You are on page 1of 97

‫تصريح نشر‬

‫بهذا أصرح و أجيز لكافة دور النشر و الطباعة و أخواني المؤمنين طباعة و نشر هذا الكتتتاب أو جتتزء منتتتتته‬
‫و القاتباس منه بكافة وسائل الطباعة و النشر و الستفادة منه ماديا ا و معنويا ا دون أدنى مطالبة منتي ‪ ،‬و ات‬
‫من وراء القصد و هو ولي التوفيق و السداد و صلى ا على محمد و آله الطاهرين‪ .‬المؤلف‬

‫كــن فيـــكون‬
‫الحاج محمد بن حسين علي السماعيل‬

‫‪1‬‬
‫بسم ا الرحمن الرحيم‬

‫ب احلمعــاَملمميمن الررححممــمن الررمحيــمم‬ ‫احلمححمدد م ر م‬


‫لــ مر بَ‬
‫ك منحســمتمعيدن‬ ‫ك منحعدبدد موإمريــاَ م‬
‫مماَلممك مي حومم البَديمن إمرياَ م‬
‫صــمرامط الرــمذيمن‬ ‫صــمرامط احلدمحســمتمقيمم م‬ ‫اهــمدمناَ ال بَ‬
‫ب معملحيمهــحم مولم‬ ‫ضــو م‬ ‫ت معملحيمهحم مغحيمر احلممحغ د‬ ‫أمحنمعحم م‬
‫ضاَبَليمن‬
‫ال ر‬

‫‪2‬‬
‫الهـــداء‬

‫أهدي هذا العمل المتواضع إلى مقـــــاَم ســــــيدتي‬


‫و مولتي فاَطمة الزهراء سيدة نســـاَء العاَلمـــــين‬
‫و أبنــة خيــر النبيــاَء و المرســلين و زوجــة أميــر‬
‫المؤمنين تلك مولتي ام الحسن و الحســين عليهــم‬
‫السلم راجياَ ا منهاَ القبول‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫البتتتدايتتتتتتتة‬
‫بسم ا الرحمن الرحيم الحمدل رب العاَلمين و صلى ا علــى ســيدناَ محمــد خيــر الخلــق‬
‫اجمعين و على آله الغر المياَمين صلة ل ينفد مددهاَ و ل يحصى عددهاَ باَقية ناَمية دائماَ ا‬
‫ابداا و سلم تسليماَ ا كثآير اا و اللعن الدائم و الظلم الثآم على اعدائهم و شاَنئيهم من الولين و‬
‫الخرين آمين رب العاَلمين ‪.‬‬

‫الماَني و الماَل التي تحققت لناَ بعــد الســعي الحــثآيث لتحصــيلهاَ ‪ ،‬ل تلبــث النفــس طــويلا‬
‫حتى تسأم منهــاَ و تطلــب غيرهــاَ و غيرهــاَ بــدون انتهــاَء ‪ ،‬و خيــر شــاَهد علــى ذلــك هــي‬
‫تجاَربناَ الساَبقة في الحياَة ‪ ،‬فكم أمرر بذلناَ الجهود المضنية لتحقيقه و بعــد أن تحقــق أصــبح‬
‫شيئاَ ا عاَدياَ ا كأي حدث روتيني حدث أو يحدث في الحياَة‪.‬‬

‫إنناَ نسعى دوم اَا لتحقيق السعاَدة باَلدراسة و العمل و التجاَرة و تطوير الذات و أمور كثآيرة‬
‫و عندماَ تتحقق لناَ تلك المور ل نجد تلك السعاَدة التي كناَ ننشدهاَ و نطمــع فــي الوصــول‬
‫إليهاَ ‪.‬‬

‫الســعاَدة ليســت فــي كــثآرة المــاَل و ل فــي الجــاَه و ل فــي الســلطة و ل فــي الشــهرة كمــاَ‬
‫يتصورهاَ البعض فكثآير ممن يملكون بعض او كل ماَ تقدم نــراه تعيــس تعاَســة ل توصــف‬
‫أدت ببعضهم إلى النتحاَر ‪.‬‬

‫السعاَدة الحقيقية في المر الذي عندماَ يتحقق فإنناَ لن نسأم منه و لن نمــل و ل نميــل إلــى‬
‫غيره و تلك السعاَدة تتجلى بوضوح في قول الماَم السجاَد عليه السلم في مناَجاَة المحبين‬
‫حيث قاَل ‪ ( :‬إلهي من ذا الذي ذاق حلوة محبتك فرام منك بـدل و من ذا الذي أنس بقربك‬
‫حول)‪ ،‬إذن ‪ ..‬السعاَدة الحقيقية في محبة ا و الحساَس برضاَه عز و جــل‬ ‫فاَبتغى عنك م‬
‫‪ ،‬فعندماَ ينبض القلب بحب ا فإنه يتــذوق ســعاَدة حقيقيــة ‪..‬ســعاَدة ل يصــف لــذتهاَ ألســن‬
‫الواصفون و ل تدركهاَ عقول المفكرون ‪ ،‬و حب ا الذي هو السعاَدة الحقيقية يتحقق عـن‬
‫طريق طاَعته فيماَ أمر و أجتناَب ماَ نهى عنه و زجر ‪.‬‬

‫و هذا الكتاَب الذي بين يديك عزيزي القاَرئ هو محاَولة لرسم الطريــق المـؤدي إلــى ذلــك‬
‫الحب ‪ ...‬الحب الذي إذا نبض في قلبك فلن يهمك ماَ فاَتك من الــدنياَ و مــاَ آتــاَك لن قلبــك‬
‫سيكون معلقاَا باَلملئ العلى و طموحك ارقى و أسمى ‪ ،‬كماَ أنك ستصبح عبداا إلهياَ ا ‪ ،‬تقــل‬
‫للشيئ كن فيكون لقول ا عز و جل في الحديث القدســي )عبــدي أطعنــي تكــن مثآلــي أنــاَ‬
‫أقول للشيئ كن فيكون اجعلك تقل للشيئ كن فيكون(‪.‬‬
‫و اسئل ا سبحاَنه و تعاَلى أن يوفقني لتدوين هذه الكلماَت و ان يجعل هذا العمــل خاَلصــاَ ا‬
‫لوجهه الكريم ‪.‬‬
‫الفقير إلى ا‬
‫الحاَج محمد بن حسين علي السماَعيل‬

‫‪4‬‬
‫إن ا يحبك‬
‫حب ا سبحاَنه و تعاَلى لعبده المؤمن ليس له حدود و منعــم اــ ســبحاَنه و‬
‫الطاَفه و أياَديه على عباَده خير دليل على ذلك الحب فهــو الــذي جعلــه مــاَاء‬
‫في صلب رجل مؤمن و نقله إلى رحم مؤمنــة و تعاَهــده باَلغــذاء و المــاَء و‬
‫الهواء حيث ل احد هناَك سوى ا عز و جل يعتني به فـي تلـك الظلمـة و‬
‫الضيق ‪ ،‬و الضــعف ‪ ...‬تســعة أشــهر كفلتــه الملئكــة و مكــث فــي ضــياَفة‬
‫الرحمن يتعاَهده حتى نماَ من طور إلى طور ثآم زوده بماَ يحتاَجه في عاَلم‬
‫الدنياَ فخلق له عينين للنظر و أذناَن للســمع و أنــف لشــم الروائــح الطيبــة و‬
‫أيصاَل الهواء إلى خلياَ الجسم و لساَن و شفتين لتذوق الشياَء و النطــق و‬
‫ل يميز به الخير من الشر و يــدان يــدفع بهمــاَ‬ ‫التواصل مع بني جنسه و عق ا‬
‫عن نفسه شر العـداء و يتنـاَول الشــياَء و قـدماَن ينتقــل بهمـاَ حيـث يشــاَء‬
‫فسبحاَن ا رب الرض و السماَء ماَ أعظم أياَديه و ألطــاَفه علــى العبيــد و‬
‫الماَء ‪.‬‬
‫ثآم اخرجه إلى عاَلم الدنياَ و عطف عليه الم لــتراعيه و تــترك لذيــذ مناَمهــاَ‬
‫لتغذيه ‪ ،‬و اجرى له من صدرهاَ حليباَ ا ســاَئغاَ ا ســاَخناَ ا فــي الشــتاَء بــاَرداا فــي‬
‫الصيف و جعل له في ذلك الحليب ماَدة اللبــاَءة لــتزود جســده باَلمناَعــة مــن‬
‫المراض و الدواء ‪ ،‬و بعد أن فطم عطف عليه ابيه ليأتيه برزقه و يحميه‬
‫حتى نماَ و ترعرع و اشتد عوده و تفرع‪ ،‬ثآم أرســل لــه الرســل مبشــرين و‬
‫منذرين و أرسل له الكتــب ليعــرف الحكمــة مــن خلقــه و مــاَ يــراد منــه ‪ ،‬و‬
‫ليدلونه إلى ماَ ينجيه و يحذرونه ممــاَ يهلكــه و يرديــه ‪ ،‬و احــاَطه بملئكتــه‬
‫تحرسه و تحميه )إن كل نفس لماَ عليهاَ حاَفظ( ‪ ،‬فهل هناَك دليلا اعظم من‬
‫هذا الدليل على حب ا سبحاَنه و تعاَلى لعبده المؤمن من هذا ؟‬
‫و قد ورد عن داود بن فرقد عــن أبــي عبــدا ع ‪ :‬أن فيمــاَ أوحــى اــ عــز‬
‫وجل إلى موسى بن عمران ع ياَ موسى ماَ خلقت خلقاَ ا أحب إلي من عبــدي‬
‫المؤمن فإني إنماَ أبتليه لماَ هو خير له و أعــاَفيه لمــاَ هــو خيــر لــه و أزوي‬
‫عنه ماَ هو شر له لماَ هو خيرر له و أناَ أعلم بماَ يصلح عليه عبدي فليصــبر‬
‫على بلئي و ليشكر نعماَئي و ليرض بقضاَئي أكتبه فــي الصــديقين عنــدي‬
‫إذا عمل برضاَئي و أطاَع أمري ‪) .‬الكاَفي ‪ 2‬ص‪( 62 :‬‬

‫‪5‬‬
‫و ماَ كاَن رد هذا العبد الناَكر للجميل على إحساَن الجليــل ‪،‬ســوى التكــبر و‬
‫العصياَن و العــراض والنكــران فــبئس العبــد مــن عصــى و نعــم العبــد إذا‬
‫اتقى‪.‬‬

‫أفتضل العتتتبادات‬
‫إن من افضل العباَدات التفكر في أمر ا و شئون هذه الدنياَ و تقلبهاَ بأهلهاَ مــن‬
‫حاَل إلى حاَل فل بقاَء لشيئ فيهاَ على حاَل فكــم مــن صــحيح مــرض و كــم مــن‬
‫غني افتقر و كم من شباَب هرم و كم من عزيــز ذل و كــم مــن صــاَحب ملــك و‬
‫سلطة نزع ملكه و سلطته ‪ ،‬و كم من حي مــاَت ‪ ،‬أيــن الجــداد و البــاَء و ايــن‬
‫الخوال و العماَم و أين الملوك و الكاَسرة و اين المـراء و القياَصـرة ذهبـوا‬
‫فكاَنوا كاَنهم ماَ كاَنوا كقول الشاَعر ‪:‬‬
‫باتوا على قلل الجبال تحرسهم = غلب الرجال فما أغنتهم‬
‫القلل‬

‫و استنزلوا من بعد عز من معاقلهم = فأودعوا حفرا ا يا بئس ما‬


‫نزلوا‬

‫ناداهم صارخ من بعد ما قبروا = أين السرة و التيجان و الحلل‬

‫ة = من دونها تضرب الستار و‬


‫أين الوجوه التي كانت منعم ة‬
‫الكلل‬

‫فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم = تلك الوجوه عليها الدود‬


‫يقتتل‬

‫قد طال ما أكلوا دهرا ا و ما شربوا = فأصبحوا بعد طول الكل‬


‫قد أكلوا‬

‫هذا التفكر مماَ يورث الزهد فيهاَ و يحث المتفكر على العمل لــدار البقــاَء و قــد‬
‫رويت أحاَديث جمة في الحث على التفكر منهاَ ماَ روي عــن أبــاَن عــن الحســن‬
‫الصيقل قاَل سألت أباَ عبدا ع عماَ يروى الناَس أن تفكر ساَعة خيــر مــن قيــاَم‬
‫ليلة قلت كيف يتفكر قاَل يمر باَلخربة أو باَلدار فيقول أيــن ســاَكنوك أيــن بــاَنوك‬
‫ماَ باَلك ل تتكلمين‪) .‬الكاَفي ‪ 2‬ص ‪(54‬‬

‫‪6‬‬
‫روي عن أبي عبدا ع قاَل كــاَن أميــر المــؤمنين ع يقــول نبــه بــاَلتفكر قلبــك و‬
‫جاَف عن الليل جنبك و أتق ا ربك ‪) .‬الكاَفي ‪ 2‬ص ‪(54‬‬

