Professional Documents
Culture Documents
كن فيكون الاسم الاعظم
كن فيكون الاسم الاعظم
بهذا أصرح و أجيز لكافة دور النشر و الطباعة و أخواني المؤمنين طباعة و نشر هذا الكتتتاب أو جتتزء منتتتتته
و القاتباس منه بكافة وسائل الطباعة و النشر و الستفادة منه ماديا ا و معنويا ا دون أدنى مطالبة منتي ،و ات
من وراء القصد و هو ولي التوفيق و السداد و صلى ا على محمد و آله الطاهرين .المؤلف
كــن فيـــكون
الحاج محمد بن حسين علي السماعيل
1
بسم ا الرحمن الرحيم
2
الهـــداء
3
البتتتدايتتتتتتتة
بسم ا الرحمن الرحيم الحمدل رب العاَلمين و صلى ا علــى ســيدناَ محمــد خيــر الخلــق
اجمعين و على آله الغر المياَمين صلة ل ينفد مددهاَ و ل يحصى عددهاَ باَقية ناَمية دائماَ ا
ابداا و سلم تسليماَ ا كثآير اا و اللعن الدائم و الظلم الثآم على اعدائهم و شاَنئيهم من الولين و
الخرين آمين رب العاَلمين .
الماَني و الماَل التي تحققت لناَ بعــد الســعي الحــثآيث لتحصــيلهاَ ،ل تلبــث النفــس طــويلا
حتى تسأم منهــاَ و تطلــب غيرهــاَ و غيرهــاَ بــدون انتهــاَء ،و خيــر شــاَهد علــى ذلــك هــي
تجاَربناَ الساَبقة في الحياَة ،فكم أمرر بذلناَ الجهود المضنية لتحقيقه و بعــد أن تحقــق أصــبح
شيئاَ ا عاَدياَ ا كأي حدث روتيني حدث أو يحدث في الحياَة.
إنناَ نسعى دوم اَا لتحقيق السعاَدة باَلدراسة و العمل و التجاَرة و تطوير الذات و أمور كثآيرة
و عندماَ تتحقق لناَ تلك المور ل نجد تلك السعاَدة التي كناَ ننشدهاَ و نطمــع فــي الوصــول
إليهاَ .
الســعاَدة ليســت فــي كــثآرة المــاَل و ل فــي الجــاَه و ل فــي الســلطة و ل فــي الشــهرة كمــاَ
يتصورهاَ البعض فكثآير ممن يملكون بعض او كل ماَ تقدم نــراه تعيــس تعاَســة ل توصــف
أدت ببعضهم إلى النتحاَر .
السعاَدة الحقيقية في المر الذي عندماَ يتحقق فإنناَ لن نسأم منه و لن نمــل و ل نميــل إلــى
غيره و تلك السعاَدة تتجلى بوضوح في قول الماَم السجاَد عليه السلم في مناَجاَة المحبين
حيث قاَل ( :إلهي من ذا الذي ذاق حلوة محبتك فرام منك بـدل و من ذا الذي أنس بقربك
حول) ،إذن ..السعاَدة الحقيقية في محبة ا و الحساَس برضاَه عز و جــل فاَبتغى عنك م
،فعندماَ ينبض القلب بحب ا فإنه يتــذوق ســعاَدة حقيقيــة ..ســعاَدة ل يصــف لــذتهاَ ألســن
الواصفون و ل تدركهاَ عقول المفكرون ،و حب ا الذي هو السعاَدة الحقيقية يتحقق عـن
طريق طاَعته فيماَ أمر و أجتناَب ماَ نهى عنه و زجر .
و هذا الكتاَب الذي بين يديك عزيزي القاَرئ هو محاَولة لرسم الطريــق المـؤدي إلــى ذلــك
الحب ...الحب الذي إذا نبض في قلبك فلن يهمك ماَ فاَتك من الــدنياَ و مــاَ آتــاَك لن قلبــك
سيكون معلقاَا باَلملئ العلى و طموحك ارقى و أسمى ،كماَ أنك ستصبح عبداا إلهياَ ا ،تقــل
للشيئ كن فيكون لقول ا عز و جل في الحديث القدســي )عبــدي أطعنــي تكــن مثآلــي أنــاَ
أقول للشيئ كن فيكون اجعلك تقل للشيئ كن فيكون(.
و اسئل ا سبحاَنه و تعاَلى أن يوفقني لتدوين هذه الكلماَت و ان يجعل هذا العمــل خاَلصــاَ ا
لوجهه الكريم .
الفقير إلى ا
الحاَج محمد بن حسين علي السماَعيل
4
إن ا يحبك
حب ا سبحاَنه و تعاَلى لعبده المؤمن ليس له حدود و منعــم اــ ســبحاَنه و
الطاَفه و أياَديه على عباَده خير دليل على ذلك الحب فهــو الــذي جعلــه مــاَاء
في صلب رجل مؤمن و نقله إلى رحم مؤمنــة و تعاَهــده باَلغــذاء و المــاَء و
الهواء حيث ل احد هناَك سوى ا عز و جل يعتني به فـي تلـك الظلمـة و
الضيق ،و الضــعف ...تســعة أشــهر كفلتــه الملئكــة و مكــث فــي ضــياَفة
الرحمن يتعاَهده حتى نماَ من طور إلى طور ثآم زوده بماَ يحتاَجه في عاَلم
الدنياَ فخلق له عينين للنظر و أذناَن للســمع و أنــف لشــم الروائــح الطيبــة و
أيصاَل الهواء إلى خلياَ الجسم و لساَن و شفتين لتذوق الشياَء و النطــق و
ل يميز به الخير من الشر و يــدان يــدفع بهمــاَ التواصل مع بني جنسه و عق ا
عن نفسه شر العـداء و يتنـاَول الشــياَء و قـدماَن ينتقــل بهمـاَ حيـث يشــاَء
فسبحاَن ا رب الرض و السماَء ماَ أعظم أياَديه و ألطــاَفه علــى العبيــد و
الماَء .
ثآم اخرجه إلى عاَلم الدنياَ و عطف عليه الم لــتراعيه و تــترك لذيــذ مناَمهــاَ
لتغذيه ،و اجرى له من صدرهاَ حليباَ ا ســاَئغاَ ا ســاَخناَ ا فــي الشــتاَء بــاَرداا فــي
الصيف و جعل له في ذلك الحليب ماَدة اللبــاَءة لــتزود جســده باَلمناَعــة مــن
المراض و الدواء ،و بعد أن فطم عطف عليه ابيه ليأتيه برزقه و يحميه
حتى نماَ و ترعرع و اشتد عوده و تفرع ،ثآم أرســل لــه الرســل مبشــرين و
منذرين و أرسل له الكتــب ليعــرف الحكمــة مــن خلقــه و مــاَ يــراد منــه ،و
ليدلونه إلى ماَ ينجيه و يحذرونه ممــاَ يهلكــه و يرديــه ،و احــاَطه بملئكتــه
تحرسه و تحميه )إن كل نفس لماَ عليهاَ حاَفظ( ،فهل هناَك دليلا اعظم من
هذا الدليل على حب ا سبحاَنه و تعاَلى لعبده المؤمن من هذا ؟
و قد ورد عن داود بن فرقد عــن أبــي عبــدا ع :أن فيمــاَ أوحــى اــ عــز
وجل إلى موسى بن عمران ع ياَ موسى ماَ خلقت خلقاَ ا أحب إلي من عبــدي
المؤمن فإني إنماَ أبتليه لماَ هو خير له و أعــاَفيه لمــاَ هــو خيــر لــه و أزوي
عنه ماَ هو شر له لماَ هو خيرر له و أناَ أعلم بماَ يصلح عليه عبدي فليصــبر
على بلئي و ليشكر نعماَئي و ليرض بقضاَئي أكتبه فــي الصــديقين عنــدي
إذا عمل برضاَئي و أطاَع أمري ) .الكاَفي 2ص( 62 :
5
و ماَ كاَن رد هذا العبد الناَكر للجميل على إحساَن الجليــل ،ســوى التكــبر و
العصياَن و العــراض والنكــران فــبئس العبــد مــن عصــى و نعــم العبــد إذا
اتقى.
أفتضل العتتتبادات
إن من افضل العباَدات التفكر في أمر ا و شئون هذه الدنياَ و تقلبهاَ بأهلهاَ مــن
حاَل إلى حاَل فل بقاَء لشيئ فيهاَ على حاَل فكــم مــن صــحيح مــرض و كــم مــن
غني افتقر و كم من شباَب هرم و كم من عزيــز ذل و كــم مــن صــاَحب ملــك و
سلطة نزع ملكه و سلطته ،و كم من حي مــاَت ،أيــن الجــداد و البــاَء و ايــن
الخوال و العماَم و أين الملوك و الكاَسرة و اين المـراء و القياَصـرة ذهبـوا
فكاَنوا كاَنهم ماَ كاَنوا كقول الشاَعر :
باتوا على قلل الجبال تحرسهم = غلب الرجال فما أغنتهم
القلل
هذا التفكر مماَ يورث الزهد فيهاَ و يحث المتفكر على العمل لــدار البقــاَء و قــد
رويت أحاَديث جمة في الحث على التفكر منهاَ ماَ روي عــن أبــاَن عــن الحســن
الصيقل قاَل سألت أباَ عبدا ع عماَ يروى الناَس أن تفكر ساَعة خيــر مــن قيــاَم
ليلة قلت كيف يتفكر قاَل يمر باَلخربة أو باَلدار فيقول أيــن ســاَكنوك أيــن بــاَنوك
ماَ باَلك ل تتكلمين) .الكاَفي 2ص (54
6
روي عن أبي عبدا ع قاَل كــاَن أميــر المــؤمنين ع يقــول نبــه بــاَلتفكر قلبــك و
جاَف عن الليل جنبك و أتق ا ربك ) .الكاَفي 2ص (54
عن معمر بن خلد قاَل سمعت أبــاَ الحســن الرضــاَ ع يقــول ليــس العبــاَدة كــثآرة
الصلة و الصوم إنماَ العباَدة التفكر في أمر ا عز و جل ) .الكاَفي 2ص (54
عن حماَد بن ربعي قاَل قاَل أبوعبدا ع قاَل أمير المؤمنين ع إن التفكــر يــدعو
إلى البر و العمل به ) .الكاَفي 2ص (54
7
هو يظن أنه يتقــرب إلــى فل يتكــل العــاَملون علــى أعمــاَلهم الــتي يعملونهــاَ
لثآوابي فإنهم لو اجتهدوا و أتعبوا أنفسهم و أفنوا أعماَرهم في عباَدتي كــاَنوا
مقصرين غير بــاَلغين فــي عبــاَدتهم كنــه عبــاَدتي فيمــاَ يطلبــون عنــدي مــن
كرامتي و النعيــم فــي جنــاَتي و رفيــع درجــاَتي العلــى فــي جــواري و لكــن
فبرحمتي فليثآقوا و بفضلي فليفرحوا و إلى حسن الظــن بــي فليطمئنــوا فــإن
رحمتي عند ذلك تداركهم و مني يبلغهم رضواني و مغفرتي تلبسهم عفــوي
فإني أن ا الرحمن الرحيم و بذلك تسميت() .الكاَفي 2ص ( 61
عن أبي عبدا ع قاَل ) :عجبت للمرء المسلم ل يقضي ا عــز و جــل لــه
قضاَء إل كاَن خيراا لــه و إن قــرض باَلمقــاَريض كــاَن خيــراا لـه و إن ملــك
مشاَرق الرض و مغاَربهاَ كاَن خيراا له( ) .الكاَفي 2ص ( 62
عن أبي جعفر ع قاَل وجدناَ فــي كتــاَب علــي ع أن رســول اــ )صــلى اــ
عليه و آله وسلم( قاَل و هو على منبره )و الذي ل إلــه إل هــو مــاَ أعطــي
مؤمن قط خير الدنياَ و الخــرة إل بحســن ظنــه بــاَل و رجــاَئه لــه و حســن
خدـلقه و الكـف عـن أغتيـاَب المــؤمنين و الــذي ل إلـه إل هـو ل يعـذب اـ
مؤمناَا بعد التوبة و الستغفرا إلى بسوء ظنه بــاَل و تقصــيره مـن رجــاَئه و
سوء خلقــه و أغتيــاَبه للمــؤمنين و الــذي ل إلــه إل هــو ل يحسـن ظــن عبــد
مؤمن باَل إل كاَن ا عند ظن عبده المــؤمن لن اــ كريــم بيــده الخيــرات
يستحي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثآــم يخلــف ظنــه و رجــاَءه
فأحسنوا باَل الظن و ارغبوا إليه() .الكاَفي 2ص (71
عن أبي الحسن الرضاَ ع قاَل أحسن الظن باَل فإن ا عز و جل يقول )أناَ
عند ظن عبدي المؤمن بي إن خيــراا فيخــراا و إن شــراا فشــراا( ) .الكــاَفي 2ص
( 72
8
رجل مفلوج لكنه شكور
في رواية عن موسى بــن عمــران عنــدماَ أراد مــن اــ أن يريــه أحــب
الخلق إليه فأوحى ا إليه أن اذهب إلى المحل الفلنــي وســوف تــراه،
فلمـاَ جـاَءه وجــد رجلا أعمـى ومفلـوج ) (1وفــي نفـس الــوقت مريـض
أيضااَ .اقترب منه موسى وجلس يسأل عن حاَله فســمعه يســبح اــ "يــاَ
باَر ياَ وصول".
مع كل هذه المصاَئب من فقدان البصـر والرجـل مـع ذلـك يشـكر اـ
على نعمه ويذكر فضله واحساَنه.
سأله موسى "كيف تشكر ا وأنت على هذه الحاَلة"؟ فقاَل:
أعطاَني عيناَا لمدة من الزماَن ورفعت بذلك حــوائجي ،ولكــي ل أنظــر
المناَظر المحرمة والمسببة للغفلة ..لكي ل تقع عيني على حــرام ،أخــذ
عيني..
أعطاَني رج ا
ل وقد استفدت منهاَ وبعد ذلــك أخـذهاَ حـتى ل أذهـب إلــى
مكاَن حرام.
وأيض اَا أعطاَني نعمة لم يعطهاَ إلى أي أحد في هذه القرية التي أناَ فيهاَ
فكيف استطيع أن اشكر هذه النعمة.
فسأله موسى :أي نعمة أعطاَك؟ فقاَل :نعمة اليماَن.
9
على المؤمن أن يعلم و يتيقن أن جميع ماَ يحدث له في هذه الدنياَ مــن خيــر
و شر هو لمصلحته العاَجلة في الدنياَ او الجلة في الخرة ،و عندماَ يتيقن
-----------------------------------------
) (1مفلوج :أي مصاَب بشلل نصفي و ورد في لساَن العرب و الفاَلدج لريحح يأأخْذ اللنِإسان فيذهب بشققهِّ ،وقد ففللللجج
فالجا ا فهوُ جمأففلوُحج .
المؤمن بهذا ،فإن ذلك يجعله يرضى و يسـلم لقضـاَء اـ و ه ذا المـر أي
التسليم و الرضاَ هو من أفضل العباَدات ،فقد روي عن أبي عبدا ع :أن
فيماَ أوحى ا عز وجل إلى موسى بن عمران ع )ياَ موسى ماَ خلقت خلقــاَ ا
أحب إلي من عبدي المؤمن فإني إنماَ أبتليه لماَ هو خير له و أعاَفيه لماَ هو
خير له و أزوي عنه ماَ هو شر له لماَ هو خيــرر لــه و أنــاَ أعلــم بمــاَ يصــلح
عليه عبدي فليصبر على بلئي و ليشكر نعمــاَئي و ليــرض بقضــاَئي أكتبــه
في الصديقين عندي إذا عمل برضاَئي و أطاَع أمري( ) .الكاَفي 2ص.( 62 :
قاَل أمير المؤمنين صلوات ا عليه )اليماَن له أركاَن أربعة التوكــل علــى
ا وتفويض المر إلى ا و الرضاَ بقضاَء ا و التســليم لمــر اــ عــز و
جل( ) .الكاَفي 2ص (47
عن أبي جعفر ع قاَل بيناَ رســول اــ )صــلى اــ عليــه و آلــه و ســلم( فــي
بعض أسفاَره إذا لقيه ركب فقاَلوا السلم عليك ياَ رســول اــ فقــاَل مــاَ أنتــم
فقاَلوا مؤمنون ياَ رسول ا قاَل فماَ حقيقة إيماَنكم قاَلوا الرضاَ بقضاَء ا و
التفويض إلى ا و التسليم لمر ا فقاَل رسول ا )صلى اــ عليــه و آلــه
و سلم( علماَء حكماَء كاَدوا أن يكونوا من الحكمة أنبياَء فإن كنتــم صــاَدقين
10
فل تبنوا ماَ ل تســكنون و ل تجمعــوا مــاَ ل تــأكلون و اتقــوا اــ الــذي إليــه
ترجعون ) .الكاَفي ج 2ص ( 53
عن أبي عبدا ع قاَل :لقي الحسن بن علي ع عبدا بــن جعفــر فقــاَل )يــاَ
عبدا كيـف يكـون المـؤمن مؤمنـاَ ا و هـو يسـخط قسـمه و يحقـر منزلت ه و
الحاَكم عليه ا و أناَ الضاَمن لمن ل يهجس فــي قلبــه إل الرضــاَ أن يــدعو
ا فيستجاَب له( ) .الكاَفي 2ص .( 62
عن أبي عبدا ع قاَل :قلت له بــأي شــيئ يعلــم المــؤمن بــأنه مــؤمن )قــاَل
باَلتسليم ل و الرضاَ فيماَ ورد عليه من سرور أو سخط( ) .الكاَفي 2ص .( 62
كاَن سماَحة الشيخ رجب على الخياَط قدس سره الشريف يرى
ببصيرته اللهية و رؤيته البرزخية الترابط الموجود بين المعاَصي
ومصاَئب الحياَة وكاَن من خلل بياَنهاَ للناَس يحل بعضاَ ا من المشاَكل
والمصاَئب التي يعاَني منهاَ المجتمع واتخذ من هذا السلوب وسيلة
لتهذيب أفراد المجتمع وهدايتهم نحو الكماَل النساَني و هذه بعض
القصص التي تتطرق لهذه المسئلة :
11
يقول أحد أبناَء الشيخ :في أحد الياَم جاَء إلى والدي المرحوم مرشد
ل :ياَ أخي ماَ ادري ماَ هذا الوضعجلوئي وشكاَ له كساَد السوق قاَئ ا
الذي ألم بناَ فقد كاَنت ظروف عملناَ أفضل بكثآير مماَ نحن عليه الن
ففي الساَبق كناَ نبيع ثآلثآة أو أربعة قدور من الرز يومياَ ا وكاَن عدد
الزباَئن يتـناَقص تدريجياَ ا وأصبحناَ في الوقت الحاَضر ل نبيع أكثآر من
قدر واحد من الرز.
تأمل الشيخ لحظة ثآم قاَل له) :الذنب ذنبك لنك أنت الذي تطرد
الزباَئن(.
فقاَل مرشد :أناَ لم أطرد أحداا بل أستقبل حتى الطفاَل وأقدم لهم نصف
كمية الطعاَم التي أقدمهاَ للكباَر.
قاَل الشيخ :فمن كاَن ذلك العلوي الذي تناَول الطعاَم في مطعمك ثآلثآة
أياَم باَلدين وفي المرة الخيرة دفعته وأخرجته من المطعم؟!
خرج مرشد مذهولا من عند الشيخ مسرعاَ ا إلى ذلك الرجل العلوي فرآه
واعتذر منه وعلق بعد ذلك لوحة على باَب مطعمه كتب فيهاَ) :الدين
مسموح حتى لكم ويقدم لكم قرضاَ ا قدر المستطاَع(.
قاَل أحد تلميذ الشيخ :في أحد الياَم باَل أبني الذي يبلغ من العمر
سنتين -وعمره الن أربعون سنة -على الفراش فضربته أمه ضرباَ ا
مبرحاَا حتى كاَد ينقطع نفسه وبعد ذلك بساَعة ارتفعت حرارة بدنهاَ
ارتفاَعاَ ا كبيراا وكاَن قيمة الدواء حوالي ستين توماَناَا في تلك الظروف
القتصاَدية الصعبة و بعد أن تناَولت الدواء لم تنخفض حرارتهاَ بل
أخذت ترتفع أكثآر فراجعناَ الطبيب ثآاَنية ودفعناَ هذه المرة أربعين توماَناَ ا
لغرض معاَلجتهاَ وكاَن هذا المبلغ باَلنسبة لي مبلغاَ ا ضخماَ ا في وقتهاَ و
أيضاَ ا لم تشفى.
12
وفي الليل ركب سماَحة الشيخ في سياَرتي لنذهب إلى المجلس وكاَنت
زوجتي في السياَرة قلت إن زوجتي ارتفعت درجة حرارتهاَ وأخذتهاَ
إلى الطيب ولكن دون جدوى.
ونقل التلميذ أيضاَ ا كناَ ذات يوم برفقة الشيخ في دار السيد )راد
منش(.فقلت للشيخ توفي والدي في عاَم 1352هـ.ق و أريد أن أرى
حاَلته في البرزخ
قاَل الشيخ )اقرأ سورة الحمد(.
ل وقاَل) :ل يسمحون له باَلمجيء فهو متورط مع زوجته( ثآم تأمل قلي ا
قلت :كلم زوجته إن أمكن.
فقاَل) :جاَءت زوجة أبيك(.
كاَنت امرأة قروية تزوج أبي بعد زواجه منهاَ عدة زوجاَت أخرياَت
فهجرت أبي إلى آخر حياَتهاَ فكاَن أبي إذا دخل من باَب تخرج هي من
الباَب الخر.
قلت للشيخ :اسألهاَ ماَذا يجب أن افعل لهاَ حتى ترضى عن أبي؟
فقاَل :يجب أن تطعم بطوناَ ا جاَئعة.
قلت :كم يجب أن اطعم.
قاَل :مئة شخص .
قلت :هذا عدد كبير باَلنسبة لي وأخيرا وافقت على أربعين شخصاَ ا وبعد
الموافقة قاَل الشيخ ) :لقد جاَء صوت أبيك فماَ إن وافقت تلك المرأة
13
حتى أفرجوا عن أبيك وهو يقول :قل لبني هذا لماَذا تزوجت امرأتين؟
انظر إلى البلء الذي حل بي يجب عليك مراعاَة العدالة بين زوجتيك(.
وينقل شخص آخر من أصدقاَء الشيخ سألت سماَحة الشيخ حاَلة أبي في
البرزخ فقاَل) :متورط مع أمك(.
ورأيت أن كلمه كاَن صحيحاَ ا إذ إن أبي تزوج امرأة أخرى ولم تكن
أمي راضية عنه فقصدت أمي واسترضيتهاَ وزرت سماَحة الشيخ في
فرصة أخرى فلماَ رآني قاَل) :ماَ أجمل أن يصلح المرء بين شخصين
لقد ارتاَح أبوك(.
14
فجرف الماَء جسده إلى تحت الجسر ،و بقي الجسد تحــت الجســر ،و لن
الجسد قد صاَر حاَئل ادون جرياَن المياَه أخذ العماَل المسئولين عن تنظيــف
الجداول و السواقي يبحثآــون عــن علــة توقــف المــاَء عــن الجريــاَن فوجــدوا
الجســد تحــت الجســر و بعــد ســاَعة او ســاَعتين ســحبوا الجســد مــن تحــت
الجســر ،و الخلصــة دطرحــت الجنــاَزة علــى الرض و غطيــت بقطعــة
قماَش ،و في هذه المدة كاَن الشيخ الحاَج حسن علي الصفهاَني ساَكناَ ا فــي
ل باَلرياَضة و على كل حاَل ذهبت إليه قريتناَ و تدعى ))حصاَر(( و مشغو ا
باَكياَ ا و حكيت له ماَ حدث .فجــاَء هــذا الرجــل الجليــل القــدر و قــف علــى
رأس جسد أخي و أشاَر على جبينه بأصــبعه و قــرأ دعــاَء .و فجــأة و بعــد
ساَعتين من غرق الجسـد فـي المـاَء تحـت الجسـر عطـس أخـي و نهـض .
) علماَت أهل السر :ص (92
هذه الطاَعة التي وردت في هذا الحديث المباَرك هي طاَعة مطلقة لنه قاَل
فيماَ أمرتك و لم يحصر شيئاَ ا بذاته فمعناَه كاَفة ماَ أمر ا ســبحاَنه و تعــاَلى
من أجتناَب المعاَصي و أداء الواجباَت يجب على النساَن القياَم به ،و هنــاَ
15
نحتاَج أن نبحث هل النساَن قاَدر على إطاَعة ا سبحاَنه في جميع ماَ أمــر
،إن قلناَ هذا غير ممكــن فإننــاَ نتهــم اــ ســبحاَنه بــاَلظلم و اــ ليــس بظلم
للعبيد كماَ أنناَ نرد على ا سبحاَنه وتعاَلى قوله حيث قاَل فــي محكــم كتاَبــة
و جليل خطاَبه ) ل يكلف ا نفساَ ا إل وســعهاَ( و إن قلنــاَ أن النســاَن قــاَدر
على فعل ذلك و هو كذلك ,فعليه يجب عليه الطاَعة .
و هناَ يتباَدر إلى الذهن ..كيف يمكن للنساَن الوصول إلــى هــذا المســتوى
من الطاَعة ؟
و الجواب :يمكن الصول إلــى ذلــك بتهــذيب النفــس )قــد أفلــح مــن زكاَهــاَ(
)الشمس آيــة ، (9ــ إن النفس بطبيعتهاَ مياَلة إلى اللعــب و اللهــو و المعاَصــي و
لكــن عــن طريــق تزكيتهــاَ و ترويضــهاَ باَلعمــاَل الصــاَلحة و الطاَعــاَت
المروية عن اهل البيت عليهم السلم تترقى هذه النفس إلى أن تصبح نفساَ ا
لوامة و هي التي تلوم صاَحبهاَ على المعاَصي و بمواصلة طريــق التزكيــة
تترقى هذه النفس إلى أن تصبح مطمئنة و عند الوصــول إلــى هــذه المرتبــة
يصبح النساَن شخصاَ ا ملكوتياَا ل يعصي ا سبحاَنه و تعاَلى طرفة عيــن ،
و ل يميل إلى المعصية لنــه ســيرى المعاَصــي علــى حقيقتهــاَ و يظهــر لــه
مدى قبحهاَ فيشمئز منهــاَ كمــاَ أن الشــخص العاَقــل مــن المســتحيل أن يأكــل
القاَذورات مع أنه قاَدر على فعل ذلك ،فكذلك صــاَحب النفــس المطمئنــة ل
يمكن ان يقترف المعاَصي لنه يراهاَ بمثآاَبة أكل القاَذروات .
هذه النفس المطمئة هي التي قاَل ا سبحاَنه و تعاَلى عنهاَ )هيا أهنيستهها الننفف س
س
ضنياة هفافدسخللي لفي لعهبالديِ هوافدسخللي ضهياة نمفر ل
افلسمفطهملئننسة افرلجلعي إلهلى هرببلك هرا ل
هجننلتي ( )سورة الفجر . (30 – 27
16
ماَ و تيسر له الحصول على كاَفة شهوات و ملذات الدنياَ فلن يعيــش ســعيداا
ايضاَا و ذلك لسبب أن النفس النساَنية كاَلطفل تبكي و تئـن طاَلبـة الشــيئ و
عنــد الحصــول عليــه ل تلبــث ان تمــل منــه و تطلــب غيــره إلــى أن يصــل
النساَن إلى نقطة يصبح كل الشياَء مملة و مضجرة ،و هذا شيئ ملحوظ
فكثآير ممن يملك المور الساَبقة نجده تعيس باَئس ل يحس للحياَة طعم و ل
لون ،كماَ أن تجاَربناَ الساَبقة في حياَتناَ لو فكرناَ فيهــاَ لوجــدناَ هـذه الحقيقــة
جلية .
الشعور باَلسعاَدة و الرضاَ مــن أجمــل المشــاَعر و الحاَســيس الــتي يحســهاَ
النساَن ،و لو أن ماَ نشعر بـه لتحقـق أمـر دنيـوي هـو سـعاَدة حقيقيــة لمـاَ
مللت النفس منه و طلبت غيره .
