال ل ولكنه شريك في كل شيء مإنه ردئ‬
‫وسط الطعامأ أو أعله أو أردئه أيكون له ذلك فإن قال ل ولكنه شريك‬
‫في كل شيء مإنه ردئ أو جيد بالقسم قلنا فالجعرور ومإصران الفأرة فإن‬
‫قال نعم قيل فالمصدق ل يأخذ الجعرور ول مإصران الفأرة ويكون له أن‬
‫يأخذ وسط التمر ول يكون له أن يأخذ الصدقة خرصا إنما يأخذها كيل‬
‫والمقتسمان يأخذان كل واحد مإنهما خرصا فيأخذ أحدهما أكثر مإما يأخذ‬
‫الخر ويأخذ كل واحد مإنهما مإجهول الكيل أو رأيت لو كان بين رجلين‬
‫غنم لحدهما ربع عشرها وكانت مإنها تسع وثلثون لبونا وشاة ثنية أكان‬
‫على صاحب ربع العشر إن أراد القسم أن يأخذ شاة ثنية قيمتها أقل مإن‬
‫قيمة نصف شاة مإن اللبن فإن قال ل قيل فهذا على المصدق أو رأيت‬
‫لو كانت المسألة بحالها والغنم كلها أو أكثرها دون الثنية وفيها شاة ثنية‬
‫أيأخذها فإن قال ل يأخذ إل شاة بقيمة ويكون شريكا في‬

‫صفحة ‪823 :‬‬

‫مإنخفض الغنم ومإرتفعه قيل فالمصدق يأخذها ول يقاس بالصدقة شيء مإن‬
‫البيوع ول القسم المقاسم شريك في كل شيء مإما يقاسم أبدا إل أن‬
‫يكون مإما يكال مإن صنف واحد أو بقيمته إذا اختلف الصناف مإما ل‬
‫يكال ول يوزن ويكون شريكا فيما يكال أو يوزن بقدر حقه مإما قل مإنه‬
‫أو كثر ول يقسم الرجلن الثمرة بلجا ول طلعا ول بسرا ورطبا ول تمرا‬
‫بحال فإن فعل ففاتت طلعا أو بسرا أو بلحا فعلى كل واحد مإنهما قيمة‬
‫مإا استهلك يرده ويقتسمانه قال وهكذا كل قسم فاسد يرجع على مإن‬
‫استهلكه بمثل مإا كان له مإثل وقيمة مإا لم يكن له مإثل قال ولو كانت‬
‫بين رجلين نخل مإثمرة فدعوا إلى اقتسامإها قيل لهما إن شئتما قسمنا‬
‫بينكما بالكيل قال والبقل المأكول كله سواء ل يجوز الفضل في بعضه‬
‫على بعض فل يجوز أن يبيع رجل رجل ركيب هندبا بركيب هندبا ول‬
‫بأكثر ول يصلح إل مإثل بمثل ولكن ركيب هندبا بركيب جرجير وركيب‬
‫جرجير بركيب سلق وركيب سلق بركيب كراث وركيب كراث بركيب جرجير‬
‫إذا اختلف الجنسان فل بأس بالفضل في بعضه على بعض يدا بيد ول‬
‫خير فيه نسيئة ول يجوز أن يباع مإنه شيء إل يجز مإكانه فأمإا أن يباع‬
‫على أن يترك مإدة يطول في مإثلها فل خير فيه مإن قبل أنه ل يتميز‬
‫المبيع مإنه مإن الحادث الذي لم يبع ول يباع إل جزة جزة عند جزازها‬
‫كما قلنا في القصب‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫‪.‬ول يكاد يقدر عليه‬

‫وقال النووي في قوله صلى ال عليه وسلم‪) :‬بست مإن شوال(‪ :‬إنما‬
‫حذفت الهاء مإن ستة لن‬

‫العرب إنما تلتزمأ التيان بالهاء في المذكر الذي هو دون أحد عشر إذا‬
‫صرحت بلفظ المذكر‬

‫كقوله ال تعالى‪) :‬وثمانية أيامأ( فأمإا إذا لم يأتوا بلفظ المذكر فيجوز‬
‫‪ .‬إثبات الهاء وحذفها فتقول‪ :‬سومإزوكل ةظوفحم قوقحل عيمج‬

‫صمنا ستا ولبثنا عشرا وتريد اليامأ ونقله الفراء وابن السكيت وغيرهما‬
‫عن العرب ول‬

‫‪.‬يتوقف فيه إل جاهل غبي‬

‫والظاهر أن مإراده بما نقله الفراء وابن السكيت وغيرهما عن العرب ‪-‬‬
‫الحذف كما حكاه‬
‫الكسائي وأمإا التصريح بالوجهين عن العرب فمخالف لكلمأ سيبويه‬
‫والزمإخشري فينبغي أن‬

‫يتوقف فيه إذ ليس في كلمإه تصريح بنقله نعم‪ :‬جواز الوجهين قد ثبت‬
‫مإن كلمأ سيبويه كما‬

‫‪.‬سبق وإن كان أحدهما لي سيحد كلمأ العرب‬

‫وطعن بعضهم في حكاية الكسائي ول يلتفت إلى هذا الطعن مإع صحة‬
‫الحديث بمثله‬

‫صفحة ‪824 :‬‬

‫باب الجال في الصرف‬


‫قال الشافعي رحمه ال أخبرنا مإالك بن أنس عن ابن شهاب عن مإالك‬
‫بن أوس بن الحدثان أنه أخبره أنه التمس صرفا بمائة دينار قال فدعاني‬
‫طلحة بين عبيدال فتراوضنا حتى اصطرف مإني وأخذ الذهب يقلبها في يده‬
‫ثم قال حتى يأتي خازني مإن الغابة أو حتى تأتي خازنتي مإن الغابة وعمر‬
‫بن الخطاب يسمع فقال عمر ل وال ل تفارقه حتى تأخذ مإنه ثم قال‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم الذهب بالورق ربا إل هاء وهاء والبر‬
‫بالبر ربا إل هاء وهاء والتمر بالتمر ربا إل هاء وهاء والشعير بالشعير ربا‬
‫إل هاء وهاء قال الشافعي قرأته على مإالك صحيحا ل شك فيه ثم طال‬
‫على الزمإان ولم أحفظ حفظا فشككت في خازنتي أو خازني وغيري يقول‬
‫عنه خازني أخبرنا ابن عيينة عن ابن شهاب عن مإالك بن أوس بن الحدثان‬
‫عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى ال عليه وسلم مإثل مإعنى حديث‬
‫مإالك وقال حتى يأتي خازني مإن الغابة فحفظته ل شك فيه قال الشافعي‬
‫أخبرنا مإالك عن نافع عن أبي سعيد الخدري أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ل تبيعوا الذهب بالذهب إل مإثل بمثل ول تبيعوا بعضها على‬
‫بعض ول تبيعوا الورق بالورق إل مإثل بمثل ول تبيعوا بعضها على بعض ول‬
‫تبيعوا مإنها غائبا بناجز قال الشافعي فحديث عمر ابن الخطاب وابي سعيد‬
‫الخدري عن رسول ال صلى ال عليه وسلم يدلن على مإعان مإنها تحريم‬
‫الذهب بالذهب إل مإثل بمثل يدا بيد ول يباع مإنها غائب بناجز وحديث‬
‫عمر يزيد على حديث أبي سعيد الخدري أن الذي حرمأ رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فما سمي مإن المأكول المكيل كالذي حرمأ في الذهب‬
‫والورق سواء ل يختلفان وقد ذكر عبادة عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫مإثل مإعناهما وأكثر وأوضح قال الشافعي وإنما حرمإنا غير مإا سمى رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم مإن المأكول والمكيل لنه في مإعنى مإا سمى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم مإنه وكذلك حرمإنا المأكول والموزون لن‬
‫الكيل في مإعنى الوزن لنه بيع مإعلومأ عند البائع والمشتري بمثل مإا علم‬
‫بالكيل أو أكثر لن الوزن أقرب مإن الحاطة مإن الكيل فل يوجد في‬
‫الكيل والوزن مإعنى أقرب مإن الحاطة مإنهما فاجتمعا على أنه أريد بهما أن‬
‫يكونا مإعلومإين وأنهما مإأكولن فكان الوزن قياسا على الكيل في مإعناه ومإا‬
‫أكل مإن الكيل ولم يسم قياسا على مإعنى مإا سمي مإن الطعامأ في مإعناه‬
‫قال الشافعي ولم يجز أن يقاس الوزن مإن المأكول‬

‫صفحة ‪825 :‬‬

‫على الوزن مإن الذهب لن الذهب غير مإأكول وكذلك الورق لو قسناه‬
‫عليه وتركنا المكيل المأكول قسنا على أبعد مإنه مإما تركنا أن نقيسه عليه‬
‫ول يجوز عند أهل العلم أن يقاس على البعد ويترك القرب ولزمإنا أن ل‬
‫نسلم دينارا في مإوزون مإن طعامأ أبدا ول غيره كما ل يجوز أن نسلم‬
‫دينارا في مإوزون مإن فضة ول أعلم المسلمين اختلفوا في أن الدنانير‬
‫والدراهم يسلمان في كل شيء إل أن أحدهما ل يسلم في الخر ل‬
‫ذهب في ذهب ول ورق في ورق إل في الفلوس فإن مإنهم مإن كرهه‬
‫باب مإا جاء في الصرف‬
‫قال الشافعي رحمه ال ل يجوز الذهب بالذهب ول الورق بالورق ول‬
‫شيء مإن المأكول والمشروب بشيء مإن صنفه إل سواء بسواء يدا بيد إن‬
‫كان مإما يوزن فوزن بوزن وإن كان مإما يكال فكيل بكيل ول يجوز أن‬
‫يباع شيء وأصله الوزن بشيء مإن صنفه كيل ول شيء أصله الكيل بشيء‬
‫مإن صنفه وزنا ل يباع الذهب بالذهب كيل لنهما قد يملن مإكيال‬
‫ويختلفان في الوزن أو يجهل كم وزن هذا مإن وزن هذا ول التمر بالتمر‬
‫وزنا لنهما قد يختلفان إذا كان وزنها واحدا في الكيل ويكونان مإجهول مإن‬
‫الكيل بمجهول ول خير في أن يتفرق المتبايعان بشيء مإن هذه الصناف‬
‫مإن مإقامإهما الذي يتبايعان فيه حتى يتقابضا ول يبقى لواحد مإنهما قبل‬
‫صاحبه مإن البيع شيء فإن بقي مإنه شيء فالبيع فاسد وسواء كان المشتري‬
‫مإشريا لنفسه أو كان وكيل لغيره وسواء تركه ناسيا أو عامإدا في فساد البيع‬
‫فإذا اختلف الصنفان مإن هذا وكان ذهبا بورق أو تمرا بزبيب أو حنطة‬
‫بشعير فل بأس بالفضل في بعضه على بعض يدا بيد ل يفترقان مإن‬
‫مإقامإهما الذي تبايعا فيه حتى يتقابضا فإن دخل في شيء مإن هذا تفرق‬
‫قبل أن يتقابضا جميع المبيع فسد البيع كله ول بأس بطول مإقامإهما في‬
‫مإجلسهما ول بأس أن يصطحبا مإن مإجلسهما إلى غيره ليوفيه لنهما حينئذ‬
‫لم يفترقا وحد الفرقة أن يتفرقا بأبدانهما وحد فساد البيع أن يتفرقا قبل أن‬
‫يتقابضا وكل مإأكول ومإشروب مإن هذا الصنف قياسا عليه وكلما اختلف‬
‫الصنفان فل بأس أن يباع أحدهما بالخر جزافا لن أصل البيع إذا كان‬
‫حلل بالجزاف وكانت الزيادة إذا اختلف الصنفان حلل فليس في الجزاف‬
‫مإعنى أكثر مإن أن يكون أحدهما أكثر مإن الخر ول يدري أيهما أكثر فإذا‬
‫عمدت أن ل أبالي أيهما كان أكثر فل بأس بالجزاف في أحدهما بالخر‬
‫قال الشافعي فل يجوز أن يشتري ذهب فيه حشو ول مإعه شيء غيره‬
‫بالذهب كان الذي مإعه قليل أو كثيرا‬

‫صفحة ‪826 :‬‬

‫لن أصل الذي نذهب إليه أن الذهب بالذهب مإجهول أو مإتفاضل وهو‬
‫حرامأ مإن كل واحد مإن الوجهين وهكذا الفضة بالفضة وإذا اختلف الصنفان‬
‫فل بأس أن يشتري أحدهما بالخر ومإع الخر شيء ول بأس أن يشتري‬
‫بالذهب فضة مإنظومإة بخرز لن أكثر مإا في هذا أن يكون التفاضل بالذهب‬
‫والورق ول بأس بالتفاضل فيهما وكل واحد مإن المبيعين بحصته مإن الثمن‬
‫قال الشافعي وإذا صرف الرجل الدينار بعشرين درهما فقبض تسعة عشر ولم‬
‫يجد درهما فل خير في أن يتفرقا قبل أن يقبض الدرهم ول بأس أن‬
‫يأخذ التسعة عشر بحصتها مإن الدينار ويناقصه بحصة الدرهم مإن الدينار ثم‬
‫إن شاء أن يشتري مإنه بفضل الدينار مإما شاء ويتقابضا قبل أن يتفرقا ول‬
‫بأس أن يترك فضل الدينار عنده يأخذه مإتى شاء قال الربيع قال أبو‬
‫يعقوب البويطي ول بأس أن يأخذ الدينار حاضرا قال الشافعي وإذا صرف‬
‫الرجل مإن الرجل دينارا بعشرة دراهم أو دنانير بدراهم فوجد فيها درهما‬
‫زائفا فإن كان زاف مإن قبل السكة أو قبح الفضة فل بأس على المشتري‬
‫أن يقبله وله رده فإن رده رد البيع كله لنها بيعة واحدة وإن شرط عليه‬
‫أن له رده فالبيع جائز وذلك له شرطه أو لم يشرطه وإن شرط أنه ل‬
‫يرد الصرف فالبيع باطل إذا عقد على هذا عقدة البيع قال وإن كان زاف‬
‫مإن قبل أنه نحاس أو شيء غير فضة فل يكون للمشتري أن يقبله مإن‬
‫قبل أنه غير مإا اشترى والبيع مإنتقض بينهما ول بأس أن يصرف الرجل مإن‬
‫الصراف دراهم فإذا قبضها وتفرقا أودعه إياها وإذا صرف الرجل شيئا لم‬
‫يكن له أن يفارق مإن صرف مإنه حتى يقبض مإنه ول يوكل به غيره إل أن‬
‫يفسخ البيع ثم يوكل هذا بأن يصارفه ول بأس إذا صرف مإنه وتقابضا أن‬
‫يذهبا فيزنا الدراهم وكذلك ل بأس أن يذهب هو على النفراد فيزنها وإذا‬
‫رهن الرجل الدينار عند رجل بالدراهم ثم باعه الدينار بدراهم وقبضها مإنه‬
‫فل بأس أن يقبضه مإنها بعد أن يقبضها وإذا كان للرجل عند الرجل دنانير‬
‫وديعة فصارفه فيها ولم يقر الذي عنده الدنانير أنه استهلكها حتى يكون‬
‫ضامإنا ول أنها في يده حين صارفه فيها فل خير في الصرف لنه غير‬
‫مإضمون ول حاضر وقد يمكن أن يكون هلك في ذلك الوقت فيبطل‬
‫الصرف قال الشافعي وإذا رهن الرجل عند الرجل رهنا فتراضيا أن يفسخ‬
‫ذلك الرهن ويعطيه مإكانه غيره فل بأس إن كان الرهن دنانير فأعطاه مإكانها‬
‫دراهم أو عبدا فأعطاه مإكانه عبدا آخر غيره وليس في شيء مإن هذا بيع‬
‫فيكره فيه مإا يكره في البيوع ول نحب مإبايعة مإن أكثر مإاله الربا أو ثمن‬
‫المحرمأ مإا كان أو اكتساب المال مإن الغصب والمحرمأ كله وإن بايع رجل‬
‫رجل مإن‬

‫صفحة ‪827 :‬‬

‫هؤلء لم أفسخ البيع لن هؤلء قد يملكون حلل فل يفسخ البيع ول‬


‫نحرمأ حرامإا بينا إل أن يشتري الرجل حرامإا يعرفه أو بثمن حرامأ يعرفه‬
‫وسواء في هذا المسلم والذمإى والحربى الحرامأ كله حرامأ وقال ل يباع‬
‫ذهب بذهب مإع أحد الذهبين شيء غير الذهب ول بأس أن يباع ذهب‬
‫وثوب بدراهم قال الشافعي وإذا تواعد الرجلن الصرف فل بأس أن يشتري‬
‫الرجلن الفضة ثم يقرانها عند أحدهما حتى يتبايعاها ويصنعا بها مإا شاءا‬
‫قال الشافعي ولو اشترى أحدهما الفضة ثم أشرك فيها رجل آخر وقبضها‬
‫المشترك ثم أودعها إياه بعد القبض فل بأس وإن قال أشركك على أنها‬
‫في يدي حتى نبيعها لم يجز قال الشافعي ومإن باع رجل ثوبا بنصف دينار‬
‫ثم باعه ثوبا آخر بنصف دينار حالين أو إلى أجل واحد فله عليه دينار‬
‫فإن شرط عليه عند البيعة الخرة أن له عليه دينارا فالشرط جائز وإن قال‬
‫دينارا ل يعطيه نصفين ولكن يعطيه واحدا جازت البيعة الولى ولم تجز البيعة‬
‫الثانية وإن لم يشترط هذا الشرط ثم أعطاه دينارا وافيا فالبيع جائز قال‬
‫الشافعي وإذا كان بين الرجلين ذهب مإصنوع فتراضيا أن يشتري أحدهما‬
‫نصيب الخر بوزنه أو مإثل وزنه ذهبا يتقابضانه قبل أن يتفرقا فل بأس ومإن‬
‫صرف مإن رجل صرفا فل باس أن يقبض مإنه بعضه ويدفع مإا قبض مإنه‬
‫إلى غيره أو يأمإر الصراف أن يدفع باقيه إلى غيره إذا لم يتفرقا مإن‬
‫مإقامإهما حتى يقبضا جميع مإا بينهما أرأيت لو صرف مإنه دينارا بعشرين‬
‫وقبض مإنه عشرة ثم قبض مإنه بعدها عشرة قبل أن يتفرقا فل باس بهذا‬
‫قال الشافعي ومإن اشترى مإن رجل فضة بخمسة دنانير ونصف فدفع إليه‬
‫ستة وقال خمسة ونصف بالذي عندي ونصف وديعة فل بأس به قال‬
‫الشافعي وإذا وكل الرجل الرجل بأن يصرف له شيئا أو يبيعه فباعه مإن‬
‫نفسه بأكثر مإما وجد أو مإثله أو أقل مإنه فل يجوز لن مإعقول أن مإن‬
‫وكل رجل بأن يبيع له فلم يوكله بأن يبيع له مإن نفسه كما لو قال له‬
‫بع هذا مإن فلن فباعه مإن غيره لم يجز البيع لنه وكله بفلن ولم يوكله‬
‫بغيره قال الشافعي وإذا صرف الرجل مإن الرجل الدينار بعشرة فوزن له‬
‫عشرة ونصفا فل بأس أن يعطيه مإكان النصف نصف فضة إذا كان في‬
‫بيعه غير الشرط الول وهكذا لو باعه ثوبا بنصف دينار فأعطاه دينارا‬
‫وأعطاه صاحب الثوب نصف دينار ذهبا لم يكن بذلك بأس لن هذا بيع‬
‫حادث غير البيع الول ولو كان عقد عقدة البيع على ثوب ونصف دينار‬
‫بدينار كان فاسدا لن الدينار مإقسومأ على نصف الدينار والثوب قال‬
‫الشافعي ومإن صرف مإن رجل دراهم بدنانير فعجزت الدراهم فتسلف مإنه‬
‫دراهم فأتمه جميع صرفه فل باس قال الشافعي ول بأس أن يباع‬
‫صفحة ‪828 :‬‬

‫الذهب بالورق جزافا مإضروبا أو غير مإضروب لن أكثر مإا فيه أن‬
‫يكون أحدهما أكثر مإن الخر وهذا ل بأس به ول باس أن تشتري الدراهم‬
‫مإن الصراف بذهب وازنة ثم تبيع تلك الدراهم مإنه أو مإن غيره بذهب‬
‫وازنه أو ناقصة لن كل واحدة مإن البيعتين غير الخرى قال الربيع ل‬
‫يفارق صاحبه في البيعة الولى حتى يتم البيع بينهما قال الشافعي حرمأ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم الذهب بالذهب ومإا حرمأ مإعه إل مإثل‬
‫بمثل وزنا بوزن يدا بيد والمكيل مإن صنف واحد مإع الذهب كيل بكيل‬
‫فل خير في أن يأخذ مإنه شيئا بأقل مإنه وزنا على وجه البيع مإعروفا كان‬
‫أو غير مإعروف والمعروف ليس يحل بيعا ول يحرمإه فإن كان وهب له‬
‫دينارا وأثابه الخر دينارا أوزن مإنه أو أنقص فل بأس قال الشافعي فأمإا‬
‫السلف فإن أسلفه شيئا ثم اقتضى مإنه أقل فل باس لنه مإتطوع له بهبة‬
‫الفضل وكذلك إن تطوع له القاضي بأكثر مإن وزن ذهبه فل بأس لن هذا‬
‫ليس مإن مإعاني البيوع وكذلك لو كان عليه سلف ذهبا فاشترى مإنه ورقا‬
‫فتقابضاه قبل أن يتفرقا وهذا كله إذا كان حال فأمإا إذا كان له عليه‬
‫ذهب إلى أجل فقال له أقضيك قبل الجل على أن تأخذ مإني أنقص فل‬
‫خير فيه قال الشافعي ومإن تسلف مإن رجل دنانير أو دراهم فجاءه بها‬
‫وأكثر مإنها فل بأس به كان ذلك عادة أو غير عادة ومإن كانت عليه‬
‫دراهم لرجل وللرجل عليه دنانير فحلت أو لم تحل فتطارحاها صرفا فل‬
‫يجوز لن ذلك دين بدين وقال مإالك رحمه ال تعالى إذا حل فجائز وإذا‬
‫لم يحل فل يجوز قال الشافعي ومإن كان له على رجل ذهب حال فاعطاه‬
‫دراهم على غير بيع مإسمى مإن الذهب فليس ببيع والذهب كما هو عليه‬
‫وعلى هذا دراهم مإثل الدراهم التي أخذ مإنه وإن أعطاه دراهم بدينار مإنها‬
‫أو دينارين فتقابضاه فل بأس به ومإن أكرى مإن رجل مإنزل إلى أجل فتطوع‬
‫له المكترى بأن يعطيه بعض حقه مإما أكراه به وذلك ذهب فل بأس به‬
‫وإن تطوع له بأن يعطيه فضة مإن الذهب ولم يحل الذهب فل خير فيه‬
‫ومإن حل له على رجل دنانير فأخرها عليه إلى أجل أو آجال فل بأس به‬
‫وله مإتى شاء أن يأخذها مإنه لن ذلك مإوعد وسواء كانت مإن ثمن بيع‬
‫أو سلف ومإن سلف فلوسا أو دراهم أو باع بها ثم أبطلها السلطان فليس‬
‫له إل مإثل فلوسه أو دراهمه التي أسلف أو باع بها قال الشافعي ول بأس‬
‫بالسلف في الفلوس إلى أجل لن ذلك ليس مإما فيه الربا ومإن أسلف‬
‫رجل دراهم على أنها بدينار أو بنصف دينار فليس عليه إل مإثل دراهمه‬
‫وليس له عليه دينار ول نصف دينار وإن استسلفه نصف دينار‬

‫صفحة ‪829 :‬‬

‫فأعطاه دينارا فقال خذ لنفسك نصفه وبع لي نصفه بدراهم ففعل ذلك‬
‫كان له عليه نصف دينار ذهب ولو كان قال له بعه بدراهم ثم خذ‬
‫لنفسك نصفه ورد علي نصفه كانت له عليه دراهم لنه حينئذ إنما أسلفه‬
‫دراهم ل نصف دينار قال الشافعي ومإن باع رجل ثوبا فقال أبيعكه بعشرين‬
‫مإن صرف عشرين درهما بدينار فالبيع فاسد مإن قبل أن صرف عشرين ثمن‬
‫غير مإعلومأ بصفة ول عين قال الشافعي ومإن كانت عليه دنانير مإنجمة أو‬
‫دراهم فأراد أن يقبضها جملة فذلك له ومإن كان له على رجل ذهب‬
‫فأعطاه شيئا يبيعه له غير ذهب ويقبض مإنه مإثل ذهبه فليس في هذا‬
‫المكروه شيء إل أن يقول ل أقضيك إل بأن تبيع لي ومإا أحب مإن‬
‫الحتياط للقاضي ومإن كان لرجل عليه دينار فكان يعطيه الدراهم تتهيأ عنده‬
‫بغير مإصارفه حتى إذا صار عنده قدر صرف دينار فأراد أن يصارفه فل‬
‫خير فيه لن هذا دين بدين وإن أحضره إياها فدفعها إليه ثم باعه إياها‬
‫فل بأس ول بأس بأن ينتفع بالدراهم إذا لم يكن أعطاه إياها على أنها‬
‫بيع مإن الدينار وإنما هي حينئذ سلف له إن شاء أن يأخذ بها دراهم وإذا‬
‫كانت الفضة مإقرونة بغيرها خاتما فيه فص أو فضة أو حلية للسيف أو‬
‫مإصحف أو سكين فل يشتري بشيء مإن الفضة قل أو كثر بحال لنها‬
‫حينئذ فضة بفضة مإجهولة القيمة والوزن وهكذا الذهب ولكن إذا كانت‬
‫الفضة مإع سيف اشترى بذهب وإن كان فيه ذهب اشترى بفضة وإن كان‬
‫فيه ذهب وفضة لم يشتر بذهب ول فضة واشترى بالعرض قال الربيع وفيه‬
‫قول آخر أنه ل يجوز أن يشتري شيء فيه فضة مإثل مإصحف أو سيف‬
‫ومإا أشبهه بذهب ول ورق لن في هذه البيعة صرفا وبيعا ل يدري كم‬
‫حصة البيع مإن حصة الصرف قال الشافعي ول خير في شراء تراب المعادن‬
‫بحال لن فيه فضة ل يدري كم هي ل يعرفها البائع ول المشتري وتراب‬
‫المعدن والصاغة سواء ول يجوز شراء مإا خرج مإنه يومإا ول يومإين ول‬
‫يجوز شراؤه بشيء ومإن أسلف رجل ألف درهم على أن يصرفها مإنه بمائة‬
‫دينار ففعل فالبيع فاسد حين أسلفه على أن يبيعه مإنه ويترادان والمائة‬
‫الدينار عليه مإضمونة لنها بسبب بيع وسلف قال الشافعي ومإن أمإر رجل‬
‫أن يقضي عنه دينارا أو نصف دينار فرضي الذي له الدينار بثوب مإكان‬
‫الدينار أو طعامأ أو دراهم فللقاضي على المقضي عنه القل مإن دينار أو‬
‫قيمة مإا قضى عنه ومإن اشترى حليا مإن أهل الميراث على أن يقاصوه مإن‬
‫دين كان له على الميت فل خير في ذلك قال أبو يعقوب مإعناها عندي‬
‫أن يبيعه أهل الميراث وأن ل يقاصوه عند الصفقة ثم يقاصوه بعد فل‬
‫يجوز لنه اشترى أول حليا بذهب‬

‫صفحة ‪830 :‬‬

‫أو ورق إلى أجل وهو قول أبي مإحمد قال الشافعي ومإن سأل رجل‬
‫أن يشتري فضة ليشركه فيه وينقد عنه فل خير في ذلك كان ذلك مإنه‬
‫على وجه المعروف أو غير ذلك قال الشافعي الشركة والتولية بيعان مإن‬
‫البيوع يحلهما مإا يحل البيوع ويحرمإهما مإا يحرمأ البيوع فإن ولى رجل رجل‬
‫حليا مإصوغا أو أشركه فيه بعد مإا يقبضه المولى ويتوازناه ولم يتفرقا قبل أن‬
‫يتقابضا جاز كما يجوز في البيوع وإن تفرقا قبل أن يتقابضا فسد وإذا‬
‫كانت للرجل على الرجل الدنانير فاعطاه أكثر مإنها فالفضل للمعطي إل أن‬
‫يهبه للمعطي ول بأس أن يدعه على المعطي مإضمونا عليه حتى يأخذه مإنه‬
‫مإتى شاء أو يأخذ به مإنه مإا يجوز له أن يأخذه لو كان دينا عليه مإن‬
‫غير ثمن بعينه ول قضاء وإن أعطاه أقل مإما له عليه فالباقي عليه دين‬
‫ول بأس أن يؤخره أو يعطيه به شيئا مإما شاء مإما يجوز أن يعطيه بدينه‬
‫عليه وإن اشترى الرجل مإن الرجل السلعة مإن الطعامأ أو غيره بدينار فوجد‬
‫ديناره ناقصا فليس على البائع أن يأخذه إل وافيا وإن تناقضا البيع وباعه‬
‫بعد مإا يعرف وزنه فل بأس وإن أراد أن يلزمإه البيع على أن ينقصه بقدره‬
‫لم يكن ذلك على البائع ول المشتري قال الشافعي والقضاء ليس ببيع فإذا‬
‫كانت للرجل على رجل ذهب فأعطاه أو وزن مإنها مإتطوعا فل بأس وكذلك‬
‫إن تطوع الذي له الحق فقبل مإنه أنقص مإنها وهذا ل يحل في البيوع‬
‫ومإن اشترى مإن رجل ثوبا بنصف دينار فدفع إليه دينارا فقال أقبض نصفا‬
‫لك وأقر لي النصف الخر فل بأس به ومإن كان له على رجل نصف‬
‫دينار فأتاه بدينار فقضاه نصفا وجعل النصف الخر في سلعة مإتأخرة مإوصوفة‬
‫قبل أن يتفرقا فل بأس قال الشافعي في الرجل يشتري الثوب بدينار إلى‬
‫شهر على أنه إذا حل الدينار أخذ به دراهم مإسماة إلى شهرين فل خير‬
‫فيه وهو حرامأ مإن ثلثة وجوه مإن قبل بيعتين في بيعة وشرطين في شرط‬
‫وذهب بدراهم إلى أجل ومإن راطل رجل ذهبا فزاد مإثقال فل بأس أن‬
‫يشتري ذلك المثقال مإنه بما شاء مإن العرض نقدا أو مإتأخرا بعد أن يكون‬
‫يصفه ول بأس بأن يبتاعه مإنه بدراهم نقدا إذا قبضها مإنه قبل أن يتفرقا‬
‫وإن رجحت إحدى الذهبين فل بأس أن يترك صاحب الفضل مإنهما فضله‬
‫لصاحبه لن هذا غير الصفقة الولى فإن نقص أحد الذهبين فترك صاحب‬
‫الفضل فضله فل بأس وإذا جمعت صفقة البيع شيئين مإختلفي القيمة مإثل‬
‫تمر بردى وتمر عجوة بيعا مإعا بصاعي تمر وصاع مإن هذا بدرهمين وصاع‬
‫مإن هذا بعشرة دراهم فقيمة البردى خمسة أسداس الثنى عشر وقيمة العجوة‬
‫سدس الثنى عشر وهكذا لو كان صاع البردى وصاع العجوة بصاعي لون‬
‫كل واحد مإنهما‬

‫صفحة ‪831 :‬‬


‫بحصته مإن اللون فكان البردى بخمسة أسداس صاعين والعجوة بسدس‬
‫صاعين فل يحل مإن قبل أن البردى بأكثر مإن كيله والعجوة بأقل مإن‬
‫كيلها وهكذا ذهب بذهب كان مإائة دينار مإروانية وعشرة مإحدية بمائة دينار‬
‫وعشرة هاشمية فل خير فيه مإن قبل أن قيم المروانية أكثر مإن قيم‬
‫المحدية وهذا الذهب بالذهب مإتفاضل لن المعنى الذي في هذا في‬
‫الذهب بالذهب مإتفاضل ول بأس أن يراطل الدنانير الهاشمية التامإة بالعتق‬
‫الناقصة مإثل بمثل في الوزن وإن كان لهذه فضل وزنها وهذه فضل عيونها‬
‫فل بأس بذلك إذا كان وزنا بوزن ومإن كانت له على رجل ذهب بوزن‬
‫فل بأس أن يأخذ بوزنها أكثر عددا مإنها ول يجوز الذهب بالذهب إل‬
‫مإثل بمثل ويدا بيد وأقصى حد يدا بيد قبل أن يتفرقا فإن تفرقا قبل أن‬
‫يتقابضا فسد بيعهما إن كانا تبايعا مإثل بمثل والموازنة أن يضع هذا ذهبه‬
‫في كفة وهذا ذهبه في كفه فإذا اعتدل الميزان أخذ وأعطى فإن وزن له‬
‫بحديدة واتزن بها مإنه كان ذلك ل يختلف إل كاختلف ذهب في كفة‬
‫وذهب في كفة فهو جائز ول أحسبه يختلف وإن كان يختلف اختلفا بينا‬
‫لم يجز فإن قيل لم أجزته قيل كما أجيز مإكيال بمكيال وإذا كيل له‬
‫مإكيال ثم أخذ مإنه آخر وإذا اشترى رجل مإن رجل ذهبا بذهب فل بأس‬
‫أن يشتري مإنه بما أخذ مإنه كله أو بعضه دراهم أو مإا شاء وإذا باع‬
‫الرجل الرجل السلعة بمائة دينار مإثاقيل فله مإائة دينار مإثاقيل أفراد ليس له‬
‫أكثر مإنها ول أقل إل أن يجتمعا على الرضا بذلك وإذا كانت لرجل على‬
‫رجل مإائة دينار عتق فقضاه شرا مإنها أكثر مإن عددها أو وزنها فل بأس‬
‫إذا كان هذا مإتطوعا له بفضل عيون ذهبه على ذهبه وهذا مإتطوع له‬
‫بفضل وزن ذهبه على ذهبه وإن كان هذا عن شرط عند البيع أو عند‬
‫القضاء فل خير فيه لن هذا حينئذ ذهب بذهب أكثر مإنها ول بأس أن‬
‫يبيع الرجل الرجل الثوب بدينار إل وزنا مإن الذهب مإعلومأ ربع أو ثلث أو‬
‫أقل أو أكثر لنه باعه حينئذ الثوب بثلثة أرباع دينار أو ثلثي دينار ول‬
‫خير في أن يبيعه الثوب بدينار إل درهم ول دينار إل مإد حنطة لن الثمن‬
‫حينئذ مإجهول ول بأس أن يبيعه ثوبا ودرهما يراه وثوبا ومإد تمر يراه بدينار‬
‫قال الربيع فيه قول آخر أنه إذا باعه ثوبا وذهبا يراه فل يجوز مإن قبل‬
‫أن فيه صرفا وبيعا ل يدري حصة البيع مإن حصة الصرف فأمإا إذا باعه‬
‫ثوبا ومإد تمر بدينار يراه فجائز لن هذا بيع كله قال الشافعي ول خير‬
‫في أن يسلم إليه دينارا إل درهم ولكن يسلم دينارا ينقص كذا وكذا قال‬
‫الشافعي مإن ابتاع بكسر درهم شيئا فأخذ بكسر درهمه مإثل وزنه فضة أو‬
‫سلعة مإن السلع فل بأس بذلك وكذلك مإن ابتاع بنصف‬

‫صفحة ‪832 :‬‬

‫دينار مإتاعا فدفع دينارا وأخذ فضل ديناره مإثل وزنه ذهبا أو سلعة مإن‬
‫السلع فل بأس بذلك وهذا في جميع البلدان سواء ول يحل شيء مإن‬
‫ذلك في بلد يحرمأ في بلد آخر وسواء الذي ابتاع به قليل مإن الدينار أو‬
‫كثير ول خير في أن يصارف الرجل الصائغ الفضة بالحلي الفضة المعمولة‬
‫ويعطيه إجارته لن هذا الورق بالورق مإتفاضل ول خير في أن يأتي الرجل‬
‫بالفص إلى الصائغ فيقول له اعمله لي خاتما حتى أعطيك أجرتك وقاله‬
‫مإالك قال الشافعي ول خير في أن يعطي الرجل الرجل مإائة دينار بالمدينة‬
‫على أن يعطيه مإثلها بمكة إلى أجل مإسمى أو غير أجل لن هذا ل‬
‫سلف ول بيع السلف مإا كان لك أخذه به وعليك قبوله وحيث أعطاكه‬
‫والبيع في الذهب مإا يتقابضاه مإكانهما قبل أن يتفرقا فإذا أراد أن يصح‬
‫هذا له فليسلفه ذهبا فإن كتب له بها إلى مإوضع فقبل فقبضها فل بأس‬
‫وأيهما أراد أن يأخذها مإن المدفوع إليه لم يكن للمدفوع إليه أن يمتنع‬
‫وسواء في أيهما كان له فيه المرفق أو لم يكن ومإن أسلف سلفا فقضى‬
‫أفضل مإن ذلك في العدد والوزن مإعا فل بأس بذلك إذا لم يكن ذلك‬
‫شرطا بينهما في عقد السلف ومإن ادعى على رجل مإال وأقامأ به شاهدا‬
‫ولم يحلف والغريم يجحد ثم سأله الغريم أن يقر له بالمال إلى سنة فإن‬
‫قال ل أقر لك به إل على تأخير كرهت ذلك له إل أن يعلم أن المال‬
‫له عليه فل أكره ذلك لصاحب المال وأكرهه للغريم‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫ومإعاضدة الفراء وابن السكيت وغيرهما للكسائي وكل‬
‫مإنهم إمإامأ وتوجيهها‪ :‬أنه لما ثبت‬

‫جواز‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد اليامأ والليالي جميعا كما سبق مإن كلمأ‬
‫سيبويه وكما دلت‬

‫عليه الية الكريمة ومإا ذاك إل لتغليب الليالي على اليامأ وجعل اليامأ‬
‫تابعة لليالي أجري عليها‬

‫هذا الحكم عند إرادة اليامأ وحدها كقولك‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد‬
‫اليامأ‪ .‬أو‪ :‬صمت‬
‫خمسا إذ ل يمكن إرادة الليالي في الصومأ وصار اليومأ كأنه مإندرج‬
‫تحت اسم الليلة وجزء مإنها‬

‫فيدل عليه باسمها سواء أريدت حقيقة ذلك السم مإن الليلة واليومأ تابع‬
‫لها أمأ لم ترد واقتصر‬

‫‪.‬على إرادة مإا يتبعها وهو اليومأ‬

‫ونقل أبو حيان أنه يقال‪ :‬صمت خمسة وأنه فصيح‪ .‬وهذا إن صح ل‬
‫يعارض قول سيبويه‬

‫والزمإخشري لنهما إنما قال فيما يمكن إرادة الليالي واليامأ جميعا ول‬
‫شك أنه عند إراتهما تغلب‬

‫الليالي فيضعف التذكير وأمإا عند إرادة المذكر فقط فالتذكير وإثبات الهاء‬
‫هو الصل والحذف‬

‫ورد في الحديث وحكاه الكسائي فالوجهان فيه فصيحان بخلف القسم‬


‫الول فإن الحذف فيه‬

‫صفحة ‪833 :‬‬


‫باب في بيع العروض‬
‫قال الشافعي رحمه ال قال ابن عباس رضي ال تعالى عنهما أمإا الذي‬
‫نهى عنه رسول ال صلى ال عليه وسلم فهو الطعامأ أن يباع حتى يقبض‬
‫وقال ابن عباس برأيه ول أحسب كل شيء إل مإثله وهذا كما قال ابن‬
‫عباس وال تعالى أعلم لنه ليس في الطعامأ مإعنى ليس في غيره مإن البيوع‬
‫ول مإعني يعرف إل واحد وهو أني إذا ابتعت مإن الرجل شيئا فإنما أبتاع‬
‫مإنه عينا أو مإضمونا وإذا ابتعت مإنه مإضمونا فليست بعين وقد يفلس فأكون‬
‫قد بعت شيئا ضمانه على مإن اشتريته مإنه وإنما بعته قبل أن يصير في‬
‫تصرفي ومإلكي تامإا ول يجوز أن أبيع مإال أمإلك تامإا وإن كان الذي‬
‫اشتريته مإنه عينا فلو هلكت تلك العين انقض البيع بيني وبينه فإذا بعتها‬
‫ولم يتم مإلكها إلي بأن يكون ضمانها مإني بعته مإا لم يتم لي مإلكه ول‬
‫يجوز بيع مإا لم يتم لي مإلكه ومإع هذا أنه مإضمون على مإن اشتريته مإنه‬
‫فإذا بعت بعت شيئا مإضمونا على غيري فإن زعمت أني لست بضامإن فقد‬
‫زعمت أني أبيع مإا لم أضمن ول يجوز لحد أن يبيع مإا ل يضمن وإن‬
‫زعمت أني ضامإن فعلى مإن الضمان مإا على دون مإن اشتريت مإنه أرأيت‬
‫إن هلك ذلك في يدي الذي اشتريته مإنه أيؤخذ مإني شيء فإن قال ل‬
‫قيل فقد بعت مإا ل تضمن ول يجوز بيع مإا ل أضمن وإن قيل بل أنت‬
‫ضامإن فليس هكذا بيعه كيف أضمن شيئا قد ضمنته له على غيري ولو لم‬
‫يكن في هذا شيء مإما وصفت دلت عليه السنة وأنه في مإعنى الطعامأ قال‬
‫الشافعي قال ال تعالى وأحل ال البيع وحرمأ الربا وقال ل تأكلوا أمإوالكم‬
‫بينكم بالباطل إل أن تون تجارة عن تراض مإنكم فكل بيع كان عن تراض‬
‫مإن التبايعين جائز مإن الزيادة في جميع البيوع إل بيعا حرمإه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إل الذهب والورق يدا بيد والمأكول والمشروب في‬
‫مإعنى المأكول فكل مإا أكل الدمإيون وشربوا فل يجوز أن يباع شيء مإنه‬
‫بشيء مإن صنفه إل مإثل بمثل إن كان وزنا فوزن وإن كان كيل فكيل‬
‫يدا بيد وسواء في ذلك الذهب والورق وجميع المأكول فإن تفرقا قبل أن‬
‫يتقابضا فسد البيع بينهما وكذلك بيع العرايا لنها مإن المأكول فإن تفرقا‬
‫قبل أن يتقابضا فسد البيع بينهما وإذا اختلف الصنفان مإما ليس في بعضه‬
‫ببعض الربا فل بأس بواحد مإنه باثنين أو أكثر يدا بيد ول خير فيه نسيئة‬
‫وإذا جاز الفضل في بعضه على بعض فل بأس بجزاف مإنه بجزاف وجزاف‬
‫بمعلومأ وكل مإا أكله الدمإيون دواء فهو في مإعنى المأكول مإثل الهليلج‬
‫والثفاء وجميع الدوية قال ومإا عدا هذا مإما أكلته البهائم ولم يأكله‬
‫الدمإيون مإثل القرظ والقضب والنوى‬

‫صفحة ‪834 :‬‬

‫والحشيش ومإثل العروض التي ل تؤكل مإثل القراطيس والثياب وغيرها‬


‫ومإثل الحيوان فل بأس بفضل بعضه على بعض يدا بيد ونسيئة تباعدت أو‬
‫تقاربت لنه داخل في مإعنى مإا أحل ال مإن البيوع وخارج مإن مإعنى مإا‬
‫حرمأ رسول ال صلى ال عليه وسلم مإن الفضل في بعضه على بعض‬
‫وداخل في نص إحلل رسول ال صلى ال عليه وسلم ثم أصحابه مإن‬
‫بعده قال الشافعي أخبرنا الثقة عن الليث عن أبي الزبير عن جابر بن عبد‬
‫ال أن النبي صلى ال عليه وسلم اشترى عبدا بعبدين قال الشافعي أخبرنا‬
‫مإالك عن نافع عن ابن عمر أنه باع بعيرا له بأربعة أبعرة مإضمونة عليه‬
‫بالربذة قال الشافعي أخبرنا مإالك عن صالح بن كيسان عن الحسن بن‬
‫مإحمد بن علي أن علي بن أبي طالبك رضي ال تعالى عنه باع بعيرا يقال‬
‫له عصيفير بعشرين بعيرا إلى أجل قال الشافعي أخبرنا مإالك عن ابن شهاب‬
‫عن ابن المسيب أنه قال ل ربا في الحيوان وإنما نهى مإن الحيوان عن‬
‫المضامإين والملقيح وحبل الحبلة قال الشافعي أخبرنا مإالك عن ابن شهاب‬
‫أنه سئل عن بعير ببعيرين إلى أجل فقال ل بأس به قال الشافعي أخبرنا‬
‫ابن علية إن شاء ال شك الربيع عن سلمة بن علقمة شككت عن مإحمد‬
‫بن سيرين أنه سئل عن بيع الحديد بالحديد فقال ال أعلم أمإا هم فكانوا‬
‫يتبايعون الدرع بالدراع قال الشافعي ول بأس بالبعير بالبعيرين مإثله وأكثر يدا‬
‫بيد ونسيئة فإذا تنحى عن أن يكون في مإعنى مإا ل يجوز الفضل في‬
‫بعضه على بعض فالنقد مإنه والدين سواء ول بأس باستسلف الحيوان كله‬
‫إل الولئد وإنما كرهت استسلف الولئد لن مإن استسلف أمإة كان له أن‬
‫يردها بعينها فإذا كان له أن يردها بعينها وجعلته مإالكا لها بالسلف جعلته‬
‫يطؤها ويردها وقد حاط ال جل ثناؤه ثم رسوله صلى ال عليه وسلم ثم‬
‫المسلمون الفروج فجعل المرأة ل تنكح والنكاح حلل إل بولي وشهود ونهى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يخلو بها رجل في حضر أو سفر ولم‬
‫يحرمأ ذلك في شيء مإما خلق ال غيرها جعل المإوال مإرهونة ومإبيعة بغير‬
‫بينة ولم يجعل المرأة هكذا حتى حاطها فيما أحل ال لها بالولي والشهود‬
‫ففرقنا بين حكم الفروج وغيرها بما فرق ال ورسوله ثم المسلمون بينهما‬
‫وإذا باع الرجل غنما بدنانير إلى أجل فحلت الدنانير فأعطاه بها غنما مإن‬
‫صنف غنمه أو غير صنفها فهو سواء ول يجوز إل أن يكون حاضرا ول‬
‫تكون الدنانير والدراهم في مإعنى مإا ابتيع به مإن العروض فل يجوز بيعه‬
‫حتى يقبض ول بأس بالسلف في الحيوان كله بصفة مإعلومإة وأجل مإعلومأ‬
‫والسلف فيها اشتراء لها وشراؤها غير استلفها فيجوز ذلك في الولئد ول‬
‫خير في السلف إل إن يكون‬

‫صفحة ‪835 :‬‬

‫مإضمونا على السلف مإأمإونا في الظاهر أن يعود ول خير في أن يسلف‬


‫في ثمر حائط بعينه ول نتاج مإاشية بعينها لن هذا يكون ول يكون ومإن‬
‫سلف في عرض مإن العروض أو شيء مإن الحيوان فلما حل أجله سأله‬
‫بائعه أن يشتريه مإنه بمثل ثمنه أو أقل أو أكثر أو بعرض كان ذلك‬
‫العرض مإخالفا له أو مإثله فل خير في أن يبيعه بحال لنه بيع مإا لم‬
‫يقبض وإذا سلف الرجل في عرض مإن العروض إلى أجل فعجل له المسلف‬
‫قبل مإحل الجل فل بأس ول خير في أن يعجله له على أن يضع عنه‬
‫ول في أن يعجله على أن يزيده المسلف لن هذا بيع يحدثانه غير البيع‬
‫الول ول خير في أن يعطيه مإن غير الصنف الذي سلفه عليه لن هذا‬
‫بيع يحدثه وإنما يجوز أن يعطيه مإن ذلك الصنف بعينه مإثل شرطهما أو‬
‫أكثر فيكون مإتطوعا وإن أعطاه مإن ذلك الصنف أقل مإن شرطه على غير‬
‫شرط فل بأس كما أنه لو فعل بعد مإحله جاز وإن أعطاه على شرط فل‬
‫خير فيه لنه ينقصه على أن يعجله وكذلك ل يأخذ بعض مإا سلفه فيه‬
‫وعرضا غيره لن ذلك بيع مإا لم يقبض بعضه ومإن سلف في صنف فأتاه‬
‫المسلف مإن ذلك الصنف بارفع مإن شرطه فله قبضه مإنه وإن سأله زيادة‬
‫على جودته فل يجوز أن يزيده إل أن يتفاسخا البيع الول ويشترى هذا‬
‫شراء جديدا لنه إذا لم يفعل فهو شراء مإا لم يعلم كأنه سلفه على صاع‬
‫عجوة جيدة فله أدنى الجيد فجاءه بالغاية مإن الجيد وقال زدني شيئا‬
‫فاشترى مإنه الزيادة والزيادة غير مإعلومإة ل هي كيل زاده فيزيده ول هي‬
‫مإنفصلة مإن البيع الول فيكون إذا زاده اشترى مإا ل يعلم واستوفى مإا ل‬
‫يعلم وقد قيل أنه لو اسلفه في عجوة فأراد أن يعطيه صيحانيا مإكان‬
‫العجوة لم يجز لن هذا بيع العجوة بالصيحاني قبل أن تقبض وقد نهى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم عن بيع الطعامأ حتى يقبض وهكذا كل‬
‫صنف سلف فيه مإن طعامأ أو عرض أو غيره له أن يقبضه أدنى مإن شرطه‬
‫وأعلى مإن شرطه إذا تراضيا لن ذلك جنس واحد وليس له أن يقبض مإن‬
‫غير جنس مإا سلف فيه لنه حينئذ بيع مإا اشترى قبل أن يستوفيه قال‬
‫ول يأخذ إذا سلف في جيد رديئا على أن يزداد شيئا والعلة فيه كالعلة‬
‫في أن يزيده ويأخذ أجود وإذا أسلف رجل رجل في عرض فدفع المسلف‬
‫إلى المسلف ثمن ذلك العرض على أن يشتريه لنفسه ويقبضه كرهت ذلك‬
‫فإذا اشتراه وقبضه برئ مإنه المسلف وسواء كان ذلك ببينة أو بغير بينة‬
‫إذا تصادقا قال الشافعي رحمه ال تعالى ول بأس بالسلف في كل مإا‬
‫أسلف فيه حال أو إلى أجل إذا حل أن يشتري بصفة إلى أجل حل أن‬
‫يشتري بصفة نقدا وقد قال هذا ابن جريج عن عطاء ثم رجع عطاء عنه‬
‫وإذا سلف‬

‫صفحة ‪836 :‬‬


‫رجل في صوف لم يجز أن أن يسلف فيه إل بوزن مإعلومأ وصفة‬
‫مإعلومإة ول يصلح أن يسلف فيه عددا لختلفه ومإن اشترى مإن رجل سلعة‬
‫فسأله أن يقيله فيها بأن يعطيه البائع شيئا أو يعطيه المشتري نقدا أو إلى‬
‫أجل فل خير في القالة على ازدياد ول نقص بحال القالة على زيادة ول‬
‫نقصان ول تأخير في كراء ول بيع ول غيره وهكذا إن باعه سلعة إلى‬
‫أجل فسأله أن يقيله فلم يقله إل على أن يشركه البائع ول خير فيه لن‬
‫الشركة بيع وهذا بيع مإا لم يقبض ولكنه إن شاء أن يقيله في النصف‬
‫أقاله ول يجوز أن يكون شريكا له والمتبايعان بالسلف وغيره بالخيار مإا لم‬
‫يتفرقا مإن مإقامإهما الذي تبايعا فيه فإذا تفرقا أو خير أحدهما الخر بعد‬
‫البيع فاختار البيع فقد انقطع الخيار ومإن سلف في طعامأ أو غيره إلى أجل‬
‫فلما حل الجل أخذ بعض مإا سلف فيه وأقال البائع مإن الباقي فل بأس‬
‫وكذلك لو باع حيوانا أو طعامإا إلى أجل فأعطاه نصف رأس مإاله وأقاله‬
‫المشتري مإن النصف وقبضه بل زيادة ازدادها ول نقصان ينقصه فل بأس‬
‫قال ول يجوز مإن البيوع إل ثلثة بيع عين بعينها حاضرة وبين عين غائبة‬
‫فإذا رآها المشتري فهو بالخيار فيها ول يصلح أن تباع العين الغائبة بصفة‬
‫ول إلى أجل لنها قد تدرك قبل الجل فيبتاع الرجل مإا يمنع مإنه وهو‬
‫يقدر على قبضه وأنها قد تتلف قبل أن تدرك فل تكون مإضمونة والبيع‬
‫الثالث صفة مإضمونة إذا جاء بها صاحبها على الصفة لزمإت مإشتريها ويكلف‬
‫أن يأتي بها مإن حيث شاء قال أبو يعقوب الذي كان يأخذ به الشافعي‬
‫ويعمل به أن البيع بيعان بيع عين حاضرة ترى أو بيع مإضمون إلى أجل‬
‫مإعلومأ ول ثالث لهما قال الربيع قد رجع الشافعي عن بيع خيار الرؤية قال‬
‫الشافعي رحمه ال تعالى ومإن باع سلعة مإن السلع إلى أجل مإن الجال‬
‫وقبضها المشتري فل بأس أن يبيعها الذي اشتراها بأقل مإن الثمن أو أكثر‬
‫ودين ونقد لنها بيعة غير البيعة الولى وقد قال بعض الناس ل يشتريها‬
‫البائع بأقل مإن الثمن وزعم أن القياس في ذلك جائز ولكنه زعم تبع الثر‬
‫ومإحمود مإنه أن يتبع الثر الصحيح فلما سئل عن الثر إذا هو أبو إسحق‬
‫عن امإرأته عالية بنت أنفع أنها دخلت مإع امإرأة أبي السفر على عائشة‬
‫رضي ال عنها فذكرت لعائشة أن زيد بن أرقم باع شيئا إلى العطاء ثم‬
‫اشتراه بأقل مإما باعه به فقالت عائشة أخبري زيد بن أرقم أن ال قد‬
‫أبطل جهاده مإع رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أن يتوب قال الشافعي‬
‫فقيل له ثبت هذا الحديث عن عائشة فقال أبو إسحق رواه عن امإرأته‬
‫فقيل فتعرف امإرأته بشيء يثبت به حديثها فما علمته قال شيئا فقلت ترد‬
‫حديث بسرة بنت صفوان مإهاجرة مإعروفة بالفضل بأن تقول‬

‫صفحة ‪837 :‬‬

‫حديث امإرأة وتحتج بحديث امإرأة ليست عندك مإنها مإعرفة أكثر مإن أن‬
‫زوجها روى عنها ولو كان هذا مإن حديث مإن يثبت حديثه هل كان أكثر‬
‫مإا في هذا إل أن زيد بن أرقم وعائشة اختلفا لنك تعلم أن زيدا ل‬
‫يبيع إل مإا يراه حلل له ورأته عائشة حرامإا وزعمت أن القياس مإع قول‬
‫زيد فكيف لم تذهب إلى قول زيد ومإعه القياس وأنت تذهب إلى القياس‬
‫في بعض الحالت فتترك به السنة الثابتة قال أفليس قول عائشة مإخالفا‬
‫لقول زيد قيل مإا تدري لعلها إنما خالفته في أنه باع إلى العطاء ونحن‬
‫نخالفه في هذا الموضع لنه أجل غير مإعلومأ فأمإا إن اشتراها بأقل مإما‬
‫باعه بها فلعلها لم تخالفه فيه قط لعلها رأت البيع إلى العطاء مإفسوخا‬
‫ورأت بيعه إلى العطاء ل يجوز فرأته لم يملك مإا باع ول بأس في أن‬
‫يسلف الرجل فيما ليس عنده أصله وإذا أرى الرجل الرجل السلعة فقال‬
‫اشتر هذه وأربحك فيها كذا فاشتراها الرجل فالشراء جائز والذي قال‬
‫أربحك فيها بالخيار إن شاء أحدث فيها بيعا وإن شاء تركه وهكذا إن قال‬
‫اشتر لي مإتاعا ووصفه له أو مإتاعا أي مإتاع شئت وأنا أربحك فيه فكل‬
‫هذا سواء يجوز البيع الول ويكون هذا فيما أعطى مإن نفسه بالخيار وسواء‬
‫في هذا مإا وصفت إن كان قال أبتاعه وأشتريه مإنك بنقد أو دين يجوز‬
‫البيع الول ويكونان بالخيار في البيع الخر فإن جدداه جاز وإن تبايعا به‬
‫على أن ألزمإا أنفسهما المإر الول فهو مإفسوخ مإن قبل شيئين أحدهما أنه‬
‫تبايعاه قبل يملكه البائع والثاني أنه على مإخاطرة أنك إن اشتريته على كذا‬
‫أربحك فيه كذا وإن اشترى الرجل طعامإا إلى أجل فقبضه فل بأس أن‬
‫يبيعه مإمن اشتراه مإنه ومإن غيره بنقد وإلى أجل وسواء في هذا المعينين‬
‫وغير المعينين وإذا باع الرجل السلعة بنقد أو إلى أجل فتسومأ بها المبتاع‬
‫فبارت عليه أو باعها بوضع أو هلكت مإن يده فسأل البائع أن يضع عنه‬
‫مإن ثمنها شيئا أو يهبها كلها فذلك إلى البائع إن شاء فعل وإن شاء لم‬
‫يفعل مإن قبل أن الثمن له لزمأ فإن شاء ترك له مإن الثمن اللزمأ وإن‬
‫شاء لم يترك وسواء كان هذا عن عادة اعتادها أو غير عادة وسواء أحدثا‬
‫هذا في أول بيعة تبايعا به أو بعد مإائة بيعة ليس للعادة التي اعتادها مإعنى‬
‫يحل شيئا ول يحرمإه وكذلك الموعد إن كان قبل العقد أو بعده فإن عقد‬
‫البيع على مإوعد أنه إن وضع في البيع وضع عنه فالبيع مإفسوخ لن الثمن‬
‫غير مإعلومأ وليس تفسد البيوع أبدا ول النكاح ول شيء أبدا إل بالعقد فإذا‬
‫عقد عقدا صحيحا لم يفسده شيء تقدمإه ول تأخر عنه كما إذا عقد عقدا‬
‫فاسدا لم يصلحه شيء تقدمإه ول تأخر عنه إل بتجديد عقد صحيح وإذا‬
‫اشترى الرجل مإن الرجل طعامإا بدينار على أن الدينار عليه إلى شهر‬

‫صفحة ‪838 :‬‬

‫إل أن يبيع الطعامأ قبل ذلك فيعطيه مإا باع مإن الطعامأ فل خير فيه‬
‫لنه إلى أجل غير مإعلومأ ولو باعه إلى شهر ولم يشترط في العقد شيئا‬
‫أكثر مإن ذلك ثم قال له إن بعته أعطيتك قبل الشهر كان جائزا وكان‬
‫مإوعدا إن شاء وفى له وإن شاء لم يف له لنه ل يفسد حتى يكون في‬
‫العقد وإذا ابتاع رجل طعامإا سمى الثمن إلى أجل والطعامأ نقد وقبض الطعامأ‬
‫فل بأس أن يبيع الطعامأ بحداثة القبض وبعد زمإان إذا صار مإن ضمانه مإن‬
‫الذي اشترى مإنه ومإن غيره وبنقد إلى أجل لن البيعة الخرى غير البيعة‬
‫الولى وإذا سلف رجل في العروض والطعامأ الذي يتغير إلى أجل فليس‬
‫عليه أن يقبضه حتى يحل أجله فإذا حل أجله جبر على قبضه وسواء‬
‫عرضه عليه قبل أن يحل الجل بساعة أو بسنة وإن اجتمعا على الرضا‬
‫بقبضه فل بأس وسواء كان ذلك قبل أن يحل الجل بسنة أو بساعة وإذا‬
‫ابتاع الرجل شيئا مإن الحيوان أو غيره غائبا عنه والمشتري يعرفه بعينه‬
‫فالشراء جائز وهو مإضمون مإن مإال البائع حتى يقبضه المشتري فإذا كان‬
‫انشتري لم يره فهو بالخيار إذا رآه مإن عيب ومإن غير عيب وسواء وصف‬
‫له أو لم يوصف إذا اشتراه بعينه غير مإضمون على صاحبه فهو سواء وهو‬
‫شراء عين ولو جاء به على الصفة إذا لم يكن رآه لم يلزمإه أن يأخذ إل‬
‫أن يشاء وسواء أدركتها بالصفة حية أو مإيتة ولو أنه اشتراه على صفة‬
‫مإضمونة إلى أجل مإعلومأ فجاءه بالصفة لزمإت المشتري أحب أو كره وذلك‬
‫أن شراءه ليس بعين ولو وجد تلك الصفة في يد البائع فأراد أن يأخذها‬
‫كان للبائع أن يمنعه إياها إذا أعطاه صفة غيرها وهذا فرق بين شراء‬
‫العيان والصفات العيان ل يجوز أن يحول الشراء مإنها في غيرها إل أن‬
‫يرضى المبتاع والصفات يجوز أن تحول صفة في غيرها إذا أوفى أدنى صفة‬
‫ويجوز النقد في الشيء الغائب وفي الشيء الحاضر بالخيار وليس هذا مإن‬
‫بيع وسلف بسبيل وإذا اشترى الرجل الشيء إلى أجل ثم تطوع بالنقد فل‬
‫بأس وإذا اشترى ولم يسم أجل فهو بنقد ول ألزمإه أن يدفع الثمن حتى‬
‫يدفع إليه مإا اشترى وإذا اشترى الرجل الجارية أو العبد وقد رآه وهو‬
‫غائب عنه وأبرأ البائع مإن عيب به ثم أتاه به فقال قد زاد العيب فالقول‬
‫قول المشتري مإع يمينه ول تباع السلعة الغائبة على أنها إن تلفت فعلى‬
‫صاحبها مإثلها ول بأس أن يشتري الشيء الغائب بدين إلى أجل مإعلومأ‬
‫والجل مإن يومأ تقع الصفقة فإن قال اشتريها مإنك إلى شهر مإن يومأ أقبض‬
‫السلعة فالشراء باطل لنه قد يقبضها في يومإه ويقبضها بعد شهر وأكثر قال‬
‫الشافعي رحمه ال وإذا باع الرجل مإن الرجل عبدا له غائبا بذهب دينا له‬
‫على آخر أو‬

‫صفحة ‪839 :‬‬

‫غائبة عنه ببلد فالبيع باطل قال وكذلك لو باعه عبدا ودفعه إليه إل‬
‫أن يدفعه إليه ويرضى الخر بحوالة على رجل فإمإا أن يبيعه إياه ويقول خذ‬
‫ذهبي الغائبة على أنه إن لم يجدها فالمشتري ضامإن لها فالبيع باطل لن‬
‫هذا أجل غير مإعلومأ وبيع بغير مإدة ومإحول في ذمإة أخرى قال الشافعي‬
‫ومإن أتى حائكا فاشترى مإنه ثوبا على مإنسجه قد بقي مإنه بعضه فل خير‬
‫فيه نقده أو لم ينقده لنه ل يدري كيف يخرج باقي الثوب وهذا ل بيع‬
‫عين يراها ول صفة مإضمونة قال ول بأس بشراء الدار حاضرة وغائبة ونقد‬
‫ثمنها ومإذارعة وغير مإذارعة قال ول بأس بالنقد مإع الخيار قال وإذا اشترى‬
‫الرجل بالخيار وقبض المشتري فالمشتري ضامإن حتى يرد السلعة كما أخذها‬
‫وسواء كان الخيار للبائع أو للمشتري أو لهما مإعا وإذا باع الرجل السلعة‬
‫وهو بالخيار فليس للذي عليه الخيار أن يرد إنما يرد الذي له الخيار قال‬
‫وبيع الخيار جائز مإن باع جارية فللمشتري قبضها وليس عليه وضعها‬
‫للستبراء ويستبرئها المشتري عنده وإذا قبضها المشتري فهي مإن ضمانه وفي‬
‫مإلكه وإذا حال البائع بينه وبينها وضعها على يدي عدل يستبرئها فهي مإن‬
‫ضمان البائع حتى يقبضها المشتري ثم يكون هو الذي يضعها ويجوز بيع‬
‫المشتري فيها ول يجوز بيع البائع حتى يردها المشتري أو يتفاسخا البيع‬
‫ومإن اشترى جارية بالخيار فمات قبل أن يختار فورثته يقومإون مإقامإه وإذا باع‬
‫الرجل السلعة لرجل واستثنى رضا المبيع له مإا بينه وبين ثلث فإن رضي‬
‫المبيع له فالبيع جائز وإن أراد الرد فله الرد وإن جعل الرد إلى غيره‬
‫فليس ذلك له إل أن يجعله وكيل برد أو إجازة فتجوز الوكالة عن أمإره‬
‫قال الشافعي ومإن باع سلعة على رضا غيره كان للذي شرط له الرضا الرد‬
‫ولم يكن للبائع فإن قال على أن أستأمإر فليس له أن يرد حتى يقول قد‬
‫استأمإرت فأمإرت بالرد قال الشافعي ول خير في أن يشتري الرجل الدابة‬
‫بعينها على أن يقبضها بعد سنة لنها قد تتغير إلى سنة وتتلف ول خير‬
‫في أن يبيع الرجل الدابة ويشترط ركوبها قل ذلك أو كثر قال ول خير‬
‫في أن يبيع الرجل الدابة ويشترط عقاقها ولو قال هي عقوق ولم يشرط‬
‫ذلك لم يكن بذلك بأس وإذا باع الرجل ولد جاريته على أن عليه رضاعه‬
‫ومإؤنته سنة أو أقل فالبيع باطل لنه قد يموت قبل سنة فلو كان مإضمونا‬
‫للمشتري فضل الرضاع لم يجز لنه وقع ل يعرف حصته مإن حصة البيع‬
‫ولو كان مإضمونا مإن البائع كان عينا يقدر على قبضها ول يقدر على‬
‫قبضها إل بعد سنة ويكون دونها وبيع وإجارة‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫أفصح هذا إن ثبت‪ :‬صمنا خمسة كما ادعاه أبو حيان‬
‫ولعله أخذه مإن ابن عصفور فإن‬

‫صفحة ‪840 :‬‬

‫باب ثمر الحائط يباع أصله‬


‫أخبرنا الشافعي رحمه ال قال أخبرنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال مإن باع نخل بعد أن تؤبر فثمرتها‬
‫للبائع إل أن يشترط المبتاع أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا‬
‫مإالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال مإن‬
‫باع نخل قد أبرت فثمرتها للبائع إل أن يشترط المبتاع قال الشافعي وهذا‬
‫الحديث ثابت عندنا عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وبه نأخذ وفيه‬
‫دللت إحداها ل يشكل في أن الحائظ إذا بيع وقد أبر نخله فالثمرة‬
‫لبائعه إل أن يشترطها مإبتاعة فيكون مإما وقعت عليه صفقة البيع ويكون لها‬
‫حصة مإن الثمن قال والثانية أن الحائط إذا بيع ولم يؤبر نخله فالثمرة‬
‫للمشتري لن رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا حد فقال إذا أبر فثمرته‬
‫للبائع فقد أخبر أن حكمه إذا لم يؤبر غير حكمه إذا أبر ول يكون مإا‬
‫فيه إل للبائع أو للمشتري ل لغيرهما ول مإوقوفا فمن باع حائطا لم يؤبر‬
‫فالثمرة للمشتري بغير شرط استدلل مإوجودا بالسنة قال ومإن باع أصل فحل‬
‫نخل أو فحول بعد أن تؤبر إناث النخل فثمرها للبائع إل أن يشترط‬
‫المبتاع ومإن باع فحل قبل أن تؤبر إناث النخل فالثمرة للمشتري قال‬
‫والحوائط تختلف بتهامإة ونجد والسقف فيستأخر إبار كل بلد بقدر حرها‬
‫وبردها ومإا قدر ال تعالى مإن إبانها فمن باع حائطا مإنها لم يؤبر فثمره‬
‫للمبتاع وإن أبر غيره لن حكمه به ل بغيره وكذلك ل يباع مإنها شيء‬
‫حتى يبدو صلحه وإن بدا صلح غيره وسواء كان نخل الرجل قليل أو‬
‫كثيرا إذا كان في حظار واحد أو بقعة واحدة في غير حظار فبدا صلح‬
‫واحدة مإنه حل بيعه ولو كان إلى جنبه حائط له آخر أو لغيره فبدا‬
‫صلح حائط غيره الذي هو إلى جنبه لم يحل بيع ثمر حائطه بحلول بيع‬
‫الذي إلى جنبه وأقل ذلك أن يرى في شيء مإنه الحمرة أو الصفرة وأقل‬
‫البار أن يكون في شيء مإنه البار فيقع عليه اسم أنه قد أبر كما أنه‬
‫إذا بدا صلح شيء مإنه وقع عليه اسم أنه قد بدا صلحه واسم أنه قد‬
‫أبر فيحل بيعه ول ينتظر آخره بعد أن يرى ذلك في أوله قال والبار‬
‫التلقيح وهو أن يأخذ شيئا مإن طلع الفحل فيدخله بين ظهراني طلع الناث‬
‫مإن النخل فيكون له بإذن ال صلحا قال والدللة بالسنة في النخل قبل‬
‫أن يؤبر وبعد البار في أنه داخل في البيع مإثل الدللة بالجماع في جنين‬
‫المإة وذات الحمل مإن البهائم فإن الناس لم يختلفوا في أن كل ذات‬
‫حمل مإن بني آدمأ مإن البهائم بيعت فحملها تبع لها كعضو مإنها داخل في‬
‫البيع بل حصة مإن الثمن لنه لم يزايلها ومإن باعها وقد ولدت فالولد‬
‫غيرها وهو للبائع‬

‫صفحة ‪841 :‬‬

‫إل أن يشترطه المبتاع فيكون قد وقعت عليه الصفقة وكانت له حصة‬


‫مإن الثمن ويخالف الثمر لم يؤبر الجنين في أن له حصة مإن الثمن لنه‬
‫ظاهر وليست للجنين لنه غير ظاهر ولول مإا جاء عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم في ذلك لما كان الثمر قد طلع مإثل الجنين في بطن امإه لنه‬
‫قد يقدر على قطعه والتفريق بينه وبين شجره ويكون ذلك مإباحا مإنه‬
‫والجنين ل يقدر على إخراجه حتى يقدر ال تعالى له ول يباح لحد‬
‫إخراجه وإنما جمعنا بينهما حيث اجتمعا في بعض حكمهما بأن السنة جاءت‬
‫في الثمر لم يؤبر كمعنى الجنين في الجماع فجمعنا بينهما خبرا ل قياسا‬
‫إذ وجدنا حكم السنة في الثمر لم يؤبر كحكم الجماع في جنين المإة‬
‫وإنما مإثلنا فيه تمثيل ليفقهه مإن سمعه مإن غير أن يكون الخبر عن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يحتاج إلى أن يقاس على شيء بل الشياء تكون‬
‫له تبعا قال ولو باع رجل أصل حائط وقد تشقق طلع إناثه أو شيء مإنه‬
‫فأخر إباره وقد أبر غيره مإمن حاله مإثل حاله كان حكمه حكم مإا تأبر‬
‫لنه قد جاء عليه وقت البار وظهرت الثمرة وريئت بعد تغييبها في الجف‬
‫قال وإذا بدأ في إبار شيء مإنه كان جميع ثمر الحائط المبيع للبائع كما‬
‫يكون إذا ريئت في شيء مإن الحائط الحمرة أو الصفرة حل بيع الثمرة‬
‫وإن كان بعضه أو أكثره لم يحمر أو يصفر قال والكرسف إذا بيع أصله‬
‫كالنخل إذا خرج مإن جوزه ولم ينشق فهو للمشتري وإذا انشق جوزه فهو‬
‫للبائع كما يكون الطلع قبل البار وبعده قال فإن قال قائل فإنما جعل‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم الثمرة للبائع إذا ابر فكيف قلت يكون له إذا‬
‫استأبر وإن لم يؤبر قيل له إن شاء ال تعالى ل مإعنى للبار إل وقته ولو‬
‫كان الذي يوجب الثمرة للبائع أن يكون إنما يستحقها بأن يأبرها فاختلف‬
‫هو والمشتري انبغى أن يكون القول قول المشتري لن البائع يدعي شيئا قد‬
‫خرج مإنه إلى المشتري وانبغى إن تصادقا أن يكون له ثمر كل نخلة أبرها‬
‫ول يكون له ثمر نخلة لم يأبرها قال ومإا قلت مإن هذا هو مإوجود في‬
‫السنة في بيع الثمر إذا بدا صلحه وذلك إذا احمر أو بعضه وذلك وقت‬
‫يأتي عليه وهذا مإذكور في بيع الثمار إذا بدا صلحها أخبرنا الربيع قال‬
‫أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج أن عطاء أخبره‬
‫أن رجل باع على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم حائطا مإثمرا ولم‬
‫يشترط المبتاع الثمر ولم يستثن البائع الثمر ولم يذكراه فلما ثبت البيع‬
‫اختلفا في الثمر فاحتكما فيه إلى النبي صلى ال عليه وسلم فقضى بالثمر‬
‫للذي لقح النخل للبائع أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد‬
‫بن سالم عن ابن جريج عن ابن طاوس عن أبيه أنه كان يقول في العبد‬
‫له المال وفي النخل‬

‫صفحة ‪842 :‬‬


‫المثمر يباعان ول يذكران مإاله ول ثمره هو للبائع أخبرنا الربيع قال‬
‫أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد ابن سالم عن ابن جريج أنه قال لعطاء‬
‫أرأيت لو أن إنسانا باع رقبة حائط مإثمرة لم يذكر الثمرة عند البيع ل‬
‫البائع ول المشتري أو عبدا له مإال كذلك فلما ثبت البيع قال المبتاع إني‬
‫أردت الثمر قال ل يصدق والبيع جائز وعن ابن جريج أنه قال لعطاء أن‬
‫رجل أعتق عبدا له مإال قال نيته في ذلك إن كان نوى في نفسه أن‬
‫مإاله ل يعتق مإعه فماله كله لسيده وبهذا كله نأخذ في الثمرة والعبد قال‬
‫وإذا بيعت رقبة الحائط وقد أبر شيء مإن نخله فثمرة ذلك النخل في عامإة‬
‫ذلك للبائع ولو كان مإنه مإا لم يؤبر ولم يطلع لن حكم ثمرة ذلك‬
‫النخل في عامإه ذلك حكم واحد كما يكون إذا بدا صلحه ولم يؤبر قال‬
‫ولو اصيبت الثمرة في يدي مإشتري رقبة الحائط بجائحة تأتي عليه أو على‬
‫بعضه فل يكون للمشتري أن يرجع بالثمرة المصابة ول بشيء مإنها على‬
‫البائع فإن قال قائل ولم ل يرجع بها ولها مإن الثمن حصة قيل لنها إنما‬
‫جازت تبعا في البيع إل ترى أنها لو كانت تباع مإنفردة لم يحل بيعها‬
‫حتى تحمر فلما كانت تبعا في بيع رقبة الحائط حل بيعها وكان حكمها‬
‫حكم رقبة الحائط ونخله الذي يحل بيع صغيره وكبيرة وكانت مإقبوضة لقبض‬
‫النخل وكانت المصيبة بها كالمصيبة بالنخل والمشتري لو أصيب بالنخل بعد‬
‫أن يقبضها كانت المصيبة مإنه فإن ابتاع رجل حائطا فيه ثمر لم يؤبر كان‬
‫له مإع النخل أو شرطه بعد مإا أبر فكان له بالشرط مإع النخل فلم يقبضه‬
‫حتى أصيب بعض الثمر ففيها قولن أحدهما أنه بالخيار في رد البيع لنه‬
‫لم يسلم له كما اشترى أو أخذه بحصته مإن الثمن بحسب ثمن الحائط‬
‫أو الثمرة فينظر كم حصة المصاب مإنها فيطرح عن المشتري مإن أصل‬
‫الثمن بقدره فإن كان الثمن مإائة والمصاب عشر العشر مإما اشترى طرح‬
‫عنه دينار مإن أصل الثمن ل مإن قيمة المصاب لنه شيء خرج مإن عقدة‬
‫البيع بالمصيبة وهكذا كل مإا وقعت عليه صفقة البيع بعينه مإن نبات أو‬
‫نخل أو غيره فما أصيب مإنه شيء بعد الصفقة وقبل قبض المشتري‬
‫فالمشتري بالخيار في رد البيع لنه لم يسلم إليه كما اشترى بكماله أو‬
‫أخذ مإا بقي بحصته مإن الثمن لنه قد مإلكه مإلكا صحيحا وكان في أصل‬
‫الملك أن كل واحد مإنه بحصته مإن الثمن المسمى ول يكون للمشتري في‬
‫هذا الوجه خيار قال وهكذا الثمر يبتاع مإع رقبة الحائط ويقبض فتصيبه‬
‫الجائحة في قول مإن وضع الجائحة وفي القول الخر الذي حكيت فيه‬
‫قول يخالفه سواء ل يختلفان والقول الثاني أن المشتري إن شاء رد البيع‬
‫بالنقص الذي دخل عليه قبل القبض وإن شاء أخذه مإنه بجميع الثمن ل‬
‫ينقص عنه مإنه شيء‬

‫صفحة ‪843 :‬‬

‫لنها صفقة واحدة قال فإن قال قائل فكيف أجزتم بيع الثمرة لم يبد‬
‫صلحها مإع الحائط وجعلتم لها حصة مإن الثمن ولم تجيزها على النفراد‬
‫قيل بما وصفنا مإن السنة فإن قال فكيف أجزتم بيع الدار بطرقها ومإسيل‬
‫مإائها وأفنيتها وذلك غير مإعلومأ قيل أجزناه لنه في مإعنى الثمرة التي لم‬
‫يبد صلحها تبع في البيع ولو بيع مإن هذا شيء على النفراد لم يجز‬
‫فإن قال قائل فكيف يكون داخل في جملة البيع وهو أن بعضا لم يجز‬
‫بيعه على النفراد قيل بما وصفنا لك فإن قال فهل يدخل في هذا العبد‬
‫يباع قلت نعم في مإعنى ويخالفه في آخر فإن قال فما المعنى الذي يدخل‬
‫به فيه قيل إذا بعناك عبدا بعناكه بكمال جوارحه وسمعه وبصره ولو بعناك‬
‫جارحة مإن جوارحه تقطعها أو ل تقطعها لم يجز البيع فهي إذا كانت فيه‬
‫جازت وإذا أفردت مإنه لم يحل بيعها لن فيها عذابا عليه وليس فيها‬
‫مإنفعة لمشتريه ولو لم تقطع وهذا الموضع الذي يخالف فيه العبد بما‬
‫وصفنا مإن الطرق والثمر وفي ذلك أنه يحل تفريق الثمر وقطع الطرق ول‬
‫يحل قطع الجارحة إل بحكمها قال وجميع ثمار الشجر في مإعنى ثمر‬
‫النخل إذا ريء في أوله النضج حل بيع آخره وهما يكونان بارزين مإعا ول‬
‫يحل بيع واحد مإنهما حتى يرى في أولهما النضج قال وتخالف الثمار مإن‬
‫العناب وغيرها النخل فتكون كل ثمرة خرجت بارزة ترى في أول مإا تخرج‬
‫كما ترى في آخره ل مإثل ثمر النخل في الطلعة يكون مإغيبا وهو يرى‬
‫يكون بارزا فهو في مإعنى ثمرة النخل بارزا فإذا باعه شجرا مإثمرا فالثمر‬
‫للبائع إل أن يشترط المبتاع لن الثمر قد فارق أن يكون مإستودعا في‬
‫الشجر كما يكون الحمل مإستودعا في المإة ذات الحمل قال ومإعقول في‬
‫السنة إذا كانت الثمرة للبائع كان على المشتري تركها في شجرها إلى أن‬
‫تبلغ الجذاذ والقطاف واللقاط مإن الشجر قال وإذا كان ل يصلحها إل‬
‫السقي فعلى المشتري تخلية البائع ومإا يكفي الشجر مإن السقي إلى أن‬
‫يجد ويلقط ويقطع فإن انقطع الماء فل شيء على المشتري فيما أصيب به‬
‫البائع في ثمره وكذلك إن أصابته جائحة وذلك أنه لم يبعه شيئا فسأله‬
‫تسليم مإا باعه قال وإن انقطع الماء فكان الثمر يصلح ترك حتى يبلغ وإن‬
‫كان ل يصلح لم يمنعه صاحبه مإن قطعه ول لو كان الماء كما هو ولو‬
‫قطعه فإن أراد الماء لم يكن ذلك له إنما يكون له مإن الماء فيه صلح‬
‫ثمره فإذا ذهب ثمره فل حق له في الماء قال وإن انقطع الماء فكان‬
‫بقاء الثمرة في النخل وغيره مإن الشجر المسقوى يضر بالنخل ففيها قولن‬
‫أحدهما أن يسأل أهل ذلك الوادي الذي به ذلك الماء فإن قالوا ليس‬
‫يصلح في مإثل هذا مإن انقطاع الماء إل قطع ثمره عنه وإل أضر بقلوب‬
‫النخل ضررا بينا فيها أخذ صاحبه‬

‫صفحة ‪844 :‬‬

‫بقطعه إل أن يسقيه مإتطوعا وقيل قد أصيبت وأصيب صاحب الصل‬


‫بأكثر مإن مإصيبتك فإن قالوا هو ل يضر بها ضررا بينا والثمر يصلح إن‬
‫ترك فيها وإن كان قطعه خيرا لها ترك إذا لم يكن فيه ضرر بين فإن‬
‫قالوا ل يسلم الثمر إل إن ترك أيامإا ترك أيامإا حتى إذا بلغ الوقت الذي‬
‫يقولون فيه يهلك فلو قيل اقطعه لنه خير لك ولصاحبك كان وجها وله‬
‫تركه إذا لم يضر بالنخل ضررا بينا وإن قال صاحب عنب ليس له أصله‬
‫ادع عنبي فيه ليكون أبقى له أو سفرجل أو تفاح أو غيره لم يكن له‬
‫ذلك إذا كان القطاف واللقاط والجذاذ أخذ بجذاذ ثمره وقطافه ولقاطه ول‬
‫يترك ثمره فيه بعد أن يصلح فيه القطاف والجذاذ واللقاط وإن اختلف رب‬
‫الحائط والمشتري في السقي حمل في السقي على مإا ل غنى بالثمر ول‬
‫صلح له إل به ومإا يسقى عليه أهل المإوال أمإوالهم في الثمار عامإة ل‬
‫مإا يضر بالثمر ول مإا يزيد فيه مإما ل يسقيه أهل المإوال إذا كانت لهم‬
‫الثمار قال فإن كان المبيع تينا أو غيره مإن شجر تكون فيه الثمرة ظاهرة‬
‫ثم تخرج قبل أن تبلغ الخارجة ثمرة غيرها مإن ذلك الصنف فإن كانت‬
‫الخارجة المشتراة تميز مإن الثمرة التي تحدث التي لم يقع عليها البيع‬
‫فالبيع جائز للمشتري الثمرة الخارجة التي اشترى يتركها حتى تبلغ وإن كانت‬
‫ل تميز مإما يخرج بعدها مإن ثمرة الشجرة فالبيع مإفسوخ لن مإا يخرج‬
‫بعد الصفقة مإن الثمرة التي لم تدخل في البيع غير مإتميز مإن الثمرة‬
‫الداخلة في الصفقة والبيوع ل تكون إل مإعلومإة قال الربيع وللشافعي في‬
‫مإثل هذا قول آخر إن البيع مإفسوخ إذا كان الخارج ل يتميز إل أن يشاء‬
‫رب الحائط أن يسلم مإا زاد مإن الثمرة التي اختلطت بثمر المشتري يسلمه‬
‫للمشتري فيكون قد صار إليه ثمره والزيادة إذا كانت الخارجة ل تميز التي‬
‫تطوع بها قال الشافعي فإن باعه على أن يلقط الثمرة أو يقطعها حتى يتبين‬
‫بها فالبيع جائز ومإا حدث في مإلك البائع للبائع وإنما يفسد البيع إذا ترك‬
‫ثمرته فكانت مإختلطة بثمرة المشتري ل تتميز مإنها قال وإذا باع رجل رجل‬
‫أرضا فيها شجر رمإان ولوز وجوز ورانج وغيره مإما دونه قشر يواريه بكل‬
‫حال فهو كما وصفت مإن الثمر البادي الذي ل قشر له يواريه إذا ظهرت‬
‫ثمرته فالثمرة للبائع إل أن يشترطها المبتاع وذلك إن قشر هذا ل ينشق‬
‫عما في أجوافه وصلحه في بقائه إل أن صنفا مإن الرمإان ينشق مإنه الشيء‬
‫فيكون أنقص على مإالكه لن الصلح له أن ل ينشق لنه أبقى له والقول‬
‫فيه كالقول في ثمر الشجر غير النخل مإن العنب والترج وغيره ل يخالفه‬
‫والقول في تركه إلى بلوغه كالقول فيها وفي ثمر النخل ل يعجل مإالكه‬
‫عن بلوع صلحه ول يترك وإن كان ذلك خيرا لمالكه إذا بلغ أن يقطف‬
‫مإثلها أو يلقط والقول في شيء إن كان يزيد فيها‬
‫صفحة ‪845 :‬‬

‫كالقول في التين ل يختلف وكذلك في ثمر كل شجر وهكذا القول‬


‫في الباذنجان وغيره مإن الشجر الذي يثبت أصله وعلمإة الصل الذي يثبت‬
‫أن يثمر مإرة ثم تقطع ثمرته ثم يثمر أخرى ثم تقطع ثمرته فما كان هكذا‬
‫فهو مإن الصل وذلك مإثل القثاء والخربز والكرسف وغيره ومإا كان إنماء‬
‫ثمرته مإرة فمثل الزرع قال ومإن باع أرضا فيها زرع قد خرج مإن الرض‬
‫فالزرع للبائع إل أن يشترطه المبتاع فإذا حصد لصاحبه أخذه فإن كان‬
‫الزرع مإما يبقى له أصول في الرض تفسدها فعلى صاحب الزرع نزعها عن‬
‫رب الرض إن شاء رب الرض قال وهكذا إذا باعه أرضا فيها زرع يحصد‬
‫مإرة واحدة قال فأمإا القصب فإذا باعه أرضا فيها قصب قد خرج مإن‬
‫الرض فلمالكه مإن القصب جزة واحدة وليس له قلعه مإن أصله لنه أصل‬
‫قال وكل مإا يجز مإرارا مإن الزرع فمثل القصب في الصل والثمر مإا خرج‬
‫ل يخالفه قال وإذا باعه أرضا فيها مإوز قد خرج فله مإا خرج مإن الموز‬
‫قبل بيعه وليس له مإا خرج مإرة أخرى مإن الشجر الذي بجنب الموز وذلك‬
‫أن شجرة الموز عندنا تحمل مإرة وينبت إلى جنبها أربع فتقطع ويخرج مإن‬
‫الذي حولها قال فإذا كان شجر الموز كثيرا وكان يخرج في الموز مإنه‬
‫الشيء اليومأ وفي الخرى غدا وفي الخرى بعده حتى ل يتميز مإا كان مإنه‬
‫خارجا عند عقدة البيع مإما خرج بعده بساعة أو أيامأ مإتتابعة فالقول فيها‬
‫كالقول في التين ومإا تتابع ثمرته في الصل الواحد أنه ل يصلح بيعه أبدا‬
‫وذلك أن الموزة الحولى يتفرق ويكون بينه أولده بعضها أشف مإن بعض‬
‫فيباع وفي الحولى مإثل مإوز خارج فيترك ليبلغ ويخرج في كل يومأ مإن‬
‫أولده بقدر إدراكه مإتتابعا فل يتفرق مإنه مإا وقعت عليه عقدة البيع مإما‬
‫حدث بعدها ولم يدخل في عقدة البيع والبيع مإا عرف المبيع مإنه مإن غير‬
‫المبيع فيسلم إلى كل واحد مإن المتبايعين حقه قال ول يصح بيعه بأن‬
‫يقول له ثمرة مإائة شجرة مإوز مإنه مإن قبل أن ثمارها تختلف ويخطيء‬
‫ويصيب وكذلك كل مإا كان في مإعناه مإن ذي ثمر وزرع قال وكل أرض‬
‫بيعت بحدودها فلمشتريها جميع مإا فيها مإن الصل والصل مإا وصفت مإما‬
‫له ثمرة بعد ثمرة مإن كل شجر وزروع مإثمرة وكل مإا يثبت مإن الشجر‬
‫والبنيان ومإا كان مإما يخف مإن البنيان مإثل البناء بالخشب فإنما هذا مإميز‬
‫كالنبات والجريدة فهو لبائعه إل أن يدخله المشتري في صفقة البيع فيكون‬
‫له بالشراء قال وكل هذا إذا عرف المشتري والبائع مإا في شجر الرض‬
‫مإن الثمر وفي أديم الرض مإن الزرع قال فإن كانت الرض غائبة عند‬
‫البيع عن البائع والمشتري أو عن المشتري دون البائع فوجد في شجرها‬
‫ثمرا قد أبرأ وزرعا قد طلع فالمشتري بالخيار إذا علم هذا إن كان قد‬

‫صفحة ‪846 :‬‬

‫رأى الرض قبل الشراء ورضيها لن في هذا عليه نقصا بانقطاع الثمرة‬
‫عنه عامإة ذلك وحبس شجره بالثمرة وشغل أرضه بالزرع وبالداخل فيها عليه‬
‫إذا كانت له ثمرتها لنه ليس له أن يمنعه الدخول عليه في أرضه لتعاهد‬
‫ثمرته ول يمنع مإن يصلح له أرضه مإن عمل له فإن أحب أجاز البيع وإن‬
‫أحب رده قال وإذا اشترى وهو عالم بما خرج مإن ثمرها فل خيار له‬
‫وإذا باع الرجل الرجل أرضا فيها حب قد بذره ولم يعلم المشتري فالحب‬
‫كالزرع قد خرج مإن الرض ل يملكه المشتري لنه تحت الرض ومإا لم‬
‫يملكه المشتري بالصفقة فهو للبائع وهو ينمى نماء الزرع فيقال للمشتري‬
‫لك الخيار فإن شئت فأخر البيع ودع الحب حتى يبلغ فيحصد كما تدع‬
‫الزرع وإن شئت فانقض البيع إذا كان يشغل أرضك ويدخل عليك فيها به‬
‫مإن ليس عليك دخوله إل أن يشاء البائع أن يسلم الزرع للمشتري أو‬
‫يقلعه عنه ويكون قلعه غير مإضر بالرض فإن شاء ذلك لم يكن للمشتري‬
‫خيار لنه قد زيد خيرا فإن قال قائل كيف لم تجعل هذا كما لم يخرج‬
‫مإن ثمر الشجر وولدة الجارية قيل له إن شاء ال تعالى أمإا ثمر الشجر‬
‫فأمإر ل صنعة فيه للدمإيين هو شيء يخلقه ال عز وجل كيف شاء ل‬
‫شيء استودعه الدمإيون الشجر لم يكن فيها فادخلوه فيها ومإا خرج مإنه‬
‫في عامإه خرج في أعوامأ بعده مإثله لن خلقة الشجر كذلك والبذر ينثر‬
‫في الرض إنما هو شيء يستودعه الدمإيون الرض ويحصد فل يعود إل أن‬
‫يعاد فيها غيره ولما رأيت مإا كان مإدفونا في الرض مإن مإال وحجارة‬
‫وخشب غير مإبنية كان للبائع لنه شيء وضعه في الرض غير الرض لم‬
‫يجز أن يكون البذر في أن البائع يملكه إل مإثله لنه شيء وضعه البائع‬
‫غير الرض فإن قال قائل كيف ل يخرج زرعه كما يخرج مإا دفن في‬
‫الرض مإن مإال وخشب قيل دفن تلك فيها ليخرجها كما دفنها ل لتنمى‬
‫بالدفن وإذا مإر المدفون مإن الحب وقت فلو أخرجه لم ينفعه لقلب الرض‬
‫له وتلك ل تقلبها فأمإا ولد الجارية فشيء ل حكم له إل حكم أمإه إل‬
‫ترى أنها تعتق ول يقصد قصده بعتق فيعتق وتباع ول يباع فيملكه المشتري‬
‫وأن حكمه في العتق والبيع حكم عضو مإنها وإن لم يسمه كان للمشتري‬
‫الخيار لختلف الزرع في مإقامإه في الرض وإفساده إياها قال وإن كان‬
‫البائع قد أعلم المشتري أن له في الرض التي باعه بذرا سماه ل يدخل‬
‫في بيعه فاشترى على ذلك فل خيار للمشتري وعليه أن يدعه حتى يصرمأ‬
‫فإن كان مإما يثبت مإن الزرع تركه حتى يصرمإه ثم كان للمشتري أصله ولم‬
‫يكن للبائع قلعه ول قطعه قال وإن عجل البائع فقلعه قبل بلوغ مإثله لم‬
‫يكن له أن يدعه ليستخلفه وهو كمن جد ثمره غضة فليس له‬

‫صفحة ‪847 :‬‬

‫أن ينتظر أخرى حتى تبلغ لنه وإن لم يكن له مإما خرج مإنه إل مإرة‬
‫فتعجلها فل يتحول حقه في غيرها بحال والقول في الزرع مإن الحنطة‬
‫وغيرها مإما ل يصرمأ إل مإرة أشبه أن يكون قياسا على الثمرة مإرة واحدة‬
‫في السنة إل أنه يخالف الصل فيكون الصل مإملوكا بما تملك به الرض‬
‫ول يكون هذا مإملوكا بما تملك به الرض لنه ليس بثابت فيها قال ومإا‬
‫كان مإن الشجر يثمر مإرارا فهو كالصل الثابت يملك بما تملك به الرض‬
‫وإن باعه وقد صلح وقد ظهر ثمره فيه فثمره للبائع إل أن يشترطها المبتاع‬
‫كما يكون النخل الملقح قال وذلك مإثل الكرسف إذا باعه وقد تشقق جوز‬
‫كرسفه عنه فالثمرة للبائع كما تشقق الطلعة فيكون للبائع ذلك حين يلقح‬
‫فإن باعه قبل أن يتشقق مإن جوز كرسفه شيء فالثمرة للمشتري ومإا كان‬
‫مإن الشجرة هكذا يتشقق ثمره ليصلح مإثل النخل ومإا كان يبقى بحاله فإذا‬
‫خرجت الثمرة فخروجه كتشقق الطلع وجوز الكرسف فهو للبائع إل أن‬
‫يشترط المشتري قال ومإا أثمر مإنه في السنة مإرارا فبيع وفيه ثمرة فهي‬
‫للبائع وحدها فإذا انقضت فما خرج بعدها مإما لم تقع عليه صفقة البيع‬
‫فللمشتري الصل مإع الرض وصنف مإن الثمرة فكان يخرج مإنه الشيء بعد‬
‫الشي حتى ل ينفصل مإا وقعت عليه صفقة البيع وهو في شجرة فكان‬
‫للبائع مإا لم يقع عليه صفقة البيع وكان للمشتري مإا حدث فإن اختلط مإا‬
‫اشترى بما لم يشتر ولم يتميز ففيها قولن أحدهما ل يجوز البيع فيه إل‬
‫بأن يسلم البائع للمشتري الثمرة كلها فيكون قد أوفاه حقه وزيادة أو يترك‬
‫المشتري له هذه الثمرة فيكون قد ترك له حقه قال ومإن أجاز هذا قال‬
‫هذا كمن اشترى طعامإا جزافا فألقى البائع فيه طعامإا غيره ثم سلم البائع‬
‫للمشتري جميع مإا اشترى مإنه وزاده مإا ألقاه في طعامإه فلم يظلمه ولم‬
‫ينقصه شيئا مإما باعه وزاده الذي خلط وإن لم يعرف المبيع مإنه مإن غير‬
‫المبيع وقال في الوجه الذي يترك فيه المبتاع حقه هذا كرجل ابتاع مإن‬
‫رجل طعامإا جزافا فألقى المشتري فيه طعامإا ثم أخذ البائع مإنه شيئا فرضي‬
‫المشتري أن يأخذ مإا بقي مإن الطعامأ بجميع الثمن ويترك له حقه فيما أخذ‬
‫مإنه فإن الصفقه وقعت صحيحة إل أن فيها خيارا للمشتري فأجيزها ويكون‬
‫للمشتري ترك ردها بخياره والقول الثاني أنه يفسد البيع مإن قبل أنه وإن‬
‫وقع صحيحا قد اختلط حتى ل يتميز الصحيح مإنه الذي وقعت عليه صفقة‬
‫البيع مإما لم تقع عليه صفقة البيع قال والقصب والقثاء وكل مإا كان يصرمأ‬
‫مإرة بعد الخرى مإن الصول فللمشتري مإلكه كما يملك النخل إذا اشترى‬
‫الصل ومإا خرج فيه مإن ثمره مإرة فتلك الثمرة للبائع ومإا بعدها للمشتري‬
‫فأمإا القصب فللبائع اول صرمإة مإنه ومإا بقي‬

‫صفحة ‪848 :‬‬


‫بعدها للمشتري فعلى هذا هذا الباب كله وقياسه وهكذا البقول كلها‬
‫إذا كانت في الرض فللبائع مإنها أول جزه ومإا بقي للمشتري وليس للبائع‬
‫أن يقلعها مإن أصولها وإن كانت تجز جزة واحدة ثم تنبت بعدها جزات‬
‫فحكمها حكم الصول تملك بما تملك به الصول مإن شراء رقبة الرض‬
‫قال ومإا كان مإن نبات فإنما يكون مإرة واحدة فهو كالزرع يترك حتى يبلغ‬
‫ثم لصاحبه البائع الرض أن يقلعه إن شاء فإن كان قلعه يضر بالرض‬
‫كلف إعادتها كما كانت قال وكذلك كل مإا كان في الرض مإن نبات‬
‫الرض مإما لم ينبته الناس وكان ينبت على الماء فلصاحبه فيه مإاله في‬
‫الزرع والصل يأخذ ثمرة أول جزة مإنه إن كانت تنبت بعدها ويقلعه مإن‬
‫أصله إن كان ل ينفع بعد جزة واحدة ل يختلف ذلك قال ولو باع رجل‬
‫رجل أرضا أو دارا فكان له فيها خشب مإدفون أو حجارة مإدفونة ليست‬
‫بمبنية إن مإلك الموضوع كله للبائع ل يملك المشتري مإنه شيئا إنما يملك‬
‫الرض بما خلق ال في الرض مإن مإاء وطين ومإا كان فيها مإن أصل‬
‫ثابت مإن غرس أو بناء ومإا كان غير ثابت أو مإستودع فيها فهو لبائعه‬
‫وعلى بائعه أن ينقله عنه قال فإن نقله عنه كان عليه تسوية الرض حتى‬
‫تعود مإستوية ل يدعها حفرا قال وإن ترك قلعه مإنه ثم أراد قلعه مإن‬
‫الرض مإن زرعه لم يكن ذلك له حتى يحصد الزرع ثم يقلعه إن شاء وإن‬
‫كان له في الرض خشب أو حجارة مإدفونة ثم غرس الرض على ذلك ثم‬
‫باعه الصل ثم لم يعلم المشتري بالحجارة التي فيها نظر فإن كانت‬
‫الحجارة أو الخشب تضر بالغراس وتمنع عروقه كان المشتري بالخيار في‬
‫الخذ أو الرد لن هذا عيب ينقص غرسه وإن كان ل ينقص الغراس ل‬
‫يمنع عروقه وكان البائع إذا اراد إخراج ذلك مإن الرض قطع مإن عروق‬
‫الشجر مإا يضر به قيل لبائع الرض أنت بالخيار بين أن تدع هذا وبين‬
‫رد البيع فإن أحب تركه للمشتري تم البيع وإن امإتنع مإن ذلك قيل‬
‫للمشتري لك الخيار بين أن يقلعه مإن الرض ومإا أفسد عليك مإن الشجر‬
‫فعليه قيمته إن كانت له قيمة أو رد البيع‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫‪.‬ثبت ذلك صريحا مإن كلمأ غيره وإل فليتوقف فيه‬

‫وقال شيخنا ابو مإحمد الدمإياطي‪ :‬سقوط الهاء في )ست مإن شوال( مإع‬
‫سقوط المعدود أو‬

‫ثبوت الهاء في )ستة( مإع ثبوت اليامأ هو المحفوظ الفصيح وورد في‬
‫بعض الطرق المتقدمإة‬

‫للدراوردي وحفص بن غياث ثبوت الهاء في‪) :‬ستة مإن شوال( مإع سقوط‬
‫اليامأ وهو غريب‬

‫غير صحيح ول فصيح‪ .‬انتهى مإا قاله وذكر ذلك في فضل إتباع رمإضان‬
‫بست مإن شوال‬

‫صفحة ‪849 :‬‬

‫باب الوقت الذي يحل فيه بيع الثمار‬


‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان عن الزهري عن سالم‬
‫عن أبيه أن النبي صلى ال عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى يبدو‬
‫صلحها قال الشافعي أخبرنا مإالك عن نافع عن عبد ال بن عمر أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلحها‬
‫نهى البائع والمشتري قال الشافعي أخبرنا سفيان عن عبد ال بن دينار عن‬
‫ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مإثله أخبرنا الربيع قال أخبرنا‬
‫الشافعي قال أخبرنا مإالك عن حميد الطويل عن أنس بن مإالك أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى تزهى قيل يا رسول ال‬
‫ومإا تزهى قال حتى تحمر وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أرأيت إذا‬
‫مإنع ال الثمرة فبم يأخذ أحدكم مإال أخيه أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي‬
‫قال أخبرنا الثقفي عن حميد عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫نهى عن بيع ثمرة النخل حتى تزهو قيل ومإا تزهو قال حتى تحمر أخبرنا‬
‫الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مإالك عن أبي الرجال عن عمرة أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى تنجو مإن العاهة‬
‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا ابن أبي فديك عن ابن أبي‬
‫ذئب عن عثمان بن عبد ال ابن سراقة عن عبد ال بن عمر أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة قال‬
‫عثمان فقلت لعبد ال مإتى ذاك قال طلوع الثريا أخبرنا الربيع قال أخبرنا‬
‫الشافعي قال أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار عن أبي مإعبد قال الربيع‬
‫أظنه عن ابن عباس أنه كان يبيع الثمر مإن غلمإه قبل أن يطعم وكان ل‬
‫يرى بينه وبين غلمإه ربا أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد‬
‫بن سالم عن ابن جريج عن عطاء بن جابر إن شاء ال أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم نهى عن بيع الثمر حتى يبدو صلحه قال ابن جريج‬
‫فقلت أخص جابر النخل أو الثمر قال بل النخل ول نرى كل ثمرة إل‬
‫مإثله أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا ابن عيينة عن عمرو عن‬
‫طاووس أنه سمع ابن عمر يقول ل يبتاع الثمر حتى يبدو صلحه وسمعنا‬
‫ابن عباس يقول ل تباع الثمرة حتى تطعم أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي‬
‫قال أخبرنا ابن عيينه عن حميد بن قيس عن سليمان بن عتيق عن جابر‬
‫ابن عبد ال أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن بيع السنين‬
‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر‬
‫عن النبي صلى ال عليه وسلم مإثله وبهذا كله نقول وفي سنن رسول ال‬
‫صلى‬

‫صفحة ‪850 :‬‬

‫ال عليه وسلم دلئل مإنها أن بدو صلح الثمر الذي أحل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بيعه أن يحمر أو يصفر ودللة إذ قال إذا مإنع ال‬
‫الثمرة فبم يأخذ أحدكم مإال أخيه أنه إنما نهى عن بيع الثمرة التي تترك‬
‫حتى تبلغ غاية إبانها ل أنه نهى عما يقطع مإنها وذلك أن مإا يقطع مإنها‬
‫ل آفة تأتي عليه تمنعه إنما مإنع مإا يترك مإدة تكون فيها الفة والبلح وكل‬
‫مإا دون البسر يحل بيعه ليقطع مإكانه لنه خارج عما نهى عنه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم مإن البيوع داخل فيما أحل ال مإن البيع قال ول‬
‫يحل بيعه قبل أن يبدو صلحه ليترك حتى يبلغ إبانه لنه داخل في المعنى‬
‫الذي أمإر به رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ل يباع حتى يبلغه أخبرنا‬
‫الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد عن ابن جريج عن عطاء قال‬
‫ل يباع حتى يؤكل مإن الرطب قليل أو كثير قال ابن جريج فقلت له‬
‫أرأيت إن كان مإع الرطب بلح كثير قال نعم سمعنا إذا أكل مإنه أخبرنا‬
‫الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد عن ابن جريج أنه قال لعطاء‬
‫الحائط تكون فيه النخلة فتزهى فيؤكل مإنها قبل الحائط والحائط بلح قال‬
‫حسبه إذا أكل مإنه فليبع أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد‬
‫عن ابن جريج أنه قال لعطاء وكل ثمرة كذلك ل تباع حتى يؤكل مإنها‬
‫قال نعم قال ابن جريج فقلت مإن عنب أو رمإان أو فرسك قال نعم قال‬
‫ابن جريج فقلت له أرأيت إذا كان شيء مإن ذلك يخلص ويتحول قبل أن‬
‫يؤكل مإنه أيبتاع قبل أن يؤكل مإنه قال ل ول شيء حتى يؤكل مإنه أخبرنا‬
‫الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد عن ابن جريج أن عطاء قال‬
‫كل شيء تنبته الرض مإما يؤكل مإن خربز أو قثاء أو بقل ل يباع حتى‬
‫يؤكل مإنه كهيئة النخل قال سعيد إنما يباع البقل صرمإة صرمإة قال الشافعي‬
‫والسنة يكتفي بها مإن كل مإا ذكر مإعها غيرها فإذا نهى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم عن بيع الثمر إلى أن يخرج مإن أن يكون غضا كله فأذن‬
‫فيه إذا صار مإنه أحمر أو أصفر فقد أذن فيه إذا بدا فيه النضج واستطيع‬
‫أكله خارجا مإن أن يكون كله بلحا وصار عامإته مإنه وتلك الحال التي أن‬
‫يشتد اشتدادا يمنع في الظاهر مإن العاهة لغلظ نواته في عامإة وإن لم يبلغ‬
‫ذلك مإنه مإبلغ الشدة وإن لم يبلغ هذا الحد فكل ثمرة مإن أصل فهي‬
‫مإثله ل تخالفه إذا خرجت ثمرة واحدة يرى مإعها كثمرة النخل يبلغ أولها‬
‫أن يرى فيه اول النضج حل بيع تلك الثمرة كلها وسواء كل ثمرة مإن‬
‫أصل يثبت أو ل يثبت لنها في مإعنى ثمر النخل إذا كانت كما وصفت‬
‫تنبت فيراها المشتري ثم ل ينبت بعدها في ذلك الوقت شيء لم يكن‬
‫ظهر وكانت ظاهرة ل كمامأ دونها تمنعها مإن أن ترى كثمرة النخلة أخبرنا‬
‫الربيع قال أخبرنا‬

‫صفحة ‪851 :‬‬

‫الشافعي قال أخبرنا سعيد عن ابن جريج أنه قال لعطاء فما ل يؤكل‬
‫مإنه الحناء والكرسف والقضب قال نعم ل يباع حتى يبدو صلحه أخبرنا‬
‫الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد عن ابن جريج أنه قال لعطاء‬
‫القضب يباع مإنه قال ل إل كل صرمإة عند صلحها فإنه ل يدري لعله‬
‫تصيبه في الصرمإة الخرى عاهة أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا‬
‫سعيد عن ابن جريج أن إنسانا سأل عطاء فقال الكرسف يجنى في السنة‬
‫مإرتين فقال ل إل عند كل إجناءة أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال‬
‫أخبرنا سعيد عن ابن جريج أن زيادا أخبره عي ابن طاوس عن أبيه أنه‬
‫كان يقول في الكرسف تبيعه فلقة واحدة قال يقول فلقة واحدة إجناءة‬
‫واحدة إذا فتح قال ابن جريج وقال زياد والذي قلنا عليه إذا فتح الجوز‬
‫بيع ولم يبع مإا سواه قال تلك إجناءة واحدة إذا فتح قال الشافعي مإا‬
‫قال عطاء وطاوس مإن هذا كما قال إن شاء ال تعالى وهو مإعنى السنة‬
‫وال تعالى أعلم فكل ثمرة تباع مإن المأكول إذا أكل مإنها وكل مإا لم‬
‫يؤكل فإذا بلغ أن يصلح أن ينزع بيع قال وكل مإا قطع مإن أصله مإثل‬
‫القضب فهو كذلك ل يصلح أن يباع إل جزة عند صرامإة وكذلك كل مإا‬
‫يقطع مإن أصله ل يجوز أن يباع إل عند قطعة ل يؤخره عن ذلك وذلك‬
‫مإثل القضب والبقول والرياحين والقصل ومإا أشبهه وتفتيح الكرسف أن تنشق‬
‫عنه قشرته حتى يظهر الكرسف ول يكون له كمامأ تستره وهو عندي يدل‬
‫على مإعنى ترك تجويز مإا كان له كمامأ تستره مإن الثمرة فإن قيل كيف‬
‫قلت ل يجوز أن يباع القضب إل عند صرامإة فصرامإة بدو صلحه قال‬
‫فإن قيل فقد يترك الثمر بعد أن يبدو صلحه قيل الثمرة تخالفه في هذا‬
‫الموضع فيكون الثمن إذا بدا صلحه ل يخرج مإنه شيء مإن أصل شجرته‬
‫لم يكن خرج إنما يتزيد في النضج والقضب إذا ترك خرج مإنه شيء يتيمز‬
‫مإن أصل شجرته لم يقع عليه البيع ولم يكن ظاهرا يرى وإذا حرمأ رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم بيع الثمرة قبل أن يبدو صلحها وهي ترى كان‬
‫بيع مإا لم ير ولم يبد صلحه أحرمأ لنه يزيد عليها أن ل يرى وإن لم‬
‫يبد صلحه فيكون المشتري اشترى قضبا طوله ذراع أو أكثر فيدعه فيطول‬
‫ذراعا مإثله أو أكثر فيصير المشتري أخذ مإثل مإا اشترى مإما لم يخرج مإن‬
‫الرض بعد ومإما إذا خرج لم تقع عليه صفقة البيع وإذا ترك كان‬
‫للمشتري مإنه مإا ينفعه وليس في الثمرة شيء إذا أخذت غضة قال وإذا‬
‫أبطلنا البيع في القضب على مإا وصفنا كان أن يباع القضب سنة أو أقل‬
‫أو أكثر أو صرمإتين أبطل لن ذلك بيع مإا لم يخلق ومإثل بيع جنين المإة‬
‫وبيع النخل مإعاومإة وقد نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عنه وعن أن‬
‫يحوز‬

‫صفحة ‪852 :‬‬


‫مإنه مإن الثمرة ثمرة قد رؤيت إذا لم تصر إلى أن تنجو مإن العاهة‬
‫قال فأمإا بيع الخربز إذا بدا صلحه فللخربز نضج كنضج الرطب فإذا رؤى‬
‫ذلك فيه جاز بيع خربزه في تلك الحال وأمإا القثاء فيؤكل صغارا طيبا فبدو‬
‫صلحه أن يتناهى عظمه أو عظم بعضه ثم يترك حتى تتلحق صغاره إن‬
‫شاء مإشتريه كما يترك الخربز حتى تنضج صغاره إن شاء مإشتريه ويأخذه‬
‫واحدا بعد واحد كما يأخذ الرطب ول وجه لقول مإن قال ل يباع الخربز‬
‫ول القثاء حتى يبدو صلحهما ويجوز إذا بدا صلحهما أن يشتريهما فيكون‬
‫لصاحبهما مإا ينبت أصلهما يأخذ كل مإا خرج مإنهما فإن دخلتهما آفة‬
‫بشيء يبلغ الثلث وضع عن المشترى قال وهذا عندي وال تعالى أعلم مإن‬
‫الوجوه التي لم أكن أحسب أحدا يغلط إلى مإثلها وقد نهى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم عن بيع الثمرة حتى يبدو صلحها لئل تصيبها العاهة‬
‫فكيف ل ينهى عن بيع مإا لم يخلق قط ومإا تأتي العاهة على شجره‬
‫وعليه في أول خروجه وهذا مإحرمأ مإن مإواضع مإن هذا ومإن بيع السنين‬
‫ومإن بيع مإا لم يملك وتضمين صاحبه وغير وجه فكيف ل يحل مإبتدأ بيع‬
‫القثاء والخربز حتى يبدو صلحهما كما ل يحل بيع الثمر حتى يبدو‬
‫صلحه وقد ظهرا ورئيا ويحل بيع مإا لم ير مإنهما قط ول يدري يكون أمأ‬
‫ل يكون ول إن كان كيف يكون ول كم ينبت أيجوز أن يشتري ثمر‬
‫النخل قد بدا صلحه ثلث سنين فيكون له فإن كان ل يجوز إل عند‬
‫كل ثمرة وبعد أن يبدو وصلحها لم يجز في القثاء والخربز إل ذلك‬
‫وليس حمل القثاء مإرة يحل بيع حمله ثانية ولم يكن حمله بعد ولحمل‬
‫النخل أولى أن ل يخلف في المواضع التي ل تعطش وأقرب مإن حمل‬
‫القثاء الذي إنما أصله بقلة يأكلها الدود ويفسدها السمومأ والبرد وتأكلها‬
‫الماشية ويختلف حملها ولو جاز هذا جاز شراء أولد الغنم وكل أنثى وكان‬
‫إذا اشترى ولد شاة قد رآه جاز أن يشتري ولدها ثانية ولم يره وهذا ل‬
‫يجوز أو رأيت إذا جنى القثاء أول مإرة ألف قثاء وثانية خمسمائة وثالثة‬
‫ألفا ثم انقطع أصله كيف تقدر الجائحة فيما لم يخلق بعد أعلى ثلث‬
‫اجتنائه مإثل الول أو أقل بكم أو أكثر بكم أو رأيت إذا اختلف نباته‬
‫فكان ينبت في بلد أكثر مإنه في بلد وفي بلد واحد مإرة أكثر مإنه في‬
‫بلد مإرارا كيف تقدر الجائحة فيه وكيف إن جعلنا لمن اشتراه كثير حمله‬
‫مإرة أيلزمإه قليل حمله في أخرى إن كان حمله يختلف وقد يدخله الماء‬
‫فيبلغ حمله أضعاف مإا كان قبله ويخطئه فيقل عما كان يعرف ويتباين في‬
‫حمله تباينا بعيدا قال في القياس أن يلزمإه مإا ظهر ول يكون له أن يرجع‬
‫بشيء قلت أفتقوله قال نعم أقوله قلت وكذلك تقول لو اشتريت صدفا فيه‬
‫اللؤلؤ بدنانير‬

‫صفحة ‪853 :‬‬

‫فإن وجدت فيه لولؤة فهي لك وإن لم تجد فالبيع لزمأ قال نعم‬
‫هكذا أقول في كل مإخلوق إذا اشتريت ظاهره على مإا خلق فيه وإن لم‬
‫يكن فيه فل شيء لي قلت وهكذا إن باعه هذا السنبل في التبن حصيدا‬
‫قال نعم والسنبل حيث كان قلت وهكذا إذا اشترى مإنه بيضا ورانجا‬
‫اشترى ذلك بما فيه فإن كان فاسدا أو جيدا فهو له قال ل أقوله قلت‬
‫إذا تترك أصل قولك قال فإن قلت أجعل له الخيار في السنبل مإن العيب‬
‫قال قلت والعيب يكون فيما وصفت قبله وفيه قال فإن قلت أجعل له‬
‫الخيار قلت فإذا يكون لمن اشترى السنبل أبدا الخيار لنه ل يعرف فيه‬
‫خفة الحمل مإن كثرته ول يصل إلى ذلك إل بمؤنة لها إجارة فإن كانت‬
‫الجارة على كانت على في بيع لم يوفنيه وإن كانت على صاحبي كانت‬
‫عليه ولى الخيار إذا رأيت الخفة في أخذه وتركه لني ابتعت مإا لم أر ول‬
‫يجوز له أبدا بيعه في سنبله كما وصفت قال فقال بعض مإن حضره مإمن‬
‫وافقه قد غلطت في هذا وقولك في هذا خطأ قال ومإن أين قال أرأيت‬
‫مإن اشترى السنبل بألف دينار أتراه أراد كمامإه التي ل تسوى دينارا كلها‬
‫قال فنقول اراد مإاذا قال أقول أراد الحب قال فنقول لك أراد مإغيبا قال‬
‫نعم قال فنقول لك أفله الخيار إذا رآه قال نعم قال فنقول لك فعلى مإن‬
‫حصاده ودراسه قال على المشتري قال فنقول لك فإن اختار رده أيرجع‬
‫بشيء مإن الحصاد والدراس قال ل وله رده مإن عيب وغير عيب قال‬
‫فنقول لك فإن أصابته آفة تهلكه قبل يحصده قال فيكون مإن المشتري لنه‬
‫جزاف مإتى شاء أخذه كما يبتاع الطعامأ جزافا فإن خله وإياه فهلك كان‬
‫مإنه قال الشافعي فقلت له أراك حكمت بأن لمبتاعه الخيار كما يكون له‬
‫الخيار إذا ابتاع بزا في عدل لم يره وجارية في بيت لم يرها أرأيت لو‬
‫احترق العدل أو مإاتت الجارية وقد خلى بينه وبينها أيكون عليه الثمن أو‬
‫القيمة قال فل أقوله وأرجع فأزعم أنه مإن البائع حتى يراه المشتري ويرضاه‬
‫قال فقلت له فعلى مإن مإؤنته حتى يراه المشتري قال إن قلت على‬
‫المشتري قلت أرأيت إن اشترى مإغيبا أليس عليه عندك أن يظهره قال بلى‬
‫قلت أفهذا عدل مإغيب قال فإن قلته قلت أفتجعل مإال مإؤنة فيه مإن قمح‬
‫في غرارة أو بزفى عدل وإحضار عبد غائب كمثل مإا فيه مإؤنة الحصاد‬
‫والدراس قال لعلي أقوله قلت فاجعله كهو قال غيره مإنهم ليس كهو وإنما‬
‫أجزناه بالثر قلت ومإا الثر قال يروى عن النبي صلى ال عليه وسلم قلت‬
‫أيثبت قال ل وليس فيما لم يثبت حجة قال ولكنا نثبته عن أنس بن‬
‫مإالك قلنا وهو عن أنس بن مإالك ليس كما تريد ولو كان ثابتا لحتمل‬
‫أن يكون كبيع العيان المغيبة يكون له الخيار إذا رآها قال وكل ثمرة‬
‫كانت‬

‫صفحة ‪854 :‬‬

‫ينبت مإنها الشيء فل يجني حتى ينبت مإنها شيء آخر قبل أن يؤتى‬
‫على الول لم يجز بيعها أبدا إذا لم يتميز مإن النبات الول الذي وقعت‬
‫عليه صفقة البيع بأن يؤخذ قبل أن يختلط بغيره مإما لم يقع عليه صفقة‬
‫البيع وكل ثمرة وزرع دونها حائل مإن قشر أو كمامأ وكانت إذا صارت إلى‬
‫مإالكيها أخرجوها مإن قشرها وكمامإها بل فساد عليها إذا أخرجوها فالذي‬
‫أختار فيها أن ل يجوز بيعها في شجرها ول مإوضوعة للحائل دونها فإن‬
‫قال قائل ومإا حجة مإن أبطل البيع فيه قيل له إن شاء ال تعالى الحجة‬
‫فيه أني ل أعلم أحدا يجيز أن يشتري رجل لحم شاة وإن ذبحت إذا‬
‫كان عليها جلدها مإن قبل مإا تغيب مإنه وتغييب الكمامأ الحب المتفرق‬
‫الذي بينه حائل مإن حب الحنطة والفول والدخن وكل مإا كان في قرن مإنه‬
‫حب وبينه شيء حائل مإن الحب أكثر مإن تغييب الجلد اللحم وذلك أن‬
‫تعييب الجلد اللحم إنما يجيء عن بعض عجفه وقد يكون للشاة مإجسة‬
‫تدل على سمانتها وعجفها ولكنها مإجسة ل عيان ول مإجسة للحب في‬
‫أكمامإه تدل على امإتلئه وضمره وذلك فيه كالسمانة والعجف ول على عينه‬
‫بالسواد و الصفرة في أكمامإه وهذا قد يكون في الحب ول يكون في لحم‬
‫الشاة لن الحياة التي فيها حائلة دون تغير اللحم بما يحيله كما تحول‬
‫عن الحبة عن البياض إلى السواد بآقة في كمامإها وقد يكون الكمامأ يحمل‬
‫الكثير مإن الحب والقليل ويكون في البيت مإن بيوت القرن الحبة ول حبة‬
‫في الخر الذي يليه وهما يريان ل يفرق بنهما ويختلف حبه بالضمرة‬
‫والمإتلء والتغير فيكون كل واحد مإن المتبايعين قد تبايعا بما ل يعرفان قال‬
‫الشافعي ولم أجد مإن أمإر أهل العلم أن يأخذوا عشر الحنطة في أكمامإها‬
‫ول عشر الحبوب ذوات الكمامأ في أكمامإها ولم أجدهم يجيزون أن يتبايعوا‬
‫الحنطة بالحنطة في سنبلها كيل ول وزنا لختلف الكمامأ والحب فيها فإذا‬
‫امإتنعوا مإن أخذ عشرها في أكمامإها وإنما العشر مإقاسمة عمن جعل له‬
‫العشر وحق صاحب الزرع بهذا المعنى وامإتنعوا مإن قسمتها بين أهلها في‬
‫سنبلها أشبه أن يمتنعوا به في البيع ولم أجدهم يجيزون بيع المسك في‬
‫أوعيته ول بيع الحب في الجرب والغرائر ول جعلوا لصاحبه خيار الرؤية ولم‬
‫ير الحب ولو أجازوه جزافا فالغرائر ل تحول دونه كمثل مإا يحول دونه‬
‫أكمامإه ويجعلون لمن اشتراه الخيار إذا رآه ومإن أجاز بيع الحب في‬
‫أكمامإه لم يجعل له الخيار إل مإن عيب ولم أرهم أجازوا بيع الحنطة في‬
‫التبن مإحصودة ومإن أجاز بيعها قائمة انبغى أن يجيز بيعها في التبن‬
‫مإحصودة ومإدروسة وغير مإنقاة وانبغى أن يجيز بيع حنطة وتبن في غرارة‬
‫فإن قال ل تتميز الحنطة فتعرف مإن التبن فكذلك ل تتميز قائمة فتعرف‬
‫في سنبلها‬
‫صفحة ‪855 :‬‬

‫فإن قال فأجيز بيع الحنطة في سنبلها وزرعها لنه يملك الحنطة وتبنها‬
‫وسنبلها لزمإه أن يجز بيع حنطة في تبنها وحنطة في تراب وأشباه هذا قال‬
‫الشافعي وجدت النبي صلى ال عليه وسلم أخذ زكاة حمل النخل بخرص‬
‫لظهوره ول حائل دونه ولم أحفظ عنه ول عن أحد مإن أهل العلم أن شيئا‬
‫مإن الحبوب تؤخذ زكاته بخرص ولو احتاج إليه أهله رطبا لنه ل يدرك‬
‫علمه كما يدرك علم ثمرة النخل والعنب مإع أشياء شبيهة بهذا قال وبيع‬
‫التمر فيه النوى جائز مإن قبل أن المشترى المأكول مإن التمر ظاهر وأن‬
‫النواة تنفع وليس مإن شأن أحد أن يخرج النوى مإن التمر وذلك أن التمرة‬
‫إذا جنيت مإنزوعة النوى تغيرت بالسناخ والضمر ففتحت فتحا ينقص لونها‬
‫وأسرع إليها الفساد ول يشبه الجوز والرطب مإن الفاكهة الميبسة وذلك أنها‬
‫إذا رفعت في قشورها ففيها رطوبتان رطوبة النبات التي تكون قبل البلوغ‬
‫ورطوبة ل تزايلها مإن لين الطباع ل يمسك تلك الرطوبة عليها إل قشورها‬
‫فإذا زايلتها قشورها دخلها اليبس والفساد بالطعم والريح وقلة البقاء وليس‬
‫تطرح تلك القشور عنها إل عند استعمالها بالكل وإخراج الدهن وتعجيل‬
‫المنافع ولم أجدها كالبيض الذي إن طرحت قشرته ذهب وفسد ول إن‬
‫طرحت وهي مإنضج لم تفسد والناس إنما يرفعون هذا لنفسهم في قشره‬
‫والتمر فيه نواه لنه ل صلح له إل به وكذلك يتبايعونه وليس يرفعون‬
‫الحنطة والحبوب في أكمامإها ول كذلك يتبايعونه في أسواقهم ول قراهم‬
‫وليس بفساد على الحبوب طرح قشورها عنها كما يكون فسادا على التمر‬
‫إخراج نواه والجوز واللوز والرانج ومإا أشبهه يسرع تغيره وفساده إذا ألقى‬
‫ذلك عنه وادخر وعلى الجوز قشرتان قشرة فوق القشرة التي يرفعها الناس‬
‫عليه ول يجوز بيعه وعليه القشرة العليا ويجوز وعليه القشرة التي إنما يرفع‬
‫وهي عليه لنه يصلح بغير العليا ول يصلح بدون السفلى وكذلك الرانج‬
‫وكل مإا كانت عليه قشرتان وقد قال غيري يجوز بيع كل شيء مإن هذا‬
‫إذا يبس في سنبله ويروى فيه عن ابن سيرين أنه أجازه وروى فيه شيئا ل‬
‫يثبت مإثله عمن هو أعلى مإن ابن سيرين ولو ثبت اتبعناه ولكنا لم نعرفه‬
‫ثبت وال تعالى أعلم ولم يجز في القياس إل إبطاله كله وال تعالى أعلم‬
‫قال ويجوز بيع الجوز واللوز والرانج وكل ذي قشرة يدخره الناس بقشرته‬
‫مإما إذا طرحت عنه القشرة ذهبت رطوبته وتغير طعمه ويسرع الفساد إليه‬
‫مإثل البيض والموز في قشوره فإن قال قائل مإا فرق بين مإا أجزت في‬
‫قشوره ومإا لم تجز مإنه قيل له إن شاء ال تعالى إن هذا ل صلح له‬
‫مإدخورا إل بقشره ولو طرحت عنه قشرته لم يصلح أن يدخر وإنما يطرح‬
‫الناس عنه قشرته عندمإا يريدون أكله أو عصر‬

‫صفحة ‪856 :‬‬

‫مإا عصر مإنه وليست تجمع قشرته إل واحدة مإنه أو توأمإا لواحد وأن‬
‫مإا على الحب مإن الكمامأ يجمع الحب الكثير تكون الحبة والحبتان مإنها‬
‫في كمامأ غير كمامأ صاحبتها فتكون الكمامأ مإنها ترى ول حب فيها‬
‫والخرى ترى وفيها الحب ثم يكون مإختلفا أو يدق على أن يكون تضبط‬
‫مإعرفته كما تضبط مإعرفة البيضة التي تكون مإلء قشرتها والجوزة التي تكون‬
‫مإلء قشرتها واللوزة التي قلما تفصل مإن قشرتها لمإتلئها وهذا إنما يكون‬
‫فساده بتغير طعمه أو بأن يكون ل شيء فيه وإذا كان هكذا رد مإشتريه‬
‫بما كان فاسدا مإنه على بيعه وكان مإا فسد مإنه يضبط والحنطة قد تفسد‬
‫بما وصفت ويكون لها فساد بأن تكون مإستحشفة ولو قلت أرده بهذا لم‬
‫أضبطه ولم أخلص بعض الحنطة مإن بعض لنها إنما تكون مإختلطة وليس‬
‫مإن هذا واحد يعرف فساده إل وحده فيرد مإكانه ول يعرف فساد حب‬
‫الحنطة إل مإختلطا وإذا اختلط خفي عليك كثير مإن الحب الفاسد فأجزت‬
‫عليه بيع مإا لم ير ومإا يدخله مإا وصفت‬
‫باب الخلف في بيع الزرع قائما‬
‫قال الشافعي رحمه ال فخالفنا في بيع الحنطة في سنبلها ومإا كان في‬
‫مإعناها بعض الناس واجتمعوا على إجازتها وتفرقوا في الحبوب في بعض مإا‬
‫سألناهم عنه مإن العلة في إجازتها فقلت لبعضهم أتجيزها على مإا أجزت‬
‫عليه بيع الحنطة القائمة على الموضع الذي اشتريتها فيه أو حاضرة ذلك‬
‫الموضع غائبة عن نظر المشترى بغرارة أو جراب أو وعاء مإا كان أو طبق‬
‫قال ل وذلك أني لو أجزتها لذلك المعنى جعلت له الخيار إذا رآها قلت‬
‫فبأي مإعنى أجزتها قال بأنه مإلك السنبلة فله مإا كان مإخلوقا فيها إن كان‬
‫فيها خلق مإا كان الخلق وبأي حال مإعيبا وغير مإعيب كما يملك الجارية‬
‫فيكون له ولدان كان فيها وكانت ذات ولد أو لم تكن أو كان ناقصا أو‬
‫مإعيبا لم أرده بشيء ولم أجعل له خيارا فقلت له أمإا ذوات الولد‬
‫فمقصود بالبيع قصد أبدانهن يشترين للمنافع بهن ومإا وصفت في أولدهن‬
‫كما وصفت في الشجر كما وصفت أفي السنبلة شيء يشترى غير المغيب‬
‫فيكون المغيب ل حكم له كالولد وذات الولد والثمرة في الشجرة امأ ل‬
‫قال ومإا تعني بهذا قلت أرأيت إذا اشتريت ذات ولد أليس إنما تقع‬
‫الصفقة عليها دون ولدها فكذلك ذات حمل مإن الشجر فإن أثمرت أو‬
‫ولدت المإة كان لك بأنه ل حكم له إل حكم أمإه ول للثمر إل حكم‬
‫شجرة ول حصة لواحد مإنهما مإن الثمن وإن لم يكونا لم ينقص الثمن وإن‬
‫كان مإثمرا كثيرا وسالما أو لم يكن أو مإعيبا فللمشتري أفهكذا الحنطة‬
‫عندك في أكمامإها قال فإن قلت‬

‫صفحة ‪857 :‬‬

‫نعم قلت فما المبيع قال فإن قلت مإا ترى قلت فإن لم أجد فيما‬
‫أرى شيئا قال يلزمإني أن أقول يلزمإه كالجارية إذا لم يكن في بطنها ولد‬
‫وليس كهي لن المشتري المإة لحملها والمشتري الحب لكمامإه فهما‬
‫مإختلفان هنا ومإخالف للجوز ومإا أشبهه لن ادخار الحب بعد خروجه مإن‬
‫أكمامإه وادخار اللوز وشبهه بقشره فهذا يدخله مإا وصفت وليس يقاس بشيء‬
‫مإن هذا ولكنا اتبعنا الثر قلت لو صح لكنا أتبع له‬
‫باب بيع العرايا‬
‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان عن الزهري عن سالم‬
‫عن أبيه أن النبي صلى ال عليه وسلم نهى عن بيع الثمر حتى يبدو‬
‫صلحه وعن بيع التمر بالتمر قال عبد ال وحدثنا زيد بن ثابت أن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم أرخص في العرايا أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي‬
‫قال أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار عن إسمعيل الشيباني أو غيره قال‬
‫بعت مإا في رؤوس نخلى بمائة وسق إن زاد فلهم وإن نقص فعليهم‬
‫فسألت ابن عمر فقال نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن هذا إل‬
‫أنه أرخص في بيع العرايا أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مإالك‬
‫عن نافع عن ابن عمر عن زيد بن ثابت أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أرخص لصاحب العرية أن يبيعها بخرصها أخبرنا الربيع قال أخبرنا‬
‫الشافعي قال أخبرنا مإالك عن داود بن الحصين عن أبي سفيان مإولى ابن‬
‫أبي احمد عن أبي هريرة أن النبي صلى ال عليه وسلم أرخص في بيع‬
‫العرايا فيما دون خمسة أوسق أو في خمسة أوسق شك داود قال خمسة‬
‫أوسق أو دون خمسة أوسق قال الشافعي وقيل لمحمود بن لبيد أو قال‬
‫مإحمود بن لبيد لرجل مإن أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم إمإا زيد بن‬
‫ثابت وإمإا غيره مإا عراياكم هذه قال فلن وفلن وسمى رجال مإحتاجين مإن‬
‫النصار شكوا إلى النبي صلى ال عليه وسلم أن الرطب يأنى ول نقد‬
‫بأيديهم يتبايعون به رطبا يأكلونه مإع الناس وعندهم فضول مإن قوتهم مإن‬
‫التمر فرخص لهم أن يتبايعوا العرايا بخرصها مإن التمر الذي في أيديهم‬
‫يأكلونها رطبا قال وحديث سفيان يدل على مإثل هذا الحديث أخبرنا الربيع‬
‫قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن بشير بن‬
‫يسار قال سمعت سهل ابن أبي حثمة يقول نهى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عن بيع التمر بالتمر إل أنه رخص في العرية أن تباع بخرصها تمرا‬
‫يأكلها أهلها رطبا أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان عن‬
‫ابن جريج عن عطاء عن جابر أن رسول ال صلى‬

‫صفحة ‪858 :‬‬


‫ال عليه وسلم نهى عن المزابنة والمزابنة بيع التمر بالتمر إل أنه‬
‫أرخص في العرايا قال الشافعي والحاديث قبله تدل عليه إذا كانت العرايا‬
‫داخلة في بيع الرطب بالتمر وهو مإنهي عنه في المزابنة وخارجة مإن أن‬
‫يباع مإثل بمثل بالكيل فكانت داخلة في مإعان مإنهي عنها كلها خارجة مإنه‬
‫مإنفردة بخلف حكمه إمإا بأن لم يقصد بالنهي قصدها وإمإا بأن أرخص فيها‬
‫مإن جملة مإا نهى عنه والمعقول فيها أن يكون أذن لمن ل يحل له أن‬
‫يبتاع بتمر مإن النخل مإا يستجنيه رطبا كما يبتاعه بالدنانير والدراهم فيدخل‬
‫في مإعنى الحلل أو يزايل مإعنى الحرامأ وقوله صلى ال عليه وسلم يأكلها‬
‫أهلها رطبا خير أن مإبتاع العرية يبتاعها ليأكلها يدل على أنه ل رطب له‬
‫في مإوضعها يأكله غيرها ولو كان صاحب الحائط هو المرخص له أن يبتاع‬
‫العرية ليأكلها كان له حائطه مإعها أكثر مإن العرايا فأكل مإن حائطه ولم‬
‫يكن عليه ضرر إلى أن يبتاع العرية التي هي داخلة في مإعنى مإا وصفت‬
‫مإن النهي قال ول يبتاع الذي يشتري العرية بالتمر العرية إل بأن تخرص‬
‫العرية كما تخرص للعشر فيقال فيها الن وهي رطب كذا وإذا تيبس كان‬
‫كذا ويدفع مإن التمر مإكيلة حرزها تمرا يؤدي ذلك إليه قبل أن يتفرقا فإن‬
‫تفرقا قبل دفعه فسد البيع وذلك أنه يكون حينئذ تمر بتمر أحدهما غائب‬
‫والخر حاضر وهذا مإحرمأ في سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم وإجماع‬
‫أكثر فقهاء المسلمين قال ونهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أن‬
‫تباع العرايا إل في خمسة أوسق أو دونها دللة على مإا وصفت مإن أنه‬
‫إنما رخص فيها لمن ل تحل له وذلك أنه لو كان كالبيوع غيره كان بيع‬
‫خمسة ودونها وأكثر مإنها سواء ولكنه أرخص له فيه بما يكون مإأكول على‬
‫التوسع له ولعياله ومإنع مإا هو أكثر مإنه ولو كان صاحب الحائط المرخص‬
‫له خاصة لذى الداخل عليه الذي أعراه وكان إنما أرخص له لتنحية الذى‬
‫كان أذى الداخل عليه في أكثر مإن خمسة أوسق مإثل أو أكثر مإن أذاه‬
‫فيما دون خمسة أوسق فإذا حظر عليه أن يشتري إل خمسة أوسق لزمإه‬
‫الذى إذا كان قد أعرى أكثر مإن خمسة أوسق قال فمعنى السنة والذي‬
‫أحفظ عن أكثر مإن لقيت مإمن أجاز بيع العرايا أنها جائزة لمن ابتاعها‬
‫مإمن ل يحل له في مإوضعها مإثلها بخرصها تمرا وأنه ل يجوز البيع فيها‬
‫حتى يقبض النخلة بثمرها ويقبض صاحب النخلة التمر بكيله قال ول يصلح‬
‫أن يبيعها بجزاف مإن التمر لنه جنس ل يجوز في بعضه ببعض الجزاف‬
‫وإذا بيعت العرية بشيء مإن المأكول أو المشروب غير التمر فل بأس أن‬
‫يباع جزافا ول يجوز بيعها حتى يتقابضا قبل أن يتفرقا وهو حينئذ مإثل بيع‬
‫التمر بالحنطة والحنطة بالذرة ول يجوز أن يبيع‬

‫صفحة ‪859 :‬‬

‫صاحب العرية مإن العرايا إل خمسة أوسق أو دونها وأحب إلي أن‬
‫يكون المبيع دونها لنه ليس في النفس مإنه شيء قال وإذا ابتاع خمسة‬
‫أوسق لم أفسخ البيع ولم أقسط له وإن ابتاع أكثر مإن خمسة أوسق‬
‫فسخت العقدة كلها لنها وقعت على مإا يجوز ومإال يجوز قال ول بأس‬
‫أن يبيع صاحب الحائط مإن غير واحد عرايا كلهم يبتاعون دون خمسة‬
‫أوسق لن كل واحد مإنهم لم يحرمأ على الفتراق للترخيص له أن يبتاع‬
‫هذه المكيلة وإذا حل ذلك لكل واحد مإنهم لم يحرمأ على رب الحائط أن‬
‫يبيع مإاله وكان حلل لمن أبتاعه ولو أتى ذلك على جميع حائطه قال‬
‫والعرايا مإن العنب كهى مإن التمر ل يختلفان لنهما يخرصان مإعا قال وكل‬
‫ثمرة ظاهرة مإن أصل ثابت مإثل الفرسك والمشمش والكمثرى والجاص ونحو‬
‫ذلك مإخالفة للتمر والعنب لنها ل تخرص لتفرق ثمارها والحائل مإن الورق‬
‫دونها وأحب إلى أن ل تجوز بما وصفت ولو قال رجل هي وإن لم‬
‫تخرص فقد رخص مإنها فيما حرمأ مإن غيرها أن يباع بالتحري فأجيزه كان‬
‫مإذهبا وال أعلم قال فإذا بيعت العرايا بمكيل أو مإوزون مإن المأكول أو‬
‫المشروب لم يجز أن يتفرقا حتى يتقابضا والمعدود مإن المأكول والمشروب‬
‫عندي بمنزلة المكيل والموزون لنه مإأكول ومإوزون يحل وزنه أو كيله‬
‫ومإوجود مإن يزنه ويكيله وإذا بيعت بعرض مإن العروض مإوصوف بمثل ثوب‬
‫مإن جنس يذرع وخشبة مإن جنس يذرع وحديد مإوصوف يوزن وصفر وكل مإا‬
‫عدا المأكول والمشروب مإما تقع عليه الصفقة مإن ذهب أو ورق أو حيوان‬
‫وقبض المشتري العرية وسمي أجل للثمن كان حلل والبيع جائز فيها كهو‬
‫في طعامأ مإوضوع ابتيع بعرض وقبض الطعامأ ولم يقبض العرض إمإا كان حال‬
‫فكان لصاحبه قبضه مإن بيعه مإتى شاء وإمإا كان إلى أجل فكان له قبضه‬
‫مإنه عند انقضاء مإدة الجل قال ول تباع العرايا بشيء مإن صنفه جزافا ل‬
‫تباع عرية النخل بتمره جزا فأول بتمرة نخلة مإثلها ول أكثر لن هذا مإحرمأ‬
‫إل كيل بكيل إل العرايا خاصة لن الخرص فيها يقومأ مإقامأ الكيل بالخبر‬
‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ويباع تمر نخلة جزافا بثمر عنبة‬
‫وشجرة وغيرها جزافا لنه ل بأس بالفضل في بعض هذا على بعض مإوضوعا‬
‫بالرض والذي أذهب إليه أن ل بأس أن يبتاع الرجل العرايا فيما دون‬
‫خمسة أوسق وإن كان مإوسرا لن النبي صلى ال عليه وسلم إذ أحلها فلم‬
‫يستثن فيها أنها تحل لحد دون أحد وإن كان سببها بما وصفت فالخبر‬
‫عنه صلى ال عليه وسلم جاء بإطلق إحللهما ولم يحظره على أحد فنقول‬
‫يحل لك ولمن كان مإثلك كما قال في الضحية بالجذعة تجزيك ول تجزي‬
‫غيرك وكما حرمأ ال عز وجل الميتة فلم يرخص‬

‫صفحة ‪860 :‬‬

‫فيها إل للمضطر وهي بالمسح على الخفين أشبه إذا مإسح رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم مإسافرا فلم يحرمأ على مإقيم أن يمسح وكثير مإن‬
‫الفرائض قد نزلت بأسباب قومأ فكان لهم وللناس عامإة إل مإا بين ال عز‬
‫وجل أنه أحل لمعنى ضرورة أو خاصة قال ول بأس إذا اشترى رجل عرية‬
‫أن يطعم مإنها ويبيع لنه قد مإلك ثمرتها ول بأس أن يشتريها في الموضع‬
‫مإن له حائط بذلك الموضع لموافقة ثمرتها أو فضلها أو قربها لن الحلل‬
‫عامأ ل خاص إل أن يخص بخبر لزمأ قال وإن حل لصاحب العرية شراؤها‬
‫حل له هبتها وإطعامإها وبيعها وادخارها ومإا يحل له مإن المال في مإاله‬
‫وذلك انك إذا مإلكت حلل حل لك هذا كله فيه وأنت مإلكت العرية‬
‫حلل قال والعرايا ثلثة أصناف هذا الذي وصفنا أحدهما وجماع العرايا كل‬
‫مإا أفرد ليأكله خاصة ولم يكن في جملة البيع مإن ثمر الحائط إذا بيعت‬
‫جملته مإن واحد والصنف الثاني أن يخص رب الحائط القومأ فيعطى الرجل‬
‫ثمر النخلة وثمر النخلتين وأكثر عرية يأكلها وهذه في مإعنى المنحة مإن‬
‫الغنم يمنح الرجل الرجل الشاة أو الشاتين أو أكثر ليشرب لبنها وينتفع به‬
‫وللمعرى أن يبيع ثمرها ويتمره ويصنع فيه مإا يصنع في مإاله لنه قد مإلكه‬
‫قال والصنف الثالث مإن العرايا أن يعرى الرجل الرجل النخلة وأكثر مإن‬
‫حائطه ليأكل ثمرها ويهديه ويتمره ويفعل فيه مإا أحب ويبيع مإا بقي مإن‬
‫ثمر حائطه فتكون هذه مإفردة مإن المبيع مإنه جملة قال الشافعي رحمه ال‬
‫وقد روى أن مإصدق الحائط يأمإر الخارص أن يدع لهل البيت مإن حائطهم‬
‫قدر مإا يراهم يأكلون ول يخرصه ليأخذ زكاته وقيل قياسا على ذلك أنه‬
‫يدع مإا أعرى للمساكين مإنها فل يخرصه وهذا مإوضوع بتفسيره في كتاب‬
‫الخرص‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫وجمع فيه طرق الحديث الوارد فيها فرواه مإن نيف‬
‫وستين طريقا ليس فيها ثبوت التاء مإع‬

‫سقوط المعدود إل مإن الطريقين اللذين ذكرهما وهو غلط مإن بعض‬
‫الرواة الذين ل يتقنون لفظ‬

‫‪.‬الحديث‬

‫وذكر الواحدي وغيره مإن المفسرين أن سقوط التاء مإن قوله تعالى‪:‬‬
‫)يتربصن بأنفسهن أربعة‬

‫‪.‬أشهر وعشرا( لتغليب الليالي على اليامأ‪ .‬انتهى‬

‫هذا كله في اليامأ والليالي أمإا إذا كان المعدود مإذكرا أو مإؤنثا غيرها‬
‫فل وجه إل مإطابقة‬
‫القاعدة الصلية مإن إثبات التاء في المذكر وحذفها في المؤنث ذكرت‬
‫المعدود أو حذفته قال‬

‫تعالى‪) :‬فاستشهدوا عليهن أربعة مإنكم( وقال تعالى‪) :‬سيقولون ثلثة رابعهم‬
‫كلبهم ويقولون‬

‫صفحة ‪861 :‬‬

‫باب العرية‬
‫قال الشافعي رحمه ال والعرية التي رخص رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫في بيعها أن قومإا شكوا إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن الرطب‬
‫يحضر وليس عندهم مإا يشترون به مإن ذهب ول ورق وعندهم فضول تمر‬
‫مإن قوت سنتهم فرخص لهم رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يشتروا‬
‫العرية بخرصها تمرا يأكلونها رطبا ول تشتري بخرصها إل كما سن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أن تخرص رطبا فيقال مإكيلته كذا وينقص كذا‬
‫إذا صار تمرا فيشتريها المشتري لها بمثل كيل ذلك التمر ويدفعه إليه قبل‬
‫أن يتفرقا فإن تفرقا قبل أن يتقابضا فالبيع فاسد ول يشتري مإن العرايا إل‬
‫أقل مإن خمسة أوسق بشيء مإا كان فإذا كان أقل مإن خمسة أوسق جاز‬
‫البيع وسواء الغني والفقير في شراء العرايا لن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم لما نهى عن بيع الرطب بالتمر والمزابنة والعرايا تدخل في جملة‬
‫اللفظ لنها جزاف بكيل وترمأ برطب استدللنا على أن العرايا ليست مإما‬
‫نهى عنه غني ول فقير ولكن كان كلمإه فيها جملة عامأ المخرج يريد به‬
‫الخاص وكما نهى عن صلة بعد الصبح والعصر وكان عامأ المخرج ولما‬
‫أذن في الصلة للطواف في ساعات الليل والنهار وأمإر مإن نسي صلة أن‬
‫يصليها إذا ذكرها فاستدللنا على أن نهيه ذلك العامأ إنما هو على الخاص‬
‫والخاص أن يكون نهى عن أن يتطوع الرجل فأمإا كل صلة لزمإته فلم ينه‬
‫عنه وكما قال البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه وقضى بالقسامإة‬
‫وقضى باليمين مإع الشاهد فاستدللنا على أنه إنما اراد بجملة المدعي‬
‫والمدعى عليه خاصا وأن اليمين مإع الشاهد والقسامإة استثناء مإما أراد لن‬
‫المدعي في القسامإة يحلف بل بينة والمدعي مإع الشاهد يحلف ويستوجبان‬
‫حقوقهما والحاجة في العرية والبيع وغيرهما سواء قال الشافعي ول تكون‬
‫العرايا إل في النخل والعنب لنه ل يضبط خرص شيء غيره ول بأس أن‬
‫يبيع ثمر حائطه كله عرايا إذا كان ل يبيع واحدا مإنهم إل أقل مإن‬
‫خمسة أوسق‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامإنهم‬
‫كلبهم( وقال تعالى‪) :‬مإا يكون مأ‬

‫ثلثة إل رابعهم ول خمسة إل هو سادسهم( و قال تعالى‪) :‬عليها تسعة‬


‫‪:‬عشر( وقال تعالى‬

‫فالمعدود في هذه اليات كلها مإذكر وقد حذف )وكنتم أزواجا ثلثة (‬
‫في الية الولى والثانية‬
‫والثالثة والرابعة وأتي به مإوصوفا في الخامإسة وثبتت التاء في جميع ذلك‬
‫‪:‬وكذلك قوله تعالى‬

‫والقول بجواز حذف التاء في )ويحمل عرش ربك فوقهم يومإئذ ثمانية (‬
‫مإثل ذلك يحتاج إلى نقل‬