‫عن معمر بن خلد قاَل سمعت أبــاَ الحســن الرضــاَ ع يقــول ليــس العبــاَدة كــثآرة‬
‫الصلة و الصوم إنماَ العباَدة التفكر في أمر ا عز و جل ‪) .‬الكاَفي ‪ 2‬ص ‪(54‬‬

‫عن حماَد بن ربعي قاَل قاَل أبوعبدا ع قاَل أمير المؤمنين ع إن التفكــر يــدعو‬
‫إلى البر و العمل به ‪) .‬الكاَفي ‪ 2‬ص ‪(54‬‬

‫حسن الظن بال مفتاح الخيرات‬


‫إن كل ماَ يفعله ا سبحاَنه و تعاَلى و يقدره و يقضيه فــي مصــلحة عبــده و‬
‫حفاَظاَ ا و إبقاَاء على دينه فعلى المؤمن مهماَ أصــاَبه مــن بلء او أمتحــاَن او‬
‫مصاَئب أن يتيقن بأن ا عز و جل إنماَ أراد بذلك مصلحته إمــاَ فــي الــدنياَ‬
‫أو الخرة ‪،‬و قد وردت أحاَديث جمة تدل على ذلــك و تحــث المــؤمن علــى‬
‫حســن الظــن بــاَل ‪ ،‬حيــث ان حســن الظــن بــاَل ســبحاَنه و تعــاَلى طريــق‬
‫لستحقاَق اللطف و الكرم و العطف اللهي بل حد و ل عد ‪.‬‬
‫كماَ روي عن أبي جعفر ع قاَل قــاَل رســول اــ )صــلى اــ عليـه و آلــه و‬
‫سلم( قاَل ا عز و جل ) إن من عباَدي المؤمنين عباَداا ل يصــلح لهــم أمــر‬
‫دينهم إلاَ باَلغنى و السعة و الصحة فــي البــدن فــأبلوهم بــاَلغنى و الصــحة و‬
‫السعة و صحة البدن فيصلح عليهم أمــر دينهــم و إن مــن عبــاَدي المــؤمنين‬
‫لعباَداا ل يصلح لهــم أمــر دينهــم إلاَ باَلفاَقــة و المســكنة و الســقم فــي أبــدانهم‬
‫فأبلوهم باَلفاَقة و المسكنة و السقم فيصلح عليهم أمر دينهــم و أنــاَ أعلــم بمــاَ‬
‫يصلح عليه أمر دين عباَدي المؤمنين و إن من عباَدي المؤمنين لمن يجتهد‬
‫في عباَدتي فيقوم من رقاَده و لذيذ وساَده فيجتهد لي اللياَلي فيتعب نفسه في‬
‫عباَدتي فأضربه باَلنعاَس الليلة و الليلتين نظراا مني لــه و إبقــاَء عليــه فينــاَم‬
‫حتى يصبح فيقوم و هو ماَقت لنفسه زارئ عليهاَ و لو أخلي بينه و بين مــاَ‬
‫يريد من عباَدتي لدخله العجب من ذلك فيصيره العجب إلــى الفتنــة بأعمــاَله‬
‫فيأتيه من ذلك ماَ فيه هلكه لعجبه بأعماَله و رضــاَه عـن نفسـه حـتى يظـن‬
‫أنه قد فاَق العاَبدين و جاَز في عباَدتي حد التقصير فيتباَعد مني عند ذلــك و‬

‫‪7‬‬
‫هو يظن أنه يتقــرب إلــى فل يتكــل العــاَملون علــى أعمــاَلهم الــتي يعملونهــاَ‬
‫لثآوابي فإنهم لو اجتهدوا و أتعبوا أنفسهم و أفنوا أعماَرهم في عباَدتي كــاَنوا‬
‫مقصرين غير بــاَلغين فــي عبــاَدتهم كنــه عبــاَدتي فيمــاَ يطلبــون عنــدي مــن‬
‫كرامتي و النعيــم فــي جنــاَتي و رفيــع درجــاَتي العلــى فــي جــواري و لكــن‬
‫فبرحمتي فليثآقوا و بفضلي فليفرحوا و إلى حسن الظــن بــي فليطمئنــوا فــإن‬
‫رحمتي عند ذلك تداركهم و مني يبلغهم رضواني و مغفرتي تلبسهم عفــوي‬
‫فإني أن ا الرحمن الرحيم و بذلك تسميت(‪) .‬الكاَفي ‪ 2‬ص ‪( 61‬‬

‫و روي عن أبوعبدا ع قاَل ا عز و جل )عبدي المــؤمن ل أصــرفه فــي‬


‫شيئ إل جعلته خيراا له فليــرض بقضــاَئي و ليصــبر علــى بلئــي و ليشــكر‬
‫نعماَئي أكتبه ياَ محمد من الصديقين عندي( ‪) .‬الكاَفي ‪ 2‬ص ‪( 62‬‬

‫عن أبي عبدا ع قاَل ‪) :‬عجبت للمرء المسلم ل يقضي ا عــز و جــل لــه‬
‫قضاَء إل كاَن خيراا لــه و إن قــرض باَلمقــاَريض كــاَن خيــراا لـه و إن ملــك‬
‫مشاَرق الرض و مغاَربهاَ كاَن خيراا له( ‪) .‬الكاَفي ‪ 2‬ص ‪( 62‬‬

‫عن أبي جعفر ع قاَل وجدناَ فــي كتــاَب علــي ع أن رســول اــ )صــلى اــ‬
‫عليه و آله وسلم( قاَل و هو على منبره )و الذي ل إلــه إل هــو مــاَ أعطــي‬
‫مؤمن قط خير الدنياَ و الخــرة إل بحســن ظنــه بــاَل و رجــاَئه لــه و حســن‬
‫خدـلقه و الكـف عـن أغتيـاَب المــؤمنين و الــذي ل إلـه إل هـو ل يعـذب اـ‬
‫مؤمناَا بعد التوبة و الستغفرا إلى بسوء ظنه بــاَل و تقصــيره مـن رجــاَئه و‬
‫سوء خلقــه و أغتيــاَبه للمــؤمنين و الــذي ل إلــه إل هــو ل يحسـن ظــن عبــد‬
‫مؤمن باَل إل كاَن ا عند ظن عبده المــؤمن لن اــ كريــم بيــده الخيــرات‬
‫يستحي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثآــم يخلــف ظنــه و رجــاَءه‬
‫فأحسنوا باَل الظن و ارغبوا إليه(‪) .‬الكاَفي ‪ 2‬ص ‪(71‬‬

‫عن أبي الحسن الرضاَ ع قاَل أحسن الظن باَل فإن ا عز و جل يقول )أناَ‬
‫عند ظن عبدي المؤمن بي إن خيــراا فيخــراا و إن شــراا فشــراا( ‪) .‬الكــاَفي ‪ 2‬ص‬
‫‪( 72‬‬

‫‪8‬‬
‫رجل مفلوج لكنه شكور‬
‫في رواية عن موسى بــن عمــران عنــدماَ أراد مــن اــ أن يريــه أحــب‬
‫الخلق إليه فأوحى ا إليه أن اذهب إلى المحل الفلنــي وســوف تــراه‪،‬‬
‫فلمـاَ جـاَءه وجــد رجلا أعمـى ومفلـوج )‪ (1‬وفــي نفـس الــوقت مريـض‬
‫أيضااَ‪ .‬اقترب منه موسى وجلس يسأل عن حاَله فســمعه يســبح اــ "يــاَ‬
‫باَر ياَ وصول"‪.‬‬
‫مع كل هذه المصاَئب من فقدان البصـر والرجـل مـع ذلـك يشـكر اـ‬
‫على نعمه ويذكر فضله واحساَنه‪.‬‬
‫سأله موسى "كيف تشكر ا وأنت على هذه الحاَلة"؟ فقاَل‪:‬‬
‫أعطاَني عيناَا لمدة من الزماَن ورفعت بذلك حــوائجي‪ ،‬ولكــي ل أنظــر‬
‫المناَظر المحرمة والمسببة للغفلة‪ ..‬لكي ل تقع عيني على حــرام‪ ،‬أخــذ‬
‫عيني‪..‬‬
‫أعطاَني رج ا‬
‫ل وقد استفدت منهاَ وبعد ذلــك أخـذهاَ حـتى ل أذهـب إلــى‬
‫مكاَن حرام‪.‬‬
‫وأيض اَا أعطاَني نعمة لم يعطهاَ إلى أي أحد في هذه القرية التي أناَ فيهاَ‬
‫فكيف استطيع أن اشكر هذه النعمة‪.‬‬
‫فسأله موسى‪ :‬أي نعمة أعطاَك؟ فقاَل ‪ :‬نعمة اليماَن‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫على المؤمن أن يعلم و يتيقن أن جميع ماَ يحدث له في هذه الدنياَ مــن خيــر‬
‫و شر هو لمصلحته العاَجلة في الدنياَ او الجلة في الخرة ‪ ،‬و عندماَ يتيقن‬
‫‪-----------------------------------------‬‬
‫)‪ (1‬مفلوج ‪ :‬أي مصاَب بشلل نصفي و ورد في لساَن العرب و الفاَلدج لريحح يأأخْذ اللنِإسان فيذهب بشققهِّ‪ ،‬وقد ففللللجج‬
‫فالجا ا فهوُ جمأففلوُحج ‪.‬‬

‫المؤمن بهذا ‪ ،‬فإن ذلك يجعله يرضى و يسـلم لقضـاَء اـ و ه ذا المـر أي‬
‫التسليم و الرضاَ هو من أفضل العباَدات ‪ ،‬فقد روي عن أبي عبدا ع ‪ :‬أن‬
‫فيماَ أوحى ا عز وجل إلى موسى بن عمران ع )ياَ موسى ماَ خلقت خلقــاَ ا‬
‫أحب إلي من عبدي المؤمن فإني إنماَ أبتليه لماَ هو خير له و أعاَفيه لماَ هو‬
‫خير له و أزوي عنه ماَ هو شر له لماَ هو خيــرر لــه و أنــاَ أعلــم بمــاَ يصــلح‬
‫عليه عبدي فليصبر على بلئي و ليشكر نعمــاَئي و ليــرض بقضــاَئي أكتبــه‬
‫في الصديقين عندي إذا عمل برضاَئي و أطاَع أمري( ‪) .‬الكاَفي ‪ 2‬ص‪.( 62 :‬‬

‫و قد حثآت على الرضاَ بقضاَء ا سبحاَنه و التسليم له روايــاَت كــثآيرة عــن‬


‫أهل البيت عليهم السلم و منهاَ ‪:‬‬
‫روي عن الرضاَ ع )أن العباَدة على سبعين وجهاَ ا فتسعة و ستون منهــاَ فــي‬
‫الرضاَ و التسليم ل عز و جل و لرسوله و لولي المر صلى اــ عليهــم(‪.‬‬
‫)ج ‪ 2‬ص ‪(212‬‬

‫قاَل أمير المؤمنين صلوات ا عليه )اليماَن له أركاَن أربعة التوكــل علــى‬
‫ا وتفويض المر إلى ا و الرضاَ بقضاَء ا و التســليم لمــر اــ عــز و‬
‫جل( ‪) .‬الكاَفي ‪ 2‬ص ‪(47‬‬

‫عن أبي جعفر ع قاَل بيناَ رســول اــ )صــلى اــ عليــه و آلــه و ســلم( فــي‬
‫بعض أسفاَره إذا لقيه ركب فقاَلوا السلم عليك ياَ رســول اــ فقــاَل مــاَ أنتــم‬
‫فقاَلوا مؤمنون ياَ رسول ا قاَل فماَ حقيقة إيماَنكم قاَلوا الرضاَ بقضاَء ا و‬
‫التفويض إلى ا و التسليم لمر ا فقاَل رسول ا )صلى اــ عليــه و آلــه‬
‫و سلم( علماَء حكماَء كاَدوا أن يكونوا من الحكمة أنبياَء فإن كنتــم صــاَدقين‬

‫‪10‬‬
‫فل تبنوا ماَ ل تســكنون و ل تجمعــوا مــاَ ل تــأكلون و اتقــوا اــ الــذي إليــه‬
‫ترجعون ‪) .‬الكاَفي ج ‪ 2‬ص ‪( 53‬‬

‫عن أبي عبدا ع قاَل ‪ :‬لقي الحسن بن علي ع عبدا بــن جعفــر فقــاَل )يــاَ‬
‫عبدا كيـف يكـون المـؤمن مؤمنـاَ ا و هـو يسـخط قسـمه و يحقـر منزلت ه و‬
‫الحاَكم عليه ا و أناَ الضاَمن لمن ل يهجس فــي قلبــه إل الرضــاَ أن يــدعو‬
‫ا فيستجاَب له( ‪) .‬الكاَفي ‪ 2‬ص ‪.( 62‬‬