في الواقع ..السعاَدة الحقيقية هي في محبة ا سبحاَنه و ل يوجد أجمل و
ل اروع من هذه السعاَدة ..تلك السعاَدة تتجلى في مناَجاَة المحبين لسيدناَ و
مولناَ الماَم زين العاَبدين و سيد الساَجدين عليه السلم حيث قاَل :
بسم ا الرحمن الرحيم
س ك مبــمدلا موممــحن ذا الرــمذي أممنــ م مإلمهي ممــحن ذا الرــمذي ذامق محلمومة مممحربمتــمك مفــرامم ممحنــ م
ك ك موولميمتــ م صــحطمفحيمتده لمقدحرمبــ محمولا ،مإلمهــي مفاَحجمعحلنــاَ ممرمــمن ا ح ك م ك مفاَحبمتغى معحن م مبقدحرمب م
ضـحيمتده مبمقضـاَمئمك مومممنححمتـده ك مومممحربمتـمك مومشـروحقمتده مإلـى ملقاَمئـمك مومر ر صـمتده ملـموبَد ك موأمحخلم ح
ك مومحمبــ حومتده مبمرضــاَمك ،موأممعــحذمتده ممــحن مهحجــمرمك مومقلمك مومبــروحأمتده مباَلرنمظمر مإلى موحجمه م
ت صـمتده مبممحعمرمفمتــمك وأمرهحلمتـده لممعباَمدمتــمك ،مومهريحمــ م ص ح جـوامرمك مومخ م صحدمق مفي م ممحقمعمد ال بَ
ك ت فدــؤامدهد لمدحبَبــ م ت موحجمهــده لمــمك مومفررحغــ م ك مواحخلمحي م مقحلمبده لرامدمتمك مواحجمتمبحيمتده لدمشاَمهمدمت م
ك مومشــمغحلمتده مبطاَمعمتــمك ، شـحكمر مك موأم حومزحعمتــده د ك موأمحلمهحممتــده مذحكــمر م مومررغحبمتده مفيمــاَ معحنــمد م
ت معحنــده دكــرل مشــحيرء ك مواحخمتحرمتــده لمدمناَجاَمتــمك مومقمطحعــ م صريحرمتده ممحن صاَلممحي مبمرريمتــ م مو م
ك اللكدهرم احجمعحلناَ ممرمحن مدحأدبدهدم الحرمتياَدح إملمحيمك موالمحمنيدن مومدحهدردهــدم الرزحفــمرةد ميحقمطدعده معحن م
ك مودددمــودعدهحم ك مودعديــودندهحم ســاَمهمرةر مفــي م
خــحدمممت م جمدةر لممعمظمممتــ م موالممنيدن مجبــاَدهدهحم ســاَ م
ك موأمحفمئمددتدهحم دمحنمخلممعرة ممحن ممهاَمبمتمك ياَممحن ك موقددلودبدهحم دممتمعلبَمقرة مبمممحربمت م ساَمئلمرة ممحن مخحشميمت م
ب عــاَمرمفيمه شــاَمئمفرة ت موحجمهــمه لمقدلدــو م أمحنوادر قدحدمسمه لمحبصــاَمر دممحبَبيــمه رامئمقــرة مودســحبحاَ د
ك حبب مب ممحن دي م ك مودح ر ب الدمحشتاَمقيمن موياَغاَميمة راماَمل الدممحبَبيمن ؛ أمحسأ ملدمك دحرب م ياَدمنى قددلو م
ب إمملري ممرمــاَ مســوامك موأمحن صلدمني مإلى قدحرمبمك ،موأمحن متحجمعملمك أممح ر ب دكبَل معممرل ديو م مودح ر
ك، ك مومشــ حومقي إملمحيــمك ذامئــدا معـحن مع ح
صــياَمن م ضــوامن م ك قاَمئــدا إملــى مر ح متحجمعمل دحبَبي إمكياَ م
ف معبَنــي صــمر ح ف الــري مولمت ح ظحر مبمعحيمن الــدوبَد موالمعحطــ م مواحمدندن مباَلرنمظر إملمحيمك معلمري مواحن د
م
17
ب ياَأمحرمحمم الررا م
حمميمن ك مواحجمعحلمني ممحن أمحهمل المحسعاَمد موالدححظمومة معحنمدمك ياَدممجي د
موحجمه م
.
إن من خدع الشيطاَن لعنه ا أنه يجــر المــؤمن إلــى المعاَصــي بقــوله أنــت
فعلت كذا و كذا من العماَل الصاَلحة فلن يضرك أن تعصي أو أنــك أديــت
ذلك العمل العظيم و قد ضمنت الجنة بذلك فل حاَجة للتقوى و فــي الحقيقــة
هـذه الباَطيـل ل تنطلـي علـى المـؤمن الفطــن ،فمـن المعلــوم أن العمـاَل
الصـاَلحة قـد تكـون غيـر مقبولـة و أن ه ل ينـاَل مـاَ عنـد اـ إل بطـاَعته و
رضاَه.
18
إذن على المؤمن أن يقدم أعماَله الصاَلحة بيدين طاَهرتين مــن المعاَصــي و
الذنوب و يسئل ا القبول .
على المؤمن أن يكــون حــذراا مــن اللقمــة الحــرام و الشــبهة كونهــاَ مــن أهــم أســباَب
أنجرافه إلى المعاَصي أعاَذناَ ا منهاَ ،فقتلة المــاَم الحســين ع لــم يقبلــوا حــتى أن
يسمعوا لكلمه لظلماَنية قلوبهم و سوادهاَ و أنغلق عقولهم بسبب أكل الحرام.
و قد وردت أحاَديث كثآيرة توضح خطورة اللقمة الحرام على المؤمن لمــاَ روي عــن
النبي )صلى ا عليه و آله و سلم( أنه قاَل )أطب كسبك تستجب دعوتك فإن الرجــل
يرفع اللقمة إلى فيه حراماَ ا فماَ تستجاَب له دعوة أربعين يومــاَ ا ( )مســتدرك الوســاَئل 5ص
( 217
روي عن الماَم الصاَدق عن آباَئه ع قاَل قاَل رســول اــ )صــلى اــ عليــه و آلــه و
سلم( )أربع ل تدخل بيتاَ ا واحدة منهن إل خرب و لم يعمر باَلبركة الخياَنــة و الســرقة
و شرب الخمر و الزناَ() .بحاَر النوار 70ص ( 170
قاَل أبوعبدا ع )ثآلث من كن فيه زوجه ا من الحور العين كيف شاَء كظم الغيــظ
و الصبر على السيوف ل عز و جل و رجل أشرف على ماَل حرام فتركه ل عز و
جل( ) .بحاَر النوار 72ص (171
و عن النبي )صلى ا عليه و آله و سلم( قاَل ) العباَدة مع أكل الحــرام كاَلبنــاَء علــى
الرمل و قيل الماَء( )بحاَر النوار 81ص ( 259
19
)عــدة الــداعي و روي في الوحي القديم و العمل مع أكل الحرام كناَقل الماَء في المنخل.
(139
و هناَك أمور يجب التنبيه إليهاَ فليس أكل الحرام فقط من المــوال المسـروقة بــل قــد
ل بماَل حلل من حر مــاَله و لكــن هــذا اللحــم غيــر حلل يقوم المؤمن بشراء لحم مثآ ا
كأن يكون غير مذبوح باَلطريقة السلمية او أنه من لحم غير حلل كاَلخنزير و مــاَ
ل يحل أكله او أن يكون مختلطاَ ا باَلحرام كبعــض الغذيــة الــتي يــدخل فــي مكوناَتهــاَ
شحوم الخنزير أو أن تكون نجسه بسبب ملمسة الكفاَر لهاَ و كل هذه الطعمة تدخل
تحت عنوان اللقمة الحرام ،لذا على المؤمن الحذر كل الحذر من هذه الطعمة .
المؤمن قد يخطأ لكن عليه أن يعاَجل باَلتوبة و أن ل يتماَدى في غيه و معاَصــيه فلــو
أن هذا العاَبد عاَجل من أول المر باَلتوبة حينماَ نظر إليهاَ نظرة ريبة أو حينماَ وقــع
عليهاَ و سئل ا سبحاَنه الستر لستر ا عليه و نجاَه و لكنه تماَدى في معاَصيه إلــى
أن قتلهاَ و دفنهاَ و حتى حينماَ صلب لو تاَب و دعاَ اــ لنجــاَه اــ مــن ذلــك بقــدرته
لكنه أيضاَا تماَدى و أوغل في عصياَنه مماَ أدى بـه إلـى الكفـر باَلسـجود للشـيطاَن ،
من هناَ ينبغــي علــى المــؤمن أن يتنبــه مــن النجــراف وراء المعاَصــي و ان يعاَجــل
باَلستغفاَر و التوبة فور وقوعه في المعصية و أن ل ييأس من رحمة اــ و عفــوه ،
فإن دوام الستغفاَر و المساَرعة في التوبة بعد كل ذنب مماَ يشد من عزيمــة المــؤمن
و قوته في التوجه إلى اـ و الطاَعـة إلـى أن يصـبح لـديه ملكـة تجنـب المعاَصـي و
السعي لرضاَ ا سبحاَنه و تعاَلى .
20
كيف يجعلك الشيطان قااتلا
على المؤمن أن يكون حذراا من حباَئل الشيطاَن لعنه ا فإنه يتفنن في الخــدع ليوقــع
المؤمن في الذنوب عن طريق الستدراج .
الشيطاَن لعنه ا لن يقول لك تعاَل أقتل نفساَ ا بريئة فباَلطبع سوف ترفض لكــن كيــف
يجعلك تقدم على هذا الفعل الشنيع ؟ سيجعلك تفعل بــأن يزيــن لــك الخــروج اولا مــع
أصدقاَء السوء ،و بعدهاَ الذهاَب إلى الماَكن المشبوهه و بعدهاَ الجلوس على ماَئــدة
الخمر )المنهي عنه شرعاَا ( بدعوى انك سوف تجلس فقط مع أصحاَبك أو أصدقاَئك
لكي ل تعكر صفو الجلسة دون ان تشرب و بعدهاَ سيقول لك ل تفسد عليهم البهجة
ل من الخمر ،فقليله لن يسكرك )قليله حرام أيضااَ( و بعــد ماَ يضرك إذا أرتشفت قلي ا
الرشفة الولى سوف يجرك إلى أخرى و أخرى إلى أن يصبح النساَن سكراناَ ا حتى
الثآماَلة فيكون تحت سلطة الشيطاَن و الــذي ســيقوده إلــى أبشــع الجرائــم مــن القتــل و
السرقة و هتك العراض و غيره ...و هكذا يســتدرج المــؤمن إلــى الكبــاَئر و علــى
هذا فقس ،لذا علــى المـؤمن أن يكــون واعيـاَ ا حـذراا و أن يتجنــب الصــغاَئر حـتى ل
تجره إلى الكباَئر.
21
القوة الشهوية البهيمية :ل يصدر عنهاَ ال افعاَل البهــاَئم مــن عبوديــة الفــرج و
البطن ،و الحرص على الجماَع و الكل.
القوة الوهمية الشيطاَنية :شاَنهاَ استنباَط وجوه المكر و الحيل ،و التوصل الــى
الغراض باَلتلبيس و الخدع ،و الفاَئدة في وجود القوة الشهوية بقاَء البدن الــذي
هو آلة تحصيل كماَل النفس ،و في وجود الغضبية ان يكســر ســورة الشــهوية و
الشيطاَنية ،و يقهرهماَ عنــد انغماَرهمــاَ فــي الخــداع و الشــهوات ،و اصــرارهماَ
عليهماَ ،لنهمــاَ لتمردهمـاَ ل تطيعـاَن العاَقلــة بســهولة ،بخلف الغضـبية فاَنهمــاَ
تطيعاَنهاَ و تتاَدباَن بتاَديبهاَ بسهولة.
هذا و قيل :ماَ ورد في القرآن من النفس المطمئنة و اللوامة و المــاَرة باَلســوء،
اشــاَرة الــى القــوى الثآلث اعنــي العاَقلــة و الســبعية و البهيميــة ،و الحــق انهــاَ
اوصاَف ثآلثآة للنفس بحســب اختلف احوالهــاَ ،فــاَذا غلبــت قوتهــاَ العاَقلــة علــى
الثآلث الخر ،و صاَرت منقاَدة لهاَ مقهـورة منهـاَ ،و زال اض طرابهاَ الحاَصـل
من مدافعتهاَ سميت »مطمئنة« ،لســكونهاَ حينئــذ تحــت الوامــر و النــواهي ،و
ميلهاَ الى ملئماَتهاَ التي تقتضي جبلتهاَ ،و اذا لم تتم غلبتهاَ و كــاَن بينهــاَ تنــاَزع
و تدافع ،و كلماَ صاَرت مغلوبة عنهاَ باَرتكاَب المعاَصي حصلت للنفــس لــوم و
ندامة سميت »لوامة« .و اذا صاَرت مغلوبــة منهــاَ مذعنــة لهــاَ مــن دون دفــاَع
ســميت »امــاَرة باَلســوء« لنــه لمــاَ اضــمحلت قوتهــاَ العاَقلــة و اذ عنــت للقــوى
الشيطاَنية من دون مدافعة ،فكاَنماَ هي المرة باَلسوء .أنتهى كلمه أعلى ا في
الجناَن مقاَمه.
و ماَ يؤيد ذلك ماَ قاَله أمير المؤمنين عليه السلم) :ان اــ خــص الملــك باَلعقــل
دون الشهوة و الغضب ،و خص الحيواناَت بهماَ دونه و شرف النساَن باَعطاَء
الجميع فاَن انقاَدت شهوته و غضبه لعقلـه ص اَر افضـل مـن الملئكـة لوصـوله
الى هذه المرتبة مع وجود المناَزع و الملئكة ليس لهم مزاحم( .
ل أن نسيطر على أقوى قوة فيهاَ و الــتي إذن لننتصر على أهواء النفس يجب أو ا
تنقاَد لهاَ بقية القوى و هي الغضبية ،و نجعلهـاَ تحــت تصـرف و ســلطة القــوى
العاَقلة الملكية و التي سوف تستخدم القوى الغضبية في الســيطرة علــى القــوتين
الخريتين ،و بذلك نرتقي باَلنفس إلى درجة النفس المطمئنة ،و نظـراا لهميـة
السيطرة على القوى الغضبية السبعية أورد فيماَ يلــي موضــوعاَ ا يتنــاَول أهميــة
السيطرة عليهاَ.
22
الغضب مفتاح كل شر
إن من أشد المراض الروحية التي يعاَني منهاَ المؤمن و تشكل خطــورة كــبيرة
على مسيرته التكاَمليــة و تــؤخر أو تمنــع وصــوله إلــى رضــوان اــ ســبحاَنه و
تعاَلى هي صفة الغضب كماَ روي في الختصاَص – قاَل الصاَدق ع كــاَن أبــي
محمد ع يقول )أي شيئ أشر من الغضب إن الرجــل إذا غضــب يقتــل النفــس و
يقذف المحصنة( ) .بحاَر ج (265 / 70
إن الغضب هو فخ الشيطاَن الذي يوقع المؤمنين فيهاَ كمــاَ روي أن أبليــس لعنــه
ا قاَل الغضب وهقي و مصــياَدي و بــه أصــد خيــاَر الخــــــلق عــن الجـــــنة و
طريقهاَ) .بحاَر ج (265 / 70
عندماَ يغضب النساَن يصبح أداة سهلة طيعة في يد الشيطاَن يتصرف به كيفماَ
شاَء و لناَ أن نتصور فداحة ماَ قد يقوده إليه ،فقد يجعله يقتــل او يطلــق زوجتــه
او يعتدي على الخرين او يقــــذف المحصـــناَت أو يشـــتم او يســب و غيرهاَ
من الفعاَل القبيحة التي قد تخلد صاَحبهاَ في الناَر أعاَذنــاَ اــ و القــاَرئ الكريــم
منهاَ .
و هناَك بحث رائع اورده صاَحب الكاَفي أضعه هناَ ليتضح المعنى :
ذكر صاَحب الكتاَب تعليقاَا على قول رسول ا )صلى اــ عليــه و آلــه و ســلم(
)الغضب يفسد اليماَن كماَ يفسد الخل العسل( .
بياَن كماَ يفسد الخل العسل أي إذا أدخل الخل العسل ذهبت حلوتــه و خاَصــيته
و صاَر المجموع شيئاَا آخر فكذا اليماَن إذا دخله الغضب فســد و لــم يبــق علــى
صرافته و تغيـرت آثآـاَره فل يسـمى إيماَنـاَ ا حقيقـة أو المعنـى أنـه إذا كـاَن طعـم
العسل في الذائقة فشرب الخل ذهبت تلك الحلوة باَلكليــة فل يجــد طعــم العســل
فكذا الغضب إذا ورد على صاَحب اليماَن لم يجد حلوته و ذهبت فوائده .قاَل
بعض المحققين الغضب شعلة ناَر أقتبست من ناَر ا الموقــدة إل أنهــاَ ل تطلــع
على الفئدة و إنهــاَ المســتكينة فـي طـي الفــؤاد اســتكناَن الجمـر تحـت الرمـاَد و
يستخرجهاَ الكبر الدفين في قلب كل جباَر عنيد كماَ يســتخرج الحجــر النــاَر مــن
الحديد و قـد انكشـف للنـاَظرين بنـور اليقيـن أن النسـاَن ين زع منـه عـرق إلـى
الشيطاَن اللعين فمن أسعرته ناَر الغضب فقد قويت فيه قرابة الشيطاَن حيث قاَل
)خلقتني من ناَر و خلقته من طين( فمن شــأن الطيــن الســكون و الوقــاَر و شــأن
23
الناَر التلظــي و الســتعاَر و الحركــة و الضــطراب و الصــطهاَر و منــه قــوله
تعاَلى )يصهر به ماَ في بطونهم و الجلود( و من نتاَئج الغضب الحقــد و الحســد
و بهماَ هلك من هلك و فسد من فسد ... ،إلى أن قاَل ثآــم النــاَس فــي هــذه القــوة
علــى درجــاَت ثآلث فــي أول الفطــرة و بحســب مــاَ يطــرأ عليهــاَ مــن المــور
الخاَرجة من التفريط و الفــراط و العتــدال ،أمــاَ التفريــط فبفقــد هــذه القــوة او
ضعفهاَ بأن ل يستعملهاَ فيماَ هو محمــود عقلا و شــرعاَ ا مثآــل دفــع الضــرر عــن
نفسه على وجه ساَئغ و الجهاَد مع أعدائه و البطش عليهم و إقاَمة الحــدود علــى
الوجه المعتبر و المر باَلمعروف و النهي عن المنكر فتحصل فيه ملكــة الجبــن
بل ينتهي إلى عدم الغيرة علــى حرمــه و أشــباَه ذلــك و هــذا مــذموم معــدود مــن
الرذائل النفساَنية و قد وصف ا تعاَلى الصحاَبة باَلشدة و الحميــة فقــاَل )أشــداء
على الكفاَر( و قاَل تعاَلى )ياَ أيهاَ النبي جاَهد الكفاَر و المناَفقين و أغلظ عليهــم(
و إنماَ الغلظة و الشدة من آثآاَر قوة الحميــة و هــو الغضــب و أمــاَ الفــراط فهــو
القدام على ماَ ليس باَلجميل و اســتعماَلهاَ فيمــاَ هــو مــذموم عقلا و شــرعاَ ا مثآــل
الضرب و البطش و الشتم و النهب و القتل و القذف و أمثآاَل ذلك مماَ ليجــوزه
العقل و الشرع .و أماَ العتدال فهو غضب ينتظر إشاَرة العقل و الدين فينبعث
حيث تجب الحمية و ينطفئ حيث يحسن الحلــم و حفــظ علــى حــد العتــدال هــو
الستقاَمة التي كلف ا تعاَلى به عباَده و هــو الوســط الــذي وصــفه رســول اــ
)صلى ا عليــه و آلــه و ســلم( حيــث قــاَل )خيــر المــور أوســاَطهاَ( فمــن مــاَل
غضبه إلى الفتور حتى أحس من نفسه ضعف الغيــرة وخســة النفــس و احتمــاَل
الذل و الضيم في غير محله فينبغي أن يعاَلــج نفســه حــتى يقــوى غضــبه و مــن
ماَل غضبه إلى الفراط حتى جــره إلــى التهــور و اقتحــاَم الفــواحش فينبغــي أن
يعاَلج نفسه ليسكن من سورة الغضب و يقف علــى الوســط الحــق بيــن الطرفيــن
فهو الصراط المستقيم و هو أدق من الشعر و أحد من السيف فينبغــي أن يسـعى
في ذلك بحسب جهده و يتوسل إلى ا تعاَلى في أن يوفقه لــذلك ) .بحــاَر النــوار ج
(268 / 70أنتهى كلمه .
و هناَك رواياَت كثآيرة تحث المؤمن على الحلم و ترك الغضب اذكــر فيمــاَ يلــي
بعضاَ ا منهاَ :
24
في الماَلي للصدوق -عن أبي جعفر الثآاَني عــن أبيــه ع قــاَل دخــل موســى بــن
جعفر ع على هاَروق الرشيد و قد استخفه الغضــب علــى رجــل فقــاَل لــه )إنمــاَ
تغضب ل عز و جل فل تغضب له بأكثآر مماَ غضب لنفسه() .بحاَر 70ص (262
) .بحــاَر الماَلي للصدوق -عن أمير المؤمنين ع )ل نسب أوضع مــن الغضــب(
70ص (262
في الماَلي للصــدوق – ســئل اميــر المــؤمنين ع مــن أحلــم النــاَس قــاَل الــذي ل
يغضب) .بحاَر النوار 70ص (262
)بحــاَر النــوار 70 في الخصاَل – عن أبي عبدا ع قاَل )الغضب مفتاَح كل شر( .
ص (262
في الخصاَل -عن ابي عبداا ع قاَل كاَن رسول ا )صــلى اــ عليــه و آلــه و
سلم( )يتعوذ في كل يوم من ســت مــن الشــك و الشــرك و الحميــة و الغضــب و
البغي و الحسد() .بحاَر النوار 70ص (262
في عيون اخباَر الرضاَ ع – عن علي بن أبي طاَلب صلوات ا عليهم اجمعين
قاَل قاَل رسول ا )صلى ا عليه و آله و سلم( )من كف غضبه كف اــ عنــه
عذابه و من حسن خلقه بلغه ا درجة الصاَئم القاَئم( ) .بحاَر النوار 70ص (262
الماَلي للشيخ الطوسي – عن الرضاَ عن آباَئه ع قــاَل رجــل للنــبي )صــلى اــ
عليه و آله و سلم( ياَ رسول ا علمني عم ا
ل ل يحاَل بينه و بين الجنــة قــاَل )ل
تغضب و ل تسأل الناَس شيئاَ ا و أرض الناَس ماَ ترضى لنفسك ( ) .بحاَر النوار 70
ص (262
الماَلي للصـدوق – عـن ابـي بصـير عـن الصـاَدق عـن أبيـه ع أنـه ذكـر عنـد
الغضب فقاَل )إن الرجل ليغضب حتى ماَ يرضى أبداا و يدخل بذلك النــاَر فأيمــاَ
رجل غضب و هو قـاَئم فليجلـس فـإنه سـيذهب عنـه رجـز الشـيطاَن و إن كـاَن
جاَلساَا فليقم و أيماَ رجل غضب على ذي رحم فليقــم إليــه و ليــدن منــه و ليمســه
فإن الرحم إذا مست الرحم سكنت( ) .بحاَر النوار (264 /70
) .بحــاَر قاَل النبي )صلى ا عليه و آله و سلم( )الغضــب جمــرة مــن الشــيطاَن(
النوار (265 /70
25
و قاَل )صلى ا عليه و آلـه و سـلم( الغضـب يفسـد اليمـاَن كمـاَ يفسـد الص بر
العسل و كماَ يفسد الخل العسل) .بحاَر النوار (265 /70
الختصاَص – قاَل الصاَدق ع كاَن أبي محمد ع يقول )أي شيئ أشر من
الغضب إن الرجل إذا غضب يقتل النفس و يقذف المحصنة( ) .بحاَر النوار /70
(265
عن أبي جعفر الباَقر ع قاَل )مكتوب في التوراة فيماَ ناَجى ا عز و جل به
موسى ع ياَ موسى أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي( )بحاَر
النوار (266 /70
و لكي يتخلص المؤمن من هذه الصفة القبيحة عليه أن يزيل جذورهاَ من نفسه
فللغضب جزور و أصل و أصله الكبر و التجبر و محقرة الناَس كماَ روي في
الخصاَل -عن ابي عبدا ع )قاَل الحواريون لعيسى ياَ معلم الخير أعلمناَ أي
الشياَء اشد قاَل أشد الشياَء غضب ا عز و جل قاَلوا فبم يتقى غضب ا
قاَل بأن ل تغضبوا قاَلوا و ماَ بدء الغضب قاَل الكبر و التجبر و محقرة
الناَس() .بحاَر النوار (263 /70
عندماَ يحس النساَن في نفسه انــه أفضــل مــن الخريــن و أعلــى منهــم و ينظــر
إليهم بعين الحتقاَر و الزدراء أو أنه يتجبر بماَ لديه من قــوة او ســلطة او جــاَه
او ماَل فطبيعي انه سيغضب لتـفه السباَب.
و علجاَا لهذا المر على المؤمن أن يعرف حقيقة نفسه و هو أنه مجرد عبد لــ
خاَشع ذليل له سبحاَنه و تعاَلى مهماَ على شأنه و أنه ل يليق باَلعبيد ان يتصــفوا
باَلتكبر و التجبر ،و عليه أن يبعد عــن تفكيــره أنــه أفضــل مــن غيــره او اعلــى
منهم و يحسب نفسه واحداا منهم ل يميـزه عنهـم شـيئ ،و ينظــر فــي الروايــاَت
المروية عن أهل البيت عليهم السلم التي تبين خطورة التكــبر و هنــاَ أجــد أنــه
من المفيد أن أورد بعضاَ ا منهاَ :
ماَ روي عن أمير المؤمنين ع قاَل قاَل ا تعاَلى )ياَ موسى إن الفخــر ردائــي و
الكبرياَء إزاري فمن ناَزعني في شــيئ منهمــاَ عــذبته بنــاَري يــاَ موســى إن مــن
إعظاَم جللي إكرام العبد الــذي أنلتـه حظــاَ ا مــن الــدنياَ عبــداا مــن عبــاَدي مؤمنــاَ ا
قصرت يده في الدنياَ فإن تكبر عليه فقد استخف بجللي( ).مســتدرك الوســاَئل ج / 12
(31
26
و قول أمير المؤمـنين ع حيث قاَل )ماَ لبــن آدم و الفخــر أولــه نطفــة و آخــره
جيفة و ل يرزق نفسه و ل يدفع حتفه( )وساَئل الشيعة ( 16/45
و قول أمير المؤمنين ع )مسكين ابــن آدم مكتــوم الجــل مكنــون العلــل محفــوظ
العمل تؤلمه البقة و تقتله الشرقة و تنته العرقة () .بحاَر النوار ج (75/84
ل يقاَل له صعود و إن في صعود لواد يقاَل لــه و قاَل الباَقر ع )إن في جهنم جب ا
سعر و إن في قعر سعر لجباَ ا يقاَل له هبهب كلماَ كشف غطاَء ذلك الجــب ضــج
أهل الناَر من حره و ذلك منزل الجباَرين() .روضة الواعظين (382 / 2
و قاَل رسول ا )صلى ا عليه و آله و سـلم( )ليـس مـن عبـد إل و ملـك أخـذ
بحكمة رأسه إن هو تواضع ل رفعه اــ و إن هــو تكــبر وضــعه اــ( ) .روضــة
الواعظين (382 / 2
و سأل الحسن بن الجهم الرضاَ ع فقاَل ماَ حد التواضــع قــاَل )أن تعطــي النــاَس
من نفسك ماَ تحب أن يعطوك مثآله قاَل قلت جعلت فداك أشــتهي أن اعلــم كيــف
أناَ عندك قاَل أنظر كيف أناَ عندك() .روضة الواعظين (382 / 2
و عليه إلى جاَنب ماَ تقدم أن يتوسل إلى ا سبحاَنه ان يخلصه من هذا المرض
الخطير ،فعند ذلك سيزول عنه بإذن ا هذا التكبر و التجبر و ل يحتقر النــاَس
مهماَ على شأنه و بلغت رتبته و إن صاَر وزيرا أو رئيساَ ا او حتى ملكااَ.
27
عالم يتحسر في البرزخ
نقل أحد تلميذ الشيخ رجب الخياَط و كاَن قد رافقه مدة ثآلثآين سنة أن
الشيخ قاَل له ) :رأيت روح أحد العلماَء من ذوي المعنى-كاَن يسكن في
إحدى المدن الكبيرة في إيران -في البرزخ وكاَن يتأسف ويضرب على
فخذه ويقول :الويل لي ! جئت وليس لدي عمل خاَلص لوجه ا (!
ولماَ سألته عن سبب تأسفه قاَل :صاَدفت في أياَم حياَتي رجلا كاَسباَ ا من
أهل المعنى وقد ذكر لي بعضاَ ا من صفاَته الباَطنية وبعد ماَ فاَرقته
عزمت على مماَرسة الرياَضة الروحية لكي تكون لدي رؤية برزخية
كرؤيته ولجل أن أحصل على المكاَشفاَت والمشاَهدات الغيبية -كماَ
يمتلك -دأبت على مماَرسة الرياَضة مدة ثآلثآين سنة إلى أن نجحت في
بلوغ مقصدي وقد حاَن الن أجلي وهم يقولون حاَليااَ :لقد بقيت أسيراا
لهوائك النفسية إلى أن صاَدفك ذلك الرجل من أهل المعنى ونصحك
وبعد ذلك أنفقت ماَ يناَهز الثآلثآين سنة من عمرك لبلوغ المكاَشفاَت
ورؤية الحاَلت البرزخية و الن قل :ماَ هو العمل الخاَلص الذي
قدمته لناَ؟!