‫صفحة ‪862 :‬‬

‫باب الجائحة في الثمرة‬


‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان عن حميد بن قيس‬
‫عن سليمان بن عتيق عن جابر بن عبد ال أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم نهى عن بيع السنين وأمإر بوضع الجوائح قال الشافعي سمعت سفيان‬
‫يحدث هذا الحديث كثيرا في طول مإجالستي له ل أحصى مإا سمعته‬
‫يحدثه مإن كثرته ل يذكر فيه أمإر بوضع الجوائح ل يزيد على أن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم نهى عن بيع السنين ثم زاد بعد ذلك وأمإر بوضع‬
‫الجوائح قال الشافعي قال سفيان وكان حميد يذكر بعد بيع السنين كلمإا‬
‫قبل وضع الجوائح ل أحفظه فكنت أكف عن ذكر وضع الجوائح لني ل‬
‫أدري كيف كان الكلمأ وفي الحديث امإر بوضع الجوائح أخبرنا الربيع قال‬
‫أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم مإثله أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مإالك عن‬
‫أبي الرجال مإحمد بن عبدالرحمن عن أمإه عمره أنه سمعها تقول ابتاع رجل‬
‫ثمر حائط في زمإان رسول ال صلى ال عليه وسلم فعالجه واقامأ فيه حتى‬
‫تبين له النقصان فسأل رب الحائط أن يضع عنه فحلف أن ل يفعل‬
‫فذهبت أمأ المشتري إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكرت ذلك له‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم تألى أن ل يفعل خيرا فسمع بذلك‬
‫رب المال فأتى إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يارسول ال هو‬
‫له قال الشافعي قال سفيان في حديثه عن جابر عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم في وضع الجوائح مإا حكيت فقد يجوز أن يكون الكلمأ الذي لم‬
‫يحفظه سفيان مإن حديث حميد يدل على أن أمإره بوضعها على مإثل أمإره‬
‫بالصلح على النصف وعلى مإثل أمإره بالصدقة تطوعا حضا على الخير ل‬
‫حتما ومإا أشبه ذلك ويجوز غيره فلما احتمل الحديث المعنيين مإعا ولم‬
‫يكن فيه دللة على أيهما أولى به لم يجز عندنا أن نحكم وال أعلم‬
‫على الناس بوضع مإا وجب لهم بل خبر عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يثبت بوضعه قال الشافعي وحديث مإالك عن عمرة مإرسل وأهل‬
‫الحديث ونحن ل نثبت مإرسل قال الشافعي ولو ثبت حديث عمرة كانت‬
‫فيه وال تعالى أعلم دللة على أن ل توضع الجائحة لقولها قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم تألى أن ل يفعل خيرا ولو كان الحكم عليه أن‬
‫يضع الجائحة لكان أشبه أن يقول ذلك لزمأ له حلف أو لم يحلف وذلك‬
‫أن كل مإن كان عليه حق قيل هذا يلزمإك أن تؤديه إذا امإتنعت مإن حق‬
‫فأخذ مإنك بكل حال قال وإذا اشترى الرجل الثمرة فخلى بينه وبينها‬
‫فأصباتها جائحة فل نحكم له على البائع أن يضع عنه مإن‬
‫صفحة ‪863 :‬‬

‫ثمنها شيئا قال ولو لم يكن سفيان وهن حديثه بما وصفت وثبتت‬
‫السنة بوضع الجائحة وضعت كل قليل وكثير أصيب مإن السماء بغير جناية‬
‫أحد عليه فأمإا أن يوضع الثلث فصاعدا ول يوضع مإا دون الثلث فهذا ل‬
‫خبر ول قياس ول مإعقول قال ولو صرت إلى وضع الجائحة مإا كانت‬
‫الحجة فيها إل اتباع الخبر لو ثبت ول أقول قياسا على الدار إذا تكاراها‬
‫سنة أو أقل فاقبضها على الكراء فتنهدمأ الدار ولم يمض مإن السنة إل يومأ‬
‫أو قد مإضت إل يومأ فل يجب على إل إجارة يومأ أو يجب على إجارة‬
‫سنة إل يومأ وذلك أن الذي يصل إلى مإنفعة الدار مإا كانت الدار في‬
‫يدي فإذا انقطعت مإنفعة الدار بانهدامإها يجب على كراء مإا لم أجد السبيل‬
‫إلى أخذه فإن قال قائل فما مإنعك أن تجعل ثمرة النخل قياسا على مإا‬
‫وصفت مإن كراء الدار وأنت تجيز بيع ثمر النخل فيترك إلى غاية في‬
‫نخله كما تجيز أن يقبض الدار ويسكنها إلى مإدة قال الشافعي فقيل له‬
‫إن شاء ال تعالى الدار تكتري سنة ثم تنهدمأ مإن قبل تمامأ السنة مإخالفة‬
‫للثمرة تقبض مإن قبل أن سكانها ليس بعين ترى إنما هي بمدة تأتي فكل‬
‫يومأ مإنها يمضي بما فيه وهي بيد المكترى يلزمإه الكراء فيه وإن لم يسكنها‬
‫إذا خلى بينه وبينها والثمرة إذا ابتيعت وقبضت وكلها في يد المشتري يقدر‬
‫على أن يأخذها كلها مإن ساعته ويكون ذلك له وإنما يرى تركه إياها‬
‫اختيارا لتبلغ غاية يكون له فيها أخذه قبلها وقد يكون رطبا يمكنه أخذه‬
‫وبيعه وتيبيسه فيتركه ليأخذه يومإا بيومأ ورطبا ليكون أكثر قيمة إذا فرقة في‬
‫اليامأ وأدومأ لهله فلو زعمت أني أضع الجائحة بعد أن يرطب الحائط كله‬
‫أو أكثره ويمكن فيه أن يقطع كله فيباع رطبا وإن كان ذلك أنقص لمالك‬
‫الرطب أو ييبس تمرا وإن كان ذلك أنقص على مإالكه زعمت أني أضع‬
‫عنه الجائحة وهو تمر وقد ترك قطعه وتمييزه في وقت يمكنه فيه إحرازه‬
‫وخالفت بينه وبين الدار التي إذا ترك سكناها سنة لزمإه كراؤها كما يلزمإه‬
‫لو سكنها لنه ترك مإا كان قادرا عليه قال ولو جاز أن يقاس على الدار‬
‫بما وصفت جاز ذلك مإا لم يرطب لن ذلك ليس وقت مإنفعتها والحين‬
‫الذي ل يصلح أن يتمر فيه وأمإا بعد مإا يرطب فيختلفان قال وهذا مإما‬
‫استخير ال فيه ولو صرت إلى القول به صرت إلى مإا وصفت مإن وضع‬
‫قبضة رطبا أو بسرا لو ذهب مإنه كما أصير إلى وضع كراء يومأ مإن الدار‬
‫لو انهدمإت قبله وكما أصير إلى وضع قبضة حنطة لو ابتاع رجل صاعا‬
‫فاستوفاه إل قبضة فاستهلكه لم يلزمإه ثمن مإا لم يصل إليه ول يجوز أن‬
‫يوضع عنه الكثير بمعنى أنه لم يصل إليه ول يوضع عنه القليل وهو في‬
‫مإعناه ولو صرت إلى وضعها فاختلفا في الجائحة فقال البائع لم‬

‫صفحة ‪864 :‬‬

‫تصبك الجائحة أو قد أصابتك فأذهبت لك فرقا وقال المشتري بل‬


‫أذهبت لي ألف فرق كان القول قول البائع مإع يمينه لن الثمن لزمأ‬
‫للمشتري ول يصدق المشتري على البراءة مإنه بقوله وعلى المشتري البينة‬
‫بما ذهب له قال وجماع الجوائح كل مإا أذهب الثمرة أو بعضها بغير‬
‫جناية آدمإي قال ويدخل على مإن وضع الجائحة مإن قبل أن المشتري لم‬
‫يقبض الثمرة زعم وأن جناية الدمإيين جائحة توضع لني إذا وضعت الجائحة‬
‫زعمت أن البائع ل يستحق الثمن إل إذا قبضت كما ل يستحق الكراء إل‬
‫مإا كانت السلمإة مإوجودة في الدار وهي في يدي وكان البائع ابتاع مإهلك‬
‫الثمرة بقيمة ثمرته أو يكون لمشتري الثمرة الخيار بين أن يوضع عنه أو ل‬
‫يوضع ويبيع مإهلك ثمرته بما أهلك مإنها كما يكون له الخيار في عبد‬
‫أبتاعه فجنى عليه قبل أن يقبضه وهذا قول فيه مإا فيه قال الشافعي رحمه‬
‫ال تعالى فإن قال فهل مإن حجة لمن ذهب إلى أن ل توضع الجائحة‬
‫قيل نعم فيما روى وال أعلم مإن نهي رسول ال صلى ال عليه وسلم عن‬
‫بيع الثمر حتى ينجو مإن العاهة ويبدو صلحه ومإا نهى عنه مإن قوله أرأيت‬
‫إن مإنع ال الثمرة فبم يأخذ أحدكم مإال أخيه ولو كان مإالك الثمرة ل‬
‫يملك ثمن مإا اجتيح مإن ثمرته مإا كان لمنعه أن يبيعها مإعنى إذا كان‬
‫يحل بيعها طلعا وبلحا ويلقط ويقطع إل أنه أمإره ببيعها في الحين الذي‬
‫الغلب فيها أن تنجو مإن العاهة لئل يدخل المشتري في بيع لم يغلب أن‬
‫ينجو مإن العاهة ولو لم يلزمإه ثمن مإا اصابته الجائحة فجاز البيع على أنه‬
‫يلزمإه على السلمإة مإا ضر ذلك البائع والمشتري قال ولو ثبت الحديث في‬
‫وضع الجائحة لم يكن في هذا حجة وأمإضى الحديث على وجهه فإن قال‬
‫قائل فهل روى في وضع الجائحة أو ترك وضعها شيء عن بعض الفقهاء‬
‫قيل نعم لو لم يكن فيها إل قول لم يلزمأ الناس فإن قيل فابنه قيل‬
‫أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج عن عمرو ابن دينار فيمن باع ثمرا‬
‫فأصابته جائحة قال مإا أرى إل أنه إن شاء لم يضع قال سعيد يعني البائع‬
‫قال الشافعي وروى عن سعد بن أبي وقاص أنه باع حائطا له فاصابت‬
‫مإشتريه جائحة فأخذ الثمن مإنه ول أدري أيثبت أمأ ل قال ومإن وضع‬
‫الجائحة فل يضعها إل على مإعنى أن قبضها قبض إن كانت السلمإة ولزمإه‬
‫إن أصاب ثمر النخل شيء يدخله عيب مإثل عطش يضمره أو جمح يناله‬
‫أو غير ذلك مإن العيوب أن يجعل للمشتري الخيار في أخذه مإعيبا أورده‬
‫فإن كان أخذ مإنه شيئا فقدر عليه رده وإن فات لزمإه مإثله إن كان له‬
‫مإثل أو قيمته إن لم يكن له مإثل وقال يحسب عليه مإا أخذ بحصته مإن‬
‫الثمن ويرد مإا بقي بما يلزمإه مإن الثمن إل أن يختار أن يأخذه مإعيبا فإن‬
‫أصابته جائحة بعد‬

‫صفحة ‪865 :‬‬

‫العيب رجع بحصته مإن الثمن لن الجائحة غير العيب قال ولعله يلزمإه‬
‫لو غضب ثمرته قبل أن يقطعها أو تعدى فيها عليه وال فأخذ أكثر مإن‬
‫صدقته أن يرجع على البائع لنه لم يسلم له كما لو باعه عبدا لم يقبضه‬
‫أو عبيدا قبض بعضهم ولم يقبض بعضا حتى عدا عاد على عبد فقتله أو‬
‫غصبه أو مإات مإوتا مإن السماء كان للمشتري فسخ البيع وللبائع اتباع‬
‫الغاصب والجاني بجنايته وغصبه ومإات العبد الميت مإن مإال البائع وكان‬
‫شبيها أن يكون جملة القول فيه أن يكون الثمر المبيع في شجره المدفوع‬
‫إلى مإبتاعه مإن ضمان البائع حتى يستوفي المشتري مإا اشترى مإنه ل يبرأ‬
‫البائع مإن شيء مإنه حتى يأخذه المشتري أو يؤخذ بأمإره مإن شجره كما‬
‫يكون مإن ابتاع طعامإا في بيت أو سفينة كله على كيل مإعلومأ فما استوفى‬
‫المشتري برئ مإنه البائع ومإا لم يستوف حتى يسرق أو تصيبه آفة فهو مإن‬
‫مإال البائع ومإا أصابه مإن عيب فالمشتري بالخيار في أخذه أو رده قال‬
‫وينبغي لمن وضع الجائحة أن يضعها مإن كل قليل وكثير أتلفها ويخير‬
‫المشتري إن تلف مإنها شيء أن يرد البيع أو يأخذ الباقي بحصته مإن الثمن‬
‫مإا لم يرطب النخل عامإة فإذا أرطبه عامإة حتى يمكنه جدادها ل يضع مإن‬
‫الجائحة شيئا قال وكذلك كل مإا أرطبت عليه فأصابتها جائحة انبغى أن ل‬
‫يضعها عنه لنه قد خلى بينه وبين قبضها ووجد السبيل إلى القبض بالجداد‬
‫فتركه إذا تركه بعد أن يمكنه أن يجده فيها حتى يكون أصل قوله فيها أن‬
‫يزعم أن الثمرة مإضمونة مإن البائع حتى يجتمع فيها خصلتان أن يسلمها إلى‬
‫المشتري ويكون المشتري قادرا على قبضها بالغة صلحها بأن ترطب فتجد‬
‫ل يستقيم فيه عندي قول غير هذا ومإا أصيب فيها بعد إرطابه مإن مإال‬
‫المشتري قال وهذا يدخله أن المشتري قابض قادر على القطع وإن لم‬
‫يرطب مإن قبل أنه لو قطعه قبل أن يرطب كان قطع مإاله ولزمإه جميع‬
‫ثمنه‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫‪.‬ول يكاد يقدر عليه‬

‫وقال النووي في قوله صلى ال عليه وسلم‪) :‬بست مإن شوال(‪ :‬إنما‬
‫حذفت الهاء مإن ستة لن‬

‫العرب إنما تلتزمأ التيان بالهاء في المذكر الذي هو دون أحد عشر إذا‬
‫صرحت بلفظ المذكر‬

‫كقوله ال تعالى‪) :‬وثمانية أيامأ( فأمإا إذا لم يأتوا بلفظ المذكر فيجوز‬
‫‪ .‬إثبات الهاء وحذفها فتقول‪ :‬سومإزوكل ةظوفحم قوقحل عيمج‬
‫صمنا ستا ولبثنا عشرا وتريد اليامأ ونقله الفراء وابن السكيت وغيرهما‬
‫عن العرب ول‬

‫‪.‬يتوقف فيه إل جاهل غبي‬

‫والظاهر أن مإراده بما نقله الفراء وابن السكيت وغيرهما عن العرب ‪-‬‬
‫الحذف كما حكاه‬

‫صفحة ‪866 :‬‬

‫باب في الجائحة‬
‫قال الشافعي وإذا اشترى الرجل الثمر فقبضه فأصابته جائحة فسواء مإن‬
‫قبل أن يجف أو بعد مإا جف مإا لم يجده وسواء كانت الجائحة ثمرة‬
‫واحدة أو أتت على جميع المال ل يجوز فيها إل واحد مإن قولين إمإا أن‬
‫يكون لما قبضها وكان مإعلومإا أن يتركها إلى الجداد كان في غير مإعنى مإن‬
‫قبض فل يضمن إل مإا قبض كما يشتري الرجل مإن الرجل الطعامأ كيل‬
‫فيقبض بعضه ويهلك بعضه قبل أن يقبضه فل يضمن مإا هلك لنه لم‬
‫يقبضه ويضمن مإا قبض وإمإا أن يكون إذا قبض الثمرة كان مإسلطا عليها‬
‫إن شاء قطعها وإن شاء تركها فما هلك في يديه فإنما هلك مإن مإاله ل‬
‫مإن مإال البائع فأمإا مإا يخرج مإن هذا المعنى فل يجوز أن يقال يضمن‬
‫البائع الثلث إن اصابته جائحة فأكثر ول يضمن أقل مإن الثلث وإنما هو‬
‫اشتراها بيعة واحدة وقبضها قبضة واحدا فكيف يضمن له بعض مإا قبض ول‬
‫يضمن له بعضا أرأيت لو قال رجل ل يضمن حتى يهلك المال كله لنه‬
‫حينئذ الجائحة أو قال إذا هلك سهم مإن الف سهم هل الحجة عليهما إل‬
‫مإا وصفنا قال الشافعي والجائحة مإن المصائب كلها كانت مإن السماء أو‬
‫مإن الدمإيين قال الشافعي الجائحة في كل مإا اشترى مإن الثمار كان مإما‬
‫ييبس أو ل ييبس وكذلك هي في كل شيء اشترى فيترك حتى يبلغ أوانه‬
‫فأصابته الجائحة دون أوانه فمن وضع الجائحة وضعه لن كل لم يقبض‬
‫بكمال القبض وإذا باع الرجل الرجل ثمرة على أن يتركها إلى الجذاذ ثم‬
‫انقطع الماء وكانت ل صلح لها إل به فالمشتري بالخيار بين أن يأخذ‬
‫جميع الثمرة بجميع الثمن وبين أن يردها بالعيب الذي دخلها فإن ردها‬
‫بالعيب الذي دخلها وقد أخذ مإنها شيئا كان مإا أخذ مإنها بحصته مإن‬
‫أصل الثمن وإن اختلفا فيه فالقول قول المشتري وإذا ابتاع الرجل مإن‬
‫الرجل ثمر حائط فالسقي على رب المال لنه ل صلح للثمرة إل به‬
‫وليس على المشتري شيء فإن اختلفا في السقي فأراد المشتري مإنه أكثر‬
‫مإما يسقي البائع لم ينظر إلى قول واحد مإنهما ويسأل أهل العلم به فإن‬
‫قالوا ل يصلحه مإن السقي إل كذا جبرت البائع عليه وإن قالوا في هذا‬
‫صلحه وإن زيد كان أزيد في صلحه لم أجبر البائع على الزيادة على‬
‫صلحه وإذا اشترط البائع على المشتري أن عليه السقي فالبيع فاسد مإن‬
‫قبل أن السقي مإجهول ولو كان مإعلومإا أبطلناه مإن قبل أنه بيع وإجارة‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫الكسائي وأمإا التصريح بالوجهين عن العرب فمخالف‬
‫لكلمأ سيبويه والزمإخشري فينبغي أن‬
‫يتوقف فيه إذ ليس في كلمإه تصريح بنقله نعم‪ :‬جواز الوجهين قد ثبت‬
‫مإن كلمأ سيبويه كما‬

‫صفحة ‪867 :‬‬

‫باب الثنيا‬
‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مإالك عن ربيعة أن القاسم‬
‫بن مإحمد كان يبيع ثمر حائطه ويستثنى مإنه أخبرنا الربيع قال أخبرنا‬
‫الشافعي قال أخبرنا مإالك عن عبد ال بن أبي بكر بن عمرو أن جده‬
‫مإحمد بن عمرو باع حائطا له يقال له الفراق بأربعة آلف وساتثنى مإنه‬
‫بثمانمائة درهم ثمرا أو تمرا أنا أشك قال الربيع أخبرنا الشافعي قال أخبرنا‬
‫مإالك عن أبي الرجال عن أمإه عمرة أنها كانت تبيع ثمارها وتستثنى مإنها‬
‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج‬
‫أنه قال قلت لعطاء أبيعك حائطي إل خمسين فرقا أو كيل مإسمى مإا كان‬
‫قال ل قال ابن جريج فإن قلت هي مإن السواد سواد الرطب قال ل‬
‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج‬
‫أنه قال قلت لعطاء أبيعك نخلي إل عشر نخلت أختارهن قال ل إل أن‬
‫تستثنى أيتهن هي قبل البيع تقول هذه وهذه أخبرنا الربيع قال أخبرنا‬
‫الشافعي قال أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج أنه قال لعطاء أيبيع‬
‫الرجل نخله أو عنبه أو بره أو عبده أو سلعته مإا كانت على أنى شريكك‬
‫بالربع وبما كان مإن ذلك قال ل بأس بذلك أخبرنا الربيع قال أخبرنا‬
‫الشافعي قال أخبرنا سعيد عن ابن جريج أنه قال قلت لعطاء أبيعك ثمر‬
‫حائطي بمائة دينار فضل عن نفقة الرقيق فقال ل مإن قبل أن نفقة الرقيق‬
‫مإجهولة ليس لها وقت فمن ثم فسد قال الشافعي ومإا قال عطاء مإن هذا‬
‫كله كما قال إن شاء ال وهو في مإعنى السنة والجماع والقياس عليهما‬
‫أو على أحدهما وذلك أنه ل يجوز بيع بثمن مإجهول وإن اشترى حائطا‬
‫بمائة دينار ونفقة الرقيق فالثمن مإسمى غير مإعلومأ والبيع فاسد وإذا باع ثمر‬
‫حائطه واستثنى مإكيلة مإنه فليس مإا باع مإنه بمعلومأ وقد يكون يستثنى مإدا‬
‫ول يدري كم المد مإن الحائط أسهم مإن ألف سهم أمأ مإائة سهم أمأ أقل‬
‫أمأ أكثر فإذا استثنى مإنه كيل لم يكن مإا اشترى مإنه بجزاف مإعلومأ ول‬
‫كيل مإضمون ول مإعلومأ وقد تصيبه الفة فيكون المد نصف ثمر الحائط‬
‫وقد يكون سهما مإن ألف سهم مإنه حين باعه وهكذا إذا استثنى عليه‬
‫نخلت يختارهن أو يتشررهن فقد يكون في الخيار والشرار النخل بعضه‬
‫أكثر ثمنا مإن بعض وخيرا مإنه بكثرة الحمل وجودة الثمر فل يجوز أن‬
‫يستثنى مإن الحائط نخل ل بعدد ول كيل بحال ول جزءا إل جزء مإعلومإا‬
‫ول نخل إل نخل مإعلومإا قال وإن باعه الحائط إل ربعه أو نصفه أو ثلثة‬
‫أرابعه أو الحائط إل نخلت يشير إليهن بأعيانهن فإنما وقعت الصفقة على‬
‫مإا لم يستثن فكان الحائط فيه مإائة نخلة استثنى مإنهن‬

‫صفحة ‪868 :‬‬


‫عشر نخلت فإنما وقعت الصفقة على تسعين بأعيانهن وإذا استثنى ربع‬
‫الحائط فإنما وقعت الصفقة على ثلثة أرباع الحائط والبائع شريك بالربع‬
‫كما يكون رجال لو اشتروا حائطا مإع شركاء فيما اشتروا مإن الحائط بقدر‬
‫مإا اشتروا مإنه قال ولو باع رجل ثمر حائطه بأربعة آلف واستثنى مإنه بألف‬
‫فإن كان عقد البيع على هذا فإنما باعه ثلث أرباع الحائط فإن قال‬
‫أستثنى ثمرا باللف بسعر يومإه لم يجز لن البيع وقع غير مإعلومأ للبائع ول‬
‫للمشتري ول لواحد مإنهما قال الشافعي وهكذا مإن باع رجل غنما قد حال‬
‫عليها الحول أو بقرا أو إبل فأخذت الصدقة مإنها فالمشترى بالخيار في رد‬
‫البيع لنه لم يسلم له مإا اشترى كامإل أو أخذ مإا بقي بحصته مإن الثمن‬
‫ولكن إن باعه إبل دون خمسة وعشرين فالبيع جائز وعلى البائع صدقة‬
‫البل التي حال عليها الحول في يده ول صدقة على المشتري فيها قال‬
‫ومإثل هذا الرجل يبيع الرجل العبد قد حل دمإه عنده بردة أو قتل عمد أو‬
‫حل قطع يده عنده في سرقة فيقتل فينفسخ البيع ويرجع بما أخذ مإنه أو‬
‫يقطع فله الخيار في فسخ البيع أو إمإساكه لن العيوب في البدان مإخالفة‬
‫نقص العدد ولو كان المشتري كيل مإعينا كان هكذا إذا كان ناقصا في‬
‫الكيل أخذ بحصته مإن الثمن إن شاء صاحبه وإن شاء فسخ فيه البيع ولو‬
‫قال أبيعك ثمر نخلت تختارهن لم يجز لن البيع قد وقع على غير‬
‫مإعلومأ وليس يفسد إل مإن هذا الوجه فأمإا أن يكون بيع ثمر بأكثر مإنه‬
‫فهو لم يجب له شيء فكيف يبيع مإا لم يجب له ولكنه ل يصلح إل‬
‫مإعلومإا‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫‪.‬سبق وإن كان أحدهما لي سيحد كلمأ العرب‬
‫وطعن بعضهم في حكاية الكسائي ول يلتفت إلى هذا الطعن مإع صحة‬
‫الحديث بمثله‬

‫ومإعاضدة الفراء وابن السكيت وغيرهما للكسائي وكل مإنهم إمإامأ وتوجيهها‪:‬‬
‫أنه لما ثبت‬

‫جواز‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد اليامأ والليالي جميعا كما سبق مإن كلمأ‬
‫سيبويه وكما دلت‬

‫عليه الية الكريمة ومإا ذاك إل لتغليب الليالي على اليامأ وجعل اليامأ‬
‫تابعة لليالي أجري عليها‬

‫هذا الحكم عند إرادة اليامأ وحدها كقولك‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد‬
‫اليامأ‪ .‬أو‪ :‬صمت‬

‫خمسا إذ ل يمكن إرادة الليالي في الصومأ وصار اليومأ كأنه مإندرج‬


‫تحت اسم الليلة وجزء مإنها‬

‫فيدل عليه باسمها سواء أريدت حقيقة ذلك السم مإن الليلة واليومأ تابع‬
‫لها أمأ لم ترد واقتصر‬

‫‪.‬على إرادة مإا يتبعها وهو اليومأ‬


‫ونقل أبو حيان أنه يقال‪ :‬صمت خمسة وأنه فصيح‪ .‬وهذا إن صح ل‬
‫يعارض قول سيبويه‬

‫صفحة ‪869 :‬‬

‫باب صدقة الثمر‬


‫قال الشافعي رحمه ال الثمر يباع ثمران ثمر فيه صدقة وثمر ل صدقة‬
‫فيه فأمإا الثمر الذي ل صدقة فيه فبيعه جائز ل علة فيه لنه كله لمن‬
‫اشتراه وأمإا مإا بيع مإما فيه صدقة مإنه فالبيع يصح بأن يقول أبيعك الفضل‬
‫مإن ثمر حائطي هذا عن الصدقة وصدقته العشر أو نصف العشر إن كان‬
‫يسقى بنضح فيكون كما وصفنا في الستثناء كأنه باعه تسعة أعشار الحائط‬
‫أو تسعة أعشار ثمره ونصف عشر ثمره أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي‬
‫قال أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج قال قلت لعطاء أبيعك ثمر‬
‫حائطي هذا باربعمائة دينار فضل عن الصدقة فقال نعم لن الصدقة ليست‬
‫لك إنما هي للمساكين قال الشافعي ولو باعه ثمر حائطه وسكت عما‬
‫وصفت مإن أجزاء الصدقة وكم قدرها كان فيه قولن أحدهما أن يكون‬
‫المشتري بالخيار في أخذ مإا جاوز الصدقة بحصته مإن ثمن الكل وذلك‬
‫تسعة أعشار الكل أو تسعة أعشار ونصف عشر الكل أو يرد البيع لنه لم‬
‫يسلم إليه كل مإا اشترى والثاني إن شاء أخذ الفضل عن الصدقة بجميع‬
‫الثمن وإن شاء ترك قال الربيع وللشافعي فيه قول ثالث إن الصفقة كلها‬
‫باطلة مإن قبل أنه باعه مإا مإلك ومإا لم يملك فلما جمعت الصفقة حرامأ‬
‫البيع وحلل البيع بطلت الصفقة كلها قال الشافعي ولو قال بائع الحائط‬
‫الصدقة علي لم يلزمأ البيع المشتري إل أن يشاء وذلك أن على السلطان‬
‫أخذ الصدقة مإن الثمرة التي في يده وليس عليه أن يأخذ بمكيلتها ثمرا مإن‬
‫غيرها قال وكذلك الرطب ل يكون تمرا لن للسطان أن يأخذ عشر الرطب‬
‫فإن صار السلطان إلى أن يضمن عشر رطبه تمرا مإثل رطبه لو كان يكون‬
‫تمرا أو اشترى المتشري بعدها رجوت أن يجوز الشراء فأمإا إن اشترى قبل‬
‫هذا فهو كمن اشترى مإن ثمر حائط فيه العشر لما وصفت مإن أن يؤخذ‬
‫عشره رطبا وإن مإن الناس مإن يقول يأخذ عشر ثمن الرطب لنه شريك له‬
‫فيه فإذا كان هذا هكذا فالبيع وقع على الكل ولم يسلم له وله في أحد‬
‫القولين الخيار بين أن يأخذ تسعة أعشاره بتسعة أعشار الثمن أورده كله‬
‫قال ومإن أصحابنا مإن أجاز البيع بينهما إن كان قد عرف المتبايعان مإعا‬
‫أن الصدقة في الثمرة فإنما اشترى هذا وباع هذا الفضل عن الصدقة‬
‫والصدقة مإعروفة عندهما أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد‬
‫عن ابن جريج أن عطاء قال إن بعت ثمرك ولم تذكر الصدقة أنت ول‬
‫بيعك فالصدقة على المبتاع قال إنما الصدقة على الحائط قال هي على‬
‫المبتاع قال ابن جريج فقلت له إن بعته قبل أو يخرص أو بعد مإا يخرص‬
‫قال نعم أخبرنا الربيع قال أخبرنا‬

‫صفحة ‪870 :‬‬


‫الشافعي قال أخبرنا سعيد عن ابن جريج أن عبد ال بن عبيدال بن‬
‫أبي مإليكة قال في مإثل ذلك مإثل قول عطاء إنما هي على المبتاع قال‬
‫الشافعي ومإا قال مإن هذا كما قال إنما الصدقة في عين الشيء بعينه‬
‫فحيثما تحول ففيه الصدقة أل ترى أن رجل لو ورث أخذت الصدقة مإن‬
‫الحائط وكذلك لو وهب له ثمره أو تصدق به عليه أو مإلكه بوجه مإن‬
‫الوجوه قال وقد قيل في هذا شيء آخر إن الثمرة إذا وجبت فيها الصدقة‬
‫ثم باعها فالصدقة في الثمرة والمبتاع مإخير لنه باعه مإاله ومإا للمساكين في‬
‫أخذ غير الصدقة بحصته مإن الثمن أورد البيع قال وأمإا إذا وهبها أو‬
‫تصدق بها أو ورث الثمرة عن أحد وقد وجبت فيه الصدقة أو لم تجب‬
‫فهذا كله مإكتوب في كتاب الصدقات بتفريعه قال وقد قال غير مإن‬
‫وصفت قوله الصدقة على البائع والبيع جائز والثمرة كلها للمبتاع قال وإذا‬
‫كان للوالي أن يأخذ الصدقة مإن الثمرة فلم تخلص الثمرة له كلها وإن‬
‫قال يعطيه رب الحائط ثمرا مإثلها فقد أحال الصدقة في غير العين التي‬
‫وجبت فيها الصدقة والعين مإوجوده قال ومإن قال هذا القول فإنما يقول هو‬
‫لو وجب عليه في أربعين دينارا دينار كان له أن يعطي دينارا مإثله مإن‬
‫غيرها وكذلك قوله في الماشية وصنوف الصدقة قال قول ال عز وجل خذ‬
‫مإن أمإوالهمصدقة يدل على أنه إذا كان في المال صدقة والشرط مإن‬
‫الصدقة فإنما يؤخذ مإنه ل مإن غيره فبهذا أقول وبهذا اخترت القول الول‬
‫مإن أن البيع لزمأ فيما ل صدقة فيه وغير لزمأ فيما فيه الصدقة إذا‬
‫عرفت عرف البائع والمشتري مإا يبيع هذا ويشتري هذا قال وإذا سمى‬
‫البائع للمشتري الصدقة وعرفاها فتعدى عليه الوالي فأخذ أكثر مإن هذا‬
‫فالوالي كالغاصب فيما جاوز الصدقة والقول فيها كالقول في الغاصب فمن‬
‫لم يضع الجائحة قال هذا رجل ظلم مإاله ول ذنب على بائعه في ظلم‬
‫غيره وقد قبض مإا ابتاع ومإن وضع الجائحة كان إنما يضعها بمعنى أنها‬
‫غير تامإة القبض يشبه أن يلزمإه أن يضع عنه بقدر العدوان عليه ويخيره بعد‬
‫العدوان في رد البيع أو أخذه بحصته مإن الثمن لنه لم يسلم إليه كما‬
‫باعه قال الشافعي فإن قال قائل المظلمة ليست بجائحة قيل ومإا مإعنى‬
‫الجائحة أليس مإا أتلف مإن مإال الرجل فالمظلمة إتلف فإن قال قل مإا‬
‫أصاب مإن السماء قيل أفرأيت مإا ابتعت فلم أقبضه فاصابه مإن السماء‬
‫شيء يتلفه أليس ينفسخ البيع فإن قال بلى قيل فإن اصابه مإن الدمإيين‬
‫فأنا بالخيار بين أن أفسخ البيع أو آخذه وأتبع الدمإي بقيمته فإن قال نعم‬
‫قبل فقد جعلت مإا أصاب مإن السماء في أكثر مإن مإعنى مإا أصاب مإن‬
‫الدمإيين أو مإثله لنك فسخت به البيع وإن قال إذا مإلكته فهو مإنك وإن‬
‫لم تقبضه فإذا هلك‬

‫صفحة ‪871 :‬‬

‫هلك مإنك فالثمرة قد ابتعتها وقبضتها فهي أولى أن ل توضع عني‬


‫‪.‬بتلف أصابها‬

‫باب في المزابنة‬
‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مإالك عن نافع عن ابن عمر‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن المزابنة والمزابنة بيع التمر‬
‫بالتمر كيل وبيع الكرمأ بالزبيب كيل أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال‬
‫أخبرنا مإالك عن داود بن الحصين عن أبي سفيان مإولى ابن أبي أحمد عن‬
‫أبي سعيد الخدري أو أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى‬
‫عن المزابنة والمحاقلة والمزابنة اشتراء التمر بالتمر في رؤوس النخل‬
‫والمحاقلة استكراء الرض بالحنطة أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال‬
‫أخبرنا مإالك عن ابن شهاب عن ابن المسيب أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم نهى عن المزابنة والمحاقلة والمزابنة اشتراء التمر بالتمر والمحاقلة‬
‫اشتراء الزرع بالحنطة واستكراء الرض بالحنطة قال ابن شهاب فسألت عن‬
‫استكراء الرض بالذهب والفضة فقال ل بأس بذلك قال الشافعي والمحاقلة‬
‫في الزرع كالمزابنة في التمر أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا‬
‫سعيد بن سالم عن ابن جريج أنه قال لعطاء مإا المحاقلة قال المحاقلة في‬
‫الحرث كهيئة المزابنة في النخل سواء بيع الزرع وبالقمح قال ابن جريج‬
‫فقلت لعطاء أفسر لكم جابر في المحاقلة كما أخبرتني قال نعم قال‬
‫الشافعي وتفسير المحاقلة والمزابنة في الحاديث يحتمل أن يكون عن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم مإنصوصا وال تعالى أعلم ويحتمل أن يكون على رواية‬
‫مإن هو دونه وال تعالى أعلم أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا‬
‫ابن عيينة عن ابن جريج عن عطاء عن جابر أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم نهى عن المخابرة والمحاقلة والمزابنة والمحاقلة أن يبيع الرجل الزرع‬
‫بمائة فرق حنطة والمزابنة أن يبيع التمر في رءوس النخل بمائة فرق‬
‫والمخابرة كراء الرض بالثلث والربع أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال‬
‫أخبرنا سعيد عن ابن جريج عن أبي الزبير أنه أخبره عن جابر بن عبد ال‬
‫أنه سمعه يقول نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن بيع الصبرة مإن‬
‫التمر ل تعلم مإكيلتها بالكيل المسمى مإن التمر أخبرنا الربيع قال أخبرنا‬
‫الشافعي قال أخبرنا سعيد عن ابن جريج أنه قال لعطاء سمعت مإن جابر‬
‫بن عبد ال خبرا أخبرنيه أو الزبير عنه في الصبرة قال حسبت قال فيكف‬
‫ترى أنت في ذلك فنهى عنه أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا‬
‫سعيد عن ابن جريج عن ابن طاوس أخبره عن أبيه أنه كان يكره أن تباع‬
‫صبرة بصيرة مإن طعامأ ل تعلم مإكيلهما أو تعلم مإكيلة إحداهما ول تعلم‬
‫مإكيلة‬

‫صفحة ‪872 :‬‬

‫الخرى أو تعلم مإكيلتهما جميعا هذه بهذه وهذه بهذه قال ل إل كيل‬
‫بكيل يدا بيد أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد عن ابن‬
‫جريج أنه قال لعطاء مإا المزابنة قال التمر في النخل يباع بالتمر فقلت إن‬
‫علمت مإكيلة التمر أو لم تعلم قال نعم قال ابن جريج فقال إنسان لعطاء‬
‫أفبالرطب قال سواء التمر والرطب ذلك مإزابنة قال الشافعي وبهذا نقول إل‬
‫في العرايا التي ذكرناها قبل هذا قال وجماع المزابنة أن تنظر كل مإا‬
‫عقدت بيعه مإما الفضل في بعضه على بعض يدا بيد ربا فل يجوز فيه‬
‫شيء يعرف كيله بشيء مإنه جزافا ل يعرف كيله ول جزاف مإنه بجزاف‬
‫وذلك لنه يحرمأ عليه أن يأخذه إل كيل بكيل وزنا بوزن يدا بيد فإذا‬
‫كان جزافا بجزاف لم يستويا في الكيل وكذلك إذا كان جزافا بمكيل فل‬
‫بد أن يكون أحدهما أكثر وذلك مإحرمأ فيهما عندنا ل يجوز لن الصل‬
‫أن ل يكونا إل كيل بكيل أو وزنا بوزن فكل مإا عقد على هذا مإفسوخ‬
‫قال ولو تبايعا جزافا بكيل أو جزافا بجزاف مإن جنسه ثم تكايل فكانا‬
‫سواء كان البيع مإفسوخا لنه عقد غير مإعلومأ أنه كيل بكيل قال ولو عقدا‬
‫بيعهما على أن يتكايل هذين الطعامإين جميعا بأعيانهما مإكيال بمكيال‬
‫فتكايله فكانا مإستويين جاز وإن كانا مإتفاضلين ففيهما قولن أحدهما أن‬
‫للذي نقصت صبرته الخيار في رد البيع لنه بيع كيل شيء فلم يسلم له‬
‫لنه ل يحل له أخذه أو رد البيع والقول الثاني أن البيع مإفسوخ لنه وقع‬
‫على شيء بعضه حرامأ وبعضه حلل فالبيع مإفسوخ وبهذا أقول والقول الذي‬
‫حكيت ضعيف ليس بقياس إنما يكون له الخيار فيما نقص مإما ل ربا في‬
‫زيادة بعضه على بعض فأمإا مإا فيه الربا فقد انعقد البيع على الكل فوجد‬
‫البعض مإحرمإا أن يملك بهذه العقدة فكيف يكون له الخيار في أن يأخذ‬
‫بعض بيعة وفيها حرامأ قال ومإا وصفت مإن المزابنة جامإع بجيمعها كاف مإن‬
‫تفريعها ومإن تفريعها أن أبتاع مإنك مإائة صاع تمر بتمر مإائة نخلة لي أو‬
‫أكثر أو أقل فهذا مإفسوخ مإن وجهين أحدهما أنه رطب بتمر وجزاف بكيل‬
‫مإن جنسه ومإن ذلك أن آخذ مإنك تمرا ل أعرف كيله بصاع تمر أو‬
‫بصبرة تمر ل أعرف كيلها لن الصل أنه مإحرمأ الفضل في بعضه على‬
‫بعض وأنه لم يبح إل مإثل بمثل يدا بيد قال وهكذا هذا في الحنطة وكل‬
‫مإا في الفضل في بعضه على بعض الربا قال فأمإا ثمر نخل بحنطة مإقبوضة‬
‫كيل أو صبرة تمر بصبرة حنطة أو صنف بغير صنفه جزاف بكيل أو كيل‬
‫بجزاف يدا بيد مإما ل بأس بالفضل في بعضه على بعض يدا بيد فل‬
‫بأس قال فأمإل الرجل يقول للرجل وعنده صبرة تمر له أضمن لك هذه‬
‫الصبرة بعشرين صاعا فإن زادت على عشرين صاعا فلي فإن كانت عشرين‬
‫صفحة ‪873 :‬‬

‫فهي لك وإن نقصت مإن عشرين فعلي إتمامأ عشرين صاعا لك فهذا ل‬
‫يحل قبل أنه مإن أكل المال بالباطل الذي وصفت قبل هذا وهذا بالمخاطرة‬
‫والقمار أشبه وليس مإن مإعنى المزابنة بسبيل ليس المزابنة إل مإا وصفت ل‬
‫تجاوزه قال وهذا جماعة وهو كاف مإن تفريعه ومإن تفريعه مإا وضعت فأمإا‬
‫أن يقول الرجل للرجل عد قثاءك أو بطيخك هذا المجموع فما نقص مإن‬
‫مإائة فعلي تمامأ مإائة مإثله ومإا زاد فلي أو اقطع ثوبك هذا قلنس أو‬
‫سراويلت على قدر كذا فما نقص مإن كذا وكذا قلنسوة أو سراويل فعلي‬
‫ومإا زاد فلي أو اطحن حنطتك هذه فما زاد على مإد دقيق فلي ومإا نقص‬
‫فعلي فهذا كله مإخالف للمزابنة ومإحرمأ مإن أنه أكل المال بالباطل ل هو‬
‫تجارة عن تراض ول هو شيء أعطاه مإالك المال المعطي وهو يعرفه فيؤجر‬
‫فيه أو يحمد ول هو شيء أعطاه إياه على مإنفعة فأخذها مإنه ول على‬
‫وجه خير مإن الوجه المأذون فيه دون غيره الذي هو مإن وجوه البر قال‬
‫ول بأس بثمر نخلة بثمر عنبة أو بثمر فرسكة كلهما قد طابت كان ذلك‬
‫مإوضوعا بالرض أو في شجره أو بعضه مإوضوعا بالرض إذا خالفه وكان‬
‫الفضل يحل في بعضه على بعض حال وكان يدا بيد فإن دخلت النسيئة‬
‫فسد أو تفرقا بعد البيع قبل أن يتقابضا فسد البيع قال وكذلك ل بأس‬
‫أن يبيع ثمر نخلة في رأسها بثمر شجرة فرسك في رأسها أو يبيع ثمر‬
‫نخلة في رأسها بفرسك مإوضوع في الرض أو يبيع رطبا في الرض بفرسك‬
‫مإوضوع في الرض جزافا قال وجماعه أن تبيع الشيء بغير صنفه يدا بيد‬
‫كيف شئت قال الشافعي ومإا كان بصفة واحدة لم يحل إل مإثل بمثل‬
‫كيل بكيل وزنا بوزن يدا بيد ول يتفرقان حتى يتقابضا ول يباع مإنه رطب‬
‫بيابس ول رطب يبس برطب إل العرايا خاصة قال الشافعي وكذلك ل يجوز‬
‫أن يدخل في صفقة شيئا مإن الذي فيه الربا في الفضل في بعضه على‬
‫بعض يدا بيد ومإن ذلك أن يشتري صبرة تمر مإكيلة أو جزافا بصبرة حنطة‬
‫مإكيلة أو جزافا ومإع الحنطة مإن التمر قليل أو كثير وذلك أن الصفقة في‬
‫الحنطة تقع على حنطة وتمر بتمر وحصة التمر غير مإعروفة مإن قبل أنها‬
‫إنما تكون بقيمتها والحنطة بقيمتها والتمر بالتمر ل يجوز إل مإعلومإا كيل‬
‫بكيل‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫والزمإخشري لنهما إنما قال فيما يمكن إرادة الليالي‬
‫واليامأ جميعا ول شك أنه عند إراتهما تغلب‬

‫الليالي فيضعف التذكير وأمإا عند إرادة المذكر فقط فالتذكير وإثبات الهاء‬
‫هو الصل والحذف‬

‫ورد في الحديث وحكاه الكسائي فالوجهان فيه فصيحان بخلف القسم‬


‫الول فإن الحذف فيه‬

‫أفصح هذا إن ثبت‪ :‬صمنا خمسة كما ادعاه أبو حيان ولعله أخذه مإن‬
‫ابن عصفور فإن‬

‫صفحة ‪874 :‬‬


‫باب وقت بيع الفاكهة‬
‫أخبرنا الربيع قال قال الشافعي رحمه ال وقت بيع جميع مإا يؤكل مإن‬
‫تمر الشجر أن يؤكل مإن أوله الشيء ويكون آخره قد قارب أوله كمقاربة‬
‫ثمر النخل بعضه لبعض فإذا كان هكذا حل بيع ثمرته الخارجة فيه مإرة‬
‫واحدة والشجر مإنه الثابت الصل كالنخل ل يخالفه في شيء مإنه إل في‬
‫شيء سأذكره يباع إذا طاب أوله الكمثرى والسفرجل والترج والموز وغيره‬
‫إذا طاب مإنه الشيء الواحد فبلغ أن ينضج بيعت ثمرته تلك كلها قال‬
‫وقد بلغني أن التين في بعض البلدان ينبت مإنه الشيء اليومأ ثم يقيم اليامأ‬
‫ثم ينبت مإنه الشيء بعد حتى يكون ذلك مإرارا والقثاء والخربز حتى يبلغ‬
‫بعضه وفي مإوضعه مإن شجر القثاء والخربز مإا لم يحرج فيه شيء فكان‬
‫الشجر يتفرق مإع مإا يخرج فيه ولم يبع مإا لم يخرج فيه فإن كان ل‬
‫يعرف لم يجز بيعه لختلط المبيع مإنه بغير المبيع فيصير المبيع غير مإعلومأ‬
‫فيأخذ مإشتريه كله أو مإا حمل مإما لم يشتر فإن بيع وهو هكذا فالبيع‬
‫مإفسوخ قال الشافعي في مإوضع آخر إل أن يشاء البائع أن يسلم مإا زاد‬
‫على مإا باع فيكون قد أعطاه حقه وزاده قال فينظر مإن القثاء والخربز في‬
‫مإثل مإا وصفت مإن التين فإن كان ببلد يخرج الشيء مإنه في جميع شجره‬
‫فإذا ترك في شجره لتتلحق صغاره خرج مإن شجره شيء مإنه كان كما‬
‫وصفت في التين إن استطيع تمييزه جاز مإا خرج اول ولم يدخل مإا خرج‬
‫بعده في البيع وإن لم يستطع تمييزه لم يجز فيه البيع بما وصفت قال‬
‫وإن حل بيع ثمرة مإن هذا الثمر نخل أو عنب أو قثاء أو خربز أو غيره‬
‫لم يحل أن تباع ثمرتها التي تاتي بعدها بحال فإن قال قائل مإا الحجة‬
‫في ذلك قلنا لما نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن بيع السنين‬
‫ونهى عن بيع الغرر ونهى عن بيع الثمر حتى يبدو صلحه كان بيع ثمرة‬
‫لم تخلق بعد أولى في جميع هذا أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال‬
‫أخبرنا سفيان عن عمرو عن جابر قال نهيت ابن الزبير عن بيع النخل‬
‫مإعاومإة قال فإذا نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن بيع النخل والتمر‬
‫بلحا شديدا لم تر فيه صفرة لن العاهة قد تأتي عليه كان بيع مإا لم ير‬
‫مإنه شيء قط مإن قثاء أو خربز أدخل في مإعنى الغرر وأولى أن ل يباع‬
‫مإما قد رؤى فنهى النبي صلى ال عليه وسلم عن بيعه وكيف يحرمأ أن‬
‫يباع قثاء أو خربز حين بدا قبل أن يطيب مإنه شيء وقد روى رجل أن‬
‫يبتاع ولم يخلق قط وكيف أشكل على أحد أنه ل يكون بيع أبدا أولى‬
‫بالغرر مإن هذا البيع الطائر في السماء والعبد البق والجمل الشارد أقرب‬
‫مإن أن يكون الغرر فيه أضعف مإن هذا ولن ذلك شيء قد خلق وقد‬
‫يوجد وهذا لم‬

‫صفحة ‪875 :‬‬

‫يخلق بعد وقد يخلق فيكون غاية في الكثرة وغاية في القلة وفيما بين‬
‫الغايتين مإنازل أورأيت إن أصابته الجائحة بأي شيء يقاس أبأول حمله فقد‬
‫يكون ثانيه أكثر وثالثه فقد يختلف ويتباين فهذا عندنا مإحرمأ بمعنى السنة‬
‫والثر والقياس عليهما والمعقول والذي يمكن مإن عيوبه أكثر مإما حكينا‬
‫وفيما حكينا كفاية إن شاء ال تعالى قال فكل مإا كيل مإن هذا أو وزن‬
‫أو بيع عددا كما وصفت في الرطب بالتمر ل يحل التمر مإنه برطب ول‬
‫جزاف مإنه بكيل ول رطب برطب عندي بحال ول يحل إل يابسا بيابس‬
‫كيل بكيل أو مإا يوزن وزنا بوزن ول يجوز فيه عدد بعدد ول يجوز أصل‬
‫إذا كان شيء مإنه رطب يشترى بصنفه رطب فرسك بفرسك وتين بتين‬
‫وصنف بصنفه فإذا اختلف الصنفان فبعه كيف شئت يدا بيد جزافا بكيل‬
‫ورطبا بيابس وقليله بكثيره ل يختلف هو ومإا وصفت مإن ثمر النخل والعنب‬
‫في هذا المعنى ويختلف هو وثمر النخل والعنب في العرايا ول يجوز في‬
‫شيء سوى النخل والعنب العرية بما يجوز فيه بيع العرايا مإن النخل والعنب‬
‫ل يجوز أن يشتري ثمر تينة في راسها بمكيلة مإن التين مإوضوعا بالرض‬
‫ول يجوز أن يشتري مإن غير تينة في رأسها بثمر مإنها يابس مإوضوع‬
‫بالرض ول في شجره أبدا جزافا ول كيل ول بمعنى فإن قال قائل فلم‬
‫لم تجزه قلت لن رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ سن الخرص في‬
‫التمر والعنب وفيهما أنهما مإجتمعا الثمر ل حائل دونه يمنع الحاطة وكان‬
‫يكون في المكيال مإستجمعا كاستجماعه في نبته كان له مإعان ل يجمع‬
‫أحد مإعانيه شيء سواه وغيره وإن كان يجتمع في المكيال فمن فوق كثير‬
‫مإنه حائل مإن الورق ول يحيط البصر به وكذلك الكمثرى وغيره وأمإا الترج‬
‫الذي هو أعظمه فل يجتمع في مإكيال وكذلك الخربز والقثاء وهو مإختلف‬
‫الخلق ل يشبههما وبذلك لم يجتمع في المكيال ول يحيط به البصر‬
‫إحاطته بالعنب والتمر ول يوجد مإنه شيء يكون مإكيل يخرص بما في‬
‫رءوس شجره لغلطه وتجافى خلقته عن أن يكون مإكيل فلذلك لم يصلح أن‬
‫يباع جزافا بشيء مإنه كما يباع غيره مإن النخل والعنب إذا خالفه ومإن أراد‬
‫أن يبتاع مإنه شيئا فيستعريه أبتاعه بغير صنفه ثم استعراه كيف شاء‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫‪.‬ثبت ذلك صريحا مإن كلمأ غيره وإل فليتوقف فيه‬
‫وقال شيخنا ابو مإحمد الدمإياطي‪ :‬سقوط الهاء في )ست مإن شوال( مإع‬
‫سقوط المعدود أو‬

‫ثبوت الهاء في )ستة( مإع ثبوت اليامأ هو المحفوظ الفصيح وورد في‬
‫بعض الطرق المتقدمإة‬

‫للدراوردي وحفص بن غياث ثبوت الهاء في‪) :‬ستة مإن شوال( مإع سقوط‬
‫اليامأ وهو غريب‬

‫صفحة ‪876 :‬‬

‫باب مإا ينبت مإن الزرع‬


‫قال الشافعي رحمه ال كل مإا كان مإن نبات الرض بعضه مإغيب فيها‬
‫وبعضه ظاهر فأراد صاحبه بيعه لم يجز بيع شيء مإنه إل الظاهر مإنه يجز‬
‫مإكانه فأمإا المغيب فل يجوز بيعه وذلك مإثل الجزر والفجل والبصل ومإا‬
‫أشبهه فيجوز أن يباع ورقه الظاهر مإقطعا مإكانه ول يجوز أن يباع مإا في‬
‫داخله فإن وقعت الصفقة عليه كله لم يجز البيع فيه إذا كان بيع نبات‬
‫وبيع النبات بيع اليجاب وذلك لو أجزت بيعه لم أجزه إل على أحد مإعان‬
‫إمإا على مإا يجوز عليه بيع العين الغائبة فتلك إذا رآها المشتري فله‬
‫الخيار في أخذها أو تركها فلو أجزت البيع على هذا فقلع جزرة أو فجلة‬
‫أو بصلة فجعلت للمشتري الخيار كنت قد أدخلت على البائع ضررا في‬
‫أن يقلع مإا في ركيبه وأرضه التي اشترى ثم يكون له أن يرده مإن غير‬
‫عيب فيبطل أكثره على البائع قال وهذا يخالف العبد يشترى غائبا والمتاع‬
‫وذلك أنهما قد يريان فيصفهما للمشتري مإن يثق به فيشتريهما ثم يكون له‬
‫خيار الرؤية فل يكون على البائع ضرر في رؤية المشتري لهما كما يكون‬
‫عليه ضرر فيما قلع مإن زرعه ولو أجزت بيعه على أن لم يكن فيه عيب‬
‫لزمأ المشتري كان فيه الصغير والكبير والمختلف الخلقة فكان المشتري‬
‫اشترى مإا لم ير وألزمإته مإا لم يرض بشرائه قط ولو أجزته على أن يبيعه‬
‫إياه على صفة مإوزونا كنت أجزت بيع الصفات غير مإضمونة وإنما تباع‬
‫الصفة مإضمونة قال ولو أسلم إليه في شيء مإنه مإوصوف مإوزون فجاء به‬
‫على الصفة جاز السلف وذلك أنه مإأخوذ به يأتي به حيث شاء ل مإن‬
‫أرض قد يخطيء زرعها ويصيب فل يجوز في شيء مإن هذا بيع إل بصفة‬
‫مإضمون مإوزون أو حتى يقلع فيراه المشتري قال ول يشبه الجوز والبيض‬
‫ومإا أشبهه هذا لصلح له في الرض إل بالبلوغ ثم يخرج فيبقى مإا بقي‬
‫مإنه ويباع مإا ل يبقى مإثل البقل وذلك لصلح له إل ببقائه في قشره‬
‫وذلك إذا رئى قشره استدل على قدره في داخله وهذا ل دللة على‬
‫داخله وإن رئى خارجه قد يكون الورق كبيرا والرأس صغيرا وكبيرا‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫غير صحيح ول فصيح‪ .‬انتهى مإا قاله وذكر ذلك في‬
‫فضل إتباع رمإضان بست مإن شوال‬

‫وجمع فيه طرق الحديث الوارد فيها فرواه مإن نيف وستين طريقا ليس‬
‫فيها ثبوت التاء مإع‬
‫سقوط المعدود إل مإن الطريقين اللذين ذكرهما وهو غلط مإن بعض‬
‫الرواة الذين ل يتقنون لفظ‬

‫‪.‬الحديث‬

‫وذكر الواحدي وغيره مإن المفسرين أن سقوط التاء مإن قوله تعالى‪:‬‬
‫)يتربصن بأنفسهن أربعة‬

‫صفحة ‪877 :‬‬

‫باب مإا اشترى مإما يكون مإأكوله داخله‬


‫قال الشافعي مإن اشترى رانجا أو جوزا أو لوزا أو فستقا أو بيضا فكسره‬
‫فوجده فاسدا أو مإعيبا فأراد رده والرجوع بثمنه ففيها قولن أحدهما أن له‬
‫أن يرده والرجوع بثمنه مإن قبل أنه ل يصل إلى مإعرفة عيبه وفساده‬
‫وصلحه إل بكسره وإذا كان المقصود قصده بالبيع داخله فبائعه سلطه عليه‬
‫وهذا قول قال ومإن قال هذا القول انبغى أن يقول على المشتري الكاسر‬
‫أن يرد القشر على البائع إن كانت له قيمة وإن قلت إن كان يستمتع به‬
‫كما يستمتع بقشر الرانج ويستمتع بما سواه أو يرد فإن لم يفعل أقيم‬
‫قشرها فكانت للقشر قيمة مإنه وداخله على أنه صحيح وطرح عنه حصة مإا‬
‫لم يرده مإن قشره مإن الثمن ويرجع بالباقي ولو كانت حصة القشر سهما‬
‫مإن ألف سهم مإنه والقول الثاني أنه إذا كسره لم يكن له رده إل أن‬
‫يشاء البائع ويرجع بما بين قيمته صحيحا وقيمته فاسدا وبيض الدجاج كله‬
‫ل قيمة له فاسدا لن قشره ليس فيه مإنفعة فإذا كسره رجع بالثمن وأمإا‬
‫بيض النعامأ فلقشرته ثمن فيلزمأ المشتري بكل حال لن قشرتها ربما كانت‬
‫أكثر ثمنا مإن داخلها فإن لم يرد قشرتها صحيحة رجع عليه بما بين‬
‫قيمتها غير فاسدة وقيمتها فاسدة وفي القول الول يردها ول شيء عليه‬
‫لنه سلطه على كسرها إل أن يكون أفسدها بالكسر وقد كان يقدر على‬
‫كسر ل يفسد فيرجع بما بين القيمتين ول يردها قال الشافعي فأمإا القثاء‬
‫والخربز ومإا رطب فإنه يذوقه بشيء دقيق مإن حديد أو عود فيدخله فيه‬
‫فيعرف طعمه إن كان مإرا أو كان الخربز حامإضا فله رده ول شيء عليه‬
‫في نقبه في القولين لنه سلطه على ذلك أو أكثر مإنه ول فساد في‬
‫النقب الصغير عليه وكان يلزمأ مإن قال ل يرده إل كما أخذه بأن يقول‬
‫يرجع بما بين قيمته سالما مإن الفساد وقيمته فاسدا قال ولو كسرها لم‬
‫يكن له ردها ورجع عليه بنقصان مإا بين قيمته صحيحا وفاسدا مإا كان‬
‫ذلك الفضل إل أن يشاء البائع أن يأخذه مإكسورا ويرد عليه الثمن لنه قد‬
‫كان يقدر على أن يصير إليه طعمه مإن ثقبه صحيحا ليس كالجوز ل يصل‬
‫إلى طعمه مإن نقبه وإنما يصل إليه ريحه ل طعمه صحيحا فأمإا الدود فل‬
‫يعرف بالمذاقة فإذا كسره ووجد الدود كان له في القول الول رده وفي‬
‫القول الثاني الرجوع بفضل مإا بين القيمتين ولو اشترى مإن هذا شيئا رطبا‬
‫مإن القثاء والخربز فحبسه حتى ضمر وتغير وفسد عنده ثم وجده فاسدا‬
‫بمرارة أو دود كان فيه فإن كان فساده مإن شيء يحدث مإثله عند‬
‫المشتري فالقول قول البائع في فساده مإع يمينه وذلك مإثل البيض يقيم عند‬
‫الرجل زمإانا ثم يجده فاسدا وفساد‬

‫صفحة ‪878 :‬‬

‫مإسألة بيع القمح في سنبله‬


‫أخبرنا الربيع قال قلت للشافعي إن علي بن مإعبد روى لنا حديثا عن‬
‫أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أجاز بيع القمح في سنبله إذا‬
‫ابيض فقال الشافعي إن ثبت الحديث قلنا به فكان الخاص مإستخرجا مإن‬
‫العامأ لن النبي صلى ال عليه وسلم نهى عن بيع الغرر وبيع القمح في‬
‫سنبله غرر لنه ل يرى وكذلك بيع الدار والساس ل يرى وكذلك بيع‬
‫الصبرة بعضها فوق بعض أجزنا ذلك كما أجازه النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫فكان هذا خاصا مإستخرجا مإن عامأ وكذلك نجيز بيع القمح في سنبله إذا‬
‫ابيض إن ثبت الحديث كما أجزنا بيع الدار والصبرة‬
‫باب بيع القصب والقرط‬
‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن‬
‫جريج عن عطاء أنه قال في القصب ل يباع إل جزة أو قال صرمإة قال‬
‫الشافعي وبهذا نقول ل يجوز أن يباع القرط إل جزة واحدة عند بلوغ‬
‫الجزاز ويأخذ صاحبه في جزازه عند ابتياعه فل يؤخره مإدة أكثر مإن قدر‬
‫مإا يمكنه جزازه فيه مإن يومإه قال الشافعي فإن اشتراه ثابتا على أن يدعه‬
‫أيامإا ليطول أو يغلظ أو غير ذلك فكان يزيد في تلك اليامأ فل خير في‬
‫الشراء والشراء مإفسوخ لن أصله للبائع وفرعه الظاهر للمشتري فإن كان‬
‫يطول فيخرج مإن مإال البائع إلى مإال المشتري مإنه شيء لم يقع عليه‬
‫صفقة البيع فيملكه كنت قد أعطيت المشتري مإا لم يشتر وأخذت مإن‬
‫البائع مإا لم يبع ثم أعطيته مإنه شيئا مإجهول ل يرى بعين ول يضبط بصفة‬
‫ول يتميز فيعرف مإا للبائع فيه مإما للمشتري فيفسد مإن وجوه قال ولو‬
‫اشتراه ليقطعه فتركه وقطعه له مإمكن مإدة يطول في مإثلها كان البيع فيه‬
‫مإفسوخا إذا كان على مإا شرط في أصل البيع أن يدعه لما وصفت مإما‬
‫اختلط به مإن مإال البائع مإما ل يتميز كما لو اشترى حنطة جزافا وشرط‬
‫له أنها إن انهال له عليها حنطة فهي داخلة في البيع فانهالت عليها حنطة‬
‫للبائع لم يبعها انفسخ البيع فيها لن مإا اشترى ل يتميز ول يعرف قدره‬
‫مإما لم يشتر فيعطى مإا اشترى ويمنع مإا لم يشتر وهو في هذا كله بائع‬
‫شيء قد كان وشيء لم يكن غير مإضمون على أنه إن كان دخل في‬
‫البيع وإن لم يكن لم يدخل فيه وهذا البيع مإما ل يختلف المسلمون في‬
‫فساده لن رجل لو قال أبيعك شيئا إن نبت في أرضي بكذا فإن لم‬
‫ينبت أو نبت قليل لزمإك الثمن كان مإفسوخا وكذلك لو قال أبيعك شيئا‬
‫إن جاءني مإن تجارتي بكذا وإن لم يأت لزمإك الثمن قال ولكنه لو اشتراه‬
‫كما وصفت وتركه بغير شرط أيامإا وقطعه يمكنه في أقل مإنها‬

‫صفحة ‪879 :‬‬

‫كان المشتري مإنه بالخيار في أن يدع له الفضل الذي له بل ثمن أو‬


‫ينقض البيع قال كما يكون إذا باعه حنطة جزافا فانهالت عليها حنطة له‬
‫فالبائع بالخيار في أن يسلم مإا باعه ومإا زاد في حنطته أو يرد البيع‬
‫لختلط مإا باع بما لم يبع قال ومإا أفسدت فيه البيع فأصاب القصب فيه‬
‫آفة تتلفه في يدي المشتري فعلى المشتري ضمانه بقيمته ومإا أصابته آفة‬
‫تنقصه فعلى المشتري ضمان مإا نقصته والزرع لبائعه وعلى كل مإشتر شراء‬
‫فاسدا أن يرده كما أخذه أو خيرا مإما أخذه وضمانه إن تلف وضمان‬
‫نقصه إن نقص في كل شيء‬
‫باب حكم المبيع قبل القبض وبعده‬
‫أخبرنا الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان بن عيينة‬
‫عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس رضي ال عنهما قال أمإا‬
‫الذي نهى عنه رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يباع حتى يقبض الطعامأ‬
‫قال ابن عباس برأيه ول أحسب كل شيء إل مإثله قال الشافعي وبهذا‬
‫نأخذ فمن ابتاع شيئا كائنا مإا كان فليس له أن يبيعه حتى يقبضه وذلك‬
‫أن مإن باع مإا لم يقبض فقد دخل في المعنى الذي يروي بعض الناس عن‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال لعتاب بن أسيد حين وجهه إلى أهل‬
‫مإكة أنههم عن بيع مإا لم يقبضوا وربح مإا لم يضمنوا قال الشافعي هذا‬
‫بيع مإا لم يقبض وربح مإا لم يضمن وهذا القياس على حديث النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم أنه نهى عن بيع الطعامأ حتى يقبض ومإن ابتاع طعامإا كيل‬
‫فقبضه أن يكتاله ومإن أبتاعه جزافا فقبضه أن ينقله مإن مإوضعه إذا كان‬
‫مإثله ينقل وقد روى ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم أنهم كانوا‬
‫يتبايعون الطعامأ جزافا فبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم مإن يأمإرهم‬
‫بانتقاله مإن الموضع الذي ابتاعوه فيه إلى مإوضع غيره وهذا ل يكون إل‬
‫لئل يبيعوه قبل أن ينقل قال الشافعي ومإن مإلك طعامإا بإجارة فالجارة بيع‬
‫مإن البيوع فل يبيعه حتى يقبضه ومإن مإلكه بميراث كان له أن يبيعه وذلك‬
‫أنه غير مإضمون على غيره بثمن وكذلك مإا مإلكه مإن وجه غير وجه البيع‬
‫كان له أن يبيعه قبل أن يقبضه إنما ل يكون له بيعه إذا كان مإضمونا‬
‫على غيره بعوض يأخذه مإنه إذا فات والرزاق التي يخرجها السلطان للناس‬
‫يبيعها قبل أن يقبضها ول يبيعها الذي يشتريها قبل أن يقبضها لن مإشتريها‬
‫لم يقبض وهي مإضمونة له على بائعها بالثمن الذي باعه إياها به حتى‬
‫يقبضها أو يرد البائع إليه الثمن ومإن ابتاع مإن رجل طعامإا فكتب إليه‬
‫المشتري أن يقبضه له مإن نفسه فل يكون الرجل قابضا له مإن نفسه وهو‬
‫ضامإن عليه حتى يقبضه المبتاع أو وكيل‬

‫صفحة ‪880 :‬‬

‫المبتاع غير البائع وسواء أشهد على ذلك أو لم يشهد وإذا وكل الرجل‬
‫الرجل أن يبتاع له طعامإا فابتاعه ثم وكله أن يبيعه له مإن غيره فهو بنقد‬
‫ل بدين حتى يبيح له الدين فهو جائز كأنه هو أبتاعه وباعه وإن وكله أن‬
‫يبيعه مإن نفسه لم يجز البيع مإن نفسه وإن قال قد بعته مإن غيري فهلك‬
‫الثمن أو هرب المشتري فصدقه البائع فهو كما قال وإن كذبه فعليه البينة‬
‫أنه قد باعه ول يكون ضامإنا لو هرب المشتري أو أفلس أو قبض الثمن‬
‫مإنه فهلك لنه في هذه الحالة أمإين قال الشافعي ومإن باع طعامإا مإن‬
‫نصراني فباعه النصراني قبل أن يستوفيه فل يكيله له البائع حتى يحضر‬
‫النصراني أو وكيله فيكتاله لنفسه قال ومإن سلف في طعامأ ثم باع ذلك‬
‫الطعامأ بعينه قبل أن يقبضه لم يجز وإن باع طعامإا بصفة ونوى أن يقضيه‬
‫مإن ذلك الطعامأ فل بأس لن له أن يقضيه مإن غيره لن ذلك الطعامأ لو‬
‫كان على غير الصفة لم يكن له أن يعطيه مإنه ولو قبضه وكان على‬
‫الصفة كان له أن يحبسه ول يعطيه إياه ولو هلك كان عليه أن يعطيه‬
‫مإثل صفة طعامإه الذي باعه قال ومإن سلف في طعامأ أو باع طعامإا فأحضر‬
‫المشتري عند اكتياله مإن بائعه وقال أكتاله لك لم يجز لنه بيع طعامأ قبل‬
‫أن يقبض فإن قال أكتاله لنفسي وخذه بالكيل الذي حضرت لم يجز لنه‬
‫باع كيل فل يبرأ حتى يكتاله مإن مإشتريه ويكون له زيادته وعليه نقصانه‬
‫وهكذا روى الحسن عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه نهى عن بيع‬
‫الطعامأ حتى يجري فيه الصاعان فيكون له زيادته وعليه نقصانه قال الشافعي‬
‫ومإن باع طعامإا مإضمونا عليه فحل عليه الطعامأ فجاء بصاحبه إلى طعامأ‬
‫مإجتمع فقال أي طعامأ رضيت مإن هذا اشتريت لك فأوفيتك كرهت ذلك له‬
‫وإن رضي طعامإا فاشتراه له فدفعه إليه بكيله لم يجز لنه ابتاعه فباعه قبل‬
‫أن يقبضه وإن قبضه لنفسه ثم كاله له بعد جاز وللمشتري له بعد رضاه‬
‫به أن يرده عليه إن لم يكن مإن صفته وذلك أن الرضا إنما يلزمإه بعض‬
‫القبض قال الشافعي ومإن حل عليه طعامأ فل يعطى الذي له عليه الطعامأ‬
‫ثمن طعامأ يشتري به لنفسه مإن قبل أنه ل يكون وكيل لنفسه مإستوفيا لها‬
‫قابضا لها مإنها ول يوكل غيره حتى يدفع إليه ومإن اشترى طعامإا فخرج مإن‬
‫يديه قبل أن يستوفيه بهبة أو صدقة أو قضاه رجل مإن سلف أو أسلفه‬
‫آخر قبل أن يستوفيه فل يبيعه أحد مإمن صار إليه على شيء مإن هذه‬
‫الجهات حتى يستوفيه مإن قبل أنه صار إنما يقبض عن المشتري كقبض‬
‫وكيله قال الشافعي ومإن كان بيده ثمر فباعه واستثنى شيئا مإنه بعينه فالبيع‬
‫واقع على المبيع ل على المشتري والمستثنى على مإثل مإا كان في مإلكه‬
‫لم يبع قط فل بأس أن يبيعه صاحبه لنه لم يشتره إنما يبيعه‬

‫صفحة ‪881 :‬‬

‫على الملك الول قال الشافعي ول يصلح السلف حتى يدفع المسلف‬
‫إلى المسلف الثمن قبل أن يتفرقا مإن مإقامإهما الذي تبايعا فيه وحتى يكون‬
‫السلف بكيل مإعلومأ بمكيال عامإة يدرك علمه ول يكون بمكيال خاصة إن‬
‫هلك لم يدرك علمه أو بوزن عامإة كذلك وبصفة مإعلومإة جيد نقي وإلى‬
‫أجل مإعلومأ إن كان إلى أجل ويستوفى في مإوضع مإعلومأ ويكون مإن أرض‬
‫ل يخطيء مإثلها أرض عامإة ل أرض خاصة ويكون جديدا طعامأ عامأ أو‬
‫طعامأ عامإين ول يجوز أن يقول أجود مإا يكون مإن الطعامأ لنه ل يوقف‬
‫على حده ول أردأ مإا يكون لنه ل يوقف على حده فإن الرديء يكون‬
‫بالغرق وبالسوس وبالقدمأ فل يوقف على حده ول بأس بالسف في الطعامأ‬
‫حال وآجل إذا حل أن يباع الطعامأ بصفة إلى أجل كان حال أو إلى أن‬
‫يحل قال الشافعي وإن سلف رجل دنانير على طعامأ إلى آجال مإعلومإة‬
‫بعضها قبل بعض لم يجز عندي حتى يكون الجل واحدا وتكون الثمان‬
‫مإتفرقة مإن قبل أن الطعامأ الذي إلى الجل القريب أكثر قيمة مإن الطعامأ‬
‫الذي إلى الجل البعيد وقد أجازه غيري على مإثل مإا أجاز عليه ابتياع‬
‫العروض المتفرقة وهذا مإخالف للعروض المتفرقة لن العروض المتفرقة نقد‬
‫وهذا إلى أجل والعروض شيء مإتفرق وهذا مإن شيء واحد قال الشافعي‬
‫وإذا ابتاع الرجلن طعامإا مإضمونا مإوصوفا حال أو إلى أجل فتفرقا قبل أن‬
‫يقبض الثمن فالبيع مإفسوخ لن هذا دين بدين قال الشافعي وإن اشترى‬
‫الرجل طعامإا مإوصوفا مإضمونا عند الحصاد وقبل الحصاد وبعده فل بأس وإذا‬
‫اشترى مإنه مإن طعامأ أرض بعينها غير مإوصوف فل خير فيه لنه قد يأتي‬
‫جيدا أو رديئا قال وإن اشتراه مإنه مإن الندر مإضمونا عليه فل خير فيه‬
‫لنه قد يهلك قبل أن يذريه قال الشافعي ول بأس بالسلف في الطعامأ إلى‬
‫سنة قبل أن يزرع إذا لم يكن في زرع بعينه قال الشافعي ول خير في‬
‫السلف في الفدادين القمح ول في القرط لن ذلك يختلف قال الشافعي‬
‫ومإن سلف رجل في طعامأ يحل فأراد الذي عليه الطعامأ أن يحيل صاحب‬
‫الطعامأ على رجل له عليه طعامأ مإثله مإن بيع أبتاعه مإنه فل خير فيه وهذا‬
‫هو نفس بيع الطعامأ قبل أن يقبض ولكنه إن أراد أن يجعله وكيل يقبض‬
‫له الطعامأ فإن هلك في يديه كان أمإينا فيه وإن لم يهلك وأراد أن يجعله‬
‫قضاء جاز قال وكذلك لو ابتاع مإنه طعامإا فحل فأحاله على رجل له عليه‬
‫طعامأ أسلفه إياه مإن قبل أن أصل مإا كان له عليه بيع والحالة بيع مإنه‬
‫له بالطعامأ الذي عليه بطعامأ على غيره قال الشافعي ومإن ابتاع طعامإا بكيل‬
‫فصدقه المشتري بكيله فل يجوز إلى أجل وإذا قبض الطعامأ فالقول في‬
‫كيل الطعامأ قول القابض مإع يمينه وإن ذكر نقصانا كثيرا أو قليل‬

‫صفحة ‪882 :‬‬

‫أو زيادة قليلة أو كثيرة وسواء اشتراه بالنقد كان أو إلى أجل وإنما لم‬
‫أجز هذا لما وصفت مإن حديث الحسن عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫وإني ألزمأ مإن شرط لرجل شرطا مإن كيل أو صفة أن يوفيه شرطه بالكيل‬
‫والصفة فلما شرط له الكيل لم يجز إل أن يوفيه شرطه فإن قال قائل‬
‫فقد صدقه فلم ل يبرأ كما يبرأ مإن العيب قيل لو كان تصديقه يقومأ مإقامأ‬
‫البراء مإن العيب فشرط له مإائة فوجد فيه واحد لم يكن له أن يرجع‬
‫عليه بشيء كما يشترط له السلمإة فيجد العيب فل يرجع عليه به إذا‬
‫أبرأه مإنه قال الشافعي وإذا ابتاع الرجل الطعامأ كيل لم يكن له أن يأخذه‬
‫وزنا إل أن ينقض البيع الول ويستقبل بيعا بالوزن وكذلك ل يأخذه بمكيال‬
‫إل بالمكيال الذي أبتاعه به إل أن يكون يكيله بمكيال مإعروف مإثل‬
‫المكيال الذي أبتاعه به فيكون حينئذ إنما أخذه بالمكيال الذي أبتاعه به‬
‫وسواء كان الطعامأ واحدا أو مإن طعامإين مإفترقين وهذا فاسد مإن وجهين‬
‫أحدهما أنه أخذه بغير شرطه والخر أنه أخذه بدل قد يكون أقل أو أكثر‬
‫مإن الذي له والبدل يقومأ مإقامأ البيع وأقل مإا فيه أنه مإجهول ل يدري أهو‬
‫مإثل مإاله أو أقل أو أكثر قال الشافعي ومإن سلف في حنطة مإوصوفة‬
‫فحلت فأعطاه البائع حنطة خيرا مإنها بطيب نفسه أو أعطاه حنطة شرا مإنها‬
‫فطابت نفس المشتري فل بأس بذلك وكل واحد مإنهما مإتطوع بالفضل وليس‬
‫هذا بيع طعامأ بطعامأ ولو كان أعطاه مإكان الحنطة شعيرا أو سلتا أو صنفا‬
‫غير الحنطة لم يجز وكان هذا بيع طعامأ بغيره قبل أن يقبض وهكذا التمر‬
‫وكل صنف واحد مإن الطعامأ قال الشافعي ومإن سلف في طعامأ إلى أجل‬
‫فعجله قبل أن يحل الجل طيبة به نفسه مإثل طعامإه أو شرا مإنه فل بأس‬
‫ولست أجعل للتهمة أبدا مإوضعا في الحكم إنما أقضى على الظاهر قال‬
‫الشافعي ومإن سلف في قمح فحل الجل فأراد أن يأخذ دقيقا أو سويقا‬
‫فل يجوز وهذا فاسد مإن وجهين أحدهما أني أخذت غير الذي أسلفت فيه‬
‫وهو بيع الطعامأ قبل أن يقبض وإن قيل هو صنف واحد فقد أخذت‬
‫مإجهول مإن مإعلومأ فبعت مإد حنطة بمد دقيق ولعل الحنطة مإد وثلث دقيق‬
‫ويدخل السويق في مإثل هذا ومإن سلف في طعامأ فحل فسأل الذي حل‬
‫عليه الطعامأ الذي له الطعامأ أن يبيعه طعامإا إلى أجل ليقبضه إياه فل خير‬
‫فيه إن عقدا عقد البيع على هذا مإن قبل أنا ل نجيز أن يعقد على رجل‬
‫فيما يملك أن يمنع مإنه أن يصنع فيه مإا يصنع في مإاله لن البيع ليس‬
‫بتامأ ولو أنه باعه إياه بل شرط بنقد أو إلى أجل فقضاه إياه فل بأس‬
‫وهكذا لو باعه شيئا غير الطعامأ ولو نويا جميعا أن يكون يقضيه مإا يبتاع‬
‫مإنه بنقد أو إلى أجل لم يكن بذلك بأس مإا لم‬

‫صفحة ‪883 :‬‬

‫يقع عليه عقد البيع قال الشافعي وهكذا لو أسلفه في طعامأ إلى أجل‬
‫فلما حل الجل قال له بعني طعامإا بنقد أو إلى أجل حتى أقضيك فإن‬
‫وقع العقد على ذلك لم يجز وإن باعه على غير شرط فل بأس بذلك‬
‫كان البيع نقدا أو إلى أجل قال الشافعي ومإن سلف في طعامأ فقبضه ثم‬
‫اشتراه مإنه الذي قضاه إياه بنقد أو نسيئة إذا كان ذلك بعد القبض فل‬
‫بأس لنه قد صار مإن ضمان القابض وبرئ المقبوض مإنه ولو حل طعامإه‬
‫عليه فقال له اقضني على أن أبيعك فقضاه مإثل طعامإه أو دونه لم يكن‬
‫بذلك بأس وكان هذا مإوعدا وعده إياه إن شاء وفى له به وإن شاء لم‬
‫يف ولو أعطاه خيرا مإن طعامإه على هذا الشرط لم يجز لن هذا شرط‬
‫غير لزمأ وقد أخذ عليه فضل لم يكن له وال أعلم‬
‫باب النهي عن بيع الكراع والسلح في الفتنة‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى أصل مإا أذهب إليه أن كل عقد كان‬
‫صحيحا في الظاهر لم أبطله بتهمة ول بعادة بين المتبايعين وأجزته بصحة‬
‫الظاهر وأكره لهما النية إذا كانت النية لو أظهرت كانت تفسد البيع وكما‬
‫أكره للرجل أن يشتري السيف على أن يقتل به ول يحرمأ على بائعه أن‬
‫يبيعه مإمن يراه أنه يقتل به ظلما لنه قد ل يقتل به ول أفسد عليه هذا‬
‫البيع وكما أكره للرجل أن يبيع العنب مإمن يراه أنه يعصره خمرا ول أفسد‬
‫البيع إذا باعه إياه لنه باعه حلل وقد يمكن أن ل يجعله خمرا أبدا وفي‬
‫صاحب السيف أن ل يقتل به أحدا أبدا وكما أفسد نكاح المتعة ولو نكح‬
‫رجل امإرأة عقدا صحيحا وهو ينوي أن ل يمسكها إل يومإا أو أقل أو‬
‫أكثر لم أفسد النكاح إنما أفسده أبدا بالعقد الفاسد‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫‪.‬أشهر وعشرا( لتغليب الليالي على اليامأ‪ .‬انتهى‬

‫هذا كله في اليامأ والليالي أمإا إذا كان المعدود مإذكرا أو مإؤنثا غيرها‬
‫فل وجه إل مإطابقة‬

‫القاعدة الصلية مإن إثبات التاء في المذكر وحذفها في المؤنث ذكرت‬


‫المعدود أو حذفته قال‬

‫تعالى‪) :‬فاستشهدوا عليهن أربعة مإنكم( وقال تعالى‪) :‬سيقولون ثلثة رابعهم‬
‫كلبهم ويقولون‬

‫خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامإنهم كلبهم( وقال‬
‫تعالى‪) :‬مإا يكون مأ‬
‫ثلثة إل رابعهم ول خمسة إل هو سادسهم( و قال تعالى‪) :‬عليها تسعة‬
‫‪:‬عشر( وقال تعالى‬

‫فالمعدود في هذه اليات كلها مإذكر وقد حذف )وكنتم أزواجا ثلثة (‬
‫في الية الولى والثانية‬

‫والثالثة والرابعة وأتي به مإوصوفا في الخامإسة وثبتت التاء في جميع ذلك‬


‫‪:‬وكذلك قوله تعالى‬

‫صفحة ‪884 :‬‬

‫باب السنة في الخيار‬


‫قال الشافعي رحمه ال ول بأس ببيع الطعامأ كله جزافا مإا يكال مإنه ومإا‬
‫يوزن ومإا يعد كان في وعاء أو غير وعاء إل أنه إذا كان في وعاء فلم‬
‫ير عينه فله الخيار إذا رآه قال الربيع رجع الشافعي فقال ول يجوز بيع‬
‫خيار الرؤية ول بيع الشيء الغائب بعينه لنه قد يتلف ول يكون عليه أن‬
‫يعطيه غيره ولو باعه إياه جزافا على الرض فلما انتقل وجده مإصبوبا على‬
‫دكان أو ربوة أو حجر كان هذا نقصا يكون للمشتري فيه الخيار إن شاء‬
‫أخذه وإن شاء رده ول بأس بشراء نصف الثمار جزافا ويكون المشتري‬
‫بنصفها شريكا للذي له النصف الخر ول يجوز إذا أجزنا الجزاف في‬
‫الطعامأ نسيئة لسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أن يجوز الجزاف‬
‫في كل شيء مإن رقيق ومإاشية وغير ذلك إل أن للمشتري الخيار في كل‬
‫واحد مإنهم إذا رآه والرد بالعيب مإن قبل أن كل واحد مإنهم غير الخر‬
‫والمكيل والموزون مإن الطعامأ إذا كان مإن صنف واحد كاد أن يكون‬
‫مإشتبها قال ول بأس أن يقول الرجل أبتاع مإنك جميع هذه الصبرة كل‬
‫إردب بدينار وإن قال أبتاع مإنك هذه الصبرة كل إردب بدينار على أن‬
‫تزيدني ثلثة أرداب أو على أن أنقصك مإنها إردبا فل خير فيه مإن قبل‬
‫أني ل أدري كم قدرها فأعرف الردب الذي نقص كم هو مإنها والرادب‬
‫التي زيدت كم هي عليها قال الشافعي ول خير في أن أبتاع مإنك جزافا‬
‫ول كيل ول عددا ول بيعا كائنا مإا كان على أن أشتري مإنك مإدا بكذا‬
‫وعلى أن تبيعني كذا بكذا حاضرا كان ذلك أو غائبامإضمونا كان ذلك أو‬
‫غير مإضمون وذلك مإن بيعتين في بيعة مإن أنى إذا اشتريت مإنك عبدا‬
‫بمائة على أن أبيعك دارا بخمسين فثمن العبد مإائة وحصته مإن الخمسين‬
‫مإن الدار مإجهولة وكذلك ثمن الدار خمسون وحصته مإن العبد مإجهولة ول‬
‫خير في الثمن إل مإعلومإا قال الشافعي وإن كان قد علم كيله ثم انتقص‬
‫مإنه شيء قل أو كثر إل أنه ل يعلم مإكيلة مإا انتقص فل أكره له بيعه‬
‫جزافا قال الشافعي ومإن كان له على رجل طعامأ حال مإن غير بيع فل‬
‫بأس أن يأخذ به شيئا مإن غير صنفه إذا تقابضا مإن قبل أن يتفرقا مإن‬
‫ذهب أو ورق أو غير صنفه ول أجيزه قبل حلول الجل بشيء مإن الطعامأ‬
‫خاصة فأمإا بغير الطعامأ فل بأس به قال الشافعي ومإن كان له على رجل‬
‫طعامأ مإن قرض فل بأس أن يأخذ بالطعامأ مإن صنفه أجود أو أردأ أو مإثله‬
‫إذا طابا بذلك نفسا ولم يكن شرطا في أصل القرض وكذلك ل بأس أن‬
‫يأخذ بالطعامأ غيره مإن غير صنفه اثنين بواحد أكثر إذا تقابضا قبل أن‬
‫يتفرقا ولو كان هذا مإن بيع لم يجز له أن يأخذ به مإن‬

‫صفحة ‪885 :‬‬

‫غير صنفه لنه بيع الطعامأ قبل أن يقبض فل بأس أن يأخذ به مإن‬
‫صنفه أجود أو أردأ قبل مإحل الجل أو بعده إذا طاب بذلك نفسا قال‬
‫الشافعي في الرجل يشتري مإن الرجل طعامإا مإوصوفا فيحل فيسأله رجل أن‬
‫يسلفه إياه فيأمإره أن يتقاضى ذلك الطعامأ فإذا صار في يده أسلفه إياه أو‬
‫باعه فل بأس بهذا إذا كان إنما وكله بأن يقبضه لنفسه ثم أحدث بعد‬
‫القبض السلف أو البيع وإنما كان أول وكيل له وله مإنعه السلف والبيع‬
‫وقبض الطعامأ مإن يده ولو كان شرط له أنه إذا تقاضاه أسلفه إياه أو باعه‬
‫إياه لم يكن سلفا ول بيعا وكان له أجر مإثله في التقاضي قال ولو أن‬
‫رجل جاء إلى رجل له زرع قائم فقال ولني حصاده ودراسه ثم أكتاله‬
‫فيكون على سلفا لم يكن في هذا خير وكان له أجر مإثله في الحصاد‬
‫والدراس إن حصده ودرسه ولصاحب الطعامأ أخذ الطعامأ مإن يديه ولو كان‬
‫تطوع له بالحصاد والدراس ثم أسلفه إياه لم يكن بذلك بأس وسواء القليل‬
‫في هذا والكثير في كل حلل وحرامأ قال الشافعي ومإن أسلف رجل طعامإا‬
‫فشرط عليه خيرا مإنه أو أزيد أو أنقص فل خير فيه وله مإثل مإا أسلفه‬
‫إن استهلك الطعامأ فإن أدرك الطعامأ بعينه أخذه فإن لم يكن له مإثل فله‬
‫قيمته وإن أسلفه إياه ل يذكر مإن هذا شيئا فأعطاه خيرا مإنه مإتطوعا أو‬
‫أعطاه شرا مإنه فتطوع هذا بقبوله فل بأس بذلك وإن لم يتطوع واحد‬
‫مإنهما فله مإثل سلفه قال الشافعي ولو أن رجل أسلف رجل طعامإا على أن‬
‫يقبضه إياه ببلد آخر كان هذا فاسدا وعليه أن يقبضه إياه في البلد الذي‬
‫أسلفه فيه قال ولو أسلفه إياه ببلد فلقيه ببلد آخر فتقاضاه الطعامأ أو كان‬
‫استهلك له طعامإا فسأل أن يعطيه ذلك الطعامأ في البلد الذي لقيه فيه‬
‫فليس ذلك عليه ويقال إن شئت فاقبض مإنه طعامإا مإثل طعامإك بالبلد الذي‬
‫استهلكه لك أو أسلفته إياه فيه وإن شئت أخذناه لك الن بقيمة ذلك‬
‫الطعامأ في ذلك البلد قال الشافعي ولو أن الذي عليه الطعامأ دعا إلى أن‬
‫يعطي طعامإا بذلك البلد فامإتنع الذي له الطعامأ لم يجبر الذي له الطعامأ‬
‫على أن يدفع إليه طعامإا مإضمونا له ببلد غيره وهكذا كل مإا كان لحمه‬
‫مإؤنة قال الشافعي وإنما رأيت له القيمة في الطعامأ يغصبه ببلد فيلقى‬
‫الغاصب ببلد غيره أني أزعم أن كل مإا استهلك لرجل فأدركه بعينه أو مإثله‬
‫أعطيته المثل أو العين فإن لم يكن له مإثل ول عين أعطيته القيمة لنها‬
‫تقومأ مإقامأ العين إذا كانت العين والمثل عدمإا فلما حكمت أنه إذا استهلك‬
‫له طعامإا بمصر فلقيه بمكة أو بمكة فلقيه بمصر لم أقض له بطعامأ مإثله‬
‫لن مإن أصل حقه أن يعطي مإثله بالبلد الذي ضمن له بالستهلك لما في‬
‫ذلك مإن النقص والزيادة على كل واحد مإنهما ومإا في‬

‫صفحة ‪886 :‬‬

‫الحمل على المستوفى فكان الحكم في هذا أنه ل عين ول مإثل له‬
‫أقضى به وأجبره على أخذه فجعلته كما ل مإثل له فأعطيته قيمته إذا كنت‬
‫أبطل الحكم له بمثله وإن كان مإوجودا قال الشافعي ولو كان هذا مإن بيع‬
‫كان الجواب في ذلك أن ل أجبر واحدا مإنهما على أخذه ول دفعه ببلد‬
‫غير البلد الذي ضمنه وضمن له فيه هذا ول أجعل له القيمة مإن قبل أن‬
‫ذلك يدخله بيع الطعامأ قبل أن يقبض وأجبره على أن يمضي فيقبضه أو‬
‫يوكل مإن يقبضه بذلك البلد وأؤجله فيه أجل فإن دفعه إليه إلى ذلك‬
‫الجل وإل حبسته حتى يدفعه إليه أو إلى وكيله قال الشافعي السلف كله‬
‫حال سمى له المسلف أجل أو لم يسمه وإن سمى له أجل ثم دفعه إليه‬
‫المسلف قبل الجل جبر على أخذه لنه لم يكن له إلى أجل قط إل أن‬
‫يشاء أن يبرئه مإنه ولو كان مإن بيع لم يجبر على أخذه حتى يحل أجله‬
‫وهذا في كل مإا كان يتغير بالحبس في يدي صاحبه مإن قبل أنه يعطيه‬
‫إياه بالصفة قبل يحل الجل فيتغير عن الصفه عند مإحل الجل فيصير بغير‬
‫الصفة ولو تغير في يدي صاحبه جبرناه على أن يعطيه طعامإا غيره وقد‬
‫يكون يتكلف مإؤنة في خزنه ويكون حضور حاجته إليه عند ذلك الجل‬
‫فكل مإا كان لخزنه مإؤنة أو كان يغير في يدي صاحبه لم يجبر على‬
‫أخذه قبل حلول الجل وكل مإا كان ل يتغير ول مإؤنة في خزنه مإثل‬
‫الدراهم والدنانير ومإا أشبههما جبر على أخذه قبل مإحل الجل قال الشافعي‬
‫في الشركة والتولية بيع مإن البيوع يحل مإا تحل به البيوع ويحرمأ بما تحرمأ‬
‫به البيوع فحيث كان البيع حلل فهو حلل وحيث كان البيع حرامإا فهو‬
‫حرامأ والقالة فسخ البيع فل بأس بها قبل القبض لنها إبطال عقدة البيع‬
‫بينهما والرجوع إلى حالهما قبل أن يتبايعا قال ومإن سلف رجل مإائة دينار‬
‫في مإائة إردب طعامإا إلى أجل فحل الجل فسأله الذي عليه الطعامأ أن‬
‫يدفع إليه خمسين إردبا ويفسخ البيع في خمسين فل بأس بذلك إذا كان‬
‫له أن يفسخ البيع في المائة كانت الخمسون أولى أن تجوز وإذا كان له‬
‫أن يقبض المائة كانت الخمسون أولى أن يقبضها وهذا أبعد مإا خلق ال‬
‫مإن بيع وسلف والبيع والسلف الذي نهى عنه أن تنعقد العقدة على بيع‬
‫وسلف وذلك أن أقول أبيعك هذا بكذا على أن تسلفني كذا وحكم‬
‫السلف أنه حال فيكون البيع وقع بثمن مإعلومأ ومإجهول والبيع ل يجوز إل‬
‫أن يكون بثمن مإعلومأ وهذا المسلف لم يكن له قط إل طعامأ ولم تنعقد‬
‫العقدة قط إل عليه فلما كانت العقدة صحيحة وكان حلل له أن يقبض‬
‫طعامإه كله وأن يفسخ البيع بينه وبينه في كله كان له أن يقبض بعضه‬
‫ويفسخ البيع بينه وبينه في بعض وهكذا قال ابن عباس وسئل عنه فقال‬
‫هذا المعروف الحسن الجميل قال‬

‫صفحة ‪887 :‬‬

‫الشافعي ومإن سلف رجل دابة أو عرضا في طعامأ إلى أجل فلما حل‬
‫الجل فسأله أن يقيله مإنه فل بأس بذلك كانت الدابة قائمة بعينها أو‬
‫فائتة لنه لو كانت القالة بيعا للطعامأ قبل أن يقبض لم يكن له إقالته‬
‫فيبيعه طعامإا له عليه بدابة للذي عليه الطعامأ ولكنه كان فسخ البيع وفسخ‬
‫البيع إبطاله لم يكن بذلك بأس كانت الدابة قائمة أو مإستهلكة فهي‬
‫مإضمونة وعليه قيمتها إذا كانت مإستهلكة قال الشافعي ومإن أقال رجل في‬
‫طعامأ وفسخ البيع وصارت له عليه دنانير مإضمونة فليس له أن يجعلها سلفا‬
‫في شيء قبل أن يقبضها كما لو كانت له عليه دنانير سلف أو كانت له‬
‫في يديه دنانير وديعة لم يكن له أن يجعلها سلفا في شيء قبل أن‬
‫يقبضها ومإن سلف مإائة في صنفين مإن التمر وسمي رأس مإال كل واحد‬
‫مإنهما فأراد أن يقيل في أحدهما دون الخر فل بأس لن هاتين بيعتان‬
‫مإفترقتان وإن لم يسم رأس مإال كل واحد مإنهما فهذا بيع أكرهه وقد‬
‫أجازه غيري فمن أجازه لم يجعل له أن يقيل مإن البعض قبل أن يقبض‬
‫مإن قبل أنهما جميعا صفقة لكل واحد مإنهما حصة مإن الثمن ل تعرف إل‬
‫بقيمة والقيمة مإجهولة قال الشافعي ول خير في أن أبيعك تمرا بعينه ول‬
‫مإوصوفا بكذا على أن تبتاع مإني تمرا بكذا وهذان بيعتان في بيعة لني لم‬
‫أمإلك هذا بثمن مإعلومأ إل وقد شرطت عليك في ثمنه ثمنا لغيره فوقعت‬
‫الصفقة على ثمن مإعلومأ وحصة في الشرط في هذا البيع مإجهولة وكذلك‬
‫وقعت في البيع الثاني والبيوع ل تكون إل بثمن مإعلومأ قال الشافعي ومإن‬
‫سلف رجل في مإائة أردب فاقتضى مإنه عشرة أو أقل أو أكثر ثم سأله‬
‫الذي عليه الطعامأ أن يرد عليه العشرة التي أخذ مإنه أو مإا أخذ ويقيله‬
‫فإن كان مإتطوعا بالرد عليه تمت القالة فل بأس وإن كان ذلك على‬
‫شرط أني ل أرده عليك إل أن تفسخ البيع بيننا فل خير في ذلك ومإن‬
‫كانت له على رجل دنانير فسلف الذي عليه الدنانير رجل غيره دنانير في‬
‫طعامأ فسأله الذي له عليه الدنانير أن يجعل له تلك الدنانير في سلفه أو‬
‫يجعلها له تولية فل خير في ذلك لن التولية بيع وهذا بيع الطعامأ قبل‬
‫أن يقبض ودين بدين وهو مإكروه في الجل والحال قال الشافعي ومإن ابتاع‬
‫مإن رجل مإائة أردب طعامأ فقبضها مإنه ثم سأله البائع الموفى أن يقيله مإنها‬
‫كلها أو بعضها فل بأس بذلك وقال مإالك ل بأس أن يقيله مإن الكل ول‬
‫يقيله مإن البعض قال الشافعي ولو أن نفرا اشتروا مإن رجل طعامإا فأقاله‬
‫بعضهم وأبى بعضهم فل بأس بذلك ومإن ابتاع مإن رجل طعامإا كيل فلم‬
‫يكله ورضى أمإانة البائع في كيله ثم سأله البائع أو غيره أن يشركه فيه‬
‫قبل كيله فل خير في ذلك لنه ل يكون قابضا حتى يكتاله وعلى البائع‬
‫أن يوفيه الكيل فإن‬

‫صفحة ‪888 :‬‬

‫هلك في يد المشتري قبل أن يوفيه الكل فهو مإضمون على المشتري‬


‫بكيله والقول في الكيل قول المشتري مإع يمينه فإن قال المشتري ل أعرف‬
‫الكيل فأحلف عليه قيل للبائع إدعي في الكيل مإا شئت فإذا ادعى قيل‬
‫للمشتري إن صدقته فله في يديك هذا الكيل وإن كذبته فإن حلفت على‬
‫شيء تسميه فأنت أحق باليمين وإن أبيت فأنت راد لليمين عليه حلف على‬
‫مإا ادعى وأخذه مإنك قال الشافعي الشركة والتولية بيع مإن البيوع يحل فيه‬
‫مإا يحل في البيوع ويحرمأ فيه مإا يحرمأ في البيوع فمن ابتاع طعامإا أو غيره‬
‫فلم يقبضه حتى أشرك فيه رجل أو يوليه إياه فالشركة باطلة والتوليه وهذا‬
‫بيع الطعامأ قبل أن يقبض والقالة فسخ للبيع قال الشافعي ومإن ابتاع طعامإا‬
‫فاكتال بعضه ونقد ثمنه ثم سأل أن يقيله مإن بعضه فل بأس بذلك قال‬
‫الشافعي ومإن سلف رجل في طعامأ فاستغله فقال له البائع أنا شريكك فيه‬
‫فليس بجائز قال الشافعي ومإن باع مإن رجل طعامإا بثمن إلى أجل فقبضه‬
‫المبتاع وغاب عليه ثم ندمأ البائع فاستقاله وزاده فل خير فيه مإن قبل أن‬
‫القالة ليست ببيع فإن أحب أن يجدد فيه بيعا بذلك فجائز وقال مإالك ل‬
‫بأس به وهو بيع مإحدث قال الشافعي ومإن باع طعامإا حاضرا بثمن إلى‬
‫أجل فحل الجل فل بأس أن يأخذ في ذلك الثمن طعامإا أل ترى أنه لو‬
‫أخذ طعامإا فاستحق رجع بالثمن ل بالطعامأ وهكذا إن أحاله بالثمن على‬
‫رجل قال مإالك ل خير فيه كله قال الشافعي ومإن ابتاع بنصف درهم‬
‫طعامإا على أن يعطيه بنصف درهم طعامإا حال أو إلى أجل أو يعطي‬
‫بالنصف ثوبا أو درهما أو عرضا فالبيع حرامأ ل يجوز وهذا مإن بيعتين في‬
‫بيعة قال الشافعي رحمه ال تعالى ولو باع طعامإا بنصف درهم الدرهم نقدا‬
‫أو إلى أجل فل بأس أن يعطيه درهما يكون نصفه له بالثمن ويبتاع مإنه‬
‫بالنصف طعامإا أو مإا شاء إذا تقابضا مإن قبل أن يتفرقا وسواء كان الطعامأ‬
‫مإن الصنف الذي باع مإنه أو غيره لن هذه بيعة جديدة ليست في العقدة‬
‫الولى قال الشافعي وإذا ابتاع الرجل مإن الرجل طعامإا بدينار حال فقبض‬
‫الطعامأ ولم يقبض البائع الدينار ثم اشترى البائع مإن المشتري طعامإا بدينار‬
‫فقبض الطعامأ ولم يقبض الدينار فل بأس أن يجعل الدينار قصاصا مإن‬
‫الدينار وليس أن يبيع الدينار بالدينار فيكون دينا بدين ولكن يبرئ كل‬
‫واحد مإنهما صاحبه مإن الدينار الذي عليه بل شرط فإن كان بشرط فل‬
‫خير فيه‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫والقول بجواز )ويحمل عرش ربك فوقهم يومإئذ ثمانية (‬
‫حذف التاء في مإثل ذلك يحتاج إلى نقل‬

‫‪.‬ول يكاد يقدر عليه‬

‫صفحة ‪889 :‬‬


‫باب بيع الجال‬
‫قال الشافعي وأصل مإا ذهب إليه مإن ذهب في بيوع الجال أنهم رووا‬
‫عن عالية بنت أنفع أنها سمعت عائشة أو سمعت امإرأة أبي السفر تروي‬
‫عن عائشة أن امإرأة سألتها عن بيع باعته مإن زيد بن أرقم بكذا وكذا إلى‬
‫العطاء ثم اشترته مإنه بأقل مإن ذلك نقدا فقالت عائشة بئس مإا اشتريت‬
‫وبئس مإا ابتعت أخبري زيد بن أرقم أن ال عز وجل قد أبطل جهاده مإع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أن يتوب قال الشافعي قد تكون عائشة‬
‫لو كان هذا ثابتا عنها عابت عليها بيعا الى العطاء لنه أجل غير مإعلومأ‬
‫وهذا مإما ل نجيزه ل أنها عابت عليها مإا اشترت مإنه بنقد وقد باعته إلى‬
‫أجل ولو اختلف بعض أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم في شيء فقال‬
‫بعضهم فيه شيئا وقال بعضهم بخلفه كان أصل مإا نذهب إليه أنا نأحذ‬
‫بقول الذي مإعه القياس والذي مإعه القياس زيد بن أرقم وجملة هذا أنا ل‬
‫نثبت مإثله على عائشة مإع أن زيد بن أرقم ل يبيع إل مإا يراه حلل ول‬
‫يبتاع مإثله فلو أن رجل باع شيئا أو ابتاعه نراه نحن مإحرمإا وهو يراه‬
‫حلل لم نزعم أن ال يحبط مإن عمله شيئا فإن قال قائل فمن اين‬
‫القياس مإع قول زيد قلت أرأيت البيعة الولى أليس قد ثبت بها عليه‬
‫الثمن تامإا فإن قال بلى قيل أفرأيت البيعة الثانية أهي الولى فإن قال ل‬
‫قيل أفحرامأ عليه أن يبيع مإاله بنقد وإن كان اشتراه إلى أجل فإن قال ل‬
‫إذا باعه مإن غيره قيل فمن حرمإه مإنه فإن قال كأنها رجعت إليه السلعة‬
‫أو اشترى شيئا دينا بأقل مإنه نقدا قيل إذا قلت كان لما ليس هو بكائن‬
‫لم ينبغ لحد أن يقبله مإنك أرأيت لو كانت المسألة بحالها فكان باعها‬
‫بمائة دينار دينا واشتراها بمائة أو بمائتين نقدا فإن قال جائز قيل فل بد‬
‫أن تكون أخطأت كان ثم أو ههنا لنه ل يجوز له أن يشتري مإنه مإائة‬
‫دينار دينا بمائتي دينار نقدا فإن قلت إنما اشتريت مإنه السلعة قيل فهكذا‬
‫كان ينبغي أن تقول أول ول تقول كان لما ليس هو كائن أرأيت البيعة‬
‫الخرة بالنقد لو انتقدت أليس ترد السلعة ويكون الدين ثابتا كما هو فتعلم‬
‫أن هذه بيعة غير تلك البيعة فإن قلت إنما اتهمته قلنا هو أقل تهمة على‬
‫مإاله مإنك فل تركن عليه إن كان خطأ ثم تحرمأ عليه مإا أحل ال له لن‬
‫ال عز وجل أحل البيع وحر الربا وهذا بيع وليس بربا وقد روى إجازة‬
‫البيع إلى عطاء عن غير واحد وروى عن غيرهم خلفه وإنما اخترنا أن ل‬
‫يباع إليه لن العطاء قد يتأخر ويتقدمأ وإنما الجال مإعلومإة بأيامأ مإوقوتة أو‬
‫اهله وأصلها في القرآن قال ال عز وجل يسألونك عن الهلة قل هي‬
‫مإواقيت للناس والحج وقال تعالى واذكروا ال في‬

‫صفحة ‪890 :‬‬

‫أيامأ مإعدودات وقال عز وجل فعدة مإن أيامأ أخر فقد وقت بالهلة كما‬
‫وقت بالعدة وليس العطاء مإن مإواقيته تبارك وتعالى وقد يتأخر الزمإان ويتقدمأ‬
‫وليس تتأخر الهلة أبدا أكثر مإن يومأ فإذا اشترى الرجل مإن الرجل السلعة‬
‫فقبضها وكان الثمن إلى أجل فل بأس أن يبتاعها مإن الذي اشتراها مإنه‬
‫ومإن غيره بنقد أقل او اكثر مإما اشتراها به أو بدين كذلك أو عرض مإن‬
‫العروض ساوى العرض مإا شاء أن يساوي وليست البيعة الثانية مإن البيعة‬
‫الولى بسبيل أل ترى أنه كان للمشتري البيعة الولى إن كانت أمإة أن‬
‫يصيبها أو يهبها أو يعتقها أو يبيعها مإمن شاء غير بيعه بأقل أو اكثر مإما‬
‫اشتراها به نسيئة فإذا كان هكذا فمن حرمإها على الذي اشتراها وكيف‬
‫يتوهم أحد وهذا إنما تملكها مإلكا جديدا بثمن لها ل بالدنانير المتأخرة أن‬
‫هذا كان ثمنا للدنانير المتأخرة وكيف إن جاز هذا على الذي باعها ل‬
‫يجوز على أحد لو اشتراها قال الشافعي المأكول والمشروب كله مإثل‬
‫الدنانير والدراهم ل يختلفان في شيء وإذا بعت مإنه صنفا بصنفه فل يصلح‬
‫إل مإثل بمثل يدا بيد إن كان كيل فكيل وإن كان وزنا فوزن كما ل‬
‫تصلح الدنانير بالدنانير إل يدا بيد وزنا بوزن ول تصلح كيل بكيل وإذا‬
‫اختلف الصنفان مإنه فل بأس بالفضل في بعضه على بعض يدا بيد ول‬
‫خير فيه نسيئة كما يصلح الذهب بالورق مإتفاضل ول يجوز نسيئة وإذا‬
‫اختلف الصنفان فجاز الفضل في أحدهما على الخر فل بأس أن يشتري‬
‫مإنه جزافا بجزاف لن أكثر مإا في الجزاف أن يكون مإتفاضل والتفاضل ل‬
‫بأس به وإذا كان شيء مإن الذهب أو الفضة أو المأكول أو المشروب‬
‫فكان الدمإيون يصنعون فيه صنعة يستخرجون بها مإن الصل شيئا يقع عليه‬
‫اسم دون اسم فل خير في ذلك الشيء بشيء مإن الصل وإن كثرت‬
‫الصنعة فيه كما لو أن رجل عمد إلى دنانير فجعلها طستا أو قبة أو حليا‬
‫مإا كان لم تجز بالدنانير أبدا إل وزنا بوزن وكما لو أن رجل عمد إلى‬
‫تمر فحشاه في شن أو جرة أو غيرها نزع نواه أو لم ينزعه لم يصلح أن‬
‫يباع بالتمر وزنا بوزن لن أصلهما الكيل والوزن بالوزن قد يختلف في أصل‬
‫الكيل فكذلك ل يجوز حنطة بدقيق لن الدقيق مإن الحنطة وقد يخرج مإن‬
‫الحنطة مإن الدقيق مإا هو أكثر مإن الدقيق الذي بيع بها وأقل ذلك أن‬
‫يكون مإجهول بمعلومأ مإن صنف فيه الربا وكذلك حنطة بسويق وكذلك حنطة‬
‫بخبز وكذلك حنطة بفالوذج إن كان نشا سععة مإن حنطة وكذلك سمسم‬
‫بسمسم وزيت بزيتون ل يصلح هذا لما وصفت وكذلك ل يصلح التمر‬
‫المنثور بالتمر المكبوس لن أصل التمر الكيل قال الشافعي وإذا بعت شيئا‬
‫مإن المأكول أو المشروب أو الذهب أو الورق بشيء مإن‬

‫صفحة ‪891 :‬‬

‫صنفه فل يصلح إل مإثل بمثل وإن يكون مإا بعت مإنه صنفا واحدا‬
‫جيدا أو رديئا ويكون مإا اشتريت مإنه صنفا واحدا ول يبالي أن يكون أجود‬
‫أو اردأ مإما اشتريته به ول خير في أن يأخذ خمسين دينارا مإروانية‬
‫وخمسين حدبا بمائة هاشمية ول بمائة غيرها وكذلك ل خير في أن يأخذ‬
‫صاع بردى وصاع لون بصاعي صيحاني وإنما كرهت هذا مإن قبل أن‬
‫الصفقة إذا جمعت شيئين مإختلفين فكل واحد مإنهما مإبيع بحصته مإن الثمن‬
‫فيكون ثمن صاع البردى بثلثة دنانير وثمن صاع اللون دينار وثمن صاع‬
‫الصيحاني يسوى دينارين فيكون صاع البردى بثلثة أرباع صاعي الصحياني‬
‫وذلك صاع ونصف وصاع اللون بربع صاعى الصيحاني وذلك نصف صاع‬
‫صيحاني فيكون هذا التمر بالتمر مإتفاضل وهكذا هذا في الذهب والورق‬
‫وكل مإا كان فيه الربا في التفاضل في بعضه على بعض قال الشافعي وكل‬
‫شيء مإن الطعامأ يكون رطبا ثم ييبس فل يصلح مإنه رطب بيابس لن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم سئل عن الرطب بالتمر فقال أينقص الرطب إذا يبس‬
‫فقال نعم فنهى عنه فنظر في المعتقب فكذلك ننظر في المعتقب فل يجوز‬
‫رطب برطب لنهما إذا تيبسا اختلف نقصهما فكانت فيهما الزيادة في‬
‫المعتقب وكذلك كل مإأكول ل ييبس إذا كان مإما ييبس فل خير في‬
‫رطب مإنه برطب كيل بكيل ول وزنا بوزن ول عددا بعدد ول خير في‬
‫أترجة بأترجة ول بطيخة ببطيخة وزنا ول كيل ول عددا فإذا اختلف‬
‫الصنفان فل بأس بالفضل في بعضه على بعض ول خير فيه نسيئة ول بأس‬
‫بأترجة ببطيخة وعشر بطيخات وكذلك مإا سواهما فإذا كان مإن الرطب شيء‬
‫ل ييبس بنفسه أبدا مإثل الزيت والسمن والعسل واللبن فل بأس ببعضه على‬
‫بعض إن كان مإما يوزن فوزنا وإن كان مإما يكال فكيل مإثل بمثل ول‬
‫تفاضل فيه حتى يختلف الصنفان ول خير في التمر بالتمر حتى يكون ينتهى‬
‫يبسه وإن انتهى يبسه إل أن بعضه أشد انتفاخا مإن بعض فل يضره إذا‬
‫انتهى يبسه كيل بكيل قال الشافعي وإذا كان مإنه شيء مإغيب مإثل الجوز‬
‫واللوز ومإا يكون مإأكوله في داخله فل خير في بعضه ببعض عددا ول‬
‫كيل ول وزنا فإذا اختلف فل بأس به مإن قبل أن مإأكوله مإغيب وأن‬
‫قشره يختلف في الثقل والخفة فل يكون أبدا إل مإجهول بمجهول فإذا‬
‫كسر فخرج مإأكوله فل بأس في بعضه ببعض يدا بيد مإثل بمثل وإن كان‬
‫كيل فكيل وإن كان وزنا فوزنا ول يجوز الخبز بعضه ببعض عددا ول وزنا‬
‫ول كيل مإن قبل أنه إذا كان رطبا فقد يبس فينقص وإذا انتهى يبسه فل‬
‫يستطاع أن يكتال وأصله الكيل فل خير فيه وزنا لنا ل نحيل الوزن إلى‬
‫الكيل أخبرنا الربيع قال قال الشافعي‬

‫صفحة ‪892 :‬‬

‫وأصله الوزن والكيل بالحجاز فكل مإا وزن على عهد النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم فأصله الوزن وكل مإا كيل فأصله الكيل ومإا أحدث الناس مإنه‬
‫مإما يخالف ذلك رد إلى الصل قال الشافعي وإذا ابتاع الرجل ثمر النخلة‬
‫أو النخل بالحنطة فتقابضا فل بأس بالبيع لنه ل أجل فيه وإني أعد‬
‫القبض في رؤوس النخل قبضا كما أعد قبض الجزاف قبضا إذا خلى‬
‫المشتري بينه وبينه ل حائل دونه فل بأس فإن تركته أنا فالترك مإن قبلي‬
‫ولو أصيب كان علي لني قابض له ولو أني اشتريته على أن ل أقبضه‬
‫إلى غد أو أكثر مإن ذلك فل خير فيه لني إنما اشتريت الطعامأ بالطعامأ‬
‫إلى أجل وهكذا اشتراؤه بالذهب والفضة ل يصلح أن أشتريه بهما على أن‬
‫أقبضه في غد أو بعد غد لنه قد يأتي غد أو بعد غد فل يوجد ول‬
‫خير في اللبن الحليب باللبن المضروب لن في المضروب مإاء فهو مإاء‬
‫ولبن ولو لم يكن فيه مإاء فأخرج زبده لم يجز بلبن لم يخرج زبده لنه‬
‫قد اخرج مإنه شيء هو مإن نفس جسده ومإنفعته وكذلك ل خير في تمر‬
‫قد عصر وأخرج صفوه بتمر لم يخرج صفوه كيل بكيل مإن قبل أنه قد‬
‫أخرج مإنه شيء مإن نفسه وإذا لم يغير عن خلقته فل بأس به قال‬
‫الشافعي ول يجوز اللبن باللبن إل مإثل بمثل كيل بكيل يدا بيد ول يجوز‬
‫إذا خلط في شيء مإنه مإاء بشيء قد خلط فيه مإاء ول بشيء لم يخلط‬
‫فيه مإاء لنه مإاء ولبن بلبن مإجهول واللبان مإختلفة فيجوز لبن الغنم بلبن‬
‫الغنم الضأن والمعز وليس لبن الظباء مإنه ولبن البقر بلبن الجوامإيس والعراب‬
‫وليس لبن البقر الوحش مإنه ويجوز لبن البل بلبن البل العراب والبخت‬
‫وكل هذا صنف الغنم صنف والبقر صنف والبل صنف وكل صنف غير‬
‫صاحبه فيجوز بعضه ببعض مإتفاضل يدا بيد ول يجوز نسيئة ويجوز أنسيه‬
‫بوحشيه مإتفاضل وكذلك لحومإه مإختلفة يجوز الفضل في بعضها على بعض‬
‫يدا بيد ول يجوز نسيئة ويجوز رطب يابس إذا اختلف ورطب برطب ويابس‬
‫بيابس فإذا كان مإنها شيء مإن صنف واحد مإثل لحم غنم بلحم غنم لم‬
‫يجز رطب برطب ول رطب بيابس وجاز إذا يبس فانتهى يبسه بعضه ببعض‬
‫وزنا والسمن مإثل اللبن قال الشافعي ول خير في مإد زبد ومإد لبن بمدى‬
‫زبد ول خير في جبن بلبن لنه قد يكون مإن اللبن جبن إل أن يختلف‬
‫اللبن والجبن فل يكون به بأس قال الشافعي وإذا أخرج زبد اللبن فل‬
‫بأس بأن يباع بزبد وسمن لنه ل زبد في اللبن ول سمن وإذا لم يخرج‬
‫زبده فل خير فيه بسمن ول زبد ول خير في الزيت إل مإثل بمثل يدا‬
‫بيد إذا كان مإن صنف واحد فإذا اختلف فل بأس بالفضل في بعضه على‬
‫بعض يدا بيد ول خير فيه نسيئة ول بأس بزيت الزيتون بزيت الفجل وزيت‬
‫الفجل‬

‫صفحة ‪893 :‬‬

‫بالشيرق مإتفاضل قال الشافعي ول خير في خل العنب بخل العنب إل‬


‫سواء ول بأس بخل العنب بخل التمر وخل القصب لن أصوله مإختلفة فل‬
‫بأس بالفضل في بعضه على بعض وإذا كان خل ل يوصل إليه إل بالماء‬
‫مإثل خل التمر وخل الزبيب فل خير فيه بعضه ببعض مإن قبل أن الماء‬
‫يكثر ويقل ول بأس به إذا اختلف والنبيذ الذي ل يسكر مإثل الخل قال‬
‫الشافعي ول بأس بالشاة الحية التي ل لبن فيها حين تباع باللبن يدا بيد‬
‫ول خير فيها إن كان فيها لبن حين تباع باللبن لن للبن الذي فيها حصة‬
‫مإن اللبن الموضوع ل تعرف وإن كانت مإذبوحة ل لبن فيها فل بأس بها‬
‫بلبن ول خير فيها مإذبوحة بلبن إلى أجل ول بأس بها قائمة ل لبن فيها‬
‫بلبن إلى أجل لنه عرض بطعامأ ولن الحيوان غير الطعامأ فل بأس بما‬
‫سميت مإن أصناف الحيوان بأي طعامأ شئت إلى أجل لن الحيوان ليس مإن‬
‫الطعامأ ول مإما فيه ربا ول بأس بالشاة للذبح بالطعامأ إلى أجل قال‬
‫الشافعي ول بأس بالشاة باللبن إذا كانت الشاة ل لبن فيها مإن قبل أنها‬
‫حينئذ بمنزلة العرض بالطعامأ والمأكول كل مإا أكله بنو آدمأ وتداووا به حتى‬
‫الهليلج والصبر فهو بمنزلة الذهب بالذهب والورق بالذهب وكل مإا لم‬
‫يأكله بنو آدمأ واكلته البهائم فل بأس ببعضه ببعض مإتفاضل يدا بيد والى‬
‫أجل مإعلومأ قال الشافعي والطعامأ بالطعامأ إذا اختلف بمنزلة الذهب بالورق‬
‫سواء يجوز فيه مإا يجوز فيه ويحرمأ فيه مإا يحرمأ فيه قال الشافعي وإذا‬
‫اختلف أجناس الحيتان فل بأس ببعضها ببعض مإتفاضل وكذلك لحم الطير‬
‫إذا اختلف أجناسها ول خير في اللحم الطري بالمالح والمطبوخ ول باليابس‬
‫على كل حال ول يجوز الطري بالطري ول اليابس بالطري حتى يكونا‬
‫يابسين أو حتى تختلف أجناسهما فيجوز على كل حال كيف كان قال‬
‫الربيع ومإن زعم أن اليمامأ مإن الحمامأ فل يجوز لحم اليمامأ بلحم الحمامأ‬
‫مإتفاضل ول يجوز إل يدا بيد مإثل بمثل إذا انتهى يبسه وإن كان مإن غير‬
‫الحمامأ فل بأس به مإتفاضل قال الشافعي ول يباع اللحم بالحيوان على كل‬
‫حال كان مإن صنفه أو مإن غير صنفه قال الشافعي أخبرنا مإالك عن زيد‬
‫بن اسلم عن سعيد بن المسيب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى‬
‫عن بيع الحيوان باللحم قال الشافعي أخبرنا مإسلم عن ابن جريج عن‬
‫القاسم بن أبي بزة قال قدمإت المدينة فوجدت جزورا قد جزرت فجزئت‬
‫أجزاء كل جزء مإنها بعناق فأردت أن أبتاع مإنها جزءا فقال لي رجل مإن‬
‫أهل المدينة إن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى أن يباع حي بميت‬
‫فسألت عن ذلك الرجل فأخبرت عنه خيرا قال أخبرنا ابن أبي يحيى عن‬
‫صالح مإولى التوأمإة عن ابن عباس عن أبي بكر الصديق أنه كره بيع‬
‫الحيوان باللحم قال‬

‫صفحة ‪894 :‬‬

‫الشافعي سواء كان الحيوان يؤكل لحمه أو ل يؤكل قال الشافعي سواء‬
‫اختلف اللحم والحيوان أو لم يختلف ول بأس بالسلف في اللحم إذا‬
‫دفعت مإا سلفت فيه قبل أن تأخذ مإن اللحم شيئا وتسمى اللحم مإا هو‬
‫والسمانة والموضع والجل فيه فإن تركت مإن هذا شيئا لم يجز ول خير‬
‫في أن يكون الجل فيه إل واحدا فإذا كان الجل فيه واحدا ثم شاء أن‬
‫يأخذ مإنه شيئا في كل يومأ أخذه وإن شاء أن يترك ترك قال الشافعي ول‬
‫خير في أن يأخذ مإكان لحم ضأن قد حل لحم بقر لن ذلك بيع الطعامأ‬
‫قبل أن يستوفى قال الشافعي ول خير في السلف في الرؤوس ول في‬
‫الجلود مإن قبل أنه ل يوقف للجلود على ذرع وأن خلقتها تختلف فتتباين‬
‫في الرقة والغلظ وأنها ل تستوي على كيل ول وزن ول يجوز السلف في‬
‫الرءوس لنها ل تستوي على وزن ول تضبط بصفة فتجوز كما تجوز‬
‫الحيوانات المعروفة بالصفة ول يجوز أن تشتري إل يدا بيد قال الشافعي‬
‫ول بأس بالسلف في الطري مإن الحيتان إن ضبط بوزن وصفة مإن صغر‬
‫وكبر وجنس مإن الحيتان مإسمى ل يختلف في الحال التي يحل فيها فإن‬
‫أخطأ مإن هذا شيئا لم يجز قال الشافعي ول بأس بالسلف في الحيوان‬
‫كله في الرقيق والماشية والطير إذا كان تضبط صفته ول يختلف في الحين‬
‫الذي يحل فيه وسواء كان مإما يستحيا أو مإما ل يستحيا فإذا حل مإن‬
‫هذا شيء وهو مإن أي شيء ابتيع لم يجز لصاحبه أن يبيعه قبل أن‬
‫يقبضه ول يصرفه إلى غيره ولكنه يجوز له أن يقيل مإن أصل البيع ويأخذ‬
‫الثمن ول يجوز أن يبيع الرجل الشاة ويستثنى شيئا مإنها جلدا ول غيره في‬
‫سفر ول حضر ولو كان الحديث ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم في‬
‫السفر أجزناه في السفر والحضر قال الشافعي فإن تبايعا على هذا فالبيع‬
‫باطل وإن أخذ مإا استثنى مإن ذلك وفات رجع البائع على المشتري فأخذ‬
‫مإنه قيمة اللحم يومأ أخذه قال الشافعي ول خير في أن يسلف رجل في‬
‫لبن غنم بأعيانها سمي الكيل أو لم يسمه كما ل يجوز أن يسلف في‬
‫طعامأ أرض بعينها فإن كان اللبن مإن غنم بغير أعيانها فل بأس وكذلك إن‬
‫كان الطعامأ مإن غير أرض بعينها فل بأس قال ول يجوز أن يسلف في‬
‫لبن غنم بعينها الشهر ول أقل مإن ذلك ول أكثر بكيل مإعلومأ كما ل‬
‫يجوز أن يسلف في ثمر حائط بعينه ول زرع بعينه ول يجوز السلف‬
‫بالصفة إل في الشيء المأمإون أن ينقطع مإن أيدي الناس في الوقت الذي‬
‫يحل فيه ول يجوز أن يباع لبن غنم بأعيانها شهرا يكون للمشتري ول أقل‬
‫مإن شهر ول أكثر مإن قبل أن الغنم يقل لبنها ويكثر وينفد وتأتي عليه‬
‫الفة وهذا بيع مإا لم يخلق قط وبيع مإا إذا خلق كان غير مإوقوف على‬
‫حده بكيل لنه يقل ويكثر وبغير صفة لنه يتغير‬

‫صفحة ‪895 :‬‬


‫فهو حرامأ مإن جميع جهاته وكذلك ل يحل بيع المقاثيء بطونا وإن‬
‫طاب البطن الول لن البطن الول وإن ريء فحل بيعه على النفراد فما‬
‫بعده مإن البطون لم ير وقد يكون قليل فاسدا ول يكون وكثيرا جيدا وقليل‬
‫مإعيبا وكثيرا بعضه أكثر مإن بعض فهو مإحرمأ في جميع جهاته ول يحل‬
‫البيع إل على عين يراها صاحبها أو بيع مإضمون على صاحبه بصفة يأتي‬
‫بها على الصفة ول يحل بيع ثالث قال الشافعي ول خير في أن يكترى‬
‫الرجل البقرة ويستثني حلبها لن ههنا بيعا حرامإا وكراء قال الشافعي ول‬
‫خير في أن يشتري الرجل مإن الرجل الطعامأ الحاضر على أن يوفيه إياه‬
‫بالبلد ويحمله إلى غيره لن هذا فاسد مإن وجوه أمإا أحدها إذا استوفاه‬
‫بالبلد خرج البائع مإن ضمانه وكان على المشتري حمله فإن هلك قبل أن‬
‫يأتي البلد الذي حمله إليه لم يدر كم حصة البيع مإن حصة الكراء فيكون‬
‫الثمن مإجهول والبيع ل يحل بثمن مإجهول فأمإا أن يقول هو مإن ضمان‬
‫الحامإل حتى يوفيه إياه بالبلد الذي شرط له أن يحمله إليه فقد زعم أنه‬
‫إنما اشتراه على أن يوفيه ببلد فاستوفاه ولم يخرج البائع مإن ضمانه ول‬
‫أعلم بائعا يوفى رجل بيعا إل خرج مإن ضمانه ثم إن زعم أنه مإضمون‬
‫ثانية فبأي شيء ضمن بسلف أو بيع أو غصب فهو ليس في شيء مإن‬
‫هذه المعاني فإن زعم أنه ضمن بالبيع الول فهذا شيء واحد بيع مإرتين‬
‫وأوفى مإرتين والبيع في الشيء الواحد ل يكون مإقبوضا مإرتين قال الشافعي‬
‫ول خير في التحري في كل شيء كان فيه الربا في الفضل بعضه على‬
‫بعض وإذا اشترى الرجل السمن أو الزيت وزنا بظروفه فإن شرط الظرف في‬
‫الوزن فل خير فيه وإن اشتراها وزنا على أن يفرغها ثم يزن الظرف فل‬
‫بأس وسواء الحديد والفخار والزقاق قال الشافعي ومإن اشترى طعامإا يراه في‬
‫بيت أو حفرة أو هرى أو طاقة فهو سواء فإذا وجد أسفله مإتغيرا عما رأى‬
‫أعله فله الخيار في أخذه أو تركه لن هذا عيب وليس يلزمإه العيب إل‬
‫أن يشاء كثر ذلك أو قل قال الشافعي نهى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عن بيع الثمار حتى يبدو صلحها فإذا كان الحائط للرجل وطلعت‬
‫الثريا واشتدت النواة واحمر بعضه أو اصفر حل بيعه على أن يترك إلى أن‬
‫يجد وإذا لم يظهر ذلك في الحائط لم يحل بيعه وإن ظهر ذلك فيما‬
‫حوله لنه غير مإا حوله وهذا إذا كان الحائط نخل كله ولم يختلف‬
‫النخل فأمإا إذا كان نخل وعنبا أو نخل وغيره مإن الثمر فبدا صلح‬
‫صنف مإنه فل يجوز أن يباع الصنف الخر الذي لم يبد صلحه ول يجوز‬
‫شراء مإا كان المشترى مإنه تحت الرض مإثل الجزر والبصل والفجل ومإا‬
‫أشبه ذلك ويجوز شراء مإا ظهر مإن ورقه لن المغيب مإنه يقل ويكثر‬

‫صفحة ‪896 :‬‬

‫ويكون ول يكون ويصغر ويكبر وليس بعين ترى فيجوز شراؤها ول‬
‫مإضمون بصفة فيجوز شراؤه ول عين غائبة فإذا ظهرت لصاحبها كان له‬
‫الخيار ول أعلم البيع يخرج مإن واحدة مإن هذه الثلث قال الشافعي وإذا‬
‫كان في بيع الزرع قائما خبر يثبت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أنه أجازه في حال دون حال فهو جائز في الحال التي أجازه فيها وغير‬
‫جائز في الحال التي تخالفه وإن لم يكن فيه خبر عن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فل يجوز بيعه على حال لنه مإغيب يقل ويكثر ويفسد‬
‫ويصلح كما ل يجوز بيع حنطة في جراب ول غرارة وهما كانا أولى أن‬
‫يجوزا مإنه ول يجوز بيع القصيل إل على أن يقطع مإكانه إذا كان القصيل‬
‫مإما يستخلف وإن تركه انتقض فيه البيع لنه يحدث مإنه مإا ليس في البيع‬
‫وإن كان القصيل مإما ل يستخلف ول يزيد لم يجز أيضا بيعه إل على أن‬
‫يقطعه مإكانه فإن قطعه أو نتفه فذلك له وإن لم ينتفه فعليه قطعه إن شاء‬
‫رب الرض والثمرة له لنه اشترى أصله ومإتى مإا شاء رب الرض أن يقلعه‬
‫عنه قلعه وإن تركه رب الرض حتى تطيب الثمرة فل بأس وليس للبائع مإن‬
‫الثمرة شيء قال وإذا ظهر القرط أو الحب فاشتراه على أن يقطعه مإكانه‬
‫فل بأس وإذا اشترط أن يتركه فل خير فيه وإذا اشترى الرجل ثمرة لم يبد‬
‫صلحها على أن يقطعها فالبيع جائز وعليه أن يقطعها مإتى شاء رب النخل‬
‫وإن تركه رب النخل مإتطوعا فل بأس والثمرة للمشتري ومإتى أخذه بقطعها‬
‫قطعها فإن اشتراها على أن يتركه إلى أن يبلغ فل خير في الشراء فإن‬
‫قطع مإنها شيئا فكان له مإثل رد مإثله ول أعلم له مإثل وإذا لم يكن له‬
‫مإثل رد قيمته والبيع مإنتقض ول خير في شراء التمر إل بنقد أو إلى أجل‬
‫مإعلومأ والجل المعلومأ يومأ بعينه مإن شهر بعينه أو هلل شهر بعينه فل‬
‫يجوز البيع إلى العطاء ول إلى الحصاد ول إلى الجداد لن ذلك يتقدمأ‬
‫ويتأخر وإنما قال ال تعالى إذا تداينتم بدين إلى أجل مإسمى وقال عز‬
‫وجل يسألونك عن الهلة قل هي مإواقيت للناس والحج فل توقيت إل‬
‫بالهلة أو سني الهلة قال ول خي في بيع قصيل الزرع كان حبا أو‬
‫قصيل على أن يترك إل أن يكون في ذلك خبر عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم فإن لم يكن فيه خبر فل خير فيه قال الشافعي ومإن اشترى نخل‬
‫فيها ثمر قد أبرت فالثمرة للبائع إل أن يشترط المبتاع فإن اشترطها المبتاع‬
‫فجائز مإن قبل أنها في نخله وإن كانت لم تؤبر فهي للمبتاع وإن اشترطها‬
‫البائع فذلك جائز لن صاحب النخل ترك له كينونة الثمرة في نخله حين‬
‫باعه إياها إذا كان استثنى على أن يقطعها فإن استثنى على أن يقرها فل‬
‫خير في البيع لنه باعه ثمرة لم يبد صلحها على أن تكون مإقرة إلى‬
‫وقت قد‬

‫صفحة ‪897 :‬‬

‫تأتي عليها الفة قبله ولو استثنى بعضها لم يجز إل أن يكون النصف‬
‫مإعلومإا فيستثنيه على أن يقطعه ثم إن تركه بعد لم يحرمأ عليه والستثناء‬
‫مإثل البيع يجوز فيه مإا يجوز في البيع ويفسد فيه مإا يفسد فيه قال وإذا‬
‫أبر مإن النخل واحدة فثمرها للبائع وإن لم يؤبر مإنها شيء فثمرها للمبتاع‬
‫كما إذا طاب مإنر النخل واحدة يحل بيعه وإن لم يطب الباقي مإنه فإن‬
‫لم يطب مإنه شيء لم يحل بيعه ول شيء مإثل ثمر النخل أعرفه إل‬
‫الكرسف فإنه يخرج في أكمامإه كما يخرج الطلع في أكمامإه ثم ينشق فإذا‬
‫انشق مإنه شيء فهو كالنخل يؤبر وإذا انشق النخل ولم يؤبر فهي كالبار‬
‫لنهم يبادرون به إبارته إنما يؤبر ساعة ينشق وال فسد فإن كان مإن الثمر‬
‫شيء يطلع في أكمامإه ثم ينشق فيصير في إنشقاقه فهو كالبار في النخل‬
‫ومإا كان مإن الثمر يطلع كما هو لكمامأ عليه أو يطلع عليه كمامأ ثم ل‬
‫يسقط كمامإه فطلوعه كإبار النخل لنه ظاهر فإذا باعه رجل وهو كذلك‬
‫فالثمرة له إل أن يشترطه المبتاع ومإن باع أرضا فيها زرع تحت الرض أو‬
‫فوقها بلغ أو لم يبلغ فالزرع للبائع والزرع غير الرض قال الشافعي ومإن‬
‫باع ثمر حائطه فاستثنى مإنه مإكيلة قلت أو كثرت فالبيع فاسد لن المكيلة‬
‫قد تكون نصفا أو ثلثا أو أقل أو أكثر فيكون المشتري لم يشتر شيئا‬
‫يعرفه ول البائع ول يجوز أن يستثنى مإن جزاف باعه شيئا إل مإا ل يدخله‬
‫في البيع وذلك مإثل نخلت يستثنين بأعيانهن فيكون باعه مإا سواهن أو‬
‫ثلث أو ربع أو سهم مإن أسهم جزاف فيكون مإا لم يستثن داخل في‬
‫البيع ومإا استثنى خارجا مإنه فأمإا أن يبيعه جزافا ل يدري كم هو ويستثنى‬
‫مإنه كيل مإعلومإا فل خير فيه لن البائع حينئذ ل يدري مإا باع والمشتري‬
‫ل يدري مإا اشترى ومإن هذا أن يبيعه الحائط فيستثنى مإنه نخلة أو أكثر‬
‫ل يسميها بعينها فيكون الخيار في استثنائها إليه فل خير فيه لن لها حظا‬
‫مإن الحائظ ل يدري كم هو وهكذا الجزاف كله قال الشافعي ول يجوز‬
‫لرجل أن يبيع رجل شيئا ثم يستثني مإنه شيئا لنفسه ول لغيره إل أن يكون‬
‫مإا استثنى مإنه خارجا مإن البيع لم يقع عليه صفقة البيع كما وصفت وإن‬
‫باعه ثمر حائط على أن له مإا سقط مإن النخل فالبيع فاسد مإن قبل أن‬
‫الذي يسقط مإنها قد يقل ويكثر أرأيت لو سقطت كلها أتكون له فأي‬
‫شيء باعه إن كانت له أو رأيت لو سقط نصفها أيكون له النصف بجميع‬
‫الثمن فل يجوز الستثناء إل كما وصفت قال الشافعي ومإن باع ثمر حائط‬
‫مإن رجل وقبضه مإنه وتفرقا ثم أراد أن يشتريه كله أو بعضه فل بأس به‬
‫قال الشافعي وإذا اكترى الرجل الدار وفيها نخل قد طاب ثمره على أن له‬
‫الثمرة فل يجوز مإن قبل أنه كراء وبيع وقد ينفسخ الكراء بانهدامأ‬

‫صفحة ‪898 :‬‬


‫الدار ويبقى ثمر الشجر الذي اشترى فيكون بغير حصة مإن الثمن مإعلومإا‬
‫والبيوع ل تجوز إل مإعلومإة الثمان فإن قال قد يشتري العبد والعبدين‬
‫والدار والدارين صفقة واحدة قيل نعم فإذا انتقض البيع في أحد الشيئين‬
‫المشتريين انتقض في الكل وهو مإملوك الرقاب كله والكراء ليس بمملوك‬
‫الرقبة إنما هو مإملوك المنفعة والمنفعة ليست بعين قائمة فإذا أراد أن‬
‫يشتري ثمرا ويكتري دارا تكارى الدار على حدة واشترى الثمرة على حدة‬
‫ثم حل في شراء الثمرة مإا يحل في شراء الثمرة بغير كراء ويحرمأ فيه مإا‬
‫يحرمأ فيه قال الشافعي ول بأس ببيع الحبابين أحدهما بصاحبه استويا أو‬
‫اختلفا إذا لم يكن فيهما ثمر فإن كان فيهما ثمر فكان الثمر مإختلفا فل‬
‫بأس به إذا كان الثمر قد طاب أو لم يطب وإن كان ثمره واحدا فل‬
‫خير فيه قال الربيع إذا بعتك حائطا بحائط وفيهما جميعا ثمر فإن كان‬
‫الثمران مإختلفين مإثل أن يكون كرمأ فيه عنب أو زبيب بحائط نخل فيه‬
‫بسر أو رطب بعتك الحائط بالحائط على أن لكل واحد حائطا بما فيه‬
‫فإن البيع جائز وإن كان الحائطان مإستويي الثمر مإثل النخل ونخل فيهما‬
‫الثمر فل يجوز مإن قبل أني بعتك حائطا وثمرا بحائط وثمر والثمر بالثمر‬
‫ل يجوز قال الربيع مإعنى القصيل عندي الذي ذكره الشافعي إذا كان قد‬
‫سنبل فأمإا إذا لم يسنبل وكان بقل فاشتراه على أن يقطعه فل بأس قال‬
‫الشافعي عامإل رسول ال صلى ال عليه وسلم أهل خيبر على الشطر‬
‫وخرص بينهم وبينه ابن رواحة وخرص النبي صلى ال عليه وسلم تمر‬
‫المدينة وامإر بخرص أعناب أهل الطائف فأخذ العشر مإنهم بالخرص والنصف‬
‫مإن أهل خيبر بالخرص فل بأس أن يقسم ثمر العنب والنخل بالخرص ول‬
‫خير في أن يقسم ثمر غيرهما بالخرص لنهما الموضعان اللذان أمإر رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم بالخوص فيهما ولم نعلمه أمإر بالخرص في غيرهما‬
‫وأنهما مإخالفان لما سواهما مإن الثمر باستجماعهما وأنه ل حائل دونهما مإن‬
‫ورق ول غيره وأن مإعرفة خرصهما تكاد أن تكون بائنة ول تخطيء ول‬
‫يقسم شجر غيرهما بخرص ول ثمره بعد مإا يزايل شجره بخرص قال‬
‫الشافعي وإذا كان بين القومأ الحائط فيه الثمر لم يبد صلحه فأرادوا‬
‫اقتسامإه فل يجوز قسمه بالثمرة بحال وكذلك إذا بدا صلحها لم يجر‬
‫قسمه مإن قبل أن للنخل والرض حصة مإن الثمن وللثمرة حصة مإن الثمن‬
‫فتقع الثمرة بالثمرة مإجهولة ل بخرص ول بيع ول يجوز قسمه إل أن يكونا‬
‫يقتسمان الصل وتكون الثمرة بينهما مإشاعة إن كانت لم تبلغ أو كانت قد‬
‫بلغت غير أنها إذا بلغت فل بأس أن يقتسماها بالخرص قسما مإنفردا وإن‬
‫أرادا أن يكونا يقتسمان الثمرة مإع النخل اقتسماها ببيع مإن البيوع فقومإا كل‬
‫سهم بأرضه وشجره‬

‫صفحة ‪899 :‬‬

‫وثمره ثم أخذا بهذا البيع ل بقرعة قال الشافعي وإذا اختلف فكان‬
‫نخل وكرمإا فل بأس أن يقسم أحدهما بالخر وفيهما ثمرة لنه ليس في‬
‫تفاضل الثمرة بالثمرة تخالفها ربا في يد بيد ومإا جاز في القسم على‬
‫الضرورة جاز في غيرها ومإا لم يجز في الضرورة لم يجز في غيرها قال‬
‫الشافعي ول يصلح السلم في ثمر حائط بعينه لنه قد ينفد ويخطيء ول‬
‫يجوز السلم في الرطب مإن الثمر إل بأن يكون مإحله في وقت تطيب‬
‫الثمرة فإذا قبض بعضه ونفدت الثمرة الموصوفة قبل قبض الباقي مإنها كان‬
‫للمشتري أن يأخذ رأس مإاله كله ويرد عليه مإثل قيمة مإا أخذ مإنه وقيل‬
‫يحسب عليه مإا أخذ بحصته مإن الثمن فكان كرجل اشترى مإائة إردب‬
‫فأخذ مإنها خمسين وهلكت خمسون فله أن يرد الخمسين وله الخيار في‬
‫أن يأخذ الخمسين بحصته مإن الثمن ويرجع بما بقي مإن رأس مإاله وله‬
‫الخيار في أن يؤخره حتى يقبض مإنه رطبا في قابل بمثل صفة الرطب الذي‬
‫بقي له ومإكيلته كما يكون له الحق مإن الطعامأ في وقت ل يجده فيه‬
‫فيأخذه بعده قال الشافعي ول خير في الرجل يشتري مإن الرجل له الحائط‬
‫النخلة أو النخلتين أو أكثر أو أقل على أن يستجنيها مإتى شاء على أن‬
‫كل صاع بدينار لن هذا ل بيع جزاف فيكون مإن مإشتريه إذا قبضه ول‬
‫بيع كيل يقبضه صاحبه مإكانه وقد يؤخره فيضمن إذا قرب أن يثمر وهو‬
‫فاسد مإن جميع جهاته قال الشافعي ول خير في أن يشتري شيئا يستجنيه‬
‫بوجه مإن الوجوه إل أن يشتري نخلة بعينها أو نخلت بأعيانهن ويقبضهن‬
‫فيكون ضمانهن مإنه ويستجدهن كيف شاء ويقطع ثمارها مإتى شاء أو‬
‫يشتريهن وتقطعن له مإكانه فل خير في شراء إل شراء عين تقبض إذا‬
‫اشتريت ل حائل دون قابضها أو صفة مإضمونة على صاحبها وسواء في‬
‫ذلك الجل القريب والحال البعيد ل اختلف بين ذلك ول خير في الشراء‬
‫إل بسعر مإعلومأ ساعة يعقدان البيع وإذا أسلف الرجل الرجل في رطب أو‬
‫تمر أو مإا شاء فكله سواء فإن شاء أن يأخذ نصف رأس مإاله ونصف‬
‫سلفه فل بأس إذا كان له أن يقيله مإن السلف كله ويأخذ مإنه السلف‬
‫كله فلم ل يكون له أن يأخذ النصف مإن سلفه والنصف مإن رأس مإاله‬
‫فإن قالوا كره ذلك ابن عمر فقد أجازه ابن عباس وهو جائز في القياس‬
‫ول يكون له أن يأخذ نصف سلفه ويشتري مإنه بما بقي طعامإا ول غيره‬
‫لن له عليه طعامإا وذلك بيع الطعامأ قبل أن يقبض ولكن يفاسخه البيع‬
‫حتى يكون له عليه دنانير حالة وإذا سلف الرجل الرجل في رطب إلى‬
‫أجل مإعلومأ فنفد الرطب قبل أن يقبض هذا حقه بتوان أو ترك مإن‬
‫المشتري أو البائع أو هرب مإن البائع فالمشتري بالخيار بين أن يأخذ رأس‬
‫مإاله لنه مإعوز بماله‬

‫صفحة ‪900 :‬‬

‫في كل حال ل يقدر عليه وبين أن يؤخره إلى أن يمكن الرطب بتلك‬
‫الصفة فيأخذه به وجائز أن يسلف في ثمر رطب في غير أوانه إذا اشترط‬
‫أن يقبضه في زمإانه ول خير أن يسلف في شيء إل في شيء مإأمإون ل‬
‫يعوز في الحال التي اشترط قبضه فيها فإن سلفه في شيء يكون في حال‬
‫ول يكون لم أجز فيه السلف وكان كمن سلف في حائط بعينه وأرض‬
‫بعينها فالسلف في ذلك مإفسوخ وإن قبض سلفه رد عليه مإا قبض مإنه‬
‫وأخذ رأس مإاله‬
‫باب الشهادة في البيوع‬
‫قال ال تعالى وأشهدوا إذا تبايعتم قال الشافعي رحمه ال فاحتمل أمإر‬
‫ال جل وعز بالشهاد عند البيع أمإرين أحدهما أن تكون الدللة على مإا‬
‫فيه الحظ بالشهادة ومإباح تركها ل حتما يكون مإن تركه عاصيا بتركه‬
‫واحتمل أن يكون حتما مإنه عصى مإن تركه بتركه والذي أختار أن ل يدع‬
‫المتبايعان الشهاد وذلك أنهما إذا أشهدا لم يبق في أنفسهما شيء لن‬
‫ذلك إن كان حتما فقد أدياه وإن كان دللة فقد أخذا بالحظ فيها وكل‬
‫مإا ندب ال تعالى إليه مإن فرض أو دللة فهو بركة على مإن فعله إل‬
‫ترى أن الشهاد في البيع إن كان فيه دللة كان فيه أن المتبايعين أو‬
‫أحدهما إن أراد ظلماي قامإت البينة عليه فيمنع مإن الظلم الذي يأثم به‬
‫وإن كان تاركا ل يمنع مإنه ولو نسي أو وهم فجحد مإنع مإن المأثم على‬
‫ذلك بالبينة وكذلك ورثتهما بعدهما أو ل ترى أنهما أو أحدهما لو وكل‬
‫وكيل أن يبيع فباع هذا رجل وباع وكيله آخر ولم يعرف أي البيعين أول‬
‫لم يعط الول مإن المشتريين بقول البائع ولو كانت بينة فأثبتت أيهما أول‬
‫أعطى الول فالشهادة سبب قطع التظالم وتثبت الحقوق وكل أمإر ال جل‬
‫وعز ثم أمإر رسول ال صلى ال عليه وسلم الخير الذي ل يعتاض مإنه‬
‫مإن تركه فإن قال قائل فأي المعنيين أولى بالية الحتم بالشهادة أمأ الدللة‬
‫فإن الذي يشبه وال أعلم وإياه أسأل التوفيق أن يكون دللة ل حتما‬
‫يحرج مإن ترك الشهاد فإن قال مإا دل على مإا وصفت قيل قال ال عز‬
‫وجل وأحل ال البيع وحرمأ الربا فذكر أن البيع حلل ولم يذكر مإعه بينة‬
‫وقال عز وجل في آية الدين إذا تداينتم بدين والدين تبايع وقد أمإر فيه‬
‫بالشهاد فبين المعنى الذي أمإر له به فدل مإا بين ال عز وجل في الدين‬
‫على أن ال عز وجل إنما أمإر به على النظر والحتياط ل على الحتم‬
‫قلت قال ال تعالى اذا تداينتم بدين إلى أجل مإسمى فاكتبوه ثم قال في‬
‫سياق الية وإن كنتم على سر ولم تجدوا كاتبا فرهان مإقبوضة فإن أمإن‬
‫بعضكم بعضا فليؤد الذي ائتمن أمإانته فلما أمإر إذا لم يجدوا كاتبا بالرهن‬
‫ثم أباح ترك الرهن وقال فإن أمإن‬
‫صفحة ‪901 :‬‬

‫بعضكم بعضا دل على أن المإر الول دللة على الحظ ل فرض مإنه‬
‫يعصى مإن تركه وال أعلم وقد حفظ عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه‬
‫بايع أعرابيا في فرس فجحد العرابي بأمإر بعض المنافقين ولم يكن بينهما‬
‫بينة فلو كان حتما لم يبايع رسول ال صلى ال عليه وسلم بل بينة وقد‬
‫حفظت عن عدة لقيتهم مإثل مإعنى قولي مإن أنه ل يعصى مإن ترك الشهاد‬
‫وأن البيع لزمأ إذا تصادقا ل ينقضه أن ل تكون بينة كما ينقض النكاح‬
‫‪.‬لختلف حكمهما‬

‫باب السلف والمراد به السلم‬


‫قال الشافعي رحمه ال قال ال تعالى يا أيها الذينأمإنوا إذا تداينتم بدين‬
‫إلى أجل مإسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل إلى قوله وليتق ال‬
‫ربه قال الشافعي فلما أمإر ال عز وجل بالكتاب ثم رخص في الشهاد إن‬
‫كانوا عى سفر ولم يجدوا كاتبا احتمل أن يكون فرضا وأن يكون دللة‬
‫فلما قال ال جل ثناؤه فرهان مإقبوضة والرهن غير الكتاب والشهادة ثم قال‬
‫فإن أمإن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمإانته وليتق ال ربه دل كتاب‬
‫ال عز وجل على أن أمإره بالكتاب ثم الشهود ثم الرهن إشادا ل فرضا‬
‫عليهم لن قوله فإن أمإن بعضكم بعضا فليؤد الذيرل اؤتمن أمإانته إباحة لن‬
‫يأمإن بعضهم بعضا فيدع الكتاب والشهود والرهن قال وأحب الكتاب والشهود‬
‫لنه إرشاد مإن ال ونظر للبائع والمشتري وذلك أنهما إن كانا أمإينين فقد‬
‫يموتان أو أحدهما فل يعرف حق البائع على المشتري فيتلف على البائع أو‬
‫ورثته حقه وتكون التباعة على المشتري في أمإر لم يرده وقد يتغير عقل‬
‫المشتري فيكون هذا والبائع وقد يغلط المشتري فل يقر فيدخل في الظلم‬
‫مإن حيث ل يعلم ويصيب ذلك البائع فيدعى مإا ليس له فيكون الكتاب‬
‫والشهادة قاطعا هذا عنهما وعن ورثتهما ولم يكن يدخله مإا وصفت انبغى‬
‫لهل دين ال اختيار مإا ندبهم ال إليه إرشادا ومإن تركه فقد ترك حزمإا‬
‫وأمإرا لم أحب تركه مإن غير أن أزعم أنه مإحرمأ عليه بما وصفت مإن الية‬
‫ول يأب كاتب أن يكتب كما‬ ‫بعده قال الشافعي قال ال عز وجل‬
‫يحتمل أن يكون حتما على مإن دعى للكتاب فإن تركه تارك‬ ‫علمه ال‬
‫كان عاصيا ويحتمل أن يكون كما وصفنا في كتاب جماع العلم على مإن‬
‫حضر مإن الكتاب أن ل يعطلوا كتاب حق بين رجلين فإذا قامأ به واحد‬
‫أجزأ عنهم كما حق عليهم أن يصلوا على الجنائز ويدفنوها فإذا قامأ بها‬
‫مإن يكفيها أخرج ذلك مإن تخلف عنها مإن المأثم ولو ترك كل مإن حضر‬
‫مإن الكتاب خفت أن يأثموا بل كأني ل أراهم يخرجون مإن المآثم وأيهم‬
‫قامأ به أجزأ عنهم قال الشافعي وهذا أشبه‬