‫عن أبي عبدا ع قاَل ‪ :‬قلت له بــأي شــيئ يعلــم المــؤمن بــأنه مــؤمن )قــاَل‬
‫باَلتسليم ل و الرضاَ فيماَ ورد عليه من سرور أو سخط( ‪) .‬الكاَفي ‪ 2‬ص ‪.( 62‬‬

‫الثآتتار القتتاتلة للذنتتوب‬


‫إن للذنوب تأثآيراا سلبياَ د على حياَة النساَن و هي سبب كثآير من‬
‫المصاَئب و الصعوباَت التي يواجههاَ في حياَته ‪ ،‬كماَ روي عن أبي‬
‫عبدا عليه السلم ) أماَ أنه ليس من عرق يضرب و ل نكبه و ل‬
‫صداع و ل مرض إل بذنب و ذلك قول ا )ماَ أصاَبكم من مصيبة‬
‫فبماَ كسبت أيديكم و يعفو عن كثآير ( )الكاَفي ج ‪ 2‬ص ‪(270‬‬

‫و هناَ أجد من المفيد نقل بعض القصص التي ذكرتهاَ في كتاَبي‬


‫أسرار آل محمد البرار مماَ يشير إلى ذلك‪:‬‬

‫كاَن سماَحة الشيخ رجب على الخياَط قدس سره الشريف يرى‬
‫ببصيرته اللهية و رؤيته البرزخية الترابط الموجود بين المعاَصي‬
‫ومصاَئب الحياَة وكاَن من خلل بياَنهاَ للناَس يحل بعضاَ ا من المشاَكل‬
‫والمصاَئب التي يعاَني منهاَ المجتمع واتخذ من هذا السلوب وسيلة‬
‫لتهذيب أفراد المجتمع وهدايتهم نحو الكماَل النساَني و هذه بعض‬
‫القصص التي تتطرق لهذه المسئلة ‪:‬‬

‫بائع يطرد الزبتتتائن‬

‫‪11‬‬
‫يقول أحد أبناَء الشيخ‪ :‬في أحد الياَم جاَء إلى والدي المرحوم مرشد‬
‫ل ‪ :‬ياَ أخي ماَ ادري ماَ هذا الوضع‬‫جلوئي وشكاَ له كساَد السوق قاَئ ا‬
‫الذي ألم بناَ فقد كاَنت ظروف عملناَ أفضل بكثآير مماَ نحن عليه الن‬
‫ففي الساَبق كناَ نبيع ثآلثآة أو أربعة قدور من الرز يومياَ ا وكاَن عدد‬
‫الزباَئن يتـناَقص تدريجياَ ا وأصبحناَ في الوقت الحاَضر ل نبيع أكثآر من‬
‫قدر واحد من الرز‪.‬‬

‫تأمل الشيخ لحظة ثآم قاَل له‪) :‬الذنب ذنبك لنك أنت الذي تطرد‬
‫الزباَئن(‪.‬‬

‫فقاَل مرشد‪ :‬أناَ لم أطرد أحداا بل أستقبل حتى الطفاَل وأقدم لهم نصف‬
‫كمية الطعاَم التي أقدمهاَ للكباَر‪.‬‬

‫قاَل الشيخ‪ :‬فمن كاَن ذلك العلوي الذي تناَول الطعاَم في مطعمك ثآلثآة‬
‫أياَم باَلدين وفي المرة الخيرة دفعته وأخرجته من المطعم؟!‬

‫خرج مرشد مذهولا من عند الشيخ مسرعاَ ا إلى ذلك الرجل العلوي فرآه‬
‫واعتذر منه وعلق بعد ذلك لوحة على باَب مطعمه كتب فيهاَ‪) :‬الدين‬
‫مسموح حتى لكم ويقدم لكم قرضاَ ا قدر المستطاَع(‪.‬‬

‫كادت تموت بسبب طفلها‬

‫قاَل أحد تلميذ الشيخ ‪ :‬في أحد الياَم باَل أبني الذي يبلغ من العمر‬
‫سنتين‪ -‬وعمره الن أربعون سنة‪ -‬على الفراش فضربته أمه ضرباَ ا‬
‫مبرحاَا حتى كاَد ينقطع نفسه وبعد ذلك بساَعة ارتفعت حرارة بدنهاَ‬
‫ارتفاَعاَ ا كبيراا وكاَن قيمة الدواء حوالي ستين توماَناَا في تلك الظروف‬
‫القتصاَدية الصعبة و بعد أن تناَولت الدواء لم تنخفض حرارتهاَ بل‬
‫أخذت ترتفع أكثآر فراجعناَ الطبيب ثآاَنية ودفعناَ هذه المرة أربعين توماَناَ ا‬
‫لغرض معاَلجتهاَ وكاَن هذا المبلغ باَلنسبة لي مبلغاَ ا ضخماَ ا في وقتهاَ و‬
‫أيضاَ ا لم تشفى‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫وفي الليل ركب سماَحة الشيخ في سياَرتي لنذهب إلى المجلس وكاَنت‬
‫زوجتي في السياَرة قلت إن زوجتي ارتفعت درجة حرارتهاَ وأخذتهاَ‬
‫إلى الطيب ولكن دون جدوى‪.‬‬

‫فنظر الشيخ وتوجه باَلكلم إلى زوجتي قاَئ ا‬


‫ل‪ ) :‬الطفاَل ل يضربون‬
‫بتلك الصورة استغفري ربك وطيبي خاَطر الطفل واسترضيه واشتري‬
‫له شيئاَ ا تتحسن حاَلتك(‪.‬‬

‫مسجون بسبب زواجه الثآاني‬

‫ونقل التلميذ أيضاَ ا كناَ ذات يوم برفقة الشيخ في دار السيد )راد‬
‫منش(‪.‬فقلت للشيخ توفي والدي في عاَم ‪1352‬هـ‪.‬ق و أريد أن أرى‬
‫حاَلته في البرزخ‬
‫قاَل الشيخ )اقرأ سورة الحمد(‪.‬‬
‫ل وقاَل‪) :‬ل يسمحون له باَلمجيء فهو متورط مع زوجته(‬ ‫ثآم تأمل قلي ا‬
‫قلت‪ :‬كلم زوجته إن أمكن‪.‬‬
‫فقاَل‪) :‬جاَءت زوجة أبيك(‪.‬‬

‫كاَنت امرأة قروية تزوج أبي بعد زواجه منهاَ عدة زوجاَت أخرياَت‬
‫فهجرت أبي إلى آخر حياَتهاَ فكاَن أبي إذا دخل من باَب تخرج هي من‬
‫الباَب الخر‪.‬‬

‫قلت للشيخ ‪ :‬اسألهاَ ماَذا يجب أن افعل لهاَ حتى ترضى عن أبي؟‬
‫فقاَل‪ :‬يجب أن تطعم بطوناَ ا جاَئعة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كم يجب أن اطعم‪.‬‬
‫قاَل‪ :‬مئة شخص ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا عدد كبير باَلنسبة لي وأخيرا وافقت على أربعين شخصاَ ا وبعد‬
‫الموافقة قاَل الشيخ‪ ) :‬لقد جاَء صوت أبيك فماَ إن وافقت تلك المرأة‬

‫‪13‬‬
‫حتى أفرجوا عن أبيك وهو يقول‪ :‬قل لبني هذا لماَذا تزوجت امرأتين؟‬
‫انظر إلى البلء الذي حل بي يجب عليك مراعاَة العدالة بين زوجتيك(‪.‬‬

‫وينقل شخص آخر من أصدقاَء الشيخ سألت سماَحة الشيخ حاَلة أبي في‬
‫البرزخ فقاَل‪) :‬متورط مع أمك(‪.‬‬

‫ورأيت أن كلمه كاَن صحيحاَ ا إذ إن أبي تزوج امرأة أخرى ولم تكن‬
‫أمي راضية عنه فقصدت أمي واسترضيتهاَ وزرت سماَحة الشيخ في‬
‫فرصة أخرى فلماَ رآني قاَل‪) :‬ماَ أجمل أن يصلح المرء بين شخصين‬
‫لقد ارتاَح أبوك(‪.‬‬

‫و ل يفهم من هذه القصة النهي عن تعدد الزوجـــاَت و لكن يفهــم‬


‫الحـث على العدل بينهن‪.‬‬

‫كلب في قاتبر الزوجة‬


‫نقل أحد تلميذ الشيخ رجب علي الخياَط ‪ :‬قاَل كاَنت هناَك امرأة زوجهاَ سيد‬
‫علوي ومن أصدقاَء الشيخ وكاَنت تؤذيه كثآيراا وبعد مدة توفيت تلك المرأة‬
‫وحضر سماَحة الشيخ أثآناَء دفنهاَ ثآم قاَل فيماَ بعد‪) :‬كاَنت روح هذه المرأة في‬
‫جدال مع نفسهاَ نعم أموت فماَ الذي يحصل؟ وعندماَ حل وقت دفنهاَ تجسدت‬
‫أعماَلهاَ على صورة كلب أسود مفترس وماَ إن علمت أن هذا الكلب يدفن معهاَ‬
‫تنبهت إلى عظم البلء الذي جنته على نفسهاَ خلل حياَتهاَ فبدأت تصرخ‬
‫وتتضرع ولماَ رأيتهاَ على تلك الحاَل طلبت من ذلك العلوي أن يعفو عنهاَ‬
‫ولجلي قد عفاَ عنهاَ فذهب الكلب ودفنت في قبرهاَ(‪.‬‬

‫من أطاعني أطعته‬


‫روي من كراماَت العاَرف الكبير الشيخ حســن علــي الصــفهاَني المشــهور‬
‫)باَلنخودكي( ‪:‬‬
‫يقول الحاَج الشيخ حسين ازغــدي مصــلح الســاَعاَت ‪ :‬كــاَن لــي أخ مصــاَب‬
‫باَلصرع ‪ ،‬و على أثآر هذا الصرع سقط في جدول للماَء و ماَت‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫فجرف الماَء جسده إلى تحت الجسر ‪ ،‬و بقي الجسد تحــت الجســر ‪ ،‬و لن‬
‫الجسد قد صاَر حاَئل ادون جرياَن المياَه أخذ العماَل المسئولين عن تنظيــف‬
‫الجداول و السواقي يبحثآــون عــن علــة توقــف المــاَء عــن الجريــاَن فوجــدوا‬
‫الجســد تحــت الجســر و بعــد ســاَعة او ســاَعتين ســحبوا الجســد مــن تحــت‬
‫الجســر ‪ ،‬و الخلصــة دطرحــت الجنــاَزة علــى الرض و غطيــت بقطعــة‬
‫قماَش ‪ ،‬و في هذه المدة كاَن الشيخ الحاَج حسن علي الصفهاَني ساَكناَ ا فــي‬
‫ل باَلرياَضة و على كل حاَل ذهبت إليه‬ ‫قريتناَ و تدعى ))حصاَر(( و مشغو ا‬
‫باَكياَ ا و حكيت له ماَ حدث ‪ .‬فجــاَء هــذا الرجــل الجليــل القــدر و قــف علــى‬
‫رأس جسد أخي و أشاَر على جبينه بأصــبعه و قــرأ دعــاَء ‪ .‬و فجــأة و بعــد‬
‫ساَعتين من غرق الجسـد فـي المـاَء تحـت الجسـر عطـس أخـي و نهـض ‪.‬‬
‫) علماَت أهل السر ‪ :‬ص ‪(92‬‬

‫و في حكاَية اخرى ‪:‬‬


‫يقول الشيخ عبدالرزاق صاَحب مكتبة لبيع الكتــب ‪ :‬فــي عصــر أحــد اليــاَم‬
‫كـاَن الحـاَج الشـيخ حس ن علـي الصـفهاَني مشـغولا باَلتـدريس فـي إحـدى‬
‫الغرف العلوية في إحدى مدارس مشهد و فجأة لدغت عقــرب أحــد الطلب‬
‫و نهض صاَرخاَ ا من اللم ‪ .‬فقاَل له الشيخ ‪ :‬ماَذا حدث ؟ فقاَل الطاَلب أنــي‬
‫احترق أحترق ‪ .‬فقاَل له الحـاَج الشـيخ ‪ :‬ل تحـترق ‪ .‬فسـكن ألمـه رأســاَ ا و‬
‫سكت عن الصراخ و بعد نصف ســاَعة رأيتــه مشــغولا بتــدخين النرجيلــة ‪.‬‬
‫فقلت له هل زال ألمك ؟ فقاَل لي بمجــرد أن قــاَل الشــيخ ل تحــترق أرتفــع‬
‫اللم رأساَ ا بشكل كلي ‪) .‬علماَت أهل السر ‪ :‬ص ‪ ( 100‬أنتهى‬
‫نعم عندماَ يكون النساَن عبداا حقيقياَ ا ل بطاَعته فيماَ أمر و اجتناَب ماَ نهــى‬
‫عنه و زجر يصبح إنساَناَ ا قاَدراا على صنع المعاَجز و الكرامــاَت بــإذن اــ‬
‫سبحاَنه و تعاَلى و الكتب مليئة بكراماَت أولياَء ا م ن أمثآـاَل هـذا العـاَرف‬
‫الفذ ‪ ،‬فهو مصداق لقوله ا سبحاَنه و تعاَلى في الحديث القدسي ‪:‬‬
‫)ياَ ابن آدم أناَ حي ل أموت أطعني فيماَ أمرتك حتى أجعلــك حيــاَ ا ل تمــوت‬
‫ياَ ابن آدم أناَ أقول للشيئ كن فيكون أطعني فيماَ أمرتك أجعلك تقول للشــيئ‬
‫كن فيكون( ‪) .‬مستدرك الوساَئل ‪ :‬ج ‪ 11‬ص ‪( 259‬‬