للبدء في المسيرة التكاَملية و الرتقاَء بــاَلنفس فــي مــدارج الكمــاَل يجــب ان
يكون الهدف هو الوصول إلى رضوان ا و محبتــه و ان ل يكــون تحقيقــاَ ا
لغراض شخصية او مطاَمع شهوانيه او أهواء نفسية كماَ تقدم فــي القصــة
الساَبقة ،فكلماَ خطـر علـى بـاَل المـؤمن عمـل م ن العمـاَل فعليـه أولا أن
يعرضه على العقل و يســئل نفســه هــل أنــاَ أقــوم بهــذا العمــل مـن أجــل اــ
سبحاَنه أم لجل أمر آخر ،فإذا لم يكن العمــل لــ ســبحاَنه و تعــاَلى فيجــب
عليه الستغفاَر و عقد النية على أن يكون ل سبحاَنه خاَلصاَ ا إن أمكن و إل
عليه العراض عنه فوراا بدون تــردد إذا كــاَن مســتحباَ ا أمــاَ إذا كــاَن واجبــاَ ا
فعليه العمل على إصلح نيته ،و بتكــرار هــذه الطريقــة عنــد كــل عمــل او
قــول و مماَرســتهاَ يكــون المــؤمن باَلتــدرج وجــوده و بقــاَئه و حركــاَته و
سكناَته كلهاَ ل.
بعدهاَ سيصبح وجوده و كياَنه اقواله و افعاَله كلهاَ تقــول ل إلــه إل اــ أي
انه ل يوجد إلــه ماَلــك متصــرف آمــر نــاَهي إل اــ ســبحاَنه ،حيــث ينــدك
سلطاَن النفس و شهواتهاَ و رغباَتهاَ و تذوب في بحر التوحيد حيث ل شيئ
هناَك إل ا الواحد القهاَر.
28
و أن يكون مصداقاَ ا لقول أبي عبدا ع حيــث قــاَل )مــن قــاَل ل إلــه إل اــ
مخلصاَا دخل الجنة و إخلصــه أن يحجــزه ل إلـه إل اـ عمــاَ حــرم اـ (.
)وساَئل الشيعة ج : 15ص ( 257
يجــب أن يكــون الــدافع الوحيــد لبــدء هــذه المســيرة هــو طلــب رضــاَ اــ و
الوصول إلى محبته سبحاَنه و تعاَلى.
روي في مهج الدعوات )روي جماَعــة يســندون الحــديث إلــى الحســين بــن
علي ع قاَل كنت مع علي بن أبي طاَلب ع في الطــواف فــي ليلــة ديجوجيــة
قليلــة النــور و قــد خل الطــواف و نــاَم الــزوار و هــدأت العيــون إذا ســمع
مستغيثآاَ ا مستجيراا مسترحماَا بصوت محزون من قلب موجع و هو يقول :
قاَل الحسين بــن علــي صــلوات اــ عليهمــاَ فقــاَل لــي يــاَ أباَعبــدا أســمعت
المناَدي ذنبه المستغيث ربه فقلت نعم قد سمعته فقاَل اعتبره عسى تراه فمــاَ
زلت أختبط في طخياَء الظلم و أتخلل بين النياَم فلماَ صرت بيــن الركــن و
المقاَم بدا لي شخص منتصب فتأملته فإذا هو قاَئم فقلــت الســلم عليــك أيهــاَ
29
العبد المقر المســتقيل المســتغفر المســتجير أجــب بــاَل أبــن عــم رســول اــ
)صلى ا عليه و آله و سلم ( فأسرع في سجوده و قعوده و سلم فلــم يتكلــم
حتى أشاَر بيده بأن تقدمني فتقدمته فأتيت به أمير المــؤمنين ع فقلــت دونــك
هاَ هو فنظر إليه فإذا هو شاَب حسن الوجه نقي الثآياَب فقاَل لـه مـن الرجــل
فقاَل له من بعض العرب فقاَل له ماَ حاَلك و مم بكاَؤك و استغاَثآتك فقاَل مــاَ
حاَل من أوخذ باَلعقوق فهو في ضــيق أرتهنــه المصــاَب و غمــرة الكتئــاَب
فاَرتاَب فدعاَؤه ل يستجاَب فقاَل له علي و لم ذلك فقاَل لني كنت ملتهياَ ا في
العرب باَللعب و الطرب أديـم العصـياَن فـي رجـب و شـعباَن و مـاَ أراقـب
الرحمن و كاَن لي والد شفيق رفيق يحــذرني مصــاَرع الحــدثآاَن و يخــوفني
العقاَب باَلنيران و يقول كم ضج منك النهــاَر و الظلم و الليــاَلي و اليــاَم و
الشهور و العوام و الملئكة الكرام و كاَن إذا ألح علي بــاَلوعظ زجرتــه و
انتهرته و و ثآبت عليه و ضربته فعمدت يوماَ إلى شيئ مــن الــورق فكــاَنت
في الخباَء فذهبت لخذهاَ و أصرفهاَ فيمــاَ كنــت عليــه فمــاَنعني عــن أخــذهاَ
فأوجعته ضرباَا و لويت يده و أخذتهاَ ومضيت فأوماَ بيده إلى ركبـتيه يـروم
النهوض من مكاَنه ذلك فلم يطق يحركهاَ من شدة الوجع و اللم فأنشأ يقول
ثآم حلف باَل ليقدمن إلى بيت ا الحرام فيستعدي ا علي فصــاَم أســاَبيع و
صلى ركعاَت و دعاَ و خرج متوجهــاَ ا علــى عيرانــة يقطــع باَلســير عــرض
الفلة و يطوي الودية و يعلو الجباَل حتى قدم مكة يوم الحج الكــبر فنــزل
عن راحلته و أقبل إلى بيت ا الحــرام فســعى و طــاَف و تعلــق بأســتاَره و
ابتهل بدعاَئه و أنشأ يقول :
30
ياَ من إليه أتى الحـجاَج باَلجـــهد
فوق المهاَد من أقصى غاَية البعد
إني أتيــتك ياَ مـــن ل يخيب من
يدعوه مبتهلا باَلواحـــد الصـــمد
هذا منــاَزل من يرتـاَع من عققي
فخـذ بحقـي ياَ جبـاَر من ولــدي
حــتى تشل بعون منك جاَنــبـــه
ياَ من تقـدس لم يولـد و لم يـلد
قاَل فو الذي سمك السماَء و أنبع الماَء مــاَ أســتتم دعــاَءه حــتى نــزل بــي مــاَ
ترى ثآم كشف عن يمينه فإذا بجاَنبه قد شل فأناَ منذ ثآلث سـنين أطلــب إليــه
أن يدعو لي في الموضع الذي دعاَ به علي فلم يجبنــي حــتى إذا كــاَن العــاَم
أنعم علي فخرجت به على ناَقة عشراء أجد السير حثآيثآاَ ا رجاَء العاَفية حــتى
إذا كناَ على الراك و حطمة وادي السياَك نفر طاَئر في الليــل فنفــرت منــه
الناَقة التي كاَن عليهاَ فألقته إلى قاَر الوادي فــاَرفض بيــن الحجريــن فقــبرته
هناَك و أعظم من ذلك أني ل أعرف إل المأخوذ بدعوة أبيه فقــاَل لــه أميــر
المؤمنين ع أتاَك الغوث أتاَك أل أعلمك دعاَء علمنيه رسول ا )صلى اــ
عليه و آله و سلم( و فيه أسم ا الكبر العظم العزيز الكرم الذي يجيــب
به من دعاَه و يعطي به من سأله و يفــرج بــه الهــم و يكشــف بــه الكــرب و
يذهب به الغم و يــبرئ بــه الســقم و يجــبر بــه الكســير و يغنــي بــه الفقيــر و
يقضي به الدين و يرد به العين و يغفــر بــه الــذنوب و يســتر بــه العيــوب و
يؤمن به كل خاَئف من شيطاَن مريد و جباَر عنيــد و لــو دعــاَ بــه طــاَئع لــ
على جبل لزال من مكاَنه أو على ميت لحياَه ا بعــد مــوته و لــو دعــاَ بــه
على الماَء لمشي عليه بعد أن ل يــدخله العجــب فــاَتق اــ أيهــاَ الرجــل فقــد
أدركـتـني الرحمة لك و ليعلــم اــ منــك صــدق النيــة أنــك ل تــدعو بــه فــي
معصية و ل تفيده إل الثآقة في دينك فإن أخلصت فيه النية استجاَب اــ لــك
و رأيت نبيك محمـداا )صـلى اـ عليـه و آلــه و سـلم ( فـي مناَمــك يبشــرك
باَلجنة و الجاَبة قاَل الحسين بن علي ع فكاَن ســروري بفاَئــدة الــدعاَء أشــد
من سرور الرجــل بعــاَفيته و مــاَ نــزل بــه لننــي لــم أكــن ســمعته منــه و ل
عرفت هذا الدعاَء قبل ذلك ثآم قـاَل آتنـي بـدواة و بيـاَض و اكتـب مـاَ أمليـه
عليك ففعلت قاَل :
31
ك بإسسه هإم اله ه المرسحمه هإن المرإحيِه هإم يِههاذا الكجلَإل كواإلسكه ه ارإم يِههاكحييِّ ك بإإسسه هإم ك اللمههه هم إن ههيِّ أكسسه هأكله ك
ف ههكو كول أكسيِكن ههكو كول ت ُ،يِاههو يِاكمسن لكيِسعلكهم ماههكو كول ككسيِ ك يِاقكييِوهم ُ،يِاكحييِّ ل إإلهك إلل أكسن ك
ك يِاقههيدوهسُ، ث هههكو إلل هههكو ُ،يِههاذا الهمسلهإك كوالكملكهكههوإت ُ،يِههاذا الإعهمزإة كوالكجكبههروإت ُ،يِاكملإه ه كحسيِه ه
يُ،ق ُ،يِابه ههاإر هيِاكسه ههلَهم ُ،يِه ههاهمسؤإمهن ُ،يِه ههاهمهكسيِإمهن ُ،يِه ههاكعإزيِهز ُ،يِاكجلبه ههاهر ُ،يِه هها همتكككنب ه ههر ُ،يِاخه ههالإ ه
ي ُ،يِاهمإعيِههد ُ،يِاهمبإيِههد ُ،يِههاكوهدوهد ُ،يِههاكمسحهموهد ُ، إ إ إ
صنوهر ُ،يِاهمفيِهد ُ،يِاهمكدنبهر ُ،يِاكشديِهد ُ،يِاهمسبد ه يِاهم ك
ب ُ،يِاكبهإديِهع ُ،يِهاكرإفيِهع ُ،يِهاكمإنيِهعُ، إ
ب ُ،يِاكحسههيِ ه ب ُ،يِهاهمإجيِ ه
ب ُ،يِهاكرإقيِ ه
إ
يِاكمسعهبوهد ُ،يِاكبعيِههد ُ،يِهاقكإريِ ه
يِاكسه هإميِهع ُ،يِ ههاكعإليِهم ُ،يِ ههاكحإليِهم ُ،يِ ههاككإريِهم ُ،يِاقكه هإديِهم ُ،يِ ههاكعلإييِّ ُ،يِ ههاكعإظيِهم ُ،يِاكحلن ههاهن ُ،يِاكملن ههاهنُ،
يِاكدليِههاهن ُ،يِاهمسس هكتعاهن ُ،يِاكجإليِ ههل ُ،يِاكجإميِ ههل ُ،يِاكوإكيِ ههل ُ،يِاككإفيِ ههل ُ،يِاهمإقيِ ههل ُ،يِاهمنإيِ ههل ُ،يِاكنبإيِ ههل
يِاكدإليِهل ُ،يِاهاإدي ُ،يِاباإدي ُ،يِاأكموهل ُ،يِاآإخهر ُ،يِاظاإههر ُ،يِاباإطهن ُ،يِاقائإهم ُ،يِادائإهم ُ،يِاعههالإهم
صه ههل ُ،يِاطه ههاإههر ُ،يِه ههاهمطكهنهر ُ،يِاقه ههاإدهرُ، صه ههل ُ،يِاوا إ ضه ههيِّ ُ،يِاعه ههاإدهل ُ،يِافا إ يِاحه ههاإكم ُ،يِاقا إ
ه
صكمهد ُ،يِاكمسن لكسم كيِلإسد كولكسم هيِولكهد كولكسم كيِهكسن إ
يِاهمسقتكدهر ُ،يِاككإبيِهر ُ،يِاهمتكككنبهر ُ،يِاواحهد ُ،يِاأككحهد ُ،يِا ك
إ
لكههه هكفههوا أككحهدد ُ،كولكهسم كيِهكهسن لكههه صههاإحكبةد كول كههاكن كمكعههه كوإزيِهدر ُ،كول اتمكخهكذ كمكعههه همإشههيِ ارا ُ،كول
ت كعلمهها كيِقهههوهل ت ُ،فكتكعههالكسيِ كظإهيِرر ُ،كول كاكن كمكعهه إمسن إإلره كغسيِههرهه ل إلههك إلل أكسنه ك اسحتاكج إإلى ك
الظم ههالإهموكن هعلهه هلوا ككبإيِه ه ارا ُ،يِ ههاكعلإييِّ ُ،يِاش ههاإمهخ يِاب ههاإذهخ يِافكتلههاهح يِاكنفلههاهح يِاهمسرت ههاهح يِ ههاهمفكنرهج
بُ، إ إ ث يِههاواإر ه ك يِههاهمسنتكإقهم ُ،يِابههاإع ه ك يِاهمسهلإ ه ه
ص ههر يِاهم هسدإر ه ص هر يِامسنتك إ إ
ب يِاغههال ه ث يِاطههال ه يِانا ه ه
ب الكسسه ههباإب ُ،يِاهمفكتهن ه هكح ب ُ،يِاهمكسه ه هنب ك
ب يِاكولهه هها هب يِه ههاأكلوا ه يِه ههاكمسن لكيِفهه ههوتههه هه ههاإر د
ب ُ،يِه ههاتكلوا ه
طههوهر يِاكشه ههكوهر يِههاكعفهيو يِههاكغهفوهر ُ،يِههاهنوكر ب ُ،يِهها ك إ الكسبه هواإب ُ،يِههاكمسن كحسيِه ه ه
ث مههاهدعكيِّ أكجهها ك
ظإهيِهر يِهاككإبيِهر ف يِههاكخإبيِر ُ،يِهامإجيِر يِههامإنيِر يِاب إ
صههيِهر يِهها ك الينوإر يِاهمهكدنبكر الههمههوإر ُ،يِهالكإطيِ ه
ه ه ه ه ه ك
صه هكمهد ُ،يِاك ههاإفيِّ يِاش ههاإفيِّ يِ ههاواإفيِّ يِاهمع ههاإفيِّ ُ،يِاهمسحإسه ههن يِ ههاإوتسهر يِ ههافكسرهد يِاأككبه ههد يِاكسه هكنهد يِا ك
ك فكقكهكدكر يِهاكمسن ضهل يِاهمتكككنرهم يِاهمتكفكنرهد يِاكمسن كعلَ فكقكهكهكر ُ،يِهاكمسن كملكه ك يِاهمسجإمهل يِاهمسنإعهم يِاهمفك ن
صه هكيِّ فككغفكه هكر ُ،يِههاكمسن لتكسحه هإويِإه الإفكه ههر ُ،كول بطكه هن فكخبه هر ُ،يِههامسن عبإه هكد فككشه هككر ُ،يِههامسن ع إ
ك ك ك ك ه ك ك كك
ق الكبكشه هإر ُ،يِاهمقكه هندكر هكه هنل قكه هكدرر ُ،يِاع ههالإكيِّ
صه هدر ُ،كول كيِسخف ههى كعلكسيِه هإه أكثهك هدر ُ،يِ هها ارإز كيِهه هسدإرهكهه كب ك
الكمكاإن يِاكشإديِكد الكسركاإن ُ،يِاهمكبندكل المزمهاإن ُ،يِاقابإهكل القهسربهاإن يِهاذا الكمهنن كواإلسحسههاإن يِهاذا
الإعمزإة كواليسسلطاإن يِهاكرإحيِهم يِهاكرسحمهن يِهاكمسن هههكو هكهمل كيِهسورم إفههيِّ كشهسأرن يِهاكمسن ل كيِسشهإغلههه كشههأدن
32
إ إ إ
ب صه هوات يِ ههاهمإجيِ ك كعه هسن كشه هسأرن يِ ههاكعظيِكم المشه هسأإن ُ،يِ ههاكمسن ههه هكو بإهكه هنل كمك ههارن يِاس ههامكع الك س
ضكيِّ الحاجاإت ُ،يِاهمسنإزكل الكبكركههاإت يِهها ارإحكم الكعكبه ارإتُ، المدعواإت يِامسنإجح الطمكلباإت ُ،يِاقا إ
ه ك ك
ف الهكهربه ههاإت يِه ههاكولإميِّ الكحكسه ههناإت يِه هها ارإفكع اله همدكرجاإت يِه ههاهمسؤتإكيِّ يِاهمإقيِ ه هكل الكعثكه ه ارإت يِاكاإش ه ه ك
اليسهسؤلإت يِههاهمسحيِإكيِّ الكسمهواإت ُ،يِاجههاإمكع المشههتاإت ُ،يِاهمطمإلعه ا كعلههى النليِههاإت ُ،يِهها ارمد ماقكهسد
ضه هإجهرهه الكمسسه هكأل ه إ
ت ُ،كول تكسغشه ههاهه ت ُ،يِه ههاكمسن لته س صه هوا هت ُ،يِه ههاكمسن لتكسشه هتكبإهه كعلكسيِه هه الك س فه هها ك
ي المنكسهإمُ، إ إ إ إ ي
ض كوالمسههماوات ُ،يِاسههابإكغ النكعهم ُ،يِهادافكع النقكهم ُ،يِابههاإر ك ت ُ،يِههاهنوكر الكسر إ الظلهمهها ه
طهأهق الينوإر كوالظيلكإم ُ،يِاذا الهجههوإد كوالككهكرإم يِهاكمسن ل كيِ ك يِاجاإمكع الكمإم يِاشاإفيِّ المسقكإم يِاخالإ ك
إإ
صه هكر كعسركشه ههه قكه هكددم ُ،يِههاكأجكوكد الكسجه هكوإديِكن ُ،يِههاأكسككركم الكسككرإميِه هكن ُ،يِاأكسسه هكمكع المسههامعيِكن ُ،يِاأكسب ك
ظسهكر اللَإجيِه ه هكن ُ،يِ ه ههاكولإميِّ المن ه ههاإظإريِكن ُ،يِاج ه ههاكر الهمسسه ه هتكإجيِإريِكن ُ،يِاأكم ه ههاكن الخ ه ههائإإفيِكن ُ،يِ ه هها ك
ب هكنل كغإريِهرب ُ،يِههاهمسؤنإكس إ مإ إإ الهمسؤإمإنيِكن ُ،يِاإغيِا ك
ث الهمسستكغيِثيِكن ُ،يِاغاكيِةك الطالبيِكن ُ،يِاصاح ك
ظ هكنل ضههالمرة ُ،يِهها ارإحكم المشهسيِإخ طإريِرد ُ،يِاكمسأوى هكنل كشإريِرد ُ،يِاحاإف ك هكنل كوإحيِرد ُ،يِاهمسلكجأك هكنل ك
ك هكهنل أكإسهيِإر ُ،يِهاهمسغنإكيِّ ظهإم الككإسههيِإر ُ،يِافكهها م صإغيِإر يِاجههابإكر الكع س ق الطنسفإل ال م الككإبيِإر ُ،يِا ارإز ك
ف الهمسس هتكإجيِإر ُ،يِههاكمسن لك ههه التمهسدإبيِهر كوالتمسق هإديِهر ُ،يِههاكمإن س الفكإقيِ هإر ُ،يِاإعص همةك الخههائإ إ
سك البههائإ إ
الكعإسيِهر كعلكسيِإه كسسهدل كيِإسههيِدر ُ،يِها كمهسن لكيِسحتهاهج إلهى تكسفإسههيِرر ُ،يِها كمهسن هههكو كعلههى هكهنل كشه رسيِّ
صههيِدر ُ،يِاهمسرإس هكل النريِههاإحُ، قك هإديِر ُ،يِههامسن هه هو بإهك هنل كش هريِّ كخبإيِ هر ُ،يِههامسن هه هو بإهك هنل كش هريِّ ب إ
س ك ك ك د س ك ك د
ث الكسرواإح ُ،يِههاذا الهجههوإد كوالمسههمإاح ُ،يِههاكمسن بإكيِ هإدإه هك هيل إمسفتههارح صههباإح ُ،يِابههاإع ك ق ال س
يِافههالإ ك إ
س كبسعهكد الكمهسوإت ُ،يِاهعهمدإتيِّ إفهيِّ ق هكنل فكسورت يِاهمسحيِإيِّ هكنل كنسفه ر صسورت ُ،يِاسابإ ك يِاسامكع هكنل ك
إ
ك
إشمدإتيِّ ُ،يِاحاإفإظيِّ إفيِّ هغسركبإتيِّ ُ،يِاهمسونإإسيِّ إفههيِّ كوسحهكدإتيِّ ُ،يِههاكوإلنيِيِّ إفههيِّ نإسعكمتهإهيِّ ُ،يِهاككسهإفيِّ
ب ُ،كوكيِسخ ههذلهإنيِّ هك هيل صههاإحرب يِاإعمههاكد كم هسن إ
ب ُ،كوتهكس هلنهمنيِّ الكقههاإر ه
إ إ
حيِ هكن تهسعإيِيِنههيِّ الكمههذاه ه
إ
لإعماكد لكهه يِاكسهكنكد كمهسن لكسهكنكد لكههه ُ،يِهاهذسخكر كمهسن ل هذسخهكر لكههه ُ،يِهاإحسركز كمهسن ل إحهسركز لكهههُ،
ث كمهسن ف لكهه ُ،يِاككسنكز كمسن ل ككسنكز لكهه ُ،يِاهرسككن كمسن ل هرسكهكن لكههه يِاإغيِهها ك ف كمسن ل ككسه ك يِاككسه ك
ق ُ،يِههاإإلإهيِّ ق ُ،يِههاهرسكنإكيِّ الكوثإيِه ه ك صههيِ كث لكه هه ُ،يِاجههار مه هسن ل جههار لكه هه يِاجههاإري الل إ
ك ك ه ك ك لغيِهها ك ه
إ
ضه ههيِ إق الم إ ق يِه ههارإفيِ ه م إ إ إ ب الكبسيِه هإت الكعتإيِه ه إ بإه ههالتمسحإقيِ إ
قُ، ق ُ،فهكنه ههيِّ مه هسن كحسله ه إ ك ق ُ،يِاكشه هفيِ ه ك ق ُ،يِه ههاكر م
ق ُ،كوأكإعنههيِّ كعلههى مهها ق ُ،كواسكإفنإههيِّ كشه همر مههالاهإطيِ ه ضههيِ رف عنههيِّ هكه همل كهه هم وكغه هم و إ
ك ك صه هإر س ك كوا س
33
ب ُ،يِاغ ههاإفكر كذسنه هإب داهوكدُ، ضه هنر أكييِ ههو كف ه ب ُ،يِاكاإشه ه ك ف كعل ههى كيِسعقهههو ك اهإطيِه ه ه
ق ُ،يِ هها ارمد هيِوهسه ه ك
ب نإه ههداإء يِهه ههوهنكس إفه ههيِّ إ إ إ إ
يِه هها ارفكع عسيِسه ههى سبه هإن كمسركيِه هكم كوهمسنإجكيِه ههه مه هسن أكسيِه هدي الكيِههه ههوإد يِه ههاهمإجيِ ك
طإفكيِّ هموسههى إبالككلإمههاإت ُ،يِههاكمسن كغفكهكر لكدكم خإطيِكئتكههه ُ،كوكرفكهكع إسدإريِهكس صه ك ي إ
الظلهمههات ُ،يِاهم س
ك عهادا اللولهى كوثكهمههوكد ق ُ،يِاكمسن أكسهلكه ك كمكانا كعلكميِ ا بإكرسحكمتإإه ُ،يِاكمسن كنمجهى هنوحها إمهكن الكغهكر إ
طغههى ُ،كوالهمسؤتكإفككهةك أكسههوى ُ،يِهاكمسن ظلكهكم كوأك سكفما أكسبقى ُ،كوقكسوكم هنورح إمسن قكسبهل إمنههسم كاهنوا هههسم أك س
لَ ُ،يِههاكمسن كدمم هكر كعلههى قك هسإوم لهههورط ُ،كوكدسم هكدكم كعلههى قك هسوإم هش هكعسيِرب ُ،يِههاكمسن اتمكخ هكذ إسب ارإهيِ هكم كخإليِ ا
ص هللى ال ه كعلكسيِ هإه كوآلإ هإه كوكعلكسيِإه هسم أكسجكمإعيِ هكن كحإبيِبههاُ، إ
اتمكخ هكذ هموسههى ككليِم هاا ُ،كواتمكخ هكذ همكحممههدا ك
ب لإهس هلكسيِماكن همسلكهها لكيِسنكبإغههيِّ لككح هرد إم هسن كبسع هإدإه ُ،يِههاكمسن إ إ إ
يِههاهمسؤإتيِّ لهسقمههاكن الحسككم هة ُ،كوال هواه ك
ضهكر الكحيِههاكة ُ،كوكرمد لإهيِوكشهكع صكر ذا القكسركنسيِإن كعلى الهمهلوإك الكجبههابإكرإة ُ،يِههاكمسن أكسعطههى الإخ س كن ك
صهكن فكهسركج كمسركيِهكم ط كعلى كقسلإب اهنم هموسى ُ،كوأكسح ك سبكن هنورن المشسمكس كبسعكد هغهروإبها ُ،يِاكمسن كركب ك
صه هكن كيِسحيِه ههى سبه هكن كزككإريِه هها إمه هكن اله همذسنإب ُ،كوكسه همككن كعه هسن هموسه ههى اسبكنه هإة هعسمه ه اركن ُ،يِه ههاكمسن كح م
ب ُ،يِاكمسن كبمشكر كزككإرليِهها بإكيِسحيِههى ُ،يِههاكمسن فكههدى إسسههماإعيِكل إمهكن المذسبهإح بإكذسبهرح كعإظيِهرمُ، ضك الكغ ك
إ ر م
صهللى يِاكمسن قكبإهكل قهسربهاكن هابإيِهكل كوكجكعهكل اللسعكنهةك كعلهى قابإيِهكل ُ،يِاههاإزكم الكسحه ازإب لهمكحممهد ك
كص هنل كعلههى همكحمم هرد كوآإل همكحمم هرد كوكعلههى كجإميِ هإع الهمسركس هإليِكن كوكملَئإككتإ ه ك إ إإ
ال ه كعلكسيِ هه كوآل هه ُ،ك
ت ضههيِ ك ك إبها أكحهدد إممهسن ر إ ك بإهكنل كمسسأكلكرة كسأكلك ك ك أكسجكمإعيِكن ُ،كوأكسسأكله ك الهمقكمرإبيِكن كوأكسهإل طاكعتإ ك
ك ل ك
ل ُ،يِههاكرسحمهن يِههاكرسحمهن يِههاكرسحمهنُ، إ إ
ت لكه ههه كعلههى الجاكبه هة ُ،يِههاال يِههاال يِههاا ه كعسنه ههه ُ،فككحتكسمه ه ك
يِههاكرإحيِهم يِههاكرإحيِهم يِههاكرإحيِهم ُ،يِههاذا الكجلَإل كواإلسك ه ارإم ُ،يِههاذا الكجلَإل كواإلسكه ارإم ُ،يِههاذا الكجلَإل
ك ُ،أكسو أكسنكزسلتكههه إفهيِّ ت بإهإه كنسفكسه ك ك بإهكهنل اسسهرم كسهممسيِ ك كواإلسك ارإم ُ،بإإه بإإه بإإه بإإه بإ إه بإ إه بإ إه ُ،أكسسهأكله ك
كُ،ك ُ،كوبإكمعاإقإد الإعهنز إمهسن كعسرإشه ك ت بإإه إفيِّ إعسلإم الكغسيِإب إعسنكد ك ك ُ،أكسو اسستكسأثكسر ك كش رسيِّ إمسن هكتهبإ ك
ض إمهسن كشهكجرر أكسقلَدم كوالكبسحههر ك ُ،وبإمها لكهسو أكمن مها إفهيِّ الكسر إ إ إ إ إ
كوبهمسنتكههى المرسحكمهة مهسن كتابه ك ك
إ
كت اله ه إمن اله ه كعإزيِه هدز كحإكيِه هدم ُ،كوأكسسه هأكله ك ت ككإلم هها ه كيِهمه هيدهه إمه هسن كبسعه هإدإه إكسه هسبكعإة أكسبحه هرر ماكنإفه هكد س
ل الكمسماء الهحسسهنى فكهاسدهعهوه بإهههاُ، ك فكقهسلت :و إ م إ إ إ مإ بإأكسسمائإ ك
ك الهحسسنى التيِّ كنكعتها فيِّ كتاب ك ك ك
بك إعبههاإدي كعن ههيِّ فكه هإننيِّ قكإريِه ه د ت } :ك إوإاذا كسه هأكلك كب لكهكه هسم{ْ ُ،كوهقسله ه كت} :اسدهع ههوإنيِّ أكسسه هتكإج س كوهقسله ه ك
34
ي المه هإذيِكن أكسسه هكرفهوا كعل ههى أكسنفهإسه هإهسم إ إ
ت} :يِاعب ههاد ك اهإجيِه ه ه
ب كدسعه هكوةك اله همداإع إإذا كدع ههاإن{ْ ُ،كوهقسله ه ك
ب كجميِع ا إمنه ههكو الكغهفوهر المرإحيِهم} . إ ي إ
لتكسقكنطهوا مسن كرسحكمة ال إمن ال كيِسغفهر الذهنو ك
إ
35
كاَن عبدي كذلك فأراد أن يسهو حلت بينه و بيــن أن يســهو أولئــك أوليــاَئي
حقاَ ا أولئك البطاَل حقاَ ا أولئك الذين إذا أردت أن أهلك أهــل الرض عقوبــة
زويتهاَ عنهم من أجــل أولئــك البطــاَل( )التحصــين لبــن فهــد ، (27ــ و فيمــاَ يلــي
نتطرق إلى أهم تلك الخطوات :
-1التوبة الخاَلصة ل سبحاَنه و تعاَلى .