‫صفحة ‪902 :‬‬

‫مإعانيه به وال تعالى أعلم قال الشافعي وقول ال جل ذكره ول يأب‬


‫الشهداء إذا مإا دعوا يحتمل مإا وصفت مإن أن ل يأبى كل شاهد ابتدئ‬
‫فيدعى ليشهد ويحتمل أن يكون فرضا على مإن حضر الحق أن يشهد مإنهم‬
‫مإن فيه الكفاية للشهادة فإذا شهدوا أخرجوا غيرهم مإن المأثم وإن ترك مإن‬
‫حضر الشهادة خفت حرجهم بل ل أشك فيه وهذا أشبه مإعانيه به وال‬
‫تعالى أعلم قال فأمإا مإن سبقت شهادته بأن اشهد أو علم حقا لمسلم أو‬
‫مإعاهد فل يسعه التخلف عن تادية الشهادة مإتى طلبت مإنه في مإوضع‬
‫مإقطع الحق قال الشافعي والقول في كل دين سلف أو غيره كما وصفت‬
‫وأحب الشهادة في كل حق لزمأ مإن بيع وغيره نظرا في المتعقب لما‬
‫وصفت وغيره مإن تغير العقول قال الشافعي في قول ال عز وجل فليملل‬
‫وليه بالعدل دللة على تثبيت الحجر وهو مإوضوع في كتاب الحجر قال‬
‫الشافعي وقول ال تعالى إذا تداينتم بدين إلى أجل مإسمى يحتمل كل دين‬
‫ويحتمل السلف خاصة وقد ذهب فيه ابن عباس إلى أنه في السلف أخبرنا‬
‫الشافعي قال أخبرنا فيان عن أيوب عن قتادة عن أبي حسان العرج عن‬
‫ابن عباس رضي ال تعالى عنهما قال أشهد أنس السلف المضمون إلى‬
‫أجل مإسمى قد أحله ال تعالى في كتابه وأذن فيه ثم قال يا أيها الذين‬
‫آمإنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مإسمى قال الشافعي وإن كان كما قال‬
‫ابن عباس في السلف قلنا به في كل دين قياسا عليه لنه في مإعناه‬
‫والسلف جائز في سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم والثار ومإا ل‬
‫يختلف فيه أهل العلم علمته قال الشافعي أخبرنا سفيان عن ابن أبي نجيح‬
‫عن عبد ال بن كثير عن أبي المنهال عن ابن عباس أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم قدمأ المدينة وهم يسلفون في التمر السنة والسنتين وربما‬
‫قال السنتين والثلث فقال مإن سلف فليسلف في كيل مإعلومأ ووزن مإعلومأ‬
‫وأجل مإعلومأ قال الشافعي حفظته كما وصفت مإن سفيان مإرارا قال الشافعي‬
‫وأخبرني مإن أصدقه عن سفيان أنه قال كما قلت وقال في الجل إلى‬
‫أجل مإعلومأ أخبرنا سعيد ابن سالم عن ابن جريج عن عطاء أنه سمع ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما يقول ل نرى بالسلف بأسا الورق في الورق نقدا‬
‫قال الشافعي أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج عن عمرو بن دينار أن‬
‫ابن عمر كان يجيزه قال الشافعي أخبرنا مإالك عن نافع أنه كان يقول ل‬
‫بأس أن يسلف الرجل في طعامأ مإوصوف بسعر مإعلومأ إلى أجل مإسمى قال‬
‫الشافعي أخبرنا ابن علية عن أيوب عن مإحمد بن سيرين أنه سئل عن‬
‫الرهن في السلف فقال إذا كان البيع حلل فإن الرهن مإما أمإر به قال‬
‫الشافعي أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج عن عمرو بن دينار أنه كان‬
‫ل‬

‫صفحة ‪903 :‬‬

‫يرى بأسا بالرهن والحميل في السلم وغيره قال الشافعي والسلم السلف‬
‫وبذلك أقول ل بأس فيه بالرهن والحميل لنه بيع مإن البيوع وقد أمإر ال‬
‫جل ثناؤه بالرهن فأقل أمإره تبارك وتعالى أن يكون إباحة له فالسلم بيع مإن‬
‫البيوع قال الشافعي أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج عن عطاء أنه‬
‫كان ل يرى بأسا أن يسلف الرجل في شيء يأخذ فيه رهنا أو حميل خذ‬
‫فيه رهنا أو حميل قال الشافعي ويجمع الرهن والحميل ويتوثق مإا قدر عليه‬
‫حقه أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج عن جعفر بن مإحمد عن أبيه‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رهن درعه عند أبي الشحم اليهودي‬
‫رجل مإن بني ظفر قال الشافعي أخبرنا ابراهيم بن مإحمد عن يحيى بن‬
‫سعيد عن نافع عن ابن عمر أنه كان ل يرى باسا أن يبيع الرجل شيئا‬
‫إلى أجل ليس عنده أصله قال أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج عن‬
‫نافع مإولى ابن عمر عن ابن عمر مإثله قال الشافعي ففي سنة رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم دلئل مإنها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أجاز‬
‫أن يسلف إذا كان مإا يسلف فيه كيل مإعلومإا ويحتمل مإعلومأ الكيل ومإعلومأ‬
‫الصفة وقال ووزن مإعلومأ وأجل مإعلومأ أو إلى أجل مإعلومأ فدل ذلك على‬
‫أن قوله ووزن مإعلومأ إذا أسلف في كيل أن يسلف في كيل مإعلومأ وإذا‬
‫سمى أن يسمي أجل مإعلومإا وإذا سلف في وزن أن يسلف في وزن مإعلومأ‬
‫وإذا أجاز رسول ال صلى ال عليه وسلم السلف في التمر السنتين بكيل‬
‫ووزن وأجل مإعلومأ كله والتمر قد يكون رطبا وقد أجاز أن يكون في‬
‫الرطب سلفا مإضمونا في غير حينه الذي يطيب فيه لنه إذا سلف سنتين‬
‫كان بعضها في غير حينه قال والسلف قد يكون بيع مإا ليس عند البائع‬
‫فلما نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم حكيما عن بيع مإا ليس عنده‬
‫وأذن في السلف استدللنا على أنه ل ينهى عما أمإر به وعلمنا أنه إنما‬
‫نهى حكيما عن بيع مإا ليس عنده إذا لم يكن مإضمونا عليه وذلك بيع‬
‫العيان قال ويجتمع السلف وهو بيع الصفات وبيع العيان في أنه ل يحل‬
‫فيهما بيع مإنهي عنه ويفترقان في أن الجزاف يحل فيما رآه صاحبه ول‬
‫يحل في السلف إل مإعلومأ بكيل أو وزن أو صفة قال الشافعي والسلف‬
‫بالصفة والجل مإا ل اختلف فيه عند أحد مإن أهل العلم حفظت عنه قال‬
‫الشافعي ومإا كتبت مإن الثار بعد مإا كتبت مإن القرآن والسنة والجماع‬
‫ليس لن شيئا مإن هذا يزيد سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم قوة ول‬
‫لو خالفها ولم يحفظ مإعها يوههنا بل هي التي قطع ال بها العذر ولكنا‬
‫رجونا الثواب في إرشاد مإن سمع مإا كتبنا فإن فيما كتبنا بعض مإا يشرح‬
‫قلوبهم لقبوله ولو تنحت عنهم الغفلة لكانوا مإثلنا في الستغناء بكتاب ال‬
‫عز‬
‫صفحة ‪904 :‬‬

‫وجل ثم سنة نبيه صلى ال عليه وسلم ومإا احتاجوا إذا أمإر ال عز‬
‫وجل بالرهن في الدين إلى أن يقول قائل هو جائز في السلف لن أكثر‬
‫مإا في السلف أن يكون دينا مإضمونا قال الشافعي فإذا أجاز رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بيع الطعامأ بصفة إلى أجل كان وال تعالى اعلم بيع‬
‫الطعامأ بصفة حال أجوز لنه ليس في البيع مإعنى إل أن يكون بصفة‬
‫مإضمونا على صاحبه فإذا ضمن مإؤخرا ضمن مإعجل وكان مإعجل أعجل مإنه‬
‫مإؤخرا والعجل أخرج مإن مإعنى الغرر وهو مإجامإع له في أنه مإضمون له‬
‫على بائعه بصفة‬
‫باب مإا يجوز مإن السلف‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى ل يجوز جماع السلف حتى يجمع خصال‬
‫أن يدفع المسلف ثمن مإا سلف لن في قول النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫مإن سلف فليسلف إنما قال فليعط ولم يقل ليبايع ول يعطي ول يقع اسم‬
‫التسليف فيه حتى يعطيه مإا سلفه قبل أن يفارق مإن سلفه وأن يشرط عليه‬
‫أن يسلفه فيما يكال كيل أو فيما يوزن وزنا ومإكيال ومإيزان مإعروف عند‬
‫العامإة فأمإا مإيزان يريه إياه أو مإكيال يريه فيشترطان عليه فل يجوز وذلك‬
‫لنهما لو اختلفا فيه أو هلك لم يعلم مإا قدره ول يبالي كان مإكيال قد‬
‫أبطله السلطان أو ل إذا كان مإعروفا وإن كان تمرا قال تمر صيحاني أو‬
‫بردى أو عجوة أو جنيب أو صنف مإن التمر مإعروف فإن كان حنطة قال‬
‫شامإية أو مإيسانية أو مإصرية أو مإوصلية أو صنفا مإن الحنطة مإوصوفا وإن‬
‫كان ذرة قال حمراء أو نطيس أو هما أو صنف مإنها مإعروف وإن كان‬
‫شعيرا قال مإن شعير بلد كذا وإن كان يختلف سمي صفته وقال في كل‬
‫واحد مإن هذا جيدا أو رديئا أو وسطا وسمي أجل مإعلومإا إن كان لما‬
‫سلف أجل وإن لم يكن له أجل كان حال قال الشافعي وأحب أن يشترط‬
‫الموضع الذي يقبضه فيه قال الشافعي وإن كان مإا سلف فيه رقيقا قال‬
‫عبد نوبي خماسي أو سداسي أو مإحتلم أو وصفه بشيته وأسود هو أو‬
‫أصفر أو أسحم وقال نقي مإن العيوب وكذلك مإا سواه مإن الرقيق بصفة‬
‫وسن ولون وبراءة مإن العيوب إل أن يشاء أن يقول إل الكي والحمرة‬
‫والشقرة وشدة السواد والحمش وإن سلف في بعير قال بعير مإن نعم بني‬
‫فلن ثنى غير مإودن نقي مإن العيوب سبط الخلق أحمر مإجفر الجنبين‬
‫رباعي أو بازل وهكذا الدواب يصفها بنتاجها وجنسها وألوانها وأسنانها‬
‫وأنسابها وبراءتها مإن العيوب إل أن يسمى عيبا يتبرأ البائع مإنه قال ويصف‬
‫الثياب بالجنس مإن كتان أو قطن ونسج بلد وذرع مإن عرض وطول وصفاقة‬
‫ودقة وجودة أو رداءة أو وسط وعتيق‬

‫صفحة ‪905 :‬‬

‫مإن الطعامأ كله أو جديد أو غير جديد ول عتيق وأن يصف ذلك‬
‫بحصاد عامأ مإسمى أصح قال وهكذا النحاس يصفه أبيض أو شبها أو أحمر‬
‫ويصف الحديد ذكرا أو أنيثا أو بجنس إن كان له والرصاص قال وأقل مإا‬
‫يجوز فيه السلف مإن هذا أن يوصف مإا سلف فيه بصفة تكون مإعلومإة عند‬
‫أهل العلم أن اختلف المسلف والمسلف وإذا كانت مإجهولة ل يقامأ على‬
‫حدها أو إلى أجل غير مإعلومأ أو ذرع غير مإعلومأ أو لم يدفع المسلف‬
‫الثمن عند التسليف وقبل التفرق مإن مإقامإهما فسد السلف وإذا فسد رد‬
‫إلى المسلف رأس مإاله قال فكل مإا وقعت عليه صفة يعرفها أهل العلم‬
‫بالسلعة التي سلف فيها جاز فيها السلف قال ول بأس أن يسلف الرجل‬
‫في الرطب قبل أن يطلع النخل الثمر إذا اشترط أجل في وقت يمكن فيه‬
‫الرطب وكذلك الفواكه المكيلة الموصوفة وكذلك يسلف إلى سنة في طعامأ‬
‫جديد إذا حل حقه قال الشافعي والجدة في الطعامأ والثمر مإما ل يستغنى‬
‫عن شرطه لنه قد يكون جيدا عتيقا ناقصا بالقدمأ قال الشافعي ولو اشترط‬
‫في شيء مإما سلف أجود طعامأ كذا أو أردأ طعامأ كذا أو اشترط ذلك‬
‫في ثياب أو رقيق أو غير ذلك مإن السلع كان السلف فاسدا لنه ل‬
‫يوقف على أجوده ول أدناه أبدا ويوقف على جيد ورديء لنا نأخذه بأقل‬
‫مإا يقع عليه اسم الجودة والرداءة قال الشافعي رحمه ال تعالى وقول رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم مإن سلف فليسلف في كيل مإعلومأ وأجل مإعلومأ‬
‫يدل على أن الجال ل تحل إل أن تكون مإعلومإة وكذلك قال ال جل‬
‫ثناؤه اذا تداينتم بدين إلى أجل مإسمى قال الشافعي ول يصلح بيع إلى‬
‫العطاء ول حصاد ول جداد ول عيد النصارى وهذا غير مإعلومأ لن ال‬
‫تعالى حتم أن تكون المواقيت بالهله فيما وقت لهل السلمأ فقال تبارك‬
‫وتعالى يسألونك عن الهلة قل هي مإواقيت للناس والحج وقال جل ثناؤه‬
‫شهر رمإضان الذي أنزل فيه القرآ وقال جل وعز الحج أشهر مإعلومإات وقال‬
‫يسألونك عن الشهر الحرامأ وقال واذكروا ال في أيامأ مإعدودات قال الشافعي‬
‫فأعلم ال تعالى بالهلة جمل المواقيت وبالهلة مإواقيت اليامأ مإن الهلة‬
‫ولم يجعل علما لهل السلمأ إل بها فمن أعلم بغيرها فب مإا أعلم ال‬
‫أعلم قال الشافعي ولو لم يكن هذا هكذا مإا كان مإن الجائز أن تكون‬
‫العلمإة بالحصاد والجداد بخلفه وخلفه قول ال عز وجل أجل مإسمى‬
‫والجل المسمى مإال يختلف والعلم يحيط أن الحصاد والجداد يتأخران‬
‫ويتقدمإان بقدر عطش الرض وريها وبقدر برد الرض والسنة وحرها ولم‬
‫يجعل ال فيما استأخر أجل إل مإعلومإا والعطاء إلى السلطان يتأخر ويتقدمأ‬
‫وفصح‬

‫صفحة ‪906 :‬‬

‫النصارى عندي يخالف حساب السلمأ ومإا أعلم ال تعالى به فقد‬


‫يكون عامإا في شهر وعامإا في غيره فلو أجزناه إليه أجزناه على أمإر‬
‫مإجهول فكره لنه مإجهول وأنه خلف مإا أمإر ال به ورسوله أن نتأجل فيه‬
‫ولم يجز فيه إل قول النصارى على حساب يقيسون فيه أيامإا فكنا إنما‬
‫أعلمنا في ديننا بشهادة النصارى الذين ل نجيز شهادتهم على شيء وهذا‬
‫عندنا غير حلل لحد مإن المسلمين قال الشافعي فإن قال قائل فهل قال‬
‫فيه أحد بعد النبي صلى ال عليه وسلم قلنا مإا نحتاج إلى شيء مإع مإا‬
‫وصفت مإن دلئل الكتاب والسنة والقياس وقد روى فيه رجل ل يثبت‬
‫حديثه كل الثبت شيئا أخبرنا سفيان بن عيينه عن عبد الكريم الجزري عن‬
‫عكرمإة عن ابن عباس أنه قال ل تبيعوا إلى العطاء ول إلى الندر ول إلى‬
‫الدياس أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج أن عطاء سئل عن رجل باع‬
‫طعامإا فإن أجلت على الطعامأ فطعامإك في قابل سلف قال ل إل إلى أجل‬
‫مإعلومأ وهذان أجلن ل يدرى إلى أيهما يوفيه طعامإه قال الشافعي ولو باع‬
‫رجل عبدا بمائة دينار إلى العطاء أو إلى الجداد أو إلى الحصاد كان‬
‫فاسدا ولو أراد المشتري إبطال الشرط وتعجيل الثمن لم يكن ذلك له لن‬
‫الصفقة انعقدت فاسدة فل يكون له ول لهما إصلح جملة فاسدة إل‬
‫بتجديد بيع غيرها قال الشافعي فالسلف بيع مإضمون بصفة فإنغيرن اختار أن‬
‫يكون إلى أجل جاز وأن يكون حال وكان الحال أولى أن يجوز لمإرين‬
‫أحدهما أنه مإضمون بصفة كما كان الدين مإضمونا بصفة والخر أن مإا‬
‫أسرع المشترى في أخذه كان مإن الخروج مإن الفسادبغرر وعارض أولى مإن‬
‫المؤجل أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج أنه سأل عطاء فقال له رجل‬
‫سلفته ذهبا في طعامأ يوفيه قبل الليل ودفعت إليه الذهب قبل الليل وليس‬
‫الطعامأ عنده قال لمإن أجل الشف وقد علم كيف السوق وكم السعر قال‬
‫ابن جريج فقلت له ليصلح السلف إل في الشيء المستأخر قال ل إل‬
‫في الشيء المستأخر الذي ليعلم كيف يكون السوق إليه يربح أو ليربح‬
‫قال ابن جريج ثم رجع عن ذلك بعد قال الشافعي يعني أجاز السلف حال‬
‫قال الشافعي وقوله الذي رجع إليه أحب إلى مإن قوله الذي قاله أول‬
‫وليس في علم واحد مإنهما كيف السوق شيء يفسد بيعا ول في علم‬
‫أحدهما دون الخر أرأيت لو باع رجل رجل ذهبا وهو يعرف سوقها أو‬
‫سلعة ول يعلمه المشترى أو يعلمه المشترى ول يعلمه البائع أكان في شيء‬
‫مإن هذا مإا يفسد البيع قال الشافعي ليس في شيء مإن هذا شيء مإا‬
‫يفسد بيعا مإعلومإا ول حال قال الشافعي فمن سلف إلى الجداد أو الحصاد‬
‫فالبيع فاسد قال الشافعي ومإا أعلم‬
‫صفحة ‪907 :‬‬

‫عامإا إل والجداد يستأخر فيه حتى لقد رأيته يجد في ذى القعدة ثم‬
‫رأيته يجد في المحرمأ ومإن غير علة بالنخل فأمإا إذا إعتلت النخل أو‬
‫إختلفت بلداتها فهو يتقدمأ ويتأخر بأكثر مإن هذا قال والبيع إلى الصدر‬
‫جائزوالصدر يومأ النفر مإن مإنى فإن قال وهو ببلد غير مإكة إلى مإخرج‬
‫الحاج أو إلى أن يرجع الحاج فالبيع فاسد لن هذا غير مإعلومأ فل يجوز‬
‫أن يكون الجل إلى فعل يحدثه الدمإيون لنهم قد يعجلون السير أو‬
‫يؤخرونه للعلة التي تحدث ول إلى ثمرة شجرة وجدادها لنه يختلف في‬
‫الشهور التي جعلها ال علما فقال إن عدة الشهور عند ال اثنا عشر شهرا‬
‫فإنما يكون الجداد بعد الخريف وقد أدركت الخريف يقع مإختلفا في شهورنا‬
‫التي وقت ال لنا يقع في عامأ شهرا ثم يعود في شهر بعده فل يكون‬
‫الوقت فيما يخالف شهورنا التي وقت لنا ربنا عز وجل ول بما يحدثه‬
‫الدمإيون ول يكون إل إلى مإال عمل للعباد في تقديمه ول تأخيره مإما‬
‫جعله ال عز وجل وقتا قال ولو سلفه إلى شهر كذا فإن لم يتهيأ فإلى‬
‫شهر كذا كان فاسدا حتى يكون الجل واحدا مإعلومإا قال ول يجوز الجل‬
‫إل مإع عقد البيع وقبل تفرقهما عن مإوضعهما الذي تبايعا فيه فإن تبايعا‬
‫وتفرقا عن غير أجل ثم التقيا فجددا أجللم يجز إل أن يجددا بيعا قال‬
‫وكذلك لو أسلفه مإائة درهم في كيل مإن طعامأ يوفيه إياه في شهر كذا‬
‫فإن لم يتيسر كله ففي شهر كذا كان غير جائز لن هذين أجلن لأجل‬
‫واحد فإن قال أوفيكه فيما بين أن دفعته إلى إلى مإنتها رأس الشهر كان‬
‫هذا أجل غير مإحدود حدا واحدا وكذلك لو قال أجلك فيه شهر كذا‬
‫أوله وآخره ليسمى أجل واحدا فل يصلح حتى يكون أجل واحدا قال‬
‫الشافعي ولو سلفه إلى شهر كذا فإن حبسه فله كذا كان بيعا فاسدا وإذا‬
‫سلف وقال إلى شهر رمإضان مإن سنة كذا كان جائزا والجل حين يرى‬
‫هلل شهر رمإضان أبدا حتى يقول إلى إنسلخ شهر رمإضان أو مإضيه أو‬
‫كذا وكذا يومإا يمضي مإنه قال الشافعي ولو قال أبيعك إلى يومأ كذا لم‬
‫يحل حتى يطلع الفجر مإن ذلك اليومأ وإن قال إلى الظهر فإذا دخل وقت‬
‫الظهر في أدنى الوقات ولو قال إلى عقب شهر كذا كان مإجهول فاسدا‬
‫قال الشافعي ولو تبايعا عن غير أجل ثم لم يتفرقا عن مإقامإهما حتى جددا‬
‫أجل فالجل لزمأ وإن تفرق قبل الجل عن مإقمهما ثم جددا أجل لم‬
‫يجز إل بتجديد بيع وإنما أجزته أول لن البيع لم يكن تم فأذا تم‬
‫بالتفرق لم يجز أن يجدداه إل بتجديد بيع قال وكذلك لو تبايعا على أجل‬
‫ثم نقضاه قبل التفرق كان الجل الخر وإن نقضا الجل بعد التفرق بأجل‬
‫غيره ولم ينقضا البيع فالبيع الول لزمأ تامأ على الجل الول والخر مإوعد‬
‫إن أحب المشتري وفى به وإن أحب لم يف‬

‫صفحة ‪908 :‬‬

‫به قال الشافعي ول يجوز أن يسلفه مإائة دينار في عشرة أكرار خمسة‬
‫مإنها في وقت كذا وخمسة في وقت كذا لوقت بعده لم يجز السلف لن‬
‫قيمة الخمسة الكرار المؤخرة أقل مإن قيمة الكرار المتقدمإة فتقع الصفقة‬
‫ليعرف كم حصة كل واحدة مإن الخمستين مإن الذهب فوقع به مإجهول‬
‫وهو ليجوز مإجهول وال تعالى أعلم قال الشافعي ول يجوز أن يسلم ذهب‬
‫في ذهب ول فضة في فضة ول ذهب في فضة ول فضة في ذهب‬
‫ويجوز أن يسلم كل واحد مإنها في كل شيء خلفهما مإن نحاس وفلوس‬
‫وشبه ورصاص وحديد ومإوزون ومإكيل مإأكول أو مإشروب و غير ذلك مإن‬
‫جميع مإا يجوز أن يشترى قال الشافعي وإنما أجزت أن يسلم في الفلوس‬
‫بخلفه في الذهب والفضة بأنه لزكاة فيه وأنه ليس بثمن للشياء كما‬
‫تكون الدراهم والدنانير أثمانا للشياء المسلفة فإن في الدنانير والدراهم الزكاة‬
‫وليس في الفلوس زكاة وإنما أنظر في التبر إلى أصله وأصل النحاس مإما‬
‫لربا فيه فإن قال قائل فمن أجاز السلم في الفلوس قلت غير واحد قال‬
‫الشافعي أخبرنا القداح عن مإحمد بن أبان عن حماد بن إبراهيم أنه قال ل‬
‫بأس بالسلم في الفلوس وقال سعيد القداح لبأس بالسلم في الفلوس والذين‬
‫أجازوا السلف في النحاس يلزمإهم أن يجيزوه في الفلوس وال تعالى أعلم‬
‫فإن قال قائل فقد تجوز في البلدان جواز الدنانير والدراهم قيل في بعضها‬
‫دون بعض وبشرط وكذلك الحنطه تجوز بالحجاز التي بها سنت السنن جواز‬
‫الدنانير والدراهم ول تجوز بها الفلوس فإن قال الحنطه ليست بثمن لما‬
‫استهلك قيل وكذلك الفلوس ولو استهلك رجل لرجل قيمة درهم أو أقل لم‬
‫يحكم عليه به إل مإن الذهب والفضة لمإن الفلوس فلو كان مإن كرهها‬
‫إنما كرهها لهذا انبغى له أن يكره السلم فى الحنطة لنها ثمن بالحجاز‬
‫وفى الذره لنها ثمن باليمن فإن قال قائل إنما تكون ثمنا بشرط فكذلك‬
‫الفلوس لتكون ثمنا إل بشرط أل ترى أن رجل لو كان له على رجل‬
‫دانق لم يجبره على أن يأخذ مإنه فلوسا وإنما يجبره على أن يأخذ الفضة‬
‫وقد بلغني أن أهل سويقة في بعض البلدان أجازوا بينهم خزفا مإكان الفلوس‬
‫والخزف فخار يجعل كالفلوس أفيجوز أن يقال يكره السلف في الخزف قال‬
‫الشافعي رحمة ال أرأيت الذهب والفضة مإضروبين دنانير أو دراهم أمإثلهما‬
‫غير دنانير أو دراهم ل يحل الفضل في واحد مإنهما على صاحبه لذهب‬
‫بدنانير ول فضة بدراهم إل مإثل بمثل وزنا بوزن ومإا ضرب مإنهما ومإا لم‬
‫يضرب سواء ليختلف ومإا كان ضرب مإنهما ومإا لم يضرب ثمن ول غير‬
‫ثمن سواء ليختلف لن الثمان دراهم ودنانير لفضة ول يحل الفضل في‬
‫مإضروبه على غير مإضروبه الربا في مإضروبه وغير مإضروبه سواء‬

‫صفحة ‪909 :‬‬

‫فكيف يجوز أن يجعل مإضروب الفلوس مإخالفا غير مإضروبها وهذا‬


‫ليكون في الذهب والفضة قال الشافعي وكل مإا كان في الزيادة في بعضه‬
‫على بعض الربا فل يجوز أن يسلم شيء مإنه في شيء مإنه إلى أجل ول‬
‫شيء مإنه مإع غيره في شيء مإنه وحده ول مإع غيره ول يجوز أن يسلم‬
‫شاة فيها لبن بلبن إلى أجل حتى يسلمها مإستحلبا بل لبن ول سمن ول‬
‫زبد لن حصة اللبن الذي في الشاة بشيء مإن اللبن الذي إلى أجل‬
‫ليدرى كم هو لعله بأكثر أو أقل واللبن ليجوز إل مإثل بمثل ويدا بيد‬
‫وهكذا هذا الباب كله وقياسة قال الشافعي ول يحل عندى استدلل بما‬
‫وصفت مإن السنة والقياس أن يسلف شيء يؤكل أو يشرب مإما يكال فيما‬
‫يوزن مإما يؤكل أو يشرب ول شيء يوزن فيما يكال ليصلح أن يسلف مإد‬
‫حنطة في رطل عسل ول رطل عسل في مإد زبيب ول شيء مإن هذا وهذا‬
‫كله قياسا على الذهب الذي ليصلح أن يسلم في الفضة والفضة التي‬
‫ليصلح أن تسلم في الذهب والقياس على الذهب والفضة أن ل يسلف‬
‫مإأكول مإوزون في مإكيل مإأكول ول مإكيل مإأكول في مإوزون مإأكول ول غيره‬
‫مإما أكل أو شرب بحال وذلك مإثل سلف الدنانير في الدراهم ول يصلح‬
‫شيء مإن الطعامأ بشيء مإن الطعامأ نسيئة قال الشافعي رحمه ال ول بأس‬
‫أن يسلف العرض في العرض مإثله إذا لم يكن مإأكول ول مإشروبا أخبرنا‬
‫سعيد بن سالم عن ابن جريح عن عطاء أنه قال لبأس أن يبيع السلعة‬
‫بالسلعة إحداهما ناجزه والجرى دين أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريح‬
‫عن عطاء أنه قال له أبيع السلعة بالسلعة كلتاهما دين فكرهه قال وبهذا‬
‫نقول ل يصلح أن يبيع دين بدين وهذا مإروى عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم مإن وجه قال الشافعي وكل مإا جاز بيع بعضه ببعض مإتفاضل مإن‬
‫الشياء كلها جاز أن يسلف بعضه في بعض مإا خل الذهب في الفضة‬
‫والفضة في الذهب والمأكول والمشروب كل واحد مإنهما في صاحبه فإنها‬
‫خارجة مإن هذا المعنى ول بأس أن يسلف مإد حنطة في بعير وبعير في‬
‫بعيرين وشاة في شاتين وسواء اشتريت الشاة والجدي بشاتين يراد بهما الذبح‬
‫أو ل براد لنهما يتبايعان حيوانا ل لحما بلحم ول لحما بحيوان ومإا كان‬
‫في هذا المعنى وحشية في وحشيتين مإوصوفتين مإا خل مإا وصفت قال‬
‫الشافعي ومإا أكل أو شرب مإما ل يوزن ول يكال قياسا عندي على مإا‬
‫يكال ويوزن مإما يؤكل أو يشرب فإن قال قائل فكيف قست مإا ل يكال‬
‫ول يوزن مإن المأكول والمشروب على مإا يكال ويوزن مإنهما قلت وجدت‬
‫أصل البيوع شيئين شيئا في الزيادة في بعضه على بعض الربا وشيئا ل ربا‬
‫في الزيادة في بعضه على بعض فكان الذي في الزيادة في بعضه على‬
‫صفحة ‪910 :‬‬

‫بعض الربا ذهب وفضه وهما بائنان مإن كل شيء ل يقاس عليهما‬
‫غيرهما لمبا بينتهما مإا قيس عليهما بما وصفنا مإن أنهما ثمن لكل شيء‬
‫وجائز أن يشترى بهما كل شيء عداهما يدا بيد ونسيئة وبحنطة وشعير‬
‫وتمر ومإلح وكان هذا مإأكول مإكيل مإوجودا في السنة تحريم الفضل في كل‬
‫صنف مإنه على الشيء مإن صنفه فقسنا المكيل والموزون عليهما ووجدنا مإا‬
‫يباع غير مإكيل ول مإوزون فتجوز الزيادة في بعضه على بعض مإن الحيوانات‬
‫والنياب ومإا أشبه ذلك مإما ل يوزن فلما كان المأكول غير المكيل عند‬
‫العامإة الموزون عندها مإأكول فجامإع المأكول المكيل الموزون في هذا المعنى‬
‫ووجدنا أهل البلدان يختلفون فمنهم مإن يزن وزنا ووجدنا كثيرا مإن أهل‬
‫البلدان يزن اللحم وكثيرا ليزنه ووجدنا كثيرا مإن أهل البلدان يبيعون الرطب‬
‫جزافا فكانت أفعالهم فيه مإتباينة واحتمل كله الوزن والكيل ومإنهم مإن يكيل‬
‫مإنه الشيء ل يكيله غيره ووجدنا كله يحتمل الوزن كثيرا مإن أهل العلم‬
‫يزن اللحم وكثيرا مإنهم ل يزنه ووجدنا كثيرا مإن أهل العلم يبيعون الرطب‬
‫جزافا وكانت أفعالهم فيه مإتباينه واحتمل كلها الوزن أو الكيل أو كلهما‬
‫كان أن يقاس بالمأكول والمشروب المكيل والموزون أولى بنا مإن أن يقاس‬
‫على مإا يباع عددا مإن غير المأكول مإن الثياب وغيرها لنا وجدناها تفارقه‬
‫فيما وصفت وفي أنها لتجوز إل بصفة وذرع وجنس وسن في الحيوان‬
‫وصفة ل يوجد في المأكول مإثلها قال الشافعي ول يصلح على قياس قولنا‬
‫هذا رمإانة برمإانتين عددا ل وزنا ول سفرجلة بسفرجلتين ول بطيخة ببطيختين‬
‫ول يصلح أن يباع مإنه جنس بمثله إل وزنا بوزن يدا بيد كما نقول في‬
‫الحنطة والتمر وإذا إختلف فل بأس بالفضل في بعضه على بعض يدا بيد‬
‫ول خير فيه نسيئة ول بأس برمإانة بسفرجلتين وأكثر عددا ووزنا كما ل‬
‫يكون بأس بمد حنطة بمدي تمر وأكثر ول مإد حنطة بتمر جزافا أقل مإن‬
‫الحنطة أو أكثر لنه إذا لم يكن في الزيادة فيه يدا بيد الربا لم أبال أن‬
‫ل يتكايله لني إنما آمإرهما يتكايلنه إذا كان ليحل إل مإثل بمثل فأمإا‬
‫إذا جاز فيه التفاضل فأنما مإنع إل بكيل كي ليتفاضل فل مإعنى فيه إن‬
‫ترك الكيل يحرمإه وإذا بيع مإنه جنس بشيء مإن جنسه لم يصلح عددا ولم‬
‫يصلح إل وزنا بوزن وهذا مإكتوب في غير هذا الموضع بعلله قال ول‬
‫يسلف مإأكول ول مإشروبا في مإأكول ول مإشروب بحال كما ليسلف الفضة‬
‫في الذهب ول يصلح أن يباع إل يدا بيد كما يصلح الفضة بالفضة‬
‫والذهب بالذهب قال الشافعي ول يصلح في شيء مإن المأكول أن يسلم‬
‫فيه عددا لنه لصفة له كصفة الحيوان وذرع الثياب والخشب ول يسلف‬
‫إل وزنا مإعلومإا أو كيل مإعلومإا إن صلح أن يكال ول‬

‫صفحة ‪911 :‬‬

‫يسلف في جوز ول بيض ول رانج ول غيره عددا لختلفه وأنه لحد‬


‫له يعرف كما يعرف غيره قال وأحب إلي أن ليسلم جزاف مإن ذهب ول‬
‫فضة ول طعامأ ول ثياب ول شيء ول يسلف شيء حتى يكون مإوصوفا إن‬
‫كان دينارا فسكته وجودته ووزنه وإن كان درهما فكذلك وبأنه وضح أو‬
‫أسود أو مإا يعرف به فإن كان طعامإا قلت تمر صيحاني جيد كيله كذا‬
‫وكذلك إن كانت حنطة وإن كان ثوبا قلت مإروى طوله كذا وعرضه كذا‬
‫رقيق صفيق جيد وإن كان بعيرا قلت ثنيا مإهريا أحمر سبط الخلق جسيما‬
‫أو مإربوعا تصف كل مإا أسلفته كما تصف كل مإا أسلفت فيه وبعت به‬
‫عرضا دينا ل يجزىء في رأيي غيره فإن ترك مإنه شيئا أو ترك في السلف‬
‫دينا خفت أن ل يجوز وحال مإا أسلفته غير حال مإا أسلفت فيه وهذا‬
‫الموضع الذي يخالف فيه السلف بيع العيان إل ترى أنه ل بأس أن‬
‫يشتري الرجل إبل قد رآها البائع والمشتري ولم يصفاها بثمر حائط قد بدا‬
‫صلحه ورأياها وأن الرؤية مإنهما في الجزاف وفيما لم يصفاه مإن الثمرة أو‬
‫المبيع كالصفة فيما أسلف فيه وأن هذا ل يجوز في السلف أن أقول‬
‫أسلفك في ثمر نخلة جيدة مإن خير النخل حمل أو أقله أو أوسطه مإن‬
‫قبل أن حمل النخل يختلف مإن وجهين أحدهما مإن السنين فيكون في سنة‬
‫أحمل مإنه في الخرى مإن العطش ومإن شيء ل يعلمه إل ال عز وجل‬
‫ويكون بعضها مإحفا وبعضها مإوقرا فلما لم أعلم مإن أهل العلم مإخالفا في‬
‫أنهم يجيزون في بيع العيان الجزاف والعين غير مإوصوفة لن الرئية أكثر‬
‫مإن الصفة ويردونه في السلف ففرقوا بين حكمهما وأجازوا في بيع العين أن‬
‫يكون إلى غير أجل ولم يجيزوا في بيع السلف المؤجل أن يكون كان‬
‫وال تعالى أعلم أن يقول كما ليكون المبيع المؤجل إل مإعلومإا بما يعلم‬
‫به مإثله مإن صفة وكيل ووزن وغير ذلك فكذلك ينبغي أن يكون مإا أبتيع‬
‫به مإعروفا بصفة وكيل ووزن فيكون الثمن مإعروفا كما كان المبيع مإعروفا ول‬
‫يكون السلم مإجهول الصفة والوزن في مإغيب لم ير فيكون مإجهول بدين‬
‫قال الشافعي ومإن ذهب هذا المذهب ذهب إلى أن السلف إن إنتقض‬
‫عرف المسلف رأس مإاله ويكون مإعلومأ الصفة بمعلومأ الصفة ول يكون مإعلومأ‬
‫الصفة بمعلومأ الصفة عينا مإجهول ول يكون مإعلومأ الصفة عينا قال الشافعي‬
‫وقد نجد خلف مإن قال هذا القول مإذهب مإحتمل وإن كنا قد إخترنا مإا‬
‫وصفنا وذلك أن يقول قائل إن بيع الجزاف إنما جاز إذا عاينه المجازف‬
‫فكان عيان المجازف مإثل الصفة فيما غاب أو أكثر أل ترى أنه ليجوز‬
‫أن يبتاع ثمر حائط جزافا بدين ول يحل أن يكون الدين إل مإوصوفا إذا‬
‫كان غائبا فإن كان الثمر حاضرا جزافا كالموصوف غائبا قال الشافعي ومإن‬
‫قال‬

‫صفحة ‪912 :‬‬

‫هذا القول الخر إنبغى أن يجيز السلف جزافا مإن الدنانير والدراهم وكل‬
‫شيء ويقول إن إنتقض السلف فالقول قول البائع لنه المأخوذ مإنه مإع يمينه‬
‫كما يشتري الدار بعينها بثمر حائط فينتقض البيع فيكون القول في الثمن‬
‫قول البائع ومإن قال القول الول في أن ل يجوز في السلف إل مإا كان‬
‫مإقبوضا مإوصوفا كما يوصف مإا سلف فيه غائبا قال مإا وصفنا قال والقول‬
‫الول أحب القولين إلي وال أعلم وقياس هذا القول الذي إخترت أن ل‬
‫يسلف مإائة دينار في مإائة صاع حنطة ومإائة صاع تمر مإوصوفين إل أن‬
‫يسمى رأس مإال كل واحد مإنهما لن الصفقة وقعت وليس ثمن كل واحد‬
‫مإنهما مإعروفا قال الشافعي ولو سلف مإائتي دينار في مإائتي صاع حنطة مإائة‬
‫مإنهما إلى شهر كذا ومإائة إلى شهر مإسمى بعده لم يجز في هذا القول‬
‫مإن قبل أنه لم يسمي لكل واحد مإنهما ثمنا على حدته وأنهما إذا أقيما‬
‫كانت مإائة صاع أقرب أجل مإن مإائة صاع أبعد أجل مإنها أكثر في القيمة‬
‫وانعقدت الصفقة على مإائتي صاع ليست تعرف حصة كل واحد مإنهما مإن‬
‫الثمن قال الشافعي وقد أجازه غيرنا وهو يدخل عليه مإا وصفنا وأنه إن‬
‫جعل كل واحد مإنهما بقيمة يومأ يتبايعان قومإه قبل أن يجب على بائعه‬
‫دفعه وإنما يقومأ مإا وجب دفعه وهذا لم يجب دفعه فقد إنعقدت الصفقة‬
‫وهو غيره مإعلومأ قال ول يجوز في هذا القول أن تسلف أبدا في شيئين‬
‫مإختلفين ول أكثر إل إذا سميت رأس مإال كل واحد مإن ذلك الصنف‬
‫وأجله حتى يكون صفقة جمعت بيوعا مإختلفة قال فإن فعل فأسلف مإائة‬
‫دينار في مإائتي صاع حنطة مإنهما مإائة بستين دينارا إلى كذا وأربعون في‬
‫مإائة صاع تحل في شهر كذا جاز لن هذه وإن كانت صفقة فإنها وقعت‬
‫على بيعتين مإعلومإتين بثمنين مإعلومإين قال الشافعي وهذا مإخالف لبيوع العيان‬
‫في هذا الوضع ولو ابتاع رجل مإن رجل بمائة دينار مإائة صاع حنطة ومإائة‬
‫صاع تمرا ومإائة صاع جلجلن ومإائة صاع بلسن ‪ 1‬جاز وإن لم يسمي لكل‬
‫صنف مإنه ثمنه وكان كل صنف مإنه بقيمته مإن المائة ول يجوز أن يسلف‬
‫في كيل فيأخذ بالكيل وزنا ول في وزن فيأخذ بالوزن كيل لنك تأخذ‬
‫مإاليس بحقك إمإا أنقص مإنه وإمإا أزيد لختلف الكيل والوزن عندمإا يدخل‬
‫في المكيال وثقله فمعنى الكيل مإخالف في هذا لمعنى الوزن قال الشافعي‬
‫وهكذا إن أسلم إليه في ثوبين أحدهما هروي والخر مإروي مإوصوفين لم‬
‫يجز السلف في واحد مإنهما حتى يسمى رأس مإال كل واحد مإنها وكذلك‬
‫ثوبين مإرويين لنهما ليستوبان ليس هذا كالحنطة صنفا ول كالتمر صنفا لن‬
‫هذا ليتباين وأن بعضه مإثل بعض ولكن لو أسلم في حنطتين سمراء‬
‫ومإحموله مإكيلتين لم يجز حتى يسمى رأس مإال كل‬
‫صفحة ‪913 :‬‬

‫واحد مإنهما لنهما يتباينان‬


‫باب جماع مإا يجوز في السلف ومإا ل يجوز والكيل‬
‫قال الشافعي رحمه ال وأصل مإا بنيت عليه في السلف وفرقت بينه‬
‫داخل في نص السنة ودللتها وال أعلم لن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إذا أمإر بالسلف في كيل مإعلومأ ووزن مإعلومأ وأجل مإعلومأ فموجود في‬
‫أمإره صلى ال عليه وسلم أن مإا أذن فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فيما يكون علم البائع والمشتري في صفقته سواء قال وإذا وقع السلف‬
‫على هذا جاز وإذا اختلف علم البائع والمشتري فيه أو كان مإما ليحاط‬
‫بصفته لم يجز لنه خارج مإن مإعنى مإاأذن فيه رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وإنما تبايع الناس بالكيل والوزن على مإعنى مإا وصفت بين أنه مإعلومأ‬
‫عندهم أن الميزان يؤدي مإا أبتيع مإعلومإا والمكيال مإعلومأ كذلك أو قريب‬
‫مإنه وأن مإا كيل ثم مإل المكيال كله ولم يتجاف فيه شيء حتى يكون‬
‫يمل المكيال ومإن المكيال شيء فارغ جاز ولو جاز أن يكال مإا يتجافى‬
‫في المكيال حتى يكون المكيال يرى مإمتلئا وبطنه غير مإمتلئ لم يكن‬
‫للمكيال مإعنى وهذا مإجهول لن التجافي يختلف فيها يقل ويكثر فيكون‬
‫مإجهول عند البائع والمشتري والمبيع في السنة والجماع ل يجوز أن يكون‬
‫مإجهول عند واحد مإنهما فإن لم يجز بأن يجهله أحد التبايعين بأن يجهله‬
‫مإعا قال ومإوجود في حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ نهاهم عن‬
‫السلف إل بكيل ووزن وأجل مإعلومأ كما وصفت قبل هذا وأنهم كانوا‬
‫يسلفون في التمر السنة والسنتين والتمر يكون رطبا والرطب ل يكون في‬
‫السنتين كلتيهما مإوجودا وإنما يوجد في حين مإن السنة دون حين وإنما‬
‫أجزنا السلف في الرطب في غير حينه إذا تشارطا أخذه في حين يكون‬
‫فيه مإوجودا لن النبي صلى ال عليه وسلم أجاز السلف في السنتين‬
‫والثلث مإوصوفا لنه لم ينه أن يكون إل بكيل ووزن وأجل ولم ينه عنه‬
‫في السنتين والثلث ومإعلومأ أنه في السنة والسنتين غير مإوجود في أكثر‬
‫مإدتهما ول يسلف في قبضة ول مإد مإن رطب مإن حائط بعينه إلى يومأ‬
‫واحد لنه قد تأتي عليه الفة ول يوجد في يومأ وإذا لم يجز في أكثر‬
‫مإن يومأ وإنما السلف فيما كان مإأمإونا وسواء القليل والكثير ولو أجزت هذا‬
‫في مإد رطب بمد النبي صلى ال عليه وسلم مإن حائط‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫وقال النووي في قوله صلى ال عليه وسلم‪) :‬بست مإن‬
‫شوال(‪ :‬إنما حذفت الهاء مإن ستة لن‬

‫العرب إنما تلتزمأ التيان بالهاء في المذكر الذي هو دون أحد عشر إذا‬
‫صرحت بلفظ المذكر‬

‫كقوله ال تعالى‪) :‬وثمانية أيامأ( فأمإا إذا لم يأتوا بلفظ المذكر فيجوز‬
‫‪ .‬إثبات الهاء وحذفها فتقول‪ :‬سومإزوكل ةظوفحم قوقحل عيمج‬

‫صفحة ‪914 :‬‬

‫باب السلف في الكيل‬


‫قال الشافعي رحمة ال أخبرنا مإسلم بن خالد عن إبن جريح عن عطاء‬
‫أنه قال ل دق ول رذمأ ول زلزلة قال الشافعي مإن سلف في كيل فليس‬
‫له أن يدق مإا في المكيال ول يزلزله ول يكنف بيده على رأسه فله مإا‬
‫أخذ المكيال وليس له أن يسلف في كيل شيء يختلف في المكيال مإثل‬
‫مإا تختلف خلقته ويعظم ويصلب لنه قد يبقى فيما بين لك خواء ل شيء‬
‫فيه فيكون كل واحد مإنهما ل يدري كم أعطى وكم أخذ إنما المكيال‬
‫ليمل ومإا كان هكذا لم يسلف فيه إل وزنا ول يباع أيضا إذا كان وهكذا‬
‫كيل بحال لن هذا إذا بيع كيل لم يستوف المكيال ول بأس ان يسلف‬
‫في كيل بمكيال قد عطل وترك إذا كان مإعرفته عامإة عند أهل العدل مإن‬
‫أهل العلم به فإن كان ليوجد عدلن يعرفانه أو أراه مإكيال فقال تكيل لي‬
‫به لم يجز السلف فيه وهكذا القول في الميزان لنه قد يهلك ول يعرف‬
‫قدره ويختلفان فيه فيفسد السلف فيه ومإن الناس مإن أفسد السلم في هذا‬
‫وأجازه في أن يسلف الشيء جزافا ومإعناهما واحد ول خير في السلف في‬
‫مإكيل إل مإوصوفا كما وصفنا في صفات الكيل والوزن‬
‫باب السلف في الحنطة‬
‫قال الشافعي رحمة ال تعالى والسلف في البلدان كلها سواء قل طعامأ‬
‫البلدان أو كثر فإذا كان الذي يسلف فيه في الوقت الذي يحل فيه‬
‫ليختلف ووصف الحنطة فقال مإحموله أو مإولوده أو بوزنجانية وجيده أو‬
‫رديه مإن صرامأ عامإها أو مإن صرامأ عامأ أول ويسمى سنته وصفاته جاز‬
‫السلف وإن ترك مإن هذا شيئا لم يجز مإن قبل إختلفها وقدمإها وجداثتها‬
‫وصفائها قال الشافعي ويصف الموضع الذي يقبضها فيه الجل الذي يقبضها‬
‫إليه فإن ترك مإن هذا شيئا لم يجز قال الشافعي وقال غيرنا إن ترك صفة‬
‫الموضع الذي يقبضها فيه فل بأس ويقبضها حيث أسلفه قال الشافعي وقد‬
‫يسلفه في سفر في بلدة ليست بدار واحد مإنهما ول قربها طعامأ فلو‬
‫يكلف الحمل إليها أضر به وبالذي سلفه ويسلفه في سفر في بحر قال‬
‫وكل مإا كان لحمله مإؤنه مإن طعامأ وغيره لم يجز عندي أن يدع شرط‬
‫الموضع الذي يوفيه إياه فيه كما قلت في الطعامأ وغيره لما وصفت وإذا‬
‫سلف في حنطة بكيل فعليه أن يوفيه إياها نقيه مإن التبن والقصل والمدر‬
‫والحصى والزوان والشعير ومإا خالطها مإن غيرها لنا لو قضينا عليه أن‬
‫يأخذها وفيها مإن هذا شيء كنا لم نوفه مإكيله قسطه حين خلطها بشء‬
‫مإن هذا لن له مإوقعا مإن مإكيال فكان لو أجبر على أخذ هذا‬

‫صفحة ‪915 :‬‬

‫أجبر على أخذ أقل مإن طعامإه بأمإر ل يعرفه ومإكيله لم يسلف فيها‬
‫مإن هذا ليعرفها قال الشافعي ول يأخذ شيئا مإما أسلف فيه مإتعيبا بوجه‬
‫مإن الوجوه سوس ول مإا أصابه ول غيره ول‬
‫باب السلف في الذرة‬
‫قال الشافعي رحمة ال والذره كالحنطة توصف بجنسها ولونها وجودتها‬
‫وردائتها وجدتها وعتقها وصرامأ عامأ كذا أو عامأ كذا ومإكيلتها وأجلها فإن‬
‫ترك مإن هذا شيء لم يجز قال الشافعي وقد تدفن الذرة وبعض الدفن‬
‫عيب لها فما كان مإنه لها عيبا لم يكن للبائع أن يدفعه إلى المبتاع‬
‫وكذلك كل عيب لها وعليه أن يدفع إليه ذرة بريه نقيه مإن حشرها إذا‬
‫كان الحشر عليها كما كمامأ الحنطة عليها قال الشافعي ومإا كان مإنها إلى‬
‫الحمرة مإا هو بالحمرة لون لعله كلون أعلى التفاح والرز وليس بقشرة‬
‫عليه تطرح عنه لكما تطرح نخالة الحنطة بعد الطحن فأمإا قبل الطحن‬
‫والهرس فل يقدر على طرحها وإنما قلنا ل يجوز السلف في الحنطة في‬
‫أكمامإها ومإا كان مإن الذرة في حشرها لن الحشر والكمامأ غلفان فوق‬
‫القشرة التي هي مإن نفس الحبة التي هي إنما هي للحبة كما هي مإن‬
‫خلقتها ل تتميز مإا كانت الحبة قائمة إل بطحن أو هرس فإذا طرحت‬
‫بهرس لم يكن للحبة بقاء لنها كمال خلقتها كالجلد تكمل به الخلقة ل‬
‫يتميز مإنها والكمامأ والحشر يتميز ويبقى الحب بحاله ل يضر به طرح‬
‫ذلك عنه قال فإن شبه على أحد بأن يقول في الجوز واللوز يكون عليه‬
‫القشر فالجوز واللوز مإما له قشر ل صلح له إذا رفع إل بقشره لنه إذا‬
‫طرح عنه قشره ثم ترك عجل فساده والحب يطرح قشره الذي هو غير‬
‫خلقته فيبقى ليفسد قال الشافعي والقول في الشعير كهو في الذرة تطرح‬
‫عنه أكمامإة ومإا بقي فهو كقشر حبة الحنطة المطروح عنها أكمامإها فيجوز‬
‫أن يدفع بقشره اللزمأ لخلقته كما يجوز في الحنطة قال الشافعي ويوصف‬
‫الشعير كما توصف الذرة والحنطة وإذا إختلف أجناسه ويوصف كل خنس‬
‫مإن الحب ببلده فإن كان حبه مإختلفا في جنس واحد وصف بالدقه‬
‫والحدارة لختلف الدقه والجدارة حتى يكون صفة مإن صفاته إن تركت‬
‫أفسدة السلف وذلك أن اسم الجودة يقع عليه وهو دقيق ويقع عليه وهو‬
‫حادر ويختلف في حاليه فيكون الدقيق أقل ثمنا مإن الحادر‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫صمنا ستا ولبثنا عشرا وتريد اليامأ ونقله الفراء وابن‬
‫السكيت وغيرهما عن العرب ول‬
‫‪.‬يتوقف فيه إل جاهل غبي‬

‫والظاهر أن مإراده بما نقله الفراء وابن السكيت وغيرهما عن العرب ‪-‬‬
‫الحذف كما حكاه‬

‫صفحة ‪916 :‬‬

‫باب العلس‬
‫قال الشافعي رحمه ال العلس صنف مإن الحنطة يكون فيه حبتان في‬
‫كمامأ فيترك كذلك لنه أبقى له حتى يراد إستعماله ليؤكل فيلقى في رحى‬
‫خفيفه فيلقى عنه كمامإه ويصير حبا صحيحا ثم يستعمل قال الشافعي والقول‬
‫فيه كالقول في الحنطة في أكمامإها ل يجوز السلف فيه إل مإلقى عنه‬
‫كمامإه بخصلتين إختلف الكمامأ وتغيب الحب فل يعرف بصفة والقول في‬
‫صفاته وأجناسة إن كانت له وحدارته ودقته كالقول في الحنطة والذرة‬
‫والشعير يجوز فيه مإا يجوز فيها ويرد مإنه‬
‫باب القطنية‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى ل يجوز أن يسلف في شيء مإن القطنية‬
‫شيء في أكمامإة حتى تطرح عنه فيرى فل يجوز حتى يسمى حمصا أو‬
‫عدسا أو جلبانا أو مإاشا وكل صنف مإنها على حدته وإن اختلف ذلك‬
‫وصف كل صنف مإنه باسمه الذي يعرف به جنسه كما قلنا في الحنطة‬
‫والشعير والذرة ويجوز فيه مإا جاز فيها ويرد مإنه مإارد مإنها وهكذا كل‬
‫صنف مإن الحبوب أرز أو دخن أو سلت أو غيره يوصف كما توصف‬
‫الحنطة وتطرح عنه كمامإة ومإا جاز في الحنطة والشعير جاز فيها ومإا‬
‫أنتقض فيها أنتقض فيه قال الشافعي وكل الحبوب صنف بما يدخلها مإما‬
‫يفسدها أو يجبرها وقشوره عليه كقشور الحنطة عليها يباع بها لن القشور‬
‫ليست بأكمامأ‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫الكسائي وأمإا التصريح بالوجهين عن العرب فمخالف‬
‫لكلمأ سيبويه والزمإخشري فينبغي أن‬

‫يتوقف فيه إذ ليس في كلمإه تصريح بنقله نعم‪ :‬جواز الوجهين قد ثبت‬
‫مإن كلمأ سيبويه كما‬

‫‪.‬سبق وإن كان أحدهما لي سيحد كلمأ العرب‬

‫وطعن بعضهم في حكاية الكسائي ول يلتفت إلى هذا الطعن مإع صحة‬
‫الحديث بمثله‬

‫ومإعاضدة الفراء وابن السكيت وغيرهما للكسائي وكل مإنهم إمإامأ وتوجيهها‪:‬‬
‫أنه لما ثبت‬

‫جواز‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد اليامأ والليالي جميعا كما سبق مإن كلمأ‬
‫سيبويه وكما دلت‬
‫عليه الية الكريمة ومإا ذاك إل لتغليب الليالي على اليامأ وجعل اليامأ‬
‫تابعة لليالي أجري عليها‬

‫هذا الحكم عند إرادة اليامأ وحدها كقولك‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد‬
‫اليامأ‪ .‬أو‪ :‬صمت‬

‫خمسا إذ ل يمكن إرادة الليالي في الصومأ وصار اليومأ كأنه مإندرج‬


‫تحت اسم الليلة وجزء مإنها‬

‫فيدل عليه باسمها سواء أريدت حقيقة ذلك السم مإن الليلة واليومأ تابع‬
‫لها أمأ لم ترد واقتصر‬

‫صفحة ‪917 :‬‬

‫باب السلف في الرطب والتمر‬


‫قال الشافعي رحمه ال تعالى والقول في التمر كالقول في الحبوب ل‬
‫يجوز أن يسلف في تمر حتى يصفه برنيا أو عجوة أو صيحانيا أو برديا‬
‫فإذا اختلفت هذه الجناس في البلدان فتباينت لم يجز أن يسلف فيها‬
‫حتى يقول مإن بردى بلد كذا أو مإن عجوة بلد كذا ول يجوز أن‬
‫يسمى بلدا إل بلدا مإن الدنيا ضخما واسعا كثير النبات الذي يسلم فيه‬
‫يؤمإن بإذن ال تعالى أن تأتى الفه عليه كله فتنقطع ثمرته في الجديد إن‬
‫اشترط جديده أو رطبه إذا سلف في رطبه قال ويوصف فيه حادرا أو عبل‬
‫ودقيقا وجيدا ورديئا لنه قد يقع إسم الجودة على مإا فيه الدقة وعلى مإا‬
‫هو أجود مإنه ويقع إسم الردائة على الحادر فمعنى ردائته غير الدقة قال‬
‫الشافعي وإذا سلفت في تمر لم يكن عليه أن يأخذه إل جافا لنه ل‬
‫يكون تمرا حتى يجف وليس له أن يأخذ تمرا مإعيبا وعلمإة العيب أن يراه‬
‫أهل البصر به فيقولون هذا عيب فيه ول عليه أن يأخذ فيه حشفة واحده‬
‫وهي مإعيبه وهي نقص مإن مإاله ول غير ذلك مإن مإستحشفة ومإا عطش‬
‫وأضر به العطش مإنه لن هذا كله عيب فيه ولو سلف فيه رطبا لم يكن‬
‫عليه أن يأخذ في الرطب بسرا ول مإذنبا ول يأخذ إل مإا ارطب كله ول‬
‫يأخذ مإما أرطب كله مإشدخا ول قديما قد قارب أن يتمر أو يتغير لن‬
‫هذا إمإا غير الرطب وإمإا عيب الرطب وهكذا أصناف الرطب والتمر كله‬
‫وأصناف العنب وكل مإا أسلم فيه رطبا أو يابسا مإن الفاكهة قال الشافعي‬
‫ول يصلح السلف في الطعامأ إل في كيل أو وزن فأمإا في عدد فل ول‬
‫بأس أن يسلف في التين يابسا وفي الفرسك يابسا وفي جميع مإا ييبس مإن‬
‫الفاكهة يابسا بكيل كما يسلف في التمر ول بأس أن يسلف فيما كيل مإنه‬
‫رطبا كما يسلم في الرطب والقول في صفاته وتسميته وأجناسه كالقول في‬
‫الرطب سواء ليختلف فإن كان فيه شيء بعض لونه خير مإن بعض لم‬
‫يجز حتى يوصف اللون كما ليجوز في الرقيق إل صفة اللوان قال وكل‬
‫شيء إختلف فيه جنس مإن الجناس المأكوله فتفاضل باللوان أو بالعظم لم‬
‫يجز فيه إل أن يوصف بلونه وعظمه فإن ترك شيء مإن ذلك لم يجز‬
‫وذلك أن اسم الجودة يقع على مإا يدق ويعظم مإنه ويقع على أبيضه‬
‫وأسوده وربما كان أسوده خير مإن أبيضه وأبيضه خير مإن أسوده وكل الوزن‬
‫والكيل يجتمع في أكثر مإعانيه وقليل مإا يباين به جملته إن شاء ال تعالى‬
‫قال الشافعي ولو أسلم رجل في جنس مإن التمر فأعطى أجود مإنه أو أردأ‬
‫بطيب نفس مإن المتبايعين لإبطال لشرط بينهما لم يكن بذلك بأس وذلك‬
‫أن هذا قضاء ل بيع ولكن لو أعطى مإكان التمر‬

‫صفحة ‪918 :‬‬

‫حنطة أو غير التمر لم يجز لنه أعطاه مإن غير الصنف الذي له فهذا‬
‫بيع مإا لم يقبض بيع التمر بالحنطة قال الشافعي ول خير في السلف في‬
‫شيء مإن المأكول عددا لنه ل يحاط فيه بصفه كما يحاط في الحيوان‬
‫بسن وصفه وكا يحاط بالثياب بذرع وصفة ول بأس أن يسلم فيه كله‬
‫بصفة ووزن فيكون الوزن فيه يأتي على مإا يأتي عليه الذرع في الثوب ول‬
‫بأس أن يسلف في صنف مإن الخربز بعينه ويسمى مإنه عظامإا أو صغارا أو‬
‫خربز بلد وزن كذا وكذا فما دخل الميزان فيه مإن عدد ذلك لم ينظر فيه‬
‫إلى العدد إذا وقعت على مإا يدخل الميزان أقل الصفة ونظر إلى الوزن‬
‫كما ل ينظر في مإوزون مإن الذهب والفضة إلى عدد وإذا اختلفا في‬
‫عظامإه وصغاره فعليه أن يعطيه أقل مإا يقع عليه اسم العظم وأقل مإا يقع‬
‫اسم صفته ثم يستوفيه مإنه مإوزونا وهكذا السفرجل والقثاء والفرسك وغيره‬
‫مإما يبيعه الناس عددا وجزافا في اوعيته ل يصلح السلف فيه إل مإوزونا‬
‫لنه يختلف في المكيال ومإا اختلف في المكيال حتى يبقى مإن المكيال‬
‫شيء فارغ ليس فيه شيء لم يسلف فيه كيل قال وإن اختلف فيه أصناف‬
‫مإا سلف مإن قثاء وخربز وغيره مإما ل يكال سمى كل صنف مإنها على‬
‫حدته وبصفته ل يجزئه غير ذلك فإن ترك ذلك فالسلف فاسد والقول في‬
‫افساده وإجازته إذا اختلفت اجناسه كالقول فيما وصفنا قبله مإن الحنطة‬
‫والتمر وغيرهما‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫‪.‬على إرادة مإا يتبعها وهو اليومأ‬

‫ونقل أبو حيان أنه يقال‪ :‬صمت خمسة وأنه فصيح‪ .‬وهذا إن صح ل‬
‫يعارض قول سيبويه‬

‫والزمإخشري لنهما إنما قال فيما يمكن إرادة الليالي واليامأ جميعا ول‬
‫شك أنه عند إراتهما تغلب‬

‫الليالي فيضعف التذكير وأمإا عند إرادة المذكر فقط فالتذكير وإثبات الهاء‬
‫هو الصل والحذف‬

‫ورد في الحديث وحكاه الكسائي فالوجهان فيه فصيحان بخلف القسم‬


‫الول فإن الحذف فيه‬

‫أفصح هذا إن ثبت‪ :‬صمنا خمسة كما ادعاه أبو حيان ولعله أخذه مإن‬
‫ابن عصفور فإن‬

‫‪.‬ثبت ذلك صريحا مإن كلمأ غيره وإل فليتوقف فيه‬

‫وقال شيخنا ابو مإحمد الدمإياطي‪ :‬سقوط الهاء في )ست مإن شوال( مإع‬
‫سقوط المعدود أو‬
‫ثبوت الهاء في )ستة( مإع ثبوت اليامأ هو المحفوظ الفصيح وورد في‬
‫بعض الطرق المتقدمإة‬

‫للدراوردي وحفص بن غياث ثبوت الهاء في‪) :‬ستة مإن شوال( مإع سقوط‬
‫اليامأ وهو غريب‬

‫غير صحيح ول فصيح‪ .‬انتهى مإا قاله وذكر ذلك في فضل إتباع رمإضان‬
‫بست مإن شوال‬

‫صفحة ‪919 :‬‬

‫باب جماع السلف في الوزن‬


‫قال الشافعي رحمه ال والميزان مإخالف للمكيال في بعض مإعانيه والميزان‬
‫أقرب مإن الحاطة وأبعد مإن أن يختلف فيه أهل العلم مإن المكيال لن مإا‬
‫يتجافى ومإا ليتجافى في الميزان سواء لنه إنما يصار فيه كله إلى ان‬
‫يوجد بوزنه والمتجافى في المكيال يتباين تباينا بينا فليس في شيء مإما وزن‬
‫اختلف في الوزن يرد به السلف مإن قبل اختلفه في الوزن كما يكون‬
‫فيما وصفنا مإن الكيل ول يفسد شيء مإما سلف فيه وزنا مإعلومإا إل مإن‬
‫قبل غير الوزن ول بأس أن يسلف في شيء وزنا وإن كان يباع كيل ول‬
‫في شيء كيل وإن كان يباع وزنا إذا كان مإما ل يتجافى في المكيال‬
‫مإثل الزيت الذي هو ذائب إن كان يباع بالمدينه في عهد النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم ومإن بعده وزنا فل بأس ان يسلف فيه كيل وإن كان يباع‬
‫كيل فل بأس أن يسلف فيه وزنا ومإثل السمن والعسل ومإا أشبهه مإن‬
‫الدامأ فإن قال قائل كيف كان يباع في عهد النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫قلنا ال أعلم أمإا الذي أدركنا المتبايعين به عليه فأمإا مإا قل مإنه فيباع‬
‫كيل والجملة الكثيرة تباع وزنا ودللة الخبار على مإثل مإا أدركنا الناس عليه‬
‫قال عمر رضي ال عنه لآكل سمنا مإا دامأ السمن يباع بالواقي وتشبه‬
‫الواقي أن تكون كيل ول يفسد السلف الصحيح العقد في الوزن إل مإن‬
‫قبل الصفة فإن كانت الصفة ل تقع عليه وكان إذا اختلف صفاته تباينت‬
‫جودته واختلفت أثمانه لم يجز لنه مإجهول عند أهل العلم به ومإا كان‬
‫مإجهول عندهم لم يجز قال الشافعي وإن سلف في وزن ثم أراد إعطاءه‬
‫كيل لم يجز مإن قبل أن الشيء يكون خفيفا ويكون غيره مإن جنسه أثقل‬
‫مإنه فإذا أعطاه إياه بالمكيال أقل أو اكثر مإما سلفه فيه فكان أعطاه‬
‫الطعامأ الواجب مإن الطعامأ الواجب مإتفاضل أو مإجهول وإنما يجوز أن يعطيه‬
‫مإعلومإا فإن أعطاه حقه فذلك الذي ل يلزمإه غيره وإن أعطاه حقه وزاده‬
‫تطوعا مإنه على غير شيء كان في العقد فهذا نائل مإن قبله فإن أعطاه‬
‫أقل مإن حقه وأبرأه المشتري مإما بقي عليه فهذا شيء تطوع به المشتري‬
‫فل بأس به فأمإا أن ليعمدا تفضل ويتجازفا مإكان الكيل يتجازفان وزنا فإن‬
‫جاز هذا جاز أن يعطيه أيضا جزافا وفاء مإن كيل ل عن طيب أنفس‬
‫مإنهما عن فضل عرفه أحدهما قبل صاحبه‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫وجمع فيه طرق الحديث الوارد فيها فرواه مإن نيف‬
‫وستين طريقا ليس فيها ثبوت التاء مإع‬
‫سقوط المعدود إل مإن الطريقين اللذين ذكرهما وهو غلط مإن بعض‬
‫الرواة الذين ل يتقنون لفظ‬

‫‪.‬الحديث‬

‫صفحة ‪920 :‬‬

‫تفريع الوزن مإن العسل‬


‫قال الشافعي رحمه ال أقل مإا يجوز به السلف في العسل أن يسلف‬
‫السلف في كيل أو وزن مإعلومأ و أجل مإعلومأ وصفة مإعلومإه جديدا ويقول‬
‫عسل وقت كذا للوقت الذي يكون فيه فيكون يعرف يومأ يقبه جدته مإن‬
‫قدمإه وجنس كذا وكذا مإنه قال والصفه أن يقول عسل صاف أبيض مإن‬
‫عسل بلد كذا جبدا أو رديئا قال ولو ترك قوله في العسل صافيا جاز‬
‫عندي مإن قبل أنه إذا كان له عسل لم يكن عليه أن يأخذ شمعا في‬
‫العسل وكان له أن يأخذ عسل والعسل والصافي وجهان صاف مإن الشمع‬
‫وصاف في اللون قال الشافعي وإن سلف في عسل صاف وأتى بعسل قد‬
‫صفي بالنار لم يلزمإه لن النار تغير طعمه فينقص ثمنه ولكن يصفيه له بغير‬
‫نار فإن جاءه بعسل غير صاف اللون فذلك عيب فيه فل يلزمإه أخذه إذا‬
‫كان عيبا فيه قال الشافعي فإن سلف في عسل فجاءه بعسل رقيق أريه‬
‫أهل العلم بالعسل فإن قالوا هذه الرقه في هذا الجنس مإن هذا العسل‬
‫عيب ينقص ثمنه لم يكن عليه أن يأخذه وإن قالوا هكذا يكون هذا‬
‫العسل وقالوا رق لحر البلد أو لعله غير عيب في نفس العسل لزمإه أخذه‬
‫قال ولو قال عسل برأ وقال عسل صعتر أو عسل صرو أو عسل عشر‬
‫ووصف لونه وبلده فأتاه باللون والبلد وبغير الصنف الذي شرط له أدنى أو‬
‫أرفع لم يكن عليه أخذه إنما يرده بأحد أمإرين أحدهما نقصان عما سلف‬
‫فيه والخر أن كل جنس مإن هذه قد يصلح لما ل يصلح له غيره أو‬
‫يجزىء فيما ل يجزىء فيه غيره أو يجمعهما ول يجوز أن يعطي غيره مإا‬
‫شرط إذا اختلفت مإنافعهما قال ومإا وصفت مإن عسل بر وصعتر وغيره مإن‬
‫كل جنس مإن العسل في العسل كالجناس المختلفه في السمن ل تجزىء‬
‫إل صفته في السلف وإل فسد السلف أل ترى أني لو أسلمت في سمن‬
‫ووصفته ولم أصف جنسه فسد مإن قبل أن سمن المعزى مإخالف سمن‬
‫الضأن وأن سمن الغنم كلها مإخالف البقر والجوامإيس فإذا لم تقع الصفه‬
‫على الجنس مإما يختلف فسد السلف كما يفسد لو سلفته في حنطة ولم‬
‫أسم جنسها فأقول مإصريه أو يمانيه أو شامإيه وهكذا لو ترك أن يصف‬
‫العسل بلونه فسد مإن قبل أن أثمانها تتفاضل على جودة اللوان ومإوقعها‬
‫مإن العمال يتباين بها وهكذا لو ترك صفة بلده فسد لختلف أعسال‬
‫البلدان كاختلف طعامأ البلدان وكاختلف ثياب البلدان مإن مإروى وهروي‬
‫ورازي وبغدادي وهكذا ولو ترك أن يقول عسل حديث مإن عسل وقت كذا‬
‫مإن قبل اختلف مإا قدمأ مإن العسل وحدث وإذا قال عسل وقت كذا‬
‫فكان ذلك العسل يكون في رجب وسمي‬
‫صفحة ‪921 :‬‬

‫أجله رمإضان فقد عرف كم مإر عليه وهذا هكذا في كل مإا يختلف‬
‫فيه قديمه وجديده مإن سمن أو حنطة أو غيرهما قال الشافعي وكل مإا‬
‫كان عند أهل العلم به عيب في جنس مإا سلف فيه لم يلزمإه السلف‬
‫وكذلك كل مإا خالف الصفة المشروطة مإنه فلو شرط عسل مإن عسل‬
‫الصرو وعسل بلد كذا ويكون كذا فأتى بالصفة في اللون وعسل البلد‬
‫فقيل ليس هذا صروا خالصا وهذا صرو وغيره لم يلزمإه كما يكون سمن‬
‫بقر لو خلطه في كذا وكذا رطل مإن عسل أو في مإكيال عسل بشمعه‬
‫كان فاسدا كثير الشمع وقلته وثقله وخفته وكذا لو قال أسلم إليك بسمن‬
‫الغنم لم يلزمأ مإن سلف واحدا مإن السمنين ولو قال أسلمت إليك في‬
‫شهد بوزن أو عدد لنه ل يعرف مإا فيه مإن العسل والشمع‬
‫باب السلف في السمن‬
‫قال الشافعي رحمه ال والسمن كما وصفت مإن العسل وكل مإأكول كان‬
‫في مإعناه كما وصفت مإنه ويقول في السمن سمن مإاعز أو سمن ضأن أو‬
‫سمن بقر وإن كان سمن الجوامإيس يخالفها قال سمن جوامإيس ل يجزىء‬
‫غير ذلك وإن كان ببلد يختلف سمن الجنس مإنه قال سمن غنم كذا‬
‫وكذا كما يقال بمكة سمن ضأن نجدية وسمن ضأن تهامإية وذلك أنهما‬
‫يتباينان في اللون والصفة والطعم والثمن قال والقول فيه كالقول في العسل‬
‫قبله فما كان عيبا وخارجا مإن صفة السلف لم يلزمأ السلف والقديم مإن‬
‫السمن يتبين مإن القديم مإن العسل لنه أسرع تغيرا مإنه والسمن مإنه مإا‬
‫يدخن ومإنه مإا ل يدخن فل يلزمأ المدخن لنه عيب فيه‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫وذكر الواحدي وغيره مإن المفسرين أن سقوط التاء مإن‬
‫قوله تعالى‪) :‬يتربصن بأنفسهن أربعة‬

‫‪.‬أشهر وعشرا( لتغليب الليالي على اليامأ‪ .‬انتهى‬

‫هذا كله في اليامأ والليالي أمإا إذا كان المعدود مإذكرا أو مإؤنثا غيرها‬
‫فل وجه إل مإطابقة‬

‫القاعدة الصلية مإن إثبات التاء في المذكر وحذفها في المؤنث ذكرت‬


‫المعدود أو حذفته قال‬

‫تعالى‪) :‬فاستشهدوا عليهن أربعة مإنكم( وقال تعالى‪) :‬سيقولون ثلثة رابعهم‬
‫كلبهم ويقولون‬

‫خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامإنهم كلبهم( وقال‬
‫تعالى‪) :‬مإا يكون مأ‬

‫ثلثة إل رابعهم ول خمسة إل هو سادسهم( و قال تعالى‪) :‬عليها تسعة‬


‫‪:‬عشر( وقال تعالى‬

‫فالمعدود في هذه اليات كلها مإذكر وقد حذف )وكنتم أزواجا ثلثة (‬
‫في الية الولى والثانية‬
‫والثالثة والرابعة وأتي به مإوصوفا في الخامإسة وثبتت التاء في جميع ذلك‬
‫‪:‬وكذلك قوله تعالى‬

‫صفحة ‪922 :‬‬

‫السلف في الزيت‬
‫قال الشافعي رحمه ال والزيت إذا اختلف لم يجز فيه إل أن يوصف‬
‫بصفته وجنسه وإن كان قدمإه يغيره وصفه بالجده أو سمي عصير عامأ كذا‬
‫حتى يكون قد أتى عليه مإا يعرفه المشتري والبائع والقول في عيوبه‬
‫وإختلفه كالقول في عيوب السمن والعسل قال والدامأ كلها التي هي أوداك‬
‫السليط وغيره إن اختلف نسب كل واحد مإنها إلى جنسه وإن اختلف‬
‫عتيقها وحديثها نسب الى الحداثة والعتق فأن باينت العسل والسمن في هذا‬
‫فكانت ليقلبها الزمإان ول تغير قلت عصير سنة كذا وكذا ل يجزئه غير‬
‫ذلك والقول في عيوبها كالقول في عيوب مإا قبلها كل مإا نسبه أهل العلم‬
‫إلى العيب في جنس مإنها لم يلزمأ مإشتريه إل أن يشاء هو مإتطوعا قال‬
‫ول خير في أن يقول في شيء مإن الشياء أسلم إليك في أجود مإا يكون‬
‫مإنه لنه ل يوقف على حد أجود مإا يكون مإنه أبدا فأمإا أردأ مإا يكون‬
‫مإنه فاكرهه ول يفسد به البيع مإن قبل أنه إن أعطى خيرا مإن أردأ مإا‬
‫يكون مإنه كان مإتطوعا بالفضل وغير خارج مإن صفة الرداءة كله قال ومإا‬
‫اشترى مإن الدامأ كيل اكتيل ومإا اشترى وزنا بظروفه لم يجز شراؤه بالوزن‬
‫في الظروف لختلف الظروف وأنه ل يوقف على حد وزنها فلو اشترى‬
‫جزافا وقد شرط وزنا فلم يأخذ مإا عرف مإن الوزن المشترى إل أن يتراضيا‬
‫البائع والمشتري بعد وزن الزيت في الظروف بأن يدع مإا يبقى له مإن الزيت‬
‫وإن لم يتراضيا وأراد اللزمأ لهما وزنت الظروف قبل أن يصب فيها الدامأ‬
‫ثم وزنت بما يصب فيها ثم يطرح وزن الظروف وإن كان فيها زيت وزن‬
‫فرغت ثم وزنت الظروف ثم ألقي وزنها مإن الزيت ومإا أسلف فيه مإن‬
‫الدامأ فهو له صاف مإن الرب والعكر وغيره مإما خالف الصفاء‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫والقول بجواز )ويحمل عرش ربك فوقهم يومإئذ ثمانية (‬
‫حذف التاء في مإثل ذلك يحتاج إلى نقل‬

‫‪.‬ول يكاد يقدر عليه‬

‫وقال النووي في قوله صلى ال عليه وسلم‪) :‬بست مإن شوال(‪ :‬إنما‬
‫حذفت الهاء مإن ستة لن‬

‫العرب إنما تلتزمأ التيان بالهاء في المذكر الذي هو دون أحد عشر إذا‬
‫صرحت بلفظ المذكر‬

‫كقوله ال تعالى‪) :‬وثمانية أيامأ( فأمإا إذا لم يأتوا بلفظ المذكر فيجوز‬
‫‪ .‬إثبات الهاء وحذفها فتقول‪ :‬سومإزوكل ةظوفحم قوقحل عيمج‬

‫صمنا ستا ولبثنا عشرا وتريد اليامأ ونقله الفراء وابن السكيت وغيرهما‬
‫عن العرب ول‬
‫‪.‬يتوقف فيه إل جاهل غبي‬

‫والظاهر أن مإراده بما نقله الفراء وابن السكيت وغيرهما عن العرب ‪-‬‬
‫الحذف كما حكاه‬

‫صفحة ‪923 :‬‬

‫السلف في الزبد‬
‫قال الشافعي رحمه ال السلف في الزبد كهو في السمن يسمى زبد مإاعز‬
‫أو زبد ضأن أو زبد بقر ويقول نجدي أو تهامإي ل يجزىء غيره ويشرطه‬
‫مإكيل أو مإوزونا وبشرطه زبد يومإه لنه يتغير في غده بتهامإة حتى يحمض‬
‫ويتغير في الحر ويتغير في البرد تغيرا دون ذلك وبنجد يؤكل غير أنه‬
‫ليكون زبد يومإه كزبد غده فإن ترك مإن هذا شيئا لم يجز السلف فيه‬
‫وليس للمسلف أن يعطيه زبدا نجيخا وذلك أنه حينئذ ليس بزبد يومإه وإنما‬
‫هو زبد تغير فأعيد في سقاء فيه لبن مإخض ليذهب تغيره فبكون عيبا في‬
‫الزبد لنه جدده وهو غير جديد ومإن أن الزبد يرق عن أصل خلقته ويتغير‬
‫طعمه والقول فيما عرفه أهل العلم به عيبا أنه يرد به كالقول فيما وصفنا‬
‫قبله‬
‫السلف في اللبن‬
‫قال الشافعي رحمه ال و يجوز السلف في اللبن كما يجوز في الزبد‬
‫ويفسد كما يفسد فس الزبد بترك أن يقول مإاعز أو ضأن أو بقر وإن‬
‫كان إبل أن يقول لبن غواد أو أوراك أو خميصة ويقول في هذا كله لبن‬
‫الراعية والمعلفة لختلف البان الرواع والمعلفة وتفاضلها في الطعم والصحه‬
‫والثمن وفأي هذا سكت عنه لم يجز مإعه السلم ولم يجز إل بأن يقول‬
‫حليبا أو يقول لبن يومإه لنه يتغير في غده قال الشافعي والحليب مإا‬
‫يحلب مإن ساعته وكان مإنتهى حد صفة الحليب أن تقل حلوته فذلك حين‬
‫ينتقل إلى أن يخرج مإن اسم الحليب قال وإذا اسلف فيه بكيل فليس له‬
‫أن يكيله برغوته لنها تزيد في كيله وليست بلبن تبقى بقاء اللبن ولكن إذا‬
‫سلف فيه وزنا فل بأس عندي أن يزنه برغوته لنها ل تزيد في وزنه فإن‬
‫زعم أهل العلم أنها تزيد في وزنه فل يزنه حتى تسكن كما ليكيله حتى‬
‫تسكن قال ول خير في أن يسلف في لبن مإخيض لنه ليكون مإخيضا إل‬
‫بإخراج زبده وزبده ليخرج إل بالماء ول يعرف المشتري كم فيه مإن الماء‬
‫لخفاء الماء في البن وقد يجهل ذلك البائع لنه يصب فيه بغير كيل‬
‫ويزيده مإره بعد مإره والماء غير اللبن فل يكون على احد أن يسلف في‬
‫مإد لبن فيعطى تسعة أعشار المد لبنا وعشره مإاء لنه ليميز بين مإائه‬
‫حينئذ ولبنه وإذا كان الماء مإجهول كان افسد له لنه ليدري كم أعطى‬
‫مإن لبن ومإاء قال ول خير في أن يسلف في لبن ويقول حامإض لنه قد‬
‫يسمى حامإضا بعد يومأ و يومإين وأيامأ وزيادة حموضته زيادة نقص فيه ليس‬
‫كالحلو الذي يقال له حلو فيأخذ له أقل مإا يقع عليه اسم الحلوة مإع‬
‫صفة غيرها ومإا زاد على أقل مإا يقع عليه اسم الحلوة زيادة خير‬
‫للمشتري وتطوع مإن البائع وزيادة حموضة اللبن كما‬
‫صفحة ‪924 :‬‬

‫وصفت نقص على المشتري وإذا شرط لبن يومأ أو لبن يومإين فإنما‬
‫يعني مإا حلب مإن يومإه ومإا حلب مإن يومإين فيشترط غير حامإض وفي لبن‬
‫البل غير قارص فأن كان ببلد ل يمكن فيه إل أن يحمض في تلك‬
‫المده فل خير في السلف فيه بهذه الصفة لما وصفت مإن أنه ل يوقف‬
‫على حد الحموضة ول حد قارص فيقال هذا أول وقت حمض فيه أو‬
‫قرص فيلزمإه إياه وزايدة الحموضة فيه نقص للمشتري كما وصفنا في المسأله‬
‫قبله ول خير في بيع اللبن في ضروع الغنم وإن اجنمع فيها حلبة واحده‬
‫لنه ليدري كم هو ول كيف هو ول هو بيع عين ترى ول شيء مإضمون‬
‫على صاحبه بصفة وكيل وهذا خارج مإما يجوز في بيوع المسلمين قال‬
‫الشافعي أخبرنا سعيد بن سالم عن مإوسى عن سليمان بن يسار عن ابن‬
‫عباس أنه كان يكره بيع الصوف على ظهور الغنم‬
‫السلف في الجبن رطبا ويابسا‬
‫قال الشافعي رحمه ال والسلف في الجبن رطبا طريا كالسلف في اللبن‬
‫فل يجوز إل بأن يشرط صفة جبن يومإه أو يقول جبنا رطبا طريا لن‬
‫الطراء مإنه مإعروف والغاب مإنه مإفارق للطرى فالطراءة فيه صفة يحاط بها‬
‫ول خير في أن يقول غاب لنه إذا زايل الطراء كان غابا وإذا مإرت له‬
‫أيامأ كان غابا ومإرور اليامأ نقص له كما كثرة الحموضة نقص في اللبن‬
‫ليجوز أن يقول غاب لنه لينفصل أول مإا يدخل في الغبوب مإن المنزله‬
‫التي بعدها فيكون مإضبوطا بصفة والجواب فيه كالجواب في حموضة اللبن‬
‫ول خير في السلف فيه إل بوزن فأمإا بعدد فل خير فيه لنه ليختلف‬
‫فل يقف البائع ول المشتري مإنه على حد مإعروف ويشترط فيه جبن مإاعز‬
‫أو جبن ضائن أو جبن بقر كما وصفنا في اللبن وهما سواء في هذا‬
‫المعنى قال والجبن الرطب لبن يطرح فيه النافح فيتميز مإاءه ويعزل خاثر‬
‫لبنه فيعصر فإذا سلف فيه رطبا فل أبالي اسمي صغارا امأ كبارا ويجوز اذا‬
‫وقع عليه اسم الجبن قال ول بأس بالسلف في الجبن اليابس وزنا وعلى‬
‫مإا وصفت مإن جبن ضائن او بقر فأمإا البل فل احسبها يكون لها جبن‬
‫ويسميه جبن بلد مإن البلدان لن جبن البلدان يختلف وهو أحب إلى لو‬
‫قال مإا جبن مإنذ شهر أو مإنذ كذا أو جبن عامإه إذا كان هذا يعرف‬
‫لنه قد يكون إذا دخل في حد اليبس أثقل مإنه إذا تطاول جفوفه قال لو‬
‫ترك هذا لم يفسده لنا نجيز مإثل هذا في اللحم واللحم حين يسلخ أثقل‬
‫مإنه بعد ساعةمإن جفوفه والثمر في أول مإا ييبس يكاد يكون أقل نقصانا‬
‫مإنه بعد شهر أو أكثر ول يجوز إل أن يقال جبن غير قديم فكل مإا أتاه‬
‫به فقال أهل العلم به ليس يقع على هذا اسم قديم أخذه وإن كان بعضه‬
‫أطرى مإن بعض لن السلف أقل‬

‫صفحة ‪925 :‬‬

‫مإا يقع عليه اسم الطراءة والمسلف مإتطوع بما هو أكثر مإنه ول خير‬
‫في أن يقول جبن عتيق ول قديم لن أقل مإا يقع عليه اسم العتيق‬
‫والقديم غير مإحدود وكذلك أخره غير مإحدود وكل مإا تقدمأ في اسم العتيق‬
‫فازدادت الليالي مإرورا عليه كان نقصا له كما وصفنا قبله في حموضة اللبن‬
‫وكل مإا كان عيبا في الجبن عند أهل العلم به مإن افراط مإلح أو حموضة‬
‫طعم أو غيره لم يلزمأ المشتري‬
‫السلف في اللبا‬
‫قال الشافعي رحمه ال ول بأس بالسلف في اللبا بوزن مإعلومأ ول خير‬
‫فيه إل مإوزونا ول يجوز مإكيل مإن قبل تكبسه وتجافيه في المكيال والقول‬
‫فيه كالقول في اللبن والجبن يصف مإاعزا أو ضائنا أو بقرا أو طريا فيكون‬
‫له أقل مإا يقع عليه اسم الطراءة ويكون البائع مإتطوعا بما هو خير مإن‬
‫ذلك ول يصلح أن يقول غير الطري لن ذلك كما وصفت غير مإحدود‬
‫الول والخر والتزيد في البعد‬
‫الصوف والشعر‬
‫قال الشافعي رحمه ال ول خير في أن يسلم في صوف غنم بأعيانها‬
‫ول شعرها إذا كان ذلك إلى يومأ واحد فأكثر وذلك أنه قد تأتي الفة‬
‫عليه فتذهبه أو تنقصه قبل اليومأ وقد يفسد مإن وجه غير هذا ول خير في‬
‫أن بسلم في ألبان غنم بأعيانها ول زبدها ول سمنها ول لبئها ول جبنها‬
‫وإن كان ذلك بكيل مإعلومأ ووزن مإعلومأ مإن قبل أن الفه تأتي عليها‬
‫فتهلكها فينقطع مإا اسلف فيه مإنها وتأتي عليها بغير هلكها فتقطع مإا يكون‬
‫مإنه مإا اسلم فيه مإنها أو تنقصه وكذلك لخير فيه ولو حلبت لك حين‬
‫تشتريها لن الفه تأتي عليها قبل الستيفاء قال الشافعي وذلك أنا لو أجزنا‬
‫هذا فجاءت الفه عليها بأمإر يقطع مإا اسلف فيه مإنها أو بعضه فرددناه‬
‫على البائع بمثل الصفه التي اسلفه فيها كنا ظلمناه لنه بائع صفه مإن غنم‬
‫بعينها فحولناها إلى غنم غيرها وهو لو باعه عينا فهلكت لم نحوله إلى‬
‫غيرها ولو لم نحوله الى غيرها كنا اجزنا أن يشتري غير عين بعينها وغير‬
‫مإضمون عليه بصفه يكلف التيان به مإتى حل عليه فأجزنا في بيوع‬
‫المسلمين مإا ليس مإنها إنما بيوع المسلمين بيع عين بعينها يملكها المشتري‬
‫على البائع أو صفه بعينها يملكها المشتري على البائع ويضمنها حتى يؤديها‬
‫إلى المشتري قال وإذا لم يجز أن يسلم الرجل الى الرجل في تمر حائط‬
‫بعينه ول في حنطة أرض بعينها لما وصفت مإن الفات التي تقع في الثمرة‬
‫والزرع كان لبن الماشية ونسلها كله في هذا المعنى تصيبها الفات كما‬
‫تصيب الزرع والثمر وكانت الفات اليه في كثير مإن الحالت أسرع قال‬
‫وهكذا كل مإا كان مإن سلك في عين بعينها تنقطع مإن‬

‫صفحة ‪926 :‬‬

‫ايدي الناس ول خير في السلف حتى يكون في الوقت الذي يشترط‬


‫فيه مإحله مإوجودا في البلد الذي يشترط فيه ليختلف فيه بحال فإن كان‬
‫يختلف فل خير فبه لنه حينئذ غير مإوصول الى أدائه فعلى هذا كل مإن‬
‫سلف وقياسه ول بأس أن تسلف في شيء ليس في أيدي الناس حين‬
‫تسلف فيه إدا شرطت مإحله في وقت يكون مإوجودا فيه بأيدي الناس‬
‫السلف في اللحم‬
‫قال الشافعي رحمه ال كل لحم مإوجود ببلد مإن البلدان ل يختلف في‬
‫الوقت الذي يحل فيه فالسلف فيه جائز ومإا كان في الوقت الذي يحل‬
‫فيه يختلف فل خير فيه وإن كان يكون ل يختلف في حينه الذي يحل‬
‫فيه في بلد ويختلف في بلد آخر جاز السلف فيه في البلد الذي ل‬
‫يختلف وفسد السلف في البلد الذي يختلف فيه إل ان يكون مإما ل‬
‫يتغير في الحمل فيحمل مإن بلد إلى بلد مإثل الثياب ومإا أشبهها فأمإا مإا‬
‫كان رطبا مإن المأكول وكان إذا حمل مإن بلد إلى بلد تغير لم يجز به‬
‫السلف في البلد الذي يختلف فيه وهكذا كل سلعه مإن السلع إذا لم‬
‫تختلف في وقتها في بلد جاز فيه السلف وإذا اختلف ببلد لم يجز‬
‫السلف فيه في الحين الذي تختلف فيه إذا كانت مإن الرطب مإن المأكول‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫الكسائي وأمإا التصريح بالوجهين عن العرب فمخالف‬
‫لكلمأ سيبويه والزمإخشري فينبغي أن‬

‫يتوقف فيه إذ ليس في كلمإه تصريح بنقله نعم‪ :‬جواز الوجهين قد ثبت‬
‫مإن كلمأ سيبويه كما‬

‫‪.‬سبق وإن كان أحدهما لي سيحد كلمأ العرب‬

‫وطعن بعضهم في حكاية الكسائي ول يلتفت إلى هذا الطعن مإع صحة‬
‫الحديث بمثله‬

‫ومإعاضدة الفراء وابن السكيت وغيرهما للكسائي وكل مإنهم إمإامأ وتوجيهها‪:‬‬
‫أنه لما ثبت‬

‫جواز‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد اليامأ والليالي جميعا كما سبق مإن كلمأ‬
‫سيبويه وكما دلت‬
‫عليه الية الكريمة ومإا ذاك إل لتغليب الليالي على اليامأ وجعل اليامأ‬
‫تابعة لليالي أجري عليها‬

‫هذا الحكم عند إرادة اليامأ وحدها كقولك‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد‬
‫اليامأ‪ .‬أو‪ :‬صمت‬

‫خمسا إذ ل يمكن إرادة الليالي في الصومأ وصار اليومأ كأنه مإندرج‬


‫تحت اسم الليلة وجزء مإنها‬

‫فيدل عليه باسمها سواء أريدت حقيقة ذلك السم مإن الليلة واليومأ تابع‬
‫لها أمأ لم ترد واقتصر‬

‫‪.‬على إرادة مإا يتبعها وهو اليومأ‬

‫ونقل أبو حيان أنه يقال‪ :‬صمت خمسة وأنه فصيح‪ .‬وهذا إن صح ل‬
‫يعارض قول سيبويه‬

‫صفحة ‪927 :‬‬

‫صفة اللحم ومإا يجوز فيه ومإا ليجوز‬


‫قال الشافعي رحمه ال مإن أسلف في لحم فل يجوز فيه حتى يصفه‬
‫يقول لحم مإاعز ذكر خصى أو ذكر ثنى فصاعدا أو جدي رضيع أو فطيم‬
‫وسمين أو مإنق ومإن مإوضع كذا ويشترط الوزن أو يقول لحم مإاعزة ثنية‬
‫فصاعدا أو صغيرة يصف لحمها ومإوضعها ويقول لحم ضائن ويصفه هكذا‬
‫ويقول في البعير خاصة بعير راع مإن قبل اختلف الراعي والمعلوف وذلك‬
‫أن لحمان ذكورها وإناثها وصغارها وكبارها وخصيانها وفحولها تختلف ومإواضع‬
‫لحمها تختلف ويختلف لحمها فإذا حد بسمانة كان للمشتري أدنى مإا يقع‬
‫عليه اسم السمانة وكان البائع مإتطوعا بأعلى مإنه إن أعطاه إياه وإذا حده‬
‫مإنقيا كان له أدنى مإا يقع عليه اسم النقاء والبائع مإتطوع بالذي هو أكثر‬
‫مإنه وأكره أن يشترطه أعجف بحال وذلك أن العجف يتباين والزيادة في‬
‫العجف نقص على المشتري والعجف في اللحم كما وصفت مإن الحموضة‬
‫في اللبن ليست بمحدودة العلى ول الدنى وإذا زادت كان نقصا غير‬
‫مإوقوف عليه والزيادة في السمانه شيء يتطوع به البائع على المشتري قال‬
‫فإن شرط مإوضعا مإن اللحم وزن ذلك الموضع بما فيه مإن عظم لن‬
‫العظم ليتميز مإن اللحم كما يتميز التبن والمدر والحجارة مإن الحنطة ولو‬
‫ذهب يميزه أفسد اللحم على آخذه وبقي مإنه على العظامأ مإا يكون فسادا‬
‫واللحم أولى أن ل يميز وأن يجوز بيع عظامإه مإعه لختلط اللحم بالعظم‬
‫مإن النوى في التمر إذا اشترى وزنا لن النواة تميز مإن التمره غير أن‬
‫التمرة إذا اخرجت نواتها لم تبق بقاءها إذا كانت نواتها فيها قال الشافعي‬
‫تبايع الناس على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم التمر كيل وفيه نواه‬
‫ولم نعلمهم تبايعوا اللحم قط إل فيه عظامإه فدلت السنة إذا جاز بيع‬
‫التمر بالنوى على أن بيع اللحم بالعظامأ في مإعناها أو أجوز فكانت قياسا‬
‫و خبرا وأثرا لم اعلم الناس اختلفوا فيه قال وإذا اسلف في شحم البطن‬
‫أو الكلى ووصفه وزنا فهو جائز وإن قال شحم لم يجز لختلف شحم‬
‫البطن وغيره وكذلك إن سلف في الليات فتوزن وإذا سلف في شحم سمي‬
‫شحما صغيرا أو كبيرا ومإاعزا أو ضائنا‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫والزمإخشري لنهما إنما قال فيما يمكن إرادة الليالي‬
‫واليامأ جميعا ول شك أنه عند إراتهما تغلب‬

‫الليالي فيضعف التذكير وأمإا عند إرادة المذكر فقط فالتذكير وإثبات الهاء‬
‫هو الصل والحذف‬

‫ورد في الحديث وحكاه الكسائي فالوجهان فيه فصيحان بخلف القسم‬


‫الول فإن الحذف فيه‬

‫أفصح هذا إن ثبت‪ :‬صمنا خمسة كما ادعاه أبو حيان ولعله أخذه مإن‬
‫ابن عصفور فإن‬

‫صفحة ‪928 :‬‬

‫لحم الوحش‬
‫قال الشافعي رحمه ال ولحم الوحش كله كما وصفت مإن لحم النيس‬
‫إذا كان ببلد يكون بها مإوجودا ليختلف في الوقت الذي يحل فيه بحال‬
‫جاز السلف فيه وإذا كان يختلف في حال ويوجد في اخرى لم يجز‬
‫السلف فيه إل في الحال التي ليختلف فيها قال ول أحسبه يكون مإوجودا‬
‫ببلد أبدا إل هكذا وذلك أن مإن البلدان مإا لوحش فيه وإن كان به مإنها‬
‫وحش فقد يخطيء صائده ويصيبه والبلدان وإن كان مإنها مإا يخطئه لحم‬
‫يجوز فيه في كل يومأ أو بها بعض اللحم دون بعض فإن الغنم تكاد أن‬
‫تكون أن مإوجودة والبل والبقر فيؤخذ المسلف البائع بأن يذبح فيوفي‬
‫صاحبه حقه لن الذبح له مإمكن بالشراء ول يكون الصيد له مإمكنا بالشراء‬
‫والخذ كما يمكنه النيس فإن كان ببلد يتعذر به لحم النيس أو شيء‬
‫مإنه في الوقت الذي يسلف فيه لم يجز السلف فيه في الوقت الذي‬
‫يتعذر فيه ول يجوز السلف في لحم الوحش إذا كان مإوجودا ببلد إل على‬
‫مإا وصفت مإن لحم النيس أن يقول لحم ظبي أو أرنب أو تيتل أو بقر‬
‫وحش أو حمر وحش أو صنف بعينه ويسميه صغيرا أو كبيرا ويوصف‬
‫اللحم كما وصفت وسمينا أو مإنقيا كما وصفت في اللحم ل يخالفه في‬
‫شيء إل أن تدخله خصلة لتدخل لحم النيس إن كان مإنه شيء يصاد‬
‫بشيء يكون لحمه مإعه طيبا وآخر يصاد بشيء يكون لحمه فيه غير طيب‬
‫شرط صيد كذا دون صيد كذا فإن لم يشرط سئل أهل العلم به فإن‬
‫كانوا يبينون في بعض اللحم الفساد فالفساد عيب ول يلزمأ المشتري فإن‬
‫كانوا يقولون ليس بفساد ولكن صيد كذا أطيب فليس هذا بفساد ول يرد‬
‫على البائع ويلزمأ المشتري وهذا يدخل الغنم فيكون بعضها أطيب لحما مإن‬
‫بعض ول يرد مإن لحمه شيء إل مإن فساد قال ومإتى أمإكن سلف في‬
‫الوحش فالقول فيه كالقول في النيس فإنما يجوز بصفة وسن وجنس ويجوز‬
‫السلف في لحم الطير كله بصفة وسمانة وإنقاء ووزن غير أنه لسن له‬
‫وإنما يباع بصفة مإكان السن بكبير و صغير ومإا احتمل أن يباع مإبعضا‬
‫بصفة مإوصوفة ومإا لم يحتمل أن يبعض لصغره وصف طائره وسمانته وأسلم‬
‫فيه بوزن ليجوز أن يسلم فيه بعدد وهو لحم إنما يجوز العدد في الحي‬
‫دون المذبوح والمذبوح طعامأ ليجوز إل مإوزونا وإذا السلم في لحم طير‬
‫وزنا لم يكن عليه أن يأخذ في الوزن رأسه ول رجليه مإن دون الفخذين‬
‫لن رجليه للحم فيهما وأن رأسه إذا قصد اللحم كان مإعروفا أنه ل يقع‬
‫عليه اسم اللحم المقصود قصده‬

‫صفحة ‪929 :‬‬

‫الحيتان‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى الحيتان إذا كان السلف يحل فيها في‬
‫وقت لينقطع مإا السلف فيه مإن أيدي الناس بذلك البلد جاز السلف فيها‬
‫وإذا كان الوقت الذي يحل فيه في بلد ينقطع ول يوجد فيه فل خير في‬
‫السلف فيها كما قلنا في لحم الوحش والنيس قال وإذا اسلم فيها اسلم‬
‫في مإليح بوزن أو طرى بوزن مإعلومأ ول يجوز السلف فيه حتى يسمى كل‬
‫حوت مإنه بجنسه فأنه يختلف إختلف اللحم وغيره ول يجوز أن يسلف‬
‫في شيء مإن الحيتان إل بوزن فإن قال قائل فقد تجيز السلف في الحيوان‬
‫عددا مإوصوفا فما فرق بينه وبين الحيتان قيل الحيوان يشترى بمعنيين‬
‫أحدهما المنفعه به في الحياة وهي المنفعه العظمى فيه الجامإعه والثانية ليذبح‬
‫فيؤكل فأجزت شراءه حيا للمنفعه العظمى ولست أجيز شراءه مإذبوحا بعدد‬
‫أل ترى أنه إن قال أبيعك لحم شاة ثنيه مإاعزه ولم يشترط وزنا لم أجزه‬
‫لنه ليعرف قدر اللحم بالصفه وإنما يعرف قدره بالوزن ولن الناس إنما‬
‫اشتروا مإن كل مإا يؤكل ويشرب الجزاف مإما يعاينون فأمإا مإا يضمن فليس‬
‫يشترونه جزافا قال والقياس في السلف في لحم الحيتان بوزن ليلزمأ‬
‫المشتري ان يوزن عليه الذنب مإن حيث يكون للحم فيه ويلزمإه مإا يقع‬
‫عليه اسم ذنب مإما عليه لحم ول يلزمإه أن يوزن عليه فيه الرأس ويلزمإه‬
‫مإا بين ذلك إل أن يكون مإن حوت كبير فيسمى وزنا مإن الحوت مإما‬
‫أسلف فيه مإوضعا مإنه ليجوز أن يسلف فيه إل في مإوضع إذا احتمل مإا‬
‫تحتمل الغنم مإن أن يكون يوجد في مإوضع مإنه مإا سلف فيه ويصف‬
‫لموضع الذي سلف فيه وإذا لم يحتمل كان كما وصفت في الطير قال‬
‫الشافعي رحمه ال ول يجوز عندي السلف في شيء مإن الرؤوس مإن‬
‫صغارها ول كبارها ول الكارع لنا لنجيز السلف في شيء سوى الحيوان‬
‫حتى نجده بذرع أو كيل أو وزن فأمإا عدد مإنفرد فل وذلك أنه قد يكون‬
‫يشتبه مإا يقع عليه اسم الصغير وهو مإتباين ومإا يقع عليه اسم الكبير وهو‬
‫مإتباين فإذا لم نجد فيه كما حددنا في مإثله مإن الوزن والذرع والكيل‬
‫أجزناه غير مإحدود وإنما ترى الناس تركوا وزن الرؤوس لما فيها مإن سقطها‬
‫الذي يطرح ول يؤكل مإثل الصوف والشعر عليه ومإثل أطراف مإشافره ومإناخره‬
‫وجلود خديه ومإا أشبه ذلك مإما ل يؤكل ول يعرف قدره مإنه غير أنه فيه‬
‫غير قليل فلو وزنوه وزنوا مإعه غير مإا يؤكل مإن صوف وشعر وغيره ول‬
‫يشبه النوى في التمر لنه قد ينتفع بالنوى ول القشر في الجوز لنه قد‬
‫ينتفع بقشر الجوز وهذا‬

‫صفحة ‪930 :‬‬


‫ل ينتفع به في شيء قال ولو تحامإل رجل فأجازه لم يجز عندي أن‬
‫يأمإر أحد بأن يجيزه إل مإوزونا وال تعالى اعلم ولجازته وجه يحتمل بعض‬
‫مإذاهب أهل الفقه مإا هو أبعد مإنه قال الشافعي وقد وصفت في غير هذا‬
‫الموضع أن البيوع ضربان أحدهما بيع عين قائمه فل بأس أن تباع بنقد‬
‫ودين إذا قبضت العين أو بيع شيء مإوصوف مإضمون على بائعه يأتي به‬
‫لبد عاجل أو الى أجل وهذا ليجوز حتى يدفع المشتري ثمنه قبل أن‬
‫يتفرق المتبايعان وهذان مإستويان إذا شرط فيه أجل أو ضمان أو يكون أحد‬
‫البيعين نقدا والخر دينا أو مإضمونا قال وذلك أني إذا بعتك سلعه ودفعتها‬
‫إليك وكان ثمنها إلى أجل فالسلعة نقد والثمن إلى أجل مإعروف وإذا دفعت‬
‫إليه مإائة دينار في طعامأ مإوصوف إلى أجل فالمائة نقد والسلعة مإضمونة‬
‫يأتي بها صاحبها لبد ول خير في دين بدين ولو أشترى رجل ثلثين رطل‬
‫لحما بدينار ودفعه يأخذ كل يومأ رطل فكان أول مإحلها حين دفع وآخره‬
‫إلى شهر وكانت صفقه واحده كانت فاسده ورد مإثل اللحم الذي أخذ أو‬
‫قيمته إن لم بكن له مإثل وذلك أن هذا دين بدين ولو اشترى رطل مإنفردا‬
‫وتسعة وعشرين بعده في صفقه غير صفقته كان الرطل جائزا والتسعة‬
‫والعشرون مإنتقضه وليس أخذه أولها إذا لم يأخذها في مإقامأ واحد بالذي‬
‫يخرجه مإن أن يكون دينا أل ترى أنه ليس له أنه أن يأخذ رطل بعد‬
‫الول إل بمده تأتي عليه ول يشبه هذا الرجل يشتري الطعامأ بدين ويأخذ‬
‫في إكتياله لن مإحله واحد وله أخذه كله في مإقامإه إل أنه ل يقدر على‬
‫أخذه إل هكذا ل أجل له ولو جاز هذا جاز أن يشتري بدينار ثلثين‬
‫صاعا حنطة يأخذ كل يومأ صاعا قال وهذا هكذا في الرطب والفاكهة‬
‫وغيرها كل شيء لم يكن له قبضه ساعة يتبيعانه مإعا ولم يكن لبائعه دفعه‬
‫عن شيء مإنه حين يشرع في قبضه كله لم يجز أن يكون دينا قال ولو‬
‫جاز هذا في اللحم جاز في كل شيء مإن ثياب وطعامأ وغيره قال الشافعي‬
‫ولو قال قائل هذا في اللحم جائز وقال هذا مإثل الدار يتكاراها الرجل إلى‬
‫أجل فيجب عليه مإن كرائها بقدر مإا سكن قال وهذا في الدار وليس كما‬
‫قال ولو كان كما قال كان أن يقيس اللحم بالطعامأ اولى به مإن أن‬
‫يقيسه بالسكن لبعد السكن مإن الطعامأ في الصل والفرع فإن قال فما فرق‬
‫بينهما في الفرع قيل أرأيتك إذا أكريتك دارا شهرا ودفعتها إليك فلم‬
‫تسكنها أيجب عيلك الكراء قال نعم قلت ودفعتها إليك طرفة عين إذا‬
‫مإرت المده التي اكتريتها إليها أيجب عليك كراؤها قال نعم قلت أفرأيت‬
‫إذا بعتك ثلثين رطل لحما إلى أجل ودفعت إليك رطل ثم مإرت ثلثون‬
‫يومإا ولم تقبض غير الرطل الول أبرأ مإن ثلثين رطل كما‬

‫صفحة ‪931 :‬‬

‫برئت مإن سكن ثلثين يومإا فأن قال ل قيل لنه يحتاج في كل يومأ‬
‫إلى أن يبرأ مإن رطل لحم يدفعه إليه ل يبرئه مإا قبله ول المدة مإنه إل‬
‫بدفعه قال نعم ويقال له ليس هكذا الدار فإذا قال ل قيل أفما تراهما‬
‫مإفترقين في الصل والفرع والسم فكيف تركت أن تقيس اللحم بالمأكول‬
‫الذي هو في مإثل مإعناه مإن الربا والوزن والكيل وقسته بما ليشبهه أو‬
‫رأيت إذا أكريتك تلك الدار بعينها فانهدمإت أيلزمإني أن أعطيك دارا بصفتها‬
‫فإن قال ل قيل إذا باعك لحما بصفة وله مإاشيه فماتت مإاشيته أيلزمإه أن‬
‫يعطيك لحما بالصفة فإذا قال نعم قيل أفتراهما مإفترقين في كل أمإرهما‬
‫فكيف تقيس أحدهما بالخر وإذا اسلف مإن مإوضع في اللحم الماعز بعينه‬
‫بوزن أعطى مإن ذلك الموضع مإن شاة واحده فإن عجز ذلك الموضع عن‬
‫مإبلغ صفة السلم أعطاه مإن شاة غيرها مإثل صفتها ولو أسلفه في طعامأ‬
‫غيره فأعطاه بعض طعامإه أجود مإن شرطه لم يكن عليه أن يعطيه مإا‬
‫باب السلف في العطر وزنا‬
‫قال الشافعي رحمه ال وكل مإال ينقطع مإن أيدي الناس مإن العطر وكانت‬
‫له صفة يعرف بها ووزن جاز السلف فيه فإذا كان السم مإنه يجمع أشياء‬
‫مإختلفة الجوده لم يجز حتى يسمي مإا أسلف فيه مإنها كما يجمع التمر‬
‫اسم التمر ويفرق بها اسماء تتباين فل يجوز السلف فيها إل بأن يسمى‬
‫الصنف الذي أسلم فيه ويسمى جيدا مإنه ورديئا فعلى هذا أصل السلف في‬
‫العطر وقياسه فالعنبر مإنه الشهب والخضر والبيض وغيره ول يجوز السلف‬
‫فيه فيه حتى يسمى أشهب أو أخضر جيدا ورديئا وقطعا صحاحا وزن كذا‬
‫وإن كنت تريده أبيض سميت أبيض وإن كنت تريده قطعة واحده سميته‬
‫قطعة واحدة وإن لم تسي هكذا أو سميت قطعا صحاحا لم يكن لك‬
‫ذلك مإفتتا وذلك أنه مإتباين في الثمن ويخرج مإن أن يكون بالصفة التي‬
‫سلف وإن سميت عنبرا ووصفت لونه وجودته كان لك عنبر في ذلك اللون‬
‫والجوده صغارا أعطاه أو كبارا وإن كان في العنبر شيء مإختلف بالبلدان‬
‫ويعرف ببلدانه أنه لم يجز حتى يسمى عنبر بلد كذا كما ليجوز في‬
‫الثياب حتى يقول مإرويا أو هرويا قال وقد زعم بعض أهل العلم بالمسك‬
‫أنه سرة دابة كالظبي تلقيه في وقت مإن الوقات وكأنه ذهب إلى أنه دمأ‬
‫يجمع فكأنه يذهب إلى أن ليحل التطيب به لما وصفت قال كيف جاز‬
‫لك أن تجيز التطيب بشيء وقد أخبرك أهل العلم أنه ألقي مإن حي ومإا‬
‫ألقى مإن حي كان عندك في مإعنى الميتة فلم تأكله قال فقلت له قلت‬
‫به خبرا وإجماعا وقياسا قال فاذكر فيه القياس قلت الخير أولى بك قال‬
‫سأسألك عنه فأذكر فيه القياس‬

‫صفحة ‪932 :‬‬

‫قلت قال ال تبارك وتعالى وإن لكم في النعامأ لعبرة نسقيكم مإما في‬
‫بطونه مإن بين فرث ودمأ لبنا خالصا سائغا للشاربين فأحل شيئا يخرج مإن‬
‫حي إذا كان مإن حي يجمع مإعنيين الطيب وأن ليس بعضو مإنه ينقصه‬
‫خروجه مإنه حتى ليعود مإكانه مإثله وحرمأ الدمأ مإن مإذبوح وحي فلم يحل‬
‫لحد أن يأكل دمإا مإسفوحا مإن ذبح أو غيره فلو كنا حرمإنا الدمأ لنه‬
‫يخرج مإن حي أحللناه مإن المذبوح ولكنا حرمإناه لنجاسته ونص الكتاب به‬
‫مإثل البول والرجيع مإن قبل أنه ليس مإن الطيبات قياسا على مإا وجب‬
‫غسله مإما يخرج مإن الحي مإن الدمأ وكان في البول والرجيع يدخل به طيبا‬
‫ويخرج خبيثا ووجدت الولد بخرج مإن حي حلل ووجدت البيضه تخرج مإن‬
‫بائضتها حيه فتكون حلل بأن هذا مإن الطيبات فكيف أنكرت في المسك‬
‫الذي هو غاية مإن الطيبات إذا خرج مإن حي أن يكون حلل وذهبت إلى‬
‫أن تشبهه بعضو قطع مإن حي والعضو الذي قطع مإن حي ل يعود فيه‬
‫أبدا ويبين فيه نقصا وهذا يعود زعمت بحاله قبل يسقط مإنه أفهو باللبن‬
‫والبيضة والولد أشبه أمأ هو بالدمأ والبول والرجيع أشبه فقال بل باللبن‬
‫والبيضة والولد أشبه إذا كانت تعود بحالها أشبه مإنه بالعضو يقطع مإنها وإن‬
‫كان أطيب مإن اللبن والبيضة والولد يحل ومإا دونه في الطيب مإن اللبن‬
‫والبيض يحل لنه طيب كان هو أحل لنه أعلى في الطيب ول يشبه‬
‫الرجيع الخبيث قال فما الخبر قلت أخبرنا الزنجي عن مإوسى بن عقبه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أهدى للنجاشي أواقي مإسك فقال لمأ‬
‫سلمه إني قد أهديت للنجاشي أواقي مإسك ول أراه إل قد مإات قبل أن‬
‫يصل إليه فأن جاءتنا وهبت لك كذا فجاءته فوهب لها ولغيرها مإنه قال‬
‫وسؤل ابن عمر عن المسك أحنوط هو فقال أوليس مإن أطيب طيبكم‬
‫وتطيب سعد بافسك والذريرة وفيه المسك وابن عباس بالغالية قبل يحرمأ‬
‫وفيها المسك ولم أر الناس عندنا أختلفوا في إباحته قال فقال لي قائل‬
‫خبرت أن العنبر شيء ينبذه حوت مإن جوفه فكيف أحللت ثمنه قلت‬
‫أخبرني عدد مإمن أثق به أن العنبر نبات يخلقه ال تعالى في حشاف في‬
‫البحر فقال لي مإنهم نفر حجبتا الريح إلى جزيره فأقمنا بها ونحن ننظر مإن‬
‫فوقها إلى حشفة خارجة مإن الماء مإنها عليها عنبره أصلها مإستطيل كعنق‬
‫الشاة والعنبرة مإمدودة في فرعها ثم كنا نتعاهدها فنراها تعظم فأخرنا أخذها‬
‫رجاء أن تزيد عظما فهبت ريح فحركت البحر فقطعتها فخرجت مإع الموج‬
‫ولم يختلف على أهل العلم بأنه كما وصفوا وإنما غلط مإن قال إنه يجده‬
‫حوت أو طير فيأكله للينه وطيب ريحه وقد زعم بعض أهل العلم أنه ل‬
‫تأكله دابه إل قتلها فيموت الحوت الذي يأكله فينبذه البحر‬

‫صفحة ‪933 :‬‬

‫فيؤخذ فيشق بطنه فيستخرج مإنه قال فما تقول فيما أستخرج مإن بطنه‬
‫قلت يغسل عنه شيء أصابه مإن أذاه ويكون حلل أن يباع ويتطيب به مإن‬
‫قبل أنه مإستجسد غليظ غير مإتفر ليخالطه شيء أصابه فيذهب فيه كله‬
‫إنما يصيب مإا ظهر مإنه كما يصيب مإا ظهر مإن الجلد فيغسل فيطهر‬
‫ويصيب الشيء مإن الذهب والفضة والنحاس والرصاص والحديد فيغسل فيطهر‬
‫والديم قال فهل في العنبر خبر قلت لأعلم أحدا مإن أهل العلم خالف‬
‫في أنه ل بأس ببيع العنبر ول أحد مإن أهل العلم بالعنبر قال في العنبر‬
‫إل مإا قلت لك مإن أنه نبات والنبات ليحرمأ مإنه شيء قال فهل فيه أثر‬
‫قلت نعم أخبرنا الربيع قال أخبنا الشافعي قال أخبرنا سفيان عن ابن طاوس‬
‫عن أبيه عن ابن عباس سئل عن العنبر فقال إن كان فيه شيء ففيه‬
‫الخمس أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا ابن عيينه عن عمرو‬
‫بن دينار عن أذينه أن ابن عباس قال ليس في العنبر زكاة إنما هو‬
‫شيءدسره البحر قال الشافعي ول يجوز بيع المسك وزنا في فارة لن‬
‫المسك مإغيب ول يدرى كم وزنه مإن وزن جلوده والعود يتفاضل تفاضل‬
‫كثيرافل يجوز حتى يوصف كل صنف مإنه وبلده وسمته الذي يميزه به بينه‬
‫وبين غيره كما ل يجوز في الثياب إل مإا وصفت مإن تسمية أجناسه وهو‬
‫أشد تباينا مإن التمر وربما رأيت المنامإنة بمائتي دينار والمنامإن صنف غيره‬
‫بخمسة دنانير وكلهما ينسب إلى الجوده مإن صنفه وهكذا القول في كل‬
‫مإتاع العطارين مإما يتباين مإنه ببلد أو لون أو عظم لم يجز السلف فيه‬
‫حتى يسمي ذلك ومإا ليتباين شيء مإن هذا وصف بالجودة والرداءة وجماع‬
‫السم والوزن ول يجوز السلف في شيء مإنه يخلطه عنبرا لخليا مإن العنبر‬
‫أو الغش الشك مإن الربيع فإن شرط شيئا بترابه أو شيئا بقشوره وزنا إن‬
‫كانت قشوره ليست مإما تنفعه أو شيئا يختلط به غيره مإنه ليعرف قدر‬
‫هذا مإن قدر هذا لم يجز السلف فيه قال وفي الفأر إن كان مإن صيد‬
‫البحر مإما يعيش في البحر فل بأس بها وإن كانت تعيش في البر وكانت‬
‫فأرا لم يجز بيعها وشرائها إذا لم تدبغ وإن دبغت فالدباغ لها طهور فل‬
‫بأس ببيعها وشراءها وقال في كل جلد على عطر وكل مإا خفي عليه مإن‬
‫عطر ودواء الصيادلة وغيره مإثل هذا القول إل أنه ليحل بيع جلد مإن‬
‫كلب ول خنزير وإن دبغ ول غير مإدبوغ ول شيء مإنهما ول مإن واحد‬
‫مإنهما‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫‪.‬ثبت ذلك صريحا مإن كلمأ غيره وإل فليتوقف فيه‬

‫وقال شيخنا ابو مإحمد الدمإياطي‪ :‬سقوط الهاء في )ست مإن شوال( مإع‬
‫سقوط المعدود أو‬

‫صفحة ‪934 :‬‬

‫باب مإتاع الصيادلة‬


‫قال الشافعي رحمه ال ومإتاع الصيادلة كله مإن الدوية كمتاع العطارين‬
‫ليختلف فما يتباين بجنس أو لون أو غير ذلك يسمى ذلك الجنس ومإا‬
‫تباين ويسمى وزنا وجديدا وعتيقا فإنه إذا تغير لم يعمل عمله جديدا ومإا‬
‫اختلط مإنه بغيره لم يجز كما قلت في مإتاع العطارين ول يجوز أن يسلف‬
‫في شيء مإنه إل وحده أو مإعه غيره كل واحد مإنهما مإعروف الوزن‬
‫ويأخذهما مإتميزين فأمإا أن يسلف مإنه في صنفين مإخلوطين أو أصناف مإثل‬
‫الدويه المحببة أو المجموعة بعضها إلى بعض بغير عجن ول تحبيب فل‬
‫يجوز ذلك لنه ليوقف على حده ول بعرف وزن كل واحد مإنه ول جودته‬
‫ول رداءته إذا اختلط قال الشافعي ومإا يوزن مإما ليؤكل ول يشرب إذا‬
‫كان هكذا قياسا على مإا وصفت ليختلف وإذا اختلف سمي أجناسه وإذا‬
‫اختلف في الوانه سمي الوانه وإذا تقارب سمي وزنه فعلى هذا هذا الباب‬
‫وقياسة قال ومإا خفيت مإعرفته مإن مإتاع الصيادلة وغيره مإما ليخلص مإن‬
‫الجنس الذي يخالفه ومإا لم يكن مإنها إذا رىء عمت مإعرفته عند أهل‬
‫العلم العدول مإن المسلمين لم يجز السلف فيه ولو كانت مإعرفته عامإه عند‬
‫الطباء غير المسلمين والصيادلة غير المسلمين أو عبيد المسلمين أو غير‬
‫عدول لم أجز السلف فيه وإنما أجيزه فيما أجد مإعرفته عامإة عند عدول‬
‫مإن المسلمين مإن أهل العلم به وأقل ذلك أن أجد عليه عدلين يشهدان‬
‫على تمييزه ومإا كان مإن مإتاع الصيادلة مإن شيء مإحرمأ لم يحل بيعه ول‬
‫شراؤه ومإا لم يحل شراؤه لم يجز السلف فيه لن السلف بيع مإن البيوع‬
‫ول يحل أكله ول شربه ومإا كان مإنها مإثل الشجر الذي ليس فيه تحريم‬
‫إل مإن جهة أن يكون مإضرا فكان سما لم يحل شراء السم ليؤكل ول‬
‫يشرب فإن كان يعالج به مإن ظاهر شيء ليصل إلى جوف ويكون إذا‬
‫كان طاهرا مإأمإونا لضر فيه على أحد مإوجود المنفعه في داء فل بأس‬
‫بشرائه ول خير في شراء شيء يخالطه لحومأ الحيات الترياق وغيره لن‬
‫الحيات مإحرمإات لنهن مإن غير الطيبات ولنه مإخالطه مإيتة ول لبن مإال‬
‫يؤكل لحمه مإن غير الدمإيين ول بول مإال يؤكل لحمه ول غيره والبوال‬
‫كلها نجسه لتحل إل في ضروره فعلى مإا وصفت هذا الباب كله وقياسة‬
‫قال وجماع مإا يحرمأ أكله في ذوات الرواح خاصة إل مإا حرمأ مإن‬
‫المسكر ول في شيء مإن الرض والنبات حرامأ إل مإن جهة أن يضر‬
‫كالسم ومإا أشبهه فما دخل في الدواء مإن ذوات الرواح فكان مإحرمأ‬
‫المأكول فل يحل ومإا لم يكن مإحرمأ المأكول فل بأس‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫ثبوت الهاء في )ستة( مإع ثبوت اليامأ هو المحفوظ‬
‫الفصيح وورد في بعض الطرق المتقدمإة‬

‫صفحة ‪935 :‬‬

‫باب السلف في اللؤلؤ وغيره مإن مإتاع أصحاب الجوهر‬


‫قال الشافعي رحمه ال ول يجوز عندي السلف في اللؤلؤ ول في الزبرجد‬
‫ول في الياقوت ول في شيء مإن الحجاره التي تكون حليا مإن قبل أني‬
‫لو قلت سلفت في لؤلؤة مإدحرجه صافيه وزنها كذا وكذا وصفتها مإستطيلة‬
‫ووزنها كذا كان الوزن في اللؤلؤة مإع هذه الصفة تستوي صفاته وتتباين لن‬
‫مإنه مإا يكون أثقل مإن غيره فيتفاضل بالثقل والجودة وكذلك الياقوت وغيره‬
‫فإذا كان هكذا فيما يوزن كان اختلفه لو لم يوزن في اسم الصغير‬
‫والكبير أشد اختلفا ولو لم افسده مإن قبل الصفاء وإن تباين وأعطيته أقل‬
‫مإا يقع عليه اسم الصفاء أفسد مإن حيث وصفت لن بعضه أثقل مإن بعض‬
‫فتكون الثقيلة الوزن بينا وهي صغيره وأخرى أخف مإنها وزنا بمثل وزنها وهي‬
‫كبيرة فيتبينان في الثمن تباينا مإتفاوتا ول أضبط مإن أن أصفها بالعظم أبدا‬
‫إذا لم توزن لن اسم العظم ليضبط إذا لم يكن مإعه وزن فلما تباين‬
‫اختلفهما بالوزن كان اختلفهما غير مإوزونين أشد تباينا وال تعالى أعلم‬
‫باب السلف في التبر غير الذهب والفضة‬
‫قال الشافعي رحمه ال ول بأس أن يسلف ذهبا أو فضة أو عرضا مإن‬
‫العروض مإا كان في تبر نحاس أو حديد أو آنك بوزن مإعلومأ وصفة مإعلومإة‬
‫والقول فيه كله كالقول فيما وصفت مإن السلف فيه إن كان في الجنس‬
‫مإنه شيء يتباين في ألوانه فيكون صنف أبيض وآخر أحمر وصف اللون‬
‫الذي سلف فيه وكذلك إن كان يتباين في اللون في أجناسه وكذلك إن‬
‫كان يتباين في لينه وقسوته وكذلك إن كان يتباين في خلصه وغير خلصه‬
‫لم يجز أن يترك مإن هذه الصفة شيئا إل وصفه فإن ترك مإنه شيئا واحدا‬
‫فسد السلف وكذلك إن ترك أن يقول جيدا أو رديئا فسد السلف وهكذا‬
‫هذا في الحديد والرصاص والنك والزاووق فإن الزاووق يختلف مإع هذا في‬
‫رقته وثخانته يوصف ذلك وكل صنف مإنه اختلف في شيء في غيره وصف‬
‫حيث يختلف كما قلنا في المإر الول وهكذا هذا في الزرنيخ وغيره‬
‫وجميع مإا يوزن مإما يقع عليه اسم الصنف مإن الشب والكبريت وحجارة‬
‫الكحال وغيرها القول فيها قول واحد كالقول في السلف فيما قبلها وبعدها‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫للدراوردي وحفص بن غياث ثبوت الهاء في‪) :‬ستة مإن‬
‫شوال( مإع سقوط اليامأ وهو غريب‬

‫غير صحيح ول فصيح‪ .‬انتهى مإا قاله وذكر ذلك في فضل إتباع رمإضان‬
‫بست مإن شوال‬
‫صفحة ‪936 :‬‬

‫باب السلف في صمغ الشجر‬


‫قال الشافعي رحمه ال وهكذا السلف في اللبان والمصتكى والغراء وصمغ‬
‫الشجر كله مإا كان مإنه مإن شجره واحده كاللبان وصف بالبياض وأنه غير‬
‫ذكر فإن كان مإنه شيء يعرفه أهل العلم به يقولون له ذكر إذا مإضغ فسد‬
‫ومإا كان مإنه مإن شجر شتى مإثل الغراء وصف شجره ومإا تباين مإنه وإن‬
‫كان مإن شجره واحده وصف كما وصفت في اللبان وليس في صغير هذا‬
‫وكبيره تباين يوصف بالوزن وليس على صاحبه أن يوزن له فيه قرفه أو في‬
‫شجرة مإقلوعة مإع الصمغه ل توزن له الصمغه إل مإحضة‬
‫باب الطين الرمإني وطين البحيرة والمختومأ‬
‫قال الشافعي رحمه ال وقد رأيت طينا يزعم أهل العلم به أنه طين أرمإني‬
‫ومإن مإوضع مإنها مإعروف وطين يقال له طين البحيرة والمختومأ ويدخلن مإعا‬
‫في الدوية وسمعت مإن يدعي العلم بهما يزعم أنهما يغشان بطين غيرهما‬
‫ل ينفع مإنفعتهما ول يقع مإوقعهما ول يسوى مإائة رطل مإنه رطل مإن واحد‬
‫مإنهما ورأيت طينا عندنا بالحجاز مإن طين الحجاز يشبه الطين الذي رأيتهم‬
‫يقولون إنه إرمإني قال الشافعي فإن كان مإما رأيت يختلط على المخلص‬
‫بينه وبين مإا سمعت مإمن يدعي مإن أهل العلم به فل يخلص فل يجوز‬
‫السلف فيه بحال وإن كان يوجد عدلن مإن المسلمين يخلصان مإعرفته‬
‫بشيء يبين لهما جاز السلف فيه وكان كما وصفنا قبله مإما يسلف فيه مإن‬
‫الدويه والقول فيه كالقول في غيره إن تباين بلون أو جنس أو بلد لم‬
‫يجز السلف فيه حتى يوصف لونه وجنسه ويوصف بوزن مإعلومأ‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫وجمع فيه طرق الحديث الوارد فيها فرواه مإن نيف‬
‫وستين طريقا ليس فيها ثبوت التاء مإع‬

‫سقوط المعدود إل مإن الطريقين اللذين ذكرهما وهو غلط مإن بعض‬
‫الرواة الذين ل يتقنون لفظ‬

‫‪.‬الحديث‬

‫وذكر الواحدي وغيره مإن المفسرين أن سقوط التاء مإن قوله تعالى‪:‬‬
‫)يتربصن بأنفسهن أربعة‬

‫‪.‬أشهر وعشرا( لتغليب الليالي على اليامأ‪ .‬انتهى‬

‫هذا كله في اليامأ والليالي أمإا إذا كان المعدود مإذكرا أو مإؤنثا غيرها‬
‫فل وجه إل مإطابقة‬

‫القاعدة الصلية مإن إثبات التاء في المذكر وحذفها في المؤنث ذكرت‬


‫المعدود أو حذفته قال‬

‫تعالى‪) :‬فاستشهدوا عليهن أربعة مإنكم( وقال تعالى‪) :‬سيقولون ثلثة رابعهم‬
‫كلبهم ويقولون‬
‫صفحة ‪937 :‬‬

‫باب بيع الحيوان والسلف فيه‬


‫قال الشافعي رحمه ال أخبرنا مإالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن‬
‫يسار عن ابي رافع أن رسول ال صلى ال عليه وسلم استسلف بكرا‬
‫فجاءته ابل مإن الصدقة فقال ابو رافع فأمإرني رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أن أقضي الرجل بكره فقلت يارسول ال إني لم أجد في البل إل‬
‫جمل خيارا رباعيا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إعطه إياه فإن‬
‫خيار الناس أحسنهم قضاء قال الشافعي أخبرنا الثقة عن سفيان الثوري عن‬
‫سلمه بن كهل عن أبي سلمه عن أبي هريره عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم مإثل مإعناه قال الشافعي فهذا الحديث الثابت عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وبه آخذ وفيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ضمن بعيرا‬
‫بصفة وفي هذا مإا دل على أنه يجوز أن يضمن الحيوان كله بصفة في‬
‫السلف وفي بيع بعضه بعض وكل أمإر لزمأ فيه الحيوان بصفه وجنس وسن‬
‫فكالدنانير بصفه وضرب ووزن وكالطعامأ بصفة وكيل وفيه دليل على أنه لبأس‬
‫أن يقضي أفضل مإما عليه مإتطوعا مإن غير شرط وفيه أحاديث سوى هذا‬
‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا الثقه يحيى بن حسان عن‬
‫الليث ابن سعد عن أبي الزبير عن جابر قال جاء عبد فبايع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم على الهجرة ولم يسمع أنه عبد فجاء سيده يريده‬
‫فقال النبي صلى ال عليه وسلم بعه فاشتراه بعبدين أسودين ثم لم يبايع‬
‫أحدا بعده حتى يسأله أعبد هو أمأ حر قال وبهذا نأخذ وهو إجازة عبد‬
‫بعبدين وإجازة أن يدفع ثمن شيء في يده فيكون كقبضه أخبرنا الربيع قال‬
‫أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج أن عبد الكريم‬
‫الجزري أخبره أن زياد ابن أبي مإريم مإولى عثمان بن عفان أخبره أن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم بعث مإصدقا له فجاءه بظهر مإسان فلما رآه النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم قال هلكت وأهلكت فقال يارسول ال إني كنت أبيع‬
‫البكرين والثلثة بالبعير المسن يدا بيد وعلمت مإن حاجة النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم إلى الظهر فقال النبي صلى ال عليه وسلم فذاك إذا قال‬
‫الشافعي وهذا مإنقطع ليثبت مإثله وإنما كتبناه أن الثقه أخبرنا عن عبد ال‬
‫بن عمر بن حفص أو أخبرنيه عبد ال ابن عمر ابن حفص قال الشافعي‬
‫قول النبي صلى ال عليه وسلم إن كان قال هلكت وأهلكت أثمت‬
‫وأهلكت أمإوال الناس يعني أخذت مإنهم مإا ليس عليهم وقوله عرفت حاجة‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم إلى الظهر يعني مإا يعطيه أهل الصدقه في سبيل‬
‫ال ويعطي ابن السبيل مإنهم وغيرهم مإن أهل السهمان عند نزول‬

‫صفحة ‪938 :‬‬

‫الحاجة بهم إليها وال تعالى أعلم أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال‬
‫أخبرنا ابن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس أنه سئل عن بعير‬
‫ببعيرين قال قد يكون بعير خيرا مإن بعيرين أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي‬
‫قال أخبرنا مإالك عن صالح ابن كيسان عن الحسن بن مإحمد بن علي أن‬
‫علي بن أبي طالب باع جمل له يدعى عصيفير بعشرين بعيرا إلى أجل‬
‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مإالك عن نافع عن ابن عمر‬
‫انه اشترى راحلة بأربعة أبعرة مإضمونة عليه يوفيها صاحبها بالربذة أخبرنا‬
‫الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مإالك أنه سأل ابن شهاب عن بيع‬
‫الحيوان اثنين بواحد إلى أجل فقال له لبأس به أخبرنا الربيع قال أخبرنا‬
‫الشافعي قال أخبرنا مإالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه قال‬
‫لربا في الحيوان وإنما نهى مإن الحيوان عن ثلث عن المضامإين والملقيح‬
‫وحبل الحبلة والمضامإين مإا في ظهور الجمال والملقيح مإا في بطون الناث‬
‫وحبل الحبلة بيع كان أهل الجاهليه يتبايعونه كان الرجل يبتاع الجزور إلى‬
‫أن تنتج الناقه ثم ينتج مإا في بطنها قال الشافعي ومإا نهى عنه مإن هذا‬
‫كما نهى عنه وال أعلم وهذا لبيع عين ول صفة ومإن بيوع الغرر ول‬
‫يحل وقد روى عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه نهى عن بيع حبل‬
‫الحبله وهو مإوضوع في غير هذا الموضع أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي‬
‫قال أخبرنا سعيد عن ابن جريج عن عطاء أنه قال وليبتع البعير بالعيرين‬
‫يدا بيد وعلى أحدهما زيادة ورق والورق نسيئه قال وبهذا كله أقول ول‬
‫بأس أن يسلف الرجل في البل وجميع الحيوان بسن وصفة وأجل كما‬
‫يسلف في الطعامأ ول بأس أن يبيع الرجل البعير بالبعيرين مإثله أو أكثر يدا‬
‫بيد وإلى أجل وبعيرا ببعيرين وزيادة دراهم يدا بيد ونسيئه إذا كانت إحدى‬
‫البيعتين كلها نقدا أو كلها نسيئه ول يكون في الصفقه نقد ونسيئة ل‬
‫أبالي أي ذلك كان نقدا ول أنه كان نسيئة ول يقارب البعير ول يباعده‬
‫لنه لربا في حيوان بحيوان استددلل بأنه مإما أبيح مإن البيوع ولم يحرمإه‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنه خارج مإن مإعنى مإا حرمأ مإخصوص فيه‬
‫بالتحليل ومإن بعده مإمن ذكرنا وسكتنا عن ذكره قال وإنما كرهت في‬
‫التسليم أن تكون إحدى البيعتين مإبعضة بعضها نقد وبعضها نسيئة لني لو‬
‫أسلفت بعيرين أحدا للذين أسلفت نقدا والخر نسيئة في بعيرين نسيئة كان‬
‫في البيعة دين بدين ولو أسلفت بعيرين نقدا في بعيرين نسيئة إلى أجلين‬
‫مإختلفين كانت قيمة البعيرين المختلفين إلى الجل مإجهولة مإن قيمة البعيرين‬
‫النقد لنهما لو كانا على صفة واحدة كان المستأخر مإنهما أقل قيمة مإن‬
‫المتقدمأ قبله فوقعت البيعة المؤخرة ل تعرف حصة مإا لكل واحد‬

‫صفحة ‪939 :‬‬

‫مإن البعيرين مإنهما وهكذا ليسلم دنانير في شيء إلى أجلين في صفقة‬
‫واحدة وكذلك بعير بعشرين بعيرا يدا بيد ونسيئة ل ربا في الحيوان ول‬
‫بأس أن يصدق الحيوان ويصالح عليه ويكاتب عليه والحيوان بصفة وسن‬
‫كالدنانير والدراهم والطعامأ ليخالفه كل مإا جاز ثمنا مإن هذا بصفة أو كيل‬
‫أو وزن جاز الحيوان فيه بصفة وسن ويسلف الحيوان في الكيل والوزن‬
‫والدنانير والدراهم والعروض كلها مإن الحيوان مإن صنفه وغير صنفه إلى أجل‬
‫مإعلومأ ويباع بها يدا بيد ول ربا فيها كلها ول ينهى مإن بيعه عن شيء‬
‫بعقد صحيح إل بيع اللحم بالحيوان اتباعا دونما سواه قال وكل مإا لم‬
‫يكن في التبايع به ربا في زيادته في عاجل أو آجل فل بأس أن يسلف‬
‫بعضه في بعض مإن جنس وأجناس وفي غيره مإما تحل فيه الزياده وال‬
‫أعلم‬
‫باب صفات الحيوان إذا كانت دينا‬
‫قال الشافعي رحمه ال إذا سلف رجل في بعير لم يجز السلف فيه إل‬
‫بأن يقول مإن نعم بني فلن كما يقول ثوب مإروى وتمر بردى وحنطة‬
‫مإصرية لختلف أجناس البلد واختلف الثياب والتمر والحنطة ويقول رباعي‬
‫أو سداسي أو بازل أو أي سن أسلف فيها فيكون السن إذا كان مإن‬
‫حيوان مإعروفا فيما يسمى مإن الحيوان كالذرع فيما يذرع مإن الثياب والكيل‬
‫فيما يكال مإن الطعامأ لن هذا أقرب الشياء مإن أن يحاط به فيه كما‬
‫الكيل والذرع أقرب الشياء في الطعامأ والثوب مإن أن يحاط به فيه ويقول‬
‫لونه كذا لنها تتفاضل في اللوان وصفة اللوان في الحيوان كصفة وشي‬
‫الثوب ولون الخز والقز والحرير وكل يوصف بما أمإكن فيه مإن أقرب‬
‫الشياء بالحاطة به فيه ويقول ذكر أو أنثى لختلف الذكر والنثى فإن ترك‬
‫واحدا مإن هذا فسد السلف في الحيوان قال وأحب إلي أن يقول نقي مإن‬
‫العيوب وإن لم يقله لم يكن له عيب وأن يقول جسيما فيكون له أقل مإا‬
‫يقع عليه اسم صفة الجسيم وإن لم يقله لم يكن له مإودن لن اليدان‬
‫عيب وليس له مإرض ول عيب وإن لم يشترطه قال وإن اختلف نعم بني‬
‫فلن كان له أقل مإا يقع عليه صفة مإن أي نعمهم شاء فإن زادوه فهم‬
‫مإتطوعون بالفضل وقد قيل إذا تباين نعمهم فسد السلف إل بأن يوصف‬
‫جنس مإن نعمهم قال والحيوان كله مإثل البل ل يجزىء في شيء مإنه إل‬
‫مإا اجزء في البل قال وان كان السلف في خيل أجزأ فيها مإا أجزأ في‬
‫البل واحب ان كان السلف في الفرس ان يصف شيته مإع لونه فإن لم‬
‫يفعل فله اللون بهيما وان كان له شية فهوبالخيار في اخذها وتركها والبائع‬
‫بالخيار في تسليمها واعطائه اللون بهيما قال الشافعي رحمه ال وهكذا هذا‬
‫في‬
‫صفحة ‪940 :‬‬

‫ألوان الغنم ان وصف لونها وصفتها غرا او كدرا وبما يعرف به اللون‬
‫الذي يريد مإن الغنم وان تركه فله اللون الذي يصف جملته بهيما وهكذا‬
‫جميع الماشية حمرها وبغالها وبراذينها وغيرها مإما يباع فعلى هذا هذا الباب‬
‫كله وقياسه وهكذا هذا في العبيد والمإاء يصف أسنانهن بالسنين وألوانهم‬
‫واجناسهن وتحليتهن بالجعوده والسبوطه قال وإن اتى على السن واللون‬
‫والجنس اجزأه وإن ترك واحدا مإن هذا فسد السلف والقول في هذا وفي‬
‫الجواري والعبيد كالقول فيما قبله والتحلية احب الي وإن لم يفعل فليس له‬
‫عيب كما ل يكون له في البيع عيب ال أنهما يختلفان في خصلة إن‬
‫جعدت له وقد اشتراها نقدا بغير صفة كان بالخيار في ردها اذا علم انها‬
‫سبطة لنه اشتراها على انه يرا أنها جعدة والجعده اكثر ثمنا مإن السبطة‬
‫ولو اشتراها سبطة ثم جعدت ثم دفعت الى المسلف لم يكن له ردها‬
‫لنها تلزمإه سبطة لن السبوطة ليست بعيب ترد مإنه انما هي تقصير عن‬
‫حسن اقل مإن تقصيرها بخلف الحسن عن الحسن والحلوة عن الحلوة‬
‫قال ول خير في ان يسلم في جارية بصفة على ان يوفاها وهي حبلى ول‬
‫في ذات رحم مإن الحيوان على ذلك مإن قبل ان الحمل مإال يعلمه إل‬
‫ال وأنه شرط فيها ليس فيها وهو شراء مإال يعرف ول شراؤه في بطن‬
‫أمإه ل يجوز لنه ليعرف ول يدرى أيكون أمأ ل ول خير في أن يسلف‬
‫في ناقة بصفة ومإعها ولدها مإوصوفا ول في وليدة ول في ذات رحم مإن‬
‫حيوان كذلك قال ولكن إن اسلف في وليدة أو ناقة أو ذات رحم مإن‬
‫الحيوان بصفة ووصف بصفة ولم يقل ابنها أو ولد ناقة أو شاة ولم يقل‬
‫ولد الشاة التي أعطاها جاز وسواء أسلفت في صغير أو كبير مإوصوفين‬
‫بصفة وسن تجمعهما أو كبيرين كذلك قال وإنما أجزته في أمإة ووصيف‬
‫يصفة لما وصفت مإن أنه يسلم في إثنين وكرهت أن يقال إبنها وإن كان‬
‫مإوصوفا لنها قد تلد ولتلد وتأتي على تلك الصفة ول تأتي وكرهته لو‬
‫قال مإعها إبنها وإن لم يوصف لنه شراء عين بغير صفة وشيء غير‬
‫مإضمون على صاحبه أل ترى أني لأجيز أن أسلف في أولدها سنة لنها‬
‫قد تلد ول تلد ويقل ولدها ويكثر والسلف في هذا الموضع يخالف بيع‬
‫العيان قال ولو سلف في ناقة مإوصوفة أو مإاشية او عبد مإوصوف على‬
‫أنه خباز أو جارية مإوصوفة على أنها مإاشطه كان السلف صحيحا وكان له‬
‫أدنى مإا يقع عليه اسم المشط وأدنى مإا يقع عليه اسم الخبز إل أن‬
‫يكون مإا وصف غير مإوجود بالبلد الذي يسلف فيه بحال فل يجوز قال‬
‫ولو سلف في ذات در على أنها لبون كان فيها قولن أحدهما أنه جائز‬
‫وإذا وقع عليها انها لبون كانت له كما قلنا في المسائل قبلها وإن تفاضل‬
‫اللبن‬

‫صفحة ‪941 :‬‬

‫كما يفاضل المشي والعمل والثاني ليجوز مإن قبل أنها شاة بلبن لن‬
‫شرطه ابتياع له واللبن يتميز مإنها ول يكون بتصرفها إنما هو شيء يخلقه‬
‫ال عز وجل فيها كما يحدث فيها البعر وغيره فإذا وقعت على هذا صفة‬
‫المسلف كان فاسدا كما يفسد أن يقول أسلفك في ناقة يصفها ولبن مإعها‬
‫غير مإكيل ول مإوصوف وكما ليجوز أن أسلفك في وليدة حبلى وهذا أشبه‬
‫القولين في القياس وال أعلم قال والسلف في الحيوان كله وبيعه بغيره‬
‫وبعضه ببعض هكذا ليختلف مإرتفعهم وغير مإرتفعهم والبل والبقر والغنم‬
‫والخيل والدواب كلها ومإا كان مإوجودا مإن الوحش مإنها في أيدي الناس‬
‫مإما يحل بيعه سواء كله ويسلف كله بصفة إل الناث مإن النساء فإنا‬
‫نكره سلفهن دون مإا سواهن مإن الحيوان ول نكره أن يسلف فيهن إنما‬
‫نكره أن يسلفن وإل الكلب والخنزير فأنهما ل يباعان بدين ول عين قال‬
‫ومإا لم ينفع مإن السباع فهو مإكتوب في غير هذا الموضع وكل مإا لم‬
‫يحل بيعه ليحل السلف فيه والسلف بيع قال وكل مإا أسلفت مإن حيوان‬
‫وغيره وشرطت مإعه غيره فإن كان المشروط مإعه مإوصوفا يحل فيه السلف‬
‫على النفراد جاز فكنت إنما اسلفت فيه وفي الموصوف مإعه وإن لم يكن‬
‫يجوز السلف فيه على النفراد فسد السلف ول يجوز أن يسلف في حيوان‬
‫مإوصوف مإن حيوان رجل بعينه أو بلد بعينه ول نتاج مإاشية رجل بعينه ول‬
‫يجوز أن يسلف فيه إل فيما لينقطع مإن ايدي الناس كما قلنا في الطعامأ‬
‫وغيره قال الربيع قال الشافعي ول يجوز أن أقرضك جاريه ويجوز أن‬
‫أقرضك كل شيء سواها مإن دراهم ودنانير لن الفروج تحاط بأكثر مإما‬
‫يحاط به غيرها فلما كنت إذا أسلفتك جارية كان لي نزعها مإنك لني لم‬
‫آخذ مإنك فيها عوضا لم يكن لك أن تطأ جارية لي نزعها مإنك وال‬
‫أعلم‬
‫أو يصلح مإنه إثنان بواحد‬
‫قال الشافعي رحمه ال فخالفنا بعض الناس في الحوان فقال ليجوز أن‬
‫يكون الحيوان نسيئة أبدا قال وكيف أجزتم أن جعلتم الحيوان دينا وهو غير‬
‫مإكيل ول مإوزون والصفة تقع على العبدين وبينهما دنانير وعلى البعيرين‬
‫وبينهما تفاوت في الثمن قال نقلناه قلنا بأولى المإور بنا أن نقول به السنة‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم في إستسلفه بعيرا وقضائه إياه والقياس على‬
‫مإا سواها مإن سنته ولم يختلف أهل العلم فيه قال فاذكر ذلك قلت أمإا‬
‫السنة النص فإنه استسلف بعيرا وأمإا السنه التي استدللنا بها فإنه قضى‬
‫بالدية مإائة مإن البل ولم أعلم المسلمين اختلفوا أنها بأسنان مإعروفة وفي‬
‫مإضي ثلث سنين وأنه صلى ال عليه وسلم افتدى كل مإن لم يطب عنه‬
‫نفسا مإن‬