‫هذه الطاَعة التي وردت في هذا الحديث المباَرك هي طاَعة مطلقة لنه قاَل‬
‫فيماَ أمرتك و لم يحصر شيئاَ ا بذاته فمعناَه كاَفة ماَ أمر ا ســبحاَنه و تعــاَلى‬
‫من أجتناَب المعاَصي و أداء الواجباَت يجب على النساَن القياَم به ‪ ،‬و هنــاَ‬

‫‪15‬‬
‫نحتاَج أن نبحث هل النساَن قاَدر على إطاَعة ا سبحاَنه في جميع ماَ أمــر‬
‫‪ ،‬إن قلناَ هذا غير ممكــن فإننــاَ نتهــم اــ ســبحاَنه بــاَلظلم و اــ ليــس بظلم‬
‫للعبيد كماَ أنناَ نرد على ا سبحاَنه وتعاَلى قوله حيث قاَل فــي محكــم كتاَبــة‬
‫و جليل خطاَبه ) ل يكلف ا نفساَ ا إل وســعهاَ( و إن قلنــاَ أن النســاَن قــاَدر‬
‫على فعل ذلك و هو كذلك ‪ ,‬فعليه يجب عليه الطاَعة ‪.‬‬
‫و هناَ يتباَدر إلى الذهن ‪ ..‬كيف يمكن للنساَن الوصول إلــى هــذا المســتوى‬
‫من الطاَعة ؟‬
‫و الجواب ‪ :‬يمكن الصول إلــى ذلــك بتهــذيب النفــس )قــد أفلــح مــن زكاَهــاَ(‬
‫)الشمس آيــة ‪، (9‬ــ إن النفس بطبيعتهاَ مياَلة إلى اللعــب و اللهــو و المعاَصــي و‬
‫لكــن عــن طريــق تزكيتهــاَ و ترويضــهاَ باَلعمــاَل الصــاَلحة و الطاَعــاَت‬
‫المروية عن اهل البيت عليهم السلم تترقى هذه النفس إلى أن تصبح نفساَ ا‬
‫لوامة و هي التي تلوم صاَحبهاَ على المعاَصي و بمواصلة طريــق التزكيــة‬
‫تترقى هذه النفس إلى أن تصبح مطمئنة و عند الوصــول إلــى هــذه المرتبــة‬
‫يصبح النساَن شخصاَ ا ملكوتياَا ل يعصي ا سبحاَنه و تعاَلى طرفة عيــن ‪،‬‬
‫و ل يميل إلى المعصية لنــه ســيرى المعاَصــي علــى حقيقتهــاَ و يظهــر لــه‬
‫مدى قبحهاَ فيشمئز منهــاَ كمــاَ أن الشــخص العاَقــل مــن المســتحيل أن يأكــل‬
‫القاَذورات مع أنه قاَدر على فعل ذلك ‪ ،‬فكذلك صــاَحب النفــس المطمئنــة ل‬
‫يمكن ان يقترف المعاَصي لنه يراهاَ بمثآاَبة أكل القاَذروات ‪.‬‬
‫هذه النفس المطمئة هي التي قاَل ا سبحاَنه و تعاَلى عنهاَ )هيا أهنيستهها الننفف س‬
‫س‬
‫ضنياة هفافدسخللي لفي لعهبالديِ هوافدسخللي‬ ‫ضهياة نمفر ل‬
‫افلسمفطهملئننسة افرلجلعي إلهلى هرببلك هرا ل‬
‫هجننلتي ( )سورة الفجر ‪. (30 – 27‬‬

‫السعادة الحقيقية هنا‬


‫إن الحياَة جميلـة مليئ ة باَلمباَهـج و المتـع الـتي ليـس لهـاَ حـدود و هـي م ع‬
‫تعــددهاَ و تنوعهــاَ ل تحقــق للنســاَن طمــوحه فــي الوصــول إلــى الســعاَدة‬
‫الحقيقية و ذلك لسبب انه يطلب السعاَدة في غير محلهاَ ‪.‬‬
‫فأصــحاَب الجمــاَل يطلبــون المــاَل و اصــحاَب المــاَل يطلبــون الســلطة و‬
‫اصحاَب السلطة يطلبون الزياَدة و حتى لو اجتمعت كل هذه المور لنساَن‬

‫‪16‬‬
‫ماَ و تيسر له الحصول على كاَفة شهوات و ملذات الدنياَ فلن يعيــش ســعيداا‬
‫ايضاَا و ذلك لسبب أن النفس النساَنية كاَلطفل تبكي و تئـن طاَلبـة الشــيئ و‬
‫عنــد الحصــول عليــه ل تلبــث ان تمــل منــه و تطلــب غيــره إلــى أن يصــل‬
‫النساَن إلى نقطة يصبح كل الشياَء مملة و مضجرة ‪ ،‬و هذا شيئ ملحوظ‬
‫فكثآير ممن يملك المور الساَبقة نجده تعيس باَئس ل يحس للحياَة طعم و ل‬
‫لون ‪ ،‬كماَ أن تجاَربناَ الساَبقة في حياَتناَ لو فكرناَ فيهــاَ لوجــدناَ هـذه الحقيقــة‬
‫جلية ‪.‬‬
‫الشعور باَلسعاَدة و الرضاَ مــن أجمــل المشــاَعر و الحاَســيس الــتي يحســهاَ‬
‫النساَن ‪ ،‬و لو أن ماَ نشعر بـه لتحقـق أمـر دنيـوي هـو سـعاَدة حقيقيــة لمـاَ‬
‫مللت النفس منه و طلبت غيره ‪.‬‬
‫في الواقع ‪ ..‬السعاَدة الحقيقية هي في محبة ا سبحاَنه و ل يوجد أجمل و‬
‫ل اروع من هذه السعاَدة ‪ ..‬تلك السعاَدة تتجلى في مناَجاَة المحبين لسيدناَ و‬
‫مولناَ الماَم زين العاَبدين و سيد الساَجدين عليه السلم حيث قاَل ‪:‬‬
‫بسم ا الرحمن الرحيم‬
‫س‬ ‫ك مبــمدلا موممــحن ذا الرــمذي أممنــ م‬ ‫مإلمهي ممــحن ذا الرــمذي ذامق محلمومة مممحربمتــمك مفــرامم ممحنــ م‬
‫ك‬ ‫ك موولميمتــ م‬ ‫صــحطمفحيمتده لمقدحرمبــ م‬‫حمولا ‪ ،‬مإلمهــي مفاَحجمعحلنــاَ ممرمــمن ا ح‬ ‫ك م‬ ‫ك مفاَحبمتغى معحن م‬ ‫مبقدحرمب م‬
‫ضـحيمتده مبمقضـاَمئمك مومممنححمتـده‬ ‫ك مومممحربمتـمك مومشـروحقمتده مإلـى ملقاَمئـمك مومر ر‬ ‫صـمتده ملـموبَد ك‬ ‫موأمحخلم ح‬
‫ك مومحمبــ حومتده مبمرضــاَمك ‪ ،‬موأممعــحذمتده ممــحن مهحجــمرمك مومقلمك مومبــروحأمتده‬ ‫مباَلرنمظمر مإلى موحجمه م‬
‫ت‬ ‫صـمتده مبممحعمرمفمتــمك وأمرهحلمتـده لممعباَمدمتــمك ‪ ،‬مومهريحمــ م‬ ‫ص ح‬ ‫جـوامرمك مومخ م‬ ‫صحدمق مفي م‬ ‫ممحقمعمد ال بَ‬
‫ك‬ ‫ت فدــؤامدهد لمدحبَبــ م‬ ‫ت موحجمهــده لمــمك مومفررحغــ م‬ ‫ك مواحخلمحي م‬ ‫مقحلمبده لرامدمتمك مواحجمتمبحيمتده لدمشاَمهمدمت م‬
‫ك مومشــمغحلمتده مبطاَمعمتــمك ‪،‬‬ ‫شـحكمر م‬‫ك موأم حومزحعمتــده د‬ ‫ك موأمحلمهحممتــده مذحكــمر م‬ ‫مومررغحبمتده مفيمــاَ معحنــمد م‬
‫ت معحنــده دكــرل مشــحيرء‬ ‫ك مواحخمتحرمتــده لمدمناَجاَمتــمك مومقمطحعــ م‬ ‫صريحرمتده ممحن صاَلممحي مبمرريمتــ م‬ ‫مو م‬
‫ك اللكدهرم احجمعحلناَ ممرمحن مدحأدبدهدم الحرمتياَدح إملمحيمك موالمحمنيدن مومدحهدردهــدم الرزحفــمرةد‬ ‫ميحقمطدعده معحن م‬
‫ك مودددمــودعدهحم‬ ‫ك مودعديــودندهحم ســاَمهمرةر مفــي م‬
‫خــحدمممت م‬ ‫جمدةر لممعمظمممتــ م‬ ‫موالممنيدن مجبــاَدهدهحم ســاَ م‬
‫ك موأمحفمئمددتدهحم دمحنمخلممعرة ممحن ممهاَمبمتمك ياَممحن‬ ‫ك موقددلودبدهحم دممتمعلبَمقرة مبمممحربمت م‬ ‫ساَمئلمرة ممحن مخحشميمت م‬
‫ب عــاَمرمفيمه شــاَمئمفرة‬ ‫ت موحجمهــمه لمقدلدــو م‬ ‫أمحنوادر قدحدمسمه لمحبصــاَمر دممحبَبيــمه رامئمقــرة مودســحبحاَ د‬
‫ك‬ ‫حبب م‬‫ب ممحن دي م‬ ‫ك مودح ر‬ ‫ب الدمحشتاَمقيمن موياَغاَميمة راماَمل الدممحبَبيمن ؛ أمحسأ ملدمك دحرب م‬ ‫ياَدمنى قددلو م‬
‫ب إمملري ممرمــاَ مســوامك موأمحن‬ ‫صلدمني مإلى قدحرمبمك ‪ ،‬موأمحن متحجمعملمك أممح ر‬ ‫ب دكبَل معممرل ديو م‬ ‫مودح ر‬
‫ك‪،‬‬ ‫ك مومشــ حومقي إملمحيــمك ذامئــدا معـحن مع ح‬
‫صــياَمن م‬ ‫ضــوامن م‬ ‫ك قاَمئــدا إملــى مر ح‬ ‫متحجمعمل دحبَبي إمكياَ م‬
‫ف معبَنــي‬ ‫صــمر ح‬ ‫ف الــري مولمت ح‬ ‫ظحر مبمعحيمن الــدوبَد موالمعحطــ م‬ ‫مواحمدندن مباَلرنمظر إملمحيمك معلمري مواحن د‬
‫م‬

‫‪17‬‬
‫ب ياَأمحرمحمم الررا م‬
‫حمميمن‬ ‫ك مواحجمعحلمني ممحن أمحهمل المحسعاَمد موالدححظمومة معحنمدمك ياَدممجي د‬
‫موحجمه م‬
‫‪.‬‬