-2التأكد من أداء العماَل الواجبة باَلشكل الصحيح .
-3التوسل بأهل البيت عليهم السلم لنيل التوفيق للطاَعة و الرتباَط
بمولناَ صاَحب الزماَن عجل ا فرجه الشريف.
-4الدعاَء و البتهاَل إلى ا بشكل دائم للتوفيق للطاَعة.
-5شحن الهمة و زياَدة قوة و عزيمة المؤمن.
-6قراءة دعاَء العصمة و لو مرة في العمر.
-7محاَسبة النفس يومياَ ا و مراقبتهاَ .
-8وضع جدول للعماَل اليومية.
-9استخدام التلقين لترويض النفس .
-10المداومة على السجدة اليونسية .
-11المداومة على صلة الليل .
و فيماَ يلي شرح هذه الخطوات و طريقة تطبيقهاَ.
نعم هكذا يستقبل ا العاَئدين إليه فهو أشد فرحاَ ا بهم ممن ضاَعت دابته فــي
صحراء و عليهاَ ماَئه و غذائه حتى يئــس مــن الحيــاَة فلــم يلبــث ان وجــدهاَ
فوق رأسه فقاَل من شدة فرحه الحمد لك ياَا انت عبدي و انــاَ ربــك بــدل
امن أن يقول انت ربي وأناَ عبدك .
بل إن ا يحب عبده التاَئب و يستر عليه ماَ اغترف من الثآم و يغفر لــه و
يقربه و يدنيه كماَ جــاَء فيمـاَ روي عـن معاَويـة بـن وهـب قـاَل سـمعت أبـاَ
عبدا ع يقول )إذا تاَب العبد توبة نصــوحاَ ا أحبــه فســتر عليــه فــي الــدنياَ و
الخرة فقلت و كيف يستر عليه ،قاَل ينسي ملكيه ماَ كتباَ عليه من الــذنوب
و يوحي إلى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه و يوحي إلى بقــاَع الرض اكتمــي
ماَ كاَن يعمل عليك من الذنوب فيلقى ا حين يلقاَه و ليس شيئ يشــهد عليـه
بشيئ من الذنوب( ) .الكاَفي : 2ص ( 430
و روي عن ابن ابي عمير عن بعض أصــحاَبناَ رفعــه قــاَل :إن اــ عــز و
جــل أعطــى التــاَئبين ثآلث خصــاَل لــو أعطــى خصــلة منهــاَ جميــع أهــل
السماَوات و الرض لنجوا بهاَ قــوله عــز و جــل )إن اــ يحــب التــوابين و
يحب المتطهرين( فمن أحبه ا لم يعذبه و قوله )الذين يحملــون العــرش و
37
من حوله يسبحون بحمد ربهم ...و يستغفرون للذين آمنوا ربناَ وسعت كــل
ئ رحمة و علماَ ا فاَغفر للذين تاَبوا و اتبعوا سبيلك و قهـم عـذاب الجحيـم شي ر
ربناَ و أدخلهم جناَت عدرن التي وعدتهم و من صلح مــن آبــاَئهم و أزواجهــم
و ذرياَتهم إنك أنت العزيز الحكيم و قهم السيئاَت و من تق السيئاَت يومئــذ
فقد رحمته و ذلك هو الفوز العظيم ( و قــوله ) و الــذين ل يــدعون مــع اــ
إله اَا آخر و ل يقتلون النفس التي حرم ا إل باَلحق و ل يزنون و من يفعل
ذلك يلق أثآاَماَ ا يضاَعف له العذاب يوم القياَمة و يخلد فيه مهاَناَ ا إل من تــاَب
و آمن و عمل عملا صاَلحاَ ا فأولئــك يبــدل اــ ســيئاَتهم حســناَت و كــاَن اــ
غفوراا رحيماَ ا ( .
وعن النبي )ص( قاَل :ان العبد ليقول )اللهم اغفر لي( وهو معــرض عنــه،
ثآم يقول )اللهم اغفر لــي( وهــو معــرض عنــه ،ثآــم يقــول )اللهــم اغفــر لــي(
فيقــول اــ ســبحاَنه للملئكــة :ال تــرون الــى عبــدي ســألني المغفــرة وانــاَ
معرض عنه ،ثآم سألني المغفرة واناَ معرض عنه ،ثآم سألني المغفــرة ،علــم
عبدي انه ل يغفر الذنوب إل اناَ اشهدكم اني قد غفرت له) .عدة الداعي ( 204
و التوبة في حقيقتهاَ هي كماَ جاَء في حديث أمير المؤمنين عليه السلم :
فقد دروي أ كنه قاَل ـ لقاَئل بحضرته :أستغفر ا ـ ) :ثآكلتـك أ دكمـك أتـدري مـاَ
الستغفاَر؟ إكن الستغفاَر درجة العكليين ،وهــو اســم واقــع علــى ســتة معــاَن:
أكولهاَ الندم على ماَ مضى ،والثآاَني العزم على ترك العود إليه أبداا ،والثآــاَلث
أن تؤكدي إلى المخلــوقين حقــوقهم حــتى تلقـى اـ أملـس ليـس عليـك متمبمعـة،
والرابع أن متحعمد إلى ككل فريضة عليك ضكيعتهاَ فتؤكدي حكقهـاَ ،والخـاَمس أكن
متحعممد إلى اللحم الذي نبت على البسحت فتذيبه بــاَلحزان حــتى يلصــق الجلــد
باَلعظم ،وينشأ بينهماَ لحم جديد ،والساَدس أن دتذيمق الجسـم ألـم الطاَعـة كمـاَ
أذقته حلوة المعصية ،فعند ذلك تقول :أستغفر اـ( )بحــاَر النــوار ج 6/36ـــ 37
نقلا عن النهج (
قد يبدو للبعض ان هذه الشروط يصعب تطبيقهاَ و لكن هذا المر أيسر مــن
كل يسير بشرط ان يقترن بحسن النية و التوكل على ا عز و جل )و مــن
يتوكل على ا فهو حسبه( ،أي من يعتمد في أموره على ا و يوكــل اــ
سبحاَنه وتعاَلى في تلك المور فإن ا بفضــله ييســرهاَ و ينجزهــاَ لـه علــى
احسن وجه .
38
و سيأتي الشيطاَن لعنه ا ليوسوس للمؤمن بأنك ستعود فلماَ التوبة أو أنك
ماَ زلت في مقتبل العمر و بإمكاَنك ان تتوب عندماَ تتقدم في السن ،و هــذه
الخدع من الشيطاَن ل تنطلي على المؤمن الذكي ،فإن المؤمن ل يعلم متى
يكون الموت حتى يؤجل التوبــة ،و قــد ل يعيــش طــويلا )أطــاَل اــ عمــر
القاَرئ الكريم( و أماَ إن عاَد إلى الذنب بعد التوبة فل يعنــي انــه لــن تقبــل
توبته بعد ذلك بل إن بــاَب ارحــم الراحميــن مفتــوح ل يغلــق أبــداا فــي وجــه
التاَئبين و لو نكثآوا التوبة عشرات المرات و ألف المرات و قــد ذكــر ذلــك
في حديث عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قاَل ) :يــاَ محمــد بــن مســلم
ذنوب المؤمن إذا تاَب منهــاَ مغفــورة لــه فليعمــل المــؤمن لمــاَ يســتأنف بعــد
التوبة و المغفرة أماَ و ا إنهاَ ليست إل لهــل اليمــاَن قلــت فــإن عــاَد بعــد
التوبة و الستغفاَر من الذنوب و عاَد فــي التوبــة فقــاَل يــاَ محمــد بــن مســلم
أترى العبد المؤمن يندم على ذنبــه و يســتغفر منــه و يتــوب ثآــم ل يقبــل اــ
توبته قلت فإنه فعل ذلك مراراا يذنب ثآم يتوب و يستغفر ا فقاَل كلمــاَ عــاَد
المؤمن باَلستغفاَر و التوبة عاَد اـ عليــه بــاَلمغفرة و إن اــ غفـور رحيــم
يقبل التوبة و يعفو عن السيئاَت فإياَك أن تقنــط المــؤمنين مــن رحمــة اــ(.
)الكاَفي : 2ص ( 434
و روي عن أبي بصير قاَل قلت لبي عبدا ع )ياَ ايهـاَ الـذين آمنـوا توبـوا
إلى ا توبة نصوحاَ ا ( قاَل هو الذنب الذي ل يعود فيه أبــداا قلــت و أينــاَ لــم
يعد فقاَل ياَ أباَ محمد إن ا يحب من عباَده المفتن التواب ) .الكاَفي : 2ص 432
(.
أين أصحاَب الذنوب و المعاَصي عن هذه الرحمة و الرأفة و أيــن هــم عــن
التوبة و حسن الوبة ) ،ألم يأن للــذين آمنــوا أن تخشــع قلــوبهم لــذكر اــ (
)الحديد آية (16أماَ آن لهم أن يصيحوا من أعماَق قلوبهم :
ب مرحأمفمت م
ك. ) إلمهي مظلبَحل معملى دذدنومبي مغماَمم مرححمممتمك ،موأمحرمسحل معلى دعديومبي مسحاَ م
إلمهي مهحل ميحرمجدع احلمعحبدد المبــدق إلر إملــى ممــ حولهد أمحم مهــحل ديمجيــدرهد ممــحن مســمخمطمه أممحــرد
مسواده؟
إلمهي إحن كاَمن الرنمددم معملى الرذحنب مت حومباة ،مفإبَني مومعرزمتــ م
ك ممــمن الرنــاَمدمميمن ،موإحن مكــاَمن
ك احلدعحتــبى محكتــى حرطاة ،مفإبَني لمــ م
ك ممــمن الددمحســمتحغمفمريمن ،لمــ م الحسمتحغفاَدر مممن احلمخطيمئمة م
متحرضى.
39
ك مبــي احرمفــحق ف معبَنــي ،مومبمعحلممــ م ححلمممك معبَني احع دب معلمري ،مومب م ك معلمري دت ح إلمهي مبقدحدمرمت م
مبي.
ت ) :دتودبــوا ك مسرمحيمتده الرت حومبــمة ،مفقدحلــ م
ك مباَمباَ ا إملى معحفمو م
ت لممعباَمد مت ارلذي مفمتحح م إلمهي أمحن م
حمه.ب مبحعمد مفحت مصومحاَ ا ( ،مفماَ دعحذدر ممحن أمحغمفمل دددخومل احلباَ م إملى ر م
ا مت حومباة من د
ك مفحلميححدسمن احلمعحفدو ممحن معحنمد م
ك. إلمهي إحن كاَمن مقدبمح الرذحن د
ب ممحن معحبمد م
ت معلمحيمه،ض مبممحعدرومفمك ،مفدجحد م ت معلمحيمه ،مومتمعرر م ك ،مفدتحب م إلمهي ماَ أممناَ مبأ مرومل ممحن معصاَ م
ضبَر ،ياَ معمظيمم احلمببَر ،ياَ معليمماَ ا مبماَ مفي البَسبَر، ف ال ب ضمطبَر ،ياَ مكاَمش مب احلدم ح جي مياَ دم م
كت مبمجناَمبمك مومتمربحمم م ك إملحيمك ،مومتمورسحل د
ك مومكمرمم م ت مبدجومد م ياَ مجمميمل البَسحتمر احسمتحشمفحع د
ك مرجآمئي مومتمقربحل مت حومبمتي مومكبَفحر مخطيمئمتي، ب مفي م ب ددعآمئي ،مول دتمخبَي ح ك ،مفاَحسمت م
ج ح لممدحي م
ن) ( .بحاَر النوار ج (143 / 91 حممي مك مومرححمممتمك ياَ أمحرمحمم الررا م مبممبَن م
40
قاَل سمعت أباَ جعفر ع يقول ) كل سهو في الصلة يطــرح منهــاَ غيــر أن
ا تعاَلى يتم باَلنوافل إن أول ماَ يحاَسب به العبد الصلة فإن قبلت قبــل مــاَ
سواهاَ إن الصلة إذا أرتفعت فــي أول وقتهــاَ رجعــت إلــى صــاَحبهاَ و هــي
بيضاَء مشرقة تقول حفظتني حفظك ا و إذا ارتفعت في غير وقتهــاَ بغيــر
حدودهاَ رجعت إلى صاَحبهاَ و هي سوداء مظلمــة تقــول ضــيعتني ضــيعك
ا ( ) .الكاَفي ج : 3ص ( 268
و روي عن العيص بن القاَسم قاَل قاَل أبوعبدا ع )و اــ إنــه ليــاَتي علــى
الرجل خمسون سنة و ماَ قبل ا منه صلة واحدة فأي شيئ أشد من هذا و
ا إنكم لتعرفون من جيرانكم و أصحاَبكم من لو كــاَن يصــلي لبعضــكم مــاَ
قبلهاَ منه لستخفاَفه بهاَ ،إن ا عز و جل ل يقبــل إل الحســن فكيــف يقبــل
ماَ يستخف به( ) .الكاَفي ج : 3ص ( 269
و روي عن أبي الحسن الول ع إنه لماَ حضر أبي الوفــاَة قــاَل لــي يــاَ بنــي
إنه ل يناَل شفاَعتناَ من استخف باَلصلة ) .الكاَفي ج : 3ص ( 270
و روي عن زرارة عن أبي جعفر ع قاَل :بيناَ رســول اــ ص جــاَلس فــي
المسجد إذا دخل رجل فقاَم يصلي فلم يتم ركوعه و ل سجوده فقــاَل )صــلى
ا عليه و آلــه و ســلم( نقــر كنقــر الغــراب لئــن مــاَت هــذا و هكــذا صــلته
ليموتن على غير ديني) .الكاَفي ج : 3ص ( 268
إن أستخفاَف بعض المؤمنين باَلصلة هو الذي اوقعهم فــي المعاَصــي و إل
لو أدوا الصلة بشكلهاَ الصحيح لمـاَ عص وا ،حيـث أن الصـلة الصـحيحة
تعصم صاَحبهاَ من الوقوع في المعاَصــي لقــوله تعــاَلى ) إن الصــلة تنهــى
عن الفحشاَء و المنكر( )العنكبوت آية .(45
41
المعاَصي و الذنوب ،فاَلميل إلى المعصية هو فــي حــد ذاتــه مــرض
روحي ينبغي معاَلجته و إل المــؤمن النقــي الصــاَفي ل يميــل بطبعــه
الفطري إلى المعاَصي و لكن تغير فطرته بسبب الحتكاَك باَصحاَب
المعاَصي و أيضاَ ا ارتكاَبه الذنوب في مــاَ مضــى يجعلــه يميــل إليهــاَ
ب مبمه إملر دكــبل دمحعمتــرد أممثآيــرم إممذا دتحتملــى
)الرمذيمن ديمكبَذدبومن مبمي حومم البَديمن مومماَ ديمكبَذ د
معلمحيمه آمياَدتمناَ مقاَمل أممساَمطيدر المرومليـمن مكلر مبـحل مرامن معملـى قددلـومبمهم رمـاَ مكـاَدنوا
ميحكمسدبومن( )المطففين آية .(14
و هناَ أورد نموذج لثآر التوسل بأهل البيت عليهم السلم فقــد ذكــر آيــة اــ
السيد حسن البطحي في كتاَبة الكماَلت الروحية :
يقول أحد محبي الماَم ولي العصر )عليه السلم( ل يرتضــي ذكــر اســمه:
التزمت مدة بمراقبة نفسي ومحاَسبتهاَ ،فكنــت أســعى خلل هــذه المــدة إلــى
ترك المحرماَت والبتعاَد عن المكروهاَت بماَ استطيع ،واســعى كــذلك إلــى
أداء الواجباَت في أول وقتهاَ وعلى الوجه السليم ..وهذا يقاَل له )المراقبة(.
ومن جهة أخرى كنت اوقف نفسي ليلياَ ا أماَم محكمة الضمير أحاَسبهاَ علــى
السلبياَت والإيجاَبياَت من أعماَلي على نحــو دقيــق .فــاَذا كنــت عملــت ســوء
استغفر منه وأتلفــى مــاَ يمكــن تلفيــه قبــل النــوم .وإذا كنــت عملــت خيــراا
شكرت ا )تعاَلى( على ماَ وفقني إليه.
كنت أزن أعماَلي بميزان المراقبة والمحاَسبة هذا ،ونظمت يوميــاَت حيــاَتي
بموجبه ..ولكن صدرت مني في أحد الياَم معصية أدركت عنــدهاَ أنــي مــاَ
أزال في نقص مريع – من الجهة المعنوية.
و بعباَرة أوضح :أن هذه المعصية – مع انهاَ صــغيرة – كــاَنت تعنــي لــدي
أمراا خطيراا ،لنهاَ ناَشئة من خصلة نفسية دنسة .وقد دعاَني هذا أن اقصــد
طبيباَ ا روحيــاَ ا لمعاَلجــة هــذا المــرض الروحــي .فــي وقتهــاَ كنــت مقيمــاَ ا فــي
طهران ،ول أعرف أحداا أقصده في هذا الشأن .كاَن مألوف عاَدتي في مثآل
هذه الحاَلة أن أيمــم وجهــي نحــو مــزار مــن مــزارات أبنــاَء الئمــة )عليهــم
الســلم( لســتمد النجــدة والمعونــة مــن روح النــبي الكــرم وأرواح الئمــة
الطهاَر وأرواح أبناَئهم )عليهم السلم( ..فألقى عندئذ لـديهم مـاَ أبتغـي مـن
العلج الروحي.
و تحقيقاَا لهذا الغرض ،انطلقت إلى مزار السيد عبد العظيم الحســنى )عليــه
السلم( في مدينة الري .بكيت كثآيراا في تلك البقعة المباَركة ..إلى حــد أنــي
42
رحت أخاَطب السيد عبد العظيم بقولي :من الن فصاَعداا لن أكون مســئولا
إذا اقــترفت معصــية بســبب هــذا المــرض الروحــي ،بعــد كــل هــذا التوســل
والبكاَء! في هذه الثآناَء وقع نظري على سيد رق لحاَلي ..فدعاَ لي ،وطلب
من ا )تعاَلى( أن يشفيني مماَ بي ،بأن يدلني على الطــبيب الروحــي الــذي
أنتفع به.
في تلك اللحظاَت قررت – اعني :ألقــي فــي روعــي – أن أقصــد دار عــاَلم
في طهران ،كنت أعرفه من قبل .ومع أن هذا العــاَلم لــم يكــن متضــلعاَ ا فــي
القضاَياَ المعنوية ..إل أني مضيت إلى داره علــى رجــاَء أن يمــن اــ )عــز
وجل( علكي عن طريقـه باَلشـفاَء .ومـن حسـن الطــاَلع أنــي وجـدته بمفـرده،
فجلست لديه بعض الوقت .وخلل اللحظاَت التي كنت فيهاَ إلى جاَنبه تفطن
هذا الرجل الشيخ – من ظاَهر حاَلي – إلى أني أعــاَني مــن داء فتــاَك .ألــح
علي أن أعلمه بماَ أنطوى عليه وبماَ يقلقنــي ويــؤرقني .لكنــي مــاَ اســتطعت
مفاَتحته ؛ لنه غير قاَدر على إدراك خطورة مرضي الروحي.
وحتى الن ..لو ذكرت لكم ماَ كنــت أعــاَنيه فــي حينهــاَ مــن ذلــك المــرض،
لربماَ ضحكتم قاَئلين :من أجل موضوع هيــن كهــذا كنــت تتعــذب إلــى هــذه
الدرجة؟! على أي حاَل ..كاَن ذلـك الــداء يرمــي أحياَنـاَ ا إلــى المعصــية .ول
أظنكم تقولون أن المعصية ل أهمية لهاَ باَلقيــاَس إلــى رجــل ســاَلك إلــى اــ
)تعاَلى( ،يريد كشف حجب نفسه بترك المعاَصي وفعل الواجباَت.
وعلى أي حاَل ..أطرقت برأسي ورحــت أبكــي بصـوت خفيـض .فقــاَل لـي
ذلك العاَلم الكبير :اسمح لي أقرأ لك القرآن ،فلعلك تستريح .هززت رأســي
علمة الموافقة .فتــح المصــحف الشــريف ..وبــدأ يتلــو ســورة )الملــك( مــن
أولهاَ .كنت مطرقاَ اأبكي .وعلى حين غرة وجدت نفسي في جو ل صلة لــه
أبداا باَلدنياَ والماَدة وعــاَلم الجســاَم .ومــاَ كــاَن ثآمــة إل صــوت تلوة ســورة
)الملك( ..ماَ كاَن يصدر من حنجــرة ذلــك العــاَلم ،بــل كنــت أحــس أن ذلــك
الصوت يولد صدى طنين ينبعث من الجهاَت الست .لقد كــاَن صــوتاَ ا جــذاباَ ا
أخاَذاا .....
بيد أن قراءة القرآن ماَ كاَدت تتم ..حتى وجدتني مــرة أخــرى فــي دار ذلــك
العاَلم الذي سألني بعــدهاَ :أقــرا لــك أيضــااَ ..أم أكتفيــت؟ قلــت :شــكراا ،لقــد
بلغت المراد وعثآرت على دواء الداء.
43
على أثآر هذه التزمت بقــراءة ســورة )الملــك( – إذا وجــدتهاَ العلج – مــدة
اربعين يومااَ ،ونفذت مضــمون )الوصــفة( وبعــد مــدة وجيــزة بــرئ – ولــ
الحمد – مرضي الروحي ،وانزاح حجاَب مــن الحجــب الــتي كــاَنت تحــول
بيني وبين الماَم بقية ا )عليه السلم( .أنتهى
نعم خير معين على الطاَعة و تجنــب المعصــية و التخلــص مــن المــراض
الروحية هو التوسل بأهل البيت عليهم السلم بــدعاَء التوســل المــذكور فــي
مفاَتيح الجناَن و غيره من الدعية .
و التوسل بهم عليهم السلم من أنجح الطرق لتهذيب النفس و الــترقي فــي
مدارج الكماَل ،خاَصة التوسل بمولناَ المفــدى صــاَحب العصــر و الزمــاَن
عجل ا فرجه الشريف .
إضاَفة إلى ذلك علينـاَ أن نجعــل المــولى صــاَحب الزمــاَن عجـل اـ فرجـه
الشريف يدعو لناَ بعد كل صلة يصليهاَ ..كيف يتم ذلك ؟؟
الجواب :عندماَ نقوم نحن باَلدعاَء لمولناَ صاَحب الزماَن عجل اــ فرجــه
الشريف بعد كل صلة باَلدعاَء المعروف التــي ذكــره ،فــإنه عليــه الســلم
سوف يدعو لناَ ،بل أن فوائد الدعاَء لمولناَ اكثآر من ذلك بكثآير و منهاَ مــاَ
ذكره العلمة الميرزا محمد تقي الموسـوي الصـفهاَني فـي كتـاَبه ) مكيـاَل
المكاَرم في فوائد الدعاَء للقاَئم( و سآتي على ذكرهاَ في الموضوع التاَلي.
44
شفاعته له في يوم القيامة . 10
شفاعة النبي ) صلى ا عليه وآله ( له إن شاء ا تعالى . 11
أنه امتثآال لمر ا تعالى وابتغاء من فضل ا تعالى . 12
يوجب إجابة الدعاء . 13
أنه أداء أجر الرسالة . 14
يوجب دفع البلء . 15
يوجب سعة الرزق إن شاء ا . 16
غفران الذنوب . 17
التشرف بلقائه في اليقظة أو المنام . 18
الرجعة إلى الدنيا في زمان ظهوره )عليه السلم( . 19
). يصير من إخوان النبي ) صلى ا عليه وآله 20
استباق وقاوع الفرج لمولنا صاحب الزمان . 21
أسوة بالنبي والئمة الطهار ) عليهم السلم) . 22
أنه وفاء بعهد ا وميثآاقاه . 23
ما يترتب على بر الوالدين من الفوائد والمكارم . 24
درك فضل رعاية المانة . 25
زيادة إشراق نور المام في القلب . 26
طول العمر إن شاء ا تعالى . 27
التعاون على البر والتقوى . 28
الفوز بنصر ا والغلبة على العداء بعون ا تعالى . 29
الهتداء بنور القرآن المجيد . 30
صيرورته معروفا عند أصحاب العراف . 31
الفوز بثآواب طلب العلم إن شاء ا تعالى . 32
المن من المخاوف والعقوبات الخروية إن شاء ا تعالى . 33
البشارة والرفق عند الموت . 34
اجابة دعوة ا ودعوة رسوله )عليه السلم( . 35
كونه مع أمير المؤمنين ) عليه السلم ( في درجته . 36
يصير أحب الخلق إلى ا تعالى . 37
يصير أعز الخلق وأكرمهم عند رسول ا )عليه السلم( . 38
أنه يصير من أهل الجنة إن شاء ا تعالى . 39
يشمله دعاء النبي ) صلى ا عليه وآله ( . 40
غفران الذنوب وتبدل السيئات بحسنات . 41
يؤيده ا تعالى في العبادة . 42
يدفع به العقوبة عن أهل الرض إن شاء ا تعالى . 43
فيه ثآواب إعانة المظلوم . 44
فيه ثآواب اجلل الكبير والتواضع له . 45
فيه ثآواب طلب ثآأر مولنا المظلوم الشهيد أبي عبد ا الحسين )عليه السلم( . 46
45
تحمل أحاديث الئمة الطاهرين )عليه السلم( . 47
اضاءة نوره لغيره في مشهد القيامة . 48
شفاعته لسبعين ألفا من المذنبين . 49
دعاء أمير المؤمنين ) عليه السلم ( في حقه يوم القيامة . 50
دخول الجنة بغير حساب . 51
السلمة من عطش بوم القيامة . 52
الخلود في الجنة . 53
يوجب خمش وجه إبليس وقارح قالبه . 54
يتحف يوم القيامة بتحفة مخصوصة . 55
أن ا عز وجل يخدمه من خدم الجنة . 56
يكون في ظل ا الممدود وتنزل عليه الرحمة مادام مشتغل بذلك الدعاء . 57
فيه ثآواب نصيحة المؤمن . 58
أن المجلس الذيِ يدعى فيه للقائم عجل ا تعالى فرجه يكون محضرا للملئكة المكرمين . 59
أن الداعي لهذا المر الجليل ممن يباهي به الله الجليل . 60
تستغفر له الملئكة . 61
يكون من خيار الناس بعد الئمة الطاهرين . 62
أنه إطاعة لولي المر الذين فرض ا تعالى طاعتهم . 63
يوجب سرور ا عز وجل . 64
يوجب سرور رسول ا ) صلى ا عليه وآله ( . 65
أنه أحب العمال إلى ا تعالى شأنه . 66
أن الداعي بهذا المر الشريف يكون ممن يحكمهم ا تعالى في الجنان إن شاء ا تعالى . 67
أنه يحاسب حسابا يسيرا . 68
النيس الشفيق له في البرزخ والقيامة . 69
أنه أفضل العمال . 70
يوجب زوال الغم . 71
أنه أفضل من الدعاء في حق المام زمان ظهوره . 72
دعاء الملئكة في حقه . 73
يشمله دعاء سيد الساجدين عليه الصلة والسلم وهو يشتمل على فنون من الفوائد وصنوف من 74
العوائد .
أنه تمسك بالثآقلين . 75
أنه اعتصام بحبل ا تعالى . 76
يوجب كمال اليمان . 77
درك مثآل ثآواب جميع العباد . 78
أنه تعظيم شعائر ا عز وجل . 79
فيه ثآواب من استشهد مع رسول ا ) صلى ا عليه وآله ( . 80
ثآواب من استشهد تحت راية القائم ) عليه السلم (. 81
فيه ثآواب الحسان إلى مولنا صاحب الزمان )عليه السلم( . 82
46
فيه ثآواب اكرام العالم . 83
ثآواب اكرام الكريم . 84
الحشر في زمرة الئمة الطاهرين . 85
ارتفاع الدرجات في روضات الجنات . 86
المن من سوء الحساب في يوم الحساب . 87
الفوز بأفضل درجات الشهداء يوم القيامة . 88
الفوز بالشفاعة الفاطمية) .مكياَل المكاَرم في فوائد الدعاَء للقاَئم عليه السلم ص ( 280 89
اللهم كن لوليك الحجة أبن الحسن صلواتك عليه و على أبائه في هذه الساعة و في كل ستتاعة
و ليا ا و حافظا ا و قاائداا و ناصراا حتى تسكنه أرضك طوعا ا و تمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحتتم
الراحمين .