‫صفحة ‪942 :‬‬

‫قسم له مإن سبي هوازن بإبل سماها ست أو خمس إلى أجل قال أمإا‬
‫هذا فل أعرفة قلنا فما أكثر مإا لتعرفه مإن العلم قال أفثابت قلت نعم‬
‫ولم يحضرني إسناده قال ولم أعرف الدية مإن السنة قلت وتعرف مإما‬
‫لتخالفنا فيه أن يكاتب الرجل على الوصفاء بصفة وأن يصدق الرجل المرأة‬
‫العبيد والبل بصفقة قال نعم وقال ولكن الدية تلزمأ بغير أعيانها قلت‬
‫وكذلك الدية مإن الذهب تلزمأ بغير أعيانها ولكن نقد البلد ووزن مإعلومأ غير‬
‫مإردود فكذلك نلزمأ البل إبل العاقلة وسن مإعلومإة وغير مإعيبه ولو أراد أن‬
‫ينقص مإن أسنانها سنا لم تجز فل أراك إل حكمت بها مإؤقتة وأجزت فيها‬
‫أن تكون دينا وكذلك أجزت في صداق النساء لوقت وصفة وفي الكتابة‬
‫لوقت وصفة ولو لم يكن روينا فيه شيء إل مإا جامإعتنا عليه مإن أن‬
‫الحيوان يكون دينا في هذه المواضع الثلث أمإا كنت مإحجوجا بقولك‬
‫ليكون الحيوان دينا وكانت علتك فيه زائله قال وإن النكاح يكون بغير مإهر‬
‫قلت له فلم تجعل فيه مإهر مإثل المرأة إذا أصيبت وتجعل الصابة‬
‫كالستهلك في السلعة في البيع الفاسد تجعل فيه قيمته قال فإنما كرهنا‬
‫السلم في الحيوان لن ابن مإسعود كرهه قلنا فيخالف السلم سلفه أو البيع‬
‫به أمأ هما شيء واحد قال بل كل ذلك واحد إذا جاز أن يكون دينا في‬
‫حال جاز أن يكون دينا في كل حال قلت قد جعله رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم دينا في السلف والدية ولم تخالفنا في أنه يكون في مإوضعين‬
‫آخرين دينا في الصداق والكتابة فإن قلت ليس بين العبد وسيده ربا قلت‬
‫أيجوز أن يكاتبه على حكم السيد وعلى أن يعطيه ثمرة لم يبدو صلحها‬
‫وعلى أن يعطيه ابنه المولود مإعه في كتابته كما يجوز لو كان عبدا له‬
‫ويكون للسيد يأخذ مإاله قال مإا حكمه حكم العبيد قلنا فقلما نراك تحتج‬
‫بشيئ إل تركته وال المستعان ومإا نراك أجزت في الكتابه إل مإا أجزت في‬
‫البيوع فكيف أجزت في الكتابة أن يكون الحيوان نسيئة ولم تجزه في‬
‫السلف فيه أرأيت لو كان ثابتا عن ابن مإسعود أنه كره السلم في الحيوان‬
‫غير مإختلف عنه فيه والسلم عندك إذا كان دينا كما وصفنا مإن أسلفه‬
‫وغير ذلك أكان يكون في أحد مإع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وإجماع الناس حجة قال ل قلت فقد جعلته حجة على ذلك مإتظاهرا‬
‫مإتأكدا في غير مإوضع وأنت تزعم في أصل قولك أنه ليس بثابت عنه قال‬
‫ومإن أين قلت وهو مإنقطع عنه ويزعم الشعبى الذي هو أكبر مإن الذي‬
‫روى عنه كراهته أنه أنما اسلف له في لقاح فحل إبل بعينه وهذا مإكروه‬
‫عندنا وعند كل أحد هذا بيع الملقيح والمضامإين أوهما وقلت مإحمد بن‬
‫الحسن أنت أخبرتني عن ابي يوسف عن عطاء بن السائب عن أبي‬
‫صفحة ‪943 :‬‬

‫البحتري أن بني عم لعثمان أتوا واديا فصنعوا شيئا في إبل رجل قطعوا‬
‫به لبن إبله وقتلوا فصالها فأتى عثمان وعنده ابن مإسعود فرضي بحكم ابن‬
‫مإسعود فحكم أن يعطي بواديه إبل مإثل إبله وفصال مإثل فصاله فأنفذ ذلك‬
‫عثمان فيروي عن ابن مإسعود أنه يقضي في حيوان بحيوان مإثله دينا لنه‬
‫إذا قضى به بالمدينة وأعطيه بواديه كان دينا ويزيد أن يروى عن عثمان أنه‬
‫يقول بقوله وأنتم تروون عن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال‬
‫أسلم لعبد ال بن مإسعود في وصفاء أحدهم أبو زائده مإولنا فلو اختلف‬
‫قول ابن مإسعود فيه عندك فأخذ رجل ببعضه دون بعض ألم يكن له قال‬
‫بلى قلت ولو لم يكن فيه غير اختلف قول ابن مإسعود قال نعم فقلت‬
‫فلما خالفت ابن مإسعود ومإعه عثمان ومإعنى السنة والجماع قال فقال مإنهم‬
‫قائل فلو زعمت أنه ليجوز السلم فيه ويجوز إسلمإه وأن يكون دية وكتابة‬
‫ومإهرا وبعيرا ببعيرين نسيئة قلت فقله إن شئت قال فإن قلته قلت يكون‬
‫أصل قولك ليكون الحيوان دينا خطأ بحاله قال فإن انتقلت عنه قلت‬
‫فأنتم تروون عن ابن عباس أنه أجاز السلم في الحيوان وعن رجل آخر مإن‬
‫أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم قال إنا لنرويه قلت فإن ذهب رجل‬
‫إلى قولهما أو قول أحدهما دون قول ابن مإسعود أيجوز له قال نعم قلت‬
‫فإن كان مإع قولهما أو قول أحدهما القياس على السنة والجماع قال‬
‫فذلك أولى أن يقال به قلت أفتجد مإع مإن أجاز السلم في الحيوان‬
‫القياس فيما وصفت قال نعم ومإا رديت لي مإعنى تركه أصحابنا قلت‬
‫أفترجع إلى إجازته قال أقف فيه قلت فيعذر غيرك في الوقوف عما بان له‬
‫قال ورجع بعضهم مإمن كان يقول قولهم مإن أهل الثار إلى إجازته وقد‬
‫كان يبطله قال الشافعي قال مإحمد بن الحسن فإن صاحبنا قال إنه يدخل‬
‫عليكم خصله تتركون فيها أصل قولكم إنكم لم تجيزوا إستسلف الولئد‬
‫خاصة وأجزتم بيعهن بدين والسلف فيهن قال قلت أرأيت لو تركنا قولنا في‬
‫خصلة واحدة ولزمإناه في كل شيء أكنا مإعذورين قال ل قلت لن ذلك‬
‫خطأ قال نعم قلت فمن أخطأ قليل أمإثل حال أمأ مإن أخطأ كثيرا قال بل‬
‫مإن أخطأ قليل ول عذر له قلت فأنت تقر بخطأ كثير وتأبى أن تنتقل‬
‫عنه ونحن لم نخطىء أصل قولنا إنما فرقنا بينه بما تتفرق الحكامأ عندنا‬
‫وعندك بأقل مإنه قال فاذكره قلت أرأيت إذا اشتريت مإنك جارية مإوصوفة‬
‫بدين أمإلكت عليك إل الصفة ولو كانت عندك مإائة مإن تلك الصفة لم‬
‫تكن في واحدة مإنهن بعينها وكان لك أن تعطي أيتهن شئت فإذا فعلت‬
‫فقد مإلكتها حينئذ قال نعم قلت ول يكون لك أخذها مإني كما ليكون‬
‫لك أخذها لو بعتها مإكانك وانتقدت ثمنها قال نعم قلت وكل‬

‫صفحة ‪944 :‬‬

‫بيع بثمن مإلك هكذا قال نعم قلت أفرأيت إذا اسلفتك جارية إلى‬
‫أخذها مإنك بعدمإا قبضتها مإن ساعتي وفي كل ساعة قال نعم قلت فلك‬
‫أن تطأ جارية مإتى شئت أخذتها أو استبرأتها ووطئتها قال فما فرق بينها‬
‫وبين غيرها قلت الوطء قال فإن فيها لمعنى في الوطء مإا هو في رجل‬
‫ول في شيء مإن البهائم قلت فبذلك المعنى فرقت بينهما قال فلما ليجز‬
‫له أن يسلفها فإن وطئها لم يردها ورد مإثلها قلت أيجوز أن أسلفك شيئا‬
‫ثم يكون لك أن تمنعني مإنه ولم يفت قال ل قلت فكيف تجيز إن‬
‫وطئها أن ليكون لي عليها سبيل وهي غير فائتة ولو جاز لم يصح فيه‬
‫قول قال وكيف إن أجزته ل يصح فيه قول قلت لني إذا سلطته على‬
‫إسلفها فقد أبحت فرجها للذي سلفها فإن لم يطأها حتى يأخذها السيد‬
‫أبحته لسيد فكان الفرج حلل لرجل ثم حرمأ عليه بل إخراج له مإن مإلكه‬
‫ول تمليكه رقبة الجارية غيره ول طلق أخبرنا الربيع قال قال الشافعي وكل‬
‫فرج حل إنما يحل بطلق أو إخراج مإا مإلكه مإن مإلكه إلى مإلك غيره أو‬
‫أمإور ليس المستسلف في واحد مإنها قال أفتوضحه بغير هذا مإما نعرفه‬
‫قلت نعم قياسا على أن السنة فرقت بينه قال فاذكره قلت أرأيت المرأة‬
‫نهيت أن تسافر إل مإع ذي رحم مإحرمأ ونهيت أن يخلو بها رجل وليس‬
‫مإعها ذو مإحرمأ ونهيت عن الحلل لها مإن الترويج إل بولي قال نعم قلت‬
‫أفتعرف في هذا مإعنى نهيت له إل مإا خلق في الدمإيين مإن الشهوة للنساء‬
‫وفي الدمإيات مإن الشهوة للرجال فحيط في ذلك لئل ينسب إلى المحرمأ‬
‫مإنه ثم حيط في الحلل مإنه لئل ينسب إلى ترك الحظ فيه أو الدلسة‬
‫قال مإا فيه مإعنى إل هذا أو في مإعناه قلت أفتجد إناث البهائم في شيء‬
‫مإن هذه المعاني أو ذكور الرجال أو البهائم مإن الحيوان قال ل قلت فبان‬
‫لك فرق الكتاب والسنة بينهن وأنه إنما نهي عنه للحياطة لما خلق فيهن‬
‫مإن الشهوة لهن قال نعم قلت فبهذا فرقنا وغيره مإما في هذا كفايه مإنه‬
‫إن شاء ال تعالى قال أفتقول بالذريعة قلت ل ول مإعنى في الذريعه إنما‬
‫المعنى في الستدلل بالخبر اللزمأ أو القياس عليه أو المعقول‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامإنهم‬
‫كلبهم( وقال تعالى‪) :‬مإا يكون مأ‬

‫ثلثة إل رابعهم ول خمسة إل هو سادسهم( و قال تعالى‪) :‬عليها تسعة‬


‫‪:‬عشر( وقال تعالى‬

‫فالمعدود في هذه اليات كلها مإذكر وقد حذف )وكنتم أزواجا ثلثة (‬
‫في الية الولى والثانية‬

‫والثالثة والرابعة وأتي به مإوصوفا في الخامإسة وثبتت التاء في جميع ذلك‬


‫‪:‬وكذلك قوله تعالى‬

‫والقول بجواز حذف التاء في )ويحمل عرش ربك فوقهم يومإئذ ثمانية (‬
‫مإثل ذلك يحتاج إلى نقل‬

‫صفحة ‪945 :‬‬

‫باب السلف في الثياب‬


‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن‬
‫جريج أنه سأل ابن شهاب عن ثوب بثوبين نسيئة فقال لبأس به ولم أعلم‬
‫أحد يكرهه قال الشافعي ومإا حكيت مإن أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم جعل على أهل نجران ثيابا مإعروفة عند أهل العلم بمكة ونجران ول‬
‫أعلم خلفا في أنه يحل أن يسلم في الثياب بصفة قال والصفات في‬
‫الثياب التي ليستغنى عنها ول يجوز السلف حتى تجمع أن يقول لك‬
‫الرجل أسلم إليك في ثوب مإروي أو هروي أو رازي أو بلخي أو بغدادي‬
‫طوله كذا وعرضه كذا صفيقا دقيقا أو رقيقا فإذا جاء به على أدنى مإا‬
‫تلزمإه هذه الصفة لزمإه وهو مإتطوع بالفضل في الجودة إذا لزمإتها الصفة‬
‫وإنما قلت دقيقا لن أقل مإا يقع عليه اسم الدقة غير مإتباين الخلف في‬
‫أدق مإنه وأدق مإنه زيادة في فضل الثوب ولم أقل صفيقا مإرسلة لن اسم‬
‫الصفاقة قد يقع على الثوب الدقيق والغليظ فيكون إن أعطاه غليظا أعطاه‬
‫شرا مإن دقيق وإن أعطاه دقيقا أعطاه شرا مإن غليظ وكلهما يلزمإه اسم‬
‫الصفاقة قال وهو كما وصفت في البواب قبله إذا ألزمأ أدنى مإا يقع عليه‬
‫السم مإن الشرط شيئا وكان يقع السم على شيء مإخالف له هو خير مإنه‬
‫لزمأ المشتري لن الخير زيادة يتطوع بها البائع وإذا كان يقع على مإا هو‬
‫شر مإنه لم يلزمإه لن الشر نقص ل يرضى به المشتري قال فإن شرطه‬
‫صفيقا ثخينا لم يكن له أن يعطيه دقيقا وإن كان خيرا مإنه لن في الثياب‬
‫عله أن الصفيق الثخين يكون أدفأ في البرد وأكن في الحر وربما كان‬
‫أبقى فهذه علة تنقصه وإن كان ثمن الدق أكثر فهو غير الذي اسلف فيه‬
‫وشرط لحاجته أخبرنا الربيع قال قال الشافعي وإن أسلم في ثياب بلد بها‬
‫ثياب مإختلفة الغزل والعمل يعرف كلها باسم سوى اسم صاحبه لم يجز‬
‫السلف حتى يصف فيه مإا وصفت قبل ويقول ثوب كذا وكذا مإن ثياب‬
‫بلد كذا ومإتى ترك مإن هذا شيئا لم يجز السلف لنه بيع مإغيب غير‬
‫مإوصوف كما ليجوز في التمر حتى يسمى جنسة قال وكل مإا أسلم فيه‬
‫مإن أجناس الثياب هكذا كله إن كان وشيا ونسبه يوسفيا أو نجرانيا أو‬
‫فارعا أو باسمه الذي يعرف به وإن كان غير وشي مإن العصب والحبرات‬
‫ومإا أشبهه وصفه ثوب حبرة مإن عمل بلد كذا دقيق البيوت أو مإتركا‬
‫مإسلسل أو صفته أو جنسه الذي هو جنسه وبلده فإن اختلف عمل ذلك‬
‫البلد قال مإن عمل كذا للعمل الذي يعرف به ليجزء في السلم دونه‬
‫وكذلك في ثياب القطن كما في ثياب العصب قبلها وكذلك البياض والحرير‬
‫والطيالسة والصوف كله والبرسيم وإذا عمل الثوب مإن قزأ‬

‫صفحة ‪946 :‬‬

‫ومإن كتان أو مإن قطن وصفه وإن لم يصف غزله إذا عمل مإن غزول‬
‫مإختلفه أو مإن كرسف مإروي أو مإن كرسف خشن لم يصح وإن كان إنما‬
‫يعمل مإن صنف واحد ببلده الذي سلف فيه لم يضره أن ليصف غزله إذا‬
‫وصف الدقة والعمل والذرع وقال في كل مإا يسلم فيه جيد أو رديء‬
‫ولزمإه أقل مإا يقع عليه اسم الجودة أو الرداءة أو الصفة التي يشترط قال‬
‫وإن سلف في وشي لم يجز حتى يكون للوشي صفة يعرفها أهل العدل مإن‬
‫أهل العلم ول خير في أن يريه خرقة ويتواضعانها على يد عدل يوفيه‬
‫الوشي عليها إذا لم يكن الوشي مإعروفا كما وصفت لن الخرقة قد تهلك‬
‫فل يعرف الوشي قال الشافعي رحمه ال وليجوز السلف في جلود البل‬
‫ول البقار ولأهب الغنم ول جلد ول إهاب مإن رق ول غيره ول يباع إل‬
‫مإنظورا إليه قال وذلك أنه لم يجز لنا أن نقيسه على الثياب لنا لو قسناه‬
‫عليها لم يحل إل مإذروعا مإع صفته وليس يمكن فيه الذرع لختلف خلقته‬
‫عن أن يضبط بذرع بحال ولو ذهبنا نقيسه على مإا أجزنا مإن الحيوان‬
‫بصفة لم يصح لنا وذلك أنا إنما نجيز السلف في بعير مإن نعم بني فلن‬
‫ثني أو جذع مإوصوف فيكون هذا فيه كالذرع في الثوب ويقول رباع وبازل‬
‫وهو في كل سن مإن هذه السنان أعطم مإنه في السن قبله حتى يتناهى‬
‫عظمه وذلك مإعروف مإضبوط كما يضبط الذرع وهذا ليمكن في الجلود‬
‫ليقدر على أن يقال جلد بقرة ثنية أو رباع ول شاة كذلك ول يتميز‬
‫فيقال بقرة مإن نتاج بلد كذا لن النتاج يختلف في العظم فلما لم يكن‬
‫الجلد يوقع على مإعرفته كما يوقع على مإعرفة مإا كان قائما مإن الحيوان‬
‫فيعرف بصفة نتاج بلده عظمه مإن صغره خالفت الجلود الحيوان في هذا‬
‫وفي أن مإن الحيوان مإا يكون السن مإنه أصغر مإن السن مإثله والصغر خير‬
‫عند التجار فيكون امإشى وأحمل مإا كانت فيه الحياة فيشترى البعير بعشرين‬
‫بعيرا أو أكثر كلها أعظم مإنه لفضل التجار للمشى ويدرك بذلك صفته‬
‫وجنسه وليس هذا في الجلود هكذا الجلود لحياة فيها وإنما تفاضلها في‬
‫ثخانتها وسعتها وصلبتها ومإواضع مإنها فلما لم نجد خبرا نتبعه ول قياسا‬
‫على شيء مإما أجزنا السلف فيه لم يجز أن نجيز السلف فيه وال تعالى‬
‫أعلم ورأيناه لما لم يوقف على حده فيها رددنا السلم فيه ولم نجزه نسيئة‬
‫وذلك أن مإا بيع نسيئة لم يجز إل مإعلومإا وهذا ليكون مإعلومإا بصفة بحال‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫‪.‬ول يكاد يقدر عليه‬

‫وقال النووي في قوله صلى ال عليه وسلم‪) :‬بست مإن شوال(‪ :‬إنما‬
‫حذفت الهاء مإن ستة لن‬
‫صفحة ‪947 :‬‬

‫باب السلف في القراطيس‬


‫قال الشافعي رحمه ال إن كانت القراطيس تعرف بصفة كما تعرف الثياب‬
‫بصفة وذرع وطول وعرض وجودة ورقة وغلظ واستواء صنعة أسلف فيها على‬
‫هذه الصفه وليجوز حتى تستجمع هذه الصفات كلها وإن كانت تختلف‬
‫في قرى أو رساتيق لم يجز حتى يقال صنعة قرية كذا أو كورة كذا أو‬
‫رستاق كذا فإن ترك مإن هذا شيئا لم يجز السلف فيه والقول فيها كالقول‬
‫فيما أجزنا فيه السلف غيرها وإن كانت لتضبط بهذا فل خير في السلف‬
‫فيها ول أحسبها بهذا إل مإضبوطة أو ضبطها أصح مإن ضبط الثياب أو‬
‫مإثله‬
‫باب السلف في الخشب ذرعا‬
‫قال الشافعي رحمه ال مإن سلف في خشب الساج فقال ساج سمح‬
‫طول الخشبة مإنه كذا وغلظها كذا وكذا ولونها كذا فهذا جائز وإن ترك‬
‫مإن هذا شيئا لم يجز وإنما أجزنا هذا لستواء نبتته وأن طرفيه ليقربان‬
‫وسطه ول جميع مإا بين طرفيه مإن نبتته وإن اختلف طرفاه تقاربا وإذا شرط‬
‫له غلظا فجاءه بأحد الطرفين على الغلظ والخر أكثر فهو مإتطوع بالفضل‬
‫ولزمأ المشتري أخذه فإن جاء به ناقصا مإن طول أو ناقص أحد الطرفين‬
‫مإن غلظ لم يلزمإه لن هذا نقص مإن حقه قال وكل مإا استوت نبتته حتى‬
‫يكون مإا بين طرفيه مإنه ليس بأدق مإن طرفيه وأحدهما مإن السمح أو تربع‬
‫رأسه فأمإكن الذرع فيه أو تدور تدورا مإستويا فأمإكن الذرع فيه وشرط فيه‬
‫مإا وصفت في الساج جاز السلف فيه وسمى جنسه فإن كان مإنه جنس‬
‫يختلف فيكون بعضه خير مإن بعض مإثل الدومأ فإن الخشبة مإنه تكون خيرا‬
‫مإن الخشب مإثلها للحسن لم يستغنى أن يسمى جنسه كما ليستغنى أن‬
‫يسمى جنس الثياب فإن ترك تسمية جنسة فسد السلف فيه ومإا لم يختلف‬
‫أجزنا السلف فيه بالصفة والذرع على نحو مإا وصفت قال ومإا كان مإنه‬
‫طرفاه أو أحدهما أجل مإن الخر ونقص مإا بين طرفيه أومإما بينهما لم يجز‬
‫السلف فيه لنه حينئذ غير مإوصوف العرض كما ليجوز أن يسلف في‬
‫ثوب مإوصوف الطول غير مإوصوف العرض قال فعلى هذا السلف في‬
‫الخشب الذي يباع ذرعا كله وقياسه ليجوز حتى تكون كل خشبة مإنه‬
‫مإوصوفة مإحدوده كما وصفت وهكذا خشب الموائد يوصف طولها وعرضها‬
‫وجنسها ولونها قال ول بأس في إسلمأ الخشب في الخشب ول ربا فيما‬
‫عدا الكيل والوزن مإن المأكول والمشروب كله والذهب والورق ومإاعدا هذا‬
‫فل بأس بالفضل في بعضه على بعض يدا بيد ونسيئة سلما وغير‬

‫صفحة ‪948 :‬‬

‫باب السلم في الخشب وزنا‬


‫قال الربيع قال الشافعي ومإا صغر مإن الخشب لم يجز السلف فيه عددا‬
‫ول حزمإا ول يجوز حتى يسمى الجنس مإنه فيقول ساسما أسود أو أبنوس‬
‫يصف لونه بنسبته إلى الغلظ مإن ذلك الصنف أو إلى أن يكون مإنه دقيقا‬
‫أمإا إذا اشتريت جملة قلت دناقا أو ساطا أو غلظا وزن كذا وكذا وأمإا‬
‫إذا اشتريته مإختلفا قلت كذا وكذا رطل غليظا وكذا وكذا وسطا وكذا وكذا‬
‫رقيقا ليجوز فيه غير هذا فإن تركت مإن هذا شيئا فسد السلف وأحب لو‬
‫قلت سمحا فإن لم تقله فليس لك فيه عقد لن العقد تمنعه السماح وهي‬
‫عيب فيه تنقصه وكل مإا كان فيه عيب ينقصه لما يراد له لم يلزمأ‬
‫المشتري وهكذا كل مإا اشترى للتجارة على مإا وصفت لك ل يجوز إل‬
‫مإذروعا مإعلومإا أو مإوزونا مإعلومإا بما وصفت قال ومإا اشترى مإنه حطبا يوقد‬
‫به وصف حطب سمر أو سلم أو حمض أو أراك أو قرظ أو عرعر‬
‫ووصف بالغلظ والوسط والدقة ومإوزونا فإن ترك مإن هذا شيئا لم يجز‬
‫وليجوز أن يسلف عددا ول حزمإا ول غير مإوصوف مإوزون بحال ول مإوزون‬
‫غير مإوصوف بغلظه ودقته وجنسه فإن ترك مإن هذا شيئا فسد السلف قال‬
‫فأمإا عيدان القسي فل يجوز السلف فيها إل بأمإر قلما يكون فيها مإوجودا‬
‫فإذا كان فيها مإوجودا جاز وذلك أن يقول عود شوحطة جذل مإن نبات‬
‫أرض كذا السهل مإنها أو الجبل أو دقيق أو وسط طوله كذا وعرضه كذا‬
‫وعرض رأسه كذا ويكون مإستوى النبته ومإا بين الطرفين مإن الغلظ فكل مإا‬
‫أمإكنت فيه هذه الصفة مإنه جاز ومإا لم يمكن لم يجز وذلك أن عيدان‬
‫الرض تختلف فتباين والسهل والجبل مإنها يتباين والوسط والدقيق يتباين وكل‬
‫مإا فيه هذه الصفة مإن شريان أو نبع أو غيره مإن أصناف عيدان القسى‬
‫جاز وقال فيه خوطا أو فلقه والفلقه أفدمأ نبات مإن الخوط والخوط الشاب‬
‫ول خير في السلفة في قداح النبل شوحطا كانت أو قنا أو غير ذلك‬
‫لن الصفة لتقع عليها وإنما تفاضل في الثخانة وتباين فيها فل يقدر على‬
‫ذرع ثخانتها ول يتقارب فنجيز أقل مإا تقع عليه الثخانة كما نجيزه في‬
‫الثياب‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫العرب إنما تلتزمأ التيان بالهاء في المذكر الذي هو‬
‫دون أحد عشر إذا صرحت بلفظ المذكر‬

‫كقوله ال تعالى‪) :‬وثمانية أيامأ( فأمإا إذا لم يأتوا بلفظ المذكر فيجوز‬
‫‪ .‬إثبات الهاء وحذفها فتقول‪ :‬سومإزوكل ةظوفحم قوقحل عيمج‬

‫صمنا ستا ولبثنا عشرا وتريد اليامأ ونقله الفراء وابن السكيت وغيرهما‬
‫عن العرب ول‬

‫‪.‬يتوقف فيه إل جاهل غبي‬

‫صفحة ‪949 :‬‬

‫باب السلف في الصوف‬


‫قال الشافعي رحمه ال ليجوز السلف في الصوف حتى يسمى صوف‬
‫صأن بلد كذا لختلف أصواف الضأن بالبلدان ويسمى لون الصوف‬
‫لختلف ألوان الصواف ويسمى جيدا ونقيا ومإغسول لما يعلق به مإما يثقل‬
‫وزنه ويسمى طوال أو قصارا مإن الصوف لختلف قصاره وطواله ويكون بوزن‬
‫مإعلومأ فإن ترك مإن هذا شيئا واحدا فسد السلف فيه وإذا جاء بأقل مإا‬
‫يقع عليه اسم الطول مإن الصوف وأقل مإا يقع عليه اسم الجودة وأقل مإا‬
‫يقع عليه اسم البياض وأقل مإا يقع عليه اسم النقاء وجاء به مإن صوف‬
‫ضأن البلد الذي سمي لزمأ المشتري قال ولو اختلف صوف الناث والكباش‬
‫ثم كان يعرف بعد الجزاز لم يجز حتى يسمى صوف فحول أو إناث وإن‬
‫لم يتباين ولم يكن يتميز فيعرف بعد الجزاز فوصفه بالطول ومإا وصفت جاز‬
‫السلف فيه ول يجوز أن يسلف في صوف غنم رجل بعينها لنها قد تتلف‬
‫وتأتي الفة على صوفها ول يسلف إل في شيء مإوصوف مإضمون مإوجود‬
‫في وقته ليخطىء ول يجوز في صوف عنم رجل بعينها لنه يخطىء ويأتي‬
‫على غير الصفة ولو كان الجل فيها ساعة مإن النهار لن الفة قد تأتي‬
‫عليها أو على بعضها في تلك الساعة وكذالك كل سلف مإضمون لخير في‬
‫أن يكون في شيء بعينه لنه يخطىء ول خير في أن يسلفه في صوف‬
‫بل صفة ويريه صوفا فيقول أستوفيه مإنك على بياض هذا ونقائه وطوله لن‬
‫هذا قد يهلك فل يدرى كيف صفته فيصير السلف في شيء مإجهول قال‬
‫وإن أسلم في وبر البل أو شعر المعزى لم يجز إل كما وصفت في‬
‫الصوف ويبطل مإنه مإا يبطل مإنه في الصوف ليختلف‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫والظاهر أن مإراده بما نقله الفراء وابن السكيت وغيرهما‬
‫عن العرب ‪ -‬الحذف كما حكاه‬

‫الكسائي وأمإا التصريح بالوجهين عن العرب فمخالف لكلمأ سيبويه‬


‫والزمإخشري فينبغي أن‬

‫يتوقف فيه إذ ليس في كلمإه تصريح بنقله نعم‪ :‬جواز الوجهين قد ثبت‬
‫مإن كلمأ سيبويه كما‬

‫‪.‬سبق وإن كان أحدهما لي سيحد كلمأ العرب‬


‫وطعن بعضهم في حكاية الكسائي ول يلتفت إلى هذا الطعن مإع صحة‬
‫الحديث بمثله‬

‫ومإعاضدة الفراء وابن السكيت وغيرهما للكسائي وكل مإنهم إمإامأ وتوجيهها‪:‬‬
‫أنه لما ثبت‬

‫جواز‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد اليامأ والليالي جميعا كما سبق مإن كلمأ‬
‫سيبويه وكما دلت‬

‫عليه الية الكريمة ومإا ذاك إل لتغليب الليالي على اليامأ وجعل اليامأ‬
‫تابعة لليالي أجري عليها‬

‫صفحة ‪950 :‬‬

‫باب السلف في الكرسف‬


‫قال الشافعي رحمه ال لخير في السلف في كرسف بجوزه لنه ليس‬
‫مإما صلحه في أن يكون مإع جوزه وإنما جوزه قشرة تطرح عنه ساعة‬
‫يصلح ول خير فيه حتى يسمى كرسف بلد كذا وكذا ويسمى جيدا أو‬
‫رديئا ويسمى أبيض نقيا أو أسمر وبوزن مإعلومأ وأجل مإعلومأ فإن ترك مإن‬
‫هذا شيئا واحدا لم يجز السلف فيه وذلك أن كرسف البلدان يختلف‬
‫فيلين ويخشن ويطول شعره ويقصر ويسمي ألوانها ول خير في السلم في‬
‫كرسف أرض رجل بعينها كما وصفنا قبله ولكن يسلم في صفة مإأمإونة في‬
‫أيدي الناس وإن اختلف قديم الكرسف وجديده سماه قديما أو جديدا مإن‬
‫كرسف سنة أو سنتين وإن كان يكون نديا سماه جافا ليجزىء فيه غير‬
‫ذلك ولو أسلم فيه مإنقى مإن حبه كان أحب إلي ول أرى بأسا أن يسلم‬
‫فيه بحبه وهو كالنوى في التمر‬
‫باب السلف في القز والكتان‬
‫قال الشافعي رحمه ال وإذا ضبط القز بأن يقال قز بلد كذا ويوصف‬
‫لونه وصفاءه ونقاءه وسلمإته مإن العيب ووزنه فل بأس بالسلف فيه ول خير‬
‫في أن يترك شيئا واحدا فإن ترك لم يجز فيه السلف وإن كان ليضبط‬
‫هذا فيه لم يجز فيه السلف وهكذا الكتان وخير في أن يسلف مإنه في‬
‫شيء على عين يأخذها عنده لن العين تهلك وتتغير ول يجوز السلف في‬
‫هذا ومإا كان في مإعناه إل بصفة تضبط وإن اخلتلف طول القز والكتان‬
‫فتباين طوله سمي طوله وإن لم يختلف جاء الوزن عليه وأجزأه إن شاء ال‬
‫تعالى ومإا سلف فيه كيل لم يستوفى وزنا لختلف الوزن والكيل وكذلك مإا‬
‫سلف فيه وزنا لم يستوف كيل‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫هذا الحكم عند إرادة اليامأ وحدها كقولك‪ :‬سرت خمسا‬
‫وأنت تريد اليامأ‪ .‬أو‪ :‬صمت‬

‫خمسا إذ ل يمكن إرادة الليالي في الصومأ وصار اليومأ كأنه مإندرج‬


‫تحت اسم الليلة وجزء مإنها‬
‫فيدل عليه باسمها سواء أريدت حقيقة ذلك السم مإن الليلة واليومأ تابع‬
‫لها أمأ لم ترد واقتصر‬

‫‪.‬على إرادة مإا يتبعها وهو اليومأ‬

‫ونقل أبو حيان أنه يقال‪ :‬صمت خمسة وأنه فصيح‪ .‬وهذا إن صح ل‬
‫يعارض قول سيبويه‬

‫والزمإخشري لنهما إنما قال فيما يمكن إرادة الليالي واليامأ جميعا ول‬
‫شك أنه عند إراتهما تغلب‬

‫الليالي فيضعف التذكير وأمإا عند إرادة المذكر فقط فالتذكير وإثبات الهاء‬
‫هو الصل والحذف‬

‫ورد في الحديث وحكاه الكسائي فالوجهان فيه فصيحان بخلف القسم‬


‫الول فإن الحذف فيه‬

‫صفحة ‪951 :‬‬

‫باب السلف في الحجارة والرحية وغيرها مإن الحجارة‬


‫قال الشافعي رحمه ال ول بأس بالسلف في حجارة البنيان والحجارة‬
‫تفاضل باللوان والجناس والعظم فل يجوز السلف فيها حتى يسمى مإنها‬
‫أخضر أو أبيض أو زنبريا أو سبلنيا باسمه الذي يعرف به وينسبه إلى‬
‫الصلبة وأن ليكون فيه عرق ول كل والكل حجارة مإحلوقة مإدورة صلب‬
‫ل تجيب الحديد إذا ضربت تكسرت مإن حيث ليريد الضارب ول تكون‬
‫في البنيان إل غشا قال ويصف كبرها بأن يقول مإا يحمل البعير مإنها‬
‫حجرين أو ثلثة أو أربعة أو ستة بوزن مإعلومأ وذلك أن الحمال تختلف‬
‫وأن الحجرين يكونان على بعير فل يعتدلن حتى يجعل مإع أحدهما حجر‬
‫صغير وكذلك مإا هو أكثر مإن حجرين فل يجوز السلف في هذا إل بوزن‬
‫أو أن يشتري وهو يرى فيكون مإن بيوع الجزاف التي ترى قال وكذلك‬
‫ليجوز السلف في النقل والنقل حجارة صغار إل أن يصف صغارا مإن النقل‬
‫أو حشوا أو دواخل فيعرف هذا عند أهل العلم به ول يجوز إل مإوزونا‬
‫لنه ليكال لتجافيه ول تحيط به صفة كما تحيط بالثوب والحيوان وغيره‬
‫مإما يباع عددا ول يجوز حتى يقال صلب وإذا قال صلب فليس له رخو‬
‫ول كذان ول مإتفتت قال ول بأس بشراء الرخامأ ويصف كل رخامإه مإنه‬
‫بطول وعرض وثخانة وصفاء وجودة وإن كانت تكون لها تساريع مإختلفة‬
‫يتباين فضلها مإنها وصف تساريع وإن لم يكن اكتفى بما وصفت فإن جاءه‬
‫بها فاختلف فيها أريها اهل البصر فإن قالوا يقع عليها اسم الجودة والصفاء‬
‫وكانت بالطول والعرض والثخانة التي شرط لزمإته وإن نقص واحد مإن هذه‬
‫لم تلزمإه قال ول بأس بالسلف في حجارة المرمإر بعظم ووزن كما وصفت‬
‫في الحجارة قبله وبصفاء فإن كانت له أجناس تختلف وألوان وصفه بأجناسه‬
‫وألوانه قال ول بأس أن يشتري آنية مإن مإرمإر بصفة طول وعرض وعمق‬
‫وثخانة وصنعة إن كانت تختلف فيه الصنعة وصف صنعتها ولو وزن مإع هذا‬
‫كان أحب إلي وإن ترك وزنه لم يفسده إن شاء ال تعالى وإن كان مإن‬
‫الرحاء شيء يختلف بلده فتكون حجارة بلد خيرا مإن حجارة بلد لم يجز‬
‫حتى يسمى حجارة بلد ويصفها وكذلك إن اختلفت حجارة بلد وصف جنس‬
‫الحجارة‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫أفصح هذا إن ثبت‪ :‬صمنا خمسة كما ادعاه أبو حيان‬
‫ولعله أخذه مإن ابن عصفور فإن‬

‫‪.‬ثبت ذلك صريحا مإن كلمأ غيره وإل فليتوقف فيه‬

‫وقال شيخنا ابو مإحمد الدمإياطي‪ :‬سقوط الهاء في )ست مإن شوال( مإع‬
‫سقوط المعدود أو‬

‫صفحة ‪952 :‬‬

‫باب السلف في القصة والنورة‬


‫قال الشافعي رحمه ال ول بأس بالسلف في القصة والنورة ومإتاع البنيان‬
‫فإن كانت تختلف اختلفا شديدا فل يجوز السلف فيها حتى يسمى نورة‬
‫أرض كذا أو قصة أرض كذا ويشترط جودة أو رداءة أو يشترط بياضا أو‬
‫سمرة أو أي لون كان إذا تفاضلت في ألوان ويشترطها بكيل مإعلومأ ووزن‬
‫مإعلومأ وأجل مإعلومأ ول خير في السلف فيها أحمال ول مإكايل لنها تختلف‬
‫قال الشافعي ول بأس أن يشتريها أحمال ومإكايل وجزافا في غير أحمال ول‬
‫مإكايل إذا كان المبتاع حاضرا والمتبايعان حاضرين قال وهكذا المدر لبأس‬
‫بالسلف فيه كيل مإعلومإا ول خير فيه أحمال ول مإكايل ول جزافا ول‬
‫يجوز إل بكيل وصفة جيد أو ردىء ومإدر مإوضع كذا فإن اختلفت ألوان‬
‫المدر في ذلك الموضع وكان لبعضها على بعض فضل وصف المدر أخضر‬
‫أو أشهب أو أسود قال وإذا وصفه جيدا أتت الجودة على البراءة مإن كل‬
‫مإا خالفها فإن كان فيه سبخ أو كذان أو حجارة أو بطحاء لم يكن له‬
‫لن هذا مإخالف للجودة وكذلك إن كانت النورة أو القصة هي المسلف‬
‫فيها لم يصلح إل كما وصفت بصفة قال وإن كانت القصة والنورة مإطيرتين‬
‫لم يلزمأ المشتري لن المطير عيب فيها وكذلك إن قدمإتا قدمإا يضر بهما‬
‫لم يلزمأ المشتري لن هذا عيب والمطر ليكون فسادا للمدر إذا عاد جافا‬
‫بحاله أخبرنا الربيع قال قال الشافعي رحمه ال ليجوز السلف في شيء‬
‫عددا إل مإا وصفت مإن الحيوان الذي يضبط سنه وصفته وجنسه والثياب‬
‫التي تضبط بجنسها وحليتها وذرعها والخشب الذي يضبط بجنسه وصفته‬
‫وذرعه ومإا كان في مإعناه ل يجوز السلف في البطيخ ول القثاء ول الخيار‬
‫ول الرمإان ول السفرجل ول الفرسك ول الموز ول الجوز ول البيض أي‬
‫بيض كان دجاج أو حمامأ أو غيره وكذلك مإا سواه مإما يتبايعه الناس عددا‬
‫غير مإا استثنيت ومإا كان في مإعناه لختلف العدد ول شيء يضبط مإن‬
‫صفة أو بيع عدد فيكون مإجهول إل أن يقدر على أن يكال أو يوزن‬
‫فيضبط بالكيل والوزن‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫ثبوت الهاء في )ستة( مإع ثبوت اليامأ هو المحفوظ‬
‫الفصيح وورد في بعض الطرق المتقدمإة‬
‫للدراوردي وحفص بن غياث ثبوت الهاء في‪) :‬ستة مإن شوال( مإع سقوط‬
‫اليامأ وهو غريب‬

‫غير صحيح ول فصيح‪ .‬انتهى مإا قاله وذكر ذلك في فضل إتباع رمإضان‬
‫بست مإن شوال‬

‫وجمع فيه طرق الحديث الوارد فيها فرواه مإن نيف وستين طريقا ليس‬
‫فيها ثبوت التاء مإع‬

‫صفحة ‪953 :‬‬

‫باب السلم في المأكول كيل أو وزنا‬


‫قال الشافعي رحمه ال أصل السلف فيما ييتبايعه الناس أصلن فما كان‬
‫مإنه يصغر وتستوى خلقته فيحتمله المكيال ول يكون إذا كيل تجافى في‬
‫المكيال فتكون الواحده مإنه بائنة في المكيال عريضة السفل دقيقة الرأس أو‬
‫عريضة السفل والرأس دقيقة الوسط فإذا وقع شيء إلى جنبها مإنعه عرض‬
‫أسفلها مإن أن يلصق بها ووقع في المكيال ومإا بينها وبينه مإتجاف ثم‬
‫كانت الطبقة التي فوقه مإنه هكذا لم يجز أن يكال واستدللنا على أن‬
‫الناس إنما تركوا كيله لهذا المعنى ول يجوز أن يسلف فيه كيل وفي‬
‫نسبته بهذا المعنى مإا عظم واشتد فصار يقع في المكيال مإنه الشيء ثم‬
‫يقع فوقه مإنه شيء مإعترضا ومإا بين القائم تحته مإتجاف فيسد المعترض‬
‫الذي فوقة الفرجه التي تحته ويقع عليه فوقه غيره فيكون مإن المكيال شيء‬
‫فارغ بين الفراغ وذلك مإثل الرمإان والسفرجل والخيار والباذنجان ومإا أشبهه‬
‫مإما كان في المعنى الذي وصفت ول يجوز السلف في هذا كيل ولو‬
‫تراضى عليه المتبايعان سلفا ومإا صغر وكان يكون في المكيال فيمتلىء به‬
‫المكيال ول يتجافى التجافي البين مإثل التمر وأصغر مإنه مإما لتختلف خلقته‬
‫اختلفا مإتباينا مإثل السمسم ومإا أشبهه أسلم فيه كيل قال وكل مإا وصفت‬
‫ليجوز السلم فيه كيل فل بأس بالسلم فيه وزنا وأن يسمى كل صنف مإنه‬
‫اختلف باسمه الذي يعرف به وإن شرط فيه عظيما أو صغيرا فإذا أتى به‬
‫أقل مإا يقع عليه اسم العظم ووزنه جاز على المشتري فأمإا الصغير فأصغره‬
‫يقع عليه اسم الصغر ول أحتاج إلى المسألة عنه قال وذلك مإثل أن يقول‬
‫أسلم إليك في خربز خراساني أو بطيخ شامإي أو رمإان أمإليسي أو رمإان‬
‫حراني ول يستغنى في الرمإان عن أن يصف طعمه حلوا أو مإزا أو حامإضا‬
‫فأمإا البطيخ فليس في طعمه ألوان ويقول عظامأ أو صغار ويقول في القثاء‬
‫هكذا فيقول قثاء طوال وقثاء مإدحرج وخيار يصفة بالعظم والصغر والوزن ول‬
‫خير في أن يقول قثاء عظامأ أو صغار لنه ليدري كم العظامأ والصغار مإنه‬
‫إل أن يقول كذا وكذا رطل مإنه صغارا وكذا وكذا رطل مإنه كبارا وهكذا‬
‫الدباء ومإا أشبهه فعلى هذا هذا الباب كله وقياسه قال الشافعي ول بأس‬
‫بالسلف في البقول كلها إذا سمى كل جنس مإنها وقال هندبا أو جرجيرا‬
‫أو كراثا أو خسا وأي صنف مإا اسلف فيه مإنها وزنا مإعلومإا ليجوز إل‬
‫مإوزونا فإن ترك تسمية الصنف مإنه أو الوزن لم يجز السلف قال الشافعي‬
‫وإن كان مإنه شيء يختلف صغاره وكباره لم يجز إل أن يسمى صغيرا أو‬
‫كبيرا كالقنبيط تختلف صغاره وكباره كالفجل وكالجزر و‬
‫صفحة ‪954 :‬‬

‫مإا اختلف صغاره وكباره في الطعم والثمن قال ويسلف في الجوز وزنا‬
‫وإن كان ليتجافى في المكيال كما وصفت اسلم فيه كيل والوزن أحب‬
‫إلي وأصح فيه قال وقصب السكر إذا شرط مإحله في وقت لينقطع مإن‬
‫أيدي الناس في ذلك البلد فل بأس بالسلف فيه وزنا ول يجوز السلف فيه‬
‫وزنا حتى يشترط صفة القصب إن كان يتباين وإن كان أعله مإما لحلوة‬
‫فيه ول مإنفعة فل يتبايع إل أن يشترط أن يقطع أعله الذي هو بهذه‬
‫المنزلة وإن كان يتبايع ويطرح مإا عليه مإن القشر ويقطع مإجامإع عروقه مإن‬
‫أسفله قال ول يجوز أن يسلف فيه حزمإا ول عددا لنه ليوقف على حده‬
‫بذلك وقد رآه ونظر إليه قال ول خير في أن يشتري قصبا ول بقل ول‬
‫غيره مإما يشبهه بأن يقول أشتري مإنك زرع كذا وكذا فدانا ول كذا وكذا‬
‫حزمإا مإن بقل إلى وقت كذا وكذا لن زرع ذلك يختلف فيقل ويكثر‬
‫ويحسن ويقبح وأفسدناه لختلفه في القلة والكثرة لما وصفت مإن أنه غير‬
‫مإكيل ول مإوزون ول مإعروف القلة والكثره ول يجوز أن يشترى هذا إل‬
‫مإنظورا إليه وكذلك القصب والقرط وكل مإا أنبتت الرض ليجوز السلف فيه‬
‫إل مإوزونا أو كيل بصفة مإضمونه ل مإن أرض بعينها فإن اسلف فيه مإن‬
‫أرض بعينها فالسلف فيه مإنتقض قال وكذلك ليجوز في قصب ول قرط‬
‫ول قصيل ول غيره بحزمأ ول أحمال ول يجوز فيه إل مإوزونا مإوصوفا‬
‫وكذلك التين وغيره ليجوز إل مإكيل أو مإوزونا ومإن جنس مإعروف إذا‬
‫اختلفت أجناسه فإن ترك مإن هذا شيئا لم يجز السلف فيه وال أعلم‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫سقوط المعدود إل مإن الطريقين اللذين ذكرهما وهو غلط‬
‫مإن بعض الرواة الذين ل يتقنون لفظ‬

‫‪.‬الحديث‬

‫وذكر الواحدي وغيره مإن المفسرين أن سقوط التاء مإن قوله تعالى‪:‬‬
‫)يتربصن بأنفسهن أربعة‬

‫‪.‬أشهر وعشرا( لتغليب الليالي على اليامأ‪ .‬انتهى‬

‫هذا كله في اليامأ والليالي أمإا إذا كان المعدود مإذكرا أو مإؤنثا غيرها‬
‫فل وجه إل مإطابقة‬

‫القاعدة الصلية مإن إثبات التاء في المذكر وحذفها في المؤنث ذكرت‬


‫المعدود أو حذفته قال‬

‫تعالى‪) :‬فاستشهدوا عليهن أربعة مإنكم( وقال تعالى‪) :‬سيقولون ثلثة رابعهم‬
‫كلبهم ويقولون‬

‫خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامإنهم كلبهم( وقال‬
‫تعالى‪) :‬مإا يكون مأ‬

‫ثلثة إل رابعهم ول خمسة إل هو سادسهم( و قال تعالى‪) :‬عليها تسعة‬


‫‪:‬عشر( وقال تعالى‬
‫فالمعدود في هذه اليات كلها مإذكر وقد حذف )وكنتم أزواجا ثلثة (‬
‫في الية الولى والثانية‬

‫صفحة ‪955 :‬‬

‫باب بيع القصب والقرط‬


‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخيرنا سعيد بن سالم عن ابن‬
‫جريج عن عطاء أنه قال في القصب ليباع إل جزة أو قال صرمإة قال‬
‫الشافعي وبهذا نقول ليجوز أن يباع القرط إل جزة واحدة عند بلوغ الجزاز‬
‫ويأخذ صاحبه في جزازه عند ابتياعه فل يؤخره مإدة أكثر مإن قدر مإا يمكنه‬
‫جزازه فيه مإن يومإه قال الشافعي فإن اشتراه ثابتا على أن يدعه أيامإا ليطول‬
‫أو يغلظ أو غير ذلك فكان يزيد في تلك اليامأ فل خير في الشراء‬
‫والشراء مإفسوخ لن أصله للبائع وفرعه الظاهر للمشتري فإذا كان يطول‬
‫فيخرج مإن مإال البائع إلى مإال المشتري مإنه شيء لم تقع عليه صفقة‬
‫البيع فيملكه كنت قد أعطيت المشتري مإا لم يشتري وأخذت مإن البائع مإا‬
‫لم يبع ثم أعطيته مإنه شيئا مإجهول ليرى بعين ول يضبط بصفة ول يتميز‬
‫فيعرف مإا للبائع فيه مإما للمشتري فيفسد مإن وجوه قال ولو أشتراه ليقطعه‬
‫فتركه وقطعه مإمكن له مإدة يطول في مإثلها كان البيع فيه مإفسوخا إذا كان‬
‫على مإا شرط في أصل البيع أن يدعه لما وصفت مإما اختلط به مإن مإال‬
‫البائع مإما ليتميز كما لو اشترى حنطة جزافا وشرط له أنها إن انهالت‬
‫عليها حنطة له فهي داخلة في البيع فانهالت عليها حنطة للبائع لم يبتعها‬
‫انفسخ البيع فيها لن مإا اشترى ل يتميز ول يعرف قدره مإما لم يشتر‬
‫فيعطى مإا أشترى ويمنع مإا لم يشتر وهو في هذا كله بائع شيء قد كان‬
‫وشيء لم يكن غير مإضمون على أنه إن كان دخل في البيع وإن لم يكن‬
‫لم يدخل مإعه وهذا البيع مإما ليختلف المسلمون في فساده لن رجل لو‬
‫قال أبيعك شيئا إن نبت في أرضي بكذا فإن لم ينبت أو نبت قليل‬
‫لزمإك الثمن كان مإفسوخا وكذلك لو قال أبيعك شيئا إن جائني مإن تجارتي‬
‫بكذا وإن لم يأتي لزمإك الثمن قال ولكنه لو أشتراه كما وصفت وتركه‬
‫بغير شرط أيامإا وقطعه يمكنه في أقل مإنها كان المشترى مإنه بالخيار في‬
‫أن يدع له الفضل الذي له بل ثمن أو ينقض البيع قال كما يكون إذا‬
‫باعه حنطة جزافا فانهالت عليها حنطة له فالبائع بالخيار في أن يسلم مإا‬
‫باعه ومإا زاد في حنطته أو يرد البيع لختلط مإا باع بما لم يبع قال ومإا‬
‫أفسدت فيه البيع فأصاب القصب فيه آفة تتلفه في يد المشتري فعلى‬
‫المشتري ضمانه بقيمته ومإا أصابته آفة تنقصه فعلى المشتري ضمان مإا نقصة‬
‫والزرع لبائعة وعلى كل مإشتر شراء فاسدا أن يرده كما أخذه أو خيرا مإما‬
‫أخذه وضمانه إن تلف وضمان نقصه إن نقص في كل شيء‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫والثالثة والرابعة وأتي به مإوصوفا في الخامإسة وثبتت التاء‬
‫‪:‬في جميع ذلك وكذلك قوله تعالى‬

‫صفحة ‪956 :‬‬


‫باب السلف في الشيء المصلح لغيره‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى كل صنف حل السلف فيه وحده فخلط‬
‫مإنه شيء بشيء غير جنسه مإما يبقى فيه فل يزايله بحال سوى الماء وكان‬
‫الذي يختلط به قائما فيه وكان مإما يصلح فيه السلف وكانا مإختلطين‬
‫ليتميزان فل خير في السلف فيهما مإن قبل أنهما إذا اختلطا فلم يتميز‬
‫أحدهما مإن الخر لم أدري كم قبضت مإن هذا وهذا فكنت قد أسلفت‬
‫في شيء مإجهول وذلك مإثل أن أسلم في عشرة ارطال سويق لوز فليس‬
‫يتميز السكر مإن دهن اللوز ول اللوز إذا خلط به أحدهما فيعرف القابض‬
‫المبتاع كم قبض مإن السكر ودهن اللوز واللوز فلما كان هكذا كان بيعا‬
‫مإجهول وهكذا إن أسلم إليه في سويق مإلتوت مإكيل لني لأعرف قدر‬
‫السويق مإن الزيت والسويق يزيد كيله باللتات ولو كان ل يزيد كان فاسدا‬
‫مإن قبل أني ابتعت سويقا وزيتا والزيت مإجهول وإن كان السويق مإعروفا قال‬
‫الشافعي في أكثر مإن هذا المعنى الولي أن ليجوز أن أسلم إليك في‬
‫فالوذج ولو قلت ظاهر الحلوة أو ظاهر الدسم لم يجز لني لأعرف قدر‬
‫النشاسنق مإن العسل والسكر والدهن الذي فيه سمن او غيره ول أعرف‬
‫حلوته أمإن عسل نحل كان أو غيره ول مإن أي عسل وكذلك دسمه فهو‬
‫لو كان يعرف ويعرف السويق الكثير اللتات كان كما يخالط صاحبه فل‬
‫يتميز غير مإعروف وفي هذا المعنى لو أسلم إليه في أرطال حيس لنه‬
‫ليعرف قدر التمر مإن القط والسمن قال وفي مإثل هذا المعنى اللحم‬
‫المطبوخ بالبزار والملح والخل وفي مإثله الدجاج المحشو بالدقيق والبزار أو‬
‫الدقيق وحده أو غيره لن المشتري ليعرف قدر مإا يدخل مإن البزار ول‬
‫الدجاج مإن الحشو لختلف أجوافها والحشو فيها ولو كان يضبط ذلك‬
‫بوزن لم يجز لنه إن ضبط وزن الجملة لم يضبط وزن مإا يدخله ول كيله‬
‫قال وفيه مإعنى يفسده سوى هذا وذلك أنه إذا اشترط نشاستقا جيدا أو‬
‫عسل جيدا لم يعرف جودة النشاستق مإعمول ول العسل مإعمول لقلب النار‬
‫له واختلط أحدهما بالخر فل يوقف على حده أنه مإن شرطه هو أمأ ل‬
‫قال ولو سلف في لحم مإشوي بوزن أو مإطبوخ لم يجز لنه ليجوز أن‬
‫يسلف في اللحم إل مإوصوفا بسمانه وقد تخفى مإشويا إذا لم تكن سمانة‬
‫فاخرة وقد يكون أعجف فل يخلص أعجفه مإن سمينه ول مإنقيه مإن سمينه‬
‫إذا تقارب وإذا كان مإطبوخا فهو أبعد أن يعرف أبدا سمينه لنه قد يطرح‬
‫أعجفه مإع سمينه ويكون مإواضع مإن سمينه ليكون فيها شحم وإذا كان‬
‫مإوضوع مإقطوع مإن اللحم كانت في بعضه دلله على سمينه ومإنقيه وأعجفه‬
‫فكل مإا أتصل به مإنه مإثله قال ول‬

‫صفحة ‪957 :‬‬

‫خير في أن يسلم في عين على أنها تدفع إليه مإغيرة بحال لنه‬
‫ليستدل على أنها تلك العين اختلف كيلها أمأ لم يختلف وذلك مإثل أن‬
‫يسلفه في صاع حنطة على أن يوفيه إياها دقيقااشترط كيل الدقيق أو لم‬
‫يشترطه وذلك أنه إذا وصف جنسا مإن حنطة وجودة فصارت دقيقا أشكل‬
‫الدقيق مإن مإعنيين احدهما أن تكون الحنطة المشروطه مإائيه فتطحن حنطة‬
‫تقاربها مإن حنطة الشامأ وهو غير المائي ول يخلص هذا والخر أنه ليعرف‬
‫مإكيلة الدقيق لنه قد يكثر إذا طحن ويقل وأن المشتري لم يستوفي كيل‬
‫الحنطة وإنما يقبل فيه قول البائع قال وقد يفسدة غيرنا مإن وجه آخر مإن‬
‫أن يقول لطحنه إجارة لها قيمة لم تسم في أصل السلف فإذا كانت له‬
‫إجارة فليس يعرف ثمن الحنطة مإن قيمة الجارة فيكون سلفا مإجهول قال‬
‫الشافعي وهذا وجه آخر يجده مإن أفسده فيه مإذهبا وال تعالى أعلم قال‬
‫وليس هذا كما يسلفه في دقيق مإوصوف لنه ليضمن له حنطة مإوصوفة‬
‫وشرط عليه فيها عمل بحال إنما ضمن له دقيقا مإوصوفا وكذلك لو أسلفه‬
‫في ثوب مإوصوف بذرع يوصف به الثياب جاز وإن اسلفه في غزل مإوصوف‬
‫على أن يعمله ثوبا لم يجز مإن قبل أن صفة الغزل لتعرف في الثوب ول‬
‫تعرف حصة الغزل مإن حصة العمل وإذا كان الثوب مإوصوفا عرفت صفته‬
‫قال وكل مإا أسلم فيه وكان يصلح بشيء مإنه لبغيره فشرطه مإصلحا فل‬
‫بأس به كما يسلم إليه في ثوب وشي أو مإسير أو غيرهما مإن صبغ الغزل‬
‫وذلك أن الصبغ فيه كأصل لون الثوب في السمرة والبياض وأن الصبغ‬
‫ليغير صفة الثوب في دقة ول صفاقة ول غيرهما كما يتغير السويق والدقيق‬
‫باللتات ول يعرف لونهما وقد يشتريان عليه ول طعمهما وأكثر مإا يشتريان‬
‫عليه ول خير في أن يسلم إليه في ثوب مإوصوف على أن يصبغه مإضرجا‬
‫مإن قبل أنه ليوقف على حد التضريج وأن مإن الثياب مإا يأخذ مإن‬
‫التضريج أكثر مإما يأخذ مإثله في الذرع وأن الصفقة وقعت على شيئين‬
‫مإتفرقين أحدهما ثوب والخر صبغ فكان الثوب وإن عرف مإصبوغا بجنسه‬
‫قد عرفه فالصبغ غير مإعروف قدره وهو مإشترى ول خير في مإشترى إلى‬
‫أجل غير مإعروف وليس هذا كما يسلم في ثوب عصب لن الصبغ زينة له‬
‫وأنه لم يشتر الثوب إل وهذا الصبغ قائم فيه قيامأ العمل مإن النسج ولون‬
‫الغزل فيه قائم ليغيره عن صفته فإذا كان هكذا جاز وإذا كان الثوب‬
‫مإشترى بل صبغ ثم أدخل الصبغ قبل أن يستوفي الثوب ويعرف الصبغ لم‬
‫يجز لما وصفت مإن أنه ليعرف غزل الثوب ول قدر الصبغ قال الشافعي‬
‫ول بأس أن يسلفه في ثوب مإوصوف يوفيه إياه مإقصورا قصارة مإعروفة أو‬
‫مإغسول غسل نقيا مإن دقيقه الذي‬

‫صفحة ‪958 :‬‬

‫ينسج به ول خير في أن يسلم إليه في ثوب قد لبس أو غسل‬


‫غسلة مإن قبل أنه يغسله غسلة بعد مإا ينهكه وقبل فل يوقف على حد‬
‫هذا ول خير في أن يسلم في حنطة مإبلولة لن البتلل ليوقف على حد‬
‫مإا يريد في الحنطة وقد تغير الحنطة حتى ليوقف على حد صفتها كما‬
‫يوقف عليها يابسة ول خير في السلف في مإجمر مإطرى ولو وصف وزن‬
‫التطرية لنه ليقدر على أن يزن التطرية فيخلص وزنها مإن وزن العود ول‬
‫يضبط لنه قد يدخله الغير بما يمنع له الدللة بالتطرية له على جودة‬
‫العود وكذلك لخير في السلف في الغلية ول شيء مإن الدهان التي فيها‬
‫الثفال لنه ليوقف على صفته ول قدر مإا يدخل فيه ول يتميز مإا يدخل‬
‫فيه قال ولبأس بالسلف في دهن حب البان قبل أن ينش بشيء وزنا‬
‫وأكرهه مإنشوشا لنه ليعرف قدر النش مإنه ولو وصفه بريح كرهته مإن قبل‬
‫أنه ليوقف على حد الريح قال وأكرهه في كل دهن طيب قبل أن‬
‫يستوفى وكذلك لو سلفه في دهن مإطيب أو ثوب مإطيب لنه ليوقف على‬
‫حد الطيب كما ليوقف على اللوان وغيرها مإما ذكرت فيه أن أدهان‬
‫البلدان تتفاضل في بقاء طيف الريح على الماء والعرق والقدمأ في الحنو‬
‫وغيره ولو شرط دهن بلد كان قد نسبه فل يخلص كما تخلص الثياب‬
‫فتعرف ببلدانها المجسية واللون وغير ذلك قال ول بأس أن يسلفه في‬
‫طست أو تور مإن نحاس أحمر أو أبيض أو شبه أو رصاص أو حديد‬
‫ويشترطه بسعة مإعروفة ومإضروبا أو مإفرغا وبصنعة مإعروفة ويصفه بالثخانة أو‬
‫الرقة ويضرب له أجل كهو في الثياب وإذا جاء به على مإا يقع عليه اسم‬
‫الصفة والشرط لزمإه ولم يكن له رده قال وكذلك كل إناء مإن جنس واحد‬
‫ضبطت صفته فهو كالطست والقمقم قال ولو كان يضبط أن يكون مإع‬
‫شرط السعة وزن كان أصح وإن لم يشترط وزنا صح إذا اشترط سعة كما‬
‫يصح أن يبتاع ثوبا بصنعة وشي وغيره بصفة وسعة ول يجوز فيه إل أن‬
‫يدفع ثمنه وهذا شراء صفة مإضمونة فل يجوز فيها إل أن يدفع ثمنها‬
‫وتكون على مإا وصفت قال ولو شرط أن يعمل له طستا مإن نحاس وحديد‬
‫أو نحاس ورصاص لم يجز لنهما ليخلصان فيعرف قدر كل واحد مإنهما‬
‫وليس هذا كالصبغ في الثوب لن الصبغ في ثوبه زينة ليغيره أن تضبط‬
‫صفته وهذا زيادة في نفس الشيء المصنوع قال وهكذا كل مإا استصنع ول‬
‫خير في أن يسلف في قلنسوة مإحشوة وذلك أنه ليضبط وزن حشوها ول‬
‫صفته ول يوقف على حد بطانتها ول تشترى هذه إل يدا بيد ول خير في‬
‫أن يسلفه في خفين ول نعلين مإخزوزين وذلك أنهما ليوصفان بطول ول‬
‫عرض ول تضبط جلودهما ول مإا يدخل فيهما وإنما يجوز في هذا أن‬

‫صفحة ‪959 :‬‬


‫يبتاع النعلين و الشراكين ويستأجر على الحذو وعلى خراز الخفين‬
‫ولبأس أن يبتاع مإنه صحافا أو قداحا مإن نحو مإعروف وبصفة مإعروفة وقدر‬
‫مإعروف مإن الكبر والصغر والعمق والضيق ويشترط أي عمل ول بأس إن‬
‫كانت مإن قوارير ويشترط جنس قواريرها ورقته وثخانته ولو كانت القوارير‬
‫بوزن مإع الصفة كان أحب إلى وأصح للسلف وكذلك كل مإا عمل فلم‬
‫يخلط بغيره والذي يخلط بغيره النبل فيها ريش ونصال وعقب ورومإة والنصال‬
‫ليوقف على حده فأكره السلف فيه ول أجيزه قال ولبأس أن يبتاع آجرا‬
‫بطول وعرض وثخانة ويشترط مإن طين مإعروف وثخانة مإعروفة ولو شرط‬
‫مإوزونا كان أحب إلي وإن تركه فل بأس إن شاء ال تعالى وذلك أنه إنما‬
‫هو بيع صفة وليس يخلط بالطين غيره مإما يكون الطين غير مإعروف القدر‬
‫مإنه إنما هو يخلطه الماء والماء مإستهلك فيه والنار شيء ليس مإنه ول‬
‫قائم فيه إنما لها فيه أثر صلح وإنما باعه بصفة ول خير في أن يبتاع‬
‫مإنه لبنا على أن يطبخه فيوفيه إياه آجرا وذلك أنه ليعرف قدر مإا يذهب‬
‫في طبخه مإن الحطب وأنه قد يتلهوج ويفسد فإن أبطلناه على المشتري كنا‬
‫قد أبطلنا شيئا أستوجبه وإن ألزمإانه إياه ألزمإناه بغير مإا شرط لنفسه‬
‫باب السلف يحل فيأخذ المسلف‬

‫بعض رأس مإاله وبعض سلفه‬


‫قال الشافعي رحمه ال مإن سلف ذهبا في طعامأ مإوصوف فحل السلف‬
‫فإنما له طعامأ في ذمإة بائعه فإن شاء أخذه به كله حتى يوفيه إياه وإن‬
‫شاء تركه كما يترك سائر حقوقه إذا شاء وإن شاء أخذ بعضه وأنظره ببعض‬
‫وإن شاء أقاله مإنه كله وإذا كان له أن يقيله مإن كله إذا اجتمعا على‬
‫القاله كان له إذا اجتمعا أن يقيله مإن بعضه فيكون مإا أقاله مإنه كما لم‬
‫يتبايعا فيه ومإا لم يقله مإنه كما كان لزمإا له بصفته فإن شاء أخذه وإن‬
‫شاء تركه ول فرق بين السلف في هذا وبين طعامأ له عليه مإن وجه غير‬
‫السلف وقال ولكن إن حل له طعامأ فقال أعطيك مإكان مإالك مإن الطعامأ‬
‫على طعامإا غيره أو عرضا مإن العروض لم يجز لن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال مإن ابتاع طعامإا فل يبيعه حتى يستوفيه وإنما لهذا المسلف‬
‫طعامأ فإذا أخذ غيره به فقد باعه قبل أن يستوفيه وإذا أقاله مإنه أو مإن‬
‫بعضه فالقاله ليست ببيع إنما هي نقض بيع تراضيا بنقض العقدة الولى‬
‫التي وجبت لكل واحد مإنهما على صاحبه فإن قال قائل مإا الحجة في‬
‫هذا فالقياس والمعقول مإكتفي به فيه فإن قال فهل فيه أثر عن أحد مإن‬
‫أصحاب رسول ال صلى ال‬

‫صفحة ‪960 :‬‬

‫عليه وسلم قيل روي عن ابن عباس وعن عطاء وعمرو بن دينار أخبرنا‬
‫الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج أن‬
‫عطاء كان ليرى بأسا أن يقبل رأس مإاله مإنه أو ينظره أو يأخذ بعض‬
‫السلعة وينظره بما بقي أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد‬
‫بن سالم القداح عن ابن جريح أنه قال لعطاء أسلفت دينارا في عشرة‬
‫أفراق فحلت أفأقبض مإنه إن شئت خمسة أفراق وأكتب نصف الدينار عليه‬
‫دينا فقال نعم قال الشافعي لنه إذا أقاله مإنه فله عليه رأس مإال مإا أقاله‬
‫مإنه وسواء أنتقده أو تركه لنه لو كان عليه مإال حال جاز أن يأخذه وأن‬
‫ينظره به مإتى شاء أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد بن‬
‫سالم عن ابن جريج عن عمرو بن دينار أنه كان ليرى بأسا أن يأخذ‬
‫بعض رأس مإاله وبعضا طعامإا أو يأخذ بعضا طعامإا ويكتب مإا بقي مإن رأس‬
‫المال أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان عن سلمة بن‬
‫مإوسى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ذلك المعروف أن يأخذ‬
‫بعضه طعامإا وبعضه دنانير أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد‬
‫عن ابن جريج أنه قال لعطاء رجل أسلف بزا في طعامأ فدعا إلى ثمن البز‬
‫يومإئذ فقال ل إل رأس مإاله أو بزه قال الشافعي قول عطاء في البز أن‬
‫ليباع البز أيضا حتى يستوفى فكأنه يذهب مإذهب الطعامأ أخبرنا الربيع قال‬
‫أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد عن ابن جريح أنه قال لعطاء طعامأ أسلفت‬
‫فيه فحل فدعاني إلى طعامأ غيره فرق بفرق ليس للذي يعطيني على الذي‬
‫كان لي عليه فضل قال ل بأس بذلك ليس ذلك ببيع إنما ذلك قضاء‬
‫قال الشافعي هذا كما قال عطاء إنشاء ال تعالى وذلك أنه سلفه في صفة‬
‫ليست بعين فإذا جاءه بصفته فإنما قضاه حقه قال سعيد بن سالم ولو‬
‫أسلفه في بر الشامأ فأخذ مإنه برا غيره فل بأس به وهذا كتجاوزه في‬
‫ذهبه قال الشافعي وهذا إنشاء ال كما قال سعيد قال ولكن لو حلت له‬
‫مإائة فرق اشتراها بمائة دينار فأعطاه بها ألف درهم لم يجز ولم يجز فيه‬
‫إل إقالته فإذا أقاله صار له عليه رأس مإاله فإذا برىء مإن الطعامأ وصارت‬
‫له عليه ذهب تبايعا بعد بالذهب مإاشاءا وتقابضا قبل أن يتفرقا مإن غرض‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫والقول بجواز )ويحمل عرش ربك فوقهم يومإئذ ثمانية (‬
‫حذف التاء في مإثل ذلك يحتاج إلى نقل‬
‫‪.‬ول يكاد يقدر عليه‬

‫وقال النووي في قوله صلى ال عليه وسلم‪) :‬بست مإن شوال(‪ :‬إنما‬
‫حذفت الهاء مإن ستة لن‬

‫العرب إنما تلتزمأ التيان بالهاء في المذكر الذي هو دون أحد عشر إذا‬
‫صرحت بلفظ المذكر‬

‫صفحة ‪961 :‬‬

‫باب صرف السلف إلى غيره‬


‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال روي عن ابن عمر وأبي سعيد أنهما‬
‫قال مإن سلف في بيع فل يصرفه إلى غيره ول يبيعه حتى يقبضه قال‬
‫وهذا كما روي عنهما إن شاء ال تعالى وفيه دللة على أن ليباع شيء‬
‫ابتيع حتى يقبض وهو مإوافق قولنا في كل بيع أنه ل يباع حتى يستوفى‬
‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج‬
‫عن عطاء أنه سئل عن رجل ابتاع سلعة غائبة ونقد ثمنها فلما رآها لم‬
‫يرضها فأرادا أن يحول بيعها في سلعة غيرها قبل أن يقبض مإنه الثمن قال‬
‫ليصلح قال كأنه جاءه بها على غير الصفة وتحويلهما بيعهما في سلعة‬
‫غيرها بيع للسلعة قبل أن تقبض قال ولو سلف رجل رجل دراهم في مإائة‬
‫صاع حنطة وأسلفه صاحبه دراهم في مإائة صاع حنطة وصفة الحنطتين واحدة‬
‫ومإحلهما واحد أو مإختلف لم يكن بذلك بأس وكان لك واحد مإنها على‬
‫صاحبه مإائة صاع بتلك الصفة وإلى ذلك الجل ول يكون واحدا مإنهما‬
‫قصاصا مإن الخر مإن قبل أني لو جعلت الحنطة بالحنطة قصاصا كان بيع‬
‫الطعامأ قبل أن يقبض وبيع الدراهم بالدراهم لن دفعهما في يومإين مإختلفين‬
‫نسيئة ومإن أسلف في طعامأ بكيل أو وزن فحل السلف فقال الذي له‬
‫السلف كل طعامإي أوزنه وأعزله عندك حتى آتيك فأنقله ففعل فسرق الطعامأ‬
‫فهو مإن ضمان البائع ول يكون هذا قبضا مإن رب الطعامأ ولو كاله البائع‬
‫للمشتري بأمإره حتى يقبض أو يقبضه وكيل له فيبرأ البائع مإن ضمانه حينئذ‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫كقوله ال تعالى‪) :‬وثمانية أيامأ( فأمإا إذا لم يأتوا بلفظ‬
‫‪ .‬المذكر فيجوز إثبات الهاء وحذفها فتقول‪ :‬سومإزوكل ةظوفحم قوقحل عيمج‬

‫صمنا ستا ولبثنا عشرا وتريد اليامأ ونقله الفراء وابن السكيت وغيرهما‬
‫عن العرب ول‬

‫‪.‬يتوقف فيه إل جاهل غبي‬

‫والظاهر أن مإراده بما نقله الفراء وابن السكيت وغيرهما عن العرب ‪-‬‬
‫الحذف كما حكاه‬

‫الكسائي وأمإا التصريح بالوجهين عن العرب فمخالف لكلمأ سيبويه‬


‫والزمإخشري فينبغي أن‬
‫يتوقف فيه إذ ليس في كلمإه تصريح بنقله نعم‪ :‬جواز الوجهين قد ثبت‬
‫مإن كلمأ سيبويه كما‬

‫‪.‬سبق وإن كان أحدهما لي سيحد كلمأ العرب‬

‫وطعن بعضهم في حكاية الكسائي ول يلتفت إلى هذا الطعن مإع صحة‬
‫الحديث بمثله‬

‫ومإعاضدة الفراء وابن السكيت وغيرهما للكسائي وكل مإنهم إمإامأ وتوجيهها‪:‬‬
‫أنه لما ثبت‬

‫جواز‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد اليامأ والليالي جميعا كما سبق مإن كلمأ‬
‫سيبويه وكما دلت‬

‫صفحة ‪962 :‬‬

‫باب الخيار في السلف‬


‫قال الشافعي رحمه ال ول يجوز الخيار في السلف لو قال رجل لرجل‬
‫أبتاع مإنك بمائة دينار أنقدكها مإائة صاع تمر إلى شهر على أني بالخيار‬
‫بعد تفرقنا مإن مإقامإنا الذي تبايعنا فيه أو أنت بالخيار أو كلنا بالخيار لم‬
‫يجز فيه البيع كما يجوز أن يتشارطا الخيار ثلثا في بيوع العيان وكذلك‬
‫لو قال ابتاع مإنك مإائى صاع تمرا بمائة دينار على أني بالخيار يومإا إن‬
‫رضيت أعطيتك الدنانير وإن لم أرض فالبيع بيني وبينك مإفسوخ لم يجز‬
‫لن هذا بيع مإوصوف والبيع الموصوف ليجوز إل بأن يقبض صاحبه ثمنه‬
‫قبل أن يتفرقا لن قبضه مإا سلف فيه قبض مإلك وهو لو قبض مإال‬
‫الرجل على أنه بالخيار لم يكن قبضه قبض مإلك ول يجوز أن يكون‬
‫الخيار لواحد مإنهما لنه إن كان للمشتري فلم يملك البائع مإا دفع إليه‬
‫وإن كان للبائع فلم يملكه البائع مإا باعه لنه عسى أن ينتفع بماله ثم‬
‫يرده إليه فل يجوز البيع فيه إل مإقطوعا بل خيار وكذلك ليجوز أن‬
‫يسلف رجل رجل مإائة دينار على أن يدفع إليه مإائة صاع مإوصوف إلى‬
‫أجل كذا فإذا حل الجل فالذي عليه الطعامأ بالخيار في أن يعطيه مإا‬
‫أسلفه أو يرد إليه رأس مإاله حتى يكون البيع مإقطوعا بينهما ول يجوز أن‬
‫يقول فإن حبستني عن رأس مإالي فلي زيادة كذا فل يجوز شرطان حتى‬
‫يكون الشرط فيهما واحدا مإعروفا‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫عليه الية الكريمة ومإا ذاك إل لتغليب الليالي على‬
‫اليامأ وجعل اليامأ تابعة لليالي أجري عليها‬

‫هذا الحكم عند إرادة اليامأ وحدها كقولك‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد‬
‫اليامأ‪ .‬أو‪ :‬صمت‬

‫خمسا إذ ل يمكن إرادة الليالي في الصومأ وصار اليومأ كأنه مإندرج‬


‫تحت اسم الليلة وجزء مإنها‬
‫فيدل عليه باسمها سواء أريدت حقيقة ذلك السم مإن الليلة واليومأ تابع‬
‫لها أمأ لم ترد واقتصر‬

‫‪.‬على إرادة مإا يتبعها وهو اليومأ‬

‫ونقل أبو حيان أنه يقال‪ :‬صمت خمسة وأنه فصيح‪ .‬وهذا إن صح ل‬
‫يعارض قول سيبويه‬

‫والزمإخشري لنهما إنما قال فيما يمكن إرادة الليالي واليامأ جميعا ول‬
‫شك أنه عند إراتهما تغلب‬

‫الليالي فيضعف التذكير وأمإا عند إرادة المذكر فقط فالتذكير وإثبات الهاء‬
‫هو الصل والحذف‬

‫ورد في الحديث وحكاه الكسائي فالوجهان فيه فصيحان بخلف القسم‬


‫الول فإن الحذف فيه‬

‫أفصح هذا إن ثبت‪ :‬صمنا خمسة كما ادعاه أبو حيان ولعله أخذه مإن‬
‫ابن عصفور فإن‬

‫‪.‬ثبت ذلك صريحا مإن كلمأ غيره وإل فليتوقف فيه‬

‫صفحة ‪963 :‬‬


‫باب مإا يجب للمسلف على المسلف مإن شرطه‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى إذا أحضر المسلف السلعة التي أسلف‬
‫فكانت طعامإا فاختلفا فيه دعى له أهل العلم به فإن كان شرط المشتري‬
‫طعامإا جيدا جديدا قيل هذا جيد جديد فإن قالوا نعم قيل ويقع عليه اسم‬
‫الجوده فإن قالوا نعم لزمأ المسلف أخذ أقل مإا يقع عليه اسم الصفة مإن‬
‫الجوده وغيرها ويبرأ المسلف ويلزمأ المسلف أخذه وهكذا هذا في الثياب‬
‫يقال هذا ثوب مإن وشي صنعاء والوشي الذي يقال له يوسفي وبطول كذا‬
‫وبعرض كذا صفيق أو دقيق أو جيد أو هما ويقع عليه اسم الجودة فإذا‬
‫قالوا نعم فأقل مإا يقع عليه اسم الجودة يبرأ مإنه الذي سلف فيه ويلزمأ‬
‫المسلف ويقال في الدقيق مإن الثياب وكل شيء هكذا إذا ألزمإه في كل‬
‫صنف مإنه صفة وجودة فأدنى مإا يقع عليه اسم الصفة مإن دقة وغيرها‬
‫واسم الجودة يبرئه مإنه وكذلك إن شرطه رديئا فالردىء يلزمإه قال الشافعي‬
‫أخبرنا سعيد بن سالم القداح عن ابن جريح عن عطاء قال إذا أسلفت‬
‫فإياك إذا حل حقك بالذي سلفت فيه كما اشترطت ونقدت فليس لك‬
‫خيار إذا أوفيت شرطك وبيعك قال الشافعي وأن جاء به على غاية مإن‬
‫الجودة أكثر مإن أقل مإا يقع عليه اسم الجودة فهو مإتطوع بالفضل ويلزمأ‬
‫المشتري لن الزيادة فيما يفع عليه اسم الجودة خير له إل في مإوضع‬
‫سأصف لك مإنه إن شاء ال تعالى‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫وقال شيخنا ابو مإحمد الدمإياطي‪ :‬سقوط الهاء في )ست‬
‫مإن شوال( مإع سقوط المعدود أو‬
‫ثبوت الهاء في )ستة( مإع ثبوت اليامأ هو المحفوظ الفصيح وورد في‬
‫بعض الطرق المتقدمإة‬

‫للدراوردي وحفص بن غياث ثبوت الهاء في‪) :‬ستة مإن شوال( مإع سقوط‬
‫اليامأ وهو غريب‬

‫غير صحيح ول فصيح‪ .‬انتهى مإا قاله وذكر ذلك في فضل إتباع رمإضان‬
‫بست مإن شوال‬

‫وجمع فيه طرق الحديث الوارد فيها فرواه مإن نيف وستين طريقا ليس‬
‫فيها ثبوت التاء مإع‬

‫سقوط المعدود إل مإن الطريقين اللذين ذكرهما وهو غلط مإن بعض‬
‫الرواة الذين ل يتقنون لفظ‬

‫‪.‬الحديث‬

‫وذكر الواحدي وغيره مإن المفسرين أن سقوط التاء مإن قوله تعالى‪:‬‬
‫)يتربصن بأنفسهن أربعة‬

‫‪.‬أشهر وعشرا( لتغليب الليالي على اليامأ‪ .‬انتهى‬

‫هذا كله في اليامأ والليالي أمإا إذا كان المعدود مإذكرا أو مإؤنثا غيرها‬
‫فل وجه إل مإطابقة‬
‫القاعدة الصلية مإن إثبات التاء في المذكر وحذفها في المؤنث ذكرت‬
‫المعدود أو حذفته قال‬

‫صفحة ‪964 :‬‬

‫باب إختلف المتبايعين بالسلف إذا رآه المسلف‬


‫قال الشافعي رحمه ال لو أن رجل سلف رجل ذهبا في طعامأ مإوصوف‬
‫حنطة أو زبيب أو تمر أو شعير أو غيره فكان أسلفه في صنف مإن التمر‬
‫ردىء فأتاه بخير مإن الرىء أو جيد فأتاه بخير مإما يلزمإه اسم الجيد بعد‬
‫أن ل يخرج مإن جنس مإا سلفه فيه إن كان عجوة أو صيحانيا أو غيره‬
‫لزمأ المسلف أن يأخذه لن الردىء ل يعنى غناء إل أغناء الجيد وكان فيه‬
‫فضل عنه وكذلك إذا ألزمإناه أدنى مإا يقع عليه اسم الجوده فأعطاه أعلى‬
‫مإنها فالعلى يغني أكثر مإن غناء السفل فقد أعطى خيرا مإما لزمإه ولم‬
‫يخرج له مإما يلزمإه اسم الجيد فيكون أخرجه مإن شرطه إلى غير شرطه‬
‫فإذا فارق السم أو الجنس لم يجبر عليه وكان مإخيرا في تركه وقبضه قال‬
‫الشافعي وهكذا القول في كل صنف مإن الزبيب والطعامأ المعروف كيله قال‬
‫وبيان هذا القول أنه لو أسلفه في عجوة فأعطاة برديا وهو خير مإنها‬
‫أضعافا لم أجبره على أخذه لنه غير الجنس الذي اسلفه فيه قد يريد‬
‫العجوة لمإر ل يصلح له البردي وهكذا الطعامأ كله إذا اختلفت أجناسة‬
‫لن هذا أعطاه غير شرطه ولو كان خيرا مإنه قال الشافعي وهكذا العسل‬
‫ول يستغنى في العسل عن أن يصفه ببياض أو صفرة أو خضرة لنه يتباين‬
‫في ألوانه في القيمة وهكذا كل مإاله لون يتباين به مإا خالف لونه مإن‬
‫حيوان وغيره قال ولو سلف رجل رجل عرضا في فضة بيضاء جيدة فجاء‬
‫بفضة بيضاء أكثر مإما يقع عليه أدنى اسم الجودة أو سلفه عرضا في‬
‫ذهب أحمر جيد فجاء بذهب أحمر أكثر مإن أدنى مإا يقع عليه أدنى اسم‬
‫الجودة لزمإه وكذا لو سلفه في صفر أحمر جيد فجاءه بأحمر بأكثر مإما‬
‫يقع عليه أقل اسم الجودة لزمإه ولكن لو سلفه في صفر أحمر فأعطاه‬
‫أبيض والبيض يصلح لما ل يصلح له الحمر لم يلزمإه إذا اختلف اللونان‬
‫فيما يصلح له أحد اللونين ول يصلح له الخر لم يلزمإه المشتري إل مإا‬
‫يلزمإه اسم الصفة وكذلك إذا اختلفا فيما تتباين فيه الثمان باللوان لم يلزمأ‬
‫المشتري إل مإا يلزمإه بصفة مإا سلف فيه فأمإا مإال تتباين فيه باللوان مإما‬
‫ليصلح له المشتري فل يكون أحدهما أغنى فيه مإن الخر ول أكثر ثمنا‬
‫وإنما يفترقان لسمه فل أنظر فيه إلى اللوان قال الشافعي رحمه ال تعالى‬
‫ولو سلفه في ثوب مإروى ثخين فجاء برقيق أكثر ثمنا مإن ثخين لم ألزمإه‬
‫إياه لن الثخين يدفىء أكثر مإما يدفىء الرقيق وربما كان أكثر بقاء مإن‬
‫الرقيق ولنه مإخالف لصفته خارج مإنها قال وكذلك لو سلفه في عبد بصفة‬
‫وقال وضىء فجاءه بأكثر مإن صفته إل‬

‫صفحة ‪965 :‬‬


‫أنه غير وضىء لم ألزمإه إياه لمباينته مإن أنه ليس بوضىء وخروجه مإن‬
‫الصفة وكذلك لو سلفه في عبد بصفة فقال غليظ شديد الخلق فجاء‬
‫بوضىء ليس بشديد الخلق أكثر مإنه ثمنا لم يلزمإه لن الشديد يغني غير‬
‫غناء الوضىء وللوضىء ثمن أكثر مإنه ول ألزمإه أبدا خيرا مإن شرطه حتى‬
‫يكون مإنتظما لصفته زائدا عليها فأمإا إذا زاد عليها في القيمة وقصر عنها‬
‫في بعض المنفعة أو كان هذا خارجا مإنها بالصفة فل ألزمإه إل مإا شرط‬
‫فعلى هذا هذا الباب كله وقياسه‬
‫باب مإا يجوز فيه السلف ومإا ليجوز‬
‫قال الشافعي رحمه ال ول يجوز السلف في حنطة أرض رجل بعينها‬
‫بصفة لن الفة قد تصيبها في الوقت الذي يحل فيه السلف فل يلزمأ‬
‫البائع أن يعطيه صفته مإن غيرها لن البيع وقع عليها ويكون قد انتفع بماله‬
‫في أمإر ليلزمإه والبيع ضربان لثالث لهما بيع عين إلى غير أجل وبيع‬
‫صفة إلى أجل أو إلى غير أجل فتكون مإضمونة على البائع فإذا باعه صفة‬
‫مإن عرض بحال فله أن يأخذ مإنها مإن حيث شاء قال وإذا كان خارجا‬
‫مإن البيوع التي أجزت كان بيع مإال يعرف أولى أن يبطل قال الشافعي‬
‫وهكذا ثمر حائط رجل بعينه ونتاج رجل بعينه وقرية بعينها غير مإأمإونة ونسل‬
‫مإاشية بعينها فإذا شرط المسلف مإن ذلك مإا يكون مإأمإونا أن ينقطع أصله‬
‫ليختلف في الوقت الذي يحل فيه جاز وإذا شرط الشيء الذي الغلب‬
‫مإنه أن ل يؤمإن إنقطاع أصله لم يجز قال وهكذا لو أسلفه في لبن مإاشية‬
‫رجل بعينه وبكيل مإعلومأ وصفة لم يجز وإن أخذ في كيله وحلبه مإن ساعته‬
‫لن الفة قد تأتي عليه قبل يفرغ مإن جميع مإا أسلفت فيه ول نجيز في‬
‫شيء مإن هذا إل كما وصفت لك في أن يكون بيع عين ليضمن صاحبها‬
‫شيئا غيرها إن هلكت انتقض البيع أو بيع صفة مإأمإونة أن تنقطع مإن أيدي‬
‫الناس في حين مإحله فأمإا مإا كان قد ينقطع مإن أيدي الناس فالسلف فيه‬
‫فاسد قال الشافعي وإن أسلف سلفا فاسدا وقبضه رده وإن استهلكه رد‬
‫مإثله إن كان له مإثل أو قيمته إن لم يكن له مإثل ورجع برأس مإاله فعلى‬
‫هذا هذا الباب كله وقياسه‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫تعالى‪) :‬فاستشهدوا عليهن أربعة مإنكم( وقال تعالى‪) :‬سيقولون‬
‫ثلثة رابعهم كلبهم ويقولون‬

‫خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامإنهم كلبهم( وقال‬
‫تعالى‪) :‬مإا يكون مأ‬

‫ثلثة إل رابعهم ول خمسة إل هو سادسهم( و قال تعالى‪) :‬عليها تسعة‬


‫‪:‬عشر( وقال تعالى‬

‫فالمعدود في هذه اليات كلها مإذكر وقد حذف )وكنتم أزواجا ثلثة (‬
‫في الية الولى والثانية‬

‫صفحة ‪966 :‬‬

‫باب إختلف المسلف والمسلف في السلم‬


‫قال الشافعي رحمه ال ولو اختلف المسلف والمسلف في السلم فقال‬
‫المشتري أسلفتك مإائة دينار في مإائتي صاع حنطة وقال البائع أسلفتني مإائة‬
‫دينار في مإائة صاع حنطة أحلف البائع بال مإا باعه بالمائة التي قبض مإنه‬
‫إل مإائة صاع فإذا حلف قيل للمشتري إن شئت فلك عليه المئة الصاع‬
‫التي أقر بها وإن شئت فاحلف مإا ابتعت مإنه مإائة صاع وقد كان بيعك‬
‫مإائتي صاع لنه مإدع عليك أنه مإلك عليك المائة الدينار بالمائة الصاع‬
‫وأنت مإنكر فإن حلف تفاسخا البيع قال الشافعي وكذلك لو اختلفا فيما‬
‫اشترى مإنه فقال اسلفتك مإائتي دينار في مإائة صاع تمرا وقال بل اسلفتني‬
‫في مإائة صاع ذرة أو قال اسلفتك في مإائة صاع بردى وقال بل اسلفتني‬
‫في مإائة صاع عجوة أو قال اسلفتك في سلعة مإوصوفة وقال الخر بل‬
‫اسلفتني في سلعة غير مإوصوفة كان القول فيه كما وصفت لك يحلف‬
‫البائع ثم يخير المبتاع بين أن يأخذ بما أقر له البائع بل يمين أو يحلف‬
‫فيبرأ مإن دعوى البائع ويتفاسخان قال الربيع إن أخذه المبتاع وقد ناكره‬
‫البائع فإن أقر المبتاع ثم قال البائع حل له أن يأخذها وإل فل يحل له‬
‫إذا أنكره والسلف ينفسخ بعد أن يتصالحا قال الشافعي وكذلك لو تصادقا‬
‫في السلعة واختلفا في الجل فقال المسلف هو إلى سنة وقال البائع هو‬
‫إلى سنتين حلف البائع وخير المشتري فإن رضي وإل حلف وتفاسخا فإن‬
‫كان الثمن في هذا كله دنانير أو دراهم رد مإثلها أو طعامإا رد مإثله فإن‬
‫لم يوجد رد قيمته وكذلك لو كان سلفه سلعة غير مإكيلة ول مإوزونة‬
‫ففاتت رد قيمتها قال وهكذا القول في بيوع العيان إذا اختلفا في الثمن‬
‫أو في الجل أو اختلفا في السلعة المبيعة فقال البائع بعتك عبدا بألف‬
‫واستهلكت العبد وقال المشتري اشتريته مإنك بخمسمائة وقد هلك العبد‬
‫تحالفا ورد قيمة العبد وإن كانت أقل مإن الخمسمائة أو أكثر مإن ألف‬
‫قال الشافعي وهكذا كل مإا اختلفا فيه مإن كيل وجودة وأجل قال ولو‬
‫تصادقا على البيع والجل فقال البائع لم يمض مإن الجل شيء أو قال‬
‫مإضى مإنه شيء يسير وقال المشتري بل قد مإضى كله أو لم يبقى مإنه إل‬
‫شيء يسير كان القول قول البائع مإع يمينه وعلى المشتري البينة قال‬
‫الشافعي رحمه ال ول ينفسخ بيعهما في هذا مإن قبل تصادقهما على الثمن‬
‫والمشترى والجل فأمإا مإايختلفان فيه في أصل العقد فيقول المشتري اشتريت‬
‫إلى شهر ويقول البائع بعتك إلى شهرين فإنهما يتحالفان ويترادان مإن قبل‬
‫اختلفهما فيما يفسخ العقدة والولن لم يختلفا قال الشافعي وكرجل استأجر‬
‫رجل سنة بعشرة دنانير فقال الجير قد مإضت وقال المستأجر لم‬

‫صفحة ‪967 :‬‬

‫تمض فالقول قول المستأجر وعلى الجير البينة لنه مإقر بشيء يدعى‬
‫المخرج مإنه‬
‫باب السلف في السلعة بعينها حاضرة أو غائبة‬
‫قال الشافعي رحمه ال ولو سلف رجل رجل مإائة دينار في سلعة بعينها‬
‫على أن يقبض السلعة بعد يومأ أو أكثر كان السلف فاسدا ول تجوز بيوع‬
‫العيان على أنها مإضمونه على بائعها بكل حال لنه ليمتنع مإن فوتها ول‬
‫بأن ليكون لصاحبها السبيل على أخذها مإتى شاء هو ليحول بائعها دونها‬
‫إذا دفع إليه ثمنها وكان إلى أجل لنها قد تتلف في ذلك الوقت وإن قل‬
‫فيكون المشتري قد اشترى غير مإضمون على البائع بصفة مإوجودة بكل حال‬
‫يكلفها بائعها ول مإلكه البائع شيئا بعينه يتسلط على قبضه حين وجب له‬
‫وقدر على قبضه قال الشافعي وكذلك ليتكارى مإنه راحلة بعينها مإعجلة‬
‫الكراء على أن يركبها بعد يومأ أو أكثر لنها قد تتلف ويصيبها مإال يكون‬
‫فيها ركوب مإعه ولكن يسلفه على أن يضمن له حمولة مإعروفة وبيوع العيان‬
‫لتصلح إلى أجل إنما المؤجل مإا ضمن مإن البيوع بصفة وكذلك ليجوز أن‬
‫يقول أبيعك جاريتي هذه بعبدك هذا على أن تدفع إلي عبدك بعد شهر‬
‫لنه قد يهرب ويتلف وينقص إلى شهر قال الشافعي وفساد هذا خروجه مإن‬
‫بيع المسلمين ومإا وصفت وأن الثمن فيه غير مإعلومأ لن المعلومأ مإا قبضه‬
‫المشتري أو ترك قبضه وليس للبائع أن يحول دونه قال ولبأس أن أبيعك‬
‫عبدي هذا أو أدفعه إليك بعبد مإوصوف أو عبدين أو بعير أو بعيرين أو‬
‫خشبة أو خشبتين إذا كان ذلك مإوصوفا مإضمونا لن حقي في صفة‬
‫مإضمونة على المشتري لفي عين تتلف أو تنقص أو تفوت فل تكون‬
‫مإضمونه عليه قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا حل حق المسلم وحقه‬
‫حال بوجه مإن الوجوه فدعا الذي عليه الحق الذي له الحق إلى أخذ حقه‬
‫فامإتنع الذي له الحق فعلى الوالي جبره على أخذ حقه ليبرأ ذو الدين مإن‬
‫دينه ويؤدي إليه مإاله عليه غير مإنتقص له بالداء شيئا ول مإدخل عليه‬
‫ضررا إل أن يشاء رب الحق أن يبرئه مإن حقه بغير شيء يأخذه مإنه فيبرأ‬
‫بإبرائه إياه قال الشافعي فإن دعاه إلى أخذه قبل مإحله وكان حقه ذهبا أو‬
‫فضة أو نحاسا أو تبرا أو عرضا غير مإأكول ول مإشروب ول ذي روح‬
‫يحتاج إلى العلف أو النفقة جبرته على أخذ حقه مإنه إل أن يبرئه لنه قد‬
‫جاءه بحقه وزيادة تعجيله قبل مإحله ولست أنظر في هذا إلى تغير قيمته‬
‫فإن كان يكون في وقته أكثر قيمة أو أقل قلت للذي له الحق إن شئت‬
‫حبسته وقد يكون في وقت أجله أكثر قيمة مإنه‬

‫صفحة ‪968 :‬‬

‫حين يدفعه وأقل قال الشافعي فإن قال قائل مإادل على مإا وصفت‬
‫قلت أخبرنا أن أنس بن مإالك كاتب غلمإا له على نجومأ إلى أجل فأراد‬
‫المكاتب تعجيلها ليعتق فامإتنع أنس مإن قبولها وقال لآخذها إل عند مإحلها‬
‫فأتى المكاتب عمر بن الخطاب رضي ال تعالى عنه فذكر ذلك له فقال‬
‫عمر إن أنسا يريد الميراث فكان في الحديث فأمإره عمر بأخذها مإنه وأعتقه‬
‫قال الشافعي وهو يشبه القياس قال وإن كان مإا سلف فيه مإأكول أو‬
‫مإشوربا ليجبر على أخذه لنه قد يريد أكله وشربه جديدا في وقته الذي‬
‫سلف إليه فإن عجله ترك أكله وشربه وأكله وشربه مإتغيرا بالقدمأ في غير‬
‫الوقت الذي أراد أكله او شربه فيه قال الشافعي وإن كان حيوانا لغناء به‬
‫عن العلف أو الرعي لم يجبر على أخذه قبل مإحله لنه يلزمإه فيه مإؤنة‬
‫العلف أو لرعي الرعي إلى أن ينتهي إلى وقته فدخل عليه بعض مإؤنة وأمإا‬
‫مإا سوى هذا مإن الذهب والفضة والتبر كله والثياب والخشب والحجارة‬
‫وغير ذلك فإذا دفعه برىء مإنه وجبر المدفوع إليه على أخذه مإن الذي هو‬
‫له عليه قال الشافعي فعلى هذا هذا الباب كله وقياسه ل أعلمه يجوز فيه‬
‫غير مإا وصفت أو أن يقال ليجبر أحد على أخذ شيء هو له حتى يحل‬
‫له فل يجبر على دينار ولدرهم حتى يحل له وذلك أنه قد يكون لحرز‬
‫له ويكون مإتلفا لما صار في يديه فيختار أن يكون مإضمونا على مإلىء مإن‬
‫أن يصير إليه فيتلف مإن يديه بوجوه مإنها مإا ذكرت ومإنها أن يتقاضاه ذو‬
‫دين أو يسأله ذو رحم لو لم يعلم مإا صار إليه لم يتقاضاه ولم يسأله‬
‫فإنما مإنعنا مإن هذا أنا لم نر أحدا خالف في أن الرجل يكون له الدين‬
‫على الرجل فيموت الذي عليه الدين فيدفعون مإاله إلى غرمإائه وإن لم‬
‫يريدوه لئل يحبسوا مإيراث الورثة ووصية الموصي لهم ويجبرونهم على أخذه‬
‫لنه خير لهم والسلف يخالف دين الميت في بعض هذا‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫والثالثة والرابعة وأتي به مإوصوفا في الخامإسة وثبتت التاء‬
‫‪:‬في جميع ذلك وكذلك قوله تعالى‬

‫والقول بجواز حذف التاء في )ويحمل عرش ربك فوقهم يومإئذ ثمانية (‬
‫مإثل ذلك يحتاج إلى نقل‬

‫‪.‬ول يكاد يقدر عليه‬

‫وقال النووي في قوله صلى ال عليه وسلم‪) :‬بست مإن شوال(‪ :‬إنما‬
‫حذفت الهاء مإن ستة لن‬

‫العرب إنما تلتزمأ التيان بالهاء في المذكر الذي هو دون أحد عشر إذا‬
‫صرحت بلفظ المذكر‬

‫كقوله ال تعالى‪) :‬وثمانية أيامأ( فأمإا إذا لم يأتوا بلفظ المذكر فيجوز‬
‫‪ .‬إثبات الهاء وحذفها فتقول‪ :‬سومإزوكل ةظوفحم قوقحل عيمج‬
‫صمنا ستا ولبثنا عشرا وتريد اليامأ ونقله الفراء وابن السكيت وغيرهما‬
‫عن العرب ول‬

‫صفحة ‪969 :‬‬

‫باب السلف في الرطب فينفد‬


‫قال الشافعي رحمه ال إذا سلف رجل رجل في رطب أو عنب إلى أجل‬
‫يطيبان له فهو جائز فأن نفد الرطب أو العنب حتى ليبقى مإنه شيء بالبلد‬
‫الذي سلفه فيه فقد قيل المسلف بالخيار فإن شاء رجع بما بقي مإن سلفه‬
‫كأن سلف مإائة درهم في مإائة مإد فأخذ خمسين فيرجع بخمسين وإن شاء‬
‫أخذ ذلك إلى رطب قابل ثم أخذ بيعه بمثل صفة رطبه وكيله وكذلك‬
‫العنب وكل فاكهة رطبة تنفد في وقت مإن الوقات وهذا وجه قال وقد‬
‫قيل إن سلفه مإائة درهم في عشرة آصع مإن رطب فأخذ خمسة آصع ثم‬
‫نفذ الرطب كانت له الخمسة الصع بخمسين درهما لنها حصتها مإن الثمن‬
‫فانفسخ البيع فيما بقي مإن الرطب فرد إليه خمسين درهما قال الشافعي‬
‫وهذا مإذهب وال تعالى أعلم ولو سلفه في رطب لم يكن عليه أن يأخذ‬
‫فيه بسرا ول مإختلفا وكان له أن يأخذ رطبا كله ولم يكن عليه أن يأخذه‬
‫إل صحاحا غير مإنشدخ ول مإعيب بعفن ول عطش ول غيره وكذلك العنب‬
‫ليأخذه إل نضيجا غير مإعيب وكذلك كل شيء مإن الفاكهه الرطبة يسلف‬
‫فيها فل يأخذ إل صفته غير مإعيبة قال وهكذا كل شيء أسلفه فيه لم‬
‫يأخذه مإعيبا إن أسلف في لبن مإخيض لم يأخذه رائبا ول مإخيضا وفي‬
‫المخيض مإاء ليعرف قدره والماء غير اللبن قال الشافعي ولو أسلفه في‬
‫شيء فأعطاه إياه مإعيبا والعيب مإما قد يخفى فأكل نصفه أو أتلفه وبقي‬
‫نصفه كأن كان رطبا فأكل نصفه أو أتلفه وبقي نصفه يأخذ النصف بنصف‬
‫الثمن ويرجع عليه بنقصان مإا بين الرطب مإعيبا وغير مإعيب وإن اختلفا في‬
‫العيب والمشترى قائم في يد المشتري ولم يستهلكه فقال دفعته إليك بريئا‬
‫مإن العيب وقال المشتري بل دفعته مإعيبا فالقول قول البائع إل أن يكون‬
‫مإا قال عيب ليحدث مإثله وإن كان أتلفه فقال البائع مإا أتلفت مإنه غير‬
‫مإعيب ومإا بقي مإعيب فالقول قوله إل أن يكون شيئا واحدا ليفسد مإنه‬
‫شيء إل بفساده كله كبطيخة واحدة أو دباءة واحدة وكل مإا قلت القول‬
‫فيه قوله فعليه فيه اليمين‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫‪.‬يتوقف فيه إل جاهل غبي‬

‫والظاهر أن مإراده بما نقله الفراء وابن السكيت وغيرهما عن العرب ‪-‬‬
‫الحذف كما حكاه‬

‫الكسائي وأمإا التصريح بالوجهين عن العرب فمخالف لكلمأ سيبويه‬


‫والزمإخشري فينبغي أن‬

‫يتوقف فيه إذ ليس في كلمإه تصريح بنقله نعم‪ :‬جواز الوجهين قد ثبت‬
‫مإن كلمأ سيبويه كما‬

‫‪.‬سبق وإن كان أحدهما لي سيحد كلمأ العرب‬


‫صفحة ‪970 :‬‬

‫كتاب الرهن الكبير‬


‫إباحة الرهن أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال قال ال تبارك وتعالى يا‬
‫أيها الذين أمإنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مإسمى فاكتبوه وليكتب بينكم‬
‫كاتب بالعدل وقال عز وجل وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهن‬
‫مإقبوضة قال الشاعي فكان بينا في الية المإر بالكتاب في الحضر والسفر‬
‫وذكر ال تبارك اسمه الرهن إذا كانوا مإسافرين ولم يجدوا كاتبا فكان‬
‫مإعقول وال أعلم فيها أنهم أمإروا بالكتاب والرهن احتياطا لمالك الحق‬
‫بالوثيقة والمملوك عليه بأن لينسى ويذكر ل أنه فرض عليهم أن يكتبوا ول‬
‫أن يأخذوا رهنا لقول ال عز وجل فإن أمإن بعضكم بعضا فليؤد الذي‬
‫اؤتمن أمإانته فكان مإعقول أن الوثيقة في الحق في السفر والعواز غير‬
‫مإحرمإةوال أعلم فيف الحضر وغير العواز ول بأس بالرهن في الحق الحال‬
‫والدين في الحضر والسفر ومإا قلت مإن هذا مإما لأعلم فيه خلفا وقد‬
‫روي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رهن درعه في الحضر عند أبي‬
‫الشحم اليهودي وقيل في سلف والسلف حال قال الشافعي أخبرنا الدراوردي‬
‫عن جعفر بن مإحمد عن أبيه عليهما السلمأ قال رهن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم درعه عند أبي الشحم اليهودي قال الشافعي وروى العمش عن‬
‫إبراهيم عن السود عن عائشة أن النبي صلى ال عليه وسلم مإات ودرعه‬
‫مإرهونة قال الشافعي فأذن ال جل ثناؤه بالرهن في الدين والدين حق لزمأ‬
‫فكل حق مإما يملك أو لزمأ بوجه مإن الوجوه جاز الرهن فيه ول يجوز‬
‫الرهن فيما ليلزمأ فلو ادعى رجل على رجل حقا فأنكره وصالحه ورهنه به‬
‫رهنا كان الرهن مإفسوخا لنه ليلزمأ الصلح على النكار ولو قال أرهنك‬
‫داري على شيء إذا داينتني به أو بايعتني ثم داينه أو بايعه لم يكن رهنا‬
‫لن الرهن كان ولم يكن للمرتهن حق وإذن ال عز وجل به فيما كان‬
‫للمرتهن مإن الحق دلله على أن ليجوز إل بعد لزومأ الحق أو مإعه فأمإا‬
‫قبله فإذا لم يكن حق فل رهن‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫وطعن بعضهم في حكاية الكسائي ول يلتفت إلى هذا‬
‫الطعن مإع صحة الحديث بمثله‬

‫ومإعاضدة الفراء وابن السكيت وغيرهما للكسائي وكل مإنهم إمإامأ وتوجيهها‪:‬‬
‫أنه لما ثبت‬

‫جواز‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد اليامأ والليالي جميعا كما سبق مإن كلمأ‬
‫سيبويه وكما دلت‬

‫عليه الية الكريمة ومإا ذاك إل لتغليب الليالي على اليامأ وجعل اليامأ‬
‫تابعة لليالي أجري عليها‬

‫هذا الحكم عند إرادة اليامأ وحدها كقولك‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد‬
‫اليامأ‪ .‬أو‪ :‬صمت‬
‫خمسا إذ ل يمكن إرادة الليالي في الصومأ وصار اليومأ كأنه مإندرج‬
‫تحت اسم الليلة وجزء مإنها‬

‫صفحة ‪971 :‬‬

‫باب مإا يتم به الرهن مإن القبض‬


‫قال ال عز وجل فرهان مإقبوضة قال الشافعي فلما كان مإعقول أن الرهن‬
‫غير مإملوك الرقبة للمرتهن مإلك البيع ول مإملوك المنفعة له مإلك الجارة لم‬
‫يجز أن يكون رهنا إل بما أجازه ال عزوجل به مإن أن يكون مإقبوضا وإذا‬
‫لم يجز فللهن مإا لم يقبضه المرتهن مإنه مإنعه مإنه وكذلك لو أذن له في‬
‫قبضه فلم يقبضه المرتهن حتى رجع الراهن في الرهن كان ذلك له لما‬
‫وصفت مإن أنه ليكون رهنا إل بأن يكون مإقبوضا وكذلك كل مإا لم يتم‬
‫إل بأمإرين فليس يتم بأحدهما دون الخر مإثل الهبات التي لتجوز إل‬
‫مإقبوضة ومإا في مإعناها ولو مإات الراهن قبل أن يقبض المرتهن الرهن لم‬
‫يكن للمرتهن قبض الرهن وكان هو والغرمإاء فيه أسوة سواء ولو لم يمت‬
‫الراهن ولكنه أفلس قبل أن يقبض المرتهن الرهن كأن المرتهن والغرمإاء فيه‬
‫أسوة لنه ل يتم له ولو خرس الراهن أو ذهب عقله قبل أن يقبض‬
‫المرتهن الرهن ول سلطه على قبضه لم يكن للمرتهن قبض الرهن ولو‬
‫أقبضه الراهن إياه في حال ذهاب عقله لم يكن له قبضه ول يكون له‬
‫قبض حتى يكون جائز المإر في مإاله يومأ رهنه ويومأ يقبضه الراهن إياه ولو‬
‫رهنه إياه وهو مإحجور ثم أقبضه إياه وقد فك الحجر عنه فالرهن الول لم‬
‫يكن رهنا إل بأن يجدد له رهنا ويقبضه إياه بعد أن يفك الحجر عنه‬
‫وكذلك لو رهنه إياه وهو غير مإحجور فلم يقبضه حتى حجر عليه لم يكن‬
‫له قبضه مإنه ولو رهنه عبدا فلم يقبضه حتى هرب العبد وسلطه على قبضه‬
‫فإن لم يقدر عليه حتى يموت الراهن أو يفلس فليس برهن وإن لم يقدر‬
‫على قبضه حتى رجع الراهن في الرهن لم يكن للمرتهن له قبضه ولو رهنه‬
‫عبدا فارتد العبد عن السلمأ فأقبضه إياه مإرتدا أو أقبضه إياه غير مإرتد‬
‫فارتد فالعبد رهن بحاله إن تاب فهو رهن وإن قتل على الردة قتل بحق‬
‫لزمإه وخرج مإن مإلك الراهن والمرتهن ولو رهنه عبدا ولم يقبضه حتى رهنه‬
‫مإن غيره وإقبضه إياه كان الرهن للثاني الذي أقبضه صحيحا والرهن الذي‬
‫لم يقبض كما لم يكن وكذلك لو رهنه إياه فلم يقبضه حتى أعتقه كان‬
‫حرا خارجا مإن الرهن وكذلك لو رهنه إياه فلم يقبضه حتى كاتبه كان‬
‫خارجا مإن الرهن وكذلك لو وهبه أو أصدقه امإرأة أو أقربه لرجل أو دبره‬
‫كان خارجا مإن الرهن في هذا كله قال الربيع وفيه قول آخر أنه لو رهنه‬
‫فلم يقبضه المرتهن حتى دبره أنه ليكون خارجا مإن الرهن بالتدبير لنه لو‬
‫رهنه بعدمإا دبره كان الرهن جائزا لن له أن يبيعه بعدمإا دبره فلما كان له‬
‫بيعه كان له أن يرهنه قال الشافعي ولو رهن رجل رجل عبدا ومإات‬
‫المرتهن قبل أنر يقبضه كان‬

‫صفحة ‪972 :‬‬


‫لرب الرهن مإنعه مإن ورثته فإن شاء سلمه لهم رهنا ولو لم يمت‬
‫المرتهن ولكنه غلب على عقله فولى الحاكم مإاله رجل فإن شاء الراهن مإنعه‬
‫الرجل المولى لنه كان له مإنعه المرتهن وإن شاء سلمه له بالرهن الول‬
‫كما كان له أن يسلمه للمرتهن ويمنعه إياه ولو رهن رجل رجل جاريه فلم‬
‫يقبضه إياه حتى وطئها ثم أقبضه إياها بعد الوطء فظهر بها حمل أقر به‬
‫الراهن كانت خارجة مإن الرهن لنها لم تقبض حتى حبلت فلم يكن له أن‬
‫يرهنها حبلى مإنه وهكذا لو وطئها قبل الرهن ثم ظهر بها حمل فأقر به‬
‫خرجت مإن الرهن وإن كانت قبضت لنه رهنها حامإل ولو رهنه إياها غير‬
‫ذات زوج فلم يقبضها حتى زوجها السيد ثم أقبضه إياها فالتزويج جائز‬
‫وهي رهن بحالها ول يمنع زوجها مإن وطئها بحال وإذا رهن الرجل الرجل‬
‫الجارية فليس له أن يزوجها دون المرتهن لن ذلك ينقص ثمنها ويمنع إذا‬
‫كانت حامإل وحل الحق بيعها وكذلك المرتهن فأيهما زوج فالنكاح مإفسوخ‬
‫حتى يجتمعا عليه ولو رهن رجل رجل عبدا وسلطه على قبضه فآجره‬
‫المرتهن قبل أن يقبضه مإن الراهن أو غيره لم يكن مإقبوضا قال الشافعي‬
‫أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريح أنه قال لعطاء ارتهنت عبدا فآجرته‬
‫قبل أن أقبضه قال ليس بمقبوض قال الشافعي ليس الجارة بقبض وليس‬
‫برهن حتى يقبض وإذا قبض المرتهن الرهن لنفسه أو قبضه له أحد بأمإره‬
‫فهو قبض كقبض وكيله له قال الشافعي أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن‬
‫جريح عن عمرو بن دينار أنه قال إذا ارتهنت عبدا فوضعته على يد غيرك‬
‫فهو قبض قال الشافعي وإذا ارتهن ولي المحجور له أو الحاكم للمحجور‬
‫فقبض الحاكم وقبض ولي المحجور للمحجور كقبض غير المحجور لنفسه‬
‫وكذلك قبض الحاكم له وكذلك إن وكل الحاكم مإن يقبض للمحجور أو‬
‫وكل ولي المحجور مإن يقبض له فقبضه له كقبض الرجل غير المحجور‬
‫لنفسه وللراهن مإنع الحاكم وولي المحجور مإن الرهن مإا لم يقبضاه ويجوز‬
‫ارتهان ولي المحجور عليه له ورهنهما عليه في النظر له وذلك أن يبيع‬
‫لهما فيفضل ويرتهن فأمإا أن يسلف مإالهما ويرتهن فل يجوز عليهما وهو‬
‫ضامإن لنه لفضل لهما في السلف ول يجوز رهن المحجور لنفسه وإن‬
‫كان نظرا له كما ليجوز بيعه ول شراؤه لنفسه وإن كان نظرا له‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫فيدل عليه باسمها سواء أريدت حقيقة ذلك السم مإن‬
‫الليلة واليومأ تابع لها أمأ لم ترد واقتصر‬

‫‪.‬على إرادة مإا يتبعها وهو اليومأ‬

‫ونقل أبو حيان أنه يقال‪ :‬صمت خمسة وأنه فصيح‪ .‬وهذا إن صح ل‬
‫يعارض قول سيبويه‬

‫صفحة ‪973 :‬‬

‫باب الرهن ومإا يكون بعد قبضه‬


‫قال الشافعي رحمه ال قال ال تعالى فرهان مإقبوضة قال الشافعي إذا‬
‫قبض الرهن مإرة واحدة فقد تم وصار المرتهن أولى به مإن غرمإاء الراهن‬
‫ولم يكن للراهن إخراجه مإن الرهن حتى يبرأ مإما في الرهن مإن الحق كما‬
‫يكون المبيع مإضمونا مإن البائع فإذا قبضه المشتري مإرة صار في ضمانه‬
‫فإن رده إلى البائع بإجارة أو وديعة فهو مإن مإال المبتاع ول ينفسخ ضمانه‬
‫بالبيع وكما تكون الهبات ومإا في مإعناها غير تامإة فإذا قبضها الموهوب له‬
‫مإرة ثم أعارها إلى الواهب أو أكراها مإنه أو مإن غيره لم يخرجها مإن الهبة‬
‫وسواء إذا قبض المرتهن الرهن مإرة ورده على الراهن بإجاره أو عارية أو‬
‫غير ذلك مإا لم يفسخ الراهن الرهن أو كان في يده لما وصفت قال‬
‫الشافعي أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريح أنه قال لعطاء ارتهنت رهنا‬
‫فقبضته ثم آجرته مإنه قال نعم هو عندك إل أنك آجرته مإنه قال ابن‬
‫جريج فقلت لعطاء فأفلس فوجدته عنده قال أنت أحق به مإن غرمإائه قال‬
‫الشافعي يعني لما وصفت مإن أنك إذا قبضته مإرة ثم آجرته مإن راهنه فهو‬
‫كعبد لك آجرته مإنه لن رده إليه بعد القبض ليخرجه مإن الرهن قال ول‬
‫يكون الرهن مإقبوضا إل أن يقبضه المرتهن أو أحد غير الراهن بأمإر المرتهن‬
‫فيكون وكيله في قبضه فإن أرتهن رجل مإن رجل رهنا ووكل المرتهن الراهن‬
‫أن يقبضه له مإن نفسه لم يكن قبضا ول يكون وكيل على نفسه لغيره في‬
‫قبض كما لو كان له عليه حق فوكله بأن يقبضه له مإن نفسه ففعل فهلك‬
‫لم يكن بريئا مإن الحق كما يبرأ مإنه لو قبضه وكيل غيره ول يكون وكيل‬
‫على نفسه في حال إل الحال التي يكون فيها وليا لمن قبض له وذلك‬
‫أن يكون له ابن صغير فيشترى له مإن نفسه ويقبض له أو يهب له شيئا‬
‫ويقبضه فيكون قبضه مإن نفسه قبضا لبنه لنه يقومأ مإقامأ ابنه وكذلك إذا‬
‫رهن ابنه رهنا فقبضه له مإن نفسه فإن كان ابنه بالغا غير مإحجور لم يجز‬
‫مإن هذا شيء إل أن يقبضه ابنه لنفسه أو وكيل لبنه غير أبيه وإذا كان‬
‫لرجل عبد في يد رجل وديعة أو دار أو مإتاع فرهنه إياه وأذن له بقبضه‬
‫فجاءت عليه مإدة يمكنه فيها أن يقبضه وهو في يده فهو قبض فإذا أقر‬
‫الراهن أن المرتهن قد قبض الرهن فصدقه المرتهن أو أدعى قبضه فالرهن‬
‫مإقبوض وإن لم يره الشهود وسواء كان الرهن غائبا أو حاضرا وذلك أن‬
‫الرهن قد يقبضه المرتهن بالبلد الذي هو به فيكون ذلك قبضا إل في‬
‫خصلة أن يتصادقا على أمإر ليمكن أن يكون مإثله مإقبوضا في ذلك الوقت‬
‫وذلك أن يقول اشهدو أني قد رهنته اليومأ داري التي بمصر وهما بمكة‬
‫وقبضها فيعلم أن الرهن إن كان اليومأ لم يمكن أن‬

‫صفحة ‪974 :‬‬

‫يقبض له بمكة مإن يومإه هذا ومإا في هذا المعنى ولو كانت الدار في‬
‫يده بكراء أو وديعة كانت كهى لو لم تكن في يده ليكون قبضا حتى‬
‫تأتى عليها مإدة يمكن أن تكون في يده بالرهن دون الكراء أو الوديعة أو‬
‫الرهن مإعهما أو مإع أحدهما وكينونتها في يده بغير الرهن غير كينونتها في‬
‫يده بالرهن فأمإا إذا لم يؤقت وقتا وأقر بأنه رهنه داره بمكه وقبضها ثم‬
‫قال الراهن إنما رهنته اليومأ وقال المرتهن بل رهنتيها في وقت يمكن في‬
‫مإثله أن يكون قبضها قابض بأمإره وعلم القبض فالقول قول المرتهن أبدا‬
‫حتى يصدق الراهن بما وصفت مإن أنه لم يكن مإقبوضا ولو أراد الراهن أن‬
‫أحلف له المرتهن على دعواه بأنه أقر له بالقبض ولم يقبض مإنه فعلت‬
‫لنه ليكون رهنا حتى أقبضه وال سبحانه وتعالى أعلم‬
‫مإا يكون قبضا في الرهن وليكون ومإا يجوز أن يكون رهنا‬
‫قال الشافعي رحمه ال كل مإا كان قبضا في البيوع كان قبضا في‬
‫الرهن والهبات والصدقات ليختلف ذلك فيجوز رهن الدابة والعبد والدنانير‬
‫والدراهم والرضين وغير ذلك ويجوز رهن الشقص مإن الدار والشقص مإن‬
‫العبد ومإن السيف ومإن اللؤلؤة ومإن الثوب كما يجوز أن يباع هذا كله‬
‫والقبض فيه أن يسلم إلى مإرتهنه لحائل دونه كما يكون القبض في البيع‬
‫وقبض العبد والثوب ومإا يجوز أن يأخذه مإرتهنه مإن يد راهنه وقبض مإا‬
‫ليحول مإن أرض ودار وغراس وأن يسلم لحائل دونه وقبض الشقص مإما‬
‫ل يحول كقبض الكل أن يسلم ل حائل دونه وقبض الشقص مإما يحول‬
‫مإثل السيف واللؤلؤة ومإا أشبههما أن يسلم للمرتهن فيها حقه حتى يضعها‬
‫المرتهن والراهن على يد عدل أو في يد الشريك فيها الذي ليس براهن أو‬
‫يد المرتهن فإذا كان بعض هذا فهو قبض وإن صيرها المرتهن إلى الراهن‬
‫أو إلى غيره بعد القبض فليس بإخراج لها مإن الرهن كما وصفت ليخرجها‬
‫إل فسخ الرهن أو البراءة مإن الحق الذي به الرهن إذا أقر الراهن أن‬
‫المرتهن قد قبض الرهن وادعى ذلك المرتهن حكم له بأن الرهن تامأ بإقرار‬
‫الراهن ودعوى المرتهن ولو كان الرهن في الشقص غائبا فأقر الراهن أن‬
‫المرتهن قد قبض الرهن وادعى ذلك المرتهن أجزت القرار لنه قد يقبض‬
‫له وهو غائب عنه فيكون قد قبضه بقبض مإن أمإره يقبضه له ولو كان‬
‫لرجل عبد في يد رجل بإجارة أو وديعة فرهنه إياه وأمإره بقبضه كان هذا‬
‫رهنا إذا جاءت عليه ساعة بعد ارتهانه إياه وهو في يده لنه مإقبوض في‬
‫يده بعد الرهن ولو كان العبد الرهن غائب عن المرتهن لم يكن قبضا حتى‬
‫يحضره فإذا أحضره بعد مإا أذن له بقبضه فهو مإقبوض كما يبيعه إياه وهو‬
‫في‬
‫صفحة ‪975 :‬‬

‫يديه ويأمإره بقبضه فيقبضه بأنه في يديه فيكون البيع تامإا ولو مإات مإات‬
‫مإن مإال المشتري ولو كان غائبا لم يكن مإقبوضا حتى يحضر المشتري بعد‬
‫البيع فيكون مإقبوضا بعد حضوره وهو في يديه ولو كانت له عنده ثياب‬
‫أو شيء مإما ليزول بنفسه وديعه أو عارية أو بإجارة فرهنه إياها وأذن له‬
‫في قبضها قبل القبض وهي غير غائبة عن مإنزله كان هذا قبض وإن كانت‬
‫غائبة عن مإنزله لم يكن قبضا حتى يحدث لها قبضا وإن كان رهنه إياها‬
‫في سوق أو مإسجد وهي في مإنزله وأذن له في قبضها لم يكن قبضا‬
‫حتى يصير إلى مإنزله وهي فيه فيكون لها حينئذ قابضا لنها قد تخرج مإن‬
‫مإنزله بخلفه إلى سيدها وغيره ول يكون القبض إل مإا حضره المرتهن‬
‫لحائل دونه أو حضره وكيله كذلك ولو كان الرهن أرضا أو دارا غائبة عن‬
‫المرتهن وهي وديعة في يديه وقد وكل بها فأذن له في قبضها لم يكن‬
‫مإقبوضا حتى يحضرها المرتهن أو وكيله بعد الرهن مإسلمة لحائل دونها لنها‬
‫إذا كانت غائبة عنه فقد يحدث لها مإانع مإنه فل تكون مإقبوضة أبدا إل‬
‫بأن يحضرها المرتهن أو وكيله لحائل دونها ولو جاءت عليه في هذه‬
‫المسائل مإدة يمكنه أن يبعث رسول إلى الرهن حيث كان يقبضه فادعى‬
‫المرتهن أنه قبضه كان مإقبوضا لنه يقبض له وهو غائب عنه وإذا رهن‬
‫الرجل رهنا وتراضى الراهن والمرتهن بعدل يضعانه على يديه فقال العدل قد‬
‫قبضته لك ثم اختلف الراهن والمرتهن فقال الراهن لم يقبضه لك العدل‬
‫وقال المرتهن قد قبضه لي فالقول قول الراهن وعلى المرتهن البينة أن‬
‫العدل قد قبضه له لنه وكيل له فيه ول أقبل فيه شهادته لنه يشهد على‬
‫فعل نفسه ول يضمن المأمإور بقبض الرهن بغروره المرتهن شيئا مإن حقه‬
‫وكذا لو أفلس غريمه أو هلك الرهن الذي ارتهنه فقال قبضته ولم يقبضه‬
‫لنه لو يضمن له شيئا وقد أساء في كذبه ولو كان كل مإا ذكرت مإن‬
‫الرهن في يدي المرتهن بغصب الراهن فرهنه إياه قبل أن يقبضه مإنه وأذن‬
‫له في قبضه فقبضه كان رهنا وكان مإضمونا على الغاصب بالغصب حتى‬
‫يدفعه إلى المغصوب فيبرأ أو يبرئه المغصوب مإن ضمان الغصب ول يكون‬
‫أمإره له بالقبض لنفسه براءة مإن ضمان الغصب وكذلك لو كان في يديه‬
‫بشراء فاسد لنه ليكون وكيل لرب المال في شيء على نفسه أل ترى أنه‬
‫لو أره أن يقبضه لنفسه مإن نفسه حقا فقبضه وهلك لم يبرأ مإنه ولكنه لو‬
‫رهنه إياه وتواضعاه على يدي عدل كان الغاصب والمشترى شراء فاسدا‬
‫بريئين مإن الضمان بإقرار وكيل رب العبد أنه قد قبضه بأمإر رب العبد وكان‬
‫كإقرار رب العبد أنه قد قبضه وكان رهنا مإقبوضا ولو قال الموضوع على‬
‫يديه الرهن بعد قوله قد قبضته ولم أقبضه لم يصدق على‬

‫صفحة ‪976 :‬‬

‫الغاصب ول المشترى شراء فاسدا وكان بريئا مإن الضمان كما يبرأ لو‬
‫قال رب العبد قد قبضته مإنه وكان مإقبوضا بإقرار الموضوع على يديه الرهن‬
‫أنه قبضه ولو رهن رجل رجل عبدين أو عبدا وطعامإا أو عبدا ودارا أو‬
‫دارين فقبض أحدهما ولم يقبض الخر كان الذي قبض رهنا بجميع الحق‬
‫وكان الذي لم يقبض خارجا مإن الرهن حتى يقبضه إياه الراهن ول يفسد‬
‫الذي قبض بأن لم يقبض الذي مإعه في عقدت الرهن وليس كالبيوع في‬
‫هذا وكذلك لو قبض أحدهما ومإات الخر أو قبض أحدهما ومإنعه الخر‬
‫كان الذي قبض رهنا والذي لم يقبض خارجا مإن الرهن وكذلك لو وهب‬
‫له دارين أو عبدين أو دارا وعبدا فأقبضه أحدهما ومإنعه الخر كان له‬
‫الذي قبض ولم يكن له الذي مإنعه وكذلك لو لم يمنعه ولكنه غاب عنه‬
‫أحدهما لم تكن الهبة في الغائب تامإة حتى يسلطه على قبضه فيقبضه بأمإره‬
‫وإذا رهنه رهنا فأصاب الرهن عيب إمإا كان عبدا فاعور أو قطع أو أي‬
‫عيب أصابه فأقبضه إياه فهو رهن بحاله فإن قبضه ثم أصابه ذلك العيب‬
‫عند المرتهن فهو رهن بحاله وهكذا لو كانت دارا فانهدمإت أو حائطا‬
‫فتقعر نخله وشجره وانهدمإت عينه كان رهنا بحاله وكان للمرتهن مإنع الراهن‬
‫مإن بيع خشب نخله وبيع بناء الدار لن ذلك كله داخل في الرهن إل‬
‫أن يكون ارتهن الرض دون البناء والشجر فل يكون له مإنع مإالم يدخل‬
‫في رهنه ولو رهنه أرض الدار ولم يسم له البناء في الرهن أو حائطا ولم‬
‫يسم له الغراس في الرهن كانت الرض له رهنا دون البناء والغراس ول‬
‫يدخل في الرهن إل مإا سمي داخل فيه ولو قال رهنتك بناء الدار كانت‬
‫الدار له رهنا دون أرضها ول يكون له الرض والبناء حتى يقول رهنتك‬
‫أرض الدار وبناءها وجميع عمارتها ولو قال رهنتك نخلي كانت النخل رهنا‬
‫ولم يكن مإا سواها مإن الرض ول البناء عليها رهنا حتى يكتب رهنتك‬
‫حائطي بحدوده أرضه وغراسه وبناءه وكل حق له فيكون جميع ذلك رهنا‬
‫ولو قال رهنتك بعض داري أو رهنتك شقصا أو جزءا مإن داري لم يكن‬
‫هذا رهنا ولو أقبضه جميع الدار حتى يسمى كم ذلك البعض أو الشقص‬
‫أو الجزء ربعا أو أقل أو أكثر مإنه كما ليكون بيعا وكذلك لو أقبضه‬
‫الدار ولو قال رهنتكها إل مإا شئت أنا وأنت مإنها أو إل جزءا مإنها لم‬
‫يكن رهنا قال الشافعي رحمه ال وجماع مإا يخرج الرهن مإن يدي المرتهن‬
‫أن يبرأ الراهن مإن الحق الذي عليه الرهن بدفع أو غبراء مإن المرتهن له‬
‫أو يسقط الحق الذي به الرهن بوجه مإن الوجوه فيكون الرهن خارجا مإن‬
‫يدي المرتهن عائدا إلى مإلك راهنه كما كان قبل أن يرهن أو يقول‬
‫المرتهن قد‬

‫صفحة ‪977 :‬‬

‫فسخت الرهن أو أبطلته أو أبطلت حقي فيه ولو رهن رجل رجل أشياء‬
‫مإثل دقيق وإبل وغنم وعروض ودراهم ودنانير بألف درهم أو ألف درهم‬
‫ومإائة دينار أو ألف درهم ومإائتي دينار أو بعيرا وطعامإا فدفع الراهن إلى‬
‫المرتهن جميع مإاله في الرهون كلها إل درهما واحدا أو أقل مإنه أو ويبة‬
‫حنطة أو أقل مإنها كانت الرهون كلها بالباقي وإن قل لسبيل للراهن على‬
‫شيء مإنها ول لغرمإائه ول لورثته لو مإات حتى يستوفي المرتهن كل مإاله‬
‫فيها لن الرهون صفقة واحدة ليفك بعضها قبل بعض ولو رهن رجل رجل‬
‫جارية فقبضها المرتهن ثم أذن للراهن في عتقها فلم يعتقها أو أذن له في‬
‫وطئها فلم يطأها أو وطئها فلم تحمل فهي رهن بحالها ليخرجها مإن الرهن‬
‫إل بأن يأذن له فيما وصفت كما لو أمإره أن يعتق عبدا لنفسه فأعتقه‬
‫عتق وإن لم يعتقه فهو على مإلكه بحاله وكذلك لو ردها المرتهن إلى‬
‫الراهن بعد قبضه إياها بالرهن مإرة واحدة فقال استمتع مإن وطئها وخدمإتها‬
‫كانت مإرهونة بحالها لتخرج مإن الرهن فإن حملت الجارية مإن الوطء‬
‫فولدت أو أسقطت سقطا قد بان مإن خلقه شيء فهي أمأ ولد لسيدها‬
‫الراهن وخارجه مإن الرهن وليس على الراهن أن يأتيه برهن غيرها لنه لم‬
‫يتعدى في الوطء وهكذا لو أذن له في أن يضربها فضربها فماتت لم يكن‬
‫له عليه أن يأتيه ببدل مإنها يكون رهنا مإكانها لنه لم يتعدى عليه في‬
‫الضرب وإذا رهن الرجل الرجل أمإة فآجره إياها فوطئها الراهن أو اغتصبها‬
‫الراهن نفسها فوطئها فإن لم تلد فهي رهن بحالها ول عقر للمرتهن على‬
‫الراهن لنها أمإة الراهن ولو كانت بكر فنقصها الوطء كان للمرتهن أخذ‬
‫الراهن بما نقصها يكون رهنا مإعها أو قصاصا مإن الحق إن شاء الراهن‬
‫كما تكون جنايته عليها وهكذا لو كانت ثيبا فأفضاها أو نقصها نقصا له‬
‫قيمة وإن لم ينقصها الوطء فل شيء للمرتهن على الراهن في الوطء وهي‬
‫رهن كما هي وإن حبلت وولدت ولم يأذن له في الوطء ول مإال له‬
‫غيرها ففيها قولن أحدهما أنها ل تباع مإا كانت حبلى فإذا ولدت بيعت‬
‫ولم يبع ولدها وإن نقصتها الولدة شيء فعلى الراهن مإا نقصتها الولدة وإن‬
‫مإاتت مإن الولدة فعلى الراهن أن يأتي بقيمتها صحيحة تكون رهنا مإكانها‬
‫أو قصاصا مإتى قدر عليها ول يكون إحباله إياها أكبر مإن أن يكون رهنها‬
‫ثم أعتقها ول مإال له غيرها فأبطل العتق وتباع بالحق وإن كانت تسوى‬
‫ألفا وإنما هي مإرهونه بمائة بيع مإنها بقدر المائة وبقي مإا بقي رقيقا لسيدها‬
‫ليس له أن يطأها وتعتق بموته في قول مإن اعتق أمأ الولد بموت سيدها‬
‫ول تعتق قبل مإوته لو كان رهنه إياها ثم أعتقها ولم تلد ول مإال له بيع‬
‫مإنها بقدر الدين وعتق مإا بقي‬

‫صفحة ‪978 :‬‬


‫مإكانه وإن كانت عليه دين يحيط بما له عنق مإا بقي ولم يبع لهل‬
‫الدين والقول الثاني أنه إذا اعتقها فهي حره أو أولدها فهي أمأ ولد له‬
‫لتباع في واحدة مإن الحالين لنه مإالك وقد ظلم نفسه ول يسعى في‬
‫شيء مإن قيمتها وهكذا القول فيما رهن مإن الرقيق كلهم ذكورهم وإناثهم‬
‫وإذا بيعت أمأ الولد في الرهن بما وصفت فملكها السيد فهي أمأ ولد له‬
‫بذلك الولد ووطؤه إياها وعتقه بغير إذن المرتهن مإخالف له بإذن المرتهن‬
‫ولو اختلفا في الوطء والعتق فقال الراهن وطئتها أو اعتقتها بإذنك وقال‬
‫المرتهن مإا أذنت لك فالقول قول المرتهن مإع يمينه فإن نكل المرتهن‬
‫حلف الراهن لقد أذن له ثم كانت خارجة مإن الرهن وإن لم يحلف الراهن‬
‫أحلفت الجارية فقد أذن له بعتقها أو وطئها وكانت حره أو أمأ ولد وإن‬
‫لم تحلف هي ول السيد كانت رهنا بحالها ولو مإات المرتهن فادعى الراهن‬
‫عليه أنه أذن له في وطئها أو عتقها وقد ولدت مإنه أو أعتقها كانت عليه‬
‫البينة فإن لم يقم بينه فهي رهن بحالها وإن أراد أن يحلف له ورثة الميت‬
‫أحلفوا مإا علموا أباهم أذن له لم يزادوا على ذلك في اليمين ولو مإات‬
‫الراهن فادعى ورثة هذا احلف لهم المرتهن مإا أذن للراهن في العتق والوطء‬
‫كما وصفت أول وهذا كله إذا كان مإفلسا فأمإا إذا كان الراهن مإوسرا‬
‫فتؤخذ قيمة الجارية مإنه في العتق واليلد ثم يخير بين أن تكون قيمتها‬
‫رهنا مإكانها وإن كان أكثر مإن الحق أو قصاصا مإن الحق فإن اختار أن‬
‫يكون قصاصا مإن الحق وكان فيه فضل عن الحق رد مإا فضل عن الحق‬
‫عليه وإذا أقر المرتهن أنه أذن للراهن في وطء أمإته ثم قال هذا الحبل‬
‫ليس مإنك هو مإن زوج زوجتها إياه أو مإن عبد فادعاه الراهن فهو ابنه ول‬
‫يمين عليه لن النسب لحق به وهي أمأ ولد له بإقراره ول يصدق المرتهن‬
‫على نفي الولد عنه وإنما مإنعني مإن احلفة أنه لو أقر بعد دعوته الولد‬
‫أنه ليس مإنه ألحقت الولد به وجعلت الجارية أمأ ولد فل مإعنى ليمينه إذا‬
‫حكمت بإخراج امأ الولد مإن الرهن ولو اختلف الراهن والمرتهن فقال الراهن‬
‫أذنت لي في وطئها فولدت لي وقال المرتهن مإا أذنت لك كان القول‬
‫قول المرتهن فإن كان الراهن مإعسرا والجارية حبلى لم تبع حتى تلد ثم‬
‫تباع ول يباع ولدها ولو قامإت بينه أن المرتهن أذن لراهن مإنذ مإدة ذكروها‬
‫في وطء أمإته وجاءت بولد يمكن أن يكون مإن السيد في مإثل تلك المدة‬
‫فادعاه فهو ولده وإن لم يمكن أن يكون مإن السيد بحال وقال المرتهن‬
‫هو مإن غيره بيعت المإة ول يباع الولد بحال ول يكون الولد رهنا مإع‬
‫المإة وإذا رهن رجل رجل أمإة ذات زوج أو زوجها بعد الرهن بإذن المرتهن‬
‫لم يمنع زوجها مإن وطئها والبناء بها فإن ولدت فالولد خارج مإن الرهن‬
‫وإن حبلت ففيها‬

‫صفحة ‪979 :‬‬

‫قولن أحدهما لتباع حتى تضع حملها ثم تكون الجارية رهنا والولد‬
‫خارجا مإن الرهن ومإن قال هذا قال إنما يعني مإن بيعها حبلى وولدها‬
‫مإملوك أن الولد ليملك بما تملك به المأ إذا بيعت في الرهن فإن سأل‬
‫الراهن أن تباع ويسلم الثمن كله للمرتهن فذلك له والقول الثاني أنها تباع‬
‫حبلى وحكم الولد حكم المأ حتى يفارقها فإذا فارقها فهو خارج مإن الرهن‬
‫وإذا رهن الرجل الرجل جارية فليس له أن يزوجها دون المرتهن لن ذلك‬
‫ينقص ثمنها ويمنع إذا كانت حامإل وحل الحق مإن بيعها وكذلك ليس‬
‫للمرتهن أن يزوجها لنه ليملكها وكذلك العبد الرهن وأيهما زوج العبد أو‬
‫المإة فالنكاح مإفسوخ حتى يجتمعا على التزويج قبل عقدة النكاح وإذا رهن‬
‫الرجل الرجل رهنا إلى أجل فاستأذن الراهن المرتهن في بيع الرهن فأذن له‬
‫فيه فباعه فالبيع جائز وليس للمرتهن أن يأخذ مإن ثمنه شيئاول أن يأخذ‬
‫الراهن برهن مإكانه وله مإا لم يبعه أن يرجع في إذنه له بالبيع فإن رجع‬
‫فباعه بعد رجوعه في الذن له فالبيع مإفسوخ وإن لم يرجع وقال إنما‬
‫أذنت له في أن يبيعه على أن يعطيني ثمنه وإن كنت لم أقل له أنفذت‬
‫البيع ولم يكن له أن يعطيه مإن ثمنه شيئا ول أن يجعل له رهنا مإكانه‬
‫ولو أختلفا فقال أذنت له وشرطت أن يعطيني ثمنه وقال الراهن أذن لي‬
‫ولم يشترط على أن أعطيه ثمنه كان القول قول المرتهن مإع يمينه والبيع‬
‫مإفسوخ فإن مإات العبد أخذ الراهن المشترى بقيمته حتى يجعلها رهنا مإكانه‬
‫ولو تصادقا على أنه أذن له ببيعه على أن يعطيه ثمنه لم يكن له أن‬
‫يبيعه لنه لم يأذن له في بيعه إل على أن يعجل له حقه قبل مإحله ولو‬
‫قامإت بينة على أنه أذن له أن يبيعه ويعطيه ثمنه فباعه على ذلك فسخت‬
‫البيع مإن قبل فساد الشرط في دفعه حقه قبل مإحله بأخذ الرهن فإن مإات‬
‫العبد في يدي المشتري بموت فعلى المشتري قيمته لن البيع فيه كان‬
‫مإردودا وتوضع قيمته رهنا إلى الجل الذي إليه الحق إل أن يتطوع الذي‬
‫عليه الحق بتعجيله قبل مإحله تطوعا مإستأنفا لعلى الشرط الول ولو أذن‬
‫له أن يبيعه على أن يكون المال رهنا لم يجز البيع وكان كالمسأله قبلها‬
‫التي أذن له فيها أن يبيعه على أن يقبضه ثمنه في رد البيع فكان فيه‬
‫غير مإا في المسأله الولى غير أنه أذن له أن يبيعه على أن يرهنه ثمنه‬
‫وثمنه شيء غيره غير مإعلومأ ولو كان الرهن بحق حال فأذن الراهن للمرتهن‬
‫أن يبيع الرهن على أن يعطيه حقه فالبيع جائز وعليه أن يدفع إليه ثمن‬
‫الرهن ول يحبس عنه مإنه شيئا فإن هلك في يده أخذه بجميع الحق في‬
‫مإاله كان أقل أو أكثر مإن ثمن الرهن وإنما أجزناه ههنا لنه كان عليه مإا‬
‫شرط عليه مإن بيعه وإيفائه حقه قبل شرط ذلك عليه ولو كانت المسألة‬
‫يحالها فأذن له في بيع الرهن ولم يشترط عليه‬

‫صفحة ‪980 :‬‬

‫أن يعطيه ثمنه كان عليه أن يعطيه ثمنه إل أن يكون الحق أقل مإن‬
‫ثمنه فيعطيه الحق ولو أذن المرتهن للراهن في بيع الرهن ولم يحل كان له‬
‫الرجوع في إذنه له مإا لم يبعه فإذا باعه وتم البيع ولم يقبض ثمنه أو‬
‫قبضه فأراد المرتهن أخذ ثمنه مإنه على أصل الرهن لم يكن ذلك له لنه‬
‫أذن له في البيع وليس له البيع وقبض الثمن لنفسه فباع فكان كمن أعطى‬
‫عطاء وقبضه أو كمن أذن له في فسخ الرهن ففسخه وكان ثمن العبد مإال‬
‫مإن مإال الراهن يكون المرتهن فيه وغيره مإن غرمإائه أسوة ولو أذن له في‬
‫بيعه فلم يبعه فهو على الراهن وله الرجوع في الذن له إل أن يكون قال‬
‫قد فسخة فيه الرهن أو أبطلته فإذا قاله لم يكن له الرجوع في الرهن‬
‫وكان في الرهن كغريم غيره وإذا رهن الرجل الرجل الجارية ثم وطئها‬
‫المرتهن أقيم عليه الحد فإن ولدت فولده رقيق ول يثبت نسبهم وإن كان‬
‫أكرهها فعليه المهر وإن لم يكرهها فل مإهر عليه وإن ادعى جهالة لم‬
‫يعذر بها إل أن يكون مإمن أسلم حديثا أو كان ببادية نائية أو مإا أشبهه‬
‫ولو كان رب الجارية أذن له وكان يجهل درىء عنه الحد ولحق الولد‬
‫وعليه قيمتهم يومأ سقطوا وهم أحرار وفي المهر قولن أحدهما أن عليه مإهر‬
‫مإثلها والخر لمإهر عليه لنه أباحها ومإتى مإلكها لم تكن له أمأ ولد وتباع‬
‫الجارية ويؤدب هو والسيد للذن قال الربيع إن مإلكها يومإا مإا كانت أمأ‬
‫ولد له بإقراره أنه أولدها وهو يملكها قال الشافعي ولو ادعى أن الراهن‬
‫المالك وهبها له قبل الوطء أو باعه إياها أو أعمره إياها أو تصدق بها‬
‫عليه أو اقتصه كانت أمأ ولد له وخارجه مإن الرهن إذا صدقه الراهن أو‬
‫قامإت عليه بينه بذلك كان الراهن حيا أو مإيتا وإن لم تقم له بينة بدعواه‬
‫فالجارية وولدها رقيق إذا عرف مإلكها للراهن لم تخرج مإن مإلكه إل ببينة‬
‫تقومأ عليه وإذا أراد المرتهن أحلف له ورثة الراهن على علمهم فيما ادعى‬
‫مإن خروجها مإن مإلك الراهن إليه قال الربيع وله في ولد قول آخر أنه حر‬
‫بالقيمة ويدرأ عنه الحد ويغرمأ صداق مإثلها قال الشافعي رحمه ال أذن ال‬
‫تبارك وتعالى في الرهن مإع الدين وكان الدين يكون مإن بيع وسلف وغيره‬
‫مإن وجوه الحقوق وكان الرهن جائزا مإع كل الحقوق شرط في عقدة الحوق‬
‫أو ارتهن بعد ثبوت الحقوق وكان مإعقول أن الرهن زيادة وثيقة مإن الحق‬
‫لصاحب الحق مإع الحق مإأذون فيها حلل وأنه ليس بالحق نفسه ول جزء‬
‫مإن عدده فلو أن رجل باع رجل شيئا بألف على أن يرهنه شيئا مإن مإاله‬
‫يعرفه الراهن والمرتهن كان البيع جائزا ولم يكن الرهن تامإا حتى يقبضه‬
‫الراهن المرتهن أو مإن يتراضيان به مإعا ومإتى مإا اقبضاه إياه قبل أن يرفعا‬
‫إلى الحاكم فالبيع لزمأ له‬

‫صفحة ‪981 :‬‬


‫وكذلك إن سلمه ليقبضه فتركه البائع كان البيع تامإا قال الشافعي وإن‬
‫ارتفعا إلى الحاكم وامإتنع الراهن مإن أن يقبضه المرتهن لم يجبره الحاكم‬
‫على أن يدفعه إليه لنه ليكون رهنا إل بأن يقبض إياه وكذلك لو وهب‬
‫رجل لرجل هبة فلم يدفعها إليه لم يجبره الحاكم على دفعها إليه لنها‬
‫لتتم له إل بالقبض وإذا باع الرجل الرجل على أن يرهنه رهنا فلم يدفع‬
‫الراهن الرهن إلى البائع المشترط له فللبائع الخيار في إتمامأ البيع بل رهن‬
‫أو رد البيع لنه لم يرض بذمإة المشتري دون الرهن وكذلك لو رهنه رهونا‬
‫فأقبضه بعضها ومإنعه بعضها وهكذا لو باعه على أن يعطيه حميل بعينه فلم‬
‫يحمل له بها الرجل الذي اشترط حمالته حتى مإات كان له الخيار في‬
‫إتمامأ البيع بل حميل أو فسخه لنه لم يرض بذمإته دون الحميل ولو‬
‫كانت المسألة بحالها فأراد المشتري فسخ البيع فمنعه الرهن أو الحميل لم‬
‫يكن ذلك له لنه لم يدخل عليه هو نقص يكون له به الخيار لن البيع‬
‫كان في ذمإته وزيادة رهن أو ذمإة غيره فسقط ذلك عنه فلم يزد عليه في‬
‫ذمإته شيء لم يكن عليه ولم يكن في هذا فساد البيع لنه لم ينتقص مإن‬
‫الثمن شيء يفسد به البيع إنما انتقص شيء غير الثمن وثيقه للمرتهن‬
‫لمإلك ولم يشترط شيئا فاسدا فيفسد به البيع وهكذا هذا في كل حق‬
‫كان لرجل على رجل فشرط له فيه رهنا أو حميل فإن كان الحق بعوض‬
‫أعطاه إياه فهو كالبيع وله الخيار في أخذ العوض كما كان له في البيع‬
‫وإن كان الرهن في أن أسلفه سلفا بل بيع أو كان له عليه حق قبل أن‬
‫يرهنه بل رهن ثم رهنه شيئا فلم يقبضه إياه فالحق بحاله وله في السلف‬
‫أخذه مإتى شاء به وفي حقه غير السلف أخذه مإتى شاء به وإن كان حال‬
‫ولو باعه شيئا بألف على أن يرهنه رهنا يرضيه أو يعطيه حميل ثقة أو‬
‫يعطيه رضاه مإن رهن و حميل أو مإاشاء المشتري والبائع أو مإاشاء أحدهما‬
‫مإن رهن وحميل بغير تسمية شيء بعينه كان البيع فاسدا لجهالة البائع‬
‫والمشتري أو أحدهما بما تشارطا أل ترى أنه لو جاءه بحميل أو رهن‬
‫فقال ل أرضاه لم يكن عليه حجة بأنه رضى رهنا بعينه أو حميل بعينه‬
‫فأعطيه ولو كان باعه بيعا بألف على أن يعطيه عبدا له يعرفانه رهنا له‬
‫فأعطاه إياه رهنا فلم يقبله لم يكن له نقض البيع لنه لم ينقصه شيئا مإن‬
‫شرطه الذي عرفا مإعا وهكذا لو باعه بيعا بألف على أن يرهنه مإا أفاد في‬
‫يومإه أو مإن قدمأ عليه مإن غيبته مإن رقيقه أو مإا أشبه هذا كان البيع‬
‫مإفسوخا بمثل مإعنى المسألة قبلها أو اكثر وإذا اشترى مإنه شيئا على أن‬
‫يرهنه شيئا بعينه ثم مإات المشتري قبل أن يدفع الرهن إلى المرتهن لم‬
‫يكن الرهن رهنا ولم يكن على ورثته دفعه إليه وإن تطوعوا ول وارث مإعهم‬
‫ول صاحب وصية فدفعوه إليه‬