‫العمال الصالحة تقبل بشروط‬


‫إن ثآواب ا سبحاَنه و تعاَلى على العماَل الصاَلحة ل يعد و ل يحصــى و‬
‫قد يدخل ا سبحاَنه عبده الجنة بحسنة واحدة مقبولــة ‪ ،‬لكــن هنــاَك شــروط‬
‫لقبول العماَل عند ا عز وجل ‪.‬‬
‫لو أن شخصاَ ا قدم لملك من الملوك هدية ثآمينة و لكن قدمهاَ و يداه ملطختاَن‬
‫باَلقــاَذورات فمــن الطــبيعي أن يكــون رد ذلــك الملــك الرفــض و ليــس هــذا‬
‫فحسب بل سوف يأمر الجلد بقطع رأسه او سجنه علــى أقــل تقــدير ‪ ،‬لنــه‬
‫أستهاَن بمقاَم الملك بهذا العمل ‪.‬‬
‫و هكذا مثآل العبد الذي يقدم ل سبحاَنه أعماَل صاَلحة و لكن يداه ملطختــاَن‬
‫باَلذنوب و المعاَصي فلن تقبل منه تلــك العمــاَل لن اــ ســبحاَنه و تعــاَلى‬
‫أشترط لقبول العماَل أن تقترن مع التقوى لقوله )و أتل عليهم نبأ أبنــي آدم‬
‫باَلحق إذ قرباَ قرباَناَا فتقبل من أحدهماَ و لم يتقبل من الخر قاَل لقتلنك قاَل‬
‫إنماَ يتقبل ا من المتقين( )الماَئدة ‪.( 27‬‬
‫و روي عن أبي عبدا ع قاَل قاَل ا تباَرك وتعاَلى )إنماَ أقبل الصلة لمن‬
‫تواضــع لعظمــتي و يكــف نفســه عــن الشــهوات مــن أجلــي و يقطــع نهــاَره‬
‫بذكري و ل يتعاَظم على خلقــي و يطعــم الجــاَئع و يكســو العــاَري و يرحــم‬
‫المصاَب و يؤوي الغريــب فــذلك يشــرق نــوره مثآــل الشــمس أجعــل لــه فــي‬
‫الظلمــاَت نــوراا و فــي الجهاَلــة علمــاَ ا أكلــؤه بعزتــي و أســتحفظه بملئكــتي‬
‫يدعوني فألبيه و يسألني فأعطيه فمثآل ذلك عندي كمثآــل جنــاَت الفــردوس(‪.‬‬
‫أنتهى ) مستدرك الوساَئل ‪ 3‬ص ‪( 87‬‬

‫إن من خدع الشيطاَن لعنه ا أنه يجــر المــؤمن إلــى المعاَصــي بقــوله أنــت‬
‫فعلت كذا و كذا من العماَل الصاَلحة فلن يضرك أن تعصي أو أنــك أديــت‬
‫ذلك العمل العظيم و قد ضمنت الجنة بذلك فل حاَجة للتقوى و فــي الحقيقــة‬
‫هـذه الباَطيـل ل تنطلـي علـى المـؤمن الفطــن ‪ ،‬فمـن المعلــوم أن العمـاَل‬
‫الصـاَلحة قـد تكـون غيـر مقبولـة و أن ه ل ينـاَل مـاَ عنـد اـ إل بطـاَعته و‬
‫رضاَه‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫إذن على المؤمن أن يقدم أعماَله الصاَلحة بيدين طاَهرتين مــن المعاَصــي و‬
‫الذنوب و يسئل ا القبول ‪.‬‬

‫)عليه السلم(‬ ‫بسبب الكل قاتلوا الحسين‬


‫إن من المعروف أن الطعاَم الذي يأكله النساَن يتحول إلى طاَقة تساَعد النساَن على‬
‫القياَم بماَ يفعله من قول و فعل ‪ ،‬و تلك الطاَقة التي تتكون من الطعــاَم إن كــاَنت مــن‬
‫حرام فإنهاَ تجره إلى فعل الحرام و ارتكاَب المعاَصي ‪ ،‬و إن كاَنت من حلل جرته‬
‫إلى فعل الحلل و العماَل الصاَلحة ‪ ،‬و الثآاَر الوخيمة لكــل الحــرام تجســدت فيمــاَ‬
‫فعله أعداء ا في كربلء من جيش بني أمية حين اقــدموا علــى قتــل المــاَم الحســين‬
‫عليه السلم ‪ ،‬و قد أوضح مولناَ الماَم أبي عبدا الحســين ع الســر و الــدافع وراء‬
‫إقدامهم على هذا الفعل الشنيع حيث قاَل فــي خطبتــه فــي يــوم عاَشــوراء )و يلكــم مــاَ‬
‫عليكم أن تنصتوا إلي فتسمعوا قولي و إنماَ أدعوكم كلكم عاَص لمري غيــر مســتمع‬
‫قولي فقد ملئت بطونكم من الحرام و طبع على قلوبكم ( ) بحاَر النوار ‪ 7‬ص ‪(45‬‬

‫على المؤمن أن يكــون حــذراا مــن اللقمــة الحــرام و الشــبهة كونهــاَ مــن أهــم أســباَب‬
‫أنجرافه إلى المعاَصي أعاَذناَ ا منهاَ ‪ ،‬فقتلة المــاَم الحســين ع لــم يقبلــوا حــتى أن‬
‫يسمعوا لكلمه لظلماَنية قلوبهم و سوادهاَ و أنغلق عقولهم بسبب أكل الحرام‪.‬‬
‫و قد وردت أحاَديث كثآيرة توضح خطورة اللقمة الحرام على المؤمن لمــاَ روي عــن‬
‫النبي )صلى ا عليه و آله و سلم( أنه قاَل )أطب كسبك تستجب دعوتك فإن الرجــل‬
‫يرفع اللقمة إلى فيه حراماَ ا فماَ تستجاَب له دعوة أربعين يومــاَ ا ( )مســتدرك الوســاَئل ‪ 5‬ص‬
‫‪( 217‬‬

‫روي عن الماَم الصاَدق عن آباَئه ع قاَل قاَل رســول اــ )صــلى اــ عليــه و آلــه و‬
‫سلم( )أربع ل تدخل بيتاَ ا واحدة منهن إل خرب و لم يعمر باَلبركة الخياَنــة و الســرقة‬
‫و شرب الخمر و الزناَ(‪) .‬بحاَر النوار ‪ 70‬ص ‪( 170‬‬

‫قاَل أبوعبدا ع )ثآلث من كن فيه زوجه ا من الحور العين كيف شاَء كظم الغيــظ‬
‫و الصبر على السيوف ل عز و جل و رجل أشرف على ماَل حرام فتركه ل عز و‬
‫جل( ‪) .‬بحاَر النوار ‪ 72‬ص ‪(171‬‬

‫و عن النبي )صلى ا عليه و آله و سلم( قاَل ) العباَدة مع أكل الحــرام كاَلبنــاَء علــى‬
‫الرمل و قيل الماَء( )بحاَر النوار ‪ 81‬ص ‪( 259‬‬

‫‪19‬‬
‫)عــدة الــداعي‬ ‫و روي في الوحي القديم و العمل مع أكل الحرام كناَقل الماَء في المنخل‪.‬‬
‫‪(139‬‬

‫و هناَك أمور يجب التنبيه إليهاَ فليس أكل الحرام فقط من المــوال المسـروقة بــل قــد‬
‫ل بماَل حلل من حر مــاَله و لكــن هــذا اللحــم غيــر حلل‬ ‫يقوم المؤمن بشراء لحم مثآ ا‬
‫كأن يكون غير مذبوح باَلطريقة السلمية او أنه من لحم غير حلل كاَلخنزير و مــاَ‬
‫ل يحل أكله او أن يكون مختلطاَ ا باَلحرام كبعــض الغذيــة الــتي يــدخل فــي مكوناَتهــاَ‬
‫شحوم الخنزير أو أن تكون نجسه بسبب ملمسة الكفاَر لهاَ و كل هذه الطعمة تدخل‬
‫تحت عنوان اللقمة الحرام ‪ ،‬لذا على المؤمن الحذر كل الحذر من هذه الطعمة ‪.‬‬

‫عابد يموت كافر‬


‫عن ابن عباَس قاَل كاَن في بنــي إســرائيل عاَبــد اســمه برصيصــاَ عبــدا زماَنــاَ ا مــن‬
‫الدهر حتى كاَن يـؤتى باَلمجـاَنين يـداويهم و يعـوذهم فيـبرءون علـى يـده و إنـه أتـى‬
‫باَمرأة في شرف قــد جنــت و كــاَن لهــاَ إخــوة فــأتوه بهــاَ و كــاَنت عنــده فلــم يــزل بــه‬
‫الشيطاَن يزين له حتى وقع عليهاَ فحملت فلماَ استباَن حملهاَ قتلهــاَ و دفنهــاَ فلمــاَ فعــل‬
‫ذلك ذهب الشيطاَن حتى لقي أحد إخوتهاَ فأخبره باَلذي فعل الراهب و أنــه دفنهــاَ فــي‬
‫مكاَن كذا ثآم أتى بقية إخوتهاَ رجل رجل فذكر له فجعل الرجل يلقى أخاَه فيقول وا‬
‫لقد أتاَني آت ذكر لي شيئاَ ا يكبر علي ذكره فذكره بعضهم لبعض حتى بلغ ذلك ملكهم‬
‫فساَر الملك و الناَس فاَستنزلوه فأقر لهم باَلذي فعل فأمر بــه فصــلب فلمــاَ رفــع علــى‬
‫خشبته تمثآل له الشيطاَن فقاَل أناَ الذي ألقيتك في هذا فهل أنت مطيعي فيماَ أقــول لــك‬
‫أخلصك مماَ انت فيه قاَل نعم قاَل أسجد لي سجدة واحدة فقاَل كيــف أســجد لــك و أنــاَ‬
‫على هذه الحاَلة فقاَل أكتفي منــك باَليمــاَء فأومــأ باَلســجود فكفــر بــاَل و قتــل الرجــل‬
‫فأشاَر ا تعاَلى إلــى قصــته فــي القــرآن الكريــم حيــث قـاَل )كمثآــل الشــيطاَن إذا قــاَل‬
‫للنسـاَن أكفـر فلمــاَ كفـر قـاَل إنـي بريـء منــك إنــي أخـاَف اـ رب العــاَلمين فكـاَن‬
‫عاَقبتهماَ أنهماَ في الناَر خاَلدين فيهاَ و ذلــك جــزاء الظــاَلمين( ‪ .‬انتهــى )بحــاَر النــوار ج‬
‫‪(14/487‬‬

‫المؤمن قد يخطأ لكن عليه أن يعاَجل باَلتوبة و أن ل يتماَدى في غيه و معاَصــيه فلــو‬
‫أن هذا العاَبد عاَجل من أول المر باَلتوبة حينماَ نظر إليهاَ نظرة ريبة أو حينماَ وقــع‬
‫عليهاَ و سئل ا سبحاَنه الستر لستر ا عليه و نجاَه و لكنه تماَدى في معاَصيه إلــى‬
‫أن قتلهاَ و دفنهاَ و حتى حينماَ صلب لو تاَب و دعاَ اــ لنجــاَه اــ مــن ذلــك بقــدرته‬
‫لكنه أيضاَا تماَدى و أوغل في عصياَنه مماَ أدى بـه إلـى الكفـر باَلسـجود للشـيطاَن ‪،‬‬
‫من هناَ ينبغــي علــى المــؤمن أن يتنبــه مــن النجــراف وراء المعاَصــي و ان يعاَجــل‬
‫باَلستغفاَر و التوبة فور وقوعه في المعصية و أن ل ييأس من رحمة اــ و عفــوه ‪،‬‬
‫فإن دوام الستغفاَر و المساَرعة في التوبة بعد كل ذنب مماَ يشد من عزيمــة المــؤمن‬
‫و قوته في التوجه إلى اـ و الطاَعـة إلـى أن يصـبح لـديه ملكـة تجنـب المعاَصـي و‬
‫السعي لرضاَ ا سبحاَنه و تعاَلى ‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫كيف يجعلك الشيطان قااتلا‬
‫على المؤمن أن يكون حذراا من حباَئل الشيطاَن لعنه ا فإنه يتفنن في الخــدع ليوقــع‬
‫المؤمن في الذنوب عن طريق الستدراج ‪.‬‬

‫الشيطاَن لعنه ا لن يقول لك تعاَل أقتل نفساَ ا بريئة فباَلطبع سوف ترفض لكــن كيــف‬
‫يجعلك تقدم على هذا الفعل الشنيع ؟ سيجعلك تفعل بــأن يزيــن لــك الخــروج اولا مــع‬
‫أصدقاَء السوء ‪ ،‬و بعدهاَ الذهاَب إلى الماَكن المشبوهه و بعدهاَ الجلوس على ماَئــدة‬
‫الخمر )المنهي عنه شرعاَا ( بدعوى انك سوف تجلس فقط مع أصحاَبك أو أصدقاَئك‬
‫لكي ل تعكر صفو الجلسة دون ان تشرب و بعدهاَ سيقول لك ل تفسد عليهم البهجة‬
‫ل من الخمر ‪ ،‬فقليله لن يسكرك )قليله حرام أيضااَ( و بعــد‬ ‫ماَ يضرك إذا أرتشفت قلي ا‬
‫الرشفة الولى سوف يجرك إلى أخرى و أخرى إلى أن يصبح النساَن سكراناَ ا حتى‬
‫الثآماَلة فيكون تحت سلطة الشيطاَن و الــذي ســيقوده إلــى أبشــع الجرائــم مــن القتــل و‬
‫السرقة و هتك العراض و غيره ‪ ...‬و هكذا يســتدرج المــؤمن إلــى الكبــاَئر و علــى‬
‫هذا فقس ‪ ،‬لذا علــى المـؤمن أن يكــون واعيـاَ ا حـذراا و أن يتجنــب الصــغاَئر حـتى ل‬
‫تجره إلى الكباَئر‪.‬‬