47
و روي عن حناَن بن سدير عن أبيه قاَل قلت لبــي جعفـر ع أي العبـاَدة أفضـل
فقاَل ماَ من شيئ أفضل عند ا عز و جل من أن يسئل و يطلب مماَ عنده و مــاَ
أحد أبغض إلى ا عز و جل ممن يســتكبر عــن عبــاَدته و ل يســأل مــاَ عنــده .
)الكاَفي 2ص (471-466
و روي عن ابي عبدا ع قاَل قاَل لي )ياَ ميسر أدع و ل تقل إن المر قد فــرغ
منه إن عند ا عز و جل منزلة ل تناَل إلى بمسألة و لو أن عبداا ســد فــاَه و لــم
يسأل لم يعط شيئاَا فسل تعط ياَ ميسر إنه ليس من باَب يقرع إلى يوشك أن يفتــح
لصاَحبه( ) .الكاَفي 2ص (471-466
و روي عن أبي عبدا ع قاَل قاَل رســول اــ )صــلى اــ عليــه و آلــه و ســلم(
)الدعاَء سلح المؤمن و عمود الدين و نور الســموات و الرض( ) .الكــاَفي 2ص
(471-466
و قاَل أمير المؤمنين ع )الدعاَء مفاَتيح النجاَح و مقاَليد الفلح و خير الدعاَء مــاَ
صدر عن صدر نقي و قلب تقي و في المناَجاَة سبب النجاَة و باَلخلص يكــون
الخلص فإذا اشتد الفزع فإلى ا المفزع() .الكاَفي 2ص (471-466
و قاَل النبي )صلى ا عليـه و آلـه و سـلم( )أل أدلكـم علـى سـلح ينجيكـم مـن
أعدائكم و يدر أرزاقكم قاَلوا بلى قاَل تدعون ربكــم باَلليــل و النهــاَر فــإن ســلح
المؤمن الدعاَء( ) .الكاَفي 2ص (471-466
و روي عن علء بن كاَمل قاَل قاَل لي أبوعبدا ع )عليــك باَلــدعاَء فــإنه شــفاَء
من كل داء( ) .الكاَفي 2ص (471-466
48
فإن غلب على طبيعة النســاَن فعــل المعاَصــي أنتصــرت النفــس علــى العقــل و
العكس باَلعكس ،أي ان غلب على النساَن فعـل الطاَعـاَت أنتصـر العقــل علــى
النفس .
لذا ينبغي على المؤمن أن يزيد في العماَل الصاَلحة حــتى تقــوى قــوة الخيــر و
تنتصر على الشر و كلماَ علت الخيرات و الطاَعاَت قوي و كلماَ قوي عممل ،و
باَلستمرار على ذلك تنقلب حاَلة و طبيعة النفس الماَرة من آمرة باَلشر ..إلــى
طبيعة أخرى و هي اللوم علــى فعــل الشــر و تســمى اللوامــة )فل أقســم بــاَلنفس
اللوامة ( )القياَمة آية ، ( 2و هي التي تلوم النساَن على فعل المعاَصي و بمواصلة
العماَل الصاَلحة و زياَدتهاَ تبلغ هذه النفس اللوامة مرتبة ســاَمية حيــث تتحــول
إلى نفس مطمئنة تكون مطيعة ل تأمر باَلمعروف و تنهى عــن المنكــر راضــية
بقضاَء ا و قدره و تكون عوناَا للعقل في أداء مهاَم العباَدة و مؤيداة له في فعل
الخيرات و اجتناَب المنكرات .
هذه النفس المطمئنة هي التي قــاَل فيهــاَ اــ ســبحاَنه و تعــاَلى ) يــاَ أيتهــاَ النفــس
المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية فاَدخلي في عباَدي و ادخلــي جنــتي(
)الفجر آية .(27
لتقوية قوى الخير و الترقي باَلنفس لتبلغ درجة النفس المطمئنــة يحتــاَج المــؤمن
لزيــاَدة العمــاَل الصــاَلحة فــي جــدوله اليــومي _كمــاَ ســبق ان قلنــاَ _ ،و هــذه
العماَل الصاَلحة تتفاَوت في قوتهاَ و آثآرهاَ في هذا المجاَل ،لــذا علــى المــؤمن
أن ينتقي أقواهاَ و أعظمهاَ أثآراا و احبهاَ إلى ا سبحاَنه ليصل إلـى هـدفه بشـكل
أسرع و لتكون خطاَه في هذا الطريق أقوى و أوثآق .
و نظراا لهمية هذا المر في هذا السير التكاَملي فأجد من المفيد أن أذكر بعض
هذه العماَل في الموضوع التاَلي :
49
كنوز الصلة على محمد و آل محمد
إن ذكر الصلة على نبيناَ محمد )صلى ا عليه و آله و سـلم( مــن أعظــم الذكـاَر و
أفضلهاَ و فيهاَ من الفضل و الثآواب ماَ ل يحصيه إل ا سبحاَنه و تعاَلى كمــاَ دلـــلت
على ذلك رواياَت كثآيرة عن النبي و أهل بيته صلى اــ عليــه و آلــه و ســلم إضــاَفة
إلى ماَ أثآبتـته التجربة و استدللا ببعض الوقاَئع منهاَ :
في أحد السنين قكررت القياَم ببعض الرياَضاَت الروحية والمجاَهدات النفسية ،
فاَنكشفت لي على أثآر ذلك العديد من السرار ،منهاَ في أحد ليــاَلي الربعــاَء ،كنــت
جاَلس اَا في مسجد السهلة ،والوقت قريــب أذان الصــبح ،التقيــت بأحــد رجــاَل الغيــب
فسألته أسئلة مختلفة وكثآيرة ،وكاَن يجيبني عليهاَ عــن لســاَن المــاَم الحجــة المهــدي
ب الجوبة لكي ل أنساَهاَ .المنتظر )عليه السلم( ،وأناَ أكت د
ت له علمني ذكراا أو دعاَءاا سريع الجاَبة ،أقرأه إذا وقعت في مشكلة فمن السئلة دقل د
أو ظهرت لي حاَجة ،فقاَل :ل يوجد ذكر عند ا سبحاَنه وتعاَلى أفضل من الصــلة
على محكمد وآل محكمد )صــلى اــ عليــه وآلــه وســلم( ،إن الصــلة علــى محكمــد وآل
محكمد أسرع وأفضل وأقرب للجاَبة من غيره من الذكاَر والدعيــة عنــد اــ وعنــد
أهل البيت )عليهم السلم( .أنتهى )كتاَب آثآاَر و بركاَت الصلة على محمد ص (35
وقاَل النبي )صلى ا عليه وآله وسلم() :من قاَل :اللهكم صــكل علــى محكمــد وآل
محكمد ،أعطاَه ا أجر اثآنين وسبعين شــهيداا ،وخــرج مــن ذنــوبه كيــوم ولــدته أ دمــه(
)كتاَب آثآاَر و بركاَت الصلة على محمد ص (35
و قد روي عن الماَم علي بن موسى الرضاَ )عليه السلم( أنه قــاَل ) :مــن لــم يقــدر
على ماَ يككفر به ذنوبه فليكثآر من الصلة على محكمد وآله ،فإكنهاَ تهكدم الذنوب هدماَ ا(
)كتاَب آثآاَر و بركاَت الصلة على محمد ص (35
50
نقل المحدث النوري )قدس سره( عن فريد عصره الشيخ أحمد بن زين الــدين ،قــاَل
رأيت في المناَم الماَم السجاَد )عليه السلم( ،فشكوت إليه معــمدم العتــداد مــن حمــل
الزاد ليوم المعاَد وعدم التوفيق للتوبـة الخاَلصـة والعمـاَل الصـاَلحة ،فأج اَبني بـأن
الذي عليك أن تكثآر من الصلة على محكمــد وآلــه ،ونحــن نعمــل بــذلك( ) كتــاَب آثآــاَر و
بركاَت الصلة على محمد(
دواء الستتتتتتترطان
دأصيب طفل عمرهد سنتاَن ،بمرض السرطاَن ،فكاَن يتنــاَول يوميــاَ ا بســبب مرضــه ،
طعاَمم ثآماَنية أطفاَل ،أخذهد والدهد إلــى أفضــل الطكبــاَء داخــل البلــد ولكــن دون فاَئــدة ،
أخيراا قكرر البوان الذهاَب به إلى الخاَرج لعلجه لعكلهم يجدوا دوااء لطفلهم الوحيــد ،
قبل سفرهم التقى الب بأحد الساَدة المؤمنين ،وأخبره بحاَلــة موملــده وأنــه ديريــد أخــمذه
إلى الخاَرج للعلج .
فقاَل السيد :أنتم ل تحتاَجون إلى أخـذ ولـدكم إلـى طـبيب ول باَلـذهاَب بـه إلـى
ب الســكينة
الخاَرج ،بتوكسل واحد يمكنكــم الحصــول علــى الشــفاَء لولــدكم ،مومجــمد ال د
والطمئناَن في قلبه من كلم هذا السكيد المحترم لهذا قاَل له :وماَ هو التوكسل ؟
قاَل السيد :عليكم أن تصكلوا على محكمد وآل محكمد ماَئة واثآنين وأربعيــن ألــف مــكرة ،
ثآم اهدوا ثآواب الصلوات إلى روح الطفل الرضيع للماَم الحسين )عليه السلم( وهو
الشهيد الخير الذي قكدممه الماَم )عليه السلم( وله مقاَم عظيم عند ا )عكزوجكل( .
استقبل الوالدان هذه الفكرة والتوسل بكل رحاَبة صدر ،شرعاَ ا باَلصــلة علــى محكمــد
وآل محكمد من تلك الساَعة ،مكرة عكدة سـاَعاَت علـى صــلواتهم ،فـي الليــل رأت الم
لم وقاَل لهاَ أن المــاَم في المناَم ،طفلا صغيراا يحمل قدحاَ ا فيه ماَء .قكدم القدح إلى ا د
الحكجة المهدي )عليه السلم( والخمسة المعصومين أصحاَب الكساَء )عليهــم الســلم(
قرأوا دعاَاء على هذا الماَء ،إعطيه لولدك فإنه سيشــفى بــإذن اــ عكزوجــكل ،أخــذت
لم القدح قكدمته لولدهاَ وشرب منه ،ثآكم قاَمت من نومهاَ ،نظرت إلى ولدهاَ وإذا بهاَ ا د
تراه في أتكم الصحة والعاَفية ،كأنه لم يمرض من قبل ) .كتاَب آثآـاَر و بركــاَت الصــلة علـى
محمد(
51
إن من أعظم العماَل ثآواباَا هو الحساَن إلى ذرية الزهراء عليهاَ الســلم و مــد
يد العون إليهم و السعي في قضاَء حوائجهم و إدخاَل السرور إلــى قلــوبهم و قــد
ذكرت رواياَت كثآيرة عن أهل البيت عليهم السلم فــي كتــاَبي أســرار آل محمــد
البرار تحث على هذا المر العظيم إضاَفة إلى كثآير مــن وقــاَئع أناَســاَ ا حصــلوا
على ألطاَف و فيوضاَت عظيمــة مــن أهــل بيــت العصــمة ببركــة الحســاَن إلــى
ذريتهاَ عليهاَ السلم ،و سوف أنقل هناَ بعضهاَ :
عن أبي عبدا ع أنه قاَل قاَل جدناَ محمد )صلى ا عليه و آله و سلم( :إني
سأشفع في يوم القياَمة لربع طوائف و لو كاَن لهم مثآل ذنوب أهل الدنياَ الول
من سل سيفه لذريتي و نصرهم الثآاَنية من أعـــــاَنهم في حــــاَل فقــرهم و
فاَقتهم بماَ يقدر عليه من الماَل الثآاَلثآة من أحبهم بقلــــبه و لساَنه و الرابعة من
قضى حوائجهم إذا أضطروا إليهاَ و سعى فيهاَ .
عن ابي عبدا ع قاَل :ل تدعو صلة آل محمد ع من أموالكم من كاَن غنياَ ا
فعلى قدر غناَه و من كاَن فقيراا فعلى قدر فقره و من أراد أن يقضي ا له أهم
الحوائج فليصل آل محمد ع و شيعتهم بأحوج ماَ يكون إليه من ماَله .
عن ابي جعفر ع قاَل :إن الرحم معلقة باَلعرش تقول اللهم صل من وصلني و
اقطع من قطعني و هي رحـــم آل محمـــــد و هــو قــــوله ) و الذين يصلون
ماَ أمر ا به أن يوصل ( و كل ذي رحم .
وهناَ قصتين رائتعتين أنقلهماَ أيضاَ ا من كتاَبي تاَكيداا على هذا المر و
تشجيعاَ ا لخواني المؤمنين عليه راجياَ ا منهم أن ل ينسوني في صاَلح
دعاَئهم :
قاَل الحسن بن علي ع :إن رجل جاَع عياَله فخرج يبغي لهم ماَ يأكلون فكسب
درهماَ ا فاَشترى به خبزاا و أدماَ ا فمر برجل و امرأة من قراباَت محمد و علي
ص فوجدهماَ جاَئعين فقاَل هؤلء أحق من قراباَتي فأعطاَهماَ إياَهماَ و لم يدر
بماَذا يحتج في منزله فجعل يمشي رويداا يتفكر فيماَ يعتذر به عندهم و يقوله
لهم ماَ فعل باَلدرهم إذا لم يجئهم بشيئ فبيناَ هو في طريقه إذا بفيج يطلبه فدل
عليه فأوصل إليه كتاَباَا من مصر و خمسماَئة ديناَر في صرة و قاَل هذه بقية
حملت إليك من ماَل أبن عمك ماَت بمصر و خلف ماَئة ألف ديناَر على تجاَر
ل بمصر بأضعاَف ذلك فأخذ الخمسماَئة ديناَر مكه و المدينة و عقاَراا كثآيراا و ماَ ا
فوسع على عياَله وناَم ليلته فرأى رسول ا ص و علياَ ا ع فقاَل له كيف ترى
إغناَءناَ لك لماَ آثآرت قرابتناَ على قرابتك إلى أن ذكر أنه وصل إليه من أثآماَن
تلك العقاَر ثآلثآماَئة ألف ديناَر فصاَر أغنى أهل المدينة ثآم أتاَه رسول ا )صلى
ا عليه و آله و سلم ( فقاَل ياَ عبدا هذا جزاؤك في الدنياَ على إيثآاَر قرابتي
على قرابتك و لعطينك في القياَمة بكل حبة من هذا الماَل في الجنة ألف قصر
أصغرهاَ اكبر من الدنياَ ،مغرز كل إبرة خير من الدنياَ و ماَ فيهاَ.
53
ملك يحج عنه كل سنة
اخذ رجل من العياَن يدعى )عبدالجباَر المستوفي ( ألف ديناَر ذهب معه ؛ ليحج
بيت ا الحرام .و لماَ وصل الكوفة ،مكث فيهاَ ثآلثآة أياَم .و في أثآناَء تجواله في
أزقتهاَ ،مر بخربة ،فشاَهد فيهاَ أمرأة منحنية على دجاَجة ميتة ،قد ألقيت في
زاوية منهاَ ،فاَلتقطـتهاَ و أخفتهاَ تحت ثآياَبهاَ ،و خرجت مسرعة من الخربة ،
فتبعهاَ )عبدالجباَر( ؛ لكي يطلع على أمرهاَ .
وصلت دارهاَ ،و كاَن الولد ينتظرونهاَ وراء الباَب ،و حينماَ رأوهاَ ،صرخوا
قاَئلين :أماَه ،نكاَد نموت جوعاَ ا ! أين كنت ؟ فقاَلت لهم :ابشروا لقد جلبت لكم
دجاَجة ،و سأطبخهاَ الساَعة حتى تأكلوهاَ .
قاَل عبدالجباَر عندماَ سمعت كلمهاَ ،بكيت بكاَاء شديداا ،و سألت الجيران عن
حاَلهاَ ،فقاَلوا إنهاَ زوجة عبدا بن زيد العلوي ،و هي أمرأة علوية أيضاَ ا ،و قد
قتل الحجاَج زوجهاَ ،و ترك لهاَ بضعة أطفاَل يتاَمى ،و لم تطلع أحداا على أمرهاَ ،
لعفة نفسهاَ .قاَل عبدالجباَر :فقلت في نفسي :إن أردت الحج ،فهو هناَ .فأعطيتهاَ
كل ماَ كاَن لدي من الموال ،فدعت لي .و أضطررت إلى المكوث في الكوفة إلى
نهاَية الموسم ،أي إلى حين عودة الحجاَج ،اسقي الماَء ؛ لني ل أستطيع الرجوع
إلى وطني.
و لماَ قدم الحجاَج من مكة ،و خرج الناَس لستقباَلهم ،خرجت معهم أيضاَ ا
خاَرج الكــــوفة .و كاَن بين الحجاَج رجل يقدم القاَفلة ،و هو يركب جملا ،
لماَ وقع نظره علكي ،ترجل من دابته و قاَل لي :لقد اقترضت منك عشرة
آلف ديناَر في عرفاَت ،و ماَ رأيتــك بعــــــــــدئذ ،و الحمد ل قد وجدتك هناَ
.و ماَ كدت أنطق بشيئ ،سوى أني قبضت الماَل ،إذ الرجل قد اختفى عن
النظاَر! و في هذا الثآناَء سمعت مناَدياَ ا يقول :ياَ عبدالجباَر ! أعطيت ألف
ديناَر ،فأعطيناَك عشرة آلف ديناَر ،و خلقناَ ملكاَ ا يحج عنك كل سنة ماَ زلت
حياَا ،و تسجل في صحيفتك كل عاَم أجر ثآلثآين حجة مقبولة ،حتى تعلم ) إن
ل نضيع أجر من أحسن عملا (.
54
تعاَلى و له آثآاَر عظيمة في نيل رضى ا و التوفيق في الــدنياَ و الخــرة و
قد روي ان عدبـ راَد بني اسرائيل إذا بلغوا الغاَية في العبــاَدة بـداؤ فــي السـعي
في قضاَء حوائج الناَس و قـد جـاَءت كـثآير مـن الحـاَديث تحـث علـى هـذا
العمل العظيم ،و قد روي عن أبي جعفر ع أنه قاَل )أوحى ا عز و جــل
إلى موسى ع أن من عباَدي من يتقرب إلي باَلحسنة فأحكمه في الجنة فقــاَل
موسى ياَ رب و ماَ تلــك الحســنة قــاَل يمشــي مـع أخيــه المــؤمن فــي قضــاَء
حاَجته قضيت أو لم تقض ( )الكاَفي 2ص ( 195
و روي عن المفضل عن أبي عبدا ع قاَل ) :قاَل لي ياَ مفضــل أســمع مــاَ
أقول لك و أعلم أنه الحق و افعله و اخبر به علية إخوانك قلت جعلت فـداك
و علية إخواني قاَل الراغبون في قضاَء حوائج إخوانهم قاَل ثآــم قــاَل و مــن
قضى لخيه حاَجة قضى ا عز و جل له يوم القياَمة ماَئة ألف حاَجــة مــن
ذلك أولهاَ الجنة و من ذلك أن يدخل قرابته و معاَرفه و إخــوانه الجنــة بعــد
أن ل يكونوا نصاَباَ ا و كاَن المفضل إذا سأل الحاَجة أخاَ ا من إخوانه قــاَل لــه
أماَ تشتهي أن تكون من علية الخوان( .
و روى أيضاَ ا المفضل عن أبي عبدا ع قاَل إن ا عـز و جـل خلـق خلقـاَ ا
من خلقه أنتجبهم لقضاَء حوائج فقراء شيعتناَ ليــثآيبهم علــى ذلــك الجنــة فــإن
استطعت أن تكون منهم فكن ..إلخ الحديث(
و روى الحدب عن أبي عبدا ع قاَل )قضاَء حاَجة المؤمن خير من عتق
ألف رقبة و خير من حملن ألف فرس في سبيل ا ( .
و أماَ البكاَء على أبي عبدا الحسين عليه السلم فله من الثآــواب مــاَ ل يحصــيه
إل ا سبحاَنه و تعاَلى و قد حثآت الرواياَت على ذلك و أكــدت عليــه ومنهــاَ مــاَ
روي في كاَمل الزياَرات حيث روي :
عن محمد بن مسلم ،عــن أبــي جعفــر ع ) ،قــاَل :كــاَن علــي بــن الحســين )ع(
يقول :أيماَ مؤمن دمعت عيناَه لقتل الحسين بن علي )ع( دمعة حتى تسيل على
55
خده بوأه ا بهاَ في الجنة غرفاَ يسكنهاَ أحقاَباَ ،وأيماَ مــؤمن دمعــت عينــاَه حــتى
تسيل على خده فيناَ لذى مسناَ من عدوناَ في الدنياَ بوأه ا بهـاَ فـي الجنـة مبـوأ
صدق ،وأيمــاَ مــؤمن مســه أذى فينــاَ فــدمعت عينــاَه حــتى تســيل علــى خــده مــن
مضاَضة ماَ أوذي فينــاَ صـرف اــ ،عــن وجهــه الذى وآمنــه يــوم القياَمــة مــن
سخطه والناَر.
و عن أبي حمزة ،عن أبي عبد ا )ع( ،قاَل :سمعته يقول :إن البكــاَء والجــزع
مكروه للعبد في كل ماَ جزع ،ماَ خل البكاَء والجزع على الحسين بن علي )ع(
،فإنه فيه مأجور.
و عن أبي هاَرون المكفوف ،قاَل :قاَل أبو عبــد اــ )ع( فــي حــديث طويــل لــه:
ومن ذكر الحسين )ع( عنده فخرج من عينيه من الدموع مقدار جناَح ذباَب كاَن
ثآوابه على ا عز وجل ،ولم يرض له بدون الجنة.
و عن أبي عماَرة المنشد ،قاَل :ماَ ذكر الحسين بن علي )ع( عنــد أبــي عبــد اــ
جعفر بن محمد)ع( في يوم قط فرؤى أبو عبد ا)ع( في ذلك اليوم متبسماَ ا إلــى
الليل.
و عن فضيل بن يساَر ،عن أبي عبد ا)ع) ،قاَل) :من ذكرناَ عنده ففاَضت
عيناَه و لو مثآل جناَح الذباَب غفر له ذنوبه ولو كاَنت مثآل زبد البحر(.
و روي عن أبي يحيى الحذاء ،عن بعض أصحاَبناَ ،عن أبــي عبــد اــ)ع(،
قاَل :نظر أمير المؤمنين)ع( إلى الحسين فقاَل) :ياَ عبرة كل مــؤمن ،فقــاَل:
أناَ ياَ أبتاَه ،قاَل :نعم ياَ بني(.
و ايضاَ ا روي عن أبي بصير ،قاَل :قاَل أبو عبــد اــ)ع( :قــاَل الحســين بــن
علي)ع( ) :أناَ قتيل العبرة ،ل يذكرني مؤمن إل استعبر(.
ماَ روي عن هاَرون بن خاَرجة ،عن أبي عبد ا )ع( ،قاَل :قــاَل الحســين
56
)ع( ) :أناَ قتيل العبرة ،قتلت مكروبـااَ ،وحقيـق علـي أن ل يـأتيني مكـروب
قط إل رده ا و قلبه إلى أهله مسروراا( .أنتهى
عن النبي )صلى ا عليه و آله و سلم( قاَل مــن زارنــي فــي حيــاَتي و بعــد
موتي كاَن في جواري يوم القياَمة ) .وساَئل الشيعة 14ص (334
58
الشريف ،و هي مروية بماَ لهاَ من الفضل العظيم في كتــب معتــبرة كــثآيرة
و أكتفي هناَ بنقل قصــتين بعــد الشــاَرة إلــى مــاَ لهــاَ مـن الفضــل و الثآــواب
حسبماَ اورده شيخ الطاَئفة الطوسي قدس ا سره الشريف :
عن أبي جعفر ع قاَل )من زار الحسين بن علي ع فــي يــوم عاَشــوراء مــن
المحرم حتى يظل عنده باَكياَ ا لقي ا عز و جل يوم يلقاَه بثآواب ألــف حجــة
و ألفي عمرة و الفي غزوة ثآواب كـل غ زوة و حجـة و عمـرة كثآـواب مـن
حج و اعتمر و غزا مع رسول )صلى ا عليه و آله و سلم( و مــع الئمــة
الراشدين قاَل قلت جعلت فداك فماَ لمن كاَن في بعيد البلد و أقاَصــيه و لــم
يمكنه المصير )المسير( إليه فــي ذلــك اليــوم قــاَل إذا كــاَن كــذلك بــرز إلــى
الصحراء أو صعد سطحاَ ا مرتفعاَ ا في داره و أوماَ إليه باَلسلم و اجتهــد فـي
الدعاَء على قاَتله و صلى من بعد ركعتين و ليكن ذلك في صدر النهاَر قبل
ان تزول الشمس ثآم ليندب الحسين ع و يبكيه و يأمر من فــي داره ممــن ل
يتقيه باَلبكاَء عليه و يقيــم فــي داره المصــيبة بإظهــاَر الجــزع عليــه و ليعــز
بعضهم بعضاَ ا بمصاَبهم باَلحسين ع و أناَ الضاَمن لهــم إذا فعلــوا ذلــك علــى
ا تعاَلى جميع ذلك قلت جعلت فداك أنت الضاَمن ذلك لهــم و الزعيــم قــاَل
أناَ الضاَمن و أناَ الزعيم لمن فعل ذلك قلت فكيف يعزي بعضناَ بعضــاَ ا قــاَل
تقولون أعظم ا أجورناَ بمصاَبناَ باَلحســين و جعلنــاَ و إيــاَكم مــن الطــاَلبين
بثآأره مع وليه الماَم المهدي مــن آل محمــد ع و إن اســتطعت أن ل تنتشــر
يومك في حاَجة فاَفعل فإنه يوم نحس ل تقضى فيه حاَجة مؤمن فإن قضيت
لم يباَرك و لم ير فيهاَ رشداا و ل يدخرن أحدكم لمنزله فيه شيئاَ ا فمــن أدخــر
في ذلك اليوم شيئاَا لم يباَرك له فيماَ ادخره و لم يباَرك له في أهله فإذا فعلوا
ذلك كتب ا تعاَلى لهم ثآواب ألف حجة و ألف عمرة و ألف غزوة كله مــع
رسول ا ص و كاَن له أجر و ثآواب مصيبة كل نبي و رسول و وصي و
صديق و شهيد ماَت أو قتل منذ خلــق اــ الــدنياَ إلــى ان تقــوم الســاَعة قــاَل
صاَلح بن عقبة و سيف بن عميرة قــاَل علقمــة بــن محمــد الحضــرمي قلــت
لبي جعفر ع علمني دعاَء أدعو بــه ذلــك اليــوم إذا أنــاَ زرتــه مــن قــرب و
دعاَء أدعو به إذا لم أزره من قــرب و أومــاَت مــن بعــد البلد و مــن داري
باَلسلم إليه قاَل فقاَل لي ياَ علقمة إذا أنت صــليت الركعــتين بعــد أن تــومئ
إليه باَلسلم فقل بعد اليماَء إليه من بعــد التكــبير هــذا القــول فإنــك إذا قلــت
ذلك فقد دعوت بماَ يدعو به زواره من الملئكة و كتــب اــ لــك ماَئــة ألــف
ألف درجة و كنت كمن استشهد مع الحسين ع حتى تشاَركهم فــي درجــاَتهم
و ل تعرف إلى في الشهداء الذي استشهدوا مع و كتب لك ثآواب زياَرة كل
نبي و كل رسول و زياَرة كل من زار الحسين ع منذ يوم قتل عليه الســلم
59
و على أهل بيته )ثآم ذكر نــص الزيــاَرة ( ثآــم قــاَل علقمــة قــاَل أبــوجعفر إن
استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه الزياَرة مــن دارك فاَفعــل و لــك ثآــواب
جميع ذلك .انتهى )مصباَح المتهجد ص ( 772
و اكتفي بذكر قصتين تظهران مدى عظمة هذه الزياَرة من الناَحيــة الماَديــة
و المعنوية إضاَفة إلى ماَ تقدم من الثآواب :
61
إلي أعلموا علم يقيــن أن هــذا الكلم أفضــل مــاَ أنتــم متقربــون بــه إلــي بعــد
الفرائض و ذلك أن تقول :
اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنــت أحســن إليــه صــنيعاَ منــي ول لــه أدوم
كرامة ول عليه أبين فضل ول به أشد ترفقاَ ول عليه أشد حياَطة ول عليـه
أشد تعطفــاَ منــك علــي وإن كــاَن جميــع المخلــوقين يعــددون مــن ذلــك مثآــل
تعديدي فاَشهد ياَ كاَفي الشــهاَدة بــأني أشــهدك بنيــة صــدق بــأن لــك الفضــل
والطول في إنعاَمك علي وقلة شكري لك فيهاَ ياَ فاَعل كل إرادته صل على
محمد وآله وطوقني أماَناَ مــن حلــول الســخط فيــه لقلــة الشــكر وأوجــب لــي
زياَدة من إتماَم النعمة بسعة المغفرة أنظرني خيرك وصل على محمد وآلــه
ول تقاَيسني بسريرتي وامتحن قلبي لرضاَك واجعل ماَ تقربت به إليــك فــي
دينك لك خاَلصاَ ول تجعله للزوم شبهة أو فخر أو رئاَء أو كــبر يــاَ كريــم (
فإذا قاَل أحبه أهل سماَواتي و سموه الشكور ) .البلد المين من بحاَر النوار / 92ص
( 322
دعتتاء العصمتتتتتة
من قارأئه عصمه ا سبحانه و تعالى
هذا الدعاَء من أعظم الدعية و هو من أدعية السر القدسية :
روي في حديث طويل في البلد المين من بحاَر النوار :
عن أبي جعفر ع عن أمير المؤمنين ع قاَل :كــاَن لرســول اــ ص ســر ل
يعلمه إل قليل قلماَ عثآر عليه و كاَن يقول و أناَ أقول لعنــة اــ و ملئكتــه و
أنبياَئه و رسله و صاَلح خلقه على مفشي سر رسول ا ص إلــى غيــر ثآقــة
فاَكتموا سر رسول ا ص فإني سمعت رسول ا ص يقول ياَ علي إنــي و
ا ماَ أحدثآك إل ماَ سمعت أذناَي و وعاَه قلبي و نظره بصري إن لــم يكــن
من ا فمن رسوله يعني جبرئيل فإياَك ياَ علي أن تضيع سري هذا فإني قد
دعوت ا تعاَلى ان يذيق من أضاَع سري هذا جراثآيم جهنم أعلم أن كــثآيراا
من الناَس و إن قل تعبدهم إذا علموا ماَ أقول لــك كــاَنوا فــي اشــد العبــاَدة و
أفضل الجتهاَد و لو ل طغاَة هذه المة لبثآثآت هذا السر و لكن قد علمت أن
الدين إذا يضيع و أحببت أن ل ينتهي ذلك إل إلى ثآقــة إنــي لمــاَ أســري بــي
إلى السماَء فاَنتهيت إلــى الســماَء الســاَبعة فتــح لــي بصــري إلــى فرجــة فــي
63
العرش تفور كفور القدور فلماَ أردت النصراف أقعدت عند تلك الفرجة ثآم
نوديت ياَ محمد إن ربك يقرأ عليك السلم و يقول أنت أكــرم خلقــه عليــه و
عنده علم قد زواه عن جميع النبياَء و جميع أممهم غيرك و غير أمتك لمن
أرتضيت لــ منهــم أن ينشــروه لمــن بعــدهم لمــن ارتضــوا لــ منهــم أنــه ل
يضرهم بعدماَ أقول لك ذنب كاَن قبله و ل مخاَفة ماَ يأتي من بعــده و لــذلك
أمرت بكتماَنه لئل يقول العاَلمون حســبناَ هــذا مــن الطاَعــة ) .......إلــى أن
قاَل ( ياَ محمد إن لي علماَ ا أبلغ به من علمه رضاَي مع طاَعتي و أغلب لــه
هواه إلى محبتي فمن أراد ذلك فليقل ياَ مزيل قلوب المخلــوقين عــن هـواهم
إلى هواه و ياَ قاَصراا أفئدة العبــاَد لمضــاَء القضــاَء بنفــاَذ القــدر ثآبــت قلــبي
على طاَعتك و معرفتك و ربوبيتك و أثآبت في قضاَئك و قدرك البركـة فــي
نفسي و أهلي و ماَلي في لــوح الحفــظ المحفــوظ بحفظــك يــاَ حفيــظ الحــاَفظ
حفظه أحفظني باَلحفظ الذي جعلت من حفظته به محفوظاَ ا و صــير شــئوني
كلهاَ بمشيئتك في الطاَعة لك مني مؤاتيــة و حبــب إلــي حــب مــاَ تحــب مــن
محبتك إلى في الدين و الدنياَ و أحيني على ذلك في الدنياَ و تــوفني عليــه و
ت أم كرهت ياَ رحيم فــإنه إذا قــاَل ذلــك أجعلني من أهله على كل حاَل أحبب د
لم أره في دينه فتنة و لم أكره إليه طاَعتي و مرضاَتي أبداا.