‫صفحة ‪982 :‬‬

‫فهو رهن وله بيعه مإكانه لن دينه قد حل وإن لم يفعلوا فالبائع‬


‫بالخيار في نقض البيع أو إتمامإه ولو كان البائع المشترط الرهن هو الميت‬
‫كان دينه إلى أجله إن كان مإؤجل أو حال إن كان حال وقامأ ورثته مإقامإه‬
‫فإن دفع المشتري إليهم الرهن فالبيع تامأ وإن لم يدفعه إليهم فلهم الخيار‬
‫في نقض البيع كما كان لبيهم فيه أو إتمامإه إذا كان الرهن فائتا قال‬
‫الشافعي إذا كان الرهن فائتا أو السلعة المشتراه فائته جعلت له الخيار بين‬
‫أن يتمه فيأخذ ثمنه أو ينقضه فيأخذ قيمته كما أجعله له لو باعه عبدا‬
‫فمات فقال المشتري اشتريته بخمسمائة وقال البائع بعته بألف وجعلت له إن‬
‫شاء أن يأخذ مإا أقر له به المشتري وإن شاء أن يأخذ قيمته بعد أن‬
‫يحلف على مإا ادعى المشتري ول أحلفه ههنا لنه ليدعى عليه المشتري‬
‫براءة مإن شيء كما ادعى هناك المشتري براءة مإما زاد على خمسمائة قال‬
‫الشافعي ولو باع رجل رجل بيعا بثمن حال أو إلى أجل أو كان له عليه‬
‫حق فلم يكن له رهن في واحد مإنهما ول شرط الرهن عند عقده واحدا‬
‫مإنهما ثم تطوع له المشتري بأن يرهنه شيئا بعينه فرهنه إياه فقبضه ثم أراد‬
‫الراهن إخراج الرهن مإن الرهن لنه كان مإتطوعا به لم يكن له ذلك إل‬
‫أن يشاء المرتهن كما ليكون له لو كان الرهن بشرط وكذا لو كان رهنه‬
‫رهنا بشرط فأقبضه إياه ثم زاده رهنا آخر مإعه أو رهونا فاقبضه إياها ثم‬
‫أراد إخراجها أو اخراج بعضها لم يكن ذلك له ولو كانت الرهون تسوى‬
‫أضعاف مإا هي مإرهونة به ولو زاده رهونا أو رهنه رهونا مإرة واحدة فأققبضه‬
‫بعضها ولم يقبضه بعضها كان مإا أقبضه رهنا ومإا لم يقبضه غير رهن ولم‬
‫ينتقض مإا أقبضه بما لم يقبضه وإذا باع الرجل الرجل البيع على أن يكون‬
‫البيع نفسه رهنا للبائع فالبيع مإفسوخ مإن قبل أنه لم يملكه السلعة إل بأن‬
‫تكون مإحتبسة عن المشتري وليس هذا كالسلعة لنفسه يرهنه إياها أل ترى‬
‫أنه لو وهب له سلعة لنفسه جاز وهو لو اشترى مإنه شيئا على أن يهبه‬
‫له لم يجز وسواء تشارطا وضع الرهن على يدي البائع أو عدل غيره وإذا‬
‫مإات المرتهن فالرهن بحاله فلورثته فيه مإا كان له وإذا مإات الراهن فالرهن‬
‫بحاله لينتقض بموته ول مإوتهما ول بموت واحد مإنهما قال لورثة الراهن إذا‬
‫مإات فيه مإا للراهن مإن أن يؤدوا مإا فيه ويخرج مإن الرهن أو يباع عليهم‬
‫بأن دين أبيهم قد حل ولهم أن يأخذوا المرتهن ببيعه ويمنعوه مإن حبسه‬
‫عن البيع لنه قد يتغير في حبسه ويتلف فل تبرأ ذمإة أبيهم وقد يكون‬
‫فيه الفضل عما رهن به فيكون ذلك لهم ولو كان المرتهن غائبا أقامأ‬
‫الحاكم مإن يبيع الرهن ويحعل حقه على يدي عدل إن لم يكن له وكيل‬
‫يقومأ بذلك وإذا كان للرجل على الرجل الحق بل رهن ثم‬

‫صفحة ‪983 :‬‬

‫رهنه رهنا فالرهن جائز كان الحق حال أو إلى أجل فإن كان الحق‬
‫حال أو إلى أجل فقال الراهن ارهنك على أن تزيدني ففي الجل ففعل‬
‫فالرهن مإفسوخ والحق الحال حال كما كان والمؤجل إلى أجله الول بحاله‬
‫والجل الخر باطل وغرمإاء الراهن في الرهن الفاسد أسوة المرتهن وكذلك لو‬
‫لم يشترط عليه تأخير الجل وشرط عليه أن يبيعه شيئا أو يسلفه إياه أو‬
‫يعمل له بثمن على أن يرهنه ولم يرهنه لم يجز الرهن ول يجوز الرهن في‬
‫حق واجب قبله حتى يتطوع به الراهن بل زيادة شيء على المرتهن ولو‬
‫قال له بعني عبدك بمائة على أن أرهنك بالمائة وحقك الذي قبلها رهنا‬
‫كان الرهن والبيع مإفسوخا كله ولو هلك العبد في يدي المشتري كان‬
‫ضامإنا لقيمته ولو أقر المرتهن أن الموضوع على يديه الرهن قبضه جعلته‬
‫رهنا ولم أقبل قول العدل لم اقبضه إذا قال المرتهن قد قبضه العدل‬
‫إختلف المرهون والحق الذي يكون به الرهن‬
‫قال الشافعي رحمه ال وإذا كانت الدار أو العبد أو العرض في يدي‬
‫رجل فقال رهننيه فلن على كذا وقال فلن مإا رهنتكه ولكني أودعتك إياه‬
‫أو وكلتك به أو غصبتنيه فالقول قول رب الدار والعرض والعبد لن الذي‬
‫في يده يقر له بملكه ويدعي عليه فيه حقا فل يكون فيه بدعواه إل ببينة‬
‫وكذلك لو قال الذي هو في يديه رهنتنيه بألف وقال المدعى عليه لك‬
‫علي ألف ولم أرهنك به مإا زعمت كان القول قوله وعليه ألف بل رهن‬
‫كما أقر ولو كانت في يدي رجل داران فقال رهننيهما فلن بألف وقال‬
‫فلن رهنتك إحداهما وسماها بعينها بالف كان القول قول رب الدار الذي‬
‫زعم أنها ليست برهن غير رهن وكذلك لو قال له رهنتك إحداهما بمائة‬
‫لم يكن رهنا إل بمائة ولو قال الذي هما في يديه رهنتنيهما بألف وقال‬
‫رب الدارين بل رهنتك أحدهما بغير عينها بألف لم تكن واحدة مإنهما رهنا‬
‫وكانت عليه ألف بإقراره بل رهن لنه ليجوز في الصل أن يقول رجل‬
‫لرجل أرهنك إحدى داري هاتين ول يسميها ول أحد عبدي هذين ول أحد‬
‫ثوبي هذين ول يجوز الرهن حتى يكون مإسمى بعينه ولو كانت دار في‬
‫يدي رجل فقال رهننيها فلن بألف ودفعها إلي وقال فلن رهنته إياها بألف‬
‫ولم أدفعها إليه فعدا عليها فغصبها أو تكاراها مإني رجل فأنزله فيها أو‬
‫تكاراها مإني هو فنزلها ولم أدفعها إليه قبضا بالرهن فالقول قول رب الدار‬
‫ول تكون رهنا إذا كان يقول ليست برهن فيكون القول قوله وهو إذا أقر‬
‫بالرهن ولم يقبضه المرتهن فليس برهن ولو كانت الدار في يدي رجل فقال‬
‫رهننيها فلن‬

‫صفحة ‪984 :‬‬

‫بألف دينار وأقبضنيها وقال فلن رهنته إياها بألف درهم أو ألف فلس‬
‫وأقبضته إياها كان القول قول رب الدار ولو كان في يدي رجل عبد فقال‬
‫رهننيه فلن بمائة وصدقه العبد وقال رب العبد مإا رهنته إياه بشيء فالقول‬
‫قول رب العبد ول قول للعبد ولو كانت المسألة بحالها فقال مإا رهنتكه‬
‫بمائة ولكني بعتكه بمائة لم يكن العبد رهن ول بيعا إذا اختلف كل واحد‬
‫مإنهما على دعوى صاحبه ولو أن عبدا بين رجلين فقال رجل رهنتمانيه بمائة‬
‫وقبضته فصدقه أحدهما وقال الخر مإا رهنتكه بشيء كان نصفه رهنا‬
‫بخمسين ونصفه خارجا مإن الرهن فإن شهد شريك صاحب العبد عليه‬
‫بدعوى المرتهن وكان عدل عليه أحلف المرتهن مإعه وكان نصيبه مإنه رهنا‬
‫بخمسين ول شيء في شهادة صاحب الرهن يجر بها إلى نفسه ول يدفع‬
‫بها عنه فأردبها شهادته ول أرد شهادته لرجل له عليه شيء لو شهد له‬
‫على غيره ولو كان العبد بين اثنين وكان في يدي اثنين وادعيا أنهما ارتهناه‬
‫مإعا بمائة فأقر الرجلن لحدهما أنه رهن له وحده بخمسين وأنكرا دعوى‬
‫الخر لزمإهما مإا أقرا به ولم يلزمإهما مإا أنكرا مإن دعوى الخر ولو أقرا‬
‫لهما مإعا بأنه لها رهن وقال هو رهن بخمسين وادعيا مإائة لم يلزمإهما إل‬
‫مإا أقرا به ولو قال أحد الراهنين لحد المرتهنين رهناكه أنت بخمسين وقال‬
‫الخر للخر المرتهن أنت بخمسين كان نصف حق كل واحد مإنهما مإن‬
‫العبد وهو ربع العبد رهنا للذي أقر له بخمسة وعشرين نجيز إقراره على‬
‫نفسه ول نجيز إقراره على غيره ولو كانا مإمن تجوز شهادته فشهد كل‬
‫واحد مإنهما على صاحبه ونفسه أجزت شهادتهما وجعلت على كل واحد‬
‫مإنهما خمسة وعشرين دينارا بإقراره وخمسة وعشرين أخرى بشهادة صاحبه إذا‬
‫حلف المدعي مإع شاهده وإذا كانت في يدي رجل ألف دينار فقال‬
‫رهننيهما فلن بمائة دينار أو بألف درهم وقال الراهن رهنتكها بدينار واحد‬
‫أو عشرة دراهم فالقول قول الراهن لن المرتهن مإقر له بملك اللف دينار‬
‫ومإدع عليه حقا فالقول قوله فيما ادعى عليه مإن الدنانير إذا كان القول‬
‫قول رب الرهن المدعى عليه الحق في أنه ليس برهن بشيء كان إقراره‬
‫بأنه رهن بشيء أولى أن يكون القول قوله فيه وإذا اختلف الراهن والمرتهن‬
‫فقال المرتهن رهنتني عبدك سالما بمائة وقال الراهن بل رهنتك عبدي مإوفقا‬
‫بعشرة حلف الراهن ولم يكن سالم رهنا بشيء وكان لصاحب الحق عليه‬
‫عشرة دنانير إن صدقه بأن مإوفقا رهن بها فهو رهن وإن كذبه وقال بل‬
‫سالم رهن بها لم يكن مإوفق ول سالم رهنا لنه يبرئه مإن أن يكون مإوفق‬
‫رهنا ولو قال رهنتك داري بألف وقال الذي يخالفه بل اشتريتها مإنك بألف‬
‫وتصادقا على قبض‬

‫صفحة ‪985 :‬‬

‫اللف تحالفا وكانت اللف على الذي أخذها بل رهن ول بيع وهكذا‬
‫لو قال لو رهنتك داري بألف أخذتها مإنك وقال المقر له بالرهن بل‬
‫اشتريت مإنك عبدك بهذه اللف تحالفا ولم تكن الدار رهنا ول العبد بيعا‬
‫وكانت له عليه ألف بل رهن ول بيع ولو قال رهنتك داري بألف وقبضت‬
‫الدار ولم أقبض اللف مإنك وقال المقر له بالرهن وهو المرتهن بل قبضت‬
‫اللف فالقول قول الراهن بأنه لم يقر بأن عليه ألفا فتلزمإه ويحلف مإا أخذ‬
‫اللف ثم تكون الدار خارجه مإن الرهن لنه لم يأخذ مإا يكون به رهنا ولو‬
‫كانت لرجل على رجل ألف درهم فرهنه بها دارا فقال الراهن رهنتك هذه‬
‫الدار بألف درهم إلى سنة وقال المرتهن بل بألف درهم حالة كان القول‬
‫قول الراهن وعلى المرتهن البينه وكذلك لو قال رهنتكها بألف درهم وقال‬
‫المرتهن بل بألف دينار فالقول قول الراهن وكل مإا لم أثبته عليه إل بقوله‬
‫جعلت القول فيه قوله لنه لو قال لم أرهنكها كان القول قوله وإذا كان‬
‫لرجل على رجل ألفان أحدهما برهن والخر بغير رهن فقضاه ألفا ثم اختلفا‬
‫فقال القاضي قبضتك اللف التي بالرهن وقال المقتضي بل اللف التي بل‬
‫رهن فالقول قول الراهن القاضي أل ترى أنه لو جاءه بألف فقال هذه‬
‫اللف التي رهنتك بها فقبضها كان عليه استلمأ رهنه ولم يكن له حبسه‬
‫عنه بأن يقول لي عليك ألف أخرى ولو حبسه عنه بعد قبضه كان مإتعديا‬
‫بالحبس وإن هلك الرهن في يديه ضمن قيمته فإذا كان هذا هكذا لم‬
‫يجز أن يكون القول إل قول دافع المال وال أعلم‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫والزمإخشري لنهما إنما قال فيما يمكن إرادة الليالي‬
‫واليامأ جميعا ول شك أنه عند إراتهما تغلب‬

‫الليالي فيضعف التذكير وأمإا عند إرادة المذكر فقط فالتذكير وإثبات الهاء‬
‫هو الصل والحذف‬

‫ورد في الحديث وحكاه الكسائي فالوجهان فيه فصيحان بخلف القسم‬


‫الول فإن الحذف فيه‬

‫أفصح هذا إن ثبت‪ :‬صمنا خمسة كما ادعاه أبو حيان ولعله أخذه مإن‬
‫ابن عصفور فإن‬

‫‪.‬ثبت ذلك صريحا مإن كلمأ غيره وإل فليتوقف فيه‬


‫وقال شيخنا ابو مإحمد الدمإياطي‪ :‬سقوط الهاء في )ست مإن شوال( مإع‬
‫سقوط المعدود أو‬

‫ثبوت الهاء في )ستة( مإع ثبوت اليامأ هو المحفوظ الفصيح وورد في‬
‫بعض الطرق المتقدمإة‬

‫للدراوردي وحفص بن غياث ثبوت الهاء في‪) :‬ستة مإن شوال( مإع سقوط‬
‫اليامأ وهو غريب‬

‫غير صحيح ول فصيح‪ .‬انتهى مإا قاله وذكر ذلك في فضل إتباع رمإضان‬
‫بست مإن شوال‬

‫وجمع فيه طرق الحديث الوارد فيها فرواه مإن نيف وستين طريقا ليس‬
‫فيها ثبوت التاء مإع‬

‫صفحة ‪986 :‬‬

‫جماع مإا يجوز رهنه‬


‫قال الشافعي رحمه ال كل مإن جاز بيعه مإن بالغ حر غير مإحجور عليه‬
‫جاز رهنه ومإن جاز له أن يرهن أو يرتهن مإن الحرار البالغين غير‬
‫المحجور عليهم جاز له أن يرتهن على النظر وغير النظر لنه يجوز له بيع‬
‫مإاله وهبته بكل حال فإذا جازت هبته في مإاله كان له رهنه بل نظر ول‬
‫يجوز أن يرتهن الب لبنه ول ولي اليتيم له إل بما فيه فضل لهما فأمإا‬
‫أن يسلف مإالهما برهن فل يجوز له وأيهما فعل فهو ضامإن لما أسلف مإن‬
‫مإاله ويجوز للمكاتب والمأذون له في التجارة أن يرتهنا إذا كان ذلك‬
‫صلحا لمالهما وازديادا فيه فأمإا أن يسلفا ويرتهنا فل يجوز ذلك لهما‬
‫ولكن يبيعان فيفضلن ويرتهنان ومإن قلت ليجوز ارتهانه إل فيما يفضل‬
‫لنفسه أو يتيمه أو ابنه مإن أبي ولد وولي يتيم ومإكاتب وعبد مإأذون له‬
‫فل يجوز أن يرهن شيئا لن الرهن أمإانة والدين لزمأ فالرهن بكل حال‬
‫نقص عليهم ول يجوز أن يرهنوا إل حيث يجوز أن يودعوا أمإوالهم مإن‬
‫الضروره بالخوف إلى تحويل أمإوالهم ومإا أشبه ذلك ول نجيز رهن مإن‬
‫سميت ليجوز رهنه إل في قول مإن زعم أن الرهن مإضمون كله فأمإا مإا‬
‫ليضمن مإنه فرهنه غير نظر لنه قد يتلف ول يبرأ الراهن مإن الحق والذكر‬
‫والنثى والمسلم والكافر مإن جميع مإا وصفنا يجوز رهنه ول يجوز سواء‬
‫ويجوز أن يرهن المسلم الكافر والكافر المسلم ول أكره مإن ذلك شيئا إل‬
‫أن يرهن المسلم الكافر مإصحفا فإن فعل لم أفسخه ووضعناه له على يدي‬
‫عدل مإسلم وجبرت على ذلك الكافر إن امإتنع وأكره أن يرهن مإن الكافر‬
‫العبد المسلم صغيرا أو كبيرا لئل يذل المسلم بكينونته عنده بسبب يتسلط‬
‫عليه الكافر ولئل يطعم الكافر المسلم خنزيرا أو يسقيه خمرا فإن فعل‬
‫فرهنه مإنه لم أفسخ الرهن قال وأكره رهن المإة البالغة أو المقاربة للبلوغ‬
‫التي يشتهى مإثلها مإن مإسلم إل على أن يقبضها المرتهن ويقرها في يدي‬
‫مإالكها أو يضعها على يدي امإرأة أو مإحرمأ للجارية فإن رهنها مإالكها مإن‬
‫رجل وأقبضها إياه لم أفسخ الرهن وهكذا لو رهنها مإن كافر غير أني أجبر‬
‫الكافر على أن يضعها على يدي عدل مإسلم وتكون امإرأة أحب إلي ولو‬
‫لم تكن امإرأة وضعت على يدي رجل عدل مإعه امإرأة عدل وإن رضي‬
‫الراهن والمرتهن على أن يضعا الجارية على يدي رجل غير مإأمإون عليها‬
‫جبرتهما أن يرضيا بعدل توضع على يديه فإن لم يفعل اخترت لهما عدل‬
‫إل أن يتراضيا أن تكون على يدي مإالكها أو المرتهن فأمإا مإاسوى بني آدمأ‬
‫فل أكره رهنه مإن مإسلم ول كافر حيوان ول غيره وقد رهن النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم درعه عند أبي الشحم اليهودي وإن‬

‫صفحة ‪987 :‬‬

‫كانت المرأة بالغة رشيدة بكرا أو ثيبا جاز بيعها ورهنها وإن كانت‬
‫ذات زوج جاز رهنها وبيعها بغير إذن زوجها وهبتها له ولها مإن مإالها إذا‬
‫كانت رشيدة مإالزوجها مإن مإاله وإن كانت المرأة أو رجل مإسلم أو كافر‬
‫حر أو عبد مإحجورين لم يجز رهن واحد مإنهما كما ليجوز بيعه وإذا رهن‬
‫مإن ليجوز رهنه فرهنه مإفسوخ ومإا عليه ومإا رهن كما لم يرهن مإن مإاله‬
‫لسبيل للمرتهن عليه وإذا رهن المحجور عليه رهنا فلم يقبضه هو ول وليه‬
‫مإن المرتهن ولم يرفع إلى الحاكم فيفسخه حتى يفك عنه الحجر فرضي أن‬
‫يكون رهنا بالرهن الول لم يكن رهنا حتى يبتدىء رهنا بعد فك الحجر‬
‫ويقبضه المرتهن فإذا فعل فالرهن جائز وإذا رهن الرجل الرهن وقبضه المرتهن‬
‫وهو غير مإحجور ثم حجر عليه فالرهن بحاله وصاحب الرهن أحق به حتى‬
‫يستوفي حقه ويجوز رهن الرجل الكثير الدين حتى يقف السلطان مإاله كما‬
‫يجوز بيعه حتى يقف السلطان مإاله وإذا رهن الرجل غير المحجور عليه‬
‫الرجل المحجور عليه الرهن فإن كان مإن بيع فالبيع مإفسوخ وعلى الراهن‬
‫رده بعينه إن وجد أو قيمته إن لم يوجد والرهن مإفسوخ إذا انفسخ الحق‬
‫الذي به الرهن كان الرهن مإفسوخا بكل حال وهكذا إن أكراه دارا أو‬
‫أرضا أو دابة ورهن المكترى المكرى المحجور عليه بذلك رهنا فالرهن‬
‫مإفسوخ والكراء مإفسوخ وإن سكن أو ركب أو عمل له فعليه أجر مإثله‬
‫وكراء مإثل الدابة والدار بالغا مإا بلغ وهكذا لو أسلفه المحجور مإال ورهنه‬
‫غير المحجور رهنا كان الرهن مإفسوخا لن السلف باطل وعليه رد السلف‬
‫بعينه وليس له إنفاق شيء مإنه فإن أنفقه فعليه مإثله إن كان له مإثل أو‬
‫قيمته إن لم يكن له مإثل وأي رهن فسخته مإن جهة الشرط في الرهن أو‬
‫فساد الرهن أو فساد البيع الذي وقع به الرهن لم أكلف الراهن أن يأتي‬
‫برهن غيره بحال وكذلك إن كان الشرط في الرهن والبيع صحيحا واستحق‬
‫الرهن لم أكلف الراهن أن يأتي برهن غيره قال وإذا تبايع الرجلن غير‬
‫المحجورين البيع الفاسد ورهن أحدهما به صاحبه رهنا فالبيع مإفسوخ والرهن‬
‫مإفسوخ وجماع علم هذا أن ينظر كل حق كان صحيح الصل فيجوز به‬
‫الرهن وكل بيع كان غير ثابت فيفسد فيه الرهن إذا لم يملك المشترى‬
‫والمكترى مإا بيع أو أكرى لم يملك المرتهن الحق في الرهن إنما يثبت‬
‫الرهن للراهن بما يثبت به عليه مإا أعطاه به فإذا بطل مإا أعطاه به بطل‬
‫الرهن وإذا بادل رجل رجل عبدا بعبد أو دارا بدار أو عرضا مإا كان‬
‫بعرض مإا كان وزاد أحدهما الخر دنانير آجلة على أن يرهنه الزائد بالدنانير‬
‫رهنا مإعلومإا فالبيع والرهن جائز إذا قبض وإذا ارتهن الرجل مإن الرجل الرهن‬
‫وقبضه لنفسه أو‬
‫صفحة ‪988 :‬‬

‫قبضه له غيره بأمإره وأمإر صاحب الرهن فالرهن جائز وإن كان القابض‬
‫ابن الراهن أو امإرأته أو أباه أو مإن كان مإن قرابته وكذلك لو كان ابن‬
‫المرتهن أو واحدا مإمن سميت أو عبد المرتهن فالرهن جائز فأمإا عبد‬
‫الراهن فل يجوز قبضه للمرتهن لن قبض عبده عنه كقبضه عن نفسه وإذا‬
‫رهن الرجل الرجل عبدا فأنفق عليه المرتهن بغير أمإر الراهن كان مإتطوعا‬
‫وإن رهنه أرضا مإن أرض الخراج فالرهن مإفسوخ لنها غير مإملوكة فإن كان‬
‫فيها غراس أو بناء للراهن فالغراس والبناء رهن وإن أدى عنها الخراج فهو‬
‫مإتطوع بأداء الخراج عنها ليرجع به على الراهن إل أن يكون دفعه بأمإره‬
‫فيرجع به عليه ومإثل هذا الرجل يتكارى الرض مإن الرجل قد تكاراها فيدفع‬
‫المكتري الرض كراءها عن المكتري الول فإن دفعه بإذنه رجع به عليه‬
‫وإن دفعه بغير إذنه فهو مإتطوع به ول يرجع به عليه ويجوز الرهن بكل‬
‫حق لزمأ صداق أو غيره وبين الذمإي والحربي المستأمإن والمستأمإن والمسلم‬
‫كما يجوز بين المسلمين ليختلف وإذا كان الرهن بصداق فطلق قبل‬
‫الدخول بطل نصف الحق والرهن بحاله كما يبطل الحق الذي في الرهن إل‬
‫قليل والرهن بحاله وإذا ارتهن الرجل مإن الرجل رهنا بتمر أو حنطة فحل‬
‫الحق فباع الموضوع على يديه الرهن بتمر أو حنطة فالبيع مإردود وليجوز‬
‫بيعه إل بالدنانير أو الدراهم ثم يشترى بها قمح أو تمر فيقضاه صاحب‬
‫الحق ول يجوز رهن المقارض لن الرهن غير مإضمون إل أن يأذن رب‬
‫المال للمقارض يرهن بدين له مإعروف وكذلك ليجوز ارتهانه إل أن يأذن له‬
‫رب المال أن يبيع بالدين فإذا باع بالدين فالرهن ازدياد له ول يجوز‬
‫إرتهانه إل في مإال صاحب المال فإن رهن عن غيره فهو ضامإن ول يجوز‬
‫الرهن‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫سقوط المعدود إل مإن الطريقين اللذين ذكرهما وهو غلط‬
‫مإن بعض الرواة الذين ل يتقنون لفظ‬

‫‪.‬الحديث‬

‫وذكر الواحدي وغيره مإن المفسرين أن سقوط التاء مإن قوله تعالى‪:‬‬
‫)يتربصن بأنفسهن أربعة‬

‫‪.‬أشهر وعشرا( لتغليب الليالي على اليامأ‪ .‬انتهى‬

‫هذا كله في اليامأ والليالي أمإا إذا كان المعدود مإذكرا أو مإؤنثا غيرها‬
‫فل وجه إل مإطابقة‬

‫القاعدة الصلية مإن إثبات التاء في المذكر وحذفها في المؤنث ذكرت‬


‫المعدود أو حذفته قال‬

‫تعالى‪) :‬فاستشهدوا عليهن أربعة مإنكم( وقال تعالى‪) :‬سيقولون ثلثة رابعهم‬
‫كلبهم ويقولون‬

‫خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامإنهم كلبهم( وقال‬
‫تعالى‪) :‬مإا يكون مأ‬
‫ثلثة إل رابعهم ول خمسة إل هو سادسهم( و قال تعالى‪) :‬عليها تسعة‬
‫‪:‬عشر( وقال تعالى‬

‫صفحة ‪989 :‬‬

‫العيب في الرهن‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى الرهن رهنان فرهن في أصل الحق ل يجب‬
‫الحق إل بشرطه وذلك أن يبيع الرجل الرجل البيع على أن يرهنه الرهن‬
‫يسميانه فإذا كان هكذا فكان بالرهن عيب في بدنه أو عيب في فعله‬
‫ينقص ثمنه وعلم المرتهن العيب قبل الرتهان فل خيار له والرهن والبيع‬
‫ثابتان وإن لم يعلمه المرتهن فعلمه بعد البيع فالمرتهن بالخيار بين فسخ‬
‫البيع وإثباته وإثبات الرهن للنقص عليه في الرهن كما يكون هذا في البيوع‬
‫والعيب الذي يكون له به الخيار كل مإا نقص ثمنه مإن شيء قل أو كثر‬
‫حتى الثر الذي ل يضر بعمله والفعل فإذا كان قد علمه فل خيار له‬
‫ولو كان قتل أو ارتد وعلم ذلك المرتهن ثم ارتهنه كان الرهن ثابتا فإن‬
‫قتل في يديه فالبيع ثابت وقد خرج الرهن مإن يديه وإن لم يقتل فهو‬
‫رهن بحاله وكذلك لو سرق فقطع في يديه كان رهنا بحاله ولو كان‬
‫المرتهن لم يعلم بارتداده ول قتله ول سرقته فارتهنه ثم قتل في يده أو‬
‫قطع كان له فسخ البيع ولو لم يكن الراهن دلس للمرتهن فيه بعيب‬
‫ودفعه إليه سالما فجنى في يديه جناية أو أصابه عيب في يديه كان على‬
‫الرهن بحاله ولو أنه دلس له فيه بعيب وقبضه فمات في يديه مإوتا قبل‬
‫أن يختار فسخ البيع لم يكن له أن يختار فسخه لما فات مإن الرهن‬
‫وليس هذا كمن يقتل بحق في يديه أو يقطع في يديه وهكذا كل عيب‬
‫في رهن مإا كان حيوان أو غيره ولو اختلف الراهن والمرتهن في العيب‬
‫فقال الراهن رهنتك الرهن وهو بريء مإن العيب وقال المرتهن مإا رهنتنيه إل‬
‫مإعيبا فالقول قول الراهن مإع يمينه إذا كان العيب مإما يحدث مإثله وعلى‬
‫المرتهن البينه فإن أقامإها فللمرتهن الخيار كما وصفت وإذا رهن الرجل‬
‫الرجل العبد أو غيره على أن يسلفه سلفا فوجد بالرهن عيبا أو لم يجده‬
‫فسواء وله الخيار في أخذ سلفه حال وإن كان سماه مإؤجل وليس السلف‬
‫كالبيع ورهن يتطوع به الراهن وذلك أن يبيع الرجل الرجل البيع إلى أجل‬
‫بغير شرط رهن فإذا وجب بينهما البيع وتفرقا ثم رهنه الرجل فالرجل مإتطوع‬
‫بالرهن فليس للمرتهن إن كان بالرهن عيب مإا كان أن يفسخ البيع لن‬
‫البيع كان تامإا بل رهن وله إن شاء أن يفسخ الرهن وكذلك له إن شاء‬
‫لو كان في أصل البيع أن يفسخه لنه كان حقا له فتركه ويجوز رهن‬
‫العبد المرتد والقاتل والمصيب للحد لن ذلك ل يزيل عنه الرق فإذا قتل‬
‫فقد خرج مإن الرهن فإذا ارتد الرجل عن السلمأ ثم رهن عبدا له فمن‬
‫أجاز بيع المرتد أجاز رهنه ومإن رد بيعه رد رهنه قال الربيع كان الشافعي‬
‫يجيز رهن المرتد كما يجوز بيعه‬

‫صفحة ‪990 :‬‬


‫الرهن يجمع الشيئين المختلفين مإن ثياب وأرض وبناء وغيره‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى إذا رهن الرجل الرجل أرضه ولم يقل ببنائها‬
‫فالرض رهن دون البناء وكذلك إن رهنه أرضه ولم يقل بشجرها فكان فيها‬
‫شجر مإبدد أو غير مإبدد فالرض رهن دون الشجر وكذلك لو رهنه شجرا‬
‫وبين الشجر بياض فالشجر رهن دون البياض ول يدخل في الرهن إل مإا‬
‫سمي وإذا رهنه ثمرا قد خرج مإن نخله قبل يحل بيعه ونخله مإعه فقد‬
‫رهنه نخل وثمرا مإعها فهما رهن جائز مإن قبل أن يجوز له لو مإات‬
‫الراهن أو كان الحق حال أن يبيعهما مإن ساعته وكذلك لو كان إلى أجل‬
‫لن الراهن يتطوع ببيعه قبل يحل أو يموت فيحل الحق وإذا كان الحق‬
‫في هذا الرهن جائزا إلى أجل فبلغت الثمرة وبيعت خير الراهن بين أن‬
‫يكون ثمنها قصاصا مإن الحق أو مإرهونا مإع النخل حتى يحل الحق ولو‬
‫حل الحق فأراد بيع الثمرة قبل أن يبدو صلحها دون النخل لم يكن له‬
‫وكذلك لو أراد قطعها وبيعها لم يكن له إذا لم يأذن له الراهن في ذلك‬
‫ولو رهنه الثمرة دون النخل طلعا أو مإؤبرة أو في أي حال قبل أن يبدو‬
‫صلحها لم يجز الرهن كان الدين حال أو مإؤجل إل أن يتشارطا أن‬
‫للمرتهن إذا حل حقه قطعها أو بيعها فيجوز الرهن وذلك أن المعروف مإن‬
‫الثمرة أنها تترك إلى أن تصلح أل ترى أن النبي صلى ال عليه وسلم نهى‬
‫عن بيع الثمر حتى يبدو صلحه لمعرفة الناس أنه يترك حتى يبدو صلحه‬
‫وأن حلل أن تباع الثمرة على أن تقطع قبل أن يبدو صلحها لنه ليس‬
‫المعنى الذي نهى عنه النبي صلى ال عليه وسلم وهكذا كل ثمرة وزرع‬
‫رهن قبل أن يبدو صلحه مإا لم يجز بيعه فل يجوز رهنه إل على أن‬
‫يقطع إذا حل الحق فيباع مإقطوعا بحاله وإذا حل بيع الثمر حل رهنه إلى‬
‫أجل كان الحق أو حال وإذا بلغ ولم يحل الحق لم يكن للراهن بيعه إذا‬
‫كان يبس إل برضا المرتهن فإذا رضي قيمته رهن إل أن يتطوع الراهن‬
‫فيجعله قصاصا ول أجعل دينا إلى أجل حال أبدا إل أن يتطوع به صاحب‬
‫الدين وإذا رهنه ثمرة فزيادتها في عظمها وطيبها رهن له كما أن زيادة‬
‫الرهن في يديه رهن له فإن كان مإن الثمن شيء يخرج فرهنه إياه وكان‬
‫يخرج بعده غيره مإنه فل يتميز الخارج عن الول المرهون لم يجز الرهن‬
‫في الول ول في الخارج لن الرهن حينئذ ليس بمعروف ول يجوز الرهن‬
‫فيه حتى يقطع مإكانه أو يشترط أنه يقطع في مإدة قبل أن تخرج الثمرة‬
‫التي تخرج بعده أو بعدمإا تخرج قبل أن يشكل أهي مإن الرهن الول أمأ‬
‫ل فإذا كان هذا جاز وإن ترك حتى تخرج بعده ثمرة ل يتميز حتى تعرف‬
‫ففيها قولن أحدهما أنه يفسد الرهن كما يفسد البيع لني ل‬

‫صفحة ‪991 :‬‬

‫أعرف الرهن مإن غير الرهن والثاني أن الرهن ل يفسد والقول قول‬
‫الراهن في قدر الثمرة المرهونه مإن المختلطة بها كما لو رهنه حنطة أو‬
‫تمرا فاختلطت بحنطة للراهن أو تمر كان القول قوله في قدر الحنطة التي‬
‫رهن مإع يمينه قال الربيع وللشافعي قول آخر في البيع أنه إذا باعه ثمرا‬
‫فلم يقبضه حتى حدثت ثمرة أخرى في شجرها ل تتميز الحادثة مإن المبيع‬
‫قبلها كان البائع بالخيار بين أن يسلم له الثمرة الحادثة مإع المبيع الول‬
‫فيكون قد زاده خيرا أو ينقض البيع لنه ل يدري كم باع مإما حدث مإن‬
‫الثمرة والرهن عندي مإثله فإن رضي أن يسلم مإا زاد مإع الرهن الول لم‬
‫يفسخ الرهن وإذا رهنه زرعا على أن يحصده إذا حل الحق بأي حال مإا‬
‫كان فيبيعه فإن كان الزرع يزيد بأن ينبت مإنه مإا لم يكن نابتا في يده‬
‫إذا تركه لم يجز الرهن لنه ل يعرف الرهن مإنه الخارج دون مإا يخرج‬
‫بعده فإن قال قائل مإا الفرق بين الثمرة تكون طلعا وبلحا صغارا ثم تصير‬
‫رطبا عظامإا وبين الزرع قيل الثمرة واحدة إل أنها تعظم كما يكبر العبد‬
‫المروهن بعد الصغر ويسمن بعد الهزال وإذا قطعت لم يبقى مإنها شيء‬
‫يستخلف والزرع يقطع أعله ويستخلف أسفله ويباع مإنه شيء قصلة بعد‬
‫قصلة فالخارج مإنه غير الرهن والزائد في الثمرة مإن الثمرة ول يجوز أن‬
‫يباع مإنه مإا يقصل إل أن يقصل مإكانه قصلة ثم تباع القصلة الخرى بيعة‬
‫أخرى وكذلك ليجوز رهنه إل كما يجوز بيعه وإذا رهنه ثمرة فعلى الراهن‬
‫سقيها وصلحها وجدادها وتشميسها كما يكون عليه نفقة العبد وإذا أراد‬
‫الراهن أن يقطعها قبل أوان قطعها أو أراد المرتهن ذلك مإنع كل واحد‬
‫مإنهما ذلك حتى يجتمعا عليه وإذا بلغت إبانها جبر الراهن على قطعها لن‬
‫ذلك مإن صلحها وكذلك لو أبي المرتهن جبر فإذا صارت تمرا وضعت‬
‫على يدي الموضوع على يديه الرهن أو غيره فإن أبى العدل الموضوع على‬
‫يديه بأن يتطوع أن يضعها في مإنزله إل بكراء قيل للراهن عليك لها مإنزل‬
‫تحرز فيه لن ذلك مإن صلحها فإن جئت به وإل يكترى عليك مإنها ول‬
‫يجوز أن يرتهن الرجل شيئا ليحل بيعه حين يرهنه إياه وإن كان يأتي عليه‬
‫مإدة يحل بعدها وهو مإثل أن يرهنه جنين المإة قبل أن يولد على أنها إذا‬
‫ولدته كان رهنا ومإثل أن يرهنه مإا ولدت أمإته أو مإاشيته أو مإا أخرجت‬
‫نخله على أن يقطعه مإكانه ول يجوز أن يرهنه مإا ليس مإلكه له بتامأ‬
‫وذلك مإثل أن يرهنه ثمرة قد بدا صلحها ليملكها بشراء ول أصول نخلها‬
‫وذلك مإثل أن يتصدق عليه وعلى قومأ بصفاتهم بثمرة نخل وذلك أنه قد‬
‫يحدث في الصدقة مإعه مإن ينقص مإن حقه ول يدري كم رهنه ول يجوز‬
‫أن يرهن الرجل الرجل جلود مإيته لم تدبغ لن ثمنها ليحل مإا لم تدبغ‬
‫ويجوز أن يرهنه‬

‫صفحة ‪992 :‬‬

‫إياها إذا دبغت لن ثمنها بعد دباغها يحل ول يرهنه إياه قبل الدباغ‬
‫ولو رهنه إياها قبل الدباغ ثم دبغها الراهن كانت خارجة مإن الرهن لن‬
‫عقدة رهنها كان وبيعها ليحل وإذا وهب للرجل هبة أو تصدق عليه‬
‫بصدقة غير مإحرمإة فرهنها قبل أن يقبضها ثم قبضها فهي خارجة مإن الرهن‬
‫لنه رهنها قبل يتم له مإلكها فإذا أحدث فيها رهنا بعد القبض جازت قال‬
‫وإذا أوصي له بعبد بعينه فمات الموصى فرهنه قبل أن تدفعه إليه الورثة‬
‫فإن كان يخرج مإن الثلث فالرهن جائز لنه ليس للورثة مإنعه إياه إذا خرج‬
‫مإن الثلث والقبض وغير القبض فيه سواء وللواهب والمتصدق مإنعه مإن‬
‫الصدقة مإا لم يقبض وإذا ورث مإن رجل عبدا ول وارث له غيره فرهنه‬
‫فالرهن جائز لنه مإالك للعبد بالميراث وكذلك لو أشتراه فنقد ثمنه ثم رهنه‬
‫قبل يقبضه وإذا رهن الرجل مإكاتبا له فعجز المكاتب قبل الحكم بفسخ‬
‫الرهن فالرهن مإفسوخ لني إنما انظر إلى عقد الرهن لإلى الحكم وإن‬
‫اشترى الرجل عبدا على أنه بالخيار ثلثا فرهنه فالرهن جائز وهو قطع‬
‫لخياره وإيجاب للبيع في العبد وإذا كان الخيار للبائع أو للبائع والمشتري‬
‫فرهنه قبل مإضي الثلث وقبل اختيار البائع إنفاد البيع ثم مإضت الثلث أو‬
‫اختار المشتري انفاذ البيع فالرهن مإفسوخ لنه انعقد ومإلكه على العبد غير‬
‫تامأ ولو أن رجلين ورثا رجل ثلثة أعبد فلم يقتسماهم حتى رهن أحدهما‬
‫عبدا مإن العبيد الثلثة أو عبدين ثم قاسم شريكه واستخلص مإنه العبد الذي‬
‫رهن أو العبدين كانت أنصافهما مإرهونه له لن ذلك الذي كان يملك‬
‫مإنهما وأنصافهما التي مإلك بعد الرهن خارجة مإن الرهن إل أن يجدد فيهما‬
‫رهنا ولو أستحق صاحب وصية مإنهما شيئا خرج مإا استحق مإنهما مإن الرهن‬
‫وبقي مإالم يستحق مإن أنصافهما مإرهونا قال الربيع وفيه قول آخر أنه إذا‬
‫رهن شيئا له بعضه ولغيره بعضه فالرهن كله مإفسوخ لن صفقة الرهن جمعة‬
‫شيئين مإا يملك ومإا ليملك فلما جمعتهما الصفقة بطلت كلها وكذلك في‬
‫البيع قال وهذا أشبه بجملة قول الشافعي لو أن رجل له أخ هو وارثه‬
‫فمات أخوه فرهن داره وهو ليعلم أنه مإات ثم قامإت البينة بأنه كان مإيتا‬
‫قبل رهن الدار كان الرهن باطل وليجوز الرهن حتى يرهنه وهو مإالك له‬
‫ويعلم الراهن أنه مإالك وكذلك لو قال قد وكلت بشراء هذا العبد فقد‬
‫رهنتكه إن كان اشترى لي فوجد قد اشترى له لم يكن رهنا قال فإن قال‬
‫المرتهن قد علم أنه قد صار له بميراث أو شراء قبل أن يرهنه احلف‬
‫الراهن فإن حلف فسخ الرهن وإن نكل فحلف المرتهن على مإا ادعى ثبت‬
‫الرهن وكذلك لو رأى شخصا ليثبته فقال إن كان هذا فلنا فقد رهنتكه‬
‫لم يكن رهنا وإن قبضه‬

‫صفحة ‪993 :‬‬


‫حتى يجدد له مإع القبض أو قبله أو بعده رهنا وهكذا إن رأى‬
‫صندوقا فقال قد كانت فيه ثياب كذا الثياب يعرفها الراهن والمرتهن فإن‬
‫كانت فيه فهي لك رهن فل تكون رهنا وإن كانت فيه وكذلك لو كان‬
‫الصندوق في يدي المرتهن وديعة وفيه ثياب فقال قد كنت جعلت ثيابي‬
‫التي كذا في هذا الصندوق فهي رهن فإن كانت فيه ثياب غيرها أو ثياب‬
‫مإعها فليس رهن فكانت فيه الثياب التي قال إنها رهن لغيرها فليست‬
‫برهن وهكذا لو قال قد رهنتك مإا في جرابي فأقبضه إياه والراهن ل يعرفه‬
‫لم يكن رهنا وهكذا إن كان الراهن يعرفه والمرتهن ليعرفه ول يكون الرهن‬
‫أبدا إل مإا عرفه الراهن والمرتهن وعلم الراهن أنه مإلك له يحل بيعه ول‬
‫يجوزأن يرهنه ذكر حق له على رجل لن ذكر الحق ليس بشيء يملك إنما‬
‫هو شهادة على رجل بشيء في ذمإته والشيء الذي في ذمإته ليس بعين‬
‫قائمة يجوز رهنها إنما ترهن العيان القائمة ثم ل يجوز حتى تكون مإعلومإة‬
‫عند الراهن والمرتهن مإقبوضة ولو أن رجل جائته بضاعة أو مإيراث كان‬
‫غائبا عنه ليعرف قدره فقبضه له رجل بأمإره أو بغير أمإره ثم رهنه المالك‬
‫القابض والمالك ليعرف قدرة لم يجز الرهن وإن قبضه المرتهن حتى يكون‬
‫عالما بما رهنه علم المرتهن وال أعلم‬
‫الزيادة في الرهن والشرط فيه‬
‫قال الشافعي رحمه ال وإذا رهن رجل رجل رهنا وقبضه المرتهن ثم أراد‬
‫أن يرهن ذلك الرهن مإن غير المرتهن أو فضل ذلك الرهن لم يكن ذلك‬
‫له وإن فعل لم يجز الرهن الخر لن المرتهن الول صار يملك أن يمنع‬
‫رقبته حتى تباع فيستوفى حقه ولو رهنه إياه بألف ثم سأل الراهن المرتهن‬
‫أن يزيده ألفا ويجعل الرهن الول رهنا بها مإع اللف الولى ففعل لم يجز‬
‫الرهن الخر وكان مإرهونا باللف الولى وغير مإرهون باللف الخره لنه كان‬
‫رهنا بكماله باللف الولى فلم يستحق باللف الخرة مإن مإنع رقبته على‬
‫سيده ول غرمإائه إل مإا استحق أول ول يشبه هذا الرجل يتكارى المنزل‬
‫سنة بعشرة ثم يتكاراه السنة التي تليها بعشرين لن السنة الولى غير السنة‬
‫الخرة ولو أنهدمأ بعد السنة الولى رجع بالعشرين التي هي حظ السنة‬
‫الخرة وهذا رهن واحد ليجوز الرهنان فيه إل مإعا ل مإفترقين ول أن يرهن‬
‫مإرتين بشيئين مإختلفين قبل أن يفسخ كما ليجوز مإرتين أن يتكارى رجل‬
‫دارا سنة بعشرة ثم يتكاراها تلك السنة بعينها بعشرين إل أن يفسخ الكراء‬
‫الول ول يبتاعها بمائة ثم يبتاعها بمائتين إل أن يفسخ البيع الول ويجدد‬
‫بيعا فإن أراد أن يصح له الرهن الخر مإع الول فسخ الرهن الول وجعل‬
‫الرهن بألفين ولو لم يفسخ الرهن وأشهد‬

‫صفحة ‪994 :‬‬

‫المرتهن أن هذا الرهن بيده بألفين جازت الشهادة وكان الرهن بألفين إذا‬
‫لم يعرف كيف كان ذلك فإذا تصادقا بأن هذا رهن ثان بعد الرهن الول‬
‫لم يفسخ لما وصفت وكان رهنا باللف وكانت اللف الخرى بغير رهن ولو‬
‫كانت لرجل على رجل ألف درهم فرهنه بها بعد شيئا جاز الرهن لنها‬
‫كانت غير واجبه عليه وكذلك لو زاده ألفا أخرى ورهنه بهما رهنا كان‬
‫الرهن جائزا ولو أعطاه ألفا ورهنه بها ثم قال له بعد الرهن اجعل لي‬
‫اللف التي قبل هذا رهنا مإعها ففعل لم يجز إل بما وصفت مإن فسخ‬
‫الرهن وتجديد رهن بهما مإعا ولو كانت لرجل على رجل ألف درهم بل‬
‫رهن ثم قال له زدني ألفا على أن ارهنك بهما مإعا رهنا يعرفانه ففعل كان‬
‫الرهن مإفسوخا لنه أسلفه الخرة على زيادة رهن في الولى ولو كان قال‬
‫بعني عبدا بألف على أن أعطيك بها وباللف التي لك علي بل رهن داري‬
‫رهنا ففعل كان البيع مإفسوخا وإذا شرط في الرهن هذا الشرط لم يجز‬
‫لنها زيادة في سلف أو حصة مإن بيع مإجهولة ولو أن رجل ارتهن مإن‬
‫رجل رهنا بألف وقبضه ثم زاده رهنا آخر مإع رهنه بتلك اللف كان الرهن‬
‫الول والخر جائزا لن الرهن الول بكماله باللف والرهن الخر زيادة مإعه‬
‫لم تكن للمرتهن حتى جعلها له الراهن فكان جائزا كما جاز أن يكون له‬
‫حق بل رهن ثم يرهنه به شيئا فيجوز‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫فالمعدود في هذه اليات كلها )وكنتم أزواجا ثلثة (‬
‫مإذكر وقد حذف في الية الولى والثانية‬

‫والثالثة والرابعة وأتي به مإوصوفا في الخامإسة وثبتت التاء في جميع ذلك‬


‫‪:‬وكذلك قوله تعالى‬

‫والقول بجواز حذف التاء في )ويحمل عرش ربك فوقهم يومإئذ ثمانية (‬
‫مإثل ذلك يحتاج إلى نقل‬

‫‪.‬ول يكاد يقدر عليه‬

‫وقال النووي في قوله صلى ال عليه وسلم‪) :‬بست مإن شوال(‪ :‬إنما‬
‫حذفت الهاء مإن ستة لن‬
‫العرب إنما تلتزمأ التيان بالهاء في المذكر الذي هو دون أحد عشر إذا‬
‫صرحت بلفظ المذكر‬

‫كقوله ال تعالى‪) :‬وثمانية أيامأ( فأمإا إذا لم يأتوا بلفظ المذكر فيجوز‬
‫‪ .‬إثبات الهاء وحذفها فتقول‪ :‬سومإزوكل ةظوفحم قوقحل عيمج‬

‫صمنا ستا ولبثنا عشرا وتريد اليامأ ونقله الفراء وابن السكيت وغيرهما‬
‫عن العرب ول‬

‫‪.‬يتوقف فيه إل جاهل غبي‬

‫والظاهر أن مإراده بما نقله الفراء وابن السكيت وغيرهما عن العرب ‪-‬‬
‫الحذف كما حكاه‬

‫الكسائي وأمإا التصريح بالوجهين عن العرب فمخالف لكلمأ سيبويه‬


‫والزمإخشري فينبغي أن‬

‫يتوقف فيه إذ ليس في كلمإه تصريح بنقله نعم‪ :‬جواز الوجهين قد ثبت‬
‫مإن كلمأ سيبويه كما‬

‫صفحة ‪995 :‬‬


‫باب مإا يفسد الرهن مإن الشرط‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى يروى عن أبي هريره رضي ال تعالى عنه‬
‫الرهن مإركوب ومإحلوب وهذا ليجوز فيه إل أن يكون الركوب والحلب‬
‫لمالكه الراهن لللمرتهن لنه إنما يملك الركوب والحلب مإن مإلك الرقبة‬
‫والرقبة غير المنفعة التي هي الركوب والحلب وإذا رهن الرجل الرجل عبدا‬
‫أو دارا أو غير ذلك فسكنى الدار وإجارة العبد وخدمإته للراهن وكذلك‬
‫مإنافع الرهن للراهن ليس للمرتهن مإنها شيء فإن شرط المرتهن على الراهن‬
‫أن له سكنى الدار أو خدمإة العبد أو مإنفعة الرهن أو شيئا مإن مإنفعة‬
‫الرهن مإا كانت أو مإن أي الرهن كانت دارا أو حيوانا أو غيره فالشرط‬
‫باطل وإن كان أسلفة ألفا على أن يرهنه بها رهنا وشرط المرتهن لنفسه‬
‫مإنفعة الرهن فالشرط باطل لن ذلك زيادة في السلف وإن كان باعه بيعا‬
‫بألف وشرط البائع للمشتري أن يرهنه بألفه رهنا وأن للمرتهن مإنفعة الرهن‬
‫فالشرط فاسد والبيع فاسد لن لزيادة مإنفعة الرهن حصة مإن الثمن غير‬
‫مإعروفة والبيع ليجوز إل بما يعرف أل ترى أنه لو رهنه دارا على أن‬
‫للمرتهن سكناها حتى يقضيه حقه كان له أن يقضيه حقه مإن الغد وبعد‬
‫سنين ول يعرف كم ثمن السكن وحصته مإن البيع وحصة البيع لتجوز إل‬
‫مإعروفة مإع فساده مإن أنه بيع وإجارة ولو جعل ذلك مإعروفا فقال ارهنك‬
‫داري سنة على أن لك سكناها في تلك السنة كان البيع والرهن فاسدا‬
‫مإن قبل أن هذا بيع وإجارة لأعرف حصة الجارة أل ترى أن الجارة لو‬
‫انتقضت بأن يستحق المسكن أو ينهدمأ فلو قلت تقومأ السكنى وتقومأ السلعة‬
‫المبيعة باللف فتطرح عنه حصة السكنى مإن اللف وأجعل اللف بيعا بهما‬
‫ول أجعل للمشتري خيارا دخل عليك أن شيئين مإلكا بألف فاستحق أحدهما‬
‫فلم تجعل للمشتري خيارا في هذا الباقي وهو لم يشتره إل مإع غيره أول‬
‫ترى أنك لو قلت بل أجعل له الخيار دخل عليك أن ينقص بيع الرقبة‬
‫بأن يستحق مإعها كراء ليس هو مإلك رقبة أل ترى أن المسكن إذا انهدمأ‬
‫في أول السنة فإن قومإت كراء السنة في أولها لم يعرف قيمة كراء آخرها‬
‫لنه قد يغلو ويرخص وإنما يقومأ كل شيء بسوق يومإه ول يقومأ مإا لم‬
‫يكن له سوق مإعلومأ فإن قلت بل أقومأ كل وقت مإضى وأترك مإا بقي‬
‫حتى يحضر فأقومإه قيل لك أفتجعل مإال هذا مإحتبسا في يد هذا إلى أجل‬
‫وهو لم يؤجله قال فإن شبه على أحد بأن نقول قد نجيز هذا في الكراء‬
‫إذا كان مإنفردا فيكترى مإنه المنزل سنة ثم ينهدمأ المنزل بعد شهر فيرده‬
‫عليه بما بقي قيل نعم ولكن حصة الشهر الذي أخذه مإعروفة لنا لنقومإه‬
‫إل بعدمإا يعرف بأن يمضى‬

‫صفحة ‪996 :‬‬

‫وليس مإعها بيع وهي إجارة كلها ولو رهن رجل رجل رهنا على أنه‬
‫ليس للمرتهن بيعه عند مإحل الحق إل بكذا أوليس له بيعه إل بعد ان‬
‫يبلغ كذا أو يزيد عليه أو ليس له بيعه إن كان رب الرهن غائبا أو ليس‬
‫له بيعه إل أن يأذن له فلن أو يقدمأ فلن أو ليس له بيعه إل بما‬
‫رضي الراهن أوليس له بيعه إن هلك الراهن قبل الجل أوليس له بيعه‬
‫بعدمإا يحل الحق إل بشهر كان هذا الرهن في هذا كله فاسدا ليجوز‬
‫حتى ليكون دون بيعه حائل عند مإحل الحق قال الشافعي ولو رهنه عبدا‬
‫على أن الحق إن حل والرهن مإربض لم يبعه حتى يصح أو أعجف لم‬
‫يبعه حتى يسمن أو مإا أشبه هذا كان الرهن في هذا كله مإفسوخا ولو‬
‫رهنه حائطا على أن مإا أثمر الحائط فهو داخل في الرهن أو أرضا على‬
‫أن مإا زرع في الرض فهو داخل في الرهن أو مإاشية على أن مإا نتجت‬
‫فهو داخل في الرهن كان الرهن المعروف بعينه مإن الحائط والرض والماشية‬
‫رهنا ولم يدخل مإعه ثمر الحائط ول زرع الرض ول نتاج الماشية إذا كان‬
‫الرهن بحق واجب قبل الرهن قال الربيع وفيه قول آخر إذا رهنه حائطا‬
‫على أن مإا أثمر الحائط فهو داخل في الرهن أو أرضا على أن مإا زرع‬
‫في الرض فهو داخل في الرهن فالرهن مإفسوخ كله مإن قبل أنه رهنه مإا‬
‫يعرف ومإا ليعرف ومإا يكون ومإا ليكون ول إذا كان يعرف قدر مإا يكون‬
‫فلما كان هكذا كان الرهن مإفسوخا قال الربيع الفسخ أولى به قال‬
‫الشافعي وهذا كرجل رهن دارا على أن يزيده مإعها دارا مإثلها أو عبدا‬
‫قيمته كذا غير أن البيع إن وقع على شرط هذا الرهن فسخ الرهن وكان‬
‫للبائع الخيار لنه لم يتم له مإا أشترط ولو رهنه مإاشية على أن لربها لبنها‬
‫ونتاجها أو حائطا على أن لربه ثمره أو عبدا على أن لسيده خراجه أو‬
‫دارا على أن لمالكها كراءها كان الرهن جائزا لن هذا لسيده وإن لم‬
‫يشترطه قال الشافعي كل شرط اشترطه المشتري على البائع هو للمشتري لو‬
‫لم يشترطه كان الشرط جائزا كهذا الشرط وذلك أنه له لو لم يشترطه‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫‪.‬سبق وإن كان أحدهما لي سيحد كلمأ العرب‬

‫وطعن بعضهم في حكاية الكسائي ول يلتفت إلى هذا الطعن مإع صحة‬
‫الحديث بمثله‬
‫ومإعاضدة الفراء وابن السكيت وغيرهما للكسائي وكل مإنهم إمإامأ وتوجيهها‪:‬‬
‫أنه لما ثبت‬

‫جواز‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد اليامأ والليالي جميعا كما سبق مإن كلمأ‬
‫سيبويه وكما دلت‬

‫عليه الية الكريمة ومإا ذاك إل لتغليب الليالي على اليامأ وجعل اليامأ‬
‫تابعة لليالي أجري عليها‬

‫هذا الحكم عند إرادة اليامأ وحدها كقولك‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد‬
‫اليامأ‪ .‬أو‪ :‬صمت‬

‫صفحة ‪997 :‬‬

‫جماع مإا يجوز أن يكون مإرهونا ومإا ليجوز‬


‫قال الشافعي رحمه ال الرهن المقبوض مإمن يجوز رهنه ومإن يجوز ارتهانه‬
‫ثلث أصناف صحيح وآخر مإعلول وآخر فاسد فأمإا الصحيح مإنه فكل مإا‬
‫كان مإلكه تامإا لراهنه ولم يكن الرهن جنى في عنق نفسه جناية ويكون‬
‫المجني عليه أحق برقبته مإن مإالكه حتى يستوفى ولم يكن الملك أوجب‬
‫فيه حقا لغير مإالكه مإن رهن ول إجارة ول بيع ول كتابة ول جارية أولدها‬
‫أو دبرها ول حقا لغيره يكون أحق به مإن سيده حتى تنقضي تلك المدة‬
‫فإذا رهن المالك هذا رجل وقبضه المرتهن فهذا الرهن الصحيح الذي لعلة‬
‫فيه وأمإا المعلول فالرجل يملك العبد أو المإة أو الدار فيجني العبد أو‬
‫المإة على آدمإي جناية عمدا أو خطأ أو يجنيان على مإال آدمإي فل يقومأ‬
‫المجني عليه ول ولي الجناية عليهما حتى يرهنهما مإالكهما ويقبضها المرتهن‬
‫فإذا ثبتت البينة على الجناية قبل الرهن أو أقر بها الراهن والمرتهن فالرهن‬
‫باطل مإفسوخ وكذلك لو أبطل رب الجناية الجناية عن العبد أو المإة أو‬
‫صالحه سيدهما مإنها على شيء كان الرهن مإفسوخا لن ولي الجناية كان‬
‫أولى بحق في رقابهما مإن مإالكهما حتى يستوفي حقه في رقابهما أرش‬
‫جنايته أو قيمة مإاله فإذا كان أولى بثمن رقابهما مإن مإالكهما حتى يستوفي‬
‫حقه في رقابهما لم يجز لمالكهما رهنهما ولو كانت الجناية تسوى دينارا‬
‫وهما يسويان ألوفا لم يكن مإا فضل مإنهما رهنا وهذا أكثر مإن أن يكون‬
‫مإالكهما رهنهما بشيء ثم رهنهما بعد الرهن بغيره فل يجوز الرهن الثاني‬
‫لنه يحول دون بيعهما وإدخال حق على حق صاحبهما المرتهن الول الذي‬
‫هو أحق به مإن مإالكهما وسواء ارتهنهما المرتهن بعد علمه بالجناية أو قبل‬
‫علمه بها أو قال ارتهن مإنك مإا يفضل عن الجناية أو لم يقله فليجوز‬
‫الرهن وفي رقابهما جناية بحال وكذلك ليجوز ارتهانهما وفي رقابهما رهن‬
‫بحال ول فضل مإن رهن بحال ولو رهن رجل رجل عبدا أو دارا بمائة‬
‫فقضاه إياها إل درهما ثم رهنه غيره لم تكن رهنا للخر لن الدار والعبد‬
‫قد ينقص ول يدرى كم انتقاصه يقل أو يكثر ولو رهن رجل رجل عبدا‬
‫أو أمإة فقبضهما المرتهن ثم أقر الراهن أنهما جنيا قبل الرهن جناية وادعى‬
‫ذلك ولي الجناية ففيها قولن أحدهما أن القول للراهن لنه يقر بحق في‬
‫عنق عبده ول تبرأ ذمإته مإن دين المرتهن وقيل يحلف المرتهن مإا علم‬
‫الجناية قبل رهنه فإذا حلف وأنكر المرتهن أو لم يقر بالجناية قبل رهنه‬
‫كان القول في إقرار الراهن بأن عبده جنى قبل أن يرهنه واحدا مإن قولين‬
‫أحدهما أن العبد رهن ول يؤخذ مإن مإاله شيء وإن كان مإوسرا لنه‬

‫صفحة ‪998 :‬‬

‫إنما أقر في شيء واحد بحقين لرجلين أحدهما مإن قبل الجناية والخر‬
‫مإن قبل الرهن وإذا فك مإن الرهن وهو له فالجناية في رقبته بإقرار سيده‬
‫إن كانت خطأ أو عمدا لقصاص فيها وإن كانت عمدا فيها قصاص لم‬
‫يقبل قوله على العبد إذا لم يقر بها والقول الثاني أنه إن كان مإوسرا أخذ‬
‫مإن السيد القل مإن قيمة العبد أو الجناية فدفع إلى المجني عليه لنه يقر‬
‫بأن في عنق عبده حقا أتلفه على المجني عليه لنه يقر بأن في عنق‬
‫عبده حقا أتلفه على المجني عليه برهنه إياه وكان كمن أعتق عبده وقد‬
‫جنى وهو مإوسر وقيل يضمن القل مإن قيمته أو الجناية وهو رهن بحاله‬
‫ول يجوز أن بخرج مإن الرهن وهو غير مإصدق على المرتهن وإنما أتلف‬
‫على المجني عليه لعلى المرتهن وإن كان مإعسرا فهو رهن بحاله ومإتى‬
‫خرج مإن الرهن وهو في مإلكه فالجناية في عنقه وإن خرج مإن الرهن ببيع‬
‫ففي ذمإة سيده القل مإن قيمته أو الجناية ولو شهد شاهد على جنايتهما‬
‫قبل الرهن والرهن عبدان حلف ولي المجني عليه مإع شاهده وكانت الجناية‬
‫أولى يهما مإن الرهن حتى يستوفى المجني عليه جنايته ثم يكون مإا فضل‬
‫مإن ثمنهما رهنا مإكانهما ولو أراده الراهن أن يحلف لقد جنيا لم يكن‬
‫ذلك له لن الحق بالجناية في رقابهم لغيره ول يحلف على حق غيره ولو‬
‫رهن رجل رجل عبدا فلم يقبضه حتى أقر بعتقه أو بجناية لرجل أو برهن‬
‫فيه قبل الرهن فإقراره جائز لن العبد لم يكن مإرهونا تامأ الرهن إنما يتم‬
‫الرهن فيه إذا قبض ولو رهنه العبد وقبضه المرتهن قم أقر الراهن بأنه‬
‫أعتقه كان أكثر مإن إقراره بأنه جنى جناية فإن كان مإوسرا أخذت مإنه‬
‫قيمته فجعلت رهنا وإن كان مإعسرا وأنكر المرتهن بيع له مإنه بقدر حقه‬
‫فإن فضل فضل عتق الفضل مإنه وإن برىء العبد مإن الرهن في مإلك المقر‬
‫بالعتق عتق وإن بيع فملكه سيده بأي وجه مإلكه عتق عليه لنه مإقر أنه‬
‫حر ولو رهنه جارية فقبضها ثم أقر بوطئها قبل الرهن فإن لم تأتي بولد‬
‫فهي رهن بحالها وكذلك لو قامإت بينة على وطئه إياها قبل الرهن لم‬
‫تخرج مإن الرهن حتى تأتي بولد فإذا جاءت بولد وقد قامإت بينة على‬
‫إقراره بوطئه إياها قبل الرهن خرجت مإن الرهن وإن أقر بوطئها قبل الرهن‬
‫وجاءت بولد لقل مإن ستة أشهر مإن يومأ كان الرهن فهو إبنه وهي خارجة‬
‫مإن الرهن قال الربيع قال أبو يعقوب البويطي وكذلك عندي إن جاءت بولد‬
‫لكثر مإا تلد له النساء وذلك لربع سنين ألحق به الولد وإن كان إقراره‬
‫بالوطء قبل الرهن قال الربيع وهو قولي أيضا قال الشافعي وإن جاءت بولد‬
‫لستة أشهر مإن يومأ كان الرهن أو أكثر فأقر الراهن بالوطء كان كإقرار‬
‫سيدها بعتقها أو أضعف وهي رهن بحالها ول تباع حتى تلد ولدها ولد حر‬

‫صفحة ‪999 :‬‬

‫بإقراره ومإتى مإلكها فهي أمأ ولد له ولو لم يقر المرتهن في جميع‬
‫المسائل ولم ينكر قيل أن أنكرت وحلفت جعلنا الرهن رهنك وإن لم‬
‫تحلف أحلفنا الراهن لكان مإا قال قبل رهنك وأخرجنا الرهن مإن الرهن‬
‫بالعتق والجارية بأنها أمأ ولد له وكذلك إن أقر فيها بجناية فلم يحلف‬
‫المرتهن على علمه كان المجني عليه أولى بها مإنه إذا حلف المجني عليه‬
‫أو وليه ولو اشترى أمإة فرهنها وقبضت ثم قال هو أو البائع إنك اشتريتها‬
‫مإني على شرط فذكر أنه كان الشراء على ذلك الشرط فاسدا كان فيها‬
‫قولن أحدهما أن الرهن مإفسوخ لنه ليرهن إل مإا يملك وهو لم يملك‬
‫مإا رهن وهكذا لو رهنها ثم أقر أنه غصبها مإن رجل أو باعه إياها قبل‬
‫الرهن وعلى الراهن اليمين بما ذكر للمرتهن وليس على المقر له يمين‬
‫والقول الثاني أن الرهن جائز بحاله ول يصدق على إفساد الرهن وفيما أقر‬
‫به قولن أحدهما أن يغرمأ للذي أقر له بأنه غصبها مإنه قيمتها فإن رجعت‬
‫إليه دفعت إلى الذي أقر له بها إن شاء ويرد القيمة وكانت إذا رجعت‬
‫إليه بيعا للذي أقر أنه باعها إياه ومإردودة على الذي أقر أنه اشتراها مإنه‬
‫شراء فاسدا قال الربيع وهذا أصح القولين قال الشافعي ولو رهن رجل رجل‬
‫عبدا أو أمإة قد ارتدا عن السلمأ وأقبضهما المرتهن كان الرهن فيهما‬
‫صحيحا ويستتابان فإن تابا وإل قتل على الردة وهكذا لو كانا قطعا الطريق‬
‫قتل إن قتل وهكذا لو كانا سرقا قطعا وهكذا لو كان عليهما حد أقيم‬
‫وهما على الرهن في هذا كله ليختلفان سقط عنهما الحد أو عطل بحال‬
‫لن هذا حق ل تعالى عليهما ليس بحق لدمإي في رقابهم وهكذا ولو أتيا‬
‫شيئا مإما ذكرت بعد الرهن لم يخرجا مإن الرهن بحال لو رهنهما وقد جنيا‬
‫جناية كان صاحب الجناية أولى بهما مإن السيد الراهن فإن أعفاهما أو‬
‫فداهما سيدهما أو كانت الجناية قليلة فبيع فيها أحدهما فليسا برهن مإن‬
‫قبل أن صاحب الجناية كان أحق بهما مإن المرتهن حين كان الرهن ولو‬
‫كانا رهنا وقبضا ثم جنيا بعد الرهن ثم برئا مإن الجناية بعفو مإن المجني‬
‫عليه أو وليه أو صلح أو أي وجه برئا مإن البيع فيهما كانا على الرهن‬
‫بحالهما لن أصل الرهن كان صحيحا وأن الحق في رقابهما قد سقط‬
‫عنهما ولو أن رجل دبر عبده ثم رهنه كان الرهن مإفسوخا لنه قد أثبت‬
‫للعبد عتقا قد يقع بحال قبل حلول الرهن فل يسقط العتق والرهن غير‬
‫جائز فإن قال قد رجعت في التدبير أو أبطلت التدبير ثم رهنه ففيها قولن‬
‫أحدهما أن يكون الرهن جائزا وكذلك لو قال بعد الرهن قد رجعت في‬
‫التدبير قبل أن أرهنه كان الرهن جائزا ولو قال بعد الرهن قد رجعت في‬
‫التدبير وأثبت الرهن لم يثبت إل بأن يجدد رهنا بعد‬

‫صفحة ‪1000 :‬‬

‫الرجوع في التدبير والقول الثاني أن الرهن غير جائز وليس له أن يرجع‬


‫في التدبير إل بأن يخرج العبد مإن مإلكه ببيع أو غيره فيبطل التدبير وإن‬
‫مإلكه ثانية فرهنه جاز رهنه لنه مإلكه بغير الملك الول ويكون هذا كعتق‬
‫إلى غاية ليبطل إل بأن يخرج العبد مإن مإلكه قبل أن يقع وهكذا المعتق‬
‫إلى وقت مإن الوقات ولو قال إن دخلت الدار فأنت حر ثم رهنه كان‬
‫هكذا ولو كان رهنه عبدا ثم دبره بعد الرهن كان التدبير مإوقوفا حتى يحل‬
‫الحق ثم يقال إن أردت إثبات التدبير فاقض الرجل حقه أو أعطه قيمة‬
‫العبد المدبر قضاء مإن حقه وإن لم ترده فارجع في التدبير بأن تبيعه فإن‬
‫أثبت الرجوع في التدبير بعد مإحل الحق أخذنا مإنك قيمته فدفعناها إليه فإن‬
‫لم نجدها بيع العبد المدبر حتى يقضي الرجل حقه وإنما يمنعني أن آخذ‬
‫القيمة مإنه قبل مإحل الحق أن الحق كان إلى اجل لو كان العبد سالما‬
‫مإن التدبير لم يكن للمرتهن بيعه ولم يكن التدبير عتقا واقعا ساعته تلك‬
‫وكان يمكن أن يبطل فتركت أخذ القيمة مإنه حنى يحل الحق فيكون الحكم‬
‫حينئذ ولو رهن رجل عبده ثم دبره ثم مإات الراهن المدبر فإن كان له‬
‫وفاء يقضي صاحب الحق حقه مإنه عتق المدبر مإن الثلث وإن لم يكن له‬
‫مإا يقضى حقه مإنه ولم يدع مإال إل المدبر بيع مإن المدبر بقدر الحق‬
‫فإن فضل مإنه فضل عتق ثلث مإا بقي مإن المدبر بعد قضاء صاحب الحق‬
‫حقه وإن كان مإا يقضي صاحب الحق بعض حقه قضيته وبيع له مإن العبد‬
‫الرهن المدبر بقدر مإا يبقى مإن دينه وعتق مإا يبقى مإنه في الثلث قال‬
‫الشافعي ولو رهن رجل رجل عبدا له قد أعتقه إلى سنة أو أكثر مإن سنة‬
‫كان الرهن مإفسوخا للعتق الذي فيه وهذا في حال المدبر أو أكثر حال‬
‫مإنه ليجوز الرهن فيه بحال ولو رهنه ثم أعتقه إلى سنة أو أكثر مإن سنة‬
‫كان القول فيه كالقول في العبد يرهنه ثم يدبره وإذا رهنه اشتراه شراء‬
‫فاسدا فالرهن باطل لنه لم يملك مإا رهنه ولو لم يرفع الراهن الحكم إلى‬
‫الحاكم حتى يملك العبد بعد فأراد إقراره على الرهن الول لم يكن ذلك‬
‫لها حتى يجددا فيه رهنا مإستقبل بعد الملك الصحيح ولو أن رجل رهن‬
‫رجل عبدا لرجل غائب حي أو لرجل مإيت وقبضه المرتهن ثم علم بعد‬
‫ذلك أن الميت أوصى به للراهن فالرهن مإفسوخ لنه رهنه ول يملكه ولو‬
‫قبله الراهن كان الرهن مإفسوخا ول يجوز حتى يرهنه وهو يملكه ولو لم‬
‫تقم بينة وادعى المرتهن أن الراهن رهنه إياه وهو يملكه كان رهنا على‬
‫المرتهن اليمين مإا رهنه مإنه إل وهو يملكه فإن نكل عن اليمين حلف‬
‫الراهن مإا رهنه وهو يملكه ثم كان الرهن مإفسوخا ولو رهن رجل رجل‬
‫عصيرا حلوا كان الرهن جائزا مإا بقي عصيرا بحاله فإن حال إلى‬

‫صفحة ‪1001 :‬‬

‫أن يكون خل أو مإزا أو شيئا ليسكر كثيره فالرهن بحاله وهذا كعبد‬
‫رهنه ثم دخله عيب أو رهنه مإعيبا فذهب عنه العيب أو مإريضا فصح‬
‫فالرهن بحاله ليتغير بتغير حاله لن بدن الرهن بعينه وإن حال إلى أن‬
‫يصير مإسكرا ليحل بيعه فالرهن مإفسوخ لنه حال إلى أن يصير حرامإا‬
‫ليصح بيعه كهو لو رهنه عبدا فمات العبد ولو رهنه عصيرا فصب فيه‬
‫الراهن خل أو مإلحا أو مإاء فصار خل كان رهنا بحاله ولو صار خمرا ثم‬
‫صب فيه الراهن خل أو مإلحا أو مإاء فصار خل خرج مإن الرهن حين‬
‫صار خمرا ولم يحل لمالكه تملكه ول تحل الخمر عندي وال تعالى أعلم‬
‫أبدا إذا فسدق بعمل آدمإي فإن صار العصير خمرا ثم صار خل مإن غير‬
‫صنعة آدمإي فهو رهن بحاله ول أحسبه يعود خمرا ثم يعود خل بغير صنعة‬
‫آدمإي إل بأن يكون في الصل خل فل ينظر إلى تصرفه فيما بين أن‬
‫كان عصيرا إلى أن كان خل ويكون إنقلبه عن الحلوة والحموضة مإنزلة‬
‫انقلب عنها كما انقلب عن الحلوة الولى إلى غيرها ثم يكون حكمه‬
‫حكم مإصيره إذا كان بغير صنعة آدمإي ولو تبايعا الراهن والمرتهن على أن‬
‫يرهنه عصيرا بعينه فرهنه إياه وقبضه ثم صار في يديه خمرا خرج مإن أن‬
‫يكون رهنا ولم يكن للبائع أن يفسخ البيع لفساد الرهن كما لو رهنه عبدا‬
‫فمات لم يكن له أن يفسخه بموت العبد ولو تبايعا على أن يرهنه هذا‬
‫العصير فرهنه إياه فإذا هو مإن ساعته خمر كان له الخيار لنه لم يتم له‬
‫الرهن ولو اختلفا في العصير فقال الراهن رهنتكه عصيرا ثم عاد في يديك‬
‫خمرا وقال المرتهن بل رهنتنيه خمرا ففيها قولن أحدهما أن القول قول‬
‫الراهن لن هذا يحدث كما لو باعه عبدا فوجد به عيبا يحدث مإثله فقال‬
‫المشتري بعتنيه وبه العيب وقال البائع حدث عندك كان القول قوله مإع‬
‫يمينه ومإن قال هذا القول قال بهراق الخمر ول رهن له والبيع لزمأ والقول‬
‫الثاني أن القول قول المرتهن لنه لم يقر له أنه قبض مإنه شيئا يحل‬
‫إرتهانه بحال لن الخمر مإحرمأ بكل حال وليس هذا كالعيب الذي يحل‬
‫مإلك العبد وهو به والمرتهن بالخيار في أن يكون حقه ثابتا بل رهن أو‬
‫يفسخ البيع إذا رهن الرجل الرجل الرهن على أن ينتفع المرتهن بالرهن إن‬
‫كانت دارا سكنها أو كانت دابة ركبها فالشرط في الرهن باطل ولو كان‬
‫اشترى مإنه على هذا فالبائع يالخيار في فسخ البيع أو إقراره بالرهن ول‬
‫شرط له له فيه ول يفسد هذا الرهن إن شاء المرتهن لنه شرط زيادة مإع‬
‫الرهن بطلت لالرهن قال الربيع وفيها قول آخر ان البيع إذا كان على‬
‫هذا الشرط فالبيع مإنتقض بكل حال وهو أصحهما قال الشافعي ول بأس‬
‫أن يرهن الرجل الرجل المإة ولها ولد صغير لن هذا ليس بتفرقة مإنه‬

‫صفحة ‪1002 :‬‬


‫الرهن الفاسد‬
‫قال الشافعي رحمه ال والرهن الفاسد أن يرتهن الرجل مإن الرجل مإكاتبه‬
‫قبل أن يعجز ولو عجز لم يكن على الرهن حتى يجدد له رهنا يقبضه‬
‫بعد عجزه ولو ارتهن مإنه أمأ ولده كان الرهن فاسدا في قول مإن ليبيع أمأ‬
‫الولد أو يرتهن مإن الرجل مإا ليحل له بيعه مإثل الخمر والميته والخنزير أو‬
‫يرتهن مإنه مإا ليملك فيقول أرهنك هذه الدار التي أنا فيها ساكن ويقبضه‬
‫إياها أو هذا العبد الذي هو في يدي عارية أو بإجارة ويقبضه إياه على‬
‫أني اشتريه ثم يشتريه فليكون رهنا ول يكون شيء رهنا حتى ينعقد الرهن‬
‫والقبض فيه مإعا والراهن مإالك له يجوز بيعه قبل الرهن ومإعه ولو عقد‬
‫الرهن وهو ليجوز له رهنه ثم أقبضه إياه وهو يجوز رهنه لم يكن رهنا‬
‫حتى يجنمع المإران مإعا وذلك مإثل أن يرهنه الدار وهي رهن ثم ينفسخ‬
‫الرهن فيها فيقبضه إياها وهي خارجة مإن الرهن الول فل يجوز الرهن فيها‬
‫حتى يحدث له رهنا يقبضها به وهي خارجة مإن أن تكون رهنا لرجل أو‬
‫مإلكا لغير الراهن ول يجوز أن يرهن رجل رجل ذكر حق له على رجل‬
‫قبل ذلك الذي عليه ذكر الحق أو لم يقبله لن إذكار الحقوق ليست‬
‫بعين قائمة للراهن فيرهنها المرتهن وإنما هي شهادة بحق في ذمإة الذي‬
‫عليه الحق فالشهادة ليست مإلكا والذمإة بعينها ليست مإلكا فل يجوز وال‬
‫تعالى أعلم أن يجوز الرهن فيها في قول مإن اجاز بيع الدين ومإن لم‬
‫يجزه أرأيت إن قضى الذي عليه ذكر الحق المرهون صاحب الحق حقه أمإا‬
‫يبرأ مإن الدين فإذا برىء مإنه انفسخ رهن المرتهن للدين بغير فسخه له ول‬
‫اقتضائه لحقه ول إبرائه مإنه ول يجوز أن يكون رهن إلى الراهن فسخه‬
‫بغير أمإر المرتهن فإن قيل فيتحول رهنه فيما اقتضى مإنه قيل فهو إذا رهنه‬
‫مإرة كتابا ومإرة مإال والرهن ليجوز إل مإعلومإا وهو إذا كان له مإال غائب‬
‫فقال أرهنك مإالي الغائب لم يجز حتى يقبض والمال كان غير مإقبوض حين‬
‫رهنه إياه وهو فاسد مإن حميع جهاته ولو أرتهن رجل مإن رجل عبدا وقبضه‬
‫ثم إن المرتهن رهن رجل أجنبيا العبد الذي ارتهن أو قال حقي في العبد‬
‫الذي ارتهنت لك رهن وأقبضه إياه لم يجز الرهن فيه لنه ليملك العبد‬
‫الذي ارتهن وإنما له شيء في ذمإة مإالكه جعل هذا الرهن وثيقة مإنه إذا‬
‫أداه المالك انفسخ مإن عنق هذا أو رأيت إن أدى الراهن الول الحق أو‬
‫أبرأه مإنه المرتهن أمإا ينفسخ الرهن قال فإن قال قائل فيكون الحق الذي‬
‫كان فيه رهنا إذا قبضه مإكانه قيل فهذا إذا مإع أنه رهن عبدا ليملكه‬
‫رهن مإرة في عبد وأخرى في دنانير بل رضا المرتهن الخر أرأيت لو رهن‬
‫رجل‬

‫صفحة ‪1003 :‬‬

‫رجل عبدا لنفسه ثم أراد أن يعطي المرتهن مإكان العبد خيرا مإنه وأكثر‬
‫ثمنا أكان ذلك له فإن قال ليس هذا له فإذا كان هذا هكذا لم يجز أن‬
‫يرهن عبدا لغيره وإني كان رهنا له لنه إذا اقتضاه مإا فيه خرج مإن الرهن‬
‫وإن لم يقبض مإرتهنه مإاله فيه وإن قال رجل لرجل قد رهنتك أول عبد لي‬
‫يطلع علي أو أي عبد وجدته في داري فطلع عليه عبد له أو وجد عبدا‬
‫في داره فأقبضه إياه فالرهن مإفسوخ ل يجوز الرهن حتى ينعقد على شيء‬
‫بعينه وكذلك مإا خرج مإن صدفي مإن اللؤلؤ وكذلك مإا خرج مإن حائطي‬
‫مإن الثمر وهو لثمر فيه فالرهن في هذا كله مإفسوخ حتى يجدد له رهنا‬
‫بعد مإا يكون عينا تقبض ولو قال رهنتك أي دوري شئت أو أي عبيدي‬
‫شئت فشاء بعضهم وأقبضه إياه لم يكن رهنا بالقول الول حتى يجدد فيه‬
‫رهنا ولو رهن رجل رجل سكنى دار له مإعروفة وأقبضه إياها لم يكن رهنا‬
‫لن السكنى ليست بعين قائمة مإحتبسة وأنه لو حبس المسكن لم يكن فيه‬
‫مإنفعة للحابس وكان فيه ضرر على الرهن ولو قال رهنتك سكنى مإنزلي يعني‬
‫يكريه ويأخذ كراءه كان إنما رهنه شيئا ليعرفه يقل ويكثر ويكون ول يكون‬
‫ولو قال أرهنك سكنى مإنزلي يعني يسكنه لم يكن هذا كراء جائزا ول رهنا‬
‫لن الرهن مإالم ينتفع المرتهن مإنه إل بثمنه فإن سكن على هذا الشرط‬
‫فعليه كراء مإثل السكنى الذي سكن ولو كان لرجل عبدا فرهنه مإن رجل‬
‫ثم قال لرجل آخر قد رهنتك مإن عبدي الذي رهنت فلنا مإا فضل عن‬
‫حقه ورضي بذلك المرتهن الول وسلم العبد فقبضه المرتهن الخر أو لم‬
‫يرض وقد قبض المرتهن الخر الرهن أو لم يقبضه فالرهن مإنتقض لنه لم‬
‫يرهنه ثلثا ول ربعا ول جزءا مإعلومإا مإن عبد وإنما رهنه مإا ليدرى كم هو‬
‫مإن العبد ول كم هو مإن الثمن ول يجوز الرهن على هذا وهو رهن‬
‫للمرتهن الول ولو رهن رجل رجل عبدا بمائة ثم زاده مإائة وقال إجعل لي‬
‫الفضل عن المائة الولى رهنا بالمائة الخرة ففعل كان العبد مإرهونا بالمائة‬
‫الولى ول يكون مإرهونا بالمائة الخرى وهي كالمسألة قبلها ولو أقر الراهن‬
‫أن العبد ارتهن بالمائتين مإعا في صفقة واحدة وادعى ذلك المرتهن أو أن‬
‫هذين الرجلين ارتهنا العبد مإعا بحقيهما وسمياه وادعيا ذلك مإعا أجزت ذلك‬
‫فإذا أقر أنه رهنه رهنا بعد رهن لم يقبل ولم يجز الرهن قال ولو كانت‬
‫لرجل على رجل مإائة فرهنه بها دارا ثم سألة أن يزيدة رهنا فزاده رهنا غير‬
‫الدار وأقبضه إياه فالرهن جائز وهذا كرجل كان له على رجل حق بل رهن‬
‫ثم رهنه به رهنا وأقبضه إياه فالرهن جائز وهو خلف المسألتين قبلها ولو‬
‫أن رجل رهن رجل دارا بألف فأقر المرتهن لرجل غيره أن هذا الدار رهن‬

‫صفحة ‪1004 :‬‬

‫بينه وبينه بألفين هذه اللف وألف سواها فأقر الراهن بألف لهذا المدعي‬
‫الرهن المقر له المرتهن بل رهن وأنكر الراهن فالقول قول رب الرهن‬
‫واللف التي لم يقر فيها بالرهن عليه بل رهن في هذا الرهن والولى‬
‫بالرهن الذي أقر به ولو كان المرتهن أقر أن هذه الدار بينه وبين رجل‬
‫ونسب ذلك إلى أن اللف التي بإسمه بينه وبين الذي أقر له لزمإه إقراره‬
‫وكانت اللف بينهما نصفين وهو كرجل له على رجل حق فأقر أن ذلك‬
‫الحق لرجل غيره فذلك الحق لرجل غيره على مإا أقر به ولو دفع رجل‬
‫إلى رجل حقا فقال لقد رهنتكه بما فيه وقبضه المرتهن ورضي كان الرهن‬
‫بما فيه إن كان فيه شيء مإنفسخا مإن قبل أن المرتهن ليدري مإافيه أرأيت‬
‫لو لم يكن فيه شيء أو كان فيه شيء لقيمة له فقال المرتهن قبلته وأنا‬
‫أرى أن فيه شيئا ذا ثمن ألم يكن ارتهن مإا لم يعلم والرهن ليجوز إل‬
‫مإعلومإا وكذلك جراب بما فيه وخريطة بما فيها وبيت بما فيه مإن المتاع‬
‫ولو رهنه في هذا كله الحق دون مإافيه أو قال الحق ولم يسمي شيئا‬
‫كان الحق رهنا وكذلك البيت دون مإا فيه وكذلك كل مإا سمي دون مإافيه‬
‫وكان المرتهن بالخيار في فسخ الرهن والبيع إن كان عليه أو إرتهان الحق‬
‫دون مإا فيه وهذا في أحد القولين والقول الثاني أن البيع إن كان عليه‬
‫مإفسوخ بكل حال فأمإا الخريطة فل يجوز الرهن فيها إل بأن يقول دون مإا‬
‫فيها لن الظاهر مإن الحق والبيت أن لهما قيمة والظاهر مإن الخريطة أن‬
‫لقيمة لها وإنما يراد بالرهن مإا فيها قال ولو رهن رجل مإن رجل نخل‬
‫مإثمرا ولم يسمي الثمر فالثمر خارج مإن الرهن كان طلعا أو بسرا أو كيف‬
‫كان فإن كان قد خرج طلعا كان أو غيره فاشترطه المرتهن مإع النخل فهو‬
‫جائز وهو رهن مإع النخل لنه عين ترى وكذلك لو ارتهن الثمر بعد مإا‬
‫خرج ورؤى جاز الرهن وله تركه في نخله حتى يبلغ وعلى الراهن سقيه‬
‫والقيامأ بما لبد له مإنه مإما ليثبت إل به ويصلح في شجره إل به كما‬
‫يكون عليه نفقة عبده إذا رهنه ولو رهن رجل رجل نخل لثمرة فيها على‬
‫ان مإا خرج مإن ثمرها رهن أو مإاشية لنتاج مإعها على أن مإا نتجت رهن‬
‫كان الرهن في الثمرة والنتاج فاسدا لنه ارتهن شيئا مإعلومإا وشيئا مإجهول‬
‫ومإن أجاز هذا في الثمرة لزمإه وال أعلم أن يجيز أن يرهن الرجل الرجل‬
‫مإا أخرجت نخله العامأ ومإا نتجت مإاشيته العامأ ولزمإه أن يقول أرهنك مإا‬
‫حدث لي مإن نخل أو مإاشية أو ثمرة نخل أو أولد مإاشية وكل هذا‬
‫ليجوز فإن ارتهنه على هذا فالرهن فاسد وإن اخذ مإن الثمرة شيئا فهو‬
‫مإضمون عليه حتى يرد مإثله وكذلك ولد الماشية أو قيمته إن لم يكن له‬
‫مإثل ول يفسد الرهن في النخل والماشية التي هي بأعيانها بفساد مإا شرط‬
‫مإعها في‬

‫صفحة ‪1005 :‬‬

‫قول مإن أجاز أن برهنه عبدين فيجد أحدهما حرا أو عبدا أو زق‬
‫خمر فيجيز الجائز ويرد المردود مإعه وفيها قول آخر أن الرهن كله يفسد‬
‫في هذا كما يفسد في البيوع ليختلف فإذا جمعت صفقة الرهن شيئين‬
‫أحدهما جائز والخر غير جائز فسدا مإعا وبه أخذ الربيع وقال هو أصح‬
‫القولين قال الشافعي وإذا رهن الرجل رجل كلبا لم يجز لنه لثمن له‬
‫وكذلك كل مإا ليحل بيعه ليجوز رهنه ولو رهنه جلود مإيته لم تدبغ لم‬
‫يجز الرهن ولو دبغت بعد لم يجز فإن رهنه إياها بعد مإا دبغت جاز‬
‫الرهن لن بيعها في تلك الحال يحل ولو ورث رجل مإع ورثة غيب دارا‬
‫فرهن حقه فيها لم يجز حتى يسميه نصفا أو ثلثا أو سهما مإن أسهم فإذا‬
‫سمى ذلك وقبضه المرتهن جاز وإذا رهن الرجل الرجل شيئا على أنه إن‬
‫لم يأت بالحق عند مإحله فالرهن بيع للمرتهن فالرهن مإفسوخ والمرتهن فيه‬
‫اسوة الغرمإاء ول يكون بيعا له بما قال لن هذا لرهن ول بيع كما يجوز‬
‫الرهن أو البيع ولو هلك في يدي المرتهن قبل مإحل الجل لم يضمنه‬
‫المرتهن وكان حقه بحاله كما ليضمن الرهن الصحيح ول الفاسد وإن هلك‬
‫بعد مإحل الجل في يديه ضمنه بقيمته وكانت قيمته حصصا بين أهل الحق‬
‫لنه في يديه ببيع فاسد ولو كان هذا الرهن الذي فيه هذا الشرط أرضا‬
‫فبني فيها قبل مإحل الحق قلع بناءه مإنها لنه بنى قبل أن يجعله بيعا‬
‫فكان بانيا قبل أن يؤذن له بالبناء فلذلك قلعه ولو بناها بعد مإحل الحق‬
‫فالبقعة لراهنها والعمارة للذي عمر مإتى أعطى صاحب البقعة قيمة العمارة‬
‫قائمة أخرجه مإنها وليس له أن يخرجه بغير قيمة العمارة لن بنائه كان‬
‫بإذنه على البيع الفاسد ول يخرج مإن بنائه إل بإذن رب البقعة إل بقيمته‬
‫قائما وإذا دفع الرجل إلى الرجل المتاع ثم قال كل مإا اشتريت مإنك أو‬
‫اشترى مإنك فلن في يومإين أو سنتين أو أكثر أو على البد فهذا المتاع‬
‫مإرهون به فالرهن مإفسوخ ول يجوز الرهن حتى يكون مإعلومإا بحق مإعلومأ‬
‫وكذلك لو دفعه إليه رهنا بعشرة عن نفسه أو غيره ثم قال كل مإا كان‬
‫لك علي مإن حق فهذا المتاع مإرهون به مإع العشرة أو كل مإا صار لك‬
‫علي مإن حق فهذا مإرهون لك به كان رهنا بالعشرة المعلومإة التي قبض‬
‫عليها ولم يكن مإرهونا بما صار له عليه وعلى فلن لنه كان غير مإعلومأ‬
‫حين دفع الرهن به فإن هلك المتاع في يدي المدفوع في يديه قبل أن‬
‫يشترى مإنه شيئا أو يكون له على فلن شيء أو بعد فهو غير مإضمون‬
‫عليه كما ليضمن الرهن الصحيح ول الفاسد إذا هلك ولو أنه دفع إليه‬
‫دارا رهنها بألف ثم ازداد مإنه ألفا فجعل الدار وهنا بألفين كانت الدار‬
‫رهنا باللف الولى ولم تكن رهنا باللف الخرة وإن كان عليه دين بيعت‬
‫الدار فبدى المرتهن باللف‬

‫صفحة ‪1006 :‬‬

‫الولى مإن ثمن الدار وحاص الغرمإاء باللف الخرة في ثمن الدار وفي‬
‫مإال إن كان للغريم سواها فإذا أراد أن يصح له أن تكون الدار رهنا‬
‫بألفين فسخ الرهن الول ثم استأنف أن تكون مإرهونة بألفين ولو رهنه إياها‬
‫بالف ثم تقادا على أنها رهن بألفين ألزمإتهما إقرارهما لن الرهن الول‬
‫مإفسوخ وتجدد فيها رهن صحيح بألفين وإذا كان القرار ألزمإته صاحبه قال‬
‫وإذا رهن الرجل الرجل مإا يفسد مإن يومإه أو غده أو بعد يومإين أو ثلثة‬
‫أو مإدة قصيرة ول ينتفع به يابسا مإثل البقل والبطيخ والقثاء والموز ومإا‬
‫أشبهه فإن كان الحق حال فل بأس بارتهانه ويباع على الراهن وإن كان‬
‫الرهن إلى أجل يتباقى إليه فل يفسد فل بأس وإن كان إلى أجل يفسد‬
‫إليه الرهن كرهنه ولم أفسخه وإنما مإنعني مإن فسخه أن للراهن بيعه قبل‬
‫مإحل الحق على أن يعطى صاحب الحق حقه بل شرط وإن الراهن قد‬
‫يموت مإن ساعته فيباع فإن تشارطا في الرهن أن ليبيعه إلى أن يحل الحق‬
‫أو أن الراهن إن مإات لم يبعه إلى يومأ كذا وهو يفسد إلى تلك المدة‬
‫فالرهن مإفسوخ ولو رهنه مإا يصلح بعد مإدة مإثل اللحم الرطب ييبس‬
‫والرطب ييبس ومإا أشبهه كان الرهن جائزا لأكرهه بحال ولم يكن للمرتهن‬
‫تيبيسه حتى يأذن بذلك الراهن فإن سأل المرتهن في المسائل كلها بيع‬
‫الرهن خوف فساده إذا لم يأذن للمرتهن بتيبيس مإا يصلح للتيبيس مإنه لم‬
‫يكن ذلك له إل أن يأذن الراهن وكذلك كرهت رهنه وإن لم أفسخه قال‬
‫الشافعي رحمه ال وإذا رهن الرجل الرجل الجارية حبلى فولدت أو غير‬
‫حبلى فحبلت ولدت فالولد خارج مإن الرهن لن الرهن في رقبة الجارية‬
‫دون مإا يحدث مإنها وهكذا إذا رهنه الماشية مإخاضا فنتجت أو غير‬
‫مإخاض فمخضت ونتجت فالنتاج خارج مإن الرهن وكذلك لو رهنه شاة فيها‬
‫لبن فاللبن خاج مإن الرهن لن اللبن غير الشاة قال الربيع وقد قيل اللبن‬
‫إذا كان فيها حين رهنها فهو رهن مإعها كما يكون إذا باعها كان اللبن‬
‫لمشتريها وكذلك نتاج الماشية إذا كانت مإخاضا وولد الجارية إذا كانت‬
‫حبلى يومأ يرهنها فما حدث بعد ذلك مإن اللبن فليس برهن قال الشافعي‬
‫ولو رهنه جارية عليها حلي كان الحلي خارجا مإن الرهن وهكذا لو رهنه‬
‫نخل أو شجرا فأثمرت كانت الثمرة خارجة مإن الرهن لنها غير الشجرة‬
‫قال وأصل مإعرفة هذا أن للمرتهن حقا في رقبة الرهن دون غيره ومإا‬
‫يحدث مإنه مإما قد يتميز مإنه غيره وهكذا لو رهنه عبدا فاكتسب العبد‬
‫كان الكسب خارجا مإن الرهن لنه غير العبد والولد والنتاج واللبن وكسب‬
‫الرهن كله للراهن ليس للمرتهن أن يحبس شيئا عنه وإذا رهن الرجل الرجل‬
‫عبدا فدفعه‬

‫صفحة ‪1007 :‬‬

‫إليه فهو على يديه رهن ول يمنع سيده مإن أن يؤجره مإمن شاء فإن‬
‫شاء المرتهن أن يحضر إجارته حضرها وإن أراد سيده أن يخدمإه خلى بينه‬
‫وبينه فإذا كان الليل أوى إلى الذي هو على يديه وإن أراد سيده إخراجه‬
‫مإن البلد لم يكن له إخراجه إل بإذن المرتهن وهكذا إن أراد المرتهن‬
‫إخراجه مإن البلد لم يكن له إخراجه مإنه وإذا مإرض العبد أخذ الراهن‬
‫بنفقته وإذا مإات أخذ بكفنه لنه مإالكه دون المرتهن وأكره رهن المإة إل‬
‫أن توضع على يدي إمإرأة ثقة لئل يغب عليها رجل غير مإالكها ول أفسخ‬
‫رهنها إن رهنها فإن كان لرجل الموضوعه على يديه أهل أقررتها عندهم وإن‬
‫لم يكن عنده نساء وسأل الراهن أن ليخلو الذي هي على يديه بها‬
‫أقررتها رهنا ومإنعت الرجل غير سيدها المغب عليها لن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم نهى أن يخلو الرجل بإمإرأة وقلت تراضيا بامإرأة تغب عليها وإن‬
‫أراد سيدها أخذها لتخدمإه لم يكن له ذلك لئل يخلو بها خوف أن يحبلها‬
‫فإن لم يرد ذلك الراهن فيتواضعانها على يدي إمإرأة بحال وإن لم يفعل‬
‫جبرا على ذلك ولو شرط السيد للمرتهن أن تكون على يديه أو يد رجل‬
‫غيره ولأهل لواحد مإنهما ثم سأل إخراجها أخرجتها إلى إمإرأة ثقة ولم أجز‬
‫أبدا أن يخلو بها رجل غير مإالكها وعلى سيد المإة نفقتها حية وكفنها مإيته‬
‫وهكذا إن رهنه دابة تعلف فعليه علفها وتأوي إلى المرتهن أو إلى الذي‬
‫وضعت على يديه ول يمنع مإالك الدابة مإن كرائها وركوبها وإذا كان في‬
‫الرهن در ومإركب فللراهن حلب الرهن وركوبه أخبرنا سفيان عن العمش عن‬
‫أبي صالح عن أبي هريره قال الرهن مإركوب ومإحلوب قال الشافعي يشبه‬
‫قول أبي هريرة وال تعالى أعلم أن مإن رهن ذات در وظهر لم يمنع‬
‫الراهن درها وظهرها لن له رقبتها وهي مإحلوبه ومإركوبة كما كانت قبل‬
‫الرهن ول يمنع الراهن برهنه إياها مإن الدر والظهر الذي ليس هو الرهن‬
‫بالرهن الذي هو غير الدر والظهر وهكذا إذا رهنه مإاشية راعية فعلى ربها‬
‫رعيها وله حلبها ونتاجها وتأوي إلى المرتهن أو الموضوعة على يديه وإذا‬
‫رهنه مإاشية وهو في بادية فأجدب مإوضعها وأراد المرتهن حبسها فليس ذلك‬
‫له ويقال له إن رضيت أن ينتجع بها ربها وإل جبرت على أن تضعها‬
‫على يدي عدل ينتجع بها إذا طلب ذلك ربها وإذا أراد رب الماشية‬
‫النجعة مإن غير جدب والمرتهن المقامأ قيل لرب الماشية ليس لك إخراجها‬
‫مإن البلد الذي رهنتها به إل مإن ضرر عليها ول ضرر عليها فوكل برسلها‬
‫مإن شئت وإن أراد المرتهن النجعة مإن غير جدب قيل له ليس لك‬
‫تحويلها مإن البلد الذي ارتهنتها وهو بحضرة مإالكها إل مإن ضرورة فتراضيا‬
‫مإن شئتما مإمن يقيم‬

‫صفحة ‪1008 :‬‬

‫في الدار مإا كانت غير مإجدبة فإن لم يفعل جبرا على رجل تأوي إليه‬
‫وإن كانت الرض التي رهنها بها غير مإجدبة وغيرها أخصب مإنها لم يجبر‬
‫واحد مإنهما على نقلها مإنها فإن أجدبت فاختلفت نجعتهما إلى بلدين‬
‫مإشتبهين في الخصب فسأل رب الماشية أن تكون مإعه وسأل المرتهن أن‬
‫تكون مإعه قيل إن اجتمعتما مإعا ببلد فهي مإع المرتهن أو الموضوعة على‬
‫يديه وإن اختلفت داركما فاختلفتما جبرتما على عدل تكون على يديه في‬
‫البلد الذي ينتجع إليه رب الماشية لينتفع برسلها وأيهما دعا إلى بلد فيه‬
‫عليها ضرر لم يجب عليه لحق الراهن في رقابها ورسلها وحق المرتهن في‬
‫رقابها وإذا رهنه مإاشية عليها صوف أو شعر أو وبر فإن أراد الراهن أن‬
‫يجزه فذلك له لن صوفها وشعرها ووبرها غيرها كاللبن والنتاج وسواء كان‬
‫الدين حال أو لم يكن أو قامأ المرتهن ببيعه أو لم يقم كما يكون ذلك‬
‫سواء في اللبن قال الربيع وقد قيل إن صوفها إذا كان عليها يومأ رهنها‬
‫فهو رهن مإعها ويجز ويكون مإعها مإرهونا لئل يختلط به مإا يحدث مإن‬
‫الصوف لن مإا يحدث للراهن قال الشافعي وإذا رهنه دابة أو مإاشية فأراد‬
‫أن ينزى عليها وأبى ذلك المرتهن فليس ذلك للمرتهن فإن كان رهنه مإنها‬
‫ذكرنا فأراد أن ينزيها فله أن ينزيها لن إنزائها مإن مإنفعتها ول نقص فيه‬
‫عليها وهو يملك مإنافعها وإذا كان فيها مإا يركب ويكرى لم يمنع أن‬
‫يكربه ويعلفه وإذا رهنه عبدا فأراد الرهن أن يزوجه أو أمإة فأراد أن يزوجها‬
‫فليس ذلك له لن ثمن العبد أو المإة ينتقص بالتزويج ويكون مإفسدة لها‬
‫بينة وعهدة فيها وكذلك العبد ولو رهنه عبدا أو أمإة صغيرين لم يمنع أن‬
‫يعذرهما لن ذلك سنة فيهما وهو صلحهما وزيادة في أثمانهما وكذلك لو‬
‫عرض لهما مإا يحتاجان فيه إلى فتح العروق وشرب الدواء أو عرض‬
‫للدواب مإا تحتاج به إلى علج البياطرة مإن توديج وتبزيغ وتعريب ومإا أشبهه‬
‫لم يمنعه وإن امإتنع الراهن أن يعالجها بدواء أو غيره لم يجبر عليه فإن‬
‫قال المرتهن أنا أعالجها وأحسبه على الراهن فليس ذلك له وهكذا إن‬
‫كانت مإاشية فجربت لم يكن للمرتهن أن يمنع الراهن مإن علجها ولم يجبر‬
‫الراهن على علجها ومإا كان مإن علجها ينفع ول يضر مإثل أن يملحها أو‬
‫يدهنها في غير الحر بالزيت أو يمسحها بالقطران مإسحا خفيفا أو بسعط‬
‫الجارية أو الغلمأ أو يمرخ قدمإيه أو يطعمه سويقا قفارا أو مإا أشبه هذا‬
‫فتطوع المرتهن بعلجها به لم يمنع مإنه ولم يرجع على الراهن به ومإا كان‬
‫مإن علجها ينفع أو يضر مإثل فتح العروق وشرب الدوية الكبار التي قد‬
‫تقتل فليس للمرتهن علج العبد ول الدابة وإن فعل وعطبت صمن إل أن‬
‫يأذن السيد له به وإذا كان الرهن أرضا لم يمنع الراهن مإن أن يزرعها‬
‫الزرع‬

‫صفحة ‪1009 :‬‬

‫الذي يقلع قبل مإحل الحق أو مإعه وفيما لينبت مإن الزرع قبل مإحل‬
‫الحق قولن أحدهما أن يمنع الراهن في قول مإن ليجيز بيع الرض مإنزرعه‬
‫دون الزرع مإن زرعها مإا ينبت فيها بعد مإحل الحق وإذا تعدى فزرعها بغير‬
‫إذن المرتهن مإا ينبت فيها بعد مإحل الحق لم يقلع زرعه حتى يأتي مإحل‬
‫الحق فإن قضاه ترك زرعه وإن بيعت الرض مإزروعه فبلغت وفاء حقه لم‬
‫يكن له قلع زرعه وإن لم تبلغ وفاء حقه إل بأن يقلع الزرع أمإر بقلعه‬
‫إل أن يجد مإن يشتريها مإنه بحقه على أن يقلع الزرع ثم يدعه إن شاء‬
‫مإتطوعا وهذا في قول مإن أجاز بيع الرض مإزروعه والقول الثاني ليمنع مإن‬
‫زرعها بحال ويمنع مإن غراسها وبنائها إل أن يقول أنا أقلع مإا أحدثت إذا‬
‫جاء الجل فل يمنعه وإذا رهنه الرض فأراد أن يحدث فيها عينا أو بئرا‬
‫فإن كانت العين أو البئر تزيد فيها أو لتنقص ثمنها لم يمنع ذلك وإن‬
‫كانت تنقص ثمنها ول يكون فيما يقى مإنها عوض مإن نقص مإوضع البئر‬
‫أو العين بأن يصير إذا كانا فيه أقل ثمنا مإنه قبل يكونان فيه مإنعه وإن‬
‫تعدى في عمله فهو كما قلت في الزرع ليدفن عليه حتى يحل الحق ثم‬
‫يكون القول فيه القول في الزرع والغراس وهكذا كلما أراد أن يحدث في‬
‫الرض المرهونة إن كان لينقصها لم يمنعه وإن كان ينقصها مإنعه مإا يبقى‬
‫ول يكون مإا أحدث فيها داخل في الرهن إل أن يدخله الراهن فكان إذا‬
‫أدخله لم ينقص الرهن لم يمنعه وإن كان ينقصه مإنعه وإذا رهنه نخل لم‬
‫يمنعه أن يأبرها ويصرمإها يعني يقطع جريدها وكرانيفها وكل شيء أنتفع به‬
‫مإنها ليقتل النخل ول ينقص ثمنه نقصا بينا ويمنع مإا قتل النخل وأضر به‬
‫مإن ذلك وإن رهنه نخل في الشربة مإنه نخلت فأراد تحويلهن إلى مإوضع‬
‫غيره وامإتنع المرتهن سئل أهل العلم بالنخل فإن زعموا أن الكثر لثمن‬
‫الرض والنخل أن يتركن لم يكن له تحويلهن وإن زعموا أن الكثر لثمن‬
‫الرض والنخل أن يحول بعضهن ولو ترك مإات لنهن إذا كان بعضهن مإع‬
‫بعض قتله أو مإنع مإنفعته حول مإن الشربة حتى يبقى فيها ومإال يضر بعضه‬
‫بعضا وإن زعموا أن لو حول كله كان خيرا للرض في العاقبة وأنه قد‬
‫ليثبت لم يكن لرب الرض أن يحوله كله لنه قد ليثبت وإنما له أن‬
‫يحول مإنه مإا لنقص في تحويله على الرض لو هلك كله وهكذا لو أراد‬
‫أن يحول مإساقيه فإن لم يكن في ذلك نقص النخل أو الرض ترك وإن‬
‫كان فيه نقص الرض أو النخل أو هما لم يترك فإن كانت في الشربة‬
‫نخلت فقيل الكثر لثمن الرض أن يقطع بعضهن ترك الراهن وقطعه وكان‬
‫جميع النخلة المقطوعة جذعها وجمارها رهنا بحاله وكذلك قلوبها ومإا كان‬
‫مإن جريدها لو كانت قائمة لم يكن لرب النخلة قطعها وكان مإا سوى ذلك‬
‫مإن ثمرها‬

‫صفحة ‪1010 :‬‬

‫وجريدها الذي لو كانت قائمة كان لرب النخلة نزعه مإن كرانيف وليف‬
‫لرب النخلة خارجا مإن الرهن وإذا قلع مإنها شيئا فثبته في الرض التي هي‬
‫رهن فهو رهن فيها لن الرهن وقع عليه وإذا أخرجه إلى أرض غيرها لم‬
‫يكن ذلك له إن كان له ثمن وكان عليه أن يبيعه فيجعل ثمنه رهنا أو‬
‫يدعه بحاله ولو قال المرتهن في هذا كله للراهن اقلع الضرر مإن نخلك‬
‫لم يكن ذلك عليه لن حق الراهن بالملك أكثر مإن حق المرتهن بالرهن‬
‫قال الشافعي وإذا رهنه أرضا لنخل فيها فأخرجت نخل فالنخل خارج مإن‬
‫الرهن وكذلك مإا نبت فيها ولو قال المرتهن له اقلع النخل ومإا خرج قيل‬
‫إن أدخله في الرهن مإتطوعا لم يكن عليه قلعها بكل حال لنها تزيد‬
‫الرض خيرا فإن قال ل أدخلها في الرهن لم يكن عليه قلعها حتى يحل‬
‫الحق فإن بلغت الرض دون النخل حق المرتهن لم يقلع النخل وإن لم‬
‫تبلغه قيل لرب النخل إمإا أن توفيه حقه بما شئت مإن أن تدخل مإن‬
‫الرض النخل أو بعضه وإمإا أن تقلع عنه النخل وإن فلس بديون الناس‬
‫والمسألة بحالها بيعت الرض بالنخل ثم قسم الثمن على أرض بيضاء بل‬
‫نخل وعلى مإا بلغت قيمة الرض والنخل فأعطى مإرتهن الرض مإا أصاب‬
‫الرض والغرمإاء ومإا أصاب النخل وهكذا لو كان هو غرس النخل أو‬
‫أحدث بناء بالرض وهكذا جميع الغراس والبناء والزرع ولو رهنه أرضا ونخل‬
‫ثم اختلفا فقال الراهن قد نبت في هذه الرض تحل لم أكن رهنتكه وقال‬
‫المرتهن مإا نبت فيه إل مإا كان في الرهن أريه أهل العلم به فإن قالوا‬
‫قد ينبت مإثل هذا النخل بعد الرهن كان القول قول الراهن مإع يمينه ومإا‬
‫نبت خارج مإن الرهن ول ينزع حتى يحل الحق ثم يكون القول فيه كما‬
‫وصفت فإن قالوا لينبت مإثل هذا في هذا الوقت لم يصدق وكان داخل‬
‫في الرهن ليصدق إل على مإا يكون مإثله وإذا ادعى أنه غراس لبوساطة‬
‫مإنبت سئلوا أيضا فإن كان يمكن أن يكون مإن الغراس مإا قال فهو خارج‬
‫مإن الرهن وإن لم يكن يمكن فهو داخل في الرهن ولو كان مإا اختلفا‬
‫فيه بنيانا فإن كانت جائت عليه مإدة يمكن أن يكون يبنى في مإثلها بحال‬
‫فالقول قول الراهن وإن كانت لم تأتي عليه مإدة يمكن أن يكون يبنى في‬
‫مإثلها بحال فالبناء داخل في الرهن وإن كانت جائت عليه مإدة يمكن أن‬
‫يكون بعض البناء فيها وبعض ليمكن أن يكون فيها كان البناء البناء الذي‬
‫ليمكن أن يكون فيها داخل في الرهن والبناء الذي يمكن أن يكون فيها‬
‫خارجا مإن الرهن مإثل أن يكون جدار طوله عشرة أذرع يمكن أن يكون‬
‫أساسه وقدر ذراع مإنه كان قبل الرهن ومإا فوق ذلك يمكن أن يكون بعد‬
‫الرهن وإذا رهنه شجرا صغارا فكبر فهو رهن بحاله لنه رهنه بعينه‬

‫صفحة ‪1011 :‬‬

‫وكذلك لو رهنه ثمرا صغارا فبلغ كان رهنا بحاله وإذا رهنه أرضا ونخل‬
‫فانقطعت عينها أو انهدمإت ودثر مإشربها لم يجبر الراهن أن يصلح مإن‬
‫ذلك شيئا ولم يكن للمرتهن أن يصلحه على أن يرجع به على الراهن كان‬
‫الراهن غائبا أو حاضرا وإن أصلحه فهو مإتطوع بإصلحه وإن أراد إصلحه‬
‫بشيء يكون صلحا مإرة وفسادا أخرى فليس له أن يصلح به وعليه الضمان‬
‫إن فسد به لنه مإتعد بما صنع مإنه وإذا رهنه عبدا أو أمإة فغاب الراهن‬
‫أو مإرض فأنفق عليهما فهو مإتطوع ول تكون له النفقة حتى يقضي بها‬
‫الحاكم على الغائب ويجعلها دينا عليه لنه ليحل أن تمات ذوات الرواح‬
‫بغير حق ول حرج في إمإاتت مإا لروح فيه مإن أرض ونبات والدواب‬
‫ذوات الرواح كلها كالعبيد إذا كانت مإما تعلف فإن كانت سوائم رعيت‬
‫ولم يؤمإر بعلفها لن السوائم هكذا تتخذ ولو تساوكت هزل وكان الحق‬
‫حال فللمرتهن أخذ الراهن ببيعها وإن كان الحق إلى أجل فقال المرتهن‬
‫مإروا الراهن بذبحها فيبيع لحومإها وجلودها لم يكن ذلك على الراهن لن‬
‫ال عزوجل قد يحدث لها الغيث فيحسن حالها به ولو أصابها مإرض جرب‬
‫أو غيره لم يكلف علجها لن ذلك قد يذهب بغير العلج ولو أجدب‬
‫مإكانها حتى تبين ضررة عليها كلف ربها النجعة بها إذا كانت النجعة‬
‫مإوجودة لنهاء إنما تتخذ على النجعة ولو كان بمكانها عصم مإن عضاه‬
‫تماسك بها وإن كانت النجعة خيرا لها لم يكلف صاحبها النجعة بها لنها‬
‫لتهلك على العصم ولو كانت الماشية أوارك أو خميصة أو غوداي‬
‫فاستؤنيت مإكانها فسأل المرتهن الراهن أن ينتجع بها إلى مإوضع غيره لم‬
‫يكن ذلك له على الراهن لن المرض قد يكون مإن غير المرعى فإذا كان‬
‫المرعى مإوجودا لم يكن عليه إبدالها غيره وكذلك الماء وإن كان غير‬
‫مإوجود كلف النجعة إذا قدر عليها إل أن يتطوع أن يعلفها فإذا ارتهن‬
‫الرجل العبد وشرط مإاله رهنا كان العبد رهنا ومإا قبض مإن مإاله رهن ومإا‬
‫لم يقبض خارجا مإن الرهن‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫خمسا إذ ل يمكن إرادة الليالي في الصومأ وصار اليومأ‬
‫كأنه مإندرج تحت اسم الليلة وجزء مإنها‬

‫فيدل عليه باسمها سواء أريدت حقيقة ذلك السم مإن الليلة واليومأ تابع‬
‫لها أمأ لم ترد واقتصر‬

‫‪.‬على إرادة مإا يتبعها وهو اليومأ‬

‫ونقل أبو حيان أنه يقال‪ :‬صمت خمسة وأنه فصيح‪ .‬وهذا إن صح ل‬
‫يعارض قول سيبويه‬

‫والزمإخشري لنهما إنما قال فيما يمكن إرادة الليالي واليامأ جميعا ول‬
‫شك أنه عند إراتهما تغلب‬

‫الليالي فيضعف التذكير وأمإا عند إرادة المذكر فقط فالتذكير وإثبات الهاء‬
‫هو الصل والحذف‬

‫صفحة ‪1012 :‬‬

‫ضمان الرهن‬
‫قال الشافعي رحمه ال أخبرنا ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن ابن‬
‫شهاب عن ابن المسيب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ليغلق‬
‫الرهن الرهن مإن صاحبه الذي رهنه له غنمه وعليه غرمإه قال الشافعي أخبرنا‬
‫الثقة عن يحيى بن أبي أنيسة عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي‬
‫هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم مإثله أو مإثل مإعناه ليخالفه قال‬
‫الشافعي وبهذا نأخذ وفيه دليل على أن جميع مإا كان رهنا غير مإضمون‬
‫على المرتهن لن رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ قال الرهن مإن صاحبه‬
‫الذي رهنه فمن كان مإنه شيء فضمانه مإنه لمإن غيره ثم زاد فأكد له‬
‫فقال له غنمه وعليه غرمإه وغنمه سلمإته و زيادته وغرمإه عطبه ونقصه فل‬
‫يجوز فيه إل أن يكون ضمانه مإن مإالكه لمإن مإرتهنه أل ترى أن رجل لو‬
‫ارتهن مإن رجل خاتما بدرهم يسوى درهما فهلك الخاتم فمن قال يذهب‬
‫درهم المرتهن بالخاتم كان قد زعم أن غرمإه على المرتهن لن درهمه ذهب‬
‫به وكان الراهن بريئا مإن غرمإه لنه قد أخذ ثمنه مإن المرتهن ثم لم يغرمأ‬
‫له شيئا وأحال مإا جاء عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وقوله وال‬
‫تعالى أعلم ليغلق الرهن ليستحقه المرتهن بأن يدع الراهن قضاء حقه عند‬
‫مإحله ول يستحق مإرتهنه خدمإته ول مإنفعة فيه بإرتهانه إياه مإنفعته لراهن لن‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم قال هو مإن صاحبه الذي رهنه ومإنافعه مإن غنمه‬
‫وإذا لم يخص رسول ال صلى ال عليه وسلم رهنا دون رهن فل يجوز‬
‫أن يكون مإن الرهن مإضمون ومإنه غير مإضمون لن الشياء لتعدوا أن تكون‬
‫أمإانة أوفى حكمها فما ظهر هلكه وخفي مإن المإانة سواء أو مإضمونه فما‬
‫ظهر هلكه وخفي مإن المضمون سواء ولو لم يكن في الرهن خبر يتبع مإا‬
‫جاز في القياس إل أن يكون غير مإضمون لن صاحبه دفعه غير مإغلوب‬
‫عليه وسلط المرتهن على حبسه ولم يكن له إخراجه مإن يديه حتى يوفيه‬
‫حقه فيه فل وجه لن يضمن مإن قبل أنه إنما يضمن مإا تعدى الحابس‬
‫بحبسه مإن غصب أو بيع عليه تسليمه فل يسلمه أو عارية مإلك النتفاع‬
‫بها دون مإالكها فيضمنها كما يضمن السلف والرهن ليس في شيء مإن هذه‬
‫المعاني فإذا رهن الرجل الرجل شيئا فقبضه المرتهن فهلك الرهن في يدي‬
‫القابض فل ضمان عليه والحق ثابت كما كان قبل الرهن قال الشافعي‬
‫ليضمن المرتهن ول الموضوع على يديه الرهن مإن الرهن شيئا إل فيما‬
‫يضمنان فيه الوديعة والمإانات مإن التعدى فإن تعديا فيه فهما ضامإنان ومإا‬
‫لم يتعديا فالرهن بمنزلة المإانة فإذا دفع الراهن إلى المرتهن الرهن ثم‬

‫صفحة ‪1013 :‬‬

‫سأله الراهن أن يرده إليه فامإتنع المرتهن فهلك الرهن في يديه لم‬
‫يضمن شيئا لن ذلك كان له وإذا قضى الراهن المرتهن الحق أو أحاله به‬
‫على غيره ورضي المرتهن بالحوالة أو أبرأه المرتهن مإنه بأي وجه كان مإن‬
‫البراءه ثم سأله الرهن فحبسه عنه وهو يمكنه أن يؤديه إليه فهلك الرهن‬
‫في يدي المرتهن فالمرتهن ضامإن لقيمة الرهن بالغة مإا بلغت إل أن يكون‬
‫الرهن كيل أو وزنا يوجد مإثله فيضمن مإثل مإا هلك في يديه لنه مإتعد‬
‫بالحبس وإن كان رب الرهن آجره فسأل المرتهن أخذه مإن عند مإن آجره‬
‫ورده إليه فلم يمكنه ذلك أو كان الرهن غائبا عنه بعلم الراهن فهلك في‬
‫الغيبة بعد برأة الرهن مإن الحق وقبل تمكن المرتهن أن يرده لم يضمن‬
‫وكذلك لو كان عبدا فأبقى أو جمل فشرد ثم برىء الراهن مإن الحق لم‬
‫يضمن المرتهن لنه لم يحبسه ورده يمكنه والصحيح مإن الرهن والفاسد في‬
‫أنه غير مإضمون سواء كما تكون المضاربة الصحيحة والفاسدة في أنها غير‬
‫مإضمونه سواء ولو شرط الراهن على المرتهن أنه ضامإن للرهن إن هلك كان‬
‫الشرط باطل كما لو قارضه أو أودعه فشرط أنه ضامإن كان الشرط باطل‬
‫وإذا دفع الراهن الرهن على أن المرتهن ضامإن فالرهن فاسد وهو غير‬
‫مإضمون إن هلك وكذلك إذا ضاربه على أن المضارب ضامإن فالمضاربه‬
‫فاسدة غير مإضمونه وكذلك لو رهنه وشرط له إن لم يأته بالحق إلى كذا‬
‫فالرهن له بيع فالرهن فاسد والرهن لصاحبه الذي رهنه وكذلك إن رهنه دارا‬
‫بألف على أن يرهنه أجنبي داره إن عجزت دار فلن عن حقه أو حدث‬
‫فيها حدث ينقص حقه لن الدار الخره مإرة رهن ومإرة غير رهن ومإرهونه‬
‫بما ليعرف ويفسد الرهن لنه إنما زيد مإعه شيء فاسد ولو كان رهنه داره‬
‫بألف على أن يضمن له المرتهن داره إن حدث فيها حدث فالرهن فاسد‬
‫لن الراهن لم يرض بالرهن إل على أن يكون له مإضمونا وإن هلكت الدار‬
‫لم يضمن المرتهن شيئا‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫ورد في الحديث وحكاه الكسائي فالوجهان فيه فصيحان‬
‫بخلف القسم الول فإن الحذف فيه‬

‫أفصح هذا إن ثبت‪ :‬صمنا خمسة كما ادعاه أبو حيان ولعله أخذه مإن‬
‫ابن عصفور فإن‬

‫‪.‬ثبت ذلك صريحا مإن كلمأ غيره وإل فليتوقف فيه‬

‫وقال شيخنا ابو مإحمد الدمإياطي‪ :‬سقوط الهاء في )ست مإن شوال( مإع‬
‫سقوط المعدود أو‬
‫ثبوت الهاء في )ستة( مإع ثبوت اليامأ هو المحفوظ الفصيح وورد في‬
‫بعض الطرق المتقدمإة‬

‫للدراوردي وحفص بن غياث ثبوت الهاء في‪) :‬ستة مإن شوال( مإع سقوط‬
‫اليامأ وهو غريب‬

‫غير صحيح ول فصيح‪ .‬انتهى مإا قاله وذكر ذلك في فضل إتباع رمإضان‬
‫بست مإن شوال‬

‫صفحة ‪1014 :‬‬

‫التعدي في الرهن‬
‫قال الشافعي رحمه ال وإذا دفع الرجل إلى الرجل مإتاعا له رهنا فليس‬
‫له أن يخرجه مإن البلد الذي ارتهنه به إل بإذن سيده فإن أخرجه بغير‬
‫إذن سيد المتاع فهلك فهو ضامإن لقيمته يومأ أخرجه لنه يومأ إذن تعدى‬
‫فيه فإذا أخذت قيمته مإنه خير صاحب المتاع أن تكون قصاصا مإن حقه‬
‫عليه أو تكون مإرهونة حتى يحل حق صاحب الحق ولو أخرجه مإن البلد‬
‫ثم رده إلى صاحبه ولم يفسخ الرهن فيه برء مإن الضمان وكان له قبضه‬
‫بالرهن فإن قال صاحب المتاع دفعته إليك وأنت عندي أمإين فتغيرت أمإانتك‬
‫بتعديك بإخراجك إياه فأنا مإخرجه مإن الرهن لم يكن له إخراجه مإن الرهن‬
‫وقيل إن شئت أن تخرجه إلى عدل تجتمع أنت وهو على الرضا به‬
‫أخرجناه إل أن يشاء أن يقره في يديه وهكذا لو لم يتعد بإخراجه فتغيرت‬
‫حاله عما كان عليه إذ دفع الرهن إليه إمإا بسوء حال في دينه أو إفلس‬
‫ظهر مإنه ولو امإتنع المرتهن في هذه الحالت مإن أن يرضى بعدل يقومأ‬
‫على يديه جبر على ذلك لتغيره عن حاله حين دفع إليه إذا أبى الراهن‬
‫أن يقره في يديه وإن لم يتغير المرتهن عن حاله بالتعدي ول غيره مإما‬
‫يغير المإانه وسأل الراهن أن يخرج مإن يديه الرهن لم يكن ذلك له وهكذا‬
‫الرجل يوضع على يديه الرهن فيتغير حاله عن المإانة فأيهما دعا إلى إخراج‬
‫الرهن مإن يديه كان له الراهن لنه مإاله أو المرتهن لنه مإرهون بماله ولو‬
‫لم يتغير حاله فدعا أحدهما إلى إخراجه مإن يديه لم يكن له ذلك إل‬
‫باجتماعهما عليه ولو اجتمعا على اخراجه مإن يديه فأخرجاه ثم أراد رب‬
‫الرهن فسخ الرهن لم يكن له فسخه أو أراد المرتهن قبضه لم يكن له‬
‫وإن كان أمإينا لن الراهن لم يرض أمإانته وإذا دعوا إلى رجل بعينه فتراضيا‬
‫به أو اثنين او أمإرأة فلهما وضعه على يدي مإن تراضيا به وإن اختلفا‬
‫فيمن يدعوان إليه قيل لهما اجتمعا فإن لم يفعل اختار الحاكم الفضل مإن‬
‫كل مإن دعا واحد مإنهما إليه إن كان ثقة فدفعه إليه وإن لم يكن واحدا‬
‫مإمن دعوا إليه ثقة قيل ادعوا إلى غيره فإن لم يفعل اختار الحاكم له ثقه‬
‫فدفعه إليه وإذا أراد العدل الذي على يديه الرهن الذي هو غير الراهن‬
‫والمرتهن رده بل عله أو لعلة والمرتهن والراهن حاضران فله ذلك ول يجبر‬
‫على حبسه وإن كانا غائبين أو أحدهما لم يكن له إخراجه مإن يدي نفسه‬
‫فإن فعل بغير أمإر الحاكم فهلك ضمن وإن جاء الحاكم فإن كان له عذر‬
‫أخرجه مإن يديه وذلك أن يبدو له سفر أو يحدث له وإن كان مإقيما‬
‫شغل أو علة وإن لم يكن له عذر أمإره بحبسه إن كانا قريبا حتى يقدمإا‬
‫أو يوكل فإن كانا بعيدا لم أر عليه أن يضطره‬

‫صفحة ‪1015 :‬‬

‫إلى حبسه وإنما هي وكاله وكل بها بل مإنفعة له فيها ويسأله ذلك فإن‬
‫طابت نفسه بحبسه وإل أخرجه إلى عدل وغيره وتعدى العدل الموضوع على‬
‫يديه الرهن في الرهن وتعدى المرتهن سواء يضمن مإما يضمن مإنه المرتهن‬
‫إذا تعدى فإذا تعدى فأخرج الرهن فتلف ضمن وإن تعدى المرتهن و الرهن‬
‫مإوضوع على يدي العدل فأخرج الرهن ضمن حتى يرده على يدي العدل‬
‫فإذا رده على يدي العدل برىء مإن الضمان كما يبرأ مإنه لو رده إلى‬
‫الراهن لن العدل وكيل الراهن وإذا أعار الموضوع على يديه الرهن فهلك‬
‫فهو ضامإن لنه مإتعد والقول في قيمته قوله مإع يمينه فإن قال كان الرهن‬
‫لؤلؤة صافية وزنها كذا قيمتها كذا قومإت بأقل مإا تقع عليه تلك الصفة‬
‫ثمنا وأردئه فإن كان مإا ادعى مإثله أو أكثر قبل قوله وإن ادعى مإا‬
‫ليكون مإثله لم يقبل قوله وقومإت تلك الصفة على أقل مإا تقع عليه ثمنا‬
‫وأردئه يغرمإه مإع يمينه وهكذا إن مإات فأوصى بالرهن إلى غيره كان ليهما‬
‫شاء إخراجه لنهما رضيا أمإانته ولم يجتمعا على الرضا بأمإانة غيره وإن كان‬
‫مإن أسند ذلك إليه إذا غاب أو عند مإوته ثقة ويجتمعان على مإن تراضيا‬
‫أو ينصب لهما الحاكم ثقة كما وصفت وإذا مإات المرتهن فإن كان ورثته‬
‫بالغين قامإوا مإقامإهخ وإن كان فيهم صغير قامأ الوصي مإقامإه وإن لم يكن‬
‫وصي ثقة قامأ الحاكم مإقامإه في أن يصير الرهن على يدي ثقة‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫وجمع فيه طرق الحديث الوارد فيها فرواه مإن نيف‬
‫وستين طريقا ليس فيها ثبوت التاء مإع‬

‫سقوط المعدود إل مإن الطريقين اللذين ذكرهما وهو غلط مإن بعض‬
‫الرواة الذين ل يتقنون لفظ‬

‫‪.‬الحديث‬

‫وذكر الواحدي وغيره مإن المفسرين أن سقوط التاء مإن قوله تعالى‪:‬‬
‫)يتربصن بأنفسهن أربعة‬

‫‪.‬أشهر وعشرا( لتغليب الليالي على اليامأ‪ .‬انتهى‬

‫هذا كله في اليامأ والليالي أمإا إذا كان المعدود مإذكرا أو مإؤنثا غيرها‬
‫فل وجه إل مإطابقة‬

‫القاعدة الصلية مإن إثبات التاء في المذكر وحذفها في المؤنث ذكرت‬


‫المعدود أو حذفته قال‬

‫تعالى‪) :‬فاستشهدوا عليهن أربعة مإنكم( وقال تعالى‪) :‬سيقولون ثلثة رابعهم‬
‫كلبهم ويقولون‬

‫خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامإنهم كلبهم( وقال‬
‫تعالى‪) :‬مإا يكون مأ‬
‫ثلثة إل رابعهم ول خمسة إل هو سادسهم( و قال تعالى‪) :‬عليها تسعة‬
‫‪:‬عشر( وقال تعالى‬

‫فالمعدود في هذه اليات كلها مإذكر وقد حذف )وكنتم أزواجا ثلثة (‬
‫في الية الولى والثانية‬

‫والثالثة والرابعة وأتي به مإوصوفا في الخامإسة وثبتت التاء في جميع ذلك‬


‫‪:‬وكذلك قوله تعالى‬

‫صفحة ‪1016 :‬‬

‫بيع الرهن ومإن يكون الرهن على يديه‬


‫قال الشافعي رحمه ال وإذا ارتهن الرجل مإن الرجل العبد وشرط عليه أن‬
‫له إذ حل حقه أن يبيعه لمن يجز له بيعه إل بأن يحضر رب العبد أو‬
‫يوكل مإعه ول يكون وكيل بالبيع لنفسه فإن باع لنفسه فالبيع مإردود بكل‬
‫حال ويأتي الحاكم حتى يأمإر مإن يبيع ويحضره وعلى الحاكم إذا ثبت عنده‬
‫بينة أن يأمإر رب العبد أن يبيع فإن إمإتنع أمإر مإن يبيع عليه وإذا كان‬
‫الحق إلى أجل فتعدى الموضوع على يديه الرهن فباعه قبل مإحل الحق‬
‫فالبيع مإردود وهو ضامإن لقيمته إن فات ول يكون الدين حال كان البائع‬
‫المرتهن أو عدل الرهن على يديه ول يحل الحق المؤجل بتعدي بائع له‬
‫وكذلك لو تعدى بأمإر الراهن ولو كان الرهن على يدي عدل لحق له في‬
‫المال ووكله الراهن والمرتهن ببيعه كان له أن يبيعه مإالم يفسخا وكالته‬
‫وأيهما فسخ وكالته لم يكن له البيع بعد فسخ الوكالة وببيع الحاكم على‬
‫الراهن إذا سأل ذلك المرتهن وإذا باع الموضوع على يديه الرهن بإذن‬
‫الراهن والمرتهن والحاكم بالبيع بما ليتغابن أهل البصر به فالبيع مإردود‬
‫وكذلك إن باع الحاكم بذلك فبيعه مإردود وإذا باع بما يتغابن الناس بمثله‬
‫بإذن الراهن والمرتهن بالبيع فالبيع لزمأ وإن وجد أكثر مإما باع به ولو باع‬
‫بشيء يجوز فلم يفارق بيعه حتى يأتيه مإن يزيده قبل الزيادة ورد البيع فإن‬
‫لم يفعل فبيعه مإردود لنه قد باع له بشيء قد وجد أكثر مإنه وله الرد‬
‫وإذا حل الحق وسأل الراهن بيع الرهن وأبى ذلك المرتهن أو المرتهن وأبى‬
‫الراهن أمإرهما الحاكم بالبيع فإن امإتنعا أمإر عدل فباع وإذا أمإر القاضي‬
‫عدل فباع أو كان الرهن على يدي غير المرتهن فباع بأمإر الراهن والمرتهن‬
‫فهلك الثمن لم يضمن البائع شيئا مإن الثمن الذي هلك في يديه وإن سأل‬
‫الموضوع على يديه الرهن البائع أجر مإثله لم يكن له لنه كان مإتطوعا‬
‫بذلك كان مإمن يتطوع مإثله أو ليتطوع ول يكون له أجر إل بشرط وليس‬
‫للحاكم إن كان يجد عدل يبيع إذا أمإره مإتطوعا أن يجعل لغيره أجرا وإن‬
‫كان عدل في بيعه ويدعو الراهن والمرتهن بعدل وأيهما جاءه بعدل يتطوع‬
‫ببيع الرهن أمإره ببيعه وطرح المؤنه وإن لم يجده استأجر على الرهن مإن‬
‫يبيعه وجعل أجره في ثمن الرهن لنه مإن صلح الرهن إل أن يتطوع به‬
‫الراهن أو المرتهن وإذا تعدى البائع بحبس الثمن بعد قبضه إياه أو باعه‬
‫بدين فهرب المشتري أو مإا أشبه هذا ضمن قيمة الرهن قال أبو يعقوب‬
‫وأبو مإحمد عليه في حبس الثمن مإثله وفي بيعه بالدين قيمته قال الشافعي‬
‫وإذا بيع الرهن فالمرتهن أولى بثمنه حتى يستوفى حقه فإن لم يكن فيه‬
‫وفاء حقه حاص غرمإاء الراهن بما بقي مإن مإاله غير مإرهون وإذا أراد أن‬
‫يحاصهم قبل‬

‫صفحة ‪1017 :‬‬

‫أن يباع رهنه لم يكن له ذلك ووقف مإال غريمه حتى يباع رهنه ثم‬
‫يحاصهم بما فضل عن رهنه وإن هلك رهنه قبل أن يباع أو ثمنه قبل أن‬
‫يقبضه حاصهم بجميع رهنه وإذا بيع الرهن لرجل فهلك ثمنه فثمنه مإن‬
‫الراهن حتى يقبضه المرتهن وهكذا لو بيع مإا لغرمإائه بطلبهم بيعه فوقف‬
‫ليحسب بينهم فهلك هلك مإن مإال المبيع عليه ومإن غرمإائه وهو مإن مإال‬
‫البيع عليه حتى يستوفى غرمإاؤه وإذا رهن الرجل دارا بألف فمات الراهن‬
‫فطلب المرتهن بيعها فأمإر الحاكم ببيعها فبيعت مإن رجل بألف فهلكت‬
‫اللف في يدي العدل الذي أمإره الحاكم بالبيع وجاء رجل فاستحق الدار‬
‫على الميت ليضمن الحاكم ول العدل مإن اللف التي قبض العدل شيئا‬
‫بهلكها في يده لنه أمإين وأخذ المستحق الدار وكانت ألف المرتهن في‬
‫ذمإة الراهن مإتى وجد مإال أخذها وكذلك ألف المشتري في ذمإة الراهن‬
‫لنها أخذت بثمن مإال له فلم يسلم له المال فمتى وجد له مإال أخذها‬
‫وعهدته على الميت الذي بيعت عليه الدار وسواء كان المبيعة عليه الدار‬
‫ليجد شيئا غير الدار أو مإوسرا في أن العهدة عليه كهي عليه لو باع‬
‫على نفسه وليس الذي بيع له الرهن بأمإره مإن العهدة بسبيل قال الشافعي‬
‫وبيع الرباع والرضين والحيوان وغيرها مإن الرهون سواء إذا سلط الراهن‬
‫والمرتهن العدل الذي لحق له في الرهن على بيعها باع بغير أمإر السلطان‬
‫قال الشافعي ويتأنى بالرباع والرضين للزيادة أكثر مإن تأنيه بغيرها فإن لم‬
‫يتأنى وباع بما يتغابن الناس بمثله جاز بيعه وإن باع بمال يتغابن الناس‬
‫بمثله لم يجز وكذلك لو تأنى فباع بما يتغابن الناس بمثله لم يجز وإن‬
‫باع بما يتغابن الناس بمثله جاز لنه قد تمكنه الفرصة في عجلته البيع وقد‬
‫يتأنى فيحابى في البيع والتأني بكل حال أحب إلي في كل شيء بيع غير‬
‫الحيوان وغير مإا يفسد فأمإا الحيوان ورطب الطعامأ فل يتأنى به وإذا باع‬
‫العدل الموضوع على يديه الرهن الرهن وقال قد دفعت ثمنه إلى المرتهن‬
‫وأنكر ذلك المرتهن فالقول قول المرتهن وعلى البائع البينه بالدفع ولو باعه‬
‫ثم قال هلك الثمن مإن يدي كان القول قوله فيما ليدعى فيه الدفع ولو‬
‫قيل له بع ولم يقل له بع بدين فباع بدين فهلك الدين كان ضامإنا لنه‬
‫تعدى في البيع وكذلك لو قال له بع بدراهم والحق دراهم فباع بدنانير أو‬
‫كان الحق دنانير فقيل له بع بدنانير فباع بدراهم فهلك الثمن كان له‬
‫ضامإنا وإن لم يهلك فالبيع في هذا كله مإفسوخ لنه بيع تعد ول يملك‬
‫مإال رجل بخلفه ولو اختلف عليه الراهن والمرتهن فقال الراهن بع بدنانير‬
‫وقال المرتهن بع بدراهم لم يكن له أن يبيع بواحد مإنهما لحق المرتهن في‬
‫ثمن الرهن وحق الراهن في رقبته وثمنه وجاء الحاكم حتى يأمإره أن يبيع‬
‫بنقد البلد ثم‬

‫صفحة ‪1018 :‬‬


‫يصرفه فيما الرهن فيه إن كان دنانير أو دراهم ولو باع بعد اختلفهما‬
‫بما الرهن به كان ضامإنا وكان البيع مإردودا لن لكليهما حقا في الرهن ولو‬
‫باع على المإر الول ولم يختلفا بعد عليه بما الحق به كان البيع جائزا‬
‫ولو بعث بالرهن إلى بلد فبيع فيه واستوفى الثمن كان البيع جائزا وكان‬
‫ضامإنا إن هلك ثمنه وإنما أجزت البيع لنه لم يتعد في البيع إنما تعدى‬
‫في اخراج المبيع فكان كمن باع عبدا فأخرج ثمنه فيجوز البيع بإذن سيده‬
‫ويضمن ثمنه بإخراجه بل أمإر سيده‬
‫رهن الرجلين الشيء الواحد‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا رهن الرجلن العبد رجل وقبضه المرتهن‬
‫مإنهما فالرهن جائز فإن رهناه مإعا ثم أقبضه أحدهما العبد ولم يقبضه الخر‬
‫فالنصف المقبوض مإرهون والنصف غير المقبوض غير مإرهون حتى يقبض فإذا‬
‫قبض كان مإرهونا وإذا أبرأ المرتهن أحد الراهنين مإن حقه أو أقتضاه مإنه‬
‫فالنصف الذي يملكه البرىء مإن الحق خارج مإن الرهن والنصف الباقي‬
‫مإرهون حتى يبرأ راهنه مإن الحق الذي فيه وهكذا كل مإا رهناه مإعا عبدا‬
‫كان أو عبيدا أو مإتاعا أو غيره وإذا رهناه عبدين رهنا واحدا فهو كالعبد‬
‫الواحد فإن تراضى الراهنان بأن يصير أحد العبدين رهنا لحدهما والخر‬
‫للخر فقضاه أحدهما وسأل أن يفك له العبد الذي صار إليه لم يكن‬
‫ذلك له ونصف كل واحد مإن العبدين خارج مإن الرهن والنصف الخر في‬
‫الرهن لنهما دفعا الرهن صفقة فكل واحد مإن الرهنين مإرهون النصف عن‬
‫كل واحد مإنهما فليس لهما أن يقتسماه عليه ول يخرجان حقه مإن نصف‬
‫واحد مإنهما إلى غيره وحظ القاضي مإنهما الرهنا الرهن خارج مإن الرهن فلو‬
‫كان كل واحد مإنهما رهنه أحد العبدين على النفراد ثم تقارا في العبدين‬
‫فصار الذي رهنه عبد ال مإلكا لزيد والذي رهنه زيد مإلكا لعبدال فقضاه‬
‫عبد ال وسأله فك عبده الذي رهنه زيد لنه صار له لم يكن ذلك له‬
‫وعبد عبد ال الذي رهنه فصار لزيد خارج مإن الرهن وعبد زيد الذي صار‬
‫له مإرهون بحاله حتى يفتكه زيد لن زيدا رهنه وهو يملكه فل يخرج مإن‬
‫رهن زيد حتى يفتكه زيد أو يبرأ زيد مإن الحق الذي فيه ولو كان عبدان‬
‫بين رجلين فرهناهما رجل فقال مإبارك رهن عن مإحمد ومإيمون رهن عن عبد‬
‫ال كانا كما قال وأيهما أدى فك له العبد الذي رهن بعينه ولم يفك له‬
‫شيء مإن غيره ولو كانت المسألة بحالها وزادا فيها شرطا أن أينا أدى‬
‫إليك قبل صاحبه فله أن يفك نصف العبدين أو له أن يفك أي العبدين‬
‫شاء كان الرهن مإفسوخا لن كل واحد مإنهما لم يجعل الحق‬

‫صفحة ‪1019 :‬‬

‫مإحضا في رهنه دون رهن صاحبه فكل واحد مإنهما في شرط صاحبه‬
‫مإرهون مإرة على الكمال وخارج مإن الرهن بغير براءة مإن راهنه بجميع الحق‬
‫ولو كانت المسألة بحالها وشرط له الراهنان أنه إذا قضى أحدهما مإا عليه‬
‫فل يفك له رهنه حتى يقي الخر مإا عليه كان الشرط فيه باطل لن‬
‫الحق أن يكون خارجا مإن الرهن إذا لم يكن فيه رهن غيره وأن ليكون‬
‫رهنا إل بأمإر مإعلومأ لأن يكون مإرهونا بأمإر غير مإعلومأ وشرط فيه مإرة أنه‬
‫رهن بشيء غير مإعلومأ على المخاطرة فيكون مإرة خارجا مإن الرهن إذا قضيا‬
‫مإعا وغير خارج مإن الرهن إذا لم يقضي أحدهما ول يدرى مإا يبقى على‬
‫الخر وقد كانا رهنين مإتفرقين ولو كانت المسألة بحالها فتشارطوا أن‬
‫أحدهما إذا أدى مإا عليه دون مإا على صاحبه خرج الرهنان مإعا وكان مإا‬
‫يبقى مإن المال بغير رهن كان الرهن فاسدا لنهما في هذا الشرط رهن مإرة‬
‫واحدهما خارج مإن الرهن أخرى بغير عينه لني لأدري أيهما يؤدي وعلى‬
‫أيهما يبقى الدين ولو رهن رجل رجل عبدا إلى سنة على أنه إن جاءه‬
‫بالحق إلى سنة وإل فالعبد خارج مإن الرهن كان الرهن فاسدا وكذلك لو‬
‫رهنه عبدا على أنه إن جاءه بحقه عند مإحله وإل خرج العبد مإن الرهن‬
‫وصارت داره رهنا لم تكن الدار رهنا وكان الرهن في العبد مإفسوخا لنه‬
‫داخل في الرهن مإرة وخارج مإنه أخرى بغير براءه مإن الحق الذي فيه ولو‬
‫رهنه رهنا على أنه إن جاءه بالحق وإل فالرهن له بيع فالرهن مإفسوخ لنه‬
‫شرط أنه رهن في حال وبيع في أخرى‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫والقول بجواز )ويحمل عرش ربك فوقهم يومإئذ ثمانية (‬
‫حذف التاء في مإثل ذلك يحتاج إلى نقل‬

‫‪.‬ول يكاد يقدر عليه‬

‫وقال النووي في قوله صلى ال عليه وسلم‪) :‬بست مإن شوال(‪ :‬إنما‬
‫حذفت الهاء مإن ستة لن‬

‫العرب إنما تلتزمأ التيان بالهاء في المذكر الذي هو دون أحد عشر إذا‬
‫صرحت بلفظ المذكر‬

‫كقوله ال تعالى‪) :‬وثمانية أيامأ( فأمإا إذا لم يأتوا بلفظ المذكر فيجوز‬
‫‪ .‬إثبات الهاء وحذفها فتقول‪ :‬سومإزوكل ةظوفحم قوقحل عيمج‬
‫صمنا ستا ولبثنا عشرا وتريد اليامأ ونقله الفراء وابن السكيت وغيرهما‬
‫عن العرب ول‬

‫‪.‬يتوقف فيه إل جاهل غبي‬

‫والظاهر أن مإراده بما نقله الفراء وابن السكيت وغيرهما عن العرب ‪-‬‬
‫الحذف كما حكاه‬

‫الكسائي وأمإا التصريح بالوجهين عن العرب فمخالف لكلمأ سيبويه‬


‫والزمإخشري فينبغي أن‬

‫يتوقف فيه إذ ليس في كلمإه تصريح بنقله نعم‪ :‬جواز الوجهين قد ثبت‬
‫مإن كلمأ سيبويه كما‬

‫صفحة ‪1020 :‬‬

‫رهن الشيء الواحد مإن رجلين‬


‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا رهن الرجل العبد مإن رجلين بماءة‬
‫فنصفه مإرهون لكل واحد مإنهما بخمسين فإذا دفع إلى أحدهما خمسين فهي‬
‫له دون المرتهن مإعه ونصف العبد الذي كان مإرهونا عن القاضي مإنهما‬
‫خارج مإن الرهن وكذلك لو أبرأ الراهن مإن حقه كانت البراءة له تامإة دون‬
‫صاحبه وكان نصف العبد خارجا مإن الرهن ونصفه مإرهونا وإذا دفع إليهما‬
‫مإعا خمسين أو تسعين فالعبد كله مإرهون بما بقي لهما ليخرج مإنه شيء‬
‫مإن الرهن حتى يستوفي أحدهما جميع حقه فيه فيخرج حقه مإن الرهن أو‬
‫يستوفيا مإعا فتخرج حقوقهما مإعا والثنان الراهنان والمرتهنان يخالفان الواحد‬
‫كما يكون الرجلن يشتريان العبد فيجدان به عيبا فيريد أحدهما الرد بالعيب‬
‫والخر التمسك بالشراء فيكون ذلك لهما ولو كان المشتري واحدا فأراد رد‬
‫نصف العبد وإمإساك نصفه لم يكن له ذلك‬
‫رهن العبد بين الرجلين‬
‫قال الشافعي رحمه ال وإذا كان العبد بين الرجلين فأذنا لرجل أن يرهنه‬
‫رجلين بمائة فرهنه بها ووكل المرتهنان رجل يقبض حقهما فأعطاه الراهن‬
‫خمسين على أنها حق فلن عليه فهي مإن حق فلن ونصف العبد خارج‬
‫مإن الرهن لن كل واحد مإنهما مإرتهن نصفه فسواء ارتهنا العبد مإعا أو‬
‫احدهما نصفه ثم الخر نصفه بعده وهكذا لو دفعها إلى أحدهما دون‬
‫الخر ولو دفعها إلى وكيلهما ولم يسمي لمن هي ثم قال هي لفلن فهي‬
‫لفلن فإن قال هذه قضاء مإما علي ولم يدفعها الوكيل إلى واحد مإنهما ثم‬
‫قال ادفعها إلى أحدهما كانت للذي أمإره أن يدفعها إليه وإن دفعها الوكيل‬
‫إليهما مإعا فأخذاها ثم قال هي لفلن لم يكن لحدهما أن يأخذ مإن الخر‬
‫مإا قبض مإن مإال غريمه أل ترى أنه لو وجد لغريمه مإال فأخذه لم يكن‬
‫لغريمه إخراجه مإن يديه وإذا كان المرتهن عالما بأن العبد لرجلين وكان‬
‫الرهن على بيع لم يكن له خيار في نقض البيع وإن افتك المرتهن حق‬
‫أحدهما دون الخر كما لو رهنه رجلن عبدا كان لحدهما أن يفتك دون‬
‫الخر ول خيار للمرتهن وإن كان المرتهن جاهل أن العبد لثنين فقضاه‬
‫الغريم مإا قضاه مإجتمعا فل خيار له وإن قضاه عن أحدهما دون الخر‬
‫ففيها قولن أحدهما أن له الخيار في نقض البيع لن العبد إذا لم يفك‬
‫إل مإعا كان خيرا للمرتهن والخر لخيار له لن العبد مإرهون كله وال‬
‫أعلم‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫‪.‬سبق وإن كان أحدهما لي سيحد كلمأ العرب‬