‫أعرف عدوك لتحترس من شره‬


‫إن أعدى عدو للمؤمن هو نفسه الماَرة باَلسوء التي ل تزال تجره مــن معصــية‬
‫إلى معصية حتى ترديه فــي النــاَر ‪ ،‬فعليــه ان يفهــم و يعــرف هــذه النفــس حــتى‬
‫يحاَربهاَ و يلجمهاَ بلجاَم الطاَعة و الخضوع ل سبحاَنه و تعاَلى ‪.‬‬
‫النفس كماَ ذكرهاَ الشيخ النراقي في جاَمع السعاَدات تتكون من أربع قوى ‪ :‬قوة‬
‫عقليــة ملكيــة ‪ ،‬و قــوة غضــبية ســبعية‪ ،‬و قــوة شــهوية بهيميــة‪ ،‬و قــوة و هميــة‬
‫شيطاَنية‪.‬‬
‫القوة العقلية المكية ‪ :‬شاَنهاَ ادراك حقاَئق المور‪ ،‬و التمييــز بيــن الخيــرات و‬
‫الشرور‪ ،‬و المر باَلفعاَل الجميلة‪ ،‬و النهي عن الصفاَت الذميمة‪.‬‬
‫القوة الغضبية السبعية ‪ :‬موجبة لصدور افعاَل السباَع من الغضــب و البغضــاَء‬
‫و التوثآب على الناَس باَنواع الذى‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫القوة الشهوية البهيمية ‪ :‬ل يصدر عنهاَ ال افعاَل البهــاَئم مــن عبوديــة الفــرج و‬
‫البطن‪ ،‬و الحرص على الجماَع و الكل‪.‬‬
‫القوة الوهمية الشيطاَنية ‪ :‬شاَنهاَ استنباَط وجوه المكر و الحيل‪ ،‬و التوصل الــى‬
‫الغراض باَلتلبيس و الخدع‪ ،‬و الفاَئدة في وجود القوة الشهوية بقاَء البدن الــذي‬
‫هو آلة تحصيل كماَل النفس‪ ،‬و في وجود الغضبية ان يكســر ســورة الشــهوية و‬
‫الشيطاَنية‪ ،‬و يقهرهماَ عنــد انغماَرهمــاَ فــي الخــداع و الشــهوات‪ ،‬و اصــرارهماَ‬
‫عليهماَ‪ ،‬لنهمــاَ لتمردهمـاَ ل تطيعـاَن العاَقلــة بســهولة‪ ،‬بخلف الغضـبية فاَنهمــاَ‬
‫تطيعاَنهاَ و تتاَدباَن بتاَديبهاَ بسهولة‪.‬‬
‫هذا و قيل‪ :‬ماَ ورد في القرآن من النفس المطمئنة و اللوامة و المــاَرة باَلســوء‪،‬‬
‫اشــاَرة الــى القــوى الثآلث اعنــي العاَقلــة و الســبعية و البهيميــة‪ ،‬و الحــق انهــاَ‬
‫اوصاَف ثآلثآة للنفس بحســب اختلف احوالهــاَ‪ ،‬فــاَذا غلبــت قوتهــاَ العاَقلــة علــى‬
‫الثآلث الخر‪ ،‬و صاَرت منقاَدة لهاَ مقهـورة منهـاَ‪ ،‬و زال اض طرابهاَ الحاَصـل‬
‫من مدافعتهاَ سميت »مطمئنة«‏ ‪ ،‬لســكونهاَ حينئــذ تحــت الوامــر و النــواهي‪ ،‬و‬
‫ميلهاَ الى ملئماَتهاَ التي تقتضي جبلتهاَ‪ ،‬و اذا لم تتم غلبتهاَ و كــاَن بينهــاَ تنــاَزع‬
‫و تدافع‪ ،‬و كلماَ صاَرت مغلوبة عنهاَ باَرتكاَب المعاَصي حصلت للنفــس لــوم و‬
‫ندامة سميت »لوامة«‏ ‪ .‬و اذا صاَرت مغلوبــة منهــاَ مذعنــة لهــاَ مــن دون دفــاَع‬
‫ســميت »امــاَرة باَلســوء«‏ لنــه لمــاَ اضــمحلت قوتهــاَ العاَقلــة و اذ عنــت للقــوى‬
‫الشيطاَنية من دون مدافعة‪ ،‬فكاَنماَ هي المرة باَلسوء‪ .‬أنتهى كلمه أعلى ا في‬
‫الجناَن مقاَمه‪.‬‬
‫و ماَ يؤيد ذلك ماَ قاَله أمير المؤمنين عليه السلم‪) :‬ان اــ خــص الملــك باَلعقــل‬
‫دون الشهوة و الغضب‪ ،‬و خص الحيواناَت بهماَ دونه و شرف النساَن باَعطاَء‬
‫الجميع فاَن انقاَدت شهوته و غضبه لعقلـه ص اَر افضـل مـن الملئكـة لوصـوله‬
‫الى هذه المرتبة مع وجود المناَزع و الملئكة ليس لهم مزاحم( ‪.‬‬
‫ل أن نسيطر على أقوى قوة فيهاَ و الــتي‬ ‫إذن لننتصر على أهواء النفس يجب أو ا‬
‫تنقاَد لهاَ بقية القوى و هي الغضبية ‪ ،‬و نجعلهـاَ تحــت تصـرف و ســلطة القــوى‬
‫العاَقلة الملكية و التي سوف تستخدم القوى الغضبية في الســيطرة علــى القــوتين‬
‫الخريتين ‪ ،‬و بذلك نرتقي باَلنفس إلى درجة النفس المطمئنة ‪ ،‬و نظـراا لهميـة‬
‫السيطرة على القوى الغضبية السبعية أورد فيماَ يلــي موضــوعاَ ا يتنــاَول أهميــة‬
‫السيطرة عليهاَ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الغضب مفتاح كل شر‬
‫إن من أشد المراض الروحية التي يعاَني منهاَ المؤمن و تشكل خطــورة كــبيرة‬
‫على مسيرته التكاَمليــة و تــؤخر أو تمنــع وصــوله إلــى رضــوان اــ ســبحاَنه و‬
‫تعاَلى هي صفة الغضب كماَ روي في الختصاَص – قاَل الصاَدق ع كــاَن أبــي‬
‫محمد ع يقول )أي شيئ أشر من الغضب إن الرجــل إذا غضــب يقتــل النفــس و‬
‫يقذف المحصنة( ‪) .‬بحاَر ج ‪(265 / 70‬‬

‫إن الغضب هو فخ الشيطاَن الذي يوقع المؤمنين فيهاَ كمــاَ روي أن أبليــس لعنــه‬
‫ا قاَل الغضب وهقي و مصــياَدي و بــه أصــد خيــاَر الخــــــلق عــن الجـــــنة و‬
‫طريقهاَ‪) .‬بحاَر ج ‪(265 / 70‬‬

‫عندماَ يغضب النساَن يصبح أداة سهلة طيعة في يد الشيطاَن يتصرف به كيفماَ‬
‫شاَء و لناَ أن نتصور فداحة ماَ قد يقوده إليه ‪ ،‬فقد يجعله يقتــل او يطلــق زوجتــه‬
‫او يعتدي على الخرين او يقــــذف المحصـــناَت أو يشـــتم او يســب و غيرهاَ‬
‫من الفعاَل القبيحة التي قد تخلد صاَحبهاَ في الناَر أعاَذنــاَ اــ و القــاَرئ الكريــم‬
‫منهاَ ‪.‬‬
‫و هناَك بحث رائع اورده صاَحب الكاَفي أضعه هناَ ليتضح المعنى ‪:‬‬
‫ذكر صاَحب الكتاَب تعليقاَا على قول رسول ا )صلى اــ عليــه و آلــه و ســلم(‬
‫)الغضب يفسد اليماَن كماَ يفسد الخل العسل( ‪.‬‬
‫بياَن كماَ يفسد الخل العسل أي إذا أدخل الخل العسل ذهبت حلوتــه و خاَصــيته‬
‫و صاَر المجموع شيئاَا آخر فكذا اليماَن إذا دخله الغضب فســد و لــم يبــق علــى‬
‫صرافته و تغيـرت آثآـاَره فل يسـمى إيماَنـاَ ا حقيقـة أو المعنـى أنـه إذا كـاَن طعـم‬
‫العسل في الذائقة فشرب الخل ذهبت تلك الحلوة باَلكليــة فل يجــد طعــم العســل‬
‫فكذا الغضب إذا ورد على صاَحب اليماَن لم يجد حلوته و ذهبت فوائده ‪ .‬قاَل‬
‫بعض المحققين الغضب شعلة ناَر أقتبست من ناَر ا الموقــدة إل أنهــاَ ل تطلــع‬
‫على الفئدة و إنهــاَ المســتكينة فـي طـي الفــؤاد اســتكناَن الجمـر تحـت الرمـاَد و‬
‫يستخرجهاَ الكبر الدفين في قلب كل جباَر عنيد كماَ يســتخرج الحجــر النــاَر مــن‬
‫الحديد و قـد انكشـف للنـاَظرين بنـور اليقيـن أن النسـاَن ين زع منـه عـرق إلـى‬
‫الشيطاَن اللعين فمن أسعرته ناَر الغضب فقد قويت فيه قرابة الشيطاَن حيث قاَل‬
‫)خلقتني من ناَر و خلقته من طين( فمن شــأن الطيــن الســكون و الوقــاَر و شــأن‬
‫‪23‬‬
‫الناَر التلظــي و الســتعاَر و الحركــة و الضــطراب و الصــطهاَر و منــه قــوله‬
‫تعاَلى )يصهر به ماَ في بطونهم و الجلود( و من نتاَئج الغضب الحقــد و الحســد‬
‫و بهماَ هلك من هلك و فسد من فسد ‪ ... ،‬إلى أن قاَل ثآــم النــاَس فــي هــذه القــوة‬
‫علــى درجــاَت ثآلث فــي أول الفطــرة و بحســب مــاَ يطــرأ عليهــاَ مــن المــور‬
‫الخاَرجة من التفريط و الفــراط و العتــدال ‪ ،‬أمــاَ التفريــط فبفقــد هــذه القــوة او‬
‫ضعفهاَ بأن ل يستعملهاَ فيماَ هو محمــود عقلا و شــرعاَ ا مثآــل دفــع الضــرر عــن‬
‫نفسه على وجه ساَئغ و الجهاَد مع أعدائه و البطش عليهم و إقاَمة الحــدود علــى‬
‫الوجه المعتبر و المر باَلمعروف و النهي عن المنكر فتحصل فيه ملكــة الجبــن‬
‫بل ينتهي إلى عدم الغيرة علــى حرمــه و أشــباَه ذلــك و هــذا مــذموم معــدود مــن‬
‫الرذائل النفساَنية و قد وصف ا تعاَلى الصحاَبة باَلشدة و الحميــة فقــاَل )أشــداء‬
‫على الكفاَر( و قاَل تعاَلى )ياَ أيهاَ النبي جاَهد الكفاَر و المناَفقين و أغلظ عليهــم(‬
‫و إنماَ الغلظة و الشدة من آثآاَر قوة الحميــة و هــو الغضــب و أمــاَ الفــراط فهــو‬
‫القدام على ماَ ليس باَلجميل و اســتعماَلهاَ فيمــاَ هــو مــذموم عقلا و شــرعاَ ا مثآــل‬
‫الضرب و البطش و الشتم و النهب و القتل و القذف و أمثآاَل ذلك مماَ ليجــوزه‬
‫العقل و الشرع ‪ .‬و أماَ العتدال فهو غضب ينتظر إشاَرة العقل و الدين فينبعث‬
‫حيث تجب الحمية و ينطفئ حيث يحسن الحلــم و حفــظ علــى حــد العتــدال هــو‬
‫الستقاَمة التي كلف ا تعاَلى به عباَده و هــو الوســط الــذي وصــفه رســول اــ‬
‫)صلى ا عليــه و آلــه و ســلم( حيــث قــاَل )خيــر المــور أوســاَطهاَ( فمــن مــاَل‬
‫غضبه إلى الفتور حتى أحس من نفسه ضعف الغيــرة وخســة النفــس و احتمــاَل‬
‫الذل و الضيم في غير محله فينبغي أن يعاَلــج نفســه حــتى يقــوى غضــبه و مــن‬
‫ماَل غضبه إلى الفراط حتى جــره إلــى التهــور و اقتحــاَم الفــواحش فينبغــي أن‬
‫يعاَلج نفسه ليسكن من سورة الغضب و يقف علــى الوســط الحــق بيــن الطرفيــن‬
‫فهو الصراط المستقيم و هو أدق من الشعر و أحد من السيف فينبغــي أن يسـعى‬
‫في ذلك بحسب جهده و يتوسل إلى ا تعاَلى في أن يوفقه لــذلك ‪) .‬بحــاَر النــوار ج‬
‫‪ (268 / 70‬أنتهى كلمه ‪.‬‬