)بحار النوار ج : 92ص (306
64
و أمر التوسل و الدعاَء من أبلغ الطرق و أفضلهاَ و أقواهاَ في التخلص من
الصفاَت السيئة و المراض الروحية .
و قد أورد صاَحب الكماَلت الروحية نمــاَذج لبعــض المــؤمنين الــذين نــاَلوا
توفيقــاَت كـثآيرة و تخلصــوا مـن أمــراض خطيــرة ببركـة التوســل بــاَلوجود
المقدس لمولناَ المفدى صاَحب العصر و الزماَن متعناَ ا بأيــاَمه عــاَجلا ،
و سوف اورد إحداهاَ هناَ :
الغل 000والثآأر للنفس
شاَب كنت اعرفه عن قرب 000وكنــت اعــرف انــه_ مــن فــرط صــفاَئه و
طهره ممن ل ينبغي ان يكون على قلبه حجاَب 000بيد انه كاَن يتعذب من
داخله لماَ يحسه من وجود غشاَوة ظلماَنية اي انه لم يكن فــي وســعه ادراك
الحقاَئق العلياَ ،ولم يفز باَلحصول على المعنوياَتومن اخصــهاَ لقــاَء محبــوبه
اماَم الزماَن)عليه السلم( و كاَن يعنيني ان اعـاَونه فـي ازالـة الحجــب عـن
قلبــه ،فتوســلت يومــاَ بشــهيد كــربلء )علــي الكــبر نجــل المــاَم ابــى عبــد
ا(عليه السلم و طلبت منه المعونة في رفع حجب هذا الشاَب 0
65
)الغل والثآاَر للنفس( و لكنه كــاَن يظــن -فــي البــدء -ان هــذه الصــفة تمنــع
وقوع الظلم عليه من الخرين فاَلنساَن – قاَل -ل ينبغي ان يصفح ويعفــوا
كثآيرا لن كثآرة الصفح تجرئ الناَس علــى الظلــم عنــدهاَ اخــذت اتلــو عليــه
عددا من اياَت القران الكريم 00ول انسى من بينهاَ الآيــة التاَســعة والســتين
من سورة الفرقاَن اذ يقول ا)تباَرك وتعاَلى( )وعباَد الرحمن الذين يمشون
على الرض هوناَ واذا خــاَطبهم الجــاَهلون قــاَلوا ســلماَ ( ،ثآــم ذكــرت لــه
البيت الذي كاَن يستشهد به الماَم امير المؤمنين علي بن ابي طــاَلب )عليــه
السلم( :
و قد أمر على الـلئيــم يســـبني
فمضيت ثآمة قلت 00ل يعنيني
اي قلت 00انه ل يقصدني بهذا السباَب 00تجاَوزا عنه وصفحاَ .
وحكيت لــه كيــف نهــى رســول اــ)ص والــه( حيــن دخــل مكــة يــوم الفتــح
ذالك الرجل الذي كاَن يناَدي متوعــدا مشــركي مكــة ) اليــوم يــوم الملحمــة)
فقــاَل لــه رســول اــ )ص والــه( ل و لكــن قــل :اليــوم يــوم المرحمــة ،
ثآم قلت لهذا الشاَب ...الثآــأر للنفــس وال نتقــاَم لهــاَ هــو ..فــي الســاَس مــن
الصفاَت الحيوانية ..في مقاَبل صفة العفو والرحمة اللتين هماَ من الصفاَت
النســاَنية بــل مــن الصــفاَت اللهيــة وعلــى هــذا فإنــك اذا اردت إزالــة احــد
الحجـب فيـك -والـذي احسـبه آخـر حجـاَب وداء روحـي عنـدك فعليـك ان
تتخلص من صفة الغل والثآأر للنفس و أن تعاَمل الناَس باَلتساَمح والرحمــة.
وخلل برناَمج دام حوالي ثآماَنين يوماَ تحمل فيه مشقاَت كبيرة اســتطاَع ان
ينجو من هذه الظلمة الساَكنة في داخله ..و لماَ ظفر باَزالة الحجــاَب وهــذا
الداء الروحي بلــغ مــاَ كــاَن يريــد مــن المعنويــاَت ومنهــاَ ارتبــاَطه الروحــي
باَلماَم بقية ا )ارواحنــاَ لــه الفــداء( وفــاَز عنــدهاَ باَلمزيــد مــن الفيوضــاَت
الروحية.
66
وضع جدول للعمال اليومية
المؤمن الفطــن يســتقل كــل لحظــة مــن حيــاَته فــي عمــل الطـــــاَعاَت و اكتســاَب
الحسناَت و التقرب إلى ا سبحاَنه و تعاَلى للفوز بحبــه و رضــاَه و النجــاَة مــن
الناَر و الفوز باَلجنة .
لذا على المؤمن الســاَلك إلــى رضــوان و طــاَلب الــترقي فــي مــدارج الكمــاَل أن
ل لعماَله اليومية منذ اليقظة إلى النوم و يلزم نفسه به فعن رسول اــ يضع جدو ا
)صلى ا عليه وآله( قاَل )) :على العاَقــل مــاَ لــم يكــن مغلوبــاَ ا أن تكــون لــه ســاَعاَت
ساَعة يناَجي فيهاَ ربه ،وساَعة يحاَسب فيهاَ نفسه ،وساَعة يتفكر فيهاَ صنع اــ
إلي ه و سـاَعة يخلـو فيهـاَ بحـظ نفسـه مـن الحلل فـإن هـذه السـاَعة عـون لتلـك
الساَعاَت و استجماَم للقلوب و تفريغ لهاَ (( )وساَئل الشيعة ج ( 96 / 16
حتى ل تضيع لحظة من هذا العمر الغاَلي في اللغو و الباَطل أو في مــاَ ل فاَئــدة
فيه .
الهدف مــن هــذا الجــدول العبــاَدي يكمــن فــي تعويــد النفــس علــى فعــل الخيــر و
استقلل الوقت و سد الفراغ الذي قد يؤدي باَلمؤمن إلى الوقوع في المعصية ل
سمح ا.
إن أخطر المور التي تتسبب في وقوع المؤمن في المعاَصي هــو الفــراغ ...و
إل المؤمن الذي ملئ وقته باَلعماَل الصاَلحة فلن يكون هنــاَك فرصــة للشــيطاَن
ليوسوس له و يجره إلى المعصية .
و تنظيم الوقت و اللتزام بدقة المواعيد نراه متجلياَ ا في حياَة المولى المقدس آية
ا السيد روح ا الخميني قدس سره ،فقد كاَن مضرب مثآل في أمور كثآيرة و
منهاَ هذا المر.
67
اسـتنكر أحــد الطبــاَء علــى الملـك إطلق لقــب )الطـبيب الول( علــى سـقراط،
وادعى أنه أفهم منه .قاَل الملك لسقراط :إن هذا الطبيب يدعي أنــه أعلــم منــك ،
وباَلتاَلي أنه يستحق اللقب.
قــــاَل ســــقراط :إذا أثآبــــت ذلــــك فــــإن اللقــــب ســــيكون مــــن نصــــيبه.
قاَل الملك لسقراط :كيف تشخكـص العلمية؟
أجــاَب ســقراط :أيهــاَ الملــك ،ســل الطــبيب عــن ذلــك فــإنه أدرى باَلــدليل.
قاَل الطبيب :أناَ أسقيه السم الزعاَف ،وهو يسقيني ،فأيكـناَ تمكــن مــن دفــع الســم
عن نفسه فهو العلم ،أماَ الذي أصاَبه المرض أو أدركه الموت فهو الخاَسر.
قمـبـمـل سقراط هذا النــوع مــن التحكيــم ،وحــدد يــوم النــزال بعــد أربعيــن يومــاَ ا ..
انهمــك الطــبيب فــي تحضــير الــدواء الســاَم ،فــي حيــن اســتدعى ســقراط ثآلثآــة
أشخاَص وأمرهم أن يسكبوا الماَء في مدق ،وأن يدقوه بقوة واستمرار ،وكــاَن
الطبيب يسمع صوت الدق بحكم جواره لبيت سقراط.
وفي يوم الربعين حضر الثآناَن بلط الملك ...سأل سقراط من الطبيب :أيـ كــناَ
يشرب السم او ا
ل؟
قاَل الطبيب :أنت ياَ سقراط.
وأعطى الطبيب مقـداراا مـن السـم ،وبعـد أن ابتلـع السـموم تن اَول مـاَ يزيلهـاَ ،
فأخذت الحمى مأخذاا من سقراط وعرق كثآيراا واصفر لونه ،ولكــن بعــد ســاَعة
برئ مماَ أصاَبه.
توجه سقراط إلى الطبيب قاَئ ا
ل :أمكـاَ أناَ فل أســقيك الســم لن شــفاَئي دليــل علــى
أعلميتي.
أصر الطبيب على أن يشرب السم ،وفي وسط إلحاَح الحضور بماَ فيهــم الملــك
على سقراط ؛ أخرج قنينة ،وسكب نصف ماَ فيهاَ فــي إنــاَء ،وأعطــى ســقراط
القنينة للطبيب ...تناَول الطبيب ماَ في القنينة ،وبعد لحظاَت هــوى صــريعاَ ا إلــى
الرض.
توجـكــه ســقراط إلــى الحضــور ،وقــاَل :كنــت أخــاَف ذلــك عنــدماَ امتنعــت مــن
إعطاَءه.
68
ثآم توجه إلى الملك وقاَل :إن الذي شربه الطبيب لم يكن سماَ ا زعاَفااَ ،وإنماَ كــاَن
ماَء عذبااَ ،والدليل على ذلك أنني سأشرب وأنتم ستشربون.
وعندماَ سئـــل عــن ســبب مــوت الطــبيب ،أجــاَب ســقراط :إنــه هــوى صــريعاَ ا
ليحاَئه النفسي حيث كاَن يعتقــد أن مــاَ تنــاَوله ســم زعــاَف ،خصوصــاَ ا بعــد أن
سمع طيلة أربعين يوماَ ا أصوات الدق.
العــبرة مــن هــذه القصــة يقــول المرجــع الشــيرازي الراحــل معلـكـــقاَ ا عليهــاَ:
هكذا يفعل اليحاَء النفسي ،وقد روي عن علي عليــه الســلم أنــه قــاَل) :إن مــن
يقاَبلني في الحرب أتمكن أن أقتله لني مصمم على قتله ،وهو يوحي إلى نفســه
بأني سأقتله ،فينهزم نفسياَ ا ،فهو يعينني على قتله( .
فاَللزم الهتماَم باَليحاَء النفسي لنصرة الحق ضد الباَطل .أنتهى كلمــه رفــع
ا في الجناَن أعلمه ) .حقاَئق من تاَريخ العلماَء ،الصفحة )27-26
من الوساَئل التي يمكــن أســتخدامهاَ لتهــذيب النفــس هــو اليحــاَء النفســي و عــن
طريقه يمكن أن تتعــود النفــس علــى فعــل العمــاَل الصــاَلحة و تتطبــع بصــفاَت
الصاَلحين ..و هذا ماَ سوف نتطرق إلى ذكره في الموضوع التاَلي .
69
في فترة من الفترات و بعد أن قرأت فضــل خدمــة المــؤمنين كنــت دائمــاَ ا اكــرر
بيني و بين نفسي أناَ خاَدم الشيعة ..أناَ خــاَدم الشـيعة ...مستحضــراا الحــاَديث
الحاَثآة على ذلك في ذهني و بعد فترة وجدت نفســي قــد تفــاَعلت و تــآثآرت بهــذا
اليحاَء و أصبحت خدمة المؤمنين شيئاَ ا سهلا عندي وصــفة مــن صــفاَتي بــدون
ل عليهاَ من غير تضجر او تثآاَقل . تكلف و صرت مقب ا ا
و لكي يتم تطبيق هذا المر بشكل صحيح ل بد من توفر أربعة عوامل و هي :
-1المكاَن :ل بد من إيجاَد مكاَن هاَدئ بعيد عن الضوضاَء و عن ماَ يشتت
الذهن و التركيز.
-2إزالة التوتر :ينبغي إزالة التوتر و القلق عن طريق تخيــل مكــاَن مريــح
مثآل تخيــل منظــر مليــئ باَلخضــرة أو شــاَطئ البحــر مثآلا أو مكــاَن آخــر
يشعر النفس باَلراحة و الطمأنينة .
-3تحديد اليعاَز المطلــوب :يتــم تحديــد الصــفة الحســنة المطلــوب تطــبيع
النفس عليهاَ او الصفة السيئة المطلوب إزالتهاَ من النفس ،كتكرار كلمــة
أناَ حليم أناَ هاَدئ أناَ طويل الباَل للتخلص من صفة سرعة الغضب .
-4تحديد الوقت المناَسب :لبدء هذه العملية يفضل أن يكون بعد أن تصــل
النفس إلى حاَلة الستقرار و الطمئناَن و خاَلية من التوتر و القلــق و مــاَ
يشتت الذهن و أفضل تلك الوقاَت الوقت الــذي يكــون فيــه النســاَن بيــن
اليقظة و النوم ،أي عندماَ يكون الجسم في حاَلــة اســترخاَء تــاَم و الفكــر
في حاَلة انبساَط و انشراح.
التطبيق :
سوف أجري الن تطبيق للعوامل الساَبقة حتى يتضح لنـاَ المعنـى ،لنفـرض أن
لديناَ صفة سيئة وهي سرعة الغضب و نريد أن نتخلص منهاَ فنقوم أولا بقــراءة
الحاَديث التي تنهى عن الغضــب و بعــد أن تكــون لــديناَ قناَعــة تاَمــة بضــرورة
التخلص من هذه الصفة ،نتوجه إلى مكاَن هاَدئ بعيداا عن الضوضاَء و كل ماَ
يشتت الفكر .
70
نتخيل منظــر جميــل مثآــل شــاَطئ البحــر و موجــاَت المــد و الجــزر و هــدوئه و
نجلس في وضـعية مريح ة و نبـدأ فـي التنف س بهـدوء كتنفـس النـاَئم م ع ترديـد
عباَرات بصوت هاَدئ تحفز الجسد و الذهن على السترخاَء مثآل :
أنا مسترخي ...أنا مسترخي ...انا مرتاح ) ..تكرر عدة مرات(
سوف أعد من الواحد إلى العشرة و عنتتد الوصتتول إلتتى العشتترة يكتتون جميتتع
أجزاء جسديِ مسترخي بشكل كامل ...
واحد ..بدأت موجات السترخاء تسريِ في جسديِ )تكرر عدد خمتتس متترات
فاكثآر( ....بدأ السترخاء يسريِ في أقادامي )نفس العدد السابق(
أثآنين ...بدأت موجات الستراخاء تسريِ في ساقاي )تكرر عدد خمتتس متترات
فاكثآر(
ثآلثآة ...بدأت موجات السترخاء تسريِ في فخذيا )تكتترر عتتدد خمتتس متترات
فاكثآر(
أربعتتة ...بتتدأت موجتات الستتترخاء تستتريِ فتي عضتتلت بطنتتي )تكتترر عتتدد
خمس مرات فاكثآر(
خمسة ..بدأت موجات الستتترخاء تستتريِ فتتي عضتتلت صتتدريِ )تكتترر عتتدد
خمس مرات فاكثآر(
ستة ..بدأت موجات السترخاء تسريِ في عضلت رقابتي )تكرر عتتدد خمتتس
مرات فاكثآر(
سبعة ..بدأت موجات السترخاء تسريِ في رأسي )تكتترر عتتدد خمتتس متترات
فاكثآر(
عند بلوغي رقام عشرة يكون جسديِ استرخى بشكل كامل ...
ثآمانية ...بدأت موجات الستتترخاء تستتريِ فتتي عضتتلت ظهتتريِ )تكتترر عتتدد
خمس مرات فاكثآر(
تسعة ...بدأت موجات السترخاء تسريِ في جفتتوني ..جفتتوني ثآقيلتته )تكتترر
عدد خمس مرات فاكثآر(
71
عشرة ...أصبحت الن مسترخيا ا تماما ا )تكرر عدد خمس مرات و فاكثآر(
*******
الن إذا شعر مماَرس هذا التدريب بــأنه بلــغ حاَلــة اســترخاَء تــاَم و علــى وشــك
النوم فقد حاَن وقت البدء باَليحاَء و تكرار العباَرات المطلوبة .
و سيجد المماَرس لهذا المر إنفعاَل نفسه و تجاَوبهــاَ مــع هــذه اليعــاَزات خلل
عدة جلساَت و قد يكون من الجلستين الوليتين و ذلك يرجــع إلــى مــدى إجــاَدته
لتطبيق التــدريب الســاَبق الــذكر ،واســتجاَبته و قــوة تركيــزه ،و هــذه الطريقــة
تسمى اليحاَء الذاتي.
السجتتدة اليونستتية
إن من أفضل العباَدات التي تؤثآر تأثآيراا كبيراا في تزكية النفــس هــي ســجدة
طويلة مع تكرار آية ) ل إله إل أنت سبحاَنك إني كنت من الظــاَلمين ( ،و
الذي يطلق عليهاَ السجدة اليونسية ،فلهاَ آثآر عظيــم فــي تطهيــر القلــب مــن
آثآاَر الذنوب و تنويره ،و تؤثآر في فتـح العيـن البرزخيـة الـتي مـن خللهـاَ
يستطيع المؤمن معاَينة الشياَء على حقيقتهاَ مماَ ل يستطيع الناَس العــاَديين
مشاَهدته و هي مماَ أكد عليهاَ كـثآير مــن كبــاَر العرفــاَء مــن أمثآــاَل العــاَرف
الكبير السيد مرتضى الكشميري قدس سره الشريف.
و ينصح العلمة الكشــميري بــأن يكــون تكرارهــاَ بعــدد أربعماَئــة مــرة فــي
السجدة الواحــدة للمبتــدئين فــي طريــق التزكيــة ،و أمــاَ الكـ دــ مل فيكررونهــاَ
ثآلثآة ألف و أكثآر حسب الطاَقة .
72
الحاديِ عشر :المداومة على صلة الليل
لبيك عبديِ سلني أعطك
إن من علماَت الحب الحقيقي ل سبحاَنه و تعاَلى هو المداومة على صلة الليل
و لهاَ آثآاَر عظيمة في الدنياَ مــن جهــة ســعة الــرزق و نورانيــة الــوجه و تيســير
المــور و محبــة النــاَس و فــي الخــرة الرضــوان مــن اــ ســبحاَنه و تعــاَلى و
الثآواب العظيم و هي خيــر أنيــس فــي وحشــة القــبر و قــد فــي ورد فــي الحــديث
القدسي :
عن المفضل بن عمر عن الصاَدق )ع( قاَل :كاَن فيماَ نــاَجى اــ بــه موســى )ع( أن
قاَل ياَ بن عمران كذب من زعم أنه يحبني فإذا جنه الليل ناَم عنــي أليــس كــل محــب
يحب خلوة حبيبه هاَ أناَ ذا ياَ بن عمران مطلــع علــى أحبــاَئي إذا جنهــم الليــل حــولت
أبصاَرهم في قلوبهم ومثآلت عقوبتي بين أعينهم يخاَطبوني عــن المشــاَهدة ويكلمــوني
عن الحضور ياَ بن عمران هب لي من قلبك الخشوع ،ومــن بــدنك الخضــوع ،ومــن
عينيك الدموع وادعني في ظلم الليل فاَنك تجدني قريباَ مجيباَ.
73
و روي عن الصاَدق عن ابيـه عـن آبـاَئه عليهـم السـلم قـاَل :ق اَل رسـول اـ
)صلى ا عليه و آله و سلم( :ان ا تعاَلى اوحى الــى الــدنياَ ان اتعــبي مــن خــدمك
واخدمي من رفضك ،وان العبد إذا تخلــى بســيده فــي جــوف الليــل وناَجــاَه اثآبــت اــ
النور في قلبه ،فإذا قاَل )ياَ رب ياَ رب( ناَداه الجليــل جــل جللــه لبيــك عبــدي ســلني
اعطك وتوكل على اكفك .ثآم يقول لملئكته :ملاَئكتي انظروا الى عبدي فقد تخلى بي
في جوف الليل المظلم والبطاَلون لهون والغاَفلون نياَم ،اشهدوا اني قد غفرت له.
ل سأل علي بن أبي طــاَلب عــن قيــاَم و روي عن جعفر بن محمد عن أبيه ع أن رج ا
الليل باَلقراءة فقاَل له ابشر من صلى من الليل دعـشر ليلة ل مخلصــاَ ا ابتغــاَء
ثآواب ا قاَل ا تباَرك و تعاَلى أكتبــوا لعبــدي هــذا مــن الحســناَت عــدد مــاَ
أنبت في الليــل مــن حبــة و ورقــة و شـجرة و عــدد كــل قصــبة و خــوص و
مرعى و من صلى تسع ليلة أعطاَه ا عشــر دعــوات مســتجاَباَت و أعطــاَه
ا كتاَبه بيمينه و من صلى ثآمن ليلة أعطــاَه اـ أجــر شــهيد صــاَبر صـاَدق
النية و شفع في أهل بيته و من صلى سبع ليلة خرج من قــبره يــوم يبعــث و
وجه كاَلقمر ليلة البدر حــتى يمــر علــى الصــراط مــع المنيــن و مــن صــلى
سدس ليلة كتب في الوابين و غفر له ماَ تقدم من ذنبه و مــن صــلى خمــس
ليلة زاحم إبراهيم خليل الرحمن في قبته و من صلى ربع ليلة كاَن فــي أول
الفاَئزين حــتى يمــر علــى الصــراط كاَلريــح العاَصــف و يــدخل الجنــة بغيــر
حساَب و من صلى ثآلث ليلة لم يبق ملـك إل غبطـه بمنزلتـه مـن اـ عـز و
جل و قيل له أدخل من أي أبواب الجنة الثآماَنيــة شــئت و مــن صــلى نصــف
ليلة فلوا أعطي ملئ الرض ذهباَ ا سبعين ألف مرة لم يعدل جزاءه و كاَن له
بذلك عند ا عز وجل أفضل من سبعين رقبــة يعتقهــاَ مــن ولــد إســماَعيل و
من صلى ثآلثآي ليلة كاَن له من الحسناَت قدر رمل عاَلــج أدناَهــاَ حســنة أثآقــل
من جبل أحد عشر مرات و من صلى ليلة تاَمة تاَلياَ ا لكتــاَب اــ عــز و جــل
راكعاَ ا و ساَجداا و ذاكراا أعطي من الثآواب ماَ أدناَه يخــرج مــن الــذنوب كمــاَ
ولدته أمه و يكتب له عــدد مــاَ خلــق اــ عــز و جــل مــن الحســناَت و مثآلهــاَ
درجاَت و يثآبت النور في قبره و ينزع الثآم و الحسد من قلبــه و يجــاَر مــن
عذاب القبر و يعطى بــراءة مـن النـاَر و يبعـث مـن المنيــن و يقــول الــرب
تباَرك و تعاَلى لملئكتــه يــاَ ملئكــتي انظــروا إلــى عبــدي أحيــاَ ليلــة ابتغــاَء
مرضاَتي أسكنوه الفردوس و له فيهاَ ماَئة ألف مدينة في كل مدينة جميع مــاَ
تشتهي النفس و تلذ العين و لم يخطر على باَل سـوى مـاَ أعـددت لــه مــن
الكرامة و المزيد و القربة ) .من ل يحضره ج ( 477 / 1
74
ل عن كتاَب لساَن الصدق في سيرة العاَرف السيد عبدالكريم الكشميري نق ا
قدس سره ،و الذي ذكر فيه مجموعة من أجوبته العرفاَنية رداا على اسئلة
بعض المؤمنين و قبل البدء بسردهاَ ،أود أن أذكر تعريفاَ ا مختصراا لهذا العاَلم
الجليل و الحبر النبيل قبل أن أدرج أجاَباَته :
لقد ولد آية ا السيد عبد الكريم الرضوي الكشميري في سنة 1434هجرية
في النجف الأشرف من عاَئلة علماَئية ،فهو حفيد آية ا السيد حسن الكشميري
أحد مراجع الدين في كربلء ،وسبط آية ا السيد محمد كاَظم اليزدي الذي
ثآنيت له وساَدة المرجعية الدينية العاَمة للشيعة في عصره وصاَحب كتاَب
العروة الوثآقى ،وهو ينتسب إلى السللة العلوية الطاَهرة من أبويه معااَ.