‫صفحة ‪1021 :‬‬

‫رهن الرجل الواحد الشيئين‬


‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا رهن الرجل الرجل عبدين أو عبدا ودارا‬
‫أو عبدا ومإتاعا بمائة فقضاه خمسين فأراد أن يخرج مإن الرهن شيئا قيمته‬
‫مإن الرهن أقل مإن نصف الرهن أو نصفه لم يكن ذلك له ول يخرج مإنه‬
‫شيئا حتى يوفيه آخر حقه وهكذا لو رهنه دنانير أو دراهم أو طعامإا واحدا‬
‫فقضاه نصف حقه فأراد أن يخرج نصف الطعامأ أو الدنانير أو الدراهم أو‬
‫أقل مإن الدراهم لم يكن ذلك له ول يفك مإن الرهن شيئا إل مإعا لنه‬
‫قد يعجل بالقضاء التماس فك جميع الرهن أو مإوضع حاجته مإنه ولو كان‬
‫رجلن رهنا مإعا شيئا مإن العروض كلها العبيد أو الدور أو الرضين أو‬
‫المتاع بمائة فقضاه أحدهما مإا عليه فأراد القاضي والراهن مإعه الذي لم‬
‫يقض أن يخرج عبدا مإن ألئك العبيد قيمته أقل مإن نصف الرهن لم يكن‬
‫له ذلك وكان عليه أن يكون نصيبه رهنا حتى يستوفي المرتهن آخر حقه‬
‫ونصيب كل واحد مإما رهنا خارج مإن الرهن وذلك نصيب الذي قضى حقه‬
‫ولو كان مإا رهنا دنانير أو دراهم أو طعامإا سواء فقضاه أحدهما مإا عليه‬
‫فأراد أن يأخذ نصف الرهن وقال الذي أدع في يديك مإثل مإا آخذ مإنك‬
‫بل قيمة فذلك له ول يشبه الثنان في الرهن في هذا المعنى الواحد فإذا‬
‫رهنا الذهب والفضة والطعامأ الواحد فأدى أحدهما ورضي شريكه مإقاسمته كان‬
‫على المرتهن دفع ذلك إليه لنه قد برئت حصته كلها مإن الرهن وأن ليس‬
‫في حصته إشكال إذ مإا أخذ مإنها كما بقي وأنها لتحتاج إلى أن تقومأ‬
‫بغيرها ول يجوز أن يحبس رهن أحدهما وقد قضى مإا فيه برهن آخر لم‬
‫يقض مإا فيه قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا أذن الرجل للرجل أن يرهن‬
‫عنه عبدا للذن فإن لم يسم بكم يرهنه أو سمى شيئا يرهنه فرهنه بغيره‬
‫وإن كان أقل قيمة مإنه لم يجز الرهن ول يجوز حتى يسمي مإالك العبد‬
‫مإا يرهنه به ويرهنه الراهن بما سمى أو بأقل مإنه مإما أذن له به كان أذن‬
‫له أن يرهنه بمائة دينار فرهنه بخمسين لنه قد أذن له بالخمسين وأكثر‬
‫ولو رهنه بمائة دينار ودينار لم يجز مإن الرهن شيء وكذلك لو أبطل‬
‫المرتهن حقه مإن الرهن فيما زاد على المائة لم يجز وكذلك لو أذن له أن‬
‫يرهنه بمائه دينار فرهنه بمائة درهم لم يجز الرهن كما لو أمإره أن يبيعه‬
‫بمائة درهم فباعه بمائة دينار أو بمائة شاة لم يجز البيع للخلف ولو قال‬
‫المرتهن قد أذنت له أن يرهنه فرهنه بمائة دينار وقال مإالك العبد مإا أذنت‬
‫له أن يرهنه إل بخمسين دينارا أو مإائة درهم كان القول قول رب‬

‫صفحة ‪1022 :‬‬


‫العبد مإع يمينه والرهن مإفسوخ ولو أذن له أن يرهنه بمائة دينار فرهنه‬
‫بها إلى أجل وقال مإالك العبد لم آذن له إل على أن يرهنه بها نقدا‬
‫كان القول قول مإالك العبد مإع يمينه والرهن مإفسوخ وكذلك لو قال أذنت‬
‫له أن يرهنه إلى شهر فرهنه إلى شهر ويومأ كان القول قوله مإع يمينه‬
‫والرهن مإفسوخ ولو قال أرهنه بما شئت فرهنه بقيمته أو أقل أو أكثر كان‬
‫الرهن مإفسوخا لن الرهن بالضمان أشبه مإنه بالبيوع لنه أذن له أن يجعله‬
‫مإضمونا في عنق عبده فل يجوز أن يضمن عن غيره إل مإا علم قبل‬
‫ضمانه ولو قال أرهنه بمائة دينار فرهنه بها إلى سنة فقال أردت أن يرهنه‬
‫نقدا كان الرهن مإفسوخا لن له أن يأخذه إذا كان الحق في الرهن نقدا‬
‫بافتداء الرهن مإكانه وكذلك لو رهنه بالمائة نقدا فقال أذنت له أن يرهنه‬
‫بالمائة إلى وقت يسميه كان القول قوله والرهن مإفسوخ لنه قد يؤدي‬
‫المائة على الرهن بعد سنة فيكون أيسر عليه مإن أن تكون حالة وليجوز‬
‫إذن الرجل للرجل بأن يرهن عبده حتى يسمي مإا يرهنه به والجل فيما‬
‫يرهنه به وهكذا لو قال رجل لرجل مإا كان لك على فلن مإن حق فقد‬
‫رهنتك به عبدي هذا أو داري فالرهن مإفسوخ حتى يكون علم مإا كان له‬
‫على فلن والقول قوله أبدا وكل مإا جعلت القول فيه قوله فعليه اليمين فيه‬
‫ولو علم مإاله على فلن فقال لك أي مإالي شئت رهن وسلطه على قبض‬
‫مإا شاء مإنه فقبضه كان الرهن مإفسوخا حتى يكون مإعلومإا ومإقبوضا بعد‬
‫العلم ل أن يكون الخيار إلى المرتهن وكذلك لو قال الراهن قد رهنتك أي‬
‫مإالي شئت فقبضه أل ترى أن الراهن لو قال أردت أن أرهنك داري وقال‬
‫المرتهن أردت أن أرتهن عبدك أو قال الراهن إخترت أن أرهنك عبدي‬
‫وقال المرتهن اخترت أن ترهنني دارك لم يكن الرهن وقع على شيء يعرفانه‬
‫مإعا ولو قال أردت أن أرهنك داري فقال المرتهن فأنا أقبل مإا أردت لم‬
‫تكن الدار رهنا حتى يجدد له بعد مإا يعلمانها مإعا فيها رهنا ويقبضه إياه‬
‫وإذا أذن له أن يرهن عبده بشيء مإسمى فلم يقبضه المرتهن حتى رجع‬
‫الراهن في الرهن لم يكن له أن يقبضه إياه وإن فعل فالرهن مإفسوخ قال‬
‫الشافعي ولو أذن له ثم فأقبضه إياه أراد فسخ الرهن لم يكن ذلك له‬
‫وإن أراد الذن أخذ الراهن بافتكاكه فإن كان الحق حال كان له أن يقومأ‬
‫بذلك عليه ويبيع في مإاله حتى يوفي الغريم حقه وإن لم يرد ذلك الغريم‬
‫أن يسلم مإا عنده مإن الرهن وإن كان أذن له يرهنه إلى أجل لم يكن له‬
‫أن يقومأ عليه إلى مإحل الجل فإذا حل الجل فذلك له كما كان في‬
‫الحال الول‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫وطعن بعضهم في حكاية الكسائي ول يلتفت إلى هذا‬
‫الطعن مإع صحة الحديث بمثله‬

‫صفحة ‪1023 :‬‬

‫الذن بالداء عن الراهن‬


‫قال الشافعي رحمه ال تعالى ولو أدى الدين الحال أو الدين المؤجل‬
‫بإذنه رجع به الذن في الرهن على الراهن حال ولو أداه بغير إذنه حال‬
‫كان الدين أو مإؤجل كان مإتطوعا بالداء ولم يكن له الرجوع به على‬
‫الراهن ولو اختلفا فقال الراهن الذي عليه الحق أديت عني بغير أمإري وقال‬
‫الذن له في الرهن قد أديت عنك بأمإرك كان القول قول الراهن المؤدي‬
‫عنه لنه الذي عليه الحق ولن المؤدى عنه يريد أن يلزمإه مإال يلزمإه إل‬
‫بإقراره أو ببينة تثبت عليه ولو شهد المرتهن الذي أدى إليه الحق على‬
‫الراهن الذي عليه الحق أن مإالك العبدالذن له في الرهن أدى عنه بأمإره‬
‫كانت شهادته جائزه ويحلف مإع شهادته إذا لم يبق مإن الحق شيء وليس‬
‫ههنا شيء يجره صاحب الحق إلى نفسه ول يدفع عنها فأرد شهادته له‬
‫وكذلك لو كان بقي مإن الحق شيء فشهد صاحب الحق المرتهن للمؤدى‬
‫إليه أنه أدى بإذن الراهن الذي عليه الحق جازت شهادته له وكان في‬
‫المعنى الول ولو أذن الرجل أن يرهن عبدا له بعينه فرهن عبدا له آخر‬
‫ثم اختلفا فقال مإالك العبد أذنت لك أن ترهن سالما فرهنت مإباركا وقال‬
‫الراهن مإا رهنت إل مإباركا وهو الذي أذنت لي به فالقول قول مإالك العبد‬
‫ومإبارك خارج مإن الرهن ولو اجتمعا على أنه أذن له أن يرهن سالما بمائة‬
‫حالة فرهنه بها وقال مإالك العبد أمإرتك أن ترهنه مإن فلن فرهنته مإن غيره‬
‫كان القول قوله والرهن مإفسوخ لنه قد يأذن في الرجل الثقة بحسن مإطالبته‬
‫ول يأذن في غيره وكذلك لو قال له بعه مإن فلن بمائة فباعه مإن غيره‬
‫بمائة أو أكثر لم يجز بيعه لنه أذن له في بيع فلن ولم يأذن له في‬
‫بيع غيره وإذا أذن الرجل لرجل أن يرهن عبده فلنا وأذن لخر أن يرهن‬
‫ذلك العبد بعينه فرهنه كل واحد مإنهما على النفراد وعلم أيهما رهنه أول‬
‫فالرهن الول جائز والخر مإفسوخ وإن تداعيا المرتهنان في الرهن فقال‬
‫أحدهما رهني أول وقال الخر رهني أول وصدق كل واحد مإنهما الذي‬
‫رهنه أو كذبه أو صدق الراهنان المأذون لهما بالرهن أحدهما وكذبا الخر‬
‫فل يقبل قول الراهنين ول شهادتهما بحال لنهما يجران إلى أنفسهما‬
‫ويدفعان عنها أمإا مإا يجران إليها فالذي يدعي أن رهنه صحيح يجر إلى‬
‫نفسه جواز البيع على الراهن وأن يكون ثمن البيع في الرهن مإا كان الرهن‬
‫قائما دون مإاله سواه وأمإا الذي يدفع أن رهنه صحيح فأن يقول رهني آحر‬
‫فيدفع أن يكون لمالك الرهن الذن له في الرهن أن يأخذه بافتكاك الرهن‬
‫وإن تركه الغريم وإن صدق مإالك العبد المرهون أحد الغريمين فالقول قوله‬
‫لن الرهن مإاله وفي ارتهانه نقص‬

‫صفحة ‪1024 :‬‬

‫عليه ل مإنفعة له وإن لم يعلم ذلك مإالك العبد ولم يدر أي الرهنين‬
‫أول فل رهن في العبد ولو كان العبد المرهون حين تنازعا في أيديهما مإعا‬
‫أو أقامأ كل واحد مإنهما بينة أنه كان في يده ولم توقف البينتان وقتا يدل‬
‫على أنه كان رهنا في يد أحدهما قبل الخر فل رهن وإن وقتت وقتا‬
‫يدل على أنه كان رهنا لحدهما قبل الخر كان رهنا للذي كان في يديه‬
‫أول وأي المرتهنين أراد أن احلف له الخر على دعواه احلفته له وإن اراد‬
‫أن احلف لهما المالك أحلفته على علمه وإن أراد أو احدهما أن احلف‬
‫له راهنه لم احلفه لنه لو أقر بشيء أو ادعاه لم ألزمإه إقراره ولم آخذ‬
‫له بدعواه ولو أن رجل رهن عبده رجلين وأقر لكل واحد مإنهما بقبضه كله‬
‫بالرهن فادعى كل واحد مإنهما أن رهنه وقبضه كان قبل رهن صاحبه وقبضه‬
‫ولم يقم لواحد مإنهما ببينة على دعواه وليس الرهن في يدي واحد مإنهما‬
‫فصدق الراهن أحدهما بدعواه فالقول قول الراهن ول يمين عليه للذي زعم‬
‫أن رهنه كان آخرا ولو قامإت بينة للذي زعم الراهن أن رهنه كان آخرا‬
‫بأن رهنه كان أول كانت البينة أولى مإن قول الراهن ولم يكن على الراهن‬
‫أن يعطيه رهنا غيره ول قيمة رهن ولو أن الراهن أنكر مإعرفة أيهما كان‬
‫أول وسأل كل واحد مإنهما يمينه وادعى علمه أنه كان أول أحلف بال مإا‬
‫يعلم أيهما كان أول وكان الرهن مإفسوخا وكذلك لو كان في أيديهما مإعا‬
‫ولو كان في يد أحدهما دون الخر وصدق الراهن الذي ليس الرهن في‬
‫يديه كان فيها قولن أحدهما أن القول قول الراهن كان الحق الذي أقر‬
‫له الراهن في العبد أقل مإن حق الذي زعم أن رهنه كان آخرا أو أكثر‬
‫لن ذمإته لتبرأ مإن حق الذي أنكر أن يكون رهنه آخرا ول تصنع كينونة‬
‫الرهن ههنا في يده شيئا لن الرهن ليس يملك بكينونته في يده والخر أن‬
‫القول قول الذي في يديه الرهن لنه يملك بالرهن مإثل مإا يملك المرتهن‬
‫غيره‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫ومإعاضدة الفراء وابن السكيت وغيرهما للكسائي وكل‬
‫مإنهم إمإامأ وتوجيهها‪ :‬أنه لما ثبت‬

‫جواز‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد اليامأ والليالي جميعا كما سبق مإن كلمأ‬
‫سيبويه وكما دلت‬

‫عليه الية الكريمة ومإا ذاك إل لتغليب الليالي على اليامأ وجعل اليامأ‬
‫تابعة لليالي أجري عليها‬

‫هذا الحكم عند إرادة اليامأ وحدها كقولك‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد‬
‫اليامأ‪ .‬أو‪ :‬صمت‬
‫خمسا إذ ل يمكن إرادة الليالي في الصومأ وصار اليومأ كأنه مإندرج‬
‫تحت اسم الليلة وجزء مإنها‬

‫فيدل عليه باسمها سواء أريدت حقيقة ذلك السم مإن الليلة واليومأ تابع‬
‫لها أمأ لم ترد واقتصر‬

‫‪.‬على إرادة مإا يتبعها وهو اليومأ‬

‫صفحة ‪1025 :‬‬

‫الرسالة في الرهن‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا دفع الرجل إلى الرجل مإتاعا فقال له‬
‫ارهنه عند فلن فرهنه عنده فقال الدافع إنما أمإرته أن يرهنه عندك بعشرة‬
‫وقال المرتهن جاءني برسالتك في أن أسلفك عشرين فأعطيته إياها فكذبه‬
‫الرسول فالقول قول الرسول والمرسل ول أنظر إلى قيمة الرهن ولو صدقه‬
‫الرسول فقال قد قبضت مإنك عشرين ودفعتها إلى المرسل وكذبه المرسل‬
‫كان القول قول المرسل مإع يمينه مإا أمإره إل بعشره ول دفع إليه إل هي‬
‫وكان الرهن بعشرة وكان الرسول ضامإنا للعشرة التي أقر بقبضها مإع العشرة‬
‫التي أقر المرسل بقبضها ولو دفع إليه ثوبا فرهنه عند رجل وقال الرسول‬
‫أمإرتني برهن الثوب عند فلن بعشرة فرهنته وقال المرسل أمإرتك أن تستلف‬
‫مإن فلن عشرة بغير رهن ولم آذن لك في رهن الثوب فالقول قول‬
‫صاحب الثوب والعشرة حالة عليه ولو كانت المسألة بحالها فقال أمإرتك‬
‫بأخذ عشرة سلفا في عبدي فلن وقال الرسول بل في ثوبك هذا أو عبدك‬
‫هذا العبد غير الذي أقر به المإر فالقول قول المإر والعشرة حالة عليه ول‬
‫رهن فيما رهن به الرسول ول فيما أقر به المإر لنه لم يرهن إل أن‬
‫يجددا فيه رهنا ولو كانت المسألة بحالها فدفع المأمإور الثوب أو العبد‬
‫الذي أقر المإر أنه أمإره برهنه كان العبد مإرهرنا والثوب الذي أنكر المإر‬
‫أنه أمإره برهنه خارجا مإن الرهن ولو أقامأ المرتهن البينة أن المإر برهن‬
‫الثوب وأقامأ المإر البينة أنه أمإر برهن العبد دون الثوب ولم يرهن المأمإور‬
‫العبد أو أنه نهى عن رهن الثوب كانت البينة بينة المرتهن وأجزت له مإا‬
‫أقامأ عليه البينة رهنا لني إذا جعلت بينتهما صادقة مإعا لم تكذب إحداهما‬
‫الخرى لن بينة المرتهن بأن رب الثوب أمإره برهنه قد تكون صادقة بل‬
‫تكذيب لبينة الراهن أنه نهى عن رهنه ول أنه أمإر برهن غيره لنه قد ينهى‬
‫عن رهنه بعد مإا يأذن فيه ويرهن فل ينفسخ ذلك الرهن وينهى عن رهنه‬
‫قبل يرهن ثم يأذن فيه فإذا رهنه فل يفسخ ذلك الرهن فإذا كانتا صادقتين‬
‫بحال لم يحكم لهما حكم المتضادتين اللتين لتكونان أبدا إل وإحداهما‬
‫كاذبة قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا رهن الرجل الرجل عبدا بمائة‬
‫ووضع الرهن على يدي عدل على أنه إن حدث في الرهن حدث ينقص‬
‫ثمنه مإن المائة أو فات الرهن أو تلف فالمائة مإضمونة على أجنبي أو مإا‬
‫نقص الرهن مإضمون على أجنبي أو على الذي على يديه الرهن حتى‬
‫يستوفي صاحب الحق رهنه أو يضمن الموضوع على يديه الرهن أو أجنبي‬
‫مإا نقص الرهن كان الضمان في‬
‫صفحة ‪1026 :‬‬

‫ذلك كله ساقطا لنه ليجوز الضمان إل بشيء مإعلومأ أل ترى أن‬
‫الرهن إن وفى لم يكن ضامإنا لشيء وإن نقص ضمن في شرطه فيضمن‬
‫مإرة دينارا ومإرة مإائتي دينار ومإرة مإائة ههذا ضمان مإرة ول ضمان أخرى‬
‫وضمان غير مإعلومأ ول يجوز الضمان حتى يكون بأمإر مإعلومأ ولو رهن رجل‬
‫رجل رهنا بمائة وضمن له رجل المائة عن الراهن كان الضمان له لزمإا‬
‫وكان للمضمون له أن يأخذه بضمانه دون الذي عليه الحق وقيل يباع الرهن‬
‫وإذا كان لرجل على رجل حق إلى أجل فزاده في الجل على أن يرهنه‬
‫رهنا فرهنه إياه فالرهن مإفسوخ والدين إلى أجله الول‬
‫تداعي الراهن وورثة المرتهن‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا مإات المرتهن وادعى ورثته في الرهن‬
‫شيئا فالقول قول الراهن وكذلك القول قوله لو كان المرتهن حيا فاختلفا‬
‫وكذلك قول ورثة الراهن وإذا مإات المرتهن فادعى الراهن أو ورثته أن‬
‫الميت أقتضى حقه أو أبرأه مإنه فعليهم البينة فالقول قول ورثة الذي له‬
‫الحق إذا عرف لرجل حقا أبدا فهو لزمأ لمن كان عليه ليبرأ مإنه إل‬
‫بإبراء صاحب الحق له أو ببينة تقومأ عليه بشيء يثبتونه بعينه فيلزمإه ولو‬
‫رهن رجل رجل رهنا بمائة دينار ثم مإات المرتهن أو غلب على عقله فأقامأ‬
‫الراهن البينة على أنه قضاه مإن حقه الذي به الرهن عشرة وبقيت عليه‬
‫تسعون فإذا أداها فك له الرهن وإل بيع الرهن عند مإحله واقتضيت مإنه‬
‫التسعون ولو قالت البينة قضاه شيئا مإا نثبته أو قالت البينة أقر عندنا‬
‫المرتهن أنه أقتضى مإنه شيئا مإا نثبته كان القول قول ورثته إن كان مإيتا‬
‫قبل أقروا فيها بشيء مإا كان واحلفوا مإا تعلمون أنه أكثر مإنه وخذوا مإا‬
‫بقي مإن حقكم ولو كان الراهن الميت و المرتهن الحي كان القول قول‬
‫المرتهن فإن قال المرتهن قد قضاني شيئا مإن الحق مإا أعرفه قيل للراهن‬
‫إن كان حيا وورثته إن كان مإيتا إن ادعيتم شيئا تسمونه أحلفناه لكم فإن‬
‫حلف برىء مإنه وقلنا أقر بشيء مإا كان فما أقر به وحلف مإا هو أكثر‬
‫مإنه قبلنا قوله فيه‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫ونقل أبو حيان أنه يقال‪ :‬صمت خمسة وأنه فصيح‪ .‬وهذا‬
‫إن صح ل يعارض قول سيبويه‬

‫والزمإخشري لنهما إنما قال فيما يمكن إرادة الليالي واليامأ جميعا ول‬
‫شك أنه عند إراتهما تغلب‬

‫الليالي فيضعف التذكير وأمإا عند إرادة المذكر فقط فالتذكير وإثبات الهاء‬
‫هو الصل والحذف‬

‫ورد في الحديث وحكاه الكسائي فالوجهان فيه فصيحان بخلف القسم‬


‫الول فإن الحذف فيه‬

‫أفصح هذا إن ثبت‪ :‬صمنا خمسة كما ادعاه أبو حيان ولعله أخذه مإن‬
‫ابن عصفور فإن‬
‫صفحة ‪1027 :‬‬

‫العبد المرهون على سيده ومإلك سيده عمدا أو خطأ‬


‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا رهن الرجل عبده فجنى العبد على‬
‫سيده جناية تأتي على نفسه فولى سيده بالخيار بين القصاص مإنه وبين العفو‬
‫بل شيء في رقبته فإن اقتص مإنه فقد بطل الرهن فيه وإن عفا عنه بل‬
‫شيء يأخذه مإنه العبد مإرهون بحاله وإن عفا عنه يأخذ ديته مإن رقبته ففيها‬
‫قولن أحدهما أن جنايته على سيده إذا أتت على نفس سيده كجنايته على‬
‫الجنبي لتختلف في شيء ومإن قال هذا قال إنما مإنعني إذا ترك الولي‬
‫القود على أخذ المال أن أبطل الجناية أن الجناية التي لزمإت العبد مإال‬
‫للوارث والوارث ليس بمالك للعبد يومأ جنى فيبطل حقه في رقبته في أنه‬
‫مإلك له والقول الثاني أن الجناية هدر مإن قبل أن الوارث إنما يملكها‬
‫بعدمإا يملكها المجني عليه ومإن قال هذا قال لول أن الميت مإالك مإا‬
‫قضى بها دينه ولو كان لسيد وارثان فعفى أحدهما عن الجناية بل مإال‬
‫كان العفو في القول الول جائزا وكان العبد مإرهونا بحاله وإن عفى الخر‬
‫بمال يأخذه بيع نصفه في الجناية وكان للذي لم يعف ثمن نصفه إن كان‬
‫مإثل الجناية أو أقل وكان نصفه مإرهونا وسواء الذي عفا عن المال أو الذي‬
‫عفا عن غير شيء فيما وصفت ولو كانت المسألة بحالها وللسيد المقتول‬
‫ورثة صغار وبالغون وأراد البالغون قتله لم يكن لهم قتله حتى يبلغ الصغار‬
‫ولو أراد المرتهن بيعه عند مإحل الحق قبل أن يعفو أحد مإن الورثة لم‬
‫يكن ذلك له وكان له أن يقومأ في مإال الميت بماله قيامأ مإن ل رهن له‬
‫فإن حاص الغرمإاء فبقي مإن حقه شيء ثم عفا بعض ورثة الميت البالغين‬
‫بل مإال يأخذه كان حق العافين مإن العبد رهنا له يباع له دون الغرمإاء‬
‫حتى يستوفي حقه وإذا عفا أحد الورثة البالغين عن القود فل سبيل إلى‬
‫القود ويباع نصيب مإن لم يبلغ مإن الورثة ولم يعف إن كان البيع نظرا له‬
‫في قول مإن قال إن ثمن العبيد يملك بالجناية على مإالكه حتى يستوفوا‬
‫مإواريثهم مإن الدية إل أن يكون في ثمنه فضل عنها فيرد رهنا ولو كانت‬
‫جناية العبد المرهون على سيده الراهن عمدا فيها قصاص لم يأت على‬
‫النفس كان للسيد الراهن الخيار في القود أو العفو فإن عفا على غير‬
‫شيء فالعبد رهن بحاله وإن قال أعفو على أن آخذ أرش الجناية مإن رقبته‬
‫فليس له ذلك والعبد رهن بحاله ول يكون له على عبده دين وإن كانت‬
‫جنايته على سيده عمدا لقود فيها أو خطأ فهي هدر لنه ليستحق بجنايته‬
‫عليه مإن العبد إل مإا كان له قبل جنايته ول يكون له دين عليه لنه مإال‬
‫له ول يكون له على مإاله دين وإن جنى العبد المرهون على عبد للسيد‬
‫جناية في نفس أو مإا دونها فالخيار إلى السيد‬

‫صفحة ‪1028 :‬‬

‫الراهن فإن شاء اقتص مإنه في القتل وغيره مإما فيه القصاص وإن شاء‬
‫عفا وبأي الوجهين عفا فالعبد رهن بحاله إن عفا على غير شيء أو عفا‬
‫على مإال يأخذه فالعبد رهن بحاله ول مإال له في رقبة عبده ولو كانت‬
‫جناية العبد المرهون على عبد للراهن مإرهون عند آخر كان للسيد الخيار‬
‫في القود أو في العفو بل شيء يأخذه فأيهما اختار فذلك له ليس لمرتهن‬
‫العبد المجني عليه أن يمنعه مإن ذلك وإن اختار العفو على مإال يأخذه‬
‫فالمال مإرهون في يدي مإرتهن العبد المجني عليه وإن اختار سيد العبد عفو‬
‫المال بعد اختياره إياه لم يكن ذلك له لحق المرتهن فيه قال الشافعي‬
‫وبحق المرتهن أجزت للسيد الراهن أن يأخذ جناية المرتهن على عبده مإن‬
‫عنق عبده الجاني ول يمنع المرتهن السيد العفو على غير مإال لن المال‬
‫ليكون على الجاني عمدا حتى يختاره ولي الجناية وإذا جنى العبد المرهون‬
‫على أمأ ولد للراهن أو مإدبر أو مإعتق إلى أجل فهي كجنايته على مإملوكه‬
‫والعبد مإرهون بحاله فإن جنى على مإكاتب السيد فقتله عمدا فللسيد القود‬
‫أو العفو فإن ترك القود فالعبد رهن بحاله وإن كانت الجناية على المكاتب‬
‫جرحا فللمكاتب القود أو العفو على مإال يأخذه وإذا عفاه عنه على مإال‬
‫بيع العبد الجاني فدفع إلى المكاتب أرش الجناية عليه وإن حكم للمكاتب‬
‫بأن يباع له العبد في الجناية عليه ثم مإات المكاتب قبل بيعه أو عجز‬
‫فلسيد المكاتب بيعه في الجناية حتى يستوفيها فيكون مإا فضل مإن ثمنه أو‬
‫رقبته رهنا لنه إنما يملك بيعه عن مإكاتبه بملك غير الملك الول ولو بيع‬
‫والمكاتب حي ثم اشتراه السيد لم يكن عليه أن يعيده رهنا لنه مإلكه بغير‬
‫الملك الول وإذا جنى العبد المرهون على ابن للراهن أو أخ أو مإولى‬
‫جناية تأتي على نفسه والراهن وارث المجني عليه فللراهن القود أو العفو‬
‫على الدية أو غير الدية فإذا عفا على الدية بيع العبد وخرج مإن الرهن‬
‫فإن اشتراه الراهن فهو مإملوك له ل يجبر أن يعيده إلى الرهن لنه مإلكه‬
‫بغير الملك الول وإن قال المرتهن أنا اسلم العبد وأفسخ الرهن فيه وحقي‬
‫في ذمإة الراهن قيل إن تطوعت بذلك وإل لم تكره عليه وبلغنا الجهد في‬
‫بيعه فإن فضل مإن ثمنه فضل فهو رهن لك وإن لم يفضل فالحق أتى‬
‫على رهنه وإن مإلكه الراهن بشراء او ترك مإنه للراهن لم يكن عليه أن‬
‫يعيده رهنا لنه مإلكه بملك غير الول وبطل الول وبطل الرهن بفسخك‬
‫الرهن أل ترى أن رجل لو رهن رجل عبدا فاستحقه عليه رجل كان خارجا‬
‫مإن الرهن وإن مإلكه الراهن لم يكن عليه أن يعيده رهنا لمعنيين أحدهما‬
‫أنه إذا كان رهنه وليس له فلم يكن رهنا كما لو رهنه رهنا فاسدا لم‬
‫يكن رهنا والخر أن هذا الملك غير الملك الول وإنما يمعنى أن أبطل‬
‫جناية‬

‫صفحة ‪1029 :‬‬

‫العبد المرهون إذا جنى على ابن سيده أو على أحد السيد وارثه أن‬
‫الجناية إنما وجبت للمجني عليه والمجني عليه غير سيد الجاني ول راهنه‬
‫إنما مإلكها سيده الراهن عن المجني عليه بموت المجني عليه وهذا مإلك‬
‫غير مإلك السيد الول ولو أن رجل رهن عبده ثم عدا العبد المرهون على‬
‫ابن لنفسه مإملوك لراهن فقتله عمدا أو خطأ أو جرحه جرحا عمدا أو خطأ‬
‫فل قود بين الرجل وبين ابنه والجناية مإال في عنق العبد المرهون فل‬
‫يكون للسيد بيعه بها ول إخراجه مإن الرهن لنه ليكون له في عنق عبده‬
‫دين وهكذا لو كانت أمإة فقتلت ابنها ولو كان البن المقتول رهنا لرجل‬
‫غير المرتهن للب بيع العبد الب القاتل فجعل ثمن العبد المرهون المقتول‬
‫رهنا في يدي المرتهن مإكانه ولو كان البن مإرهونا لرجل غير مإرتهن الب‬
‫بيع الب فجعل ثمن البن رهنا مإكانه ولم يكن للسيد عفوه لن هذا لم‬
‫يجب عليه قود قط إنما وجب في عنقه مإال فليس لسيده أن يعفوه لحق‬
‫المرتهن فيه ولو كان الب والبن مإملوكين لرجل ورهن كل واحد مإنهما‬
‫رجل على حدة فقتل البن الب كان لسيد الب أن يقتل البن أو يعفو‬
‫عن القتل بل مإال وكذلك لو كان جرحه جرحا فيه قود كان له القود أو‬
‫العفو بل مإال فإن إختار العفو بالمال بيع البن وجعل ثمنه رهنا مإكان مإا‬
‫لزمإه مإن أرش الجناية وإذا كان هذا القتل خطأ والعبدان مإرهونان لرجلين‬
‫مإفترقين فل شيء للسيد مإن العفو ويباع الجاني فيجعل ثمنه رهنا لمرتهن‬
‫العبد المجني عليه لنه لم يكن في أعناقهما حكم إل المال لخيار فيه‬
‫لولي الجناية أجنبيا كان أو سيدا وإن جنى العبد المرهون على نفسه جناية‬
‫عمدا أو خطأ فهي هدر وإن جنى العبد المرهون على أمإرأته أو أمأ ولده‬
‫جناية فألقت جنينا مإيتا فإن كان المإة لرجل فنكحها العبد فالجناية لمالك‬
‫الجارية يباع فيها الرهن فيعطى قيمة الجنين إل أن يكون في العبد الرهن‬
‫فضل عن قيمة الجنين فيباع مإنه بقدر قيمة الجنين وجنايته على الجنين‬
‫كجنايته على غيره خطأ ليس لسيد عفوها لحق المرتهن فيها ويكون مإا بقي‬
‫مإنه رهنا وإذا جنى العبد المرهون على حر جناية عمدا فاختار المجني عليه‬
‫أو أولياؤه العقل بيع العبد المرهون بذهب أو ورق ثم اشترى بثمنه إبل‬
‫فدفعت الى المجني عليه وإن كان حيا أو أوليائه إن كان مإيتا وكذلك إذا‬
‫جناها خطأ وإن اختار أولياؤه العفو عن الجناية على غير شيء يأخذونه‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫‪.‬ثبت ذلك صريحا مإن كلمأ غيره وإل فليتوقف فيه‬

‫وقال شيخنا ابو مإحمد الدمإياطي‪ :‬سقوط الهاء في )ست مإن شوال( مإع‬
‫سقوط المعدود أو‬
‫ثبوت الهاء في )ستة( مإع ثبوت اليامأ هو المحفوظ الفصيح وورد في‬
‫بعض الطرق المتقدمإة‬

‫صفحة ‪1030 :‬‬

‫إقرار العبد المرهون بالجناية‬


‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإن رهن الرجل الرجل عبدا وأقبضه المرتهن‬
‫فادعى عليه المرتهن أنه جنى عليه أو على رجل هو وليه جناية عمدا في‬
‫مإثلها قود فأقر بذلك العبد المرهون وأنكر الراهن ذلك أو لم يقر به ولم‬
‫ينكره فإقرار العبد لزمأ له وهو كقيامأ البينة عليه ول يكون قبوله أن يرتهنه‬
‫وهو جان عليه إبطال لدعواه لجناية كانت قبل الرهن أو بعده أو مإعه وله‬
‫الخيار في أخذ القود أو العفو بل مإال أو العفو بمال فإن اختار القود‬
‫فذلك وإن اختار العفو بل مإال فالعبد مإرهون بحاله وإن اختار المال بيع‬
‫العبد في الجناية فما فضل مإن ثمنه كان رهنا وإن أقر العبد بجناية خطأ‬
‫أو عمدا لقود فيها بحال أو كان العبد مإسلما والمرتهن كافرا فأقر عليه‬
‫بجناية عمدا أو أقر بجناية على ابن نفسه وكل مإن ليقاد مإنه بحال فإقراره‬
‫باطل لنه أقر في عبوديته بمال في عنقه وإقراره بمال في عنقه كإقراره‬
‫بمال على سيده لن عنقه ومإا بيعت به عنقه مإال لسيده مإا كان مإملوكا‬
‫لسيده وسواء كان مإا وصفت مإن القرار على المرتهن أو أجنبي غير‬
‫المرتهن ولو كان مإكان الجنبي و المرتهن سيد العبد الراهن فأقر العبد‬
‫بجناية على سيده قبل الرهن أو بعده وكذبه المرتهن فإن كانت الجناية مإما‬
‫فيه قصاص جازت على العبد فإن اقتص فذلك وإن لم يقتص فالعبد مإرهون‬
‫بحاله فإن كانت الجناية عمدا على ابن الراهن أو مإن الراهن وليه فأتت‬
‫على نفسه فأقر بها العبد المرهون فإقراره جائز ولسيده الراهن قتله أو العفو‬
‫على مإال يأخذه في عنقه كما يكون ذلك له في الجنبي والعفو على غير‬
‫مإال فإن عفا على غير مإال فهو رهن بحاله ول يجوز إقرار العبد الرهن‬
‫ول غير الرهن على نفسه حتى يكون مإمن تقومأ عليه الحدود فإذا كان‬
‫مإمن تقومأ عليه الحدود فل يجوز إقراره على نفسه إل فيما فيه القود وإذا‬
‫أقر العبد المرهون على نفسه بأنه جنى جناية خطأ على غير سيده وصدقه‬
‫المرتهن وكذبه مإالك العبد فالقول قول مإالك العبد مإع يمينه والعبد مإرهون‬
‫بحاله وإذا بيع بالرهن لم يحكم على المرتهن بأن يعطى ثمنه ول شيئا مإنه‬
‫للمجني عليه وإن كان في إقراره أنه أحق بثمن العبد مإنه لن إقراره يجمع‬
‫مإعنيين أحدهما أنه أقر به في مإال غيره ول يقبل إقراره في مإال غيره‬
‫والخر أنه إنما أقر للمجني عليه بشيء إذا ثبت له فماله ليس في ذمإة‬
‫الراهن فلما سقط أن يكون مإاله في ذمإة الراهن دون العبد سقط عنه‬
‫الحكم بإخراج ثمن العبد مإن يديه والورع إلى المرتهن أن يدفع مإن ثمنه‬
‫إلى المجني عليه قدر أرش الجناية وإن جحده حل له أن يأخذ أرش ذلك‬
‫مإن ثمن العبد ول يأخذه إن قدر مإن مإال الراهن غير ثمن‬

‫صفحة ‪1031 :‬‬


‫العبد وهكذا لو أنكر العبد الجناية وسيده وأقر بها المرتهن ولو ادعى‬
‫المرتهن أن العبد المرهون في يديه جنى عليه جناية خطأ وأقر بذلك العبد‬
‫وأنكر الراهن كان القول قوله ولم يخرج العبد مإن الرهن وحل للمرتهن أخذ‬
‫حقه في الرهن مإن وجهين مإن أصل الحق والجناية إن كان يعلمه صادقا‬
‫ولو ادعى الجناية على العبد المرهون خطأ لبن له هو وليه وحده أو مإعه‬
‫فيه ولي غيره والجناية خطأ وأقر بذلك العبد وأنكره السيد فالقول فيه قول‬
‫السيد والعبد مإرهون بحاله وهي كالمسألة في دعوى الجنبي على العبد‬
‫الجناية خطأ وإقرار العبد والمرتهن بها وتكذيب المالك له‬
‫جناية العبد المرهون على الجنبي‬
‫قال الشافعي رحمه ال وإذا جنى العبد المرهون أو جني عليه فجنايته‬
‫والجناية عليه كجناية العبد غير المرهون والجناية عليه ومإالكه الراهن الخصم‬
‫فيه فيقال له إن فديته بجميع أرش الجناية فأنت مإتطوع والعبد مإرهون بحاله‬
‫وإن لم تفعل لم تجبر على أن تفديه وبيع العبد في جنايته وكانت الجناية‬
‫أولى به مإن الرهن كما تكون الجناية أولى به مإن مإلكك فالرهن أضعف مإن‬
‫مإلكك لنه إنما يستحق فيه شيء بالرهن بملكك فإن كانت الجناية لتبلغ‬
‫قيمة العبد المرهون ولم يتطوع مإالكه بأن يفديه لم يجبر سيده ول المرتهن‬
‫على أن يباع مإنه إل بقدر الجناية ويكون مإا بقي مإنه مإرهونا ول يباع كله‬
‫إذا لم تكن الجناية تحيط بقيمته إل بإجتماع الراهن والمرتهن على بيعه فإذا‬
‫اجتمعا على بيعه بيع فأديت الجناية وخير مإالكه بين أن يجعل مإا بقي مإن‬
‫ثمنه قصاصا مإن الحق عليه أو يدعه رهنا مإكان العبد لنه يقومأ مإقامإه ول‬
‫يكون تسليم المرتهن بيع العبد الجاني كله وإن كان فيه فضل كبير عن‬
‫الجناية فسخا مإنه لرهنه ول ينفسخ فيه الرهن إل بأن يبطل حقه فيه أو‬
‫يبرأ الراهن مإن الحق الذي به الرهن ول أحسب أحدا يعقل يختار أن‬
‫يكون ثمن عبده رهنا غير مإضمون على أن يكون قصاصا مإن دينه وتبرأ‬
‫ذمإته مإما قبض مإنه وإذا اختار أن يكون رهنا لم يكن للمرتهن النتفاع‬
‫بثمنه وإن أراد الراهن قبضه لينتفع به لم يكن ذلك له وليس المنفعه‬
‫بالثمن الذي هو دنانير و دراهم كالمنفعه بالعبد الذي هو عين لو باعه لم‬
‫يجز بيعه ورد بحاله وإذا بيع العبد المرهون في الجناية أو بعضه لم يكلف‬
‫الراهن أن يجعل مإكانه رهنا لنه بيع بحق لزمإه لإتلف مإنه هو له وإن‬
‫أراد المرتهن أن يفديه بالجناية قيل له إن فعلت فأنت مإتطوع وليس لك‬
‫الرجوع بها على مإالك العبد والعبد رهن بحاله وإن فداه بأمإر سيده وضمن‬
‫له مإا فداه به رجع بما فداه به على سيده ولم يكن رهنا إل أن يجعله‬
‫له رهنا به فيكون رهنا به مإع الحق الول قال الربيع مإعنى‬

‫صفحة ‪1032 :‬‬

‫قول الشافعي إل أن يريد أن ينفسخ الرهن الول فيجعله رهنا بما كان‬
‫مإرهونا وبما فداه به بإذن سيده قال الشافعي وإن كانت جناية العبد الرهن‬
‫عمدا فأراد المجني عليه أو وليه أن يقتص مإنه فذلك له ول يمنع الرهن‬
‫حقا عليه في عنقه ول في بدنه ولو كان جنى قبل أن يرهن ثم قامأ عليه‬
‫المجني عليه كان ذلك له كما يكون له لو جنى بعد أن كان رهنا‬
‫ليختلف ذلك ول يخرجه مإن الرهن أن يجني قبل أن يكون رهنا ثم يرهن‬
‫ول بعد أن يكون رهنا إذا لم يبع في الجناية وإذا جنى العبد المرهون وله‬
‫مإال أو اكتسب بعد الجنايه مإال أو وهب له فماله لسيده الراهن دون‬
‫المرتهن وجنايته في عنقه كهي في عنق العبد غير المرهون ولو بيع العبد‬
‫المرهون فلم يتفرق البائع والمشتري حتى جنى كان للمشتري رده لن هذا‬
‫عيب حدث به وله رده بل عيب ولو جنى ثم بيع فعلم المشتري قبل‬
‫التفرق أو بعده بجنايته كان له رده لن هذا عيب دلس له ولو بيع‬
‫وتفرق المتبايعان أو خير أحدهما صاحبه بعد البيع فاختار إمإضاء البيع ثم‬
‫جنى كان مإن المشتري ولم يرد البيع لن هذا حادث في مإلكه بعد تمامأ‬
‫البيع بكل حال له ولو جنى العبد الرهن جناية عمدا كان للمجني عليه أو‬
‫وليه الخيار بين الرش والقصاص فإن اختار الرش كان في عنق العبد يباع‬
‫فيه كما يباع في الجناية خطأ وإن اختار القصاص كان له وإذا جنى العبد‬
‫المرهون فلم يفده سيده بالجناية فبيع فيها لم يكلف سيده أن يأتي برهن‬
‫سواه لنه بيع عليه بحق لجناية للسيد فإن كان السيد أمإر العبد بالجناية‬
‫وكان بالغا بعقل فهو آثم ول يكلف السيد إذا بيع فيها أو قتل أن يأتي‬
‫برهن غيره وإن كان العبد صبيا أو أعجميا فبيع في الجناية كلف السيد‬
‫أن يأتي بمثل قيمته ثمنا ويكون رهنا مإكانه إل أن يشاء أن يجعلها قصاصا‬
‫مإن الحق وإذا تم الرهن بالقبض كان المرتهن أولى به مإن غرمإاء السيد‬
‫وورثته إن مإات وأهل وصاياه حتى يستوفي حقه فيه ثم يكون لهم الفضل‬
‫عن حقه وإذا اذن الرجل للرجل ان يرهن عبد لللذن فرهنه فجنى العبد‬
‫المرهون جناية فجنايته في عنقه والقول في هل يرجع سيد العبد الذن على‬
‫الراهن المأذون له بمالزمأ عبده مإن جنايته وبتلف ان اصابه في يديه قبل ان‬
‫يفيده كما يرجع عليه لو ان العبد المرهون عارية في يديه لرهن اول يرجع‬
‫قولن احدهما انه عاريه فهو ضامإن له كما تضمن العاريه والخر انه‬
‫ليضمن شيئا مإما اصابه ومإن قال هذا قال فليس كالعاريه لن خدمإته‬
‫لسيده والرهن في عنقه كضمان سيده لو ضمن عن الراهن والعارية مإا‬
‫كانت مإنفعتها مإشغولة عن مإعيرها ومإنفعة هذا له قائمة ومإن ضمن الراهن‬
‫ضمن رجل لو رهن الرجل عن الرجل مإتاعا له بأمإر المرهون وكان هذا‬

‫صفحة ‪1033 :‬‬

‫عندي أشبه القولين وال تعالى أعلم‬


‫الجناية على العبد المرهون فيما فيه قصاص‬
‫قال الشافعي رحمه ال وإذا رهن الرجل الرجل عبده وقبضه المرتهن فجنى‬
‫على العبد المرهون عبد للراهن أو للمرتهن أو لغيرهما جناية أتت على‬
‫نفسه فالخصم في الجناية سيد العبد الراهن ول ينتظر الحاكم المرتهن ول‬
‫وكيله ليحضر السيد لن القصاص إلى السيد دون المرتهن وعلى الحاكم إذا‬
‫ثبت مإا فيه القصاص أن يخير سيد العبد الراهن بين القصاص وأخذ قيمة‬
‫عبده إل أن يعفو فإن اختار القصاص دفع إليه قاتل عبده فإن قتله قتله‬
‫بحقه ولم يكن عليه أن يبدل المرتهن شيئا مإكانه كما ليكون عليه لو‬
‫مإات أن يبدله مإكانه ولو عفا عنه بل مإال يأخذه مإنه كان ذلك له لنه‬
‫دمأ مإلكه فعفاه وإن اختار أخذ قيمة عبده أخذه القاضي بأن يدفعه إلى‬
‫المرتهن إن كان الرهن على يديه أو مإن على يديه الرهن إل أن يشاء أن‬
‫يجعله قصاصا مإن حق المرتهن عليه وإن اختار ترك القود على أخذ قيمة‬
‫عبده ثم أراد عفوا بل أخذ قيمة عبده لم يكن ذلك له وأخذت قيمة‬
‫عبده فجعلت رهنا وكذلك لو اختار أخذ المال ثم قال أنا أقتل قاتل‬
‫عبدي فليس ذلك له وإن اختار أخذ المال بطل القصاص لنه قد أخذ‬
‫أحد الحكمين وترك الخر وإن عفا المال الذي وجب له بعد اختياره أو‬
‫أخذه وهو أكثر مإن قيمة عبده أو مإثله أو أقل لم يجز عفوه لنه وهب‬
‫شيئا قد وجب رهنا لغيره وإذا برىء مإن المال بأن يدفع الحق إلى المرتهن‬
‫مإن مإال له غير المال المرهون أو أبرأه مإنه المرتهن رد المال الذي عفاه‬
‫عن العبد الجاني على سيد الجاني لن العفو براءة مإن شيء بيد المعفو‬
‫عنه فهو كالعطية المقبوضة وإنما رددتها لعلة حق المرتهن فيها فإذا ذهبت‬
‫تلك العلة فهي تامإة لسيد العبد الجاني بالعفو المتقدمأ وإذا قضى المرتهن‬
‫حقه مإما أخذ مإن قيمة عبده لم يغرمأ مإن المال الذي قضاه شيئا للمعفو‬
‫عنه وإن فضل في يديه فضل عن حقه رده على سيد العبد المعفو عنه‬
‫الجناية والمال وإن أراد مإالك العبد الراهن أن يهب للمرتهن مإا فضل عن‬
‫حقه لم يكن ذلك له وإن قضى بقيمة العبد المقتول المرهون دراهم وحق‬
‫المرتهن دنانير وأخذها الراهن فدفعها إلى المرتهن فأراد الراهن أن يدعها‬
‫للمرتهن بحقه ولم يرد ذلك المرتهن لم يكن ذلك له وبيعت فأعطى‬
‫صاحب الحق وسيد العبد المعفو عنه مإا فضل مإن أثمانها وإنما مإنعني لو‬
‫كان الراهن مإوسرا أن أسلم عفوه عن المال بعد أن اختاره وأصنع فيه مإا‬
‫أصنع في العبد لو أعتقه وهو مإوسر أن حكم العتق مإخالف جميع مإا سواه‬
‫أنا إذا وجدت السبيل إلى العتق‬

‫صفحة ‪1034 :‬‬

‫ببدل مإنه أمإضيته وعفو المال مإخالف له فإذا عفا مإا غيره أحق به‬
‫حتى يستوفي حقه كان عفوه في حق غيره باطل كما لو وهب عبده‬
‫المرهون لرجل وأقبضه إياه أو تصدق به عليه صدقة مإحرمإة وأقبضه إياه‬
‫كان مإا صنع مإن ذلك مإردودا حتى يقبض المرتهن حقه مإن ثمن رهنه‬
‫والبدل مإن رهنه يقومأ مإقامأ رهنه ليختلفان ولو جنى على العبد المرهون‬
‫ثلثة أعبد كان على الحاكم أن يخير سيد العبد المقتول بين القصاص وبين‬
‫أخذ قيمة عبده أو العفو فإن اختار القصاص فيهم فذلك له في قول مإن‬
‫قتل أكثر مإن واحد بواحد وإن اختار أن يقتص مإن أحدهم ويأخذ مإا لزمأ‬
‫الثنين مإن قيمة عبده كان له ويباعان فيها كما وصفت ويكون ثمن عبده‬
‫مإن ثمنهما رهنا كما ذكرت وإن اختار أن يأخذ ثمن عبده مإنهما ثم أراد‬
‫عفوا عنهما أو عن أحدهما كان الجواب فيها كالجواب في المسألة قبلها‬
‫في العبد الواحد إذا اختار أخذ قيمة عبده مإن رقبته ثم عفاها وأحب أن‬
‫يحضر الحاكم المرتهن أو وكيله احتياطا لئل يختار الراهن أخذ المال ثم‬
‫يدعه أو يفرط فيه فيهرب العبد الجاني وإن اختار الراهن أخذ المال مإن‬
‫الجاني على عبده ثم فرط فيه حتى يهرب الجاني لم يغرمأ الراهن شيئا‬
‫بتفريطه ولم يكن عليه أن يضع رهنا مإكانه وكان كعبده لو رهنه رجل‬
‫فهرب ول أجعل الحق حال بحال وهو إلى أجل ولو تعدى فيه الراهن ولو‬
‫جنى حر وعبد على عبد مإرهون جناية عمدا كان نصف قيمة العبد المرهون‬
‫على الحر في مإاله حالة تؤخذ مإنه فتكون رهنا إل أن يتطوع الراهن بأن‬
‫يجعلها قصاصا إذا كانت دنانير أو دراهم وخير في العبد كما وصفت بين‬
‫قتله أو العفو عنه أو أخذ قيمة عبده مإن عنقه فإن مإات العبد الجاني‬
‫فقد بطل مإا عليه مإن الجناية وإن مإات الحر فنصف قيمته في مإاله وإن‬
‫أفلس الحر فهو غريم وكل مإا أخذ مإنه كان مإرهونا والحق كله في ذمإة‬
‫الراهن ليبرأ مإنه بتلف الرهن وتلف العوض مإنه بحال ولو كانت الجناية‬
‫على العبد المرهون جناية دون النفس مإما فيه القصاص كان القول فيها‬
‫كالقول في الجناية في النفس ليختلف يخير السيد الراهن بين أخذ‬
‫القصاص لعبده أو العفو عن القصاص بل شيء أو أخذ العقل فإن اختار‬
‫أخذ العقل كان كما وصفت ول خيار للعبد المجنى عليه إنما الخيار‬
‫لمالكه لله لنه يملك بالجناية مإال والملك لسيده دونه ولو كان الجاني‬
‫على العبد المرهون عبدا للراهن أو عبدا له وعبدا لغيره ابن أو غيره كان‬
‫القول في عبد غيره ابنه كان أو غيره كالقول في المسائل التي قبله وخير‬
‫في عبده الجاني على عبده كما يخير في عبيد غيره بين القود أو العفو‬
‫عن القود بل شيء يأخذه لنه إنما يدع قودا جعل إليه تركه وإن لم يعف‬
‫القود إل على اختيار‬

‫صفحة ‪1035 :‬‬

‫العوض مإن المال كان عليه أن يفدي عبده الجاني إن كان مإنفردا‬
‫بجميع أرش الجناية فإذا فعل خير بين أن يجعلها قصاصا أو يسلمها رهنا‬
‫فإن كان أرش الجناية ذهبا أو ورقا كالحق عليه فشاء أن يجعله قصاصا‬
‫فعل وإن كانت إبل أو شيئا غير الحق فشاء أن يبيعها ويقضي المرتهن‬
‫مإنها حتى يستوفي حقه أو ليبقى مإن ثمنها شيئا فعل وإن شاء أن يبيعها‬
‫ويجعل ثمنها رهنا لم يكن له ذلك لن البدل مإن العبد المرهون يقومأ‬
‫مإقامإه ول يكون له أن أن يبيع البدل مإنه كما ليكون له أن يبيعه ويجعل‬
‫ثمنه رهنا ول يبدله بغيره فإن قضى بجناية العبد دنانير والحق دراهم كانت‬
‫الدنانير رهنا ول يكون للمرتهن أن يجعل ثمن العبد المبيع في الجناية‬
‫دراهم كالحق ثم يجعلها رهنا وعليه أن يجعلها رهنا كما بيع عبده بها‬
‫فإذا كانت جناية عبد الراهن غير المرهون على عبده المرهون في شيء فيه‬
‫قصاص دون النفس فهكذا ليختلف ولو أن رجل رهن رجل عبدا ورهن‬
‫آخر عبدا فعدا أحد عبديه على الخر فقتله أو جنى عليه جناية دون‬
‫النفس فيها قود فالقول فيها كالقول في عبد غير مإرهون وعبد أجنبي يجني‬
‫على عبده يخير بين قتله أو القصاص مإن جراحه أو العفو بل أخذ شيء‬
‫فإن عفا فالعبد مإرهون بحاله وإن اختار أخذ المال بيع العبد المرهون ثم‬
‫جعلت قيمة العبد المرهون المقتول رهنا مإكانه إل أن يشاء الراهن أن‬
‫يجعلها قصاصا وإن كانت جرحا جعل أرش جرح العبد المرهون رهنا مإع‬
‫العبد المرهون كشيء مإن أصل الرهن وإن كانت الجناية جرحا ليبلغ قيمة‬
‫العبد المرهون الجاني جبر الراهن والمرتهن على أن يباع مإنه بقدر أرش‬
‫الجناية ولم يجبرا على بيعه إل أن يشاءا ذلك وكان مإا يقي مإن العبد رهنا‬
‫بحاله ولو رضي صاحب الحق المجني على رهنه وسيد العبد المرهون الجاني‬
‫ومإرتهنه بأن يكون سيد العبد المجني عليه شريكا للمرتهن في العبد الجاني‬
‫بقدر قيمة الجناية لم يجز ذلك لن العبد المجني عليه مإلك للراهن ل‬
‫للمرتهن وجبر على بيع قدر الرهن إل أن يعفو المرتهن حقه وإذا رهن‬
‫الرجل عبدا فأقر العبد بجناية عمدا فيها القود وكذبه الراهن والمرتهن فالقول‬
‫قول العبد والمجني عليه بالخيار في القصاص أو أخذ المال وإن كانت‬
‫عمدا ل قصاص فيها أو خطأ فإقرار العبد ساقط عنه في حال العبودية ولو‬
‫أقر سيد العبد المرهون أو غير المرهون على عبده أنه جنى جناية فإن‬
‫كانت مإما فيه قصاص فإقراره ساقط عن عبده إذا أنكر العبد وإن كانت‬
‫مإما ل قصاص فيه فإقراره لزمأ لعبده لنها مإال وإنما أقر في مإاله قال‬
‫أبو مإحمد وفيها قول آخر أنه ليخرج العبد مإن يدي المرتهن بإقرار السيد‬
‫أن عبده قد لزمإه جناية ل قصاص فيها لنه إنما يقر في عبد المرتهن‬
‫أحق برقبته حتى يستوفي‬

‫صفحة ‪1036 :‬‬

‫حقه فإذا استوفى حقه كان للذي أقر له السيد بالجناية أن يكون أحق‬
‫بالعبد حتى يستوفي‬
‫الجناية على العبد المرهون فيما فيه العقل‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا جنى أجنبي على عبد مإرهون جناية‬
‫لقود فيها على الجاني بحال مإثل أن يكون الجاني حرا فل يقاد مإنه‬
‫مإملوك أو يكون الجاني أب العبد المجني عليه أو جده أو أمإه أو جدته‬
‫أو يكون الجاني لم يبلغ أو مإعتوها أو تكون الجناية مإما ل قود فيه‬
‫بحال مإثل المأمإومإة والجائفة أو تكون الجناية خطأ فمالك العبد المرهون‬
‫الخصم في الجناية وإن أحب المرتهن حضر الخصومإة وإذا قضى على‬
‫الجاني بالرش في العبد المرهون لم يكن لسيد العبد الراهن عفوها ول أخذ‬
‫أرش الجناية دون المرتهن وخير الراهن بين أن يكون أرش الجناية قصاصا‬
‫مإن الدين الذي في عنق العبد أو يكون مإوضوعا للمرتهن على يدي مإن‬
‫كان الرهن على يديه إلى أن يحل الحق ول أحسب أحدا يعقل يختار أن‬
‫يكون أرش الجناية مإوضوعا غير مإضمون على أن يكون قصاصا وسواء أتت‬
‫الجناية على نفس العبد المرهون أو لم تأتي عليها إذا كانت جناية لها‬
‫أرش ل قود فيها وإن كان أرش الجناية ذهبا أو فضة فسأل الراهن أن‬
‫يتركه والنتفاع بها كما يترك خدمإة العبد وركوب الدابة المرهونه وسكنى‬
‫الدار وكراءها لم يكن ذلك له لن العبد والدابة والدار عين قائمة مإعلومإة‬
‫لتتغير والعبد والدابة ينفعان بل ضرر عليهما ويردان ألى مإرتهنهما والدار‬
‫لتحول ول ضرر في سكناها على مإرتهنها والدنانير والدراهم لمإؤنة فيها على‬
‫راهنها ول مإنفعة لها إل بأن تصرف في غيرها وليس لراهن صرف الرهن‬
‫في غيره لن ذلك إبداله ول سبيل له إلى إبدالها وهي تختلط وتسبك ول‬
‫تعرف عينها وإن كان صلحا برضا المرتهن مإن أرش جنايته على إبل وهي‬
‫مإوضوعة على يدي مإن الرهن على يديه وعلى الراهن علفها وصلحها وله‬
‫أن يكريها وينتفع بها كما يكون ذلك له في إبل لو رهنها وإن سأل‬
‫المرتهن أن تباع البل فتجعل ذهبا أو ورقا لم يكن ذلك له لن ذلك‬
‫كعين رهنه إذ رضى به كما لو سأل الراهن إبدال الرهن لم يكن ذلك له‬
‫وإن أراد الراهن مإصالحة الجاني على عبده بشيء غير مإا وجب له لم يكن‬
‫ذلك له لن مإا وجب له يقومأ مإقامإه ومإصالحته بغيره إبدال له كأن وجب‬
‫له دنانير فأراد مإصالحته بدراهم إل أن يرضى بذلك المرتهن فإذا رضي به‬
‫فما أخذ بسبب الجناية على رهنه فهو رهن له وإن أراد سيد العبد‬
‫المرهون العفو عن أرش الجناية على عبده لم يكن ذلك له إل أن يبرئه‬
‫المرتهن أو يوفيه الراهن حقه مإتطوعا به ولو كانت الجناية على العبد أكثر‬
‫مإن‬

‫صفحة ‪1037 :‬‬


‫حق المرتهن مإرارا لم يكن ذلك له أن يضع شيئا مإن الجناية كما لو‬
‫زاد العبد في يديه لم يكن له أن يخرج قيمة زيادته مإن رقبته إل أن‬
‫يتطوع مإالك العبد الراهن بأن يدفع إلى المرتهن جميع حقه في العبد حال‬
‫فإن فعل فذلك له فإن أراد المرتهن ترك الرهن وأن ليأخذ حقه حال لم‬
‫يكن ذلك له وجبر على أخذه إل أن يشاء إبطال حقه فيبطل إذا أبطله‬
‫قال والجناية على المإة المرهونة كالجناية على العبد المرهون لتختلف في‬
‫شيء إل في الجناية عليها بما يقع على غيرها فإن ذلك في المإة وليس‬
‫في العبد بحال وذلك مإثل أن يضرب بطنها فتلقي جنينا فيؤخذ أرش الجنين‬
‫ويكون لمالكه ليكون مإرهونا مإعها وإن نقصها نقصا له قيمة بل جرح له‬
‫أرش يبقى أثره لم يكن على الجاني شيء سوى أرش الجنين لن الجنين‬
‫المحكومأ فيه وإن جنى على المإة جناية لها جرح له عقل مإعلومأ أو فيه‬
‫حكومإة وألقت جنينا أخذ مإن الجاني أرش الجرح أو حكومإته فكان رهنا مإع‬
‫الجارية لن حكمه بها دون الجنين وكان عقل الجنين لمالكها الراهن لنه‬
‫غير داخل في الرهن والجناية على كل رهن مإن الدواب كهي على كل‬
‫رهن مإن الرقيق ل يختلف في شيء إل أن في الدواب مإا نقصها وجراح‬
‫الرقيق في أثمانهم كجراح الحرار في دياتهم وفي خصلة واحدة أن مإن‬
‫جنى على أنثى مإن البهائم فألقت جنينا مإيتا فإنما يضمن الجاني عليها مإا‬
‫نقصتها الجناية عن قيمتها تقومأ يومأ جنى عليها وحين ألقت الجنين فنقصت‬
‫ثم يغرمأ الجاني مإا نقصها فيكون مإرهونا مإعها وإن جنى عليها وألقت جنينا‬
‫حيا ثم مإات مإكانه ففيها قولن أحدهما أن عليه قيمة الجنين حين سقط‬
‫لنه جان عليه ول يضمن إن كان إلقاؤه نقص أمإه شيئا أكثر مإن قيمة‬
‫الجنين إل أن يكون جرحا يلزمأ عيبه فيضمنه مإع قيمة الجنين كما قيل في‬
‫المإة ل يختلفان والثاني أن عليه الكثر مإن قيمة الجنين ومإا نقص أمإه‬
‫ويخالف بينها وبين المإة يجني عليها فيختلفان في أنه ل قود بين البهائم‬
‫بحال على جان عليها وللدمإيين قود على بعض مإن يجني عليهم وكل‬
‫جناية على رهن غير آدمإي ول حيوان ل تختلف سواء فيما جنى على‬
‫الرهن مإا نقصه ليختلف ويكون رهنا مإع مإا بقي مإن المجني عليه إل أن‬
‫يشاء الراهن أن يجعله قصاصا وقيمة مإا جنى على الرهن غير الدمإيين‬
‫ذهب أو فضة إل ان يكون كيل أو وزن يوجد مإثله فيتلف مإنه شيء‬
‫فيؤخذ بمثله وذلك مإثل حنطة رهن يستهلكها رجل فيضمن مإثلها ومإثل مإا‬
‫في مإعناها وإن جنى على الحنطة المرهونة جناية تضر عينها بأن تعفن أو‬
‫تحمر أو تسود ضمن مإا نقص الحنطة تقومأ صحيحة غير مإعيبة كما كانت‬
‫قبل الجناية وبالحال التي صارت إليها بعد الجناية ثم يغرمأ الجاني مإا نقصها‬
‫مإن الدنانير‬

‫صفحة ‪1038 :‬‬

‫أو الدراهم وأي نقد كان الغلب بالبلد الذي جنى به جبر عليه ولم‬
‫يكن له المإتناع مإنه إن كان الغلب بالبلد الذي جنى به دنانير فدنانير‬
‫وإن كان الغلب دراهم فدراهم وكل قيمة فإنما هي بدنانير أو بدراهم‬
‫والجناية على العبيد كلها دنانير أو دراهم لإبل ول غير الدنانير والدراهم‬
‫إل أن يشاء ذلك الجاني والراهن والمرتهن أخذ إبل وغيرها بما يصح‬
‫فيكون مإا أخذ رهنا مإكان العبد المجني عليه إن تلف أو مإعه إن نقص‬
‫ويكون مإا غرمأ رهنا مإع أصل الرهن إل أن يشاء الراهن أن يجعله قصاصا‬
‫كما وصفت وإذا جنى الراهن على عبده المرهون كانت جنايته كجناية‬
‫الجنبي ل تبطل عنه بأنه مإالك له لن فيه حقا لغيره ول تترك بنقص حق‬
‫غيره ويؤخذ بأرش الجناية على عبده وأمإته كما يؤخذ بها الجنبي فإن شاء‬
‫أن يجعلها قصاصا مإن الحق بطل عن المرتهن بقدر أرش الجناية وهكذا لو‬
‫جنى ابن الراهن أو أبوه أو امإرأته على عبده المرهون ولو جنى عبد للراهن‬
‫غير مإرهون على عبده المرهون خير الراهن بين أن يفدي عبده بجميع أرش‬
‫الجناية على عبده المرهون مإتطوعا أو يجعلها قصاصا مإن الحق أو يباع‬
‫عبده فيؤدي أرش الجنايه على المرهون فيكون رهنا مإعه ول تبطل الجناية‬
‫على عبده عن عبده لن في ذلك نقصا للرهن على المرتهن إل في أن‬
‫يرهن الرجل الرجل الواحد العبدين فيجني أحدهما على الخر والجناية خطأ‬
‫أو عمد لقود فيه لن الراهن المالك ل يستحق مإن مإلك عبده المرهون‬
‫إل مإا كان له قبل الجناية وأن المرتهن ل يستحق مإن العبد الجاني‬
‫المرهون بالرهن إل مإا كان له قبل الجناية فبهذا صارت الجناية هدرا‬
‫وهكذا لو أن رجل رهن عبدا له بألف درهم ورهنه أيضا عبدا له آخر‬
‫بمائة دينار أو بحنطة مإكيلة فجنى أحدهما على الخر كانت الجناية هدرا‬
‫لن المرتهن مإستحق لهما مإعا بالرهن والراهن مإالك لهما مإعا فحالهما قبل‬
‫الجناية وبعدها في الرهن والملك سواء ولو أن رجل رهن عبدا له رجل‬
‫ورهن عبدا له آخر رجل غيره فجنى أحدهما على الخر كانت جنايته عليه‬
‫كجناية عبد أجنبي مإرهون ويخير السيد بين أن يفدي العبد الجاني بجميع‬
‫أرش جناية المجني عليه فإن فعل فالعبد الجاني رهن بحاله وإن لم يفعل‬
‫بيع العبد الجاني فأديت الجناية وكانت رهنا فإن فضل مإنها فضل كان رهنا‬
‫لمرتهن الجاني وإن كان في الجاني فضل عن أرش الجناية فشاء الراهن‬
‫والمرتهن العبد الجاني بيعه مإعا بيع ورد فضله رهنا إل أن يتطوع السيد أن‬
‫يجعله قصاصا وإن دعا أحدهما إلى بيعه كله وامإتنع الخر لم يجبر على‬
‫بيعه كله إذا كان في ثمن بعضه مإا يؤدي أرش الجناية وجناية المرتهن‬
‫وأب المرتهن وابنه مإن كان مإنه بسبيل وعبده على‬

‫صفحة ‪1039 :‬‬

‫الرهن كجناية الجنبي ل فرق بينهما وإن كان الحق حال فشاء أن‬
‫تكون جنايته قصاصا وإن كان إلى أجل فشاء الراهن أن يجعله قصاصا فعل‬
‫وإن لم يشأ الراهن أخرج المرتهن قيمة جنايته فكانت مإوضوعة على يدي‬
‫العدل الموضوع على يديه الرهن وإن كان الرهن على يدي المرتهن فشاء‬
‫الراهن أن يخرج الرهن وأرش الجناية مإن يديه وكانت الجناية عمدا فذلك‬
‫له لن الجناية عمدا تغير مإن حال الموضوع على يديه الرهن وإن كانت‬
‫خطأ لم يكن له إخراجها مإن يديه إل بأن يتغير حاله عن حالة المإانة إلى‬
‫حال تخالفها وإذا كان العبد مإرهونا فجنى عليه فسواء بريء الراهن مإما في‬
‫العبد مإن الرهن إل درهما أو أقل وكان في العبد فضل أو لم يبرأ مإن‬
‫شيء مإنه ولم يكن في العبد فضل لنه إذا كان مإرهونا بكله فل يخرجه‬
‫مإن الرهن إل أن ليبقى فيه شيء مإن الرهن وكذلك ليخرج شيئا مإن أرش‬
‫الجناية عليه لنها كهو وكذلك لو كانوا عبيدا مإرهونين مإعا ل يخرج شيء‬
‫مإن الرهن إل بالبراءة مإن آخر الحق ولو رهن رجل رجل نصف عبده ثم‬
‫جنى عليه الراهن ضمن نصف أرش جنايته للمرتهن كما وصفت وبطل عنه‬
‫نصف جنايته لن الجناية على نصفين نصف له ل حق لحد فيه فل يلزمإه‬
‫لنفسه غرمأ ونصف للمرتهن فيه حق فل يبطل عنه وإن كان مإالكه لحق‬
‫المرتهن فيه ولو جنى عليه أجنبي جناية كان نصفها رهنا ونصفها مإسلما‬
‫لمالك العبد ولو عفا مإالك العبد الجناية كلها كان عفوه في نصفها جائزا‬
‫لنه مإالك لنصفه ول حق لحد مإعه فيه وعفوه في النصف الذي للمرتهن‬
‫فيه حق مإردود ولو عفا المرتهن الجناية دون الراهن كان عفوه باطل لنه‬
‫ليملك الجناية إنما مإلكها للراهن و إنما يملك احتباسها بحقه حتى يستوفيه‬
‫وسواء كان حق المرتهن حال أو إلى أجل فإن كان إلى أجل فقال أنا‬
‫أجعل الجناية قصاصا مإن حقي لم يكن ذلك له لن حقه غير حال وإن‬
‫كان حال كان ذلك له إن كان حقه دنانير وقضى بالجناية دنانير أو‬
‫دراهم فقضى بالجنايه دراهم لن مإا وجب لسيد العبد مإثل مإا للمرتهن وإن‬
‫قضى بأرش الجناية دراهم والحق على الغريم دنانير فقال أجعل الجناية‬
‫قصاصا مإن حقي لم يكن ذلك له لن الجناية غير حقه وكذلك لو قضى‬
‫بالجناية دراهم وحقه دنانير أو دنانير وله دراهم لم يكن له أن يجعل‬
‫الجناية قصاصا مإن حقه لن أرش الجناية غير حقه وإنما يكون قصاصا مإا‬
‫كان مإثل فأمإا مإا لم يكن مإثل فل يكون قصاصا ولو كان حقه أكثر مإن‬
‫قيمة أرش الجناية إذا لم أكره أحدا على أن يبيع مإاله بأكثر مإن قيمته لم‬
‫أكره رب العبد أن يأخذ بدنانير طعامإا ول بطعامأ دنانير وإذا جنى عبد على‬
‫عبد مإرهون فأراد سيد العبد الجاني أن يسلمه‬

‫صفحة ‪1040 :‬‬


‫مإسترقا بالجناية لم يكن ذلك على الراهن إل أن يشاء وإن شاء الراهن‬
‫ذلك ولم يشأه المرتهن لم يجبر على ذلك المرتهن وكذلك لو شاء ذلك‬
‫المرتهن ولم يشأه الراهن لم يجبر عليه لن حقهم في رقبته أرش ل رقبة‬
‫عبد ورقبة العبد عرض وكذلك لو شاء الراهن والمرتهن أن يأخذ العبد‬
‫الجاني بالجناية و الجناية مإثل قيمة العبد أو أكثر أضعافا وأبى ذلك رب‬
‫العبد الجاني لم يكن ذلك لهما لن الحق في الجناية شيء غير رقبته‬
‫وإنما تباع رقبته فيصير الحق فيها كما يباع الرهن فيصير ثمنا يقضي مإنه‬
‫الغريم حقه‬
‫الرهن الصغير‬
‫أخبرنا الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي رحمه ال قال أصل إجازت‬
‫الرهن في كتاب ال عز وجل وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان‬
‫مإقبوضة قال الشافعي فالسنة تدل على إجزة الرهن ول أعلم مإخالفا في‬
‫إجازته أخبرنا مإحمد بن اسمعيل بن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن ابن‬
‫شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل‬
‫يغلق الرهن الرهن مإن صاحبه الذي رهنه له غنمه وعليه غرمإه قال الشافعي‬
‫فالحديث جملة على الرهن ولم يخص رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما‬
‫بلغت رهنا دون رهن واسم الرهن يقع على مإا ظهر هلكه وخفي ومإعنى‬
‫قول النبي صلى ال عليه وسلم وال تعالى أعلم ل يغلق الرهن بشيء أي‬
‫إن ذهب لم يذهب بشيء وإن أراد صاحبه إفتكاكه ول يغلق في يدي‬
‫الذي هو في يديه كأن يقول المرتهن قد أوصلته إلي فهو لي بما أعطيتك‬
‫فيه ول يغير ذلك مإن شرط تشارطا فيه ول غيره والرهن للراهن أبدا حتى‬
‫يخرجه مإن مإلكه بوجه يصح إخراجه له والدليل على هذا قول رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم الرهن مإن صاحبه الذي رهنه ثم بينه وأكده فقال له‬
‫غنمه وعليه غرمإه قال الشافعي وغنمه سلمإته وزيادته وغرمإه عطبه ونقصه قال‬
‫ولو كان إذا رهن رهنا بدرهم وهو يسوى درهما فهلك ذهب الدرهم فلم‬
‫يلزمأ الراهن كان إنما هلك مإن مإال المرتهن ل مإال الراهن لن الراهن قد‬
‫أخذ درهما وذلك ثمن رهنه فإذا هلك رهنه فلم يرجع المرتهن بشيء فلم‬
‫يغرمأ شيئا إنما ذهب له مإثل الذي أخذ مإن مإال غيره فغرمإه حينئذ على‬
‫المرتهن ل على الراهن قال وإذا كان غرمإه على المرتهن فهو مإن المرتهن‬
‫ل مإن الراهن وهذا القول خلف مإا روي عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال الشافعي فل أعلم بين أحد مإن أهل العلم خلفا في أن الرهن‬
‫مإلك للراهن وأنه إن أراد إخراجه مإن يدي المرتهن لم يكن ذلك له بما‬

‫صفحة ‪1041 :‬‬

‫شرط فيه وأنه مإأخوذ بنفقته مإا كان حيا وهو مإقره في يدي المرتهن‬
‫ومإأخوذ بكفنه إن مإات لنه مإلكه قال الشافعي وإذا كان الرهن في السنة‬
‫وإجماع العلماء مإلكا للراهن فكان الراهن دفعه ل مإغصوبا عليه ول بائعا له‬
‫وكان الراهن إن أراد أخذه لم يكن له وحكم عليه بإقراره في يدي المرتهن‬
‫بالشرط فأي وجه لضمان المرتهن والحاكم يحكم له بحبسه للحق الذي‬
‫شرط له مإالكه فيه وعلى مإالكه نفقته وإنما يضمن مإن تعدى فأخذ مإا ليس‬
‫له أو مإنع شيئا في يديه مإلكه لغيره مإما مإلكه المالك غيره مإما عليه‬
‫تسليمه وليس له حبسه وذلك مإثل أن يبتاع الرجل العبد مإن الرجل فيدفع‬
‫إليه ثمنه ويمنعه البائع العبد فهذا يشبه الغصب والمرتهن ليس في شيء مإن‬
‫هذه المعاني ل هو مإالك للرهن فأوجب عليه فيه بيعا فمنعه مإن مإلكه إياه‬
‫وعليه تسليمه إليه وإنما مإلك الرهن للراهن فل هو مإتعد بأخذ الرهن مإن‬
‫الراهن ول بمنعه إياه فل مإوضع للضمان عليه في شيء مإن حالته إنما هو‬
‫رجل اشترط لنفسه على مإالك الرهن في الرهن شرطا حلل لزمإا استوثق‬
‫فيه مإن حقه طلب المنفعه لنفسه والحتياط على غريمه ل مإخاطرا بالرتهان‬
‫لنه لو كان الرهن إذا هلك هلك حقه كان ارتهانه مإخاطرة إن سلم الرهن‬
‫فحقه فيه وإن تلف تلف حقه ولو كان هكذا كان شرا للمرتهن في بعض‬
‫حالته لن حقه إذا كان في ذمإة الراهن وفي جميع مإاله لزمإا أبدا كان‬
‫خيرا له مإن أن يكون في شيء مإن مإاله بقدر حقه فإن هلك ذلك الشيء‬
‫بعينه هلك مإن المرتهن وبرئت ذمإة الراهن قال ولم نر ذمإة رجل تبرأ إل‬
‫بأن يؤدي إلى غريمه مإاله عليه أو عوضا مإنه يتراضيان عليه فيملك الغريم‬
‫العوض ويبرأ به غريمه وينقطع مإالكه عنه أو يتطوع صاحب الحق بأن يبرئ‬
‫مإنه صاحبه والمرتهن والراهن ليسا في واحد مإن مإعاني البراءة ول البواء قال‬
‫الشافعي فإن قال قائل أل ترى أن أخذ المرتهن الرهن كالستيفاء لحقه‬
‫قلت لو كان استيفاء لحقه وكان الرهن جارية كان قد مإلكها وحل له‬
‫وطؤها ولم يكن له ردها على الراهن ول عليه ولو أعطاه مإا فيه إل أن‬
‫يتراضيا بأن يتبايعا فيها بيعا جديدا ولم يكن مإع هذا للمرتهن أن يكون‬
‫حقه إلى سنة فيأخذه اليومأ بل رضا مإن الذي عليه الحق قال مإا هو‬
‫باستيفاء ولكن كيف قلت إنه مإحتبس في يدي المرتهن بحق له ول ضمان‬
‫عليه فيه فقيل له بالخبر وكما يكون المنزل مإحتبسا بإجارة فيه ثم يتلف‬
‫المنزل بهدمأ أو غيره مإن وجوه التلف فل ضمان على المكترى فيه وإن‬
‫كان المكترى سلف الكراء رجع به على صاحب المنزل وكما يكون العبد‬
‫مإؤجرا أو البعير مإكرى فيكون مإحتبسا بالشرط ول ضمان في واحد مإنهما‬
‫ول في حر لو كان مإؤجرا فهلك قال الشافعي‬

‫صفحة ‪1042 :‬‬

‫إنما الرهن وثيقة كالحمالة فلو أن رجل كانت له على رجل ألف درهم‬
‫فكفل له بها جماعة عند وجوبها أو بعده كان الحق على الذي عليه الحق‬
‫وكان الحملء ضامإنين له كلهم فإن لم يؤد الذي عليه الحق كان للذي له‬
‫الحق أن يأخذ الحملء كما شرط عليهم ول يبرأ ذلك الذي عليه الحق‬
‫حتى يستوفي آخر حقه ولو هلك الحملء أو غابوا لم ينقص ذلك حقه‬
‫ورجع به على مإن عليه أصل الحق وكذلك الرهن لينقص هلكه ول نقصانه‬
‫حق المرتهن وأن السنة المبينة بأن ليضمن الرهن ولو لم يكن فيه سنة‬
‫كان أنا لم نعلم الفقهاء اختلفوا فيما وصفنا مإن أنه مإلك للراهن وأن‬
‫للمرتهن أن يحبسه بحقه لمإتعديا بحبسه دللة بينة على أن الرهن ليس‬
‫بمضمون قال الشافعي قال بعض أصحابنا قولنا في الرهن إذا كان مإما‬
‫يظهر هلكه مإثل الدار والنخل والعبيد وخالفنا بعضهم فيما يخفى هلكه مإن‬
‫الرهن قال الشافعي واسم الرهن جامإع لما يظهر هلكه ويخفى وإنما جاء‬
‫الحديث جملة ظاهرا ومإا كان جملة ظاهرا فهو على ظهوره وجملته إل أن‬
‫تأتي دللة عمن جاء عنه أو يقول العامإة على أنه خاص دون عامأ وباطن‬
‫دون ظاهر ولم نعلم دللة جاءت بهذا عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فنصير إليها ولو جاز هذا بغير دللة جاز لقائل أن يقول الرهن الذي‬
‫يذهب به إذا هلك هلك حق صاحبه المرتهن الظاهر الهلك لن مإا ظهر‬
‫هلكه فليس في مإوضع أمإانة فهو كالرضا مإنهما بأنه بما فيه أو مإضمون‬
‫بقيمته وأمإا مإا خفي هلكه فرضي صاحبه بدفعه إلى المرتهن وقد يعلم أن‬
‫هلكه خاف فقد رضي فيه أمإانته فهو أمإينه فإن هلك لم يهلك مإن مإال‬
‫المرتهن شيء فل يصح في هذا قول أبدا على هذا الوجه إذا جاز أن‬
‫يصير خاصا بل دللة قال الشافعي والقول الصحيح فيه عندنا مإا قلنا مإن‬
‫أنه أمإانة كله لما وصفنا مإن دفع صاحبه إياه برضاه وحق أوجبه فيه‬
‫كالكفالة ول يعدو الرهن أن يكون أمإانة فل اختلف بين أحد أن مإا ظهر‬
‫وخفي هلكه مإن المإانة سواء غير مإضمون أو أن يكون مإضمونا فل‬
‫اختلف بين أحد أن مإا كان مإضمونا فما ظهر وخفي هلكه مإن المضمون‬
‫سواء أو يفرق بين ذلك سنة أو أثر لزمأ لمإعارض له مإثله وليس نعرفه مإع‬
‫مإن قال هذا القول مإن أصحابنا قال الشافعي وقد قال هذا القول مإعهم‬
‫بعض أهل العلم وليس في أحد مإع قول رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫حجة قال الشافعي وخالفنا بعض الناس في الرهن فقال فيه إذا رهن الرجل‬
‫رهنا بمعدل فالرهن مإضمون فإن هلك الرهن نظرنا فإن كانت قيمته أقل مإن‬
‫الدين رجع المرتهن على الراهن بالفضل وإن كانت قيمة الرهن مإثل الدين‬
‫أو أكثر لم يرجع على الراهن بشيء ولم يرجع الراهن‬

‫صفحة ‪1043 :‬‬

‫عليه بشيء قال الشافعي كأنه في قولهم رجل رهن رجل ألف درهم‬
‫بمائة درهم فإن هلكت اللف فمائة بمائة وهو في التسعمائة أمإين أو رجل‬
‫رهن رجل مإائة بمائة فإن هلكت المائة فالرهن بما فيه لن مإائة ذهبت‬
‫بمائة أو رجل رهن رجل خمسين درهما بمائة درهم فإن هلكت الخمسون‬
‫ذهبت بخمسين ثم رجع صاحب الحق المرتهن على الراهن بخمسين قال‬
‫الشافعي وكذلك في قولهم عرض يسوي مإا وصفنا بمثل هذا قال الشافعي‬
‫فقيل لبعض مإن قال هذا القول هذا قول ليستقيم بهذا الموضع عند أحد‬
‫مإن أهل العلم فقال مإن جهة الرأي لنكم جعلتم رهنا واحدا مإضمونا مإرة‬
‫كله ومإضمونا مإرة بعضه ومإرة بعضه بما فيه ومإرة يرجع بالفضل فيه فهو‬
‫في قولكم لمإضمونا بما يضمن به مإا ضمن لن مإا ضمن إنما يضمن بعينه‬
‫فإن فات فقيمته ول بما فيه مإن الحق فمن أين قلتم فهذا ليقبل إل‬
‫بخبر يلزمأ الناس الخذ به ول يكون لهم إل تسليمه قالوا روينا عن علي‬
‫بن أبي طالب رضي ال عنه أنه قال يترادان الفضل قلنا فهو إذا قال‬
‫يترادان الفضل فقد خالف قولكم وزعم أنه ليس مإنه شيء بأمإانة وقول علي‬
‫أنه مإضمون كله كان فيه فضل أو لم يكن مإثل جميع مإا يضمن مإما إذا‬
‫فات ففيه قيمته قال الشافعي فقلنا قد رويتم ذلك عن علي كرمأ ال تعالى‬
‫وجهه وهو ثابت عندنا برواية أصحابنا فقد خالفتموه قال فأين قلنا زعمتم‬
‫أنه قال يترادان الفضل وأنت تقول إن رهنه ألفا بمائة درهم فمائة بمائة‬
‫وهو في التسعمائة أمإين والذي رويت عن علي رضي ال عنه فيه أن‬
‫الراهن يرجع على المرتهن بتسعمائة قال فقد روينا عن شريح أنه قال الرهن‬
‫بما فيه وإن كان خاتما مإن حديد قلنا فأنت أيضا تخالفه قال وأين قلنا‬
‫أنت تقول إن رهنه مإائة بألف أو خاتما يسوي درهما بعشرة فهلك الرهن‬
‫رجع صاحب الحق المرتهن على الراهن بتسعمائة مإن رأس مإاله وبتسعة في‬
‫الخاتم مإن رأس مإاله وشريح ليرد واحدا مإنهما على صاحبه بحال فقال قد‬
‫روى مإصعب بن ثابت عن عطاء أن رجل رهن رجل فرسا فهلك الفرس‬
‫فقال النبي صلى ال عليه وسلم ذهب حقك قال الشافعي فقيل له أخبرنا‬
‫إبراهيم عن مإصعب بن ثابت عن عطاء قال زعم الحسن كذا ثم حكى‬
‫هذا القول قال إبراهيم كان عطاء يتعجب مإما روى الحسن وأخبرني به غير‬
‫واحد عن مإصعب عن عطاء عن الحسن وأخبرني بعض مإن أثق به أن رجل‬
‫مإن أهل العلم رواه عن مإصعب عن عطاء عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫وسكن عن الحسن فقيل له أصحاب مإصعب يروونه عن عطاء عن الحسن‬
‫فقال نعم وكذلك حدثنا ولكن عطاء مإرسل اتفق مإن الحسن مإرسل قال‬
‫الشافعي ومإما يدل على‬

‫صفحة ‪1044 :‬‬

‫وهن هذا عند عطاء إن كان رواه أن عطاء يفتي بخلفه ويقول فيه‬
‫بخلف هذا كله ويقول فيما ظهر هلكه أمإانة وفيما خفي يترادان الفضل‬
‫وهذا أثبت الرواية عنه وقد روى عنه يترادان مإطلقه ومإا شككنا فيه فل‬
‫نشك أن عطاء إن شاء ال تعالى ليروي عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫شيئا مإثبتا عنده ويقول بخلفه مإع أني لم أعلم أحدا روى هذا عن عطاء‬
‫يرفعه إل مإصعب والذي روى هذا عن عطاء يرفعه يوافق قول شريح إن‬
‫الرهن بما فيه قال وكيف يوافقه قلنا قد يكون الفرس أكثر مإما فيه مإن‬
‫الحق ومإثله وأقل ولم يرو أنه سأل عن قيمة الفرس وهذا يدل على أنه إن‬
‫كان قاله رأى أن الرهن بما فيه قال فكيف لم تأخذ به قلنا لو كان‬
‫مإنفردا لم يكن مإن الرواية التي تقومأ بمثلها حجة فكيف وقد روينا عن‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم قول بينا مإفسرا مإع مإا فيه مإن الحجة التي‬
‫ذكرنا وصمتنا عنها قال فكيف قبلتم عن ابن المسيب مإنقطعا ولم تقبلوه‬
‫مإن غيره قلنا ل نحفظ أن ابن المسيب روى مإنقطعا إل وجدنا مإا يدل‬
‫على تسديده ول أثره عن أحد فيما عرفناه عنه إل ثقة مإعروف فمن كان‬
‫بمثل حاله قبلنا مإنقطعه ورأينا غيره يسمى المجهول ويسمى مإن يرغب عن‬
‫الرواية عنه ويرسل عن النبي صلى ال عليه وسلم وعن بعض مإن لم يلحق‬
‫مإن أصحابه المستنكر الذي ليوجد له شيء يسدده ففرقنا بينهم لفتراق‬
‫أحاديثهم ولم نحاب أحدا ولكنا قلنا في ذلك بالدللة البينة على مإا وصفناه‬
‫مإن صحة روايته وقد اخبرني غير واحد مإن أهل العلم عن يحي بن أبي‬
‫أنيسة عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم مإثل حديث ابن ابي ذئب قال فكيف لم تأخذوا بقول علي فيه‬
‫قلنا إذا ثبت عندنا عن علي رضي ال عنه لم يكن عندنا وعندك وعند‬
‫أحد مإن أهل العلم لنا أن نترك مإا جاء عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫إلى مإا جاء عن غيره قال فقد روى عبد العلى التغلبي عن علي بن أبي‬
‫طالب شبيها بقولنا قلنا الرواية عن علي رضي ال عنه بأن يترادان الفضل‬
‫أصح عنه مإن رواية عبد العلى وقد رأينا أصحابكم يضعفون رواية عبد‬
‫العلى التي ليعارضها مإعارض تضعيفا شديدا فكيف بما عارضه فيه مإن هو‬
‫أقرب مإن الصحة وأولى بها قال الشافعي وقيل لقائل هذا القول قد خرجت‬
‫فيه مإما رويت عن عطاء يرفعه ومإن أصح الروايتين عن علي رضي ال عنه‬
‫وعن شريح ومإا روينا عن النبي صلى ال عليه وسلم إلى قول رويته عن‬
‫إبراهيم النخعي وقد روى عن إبراهيم خلفه وإبراهيم لو لم تختلف الرواية‬
‫عنه فيه زعمت ليلزمأ قوله وقلت قول مإتناقضا خارجا عن أقاويل الناس‬
‫وليس للناس‬
‫صفحة ‪1045 :‬‬

‫فيه قول إل وله وجه وإن ضعف إل قولكم فإنه لوجه له يقوى ول‬
‫يضعف ثم لتمتنعون مإن تضعيف مإن قال يترادان الفضل أن يقول لم يدفعه‬
‫أمإانة ول بيعا وإنما دفعه مإحتبسا بشيء فإن هلك ترادا فضله وهكذا كل‬
‫مإضمون بعينه إذا هلك ضمن مإن ضمنه قيمته قال الشافعي وهذا ضعيف إذ‬
‫كيف يترادان فضله وهو إن كان كالبيع فهو بما فيه وإن كان مإحتبسا‬
‫بحق فما مإعنى أنه مإضمون وهو لغصب مإن المرتهن ول عدوان عليه في‬
‫حبسه وهو يبيح له حبسه قال الشافعي ووجه قول مإن قال الرهن بما فيه‬
‫أن يقول قد رضي الراهن والمرتهن أن يكون الحق في الرهن فإذا هلك‬
‫هلك بما فيه لنه كالبدل مإن الحق وهذا ضعيف ومإا لم يتراضيا تبين‬
‫مإلك الراهن على الرهن إلى أن يملكه المرتهن ولو مإلكه لم يرجع إلى‬
‫الراهن قال الشافعي والسنة ثابتة عندنا وال تعالى أعلم بها قلنا وليس مإع‬
‫السنة حجة ول فيها إل إتباعها مإع أنها أصح القاويل مإبتدأ ومإخرجا قال‬
‫وقيل لبعض مإن قال هذا القول الذي حكينا أنت أخطأت بخلف السنة‬
‫وأخطأت بخلفك مإا قلت قال وأين خالفت مإا قلت قلت عبت علينا أن‬
‫زعمنا أنه أمإانة وحجتنا فيه مإا ذكرنا وغيرها مإما فيما ذكرنا كفاية مإنه‬
‫فكيف عبت قول قلت ببعضه قال لي وأين قلت زعمت أن الرهن مإضمون‬
‫قال نعم قلنا فهل رأيت مإضمونا قط بعينه فهلك إل أدى الذي ضمنه‬
‫قيمته بالغة مإا بلغت قال ل غير الرهن قلنا فالرهن إذا كان عندك مإضمونا‬
‫لم لم يكن هكذا إذا كان يسوي ألفا وهو رهن بمائة لم لم يضمن‬
‫المرتهن تسعمائة لو كان مإضمونا كما ذكرت قال هو في الفضل أمإين قلنا‬
‫ومإعنى الفضل غير مإعنى غيره قال نعم قلنا لن الفضل ليس برهن قال إن‬
‫قلت ليس برهن قلت أفيأخذه مإالكه قال فليس لمالكه أن يأخذه حتى‬
‫يؤدي مإا فيه قلنا لم قال لنه رهن قلنا فهو رهن واحد مإحتبس بحق‬
‫واحد بعضه مإضمون وبعضه أمإانة قال نعم قلنا أفتقبل مإثل هذا القول مإمن‬
‫يخالفك فلو قال هذا غيرك ضعفته تضعيفا شديدا فيما ترى وقلت وكيف‬
‫يكون الشيء الواحد مإدفوعا بالمإر الواحد بعضه أمإانة وبعضه مإضمون قال‬
‫الشافعي وقلنا أرأيت جارية تسوي ألفا رهنت بمائة وألف درهم رهنت بمائة‬
‫أليست الجارية بكمالها رهنا بمائة واللف الدرهم رهن بكمالهما بمائة قال‬
‫بلى قلنا الكل مإرهون مإنهما ليس له أخذه ول إدخال أحد برهن مإعه فيه‬
‫مإن قبل أن الكل مإرهون بالمائة مإدفوع دفعا واحدا بحق واحد فل يخلص‬
‫بعضه دون بعض قال نعم قلنا وعشر الجارية مإضمون وتسعة أعشارها أمإانة‬
‫ومإائة مإضمون وتسعمائة أمإانة قال نعم قلنا فأي شئت عبت مإن قولنا ليس‬
‫بمضمون وهذا أنت تقول‬

‫صفحة ‪1046 :‬‬

‫في أكثره ليس بمضمون قال الشافعي وقيل له إذا كانت الجارية دفعت‬
‫خارجا تسعة أعشارها مإن الضمان واللف كذلك فما تقول إن نقصت‬
‫الجارية في ثمنها حتى تصير تسوى مإائة قال الجارية كلها مإضمونة قيل فإن‬
‫زادت بعد النقصان حتى صارت تسوى ألفين قال تخرج الزيادة مإن الضمان‬
‫ويصير نصف عشرها مإضمونا وتسعة عشر جزاء مإن عشرين سهما غير‬
‫مإضمون قلنا ثم هكذا إن نقصت أيضا حتى صارت تسوى مإائة قال نعم‬
‫تعود كلها مإضمونة قال وهكذا جوار لو رهن يسوين عشرة آلف بألف‬
‫كانت تسعة أعشارهن خارجة مإن الرهن بضمان وعشر مإضمون عنده فقلت‬
‫لبعضهم لو قال هذا غيركم كنتم شبيها أن تقولوا مإا يحل لك أن تتكلم‬
‫في الفتيا وأنت ل تدري مإا تقول كيف يكون رهن واحد بحق واحد بعضه‬
‫أمإانة وبعضه مإضمون ثم يزيد فيخرج مإا كان مإضمونا مإنه مإن الضمان لنه‬
‫إن دفع عندكم بمائة وهو يسوى مإائة كان مإضمونا كله وإن زاد خرج‬
‫بعضه مإن الضمان ثم إن نقص عاد إلى الضمان وزعمت أنه إن دفع جارية‬
‫رهنا بألف وهي تسوى ألفا فولدت أولدا يساوون آلف فالجارية مإضمونه‬
‫كلها والولد رهن كلهم غير مإضمونين ل يقدر صاحبهم على أخذهم لنهم‬
‫رهن وليسوا بمضمونين ثم إن مإاتت أمإهم صاروا مإضمونين بحساب فهم‬
‫كلهم مإرة رهن خارجون مإن الضمان ومإرة داخل بعضهم في الضمان خارج‬
‫بعض قال الشافعي فقيل لمن قال هذا القول مإا يدخل على أحد أقبح مإن‬
‫قولكم أعلمه وأشد تناقضا أخبرني مإن أثق به عن بعض مإن نسب إلى‬
‫العلم مإنهم أنه يقول لو رهن الجارية بألف ثم أدى اللف إلى المرتهن‬
‫وقبضها مإنه ثم دعاه بالجارية فهلكت قبل أن يدفعها إليه هلكت مإن مإال‬
‫الراهن وكانت اللف مإسلمة للمرتهن لنها حقه فإن كان هذا فقد صاروا‬
‫فيه إلى قولنا وتركوا جميع قولهم وليس هذا بأنكر مإما وصفنا ومإا يشبهه‬
‫مإما سكتنا عنه قال الشافعي فقال لي قائل مإن غيرهم نقول الرهن بما فيه‬
‫أل ترى أنه لما دفع الرهن يعني بشيء بعينه ففي هذا دللة على أنه قد‬
‫رضى الراهن والمرتهن بأن يكون الحق في الرهن قلنا ليس في ذلك دللة‬
‫على مإا قلت قال وكيف قلنا إنما تعامإل على أن الحق على مإالك الرهن‬
‫والرهن وثيقة مإع الحق كما تكون الحمالة قال كأنه بأن يكون رضا أشبه‬
‫قلنا إنما الرضا بأن يتبايعانه فيكون مإلكا للمرتهن فيكون حينئذ رضا مإنهما‬
‫به ول يعود إلى مإلك الراهن إل بتجديد بيع مإنه وهذا في قولنا وقولكم‬
‫مإلك للراهن فأي رضا مإنهما وهو مإلك للراهن بأن يخرج مإلك الراهن إلى‬
‫مإلك المرتهن فإن قلت إنما يكون الرضا إذا هلك فإنما ينبغي أن يكون‬
‫الرضا عند العقدة والدفع قال‬

‫صفحة ‪1047 :‬‬

‫هذه والدفع كان وهو مإلك للراهن ول يتحول حكمه عما دفع به لن‬
‫الحكم عندنا وعندك في كل أمإر فيه عقدة إنما هو على العقدة‬
‫رهن المشاع‬
‫قال الشافعي رحمه ال ل بأس بأن يرهن الرجل نصف أرضه ونصف داره‬
‫وسهما مإن أسهم مإن ذلك مإشاع غير مإقسومأ إذا كان الكل مإعلومإا وكان‬
‫مإا رهن مإنه مإعلومإا ول فرق بين ذلك وبين البيوع وقال بعض الناس ليجوز‬
‫الرهن إل مإقبوضا مإقسومإا ليخالطه غيره واحتج بقول ال تبارك وتعالى فرهان‬
‫مإقبوضة قال الشافعي قلنا فلم يجز الرهن إل مإقبوضا مإقسومإا وقد يكون‬
‫مإقبوضا وهو مإشاع غير مإقسومأ قال قائل فكيف يكون مإقبوضا وأنت لتدري‬
‫أي الناحيتين هو وكيف يكون مإقبوضا في العبد وهو ليتبعض فقلت كان‬
‫القبض إذا كان اسما واحدا ليع عندك إل بمعنى واحد وقد يقع على‬
‫مإعان مإختلفه قال بل هو بمعنى واحد قلت أو مإا تقبض الدنانير والدراهم‬
‫ومإا صغر باليد وتقبض الدور بدفع المفاتيح والرض بالتسليم قال بلى فقلت‬
‫فهذا مإختلف قالق يجمعه كله أنه مإنفصل ليخالطه شيء قلت فقد تركت‬
‫القول الول وقلت آخر وسنتركه إن شاء ال تعالى وقلت فكأن القبض‬
‫عندك ليقع أبدا إل على مإنفصل ليخالطه شيء قال نعم قلت فما تقول‬
‫في نصف دار ونصف أرض ونصف عبد ونصف سيف اشتريته مإنك بثمن‬
‫مإعلومأ قال جائز قلت وليس علي دفع الثمن حتى تدفع إلي مإا اشتريت‬
‫فأقبضه قال نعم قلت فإني لما اشتريت أردت نقض البيع فقلت باعني‬
‫نصف دار مإشاع لأدري أشرقي الدار يقع أمأ غربيها ونصف عبد ل ينفصل‬
‫أبدا ول ينقسم وأنت لتجيزني على قسمه لن فيه ضررا فأنا أفسخ البيع‬
‫بني وبينك قال ليس ذلك لك وقبض نصف الدار ونصف الرض ونصف‬
‫العبد ونصف السيف أن يسلمه ول يكون دونه حائل قلت أنت لتجيز‬
‫البيع إل مإعلومإا وهذا غير مإعلومأ قال هو وإن لم يكن مإعلومإا بعينه مإنفصل‬
‫فالكل مإعلومأ ونصيبك مإن الكل مإحسوب قلت وإن كان مإحسوبا فإني‬
‫لأدري أين يقع قال أنت شريك في الكل قلت فهو غير مإقبوض لنه‬
‫ليس بمنفصل وأنت تقول فيما ليس بمنفصل ليكون مإقبوضا فيبطل به الرهن‬
‫وتقول القبض أن يكون مإنفصل قال قد يكون مإنفصل وغير مإنفصل قلت‬
‫وكيف يكون مإقبوضا وهو غير مإنفصل قال لن الكل مإعلومأ وإذا كان الكل‬
‫مإعلومإا فالبعض بالحساب مإعلومأ قلت فقد تركت قولك الول وتركت قولك‬
‫الثاني فلم إذا كان هذا كما وصفت يجوز البيع فيه والبيع ل يجوز إل‬
‫مإعلومإا فجعلته مإعلومإا ويتم‬

‫صفحة ‪1048 :‬‬


‫بالقبض لن البيع عندك ليتم حتى يقضى على صاحبه بدفع الثمن إل‬
‫مإقبوضا فكان هذا عندك قبضا زعمت أنه في الرهن غير قبض فل يعدو‬
‫أن تكون أخطأت بقولك ليكون في الرهن قبضا أو بقولك يكون في البيع‬
‫قبضا قال الشافعي فالقبض اسم جامإع وهو يقع بمعان مإختلفة كيف مإا‬
‫كان الشيء مإعلومإا أو كان الكل مإعلومإا والشيء مإن الكل جزء مإعلومأ مإن‬
‫أجزاء وسلم حتى ل يكون دونه حائل فهو قبض فقبض الذهب والفضة‬
‫والثياب في مإجلس الرجل والرض أن يؤتى في مإكانها فتسلم ل تحويها يد‬
‫ول يحيط بها جدار والقبض في كثير مإن الدور والرضين إسلها بأعلقها‬
‫والعبيد تسليمهم بحضرة القابض والمشاع مإن كل أرض وغيرها أن ليكون‬
‫دونه حائل فهذا كله قبض مإختلف يجمعه اسم القبض وإن تفرق الفعل فيه‬
‫غير أنه يجمعه أن يكون مإجموع العين والكل جزء مإن الكل مإعروف ول‬
‫حائل دونه فإذا كان هكذا فهو مإقبوض والذي يكون في البيع قبضا يكون‬
‫في الرهن قبضا ليختلف ذلك قال الشافعي ولم أسمع أحدا عندنا مإخالفا‬
‫فيما قلت مإن أنه يجوز فيه الرهن والذي يخالف ل يحتج فيه بمتقدمأ مإن‬
‫أثر فيلزمأ اتباعه وليس بقياس ول مإعقول فيغيبون في التباع الذي يلزمإهم أن‬
‫يفرقوا بين الشيئين إذا فرقت بينهما الثار حتى يفارقوا الثار في بعض ذلك‬
‫لن يجزئوا الشياء زعموا على مإثال ثم تأتي أشياء ليس فيها أثر فيفرقون‬
‫بينها وهي مإجتمعة بآرائهم ونحن وهم نقول في الثار تتبع كما جاءت‬
‫وفيما قلت وقلنا بالرأي ل نقبل إل قياسا صحيحا على أثر قال الشافعي‬
‫وإن تبايع الراهن والمرتهن على شرط الرهن وهو أن يوضع على يدي‬
‫المرتهن فجائز وإن وضعاه على يدي عدل فجائز وليس لواحد مإنهما إخراجه‬
‫مإن حيث يضعانه إل باجتماعهما على الرضا بأن يخرجاه قال الشافعي فإن‬
‫خيف الموضوع على يديه فدعا أحدهما إلى إخراجه مإن يديه فينبغي للحاكم‬
‫إن كانت تغيرت حاله عما كان عليه مإن المإانة حتى يصير غير أمإين أن‬
‫يخرجه ثم يأمإرهما أن يتراضيا فإن فعل وإل رضي لهما كما يحكم عليهما‬
‫فيما لم يتراضيا فيه بما لزمإهما قال وإن مإات الموضوع على يديه الرهن‬
‫فكذلك يتراضيان أو يرضى لهما القاضي إن أبيا التراضي قال الشافعي وإن‬
‫مإات المرتهن والرهن على يديه ولم يرض الراهن وصية ول وارثة قيل لوارثه‬
‫إن كان بالغا أو لوصيه إن لم يكن بالغا تراض أنت وصاحب الرهن فإن‬
‫فعل وإل صيره الحاكم إلى عدل وذلك أن الراهن لم يرض بأمإانة الوارث‬
‫ول الوصي ولما كان للوارث حق في احتباس الرهن حتى يستوفي حقه كان‬
‫له مإا وصفنا مإن الرضا فيه إذا كان له أمإر في مإاله قال الشافعي وإن‬
‫مإات الراهن فالدين حال‬

‫صفحة ‪1049 :‬‬

‫ويباع الرهن فإن أدى مإا فيه فذلك وإن كان في ثمنه فضل رد على‬
‫ورثة الميت وإن نقص الرهن مإن الدين رجع صاحب الحق بما بقي مإن‬
‫حقه في تركة الميت وكان أسوة الغرمإاء فيما يبقى مإن دينه قال الشافعي‬
‫وليس لحد مإن الغرمإاء أن يدخل مإعه في ثمن رهنه حتى يستوفيه وله أن‬
‫يدخل مإع الغرمإاء بشيء إن بقي له في مإال الميت غير المرهون إذا باع‬
‫رهنه فلم يف قال الشافعي وإذا كان الرهن على يدي عدل فإن كانا‬
‫وضعاه على يدي العدل على أن يبيعه فله بيعه إذا حل الجل فإن باعه‬
‫قبل أن يحل الجل بغير أمإرهما مإعا فالبيع مإفسوخ وإن فات ضمن القيمة‬
‫إن شاء الراهن والمرتهن وكانت القيمة أكثر مإما باع به وإن شاء فللراهن‬
‫مإا باع به الرهن قل أو كثر ثم إن تراضيا أن تكون القيمة على يديه إلى‬
‫مإحل الجل وإل تراضيا أن تكون على يدي غيره لن بيعه للرهن قبل‬
‫مإحل الحق خلف المإانة وإن باعه بعد مإحل الحق بما ليتغابن الناس‬
‫بمثله رد البيع إن شاء فإن فات ففيها قولن أحدهما يضمن قيمته مإا‬
‫بلغت فيه فيؤدي إلى ذي الحق حقه ويكون لمالك الرهن فضلها والقول‬
‫الخر يضمن مإا حط مإما ليتغابن الناس بمثله لنه لو باع بما يتغابن الناس‬
‫بمثله جاز البيع فإنما يضمن مإا كان ل يجوز له بحال قال الشافعي وحد‬
‫مإا يتغابن الناس بمثله يتفاوت تفاوتا شديدا فيما يرتفع وينخفض ويخص ويعم‬
‫فيدعى رجلن عدلن مإن أهل البصر بتلك السلعة المبيعه فيقال أيتغابن أهل‬
‫البصر بالبيع في البيع بمثل هذا فإن قالوا نعم جاز وإن قالوا ل رد إن‬
‫قدر عليه وإن لم يقدر عليه فالقول فيه مإا وصفت قال الشافعي ول يلتفت‬
‫إلى مإا يتغابن به غير أهل البصر وإلى ترك التوقيت فيما يتغابن الناس بمثله‬
‫بعض أصحابه وخالفه صاحبه وكان صاحبه يقول حد مإا يتغابن الناس بمثله‬
‫العشرة ثلثة فإن جاوز ثلثة لم يتغابن أهل البصر بأكثر مإن ثلثة قال‬
‫الشافعي وأهل البصر بالجوهر والوشي وعليه الرقيق يتغابنون بالدرهم ثلثة‬
‫وأكثر ول يتغابن أهل البصر بالحنطة والزيت والسمن والتمر في كل خمسين‬
‫بدرهم وذلك لظهوره وعمومأ البصر به مإع اختلف مإا يدق وظهور مإا يجل‬
‫قال الشافعي وإن باع الموضوع على يديه الرهن فهلك الثمن مإنه فهو أمإين‬
‫والدين على الراهن قال الشافعي وإن اختلف مإالك الرهن والمرتهن والمؤتمن‬
‫والبائع فقال بعت بمائة وقال بعت بخمسين فالقول قوله ومإن جعلنا القول‬
‫قوله فعليه اليمين إن أراد الذي يخالفه يمينه قال وإن اختلف الراهن‬
‫والمرتهن في الرهن فقال الراهن رهنتكه بمائة وقال المرتهن رهنتنيه بمئتين‬
‫فالقول قول الراهن قال الشافعي وإن اختلفا في الرهن فقال الراهن رهنتك‬
‫عبدا يساوي ألفا وقال المرتهن رهنتني عبدا يساوي مإائة فالقول‬

‫صفحة ‪1050 :‬‬

‫قول المرتهن قال الشافعي ولو قال مإالك العبد رهنتك عبدي بمائة أو‬
‫هو في يديك وديعة وقال الذي هو في يديه بل رهنتنيه بألف في الحالين‬
‫كان القول قول مإالك العبد في ذلك لنهما يتصادقان على مإلكه ويدعى‬
‫الذي هو في يديه فضل على مإا كان يقر به مإالكه فيه أو حقا في‬
‫الرهن ل يقر به مإالكه قال الشافعي وليس في كينونة العبد في يدي‬
‫المرتهن دللة على مإا يدعى مإن فضل الرهن قال الشافعي ولو قال رهنتكه‬
‫بألف ودفعتها إليك وقال المرتهن لم تدفعها إلي كان القول قول المرتهن‬
‫لنه يقر بألف يدعي مإنها البراءة قال الشافعي ولو قال رهنتك عبدا فأتلفته‬
‫وقال المرتهن مإات كان القول قول المرتهن ول يصدق الراهن على تضمينه‬
‫ولو قال رهنتك عبدا بألف وأتلفته وليس بهذا وقال المرتهن هو هذا فل‬
‫يصدق الراهن على تضمين المرتهن العبد الذي ادعى ول يكون العبد الذي‬
‫ادعى فيه المرتهن الرهن رهنا لن مإالك العبد لم يقر بأنه رهنه إياه بعينه‬
‫ويتحالفان مإعا أل ترى أنهما لو تصادقا على أن له عليه ألف درهم وقال‬
‫صاحب اللف رهنتني بها دارك وقال صاحب الدار لم أرهنك كان القول‬
‫قوله قال الشافعي ويجوز رهن الدنانير بالدنانير والدراهم بالدراهم كان الرهن‬
‫مإثل أو أقل أو أكثر مإن الحق وليس هذا ببيع قال الشافعي وإذا استعار‬
‫رجل مإن رجل عبدا يرهنه فرهنه فالرهن جائز إذا تصادقا على ذلك أو‬
‫قامإت به بينة كما يجوز لو رهنه مإالك العبد فإن أراد مإالك العبد أن‬
‫يخرجه مإن الرهن فليس له ذلك إل أن يدفع الراهن أو مإالك العبد مإتطوعا‬
‫الحق كله قال الشافعي ولمالك الرهن أن يأخذ الراهن بافتكاكه له مإتى شاء‬
‫لنه أعاره له بل مإدة كان ذلك مإحل الدين أو بعده قال الشافعي فإن‬
‫أعاره إياه فقال أرهنه إلى سنة ففعل وقال أفتكه قبل السنة ففيها قولن‬
‫أحدهما أن له أن يأخذه ببيع مإاله عليه في مإاله حتى يعيده إليه كما‬
‫أخذه مإنه ومإن حجة مإن قال هذا أن يقول لو أعرتك عبدي يخدمإك سنة‬
‫كان لي أخذه الساعة ولو أسلفتك ألف درهم إلى سنة كان لي أخذها‬
‫مإنك الساعة والقول الخر أنه ليس له أخذه إلى السنة لنه قد أذن له‬
‫أن يصير فيه حقا لغيرهما فهو كالضامإن عنه مإال ول يشبه إذنه برهنه إلى‬
‫مإدة عاريته إياه ول سلفه له قال الشافعي ولو تصادقا على أنه أعاره إياه‬
‫يرهنه وقال أذنت لك في رهنه بألف وقال الراهن والمرتهن أذنت لي بألفين‬
‫فالقول قول مإالك العبد في أنه بألف واللف الثانية على الراهن في مإاله‬
‫للمرتهن قال الشافعي ولو استعاره رجلن عبدا مإن رجل فرهناه مإن رجل‬
‫بمائة ثم أتى أحدهما بخمسين فقال هذا مإا يلزمإني مإن الحق لم يكن‬
‫واحد مإنهما ضامإنا عن صاحبه وإن‬

‫صفحة ‪1051 :‬‬

‫اجتمعا في الرهن فإن نصفه مإفكوك ونصفه مإرهون قال الشافعي وإذا‬
‫استعار رجل مإن رجلين عبدا فرهنه بمائة ثم جاء بخمسين فقال هذه فكاك‬
‫حق فلن مإن العبد وحق فلن مإرهون ففيها قولن أحدهما أنه ليفك إل‬
‫مإعا أل ترى أنه لو رهن عبدا لنفسه بمائة ثم جاء بتسعين فقال فك تسعة‬
‫أعشاره واترك العشر مإرهونا لم يكن مإنه شيء مإفكوكا وذلك أنه رهن واحد‬
‫بحق واحد فل يفك إل مإعا والقول الخر أن الملك لما كان لكل واحد‬
‫مإنهما على نصفه جاز أن يفك نصف أحدهما دون نصف الخر كما لو‬
‫استعار مإن رجل عبدا ومإن آخر عبدا فرهنهما جاز أن يفك أحدهما دون‬
‫الخر والرجلن وإن كان مإلكها في واحد ليتجزأ فأحكامإهما في البيع‬
‫والرهن حكم مإالكي العبدين المفترقين قال الشافعي ولولي اليتيم أو وصيه أن‬
‫يرهنا عنه كما يبيعان عليه فيما لبد له مإنه وللمأذون له في التجارة‬
‫وللمكاتب والمشترك المستأمإن أن يرهن ول بأس أن يرهن المسلم عند‬
‫المشرك والمشرك عند المسلم كل شيء مإا خل المصحف والرقيق مإن‬
‫المسلمين فإنا نكره أن يصير المسلم تحت يدي المشرك بسبب يشبه الرق‬
‫والرهن وإن لم يكن رقا فإن الرقيق ليمتنع إل قليل مإن الذل لمن صار‬
‫تحت يديه بتصيير مإالكه قال الشافعي ولو رهن العبد لم نفسخه ولكنا‬
‫نكرهه لما وصفنا ولو قال قائل آخذ الراهن بافتكاكه حتى يوفي المرتهن‬
‫المشرك حقه مإتطوعا أو يصير في يديه بما يجوز له ارتهانه فإن لم يتراضيا‬
‫فسخت البيع كان مإذهبا فأمإا مإا سواهم فل بأس برهنه مإن المشركين فإن‬
‫رهن المصحف قلنا إن رضيت أن ترد المصحف ويكون حقك عليه فذلك‬
‫لك أو تتراضيان على مإا سوى المصحف مإما يجوز أن يكون في يديك‬
‫وإن لم تتراضيا فسخنا البيع بينكما لن القرآن أعظم مإن أن يترك في يدي‬
‫مإشرك يقدر على إخراجه مإن يديه وقد نهى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أن يمسه مإن المسلمين إل طاهر ونهى أن يسافر به إلى بلد العدو‬
‫أخبرنا إبراهيم وغيره عن جعفر عن أبيه أن النبي صلى ال عليه وسلم رهن‬
‫درعه عند أبي الشحم اليهودي قال الشافعي ويوقف على المرتد مإاله فإن‬
‫رهن مإنه شيئا بعد الوقف فل يجوز في قول بعض أصحابنا على حال وفي‬
‫قول بعضهم ليجوز إل أن يرجع إلى السلمأ فيملك مإاله فيجوز الرهن وإن‬
‫رهنه قبل وقف مإاله فالرهن جائز كما يجوز للمشرك ببلد الحرب مإا صنع‬
‫في مإاله قبل أن يؤخذ عنه وكما يجوز للرجل مإن أهل السلمأ والذمإة مإا‬
‫صنع في مإاله قبل أن يقومأ عليه غرمإاؤه فإذا قامإوا عليه لم يجز مإا صنع‬
‫في مإاله حتى يستوفوا حقوقهم أو يبرئوه مإنها قال الشافعي وليس للمقارض‬
‫أن يرهن لن الملك لصاحب المال كان في‬

‫صفحة ‪1052 :‬‬

‫المقارضة فضل عن رأس المال أو لم يكن وإنما مإلك المقارض الراهن‬


‫شيئا مإن الفضل شرطه له إن سلم حتى يصير رأس مإال المقارض إليه أخذ‬
‫شرطه وإن لم يسلم لم يكن له شيء قال وإن كان عبد بين رجلين فأذن‬
‫أحدهما للخر أن يرهن العبد فالرهن جائز وهو كله رهن بجميع الحق‬
‫ليفك بعضه دون بعض وفيها قول آخر أن الراهن إن فك نصيبه مإنه فهو‬
‫مإفكوك ويجبر على فك نصيب شريكه في العبد إن شاء ذلك شريكه فيه‬
‫وإن فك نصيب صاحبه مإنه فهو مإفكوك وصاحب الحق على حقه في‬
‫نصف العبد الباقي وإن لم يأذن شريك العبد لشريكه في أن يرهن نصيبه‬
‫مإن العبد فرهن العبد فنصفه مإرهون ونصف شريكه الذي لم يأذن له في‬
‫رهنه مإن العبد غير مإرهون أل ترى أن رجل لو تعدى فرهن عبد رجل بغير‬
‫إذنه لم يكن له رهنا وكذلك يبطل الرهن في النصف الذي ل يملكه‬
‫الراهن قال الشافعي ويجوز رهن الثنين الشيء الواحد قال الشافعي فإن رهن‬
‫رجل رجل أمإة فولدت أو حائطا فأثمر أو مإاشية فتناتجت فاختلف أصحابنا‬
‫في هذا فقال بعضهم ليكون ولد الجارية ول نتاج الماشية ول ثمرة الحائط‬
‫رهنا ول يدخل في الرهن شيء لم يرهنه مإالكه قط ولم يوجب فيه حقا‬
‫لحد وإنما يكون الولد تبعا في البيوع إذا كان الولد لم يحدث قط إل‬
‫في مإلك المشتري وإن كان الحمل كان في مإلك البائع وتبعا في العتق‬
‫لن العتق كان ولم يولد المملوك فلم يصر إل أن يكون مإملوكا لنه لم‬
‫يصر إلى حكم الحياة الظاهر إل بعد العتق لمإه وهو تبع لمإه وثمر‬
‫الحائط إنما يكون تبعا في البيع مإا لم يؤبر وإذا أبر فهو للبائع إل أن‬
‫يشترط المبتاع قال الشافعي والعتق والبيع مإخالف للرهن أل ترى أنه إذا باع‬
‫فقد حول رقبة المإة والحائط والماشية مإن مإلكه وحوله إلى مإلك غيره‬
‫وكذلك إن أعتق المإة فقد أخرجها مإن مإلكه لشيء جعله ال ومإلكت‬
‫نفسها والرهن لم يخرجه مإن مإلكه قط هو في مإلكه بحاله إل أنه مإحول‬
‫دونه بحق حبسه به لغيره أجازه المسلمون كما كان العبد له وقد أجره مإن‬
‫غيره وكان المستأجر أحق بمنفعته إلى المدة التي شرطت له مإن مإالك العبد‬
‫والملك له وكما لو آجر المإة فتكون مإحتبسة عنه بحق فيها وإن ولدت‬
‫أولد لم تدخل الولد في الجارة فكذلك لتدخل الولد في الرهن والرهن‬
‫بمنزلة ضمان الرجل عن الرجل ول يدخل في الضمان إل مإن أدخل نفسه‬
‫فيه وولد المإه ونتاج الماشية وثمر الحائط مإما لم يدخل في الرهن قط‬
‫وقد أخبرنا مإطرف بن مإازن عن مإعمر عن ابن طاوس عن ابيه أن مإعاذ بن‬
‫جبل قضى فيمن ارتهن نخل مإثمرا فليحسب المرتهن ثمرها مإن رأس المال‬
‫وذكر سفيان بن عيينة شبيها به قال الشافعي وأحسب مإطرفا قاله‬

‫صفحة ‪1053 :‬‬

‫في الحديث مإن عامأ حج رسول ال صلى ال عليه وسلم قال الشافعي‬
‫وهذا كلمأ يحتمل مإعاني فأظهر مإعانيه أن يكون الراهن والمرتهن تراضيا أن‬
‫تكون الثمرة رهنا أو يكون الدين حال ويكون الراهن سلط المرتهن على بيع‬
‫الثمرة واقتضائها مإن رأس مإاله أو أذن له بذلك وإن كان الدين إلى أجل‬
‫ويحتمل غير هذا المعنى فيحتمل أن يكونا تراضيا أن الثمرة للمرتهن فتأداها‬
‫على ذلك فقال هي مإن رأس المال ل للمرتهن ويحتمل أن يكونوا صنعوا‬
‫هذا مإتقدمإا فأعلمهم أنها ل تكون للمرتهن ويشبه هذا لقوله مإن عامأ حج‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم كأنهم كانوا يقضون بأن الثمر للمرتهن قبل‬
‫حج النبي صلى ال عليه وسلم وظهور حكم فردهم إلى أن ل تكون‬
‫للمرتهن فلما لم يكن له ظاهر مإقتصرا عليه وصار إلى التأويل لم يجز‬
‫لحد فيه شيء إل جاز عليه وكل يحتمل مإعنى ليخالف مإعنى قول مإن‬
‫قال ل تكون الثمرة رهنا مإع الحائط إذا لم تشترط قال الشافعي فإن قال‬
‫قائل وكيف ل يكون له ظاهر مإخالف يحكم به قلت أرأيت رجل رهن‬
‫رجل حائطا فأثمر الحائط للمرتهن بيع الثمرة وحسابها مإن رأس المال فيكون‬
‫بائعا لنفسه بل تسليط مإن الراهن وليس في الحديث أن الراهن سلط‬
‫المرتهن على بيع الثمرة أو يجوز للمرتهن أن يقبضها مإن رأس مإاله إن كان‬
‫الدين إلى أجل قبل مإحل الدين ول يجيز هذا أحد علمته فليس وجه‬
‫الحديث في هذا إل بتأويل قال الشافعي فلما كان هذا الحديث هكذا‬
‫كان أن ل تكون الثمرة رهنا ول الولد ول النتاج أصح القاويل عندنا وال‬
‫تعالى أعلم قال الشافعي ولو قال قائل إل أن يتشارطا عند الرهن أن يكون‬
‫الولد والنتاج والثمر رهنا فيشبه أن يجوز عندي وإنما أجزته على مإا لم‬
‫يكن أنه ليس بتمليك فل يجوز أن يملك مإال يكون وهذا يشبه مإعنى‬
‫حديث مإعاذ وال تعالى أعلم وإن لم يكن بالبين جدا كان مإذهبا ولول‬
‫حديث مإعاذ مإا رأيته يشبه أن يكون عند أحد جائزا قال الربيع وفيه قول‬
‫آخر أنه إذا رهنه مإاشية أو نخل على أن مإا حدث مإن النتاج أو الثمرة‬
‫رهن كان الرهن باطل لنه رهنه مإا ل يعرف ول يضبط ويكون ول يكون‬
‫ول إذا كان كيف يكون وهذا أصح القاويل على مإذهب الشافعي قال‬
‫الشافعي وقال بعض أصحابنا الثمرة والنتاج وولد الجارية رهن مإع الجارية‬
‫والماشية والحائط لنه مإنه ومإا كسب الرهن مإن كسب أو وهب له مإن‬
‫شيء فهو لمالكه ول يشبه كسبه الجناية عليه لن الجناية ثمن له أو‬
‫لبعضه قال الشافعي وإذا دفع الراهن الرهن إلى المرتهن أو إلى العدل فأراد‬
‫أن يأخذه مإن يديه لخدمإة أو غيرها فليس له ذلك فإن أعتقه فإن مإسلم‬
‫بن خالد أخبرنا عن ابن جريج عن عطاء في العبد يكون رهنا‬

‫صفحة ‪1054 :‬‬

‫فيعتقه سيده فإن العتق باطل أو مإردود قال الشافعي وهذا له وحه‬
‫ووجهه أن يقول قائله إذا كان العبد بالحق الذي جعله فيه مإحول بينه وبين‬
‫أن يأخذه ساعة يخدمإه فهو مإن أن يعتقه أبعد فإذا كان في حال ليجوز‬
‫له فيها عتقه وأبطل الحاكم فيها عتقه ثم فكه بعد لم يعتق بعتق قد أبطله‬
‫الحاكم وقال بعض أصحابنا إذا أعتقه الراهن نظرت فإن كان له مإال يقي‬
‫بقيمة العبد أخذت قيمته مإنه فجعلتها رهنا وأنفذت عتقه لنه مإالك قال‬
‫وكذلك إن أبرأه صاحب الدين أو قضاه فرجع العبد إلى مإالكه وانفسخ‬
‫الدين الذي في عنقه أنقذت عليه العتق لنه مإالك إنما العلة التي مإنعت‬
‫بها عتقه حق غيره في عنقه فلما انفسخ ذلك أنفذت فيه العتق قال‬
‫الشافعي وقد قال بعض الناس هو حر ويسعى في قيمته والذي يقول هو‬
‫حر يقول ليس لسيد العبد أن يبيعه وهو مإالك له ول يرهنه ول يقبضه‬
‫ساعه وإذا قيل له لم وهو مإالك قد باع بيعا صحيحا قال فيه حق لغيره‬
‫حال بينه وبين أن يخرجه مإن الرهن فقيل له فإذا مإنعته أن يخرجه مإن‬
‫الرهن بعوض يأخذه لعله أن يؤديه إلى صاحبه أو يعطيه إياه رهنا مإكانه أو‬
‫قال ابيعه ليتلف ثم أدفع الثمن رهنا فقلت ل إل برضا المرتهن ومإنعته‬
‫وهو مإالك أن يرهنه مإن غيره فأبطلت الرهن إن فعل ومإنعته وهو مإالك أن‬
‫يخدمإه ساعة وكانت حجتك فيه أنه قد أوجب فيه شيئا لغيره فكيف أجزت‬
‫له أن يعتقه فيخرجه مإن الرهن الخراج الذي ل يعود فيه أبدا لقد مإنعته‬
‫مإن القل وأعطيته الكثر فإن قال استسعيه فالستسعاء أيضا ظلم للعبد‬
‫وللمرتهن أرأيت إن كانت أمإة تساوي ألوفا ويعلم أنها عاجزة عن اكتساب‬
‫نفقتها في أي شيء تسعى أو رأيت إن كان الدين حال أو إلى أي يومأ‬
‫فأعتقه ولعل العبد يهلك ول مإال له و المإة فيبطل حق هذا أو يسعى فيه‬
‫مإائة سنة ثم لعله ل يؤدي مإنه كبير شيء ولعل الراهن مإفلس ل يجد‬
‫درهما فقد أتلفت حق صاحب الرهن ولم ينتفع برهنه فمرة تجعل الدين‬
‫يهلك إذا هلك الرهن لنه فيه زعيم ومإرة تنظر إلى الذي فيه الدين فتجيز‬
‫فيه عتق صاحبه وتتلف فيه حق الغريم وهذا قول مإتباين وإنما يرتهن الرجل‬
‫بحقه فيكون أحسن حال مإمن لم يرتهن والمرتهن في أكثر قول مإن قال‬
‫هذا أسوأ حال مإن الذي لم يرتهن ومإا شيء أيسر على مإن يستخف بذمإته‬
‫مإن أن يسأل صاحب الرهن أن يعيره إياه إمإا يخدمإه أو يرهنه فإذا أبى‬
‫قال لخرجنه مإن يدك فأعتقه فتلف حق المرتهن ولم يجد عند الراهن وفاء‬
‫قال الشافعي ول أدري أيراه يرجع بالدين على الغريم العتق أمأ ل قال‬
‫الشافعي فإن قال قائل لما أجزت العتق فيه إذا كان له مإال ولم تقل مإا‬
‫قال فيه عطاء قيل له كل مإالك يجوز عتقه إل لعلة‬

‫صفحة ‪1055 :‬‬

‫حق غيره فإذا كان عتقه إياه يتلف حق غيره لم أجزه وإذا لم يكن‬
‫يتلف لغيره حقا وكنت آخذ العوض مإنه وأصيره رهنا كهو فقد ذهبت العلة‬
‫التي بها كنت مإبطل للعتق وكذلك إذا أدى الحق الذي فيه استيفاء مإن‬
‫المرتهن أو إبراء ول يجوز الرهن إل مإقبوضا وإن رهنه رهنا فما قبضه هو‬
‫ول عدل يضعه على يديه فالرهن مإفسوخ والقبض مإا وصفت في صدر‬
‫الكتاب مإختلف قال وإن قبضه ثم أعاره إياه أو آجره إياه هو أو العدل‬
‫فقال بعض أصحابنا ليخرجه هذا مإن الرهن لنه إذا أعاره إياه فمتى شاء‬
‫أخذه وإذا آجره فهو كالجنبي يؤاجر الرهن إذا أذن له سيده والجارة‬
‫للمالك فإذا كانت للمالك فلصاحب الرهن أن يأخذ الرهن لن الجارة‬
‫مإنفسخة وهكذا نقول قال الشافعي فإن تبايعا على أن يرهنه فرهنه وقبض‬
‫أو رهنه بعد البيع فكل ذلك جائز وإذا رهنه فليس له إخراجه مإن الرهن‬
‫فهو كالضمان يجوز بعد البيع و عنده قال الشافعي فإن تبايعا على أن‬
‫يرهنه عبدا فإذا هو حر فالبائع بالخيار في فسخ البيع أو إنباته لنه قد‬
‫بايعه على وثيقة فلم تتم له وإن تبايعا على رهنه فلم يقبضه فالرهن مإفسوخ‬
‫لنه ليجوز إل مإقبوضا‬
‫جناية الرهن‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا جنى الجنبي على العبد المرهون جناية‬
‫تتلفه أو تتلف بعضه أو تنقصه فكان لها أرش فمالك العبد الراهن الخصم‬
‫فيها وإن أحب المرتهن حضوره أحضره فإذا قضى له بأرش الجناية دفع‬
‫الرش إلى المرتهن إن كان الرهن على يديه أو إلى العدل الذي على يديه‬
‫وقيل للراهن إن أحببت فسلمه إلى المرتهن قصاصا مإن حقه عليك وإن‬
‫شئت فهو مإوقوف في يديه رهنا أو في يدي مإن على يديه الرهن إلى‬
‫مإحل الحق قال الشافعي ل أحسب أحدا يعقل يختار أن يكون مإن مإاله‬
‫شيء يقف ل يقبضه فينتفع به إلى مإحل الدين ول شيء له بوحه مإن‬
‫الوجوه مإوقوفا غير مإضمون إن تلف تلف بل ضمان على الذي هو في‬
‫يديه وكان أصل الحق ثابتا كما كان عليه على أن يكون قصاصا مإن دينه‬
‫قال الشافعي فإن قال الراهن أنا آخذ الرش لن مإلك العبد لي فليس‬
‫ذلك له مإن قبل أن مإا كان مإن أرش العبد فهو ينقص مإن ثمنه ومإا أخذ‬
‫مإن أرشه فهو يقومأ مإقامأ بدنه لنه عوض مإن بدنه والعوض مإن البدن يقومأ‬
‫مإقامأ البدن إذا لم يكن لمالكه أخذ بدن العبد فكذلك ل يكون له أخذ‬
‫أرش بدنه ول أرش شيء مإنه قال الشافعي وإن جنى عليه ابن المرتهن‬
‫فجنايته كجناية الجنبي وإن جنى عليه المرتهن فجنايته أيضا كجناية الجنبي‬
‫إل أن مإالك العبد يخير بين أن يجعل مإا يلزمإه مإن ثمن عقل العبد‬
‫قصاصا مإن دينه‬

‫صفحة ‪1056 :‬‬

‫أو يقره رهنا في يديه إن كان الرهن على يديه وإن كان مإوضوعا على‬
‫يدي عدل أخذ مإا لزمإه مإن عقله فدفع إلى العدل قال الشافعي فإن جنى‬
‫عليه عبد للمرتهن قيل للمرتهن افد عبك بجميع الجناية أو أسلمه يباع فإن‬
‫فداه فالراهن بالخيار بين أن يكون الفداء قصاصا مإن الدين أو يكون رهنا‬
‫كما كان العبد وإن اسلم العبد بيع العبد ثم كان ثمنه رهنا كما كان‬
‫العبد المجني عليه قال الشافعي وإن جنى عبد المرتهن على عبد الراهن‬
‫المرهون جناية ل تبلغ النفس فالقول فيها كالقول في الجناية في النفس‬
‫يخير بين أن يفديه بجميع أرش الجناية أو يسلمه يباع فإن اسلمه بيع ثم‬
‫كان ثمنه كما وصفت لك قال الشافعي وإن كان في الرهن عبدان فجنى‬
‫أحدهما على الخر فالجناية هدر لن الجناية في عنق العبد ل في مإال‬
‫سيده فإذا جنى أحدهما على الخر فكأنما جنى على نفسه لن المالك‬
‫الراهن ليستحق إل مإا هو له رهن لغيره فالسيد ل يستحق مإن العبد‬
‫الجاني إل مإاله والمرتهن ليستحق مإن العبد الجاني أيضا إل مإا هو مإلك‬
‫لمن رهنه ومإا هو رهن له قال الشافعي وإن كان الرهن أمإة فولدت ولدا‬
‫فجنى عليها ولدها فولدها كعبد للسيد لو جنى عليها لنه خارج مإن الرهن‬
‫قال الشافعي وإن جنى عبد للراهن على عبده المرهون قيل له قد أتلف‬
‫عبدك عبدك وعبدك المتلف كله أو بعضه مإرهون بحق لغيرك فيه فأنت‬
‫بالخيار في أن تفدي عبدك بجميع أرش الجناية فإن فعلت فأنت بالخيار‬
‫في أن يكون قصاصا مإن الدين أو رهنا مإكان العبد المرهون لن البدل مإن‬
‫الرهن يقومأ مإقامإه أو تسلم العبد الجاني فيباع ثم يكون ثمنه رهنا مإكان‬
‫المجني عليه قال الشافعي فإن جنى الراهن على عبده المرهون فقد جنى‬
‫على عبد لغيره فيه حق برهنه لنه يمنع مإنه سيده ويبيعه فيكون المرتهن‬
‫أحق بثمنه مإن سيده ومإن غرمإائه فيقال أنت وإن كنت جنيت على عبدك‬
‫فجنايتك عليه إخراج له مإن الرهن أو نقص له فإن شئت فأرش جنايتك‬
‫عليه مإا بلغت قصاصا مإن دينك وإن شئت فسلمه يكون رهنا مإكان العبد‬
‫المرهون قال وذلك إذا كان الدين حال فأمإا إذا كان إلى أجل فيؤخذ‬
‫الرش فيكون رهنا إل أن يتراضيا الجاني الراهن والمرتهن بأن يكون قصاصا‬
‫قال الشافعي وإن كانت الجناية مإن أجنبي عمدا فلمالك العبد الراهن أن‬
‫يقتص له مإن الجاني إن كان بينهما قصاصا وإن عرض عليه الصلح مإن‬
‫الجناية فليس يلزمإه أن يصالح وله أن يأخذ القود ول يبدل مإكانه غيره لنه‬
‫ثبت له القصاص وليس بمعتد في أخذه القصاص وقال بعض الناس ليس له‬
‫أن يقتص وعلى الجاني أرش الجناية أحب أو كره قال الشافعي وهذا القول‬
‫بعيد مإن قياس قوله هو يجيز عتق الراهن إذا اعتق‬

‫صفحة ‪1057 :‬‬

‫العبد ويسعى العبد والذي يقول هذا القول يقتص للعبد مإن الحر ويزعم‬
‫أن ال عزوجل حكم بالقصاص في القتلى وساوى النفس بالنفس ويزعم أن‬
‫ولي القتيل لو أراد أن يأخذ في القتل العمد الدية لم يكن ذلك له مإن‬
‫قبل أن ال عزوجل أوجب له القصاص إل أن يشاء ذلك القاتل وولي‬
‫المقتول فيصطلحا عليه قال الشافعي فإذا زعم أن القتل يجب فيه بحكم‬
‫ال تعالى في القتل وكان وليه يريد القتل فمنعه إياه فقد أبطل مإا زعم أن‬
‫فيه حكما ومإنع السيد مإن حقه قال الشافعي فإن قال فإن القتل يبطل حق‬
‫المرتهن فكذلك قد أبطل حق الراهن وكذلك لو قتل نفسه أو مإات بطل‬
‫حق المرتهن فيه وحق المرتهن في كل حال على مإالك العبد فإن كان‬
‫إنما ذهب إلى أن هذا أصلح لهما مإعا فقد بدأ بظلم القاتل على نفسه‬
‫فأخذ مإنه مإال وإنما عليه عنده قصاص ومإنع السيد مإما زعم أنه أوجب له‬
‫وقد يكون العبد ثمنه عشرة دنانير والحق إلى سنة فيعطيه به رجل لرغبته‬
‫فيه ألف دينار فيقال لمالك العبد هذا فضل كثير تأخذه فتقضي دينك‬
‫ويقول ذلك له الغريم ومإالك العبد مإحتاج فيزعم قائل هذا القول الذي‬
‫أبطل القصاص للنظر للمالك وللمرتهن أنه ليكره مإالك العبد على بيعه وإن‬
‫كان ذلك نظرا لهما مإعا ول يكره الناس في أمإوالهم على إخراجها مإن‬
‫أيديهم بما ليريدون إل أن يلزمإهم حقوق للناس وليس للمرتهن في بيعه‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫للدراوردي وحفص بن غياث ثبوت الهاء في‪) :‬ستة مإن‬
‫شوال( مإع سقوط اليامأ وهو غريب‬

‫غير صحيح ول فصيح‪ .‬انتهى مإا قاله وذكر ذلك في فضل إتباع رمإضان‬
‫بست مإن شوال‬

‫وجمع فيه طرق الحديث الوارد فيها فرواه مإن نيف وستين طريقا ليس‬
‫فيها ثبوت التاء مإع‬
‫سقوط المعدود إل مإن الطريقين اللذين ذكرهما وهو غلط مإن بعض‬
‫الرواة الذين ل يتقنون لفظ‬

‫‪.‬الحديث‬

‫وذكر الواحدي وغيره مإن المفسرين أن سقوط التاء مإن قوله تعالى‪:‬‬
‫)يتربصن بأنفسهن أربعة‬

‫‪.‬أشهر وعشرا( لتغليب الليالي على اليامأ‪ .‬انتهى‬

‫هذا كله في اليامأ والليالي أمإا إذا كان المعدود مإذكرا أو مإؤنثا غيرها‬
‫فل وجه إل مإطابقة‬

‫القاعدة الصلية مإن إثبات التاء في المذكر وحذفها في المؤنث ذكرت‬


‫المعدود أو حذفته قال‬

‫تعالى‪) :‬فاستشهدوا عليهن أربعة مإنكم( وقال تعالى‪) :‬سيقولون ثلثة رابعهم‬
‫كلبهم ويقولون‬

‫خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامإنهم كلبهم( وقال‬
‫تعالى‪) :‬مإا يكون مأ‬

‫ثلثة إل رابعهم ول خمسة إل هو سادسهم( و قال تعالى‪) :‬عليها تسعة‬


‫‪:‬عشر( وقال تعالى‬
‫صفحة ‪1058 :‬‬

‫التفليس‬
‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مإالك عن يحيى بن سعيد‬
‫عن أبي بكر بن مإحمد بن عمرو ابن حزمأ عن عمر بن عبد العزيز عن‬
‫أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشامأ عن أبي هريره أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال وأيما رجل أفلس فأدرك الرجل مإاله بعينه‬
‫فهو أحق به قال الشافعي وأخبرنا عبد الوهاب الثقفي أنه سمع يحيى بن‬
‫سعيد يقول أخبرني أبو بكر بن مإحمد بن عمر بن حزمأ أن عمر بن عبد‬
‫العزيز حدثه أن أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشامأ حدثه أنه‬
‫سمع أبا هريره رضي ال عنه يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫مإن ادرك مإاله بعينه عند رجل قد أفلس فهو أحق به أخبرنا مإحمد بن‬
‫اسمعيل بن ابي فديك عن ابن ابي ذئب قال حدثني أبو المعتمر بن عمرو‬
‫بن رافع عن ابن خلدة الزرقي وكان قاضيا بالمدينة أنه قال جئنا أبا هريرة‬
‫رضي ال عنه في صاحب لنا قد أفلس فقال هذا الذي قضى فيه رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أيما رجل مإات أو أفلس فصاحب المتاع أحق‬
‫بمتاعه إذا وجده بعينه قال الشافعي وبحديث مإالك بن انس وعبد الوهاب‬
‫الثقفي عن يحيى بن سعيد وحديث ابن ابي ذئب عن ابي المعتمر في‬
‫التفليس نأخذ وفي حديث ابن أبي ذئب مإافي حديث مإالك والثقفي مإن‬
‫جملة التفليس ويتبين أن ذلك في الموت والحياة سواء وحديثهما ثابتان‬
‫مإتصلن وفي قول النبي صلى ال عليه وسلم مإن أدرك مإاله بعينه فهو أحق‬
‫به بيان على أنه جعل لصاحب السلعة إذا كانت سلعته قائمة بعينها نقض‬
‫البيع الول فيها إن شاء كما جعل للمستشفع الشفعة إن شاء لن كل مإن‬
‫جعله له شيء فهو إليه إن شاء أخذه وإن شاء تركه وإن أصاب السلعة‬
‫نقص في بدنها عوار أو قطع أو غيره أو زادت فذلك كله سواء يقال‬
‫لرب السلعة أنت أحق بسلعتك مإن الغرمإاء إن شئت لن إنما نجعل ذلك‬
‫إن اختاره رب السلعة نقضا للعقدة الولى بحال السلعة الن قال وإذا لم‬
‫أجعل لورثة المفلس ول له في حياته دفعه عن سلعته إذا لم يكن هو برئ‬
‫الذمإة بأدائه عن نفسه لم أجعل لغرمإائه أن يدفعوا عن السلعة إن شاءواومإا‬
‫لغرمإائه يدفعون عنه ومإا يعدوا غرمإاؤه أن يكونوا مإتطوعين للغريم بما يدفعون‬
‫عنه فليس على الغريم أن يأخذ مإاله مإن غير صاحب دينه كما لو كان‬
‫لرجل على رجل دين فقال له رجل أقضيك عنه لم يكن عليه أن يقتضي‬
‫ذلك مإنه وتبرأ ذمإة صاحبه أو يكون هذا لهم لزمإا فيأخذه مإنهم وإن لم‬
‫يريدوه فهذا ليس لهم بلزمأ ومإن قضى عليه أن يأخذ المال مإنهم خرج مإن‬
‫حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم أول لنه قد‬

‫صفحة ‪1059 :‬‬

‫وجد عين مإاله عند مإفلس فإذا مإنعه إياه فقد مإنعه مإا جعل له رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ثم أعطاه شيئا مإحال ظلم فيه المعطى والمعطى‬
‫وذلك أن المعطي لو أعطى ذلك الغريم حتى يجعله مإال مإن مإاله يدفعه‬
‫إلى صاحب السلعة فيكون عنده غير مإفلس بحقه وجبره على قبضه فجاء‬
‫غرمإاء آخرون رجعوا به عليه فكان قد مإنعه سلعته التي جعل له رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم دون الغرمإاء كلهم وأعطاه العوض مإنها والعوض ليكون‬
‫إل لما فات والسلعة لم تفت فقضى ههنا قضاء مإحال إذ جعل العوض‬
‫مإن شيء قائم ثم زاد أن قضى بأن أعطاه مإال يسلم له لن الغرمإاء إذا‬
‫جاءوا ودخلوا مإعه فيه وكانوا أسوته وسلعته قد كانت له مإنفرده دونهم عن‬
‫المعطى فجعله يعطي على أن يأخذ فضل السلعة ثم جاء غرمإاء آخرون‬
‫فدخلوا عليه في تلك السلعة فإن قال قائل لم أدخل ذلك عليه وهو تطوع‬
‫به قيل له فإذا كان تطوع به فلم جعلت له فيما تطوع به عوض السلعة‬
‫والمتطوع مإن ل يأخذ عوضا مإا زدت على أن جعلته له بيعا ل يجوز‬
‫وغررا ل يفعل قال الشافعي وإذا باع الرجل مإن الرجل نخل فيه ثمر أو‬
‫طلع قد أبر استثناه المشتري وقبضها المشتري وأكل الثمر ثم أفلس‬
‫المشتري كان للبائع أن يأخذ حائطه لنه عين مإاله ويكون أسوة الغرمإاء في‬
‫حصة الثمر الذي وقع عليه البيع فاستهلكه المشتري مإن أصل الثمن يقسم‬
‫الثمن على الحائط والثمر فينظر كم قيمة الثمر مإن أصل البيع فإن كان‬
‫الربع أخذ الحائط بحصته وهو ثلثة أرباع الثمن ورجع بقيمة الثمر وهو‬
‫الربع وإنما قيمته يومأ قبضه ل يومأ أكله لن الزيادة كانت في مإاله ولو‬
‫قبضه سالما والمسألة بحالها ثم أصابته جائحة رجع بحصته مإن الثمن لنها‬
‫أصابته في مإلكه بعد قبضه ولو كان باعه الحائط والثمر قد أخضر ثم‬
‫أفلس المشتري والثمر رطب أو تمر قائم أو بسر زائد عن الخضر كان‬
‫له أن يأخذه والنخل لنه عين مإاله وإن زاد كما يبيعه الجارية الصغيره‬
‫فيأخذها كبيرة زائدة ولو أكل بعضه وأدرك بعضه زائدا بعينه أخذ المدرك‬
‫وتبعه بحصة مإا باع مإن الثمر يومأ باعه إياه مإع الغرمإاء قال الشافعي وهكذا‬
‫لو باعه وديا صغارا أو نوى قد خرج أو زرعا قد خرج أو لم يخرج مإع‬
‫أرض فأفلس وذلك كله زائد مإدرك أخذ الرض وجميع مإا باعه زائدا مإدركا‬
‫وإذا فات رجع بحصته مإن الثمن يومأ وقع البيع كما يكون لو اشترى مإنه‬
‫جارية أو عبدا بحال صغر أو مإرض فمات في يديه أو أعتقه رجع بثمنه‬
‫الذي اشتراه به مإنه ولو كبر العبد أو صح وقد اشتراه سقيما صغيرا كان‬
‫للبائع أخذه صحيحا كبيرا لنه عين مإاله والزيادة فيه مإنه لمإن صنعة‬
‫الدمإين وكذلك لو باعه فعلمه أخذه مإعلما ولو‬

‫صفحة ‪1060 :‬‬

‫كسى المشتري العبد أو وهب له مإال أخذ البائع العبد وأخذ الغرمإاء‬
‫مإال العبد وليس بالعبد لنها غيره ومإال مإن مإال المشتري ليملكه البائع‬
‫ولو كان العبد المبيع بيع وله مإال استثناه المشتري مإاله أو هلك في يد‬
‫العبد فسواء ويرجع البائع بالعبد فيأخذه دون الغرمإاء وبقيمة المال مإن البيع‬
‫يحاص به الغرمإاء ولو باعه حائطا ل ثمر فيه فأثمر ثم فلس المشتري فإن‬
‫كان الثمر يومأ فلس المشتري مإأبورا أو غير مإأبور فسواء والثمر للمشتري‬
‫ثم يقال لرب النخل إن شئت فالنخل لك على أن تقر الثمر فيها إلى‬
‫الجداد وإن شئت فدع النخل وكن أسوة الغرمإاء وهكذا لو باعه أمإة فولدت‬
‫ثم فلس كانت له المإة ولم يكن له الولد ولو فلس والمإة حامإل كانت‬
‫له المإة والحمل تبع يملكها كما يملك به المإة ولو كانت السلعة أمإة‬
‫فولدت له أولدا قبل إفلس الغريم ثم أفلس الغريم رجع بالمأ ولم يرجع‬
‫بالولد لنهم ولدوا في مإلك الغريم وإنما نقضت البيع الول بالفلس‬
‫الحادث واختيار البيع نقضه ل بأن أصل البيع كان مإفسوخا مإن الصل ولو‬
‫كانت السلعة دارا فبنيت أو بقعة فغرست ثم أفلس والغريم رددت البائع‬
‫بالدار كما كانت والبقعة كما كانت حين باعها ولم أجعل له الزيادة لنها‬
‫لم تكن في صفقت البيع وإنما هي شيء مإتميز مإن الرض مإن مإال‬
‫المشتري ثم خيرته بين أن يعطى قيمة العمارة والغراس ويكون ذلك له أو‬
‫يكون له مإا كان مإن الرض لعمارة فيها وتكون العمارة الحادثة تباع‬
‫للغرمإاء سواء بينهم إل أن يشاء الغرمإاء والغريم أن يقلعوا البناء والغراس‬
‫ويضمنوا لرب الرض مإا نقص الرض القلع فيكون ذلك لهم ولو كانت‬
‫السلعة شيئا مإتفرقا مإثل عبيد أو إبل أو غنم أو ثياب أو طعامأ فاستهلك‬
‫المشتري بعضه ووجد البائع بعضه كان له البعض الذي وجد بحصته مإن‬
‫الثمن إن كان نصفا فقبض النصف وكان غريما مإن الغرمإاء في النصف‬
‫الباقي وهكذا إن كان أكثر أو أقل قال وإذا جعل له رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم الكل لنه عين مإاله فالبعض عين مإاله وهو أقل مإن الكل ومإن‬
‫مإلك الكل مإلك البعض إل أنه إذا مإلك البعض نقص مإن مإلكه والنقص ل‬
‫يمنعه الملك ولو باع رجل مإن رجل أرضا فغرسها ثم فلس الغريم فأبى رب‬
‫الرض أن يأخذ الرض بقيمة الغراس وأبى الغريم والغرمإاء أن يقلعوا الغراس‬
‫ويسلموا الرض إلى ربها لم يكن لرب الرض إل الثمن الذي باع به‬
‫الرض يحاص به الغرمإاء ولو باعه حائطا غير مإثمر فأثمر ثم فلس كان‬
‫رب الرض بالخيار إن شاء أن يأخذ أرضه ويبقي الثمر فيها إلى الجداد‬
‫إن أراد الغريم والغرمإاء أن يبقوه فيها إلى الجداد فذلك له وليس للغريم‬
‫مإنعه وإن أراد أن يدعها ويضرب مإع الغرمإاء بما كان له فعل وكذلك لو‬
‫باعه أرضا‬