‫و هناَك رواياَت كثآيرة تحث المؤمن على الحلم و ترك الغضب اذكــر فيمــاَ يلــي‬
‫بعضاَ ا منهاَ ‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫في الماَلي للصدوق ‪ -‬عن أبي جعفر الثآاَني عــن أبيــه ع قــاَل دخــل موســى بــن‬
‫جعفر ع على هاَروق الرشيد و قد استخفه الغضــب علــى رجــل فقــاَل لــه )إنمــاَ‬
‫تغضب ل عز و جل فل تغضب له بأكثآر مماَ غضب لنفسه(‪) .‬بحاَر ‪ 70‬ص ‪(262‬‬

‫‪) .‬بحــاَر‬ ‫الماَلي للصدوق ‪ -‬عن أمير المؤمنين ع )ل نسب أوضع مــن الغضــب(‬
‫‪ 70‬ص ‪(262‬‬

‫في الماَلي للصــدوق – ســئل اميــر المــؤمنين ع مــن أحلــم النــاَس قــاَل الــذي ل‬
‫يغضب‪) .‬بحاَر النوار ‪ 70‬ص ‪(262‬‬

‫)بحــاَر النــوار ‪70‬‬ ‫في الخصاَل – عن أبي عبدا ع قاَل )الغضب مفتاَح كل شر( ‪.‬‬
‫ص ‪(262‬‬

‫في الخصاَل ‪ -‬عن ابي عبداا ع قاَل كاَن رسول ا )صــلى اــ عليــه و آلــه و‬
‫سلم( )يتعوذ في كل يوم من ســت مــن الشــك و الشــرك و الحميــة و الغضــب و‬
‫البغي و الحسد(‪) .‬بحاَر النوار ‪ 70‬ص ‪(262‬‬

‫في عيون اخباَر الرضاَ ع – عن علي بن أبي طاَلب صلوات ا عليهم اجمعين‬
‫قاَل قاَل رسول ا )صلى ا عليه و آله و سلم( )من كف غضبه كف اــ عنــه‬
‫عذابه و من حسن خلقه بلغه ا درجة الصاَئم القاَئم( ‪) .‬بحاَر النوار ‪ 70‬ص ‪(262‬‬

‫الماَلي للشيخ الطوسي – عن الرضاَ عن آباَئه ع قــاَل رجــل للنــبي )صــلى اــ‬
‫عليه و آله و سلم( ياَ رسول ا علمني عم ا‬
‫ل ل يحاَل بينه و بين الجنــة قــاَل )ل‬
‫تغضب و ل تسأل الناَس شيئاَ ا و أرض الناَس ماَ ترضى لنفسك ( ‪) .‬بحاَر النوار ‪70‬‬
‫ص ‪(262‬‬

‫الماَلي للصـدوق – عـن ابـي بصـير عـن الصـاَدق عـن أبيـه ع أنـه ذكـر عنـد‬
‫الغضب فقاَل )إن الرجل ليغضب حتى ماَ يرضى أبداا و يدخل بذلك النــاَر فأيمــاَ‬
‫رجل غضب و هو قـاَئم فليجلـس فـإنه سـيذهب عنـه رجـز الشـيطاَن و إن كـاَن‬
‫جاَلساَا فليقم و أيماَ رجل غضب على ذي رحم فليقــم إليــه و ليــدن منــه و ليمســه‬
‫فإن الرحم إذا مست الرحم سكنت( ‪) .‬بحاَر النوار ‪(264 /70‬‬

‫فقه الرضاَ عليه السلم – روى أن رج ا‬


‫ل سأل العاَلم أن يعلــم مــاَ ينــاَل بــه خيــر‬
‫الدنياَ و الخرة و ل يطول عليه فقاَل )ل تغضب( ‪) .‬بحاَر النوار ‪(265 /70‬‬

‫‪) .‬بحــاَر‬ ‫قاَل النبي )صلى ا عليه و آله و سلم( )الغضــب جمــرة مــن الشــيطاَن(‬
‫النوار ‪(265 /70‬‬

‫‪25‬‬
‫و قاَل )صلى ا عليه و آلـه و سـلم( الغضـب يفسـد اليمـاَن كمـاَ يفسـد الص بر‬
‫العسل و كماَ يفسد الخل العسل‪) .‬بحاَر النوار ‪(265 /70‬‬

‫الختصاَص – قاَل الصاَدق ع كاَن أبي محمد ع يقول )أي شيئ أشر من‬
‫الغضب إن الرجل إذا غضب يقتل النفس و يقذف المحصنة( ‪) .‬بحاَر النوار ‪/70‬‬
‫‪(265‬‬

‫عن أبي جعفر الباَقر ع قاَل )مكتوب في التوراة فيماَ ناَجى ا عز و جل به‬
‫موسى ع ياَ موسى أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي( )بحاَر‬
‫النوار ‪(266 /70‬‬

‫و لكي يتخلص المؤمن من هذه الصفة القبيحة عليه أن يزيل جذورهاَ من نفسه‬
‫فللغضب جزور و أصل و أصله الكبر و التجبر و محقرة الناَس كماَ روي في‬
‫الخصاَل ‪ -‬عن ابي عبدا ع )قاَل الحواريون لعيسى ياَ معلم الخير أعلمناَ أي‬
‫الشياَء اشد قاَل أشد الشياَء غضب ا عز و جل قاَلوا فبم يتقى غضب ا‬
‫قاَل بأن ل تغضبوا قاَلوا و ماَ بدء الغضب قاَل الكبر و التجبر و محقرة‬
‫الناَس(‪) .‬بحاَر النوار ‪(263 /70‬‬

‫عندماَ يحس النساَن في نفسه انــه أفضــل مــن الخريــن و أعلــى منهــم و ينظــر‬
‫إليهم بعين الحتقاَر و الزدراء أو أنه يتجبر بماَ لديه من قــوة او ســلطة او جــاَه‬
‫او ماَل فطبيعي انه سيغضب لتـفه السباَب‪.‬‬
‫و علجاَا لهذا المر على المؤمن أن يعرف حقيقة نفسه و هو أنه مجرد عبد لــ‬
‫خاَشع ذليل له سبحاَنه و تعاَلى مهماَ على شأنه و أنه ل يليق باَلعبيد ان يتصــفوا‬
‫باَلتكبر و التجبر ‪ ،‬و عليه أن يبعد عــن تفكيــره أنــه أفضــل مــن غيــره او اعلــى‬
‫منهم و يحسب نفسه واحداا منهم ل يميـزه عنهـم شـيئ ‪ ،‬و ينظــر فــي الروايــاَت‬
‫المروية عن أهل البيت عليهم السلم التي تبين خطورة التكــبر و هنــاَ أجــد أنــه‬
‫من المفيد أن أورد بعضاَ ا منهاَ ‪:‬‬
‫ماَ روي عن أمير المؤمنين ع قاَل قاَل ا تعاَلى )ياَ موسى إن الفخــر ردائــي و‬
‫الكبرياَء إزاري فمن ناَزعني في شــيئ منهمــاَ عــذبته بنــاَري يــاَ موســى إن مــن‬
‫إعظاَم جللي إكرام العبد الــذي أنلتـه حظــاَ ا مــن الــدنياَ عبــداا مــن عبــاَدي مؤمنــاَ ا‬
‫قصرت يده في الدنياَ فإن تكبر عليه فقد استخف بجللي( ‪).‬مســتدرك الوســاَئل ج ‪/ 12‬‬
‫‪(31‬‬

‫‪26‬‬
‫و قول أمير المؤمـنين ع حيث قاَل )ماَ لبــن آدم و الفخــر أولــه نطفــة و آخــره‬
‫جيفة و ل يرزق نفسه و ل يدفع حتفه( )وساَئل الشيعة ‪( 16/45‬‬

‫و قول أمير المؤمنين ع )مسكين ابــن آدم مكتــوم الجــل مكنــون العلــل محفــوظ‬
‫العمل تؤلمه البقة و تقتله الشرقة و تنته العرقة (‪) .‬بحاَر النوار ج ‪(75/84‬‬

‫و قول ابوعبدا ع )أصــول الكفــر ثآلثآــة الحــرص و الســتكباَر و الحســد فأمــاَ‬


‫الحرص فإن آدم ع حين نهي عن الشجرة حمله الحرص على أن يأكــل منهــاَ و‬
‫أماَ الستكباَر فإبليس حيث أمر باَلسجود لدم و أمــاَ الحســد فأبنــاَ آدم حيــث قتــل‬
‫أحدهماَ صاَحبه(‪) .‬الكاَفي ج ‪(289 / 2‬‬

‫ل يقاَل له صعود و إن في صعود لواد يقاَل لــه‬ ‫و قاَل الباَقر ع )إن في جهنم جب ا‬
‫سعر و إن في قعر سعر لجباَ ا يقاَل له هبهب كلماَ كشف غطاَء ذلك الجــب ضــج‬
‫أهل الناَر من حره و ذلك منزل الجباَرين(‪) .‬روضة الواعظين ‪(382 / 2‬‬

‫و قاَل رسول ا )صلى ا عليه و آله و سـلم( )ليـس مـن عبـد إل و ملـك أخـذ‬
‫بحكمة رأسه إن هو تواضع ل رفعه اــ و إن هــو تكــبر وضــعه اــ( ‪) .‬روضــة‬
‫الواعظين ‪(382 / 2‬‬

‫و صدق الشاَعر حيث قاَل ‪:‬‬


‫على صفحاَت الماَء و هو رفيدع‬ ‫تواضع تكن كاَلبدر لح لناَظرر‬
‫على طبقاَت الجو وهو وضـ د‬
‫يع‬ ‫و ل تكن كاَلدخاَن يعلو بنفسه‬
‫و قاَل رسول ا )صلى ا عليه و آله و ســلم( )أشــقى النــاَس الملــوك و أمقــت‬
‫الناَس و أذل الناَس من أهاَن الناَس(‪) .‬روضة الواعظين ‪(382 / 2‬‬

‫و سأل الحسن بن الجهم الرضاَ ع فقاَل ماَ حد التواضــع قــاَل )أن تعطــي النــاَس‬
‫من نفسك ماَ تحب أن يعطوك مثآله قاَل قلت جعلت فداك أشــتهي أن اعلــم كيــف‬
‫أناَ عندك قاَل أنظر كيف أناَ عندك(‪) .‬روضة الواعظين ‪(382 / 2‬‬

‫و عليه إلى جاَنب ماَ تقدم أن يتوسل إلى ا سبحاَنه ان يخلصه من هذا المرض‬
‫الخطير ‪ ،‬فعند ذلك سيزول عنه بإذن ا هذا التكبر و التجبر و ل يحتقر النــاَس‬
‫مهماَ على شأنه و بلغت رتبته و إن صاَر وزيرا أو رئيساَ ا او حتى ملكااَ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫عالم يتحسر في البرزخ‬
‫نقل أحد تلميذ الشيخ رجب الخياَط و كاَن قد رافقه مدة ثآلثآين سنة أن‬
‫الشيخ قاَل له ‪) :‬رأيت روح أحد العلماَء من ذوي المعنى‪-‬كاَن يسكن في‬
‫إحدى المدن الكبيرة في إيران‪ -‬في البرزخ وكاَن يتأسف ويضرب على‬
‫فخذه ويقول‪ :‬الويل لي ! جئت وليس لدي عمل خاَلص لوجه ا (!‬