أماَ والده فهو حجة السلم السيد محمد علي الرضوي الكشميري ،ولد في
مدينة كربلء المقدسة سنة 1312هجرية ،وهو البن الثآاَلث للسيد حسن
الرضوي الكشميري ،باَدر إلى طلب العلوم الدينية منذ صباَه متتلمذاا على يدي
والده الذي شجعه على ارتداء زي أهل العلم في وقت مبكر .فقد والده وهو في
الساَدسة عشر من عمره ،واستمر في دراسة العلوم الدينية تحت إشراف
أخويه ،وتزوج في أوائل شباَبه من ابنة السيد محمد كاَظم اليزدي ،وكاَن ثآمرة
هذا الزواج أربعة أولد ،أصغرهم السيد عبد الكريم.
75
س :5متى تظهر آثآاَر الذكاَر؟
ج :يجب أن يمضي عليهاَ سنة كاَملة حتى يتبين أثآرهاَ.
س :9هل تذهب آثآاَر الذكاَر بعد إتماَم وقتهاَ ،مثآلا بعد الربعين؟
ج :تذهب بعمل المناَفي ،وأحياَناَ ا بعمل المكروه.
س :11قاَل أحد الساَلكين لستاَذه :إني باَلذكاَر ولكن ل أرى آثآاَرهماَ ،فماَ علة
ذلك؟
ج :قاَل السيد لحد الشخاَص الجاَلسين إلى جاَنبه باَللغة العربية العاَمية :أنه
ينظر إلى زماَنه الحاَلي ول ينظر إلى دفتر أعماَله وأحواله القديمة كم كاَن
وضعه رديئااَ.
س :12يقع أحياَناَا دفتر أذكاَر بعض كباَر هذا الطريق بعد وفاَتهم بيد من ليس
من أهلهاَ فهل يستطيعون النتفاَع منهاَ؟
ج :كل ،ول شك في عدم جوازه.
س :13أولئك الذين ليس لهم ماَض حسن ويريدون الن أن يكونوا صاَلحين،
فماَذا يعملون؟
76
ج :عليهم باَلستغفاَر وذكر اليونسية والعزم على عدم العود للصفاَت والعماَل
الذميمة الماَضية.
س :16الذكاَر التي لهاَ تأثآير في الكشف هل لهاَ علقة مع القلب أيضاَ ا؟ا
ج :عندماَ يتنور القلب يحصل الكشف بنحو اللزم والملزوم وكلماَ كاَن نوره
أكبر كاَنت آثآاَره أكثآر.
س :18يواظب البعض على أوراد وأذكاَر مختلفة ول يصلون إلى نتيجة ،فماَ
علة ذلك؟
ج :ربماَ تتعاَرض الوراد المختلفة التي يؤتى بهاَ من أجل موضوعاَت وأهداف
متنوعة )كاَلدوية المختلفة التي يتعاَطاَهاَ المريض لعلج أمراض متنوعة( .
س :20هل للتروك -أمثآاَل العزلة -عن الخلق وعدم تناَول لحوم الحيواناَت -
تأثآير في المجاَهدات النفساَنية؟
ج :التروك دخيلة في كماَل جميع الذكاَر.
77
س :22لقد كتب ابن طاَووس في كتاَبه مهج الدعوات عدة صفحاَت عن السم
العظم ،فماَ هو في رأيكم الهم منهاَ؟
ج} :مبحسمم ك م
ا الررححمممن الررمحيمم{ِ كثآير من الشياَء فيهاَ.
78
ج :صلة عبد الرحيم القصير المذكورة في كتاَب العروة الوثآقى ومفاَتيح الجناَن
لهاَ تأثآير في ذلك ،وقد جربتهاَ بنفسي.
س :31إنكم ترشدون إلى ذكر )ياَ حي ياَ قيوم( فهل لو أتى به قلباَ ا يكون أثآره
أعظم؟
ج :نعم يكون النتباَه والمراقبة في الذكر القلبي أكثآر من الذكر اللفظي ،ويكون
أثآره أفضل أيضااَ.
س :32يقاَل إن سعيد أباَ الخير يعطي ذكر أسماَء ا الساَلكين بحسب الفراد،
فمثآ ا
ل للرزق ياَ رزاق ...الخ ،فماَ هو العدد الذي يحسبه ويعطيه؟
ج :بعدد السماَء اللهية واسم الشخص واسم أمه ،أو بعدد حروف البجد
الكبير بأن يجمع اسمه واسم أمه ويكرر السماَء اللهية بقدر هذا المجموع.
س :33لماَذا يكون الجمع باَسم الشخص مع أمه ول يجمع معه اسم الب ؟
ج :لن الم أقرب إلى النساَن ولن الجهد الذي بذلته أكبر.
س :36دكتب في بعض كتب مترجمة لحياَة أحد العرفاَء انه كاَن يأخذ الذكر من
الخضر عليه السلم فهل هذا صحيح؟
ج :نعم.
79
الصاَبرين وصح الي من كثآرة الذنوب صياَح الهاَرب مــن عــدوه ،واســتعن بــي
على ذلك فاَني نعم العون ونعم المستعاَن.
ياَ موسى اني أناَ ا فوق العباَد والعبــاَد دونــي وكــرل لــي داخــرون ،فــأتهم
نفسك على نفسك ،ول تأتمن ولدك علــى دينــك إل أن يكــون ولــدك مثآلــك يحــب
الصاَلحين.
ياَ موسى اغسل واغتسل واقترب من عباَدي الصاَلحين .يــاَ موســى كــن إمــاَمهم
في صلتهم وإماَمهم فيماَ يتشاَجرون ،واحكم بينهم بماَ أنزلت عليك ،فقد أنزلتــه
حكماَ وبرهاَناَ نيراا ونورا ينطق بماَ كاَن في الولين وبماَ هو كاَئن في الخرين.
أوصيك ياَ موسى وصية الشــفيق المشــفق بــإبن البتــول عيســى ابــن مريــم
صاَحب التــاَن والدبرنــس والزيــت والزيتــون والمحــراب ،ومــن بعــده بصــاَحب
الجمل الحمر الطيب الطاَهر المطهر فمثآله في كتاَبــك أنـه مهيمــن علــى الكتــب
كلهاَ ،وأنه راكع ساَجد راغب راهب ،إخوانه المساَكين وأنصاَره قــوم آخــرون،
ويكون في زماَنه أزل وزلزال وقتل وقتاَل وقلة مــن المــاَل ،أســمه أحمــد محمــد
المين من الباَقين من ثآلة الولين الماَضين يؤمن بــاَلكتب كلهــاَ ويصــدق بجميــع
المرسلين ويشهد باَلخلص لجميع النبيين ،أمته مرحومة مباَركــة مــاَ بقــوا مــن
الدين على حقاَئقه ،لهم ساَعاَت موقتــاَت يــؤدون فيهــاَ الصــلوات أداء العبــد الــى
سيده ناَفلته ،فبه فصدق ومنهاَجه فاَتبع فاَنه أخوك.
ياَ موسى انه دأمي وهو عبد صدق يباَرك له فيماَ وضع يــده عليــه ويبــاَرك
عليه كذلك كاَن في علمي ،وكذلك خلقته ،به أفتــح الســاَعة وبــأمته أختــم مفاَتيــح
الدنياَ ،فمر ظلمة بني اسرائيل أن ل يدرسوا اسمه ،ول يخذلوه ،وانهم لفاَعلون،
وحبه لي حسنة وأناَ معه ،وأناَ من حزبه ،وهو من حزبي وحزبي هم الغــاَلبون،
فتمت كلماَتي لظهرن دينه على الدياَن كلهاَ ولعبدن بكل مكاَن ولنزلن عليــه
قرآناَ فرقاَناَ شفاَء لماَ في الصدور من نفث الشيطاَن ،فصل عليه يــاَ بــن عمــران
فأني أصلي عليه وملئكتي .ياَ موسى أنت عبــدي وأنــاَ إلهــك ل تســتدل الحقيــر
الفقير ول تغبطن -الغني بشــئ يســير وكــن عنــد ذكــري خاَشــعاَ ،وعنــد بلئــي
برحمتي طاَمعاَ ،واسمعني لذاذة التوراة بصوت خاَشع حزين أطمئن عند ذكري
وذكر بي من يطمئن إلي واعبدني ول تشرك بي شيئاَ وتحرى مسـرتي إنـي أنـاَ
السيد الكبير ،اني خلقتك من نطفة من ماَء مهين من طيــن أخرجتهــاَ مــن أرض
80
ذكر ممشوجة ،فكاَنت بشرا فأناَ صــاَنعهاَ خلقــاَ ا فتبــاَرك وجهــي وتقــدس صــنعي
ليس كمثآلي شئ وأناَ الحي الدائم الذي ل أزول.
ياَ موسى ان انقطع حبلك مني لم يتصل بحبل غيري ،فاَعبدني و قم بيــن يــدي
مقاَم العبد الحقيــر ،ذم نفســك ،فهــي أولــى باَلــذم ول تتطــاَول بكتــاَبي علــى بنــي
اسرائيل ،فكفى بهذا واعظاَ لقلبك و منيرا وهو كلم رب العاَلمين.
ياَ موسى ماَ دعوتني و رجوتني فاَني سأغفر لك علــى مــاَ كــاَن منــك ،الســماَء
ل ،والملئكة من مخاَفتي مشفقون والرض تسبح لي طمعااَ ،وكــل تسبح لي وج ا
الخلئق يسبحون لي داخرون ،ثآم عليــك باَلصــلة الصــلة ،فاَنهــاَ منــي بمكــاَن،
ولهاَ عندي عهد وثآيق والحق بهـاَ مـاَ هــو منهـاَ زكــاَة القربـاَن مـن طيـب المــاَل
والطعاَم فاَني ل أقبل إل الطيب يراد به وجهي ،واقرن مع ذلك صلة الرحمــاَم
فاَني أناَ ا الرحمن الرحيم و الرحم خلقتهــاَ فضــل مــن رحمــتي ليتعــاَطف بهــاَ
العباَد و لهاَ عندي سلطاَن في معاَد الخرة وأناَ قاَطع من قطعهــاَ و واصــل مــن
وصلهاَ وكذلك أفعل بمن ضيع أمري.
ياَ موسى اكرم الساَئل إذا سألك برد جميل أو بإعطاَء يسير فإنه يأتيك من ليس
بإنس و ل جاَن :ملئكة الرحمن يبلونك كيف أنت صاَنع فيمــاَ أوليتــك ،وكيــف
مواساَتك فيماَ خولتك واخشع لي باَلتضرع ،واهتف بولولة الكتــاَب ،واعلــم أنــي
أدعوك دعاَء السيد مملوكه ليبلـغ بـه شـرف المنـاَزل ،وذلـك مـن فضـلي عليـك
وعلى آباَئك الولين.
ياَ موسى ل تنسني على كل حاَل ،ول تفــرح بكــثآرة المــاَل ،فــاَن نســياَني يقســي
القلوب ،ومع كثآرة الماَل كثآرة الذنوب ،الرض مطيعة والسماَء مطيعة والبحاَر
مطيعة ،وعصياَني شقاَء الثآقلين ،و أناَ الرحمن الرحيم ،ورحمن كل زمــاَن آتــي
باَلشدة بعد الرخاَء ،وباَلرخاَء بعد الشدة وبــاَلملوك بعــد الملــوك ،وملكــي دائــم ل
يزول ،ول يخفى علي شئ في الرض ول في السماَء ،وكيف يخفــى علــي مــاَ
مني مبتدأه وكيف ل يكون همك فيماَ عندي و إلي ترجع ل محاَلة.
81
ياَ موسى اجعلني حرزك وضع عندي كنزك من الباَقيــاَت الصــاَلحاَت ،و خفنــي
ول تخف غيري إلي المصير.
ياَ موسى ارحم من هو أسفل منــك فــي الخلــق ،ول تحســد مــن هــو فوقــك ،فــإن
الحسد يأكل الحسناَت كماَ تأكل الناَر الحطب .ياَ موسى ان ابني آدم تواضعاَ في
منزلة ليناَل بهاَ فضلي و رحمتي و قرباَ قرباَنااَ ،ول أقبل إل من المتقيــن ،فكــاَن
من شأنهماَ ماَ قد علمت ،فكيــف تثآــق باَلصــاَحب بعــد الخ والــوزير .يــاَ موســى
ضع الكبر ودع الفخر واذكر أنك ساَكن القبر فليمنعك ذلك من الشهوات.
ياَ موسى عرجـل التوبة وأخر الذنب وتأن في المكث بيـن يـدي فـي الصـلة ،ول
ترج غيري ،واجعلني جدـنة وحصناَ ا لملماَت المور .ياَ موسى كيــف تخشــع لــي
خليقة ل تعرف فضلي عليهاَ ،وكيف تعرف فضــلي عليهــاَ وهــي ل تنظــر فيــه،
وكيف تنظر فيه ،وهي ل تؤمن به ،وكيف تؤمن به وهي ل ترجو ثآواباَ ،وكيف
ترجو ثآواباَ وقد قنعت باَلدنياَ واتخذتهاَ مأوى و ركنت إليهاَ ركون الظاَلمين.
ياَ موسى ناَفس في الخير أهلــه فــاَن الخيــر كأســمه و دع الشــر لكــل مفتــون .يــاَ
موسى اجعل لساَنك من وراء قلبك تسلم واكثآر ذكري باَلليـل والنهـاَر تغنـم ،ول
تتبع الخطاَياَ فتندم ،فــإن الخطاَيــاَ موعــدهاَ النــاَر .يــاَ موســى اطــب الكلم لهــل
الترك للذنوب ،و كن لهم جليساَ واتخذهم لغيبك اخواناَ وجد معهم يجدون معك.
ياَ موسى الموت لقيك ل محاَلة فــتزود زاد مــن هــو علــى مــاَ يــتزود واردا .يــاَ
موسى ماَ أريد به وجهــي فكــثآيرر قليلــه ومــاَ أريــد بــه غيــري فقليــرل كــثآيره و إن
أصلح أياَمك الذي هو أماَمك ،فأنظر أي يوم هو فأعد له الجواب ،فاَنك موقوف
به و مسئول ،وخذ موعظتك من الدهر و أهله فإن الدهر طويله قصير وقصيره
طويل ،وكل شئ فاَن ،فاَعمل كأنك ترى ثآواب عملك كي يكــون أطمــع لــك فــي
الخرة ل محاَلة فاَن ماَ بقي من الــدنياَ كمــاَ ولــى منهــاَ وكــل عاَمــل يعمــل علــى
بصيرة ،و مثآاَل فكن مرتاَدا لنفسك ياَ بن عمــران لعلــك تفـوز غـدا يــوم السـؤال
فهناَلك يخسر المبطلون.
ياَ موسى ألق كفيك ذ ا
ل بيــن يــدي كمــاَ يفعــل العبــد المستصــرخ المتضــرع الــى
حمت وأناَ أكرم القاَدرين .ياَ موسى سلني من فضلي سيده ،فإنك إذا فعلت ذلك رد م
و رحم تي ،فإنهمـاَ بيـدي ل يملكهمـاَ أحـد غيـري ،و أنظـر حيـن تسـألني كيـف
رغبتك فيماَ عندي لكل عاَمل جزاء وقد يجزى الكفور بماَ سعى .ياَ موسى طب
82
نفساَا عن الدنياَ وانطو عنهاَ ،فإنهاَ ليست لك و لست لهــاَ ماَلــك و لــدار الظــاَلمين
إل لعاَمل فيهاَ باَلخير ،فإنهاَ له نعم الدار .ياَ موسى ماَ آمرك بـه فاَسـمع ،ومهمـاَ
أراه فاَصــنع ،خــذ حقــاَئق التــوراة الــى صــدرك وتيقــظ بهــاَ فــي ســاَعاَت الليــل
والنهاَر ،ول تمكن أبناَء الدنياَ من صدرك فيجعلونه وكرا كوكر الطير.
ياَ موسى أبناَء الدنياَ و أهلهــاَ فتــن بعضــهم لبعــض ،فكــل مزيــن لهمــاَ هــو فيــه،
والمؤمن من دزينت له الخرة فهو ينظر إليهاَ ل يفتر قــد حــاَلت شــهوتهاَ بينــه و
بين لذة العيش فاَدلجته باَلسحاَر كفعل الراكــب الســاَبق الــى غــاَيته يظــل كئيبــااَ،
ويمشي حزيناَ ،فطوبى له أماَ لو قد كشف الغطاَء ماَذا يعاَين من السرور.
ياَ موسى الدنياَ نطفة ليست بثآواب للمـؤمن ،ول نقم ة مـن فـاَجر ،فاَلويـل الويـل
لمن باَع ثآواب معاَده بلعقة لم تبق ،وبلعسة لم تدم ،و كذلك فكن كماَ أمرتك وكل
أمري رشاَد .ياَ موسى إذا رأيت الغنى مقبل ،فقل ذنب عجلت لــي عقــوبته وإذا
رأيت الفقر مقبل فقل مرحباَ بشعاَر الصاَلحين ،ول تكن جباَرا ظلومــاَ ول تكــن
للظاَلمين قريناَ.
ياَ موسى ماَ عمر و إن طاَل يدوم آخره ومــاَ ضــرك مــاَ زوى عنــك إذا حمــدت
مغبته .ياَ موسى صرخ الكتاَب اليك صراخاَ ا بماَ أنــت إليــه صــاَير ،فكيــف ترقــد
على هذه العيون أم كيف يجد قوم لذة العيش لو ل التمــاَدي فــي الغفلــة والتبــاَع
للشقوة والتتاَبع للشهوة ،ومن دون هذا يجزع الصديقون .ياَ موســى مــر عبــاَدي
يدعوني على ماَ كاَنوا بعد ان يقروا لي أني أرحم الراحمين مجيب المضطرين،
وأكشف الســوء وأبــدل الزمــاَن وآتــي باَلرخــاَء وأشــكر اليســير و أثآيــب الكــثآير،
وأغني الفقير وأناَ الدائم العزيز ،فمن لجأ اليــك وانضــوى اليــك مــن الخــاَطئين،
فقل :أهل وسهل ياَ رحب الفناَء بفنــاَء رب العــاَلمين ،واســتغفر لهــم و كــن لهــم
كأحدهم ،و ل تستطل عليهم بماَ أنـاَ أعطيتـك فضـله ،وقـل لهـم :فليسـألوني مـن
فضلي و رحمتي ،فاَنه ل يملكهاَ أحد غيري و أناَ ذو الفضل العظيم.
83
تدعوني فأجيبك وأن تسألني فأعطيك و أن تتقرب الي بماَ منـي أخـذت تـأويله ،
و علي تماَم تنزيله.
ياَ موسى انظر الى الرض فأنهاَ عن قريب قبرك ،وارفع عينيك الــى الســماَء
فاَن فوقك فيهاَ مملـمــكاَ ا عظيمـااَ ،و أبــك علــى نفسـك مـاَ دمـت فـي الــدنياَ وتخـوف
العطب والمهاَلك ،و ل تغرنك زينة الحياَة الـدنياَ و زهرتهـاَ ،و ل تكـن ظاَلمـاَ ا ،
ول ترض باَلظلم ،فإني للظــاَلم رصـيد حـتى أديــل منـه المظلــوم .يـاَ موسـى إن
الحسنة عشرة أضعاَف ،ومن السيئة الواحدة الهلك ،ل تشـرك بـي ل يحـل لـك
أن تشرك بي ،قاَرب و سدد وادع دعاَء الطاَمع الراغب فيماَ عندي النــاَدم علــى
ماَ قدمت يداه ،فإن سواد الليل يمحــوه النهــاَر ،وكــذلك الســيئة تمحوهــاَ الحســنة،
وعشوة الليل تأتي على ضوء النهاَر ،وكذلك السيئة تــأتي علــى الحســنة الجليلــة
فتسودهاَ) .الكاَفي ج (8/42
-1كم من الذين يتلون القرآن ،والقرآن يلعنهم! ..وكم هم الذين يفســرون القــرآن بمــاَ
ل يخطر على الفهاَم ،وهم بعيدون كل البعد عن معاَني القــرآن الكريــم! ..فــإذن ،إن
القرآن الكريم يقول بأنني هدى ،ودليــل ،ومنقــذ ،ودمخــرج مــن الظلمــاَت إلــى النــور؛
ولكن لمن؟ ..للمتقين!..
-2إن المتقي ليس هو ذلــك الصــكوام القــكوام ،وإنمــاَ هــو ذلــك النســاَن الــذي اكتشــف
الطريق ،ورأى الهيكل ،ورأى المخطط ،ويعلم من أين يبدأ ،وإلى أيــن ينتهــي؛ فـآمن
باَلغيب ،وترقى عن عاَلم الحواس..
-3إن النساَن إذا لم ديظلم من قبل إنساَن ،فليس له الحق أن يهتك عيــوبه؛ لن الذن
اللهي انماَ هو باَلنسبة الى من ظلم فحسب!..
84
-4البعض مناَ يعيش الوسوسة في القراءة ،وفي الطهاَرة ،وفي النجاَساَت ،وماَ شاَبه
ذلك ،ول يعيش الوسوسة القولية عندماَ يريد أن يتكلم على مــؤمن ..والحــاَل أن هــذه
الوسوســة مقدســة ،ومثآمــرة ،ويحبهــاَ الشــاَرع ..بخلف الوسوســة فــي القــراءة،
والصلة..
-5المؤمن العاَرف ،والمريد ،والمحب للمولى ،يكفي أن يعلم بأن ا -عز وجــل -ل
يحب هذا العمل ،لهذا ل يحتاَج إلى ذكر العقوباَت يوم القياَمة ..وهناَ قمة اليماَن..
-6إذا تحول النساَن إلى محب ل -عز وجل -فإنه ل يبحــث عــن الحيــل الشــرعية،
ول يبحث عن الرخص ..صحيح أن كل مكروه جاَئز ،ولكنه ل يفــرق بيــن المكــروه
والحرام؛ لن كليهماَ ل يحبهماَ ا عز وجل.
-7إن رواياَت المراقبة والمحاَسبة والعقاَب يوم القياَمة ،قد ل تكفي ليجــاَد الـدواعي
الذاتية في قلب النساَن المؤمن ..حيث أن قوام المراقبة والمحاَسبة ،هو اللتفاَت إلى
هذه الحقيقة ،أي حقيقة السمع وحقيقة العلم اللهي لفعاَل المؤمن} ..مماَ ميحلمف د
ظ ممن مقحورل
إمرل ملمدحيمه مرمقي ر
ب معمتيرد{ِ..
-8إن المؤمن الذي يرجع من الحـج أو مـن العمـرة ،أو ينتهـي مـن شـهر رمضـاَن،
ومــن ليــاَلي القــدر ،أو ينتهــي مــن صــلة ليــل خاَشــعة ،ثآــم يخــاَلف؛ فمثآلــه كمثآــل
الحواريين ..تلك ماَئدة تؤكل ،وهذه ماَئدة تدرك} ..إمبَني دممنبَزل دمهاَ معملحيدكحم مفممــن ميحكفدــحر مبحعــدد
ممندكحم مفإمبَني أ دمعبَذدبده معمذااباَ لر أ دمعبَذدبده أممحادا بَممن احلمعاَملمميمن{ِ..
-9عندماَ يرى ا -عز وجل -عبده ســاَعياَ ا فــي الهدايــة ،مفرغــاَ ا نفســه مــن أي حكــم
مسبق؛ فإن ا -عز وجل -يتدخل في المسك بيد ذلك الضاَل الذي يــرى بــأنه ضــاَل،
ويرى الهداية من ا عز وجل ..ومع ذلك يسعى قدر إمكاَنه في تلمس الهدى..
-11إن النساَن الذي يصلي صلة الليل ،وهو في قمة انشغاَلته المعنوية؛ عليــه أن
ل يهمــل أمــر مــن حــوله :ســواء الزوجــة ،أو الذريــة ،أو الرحــاَم ،أو الجيــران ،أو
المجتمع ..فيشملهم بدعاَئه ويجعلهم في دائرة اهتماَمه..
-12يجب على النساَن أن ل يتذرع بأنه مشغول باَلمناَجــاَة ،فيعيــش الفنــاَء اللهــي،
والذوباَن في المعاَني القدسية ،وينسى تكليفه الجتماَعي ..فإنه في مظاَن السلب لهــذه
النعم..
-13إن المؤمن في الدنياَ يحب أن يصل إلــى بعــض المــدارج المعنويــة العليــاَ جــدا،
وا يحجبهاَ عنــه ..ل لبخــل فــي فيضــه ،وإنمــاَ لعــدم تحمــل المــؤمن لبعــض صــور
85
العناَياَت الخاَصة ..إذ من الممكن أن يغير مجرى حياَته الدنيوية فل يستقيم لــه شــيء
في الحياَة..
-14يجب على المؤمن أن يطلب الدرجاَت العلياَ ،ويقنع بماَ ديعطى ..لنه هو الخبير
ت ،سواء في عاَلم الماَدة أو في عــاَلم
والبصير بقاَبلياَت العباَد ،وبماَ يستحقونه من قو ر
المعنى..
-16إن النساَن في الدعوة ل عز وجل ،عليــه أن يكــون نمفســه طويــل ..إن الهبــاَت
العاَلية ل تناَل بجهد بسيط..
-17إن على المؤمن أن ل ينظر إلى الحصاَد ،ول ينظــر إلــى الثآمــاَر؛ وإنمــاَ ينظــر
صر في الســعي ،فهــو إلى سعيه ..لن من ينظر إلى الثآمرة وإلى النتيجة ،لبد وأن يق ك
دائماَ يسعى بحسب الثآماَر..
-18كــم مــن المــؤمنين يعيشــون أجــواء المســاَجد ،ويعيشــون فــي بلد المســلمين،
ويعيشــون فــي أجــواء مشــجكعة تحــت يــدي أبــوين مــؤمنين ،ولكــن ل يســتغلون هــذه
الجواء!..
-19إن النساَن في بعض الوقاَت ،يركن إلى ماَضيه ..فيشغله الشــيطاَن باَلماَضــي
المشرق ،ليلهيه عن الحاَل وعن المستقبل ،ويقول له :أنت كنت كذا وكذا ..وباَلتــاَلي،
فإنه يرى لنفسه رصيداا كبيراا..
-20إن قصة يوسف كلهاَ فرج بعد شدة ،فهي تجربــة لبنــي آدم ..وعليــه ،فــإن علــى
النساَن أن ل يعيش اليأس في أسوء الحاَلت..
-21إذا أردناَ أن نخاَطب رب العاَلمين ،عليناَ أن نسلك هذا السلوك ،وهو :التحميــد،
والتعظيم ،والتفخيم ..ولهذا فإن المؤمن ل يدعو إل بعد أن يثآني على ا حق الثآنــاَء،
ثآم يصلي على أهل بيته ،ثآم يدعو..
-22نحذر النساَن العاَبد الذي ل عقل له ،من الوقوع في خطر النحراف القاَتل في
يوم من الياَم..
-23إن الذي يعيش حاَلة النحراف دهراا من حياَته ،ثآم يعود إلى ا عز وجل؛ فــإن
ا -تعاَلى -يبدل سيئاَته حسناَت ..أضف إلى أن حاَلة الخجل التي يعيشــهاَ ،تجعلــه ل
يصاَب باَلعجب ،إضاَفة إلى سرعة الدمعة عنده عندماَ يتذكر أياَم جاَهليته!..
86
-24إن على المؤمن أن يحذر حاَلة الخسران المستمرة في حياَته ..بمعنى أنه يجــب
أن ينظر دائماَ إلى عمله ،من خلل المراقبة الذاتية..
-25ماَ هي علمة العمل المقبول؟ ..إن العمل المقبول ،هو ذلك العمـل الـذي يعيـش
معه النساَن النتعاَش الروحي..
-26إن النساَن عندماَ يزاول عمل مخلصاَ لوجه ا تعــاَلى؛ فــإنه يعيــش حاَلــة مــن
حاَلت النفحاَت اللهية؛ المصاَحبة للعمل ،والرافعة لكل تحير واضطراب..
-27إن الدعاَء قبل وقوع البلء لدفعه ،أقوى من الــدعاَء بعــد نــزول البلء لرفعــه..
حيث أن المر يحتاَج في الحاَلة الثآاَنية لدعاَء مضاَعف..
-28إن الــدعاَء قبــل مجيــء البلء أقــرب للخلص؛ لنــه يعــبر عــن حاَلــة الحــب
للحديث مع ا -تعاَلى -ل طلباَ لمتاَع عاَجل..
-29عندماَ يدعو المؤمن في حاَل الشدة ،ل يعيش حاَلة من الخجل والســتحياَء؛ لن
هذا هو ديدنه )يدعو في الرخاَء والشدة( ..فهو ليس عبـدا انتفاَعيـاَ ،ل يـدعو ربـه إل
في الشدائد..
-30كل معصية هي ابتعاَد عن النور ،وكلماَ امتد زماَن المعصية؛ كلماَ زاد البتعاَد
عن النور ،إلى درجة ل يؤمل العودة إلى ذلك النور أبدا..
-31كلماَ أذنب النساَن ذنباَ ،اقترب مــن الظلمــة درجــة ،إلــى حــد يصــل كمــاَ يعــبر
القرآن الكريــم} :إممذا أمحخــمرمج ميــمدهد ملــحم ميمكــحد ميمرامهــاَ{ِ ..عندئــذ يتخبــط النســاَن فــي الظلم
الدامس ،فل يعلم يمينه من شماَله..