‫صفحة ‪1061 :‬‬

‫بيضاء فزرعها ثم فلس كان مإثل الحائط يبيعه ثم يثمر النخل فإن أراد‬
‫رب الرض أو رب النخل أن يقبلها ويبقي فيها الزرع إلى الحصاد والثمار‬
‫إلى الجداد ثم عطبت النخل قبل ذلك بأي وجه مإا عطبت بفعل الدمإيين‬
‫أو بأمإر مإن السماء أو جاء سيل فخرق الرض وأبطلها فضمان ذلك مإن‬
‫ربها الذي قبلها ل مإن المفلس لنه عندمإا قبلها صار مإالكا لها إن أراد‬
‫أن يبيع باع وإن أراد أن يهب وهب وإن قيل ومإن أين يجوز أن يملك‬
‫المرء شيئا ل يتم له جميع مإلكه فيه لن هذا لم يملكه الذي جعلت له‬
‫أخذه مإلكا تامإا لنه مإحول بينه وبين جمار النخل والجريد وكل مإا أصر‬
‫بثمر المفلس ومإحول بينه وبين أن يحدث في الرض يئرا أو شيئا مإما‬
‫يضر ذلك بزرع المفلس قيل له بدللة قول النبي صلى ال عليه وسلم مإن‬
‫باع نخل قد أبرت فثمرها للبائع إل أن يشترطه المبتاع فأجاز رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أن يملك المبتاع النخل ويملك البائع الثمر إلى‬
‫الجداد قال ولو سلم رب الرض الرض للمفلس فقال الغرمإاء أحصد الزرع‬
‫وبعه بقل وأعطنا ثمنه وقال المفلس لست أفعل وانا أدعه إلى أن يحصد‬
‫لن ذلك أنمى لي والزرع ل يحتاج إلى الماء ول المؤنة كان القول قول‬
‫الغرمإاء في أن يباع لهم ولو كان يحتاج إلى السقي والعلج فتطوع رجل‬
‫للغريم بالنفاق عليه فأخرج نفقة ذلك وأسلمها إلى مإن يلي النفاق عليه‬
‫وزاد حتى ظن أن ذلك إن سلم سيكفي لم يكن للغريم إبقاء الزرع إلى‬
‫الحصاد وكان للغرمإاء بيعه وإذا جعل له رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫الكل لنه عين مإاله فاليعض عين مإاله وهو أقل مإن الكل ومإن مإلك الكل‬
‫مإلك البعض إل أنه إذا مإلك البعض نقص مإن مإلكه والنقص ل يمنعه‬
‫الملك قال ولو كانت السلعة عبدا فأخذ نصف ثمنه ثم أفلس الغريم كان‬
‫له نصف العبد شريكا به للغريم ويباع النصف الذي كان للغريم لغرمإائه دونه‬
‫على المثال الذي ذكرت ول يرد مإما أخذ شيئا لنه مإستوف لما أخذه ولو‬
‫زعمت أنه يرد شيئا مإما أخذ جعلت له لو أخذ الثمن كله أن يرده ويأخذ‬
‫سلعته ومإن قال هذا فهذا خلف السنة والقياس عليها ولو كانا عبدين أو‬
‫ثوبين فباعهما بعشرين فقبض عشرة وبقي مإن ثمنهما عشرة كان شريكا فيما‬
‫بالنصف يكون نصفهما له ونصف للغرمإاء يباع في دينه ولو كانت المسألة‬
‫بحالها فاقتضى نصف الثمن وهلك نصف الميبع وبقي أحد الثوبين أو أحد‬
‫العبدين وقيمتهما سواء كان أحق به مإن الغرمإاء مإن قبل أنه عين مإاله عند‬
‫مإعدمأ والذي قبض مإن الثمن إنما هو بدل فكما كان لو كانا قائمين‬
‫أخذهما ثم أخذ بعض البدل وبقي بعض السلعة كان ذلك كقيامإهما مإعا‬
‫فإن ذهب ذاهب إلى أن يقول البدل مإنهما مإعا فقد أخذ نصف ثمن ذا‬
‫ونصف ثمن‬

‫صفحة ‪1062 :‬‬

‫ذا فهل مإن شيء بين مإا قلت غير مإا ذكرت قيل نعم أن يكون‬
‫جميعا ثمن ذا مإثل ثمن ذا مإستويى القيمة فيباعان صفقة واحده ويقبضان‬
‫ويقبض البائع مإن ثمنهما خمسين ويهلك أحد الثوبين ويجد بالخر عيبا‬
‫فيرده بالنصف الباقي ول يرد شيئا مإما أخذ ويكون مإا أخذ ثمن الهالك‬
‫مإنهما ولو لم يكن بيعا وكانا رهنا بمائة فأخذ تسعين وفات أحدهما كان‬
‫الخر رهنا بالعشرة الباقية وكذلك يكون لو كانا قائمين ول يبعض الثمن‬
‫عليهما ولكنه يجعل الكل في كليهما والباقي في كليهما وكما يكون ذلك‬
‫في الرهن لو كانوا عبيدا رهنا بمائة فأدى تسعين كانوا مإعا رهنا بعشرة‬
‫ليخرج مإنهم أحد مإن الرهن ول شيء مإنه حتى يستوفي آخر حقه فلما‬
‫كان البيع في دللة حكم النبي صلى ال عليه وسلم مإوقوفا فإن أخذ ثمنه‬
‫وإل رجع بيعه فأخذه فكان كالمرتهن قيمته وفي أكثر مإن حال المرتهن في‬
‫أنه أخذه كله ليباع عليه كما يباع الرهن فيستوفى حقه ويرد فضل الثمن‬
‫على مإالكه فكان في مإعنى السنة قال الشافعي في الشريكين يفلس أحدهما‬
‫ل يلزمأ الشريك الخر مإن الدين شيء إل أن يقر أنه أدانه له بإذنه أو‬
‫هما مإعا فيكون كدين أدانه له بإذنه بل شركة كانت وشركة المفاوضة باطلة‬
‫ل شركة إل واحدة قال ال تبارك وتعالي وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى‬
‫مإيسرة وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم مإطل الغنى ظلم فلم يجعل‬
‫على ذي دين سبيل في العسرة حتى تكون الميسرة ولم يجعل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم مإطله ظلما إل بالغنى فإذا كان مإعسرا فهو ليس مإمن‬
‫عليه سبيل إل أن يوسر وإذا لم يكن عليه سبيل فل سبيل على إجارته‬
‫لن إجارته عمل بدنه وإذا لم يكن على بدنه سبيل وإنما السبيل على مإاله‬
‫لم يكن إلى استعماله سبيل وكذلك ل يحبس لنه ل سبيل عليه في حال‬
‫هذه وإذا قامأ الغرمإاء على رجل فأرادوا أخذ جميع مإاله ترك له مإن مإاله‬
‫قدر مإا ل غناء به عنه وأقل مإا يكفيه وأهله يومإه مإن الطعامأ والشراب وقد‬
‫قيل إن كان لقسمه حبس أنفق عليه وعلى أهله كل يومأ أقل مإا يكفيهم‬
‫حتى يفرغ مإن قسم مإاله ويترك لهم نفقتهم يومأ يقسم آخر مإاله وأقل مإا‬
‫يكفيه مإن كسوته في شتاء كان ذلك أو صيف فإن كان له مإن الكسوة‬
‫مإا يبلغ ثمنا كثيرا بيع عليه وترك له مإا وصفت لك مإن أقل مإا يكفيه‬
‫مإنها فإن كانت ثيابه كلها غوالي مإجاوزة القدر اشترى له مإن ثمنها أقل مإا‬
‫يكفيه مإما يلبس أقصد مإن هو في مإثل حاله ومإن تلزمإه مإؤنته في وقته‬
‫ذلك شتاء كان أو صيفا وإن مإات كفن مإن مإاله قبل الغرمإاء وحفر قبره‬
‫وقبر بأقل مإا يكفيه ثم اقتسم فضل مإاله ويباع عليه مإسكنه وخادمإه لن له‬
‫مإن الخادمأ بدا وقد يجد المسكن قال وإذا جنيت عليه جناية قبل التفليس‬
‫فلم يأخذ‬

‫صفحة ‪1063 :‬‬

‫أرشها إل بعد التفليس فالغرمإاء أحق بها مإنه إذا قبضها لنها مإال مإن‬
‫مإاله ل ثمن لبعضه ولو وهب له بعد التفليس هبة لم يكن عليه أن يقبلها‬
‫فلو قبلها كانت لغرمإائه دونه وكذلك كل مإا أعطاه أحد مإن الدمإيين‬
‫مإتطوعا به فليس عليه قبوله ول يدخل مإاله شيء إلى بقبوله إل الميراث‬
‫فإنه لو ورث كان مإالكا ولم يكن له دفع الميراث وكان لغرمإائه أخذه مإن‬
‫يده ولو جنيت عليه جناية عمدا فكان له الخيار بين أخذ الرش أو‬
‫القصاص كان له أن يقتص ولم يكن عليه أن يأخذ المال لنه ل يكون‬
‫مإالكا للمال إل بأن يشاء وكذلك لو عرض عليه مإن حنى عليه المال ولو‬
‫استهلك له شيئا قبل التفليس ثم صالح مإنه على شيء بعد التفليس فإن‬
‫كان مإا صلح قيمة مإا استهلك له بشيء مإعروف القيمة فأراد مإستهلكه أن‬
‫يزيده على قيمته لم يكن عليه أن يقبل الزيادة لن الزيادة في مإوضع الهبة‬
‫فإن فلس الغريم وقد شهد له شاهد بحق على آخر فأبى أن يحلف مإع‬
‫شاهده أبطلنا حقه إذا أحلفنا المشهود عليه ولم نجعل للغرمإاء أن يحلفوا‬
‫لنه ل يملك إل بعد اليمين فلما لم يكن مإالكا ولم يكن عليه أن يحلف‬
‫وكذلك لو ادعى عليه فأبى أن يحلف ورد اليمين فامإتنع المفلس مإن اليمين‬
‫بطل حقه وليس للغرمإاء في حال أن يحلفوا لنهم ليسوا مإالكين إل مإا‬
‫مإلك إل بعد اليمين ولو جنى هو بعد التفليس جناية عمدا أو استهلك‬
‫مإال كان المجني عليه والمستهلك له أسوة الغرمإاء في مإاله الموقوف لهم‬
‫بيع أو لم يبع مإا لم يقتسموه فإذا اقتسموه نظرنا فإن كانت الجناية بعد‬
‫القسم دخل مإعهم فيما اقتسموا لن حقه لزمإه قبل يقسم مإاله وإن كانت‬
‫الجناية بعد القسم لم يدخل مإعهم لنهم قد مإلكوا مإا قسم لهم وخرج عن‬
‫مإلك المفلس والجناية والستهلك دين عليه سواء ولو أن القاضي حجر عليه‬
‫وأمإر بوقف مإاله ليباع فجنى عبد له جناية لم يكن له أن يفيده وأمإر‬
‫القاضي ببيع الجاني في الجناية حتى يوفي المجني عليه أرشها فإن فضل‬
‫فضل رده في مإاله حتى يعطيه غرمإاءه وإن لم يفضل مإن ثمنه شيء ولم‬
‫يستوف صاحب الجناية جنايته بطلت جنايته لنها كانت في رقبة العبد دون‬
‫ذمإة سيده ولو كان عبد المفلس مإجنيا عليه كان سيده الخصم له فإذا‬
‫ثبت الحق عليه وكان الجاني عليه عبدا فله أن يقتص إن كانت الجناية‬
‫فيها قصاص وأن يأخذ الرش مإن رقبة العبد الجاني فإن أراد الغرمإاء ترك‬
‫القصاص وأخذ المال فليس ذلك لهم لنه ل يملك المال إل بعد اختياره‬
‫لهم وإن كانت الجناية مإما ل قصاص فيه إنما فيه الرش لم يكن لسيد‬
‫العبد عفو الرش لنه مإال مإن مإاله وجب له بكل حال فليس له هبته‬
‫وهو مإردود في مإاله يقضي به على دينه وإذا باع الرجل مإن الرجل الحنطة‬
‫أو‬

‫صفحة ‪1064 :‬‬

‫الزيت أو السمن أو شيئا مإما يكال أو يوزن فخلطه بمثله أو خلطه‬


‫بأردأ مإنه مإن جنسه ثم فلس غريمه كان له أن يأخذ مإتاعه بعينه لنه قائم‬
‫كما كان ويقاسم الغرمإاء بكيل مإاله أو وزنه وكذلك إن كان خلطه فيما‬
‫دونه إن شاء لنه ل يأخذ فضل إنما يأخذ نقصا فإن كان خلطه مإما هو‬
‫خير مإنه ففيها قولن أحدهما أن ل سبيل له لنا ل نصل إلى دفع مإاله‬
‫إليه إل زائدا بمال غريمه وليس لنا أن نعطيه الزيادة وكان هذا أصح‬
‫القولين وال أعلم وبه أقول قال ول يشبه هذا الثوب يصبغ ول السويق‬
‫يلت الثوب يصبغ والسويق يلت مإتاعه بعينه فيه زيادة مإختلطة فيه وهذا إذا‬
‫اختلط انقلب حتى ل توجد عين مإاله إل غير مإعروفة مإن عين مإال غيره‬
‫وهكذا كل ذائب والقول الثاني أن ينظر إلى قيمة عسله وقيمة العسل‬
‫المخلوط به مإتميزين ثم يخير البائع بأن يكون شريكا بقدر قيمة عسله مإن‬
‫عسل البائع ويترك فضل كيل عسله أو يدع ويكون غريما كأن عسله كان‬
‫صاعا يسوى دينارين وعسل شريكه كان صاعا يسوى أربعة دنانير فإن اختار‬
‫أن يكون شريكا ثلثي صاع مإن عسله وعسل شريكه كان له وكان تاركا‬
‫لفضل صاع ومإن قال هذا قال ليس هذا ببيع إنما هذا وضيعة مإن مإكيلة‬
‫كانت له ولو باعه حنطة فطحنها كان فيها قولن هذا أشبههما عندي وال‬
‫أعلم وبه اقول وهو أن له أن يأخذ الدقيق ويعطي الغرمإاء قيمة الطحن لنه‬
‫زائد على مإاله وكذلك لو باعه ثوبا فصبغه كان له ثوبه وللغرمإاء صبغه‬
‫يكونون شركاء بما زاد الصبغ في قيمة الثوب وهكذا لو باعه ثوبا فخاطه‬
‫كان له أن يأخذ ثوبه وللغرمإاء مإا زادت الخياطة وهكذا لو باعه إياه‬
‫فقصره كان له أن يأخذ ثوبه وللغرمإاء بعد مإا زادت القصارة فيه فإن قال‬
‫قائل فأنت تزعم أن الغاصب ل يأخذ في القصارة شيئا لنها أثر قلنا‬
‫المفلس مإخالف للغاصب مإن قبل أن المفلس إنما عمل فيما يملك ويحل‬
‫له العمل فيه والغاصب عمل فيما ل يملك ول يحل له العمل فيه أل‬
‫ترى أن المفلس يشتري البقعة فيبنيها ول يهدمأ بناؤه ويهدمأ بناء الغاصب‬
‫ويشتري الشيء فيبيعه فل يرد بيعه ويرد بيع الغاصب ويشتري العبد فيعتقه‬
‫فنجيز عتقه ول نجيز عتق الغاصب قال الشافعي ولو كانت المسألة بحالها‬
‫فأفلس الرجل وقد قصر الثوب قصار أو خاطه خياط أو صبغه صباغ بأجرة‬
‫فاختار صاحب الثوب أن يأخذ ثوبه أخذه فإن زاد عمل القصار فيه خمسة‬
‫دراهم وكانت إجارته فيه درهما أخذ الدرهم وكان شريكا به في الثوب‬
‫لصاحب الثوب وكان صاحب الثوب أحق به مإن الغرمإاء وكانت الربعة‬
‫الدراهم للغرمإاء شركاء بها للقصار وصاحب الثوب وإن كان عمله زاد في‬
‫الثوب درهما وإجارته خمسة دراهم كان‬

‫صفحة ‪1065 :‬‬

‫شريكا لصاحب الثوب بالدرهم وضرب مإع الغرمإاء في مإال المفلس بأربعة‬
‫دراهم ولو كانت تزيد في الثوب خمسة دراهم الجارة درهم أعطينا القصار‬
‫درهما يكون به شريكا في الثوب وللغرمإاء أربعة يكونون بها في الثوب‬
‫شركاء فإن قال قائل كيف جعلته أحق بإجارته مإن الغرمإاء في الثوب فإنما‬
‫جعلته أحق بها إذا كانت زائدة في الثوب فمنعها صاحب الثوب لم يكن‬
‫للغرمإاء أن يأخذوا مإازاد عمل هذا في الثوب دونه لنه عين مإاله فإن قالوا‬
‫فما بالها إذا كانت أزيد مإن إجارته لم تدفعها إليه كلها وإذا كانت أنقص‬
‫مإن إجارته لم تقتصر به عليها كما تجعلها في البيوع قلنا إنها ليست بعين‬
‫بيع يقع فاجعلها هكذا وإنما كانت إجارة مإن الجارات لزمإت الغريم‬
‫المستأجر فلما وجدت تلك الجارة قائمة جعلته أحق بها لنها مإن إجارته‬
‫كالرهن له أل ترى أنه لو كان له رهن يسوى عشرة بدرهم أعطيته مإنها‬
‫درهما والغرمإاء تسعة ولو كان رهن يسوى درهما بعشرة دراهم أعطيته مإنها‬
‫درهما وجعلته يحاص الغرمإاء بتسعة فإن قال فما باله يكون في هذا‬
‫الموضع أولى بالرهن مإنه بالبيع قلت كذلك تزعم أنت في الثوب يخيطه‬
‫الرجل أو يغسله له أن يحبسه عن صاحبه حتى يعطيه أجره كما يكون له‬
‫أن يحبسه في الرهن حتى يعطيه مإا فيه لن له فيه عمل قائما فل يسلمه‬
‫إليه حتى يوفيه العمل فإن قال قائل مإما تقول أنت ل أجعل له حبسه ول‬
‫لصاحب الثوب أخذه وأمإره ببيع الثوب فأعطى كل واحد مإنهما حقه إذا‬
‫أفلس فإن أفلس صاحب الثوب كان الخياط أحق بما زاد عمله في الثوب‬
‫فإن كانت إجازته أكثر مإما زاد عمله في الثوب أخذ مإا زاد عمله في‬
‫الثوب لنه عين مإاله وكانت بقية الجارة دينا على الغريم يحاص به الغرمإاء‬
‫وإن لم يفلس وقد عمل له ثوب فلم يرض صاحب الثوب بكينونة الثوب‬
‫في يد الخياط أخذ مإكانه مإنهما حتى يقضي بينهما بما وصفت أو يباع‬
‫عليه الثوب فيعطي الخياط إجارته مإن ثمنه وبه أقول والقول الثاني أنه غريم‬
‫في اجارته لن مإا عمل في الثوب ليس بعين ول شيء مإن مإاله زائد في‬
‫الثوب إنما هو أثر في الثوب وهذا يتوجه قال وإذا استأجر الرجل أجيرا‬
‫في حانوت أو زرع أو شجر بإجارة مإعلومإة ليست مإما استأجره عليه إمإا‬
‫بمكيلة طعامأ مإضمون وإمإا بذهب أو ورق أو استأجر حانوتا يبيع فيه بزا أو‬
‫استأجر رجل يعلم له عبدا أو يرعى له غنما أو يروض له بعيرا ثم أفلس‬
‫فالجير أسوة الغرمإاء مإن قبل أنه ليس لواحد مإن هؤلء الجراء شيء مإن‬
‫مإاله مإختلط بهذا زائد فيه كزيادة للصبغ والقصارة في الثوب وهو مإن مإال‬
‫الصباغ وزيادة الخياطة في الثوب مإن مإال الخياط وعمله وكل شيء مإن هذا‬
‫غير مإا استؤجر عليه وغير‬

‫صفحة ‪1066 :‬‬

‫شيء قائم فيما استؤجر عليه أل ترى أن قيمة الثوب غير مإصبوغ‬
‫وقيمته مإصبوغا وقيمته غير مإخيط وغير مإقصور وقيمته مإخيطا ومإقصورا مإعروفة‬
‫حصة زيادة العامإل فيه وليس في الثياب التي في الحانوت ول في الماشية‬
‫التي ترعى ول في العبد الذي يعلمه شيء قائم مإن صنعة غيره فيعطى ذلك‬
‫صنعته أو مإاله وإنما هو غريم مإن الغرمإاء أو ل ترى أنه لو تولى الزرع‬
‫كان الزرع والماء والرض مإن مإال المستأجر وكانت صنعته فيه إنما هي‬
‫إلقاء في الرض ليست بشيء زائد فيه والزيادة فيه بعد شيء مإن قدر ال‬
‫عز وجل ومإن مإال المستأجر ل صنعة فيها للجير أو ل ترى أن الزرع لو‬
‫هلك كانت له إجارته والثوب لو هلك في يديه لم يكن له إجارته لنه لم‬
‫يسلم عمله إلى مإن استأجره ولو تكارى رجل مإن رجل أرضا واشترى مإن‬
‫آخر مإاء ثم زرع الرض ببذره ثم فلس الغريم بعد الحصاد كان رب‬
‫الرض ورب الماء شريكين للغرمإاء وليسا بأحق بما يخرج مإن الرض ول‬
‫بالماء وذلك أنه ليس لهما فيه عين مإال الحب الذي نما مإن مإال الغريم‬
‫ل مإن مإالهما فإن قال قائل فقد نما بماء هذا وفي أرض هذا قلنا عين‬
‫المال للغريم ل لهما والماء مإستهلك في الرض والزرع عين مإوجودة والرض‬
‫غير مإوجودة في الزرع وتصرفه فيها ليس بكينونة مإنها فيه فنعطيه عين مإاله‬
‫ولو عنى رجل فقال أجعلهما أحق بالطعامأ مإن الغرمإاء دخل عليه أنه‬
‫أعطاهما غير عين مإالهما ثم أعطاهما عطاء مإحال فإن قال قائل فما‬
‫المحال فيه قلنا إن زعم أن صاحب الزرع وصاحب الرض وصاحب الماء‬
‫شركاء فكم يعطى صاحب الرض وصاحب الماء وصاحب الطعامأ فإن زعم‬
‫أنه لهما حتى يستوفيا حقهما فقد أبطل حصة الغرمإاء مإن مإال الزارع وهو‬
‫ل يكون أحق بذلك مإن الغرمإاء إل بعد مإا يفلس الغريم فالغريم فلس‬
‫وهذه حنطته ليست فيها أرض ول مإاء ولو أفلس والزرع بقل في أرضه‬
‫كان لصاحب الرض أن يحاص الغرمإاء بقدر مإا أقامإت الرض في يدي‬
‫الزارع إلى أن أفلس ثم يقال للمفلس وغرمإائه ليس لك ول لهم أن‬
‫تستمتعوا بأرضه وله أن يفسخ الجارة الن إل أن تطوعوا فتدفعوا إليه إجارة‬
‫مإثل الرض إلى أن يحصد الزرع فإن لم تفعلوا فاقلعوا عنه الزرع إل أن‬
‫يتطوع بتركه لكم وذلك أنا نجعل التفليس فسخا للبيع وفسخا للجارة فمتى‬
‫فسخنا الجارة كان صاحب الرض أحق بها إل أن يعطى إجارة مإثلها لن‬
‫الزارع كان غير مإتعد قال ولو باع رجل مإن رجل عبدا فرهنه ثم فلس‬
‫كان المرتهن أحق به مإن الغرمإاء يباع له مإنه بقدر حقه فإن بقي مإن العبد‬
‫بقية كان البائع أحق بها فإن قال قائل فإذا جعلت هذا في الرهن فكيف‬
‫لم تجعله في القصارة والغسالة كالرهن‬

‫صفحة ‪1067 :‬‬

‫فتجعله أحق به مإن رب الثوب قيل له لفتراقهما فإن قال قائل وأين‬
‫يفترقان قلنا القصارة والغسالة شيء يزيده القصار والغسال في الثوب فإذا‬
‫أعطيناه إجارته والزيادة في الثوب فقد أوفيناه مإاله بعينه فل نعطيه أكثر مإنه‬
‫في الثوب ونجعل مإا بقي مإن مإاله في مإال غريمه قال ولو هلك الثوب‬
‫عند القصار أو الخياط لم نجعل له على المستأجر شيئا مإن قبل أنه إنما‬
‫هو زيادة يحدثها فمتى لم يوفها رب الثوب لم يكن له والرهن مإخالف‬
‫لهذا ليس بزيادة في العبد ولكنه إيجاب شيء في رقبته يشبه البيع فإن‬
‫مإات العبد كان ذلك في ذمإة مإوله الراهن ل يبطل بموت العبد كما تبطل‬
‫الجارة بهلك الثوب فإن قال فقد يجتمعان في مإوضع ويفترقان في آخر‬
‫قيل نعم فنجمع بينهما حيث اجتمعا ونفرق بينهما حيث افترقا أل ترى أنه‬
‫إذا رهن العبد فجلنا المرتهن أحق به حتى يستوفي حقه مإن البائع والغرمإاء‬
‫فقد حكمنا له فيه ببعض حكم البيع ولو مإات العبد رددنا المرتهن بحقه‬
‫ولو كان هذا حكم البيع بكماله لم يرد المرتهن بشيء فإنما جمعنا بينه‬
‫وبين البيع حيث اشتبها وفرقنا بينهما حيث افترقا ولو استأجر رجل أرضا‬
‫فقبض صاحب الرض إجارتها كلها وبقي الزرع فيها ل يستغني عن السقي‬
‫والقيامأ عليه وفلس الزارع وهو الرجل قيل لغرمإائه إن تطوعتم بأن تنفقوا على‬
‫الزرع إلى أن يبلغ ثم تبيعوه وتأخذوا نفقتكم مإع مإالكم فذلك لكم ول‬
‫يكون ذلك لكم إل بأن يرضاه رب الزرع المفلس فإن لم يرضه فشئتم أن‬
‫تطوعوا بالقيامأ عليه والنفقة ول ترجعوا بشيء فعلتم وإن لم تشاءوا وشئتم‬
‫فبيعوه بحاله تلك ل تجبرون على أن تنفقوا على مإا ل تريدون قال وهكذا‬
‫لو كان عبد فمرض بيع مإريضا بحاله وإن قل ثمنه قال وإذا اشترى الرجل‬
‫مإن الرجل عبدا أو دارا أو مإتاعا أو شيئا مإا كان بعينه فلم يقبضه حتى‬
‫فلس البائع فالمشتري أحق به بما باعه يلزمإه ذلك ويلزمأ له كره أو كره‬
‫الغرمإاء ولو اشترى مإنه شيئا مإوصوفا مإن ضرب السلف مإن رقيق مإوصوفين‬
‫أو إبل مإوصوفة أو طعامأ أو غيره مإن بيوع الصفة ودفع إليه الثمن كان‬
‫أسوة الغرمإاء فيما له وعليه ولو كان الثمن لبعض مإا اشترى مإن هذا عبدا‬
‫بعينه أو دارا بعينها أو ثيابا بعينها بطعامأ مإوصوف إلى أجل أو غيره كان‬
‫البائع للدار المشترى بها الطعامأ أحق بداره لنه بائع مإشتر ليس بخارج مإن‬
‫بيعه وكذلك لو سلف في الطعامأ فضة مإصوغة مإعروفة أو ذهبا أو دنانير‬
‫بأعيانها فوجدها قائمة يقر بها الغرمإاء أو البائع كان أحق بها فإن كانت‬
‫مإما ل يعرف أو استهلكت فهو أسوة الغرمإاء وإذا اكترى الرجل مإن الرجل‬
‫الدار ثم فلس المكرى فالكراء ثابت إلى مإدته ثبوت البيع مإات المفلس أو‬
‫عاش وهكذا قال بعض أهل ناحيتنا‬

‫صفحة ‪1068 :‬‬

‫في الكراء وزعم في الشراء أنه إذا مإات فإنما هو أسوة الغرمإاء وقد‬
‫خالفنا غير واحد مإن الناس في الكراء ففسخه إذا مإات المكتري أو‬
‫المكري لن مإلك الدار قد تحول لغير المكري والمنفعة قد تحولت لغير‬
‫المكتري وقال ليس الكراء كالبيوع أل ترى أن الرجل يكتري الدار فتنهدمأ‬
‫فل يلزمأ المكري أن يبنيها ويرجع المكتري بما بقي مإن حصة الكراء ولو‬
‫كان هذا بيعا لم يرجع بشيء فيثبت صاحبنا وال يرحمنا وإياه الكراء‬
‫الضعف لنا ننفرد به دون غيرنا في مإال المفلس وإن مإات يجعله للمكتري‬
‫وأبطل البيع فلم يجعله للبائع ولو فرق بينها لكان البيع أولى أن يثبت‬
‫للبائع مإن الكراء للمكتري لنه ليس بملك تامأ وإذا جمعنا نحن بينهما لم‬
‫ينبغ له أن يفرق بينهما قال وإذا تكارى الرجل مإن الرجل حمل طعامأ إلى‬
‫بلد مإن البلدان ثم أفلس المكتري أو مإات فكل ذلك سواء يكون المكري‬
‫أسوة الغرمإاء لنه ليس له في الطعامأ صنعة ولو كان أفلس قبل أن يحمل‬
‫الطعامأ كان له أن يفسح الكراء لنه ليس للمكتري أن يعطيه مإن مإاله شيئا‬
‫دون غرمإائه ول أجبر المكري أن يأخذ شيئا مإن غريم المفلس إل أن يشاء‬
‫غرمإاؤه ولو حمله بعض الطريق ثم أفلس كان له بقدر مإا حمله مإن الكراء‬
‫يحاص به الغرمإاء وكان له أن يفسح الحمولة في مإوضعه ذلك إن شاء إن‬
‫كان مإوضع ل يهلك فيه الطعامأ مإثل الصحراء أو مإا أشبهها وإذا تكارى‬
‫النفر البل بأعيانها مإن الرجل فمات بعض إبلهم لم يكن على المكري أن‬
‫يأتيه بإبل بدلها فإذا كان هذا هكذا فلو أفلس المكري ومإات بعض إبلهم‬
‫لم يرجع على أصحابه ول في مإال المكري بشيء إل بما بقي مإما دفع‬
‫إليه مإن كرائه يكون فيه أسوة الغرمإاء وتكون البل التي اكتريت على الكراء‬
‫فإذا انقضى كانت مإال مإن مإال المكري المفلس ولو كانوا تكاروا مإنه‬
‫حمولة مإضمونة على غير إبل بأعيانها يدفع إلى كل رجل مإنهم إبل بأعيانها‬
‫كان له نزعها مإن أيديهم وإبدالهم غيرها فإذا كان هذا هكذا فحقهم في‬
‫ذمإته مإضمون عليه فلو مإاتت إبل كان يحمل عليها واحد مإنهم فأفلس‬
‫الغريم كانوا جميعا أسوة فيما بقي مإن البل بقدر حمولتهم لنها مإضمونة‬
‫في مإاله ل في إبل بأعيانها فيكون إذا هلكت لم يرجع وإن كان مإعهم‬
‫غرمإاء بأي وجه كان لهم الدين عليه ضرب هؤلء بديونهم وحاصوهم وإذا‬
‫اكترى الرجل مإن الرجل البل ثم هرب مإنه فأتى المتكاري السلطان فأقامأ‬
‫عنده البينة على ذلك فإن كان السلطان مإمن يقضى على الغائب أحلف‬
‫المتكاري أن حقه عليه لثابت في الكراء مإا يبرأ مإنه بوجه مإن الوجوه‬
‫وسمي الكراء والحمولة ثم تكارى له على الرجل كما يبيع له في مإال‬
‫الرجل إذا كانت الحمولة مإضمونة عليه وإن كانت الحمولة إبل بأعيانها لم‬

‫صفحة ‪1069 :‬‬

‫يتكار له عليه وقال القاضي للمكتري أنت بالخيار بين أن تكتري مإن‬
‫غيره وأردك بالكراء عليه لفراره مإنك أو آمإر عدل فيعلف البل أقل مإا‬
‫يكفيها ويخرج ذلك مإتطوعا به غير مإجبور عليه وأردك به على صاحب‬
‫البل دينا عليه ومإا أعلف البل قبل قضاء القاضي فهو مإتطوع به وإن‬
‫كان للجمال فضل مإن إبل باع عليه وأعلف إبله إذا كان مإمن يقضي على‬
‫الغائب ولم يأمإر أحد ينفق عليها ولم يفسخ الكراء إنما يفعل هذا إذا لم‬
‫يكن له فضل إبل قال وإذا باع عليه فضل مإن إبله أو مإال له سوى‬
‫البل ثم جاء الجمال لم يرد بيعه ودفع إليه مإاله وأمإره بالنفقة على إبله‬
‫قال والحتياط لمن تكارى مإن جمال أن يأخذه بأن يوكل رجل ثقة ويجيز‬
‫أمإره في بيع مإا رأى مإن إبله ومإتاعه فيعلف إبله مإن مإاله ويجعله مإصدقا‬
‫فيما أدان على إبله وعلفها به لزمإا له ذلك ويحلفه ل يفسخ وكالته فإن‬
‫غاب قامأ بذلك الوكيل قال وإذا تكارى القومأ مإن الجمال إبل بأعيانها ثم‬
‫أفلس فلكل واحد مإنهم أن يركب إبله بأعيانها ول تباع حتى يستوفوا‬
‫الحمولة وإن كانت بغير أعيانها ودفع إلى كله إنسان بعيرا دخل بعضهم‬
‫على بعض إذا ضاقت الحموله كما يدخل بعضهم على بعض في سائر مإاله‬
‫حتى يتساووا في الحمولة ودخل عليهم غرمإاؤه الذين ل حمولة لهم حتى‬
‫يأخذوا مإن إبله بقدر مإا لهم وأهل الحمولة بقيمة حمولتهم ومإن أصدق‬
‫امإرأة عبدا بعينه فقبضته أو لم تقبضه ثم أفلس فهو لها وكذلك لو باعه‬
‫أو تصدق به صدقة مإحرمإة وكذلك لو أقر أنه غصبه إياه أو أقر أنه له‬
‫فإن وهبه لرجل أو نخله أو تصدق به صدقة غير مإحرمإة فلم يقبضه‬
‫الموهوب له حتى فلس فليس له دفعة إليه ول للموهوب له قبضه فإن‬
‫قبضه بعد وقف القاضي مإاله كان مإردودا لن مإلك هذا ل يتم إل بالقبض‬
‫مإن الهبة والصدقة والنحل وإذا أفلس الغريم بمال لقومأ قد عرفه الغريم كله‬
‫وعرف كل واحد مإن الغرمإاء مإا لكل واحد مإنهم فدفع إلى غرمإائه مإا كان‬
‫له قل أو كثر فإن كانوا ابتاعوا مإا دفع إليهم مإن مإاله بمالهم عليه أو‬
‫أبرءوه مإما لهم عليه حين قبضوه مإنه فهو برئ بلغ ذلك مإن حقوقهم مإا‬
‫بلغ قليل كان أو كثيرا ولكل واحد مإنهم مإن ذلك المال بقدر مإاله على‬
‫الغريم فلصاحب المائتين سهمان ولصاحب المائة سهم وإن كان دفعه إليهم‬
‫ولم يتبايعوه ولم يبرئوه وبقي عليه مإال يبلغه ثمن مإاله فهذا ل بيع لهم‬
‫ول رهن فإن لم يكن بيع فجاء غرمإاء آخرون دخلوا مإعهم فيه وكذلك لو‬
‫كان إنما أفلس بعد دفعه إليهم والمال مإاله بحاله إل أنهم ضامإنون له‬
‫بقبولهم إياه على الستيفاء له فإن لم يفت استؤنف فيه البيع ودخل مإن‬
‫حدث مإن غرمإائه مإعهم فيه وإن كان بيع فالمفلس بالخيار بين أن يكون‬
‫له جميع مإا بيع به يقبضونه‬

‫صفحة ‪1070 :‬‬

‫ومإن حدث مإن غرمإائه داخل عليهم فيه أو يضمنهم قيمة المال إن‬
‫كان فات يقاصهم به مإن دينه ومإا كان قائما بعينه فالبيع مإردود فيه إل‬
‫أن يكون وكلهم ببيعه فيجوز عليه البيع كما يجوز على مإن وكل بيع وكيله‬
‫وإذا بيع مإال المفلس لغرمإاء أقامإوا عليه بينة ثم أفاد بعد مإال واستحدث‬
‫دينا فقامأ عليه أهل الدين الخر واهل الدين الول ببقايا حقوقهم فكلهم‬
‫فيما أفاد مإن مإال سواء قديمهم وحديثهم وكل دين ادانه قبل يحجر عليه‬
‫القاضي لزمإه ويضرب فيه كل واحد مإنهم بقدر مإاله عليه وهكذا لو حجر‬
‫عليه القاضي ثم باع مإاله وقضى غرمإاءه ثم أفاد مإال وادان دينا كان‬
‫الولون والخرون مإن غرمإائه سواء في مإاله وليس بمحجور عليه بعد الحجر‬
‫الول وبيع المال لنه لم يحجر عليه لسفه إنما حجر في وقت لبيع مإاله‬
‫فإذا مإضى فهو على غير الحجر قال ولو كانت المسألة بحالها وحضر له‬
‫غرمإاء كانوا غيبا داينوه قبل تفليسه الول أدخلنا الغرمإاء الذين داينوه قبل‬
‫تفليسه الول في مإاله الول على الغرمإاء الذين اقتسموا مإاله بقدر مإا لكل‬
‫واحد عليه ثم أدخلنا هؤلء الذين كانوا والخرين المدخل هؤلء عليهم‬
‫والغرمإاء الخرين مإعا في المال المستحدث الذي فلسناه فيه الثانية بقدر مإا‬
‫بقي لولئك ومإا لهؤلء عليه سواء وإذا باع الرجل الرجل السلعة وقبضها‬
‫المشتري على أنهما بالخيار ثلثا ففلس البائع أو المشتري أول هما قبل‬
‫الثلث فذلك كله سواء ولهما إجازة البيع ورده ليهما شاء رده وإنما‬
‫زعمت أن لهما إجازة البيع لنه ليس ببيع حادث أل ترى أنهما لو لم‬
‫يتكلما في البيع برد ول إجازة حتى تمضي الثلث جاز ولو لم يختارا ولم‬
‫يردا ول واحد مإنهما حتى تمضي الثلث كان البيع لزمإا كالبيع بل خيار‬
‫قال ومإن وجد عين مإاله عند مإفلس كان أحق به إن شاء وسواء كان‬
‫مإفلسا فتركه أو أراد الغرمإاء أخذه أو غير مإفلس لنه ل يملكه إل أن‬
‫يشاء فل أجبره على مإلك مإال يشاء إل الميراث فإنه لو ورث شيئا فرده‬
‫لم يكن له وكان للغرمإاء أخذه كما يأخذون سائر مإاله ولكل واحد مإنهما‬
‫إجازة البيع ورده في أيامأ الخيار أحب ذلك الغرمإاء أو كرهوا لن البيع‬
‫وقع على عين فيها خيار قال ولو أسلف رجل في طعامأ أو غيره بصفة‬
‫فحلت وفلس فأراد أخذه دون الصفة لم يكن له إذا لم يرض ذلك الغرمإاء‬
‫لنه يأخذ مإا لم يشتر قال ولو أعطى خيرا مإما سلف عليه فإن كان مإن‬
‫غير جنس مإا سلف عليه لم يكن عليه أخذه وإن أراد ذلك الغرمإاء لن‬
‫الفضل هبة وليس عليه أن يتهب ولهم أن يأخذوا مإن الغريم مإا عليه بعينه‬
‫وإن كان مإن جنس مإا سلف عليه لزمإه أخذه إذا رضي ذلك الغرمإاء وإن‬
‫كره لنه ل ضرر عليه في الزيادة وذلك في العبيد وغيرهم‬

‫صفحة ‪1071 :‬‬

‫مإما ل تكون الزيادة مإخالفة غير الزيادة خلفا ل تصلح الزيادة لما‬
‫يصلح له النقص قال الشافعي رحمه ال تعالى ينبغي للحاكم إذا أمإر بالبيع‬
‫على المفلس أن يجعل أمإينا يبيع عليه ويأمإر المفلس بحضور البيع أو‬
‫التوكيل بحضوره إن شاء ويأمإر بذلك مإن حضر مإن الغرمإاء فإن ترك ذلك‬
‫المبيع عليه والمبيع له أو بعضهم باع المإين ومإا يباع مإن مإال ذي الدين‬
‫ضربان أحدهما مإرهون قبل أن يقامأ عليه والخر غير مإرهون فإذا باع‬
‫المرهون مإن مإاله دفع ثمنه إلى المرتهن ساعة يبيعه إذا كان قد أثبت رهنه‬
‫عند الحاكم وحلف على ثبوت حقه فإن فضل عن رهنه شيء وقفه وجميع‬
‫مإا باع مإما ليس برهن حتى يجتمع مإاله وغرمإاؤه فيفرق عليهم قال وإذا باع‬
‫لرجل رهنه فعجز عن مإبلغ حقه دفع إليه مإا نض مإن ثمن رهنه وكان فيما‬
‫بقي مإن حقه أسوة الغرمإاء ولو كان ذو الدين رهن غريمه رهنا فلم يقبضه‬
‫المرتهن حتى قامأ عليه الغرمإاء كان الرهن مإفسوخا وكان الغرمإاء فيه أسوة‬
‫وكذلك لو رهنه رهنا وقبضه ثم فسخه صاحب الحق أو رهنه رهنا فاسدا‬
‫بوجه مإن الوجوه لم يكن رهنا وكان فيه أسوة الغرمإاء ولو رهنه رجلين مإعا‬
‫كانا كالرجل الواحد ولو رهنه رجل فقبضه ثم رهنه آخر بعده فأعطى الول‬
‫جميع حقه وبقيت مإن ثمن الرهن بقية لم يكن للخر فيها إل مإا لسائر‬
‫الغرمإاء لنه ل يجوز له أن يرهن الخر شيئا قد رهنه فصار غير جائز‬
‫لمإر فيه قال ولو رهن رجل رهنا فلم يقبضه المرتهن وأفلس الرجل الراهن‬
‫فالرهن مإفسوخ وكل رهن مإفسوخ بوجه فهو مإال مإن مإال المفلس ليس أحد‬
‫مإن غرمإائه أحق به مإن أحدهم فيه مإعا أسوة قال ول يجوز رهن الثمر في‬
‫رءوس النخل ول الزرع قائما لنه ل يقبض ول يعرف ويجوز بعد مإا يجد‬
‫ويحصد فيقبض‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫فالمعدود في هذه اليات كلها )وكنتم أزواجا ثلثة (‬
‫مإذكر وقد حذف في الية الولى والثانية‬
‫والثالثة والرابعة وأتي به مإوصوفا في الخامإسة وثبتت التاء في جميع ذلك‬
‫‪:‬وكذلك قوله تعالى‬

‫والقول بجواز حذف التاء في )ويحمل عرش ربك فوقهم يومإئذ ثمانية (‬
‫مإثل ذلك يحتاج إلى نقل‬

‫‪.‬ول يكاد يقدر عليه‬

‫وقال النووي في قوله صلى ال عليه وسلم‪) :‬بست مإن شوال(‪ :‬إنما‬
‫حذفت الهاء مإن ستة لن‬

‫العرب إنما تلتزمأ التيان بالهاء في المذكر الذي هو دون أحد عشر إذا‬
‫صرحت بلفظ المذكر‬

‫كقوله ال تعالى‪) :‬وثمانية أيامأ( فأمإا إذا لم يأتوا بلفظ المذكر فيجوز‬
‫‪ .‬إثبات الهاء وحذفها فتقول‪ :‬سومإزوكل ةظوفحم قوقحل عيمج‬

‫صمنا ستا ولبثنا عشرا وتريد اليامأ ونقله الفراء وابن السكيت وغيرهما‬
‫عن العرب ول‬

‫صفحة ‪1072 :‬‬


‫باب مإا جاء فيما يجمع مإما يباع مإن مإال صاحب الدين‬
‫قال الشافعي رحمه ال ول ينبغي للحاكم أن يأمإر مإن يبيع مإال الغريم‬
‫حتى يحضره ويحضر مإن حضر مإن غرمإائه فيسألهم فيقول ارتضوا بمن أضع‬
‫ثمن مإا بعت على غريمكم لكم حتى أفرقه عليكم وعلى غريم إن كان له‬
‫حق مإعكم فإن اجتمعوا على ثقة لم يعده وإن اجتمعوا على غير ثقة لم‬
‫يقبله لن عليه أن ل يولي إل ثقة لن ذلك مإال الغريم حتى يقضي عنه‬
‫ولو فضل مإنه فضل كان له ولو كان فيه نقص كان عليه ولعله يطرأ عليه‬
‫دين لغيرهم كبعض مإن لم يرض بهذا الموضوع على يديه وإن تفرقوا فدعوا‬
‫إلى ثقتين ضمهما قال وكذلك أكثر إذا قبلوا ولم يكن مإنهم أحد خيرهم‬
‫لهم ولغائب إن كان مإعهم ويقول للغرمإاء أحضروه فأحصوا أو وكلوا مإن‬
‫شئتم ويقول ذلك للذي عليه الدين ويطلب أن يكون الموضوع على يديه‬
‫المال ضامإنا بأن يسلفه سلفا حال فإن فعل لم يجعله أمإانة وهو يجد‬
‫السبيل إلى أن يكون مإضمونا وإن وجد ثقة مإليا يضمنه ووجد أوثق مإنه ل‬
‫يضمنه دفعه إلى الذي ضمنه وإن لم يدعوا إلى أحد أو دعوا إلى غير ثقة‬
‫اختار لهم قال وأحب إلي فيمن ولي هذا أن يرزق مإن بيت المال فإن لم‬
‫يكن لم يجعل له شيئا حتى يشارطوه هم فإن لم يتفقوا اجتهد لهم فلم‬
‫يعطه شيئا وهو يجد ثقة يقبل أقل مإنه وهكذا يقول لهم فيمن يصيح على‬
‫مإا يباع عليه بمن يزيد وفي أحد إن كال مإنه طعامإا أو نقله إلى مإوضع‬
‫بسوق وكل مإا فيه صلح المبيع إن جاء رب المال أو هم بمن يكفي‬
‫ذلك لم يدخل عليهم غيرهم وإن لم يأتوا استأجر عليه مإن يكفيه بأقل مإا‬
‫يجد وإذا بيع مإال المفلس لغريم بعينه أو غرمإاء بأعيانهم فسواء هم ومإن‬
‫ثبت مإعهم حقا عليه قبل أن يقسم المال ول ينبغي أن يدفع مإن مإاله‬
‫شيئا إلى مإن اشتراه إل بعد أن يقبض مإنه الثمن وإن وقف على يدي‬
‫عدل أو يدي البائع حتى يأتي المشتري بالثمن فهلك فمن مإال المفلس ل‬
‫يضمنه المشتري حتى يقبضه فإن قبضه المشتري مإكانه ولم يعلم البائع ثم‬
‫هرب أو استهلكه فأفلس فذلك مإن مإال المفلس ل مإن مإال أهل الدين‬
‫وكذلك إن قبض العدل ثمن مإا اشترى أو بعضه فلم يدفعه إلى الغرمإاء‬
‫حتى هلك فمن مإال المفلس ل يكون مإن مإال الغرمإاء حتى يقبضوه والعهدة‬
‫فيما باع على المفلس لنه بيع له مإلكه في حق لزمإه فهو بيع له وعليه‬
‫وأحق الناس بأن تكون العهدة عليه مإالك المال المبيع ول يضمن القاضي‬
‫ول أمإينه شيئا ول عهدة عليهما ول على واحد مإنهما وإن بيع للغريم مإن‬
‫مإال المفلس شيء ثم استحق رجع به في مإال المفلس‬

‫صفحة ‪1073 :‬‬

‫قال الشافعي رحمه ال مإن بيع عليه مإال مإن مإاله في دين بعد مإوته‬
‫أو قبله أو في تفليسه أو باعه هو فكله سواء ل نراه لمن باع للميت إل‬
‫كهى لمن باع لحي والعهدة في مإال الميت كهى في مإال الحي ل‬
‫اختلف في ذلك عندي ولو مإات رجل أو أفلس وعليه ألف درهم وترك‬
‫دارا فبيعت بألف درهم فقبض أمإين القاضي اللف فهلكت مإن يده‬
‫واستحقت الدار فل عهدة على الغريم الذي باعها له والعهدة على الميت‬
‫المبيع عليه أو المفلس فإن وجد للميت أو المفلس مإال بيع ثم رد على‬
‫المشتري المعطي اللف ألفه لنها مإأخوذة مإنه ببيع لم يسلم له وأعطى‬
‫الغرمإاء حقوقهم وإن لم يوجد له شيء فل ضمان على القاضي ول أمإينه‬
‫وترجع الدار إلى الذي استحقها ويقال للمشتري الدار قد هلكت ألفك فأنت‬
‫غريم للميت والمفلس مإتى مإا وجدت له مإال أخذتها ويقال للغريم لم‬
‫تستوف فل عهدة عليك فمتى وجدت للميت مإال أعطيناك مإنه وإذا‬
‫وجدتماه تحاصصتما فيه ل يقدمأ مإنكما واحد على صاحبه‬
‫باب مإا جاء في التأني بمال المفلس‬
‫قال الشافعي رحمه ال الحيوان أولى مإال المفلس والميت عليه الدين أن‬
‫يبدأ به ويعجل ببيعه وإن كان ببلد جامإعة لم يتأن به أكثر مإن ثلث ول‬
‫يبلغ به أناة ثلث إل أن يكون أهل العلم قد يرون أنه إن تؤنى به ثلث‬
‫بلغ أكثر مإما يبلغ في يومأ أو اثنين وإن كان ذلك في بعض الحيوان دون‬
‫بعض تؤنى بما كان ذلك فيه ثلث دون مإا ليس ذلك فيه وينفق عليه مإن‬
‫مإال الميت لنه صلح له كما يعطي في القيامأ عليه مإن مإال الميت قال‬
‫ويتأنى بالمساكن بقدر مإا يرى أهل البصر بها أن قد بلغت أثمانها أو‬
‫قاربتها أو تناهت زيادتها على قدر مإواضع المساكن وارتفاعها ويتأنى بالرضين‬
‫والعيون وغيرها بقدر مإا وصفت مإما يرى أهل الرأي أنه قد استوفى بها أو‬
‫قورب أو تناهت زيادتها ومإا ارتفع مإنها تؤنى به أكثر وإن كان أهل بلد‬
‫غير بلده إذا علموا زادوا فيه تؤنى به إلى علم أهل ذلك البلد وإذا باع‬
‫القاضي على الميت أو المفلس وفارق المشتري البائع مإن مإقامإهما الذي‬
‫تبايعا فيه ثم زيد لم يكن له رد ذلك البيع إل بطيب نفس المشتري‬
‫وأحب للمشتري لو رده أو زاد وليس ذلك بواجب عليه وللقاضي طلب‬
‫ذلك إليه فإن لم يفعل لم يظلمه وأنفذه له والبيع على الميت والمفلس‬
‫في شرط الخيار وغيره وفى العهدة كبيع الرجل مإال نفسه ل يفترق‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫‪.‬يتوقف فيه إل جاهل غبي‬
‫والظاهر أن مإراده بما نقله الفراء وابن السكيت وغيرهما عن العرب ‪-‬‬
‫الحذف كما حكاه‬

‫صفحة ‪1074 :‬‬

‫باب مإا جاء في شراء الرجل وبيعه وعتقه وإقراره‬


‫قال الشافعي رحمه ال شراء الرجل وبيعه وعتقه وإقراره وقضاؤه بعض‬
‫غرمإائه دون بعض جائز كله عليه مإفلسا كان أو غير مإفلس وذا دين كان‬
‫أو غير ذي دين في إجازة عتقه وبيعه ل يرد مإن ذلك شيء ول مإما‬
‫فضل مإنه ول إذا قامأ الغرمإاء عليه حتى يصيروه إلى القاضي وينبغي إذا‬
‫صيروه إلى القاضي أن يشهد على أنه قد أوقف مإاله عنه فإذا فعل لم‬
‫يجز له حينئذ أن يبيع مإن مإاله ول يهب ول يتلف ومإا فعل مإن هذا ففيه‬
‫قولن أحدهما أنه مإوقوف فإن قضى دينه وفضل له فضل أجاز مإا صنع‬
‫مإن ذلك الفضل لن وقفه ليس بوقف حجر إنما هو وقف كوقف مإال‬
‫المريض فإذا صح ذهب الوقف عنه فكذلك هذا إذا قضى دينه ذهب‬
‫الوقف عنه والثاني أن مإا صنع مإن هذا باطل لنه قد مإنع مإاله والحكم‬
‫فيه قال ول يمنعه حتى يقسم مإاله نفقته ونفقة أهله وإذا باع ترك له‬
‫ولهله قوت يومإهم ويكفن هو ومإن يلزمإه أن يكفنه إن مإات أو مإاتوا مإن‬
‫رأس مإاله بما يكفن به مإثله قال ويجوز له مإا صنع في مإاله بعد رفعه إلى‬
‫القاضي حتى يقف القاضي مإاله وإذا أقر الرجل بعد وقف القاضي مإاله بدين‬
‫لرجل أو حق مإن وجه مإن الوجوه وزعم أنه لزمإه في مإرضه فيدخل المقر‬
‫له مإع أهل الدين الذين أقر لهم في الصحة وكانت لهم بينة فهذا يحتمل‬
‫القياس ويدخله أنه لو قبل وقف مإاله ففي ذلك قولن أحدهما أن إقراره‬
‫لزمأ له ويدخل مإن أقر له في هذه الحال مإع غرمإائه الذين أقر لهم قبل‬
‫وقف مإاله وقامإت لهم البينة ومإن قال هذا القول قال أجعله قياسا على‬
‫المريض يقر بحق لزمإه أقر بشيء مإما عرف له أنه لجنبي غصبه إياه أو‬
‫أودعه أو كان له بوجه لزمإه القرار ومإن قال هذا قاله في كل مإن وقف‬
‫مإاله وأجاز عليه مإا أقر به مإما في يديه وغير ذلك في حاله تلك كما‬
‫يجيزه في الحال قبلها وبه أقول والقول الثاني أنه إن أقر بحق لزمإه بوجه‬
‫مإن الوجوه في شيء في ذمإته أو في شيء مإما في يديه جعل إقراره لزمإا‬
‫له في مإال إن حدث له بعد هذا وأحسن مإا يحتج به مإن قال هذا أن‬
‫يقول وقفي مإا له هذا في حاله هذه لغرمإائه كرهنه مإاله لهم فيبدءون‬
‫فيعطون حقوقهم فإن فضل فضل كان لمن أقر له وإن لم يفضل فضل‬
‫كان مإالهم في ذمإته ويدخل هذا القول أمإر يتفاحش مإن أنه ليس بقياس‬
‫على المريض بوقف مإاله ول على المحجور فيبطل إقراره بكل حال ويدخله‬
‫أن الرهن ل يكون إل مإعروفا بمعروف ويدخل هذا أنه مإجهول لن مإن‬
‫جاءه مإن غرمإائه أدخله في مإاله ومإا وجد له مإن مإال ل يعرفه وغرمإاؤه‬
‫أعطاه غرمإاءه ويدخله أن رجل لو كان مإشهودا عليه‬

‫صفحة ‪1075 :‬‬


‫بالفقر وكان صائغا أو غسال مإفلسا وفي يده حلي ثمن مإال وثياب ثمن‬
‫مإال جعلت الثياب والحلي له حتى يوفى غرمإاءه حقوقهم ويدخل على مإن‬
‫قال هذا أن يزعم هذا في دللة يوضع على يديها الجواري ثمن ألوف‬
‫دنانير وهي مإعروفة أنها ل تملك كبير شيء فتفلس يجعل لها الجواري‬
‫ويبيعهن عليها ويدخل عليها أن يزعم أن الرجل يملك مإا في يديه وإن لم‬
‫يدعه وليس ينبغي أن يقول هذا أحد فإن ذهب رجل إلى أن يترك بعض‬
‫هذا ترك القياس واختلف قوله ثم لعله يلزمإه لو بيع عليه عبد فذكر أنه‬
‫أبق فقال الغرمإاء أراد كسره لم يقبل قوله فيباع مإاله وعليه عهدته ول‬
‫يصدق في قوله وهذا القول مإدخول كثير الدخل والقول الول قولي وأسأل‬
‫ال عز وجل التوفيق والخيرة برحمته‬
‫باب مإا جاء في هبة المفلس‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا وهب الرجل هبة لرجل على أن يثيبه‬
‫فقبل الموهوب له وقبض ثم أفلس بعد الهبة قبل أن يثيبه فمن أجاز الهبة‬
‫على الثواب خير الموهوب له بين أن يثيبه أو يرد عليه هبته إن كانت‬
‫قائمة بعينها لم تنتقص ثم جعل للواهب الخيار في الثواب فإن أثابه قيمتها‬
‫أو أضعاف قيمتها فلم يرض جعل له أن يرجع في هبته وتكون للغرمإاء وإن‬
‫أثابه أقل مإن قيمتها فرضي أجاز رضاه وإن كره ذلك الغرمإاء قال الربيع‬
‫وفيه قول آخر أنه إذا وهب فالهبة باطلة مإن قبل أنه لم يرض أن يعطيه‬
‫إل بالعوض فلما كان العوض مإجهول كانت الهبة باطلة كما لو باعه بثمن‬
‫غير مإعلومأ كان البيع باطل فهذا مإلكه بعوض والعوض مإجهول فكان بالبيع‬
‫أشبه مإن قبل أن البيع بعوض وهذا بعوض فلما كان مإجهول بطل قال‬
‫الشافعي ولو فاتت الهبة في يدي الموهوبة له فما أثابه فرضي به فجائز‬
‫وإن لم يرض فله قيمة هبته ولو وهب رجل لرجل هبة ليثيبه الموهوبة له‬
‫ثم أفلس الواهب والهبة قائمة بعينها فمن جعله على هبته أو يثاب مإنها‬
‫كان الثواب إلى الواهب فإن رضي بقليل وكره ذلك غرمإاؤه جاز عليهم‬
‫وكذلك لو رضي ترك الثواب وقال لم أهبها للثواب وإن لم يرض بقيمتها‬
‫كان على هبته سواء نقصت الهبة أو زادت وفيها قول آخر ليس له أن‬
‫يرجع فيها وإن فاتت بموت أو بيع أو عتق فل شيء للواهب لنه مإلكه‬
‫إياها ولم يشترط عليه شيئا وإذا كان على هبته ففاتت فل شيء له لن‬
‫الذي قد كان له قد فات ول يضمن له شيء بعينه كما يكون على‬
‫شفعته فتتلف الشفعة فل يكون له شيء‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫الكسائي وأمإا التصريح بالوجهين عن العرب فمخالف‬
‫لكلمأ سيبويه والزمإخشري فينبغي أن‬

‫صفحة ‪1076 :‬‬

‫باب حلول دين الميت والدين عليه‬


‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا مإات الرجل وله على الناس ديون إلى‬
‫أجل فهي الى أجلها ل تحل بموته ولو كانت الديون على الميت إلى أجل‬
‫فلم أعلم مإخالفا حفظت عنه مإمن لقيت بأنها حالة يتحاص فيها الغرمإاء‬
‫فإن فضل فضل كان لهل الميراث ووصايا إن كانت له قال ويشبه وال‬
‫أعلم أن يكون مإن حجة مإن قال هذا القول مإع تتابعهم عليه أن يقولوا‬
‫لما كان غرمإاء الميت أحق بماله في حياته مإنه كانوا أحق بماله بعد وفاته‬
‫مإن ورثته فلو تركنا ديونهم إلى حلولها كما يدعها في الحياة كنا مإنعنا‬
‫الميت أن تبرأ ذمإته ومإنعنا الوارث أن يأخذ الفضل عن دين غريم أبيه ولعل‬
‫مإن حجتهم أن يقولوا إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال نفس المؤمإن‬
‫مإعلقة بدينه حتى يقضى عنه دينه أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عمر‬
‫بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم نفس المؤمإن مإعلقة بدينه حتى يقضى عنه دينه قال الشافعي فلما‬
‫كان كفنه مإن رأس مإاله دون غرمإائه ونفسه مإعلقة بدينه وكان المال مإلكا‬
‫له أشبه أن يجعل قضاء دينه لن نفسه مإعلقة بدينه ولم يجز أن يكون‬
‫مإال الميت زائل عنه فل يصير إلى غرمإائه ول إلى ورثته وذلك أنه ل‬
‫يجوز أن يأخذه ورثته دون غرمإائه ولو وقف إلى قضاء دينه علق روحه‬
‫بدينه وكان مإاله مإعرضا أن يهلك فل يؤدي عن ذمإته ول يكون لورثته فلم‬
‫يكن فيه مإنزلة أولى مإن أن يحل دينه ثم يعطي مإا بقي ورثته‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫يتوقف فيه إذ ليس في كلمإه تصريح بنقله نعم‪ :‬جواز‬
‫الوجهين قد ثبت مإن كلمأ سيبويه كما‬

‫‪.‬سبق وإن كان أحدهما لي سيحد كلمأ العرب‬

‫وطعن بعضهم في حكاية الكسائي ول يلتفت إلى هذا الطعن مإع صحة‬
‫الحديث بمثله‬

‫ومإعاضدة الفراء وابن السكيت وغيرهما للكسائي وكل مإنهم إمإامأ وتوجيهها‪:‬‬
‫أنه لما ثبت‬
‫جواز‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد اليامأ والليالي جميعا كما سبق مإن كلمأ‬
‫سيبويه وكما دلت‬

‫عليه الية الكريمة ومإا ذاك إل لتغليب الليالي على اليامأ وجعل اليامأ‬
‫تابعة لليالي أجري عليها‬

‫هذا الحكم عند إرادة اليامأ وحدها كقولك‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد‬
‫اليامأ‪ .‬أو‪ :‬صمت‬

‫خمسا إذ ل يمكن إرادة الليالي في الصومأ وصار اليومأ كأنه مإندرج‬


‫تحت اسم الليلة وجزء مإنها‬

‫فيدل عليه باسمها سواء أريدت حقيقة ذلك السم مإن الليلة واليومأ تابع‬
‫لها أمأ لم ترد واقتصر‬

‫‪.‬على إرادة مإا يتبعها وهو اليومأ‬

‫صفحة ‪1077 :‬‬

‫باب مإا حل مإن دين المفلس ومإا لم يحل‬


‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا أفلس الرجل وعليه ديون إلى أجل فقد‬
‫ذهب غير واحد مإن المفتين مإمن حفظت عنه إلى أن ديونه التي إلى أجل‬
‫حالة حلول دين الميت وهذا قول يتوجه مإن أن مإاله وقف وقف مإال‬
‫الميت وحيل بينه وبين أن يقضي مإن شاء ويدخل في هذا أنهم إذا حكموا‬
‫له حكم الميت انبغى أن يدخلوا مإن أقر له بشيء مإع غرمإائه وكذلك‬
‫يخرجون مإن يديه مإا أقر به لرجل كما يصنعون ذلك بالمريض يقر ثم‬
‫يموت وقد يحتمل أن يباع لمن حل دينه ويؤخر الذين ديونهم مإتأخرة لنه‬
‫غير مإيت فإنه قد يملك والميت ل يملك وال تعالى أعلم قال ومإا كان‬
‫للميت مإن دين على الناس فهو إلى أجله ل يحل مإاله بموته ول بتفليسه‬
‫باب مإا جاء في حبس المفلس‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا كان للرجل مإال يرى في يديه ويظهر‬
‫مإنه شيء ثم قامأ أهل الدين عيه فأثبتوا حقوقهم فإن أخرج مإال أو وجد‬
‫له ظاهر يبلغ حقوقهم أعطوا حقوقهم ولم يحبس وإن لم يظهر له مإال ولم‬
‫يوجد له مإا يبلغ حقوقهم حبس وبيع في مإاله مإا قدر عليه مإن شيء فإن‬
‫ذكر حاجة دعى بالبينة عليها واقبل مإنه البينة على الحاجة وأن ل شيء له‬
‫إذا كانوا عدول خابرين به قبل الحبس ول أحبسه ويومأ أحبسه وبعد مإدة‬
‫اقامإها في الحبس وأحلفه مإع ذلك كله بال مإا يملك ول يجد لغرمإائه‬
‫قضاء في نقد ول عرض ول بوجه مإن الوجوه ثم أخليه وأمإنع غرمإاءه مإن‬
‫لزومإه إذا خليته ثم ل أعيده لهم إلى حبس حتى يأتوا ببينة أن قد أفاد‬
‫مإال فإن جاءوا ببينة أن قد ريء في يديه مإال سألته فإن قال مإال مإضاربة‬
‫لم أعمل فيه أو عملت فيه فلم ينض أو لم يكن لي فيه فضل قبلت‬
‫ذلك مإنه وأحلفته إن شاءوا وإن جحد حبسته أيضا حتى يأتي ببينة كما‬
‫جاء بها أول مإرة وأحلفته كما أحلفته فيها ول أحلفه في واحدة مإن‬
‫الحبستين حتى يأتي ببينة وأسأل عنه أهل الخبرة به فيخبروني بحاجته ول‬
‫غاية لحبسه أكثر مإن الكشف عنه فمتى استقر عند الحاكم مإا وصفت لم‬
‫يكن له حبسه ول ينبغي أن يغفل المسالة عنه قال وجميع مإا لزمإه مإن‬
‫وجه مإن الوجوه سواء مإن جناية أو وديعة أو تعد أو مإضاربة أو غير ذلك‬
‫يحاصون في مإاله مإا لم يكن لرجل مإنهم مإال بعينه فيأخذه مإنه ول يشركه‬
‫فيه غيره ول يؤخذ الحر في دين عليه إذا لم يوجد له شيء ول يحبس‬
‫إذا عرف أن ل شيء له لن ال عز وجل يقول وإن كان ذو عسرة‬
‫فنظرة إلى مإيسرة وإذا حبس الغريم وفلس وأحلف ثم حضر آخر لم يحدث‬
‫له حبس ول‬

‫صفحة ‪1078 :‬‬

‫يمين إل أن يحدث له يسر بعد الحبس فيحبس للثاني والول وإذا‬


‫حبس وأحلف وفلس وخلى ثم أفاد مإال جاز له فيما أفاد مإا صنع مإن‬
‫عتق وبيع وهبة وغيره حتى يحدث له السلطان وقفا آخر لن الوقف الول‬
‫لم يكن وقفا لنه غير رشيد وإنما وقف يمنعه مإاله ويقسمه بين غرمإاءه فما‬
‫أفاء آخر فل وقف عليه وإذا فلس الرجل وعليه عروض مإوصوفة وعين مإن‬
‫بيع وسلف وجناية ومإهر امإرأة وغير ذلك مإما لزمإه بوجه فكله سواء يحاص‬
‫أهل العروض بقيمتها يومأ يفلس فما أصابهم اشترى لهم به عرض مإن‬
‫شرطهم فإن استوفوا حقوقهم فذاك وإن لم يستوفوا أو استوفوا أنصافها أو‬
‫أقل أو أكثر ثم حدث له مإال آخر فلهل العروض أن يقومأ لهم مإا بقي‬
‫مإن عروضهم عند التفليسة الثانية فيشتري لهم لن لهم أن ياخذوا عروضهم‬
‫إذا وجدوا له مإال وبعضها إذا لم‬
‫باب مإا جاء في الخلف في التفليس‬
‫قلت لبي عبد ال هل خالفك أحد في التفليس فقال نعم خالفنا بعض‬
‫الناس في التفليس فزعم أن الرجل إذا باع السلعة مإن الرجل بنقد أو إلى‬
‫أجل وقبضها المشتري ثم أفلس والسلعة قائمة بعينها فهي مإال مإن مإال‬
‫المشتري يكون البائع فيها وغيره مإن غرمإائه سواء فقلت لبي عبد ال ومإا‬
‫احتج به فقال قال لي قائل مإنهم أرايت إذا باع الرجل أمإة ودفعها إلى‬
‫المشتري أمإا مإلكها المشتري مإلكا صحيحا يحل له وطؤها قلت بلى قال‬
‫أفرأيت لو وطئها فولدت له أو باعها أو أعتقها أو تصدق بها ثم أفلس‬
‫أترد مإن هذا شيئا وتجعلها رقيقا قلت ل فقال لنه مإلكها مإلكا صحيحا‬
‫قلت نعم قال فكيف تنقض الملك الصحيح فقلت نقضته بما ل ينبغي لي‬
‫ول لك ول لمسلم علمه إل أن ينقضه به قال ومإا هو قلت سنة رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال أفرأيت إن لم أثبت لك الخبر قلت إذا‬
‫تصير إلى مإوضع الجهل أو المعاندة قال إنما رواه أبو هريرة وحده فقلت‬
‫مإا نعرف فيه عن النبي صلى ال عليه وسلم رواية إل عن أبي هريرة وحده‬
‫وإن في ذلك لكفاية تثبت بمثلها السنة قال أفتوجدنا أن الناس يثبتون لبي‬
‫هريرة رواية لم يروها غيره أو لغيره قلت نعم قال واين هي قلت قال أبو‬
‫هريرة قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تنكح المرأة على عمتها ول‬
‫على خالتها فأخذنا نحن وأنت به ولم يروه أحد عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم تثبت روايته غيره قال أجل ولكن الناس أجمعوا عليها فقلت فذلك‬
‫أوجب للحجة عليك أن يجتمع الناس على حديث أبي هريرة وحده ول‬
‫حرمإت عليكم أمإهاتكم‬ ‫يذهبون فيه إلى توهينه بأن ال عز وجل يقول‬
‫الية وقال وأحل لكم مإا وراء ذلكم وقلت له وروى أبو هريرة أن النبي‬

‫صفحة ‪1079 :‬‬

‫صلى ال عليه وسلم قال إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا‬
‫فأخذنا بحديثه كله وأخذت بجملته فقلت الكلب ينجس الماء القل إذا ولغ‬
‫فيه ولم توهنه بأن أبا قتادة روى عن النبي صلى ال عليه وسلم في الهرة‬
‫أنها ل تنجس الماء ونحن وأنت نقول ل تؤكل الهرة فتجعل الكلب قياسا‬
‫عليها فل تنجس الماء بولوغ الكلب ولم يروه إل أبو هريرة فقال قبلنا هذا‬
‫لن الناس قبلوه قلت فإذا قبلوه في مإوضع ومإواضع وجب عليك وعليهم‬
‫قبول خبره في مإوضع غيره وإل فأنت تحكم فتقبل مإا شئت وترد مإا شئت‬
‫قال فقال قد عرفنا أن أبا هريرة روى اشياء لم يروها غيره مإما ذكرت‬
‫وحديث المصراة وحديث الجير وغيره أفتعلم غيره انفرد برواية قلت نعم أبو‬
‫سعيد الخدري روى أن النبي صلى ال عليه وسلم قال ليس فيما دون‬
‫خمسة أوسقلي صدقة فصرنا نحن وأنت وأكثر المفتين إليه وتركت قول‬
‫صاحبك وإبراهيم النخعي الصدقة في كل قليل وكثير أنبتته الرض وقد‬
‫يجدان تأويل مإن قول ال عز وجل وآتوا حقه يومأ حصاده ولم يذكر قليل‬
‫ول كثيرا ومإن قول النبي صلى ال عليه وسلم فيما سقي بالسماء العشر‬
‫وفيما سقي بالدالية نصف العشر قال أجل قلنا وحديث أبي ثعلبة الخشني‬
‫أن النبي صلى ال عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب مإن السباع ل‬
‫يروى عن غيره علمته إل مإن وجه عن أبي هريرة وليس بالمشهور المعروف‬
‫قل‬ ‫الرجال فقبلناه نحن وأنت وخالفنا المكيون واحتجوا بقول ال عز وجل‬
‫وقد فصل‬ ‫الية وقوله‬ ‫ل أجد فيما أوحي إلي مإحرمإا على طاعم يطعمه‬
‫وبقول عائشة وابن عباس وعبيد‬ ‫لكم مإا حرمأ عليكم إل مإا اضطررتم إليه‬
‫بن عمير فزعمنا أن الرواية الواحدة تثبت بها الحجة ول حجة في تأويل‬
‫ول حديث عن غير النبي صلى ال عليه وسلم مإع حدث النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم قال أمإا مإا وصفت فكما وصفت قلت فإذا جاء مإثل هذا فلم‬
‫لم تجعله حجة قال مإا كانت حجتنا في أن ل نقول قولكم في التفليس‬
‫إل هذا قلنا ول حجة لك فيه لني قد وجدتك تقول وغيرك وتأخذ بمثله‬
‫فيه قال آخر إنا قد روينا عن علي بن أبي طالب رضي ال عنه شبيها‬
‫بقولنا قلنا وهذا مإما لحجة فيه عندنا وعندك لن مإذهبنا مإعا إذا ثبت عن‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم شيء أن ل حجة في أحد مإعه قال فإنا قلنا‬
‫لم نعلم أبا بكر ول عمر ول عثمان رضي ال عنهم قضوا بما رويتم في‬
‫التفليس قلنا ول رويتم أنهم ول واحد مإنهم قال ليس فيما دون خمسة‬
‫أوسق صدقة ول تنكح المرأة على عمتها ول خالتها ول تحريم كل ذي‬
‫ناب مإن السباع قال فاكتفينا بالخبر عن النبي صلى ال عليه وسلم في‬
‫هذا قلنا ففيه الكفاية المغنية عما سواها ومإا سواها‬

‫صفحة ‪1080 :‬‬

‫تبع لها ل يصنع مإعها شيئا إن وفقها تبعها وكانت به الحاجة إليها وإن‬
‫خالفها ترك وأخذت السنة قال وهكذا نقول قلنا نعم في الجملة ول تفي‬
‫بذلك في التفريع قال فإني لم أنفرد بما عبت على قد شركني فيه غير‬
‫واحد مإن أهل ناحيتك وغيرهم فأخذوا بأحاديث وردوا أخرى قلت فإن كنت‬
‫حمدتهم على هذا فاشركهم فيه قال إذا يلزمإني أن أكون بالخيار في العلم‬
‫قلت فقل مإا شئت فإنك ذمإمت ذلك مإمن فعله فانتقل عن مإثل مإا ذمإمت‬
‫ول تجعل المذمإومأ حجة قال فإني أسألك عن شيء قلت فسل قال كيف‬
‫نقضت الملك الصحيح قلت أو ترى للمسألة مإوضعا فيما روي عن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ل ولكني أحب أن تعلمني هل تجد مإثل هذا‬
‫غير هذا قلت نعم أرأيت دارا بعتها لك فيها شفعة أليس المشتري مإالكا‬
‫يجوز بيعه وهبته وصداقه وصدقته فيما ابتاع ويجوز له هدمإه وبناؤه قال نعم‬
‫قلت فإذا جاء الذي له الشفعة أخذ ذلك مإمن هو في يديه قال نعم‬
‫قلت أفتراك نقضت الملك الصحيح قال نعم ولكني نقضته بالسنة وقلت‬
‫أرأيت الرجل يصدق المرأة المإة فيدفعها إليها والغنم فتلد المإة والغنم أليس‬
‫إن مإات الرجل أو المرأة قبل أن يدخل عليها كان مإا أصدقها لها قبل‬
‫مإوت واحد مإنهما يكون لها عتق المإة وبيعها وبيع الماشية وهي صحيحة‬
‫الملك في ذلك كله قال بلى قلت أفرأيت إن طلقها قبل تفوت في‬
‫الجارية ول الغنم شيئا وهو في يديها بحاله قال ينتقض الملك ويصير له‬
‫نصف الجارية والغنم إن لم يكن أولد أو نصف قيمتها إن كان لها أولد‬
‫لنهم حدثوا في مإلكها قلنا فكيف نقضت الملك الصحيح قال بالكتاب قلنا‬
‫فما نراك عبت في مإال المفلس شيئا إل دخل عليك في الشفعة والصداق‬
‫مإثله أو أكثر قال حجتي فيه كتاب أو سنة قلنا وكذلك حجتنا في مإال‬
‫المفلس سنة فكيف خالفتها قلت للشافعي فإنا نوافقك في مإال المفلس إذا‬
‫كان حيا ونخالفك فيه إذا مإات وحجتا فيه حديث ابن شهاب الذي قد‬
‫سمعت قال الشافعي قد كان فيما قرأنا على مإالك أن ابن شهاب أخبره‬
‫عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحرث أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال أيما رجل باع مإتاعا فأفلس الذي ابتاعه ولم يقبض البائع مإن‬
‫ثمنه شيئا فوجده بعينه فهو أحق به فإن مإات المشتري فصاحب السلعة‬
‫أسوة الغرمإاء فقال لي فلم لمي تأخذ بهذا قلت لنه مإرسل ومإن خالفنا‬
‫مإمن حكيت قوله وإن كان ذلك ليس عندي له به عذر يخالفه لنه رد‬
‫الحديث وقال فيه قول واحدا وأنتم أثبتم الحديث فلما صرتم إلى تفريعه‬
‫فارقتموه في بعض ووافقتموه في يعض فقال فلم لم تأخذ بحديث ابن‬
‫شهاب فقلت الذي أخذت به أولى بي مإن قبل أن مإا أخذت به‬

‫صفحة ‪1081 :‬‬

‫مإوصول يجمع فيه النبي صلى ال عليه وسلم بين الموت والفلس‬
‫وحديث ابن شهاب مإنقطع لو لم يخالفه غيره لم يكن مإما يثبته أهل‬
‫الحديث فلو لم يكن في تركه حجة إل هذا انبغى لمن عرف الحديث تركه‬
‫مإن الوجهين مإع أن أبا بكر بن عبدالرحمن يروي عن أبي هريرة حديثا ليس‬
‫فيه مإا روى ابن شهاب عنه مإرسل إن كان روي كله فل أدري عمن رواه‬
‫ولعله روى أول الحديث وقال برأيه آخره قال الشافعي ومإوجود في حديث‬
‫أبي بكر عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه انتهى بالقول‬
‫فهو أحق به أشبه أن يكون مإا زاد على هذا قول مإن أبي بكر ل رواية‬
‫وإن كان مإوجودا في سنة النبي صلى ال عليه وسلم أن الرجل يبيع‬
‫السلعة مإن الرجل فيكون مإالكا للمبيع يجوز له فيها مإا يجوز لذي المال‬
‫في المال مإن وطء أمإة وبيعها وعتقها وإن لم يدفع ثمنها فإذا أفلس‬
‫والسلعة بعينها في يدي المشتري كان للبائع التسليط على نقض عقدة البيع‬
‫كما يكون للمستشفع أخذ الشفعة وقد كان الشراء صحيحا فكان المشتري‬
‫لما فيه الشفعة لو مإات كان للمستشفع أخذ الشفعة مإن ورثته كما له‬
‫أخذها مإن يديه فكيف لم يكن هذا في الذي يجد عين مإاله عند مإعدمأ‬
‫وإن مإات كما كان لبائعه ذلك في حياة مإالكه وكما قلنا في الشفعة وكيف‬
‫يكون الورثة يملكون عن الميت مإنع السلعة وإنما عنه ورثوها ولم يكن‬
‫للميت مإنعها مإن أن ينقض بائعها البيع إذا لم يعط ثمنها كامإل فل يكون‬
‫للورثة في حال مإا ورثوا عن الميت إل مإا كان للميت أو أقل مإنه وقد‬
‫جعلتم للورثة أكثر مإما للمورث الذي عنه مإلكوها ولو جاز أن يفرق بين‬
‫الموت والحياة كان الميت أولى أن يأخذ الرجل عين مإاله مإنه لنه مإيت ل‬
‫يفيد شيئا أبدا والحي يفلس فترجى إفادته وأن يقضي دينه فضعفتم القوى‬
‫وقويتم الضعف وتركتم بعض حديث أبي هريرة وأخذتم ببعضه قال فليس‬
‫هذا مإما روينا قلنا وإن لم ترووه فقد رواه ثقة عن ثقة فل يوهنه أن ل‬
‫ترووه وكثير مإن الحاديث لم ترووه فلم يوهنه ذلك‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫ونقل أبو حيان أنه يقال‪ :‬صمت خمسة وأنه فصيح‪ .‬وهذا‬
‫إن صح ل يعارض قول سيبويه‬

‫والزمإخشري لنهما إنما قال فيما يمكن إرادة الليالي واليامأ جميعا ول‬
‫شك أنه عند إراتهما تغلب‬

‫الليالي فيضعف التذكير وأمإا عند إرادة المذكر فقط فالتذكير وإثبات الهاء‬
‫هو الصل والحذف‬
‫ورد في الحديث وحكاه الكسائي فالوجهان فيه فصيحان بخلف القسم‬
‫الول فإن الحذف فيه‬

‫أفصح هذا إن ثبت‪ :‬صمنا خمسة كما ادعاه أبو حيان ولعله أخذه مإن‬
‫ابن عصفور فإن‬

‫‪.‬ثبت ذلك صريحا مإن كلمأ غيره وإل فليتوقف فيه‬

‫صفحة ‪1082 :‬‬

‫بلوغ الرشد وهو الحجر‬


‫قال الشافعي رحمه ال الحال التي يبلغ فيها الرجل والمرأة رشدهما حتى‬
‫وابتلوا اليتامإى حتى إذا بلغوا‬ ‫يكونا يليان أمإوالهما قال ال عز وجل‬
‫النكاح فإن آنستم مإنهم رشدا فادفعوا إليهم أمإوالهم ول تأكلوها إسرافا‬
‫قال الشافعي فدلت هذه الية على أن الحجر ثابت‬ ‫وبدارا أن يكبروا‬
‫على اليتامإى حتى يجمعوا خصلتين البلوغ والرشد فالبلوغ استكمال خمس‬
‫عشرة سنة الذكر والنثى في ذلك سواء إل أن يحتلم الرجل أو تحيض‬
‫المرأة قبل خمس عشرة سنة فيكون ذلك البلوغ ودل قول ال عز وجل‬
‫فادفعوا إليهم أمإوالم على أنهم إذا جمعوا البلوغ والرشد لم يكن لحد أن‬
‫يلي عليهم أمإوالهم وكانوا أولى بولية أمإوالهم مإن غيرهم وجاز لهم في‬
‫أمإوالهم مإا يجوز لمن خرج مإن الولية مإمن ولي فخرج مإنها أو لم يول‬
‫وأن الذكر والنثى فيهما سواء والرشد وال أعلم الصلح في الدين حتى‬
‫تكون الشهادة جائزة وإصلح المال وإنما يعرف إصلح المال بأن يختبر‬
‫اليتيم والختبار يختلف بقدر حال المختبر فإن كان مإن الرجال مإمن يتبذل‬
‫فيخالط الناس استدل بمخالطته الناس في الشراء والبيع قبل البلوغ وبعده‬
‫حتى يعرف أنه يحب توفير مإاله والزيادة فيه وأن ل يتلفه فيما ل يعود‬
‫عليه نفعه كان اختبار هذا قريبا وإن كان مإمن يصانه عن السواق كان‬
‫اختباره أبعد قليل مإن اختبار الذي قبله قال الشافعي ويدفع إلى المولى‬
‫عليه نفقة شهر فإن أحسن إنفاقها على نفسه وأحسن شراء مإا يحتاج إليه‬
‫مإنها مإع النفقة اختبر بشيء يسير يدفع إليه فإذا أونس مإنه توفير له وعقل‬
‫يعرف به حسن النظر لنفسه في إبقاء مإاله دفع إليه مإاله واختبار المرأة مإع‬
‫علم صلحها بقلة مإخالطتها في البيع والشراء ابعد مإن هذا قليل فيختبرها‬
‫النساء وذو المحارمأ بها بمثل مإا وصفنا مإن دفع النفقة ومإا يشترى لها مإن‬
‫الدمأ وغيره فإذا آنسوا مإنها صلحا لما تعطى مإن نفقتها كما وصفت في‬
‫الغلمأ البالغ فإذا عرف مإنها صلح دفع إليها اليسير مإنه فإن هي أصلحته‬
‫دفع إليها مإالها نكحت أو لم تنكح ل يزيد في رشدها ول ينقص مإنه‬
‫النكاح ول تركه كما ل يزيد في رشد الغلمأ ول ينقص مإنه وأيهما نكح‬
‫وهو غير رشيد وولد له ولي عليه مإاله لن شرط ال عز وجل أن يدفع‬
‫إليه إذا جمع الرشد مإع البلوغ وليس النكاح بواحد مإنهما وأيهما صار إلى‬
‫ولية مإاله فله أن يفعل في مإاله مإا يفعل غيره مإن أهل المإوال وسواء في‬
‫ذلك المرأة والرجل وذات زوج كانت أو غير ذات زوج وليس الزوج مإن‬
‫ولية مإال المرأة بسبيل ول يختلف أحد مإن أهل العلم علمته أن الرجل‬
‫والمرأة إذا صار كل واحد مإنهما إلى أن يجمع البلوغ‬
‫صفحة ‪1083 :‬‬

‫والرشد سواء في دفع أمإوالهما إليهما لنهما مإن اليتامإى فإذا صارا إلى‬
‫أن يخرجا مإن الولية فهما كغيرهما يجوز لكل واحد مإنهما في مإاله مإا‬
‫يجوز لكل مإن ل يولى عليه غيره فإن قال قائل المرأة ذات الزوج مإفارقة‬
‫للرجل ل تعطى المرأة مإن مإالها بغير إذن زوجها قيل له كتاب ال عز‬
‫وجل في أمإره بالدفع إلى التيامإى إذا بلغوا الرشد يدل على خلف مإا قلت‬
‫لن مإن أخرج ال عز وجل مإن الولية لم يكن لحد أن يلي عليه إل‬
‫بحال يحدث له مإن سفه وفساد وكذلك الرجل والمرأة أو حق يلزمإه لمسلم‬
‫في مإاله فأمإا مإا لم يكن هكذا فالرجل والمرأة سواء فإن فرقت بينهما‬
‫فعليك أن تأتي ببرهان على فرقك بين المجتمع فإن قال قائل فقد روى‬
‫أن ليس للمرأة أن تعطى مإن مإالها شيئا بغير إذن زوجها قيل قد سمعناه‬
‫وليس بثابت فيلزمإنا أن نقول به والقرآن يدل على خلفه ثم السنة ثم‬
‫الثر ثم المعقول فإن قال فاذكر القرآن قلنا الية التي أمإر ال عز وجل‬
‫بدفع أمإوالهم إليهم وسوى فيها بين الرجل والمرأة ول يجوز أن يفرق بينهما‬
‫بغير خبر لزمأ فإن قال أفتجد في القرآن دللة على مإا وصفت سوى هذا‬
‫قيل نعم قال ال عز وجل وإن طلقتموهن مإن قبل أن تمسوهن وقد‬
‫فرضتم لهن فريضة فنصف مإا فرضتم إل أن يعفون أو يعفو الذي بيده‬
‫عقدة النكاح وأن تعفوا أقرب للتقوى ول تنسوا الفضل بينكم إن ال بما‬
‫تعملون بصير فدلت هذه الية على أن على الرجل أن يسلم إلى المرأة‬
‫نصف مإهرها كما كان عليه أن يسلم إلى الجنبيين مإن الرجال مإا وجب‬
‫لهم ودلت السنة على أن المرأة مإسلطة على أن تعفو مإن مإالها وندب ال‬
‫عز وجل إلى العفو وذكر أنه أقرب للتقوى وسوى بين المرأة والرجل فيما‬
‫يجوز مإن عفو كل واحد مإنهما مإا وجب له يجوز عفوه إذا دفع المهر‬
‫كله وكان له أن يرجع بنصفه فعفاه جاز وإذا لم يدفعه فكان لها أن تأخذ‬
‫نصفه فعفته جاز لم يفرق بينهما في ذلك وقال عز وجل وآتوا النساء‬
‫صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء مإنه نفسا فكلوه هنيئا مإريئا فجعل‬
‫في إيتائهن مإا فرض لهن مإن فريضة على أزواجهن يدفعونه إليهن دفعهم إلى‬
‫غيرهم مإن الرجال مإمن وجب له عليهم حق بوجه وحل للرجال أكل مإا‬
‫طاب نساؤهم عنه نفسا كما حل لهم مإا طاب الجنبيون مإن أمإوالهم عنه‬
‫نفسا ومإا طابوا هم لزواجهم عنه نفسا لم يفرق بين حكمهم وحكم‬
‫أزواجهم والجنبيين غيرهم وغير أزواجهم فيما أوجبه مإن دفع حقوقهن وأحل‬
‫مإا طبن عنه نفسا مإن أمإوالهن وحرمأ مإن أمإوالهن مإا حرمأ مإن أمإوال‬
‫الجنبيين فيما ذكرت وفي قول ال عز وجل وإن أردتم استبدال زوج مإكان‬
‫فإن‬ ‫زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فل تأخذوا مإنه شيئا الية وقال عز وجل‬
‫خفتم أن ل يقيما حدود‬

‫صفحة ‪1084 :‬‬

‫فأحله إذا كان مإن قبل المرأة‬ ‫ال فل جناح عليهما فيما افتدت به‬
‫كما حل للرجل مإن مإال الجنبيين بغير توقيت شيء فيه ثلث ول أقل ول‬
‫أكثر وحرمإه إذا كان مإن قبل الرجل كما حرمأ أمإوال الجنبيين أن يغتصبوها‬
‫ولكم نصف مإا ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد‬ ‫قال ال عز وجل‬
‫الية فلم يفرق بين الزوج والمرأة في أن لكل واحد مإنهما أ يوصى مإن‬
‫مإاله وفي أن دين كل واحد مإنهما لزمأ له في مإاله فإذا كان هذا هكذا‬
‫كان لها أن تعطي مإن مإالها مإن شاءت بغير إذن زوجها وكان لها أن‬
‫تحبس مإهرها وتهبه ول تضع مإنه شيئا وكان لها إذا طلقها أخذ نصف مإا‬
‫أعطاها ل نصف مإا اشترت لها دونه إذا كان لها المهر كان لها حبسه‬
‫ومإا أشبهه فإن قال قائل فأين السنة في هذا قلت أخبرنا مإالك عن يحيى‬
‫بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أخبرته أن حبيبة بنت سهل النصارية‬
‫كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس وأن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫خرج لصلة الصبح فوجد حبيبة بنت سهل عند بابه في الغلس فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم مإن هذه فقالت أنا حبيبة بنت سهل يا رسول‬
‫ال فقال مإا شأنك فقالت ل أنا ول ثابت بن قيس لزوجها فلما جاء‬
‫ثابت ابن قيس قال له رسول ال صلى ال عليه وسلم هذه حبيبة بنت‬
‫سهل قد ذكرت مإا شاء ال أن تذكر فقالت حبيبة يا رسول ال كل مإا‬
‫أعطاني عندي فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم خذ مإنها فأخذ مإنها‬
‫وجلست في أهلها قال الشافعي أخبرنا مإالك عن نافع عن مإوله لصفية‬
‫بنت أبي عبيد أنها اختلعت مإن زوجها بكل شيء لها فلم ينكر ذلك عبد‬
‫ال بن عمر قال الشافعي فدلت السنة على مإا دل عليه القرآن مإن أنها‬
‫إذا اختلعت مإن زوجها حل لزوجها الخذ مإنها ولو كانت ل يجوز لها في‬
‫مإالها مإا يجوز لمن ل حجر عليه مإن الرجال مإا حل له خلعها فإن قال‬
‫قائل وأين القياس والمعقول قلت إذا أباح ال تعالى لزوجها مإا أعطته فهذا‬
‫ل يكون إل لمن يجوز له مإاله وإذا كان مإالها يورث عنها وكانت تمنعه‬
‫زوجها فيكون لها فهي كغيرها مإن ذوي المإوال قال ولو ذهب ذاهب إلى‬
‫الحديث الذي ل يثبت أن ليس لها أن تعطي مإن دون زوجها إل مإا أذن‬
‫زوجها لم يكن له وجه إل أن يكون زوجها وليا لها ولو كان رجل وليا‬
‫لرجل أو امإرأة فوهبت له شيئا لم يحل له أن يأخذه لن هبتها له كهبتها‬
‫لغيره لزمإه أن يقول ل تعطي مإن مإالها درهما ول يجوز لها أن تبيع فيه‬
‫ول تبتاع ويحكم لها وعليها حكم المحجور عليه ولو زعم أن زوجها شريك‬
‫لها في مإالها سئل أبا لنصف فإن قال نعم قيل فتصنع بالنصف الخر مإا‬
‫شاءت ويصنع بالنصف مإا شاء‬

‫صفحة ‪1085 :‬‬

‫فإن قال مإا قل أو كثر قلت فاجعل لها مإن مإالها شيئا فإن قال مإالها‬
‫مإرهون له قيل له فبكم هو مإرهون حتى تفتديه فإن قال ليس بمرهون قيل‬
‫له فقل فيه مإا أحببت فهو ل شريك لها في مإالها وليس له عندك وعندنا‬
‫أن يأخذ مإن مإالها درهما وليس مإالها مإرهونا فتفتكه وليس زوجها وليا لها‬
‫ولو كان زوجها وليا لها وكان سفيها أخرجنا وليتها مإن يديه وولينا غيره‬
‫عليها ومإن خرج مإن هذه القاويل لم يخرج إلى أثر يتبع ول قياس ول‬
‫مإعقول وإذا جاز للمرأة أن تعطي مإن مإالها الثلث ل تزيد عليه فلم يجعلها‬
‫مإولى عليها ولم يجعل زوجها شريكا ول مإالها مإرهونا في يديه ول هي‬
‫مإمنوعة مإن مإالها ول مإخلى بينها وبينه ثم يجيز لها بعد زمإان إخراج الثلث‬
‫والثلث بعد زمإان حتى ينفد مإالها فما مإنعها مإالها ول خلها وإياه وال‬
‫المستعان فإن قال هو نكحها على اليسر قيل أفرأيت إن نكحت مإفلسة ثم‬
‫أيسرت بعد عنده أيدعها ومإالها فإن قال نعم فقد أخرجها مإن الحجر وإن‬
‫قال ل فقد مإنعها مإا لم تغره به أورأيت إذا قال غرته فل أتركها تخرج‬
‫مإالها ضرارا قيل أفرأيت إن غر فقيل هي جميلة فوجدها غير جميلة أو غر‬
‫فقيل هي مإوسرة فوجدها مإفلسة أينقص عنهن مإن صداقها أو يرده عليها‬
‫بشيء أو رأيت إذا قال هذا في المرأة فإذا كان الرجل دينا مإوسرا فنكح‬
‫شريفة وأعلمتنا أنها لم تنكحه إل بيسره ثم خدعها فتصدق بماله كله فإذا‬
‫جاز ذلك له فقد ظلمها بمنعها مإن مإالها مإا أباح له وإن قال أجبرها بأن‬
‫تبتاع له مإا يتجهز به مإثلها لن هذا مإما يتعامإل به الناس عندنا وذلك أن‬
‫المرأة تصدق ألف درهم وتجهز بأكثر مإن عشرة آلف وتكون مإفلسة ل‬
‫تجهز إل بثيابها وبساطها ومإما يتعامإل الناس به أن الرجل المفلس ذا‬
‫المروءة ينكح الموسرة فتقول يكون قيما على مإالي على هذا تناكحا ويستنفق‬
‫مإن مإالها ومإا أشبه هذا مإما وصفت ويحسن مإما يتعامإل الناس وللحاكم‬
‫الحكم على مإا يجب ليس على مإا يجمل ويتعامإل الناس عليه قال الشافعي‬
‫والحجة تمكن على مإن خالفنا بأكثر مإما وصفت وفي أقل مإما وصفت‬
‫حجة ول يستقيم فيها قول إل مإعنى كتاب ال عز وجل والسنة والثار‬
‫والقياس مإن أن صداقها مإال مإن مإالها وأن لها إذا بلغت الرشد أن تفعل‬
‫في مإالها مإا يفعل الرجل ل فرق بينها وبينه‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫وقال شيخنا ابو مإحمد الدمإياطي‪ :‬سقوط الهاء في )ست‬
‫مإن شوال( مإع سقوط المعدود أو‬

‫ثبوت الهاء في )ستة( مإع ثبوت اليامأ هو المحفوظ الفصيح وورد في‬
‫بعض الطرق المتقدمإة‬
‫للدراوردي وحفص بن غياث ثبوت الهاء في‪) :‬ستة مإن شوال( مإع سقوط‬
‫اليامأ وهو غريب‬

‫صفحة ‪1086 :‬‬

‫باب الحجر على البالغين‬


‫قال الشافعي رحمه ال تعالى الحجر على البالغين في آيتين مإن كتاب‬
‫ال عز وجل وهما قول ال تبارك وتعالى فليكتب وليملل الذي عليه الحق‬
‫وليتق ال ربه ول يبخس مإنه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو‬
‫ضعيفا أو ل يستطيع أن يمل ه فليملل وليه بالعدل قال الشافعي وإنما‬
‫خاطب ال عز وجل بفرائضه البالغين مإن الرجال والنساء وجعل القرار له‬
‫فكان مإوجودا في كتاب ال عز وجل أن أمإر ال تعالى الذي عليه الحق‬
‫أن يمل هو وأن إمإلءه إقراره وهذا يدل على جواز القرار على مإن أقر‬
‫به ول يأمإر وال أعلم أحدا أن يمل ليقر إل البالغ وذلك أن إقرار غير‬
‫البالغ وصمته وإنكاره سواء عند أهل العلم فيما حفظت عنهم ول أعلمهم‬
‫اختلفوا فيه ثم قال في المرء الذي عليه الحق أن يمل فإن كان الذي‬
‫عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو ل يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل‬
‫وأثبت الولية على السفيه والضعيف والذي ل يستطيع أن يمل هو وأمإر‬
‫وليه بالمإلء عليه لنه أقامإه فيما ل غناء به عنه مإن مإاله مإقامإه قال‬
‫الشافعي قد قيل والذي ل يستطيع أن يمل يحتمل أن يكون المغلوب على‬
‫عقله وهو أشبه مإعانيه وال أعلم والية الخرى قول ال تبارك وتعالى‬
‫وابتلوا اليتامإى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم مإنهم رشدا فادفعوا إليهم‬
‫فأمإر عز وجل أن يدفع إليهم أمإوالهم إذا جمعوا بلوغا ورشدا قال‬ ‫أمإوالهم‬
‫وإذا أمإر بدفع أمإوالهم إليهم إذا جمعوا أمإرين كان في ذلك دللة على‬
‫أنهم إن كان فيهم أحد المإرين دون الخ لم يدفع إليهم أمإوالهم وإذا لم‬
‫يدفع إليهم فذلك الحجر عليهم كما كانوا لو أونس مإنهم رشد قبل البلوغ‬
‫لم يدفع إليهم أمإوالهم فكذلك لو بلغوا ولم يؤنس مإنهم رشد لم تدفع‬
‫إليهم أمإوالهم ويثبت عليهم الحجر كما كان قبل قبل البلوغ وهكذا قلنا‬
‫نحن وهم في كل أمإر يكمل بأمإرين أو أمإور فإذا نقص واحد لم يقبل‬
‫فزعمنا أن شرط ال تعالى مإمن ترضون مإن الشهداء عدلن حران مإسلمان‬
‫فلو كان الرجلن حرين مإسلمين غير عدلين أو عدلين غير حرين أو عدلين‬
‫حرين غير مإسلمين لم تجز شهادتهما حتى يستكملن الثلث قال الشافعي‬
‫وإن التنزيل في الحجر بين وال أعلم مإكتفى به عن تفسيره وإن القياس‬
‫ليدل على الحجر أرايت إذا كان مإعقول أن مإن لم يبلغ مإمن قارب البلوغ‬
‫وعقل مإحجورا عليه فكان بعد البلوغ أشد تقصيرا في عقله وأكثر إفسادا‬
‫لماله أل يحجر عليه والمعنى الذي أمإر بالحجر عليه له فيه ولورو أونس‬
‫مإنه رشد فدفع إليه مإاله ثم علم مإنه غير الرشد أعيد عليه الحجر لن‬
‫حاله انتقلت إلى الحال التي ينبغي أن يحجر عليه فيها كما يؤنس مإنه‬

‫صفحة ‪1087 :‬‬


‫العدل فتجوز شهادته ثم تتغير فترد ثم إن تغير فأونس مإنه عدل أجيزت‬
‫وكذلك إن أونس مإنه إصلح بعد إفساد أعطى مإاله والنساء والرجال في‬
‫هذا سواء لن اسم اليتامإى يجمعهم واسم البتلء يجمعهم وأن ال تعالى‬
‫لم يفرق بين النساء والرجال في أمإوالهم وإن خرج الرجل والمرأة مإن أن‬
‫يكونا مإوليين جاز للمرأة في مإالها مإا جاز للرجل في مإاله ذات زوج كانت‬
‫أو غير ذات زوج سلطانها على مإالها سلطان الرجل على مإاله ل يفترقان‬
‫قال الشافعي في قول ال عز وجل وابتلوا اليتامإى إنما هو اختبروا اليتامإى‬
‫قال فيختبر الرجال النساء بقدر مإا يمكن فيهم والرجل الملزمأ للسوق‬
‫والمخالط للناس في الخذ والعطاء قبل البلوغ ومإعه وبعده ل يغيب بعد‬
‫البلوغ أن يعرف حاله بما مإضى بله ومإعه وبعده فيعرف كيف هو في عقله‬
‫في الخذ والعطاء وكيف هو في دينه والرجل القليل المخالطة للناس يكون‬
‫اختباره أبطأ مإن اختبار هذا الذي وصفت فإذا عرفه خاصته في مإدة وإن‬
‫كانت أطول مإن هذه المدة فعدلوه وحمدوا نظره لنفسه في الخذ والعطاء‬
‫وشهدوا له أنه صالح في دينه حسن النظر لنفسه في مإاله فقد صار هذان‬
‫إلى الرشد في الدين والمعاش ويؤمإر وليهما بدفع مإالهما إليهما قال الشافعي‬
‫وإذا اختبر النساء أهل العدل مإن أهلها ومإن يعرف حالها بالصلح في دينها‬
‫وحسن النظر لنفسها في الخذ والعطاء صارت في حال الرجلين وإن كان‬
‫ذلك مإنها أبطأ مإنه مإن الرجلين لقلة خلطتها بالعامإة وهو مإن المخالطة مإن‬
‫النساء الخارجة إلى السواق الممتهنة لنفسها أعجل مإنه مإن الصائنة لنفسها‬
‫كما يكون مإن أحد الرجلين أبعد فإذا بلغت المرأة الرشد والرشد كما‬
‫وصفت في الرجل أمإر وليها بدفع مإالها إليها قال الشافعي وقد رأيت مإن‬
‫الحكامأ مإن أمإر باختبار مإن ل يوثق بحاله تلك الثقة بأن يدفع إليه القليل‬
‫مإن مإاله فإن أصلح فيه دفع إليه مإا بقي وإن أفسد فيه كان الفساد في‬
‫القليل أيسر مإنه في الكل ورأينا هذا وجها مإن الختبار حسنا وال أعلم‬
‫وإذا دفع إلى المرأة مإالها والرجل فسواء كانت المرأة بكرا أو مإتزوجة عند‬
‫زوج أو ثيبا كما يكون الرجل سواء في حالته وهي تملك مإن مإالها مإا‬
‫يملك مإن مإاله ويجوز لها في مإالها مإا يجوز له في ذلك عند زوج كانت‬
‫أو غير زوج ل فرق في ذلك بينها وبينه في شيء مإما يجوز لكل واحد‬
‫مإنهما في مإاله فكذلك حكم ال عز وجل فيها وفيه ودللة السنة وإذا‬
‫نكحت فصداقها مإال مإن مإالها تصنع به مإا شاءت كما تصنع بما سواه‬
‫مإن مإالها‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫غير صحيح ول فصيح‪ .‬انتهى مإا قاله وذكر ذلك في‬
‫فضل إتباع رمإضان بست مإن شوال‬

‫صفحة ‪1088 :‬‬

‫باب الخلف في الحجر‬


‫قال الشافعي رحمه ال فخالفنا بعض الناس في الحجر فقال ل يحجر‬
‫على حر بالغ ول على حرة بالغة وإن كانا سفيهين وقال لي بعض مإن‬
‫يذب عن قوله مإن أهل العلم عند أصحابه أسألك مإن أين أخذت الحجر‬
‫على الحرين وهما مإالكان لمإوالهما فذكرت له مإا ذكرت في كتابي أو مإعناه‬
‫أو بعضه فقال فإنه يدخل عليك فيه شيء فقلت ومإا هو قال أرأيت إذا‬
‫أعتق المحجور عليه عبده فقلت ل يجوز عتقه قال ولم قلت كما يجوز‬
‫للمملوك ول للمكاتب أن يعتقا قال لنه إتلف لماله قلت نعم قال أفليس‬
‫الطلق والعتاق لعبهما وجدهما واحد قلت مإمن ذلك له وكذلك لو باع‬
‫رجل فقال لعبت أو اقر لرجل بحق فقال لعبت لزمإه البيع والقرار وقيل له‬
‫لعبك لنفسك وعليها قال أفيفترق العتق والطلق قلت نعم عندنا وعندك قال‬
‫وكيف وكلهما إتلف للمال قلت له إن الطلق وإن كان فيه إتلف المال‬
‫فإن الزوج مإباح له بالنكاح شيء كان غير مإباح لهق قبله ومإجعول إليه‬
‫تحريم ذلك المباح ليس تحريمه لمال يليه عليه غيره إنما هو تحريم بقول‬
‫مإن قوله أو فعل مإن فعله وكما كان مإسلطا على الفرج دون غيره فكذلك‬
‫كان مإسلطا على تحريمه دون غيره أل ترى أنه يموت فل تورث عنه امإرأته‬
‫ويهبها ويبيعها فل تحل لغيره بهبته ول بيعه ويورث عنه عبده ويباع عليه‬
‫فيملكه غيره ويلي نفسه فيبيعه ويهبه فيملكه غيره فالعبد مإال بكل حال‬
‫والمرأة غير مإال بحال إنما هي مإتعة ل مإال مإملوك ننفقه عليه ونمنع‬
‫إتلفه أل ترى أن العبد يؤذن له في النكاح والتجارة فيكون له الطلق‬
‫والمإساك دون سيده ويكون إلى سيده أخذ مإاله كله إذا لم يكن عليه دين‬
‫لن المال مإلك والفرج بالنكاح مإتعة ل مإلك كالمال وقلت له تأولت‬
‫القرآن في اليمين مإع الشاهد فلم تصب عندنا تأويله فأبطلت فيه سنة‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ثم وجدت القرآن يدل على الحجر على‬
‫البالغين فتركته وقلت له أنت تقول في الواحد مإن أصحاب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم إذا قال قول وكان في القرآن تنزيل يحتمل خلف قوله في‬
‫الظاهر قلنا بقوله وقلنا هو أعلم بكتاب ال عز وجل ثم وجدنا صاحبكم‬
‫يروي الحجر عن ثلثة مإن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فخالفهم ومإعهم القرآن قال وأي صاحب قلت أخبرنا مإحمد بن الحسن أو‬
‫غيره مإن أهل الصدق في الحديث أو هما عن يعقوب بن إبراهيم عن‬
‫هشامأ بن عروة عن أبيه قال ابتاع عبد ال بن جعفر بيعا فقال علي رضي‬
‫ال عنه لتين عثمان فلحجرن عليك فأعلم بذلك ابن جعفر الزبير قال‬
‫الزبير أنا شريكك في بيعك فأتى علي عثمان فقال احجر‬

‫صفحة ‪1089 :‬‬

‫على هذا فقال الزبير أنا شريكه فقال عثمان أحجر على رجل شريكه‬
‫الزبير فعلي رضي ال عنه ل يطلب الحجر إل وهو يراه والزبير لو كان‬
‫الحجر باطل قال ل يحجر على حر بالغ وكذلك عثمان بل كلهم يعرف‬
‫الحجر في حديث صاحبك قال فإن صاحبنا أبا يوسف رجع إلى الحجر‬
‫قلت مإا زاده رجوعه إليه قوة ول وهنه تركه إياه إن تركه وقد رجع إليه‬
‫فال أعلم كيف كان مإذهبه فيه فقال ومإا أنكرت قلت زعمت أنه رجع‬
‫إلى أن الحر إذا ولي مإاله برشد يؤنس مإنه فاشترى وباع ثم تغيرت حاله‬
‫بعد رشد أحدث عليه الحجر وكذلك قلنا ثم زعم أنه إذا أحدث عليه‬
‫الحجر أبطل كل بيع باعه قبله وشراء أفرأيت الشاهد يعدل فتجوز شهادته‬
‫ثم تغير حاله أينقض الحكم بشهادته أو ينفذ ويكون مإتغيرا مإن يومأ تغير‬
‫قال قد قال ذلك فأنكرناه عليه قال الشافعي فقال فهل خالف شيئا مإما‬
‫تقول في الحجر واليتامإى مإن الرجال والنساء أحد مإن أصحابك قلت أمإا‬
‫أحد مإن مإتقدمإي أصحابي فلم أحفظ عن واحد مإنهم خلفا لشيء مإما قلت‬
‫وقد بلغني عن بعضهم مإثل مإا قلت قال فهل ادركت أحدا مإن أهل‬
‫ناحيتك يقول بخلف قولك هذا قلت قد روى لي عن بعض أهل العلم‬
‫مإن ناحيتنا أنه خالف مإا قلت وقلت وقال غيرنا في مإال المرأة إذا تزوجت‬
‫رجل قال فقال فيه مإاذا قلت مإا ل يضرك أن ل تسمعه ثم حكيت له‬
‫شيئا كنت أحفظه وكان يحفظه فقال مإا يشكل الخطأ في هذا على سامإع‬
‫يعقل قال الشافعي فزعم لي زاعم عن قائل هذا القول أن المرأة إذا‬
‫نكحت رجل بمائة دينار جبرت أن تشتري بها مإا يتجهز به مإثلها وكذلك‬
‫لو نكحت بعشرة دراهم فإن طلقها قبل أن يدخل بها رجع عليها بنصف‬
‫مإا اشترت قال الشافعي ويلزمإه أن يقاسمها نورة وزرنيخا ونضوحا قال فإن‬
‫قال قائل فما يدخل على مإن قال هذا القول قيل له يدخل عليه أكثر مإا‬
‫يدخل على أحد أو على غيره فإن قال مإا هو قيل له قال ال عز وجل‬
‫وإن طلقتموهن مإن قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف مإا‬
‫فرضتم ومإا فرض ودفع مإائة دينار فزعم قائل هذا القول أنه يرده بنصف‬
‫مإتاع ليس فيه دنانير وهذا خلف مإا جعل ال تبارك وتعالى له فإن قال‬
‫قائل إنما قلنا هذا لنا نرى أن واجبا عليها قال الربيع يعني أن واجبا‬
‫عليها أن تجهز بما أعطاها وكان عليه أن يرجع بنصف مإا تجهزت به في‬
‫قولهم وفي قول الشافعي ل يرجع إل بنصف مإا أعطاها دنانير كانت أو‬
‫غيرها لنه ل يوجب عليها أن تجهز إل أن تشاء وهو مإعنى قول ال‬
‫تبارك وتعالى فنصف مإا فرضتم‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫وجمع فيه طرق الحديث الوارد فيها فرواه مإن نيف‬
‫وستين طريقا ليس فيها ثبوت التاء مإع‬
‫صفحة ‪1090 :‬‬

‫الصلح‬
‫أخبرنا الربيع بن سليمان قال أمإلى علينا الشافعي رحمه ال قال أصل‬
‫الصلح أنه بمنزلة البيع فما جاز في البيع جاز في الصلح ومإا لم يجز في‬
‫البيع لم يجز في الصلح ثم يتشعب ويقع الصلح على مإا يكون له ثمن‬
‫مإن الجراح التي لها أرش وبين المرأة وزوجها التي لها عليه صداق وكل‬
‫هذا يقومأ مإقامأ الثمان ول يجوز الصلح عندي إل على أمإر مإعروف كما ل‬
‫يجوز البيع إل على أمإر مإعروف وقد روى عن عمر رضي ال عنه الصلح‬
‫جائز بين المسلمين إل صلحا أحل حرامإا أو حرمأ حلل ومإن الحرامأ الذي‬
‫يقع في الصلح أن يقع عندي على المجهول الذي لو كان بيعا كان حرامإا‬
‫وإذا مإات الرجل وورثته امإرأة أو ولد أو كللة فصالح بعض الورثة بعضا‬
‫فإن وقع الصلح على مإعرفة مإن المصالح والمصالح بحقوقهم أو إقرار‬
‫بمعرفتهم بحقوقهم وتقابض المتصالحان قبل أن يتفرقا فالصلح جائز وإن وقع‬
‫على غيره مإعرفة مإنهما بمبلغ حقهما أو حق المصالح مإنهما لم يجز الصلح‬
‫كما ل يجوز بيع مإال امإرئ ل يعرفه وإذا ادعى الرجل على الرجل الدعوى‬
‫في العبد أو غيره أو ادعى عليه جناية عمدا أو خطأ فصالحه مإما ادعى‬
‫مإن هذا كله أو مإن بعضه على شيء قبضه مإنه فإن كان الصلح والمدعى‬
‫عليه يقر فالصلح جائز بما يجوز به البيع كان الصلح نقدا أو نسيئة وإذا‬
‫كان المدعى عليه ينكر فالصلح باطل وهما على أصل حقهما ويرجع‬
‫المدعي على دعواه والمعطي بما أعطى وسواء إذا أفسدت الصلح قال‬
‫المدعي قد أبرأتك مإما ادعيت عليك أو لم يقله مإن قبل أنه إنما أبرأه‬
‫على أن يتم له مإا أخذ مإنه وليس هذا بأكثر مإن أن يبيعه البيع الفاسد‬
‫فإذا لم يتم له الفساد رجع كل واحد مإنهما على أصل مإلكه كما كانا‬
‫قبل أن يتبايعا فإذا اراد الرجلن الصلح وكره المدعى عليه القرار فل بأس‬
‫أن يقر رجل أجنبي على المدعى عليه بما ادعى عليه مإن جناية أو مإال‬
‫ثم يؤدي ذلك عنه صلحا فيكون صحيحا وليس للذي أعطى عن الرجل أن‬
‫يرجع على المصالح المدعى عليه ول للمصالح المدعى أن يرجع على‬
‫المدعى عليه لنه قد اخذ العوض مإن حقه إل أن يعقدا صلحهما على‬
‫فساد فيكونون كما كانوا في أول مإا تداعوا قبل الصلح قال ولو ادعى‬
‫رجل على رجل حقا في دار فأقر له بدعواه وصالحه مإن ذلك على إبل‬
‫أو بقر أو غنم أو رقيق أو بز مإوصوف أو دنانير أو دراهم مإوصوفة أو‬
‫طعامأ إلى أجل مإسمى كان الصلح جائزا كما يجوز لو بيع ذلك إلى ذلك‬
‫الجل ولو ادعى عليه شقصا مإن دار فاقر له به ثم صالحه على أن‬
‫أعطاه بذلك بيتا مإعروفا مإن الدار مإلكا له أو سكنى له عدد سنين فذلك‬

‫صفحة ‪1091 :‬‬

‫جائز كما يجوز لو اقتسماه أو تكارى شقصا له في دار ولكنه لو قال‬


‫أصالحك على سكنى هذا المسكن ولم يسم وقتا كان الصلح فاسدا مإن‬
‫قبل أن هذا ل يجوز كما لو ابتدأه حتى يكون إلى أجل مإعلومأ وهكذا لو‬
‫صالحه على أن يكريه هذه الرض سنين يزرعها أو على شقص مإن دار‬
‫أخرى سمى ذلك وعرف جاز كما يجوز في البيوع والكراء وإذا لم يسمه‬
‫لم يجز كما ل يجوز في البيوع والكراء قال الشافعي ولو أن رجل أشرع‬
‫ظلة أو جناحا على طريق نافذة فخاصمه رجل ليمنعه مإنه فصالحه على‬
‫شيء على أن يدعه كان الصلح باطل لنه أخذ مإنه على مإا ل يملك‬
‫ونظر فإن كان إشراعه غير مإضر خلى بينه وبينه وإن كان مإضرا مإنعه‬
‫وكذلك لو أراد إشراعه على طريق لرجل خاصة ليس بنافذ أو لقومأ فصالحه‬
‫أو صالحوه على شيء أخذوه مإنه على أن يدعوه يشرعه كان الصلح في‬
‫هذا باطل مإن قبل أنه إنما أشرع في جدار نفسه وعلى هواء ل يملك مإا‬
‫تحته ول مإا فوقه فإن أراد أن يثبت خشبة ويصح بينه وبينهم الشرط‬
‫فليجعل ذلك في خشب يحمله على جدرانهم وجداره فيكون ذلك شراء‬
‫مإحمل الخشب ويكون الخشب بأعيانه مإوصوفا أو مإوصوف الموضع أو‬
‫يعطيهم شيئا على أن يقروا له بخشب يشرعه ويشهدون على أنفسهم أنهم‬
‫أقروا له بمحمل هذا الخشب ومإبلغ شروعه بحق عرفوه له فل يكون لهم‬
‫بعده أن ينزعوه قال وإن ادعى رجل حقا في دار أو أرض فأقر له‬
‫المدعي عليه وصالحه مإن دعواه على خدمإة عبد أو ركوب دابة أو زراعة‬
‫أرض أو سكنى دار أو شيء مإما يكون فيه الجارات ثم مإات المدعي‬
‫والمدعى عليه أو أحدهما فالصلح جائز ولورثة المدعي السكنى والركوب‬
‫والزراعة والخدمإة ومإا صالحهم عليه المصالح قال الشافعي ولو كان الذي‬
‫تلف الدابة التي صالح على ركوبها أو المسكن الذي صالح على سكنه أو‬
‫الرض التي صولح على زراعتها فإن كان ذلك قبل أن يأخذ مإنه المصالح‬
‫شيئا فهو على حقه في الدار وقد انتقضت الجارة وإن كان بعد مإا أخذ‬
‫مإنه شيئا تم مإن الصلح بقدر مإا أخذ إن كان نصفا أو ثلثا أو ربعا‬
‫وانتقض مإن الصلح بقدر مإا بقي يرجع به في أصل السكن الذي صولح‬
‫عليه قال وهكذا لو صالحه على عبد بعينه أو ثوب بعينه أو دار بعينها‬
‫فلم يقبضه حتى هلك انتقض الصلح ورجع على أصل مإا أقر له به ولو‬
‫كان صالحه على عبد بصفة أو غير صفة أو ثوب بصفة أو دنانير أو‬
‫دراهم أو كيل أو وزن بصفة تم الصلح بينهما وكان عليه مإثل الصفة التي‬
‫صالحه عليها ولو صالحه على ربع أرض مإشاع مإن دار مإعلومإة جاز ولو‬
‫صالحه‬

‫صفحة ‪1092 :‬‬

‫على أذرع مإن دار مإسماة وهو يعرف أذرع الدار ويعرفه المصالح جاز‬
‫وهذا كجزء مإن أجزاء وإن كان صالحه على أذرع وهو ل يعرف الذرع‬
‫كله لم يجز مإن قبل أنه ل يدري كم قدر الذرع فيها ثلثا أو ربعا أو‬
‫أكثر أو أقل ولو صالحه على طعامأ جزاف أو دراهم جزاف أو عبد فجائز‬
‫فإن استحق ذلك قبل القبض أو بعده بطل الصلح وإن هلك قبل القبض‬
‫بطل الصلح ولو كان صالحه على عبد بعينه ولم يرد العبد فله الخيار‬
‫الرؤية فإن اختار أخذه جاز الصلح وإن اختار رده رد الصلح قال الربيع‬
‫قال الشافعي بعد ل يجوز شراء عبد بعينه ول غيره إلى أجل ويكون له‬
‫خيار رؤيته مإن قبل أن البيع ل يعدو بيع عين يراها المشتري والبائع عند‬
‫تبايعهما وبيع صفة مإضمون إلى أجل مإعلومأ يكون على صاحبها أن يأتي بها‬
‫مإن جميع الرض وهذا العبد الذي بعينه إلى أجل أن تلف بطل البيع فهذا‬
‫مإرة يتم فيه البيع ومإرة يبطل فيه البيع والبيع ل يجوز إل أن يتم في كل‬
‫حال قال الشافعي وهكذا كل مإا صالحه عليه بعينه مإما كان غائبا عنه فله‬
‫فيه خيار الرؤية قال الربيع رجع الشافعي عن خيار رؤية شيء بعينه قال‬
‫الشافعي ولو قبضه فهلك في يديه وبه عيب رجع بقيمة العيب ولو لم‬
‫يجد عيبا ولكنه استحق نصفه أو سهم مإن ألف سهم مإنه كان لقابض‬
‫العبد الخيار في أن يجيز مإن الصلح بقدر مإا في يديه مإن العبد ويرجع‬
‫بقدر مإا استحق مإنه أو ينقض الصلح كله قال الربيع الذي يذهب إليه‬
‫الشافعي أنه إذا بيع الشيء فاستحق بعضه بطل البيع كله لن الصفقة‬
‫جمعت شيئين حلل وحرامإا فبطل كله والصلح مإثله قال الشافعي ولو ادعى‬
‫رجل حقا في دار فأقر له رجل أجنبي على المدعى عليه وصالحه على‬
‫عبد بعينه فهو جائز وإن وجد بالعبد عيبا فرده أو استحق لم يكن له‬
‫على الجنبي شيء ورجع على دعواه في الدار وهكذا لو صالحه على‬
‫عرض مإن العروض ولو كان الجنبي صالحه على دنانير أو دراهم أو عرض‬
‫بصفة أو عبد بصفة فدفعه إليه ثم استحق كان له أن يرجع عليه بمثل‬
‫تلك الدنانير والدراهم وذلك العرض بتلك الصفة ولو كان الجنبي إنما‬
‫صالحه على دنانير بأعيانها فهي مإثل العبد بعينه يعطيه إياها وإن استحقت‬
‫أو وجد عيبا فردها لم يكن له على الجنبي تباعة وكان له أن يرجع على‬
‫أصل دعواه والجنبي إذا كان صالح بغير إذن المدعى عليه فتطوع بما‬
‫أعطى عنه فليس له أن يرجع به على صاحبه المدعى عليه وإنما يكون له‬
‫أن يرجع به إذا أمإره إن يصالح عنه قال ولو ادعى رجل على رجل حقا‬
‫في دار فصالحه على بيت مإعروف سنين مإعلومإة يسكنه كان جائزا أو على‬
‫سطح مإعروف يبيت عليه كان جائزا فإن انهدمأ البيت أو السطح قبل‬
‫صفحة ‪1093 :‬‬

‫السكنى رجع على أصل حقه وإن انهدمأ بعد السكنى تم مإن الصلح‬
‫بقدر مإا سكن وبات وانتقض مإنه بقدر مإا بقي ولو ادعى رجل حقا في‬
‫دار وهي في يد رجل عارية أو وديعة أو كراء تصادقا على ذلك أو قامإت‬
‫به بينة فل خصومإة بينه وبين مإن الدار في يديه ومإن لم ير أن يقضي‬
‫على الغائب لم يقبل مإنه فيها بينة وأمإره إن خاف على بينته الموت أن‬
‫يشهد على شهادتهم ولو أن الذي في يديه أقر له بدعواه لم يقض له‬
‫بإقراره لنه أقر له فيما ل يملك ولو صالحه على شيء مإن دعواه فالصلح‬
‫جائز والمصالح مإتطوع والجواب فيه كالجواب في المسائل قبلها مإن الجنبي‬
‫يصالح عن الدعوى ولو ادعى رجل على رجل شيئا لم يسمه فصالحه مإنه‬
‫على شيء لم يجز الصلح وكذلك ل يجوز لو ادعى في شيء بعينه حتى‬
‫يقر فإذا اقر جاز ولو أقر في دعواه التي أجملها فقال أنت صادق فيما‬
‫ادعيت علي فصالحه مإنه على شيء كان جائزا كما يجوز لو تصادقا على‬
‫شراء ل يعلم إل بقولهما وإن لم يسم الشراء فقال هذا مإا اشتريت مإنك‬
‫مإما عرفت وعرفت فل تباعة لي قبلك بعد هذا في شيء مإما اشتريت‬
‫مإنك ولو كانت الدار في يدي رجلين فتداعيا كلها فاصطلحا على أن‬
‫لحدهما الثلث وللخر الثلثين أو بيتا مإن الدار وللخر مإا بقي فإن كان‬
‫هذا بعد إقرارهما فجائز وإن كان على الجحد فل يجوز وهما على أصل‬
‫دعواهما ولو ادعى رجل على رجل دعوى فصالحه مإنها على شيء بعد مإا‬
‫أقر له بدعواه غير أن ذلك غير مإعلومأ ببينة تقومأ عليه فقال المصالح للذي‬
‫ادعى عليه صالحتك مإن هذه الرض وقال الخر بل صالحتك مإن ثوب‬
‫فالقول قوله مإع يمينه ويكون خصما له في هذه الرض قال أبو مإحمد‬
‫أصل قول الشافعي أنهما إذا اختلفا في الصلح تحالفا وكانا على أصل‬
‫خصومإتهما مإثل البيع سواء إذا اختلفا تحالفا ولم يكن بينهما بيع بعد‬
‫اليمان قال الشافعي ولو كانت دار بين ورثة فادعى رجل فيها دعوى‬
‫وبعضهم غائب أو حاضر فأقر له أحدهم ثم صالحه على شيء بعينه دنانير‬
‫أو دراهم مإضمونة فالصلح جائز وهذا الوارث المصالح مإتطوع ول يرجع على‬
‫إخوته بشيء مإما أدى عنهم لنه أدى عنهم بغير أمإرهم إذا كانوا مإنكرين‬
‫لدعواه ولو صالحه على أن حقه له دون إخوته فإنما اشترى مإنه حقه دون‬
‫إخوته وإن أنكر إخوته كان لهم خصما فإن قدر على أخذ حقه كان له‬
‫وكانت لهم الشفعة مإعه بقدر حقوقهم وإن لم يقدر عليه رجع عليه بالصلح‬
‫فأخذه مإنه وكان للخر فيما أقر له به نصيبه مإن حقه قال الشافعي ولو‬
‫أن دارا في يدي رجلين ورثاها فادعى رجل فيها حقا فأنكر أحدهما وأقر‬
‫الخر وصالحه على حقه مإنها خاصة دون حق‬

‫صفحة ‪1094 :‬‬

‫أخيه فالصلح جائز وإن أراد أخوه أن يأخذ بالشفعة مإما صالح عليه‬
‫فله ذلك ولو أن رجلين ادعيا دارا في يدي رجل وقال هي مإيراث لنا عن‬
‫أبينا وأنكر ذلك الرجل ثم صالح أحدهما مإن دعواه على شيء فالصلح‬
‫باطل قال ولو أقر لحدهما فصالحه مإن ذلك الذي أقر له به على شيء‬
‫كان لخيه أن يدخل مإعه فيما أقر له بالنصف لنهما نسبا ذلك إلى أنه‬
‫بينهما نصفين ولو كانت المسألة بحالها فادعى كل واحد مإنهما عليه نصف‬
‫الرض التي في يديه فأقر لحدهما بالنصف وجحد الخر كان النصف الذي‬
‫أقر به له دون المجحود وكان المجحود على خصومإته ولو صالحه مإنه على‬
‫شيء كان ذلك له دون صاحبه ولو أقر لحدهما بجميع الرض وإنما كان‬
‫يدعي نصفها فإن كان لم يقر للخر بأن له النصف فله الكل ل يرجع به‬
‫عليه الخر وإن كان في أصل دعواه أنه زعم أن له النصف ولهذا كان‬
‫له أن يرجع عليه بالنصف قال ولو ادعى رجلن على رجل دارا مإيراثا فأقر‬
‫لهما بذلك وصالح أحدهما مإن دعواه على شيء فليس لخيه أن يشركه‬
‫فيما صالحه عليه وله أن يأخذ بالشفعة ولو ادعى رجل على رجل دارا فأقر‬
‫له بها وصالحه بعد القرار على أن يسكنها الذي في يديه فهي عارية إن‬
‫شاء أتمها وإن شاء لم يتمها وإن كان لم يقر له إل على أن يسكنها‬
‫فالصلح باطل وهما على أصل خصومإتها ولو أن رجل اشترى دارا فبناها‬
‫مإسجدا ثم جاء رجل فادعاها فأقر له باني المسجد بما ادعى فإن كان‬
‫فضل مإن الدار فضل فهو له وإن كان لم يتصدق بالمسجد فهو له ويرجع‬
‫عليه بقيمة مإا هدمأ مإن داره ولو صالحه مإن ذلك على صلح فهو جائز‬
‫قال وإن أنكر المدعى عليه فأقر الذين المسجد والدار بين أظهرهم‬
‫وصالحوه كان الصلح جائزا وإذا باع رجل مإن رجل دارا ثم ادعى فيها‬
‫رجل شيئا فأقر البائع له وصالحه فالصلح جائز وهكذا لو غصب رجل مإن‬
‫رجل دارا فباعها أو لم يبعها وادعى فيها رجل آخر دعوى فصالحه بعد‬
‫القرار مإن دعواه على شيء كان الصلح جائزا وكذلك لو كانت في يده‬
‫عارية أو وديعة وإذا ادعى رجل دارا في يدي رجل فأقر له بها ثم جحده‬
‫ثم صالحه فالصلح جائز ول يضره الجحد لنها ثبتت له بالقرار الول إذا‬
‫تصادقا أو قامإت بينة بالقرار الول فإن أنكر المصالح الخذ لثمن الدار‬
‫أن يكون أقر له بالدار وقال إنما صالحته على الجحد فالقول قوله مإع‬
‫يمينه والصلح مإردود وهما على خصومإتهما ولو صالح رجل مإن دعوى أقر‬
‫له بها على خدمإة عبد سنة فقتل خطأ انتقض الصلح ولم يكن على‬
‫المصالح أن يشتري له عبدا غيره يخدمإه ول على رب العبد أن يشتري له‬
‫عبدا غيره يخدمإه قال وهكذا لو كان له سكنى بيت‬

‫صفحة ‪1095 :‬‬

‫فهدمإه إنسان أو انهدمأ ولو كان الصلح على خدمإة عبد بعينه سنة‬
‫فباعه المولى كان للمشتري الخيار إن شاء أن يجيز البيع ويكون لهذا‬
‫الملك ولهذا الخدمإة فعل وإن شاء أن يرد البيع رده وبه نأخذ وفيه قول‬
‫ثان أن البيع مإنتقض لنه مإحول بينه وبينه ولو كانت المسألة بحالها فأعتقه‬
‫السيد كان العتق جائزا وكانت الخدمإة عليه إلى مإنتهى السنة يرجع بها على‬
‫السيد لن الجارة بيع مإن البيوع عندنا ل ننقضه مإا دامأ المسأجر سالما‬
‫قال ولصاحب الخدمإة أن يخدمإه غيره ويؤاجره غيره في مإثل عمله وليس له‬
‫أن يخرجه مإن المصر إل بإذن سيده ولو ادعى رجل في دار دعوى فأقر‬
‫بها المدعى عليه وصالحه مإنها على عبد قيمته مإائة درهم ومإائة درهم والعبد‬
‫بعينه فلم يقبض المصالح العبد حتى جنى على حر أو عبد فسواء ذلك‬
‫كله وللمصالح الخيار في أن يقبض العبد ثم يفديه أو يسلمه فيباع أو‬
‫يرده على سيده وينقض الصلح وليس له أن يجيز مإن الصلح بقدر المائة‬
‫ولو كان قبضه ثم جنى في يديه كان الصلح جائزا وكان كعبد اشتراه ثم‬
‫جنى في يديه قال ولو كان وجد بالعبد عيبا لم يكن أن يرده ويحبس‬
‫المائة لنها صفقة واحدة ل يكون له أن يردها إل مإعا ول يجيزها إل مإعا‬
‫إل أن يشاء ذلك المردود عليه ولو كان استحق كان له الخيار في أن‬
‫يأخذ المائة بنصف الصلح ويرد نصفه لن الصفقة وقعت على شيئين‬
‫أحدهما ليس للبائع وليس للمشتري إمإساكه وله في العيب إمإساكه إن شاء‬
‫قال الربيع أصل قوله إنه إذا استحق بعض المصالح به أو المبيع به بطل‬
‫الصلح والبيع جميعا لن الصفقة جمعت شيئين حلل وحرامإا فبطل ذلك‬
‫كله قال الشافعي ولو كان الستحقاق في العيب في الدراهم وإنما باعه‬
‫بالدراهم بأعيانها كان كهو في العبد ولو باعه بدراهم مإسماة رجع بدراهم‬
‫مإثلها ولو كان الصلح بعبد وزاده الخذ للعبد ثوبا فاستحق العبد انتقض‬
‫الصلح وكان على دعواه وأخذ ثوبه الذي زاده الذي في يديه الدار إن‬
‫وجده قائما أو قيمته إن وجد مإستهلكا ولو كانت المسألة بحالها وتقابضا‬
‫وجرح العبد جرحا لم يكن له أن ينقض الصلح وهذا مإثل رجل اشترى‬
‫عبدا ثم جرح عنده قال ولو كانت المسألة بحالها في العبد والثوب فوجد‬
‫بالثوب عيبا فله الخيار بين أن يمسكه أو يرده وينتقض الصلح ل يكون له‬
‫أن يرد بعض الصفقة دون بعض ولو استحق العبد انتقض الصلح إل أن‬
‫يشاء أن يأخذ مإا مإع العبد ول يرجع بقيمة العبد قال الربيع إذا استحق‬
‫العبد بطل الصلح في مإعنى قول الشافعي في غير هذا الموضع قال‬
‫الشافعي ولو كان الصلح عبدا ومإائة درهم وزاده المدعى عليه عبدا أو غيره‬
‫ثم خرج العبد الذي قبض أيهما كان حرا بطل الصلح وكان كرجل‬

‫صفحة ‪1096 :‬‬


‫اشترى عبدا فخرج حرا ولو كان العبد الذي استحق الذي أعطاه‬
‫المدعي أو المدعى عليه قيل للذي استحق في يديه العبد لك نقض الصلح‬
‫إل أن ترضى بترك نقضه وقبول مإا صار في يديك مإع العبد فل تكره‬
‫على نقضه وهكذا جميع مإا استحق مإما صالح عليه ولو كان هذا سلما‬
‫فاستحق العبد المسلم في الشيء الموصوف إلى الجل المعلومأ بطل السلم‬
‫قال الشافعي ولو كان المسلم عبدين بقيمة واحدة فاستحق أحدهما كان‬
‫للمسلم إليه الخيار في نقض السلم ورد العبد الباقي في يديه أو إنفاذ‬
‫البيع ويكون عليه نصف البيع الذي في العبد نصفه إلى أجله قال الربيع‬
‫يبطل هذا كله وينفسخ قال الشافعي وإذا كانت الدار في يدي رجلين كل‬
‫واحد مإنهما في مإنزل على حدة فتداعيا العرصة فالعرصة بينهما نصفين لنها‬
‫في أيديهما مإعا وإن أحب كل واحد مإنهما أحلفنا له صاحبه على دعواه‬
‫فإذا حلفا فهي بينهما نصفين ولو لم يحلفا واصطلحا على شيء أخذه‬
‫أحدهما مإن الخر بإقرار مإنه بحقه جاز الصلح وهكذا لو كانت الدار مإنزل‬
‫أو مإنازل السفل في يد أحدهما يدعيه والعلو في يد الخر يدعيه فتداعيا‬
‫عرصة الدار كانت بينهما نصفين كما وصفت وإذا كان الجدار بين دارين‬
‫أحدهما لرجل والخرى لخر وبينهما جدار ليس بمتصل ببناء واحد مإنهما‬
‫اتصال البنيان إنما هو مإلصق أو مإتصل ببناء كل واحد مإنهما فتداعياه ول‬
‫بينة لهما تحالفا وكان بينهما نصفين ول أنظر في ذلك إلى مإن إليه‬
‫الخوارج ول الدواخل ول أنصاف اللبن ول مإعاقد القمط لنه ليس في شيء‬
‫مإن ذلك دللة ولو كانت المسألة بحالها ولحدهما فيها جذوع ول شيء‬
‫للخر فيها عليه أحلفتهما وأقررت الجذوع بحالها وجعلت الجدار بينهما‬
‫نصفين لن الرجل قد يرتفق بجدار الرجل بالجذوع بأمإره وغير أمإره ولو‬
‫كان هذا الحائط مإتصل ببناء أحدهما اتصال البنيان الذي ل يحدث مإثله‬
‫إل مإن أول البنيان ومإنقطعا مإن بناء الخر جعلته للذي هو مإتصل ببنائه‬
‫دون الذي هو مإنقطع مإن بنائه ولو كان مإتصل اتصال يحدث مإثله بعد‬
‫كمال الجدار يخرج مإنه لبنة ويدخل أخرى أطول مإنها أحلفتهما وجعلته‬
‫بينهما نصفين وإن تداعيا في هذا الجدار ثم اصطلحا مإنه على شيء‬
‫بتصادق مإنهما على دعواهما أجزت الصلح وإذا قضيت بالجدار بينهما لم‬
‫أجعل لواحد مإنهما أن يفتح فيه كوة ول يبني عليه بناء إل بإذن صاحبه‬
‫ودعوتهما إلى أن نقسمه بينهما إن شاءا فإن كان عرضه ذراعا أعطيت كل‬
‫واحد مإنهما شبرا في طول الجدار ثم قلت له إن شئت أن تزيده مإن‬
‫عرض دارك أو بيتك شبرا آخر ليكون لك جدارا خالصا فذلك لك وإن‬
‫شئت تقره بحاله ول تقاسم‬

‫صفحة ‪1097 :‬‬

‫مإنه فأقرره وإذا كان الجدار بين رجلين فهدمإاه ثم اصطلحا على أن‬
‫يكون لحدهما ثلثه وللخر ثلثاه على أن يحمل كل واحد مإنهما مإا شاء‬
‫عليه إذا بناه فالصلح فيه باطل وإن شاءا قسمت بينهما أرضه وكذلك إن‬
‫شاء أحدهما دون الخر وإن شاءا تركاه فإذا بنياه لم يجز لواحد مإنهما أن‬
‫يفتح فيه بابا ول كوة إل بإذن صاحبه قال الشافعي وإذا كان البيت في‬
‫يد رجل فادعاه آخر واصطلحا على أن يكون لحدهما سطحه ول بناء عليه‬
‫والسفل للخر فأصل مإا أذهب إليه مإن الصلح أن ل يجوز إل على‬
‫القرار فإن تقارا أجزت هذا بينهما وجعلت لهذا علوه ولهذا سفله واجزت‬
‫فيما أقر له به الخر مإا شاء إذا أقر أن له أن يبني عليه ول نجيزه إذا‬
‫بنى وسواء كان عليه علو لم أجزه إل على إقراره ولو أن رجل باع علو‬
‫بيت ل بناء عليه على أن للمشتري أن يبني على جداره ويسكن على‬
‫سطحه وسمى مإنتهى البناء أجزت ذلك كما أجيز أن يبيع أرضا ل بناء‬
‫فيها ول فرق بينهما إل في خصلة أن مإن باع دارا ل بناء فيها فللمشتري‬
‫أن يبني مإا شاء ومإن باع سطحا بأرضه أو أرضا ورءوس جدران احتجت‬
‫إلى ان أعلم كم مإبلغ البناء لن مإن البناء مإا ل تحمله الجدران قال ولو‬
‫كانت دار في يدي الرجل في سفلها درج إلى علوها فتداعى صاحبا السفل‬
‫والعلو الدرج والدرج بطريق صاحب العلو فهي لصاحب العلو دون صاحب‬
‫السفل بعد اليمان وسواء كانت الدرج مإعقودة أو غير مإعقودة لن الدرج‬
‫إنما تتخذ مإمرا وإن ارتفق بما تحتها ولو كان الناس يتخذون الدرج للمرتفق‬
‫ويجعلون ظهورها مإدرجة ل بطريق مإن الطرق جعلت الدرج بين صاحب‬
‫السفل والعلو لن فيها مإنفعتين إحداهما بيد صاحب السفل والخرى بيد‬
‫صاحب العلو بعد مإا أحلفهما وإذا كان البيت السفل في يد رجل والعلو‬
‫في يد آخر فتداعيا سقفه فالسقف بينهما لنه في يد كل واحد مإنهما هو‬
‫سقف للسفل مإانع له وسطح للعلو أرضه له فهو بينهما نصفين بعد أن ل‬
‫تكون بينة وبعد أن يتحالفا عليه وإذا اصطلحا على أن ينقض العلو والسفل‬
‫لعلة فيهما أو في أحدهما أو غير علة فذلك لهما ويعيدان مإعا البناء كما‬
‫كان ويؤخذ صاحب السفل بالبناء إذا كان هدمإه على أن يبنيه أو هدمإه‬
‫بغير علة وإن سقط البيت لم يجبر صاحب السفل على البناء وإن تطوع‬
‫صاحب العلو بأن يبني السفل كما كان ويبني علوه كما كان فذلك له‬
‫وليس له أن يمنع صاحب السفل مإن سكنه ونقض الجدران له مإتى شاء‬
‫أن يهدمإها ومإتى جاءه صاحب السفل بقيمة بنائه كان له أن يأخذه مإنه‬
‫ويصير البناء لصاحب السفل إل أن يختار الذي بنى أن يهدمأ بناءه فيكون‬
‫ذلك له وأصلح‬

‫صفحة ‪1098 :‬‬

‫لصاحب العلو أن يبنيه بقضاء قاض وإن تصادقا على أن صاحب السفل‬
‫امإتنع مإن بنائه وبناه صاحب العلو بغير قضاء قاض فجائز كهو بقضاء قاض‬
‫وإذا كانت لرجل نخلة أو شجرة فاستعلت حتى انتشرت أغصانها على دار‬
‫رجل فعلى صاحب النخلة والشجرة قطع مإا شرع في دار الرجل مإنها إل‬
‫أن يشار رب الدار تركه فإن شاء تركه فذلك له وإن أراد تركه على شيء‬
‫يأخذه مإنه فليس بجائز مإن قبل أن ذلك إن كان كراء أو شراء فإنما هو‬
‫كراء هواء ل أرض له ول قرار ول بأس بتركه على وجه المعروف وإذا‬
‫تداعى رجلن في عينين أو بئرين أو نهرين أو غيلين دعوى فاصطلحا على‬
‫أن أبرأ كل واحد مإنهما صاحبه مإن دعواه في إحدى العينين أو البئرين أو‬
‫النهرين أو مإا سمينا على أن لهذا هذه العين تامإة ولهذا هذه العين تامإة‬
‫فإن كان بعد إقرار مإنهما فالصلح جائز كما يجوز شراء بعض عين بشراء‬
‫بعض عين وإذا كان النهر بين قومأ فاصطلحوا على إصلحه ببناء أو كبس‬
‫أو غير ذلك على أن تكون النفقة بينهم سواء فذلك جائز فإن دعا بعضهم‬
‫إلى عمله وامإتنع بعضهم لم يجبر الممتنع على العمل إذا لم يكن فيه ضرر‬
‫وكذلك لو كان فيه ضرر لم يجبر وال أعلم ويقال لهؤلء إن شئتم‬
‫فتطوعوا بالعمارة ويأخذ هذا مإاءه مإعكم ومإتى شئتم أن تهدمإوا العمارة‬
‫هدمإتموها وأنتم مإالكون للعمارة دونه حتى يعطيكم مإا يلزمإه في العمارة‬
‫ويملكها مإعكم وهكذا العين والبئر وإذا ادعى رجل عود خشبة أو مإيزاب أو‬
‫غير ذلك في جدار رجل فصالحه الرجل مإن دعواه على شيء جاز إذا أقر‬
‫له به ولو ادعى رجل زرعا في أرض رجل فصالحه مإن ذلك على دراهم‬
‫مإسماة فذلك جائز لن له أن يبيع زرعه أخضر مإمن يقصله ولو كان الزرع‬
‫لرجلين فادعى رجل فيه دعوى فصالحه أحدهما على نصف الزرع لم يجز‬
‫مإن قبل أنه ل يجوز أن يقسم الزرع أخضر ول يجبر هذا على أن يقطع‬
‫مإنه شيئا حتى يرضى وإذا ادعى رجل على رجل دعوى في دار فصولح‬
‫مإنها على دار أو عبد أو غيره فيها خيار الرؤية كما يكون في البيع فإن‬
‫أقر أن قد رآه قبل الصلح فل خيار له إل أن يتغير عن حاله التي رآه‬
‫عليها قال وإذا ادعى رجل على رجل دراهم فأقر له بها ثم صالحه على‬
‫دنانير فإن تقابضا قبل أن يتفرقا جاز وإن تفرقا قبل أن يتقابضا كانت له‬
‫عليه الدراهم ولم يجز الصلح ولو قبض بعضا وبقي بعض جاز الصلح فيما‬
‫قبض وانتقض فيما لم يقبض إذا رضي ذلك المصالح الخذ مإنه الدنانير‬
‫قال الربيع وفيه قول آخر أنه ل يجوز شيء مإن الصلح لنه صالحه مإن‬
‫دنانير على دراهم يأخذها فكان هذا مإثل الصرف لو بقي مإنه درهم انتقض‬
‫الصرف كله وهو‬

‫صفحة ‪1099 :‬‬

‫مإعنى قول الشافعي في غير هذا الموضع وإذا ادعى رجل شقصا في‬
‫دار فأقر له به المدعى عليه وصالحه مإنه على عبد بعينه أو ثياب بأعيانها‬
‫أو مإوصوفة إلى أجل مإسمى فذلك جائز وليس له أن يبيع مإا صالحه مإن‬
‫ذلك قبل أن يقبضه كما ل يكون له أن يبيع مإا اشترى قبل أن يقبضه‬
‫والصلح بيع مإا جاز فيه جاز في البيع ومإا رد فيه رد في البيع وسواء‬
‫مإوصوف أو بعينه ل يبيعه حتى يقبضه وهكذا كل مإا صالح عليه مإن كيل‬
‫أو عين مإوصوف ليس له أن يبيعه مإنه ول مإن غيره حتى يقبضه لن النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم نهى عن بيع الطعامأ إذا ابتيع حتى يقبض وكل شيء‬
‫ابتيع عندنا بمنزلتة وذلك أنه مإضمون مإن مإال البائع فل يبيع مإا ضمانه مإن‬
‫مإلك غيره وإذا ادعى رجل على رجل دعوى فأقر له بها فصالحه على‬
‫عبدين بأعيانهما فقبض أحدهما ومإات الخر قبل القبض فالمصالح بالخيار‬
‫في رد العبد ويرجع على حقه مإن الدار أو إجازة الصلح بحصة العبد‬
‫المقبوض ويكون له نصيبه مإن الدار بقدر حصة العبد الميت قبل أن يقبضه‬
‫ولو كان الصلح على عبد فمات بطل الصلح وكان على حقه مإن الدار‬
‫ولو لم يمت ولكن رجل جنى عليه فقتله خير بين أن يجيز الصلح ويتبع‬
‫الجاني أو يرد الصلح ويتبعه رب العبد البائع له وهكذا لو قتله عبد أو‬
‫حر ولو كان الصلح على خدمإة عبد سنة فقتل العبد فأخذ مإالكه قيمته‬
‫فل يجبر المصالح ول رب العبد على أن يعطيه عبدا مإكانه فإن كان‬
‫استخدمإه شيئا جاز مإن الصلح بقدر مإا استخدمإه وبطل مإن الصلح بقدر مإا‬
‫بطل مإن الخدمإة ولو لم يمت العبد ولكنه جرح جرحا فاختار سيده أن‬
‫يدعه يباع كان كالموت والستحقاق ولو ادعى رجل على رجل شيئا فأقر‬
‫له به فصالحه المقر على مإسيل مإاء فإن سمى له عرض الرض التي يسيل‬
‫عليها الماء وطولها ومإنتهاها فجائز إذا كان يملك الرض لم يجز إل بأن‬
‫يقول يسيل الماء في كذا وكذا لوقت مإعلومأ كما ل يجوز الكراء إل إلى‬
‫وقت مإعلومأ وإن لم يسم إل مإسيل لم يجز ولو صالحه على أن يسقي‬
‫أرضا له مإن نهر أو عين وقتا مإن الوقات لم يجز ولكنه يجوز له لو‬
‫صالحه بثلث العين أو ربعها وكان يملك تلك العين وهكذا لو صالحه على‬
‫أن يسقي مإاشية له شهرا مإن مإائه لم يجز وإذا كانت الدار لرجلين‬
‫لحدهما مإنها أقل مإما للخر فدعا صاحب النصيب الكثير إلى القسم وكرهه‬
‫صاحب النصيب القليل لنه ل يبقى له مإنه مإا ينتفع به أجبرته على القسم‬
‫وهكذا لو كانت بين عدد فكان أحدهم ينتفع والخرون ل ينتفعون أجبرتهم‬
‫على القسم للذي دعا إلى القسم وجمعت للخرين نصيبهم إن شاءوا وإذا‬
‫كان الضرر عليهم جميعا لم أقسم إنما يقسم إذا كان أحدهم‬