-32إن النفوس المطمئنة نفوس قليلة فــي عــاَلم الوجــود ،كنفــس الحســين )ع( ..أمــاَ
نفوسناَ نحن ،فهي نفوس أماَرة أو لوامة ..لذا على المؤمن أن يتخذ ساَعة من ليــل أو
تك إمبَني دكن د نهاَر ،فيتشبه بنبي ا يونس )ع( فيسجد ويقرأ آية} :كل إملممه إملر مأن م
ت دسحبمحاَمن م
مممن الرظاَلممميمن{ِ ..يكفي أن يقولهاَ مرة واحدة ،ولكن باَنقطاَع شديد إلى ا عز وجل..
-33إن من يريد السعاَدة المنشودة ،والطمئناَن القلبي؛ فــإن هــذه الســعاَدة ل يمكنهــاَ
أن توجد ،إل ضمن جو اليماَن ،والعودة إلى واهب السعاَدة وخاَلقهاَ..
-34ل يمكن أن تتحقق السعاَدة والطمئناَن فــي القلــب؛ إل بمراجعــة الوصــفة الــتي
جاَءت من مقبل مقبَلب القلوب ،بل خاَلق القلب..
87
-36إن الذي ل يخشى ول يخشع؛ هو إنســاَن ل يعــرف اــ ،فمثآلــه فــي ذلــك كمثآــل
المنكر له في مقاَم العمل..
-37إن النساَن الذي ل يفكوض أمره إلى ا تعاَلى ،وكــذلك الــذي يخشــى قلبــه مــن
انقطاَع الرزق ،والذي يخاَف المخلوق ..هذا النساَن ل يعــد مؤمنــاَ ا بــاَل عــز وجــل؛
لنه لم يحقق السكينة والطمئناَن في حركة حياَته..
-38إن المؤمن الذي يخشع في صلته ،ويترك اللغو ،ويحاَفظ على فرجه ،و...الخ؛
ولكنه ل يراعي أماَنته ..فإنه بعيد مـن رحمـة ا تعـاَلى ،وينطبـق عليـه قـول النـبي
)ص() :ملعورن ملعورن! ..من ضكيع من يعول(..
-39إن النســاَن فــي حيــاَته اليوميــة وإلــى أن يمــوت ،ل بــد وأن يبتلــى بجهلــة مــن
أرحاَمه أو من غير أرحاَمه ،في مجاَل عملــه أو فــي دائــرة معاَشــرته ..والمــؤمن إذا
تنزل إلى هؤلء الجاَهلين ،فإنه يتنزل إلى مستوى الجهاَل ،ويشغل نفسه بعوالمهم..
-40إن المؤمن إذا تجاَوز في حد من حدود اــ ،فهــو بحــد ذاتــه تلــك الســاَعة ليــس
بمؤمن ،ول وزن له ..فلعله كاَن قبل ذلك من العباَد والزهاَد ،وممــن لــه الــوزن قبــل
الغضب وبعده ..فإذن ،لماَذا يقيم النساَن وزناَ لماَ ل وزن له في حاَل الغضب؟..
-41إن السـجود فـي حقيقتـه هـو السـجود الروحـي ..فاَلسـجود حركـة قلبيـة ،وهـذه
السجدة الظاَهرية هي حركة البدن ..فاَلساَجدون ل عز وجل ،والمحترفون الســجود،
هؤلء لهم عوالم ل تقدر ول توصف ..فلهم سير إلى عاَلم الغيب..
-42إن السجود في عرف الولياَء والصلحاَء ،يعتبر ســياَحة روحيــة ،ومــاَ أروعهــاَ
من سياَحة! ..ل تكلف ماَلا ول تعبااَ ،ومتاَحة في أية ساَعة من الساَعاَت..
-43إن الدعاَء حركة القلب ل حركة اللساَن ،فاَللساَن يكشف عمــاَ فــي القلــب ..فــإذا
كاَن القلب خاَويااَ ،فحركة اللساَن تكشف عن معنى ل وجود له..
-44إن رتبة فراغ القلب من كــل شــاَغل ســواه ،مــن أعظــم صــور البلــوغ النفســي،
والسير العرفاَني إلى ا عز وجل..
-45إن النساَن الذي يقوم بأنواع العباَدات ،وأنـواع المجاَهـدات :سـيفااَ ،أو قلمـااَ ،أو
ل ،أو قدمااَ ..ولككن له قلباَ مضطرباَ ،وقلباَ يخشى المستقبل ،ويقلق علـى الماَضـي، قو ا
وغير مستقر ..فهذا القلب مقطوع الصلة بعاَلم الغيب ،ول صلة له باَل عز وجل..
-46إن هناَك فرقاَ بين أن يخاَف النساَن عذاب ربه ،وبين أن يخشى ربه..
-47إن من صكغر الشهوات؛ يراهاَ صغيرة جداا ..ولهــذا فــإن المــؤمن ل يعــاَني مــن
ترك الشهوات أبداا؛ لنهاَ حقـيرة فـي باَطـنه..
88
-48إن الترتيب الطبيعي للكماَل هو :القلب السليم ،والمجاَهدة العظيمة جدا ،ومن ثآم
الصدقة الجاَرية العظيمة..
-49قد يكون النساَن -حسب الظاَهر -خاَلي القلب مـن الشــرك ،وحـب المعاَصـي..
ولكن له في الدنياَ نقاَط حب وتعلق؛ فكلماَ أراد أن يتوجه إلى ا عز وجل ،تأتي هذه
النقاَط لتكون حاَجباَ بينه وبين ا عز وجل..
-50إن المقاَماَت ل دتعطى جزافاَ ..فاَلذي يريد درجة عند ا عــز وجــل ،ويريــد أن
يكسب هذه الدرجة في زاوية المسجد ،أو في هدوء المنزل ،وبأعماَل ل تكلفــه كــثآيرا
من المجاَهدة ..فإن هذا ل يصل إلى درجة ،وإنماَ ديعطى الجــر يــوم القياَمــة ..ولكــن
مقاَماَت الخواص :الخلة ،والقرب المتميز ،ل بد فيــه مــن المرحلــتين :مرحلــة القلــب
السليم ،ومرحلة الجهاَد العظيم ..وحينئرذ ماَ أحلهاَ من جاَئزة إلى يوم القياَمة!..
-51إن ا -عز وجل -هو الذي يحول بين الشيطاَن وبين قلوب عباَده ،فإذا أراد أن
يخذل عبده رفع تلك الحماَية ..فعندئذ يأتي الشيطاَن ،ويعشعش في وجوده..
-52إن النساَن الذي له شيطاَن قرين ،وهذا القتران في الذات ،وفي الباَطن ..هــل
هذا النساَن تنفعه المساَجد ،والمجاَلس؟ ..وهل تنفعه المواعظ؟ ..وهل تنفعــه الثآقاَفــة
العاَمة ،والكتاَب؟ ..وهل تنفعه العباَدة؟ ..إذا كاَن من الداخل ل هوية له ،فمــاَذا ينفعــه
الوجود الخاَرجي؟!..
-53إن هناَك من يقول :ربي ا -مليين المرات -ولكن ل يدخل في قلبه شيء مــن
الطمئناَن ،ول ينتفي عنه الخوف والحزن!..
-54إن النساَن الذي يعيش مشاَعر العبودية؛ فــإن لهــذا الحســاَس رصــيدا فكريــاَ..
فهو يعيش مشاَعر العبودية؛ لنه يرى أن هناَك مولوية وربوبية في الوجود..
-55يلحظ على بعض المــؤمنين التذبــذب والــتراجع ،والتقــدم والتــأخر :فــتراه ليلــة
القدر يترقى ،ثآم ينزل ،ثآم يترقى في موسم الحج ،ثآم ينزل ،ثآم يترقى ....وهكذا ،إنماَ
يكون كذلك؛ لن ليس له قاَنون أساَسي..
-56إن الشيطاَن في كل يــوم ينصــب للمــؤمن فخــاَ ،وتجــاَوز هــذا الفــخ يحتــاَج إلــى
معاَملة جديدة في كل يوم ..ولهذا ،فإن المؤمن ل ينفك عن الصراع اليومي..
-57إن الشخص الذي يعيش دون خوف من المستقبل ،ودون حزن من الماَضــي أو
الحاَضر؛ فمعنى ذلك أنه إنساَن يعيش في قمــة الســعاَدة النفســية ،ويطيــر فــي أجــواء
علياَ ،هؤلء هم أصحاَب الجنة! ..فمع أنهم في الدنياَ ،ولكنهــم يعيشــون أجــواء الجنــة
ونعيمهاَ ،ويمتلكون مشاَعر أهل الجنة!..
89
-58إن غاَية منى الساَلكين إلى ا عز وجل ،أن يصــلوا إلــى درجـة يكونـون بعيــن
ا ،ويكونون تحت رعاَية ا..
-59إن عليناَ أن ل ننسـى مرحلـة الصـطناَع عنـد اـ عـز وجـل ،وهـي أن يكـون
النساَن مصطنعاَ في عين ا عز وجل ،وأن يكون كـبيرا فــي عيــن اــ عــز وجــل،
وأن يكون مرضياَ عند ا عز وجل ..وإن لم يعترف به أحد من البشر.
-60إن النساَن المؤمن ل يهمه الصيت ،ول التأثآير الجتماَعي ..فإذا أراد اــ عــز
وجل ،يفتح له سبيل التأثآير في الناَس ..وقد يصطفيه لنفسه ،ويلقي عليه عمدا عنصر
الكتماَن والجهاَلة ،ليبقى مجهولا بين الناَس ..ولهــذا دأمرنــاَ أن ل نحتقــر أحــداا ،فلعلــه
الولي عند ا عز وجل..
-62إن الذي يريد أن يكون بعين ا عز وجل ،عليه أن يسلب من نفسه كل إرادة..
-63إن النســاَن الــذي تكــون لــديه إرادة ،ويحــب أن يصــل إلــى اــ -عــز وجــل-
بتخطيطه هو؛ فإن هذا ليس من التكاَمل في شيء..
-65إن النساَن المؤمن قد يعيش حاَلة اللتسبيح ،ويتهم ا في قضاَئه ..هو مستسلم
وصاَبر لحكم ربه؛ ولكنه يعيش في أعمــاَقه حاَلـة عـدم الرضــاَ ..وباَلتــاَلي ،فـإن هــذا
غير مسبح ،ولم ينزه ا حق التنزيه ،فهو يتهمه ل شعورياَ بأنه غير رؤوف ،وغيــر
حكيم ،وغير لطيف..
-66إن النساَن الذي عندماَ تأتيه بلية ،ويتمنى في قرارة نفسه أنــه لــو لــم تــأته هــذه
البلية المقدرة منه سبحاَنه ..فكأنه يقول لربه -ســواء اعــترف بــذلك ،أم لــم يعــترف:-
ياَرب! ..لو لم تفعــل ،لكــاَن أفضــل ،وأحكــم ..وهــذا هــو معنــى عــدم التنزيــه ،وعــدم
التسبيح الحقيقي..
-67إن من معاَني التسبيح :أن يتحول النساَن المؤمن إلى موجود إيماَني ،ل يعيش
أدنى درجاَت التبرم باَلقضاَء والقدر في سويداء قلبه ..فهو يحب كل ماَ يأتي مــن اــ
عز وجل ،وإن كاَن مكروهاَ لديه ..ومن هناَ التسبيح الحقيقي ،يدفع كــل هــذه الفــاَت
الباَطنية..
-68إذا أراد المؤمن أن يصل إلى مرحلة الكون بعين ا عز وجل ،عليــه أن يتــبرأ
من كل حول ومن كل قوة ..ويكون بين يــدي اــ ســبحاَنه كاَلعبــد المملــوك ،الــذي ل
يملك لنفسه نفعاَ ول ضرا..
90
ف عمــاَ ل
- 70إن القــرآن الكريــم مليــء بــاَلمر بــاَلتقوى ،وليســت التقــوى إل الكــ ر
ديرضي ا عز وجل :عملا باَلواجب ،وإنتهاَاء عن المحرم..
-71إن المر باَلتقوى خطاَب للمسلمين وللمؤمنين} :مياَ أمبيمهاَ الرمذيمن آممدنوا ارتقدــوا ر م
اــ{ِ..
أماَ عندماَ يصل المر إلى المحاَسبة ،فإننــاَ نلحــظ تغييــرا فــي لحــن اليــة} :موحلمتن د
ظــحر
ت لممغرد{ِ ..لكن مراقبة النفس أمرر صعب ،فهو أمرر ل يلتفــت إليــه الخلــق.. منحف ر
س رماَ مقردمم ح
وكأن هذه النفوس التي تنظر إلى مــاَ قــدمت لغــد ،نفــوس فــي غاَيــة القلــة وفــي غاَيــة
الندرة..
-72كيف للنساَن أن يتقي غضــب اــ -عــز وجــل -وهــو ل ينظــر إليــه ،ول يهتــم
بمراقبته؟ ..فيعصيه ،وقد جعله أهون الناَظرين إليه! ..وعليه ،صحيح أن التقوى هي
تكليف الجميع ،ولكن هذه التقوى ل تتكاَمل ول تعطي ثآماَرهاَ المرجوة ،إل باَلمراقبة
والمحاَسبة ..يقول الكاَظم )ع( كماَ في الرواية) :ليس مناَ ممن لم يحاَسب نفسه في ككل
يوم(..
-74إن نسياَن ا عكز وجكل ،سوف يدعو النساَن إلى نسياَن نفسه بــترك المراقبــة..
النساَن الذي ل يراقب نفسه ،قــد نســي نفســه ..ولهــذا ،فــإن النســاَن المصــلي الــذي
يصلي بقلب غاَفل ،هو إنساَن نسي نفسه..
-75إن نسياَن ا عز وجل :إماَ هو فسرق خفي ،أو مقدمة لفسق جلكي..
-77إن كلمة }تباَرك{ِ في سورة تباَرك هـي وصـف لـ تعـاَلى ،أي ذلـك الـرب هـو
الـذي تصــدر منـه البركـاَت الكــثآيرة ..ويجـب أن نتأسـى بـاَل -عــز وجــل -فـي هـذه
الصفة..
-78إن من صفاَت المؤمن ،أنــه وجــود مبــاَرك ومثآمــر أينمــاَ حــكل ونــزل ،وفــي أي
دائرة يوضع فيهاَ ،لنه مرتبط باَل تعـاَلى ..ف اَل تبـاَرك ،والمـؤمن تبـاَرك ..ومعنـى
ذلك أن اــ -تعــاَلى -تصـدر منــه الخيــرات الكــثآيرة ،وخيـرات اــ -عــز وجـل -لهـاَ
أسباَب ..والمؤمن المنتقى والمصطفى هو من مجاَري بركاَت ا..
91
-79إن الموت في نظر الناَس فناَء ،وعدم ،وصيرورة إلــى الــتراب ..ولكــن القــرآن
يقول :ل ،ليس كذلك ،بل العكس! ..فقد ذكر الموت قبــل الحيــاَة؛ لن المــوت أشــرف
من الحياَة ،فهو انتقاَل للثآمرة..
-80إن الموت باَلنسبة للمؤمن ،هــو النتقــاَل إلــى قاَعــة الحتفــاَلت الكــبرى ،لخــذ
الجاَئزة من ا تعاَلى ..فشوقه للموت ،أكثآر من شوقه للحياَة!..
-81إن على المؤمن أن ل يصاَب باَليــأس ،إن لــم يفعــل الخيــرات ،ولــم يتمكــن مــن
النفاَق ..ولكن المهم هو أن يقدم أحسن العماَل ،وإن كــاَن بســيطاَ؛ فــإن هــذا العمــل
يتقبله ا تعاَلى..
-82إن النساَن لو عاَش من دون فتنة فــي هـذه الــدنياَ؛ ســيكون سـريع السـترخاَء،
والتثآاَقل إلى الرض ..فاَلبلء في حياَة المؤمن ،بمثآاَبة الشوك على الرض..
-83إن الشيطاَن جعل للمؤمن طعماَ ا في فــخ ،وفــخ المــؤمن إنمــاَ هــي الــدنياَ بمتعهــاَ
وشهواتهاَ ..وهذه الشواك الناَبتــة ل تجعــل المــؤمن يســتلقي علــى الرض ويتثآاَقــل،
فكلماَ أراد أن ينسى ا -عز وجل -وإذا بصفعة مــن عــاَلم الغيــب :فــي بــدنه ،أو فــي
ماَله ،أو أهله ،أو أمنه ،أو سلمته..
-84إن البلء الذي ل يفقد المرء التوكجه إلى ا عز وجل ،والذي ل يمنع من عباَدة
ا عز وجل؛ فهذا ليس ببلء..
-85إن المؤمن يوم القياَمة يتمنــى لــو لــم تســتجب لــه دعــوة واحــدة ،لمــاَ يــرى مــن
التعويض في ذلك العاَلم..
-86إن أصحاَب البلء المستمر ،يعيشون في جــو مــن الرحمــة اللــــهية المبطنــة..
ولطاَلماَ رأيناَ أنواعاَ من التوفيق ،يحصل عليهاَ هؤلء بعد فترة من البلء..
-87إن المؤمن يجب أن ل يتبرم من البلء ،ولكن بشرط أن ل يكون هــو ســبباَ ا فــي
ذلك البلء ..فاَلنساَن الذي يسقط نفسه في المهاَلك ،يكون قد خاَلف قــول اــ تعــاَلى:
}مولم دتحلدقوحا مبأ محيمديدكحم إمملى الرتحهل دمكمة{ِ ..فإذا أهلك نفسه ،فلله -عز وجل -أن ل يــؤجره علــى
ذلك ،إل تكرماَ ا ولطفاَ ا وفض ا
ل..
-88إن الدنياَ ل ذنب لهاَ ،فاَلدنياَ عباَرة عن مــواد خــاَم غيــر ناَطقــة ..والــذي يحــكول
الدنياَ إلــى أداة للفســاَد ،أو إلــى أداة للصــلح ،يعتمــد علــى طبيعــة الرتبــاَط ،وكيفيــة
تعاَمل النساَن مع الدنياَ ،هل هو تعاَمل من اتخذ الدنياَ مزرعة للخرة؟..
-89إن الــدنياَ بصــخبهاَ وفتنتهــاَ وضــجيجهاَ ،تجمــع شــهوات الــدنياَ ..ويجــب علــى
النساَن أن ل يعطي الدنياَ أكبر من حجمهاَ ،بحيث تستبدل بهاَ الخرة..
92
-90إن النساَن إذا حكول تعاَمله مع أهله وولده وماَله إلــى تعاَمــل إســلمي شــرعي،
فقد أمن من كيد الشيطاَن؛ لن الشـيطاَن يـأتي مـن هـذه البـواب المعروفـة :النسـاَء،
والبنيـن ،والمـوال ..فهــذه ثآلثآــة أبــواب رئيسـية ،إذا جعـل النسـاَن علـى كــل بـاَب
رصيداا ،ومحاَسبااَ ،ورقيبااَ ،فبإمكاَنه أن يتجاَوز هذه المراحل بنجاَح..
-91من رأى بأن سلوكه في هذه الدنياَ حسب الظــاَهر ســلوك مرضــي ،وعــاَش فــي
أعماَق وجوده الرضاَ بقضاَء اـ وقـدره؛ فعندئـرذ هـو فـي الـدنياَ يعيـش حـاَلت أهـل
الجنة ،ول يهمه أن يفقد شيئاَ من متاَع الدنياَ..
-92إن على المؤمن أن يدعو ا عز وجل ،أن ل يعطيه مـن الـدنياَ ،م اَ يـوجب لـه
النشغاَل عن ا سبحاَنه وتعاَلى..
-93إن اللساَن الذاكر جيد ،ولكن اللساَن الذاكر يتوقف ..أماَ إذا تحول النســاَن إلــى
روح ذاكرة ،وإلى قلب ذاكر ،فماَ دام ينبض باَلحياَة؛ فهو ينبض باَلذكر..
-94لماَذا عاَمة الناَس يذكرون ا في المسجد ،وإذا خرجوا نسوا اــ عــز وجــل؟..
ولماَذا عاَمة الحجاَج يذكرون ا في أيــاَم معــدودات أو أيــاَم معلومــاَت ،فـإذا رجعــوا
إلــى أوطــاَنهم نســوا اــ عــز وجــل؟ ..إن ســبب ذلــك لعــدم وجــود الرصــيد الثآــاَني،
ت مهمذا مباَمط ا
ل{ِ.. ت موالمحر م
ض مرربمناَ مماَ مخلمحق م }موميمتمفركدرومن مفي مخحلمق الرسمماَموا م
-95إن المؤمن إذا احتكم إلى الشريعة ،عليه أن يخضع أول خاَرجياَ ثآم باَطنيــاَ ،أي
أنه يعيش حاَلة الستسلم التاَم لرأي الشريعة ..وهذه الحاَلــة ل يمكــن أن تتحقــق ،إل
إذا عاَش النساَن جو العبودية الكاَملة ل عز وجل..
-96إذا عمل النساَن يوماَ بحكم الشريعة ،وهو يعيش التثآاَقل ..فمعنــى ذلـك أن هـذا
النساَن ملحق بجماَعة من المناَفقين..
-97إن النفــس المــاَرة باَلســوء ،هــي النفــس الــتي لــم تخــرج مــن فلــك الشــهوات
والملذات ،لدرجة أنهاَ أصبحت أسيرة تلك الشهوات..
-98إن النفس اللوامة ،هي النفس التي ماَ زالت في حاَلـة تجـاَذب بيـن الهـدى وبيـن
الهوى ..فهي تعيش حاَلة وســطية بيــن بــرزخ النفــس المــاَرة باَلســوء ،وبيــن النفــس
المطمئنة..
-99إن النفس المطمئنة وهي آخر مراتب الكماَل البشري ،الــتي يصــل إليهــاَ البشــر
من خلل تهذيب الروح ،لخراجهاَ من عاَلم الماَرية إلــى عــاَلم اللواميــة ..ومــن ثآــم
السعي للتشبه بتلك النفوس المطمئنة..
-100ل بد لناَ أن نعلم أن رضوان ا تعاَلى ،ليس أمرا جزافيــاَ بعيــد المنــاَل ..إنمــاَ
النساَن هو الذي بيده أن يرسم هذا الرضوان..
93
كتب أنصح بقرائتها
هناَك بعض الكتب القيمة الرائعــة الــتي قرائتهــاَ و أنصــح اخــواني بقرائتهــاَ
وهي متوفرة في المكتباَت و متوفرة على النترنت و هي :
-1كيمياَء المحبة ) .تأليف محمد الريشهري(.
-2الكماَلت الروحية عن طريق اللقاَء بصاَحب الزماَن عج ).تأليف السيد حسن
البطحي(
-8بركاَت وآثآاَر الصلة على النبي وآله الطهاَر )تأليف الشيخ علي البراهيمي(.
الخاتمتتتة
أرجو أن أكون وفقت في كتاَبي هذا لتوضـيح بعـض خطـوات السـلوك إلـى اـ
سبحاَنه و تعاَلى ،و قد بــذلت جهــدي مــع قلــة البضــاَعة و كــثآرة الضــاَعة مــع
علمــي بفهمــي القاَصــر و فكــري الفــاَتر و عزمــي الخــاَئر ،و لكــن ل يســقط
الميسور باَلمعسور و إلى ا عاَقبة المــور ،و اســئل اــ ســبحاَنه و تعــاَلى أن
يتقبله مني بأحسن قبول بجاَه محمد و آله الطيبين الطاَهرين صلوات اــ عليهــم
94
اجمعين ،و أن يكون فيه ماَ يفيد المؤمنين و المؤمناَت و اختم كتاَبي بدعاَء أهل
البيت المعمور :
فقاَل رسول ا صلى ا عليه و آله لجبرئيل :ماَ ثآواب هذه الكلمــاَت قــاَل :هيهــاَت
هيهاَت أنقطع العلم لو اجتمع ملئكة ســبع ســماَوات وســبع ارضــين علــى أن يصــفوا
ثآواب ذلك الى يوم القياَمة ماَ وصفوا من كل جزء جزئاَ واحدا فإذا قاَل العبد يــاَ مــن
اظهر الجميل وستر القبيح ستره ا ورحمه في الدنياَ وجمرـله في الخرة وســتر اــ
عليه ألف ستر في الدنياَ والخرة ،وإذا قاَل يــاَ مــن لــم يؤاخــذ بــاَلجريرة ولــم يهتــك
الستر لم يحاَسبه ا يوم القياَمة ولم يهتك ستره يوم تهتك الستور ،وإذا قاَل ياَ عظيم
العفو غفر ا لــه ذنــوبه و لــو كــاَنت خطيئتــه مثآــل زبــد البحــر ،وإذا قــاَل يــاَ حســن
التجاَوز تجاَوز ا عنه حتى السرقة وشرب الخمر و أهاَويل الدنياَ وغيــر ذلــك مــن
الكباَئر وإذا قاَل ياَ واسع المغفرة فتح ا عز و جل له سبعين باَباَ مــن الرحمــة فهــو
يخوض في رحمة ا عز و جل حتى يخرج من الــدنياَ ،وإذا قــاَل يــاَ باَســط اليــدين
باَلرحمة بسط ا يده عليه باَلرحمة ،وإذا قاَل ياَ صاَحب كل نجوى وياَ منتهــى كــل
شكوى أعطاَه ا من الجر ثآواب كل مصاَب وكل ساَلم وكل مريــض وكــل ضــرير
وكل مسكين وكل فقير وكل صاَحب مصيبة الى يوم القياَمة ،وإذا قاَل ياَ عظيم المن
أعطاَه يوم القياَمة منيته ومنية الخلئق وإذا قاَل يـاَ كريــم الصــفح أكرمــه اـ تعـاَلى
كرامة النبياَء ،وإذا قاَل ياَ مبتدئاَ باَلنعم قبل استحقاَقهاَ أعطاَه ا من الجر بعدد من
شكر نعماَه وإذا قاَل ياَ ربناَ و ياَ سيدناَ قاَل ا تباَرك وتعــاَلى :اشــهدوا ملئكــتي أنــى
قد غفرت له وأعطيته من الجر بعدد من خلقته في الجنة والناَر والسماَوات السبع و
الرضيين السبع والشمس والقمر والنجــوم وقطــر المطــاَر وأنــواع الخلــق والجبــاَل
والحصى والثآرى وغير ذلك والعرش والكرسي ،خلقته في الجنة والناَر والســماَوات
السبع والرضيين السـبع والشـمس والقمـر والنجـوم وقطـر المطـاَر وأنـواع الخلـق
والجباَل والحصى والثآرى وغير ذلك والعرش والكرسي ،وإذا قــاَل يــاَ مولنــاَ ملــئ
ا قلبه من اليماَن ،وإذا قاَل ياَ غاَية رغبتـاَه أعطـاَه ا يـوم القياَمـة رغبتـه ومثآـل
رغبة الخليق ،وإذا قاَل أسئلك ياَ ا أن ل تشوه خلقي باَلناَر قاَل الجباَر جل جلله:
95
أستعتقني عبدي من الناَر اشهدوا ملئكتي أنى قــد أعتقتــه مــن النــاَر و أعتقــت أبــويه
وأخواته وأهلــه و ولــده و جيرانــه ،وشــفعته فــي ألــف رجــل ممــن وجبــت لهــم النــاَر
وأجرتــه مــن النــاَر ،فعلمهــن يــاَ محمــد المتقيــن ،ول تعلمهــن المنــاَفقين فأنهــاَ دعــوة
مستجاَبة لقاَئلهن أنشاَء ا تعــاَلى .وهــو دعــاَء أهــل الــبيت المعمــور حــوله إذا كــاَنوا
يطوفون به .
و نظراا لوجود أختلف بسيط بين الرواياَت في نص الـدعاَء ،فقـد أخـترت أنـاَ اورد
نص الدعاَء حسبماَ جاَء في بحاَر النوار :
ياَ من أظهر الجميل و ستر القبيح ياَ مــن لــم يؤاخـذ بـاَلجريرة و لــم يهتـك السـتر يــاَ
عظيم العفو ياَ حسن التجاَوز ياَ باَسط اليدين باَلرحمة ياَ صاَحب كل حاَجة ياَ واسع
المغفرة ياَ مفرج كل كربة ياَ مقيل العثآرات ياَ كريم الصفح ياَ عظيم المن ياَ مبتــدئاَ ا
باَلنعم قبل استحقاَقهاَ ياَ رباَه ياَ سيداه ياَ غاَية رغبتاَه أسألك بك و بمحمــد ص و علــي
و فاَطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمــد
و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن
علي و القاَئم المهدي الئمة الهاَدية ع أن تصلي على محمد و آل محمــد و أســألك يــاَ
ل ياَ ل أل تشوه خلقي باَلناَر و أن تفعل بي ماَ أنت أهله (1) .
--------------------------------------
) (1ورد فتتي بحتتار النتتوار ج 83ص / 75البلتتد الميتتن ص / 18عتتدة التتداعي ص / 337مصتتباح
الكفعمي ص 29
تم بحمد ا النتهاَء من تأليفه في الساَبع والعشرين من شهر محرم الحرام لعاَم
1431من الهجرة و صلى ا على محمد و آله الطيبين الطاَهرين و آخر
دعواناَ أن الحمدل رب العاَلمين.
الفهتتتتتتتتتتتترس
97