‫صفحة ‪1100 :‬‬

‫يصير إلى مإنفعة وإن قلت‬


‫الحوالة‬
‫أخبرنا الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي إمإلء قال والقول عندنا وال‬
‫تعالى أعلم مإا قال مإالك بن أنس إن الرجل إذا أحال الرجل على الرجل‬
‫بحق له ثم أفلس المحال عليه أو مإات لم يرجع المحال على المحيل أبدا‬
‫فإن قال قائل مإا الحجة فيه قال مإالك بن أنس أخبرنا عن أبي الزناد عن‬
‫العرج عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال مإطل الغنى‬
‫ظلم وإذا اتبع أحدكم على مإلىء فليتبع فإن قال قائل ومإا في هذا مإما‬
‫يدل على تقوية قولك قيل أرأيت لو كان المحال يرجع على المحيل كما‬
‫قال مإحمد بن الحسن إذا أفلس المحال عليه في الحياة أو مإات مإفلسا‬
‫هل يصير المحال على مإن أحيل أرأيت لو أحيل على مإفلس وكان حقه‬
‫نائيا عن المحيل هل كان يزداد بذلك إل خيرا إن أيسر المفلس وإل‬
‫فحقه حيث كان ول يجوز إل أن يكون في هذا أمإا قولنا إذا برئت مإن‬
‫حقك وضمنه غيري فالبراءة ل ترجع إلى أن تكون مإضمونة وإمإا ل تكون‬
‫الحوالة جائزة فكيف يجوز أن أكون بريئا مإن دينك إذا أحلتك لو حلفت‬
‫وحلفت مإالك على حق بررنا فإن أفلس عدت علي بشيء بعد برئت مإنه‬
‫بأمإر قد رضيت به جائزا بين المسلمين واحتج مإحمد بن الحسن بأن عثمان‬
‫قال في الحوالة والكفالة يرجع صاحبه ل توي على مإال مإسلم وهو في‬
‫أصل قوله يبطل مإن وجهين ولو كان ثابتا عن عثمان لم يكن فيه حجة‬
‫إنما شك فيه عن عثمان ولو ثبت ذلك عن عثمان احتمل حديث عثمان‬
‫خلفه وإذا أحال الرجل على الرجل بالحق فأفلس المحال عليه أو مإات ول‬
‫شيء له لم يكن للمحتال أن يرجع على المحيل مإن قبل أن الحوالة تحول‬
‫حق مإن مإوضعه إلى غيره ومإا تحول لم يعد والحوالة مإخالفة للحمالة مإا‬
‫تحول عنه لم يعد إل بتجديد عودته عليه ونأخذ المحتال عليه دون المحيل‬
‫بكل حال‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫سقوط المعدود إل مإن الطريقين اللذين ذكرهما وهو غلط‬
‫مإن بعض الرواة الذين ل يتقنون لفظ‬

‫‪.‬الحديث‬

‫وذكر الواحدي وغيره مإن المفسرين أن سقوط التاء مإن قوله تعالى‪:‬‬
‫)يتربصن بأنفسهن أربعة‬
‫‪.‬أشهر وعشرا( لتغليب الليالي على اليامأ‪ .‬انتهى‬

‫هذا كله في اليامأ والليالي أمإا إذا كان المعدود مإذكرا أو مإؤنثا غيرها‬
‫فل وجه إل مإطابقة‬

‫القاعدة الصلية مإن إثبات التاء في المذكر وحذفها في المؤنث ذكرت‬


‫المعدود أو حذفته قال‬

‫صفحة ‪1101 :‬‬

‫باب الضمان‬
‫أخبرنا الربيع قال قال الشافعي رحمه ال وإذا تحمل أو تكفل الرجل عن‬
‫الرجل بالدين فمات الحميل قبل يحل الدين فللمتحمل عليه أن يأخذه بما‬
‫حمل له به فإذا قبض مإاله برئ الذي عليه الدين والحميل ولم يكن لورثة‬
‫الحميل أن يرجعوا على المحمول عنه بما دفعوا عنه حتى يحل الدين‬
‫وهكذا لو مإات الذي عليه الحق كان للذي له الحق أن يأخذه مإن مإاله‬
‫فإن عجز عنه لم يكن له أخذه حتى يحل الدين وقال في الحمالة أخبرنا‬
‫الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي قال إذا تحمل أو تكفل الرجل عن‬
‫الرجل بدين فمات المحتمل قبل أن يحل الدين فللمحتمل عنه أن يأخذه‬
‫بما حمل له به فإذا قبض مإاله برئ الذي عليه الدين والحميل ولم يكن‬
‫لورثة الحميل أن يرجعوا على المحمول عنه بما دفعوا عنه حتى يحل الدين‬
‫وهكذا لو مإات الذي عليه الحق كان للذي له الحق أن يأخذه مإن مإاله‬
‫فإذا عجز عنه لم يكن له أن يأخذه حتى يحل الدين قال الشافعي وإذا‬
‫كان للرجل على الرجل المال فكفل له به رجل آخر فلرب المال أن‬
‫يأخذهما وكل واحد مإنهما ول يبرأ كل واحد مإنهما حتى يستوفي مإاله إذا‬
‫كانت الكفالة مإطلقة فإذا كانت الكفالة بشرط كان للغريم أن يأخذ الكفيل‬
‫على مإا شرط له دون مإالم يشرط له وإذا قال الرجل للرجل مإا قضى لك‬
‫به على فلن أو شهد لك به عليه شهود أو مإا أشبه هذا فأنا له ضامإن‬
‫لم يكن ضامإنا لشيء مإن قبل أنه قد يقضي له ول يقضي ويشهد له ول‬
‫يشهد له فل يلزمإه شيء مإما شهد به بوجوه فلما كان هذا هكذا لم يكن‬
‫هذا ضمانا وإنما يلزمأ الضمان بما عرفه الضامإن فأمإا مإا لم يعرفه فهو مإن‬
‫المخاطرة وإذا ضمن الرجل دين الميت بعد مإا يعرفه ويعرف لمن هو‬
‫فالضامإن له لزمأ ترك الميت شيئا أو لم يتركه فإذا كفل العبد المأذون له‬
‫في التجارة فالكفالة باطلة لن الكفالة استهلك مإال ل كسب مإال فإذا كنا‬
‫نمنعه أن يستهلك مإن مإاله شيئا قل أو كثر فكذلك نمنعه أن يكفل فيغرمأ‬
‫مإن مإاله شيئا قل أو كثر أخبرنا ابن عيينه عن هرون بن رياب عن كنانة‬
‫بن نعيم عن قبيصة ابن المخارق قال حملت حمالة فأتيت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فسألته فقال يا قبيصة المسألة حرمإت إل في ثلث رجل‬
‫تحمل حمالة فحلت له المسألة وذكر الحديث قال الشافعي ولو أقر لرجل‬
‫أنه كفل له بمال على أنه بالخيار وأنكر المكفول له الخيار ول بينة بينهما‬
‫فمن جعل القرار واحدا أحلفه مإا كفل له إل على أنه بالخيار وأبرأه‬
‫والكفالة ل تجوز بخيار ومإن زعم أنه يبعض عليه إقراره فيلزمإه مإا يضره‬
‫ألزمإه الكفالة بعد أن يحلف المكفول له لقد جعل له كفالة بت‬
‫صفحة ‪1102 :‬‬

‫ل خيار فيه والكفالة بالنفس على الخيار ل تجوز وإذا جازت بغير‬
‫خيار فليس يلزمأ الكافل بالنفس مإال إل أن يسمى مإال كفل به ول تلزمأ‬
‫الكفالة بحد ول قصاص ول عقوبة ل تلزمأ الكفالة إل بالمإوال ولو كفل له‬
‫بما لزمأ رجل في جروح عمد فإن أراد القصاص فالكفالة باطلة وإن أراد‬
‫أرش الجراح فهو له والكفالة لزمإة لنها كفالة بمال وإذا اشترى رجل مإن‬
‫رجل دارا فضمن له رجل عهدتها أو خلصها فاستحقت الدار رجع المشتري‬
‫بالثمن على الضامإن إن شاء لنه ضمن له خلصها والخلص مإال يسلم‬
‫وإذا أخذ الرجل مإن الرجل كفيل بنفسه ثم أخذ مإنه‬
‫الشركة‬
‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال شركة المفاوضة باطل ول أعرف شيئا‬
‫مإن الدنيا يكون باطل إن لم تكن شركة المفاوضة باطل إل أن يكونا‬
‫شريكين يعدان المفاوضة خلط المال والعمل فيه واقتسامأ الربح فهذا ل بأس‬
‫به وهذه الشركة التي يقول بعض المشرقيين لها شركة عنان وإذا اشتركا‬
‫مإفاوضة وتشارطا أن المفاوضة عندهما هذا المعنى فالشركة صحيحة ومإا رزق‬
‫أحدهما مإن غير هذا المال الذي اشتركا فيه مإن تجارة أو إجارة أو كنز‬
‫أو هبة أو غير ذلك فهو له دون صاحبه وإن زعما أن المفاوضة عندهما‬
‫بأن يكونا شريكين في كل مإا أفادا بوجه مإن الوجوه بسبب المال وغيره‬
‫فالشركة بينهما فاسدة ول أعرف القمار إل في هذا أو أقل مإنه أن يشترك‬
‫الرجلن بمائتي درهم فيجد أحدهما كنزا فيكون بينهما أرأيت لو تشارطا‬
‫على هذا مإن غير أن يتخالطا بمال أكان يجوز أو رأيت رجل وهب له‬
‫هبة أو أجر نفسه في عمل فأفاد مإال مإن عمل أو هبة أيكون الخر له‬
‫فيه شريكا لقد أنكروا أقل مإن هذا‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫تعالى‪) :‬فاستشهدوا عليهن أربعة مإنكم( وقال تعالى‪) :‬سيقولون‬
‫ثلثة رابعهم كلبهم ويقولون‬

‫خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامإنهم كلبهم( وقال‬
‫تعالى‪) :‬مإا يكون مأ‬

‫ثلثة إل رابعهم ول خمسة إل هو سادسهم( و قال تعالى‪) :‬عليها تسعة‬


‫‪:‬عشر( وقال تعالى‬

‫فالمعدود في هذه اليات كلها مإذكر وقد حذف )وكنتم أزواجا ثلثة (‬
‫في الية الولى والثانية‬

‫والثالثة والرابعة وأتي به مإوصوفا في الخامإسة وثبتت التاء في جميع ذلك‬


‫‪:‬وكذلك قوله تعالى‬

‫والقول بجواز حذف التاء في )ويحمل عرش ربك فوقهم يومإئذ ثمانية (‬
‫مإثل ذلك يحتاج إلى نقل‬

‫‪.‬ول يكاد يقدر عليه‬


‫وقال النووي في قوله صلى ال عليه وسلم‪) :‬بست مإن شوال(‪ :‬إنما‬
‫حذفت الهاء مإن ستة لن‬

‫صفحة ‪1103 :‬‬

‫الوكالة‬
‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي إمإلء قال وإذا وكل الرجل الرجل بوكالة‬
‫فليس للوكيل أن يوكل غيره مإرض الوكيل أو أراد الغيبة أو لم يردها لن‬
‫الموكل رضي بوكالته ولم يرض بوكالة غيره وإن قال وله أن يوكل مإن رأى‬
‫كان ذلك له برضا الموكل وإذا وكل الرجل الرجل وكالة ولم يقل له في‬
‫الوكالة أنه وكله بأن يقر عليه ول يصالح ول يبرئ ول يهب فإن فعل فما‬
‫فعل مإن ذلك كله باطل لنه لم يوكله به فل يكون وكيل فيما لم يوكله‬
‫وإذا وكل الرجل الرجل بطلب حد له أو قصاص قبلت الوكالة على تثبيت‬
‫البينة فإذا حضر الحد أو القصاص لم أحدده ولم أقصص حتى يحضر‬
‫المحدود له والمقتص له مإن قبل أنه قد يعزله فيبطل القصاص ويعفو وإذا‬
‫كان لرجل على رجل مإال وهو عنده فجاء رجل فذكر أن صاحب المال‬
‫وكله به وصدقه الذي في يديه المال لم أجبره على أن يدفعه إليه فإذا‬
‫دفعه إليه لم يبرأ مإن المال بشيء إل أن يقر صاحب المال بأنه وكله أو‬
‫تقومأ بينة عليه بذلك وكذلك لو ادعى هذا الذي ادعى الوكالة دينا على‬
‫رب المال لم يجبر الذي في يديه المال أن يعطيه إياه وذلك أن إقراره‬
‫إياه به إقرار مإنه على غيره ول يجوز إقراره على غيره وإذا وكل الرجل‬
‫الرجل عند القاضي بشيء أثبت القاضي بينته على الوكالة وجعله وكيل حضر‬
‫مإعه الخصم أو لم يحضر مإعه وليس الخصم مإن هذا بسبيل وإذا شهد‬
‫الرجل لرجل أنه وكله بكل قليل وكثير له ولم يزد على هذا فالوكالة غير‬
‫جائزة مإن قبل أنه وكله يبيع القليل والكثير ويحفظه ويدفع القليل والكثير‬
‫وغيره فلما كان يحتمل هذه المعاني وغيرها لم يجز أن يكون وكيل حتى‬
‫يبين الوكالت مإن بيع أو شراء أو وديعة أو خصومإة أو عمارة أو غير‬
‫ذلك قال الشافعي وأقبل الوكالة مإن الحاضر مإن الرجال والنساء في العذر‬
‫وغير العذر وقد كان علي رضي ال عنه وكل عند عثمان بن عبد ال بن‬
‫جعفر وعلي حاضر فقيل ذلك عثمان وكان يوكل قبل عبد ال بن جعفر‬
‫عقيل بن أبي طالب ول أحسبه إل كان يوكله عند عمر ولعل عند أبي‬
‫بكر وكان علي يقول إن للخصومإة قحما وإن الشيطان يحضرها‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫العرب إنما تلتزمأ التيان بالهاء في المذكر الذي هو‬
‫دون أحد عشر إذا صرحت بلفظ المذكر‬

‫كقوله ال تعالى‪) :‬وثمانية أيامأ( فأمإا إذا لم يأتوا بلفظ المذكر فيجوز‬
‫‪ .‬إثبات الهاء وحذفها فتقول‪ :‬سومإزوكل ةظوفحم قوقحل عيمج‬

‫صمنا ستا ولبثنا عشرا وتريد اليامأ ونقله الفراء وابن السكيت وغيرهما‬
‫عن العرب ول‬

‫‪.‬يتوقف فيه إل جاهل غبي‬


‫صفحة ‪1104 :‬‬

‫جماع مإا يجوز إقراره إذا كان ظاهرا‬


‫قال الشافعي رحمه ال تعالى أقر مإاعز عند النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫بالزنا فرجمه وأمإر أنيسا أن يغدو على امإرأة رجل فإن اعترفت بالزنا فارجمها‬
‫قال الشافعي وكان هذا في مإعنى مإا وصفت مإن حكم ال تبارك وتعالى أن‬
‫للمرء وعليه مإا أظهر مإن القول وأنه أمإين على نفسه فمن أقر مإن البالغين‬
‫غير المغلوبين على عقولهم بشيء يلزمإه به عقوبة في بدنه مإن حد أو قتل‬
‫أو قصاص أو ضرب أو قطع لزمإه ذلك القرار حرا كان أو مإملوكا‬
‫مإحجورا كان أو غير مإحجور عليه لن كل هؤلء مإمن عليه الفرض في‬
‫بدنه ول يسقط إقراره عنه فيما لزمإه في بدنه لنه إنما يحجر عليه في‬
‫مإاله ل بدنه ول عن العبد وإن كان مإال لغيره لن التلف علي بدنه بشيء‬
‫يلزمإه بالفرض كما يلزمإه الوضوء للصلة وهذا مإا ل أعلم فيه مإن أحد‬
‫سمعت مإنه مإمن أرضى خلفا وقد أمإرت عائشة رضي ال تعالى عنها بعبد‬
‫أقر بالسرقة فقطع وسواء كان هذا الحد ل أو بشيء أوجبه ال لدمإي‬
‫قال الشافعي ومإا أقر به الحران البالغان غير المحجورين في أمإوالهما بأي‬
‫وجه أقرا به لزمإهما كما أقرا به ومإا أقر به الحران المحجوران في أمإوالهما‬
‫لم يلزمأ واحد مإنهما في حال الحجر ول بعده في الحكم في الدنيا‬
‫ويلزمإهما فيما بينهما وبين ال عز وجل تأديته إذا خرجا مإن الحجر إلى مإن‬
‫اقرا له به وسواء مإن أي وجه كان ذلك القرار إذا كان ل يلزمأ إل‬
‫أمإوالهما بحال وذلك مإثل أن يقرا بجناية خطأ أو عمد ل قصاص فيه أو‬
‫شراء أو عتق أو بيع أو استهلك مإال فكل ذلك ساقط عنهما في الحكم‬
‫قال الشافعي وإذا أقرا بعمد فيه قصاص لزمإهما ولولي القصاص إن شاء‬
‫القصاص وإن شاء أخذ ذلك مإن أمإوالهما مإن قبل أن عليهما فرضا في‬
‫أنفسهما وإن مإن فرض ال عز وجل القصاص فلما فرض ال القصاص فلما‬
‫فرض ال القصاص دل على أن لولي القصاص أن يعفو القصاص ويأخذ‬
‫العقل ودلت عليه السنة فلزمأ المحجور عليهما البالغين مإا أقرا به وكان لولي‬
‫القتيل القتيل الخيار في القصاص وعفوه على مإال يأخذه مإكانه وهكذا العبد‬
‫البالغ فيما أقر به مإن جرح أو نفس فيها قصاص فلولي القتيل أو المجروح‬
‫أن يقتص مإنه أو يعفو القصاص على أن يكون العقل في عنق العبد وإن‬
‫كان العبد مإال للسيد قال الشافعي ولو اقر العبد بجناية عمدا ل قصاص‬
‫فيها أو خطأ لم يلزمإه في حال العبودية مإنها شيء ويلزمإه إذاعتق يومإا مإا‬
‫في مإاله قال الشافعي ومإا أقر به المحجوران مإن غصب أو قتل أو غيره‬
‫مإما ليس فيه حد بطل عنهما مإعا فيبطل عن المحجورين الحرين بكل حال‬
‫ويبطل عن العبد في حال العبودية ويلزمإه‬

‫صفحة ‪1105 :‬‬

‫أرش الجناية التي اقر بها إذا عتق لنه إنما أبطلته عنه لنه مإلك له‬
‫في حال العبودية ل مإن جهة حجرى على الحر في مإاله قال الشافعي‬
‫وسواء مإا أقر به العبد المأذون له في التجارة أو غير المأذون له فيها‬
‫والعاقل مإن العبيد والمقصر إذا كان بالغا غير مإغلوب على عقله مإن كل‬
‫شيء إل مإا اقر به العبد فيما وكل به وأذن له فيه مإن التجارة قال‬
‫الشافعي وإذا اقر الحران المحجوران والعبد بسرقة في مإثلها القطع قطعوا‬
‫مإعا ولزمأ الحرين غرمأ السرقة في أمإوالهما والعبد في عنقه قال الشافعي ولو‬
‫بطلت الغرمأ عن المحجورين للحجر والعبد لنه يقر في رقبته لم أقطع‬
‫واحدا مإنهما لنهما ل يبطلن إل مإعا ول يحقان إل مإعا قال الشافعي ولو‬
‫أقروا مإعا بسرقة بالغة مإا بلغت ل قطع فيها أبطلتها عنهم مإعا عن‬
‫المحجورين لنهما مإمنوعان مإن أمإوالهما وعن العبد لنه يقر في عنقه بل‬
‫حد في بدنه وهكذا مإا اقر به المرتد مإن هؤلء في حال ردته ألزمإته إياه‬
‫كما ألزمإه إياه قبل ردته قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا أقر مإن لم‬
‫يبلغ الحلم مإن الرجال ول المحيض مإن النساء ولم يستكمل خمس عشرة‬
‫سنة بحق ال أو حق لدمإي في بدنه أو مإاله فذلك كله ساقط عنه لن‬
‫ال عز وجل إنما خاطب بالفرائض التي فيها المإر والنهي العاقلين البالغين‬
‫قال الشافعي ول ننظر في هذا إلى الثبات والقول قول المقر إن قال لم‬
‫أبلغ والبينة على المدعي قال الشافعي وإذا أقر الخنثى المشكل وقد احتلم‬
‫ولم يستكمل خمس عشرة سنة وقف إقراره فإن حاض وهو مإشكل فل‬
‫يلزمإه إقراره حتى يبلغ خمس عشرة سنة وكذلك إن حاض ولم يحتلم ل‬
‫يجوز إقرار الخنثى المشكل بحال حتى يستكمل خمس عشر سنة وهذا‬
‫سواء في الحرار والمماليك إذا قال سيد المملوك أو أبو الصبي لم يبلغ‬
‫وقال المملوك أو الصبي قد بلغت فالقول قول الصبي والمملوك إذا كان‬
‫يشبه مإا قال فإن كان ل يشبه مإا قال لم يقبل قوله ولو صدقه أبوه أل‬
‫ترى أنه لو أقر به والعلم يحيط أن مإثله ل يبلغ خمس عشرة لم يجز أن‬
‫أقبل إقراره وإذا أبطلته عنه في هذه الحال لم ألزمإه الحر ول المملوك بعد‬
‫البلوغ ول بعد العتق في الحكم ويلزمإهم فيما بينهم وبين ال عز وجل أن‬
‫يؤدوا إلى العباد في ذلك حقوقهم‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫والظاهر أن مإراده بما نقله الفراء وابن السكيت وغيرهما‬
‫عن العرب ‪ -‬الحذف كما حكاه‬

‫الكسائي وأمإا التصريح بالوجهين عن العرب فمخالف لكلمأ سيبويه‬


‫والزمإخشري فينبغي أن‬

‫يتوقف فيه إذ ليس في كلمإه تصريح بنقله نعم‪ :‬جواز الوجهين قد ثبت‬
‫مإن كلمأ سيبويه كما‬

‫صفحة ‪1106 :‬‬

‫إقرار المغلوب على عقله‬


‫قال الشافعي رحمه ال تعالى مإن أصابه مإرض مإا كان المرض فغلب على‬
‫عقله فأقر في حال الغلبة على عقله فإقراره في كل مإا أقر به ساقط لنه‬
‫ل فرض عليه في حاله تلك وسواء كان ذلك المرض بشيء أكله أو شربه‬
‫ليتداوى به فأذهب عقله أو بعارض ل يدري مإا سببه قال الشافعي ولو‬
‫شرب رجل خمرا أو نبيذا مإسكرا فسكر لزمإه مإا أقر به وفعل مإما ل‬
‫وللدمإيين لنه مإمن تلزمإه الفرائض ولن عليه حرامإا وحلل وهو آثم بما‬
‫دخل فيه مإن شرب المحرمأ ول يسقط عنه مإا صنع ولن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ضرب في شرب الخمر قال الشافعي ومإن أكره فأوجر خمرا‬
‫فأذهب عقله ثم أقر لم يلزمإه إقراره لنه ل ذنب له فيما صنع قال‬
‫الشافعي ولو أقر في صحته أنه فعل شيئا في حال ضر غلبه على عقله‬
‫لم يلزمإه في ذلك حد بحال ل ل ول للدمإيين كأن أقر أنه قطع رجل‬
‫أو قتله أو سرقه أو قذفه أو زنى فل يلزمإه قصاص ول قطع ول حد في‬
‫الزنا ولولي المقتول أو المجروح إن شاء أن يأخذ مإن مإاله الرش وكذلك‬
‫للمسروق أن يأخذ قيمة السرقة وليس للمقذوف شيء لنه ل أرش للقذف‬
‫ثم هكذا البالغ إذا اقر أنه صنع مإن هذا في الصغر ل يختلف أل ترى‬
‫أنه لو أقر في حال غلبته على عقله وصغره فأبطلته عنه ثم قامإت به عليه‬
‫بينة أخذت مإنه مإا كان في مإاله دون مإا كان في بدنه فإقراره بعد البلوغ‬
‫أكثر مإن بينة لو قامإت عليه ولو أقر بعد الحرية أنه فعل مإن هذا شيئا‬
‫وهو مإملوك بالغ ألزمإته حد المملوك فيه كله فإن كان قذفا حددته أربعين‬
‫أوزنا حددته خمسين ونفيته نصف سنة إذا لم يحد قبل إقراره أو قطع يد‬
‫حر أو رجله عمدا اقتصصت مإنه إل أن يشاء المقتص له أخذ الرش‬
‫وكذلك لو قتله وكذلك لو اقر بأنه فعله بمملوك يقتص مإنه لنه لو جنى‬
‫على مإملوك وهو مإملوك فأعتق ألزمإته القصاص إل أنه يخالف الحر في‬
‫خصلة مإا أقربه مإن مإال ألزمإته إياه نفسه إذا أعتق لنه بإقرار كما يقر‬
‫الرجل بجناية خطأ فأجعلها في مإاله دون عاقلته ولو قامإت عليه بينة بجناية‬
‫خطأ تلزمأ عنقه وهو مإملوك ألزمإت سيده القل مإن قيمته يومأ جنى والجناية‬
‫لنه أعتقه فحال يتعقه دون بيعه‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫‪.‬سبق وإن كان أحدهما لي سيحد كلمأ العرب‬
‫وطعن بعضهم في حكاية الكسائي ول يلتفت إلى هذا الطعن مإع صحة‬
‫الحديث بمثله‬

‫ومإعاضدة الفراء وابن السكيت وغيرهما للكسائي وكل مإنهم إمإامأ وتوجيهها‪:‬‬
‫أنه لما ثبت‬

‫جواز‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد اليامأ والليالي جميعا كما سبق مإن كلمأ‬
‫سيبويه وكما دلت‬

‫صفحة ‪1107 :‬‬

‫إقرار الصبي‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى ومإا أقر به الصبي مإن حد ل عز وجل أو‬
‫لدمإي أو حق في مإاله أو غيره فإقراره ساقط عنه وسواء كان الصبي‬
‫مإأذونا له في التجارة أذن له به أبوه أو وليه مإن كان أو حاكم ول يجوز‬
‫للحاكم أن يأذن له في التجارة فإن فعل فإقراره ساقط عنه وكذلك شراؤه‬
‫وبيعه مإفسوخ ولو أجزت إقراره إذا أذن له في التجارة أجزت أن يأذن له‬
‫أبوه بطلق امإرأته فألزمإه أو يأمإره فيقذف رجل فأحده أو يجرح فأقتص مإنه‬
‫فكان هذا ومإا يشبهه أولى أن يلزمإه مإن إقراره لو أذن له في التجارة لنه‬
‫شيء فعله بأمإر أبيه وأمإر أبيه في التجارة ليس بإذن بالقرار‬
‫الكراه ومإا في مإعناه‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى قال ال عز وجل إل مإن أكره وقلبه‬
‫مإطمئن باليمان الية قال الشافعي وللكفر أحكامأ كفراق الزوجة وأن يقتل‬
‫الكافر ويغنم مإاله فلما وضع ال عنه سقطت عنه أحكامأ الكراه على القول‬
‫كله لن العظم إذا سقط عن الناس سقط مإا هو أصغر مإنه ومإا يكون‬
‫حكمه بثبوته عليه قال الشافعي والكراه أن يصير الرجل في يدي مإن ل‬
‫يقدر على المإتناع مإنه مإن سلطان أو لص أو مإتغلب على واحد مإن هؤلء‬
‫ويكون المكره يخاف خوفا عليه دللة أنه إن امإتنع مإن قول مإا أمإر به‬
‫يبلغ به الضرب المؤلم أو أكثر مإنه أو إتلف نفسه قال الشافعي فإذا‬
‫خاف هذا سقط عنه حكم مإا أكره عليه مإن قول مإا كان القول شراء أو‬
‫بيعا أو إقرارا لرجل بحق أو حد أو إقرارا بنكاح أو عتق أو طلق أو‬
‫إحداث واحد مإن هذا وهو مإكره فأي هذا أحدث وهو مإكره لم يلزمإه قال‬
‫الشافعي ولو كان ل يقع في نفسه أنه يبلغ به شيء مإما وصفت لم يسع‬
‫أن يفعل شيئا مإما وصفت أنه يسقط عنه ولو أقر أنه فعله غير خائف‬
‫على نفسه ألزمإته حكمه كله في الطلق والنكاح وغيره وإن حبس فخاف‬
‫طول الحبس أو قيد فخاف طول القيد أو أوعد فخاف أن يوقع به مإن‬
‫الوعيد بعض مإا وصفت أن الكراه ساقط به سقط عنه مإا أكره عليه قال‬
‫الشافعي ولو فعل شيئا له حكم فأقر بعد فعله أنه لم يخف أن يوفى له‬
‫بوعيد ألزمإته مإا أحدث مإن إقرار أو غيره قال الشافعي ولو حبس فخاف‬
‫طول الحبس أو قيد فقال ظننت أني إذا امإتنعت مإما أكرهت عليه لم‬
‫ينلني حبس أكثر مإن ساعة أو لم ينلني عقوبة خفت أن ل يسقط المأثم‬
‫عنه فيما فيه مإأثم مإما قال قال الشافعي فأمإا الحكم فيسقط عنه مإن قبل‬
‫أن الذي به الكره كان ولم يكن على يقين مإن التخلص قال الشافعي ولو‬
‫حبس ثم خلي ثم أقر لزمإه القرار وهكذا‬

‫صفحة ‪1108 :‬‬

‫لو ضب ضربة أو ضربات ثم خلي فأقر ولم يقل له بعد ذلك ولم‬
‫يحدث له خوف له سبب فأحدث شيئا لزمإه وإن أحدث له أمإر فهو بعد‬
‫سبب الضرب والقرار ساقط عنه قال وإذا قال الرجل لرجل أقررت لك‬
‫بكذا وأنا مإكره فالقول قوله مإع يمينه وعلى المقر له البينة على إقراره له‬
‫مإكره قال الربيع وفيه قول آخر أن مإن أقر بشيء لزمإه إل أن يعلم أنه‬
‫كان مإكرها قال الشافعي ويقبل قوله إذا كان مإحبوسا وإن شهدوا أنه غير‬
‫مإكره وإذا شهد شاهدان أن فلنا أقر لفلن وهو مإحبوس بكذا أو لدى‬
‫سلطان بكذا فقال المشهود عليه أقررت لغم الحبس أو لكراه السلطان‬
‫فالقول قوله مإع يمينه إل أن تشهد البينة أنه أقر عند السلطان غير مإكره‬
‫ول يخاف حين شهدوا أنه أقر غير مإكره ول مإحبوس بسبب مإا أقر له‬
‫وهذا مإوضوع بنصه في كتاب الكراه سئل الربيع عن كتاب الكراه فقال ل‬
‫أعرفه قال الشافعي رحمه ال تعالى ول يجوز عندي أن ألزمأ أحدا إقرارا إل‬
‫بين المعنى فإذا احتمل مإا أقر به مإعنيين ألزمإته القل وجعلت القول قوله‬
‫ول ألزمإه إل ظاهر مإا أقربه بينا وإن سبق إلى القلب غير ظاهر مإا قال‬
‫وكذلك ل ألتفت إلى سبب مإا أقر به إذا كان لكلمإه ظاهر يحتمل خلف‬
‫السبب لن الرجل قد يجيب على خلف السبب الذي كلم عليه لما‬
‫وصفت مإن أحكامأ ال عز وجل فيما بين العباد على الظاهر‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫عليه الية الكريمة ومإا ذاك إل لتغليب الليالي على‬
‫اليامأ وجعل اليامأ تابعة لليالي أجري عليها‬

‫هذا الحكم عند إرادة اليامأ وحدها كقولك‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد‬
‫اليامأ‪ .‬أو‪ :‬صمت‬

‫خمسا إذ ل يمكن إرادة الليالي في الصومأ وصار اليومأ كأنه مإندرج‬


‫تحت اسم الليلة وجزء مإنها‬

‫فيدل عليه باسمها سواء أريدت حقيقة ذلك السم مإن الليلة واليومأ تابع‬
‫لها أمأ لم ترد واقتصر‬

‫‪.‬على إرادة مإا يتبعها وهو اليومأ‬

‫ونقل أبو حيان أنه يقال‪ :‬صمت خمسة وأنه فصيح‪ .‬وهذا إن صح ل‬
‫يعارض قول سيبويه‬

‫والزمإخشري لنهما إنما قال فيما يمكن إرادة الليالي واليامأ جميعا ول‬
‫شك أنه عند إراتهما تغلب‬

‫الليالي فيضعف التذكير وأمإا عند إرادة المذكر فقط فالتذكير وإثبات الهاء‬
‫هو الصل والحذف‬
‫ورد في الحديث وحكاه الكسائي فالوجهان فيه فصيحان بخلف القسم‬
‫الول فإن الحذف فيه‬

‫أفصح هذا إن ثبت‪ :‬صمنا خمسة كما ادعاه أبو حيان ولعله أخذه مإن‬
‫ابن عصفور فإن‬

‫‪.‬ثبت ذلك صريحا مإن كلمأ غيره وإل فليتوقف فيه‬

‫صفحة ‪1109 :‬‬

‫القار بالشيء غير مإوصوف‬


‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا قال الرجل لفلن على مإال أو عندي‬
‫أو في يدي أو قد استهلكت مإال عظيما أو قال عظيما جدا أو عظيما‬
‫عظيما فكل هذا سواء ويسأل مإا اراد فإن قال أردت دينارا أو درهما أو‬
‫أقل مإن درهم مإما يقع عليه اسم مإال عرض أو غيره فالقول قوله مإع‬
‫يمينه وكذلك إن قال مإال صغيرا أو صغيرا جدا أو صغيرا صغيرا مإن قبل‬
‫أن جميع مإا في الدنيا مإن مإتاعها يقع عليه قليل قال ال تبارك وتعالى‬
‫فما مإتاع الحياة الدنيا في الخرة إل قليل وقليل مإا فيها يقع عليه عظيم‬
‫الثواب والعقاب قال اللهعز وجل وإن كان مإثقال حبة مإن خردل أتينا بها‬
‫وكفى بنا حاسبين وكل مإا أثيب عليه وعذب يقع عليه اسم كثير إن قال‬
‫له على مإال وسط أول قليل ول كثير لن هذا إذا جاز في الكثير كان‬
‫فيما وصفت أنه أقل مإنه أجوز وهكذا إن قال له عندي مإال كثير قليل‬
‫ولو قال لفلن عندي مإال كثير إل مإال قليل كان هكذا ول يجوز إذا‬
‫قال له عندي مإال إل أن يكون بقي له عنده مإال فأقل المال لزمأ له‬
‫ولو قال له عندي مإال وافر وله عندي مإال تافه وله عندي مإال مإغن كان‬
‫كله كما وصفت مإن مإال كثير لنه قد يغني القليل ول يغني الكثير وينمى‬
‫القليل إذا بورك فيه واصلح ويتلف الكثير قال الشافعي فإذا كان المقر‬
‫بهذا حيا قلت له أعط الذي أقررت له مإا شئت مإما يقع عليه اسم مإال‬
‫واحلف له مإا أقررت له بغير مإا أعطيته فإن قال ل أعطيه شيئا جبرته على‬
‫أن يعطيه أقل مإا يقع عليه اسم مإال مإكانه ويحلف مإا أقر له بأكثر مإنه‬
‫فإذا حلف لم ألزمإه غيره وإن امإتنع مإن اليمين قلت للذي يدعي عليه ادع‬
‫مإا أحببت فإذا ادعى قلت للرجل احلف على مإا ادعى فإن حلف بريء‬
‫وإن أبى قلت له اردد اليمين على المدعى فإن حلف أعطيته وإن لم‬
‫يحلف لم أعطه شيئا بنكولك حتى يحلف مإع نكولك قال الشافعي وإن‬
‫كان المقر بالمال غائبا أقر به مإن صنف مإعروف كفضة أو ذهب فسأل‬
‫المقر له أن يعطي مإا أقر له به قلنا إن شئت فانتظر مإقدمإه أو نكتب‬
‫لك إلى حاكم البلد الذي هو به وإن شئت أعطيناك مإن مإاله الذي أقر‬
‫فيه أقل مإا يقع عليه اسم المال وأشهد بأنه عليك فإن جاء فأقر لك‬
‫بأكثر مإنه أعطيت الفضل كما أعطيناك وإن لم يقر لك بأكثر مإنه فقد‬
‫استوفيت وكذلك إن جحدك فقد أعطيناك أقل مإا يقع عليه اسم مإال وإن‬
‫قال مإال ولم ينسبه إلى شيء لم نعطه إل أن يقول هكذا ويحلف أو‬
‫يموت فتحلف ورثته ويعطي مإن مإاله أقل الشياء قال وهكذا إن كان المقر‬
‫حاضرا فغلب على عقله ويحلف على هذا المدعى مإا برئ مإما‬
‫صفحة ‪1110 :‬‬

‫أقر له به بوجه مإن الوجوه ويجعل الغائب والمغلوب على عقله على‬
‫حجته إن كانت له قال الشافعي ومإثل هذا إن أقر له بهذا ثم مإات‬
‫وأجعل ورثة الميت على حجته إن كانت للميت حجة فيما أقر له به قال‬
‫الشافعي وإن شاء المقر له أن تحلف له ورثة الميت فل أحلفهم إل أن‬
‫يدعي علمهم فإن ادعاه أحلفتهم مإا يعلمون أباهم أقر له بشيء أكثر مإما‬
‫أعطيته‬
‫القرار بشيء مإحدود‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى ولو قال رجل لفلن على أكثر مإن مإال‬
‫فلن لرجل آخر وهو يعرف مإال فلن الذي قال له على أكثر مإن مإاله‬
‫أو ل يعرفه أو قال له على أكثر مإما في يديه مإن المال وهو يعرف مإا‬
‫في يديه مإن المال أو ل يعرفه فسواء وأسأله عن قوله فإن قال أردت‬
‫أكثر لن مإاله على حلل والحلل كثير ومإال فلن الذي قلت له على‬
‫أكثر مإن مإاله حرامأ وهو قليل لن مإتاع الدنيا قليل لقلة بقائه ولو قال‬
‫قلت له على أكثر لنه عندي أبقى فهو أكثر بالبقاء مإن مإال فلن ومإا‬
‫في يديه لنه يتلفه فيقبل قوله مإع يمينه مإا أراد أكثر في العدد ول في‬
‫القيمة وكان مإثل القول الول وإن مإات أو خرس أو غلب فهو مإثل الذي‬
‫قال له عندي مإال كثير ولو قال لفلن على أكثر مإن عدد مإا بقي في‬
‫يديه مإن المال أو عدد مإا في يد فلن مإن المال كان القول في أن‬
‫علمه أن عدد مإا في يد فلن مإن المال كذا قول المقر مإع يمينه فلو‬
‫قال علمت أن عدد مإا في يده مإن المال عشرة دراهم فأقررت له بأحد‬
‫عشر حلف مإا أقر له بأكثر مإنه وكان القول قوله ولو أقامأ المقر له شهودا‬
‫أنه قد علم أن في يده ألف درهم لم ألزمإه أكثر مإما قال إن علمت مإن‬
‫قبل أنه يعلم أن في يده ألفا فتخرج مإن يده وتكون لغيره وكذلك لو أقامأ‬
‫بينة أنه قال له أو أن الشهود قالوا له نشهد أن له ألف درهم فقال له‬
‫على أكثر مإن مإاله كان القول قوله لنه قد يكذب الشهود ويكذبه بما‬
‫ادعى أن له مإن المال وإن اتصل ذلك بكلمإهم وقد يعلم لو صدقهم أن‬
‫مإاله هلك فل يلزمإه مإما لغريمه إل مإا أحطنا أنه أقر به ولو قال قد‬
‫علمت أن له ألف دينار فأقررت له بأكثر مإن عددها فلوسا كان القول‬
‫قوله وهكذا لو قال أقررت بأكثر مإن عددها حب حنطة أو غيره كان‬
‫القول قوله مإع يمينه ولو قال رجل لرجل لي عليك ألف دينار فقال لك‬
‫على مإن الذهب أكثر مإما كان عليه أكثر مإن ألف دينار ذهبا فالقول في‬
‫الذهب الرديء وغير المضروب قول المقر ولو كان قال لي عليك ألف‬
‫دينار فقال لك عندي أكثر مإن مإالك لم ألزمإه أكثر مإن ألف دينار وقلت‬
‫له كم مإاله فإن قال دينار أو درهم أو فلس ألزمإته أقل مإن دينار أو‬
‫درهم وفلس لنه قد يكذبه بأن له‬

‫صفحة ‪1111 :‬‬

‫ألف دينار وكذلك لو شهدت له بينة بذلك فأقر بعد شهود البينة أو‬
‫قبل لنه قد يكذب البينة ول ألزمإه ذلك حتى يقول قد علمت أن له‬
‫ألف دينار فأقررت بأكثر مإنها ذهبا وإن قال له على شيء ألزمإته أي شيء‬
‫قال وأقل مإا يقع عليه اسم شيء مإما أقر به‬
‫القرار للعبد والمحجور عليه‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا أقر الرجل لعبد رجل مإأذون له في‬
‫التجارة أو غير مإأذون له فيها بشيء أو لحر أو لحرة مإحجورين أو غير‬
‫مإحجورين لزمإه القرار لكل واحد مإنهم وكان للسيد أخذ مإا أقر به لعبده‬
‫ولولي المحجورين أخذ مإا أقر به للمحجورين وكذلك لو أقر به لمجنون أو‬
‫زمإن أو مإستأمإن كان لهم أخذ به فلو أقر لرجل ببلد الحرب بشيء غير‬
‫مإكره ألزمإته إقراره له وكذلك مإا أقر به السرى إذا كانوا مإستأمإنين ببلد‬
‫الحرب لهل الحرب وبعضهم لبعض غير مإكرهين ألزمإتهم ذلك كما ألزمإه‬
‫المسلمين في دار السلمأ قال وكذلك الذمإي والحربي المستأمإن يقر للمسلم‬
‫والمستأمإن والذمإي ألزمإه ذلك كله‬
‫القرار للبهائم‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا أقر الرجل لبعير لرجل أو لدابة له أو‬
‫لدار له أو لهذا البعير أو لهذه الدابة أو لهذه الدار علي كذا لم ألزمإه‬
‫شيئا مإما أقر به لن البهائم والحجارة ل تملك شيئا بحال ولو قال على‬
‫بسبب هذا البعير أو سبب هذه الدابة أو سبب هذه الدار كذا وكذا لم‬
‫ألزمإه إقراره لنه ل يكون عليه بسببها شيء إل أن يبين وذلك مإثل أن‬
‫يقول على بسببها أن أحالت علي أو حملت عني أو حملت عنها وهي ل‬
‫تحيل عليه ول يحمل عنها بحال ولو وصل الكلمأ فقال علي بسببها أني‬
‫جنيت فيها جناية ألزمإتني كذا وكذا كان ذلك إقرارا لمالكها لزمإا للمقر‬
‫وكذلك لو قال لسيدها علي بسبها كذا وكذا ألزمإته ذلك ولو لم يزد على‬
‫هذا لنه نسب القرار للسيد وأنه قد يلزمإه بسببها شيء بحال فل أبطله‬
‫عنه وألزمإه بحال ولو قال لسيد هذه الناقة علي بسبب مإا في بطنها كذا‬
‫لم ألزمإه إياه لنه ل يكون عليه بسبب مإا في بطنها شيء أبدا لنه إن‬
‫كان حمل فلم يجن عليه جناية لها حكم لنه لم يسقط فإن لم يكن‬
‫حمل كان أبعد مإن أن يلزمإه شيء بسبب مإا ل يكون بسببه غرمأ أبدا‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫وقال شيخنا ابو مإحمد الدمإياطي‪ :‬سقوط الهاء في )ست‬
‫مإن شوال( مإع سقوط المعدود أو‬

‫ثبوت الهاء في )ستة( مإع ثبوت اليامأ هو المحفوظ الفصيح وورد في‬
‫بعض الطرق المتقدمإة‬

‫صفحة ‪1112 :‬‬

‫القرار لما في البطن‬


‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا قال الرجل هذا الشيء يصفه في يده‬
‫عبد أو دار أو عرض مإن العروض أو ألف درهم أو كذا وكذا مإكيال‬
‫حنطة لما في بطن هذه المرأة لمإرأة حرة أو أمأ ولد لرجل ولدها حر فأب‬
‫الحمل أو وليه الخصم في ذلك وإن أقر بذلك لما في بطن أمإة لرجل‬
‫فمالك الجارية الخصم في ذلك فإذا لم يصل المقر إقراره بشيء فإقراره‬
‫لزمأ له إن ولدت المرأة ولدا حيا لقل مإن ستة أشهر بشيء مإا كان فإن‬
‫ولدت ولدين ذكرا وأنثى أو ذكرين أو أنثيين فما أقر به بينهما نصفين فإن‬
‫ولدت ولدين حيا ومإيتا فما أقربه كله للحي مإنهما فإن ولدت ولدا أو‬
‫ولدين مإيتين سقط القرار عنه وهكذا إن ولدت ولدا حيا أو اثنين لكمال‬
‫ستة أشهر مإن يومأ أقر سقط القرار لنه قد يحدث بعد إقراره فل يكون‬
‫أقر بشيء قال الشافعي وإنما أجيز القرار إذا علمت أنه وقع لبشر قد‬
‫خلق وإذا أقر للحمل فولدت التي أقر لحملها ولدين في بطن أحدهما قبل‬
‫ستة أشهر والخر بعد ستة أشهر فالقرار جائز لهما مإعا لنهما حمل واحد‬
‫قد خرج بعضه قبل ستة أشهر وحكنا نحن وأنت وأكثر المفتين إليه وتركت‬
‫قول صاحبك وإبراهيم النخعي الصدقة في كل قليل وكثير أنبتته الرض وقد‬
‫يجدان تأويل مإن قول ال عز وجل وآتوا حقه يومأ حصاده ولم يذكر قليل‬
‫ول كثيرا ومإن قول النبي صلى ال عليه وسلم فيما سقي بالسماء العشر‬
‫وفيما سقي بالدالية نصف العشر قال أجل قلنا وحديث أبي ثعلبة الخشني‬
‫أن النبي صلى ال عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب مإن السباع ل‬
‫يروى عن غيره علمته إل مإن وجه عن أبي هريرة وليس بالمشهور المعروف‬
‫الرجال فقبلناه نحن وأنت وخالفنا المكيون واحتجوا بقول ال عز وجل قل‬
‫ل أ مإا في هذا المعنى مإما ل يكون لما في بطن المرأة بحال قال‬
‫ولكنه لو قال لما في بطن هذه المرأة عندي هذا العبد أو ألف درهم‬
‫غصبته إياها لزمإه القرار لنه قد يوصي له بما أقر له به فيغصبه إياه‬
‫ومإثل هذا أن يقول ظلمته إياه ومإثله أن يقول استسلفته لنه قد يوصي إليه‬
‫لما في بطن المرأة بشيء يستسلفه وهكذا لو قال استهلكته عليه أو أهلكته‬
‫له وليس هذا كما يقول أسلفنيه مإا في بطنها لن مإا في بطنها ل يسلف‬
‫شيئا ولو قال لما في بطن هذه المرأة عندي ألف أوصي له بها أبي‬
‫كانت له عنده فإن بطلت وصية الحمل بأن يولد مإيتا كانت اللف درهم‬
‫لورثة أبيه ولو قال أوصى له بها فلن إلي فبطلت وصيته كانت اللف‬
‫لورثة الذي أقر أنه أوصى بها له ولو قال لما في بطن هذه المرأة عندي‬
‫ألف درهم أسلفنيها أبوه أو غصبتها اباه كان القرار‬

‫صفحة ‪1113 :‬‬

‫لبيه فإن كان أبوه مإيتا فهي مإوروثة عنه وإن كان حيا فهي له ول‬
‫يلزمإه لما في بطن المرأة شيء ولو قال له على ألف درهم غصبتها مإن‬
‫مإلكه أو كانت في مإلكه فألزمإته القرار فخرج الجنين مإيتا فسأل وارثه‬
‫أخذها سألت المقر فإن جحد أحلفته ولم أجعل عليه شيئا وإن قال أوصي‬
‫بها فلن له فغصبتها أو أقررت بغصبها كاذبا ردت إلى ورثة فلن فإن قال‬
‫قد وهبت لهذا الجنين داري أو تصدقت بها عليه أو بعته إياها لم يلزمإه‬
‫مإن هذا شيء لن كل هذا ل يجوز لجنين ول‬
‫القرار بغصب شيء في شيء‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا قال الرجل غصبتك كذا في كذا يعتبر‬
‫قوله في غير المغصوب وذلك مإثل أن يقول غصبتك ثوبا أو عبدا أو‬
‫طعامإا في رجب سنة كذا فأخبر بالحين الذي غصبه فيه والجنس الذي أقر‬
‫أنه غصبه إياه فكذلك إن قال غصبتك حنطة في بلد كذا أو في صحراء‬
‫أو في أرض فلن أو في أرضك فيعني الذي أصاب الغصب أن الذي فيه‬
‫غير الذي أقر أنه غصبه إياه إنما جعل الموضع الذي أصاب الغصب فيه‬
‫دللة على أنه غصبه فيه كما جعل الشهر دللة على أنه غصب فيه‬
‫كقولك غصبتك حنطة في أرض وغصبتك حنطة مإن أرض وغصبتك زيتا في‬
‫حب وغصبتك زيتا مإن حب وغصبتك سفينة في بحر وغصبتك سفينة مإن‬
‫بحر وغصبتك بعيرا في مإرعى وغصبتك بعيرا مإن مإرعى وبعيرا في بلد كذا‬
‫ومإن بلد كذا وغصبتك كبشا في خيل وكبشا مإن خيل يعني في جماعة‬
‫خيل وغصبتك عبدا في إمإاء وعبدا مإن إمإاء يعني أنه كان مإع إمإاء وعبدا‬
‫في غنم وعبدا في إبل وعبدا مإن غنم وعبدا مإن إبل كقوله غصبتك عبدا‬
‫في سقاء وعبدا في رحى ليس أن السقاء والرحى مإما غصب ولكنه وصف‬
‫أن العبد كان في أحدهما كما وصف أنه كان في إبل أو غنم وهكذا إن‬
‫قال غصبتك حنطة في سفينة أو في جراب أو في غرارة أو في صاع فهو‬
‫غاصب للحنطة دون مإا وصف أنها كانت فيه وقوله في سفينة وفي جراب‬
‫كقوله في سفينة وجراب ل يختلفان في هذا المعنى قال وهكذا لو قال‬
‫غصبتك ثوبا قوهيا في مإنديل أو ثيابا في جراب أو عشرة أثواب في ثوب‬
‫أو مإنديل أو ثوبا في عشرة أثواب أو دنانير في خريطة ل يختلف كل‬
‫هذا قوله في كذا ومإن كذا سواء فل يضمن إل مإا اقر بغصبه ل مإا‬
‫وصف أن المغصوب كان فيه له قال وهكذا لو قال غصبتك فصا في‬
‫خاتم أو خاتما في فص أو سيفا في حمالة أو حمالة في سيف لن كل‬
‫هذا قد يتميز مإن صاحبه فينزع الفص مإن الخاتم والخاتم مإن الفص ويكون‬
‫السيف مإعلقا بالحمالة ل مإشدودة إليه ومإشدودة إليه‬

‫صفحة ‪1114 :‬‬


‫فتنزع مإنه قال وهكذا إن قال غصبتك حلية مإن سيف أو حلية في‬
‫سيف لن كل هذا قد يكون على السيف فينزع قال وهكذا إن قال‬
‫غصبتك شارب سيف أو نعله فهو غاصب لما وصفت دون السيف ومإثله‬
‫لو قال غصبتك طيرا في قفص أو طيرا في شبكة أو طيرا في شناق كان‬
‫غاصبا للطير دون القفص والشبكة والشناق ومإثله لو قال غصبتك زيتا في‬
‫جرة أو زيتا في زق أو عسل في عكة أو شهدا في جونة أو تمرا في‬
‫قربة أو جلة كان غاصبا للزيت دون الجرة والزق والعسل دون العكة‬
‫والشهد دون الجونة والتمر دون القربة والجلة وكذلك لو قال غصبتك جرة‬
‫فيها زيت وقفصا فيه طير وعكة فيها سمن كان غاصبا للجرة دون الزيت‬
‫والقفص دون الطير والعكة دون السمن ول يكون غاصبا لهما مإعا إل أن‬
‫يبين يقول غصبتك عكة وسمنا وجرة وزيتا فإذا قال هذا فهو غاصب‬
‫للشيئين والقول قوله إن قال غصبته سمنا في عكة أو سمنا وعكة لم يكن‬
‫فيها سمن فالقول قوله في أي سمن أقربه وأي عكة أقر له بها وإذا قال‬
‫غصبتك عكة وسمنها وجرة وزيتها كان غاصبا للعكة بسمنها والقول في قدر‬
‫سمنها وفي أي عكة أقر بها قوله وإذا قال غصبتك سرجا على حمار أو‬
‫حنطة على حمار فهو غاصب للسرج دون الحمار والحنطة دون الحمار‬
‫وكذلك لو قال غصبتك حمارا عليه سرج أو حمارا مإسرجا كان غاصبا‬
‫للحمار دون السرج وكذلك لو قال غصبتك ثيابا في عيبة كان غاصبا‬
‫للثياب دون العيبة وهكذا لو قال غصبتك عيبة فيها ثياب كان غاصبا للعيبة‬
‫دون الثياب‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫للدراوردي وحفص بن غياث ثبوت الهاء في‪) :‬ستة مإن‬
‫شوال( مإع سقوط اليامأ وهو غريب‬
‫غير صحيح ول فصيح‪ .‬انتهى مإا قاله وذكر ذلك في فضل إتباع رمإضان‬
‫بست مإن شوال‬

‫وجمع فيه طرق الحديث الوارد فيها فرواه مإن نيف وستين طريقا ليس‬
‫فيها ثبوت التاء مإع‬

‫سقوط المعدود إل مإن الطريقين اللذين ذكرهما وهو غلط مإن بعض‬
‫الرواة الذين ل يتقنون لفظ‬

‫‪.‬الحديث‬

‫وذكر الواحدي وغيره مإن المفسرين أن سقوط التاء مإن قوله تعالى‪:‬‬
‫)يتربصن بأنفسهن أربعة‬

‫‪.‬أشهر وعشرا( لتغليب الليالي على اليامأ‪ .‬انتهى‬

‫هذا كله في اليامأ والليالي أمإا إذا كان المعدود مإذكرا أو مإؤنثا غيرها‬
‫فل وجه إل مإطابقة‬

‫القاعدة الصلية مإن إثبات التاء في المذكر وحذفها في المؤنث ذكرت‬


‫المعدود أو حذفته قال‬
‫تعالى‪) :‬فاستشهدوا عليهن أربعة مإنكم( وقال تعالى‪) :‬سيقولون ثلثة رابعهم‬
‫كلبهم ويقولون‬

‫صفحة ‪1115 :‬‬

‫القرار بغصب شيء بعدد وغير عدد‬


‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا قال الرجل للرجل غصبتك شيئا لم يزد‬
‫على ذلك فالقول في الشيء قوله فإن أنكر أن يكون غصبه شيئا ألزمإه‬
‫الحاكم أن يقر له بما يقع عليه اسم شيءفإذا امإتنع حبسه حتى يقر له‬
‫بما يقع عليه اسم شيء فإذا فعل فإن صدقه المدعى وإل أحلفه مإا غصبه‬
‫إل مإا ذكر ثم أبراه مإن غيره ولو مإات قبل يقر بشيء فالقول قول ورثته‬
‫ويحلفون مإا غصبه غيره ويوقف مإال الميت عنهم حتى يقروا له بشيء‬
‫ويحلفون مإا علموا غيره وإذا قال غصبتك شيئا ثم أقر بشيء بإلزامأ الحاكم‬
‫له أن يقر به أو بغير إلزامإه فسواء ول يلزمإه إل ذلك الشيء فإن كان‬
‫الذي أقر به مإما يحل أن يملك بحال جبر على دفعه إليه فإن فات في‬
‫يده جبر على أداء قيمته إليه إذا كانت له قيمة والقول في قيمته قوله‬
‫وإن كان مإما ل يحل أن يملك أحلف مإا غصبه غيره ولم يجبر على‬
‫دفعه إليه وذلك مإثل أن يقر أنه غصبه عبدا أو أمإة أو دابة أو ثوبا أو‬
‫فلسا أو حمارا فيجبر على دفعه إليه وكذلك لو أقر أنه غصبه كلبا جبرته‬
‫على دفعه إليه لنه يحل مإلك الكلب فإن مإات الكلب في يديه لم أجبره‬
‫على دفع شيء إليه لنه ل ثمن له وكذلك إن أقر أنه غصبه جلد مإيتة‬
‫غير مإدبوغ جبرته على دفعه إليه فإن فات لم أجبره على دفع قيمته إليه‬
‫لنه ل ثمن له مإا لم يدبغ فإن كان مإدبوغا دفعه إليه أو قيمته إن فات‬
‫لن ثمنه يحل إذا دبغ قال الشافعي وإذا أقر أنه غصبه خمرا أو خنزيرا‬
‫لم أجبره على دفعه إليه وأهرقت عليه الخمر وذبحت الخنزير والغيته إذا‬
‫كان أحدهما مإسلما ول ثمن لهذين ول يحل أن يملكا بحال وإذا أقر أنه‬
‫غصبه حنطة ففاتت رد إليه مإثلها فإن لم يكن لها مإثل فقيمتها وكذلك كل‬
‫مإاله مإثل يرد مإثله فإن فات يرد قيمته قال الشافعي وإذا قال الرجل الكثير‬
‫المال غصبت فلنا لرجل كثير المال شيئا أو شيئا له بال فهو كالفقير يقر‬
‫للفقير وأي شيء أقر به يقع عليه اسم شيء فلس أو حبة حنطة أو غيره‬
‫فالقول قوله مإع يمينه فإن قال غصبته أشياء قيل أد إليه ثلثة أشياء لنها‬
‫اقل ظاهر الجماع في كلمأ الناس واي ثلثة اشياء قال هي هي فهي هي‬
‫مإختلفة فإن قال هي ثلثة أفلس أو هي فلس ودرهم وتمرة أو هي ثلث‬
‫تمرات أو هي ثلثة دراهم أو ثلثة أعبد أو عبد وأمإة وحمار لن كل‬
‫واحد مإن هذا يقع عليه اسم شيء اختلفت أو اتفقت فسواء ولو قال‬
‫غصبتك ولم يزد على ذلك أو غصبتك مإا تعلم لم ألزمإه بهذا شيئا لنه‬
‫قد يغصبه نفسه فيدخله المسجد أو البيت لغير مإكروه ويغصبه فيمنعه بيته‬
‫فل ألزمإه حتى يقول غصبتك شيئا ولو قال غصبتك شيئا فقال عنيت‬

‫صفحة ‪1116 :‬‬


‫نفسك لم أقبل مإنه لنه إذا قال غصبتك شيئا فإنما ظاهره غصبت‬
‫مإنك شيئا ولو قال غصبتك وغصبتك مإرارا كثيرة لم ألزمإه شيئا لنه قد‬
‫يغصبه نفسه كما وصفت قال ولو سئل فقال لم أغصبه شيئا ول نفسه لم‬
‫ألزمإه شيئا لنه لم يقر بأنه غصبه شيئا‬
‫القرار بغصب شيء ثم يدعى الغاصب‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى وإذا أقر الرجل أنه غصب الرجل أرضا ذات‬
‫غراس أو غير ذات غرس أو دار ذات بناء أو غير ذات بناء أو بيتا‬
‫فكل هذا أرض والرض ل تحول وإن كان البناء والغراس قد يحول فإن‬
‫قال المقر بالغصب بعد قطعه الكلمأ أو مإعه إنما أقررت بشيء غصبتك‬
‫ببلد كذا فسواء القول قوله وأي شيء دفعه إليه بذلك البلد مإما يقع عليه‬
‫اسم مإا أقر له به فليس له عليه غيره وإذا ادعى المقر له سواه أحلف‬
‫الغاصب مإا غصبه غير هذا والقول قوله فإن مإات الغاصب فالقول قول‬
‫ورثته فإن قالوا ل نعلم شيئا قيل للمغصوب ادع مإا شئت مإن هذه الصفة‬
‫في هذا البلد فإذا ادعى قيل للورثة احلفوا مإا تعلمونه هو فإن حلفوا برئوا‬
‫وإل لزمإهم أن يعطوه بعض مإا يقع عليه اسم مإا أقر به الغاصب فإن نكلوا‬
‫حلف المغصوب واستحق مإا ادعى وإن أبى المغصوب أن يحلف ول الورثة‬
‫وقف مإال الميت حتى يعطيه الورثة أقل مإا يقع عليه اسم مإا وصفت أنه‬
‫أقر أنه غصبه ويحلفون مإا يعلمونه غصبه غيره ول يسلم لهم مإيراثه إل بما‬
‫وصفت ولو كان الغاصب قال غصبته دارا بمكة ثم قال أقررت له بباطل‬
‫ومإا أعرف الدار التي غصبته إياها قيل إن أعطيته دارا بمكة مإا كانت الدار‬
‫وحلفت مإا غصبته غيرها برئت وإن امإتنعت وادعى دارا بعينها قيل احلف مإا‬
‫غصبته إياها فإن حلفت برئت وإن لم تحلف حلف فاستحقها وإذا امإتنع‬
‫وامإتنعت مإن اليمين حبست أبدا حتى تعطيه دارا وتحلف مإا غصبته غيرها‬
‫قال الشافعي وإذا أقر أنه غصبه مإتاعا يحول مإثل عبد أو دابة أو ثوب أو‬
‫طعامأ أو ذهب أو فضة فقال غصبتك كذا ببلد كذا بكلمأ مإوصول وكذبه‬
‫المغصوب وقال مإا غصبتنيه بهذا البلد فالقول قول الغاصب لنه لم يقر له‬
‫بالغصب إل بالبلد الذي سمى فإن كان الذي أقر أنه غصبه مإنه دنانير أو‬
‫دراهم أو ذهبا أو فضة أخذ بأن يدفعها إليه مإكانه لنه ل مإؤنة لحمله‬
‫عليه وكذلك لو أسلفه دنانير أو دراهم أو باعه إياها ببلد أخذ بها حيث‬
‫طلبه بها قال الشافعي وكذلك فص ياقوت أو زبرجد أو لؤلؤ أقر أنه غصبه‬
‫إياه ببلد يؤخذ به حيث قامأ به فإن لم يقدر عليه فقيمته وإن كان الذي‬
‫أقر أنه غصبه إياه ببلد عبدا أو ثيابا أو مإتاعا لحمله مإؤنة أو حيوانا أو‬
‫رقيقا أو غيره‬

‫صفحة ‪1117 :‬‬

‫فلحمل هذا ومإشابهه مإؤنة جبر المغصوب أن يوكل مإن يقتضيه بذلك‬
‫البلد فإن مإات قبض قيمته بذلك البلد أو يأخذ مإنه قيمته بالبلد الذي أقر‬
‫أنه غصبه إياه بذلك البلد الذي يحاكمه به ول أكلفه لو كان طعامإا أن‬
‫يعطيه مإثله بذلك البلد لتفاوت الطعامأ إل أن يتراضيا مإعا فأجيز بينهما مإا‬
‫تراضيا عليه قال الشافعي ومإثل هذا الثياب وغيرها مإما لحمله مإؤنة قال‬
‫ومإثل هذا العبد يغصبه إياه بالبلد ثم يقول المغتصب قد أبق العبد أو فات‬
‫يقضي عليه بقيمته ول يجعل شيء مإن هذا دينا عليه وإذا قضيت له بقيمة‬
‫الفائت مإنه عبدا كان أو طعامإا أو غيره لم يحل للغاصب أن يتملك مإنه‬
‫شيئا وكان عليه أن يحضره سيده الذي غصبه مإنه فإذا أحضره سيده الذي‬
‫غصبه مإنه جبرت سيده على قبضه مإنه ورد الثمن عليه فإن لم يكن عند‬
‫سيده ثمنه قلت له بعه إياه بيعا جديدا بما له عليك إن رضيتما حتى‬
‫يحل له مإلكه فإن لم يفعل بعت العبد على سيده وأعطيت المغتصب مإثل‬
‫مإا أخذ مإنه فإن كان فيه فضل رددت على سيده وإن لم يكن فيه فضل‬
‫فل شيء يرد عليه وإن نقص ثمنه عما أعطاه إياه بتغير سوق رددته على‬
‫سيده بالفضل قال الشافعي وإن كان لسيده غرمإاء لم أشركهم في ثمن‬
‫العبد لنه عبد قد أعطى الغاصب قيمته قال وهكذا أصنع بورثة المغصوب‬
‫إن مإات المغصوب وأحكم للغاصب العبد إل أني إنما أصنع ذلك بهم في‬
‫مإال الميت ل أمإوالهم وهكذا الطعامأ يغصبه فيحضره ويحلف أنه هو والثياب‬
‫وغيرها كالعبد ل تختلف فإن كان أحضر العبد مإيتا فهو كأن لم يحضره‬
‫ول أرد الحكم الول وإن أحضره مإعيبا أي عيب كان مإريضا أو صحيحا‬
‫دفعته إلى سيده وحسبت على الغاصب خراجه مإن يومأ غصبه ومإا نقصه‬
‫العيب في بدنه والزمإته مإا وصفت قال الشافعي ولو أحضر الطعامأ مإتغيرا‬
‫الزمإته الطعامأ وجعلت على الغاصب مإا نقصه العيب ولو أحضره قد رضه‬
‫حتى صار ل ينتفع به ول قيمة له ألزمإته الغاصب وكان كتلفه ومإوت العبد‬
‫وعليه مإثل الطعامأ إن كان له مإثل أو قيمته إن لم يكن له مإثل ولو قال‬
‫الحاكم إذا كان المغصوب مإن عبد وغيره غائبا للغاصب أعطه قيمته ففعل‬
‫ثم قال للمغصوب حلله مإن حبسه أو صيره مإلكا له بطيبة نفسك وللغاصب‬
‫إقبل ذلك كان ذلك أحب إلي ول أجبر واحدا مإنهما على هذا‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامإنهم‬
‫كلبهم( وقال تعالى‪) :‬مإا يكون مأ‬
‫ثلثة إل رابعهم ول خمسة إل هو سادسهم( و قال تعالى‪) :‬عليها تسعة‬
‫‪:‬عشر( وقال تعالى‬

‫فالمعدود في هذه اليات كلها مإذكر وقد حذف )وكنتم أزواجا ثلثة (‬
‫في الية الولى والثانية‬

‫صفحة ‪1118 :‬‬

‫القرار بغصب الدار ثم ببيعها‬


‫قال الشافعي رحمه ال وإذا قال الرجل غصبته هذه الدار وهذا العبد أو‬
‫أي شيء كان مإن هذا كتب إقراره وأشهد عليه وقد باعها قبل ذلك مإن‬
‫رجل أو وهبها له أو تصدق بها عليه وقبضها أو وقفها عليه أو على غيره‬
‫ففيها قولن أحدهما أن يقال لصاحب الدار إن كان لك بينة على مإلك‬
‫هذه الدار أو إقرار الغاصب قبل إخراجها مإن يده إلى مإن أخرجها إليه‬
‫أخذلك بها وإن لم يكن لك بينة لم يجز إقرار الغاصب في ذلك لنه ل‬
‫يملكها يومأ أفر فيها وقضينا المغضوب بقيمتها لنه يقر أنه استهلكها وهي‬
‫مإلك له وهكذا لو كان عبدا فأعتقه وهكذا لو ادعى عليه رجلن أنه‬
‫غصب دارا بعينها فأقر أنه غصبها مإن أحدهما وهو يملكها ثم أقر للخر‬
‫أنه غصبها مإنه وهو يملكها وأن الول لم يملكها قط قضى بالدار للول‬
‫لنه قد مإلكها بإقراره وقيمتها للخر بأنه قد أقر أنه قد أتلفها عليه قال‬
‫وهكذا كل مإا أقر أنه غصبه رجل ثم إقرانه غصبه غيره والقول الثاني أنهما‬
‫إذا كانا ل يدعيان أنه غصبهما إل الدار أو الشيء الذي أقر أنه به لهما‬
‫فهو للول مإنهما ول شيء للمقر له الخر بحال على الغاصب لنهما‬
‫يبرئانه مإن عين مإا يقر به ومإن قال هذا قال أرأيت إن أقر أنه باع هذا‬
‫هذه الدار بألف ثم أقر أنه باعها الخر بألف والدار تسوى آلفا أتجعلها‬
‫بيعا للول وتجعل للخر عليه قيمتها يحاصه بألف مإنها لنه أتلفها أرأيت‬
‫لو أعتق عبدا ثم أقر أنه باعه مإن رجل قبل العتق أتجعل للمشتري قيمته‬
‫وينفذ العتق أورأيت لو باع عبدا ثم أقر أنه كان أعتقه قبل بيعه أينقض‬
‫البيع أو يتم إنما يكون للعبد عليه أن يقول له قد بعتني حرا فأعطني‬
‫ثمني أرأيت لو مإات فقال ورثته قد بعت أبانا حرا فأعطنا ثمنه أو زيادة‬
‫مإا يلزمإك بأنك استهلكته أكان عليه أن يعطيهم شيئا أو يكون إنما اقر‬
‫بشيء في مإلك غيره فل يجوز إقراره في مإلك غيره ول يضمن بإقراره شيئا‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫والثالثة والرابعة وأتي به مإوصوفا في الخامإسة وثبتت التاء‬
‫‪:‬في جميع ذلك وكذلك قوله تعالى‬

‫والقول بجواز حذف التاء في )ويحمل عرش ربك فوقهم يومإئذ ثمانية (‬
‫مإثل ذلك يحتاج إلى نقل‬

‫‪.‬ول يكاد يقدر عليه‬

‫وقال النووي في قوله صلى ال عليه وسلم‪) :‬بست مإن شوال(‪ :‬إنما‬
‫حذفت الهاء مإن ستة لن‬
‫العرب إنما تلتزمأ التيان بالهاء في المذكر الذي هو دون أحد عشر إذا‬
‫صرحت بلفظ المذكر‬

‫كقوله ال تعالى‪) :‬وثمانية أيامأ( فأمإا إذا لم يأتوا بلفظ المذكر فيجوز‬
‫‪ .‬إثبات الهاء وحذفها فتقول‪ :‬سومإزوكل ةظوفحم قوقحل عيمج‬

‫صفحة ‪1119 :‬‬

‫القرار بغصب الشيء مإن أحد هذين الرجلين‬


‫قال الشافعي رحمه ال وإذا أقر الرجل أنه غصب هذا العبد أو هذا‬
‫الشيء بعينه مإن أحد هذين وكلهما يدعيه ويزعم أن صاحبه الذي ينازعه‬
‫فيه لم يملك مإنه شيئا قط وسئل يمين المقر بالغصب قيل له إن أقررت‬
‫لحدهما وحلفت للخر فهو للذي أقررت له به ول تباعه للخر عليك وإن‬
‫لم تقر لم تجبر على أكثر مإن أن تحلف بال مإا تدري مإن أيهما غصبته‬
‫ثم يخرج مإن يديك فيوقف لهما ويجعلن خصما فيه فإن أقامإا مإعا عليه‬
‫بينة لم يكن لواحد مإنهما دون الخر لن إحدى البينتين تكذب الخرى‬
‫وكان بحاله قبل أن تقومأ عليه بينة ويحلف كل واحد مإنهما لصاحبه أن‬
‫هذا العبد له غصبه إياه فإن حلفا فهو مإوقوف أبدا حتى يصطلحا فيه فإن‬
‫حلف أحدهما ونكل الخر كان للحالف وإن أقامأ أحدهما عليه بينة دون‬
‫الخر جعلته للذي أقامأ عليه البينة ول تباعة على الغاصب في شيء مإما‬
‫وصفت ولو قال رجل غصبت هذا الرجل بعينه هذا العبد أو هذه المإة‬
‫فادعى الرجل أنه غصبه إياهما مإعا قيل للمقر أحلف أنك لم تغصبه أيهما‬
‫شئت وسلم له الخر فإن قال أحلف مإا غصبته واحدا مإنهما لم يكن ذلك‬
‫له وقيل أحدهما له بإقرارك فاحلف على أيهما شئت فإن أبى قيل للمدعى‬
‫احلف على أيهما شئت فإن حلف فهو له وإن قال أحلف عليهما مإعا قيل‬
‫للمدعى عليه إن حلفت وإل أحلفنا المدعى فسلمناهما له مإعا فإن فاتا في‬
‫يده أو أحدهما فالحكم كهو لو كانا حيين إل أنا إذا ألزمإناه أحدهما‬
‫ضمناه قيمته بالفوت فإن أبيا مإعا يحلفا وسأل المغصوب أن يوقفا له وقفا‬
‫حتى يقر الغاصب بأحدهما ويحلف قال وإن أقر الغاصب بأحدهما للمغصوب‬
‫فادعى المغصوب أنه حدث بالعبد عنده عيب فالقول قول الغاصب مإع يمينه‬
‫إن كان ذلك مإما يشبه أن يكون عند المغصوب‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫صمنا ستا ولبثنا عشرا وتريد اليامأ ونقله الفراء وابن‬
‫السكيت وغيرهما عن العرب ول‬

‫‪.‬يتوقف فيه إل جاهل غبي‬

‫والظاهر أن مإراده بما نقله الفراء وابن السكيت وغيرهما عن العرب ‪-‬‬
‫الحذف كما حكاه‬

‫الكسائي وأمإا التصريح بالوجهين عن العرب فمخالف لكلمأ سيبويه‬


‫والزمإخشري فينبغي أن‬
‫يتوقف فيه إذ ليس في كلمإه تصريح بنقله نعم‪ :‬جواز الوجهين قد ثبت‬
‫مإن كلمأ سيبويه كما‬

‫‪.‬سبق وإن كان أحدهما لي سيحد كلمأ العرب‬

‫صفحة ‪1120 :‬‬

‫العارية‬
‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال العارية كلها مإضمونة الدواب والرقيق‬
‫والدور والثياب ل فرق بين شيء مإنها فمن استعار شيئا فتلف في يده‬
‫بفعله أو بغير فعله فهو ضامإن له والشياء ل تخلو أن تكون مإضمونة أو‬
‫غير مإضمونة فما كان مإنها مإضمونا مإثل الغصب ومإا أشبهه فسواء مإا ظهر‬
‫مإنها هلكه ومإا خفي فهو مإضمون على الغصب والمستسلف جنيا فيه أو‬
‫لم يجنيا أو غير مإضمونة مإثل الوديعة فسواء مإا ظهر هلكه ومإا خفي‬
‫فالقول فيها قول المستودع مإع يمينه وخالفنا بعض الناس في العارية فقال ل‬
‫يضمن شيئا إل مإا تعدى فيه فسئل مإن أين قاله فزعم أن شريحا قاله‬
‫وقال مإا حجتكم في تضمينها قلنا استعار رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫مإن صفوان فقال له النبي صلى ال عليه وسلم عارية مإضمونة مإؤداة قال‬
‫أفرأيت إذا قلنا فإن شرط المستعير الضمان ضمن وإن لم يشرطه لم يضمن‬
‫قلنا فأنت إذا تترك قولك قال وأين قلنا أليس قولك أنها غير مإضمونة إل‬
‫أن يشترط قال بلى قلنا فما تقول في الوديعة إذا اشترط المستودع أنه‬
‫ضامإن أو المضارب قال ل يكون ضمانا قلنا فما تقول في المستسلف إذا‬
‫اشترط أنه غير ضامإن قال ل شرط له ويكون ضامإنا قلنا ويرد المإانة إلى‬
‫أصلها والمضمون إلى أصله ويبطل الشرط فيهما جميعا قال نعم قلنا وكذلك‬
‫ينبغي لك أن تقول في العارية وبذلك شرط النبي صلى ال عليه وسلم أنها‬
‫مإضمونة ول يشترط أنها مإضمونة إل لما يلزمأ قال فلم شرط قلنا لجهالة‬
‫صفوان لنه كان مإشركا ل يعرف الحكم ولو عرفه مإا ضر الشرط إذا كان‬
‫أصل العارية أنها مإضمونة بل شرط كما ل يضر شرط العهدة وخلص‬
‫عقدك في البيع ولو لم يشترط كان عليه العهدة والخلص أو الرد قال‬
‫فهل قال هذا أحد قلنا في هذا كفاية وقد قال أبو هريرة وابن عباس‬
‫رضي ال عنهما إن العارية مإضمونة وكان قول أبي هريرة في بعير استعير‬
‫فتلف أنه مإضمون ولو اختلف رجلن في دابة فقال رب الدابة أكريتها إلي‬
‫مإوضع كذا وكذا فركبتها بكذا وقال الراكب ركبتها عارية مإنك كان القول‬
‫قول الراكب مإع يمينه ول كراء عليه قال الشافعي بعد القول قول رب‬
‫الدابة وله كراء المثل ولو قال أعرتنيها وقال رب الدابة غصبتنيها كان‬
‫القول قول المستعير قال الشافعي ول يضمن المستودع إل أن يخالف فإن‬
‫خالف فل يخرج مإن الضان أبدا إل بدفع الوديعة إلى ربها ولو ردها إلى‬
‫المكان الذي كانت فيه لن ابتداءه لها كان أمإينا فخرج مإن حد المإانة‬
‫فلم يجدد له رب المال استئمانا ل يبرأ حتى يدفعها إليه‬

‫صفحة ‪1121 :‬‬


‫الغصب‬
‫أخبرنا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي إذا شق الرجل لرجل ثوبا شقا‬
‫صغيرا أو كبيرا يأخذ مإا بين طرفيه طول وعرضا أو كسر له مإتاعا فرضه‬
‫أو كسره كسرا صغيرا أو جنى له على مإملوك فأعماه أو قطع يده أو‬
‫شجه مإوضحة فذلك كله سواء ويقومأ المتاع كله والحيوان كله غير الرقيق‬
‫صحيحا ومإكسورا وصحيحا ومإجروحا قد برأ مإن جرحه ثم يعطي مإالك المتاع‬
‫والحيوان فضل مإا بين قيمته صحيحا ومإكسورا ومإجروحا فيكون مإا جرى‬
‫عليه مإن ذلك مإلكا له نفعه أو لم ينفعه ول يملك أحد بالجناية شيئا‬
‫جنى عليه ول يزول مإلك المالك إل أن يشاء ول يملك رجل شيئا إل أن‬
‫يشاء إل في الميراث فأمإا مإن جنى عليه مإن العبيد فيقومإون صحاحا قبل‬
‫الجناية ثم ينظر إلى الجناية فيعطون أرشها مإن قيمة العبد صحيحا كما‬
‫يعطى الحر أرش الجناية عليه مإن ديته بالغا مإن ذلك مإا بلغ وإن كانت‬
‫قيما كما يأخذ الحر ديات وهو حي قال ال عز وجل ل تأكلوا أمإوالكم‬
‫بينكم بالباطل إل أن تكون تجارة عن تراض مإنكم وقال ذلك بأنهم قالوا‬
‫إنما البيع مإثل الربا وأحل ال البيع وحرمأ الربا فلم أعلم أحدا مإن‬
‫المسلمين خالف في أنه ل يكون على أحد أن يملك شيئا إل أن يشاء‬
‫أن يملكه إل الميراث فإن ال عز وجل نقل مإلك الحياء إذا مإاتوا إلى‬
‫مإن ورثهم إياه شاءوا أو أبوا أل ترى أن الرجل لو أوصى له أو وهب له‬
‫أو تصدق عليه أو مإلك شيئا لم يكن عليه أن يملكه إل أن يشاء ولم‬
‫أعلم أحدا مإن المسلمين اختلفوا في أن ل يخرج مإلك المالك المسلم مإن‬
‫يديه إل بإخراجه إياه هو نفسه ببيع أو هبة أو غير ذلك أو عتق أو دين‬
‫لزمإه فيباع في مإاله وكل هذا فعله ل فعل غيره قال فإذا كان ال عز‬
‫وجل حرمأ أن تكون أمإوال الناس مإملوكة إل ببيع عن تراض وكان المسلمون‬
‫يقولون فيما وصفت مإا وصفت فمن أين غلط أحد في أن يجني على‬
‫مإملوكي فيملكه بالجناية وآخذ أنا قيمته وهو قبل الجناية لو أعطاني فيه‬
‫أضعاف ثمنه لم يكن له أن يملكه إل أن أشاء ولو وهبته له لم يكن‬
‫عليه أن يملكه إل أن يشاء فإذا لم يملكه بالذي يجوز ويحل مإن الهبة‬
‫إل بمشيئته ولم يملك على بالذي يحل مإن البيع إل أن أشاء فكيف مإلكه‬
‫حين عصى ال عز وجل فيه فأخرج مإن يدي مإلكي بمعصية غيري ل‬
‫والزمأ غيري مإا ل يرضى مإلكه إن كان أصابه خطأ وكيف إن كانت الجناية‬
‫توجب لي شيئا واخترت حبس عبدي سقط الواجب لي وكيف إن كانت‬
‫الجناية تخالف حكم مإا سوى مإا وجب لي ولى حبس عبدي وأخذ أرشه‬
‫ومإتاعي وأخذ مإا نقصه إذا كان ذلك غير مإفسد له فإن جنى عليه مإا‬
‫يكون‬

‫صفحة ‪1122 :‬‬

‫مإفسدا له فزاد الجاني مإعصية ل وزيد على في مإالي مإا يكون مإفسدا‬
‫له سقط حقي حين عظم وثبت حين صغر ومإلك حين عصى وكبرت مإعصيته‬
‫ول يملك حين عصى فصغرت مإعصيته مإا ينبغي أن يستدل أحد على‬
‫خلف هذا القول لصل حكم ال ومإا ل يختلف المسلمون فيه مإن أن‬
‫المالكين على أصل مإلكهم مإا كانوا أحياء حتى يخرجوا هم الملك مإن‬
‫أنفسهم بقول أو فعل بأكثر مإن أن يحكي فيعلم أنه خلف مإا وصفنا مإن‬
‫حكم ال عز وجل وإجماع المسلمين والقياس والمعقول ثم شدة تناقضه هو‬
‫في نفسه قال وإذا غصب الرجل جارية تسوى مإائة فزادت في يديه بتعليم‬
‫مإنه وسن واغتذاء مإن مإاله حتى صارت تساوي ألفا ثم نقصت حتى صارت‬
‫تساوي مإائة ثم أدركها المغصوب في يده أخذها وتسعمائة مإعها كما يكون‬
‫لو غصبه إياها وهي تساوي ألفا فأدركها وهي تساوي مإائة أخذها ومإا نقصها‬
‫وهي تسعمائة قال وكذلك إن باعها الغاصب أو وهبها أو قتلها أو‬
‫استهلكها فلم تدرك بعينها كانت على الغاصب قيمتها في أكثر مإا كانت‬
‫قيمة مإنذ غصبت إلى أن هلكت وكذلك ذلك في البيع إل أن رب الجارية‬
‫يخير في البيع فإن أحب أخذ الثمن الذي باع به الغاصب كان أكثر مإن‬
‫قيمتها أو أقل لنه ثمن سلعته أو قيمتها في أكثر مإا كانت قيمة قط قال‬
‫الشافعي بعد ليس له إل جاريته والبيع مإردود لنه باع مإا ليس له وبيع‬
‫الغاصب مإردود فإن قال قائل وكيف غصبها بثمن مإائة وكان لها ضامإنا وهي‬
‫تساوي مإائة ثم زادت حتى صارت تساوي ألفا وهي في ضمان الغاصب ثم‬
‫مإاتت أو نقصت فضمنته قيمتها في حال زيادتها قيل له إن شاء ال تعالى‬
‫لنه لم يكن غاصبا ول ضامإنا ول عاصيا في حال دون حال لم يزل‬
‫غاصبا ضامإنا عاصيا مإن يومأ غصب إلى أن فاتت أو ردها ناقصة فلم يكن‬
‫الحكم عليه في الحال الولى بأوجب مإنه في الحال الثانية ول في الحال‬
‫الثانية بأوجب مإنه في الحال الخرة لن عليه في كلها أن يكون رادا لها‬
‫وهو في كلها ضامإن عاص فلما كان للمغصوب أن يغصبها قيمة مإائة‬
‫فيدركها قيمة ألف فيأخذها ويدركها ولها عشرون ولدا فيأخذها وأولدها كان‬
‫الحكم في زيادتها في بدنها وولدها كالحكم في بدنها حين غصبها يملك‬
‫مإنها زائدة بنفسها وولدها مإا مإلك مإنها ناقصة حين غصبها ول فرق بين أن‬
‫يقتلها ولدها أو تموت هي وولدها في يديه مإن قبل أنه إذا كان كما‬
‫وصفت يملك ولدها كما يملكها ل يختلف أحد علمته في أنه لو غصب‬
‫رجل جارية فماتت في يديه مإوتا أو قتلها قتل ضمنها في الحالين جميعا‬
‫كذلك قال وإذا غصب الرجل الرجل جارية فباعها فماتت في يد المشتري‬
‫فالمغصوب بالخيار في أن يضمن‬

‫صفحة ‪1123 :‬‬

‫الغاصب قيمة جاريته في أكثر مإا كانت قيمة مإن يومأ غصبها إلى أن‬
‫مإاتت فإن ضمنه فل شيء للمغصوب على المشتري ول شيء للغاصب على‬
‫المشتري إل قيمتها إل الثمن الذي باعها به أو يضمن المغصوب المشتري‬
‫فإن ضمنه فهو ضامإن لقيمة جارية المغصوب لكثر مإا كانت قيمة مإن يومأ‬
‫قبضها إلى أن مإاتت في يده ويرجع المشتري على الغاصب بفضل مإا ضمنه‬
‫المغصوب مإن قيمة الجارية على قيمتها يومأ قبضها المشتري وبفضل ثمن إن‬
‫كان قبضه مإنه على قيمتها حتى ل يلزمإه في حال إل قيمتها قال وإن‬
‫أراد المغصوب إجازة البيع لم يجز لنها مإلكت مإلكا فاسدا ول يجوز‬
‫الملك الفاسد إل بتجديد بيع وكذلك لو مإاتت في يدي المشتري فأراد‬
‫المغصوب أن يجيز البيع لم يجز وكان للمغصوب قيمتها ولو ولدت في‬
‫يدي المشتري أولدا فمات بعضهم وعاش بعضهم خير المغصوب في أن‬
‫يضمن الغاصب أو المشتري فإن ضمن الغاصب لم يكن له سبيل على‬
‫المشتري وإن ضمن المشتري وقد مإاتت الجارية رجع عليه بقيمة الجارية‬
‫ومإهرها وقيمة أولدها يومأ سقطوا أحياء ول يرجع عليه بقيمة مإن سقط مإنهم‬
‫مإيتا ورجع المشتري على البائع بجميع مإا ضمنه المغصوب ل قيمة الجارية‬
‫ومإهرها فقط ولو وجدت الجارية حية أخذها المغصوب رقيقا له وصداقها ول‬
‫يأخذ ولدها قال فإن كان الغاصب هو أصابها فولدت مإنه أولدا فعاش‬
‫بعضهم ومإات بعض أخذ المغصوب الجارية وقيمة مإن مإات مإن أولدها في‬
‫أكثر مإا كانوا قيمة والحياء فاسترقهم وليس الغاصب في هذا كالمشتري‬
‫المشتري مإغرور والغاصب لم يغره إل نفسه وكان على الغاصب إن لم يدع‬
‫الشبهة الحد ول مإهر عليه قال الربيع فإن كانت الجارية أطاعت الغاصب‬
‫وهي تعلم أنها حرامأ عليه وأنه زان بها فل مإهر لن هذا مإهر بغي وقد‬
‫نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن مإهر البغي وإن كانت تظن هي‬
‫أن الوطء حلل فعليه مإهر مإثلها وإن كانت مإغصوبة على نفسها فلصاحبها‬
‫المهر وهو زان وولده رقيق فإن قال قائل أرأيت المغصوب إذا اختار إجازة‬
‫البيع لم لم يجز البيع قيل له إن شاء ال تعالى البيع إنما يلزمأ برضا‬
‫المالك والمشتري أل ترى أن المشتري وإن كان رضي بالبيع فللمغصوب‬
‫جاريته كما كانت لو لم يكن فيها بيع وأنه ل حكم للبيع في هذا‬
‫الموضع إل حكم الشبهة وأن الشهبة لم تغير مإلك المغصوب فإذا كان‬
‫للمغصوب أخذ الجارية ولم ينفع البيع المشتري فهي على الملك الول‬
‫للمغصوب وإذا كان المشتري ل يكون له حبسها ولو علم أنه باعها‬
‫غاصب غير مإوكل استرق ولده فل ينبغي أن يذهب على أحد أنه ل يجوز‬
‫على المشتري إجازة البيع إل بأن يحدث المشتري رضا‬

‫صفحة ‪1124 :‬‬


‫بالبيع فيكون بيعا مإستأنفا فإن شبه على أحد بأن يقول إن رب الجارية‬
‫لو كان أذن ببيها لزمأ البيع فإذا أذن بعد البيع فلم ل يلزمأ قيل له إن‬
‫شاء ال تعالى إذنه قبل البيع إذا بيعت يقطع خياره ول يكون له رد‬
‫الجارية وتكون الجارية لمن اشتراها ولو أولدها لم يكن له قيمة ولدها لنها‬
‫جارية للمشتري وحلل للمشتري الصابة والبيع والهبة والعتق فإذا بيعت بغير‬
‫أمإره فله رد البيع ول يكون له رد البيع إل والسلعة لم تملك وحرامأ على‬
‫البائع البيع وحرامأ على المشتري الصابة لو علم ويسترق ولده فإذا باعها‬
‫أو أعتقها لم يجز بيعه ول عتقه فالحكم في الذن قبل البيع أن المأذون‬
‫له في البيع كالبائع المالك وأن الذن بعد البيع إنما هو تجديد بيع ول‬
‫يلزمأ البيع المجدد إل برضا البائع والمشتري وهكذا كل مإن باع بغير وكالة‬
‫أو زوج بغير وكالة لم يجز أبدا إل بتجديد بيع أو نكاح فإن قال قائل‬
‫لم ألزمإت المشتري المهر ووطؤه في الظاهر كان عنده حلل وكيف رددته‬
‫بالمهر وهو الواطئ قيل له إن شاء ال تعالى أمإا إلزامإنا إياه المهر فلما‬
‫كان مإن حق الجماع إذا كان بشبهة يدرأ فيه الحد في المإة والحرة أن‬
‫يكون فيه مإهر كان هذا جماعا يدرأ به الحد ويلحق به الولد للشبهة فإن‬
‫قال فإنما جامإع مإا يملك عند نفسه قلنا فتلك الشبهة التي درأنا بها الحد‬
‫ولم نحكم له فيها بالملك لنا نردها رقيقا ونجعل عليه قيمة الولد والولد‬
‫إذا كانوا بالجماع الذي أراه له مإباحا فألزمإناه قيمتهم كان الجماع بمنزلة‬
‫الولد أو أكثر لن الجماع لزمأ وإن لم يكن ولد فإذا ضمناه الولد لنهم‬
‫بسبب الجماع كان الجماع أولى أن نضمنه إياه وتضمين الجماع هو تضمين‬
‫الصداق فإن قال قائل وكيف ألزمإته قيمة الولد الذين لم يدركهم السيد إل‬
‫مإوتى قيل له لما كان السيد يملك الجارية وكان مإا ولدت مإملوكا بملكها‬
‫إذا وطئت بغير شبهة فكان على الغاصب ردهم حين ولدوا فلم يردهم حتى‬
‫مإاتوا ضمن قيمتهم كما يضمن قيمة أمإهم لو مإاتت ولما كان المشتري‬
‫وطئها بشبهة كان سلطان المغصوب عليهم فيما يقومأ مإقامإهم حين ولدوا فقد‬
‫ثبتت له قيمتهم فسواء مإاتوا أو عاشوا لنهم لو عاشوا لم يسترقوا قال‬
‫وإذا اغتصب الرجل الجارية ثم وطئها بعد الغصب وهو مإن غير أهل‬
‫الجهالة أخذت مإنه الجارية والعقر وأقيم عليه حد الزنا فإن كان مإن أهل‬
‫الجهالة وقال كنت أراني لها ضامإنا وأرى هذا مإحل عزر ولم يحد وأخذت‬
‫مإنه الجارية والعقر قال وإذا غصب الرجل الجارية فباعها فسواء باعها في‬
‫الموسم أو على مإنبر أو تحت سرداب حق المغصوب فيها في هذه‬
‫الحالت سواء فإن جنى عليها أجنبي في يدي المشتري أو الغاصب جناية‬
‫تأتي على نفسها أو بعضها فأخذ الذي هي في يديه أرش الجناية ثم‬
‫استحقها‬

‫صفحة ‪1125 :‬‬

‫المغصوب فهو بالخيار في أخذ أرش الجناية مإن يدي مإن أخذها إذا‬
‫كانت نفسا أو تضمينه قيمتها على مإا وصفنا وإن كانت جرحا فهو بالخيار‬
‫في أخذ أرش الجرح مإن الجاني والجارية مإن الذي هي في يديه أو‬
‫تضمين الذي هي في يديه مإا نقصها الجرح بالغا مإا بلغ وكذلك إن كان‬
‫المشتري قتلها أو جرحها هي في يديه أو تضمين الذي هي في يديه مإا‬
‫نقصها الجرح بالغا مإا بلغ وكذلك إن كان المشتري قتلها أو جرحها فإن‬
‫كان الغاصب قتلها فلمالكها عليه الكثر مإن قيمتها يومأ قتلها أو قيمتها في‬
‫أكثر مإا كانت قيمة لنه لم يزل لها ضامإنا قال وإن كان المغصوب ثوبا‬
‫فباعه الغاصب مإن رجل فلبسه ثم استحقه المغصوب أخذه وكان له مإا بين‬
‫قيمته يومأ اغتصبه وبين قيمته التي نقصه إياها اللبس كان قيمته يومأ غصبه‬
‫عشرة فنقصه اللبس خمسة فيأخذ ثوبه وخمسة وهو بالخيار في تضمين‬
‫اللبس المشترى أو الغاصب فإن ضمن الغاصب فل سبيل له على اللبس‬
‫وهكذا إن غصب دابة فركبت حتى أنضيت كانت له دابته ومإا نقصت عن‬
‫حالها حين غصبها ولست أنظر في القيمة إلى تغير السواق إنما أنظر إلى‬
‫تغير بدن المغصوب فلو أن رجل غصب رجل عبدا صحيحا قيمته مإائة‬
‫دينار فمرض فاستحقه وقيمته مإريضا خمسون أخذ عبده وخمسين ولو كان‬
‫الرقيق يومأ أخذه أغلى مإنهم يومأ غصبه وكذلك لو غصبه صبيا مإولودا قيمته‬
‫دينار يومأ غصبه فشب في يد الغاصب وشل أو أعور وغل الرقيق أو لم‬
‫يغل فكانت قيمته يومأ استحقه عشرين دينارا أخذه وقومإناه صحيحا وأشل أو‬
‫أعور ثم رددناه على الغاصب بفضل مإا بين قيمته صحيحا وأشل أو أعور‬
‫لنه كان عليه أن يدفعه إليه صحيحا فما حدث به مإن عيب ينقصه في‬
‫بدنه كان عليه أن يدفعه إليه صحيحا فما حدث به مإن عيب ينقصه في‬
‫بدنه كان ضامإنا له وهكذا لو غصبه ثوبا جديدا قيمته يومأ غصبه عشرة‬
‫فلبسه حتى أخلق وغلت الثياب فصار يساوي عشرين أخذ الثوب ويقومأ‬
‫الثوب جديدا وخلقا ثم أعطى فضل مإا بين القيمتين قال ولو غصبه جديدا‬
‫قيمته عشرة ثم رده جديدا قيمته خمسة لرخص الثياب لم يضمن شيئا مإن‬
‫قبل أنه رده كما أخذه فإن شبه على أحد بأن يقول قد ضمن قيمته يومأ‬
‫اغتصبه فالقيمة ل تكون مإضمونة أبدا إل لفائت والثوب إذا كان مإوجودا‬
‫بحاله غير فائت وإنما تصير عليه القيمة بالفوت ولو كان حين غصب كان‬
‫ضامإنا لقيمته لم يكن للمغصوب أخذ ثوبه وإن زادت قيمته ول عليه أخذ‬
‫ثوبه إن كانت قيمته سواء أو كان أقل قيمة قال وإذا غصب الجارية‬
‫فأصابها عيب مإن السماء أو بجناية أحد فسواء وسواء أصابها ذلك عند‬
‫الغاصب أو‬

‫صفحة ‪1126 :‬‬

‫المشتري يسلك بما أصابها مإن العيوب التي مإن السماء مإا سلك بها‬
‫في العيوب التي يجني عليها الدمإيون قال وإذا غصب الرجل جارية فباعها‬
‫مإن آخر فحدث بها عند المشتري عيب ثم جاء المغصوب فاستحقها أخذها‬
‫وكان بالخيار في أخذ مإا نقصها العيب مإن الغاصب فإن أخذه مإنه لم‬
‫يرجع على المشتري بشيء ولرب الجارية أن يأخذ مإا نقصه العيب الحادث‬
‫في يد المشتري مإن المشتري فإن أخذه مإن المشتري رجع به المشتري‬
‫على الغاصب وبثمنها الذي أخذ مإنه لنه لم يسلم إليه مإا اشترى وسواء‬
‫كان العيب مإن السماء أو بجناية آدمإي قال وإذا غصب الرجل مإن الرجل‬
‫دابة فاستغلها أو لم يستغلها ولمثلها غلة أو دارا فسكنها أو أكراها أو لم‬
‫يسكنها ولم يكرها ولمثلها كراء أو شيئا مإا كان مإما له غلة استغله أو لم‬
‫يستغله انتفع به أو لم ينتفع به فعليه كراء مإثله مإن حين أخذه حتى يرده‬
‫إل أنه إن كان إكراه بأكثر مإن كراء مإثله فالمغصوب بالخيار في أن يأخذ‬
‫ذلك الكراء لنه كراء مإاله أو يأخذ كراء مإثله ول يكون لحد غلة بضمان‬
‫إل للمالك لن رسول ال صلى ال عليه وسلم إنما قضى بها للمالك‬
‫الذي كان أخذ مإا أحل ال له والذي كان إن مإات المغل مإات مإن مإاله‬
‫وإن شاء أن يحبس المغل حبسه إل أنه جعل له الخيار إن شاء أن يرده‬
‫بالعيب رده فأمإا الغاصب فهو ضد المشتري الغاصب أخذ مإا حرمأ ال تعالى‬
‫عليه ولم يكن للغاصب حبس مإا في يديه ولو تلف المغل كان الغاصب له‬
‫ضامإنا حتى يؤدي قيمته إلى الذي غصبه إياه ول يطرح الضمان له لو تلف‬
‫قيمة الغلة التي كانت قبل أن يتلف ول يجوز إل هذا القول أو قول آخر‬
‫وهو خطأ عندنا وال تعالى أعلم وهو أن بعض الناس زعم أنه إذا سكن‬
‫أو اشتغل أو حبس فالغلة والسكن له بالضمان ول شيء عليه وإنما ذهب‬
‫إلى القياس على الحديث الذي ذكرت فأمإا أن يزعم زاعم أنه إن أخذ غلة‬
‫أو سكن رد الغلة وقيمة السكنى وإن لم يأخذها فل شيء عليه فهذا‬
‫خارج مإن كل قول ل هو جعل ذلك له بالضمان ول هو جعل ذلك‬
‫للمالك إذا كان المالك مإغصوبا قال الربيع مإعنى قول الشافعي ليس‬
‫للمغصوب أن يأخذ إل كراء مإثله لن كراءه باطل وإنما على الذي سكن‬
‫إذا استحق الدار ربها كراء مإثلها وليس له خيار في أن يأخذ الكراء الذي‬
‫أكراها به الغاصب لن الكراء مإفسوخ قال الشافعي ولو اغتصبه أرضا فغرسها‬
‫نخل أو أصول أو بنى فيها بناء أو شق فيها انهارا كان عليه كراء مإثل‬
‫الرض بالحال الذي اغتصبه إياها وكان على الباني والغارس أن يقلع بناءه‬
‫وغرسه فإذا قلعه ضمن مإا نقص المقلع الرض حتى يرد إليه الرض بحالها‬
‫حين أخذها ويضمن القيمة بما نقصها قال وكذلك ذلك‬

‫صفحة ‪1127 :‬‬


‫في النهر وفي كل شيء أحدثه فيها ل يكون له أن يثبت فيها عرقا‬
‫ظالما وقد قال النبي صلى ال عليه وسلم ليس لعرق ظالم حق ول يكون‬
‫لرب الرض أن يملك مإال الغاصب ولم يملكه إياه كان مإا يقلع الغاصب‬
‫مإنه ينفعه أو ل ينفعه لن له مإنع قليل مإاله كما له مإنع كثيره وكذلك لو‬
‫كان حفر فيها بئرا كان له دفنها وإن لم ينفعه الدفن وكذلك لو غصبه‬
‫دارا فزوقها كان له قلع التزويق وإن لم يكن ينفعه قلعه وكذلك لو كان‬
‫نقل عنها ترابا كان له أن يرد مإا نقل عنها حتى يوفيه إياها بالحال التي‬
‫غصبه إياها عليها ل يكون عليه أن يترك مإن مإاله شيئا ينتفع به المغصوب‬
‫كما لم يكن على المغصوب أن يبطل مإن مإاله شيئا في يد الغاصب فإن‬
‫تأول رجل قول النبي صلى ال عليه وسلم ل ضرر ول ضرار فهذا كلمأ‬
‫مإجمل ل يحتمل لرجل شيئا إل احتمل عليه خلفه ووجهه الذي يصح به‬
‫أن ل ضرر في أن ل يحمل على رجل في مإاله مإا ليس بواجب عليه ول‬
‫ضرار في أن يمنع رجل مإن مإاله ضررا ولكل مإاله وعليه فإن قال قائل بل‬
‫أحدث للناس في أمإوالهم حكما على النظر لهم وأمإنعهم في أمإوالهم على‬
‫النظر لهم قيل له إن شاء ال تعالى أرأيت رجل له بيت يكون ثلث أذرع‬
‫في ثلثة أذرع في دار رجل له مإقدرة أعطاه به مإا شاء مإائة ألف دينار‬
‫أو أكثر وقيمة البيت درهم أو درهمان وأعطاه مإكانه دارا مإع المال أو‬
‫رقيقا هل يجبر على النظر له أن يأخذ هذا الكثير بهذا القليل أورأيت رجل‬
‫له قطعة أرض بين أراضي رجل ل تساوي القطعة درهما فسأله الرجل أن‬
‫يبيعه مإنها مإمرا بما شاء مإن الدنيا هل يجبر على أن يبيع مإال ينفعه بما‬
‫فيه غناه أورأيت رجل صناعته الخياطة فحلف رجل أن ل يستخيط غيره‬
‫ومإنعه هو أن يخيط له فأعطاه على مإا الجارة فيه درهم مإائة دينار أو‬
‫أكثر أيجبر على أن يخيط له أورأيت رجل عنده أمإة عمياء ل تنفعه أعطاه‬
‫بها ابن لها بيت مإال هل يجبر على أن يبيعها فإن قال ل يجبر واحد‬
‫مإن هؤلء على النظر له قلنا وكل هؤلء يقول إنما فعلت هذا إضرار‬
‫بنفسي وإضرارا للطالب إلى حتى أكون جمعت المإرين فإن قال وإن أضر‬
‫بنفسه وضار غيره فإنما فعل في مإاله مإاله أن يفعل قيل وكذلك حافر البئر‬
‫في أرض الرجل والمزوق جدار الرجل وناقل التراب إلى أرض الرجل إنما‬
‫فعل مإاله أن يفعل ومإنع مإاله أن يمنع مإن مإاله فإن كان في رد التراب‬
‫ودفن البئر مإا يشغل الرض عن ربها حتى يمنعه مإنفعة في ذلك الوقت‬
‫قيل للذي يريد رد التراب أنت بالخيار في أن ترده ويكون عليك كراء‬
‫الرض بقدر المدة التي حبستها عن المنفعة أو تدعه وقيل لرب الرض في‬
‫البئر لك الخيار في أن تأخذ حافر البئر بدفنها على كل حال ول شيء‬
‫لك عليه‬

‫صفحة ‪1128 :‬‬

‫لنه ليس في مإوضعها مإنفعة حتى تكون مإدفونة إل أن يكون لموضعها‬


‫لو كانت مإستوية مإنفعة فيما بين أن حكمنا لك بها إلى أن يدفنها فيكون‬
‫لك أجر تلك المنفعة لنه شغل عنك شيئا مإن أرضك قال الشافعي وإن‬
‫كان الغاصب نقل مإن أرض المغصوب ترابا كان مإنفعة للرض ل ضرر‬
‫عليها أخذ برده فإن كان ل يقدر على رد مإثله بحال أبدا قومإت الرض‬
‫وعليها ذلك التراب وقومإت بحالها حين أخذها ثم ضمن الغاصب مإا بين‬
‫القيمتين وإن كان يقدر لى رده بحال وإن عظمت فيه المؤنة كلفه قال‬
‫وإذا قطع الرجل يد دابة رجل أو رجلها أو جرحها جرحا مإا كان صغيرا‬
‫أو كبيرا قومإت الدابة مإجروحة أو مإقطوعة ثم ضمن مإا بين القيمتين ول‬
‫يملك أحد مإال أحد بجناية أبدا قال وإذا أقامأ شاهدا أن رجل غصبه هذه‬
‫الجارية يومأ الخميس وشاهدا أنه غصبه إياها يومأ الجمعة أو شاهدا أنه‬
‫غصبه إياها وشاهدا أنه أقر له بغصبه إياها أو شاهدا أنه أقر له يومأ‬
‫الخميس بغصبها وآخر أنه أفر له يومأ الجمعة بغصبها فكل هذا مإختلف‬
‫لن غصب يومأ الخميس غير غصب يومأ الجمعة وفعل الغصب غير القرار‬
‫بالغصب والقرار يومأ الخميس غير القرار يومأ الجمعة فيقال له في هذا‬
‫كله احلف مإع أي شاهديك شئت واستحق الجارية فإن حلف استحقها قال‬
‫ولو أن أرضا كانت بيد رجل فادعى آخر أنها أرضه فأقامأ شاهدا فشهد له‬
‫أنها أرضه اشتراها مإن مإالك أو ورثها مإن مإالك أو تصدق بها عليه مإالك‬
‫أو كانت مإواتا فأحياها فوصف ذلك بوجه مإن وجوه الملك الذي يصح‬
‫وأقامأ شاهدا غيره أنها حيزه لم تكن الشهادة بأنها حيزة شهادة ولو شهد‬
‫عليها عدد عدول إذا لم يزيدوا على هذا شيئا لن حيزه يحتمل مإا يحوز‬
‫بالملك ومإا يحوز بالعارية والكراء ويحتمل مإا يلي أرضه ومإا يلي مإسكنه‬
‫ويحتمل بعطية أهلها فلما لم يكن واحد مإن هذه المعاني أولى بالظاهر مإن‬
‫الخر لم تكن هذه شهادة أبدا حتى يزيدوا فيها مإا يبين أنها مإلك له وله‬
‫أن يحلف مإع الشاهد الذي شهد له بالملك ويستحق قال ولو شهد له‬
‫الشاهد الول بما وصفنا مإن الملك وشهد له الشاهد الثاني بأنه كان‬
‫يحوزها وقف فإن قال يحوزها بملك فقد اجتمعا على الشهادة وإن قال‬
‫يحوزها ولم يزد على ذلك لم يجتمعا على الشهادة ويحلف مإع شاهد‬
‫الملك ويستحق قال وإذا غصب الرجل مإن الرجل الجارية فباعها مإن آخر‬
‫وقبض الثمن فهلك في يديه ثم جاء رب الجارية والجارية قائمة أخذ‬
‫الجارية وشيئا إن كان نقصها ورجع المشتري على البائع بالثمن الذي قبض‬
‫مإنه مإوسرا كان أو مإعسرا قال وإذا غصب الرجل الرجل دابة أو أكراه إياها‬
‫فتعدى فضاعت في تعديه فضمنه رب الدابة‬

‫صفحة ‪1129 :‬‬

‫المغصوب أو المكري قيمة دابته ثم ظفر بالدابة بعد فإن بعض الناس‬
‫وهو أبو حنيفة قال ل سبيل له على الدابة ولو كانت جارية لم يكن له‬
‫عليها سبيل مإن قبل أنه أخذ البدل مإنها والبدل يقومأ مإقامأ البيع قال‬
‫الشافعي وإذا ظهر على الدابة رددت عليه الدابة ورد مإا قبض مإن ثمنها‬
‫إن كانت دابته بحالها يومأ غصبها أو تعدى بها أو خيرها حال فإن كانت‬
‫ناقصة قبضها ومإا نقصت ورد الفضل عن نقصانها مإن الثمن ول يشبه هذا‬
‫البيوع إنما البيوع بما تراضيا عليه فسلم له رب السلعة سلعته وأخرجها مإن‬
‫يديه إليها راضيا بإخراجها والمشتري غير عاص في أخذها والمتعدي عاص‬
‫في التعدي والغصب ورب الدابة غير بائع له دابته أل ترى أن الدابة لو‬
‫كانت قائمة بعينها لم يكن له أخذ قيمتها فلما كان إنما أخذ القيمة على‬
‫أن دابته فائتة ثم وجد الدابة كان الفوت قد بطل وكانت الدابة مإوجودة‬
‫ولو كان هذا بيعا مإا جاز أن تباع دابته غائبة ولو جاز فهلكت الدابة‬
‫كان للغاصب والمتعدي أن يرجع بالثمن ولو وجدت مإعيبة كان له أن يردها‬
‫بالعيب فإن قال رجل فهي ل تشبه البيوع ولكنها تشبه الجنايات قيل له‬
‫أفرأيت لو أن رجل جنى على عين رجل فابيضت فحكم له بأرشها ثم‬
‫ذهب البياض فقائل هذا يزعم أنه يرده بالرش ويرده ولو حكم له في سن‬
‫قلعت مإن صبي بخمس مإن البل ثم نبتت رجع بالرش الذي حكم به‬
‫عليه فإن شبهها بالجنايات فهذا يلزمإه فيه اختلف القول وإن زعم أنها ل‬
‫تشبه الجنايات لن الجنايات مإا فات فلم يعد فهذه قد عادت فصارت غير‬
‫فائتة ولو كان هذا بغير قضاء قاض فاغتصب رجل لرجل دابة أو أكراه‬
‫إياها فتعدى عليها فضاعت ثم اصطلحا مإن ثمنها على شيء يكون أكثر مإن‬
‫قيمة الدابة أو مإثله أو أقل فالقول فيه كالقول في حكم القاضي لنه إنما‬
‫صالحه على مإا لزمأ الغاصب مإما استهلك فلما كان مإاله غير مإستهلك كان‬
‫الصلح وقع على غير مإا علما أو علم رب الدابة ولو كان الغاصب قال‬
‫له أنا أشتريها مإنك وهي في يدي قد عرفتها فباعه إياها بشيء قد عرفه‬
‫قل أو كثر فالبيع جائز فإن جاء الغاصب بالدابة مإعيبة عيبا يحدث مإثله‬
‫فزعم أنه لم يكن رآه وأن البائع دلس له به كان القول قول البائع مإع‬
‫يمينه إل أن يقيم الغاصب البينة على أنه كان في يد المغصوب البائع أو‬
‫يكون العيب مإما ل يحدث مإثله فيكون له رد الدابة ويكون للمغصوب مإا‬
‫نقصها على الغاصب فإن قال المتعدى بالغصب أو في الكراء إن الدابة‬
‫ضاعت فأنا أدفع إليك قيمتها فقبل ذلك مإنه بغير قضاء قاض فل يجوز‬
‫في هذا وال أعلم إل واحد مإن قولين أحدهما أن يقال هذا بيع مإستانف‬
‫فل نجيزه مإن قبل أنه ل يجوز بيع الموتى أو‬

‫صفحة ‪1130 :‬‬


‫يقال هذا بدل إن كانت ضاعت أو تلفت فيجوز لن ذلك يلزمإه في‬
‫أصل الحكم فمن ذهب هذا المذهب لزمإه إذا علم بأن الدابة لم تضع أن‬
‫يكون لرب الدابة أخذها وعليه رد مإا أخذ مإن قبل أنه إنما أخذ مإا كان‬
‫يلزمأ له لو كانت ضائعة فلما لم تكن ضائعة كان على أصل مإلكه أو‬
‫يقول قائل قول ثالثا فيقول لما رضي بقوله وترك استحلفه كما كان الحاكم‬
‫مإستحلفه لو ضاعت فل يكون له الرجوع على حال فأمإا أن يقول قائل إن‬
‫كانت عند الغاصب وإنما كذب ليأخذها فللمشتري أخذها وإن لم تكن عند‬
‫الغاصب ثم وجدها فليس للمشتري أخذها فهذا ل يجوز في وجه مإن‬
‫الوجوه لن الذي انعقد إن كان جائزا بكل حال جاز ولم ينتقض وإن كان‬
‫جائزا مإا لم تكن مإوجودة مإنتقضا إذا كانت مإوجودة فهي مإوجودة في‬
‫الحالين فما بالها ترد في إحداهما ول ترد في الخرى وإن كان فاسدا‬
‫فهو مإردود بكل حال وهذا القول ل جائز ول فاسد ول جائز على مإعنى‬
‫فاسد في آخر قال الشافعي وإذا باع الرجل مإن الرجل الجارية أو العبد‬
‫وقبضه مإنه ثم أقر البائع لرجل آخر أنه عبده غصبه مإنه أو أمإته غصبها‬
‫مإنه قلنا للمقر له بالغصب إن أقمت بينة على الغصب دفعنا إليك أيهما‬
‫أقمت عليه البينة ونقضنا البيع وإن لم تقم بينة فإقرار البائع لك إثبات‬
‫حق لك على نفسه وإبطال حق لغيرك قد ثبت عليه قبل إقراره لك ول‬
‫يصدق في إبطال حق غيره ويصدق على نفسه فيضمن لك قيمة ايهما أقر‬
‫بأنه غصبكه إل أن يجد المشتري العيب أو يكون له الخيار فيرده بخياره‬
‫في العيب وخياره في الشرط فإذا رده كان على المقر أن يسلمه إليك‬
‫وإن صدقه المشتري أنه غاصب رده ورجع عليه بالثمن الذي أخذه مإنه إن‬
‫شاء قال الشافعي وإذا اغتصب الرجل مإن الرجل عبدا فباعه مإن رجل ثم‬
‫مإلك المغتصب البائع ذلك العبد بميراث أو هبة أو بشراء صحيح أو وجه‬
‫مإلك مإا كان ثم أراد نقض البيع الول لنه باع مإال يملك فإن صدقه‬
‫المشتري أو قامإت بينة فالبيع مإنتقض أراده أو لم يرده لنه باع مإا ل‬
‫يجوز له بيعه وإن لم تقم بينة وقال المشتري إنما ادعيت مإا يفسد البيع‬
‫فالقول قول المشتري مإع يمينه فإن قال البائع بعتك مإا أمإلك ثم قامإت‬
‫بينة أنه اغتصبه ثم مإلكه ولم يصدقه المشتري ثبت البيع مإن قبل أن البينة‬
‫إنما تشهد في هذا الوقت للبائع ل عليه فتشهد له بما يرجع به العبد إلى‬
‫مإلكه فيكون مإشهودا له ل عليه وقد أكذبهم فل ينتقض البيع في الحكم‬
‫لكذابه بينته وينبغي في الورع أن يجددا بيعا أو يرده المشتري قال وإن‬
‫كانت البينة شهدت فكان ذلك يخرجه مإن أيديهما جميعا قبلت البينة لنها‬
‫عليه قال وإن باعه وقبضه المشتري ثم أعتقه فقامإت بينة بغصب وكان‬
‫المغصوب أو‬

‫صفحة ‪1131 :‬‬

‫ورثته قيامإا رد العتق لن البيع كان فاسدا ويرد إلى المغصوب ولو لم‬
‫تكن بينة وصدق الغاصب والمشتري المدعى أنه غصبه لم يقبل قول واحد‬
‫مإنهما في العتق ومإضى العتق ورددنا المغصوب على الغاصب بقيمة العبد في‬
‫أكثر مإا كان قيمة وإن أحب رددناه على المشتري المعتق فإن رددناه على‬
‫المشتري المعتق رجع على الغاصب البائع بما أخذ مإنه لنه قد أقر أنه باع‬
‫مإال يملك والولء مإوقوف مإن قبل أن المعتق يقر أنه أعتق مإال يملك قال‬
‫وإذا غصب الرجل مإن الرجل الجارية فباعها مإن رجل والمشتري يعلم أنها‬
‫مإغصوبة ثم جاء المغصوب فأراد إجازة البيع لم يكن البيع جائزا مإن قبل‬
‫أن أصل البيع كان مإحرمإا فل يكون لحد إجازة المحرمأ ويكون له تجديد‬
‫بيع حلل هو غير الحرامأ فإن قال قائل أرأيت لو أن أمإرا باع جارية له‬
‫وشرط لنفسه فيها الخيار أمإا كان يجوز البيع ويكون له أن يختار إمإضاءه‬
‫فيلزمأ المشتري بأن له الخيار دون البائع قيل بلى فإن قال فما فرق بينهما‬
‫قيل هذه باعها مإالكها بيعا حلل وكان له الخيار على شرطه وكان المشتري‬
‫غير عاص ل ول البائع والغاصب والمشتري وهو يعلم أنها مإغصوبة عاصيان‬
‫ل وهذا بائع مإا ليس له وهذا مإشتر مإال يحل له فل يقاس الحرامأ على‬
‫الحلل لنه ضده أل ترى أن الرجل المشتري مإن رب الجارية جاريته لو‬
‫شرط المشتري الخيار لنفسه كان له الخيار كما يكون للبائع إذا شرطه‬
‫أفيكون للمشتري الجارية المغصوبة الخيار في أخذها أو ردها فإن قال ل‬
‫قيل ولو شرط الغاصب الخيار لنفسه فإن قال ل مإن قبل أن الذي شرط‬
‫له الخيارل يملك الجارية قيل ولكن الذي يملكها لو شرط له الخيار جاز‬
‫فإن قال نعم قيل له أفل ترى أنهما مإختلفان في كل شيء فكيف يقاس‬
‫أحد المختلفين في كل شيء على الخر قال وإذا غصب الرجل مإن الرجل‬
‫الجارية فاقر الغاصب بأنه غصبه جارية وقال ثمنها عشرة وقال المغصوب‬
‫ثمنها مإائة فالقول قول الغاصب مإع يمينه ول تقومأ على الصفة مإن قبل أن‬
‫التقويم على الصفة ل يضبط قد تكون الجاريتان بصفة ولون وسن وبينهما‬
‫كثير في القيمة بشيء يكون في الروح والعقل واللسان فل يضبط إل‬
‫بالمعاينة فيقال لرب الجارية إن رضيت وإل فإن أقامأ بينة فأقامأ بينة أخذ له‬
‫ببينته وإن لم يقمها أحلف له الغاصب وكان القول قوله ولو أقامأ عليه‬
‫شاهدين بأنه غصبه جارية فهلكت الجارية في يديه ولم يثبت الشاهدان على‬
‫قيمتها كان القول في قيمتها قول الغاصب مإع يمينه ولو وصفها الشاهدان‬
‫بصفة أنها كانت صحيحة علم أن قيمتها أكثر مإما قال الغاصب كان القول‬
‫قول الغاصب لنه قد يمكن أن يكون ثم داء أو غائلة تخفى يصير بها‬
‫ثمنها إلى مإا قال الغاصب فإذا‬

‫صفحة ‪1132 :‬‬

‫أمإكن مإا قال الغاصب بحال كان القول قوله مإع يمينه وهكذا قول مإن‬
‫يغرمأ شيئا مإن الدنيا بأي وجه مإا دخل عليه الغرمأ إذا أمإكن أن يكون‬
‫القول قوله كان القول قوله ول يؤخذ مإنه خلف مإا اقر به إل ببينة أل‬
‫ترى أنا نجعل في الكثر مإن الدعوى عليه القول قوله فلو قال رجل‬
‫غصبني أولي عليه دين أو عنده وديعة كان القول قوله مإع يمينه ولم نلزمإه‬
‫شيئا لم يقر به فإذا أعطيناه هذا في الكثر كان القل أولى أن نعطيه إياه‬
‫فيه ول تجوز القيمة على مإال يرى وذلك أنا ندرك مإا وصفت مإن علم أن‬
‫الجاريتان تكونان في صفة وإحداهما أكثر ثمنا مإن الخرى بشيء غير بعيد‬
‫فل تكون القيم إل على مإاعوين أول ترى أن فيما عوين ل نولي القيمة‬
‫فيه إل أهل العلم به في يومإه الذي يقومإونه فيه ول تجوز لهم القيمة حتى‬
‫يكشفوا عن الغائلة والدواء ثم يقيسوه بغيره ثم يكون أكثر مإا عندهم في‬
‫ذلك تأخى قدر القيمة على قدر مإا يرى مإن سعر يومإه فإذا كان هذا‬
‫هكذا لم يجز التقويم على المغيب فإن قال صفته كذا ول أعرف قيمته‬
‫قلنا لرب الثوب ادع في قيمته مإا شئت فإذا فعل قلنا للغاصب قد ادعى‬
‫مإا تسمع فإن عرفته فأده إليه بل يمين وإن لم تعرفه فأقر بما شئت‬
‫نحلفك عليه وتدفعه إليه فإن قال ل أحلف قلنا فرد اليمين عليه فيحلف‬
‫عليك ويستحق مإا ادعى إن ثبت على المإتناع مإن اليمين فإن حلف بعد‬
‫أن بين هذا له فقد جاء بما عليه وإن امإتنع أحلفنا المدعى ثم ألزمإناه‬
‫جميع مإا حلف عليه فإن أراد اليمين بعد يمين المدعى لم نعطه إياها فإن‬
‫جاء ببينة على أقل مإما حلف عليه المدعى أعطيناه بالبينة وكانت البينة أولى‬
‫مإن اليمين الفاجرة قال وإذا غصب رجل مإن رجل طعامإا حبا أو تمرا أو‬
‫أدمإا فاستهلكه فعليه مإثله إن كان يوجد له مإثل بحال مإن الحال وإن لم‬
‫يوجد له مإثل فعليه قيمته أكثر مإا كان قيمة قط قال وإذا غضب رجل‬
‫لرجل أصل فأثمر أو غنما فتوالدت وأصاب مإن صوفها وألبانها كان لرب‬
‫الصل والغنم وكل مإاشية أن يأخذ مإاشيته وأصله مإن الغاصب إن كان بحاله‬
‫حين غصبه أو خيرا وإن نقص أخذه والنقصان ورجع عليه بجميع مإا أتلف‬
‫مإن الثمرة فأخذ مإنه مإثلها إن كان لها مإثل أو القيمة إن لم يكن لها‬
‫مإثل وقيمة مإا أتلف مإن نتاج الماشية ومإثل مإا أخذ مإن لبنها أو قيمته إن‬
‫لم يكن له مإثل ومإثل مإا أخذ مإن صوفها وشعرها إن كان له مإثل وإل‬
‫قيمته إن لم يكن له مإثل قال وإن كان أعلفها أو هنأها وهي جرب أو‬
‫استأجر عليها مإن حفظها أو سقي الصل فل شيء له في ذلك قال‬
‫الشافعي وأصل مإا يحدث الغاصب فيما اغتصب شيئان أحدهما عين مإوجودة‬
‫تميز وعين مإوجودة ل تميز والثاني أثر ل عين مإوجودة فأمإا الثر الذي‬
‫ليس بعين‬

‫صفحة ‪1133 :‬‬


‫مإوجودة فمثل مإا وصفنا مإن الماشية يغصبها صغارا والرقيق يغصبهم صغارا‬
‫بهم مإرض فيداويهم وتعظم نفقته عليهم حتى يأتي صاحبهم وقد أنفق عليهم‬
‫أضعاف أثمانهم وإنما مإاله في أثر عليهم ل عين أل ترى أن النفقة في‬
‫الدواب والعبد إنما هو شيء صلح به الجسد ل شيء قائم بعينه مإع‬
‫الجسد وإنما هو أثر وكذلك الثوب يغسله ويكمده وكذلك الطين يغصبه‬
‫فيبله بالماء ثم يضربه لبنا فإنما هذا كله أثر ليس بعين مإن مإاله وجد فل‬
‫شيء له فيه لنه ليس بعين تتميز فيعطاه ول عين تزيد في قيمته ول هو‬
‫مإوجود كالصبغ في الثوب فيكون شريكا له والعين الموجودة التي ل تتميز‬
‫أن يغصب الرجل الثوب الذي قيمته عشرة دراهم فيصبغه بزعفران فيزيد في‬
‫قيمته خمسة فيقال للغاصب إن شئت أن تستخرج الزعفران على أنك ضامإن‬
‫لما نقص مإن الثوب وإن شئت فأنت شريك في الثوب لك ثلثه ولصاحب‬
‫الثوب ثلثاه ول يكون له غير ذلك وهكذا كل صبغ كان قائما فزاد فيه‬
‫وإن صبغه بصبغ يزيد ثم استحق الصبغ فإنما يقومأ الثوب فإن كان الصبغ‬
‫زائدا في قيمته شيئا قل أو كثر فهكذا وإن كان غير زائد في قيمته قيل‬
‫له ليس لك ههنا مإال زاد في مإال الرجل فتكون شريكا له به فإن شئت‬
‫فاستخرج الصبغ على أنك ضامإن لما نقص الثوب وإن شئت فدعه قال‬
‫وإن كان الصبغ مإما ينقص الثوب قيل له أنت أضررت بصاحب الثوب‬
‫وأدخلت عليه النقص فإن شئت فاستخرج صبغك وتضمن مإا نقص الثوب‬
‫وإن شئت فل شيء لك في صبغك وتضمن مإا نقص الثوب بكل حال قال‬
‫ومإن الشيء الذي يخلطه الغاصب بما اغتصب فل يتميز مإنه أن يغصبه‬
‫مإكيال زيت فيصبه في زيت مإثله أو خير مإنه فيقال للغاصب إن شئت‬
‫أعطيته مإكيال زيت مإثل زيته وإن شئت أخذ مإن هذا الزيت مإكيال ثم كان‬
‫غير مإزداد إذا كان زيتك مإثل زيته وكنت تاركا للفضل إذا كان زيتك أكثر‬
‫مإن زيته ول خيار للمغصوب لنه غير مإنتقص فإن كان صب ذلك المكيال‬
‫في زيت شر مإن زيته ضمن الغاصب له مإثل زيته لنه قد انتقص زيته‬
‫بتصييره فيما هو شر مإنه وإن كان صب زيته في بان أو شيرق أو دهن‬
‫طيب أو سمن أو عسل ضمن في هذا كله لنه ل يتخلص مإنه الزيت‬
‫ول يكون له أن يدفع إليه مإكيال مإثله وإن كان المكيال مإنه خيرا مإن‬
‫الزيت مإن قبل أنه غير الزيت ولو كان صبه في مإاء إن خلصه مإنه حتى‬
‫يكون زيتا ل مإاء فيه وتكون مإخالطة الماء غير ناقصة له كان لزمإا‬
‫للمغصوب أن يقبله وإن كانت مإخالطة الماء ناقصة له في العاجل والمتعقب‬
‫كان عليه أن يعطيه مإكيال مإثله مإكانه قال الربيع ويعطيه هذا الزيت بعينه‬
‫وإن نقصه الماء ويرجع عليه بنقصه‬

‫صفحة ‪1134 :‬‬

‫وهو مإعنى قول الشافعي قال الشافعي ولو اغتصبه زيتا فاغله على النار‬
‫فنقص كان عليه أن يسلمه إليه ومإا نقص مإكيلته ثم إن كانت النار تنقصه‬
‫شيئا في القيمة كان عليه أن يغرمأ له نقصانه وإن لم تنقصه شيئا في‬
‫القيمة فل شيء عليه ولو اغتصبه حنطة جديدة خلطها برديئة كان كما‬
‫وصفت في الزيت يغرمأ له مإثلها بمثل كيلها إل أن يكون يقدر على أن‬
‫يميزها حتى تكون مإعروفة وإن خلطها بمثلها أو أجود كان كما وصفت في‬
‫الزيت قال ولو خلطها بشعير أو ذرة أو حب غير الحنطة كان عليه أن‬
‫يؤخذ بتمييزها حتى يسلمها إليه بعينها بمثل كيلها وإن نقص كيلها شيئا‬
‫ضمنه قال ولو اغتصبه حنطة جيدة فأصابها عنده مإاء أو عفن أو أكلة أو‬
‫دخلها نقص في عينها كان عليه أن يدفعها إليه وقيمة مإا نقصها تقومأ‬
‫بالحال التي غصبها والحال التي دفعها بها ثم يغرمأ فضل مإا بين القيمتين‬
‫قال ولو غصبه دقيقا فخلطه بدقيق أجود مإنه أو مإثله أو أرادأ كان كما‬
‫وصفنا في الزيت قال وإن غصبه زعفرانا وثوبا فصبغ الثوب بالزعفران كان‬
‫رب الثوب بالخيار في أن يأخذ الثوب مإصبوغا لنه زعفرانه وثوبه ول شيء‬
‫له غير ذلك أو يقومأ ثوبه أبيض وزعفرانه صحيحا فإن كانت قيمته ثلثين‬
‫قومأ ثوبه مإصبوغا بزعفران فإن كانت قيمته خمسة وعشرين ضمنه خمسة لنه‬
‫أدخل عليه النقص قال وكذلك إن غصبه سمنا وعسل ودقيقا فعصده كان‬
‫للمغصوب الخيار في أن يأخذه مإعصودا ول شيء للغاصب في الحطب‬
‫والقدر والعمل مإن قبل أن مإاله فيه أثر ل عين أو يقومأ له العسل مإنفردا‬
‫والسمن والدقيق مإنفردين فإن كان قيمته عشرة وهو مإعصود قيمته سبعة غرمأ‬
‫له ثلثة مإن قبل أنه أدخل عليه النقص ولو غصبه دابة وشعيرا فعلف الدابة‬
‫الشعير رد الدابة والشعير مإن قبل أنه هو المستهلك له وليس في الدابة‬
‫عين مإن الشعير يأخذه إنما فيها مإنه أثر قال ولو غصبه طعامإا فأطعمه إياه‬
‫والمغصوب ل يعلم كان مإتطوعا بالطعامأ وكان عليه ضمان الطعامأ وإن كان‬
‫المغصوب يعلم أنه طعامإه فأكله فل شيء له عليه مإن قبل أن سلطانه إنما‬
‫كان على أخذ طعامإه فقد أخذه قال ولو اختلفا فقال المغصوب أكلته ول‬
‫أعلم أنه طعامإي وقال الغاصب أكلته وأنت تعلمه فالقول قول المغصوب مإع‬
‫يمينه إذا أمإكن أن يكون يخفي ذلك بوجه مإن الوجوه قال الربيع وفيه قول‬
‫آخر أنه إذا أكله عالما أو غير عالم فقد وصل إليه شيئه ول شيء على‬
‫الغاصب إل أن يكون نقص عمله فيه شيئا فيرجع بما نقصه العمل قال‬
‫الشافعي وإن غصبه ذهبا فحمل عليه نحاسا أو حديدا أو فضة أخذ بتمييزه‬
‫بالنار وإن نقصت النار ذهبه شيئا ضمن مإا نقصت النار وزن ذهبه وسلم‬
‫إليه ذهبه ثم نظرنا فإن‬

‫صفحة ‪1135 :‬‬

‫كانت النار نقصت مإن ذهبه شيئا في القيمة ضمن له مإا نقصته النار‬
‫في القيمة قال ولو سبكه مإع ذهب مإثله أو أجود أو أردأ كان هذا مإما‬
‫ل يتميز وكان القول فيه كالقول في الزيت قال ولو اغتصبه ذهبا فجعله‬
‫قضيبا ثم أضاف إليه قضيبا مإن ذهب غيره أو قضيبا مإن نحاس أو فضة‬
‫مإيز بينهما ثم دفع إليه قضيبه إن كان بمثل الوزن الذي غصبه به ثم نظر‬
‫إليه في تلك الحال وإليه في الحال التي غصبه إياه فيها مإعا فإن كانت‬
‫قيمته حين رده أقل مإنها حين غصبه ضمن له فضل مإا بين القيمتين وإن‬
‫كانت مإثله أو أكثر أخذ ذهبه ول شيء له غير ذلك ول للغاصب في‬
‫الزيادة لن الزيادة مإن عمل إنما هو أثر قال ولو غصبه شاة فأنزى عليها‬
‫تيسا فجاءت بولد كانت الشاة والولد للمغصوب ول شيء للغاصب في‬
‫عسب التيس مإن قبل شيئين أحدهما أنه ل يحل ثمن عسب الفحل والخر‬
‫أنه إنما هو شيء أقره فيها فانقلب الذي أقر إلى غيره والذي انقلب ليس‬
‫بشيء يملك إنما يملكه رب الشاة قال ولو غصبه نقرة ذهب فضربها دنانير‬
‫كان لرب النقرة أن يأخذ الدنانير إن كانت بمثل وزن النقرة وكانت بمثل‬
‫قيمة النقرة أو أكثر ول شيء للغاصب في زيادة عمله إنما هو أثر وإن‬
‫كانت ينقص وزنها أخذ الدنانير ومإا نقص الوزن قال وإن كان قيمتها تنقص‬
‫مإع ذلك أخذ الدنانير ومإا نقص الوزن ومإا نقص القيمة قال وإن غصبه‬
‫خشبة فشقها ألواحا أخذ رب الخشبة اللواح فإن كانت اللواح مإثل قيمة‬
‫الخشبة أو أكثر أخذها ول شيء للغاصب في زيادة قيمة اللواح على‬
‫الخشبة مإن قبل أن مإاله فيها أثر ل عين وإن كانت اللواح أقل قيمة مإن‬
‫الخشبة أخذها وفضل مإا بين القيمتين قال ولو أنه عمل هذه اللواح أبوابا‬
‫ولم يدخل فيها شيئا مإن عنده كان هكذا ولو أدخل فيها مإن عنده حديدا‬
‫أو خشبا غيرها كان عليه أن يميز مإاله مإن مإال المغصوب ثم يدفع إلى‬
‫المغصوب مإاله ومإا نقص مإاله إذا مإيز مإنها خشبه وحديده إل أن يشاء أن‬
‫يدع له ذلك مإتطوعا قال وكذلك لو أدخل لوحا مإنها في سفينة أو بنى‬
‫على لوح مإنها جدارا كان عليه أن يؤخذ بقلع ذلك حتى يسلمه إلى‬
‫صاحبه ومإا نقصه قال وكذلك الخيط يخيط به الثوب وغيره فإن غصبه‬
‫خيطا فخاط به جرح إنسان أو حيوان ضمن قيمته ولم يكن للمغصوب أن‬
‫ينزع خيطه مإن إنسان ول حيوان حي فإن قال قائل مإا فرق بين الخيط‬
‫يخاط به الثوب وفي إخراجه إفساد للثوب وفي إخراج اللوح إفساد للبناء‬
‫والسفينة وفي إخراج الخيط مإن الجرح أفساد للجرح فإن زعمت أن أحدهما‬
‫يخرج مإع الفساد والخر ل يخرج مإع الفساد قيل له إن هدمأ الجدار‬
‫وقلع اللوح مإن السفينة ونقض الخياطة ليس بمحرمأ على مإالكها لنه ليس‬
‫في شيء‬

‫صفحة ‪1136 :‬‬


‫مإنها روح تتلف ول تألم فلما كان مإباحا لمالكها كان مإباحا لرب الحق‬
‫أن يأخذ حقه مإنها واستخراج الخيط مإن الجرح تلف للمجروح وألم عليه‬
‫ومإحرمأ عليه أن يتلف نفسه وكذلك مإحرمأ على غيره أن يتلفه إل بما أذن‬
‫ال تعالى به فيه مإن الكفر والقتل وكذلك ذوات الرواح ول يؤخذ الحق‬
‫بمعصية ال تعالى وإنما يؤخذ بما لم يكن ل مإعصية قال الربيع وفيه قول‬
‫آخر إن كان الخيط في حيوان ل يؤكل فل ينزع لن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم نهى أن تصبر البهائم وإن كان في حيوان يؤكل نزع الخيط‬
‫لنه حلل له أن يذبحها ويأكلها قال الشافعي قلت أرأيت إن كان الغاصب‬
‫مإعسرا وقد صبغ الثوب صبغا ينقصه ثم قال أنا أغسله حتى أخرج صبغي‬
‫مإنه لم نمكنه أن يغسله فينقص على ثوبي وهو مإعسر بذلك قال وإذا جنى‬
‫الحر على العبد جناية تكون نفسا أو أقل حملتها عاقلة الحر إن كانت‬
‫خطأ وقامإت بها بينة فإن قال قائل وكيف ضمنت العاقلة جناية حر على‬
‫عبد قيل له لما كانت العاقلة تعقل بسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫جناية الحر على الحر في النفس وبسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫جناية الحر على الجنين وهو نصف عشر نفس دل ذلك على أن مإا جنى‬
‫الحر مإن جناية خطأ كانت على عاقلته وعلى أن الحكم في جناية الحر‬
‫خطأ مإخالف للحكم في جناية الحر العمد وفيما استهلك الحر مإن عروض‬
‫الدمإيين فإن قال قائل فلم لم تجعل العبد عرضا مإن العروض وإنما فيه‬
‫قيمته كما يكون ذلك في العروض قيل جعل ال عز وجل على القاتل‬
‫خطأ تحرير رقبة ودية مإسلمة إلى أهل المقتول فكان ذلك في الدمإيين دون‬
‫العروض والبهائم ولم أعلم مإخالفا في أن على قاتل العبد تحرير رقبة كما‬
‫هي على قاتل الحر ول أن الرقبة في مإال القاتل خاصة فلما كانت الدية‬
‫في الخطأ على العاقلة كانت في العبد دية كما كانت فيه رقبة وكان‬
‫داخل في جملة الية وجملة السنة وجملة القياس على الجماع في أن فيه‬
‫عتق رقبة فإن قال قائل فديته ليست كدية الحر قيل والديات مإبينة الفرض‬
‫في كتاب ال تعالى ومإبينة العدد في سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وفي الثار فإنما يستدرك عددها خبرا أل ترى أن العاقلة تعقل دية الحر‬
‫والحرة وهما يختلفان ودية اليهودي والنصراني والمجوسي وهم عندنا مإخالفو‬
‫المسلم فكذلك تعقل دية العبد وهي قيمته فإن قال قائل مإا الفرق بين‬
‫العبد والبهيمة في شيء غير هذا قيل نعم بين العبيد عند العامإة القصاص‬
‫في النفس وعندنا في النفس وفيما دونها وليس ذلك بين بعيرين لو قتل‬
‫أحدهما صاحبه وعلى العبيد فرائض ال مإن تحريم الحرامأ وتحليل الحلل‬
‫وفيهم حرمإة السلمأ وليس ذلك في البهائم فإن كان الجاني عبدا‬

‫صفحة ‪1137 :‬‬

‫على حر أو عبد لم تعقل عنه عاقلته ول سيده وكانت الجناية في‬


‫عنقه دون ذمإة سيده يباع فيها فيدفع إلى ولي المجني عليه ديته فإن فضل‬
‫مإن ثمنه شيء رد على صاحبه فإن لم يفضل مإن ثمنه شيء أو لم يبلغ‬
‫الدية بطل مإا بقي مإنه لن الجناية إنما كانت في عنقه دون غيره وترك أن‬
‫يضمن سيده عنه والعاقلة في الحر والعبد مإال أعلم فيه خلفا وفيه دللة‬
‫على أن العقل إنما حكمه بالجاني ل بالمجني عليه أل ترى أنه لو كان‬
‫بالمجني عليه ضمنت عاقلته لسيد العبد ثمن العبد إذا قتل الحر فلما‬
‫كانت ل تضمن ذلك عنه وكانت جنايته على الحر والعبد سواء في عنقه‬
‫كانت كذلك جناية الحر على العبد والحر سواء على عاقلته وكان الحر‬
‫يعقل عنها كما تعقل عنه قال وإذا استعار الرجل مإن الرجل الدابة إلى‬
‫مإوضع فتعدى بها إلى غيره فعطبت في التعدي أو بعد مإا ردها إلى‬
‫الموضع الذي استعارها مإنه قبل أن تصل إلى مإالكها فهو لها ضامإن ل‬
‫يخرج مإن الضمان إل بأن يوصلها إلى مإالكها سالمة وعليه الكراء مإن حيث‬
‫تعدى بها مإع الضمان قال وإذا تكارى الرجل مإن الرجل الدابة مإن مإصر‬
‫إلى أيلة فتعدى بها إلى مإكة فماتت بمكة وقد كان قبضها مإن ربها ثمن‬
‫عشرة فنقصت في الركوب حتى صارت بأيلة ثمن خمسة ثم سار بها عن‬
‫أيلة فإنما يضمن قيمتها مإن الموضع الذي تعدى بها مإنه فيأخذ كراءها إلى‬
‫أيلة الذي أكراها به ويأخذ قيمتها مإن أيلة خمسة ويأخذ فيما ركب مإنها‬
‫بعد ذلك فيما بين أيلة إلى مإكة كراء مإثلها ل على حساب الكراء الول‬
‫قال وإذا وهب الرجل للرجل طعامإا فأكله الموهوب له أو ثوبا فلبسه حتى‬
‫أبله وذهب ثم استحقه رجل على الواهب فالمستحق بالخيار في أن يأخذ‬
‫الواهب لنه سبب إتلف مإاله فإن أخذه بمثل طعامإه أو قيمة ثوبه فل‬
‫شيء للواهب على الموهوب له إذا كانت هبته إياه لغير ثواب ويأخذ‬
‫الموهوب له بمثل طعامإه وقيمة ثوبه لنه هو المستهلك له فإن أخذه به‬
‫فقد اختلف في أن يرجع الموهوب له على الواهب وقيل ل يرجع على‬
‫الواهب لن الواهب لم يأخذ مإنه عوضا فيرجع بعوضه وإنما هو رجل غره‬
‫مإن أمإر قد كان له أن ل يقبله قال وإذا استعار الرجل مإن الرجل ثوبا‬
‫شهرا أو شهرين فلبسه فأخلقه ثم استحقه رجل آخر أخذه وقيمة مإا نقصه‬
‫اللبس مإن يومأ أخذه مإنه وهو بالخيار في أن يأخذ ذلك مإن المستعير‬
‫اللبس أو مإن الخذ لثوبه فإن أخذه مإن المستعير اللبس وكان النقص كله‬
‫في يده لم يرجع به على مإن أعاره مإن قبل أن النقص كان مإن فعله ولم‬
‫يغر مإن مإاله بشيء فيرجع به وإن ضمنه المعير غير اللبس فمن زعم أن‬
‫العارية مإضمونه قال للمعير أن يرجع به على المستعير لنه كان ضامإنا ومإن‬
‫زعم أن‬

‫صفحة ‪1138 :‬‬

‫العارية غير مإضمونة لم يجعل له أن يرجع عليه بشيء لنه سلطه على‬
‫اللبس وهذا قول بعض المشرقيين والقول الول قياس قول بعض أصحابنا‬
‫الحجازيين وهو مإوافق للثار وبه نأخذ ولو كانت المسألة بحالها غير أن‬
‫مإكان العارية أن المستعير تكارى الثوب كان الجواب فيها كالجواب في‬
‫الولى إل أن المستكري إذا ضمن شيئا رجع به على المكري لنه غره مإن‬
‫شيء أخذ عليه عوضا وإنما لبسه على أن ذلك مإباح له بعوض ويكون‬
‫لرب الثوب أن يأخذ قيمة إجارة ثوبه قال وإذا ادعى الرجل قبل الرجل‬
‫دعوى فسأل أن يحلف له المدعى عليه أحلفه له القاضي ثم قبل البينة‬
‫مإن المدعي فإن ثبتت عليه بينة أخذ له بها وكانت البينة العادلة أولى مإن‬
‫اليمين الفاجرة وسواء كانت بينة المدعي المستحلف حضورا بالبلد أو غيبا‬
‫عنه فل يعدو هذا واحدا مإن وجهين إمإا أن يكون المدعى عليه إذا حلف‬
‫بريء بكل حال قامإت عليه بينة أو لم تقم وإمإا أن يكون إنما يكون بريئا‬
‫مإا لم تقم عليه بينة فإذا قامإت بينة فالحكم عليه أن يؤخذ مإنه بها وليس‬
‫لقرب الشهود وبعدهم مإعنى ولكن الشهود إن لم يعدلوا اكتفى فيه باليمين‬
‫الولى ولم تعد عليه يمين وإنما أحلفناه أول أن الحكم في المدعى عليه‬
‫حكمان أحدهما أن ل يكون عليه بينة فيكون القول قوله مإع يمينه أو‬
‫يكون عليه بينة فيزول هذا الحكم ويكون الحكم عليه أن يؤخذ مإنه بالبينة‬
‫العادلة مإا كان المدعي يدعي مإا شهدت به بينته أو أكثر مإنه قال وإذا‬
‫غصب الرجل مإن الرجل قمحا فطحنه دقيقا نظر فإن كانت قيمة الدقيق‬
‫مإثل قيمة الحنطة أو أكثر فل شيء للغاصب في الزيادة ول عليه لنه لم‬
‫ينقصه شيئا وإن كانت قيمة أقل مإن قيمة الحنطة رجع على الغاصب بفضل‬
‫مإا بين قيمة الدقيق والحنطة ول شيء للغاصب في الطحن لنه إنما هو‬
‫أثر ل عين‬
‫' ' ‪ID‬‬ ‫وطعن بعضهم في حكاية الكسائي ول يلتفت إلى هذا‬
‫الطعن مإع صحة الحديث بمثله‬

‫ومإعاضدة الفراء وابن السكيت وغيرهما للكسائي وكل مإنهم إمإامأ وتوجيهها‪:‬‬
‫أنه لما ثبت‬

‫جواز‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد اليامأ والليالي جميعا كما سبق مإن كلمأ‬
‫سيبويه وكما دلت‬

‫عليه الية الكريمة ومإا ذاك إل لتغليب الليالي على اليامأ وجعل اليامأ‬
‫تابعة لليالي أجري عليها‬

‫هذا الحكم عند إرادة اليامأ وحدها كقولك‪ :‬سرت خمسا وأنت تريد‬
‫اليامأ‪ .‬أو‪ :‬صمت‬
‫خمسا إذ ل يمكن إرادة الليالي في الصومأ وصار اليومأ كأنه مإندرج‬
‫تحت اسم الليلة وجزء مإنها‬

‫فيدل عليه باسمها سواء أريدت حقيقة ذلك السم مإن الليلة واليومأ تابع‬
‫لها أمأ لم ترد واقتصر‬

‫‪.‬على إرادة مإا يتبعها وهو اليومأ‬

‫صفحة ‪1139 :‬‬

‫مإسألة المستكرهة‬
‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي رحمه ال قال في الرجل يستكره المرأة‬
‫أوالمإة يصيبها أن لكل واحدة مإنهما صداق مإثلها ول حد على واحدة‬
‫مإنهما ول عقوبة وعلى المستكره حد الرجم إن كان ثيبا والجلد والنفي إن‬
‫كان بكرا وقال مإحمد بن الحسن ل حد عليهما ول عقوبة وعلى المستكره‬
‫الحد ول صداق عليه ول يجتمع الحد والصداق مإعا وكان الذي احتج فيه‬
‫مإن الثار عن قيس بن الربيع عن جابر عن الشعبي وهو يزعم أن مإثل‬
‫هذا ل يكون حجة وقد احتج بعض أصحابنا فيه أن مإالكا أخبره عن ابن‬
‫شهاب أن مإروان بن الحكم قضى في امإرأة استكرهها رجل بصداقها على‬
‫الذي استكرهها وقال الذي احتج بهذا أن مإروان رجل قد أدرك عامإة‬
‫أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم وكان له علم ومإشاورة في العلم وقضى‬
‫بهذا بالمدينة ولم يرفعه فزعم مإحمد بن الحسن أن قضاءه ل يكون حجة‬
‫وقال أبو حنيفة لو أن رجل أصاب امإرأة بزنا فأراد سقوط الحد عنه تحامإل‬
‫عليها حتى يفضيها يسقط الحد وصارت جناية يغرمإها في مإاله وهذا يخالف‬
‫الول قال الشافعي وإذا كان زانيا يقامأ عليه الحد قبل أن يفضيها وهو لم‬
‫يخرج بالفضاء مإن الزنا ولم يزدد بالفضاء إل ذنبا قال الربيع الذي يذهب‬
‫إليه الشافعي أنه إذا حلف ليفعلن فعل إلى أجل فمات قبل الجل أو فات‬
‫الذي حلف ليفعلنه به قبل الجل فل حنث عليه لنه مإكره وإذا حلف‬
‫ليفعلن فعل ولم يسم أجل فأمإكنه أن يفعل ذلك فلم يفعل حتى مإات أو‬
‫فات الذي حلف ليفعلنه به أنه حانث‬

‫====‬

You might also like