‫ولماَ سألته عن سبب تأسفه قاَل‪ :‬صاَدفت في أياَم حياَتي رجلا كاَسباَ ا من‬
‫أهل المعنى وقد ذكر لي بعضاَ ا من صفاَته الباَطنية وبعد ماَ فاَرقته‬
‫عزمت على مماَرسة الرياَضة الروحية لكي تكون لدي رؤية برزخية‬
‫كرؤيته ولجل أن أحصل على المكاَشفاَت والمشاَهدات الغيبية‪ -‬كماَ‬
‫يمتلك‪ -‬دأبت على مماَرسة الرياَضة مدة ثآلثآين سنة إلى أن نجحت في‬
‫بلوغ مقصدي وقد حاَن الن أجلي وهم يقولون حاَليااَ‪ :‬لقد بقيت أسيراا‬
‫لهوائك النفسية إلى أن صاَدفك ذلك الرجل من أهل المعنى ونصحك‬
‫وبعد ذلك أنفقت ماَ يناَهز الثآلثآين سنة من عمرك لبلوغ المكاَشفاَت‬
‫ورؤية الحاَلت البرزخية و الن قل ‪ :‬ماَ هو العمل الخاَلص الذي‬
‫قدمته لناَ؟!‬
‫للبدء في المسيرة التكاَملية و الرتقاَء بــاَلنفس فــي مــدارج الكمــاَل يجــب ان‬
‫يكون الهدف هو الوصول إلى رضوان ا و محبتــه و ان ل يكــون تحقيقــاَ ا‬
‫لغراض شخصية او مطاَمع شهوانيه او أهواء نفسية كماَ تقدم فــي القصــة‬
‫الساَبقة ‪ ،‬فكلماَ خطـر علـى بـاَل المـؤمن عمـل م ن العمـاَل فعليـه أولا أن‬
‫يعرضه على العقل و يســئل نفســه هــل أنــاَ أقــوم بهــذا العمــل مـن أجــل اــ‬
‫سبحاَنه أم لجل أمر آخر ‪ ،‬فإذا لم يكن العمــل لــ ســبحاَنه و تعــاَلى فيجــب‬
‫عليه الستغفاَر و عقد النية على أن يكون ل سبحاَنه خاَلصاَ ا إن أمكن و إل‬
‫عليه العراض عنه فوراا بدون تــردد إذا كــاَن مســتحباَ ا أمــاَ إذا كــاَن واجبــاَ ا‬
‫فعليه العمل على إصلح نيته ‪ ،‬و بتكــرار هــذه الطريقــة عنــد كــل عمــل او‬
‫قــول و مماَرســتهاَ يكــون المــؤمن باَلتــدرج وجــوده و بقــاَئه و حركــاَته و‬
‫سكناَته كلهاَ ل‪.‬‬
‫بعدهاَ سيصبح وجوده و كياَنه اقواله و افعاَله كلهاَ تقــول ل إلــه إل اــ أي‬
‫انه ل يوجد إلــه ماَلــك متصــرف آمــر نــاَهي إل اــ ســبحاَنه ‪ ،‬حيــث ينــدك‬
‫سلطاَن النفس و شهواتهاَ و رغباَتهاَ و تذوب في بحر التوحيد حيث ل شيئ‬
‫هناَك إل ا الواحد القهاَر‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫و أن يكون مصداقاَ ا لقول أبي عبدا ع حيــث قــاَل )مــن قــاَل ل إلــه إل اــ‬
‫مخلصاَا دخل الجنة و إخلصــه أن يحجــزه ل إلـه إل اـ عمــاَ حــرم اـ (‪.‬‬
‫)وساَئل الشيعة ج ‪ : 15‬ص ‪( 257‬‬

‫يجــب أن يكــون الــدافع الوحيــد لبــدء هــذه المســيرة هــو طلــب رضــاَ اــ و‬
‫الوصول إلى محبته سبحاَنه و تعاَلى‪.‬‬

‫هدية لك عزيزيِ القارئ !!‬

‫روي في مهج الدعوات )روي جماَعــة يســندون الحــديث إلــى الحســين بــن‬
‫علي ع قاَل كنت مع علي بن أبي طاَلب ع في الطــواف فــي ليلــة ديجوجيــة‬
‫قليلــة النــور و قــد خل الطــواف و نــاَم الــزوار و هــدأت العيــون إذا ســمع‬
‫مستغيثآاَ ا مستجيراا مسترحماَا بصوت محزون من قلب موجع و هو يقول ‪:‬‬

‫ياَمن يجيب دعـاَء المضـــطر في الظلم‬


‫ياَكـاَشف الضــر و البــلوى مـــع السقم‬
‫قـد ناَم وفـدك حول البيــــت و انتـــبهوا‬
‫يدعــو و عـــينــك ياَ قيــــوم لم تنــــــم‬
‫هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي‬
‫ياَ مـــن أشــاَر إليـه الخــلق في الحـرم‬
‫إن كــاَن عفــوك ل يلــقــاَه ذو سـرف‬
‫فمــن يجـــود عـلى العاَصين باَلنعــــم‬

‫قاَل الحسين بــن علــي صــلوات اــ عليهمــاَ فقــاَل لــي يــاَ أباَعبــدا أســمعت‬
‫المناَدي ذنبه المستغيث ربه فقلت نعم قد سمعته فقاَل اعتبره عسى تراه فمــاَ‬
‫زلت أختبط في طخياَء الظلم و أتخلل بين النياَم فلماَ صرت بيــن الركــن و‬
‫المقاَم بدا لي شخص منتصب فتأملته فإذا هو قاَئم فقلــت الســلم عليــك أيهــاَ‬
‫‪29‬‬
‫العبد المقر المســتقيل المســتغفر المســتجير أجــب بــاَل أبــن عــم رســول اــ‬
‫)صلى ا عليه و آله و سلم ( فأسرع في سجوده و قعوده و سلم فلــم يتكلــم‬
‫حتى أشاَر بيده بأن تقدمني فتقدمته فأتيت به أمير المــؤمنين ع فقلــت دونــك‬
‫هاَ هو فنظر إليه فإذا هو شاَب حسن الوجه نقي الثآياَب فقاَل لـه مـن الرجــل‬
‫فقاَل له من بعض العرب فقاَل له ماَ حاَلك و مم بكاَؤك و استغاَثآتك فقاَل مــاَ‬
‫حاَل من أوخذ باَلعقوق فهو في ضــيق أرتهنــه المصــاَب و غمــرة الكتئــاَب‬
‫فاَرتاَب فدعاَؤه ل يستجاَب فقاَل له علي و لم ذلك فقاَل لني كنت ملتهياَ ا في‬
‫العرب باَللعب و الطرب أديـم العصـياَن فـي رجـب و شـعباَن و مـاَ أراقـب‬
‫الرحمن و كاَن لي والد شفيق رفيق يحــذرني مصــاَرع الحــدثآاَن و يخــوفني‬
‫العقاَب باَلنيران و يقول كم ضج منك النهــاَر و الظلم و الليــاَلي و اليــاَم و‬
‫الشهور و العوام و الملئكة الكرام و كاَن إذا ألح علي بــاَلوعظ زجرتــه و‬
‫انتهرته و و ثآبت عليه و ضربته فعمدت يوماَ إلى شيئ مــن الــورق فكــاَنت‬
‫في الخباَء فذهبت لخذهاَ و أصرفهاَ فيمــاَ كنــت عليــه فمــاَنعني عــن أخــذهاَ‬
‫فأوجعته ضرباَا و لويت يده و أخذتهاَ ومضيت فأوماَ بيده إلى ركبـتيه يـروم‬
‫النهوض من مكاَنه ذلك فلم يطق يحركهاَ من شدة الوجع و اللم فأنشأ يقول‬

‫جــرت رحــــم بيني و بين مناَزرل‬


‫سواء كماَ يســتنزل القـطر طاَلـبه‬
‫و ربيت حتى صاَر جلدا شمردلا‬
‫إذا قاَم ساَوى غاَرب العجل غاَربه‬
‫و قد كنت أوتيه من الزاد في الصباَ‬
‫إذا جــــاَع منه صفـوه و أطاَيبه‬
‫فلماَ اســـتوى في عنفـــوان شباَبه‬
‫و أصبح كاَلرمح الردينـي خاَطـبه‬
‫تهضمني ماَلـي كذا و لوى يــدي‬
‫لوى يـــده ا الذي هو غــاَلبه‬

‫ثآم حلف باَل ليقدمن إلى بيت ا الحرام فيستعدي ا علي فصــاَم أســاَبيع و‬
‫صلى ركعاَت و دعاَ و خرج متوجهــاَ ا علــى عيرانــة يقطــع باَلســير عــرض‬
‫الفلة و يطوي الودية و يعلو الجباَل حتى قدم مكة يوم الحج الكــبر فنــزل‬
‫عن راحلته و أقبل إلى بيت ا الحــرام فســعى و طــاَف و تعلــق بأســتاَره و‬
‫ابتهل بدعاَئه و أنشأ يقول ‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫ياَ من إليه أتى الحـجاَج باَلجـــهد‬
‫فوق المهاَد من أقصى غاَية البعد‬
‫إني أتيــتك ياَ مـــن ل يخيب من‬
‫يدعوه مبتهلا باَلواحـــد الصـــمد‬
‫هذا منــاَزل من يرتـاَع من عققي‬
‫فخـذ بحقـي ياَ جبـاَر من ولــدي‬
‫حــتى تشل بعون منك جاَنــبـــه‬
‫ياَ من تقـدس لم يولـد و لم يـلد‬

‫قاَل فو الذي سمك السماَء و أنبع الماَء مــاَ أســتتم دعــاَءه حــتى نــزل بــي مــاَ‬
‫ترى ثآم كشف عن يمينه فإذا بجاَنبه قد شل فأناَ منذ ثآلث سـنين أطلــب إليــه‬
‫أن يدعو لي في الموضع الذي دعاَ به علي فلم يجبنــي حــتى إذا كــاَن العــاَم‬
‫أنعم علي فخرجت به على ناَقة عشراء أجد السير حثآيثآاَ ا رجاَء العاَفية حــتى‬
‫إذا كناَ على الراك و حطمة وادي السياَك نفر طاَئر في الليــل فنفــرت منــه‬
‫الناَقة التي كاَن عليهاَ فألقته إلى قاَر الوادي فــاَرفض بيــن الحجريــن فقــبرته‬
‫هناَك و أعظم من ذلك أني ل أعرف إل المأخوذ بدعوة أبيه فقــاَل لــه أميــر‬
‫المؤمنين ع أتاَك الغوث أتاَك أل أعلمك دعاَء علمنيه رسول ا )صلى اــ‬
‫عليه و آله و سلم( و فيه أسم ا الكبر العظم العزيز الكرم الذي يجيــب‬
‫به من دعاَه و يعطي به من سأله و يفــرج بــه الهــم و يكشــف بــه الكــرب و‬
‫يذهب به الغم و يــبرئ بــه الســقم و يجــبر بــه الكســير و يغنــي بــه الفقيــر و‬
‫يقضي به الدين و يرد به العين و يغفــر بــه الــذنوب و يســتر بــه العيــوب و‬
‫يؤمن به كل خاَئف من شيطاَن مريد و جباَر عنيــد و لــو دعــاَ بــه طــاَئع لــ‬
‫على جبل لزال من مكاَنه أو على ميت لحياَه ا بعــد مــوته و لــو دعــاَ بــه‬
‫على الماَء لمشي عليه بعد أن ل يــدخله العجــب فــاَتق اــ أيهــاَ الرجــل فقــد‬
‫أدركـتـني الرحمة لك و ليعلــم اــ منــك صــدق النيــة أنــك ل تــدعو بــه فــي‬
‫معصية و ل تفيده إل الثآقة في دينك فإن أخلصت فيه النية استجاَب اــ لــك‬
‫و رأيت نبيك محمـداا )صـلى اـ عليـه و آلــه و سـلم ( فـي مناَمــك يبشــرك‬
‫باَلجنة و الجاَبة قاَل الحسين بن علي ع فكاَن ســروري بفاَئــدة الــدعاَء أشــد‬
‫من سرور الرجــل بعــاَفيته و مــاَ نــزل بــه لننــي لــم أكــن ســمعته منــه و ل‬
‫عرفت هذا الدعاَء قبل ذلك ثآم قـاَل آتنـي بـدواة و بيـاَض و اكتـب مـاَ أمليـه‬
‫عليك ففعلت قاَل ‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫ك بإسسه هإم اله ه المرسحمه هإن المرإحيِه هإم يِههاذا الكجلَإل كواإلسكه ه ارإم يِههاكحييِّ‬ ‫ك بإإسسه هإم ك‬ ‫اللمههه هم إن ههيِّ أكسسه هأكله ك‬
‫ف ههكو كول أكسيِكن ههكو كول‬ ‫ت‪ ُ،‬يِاههو يِاكمسن لكيِسعلكهم ماههكو كول ككسيِ ك‬ ‫يِاقكييِوهم‪ ُ،‬يِاكحييِّ ل إإلهك إلل أكسن ك‬
‫ك يِاقههيدوهس‪ُ،‬‬ ‫ث هههكو إلل هههكو‪ ُ،‬يِههاذا الهمسلهإك كوالكملكهكههوإت‪ ُ،‬يِههاذا الإعهمزإة كوالكجكبههروإت‪ ُ،‬يِاكملإه ه‬ ‫كحسيِه ه‬
‫ي‪ُ،‬‬‫ق‪ ُ،‬يِابه ههاإر ه‬‫يِاكسه ههلَهم‪ ُ،‬يِه ههاهمسؤإمهن‪ ُ،‬يِه ههاهمهكسيِإمهن‪ ُ،‬يِه ههاكعإزيِهز‪ ُ،‬يِاكجلبه ههاهر‪ ُ،‬يِه هها همتكككنب ه ههر‪ ُ،‬يِاخه ههالإ ه‬
‫ي‪ ُ،‬يِاهمإعيِههد‪ ُ،‬يِاهمبإيِههد‪ ُ،‬يِههاكوهدوهد‪ ُ،‬يِههاكمسحهموهد ‪ُ،‬‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫صنوهر‪ ُ،‬يِاهمفيِهد‪ ُ،‬يِاهمكدنبهر‪ ُ،‬يِاكشديِهد‪ ُ،‬يِاهمسبد ه‬ ‫يِاهم ك‬
‫ب‪ ُ،‬يِاكبهإديِهع‪ ُ،‬يِهاكرإفيِهع‪ ُ،‬يِهاكمإنيِهع‪ُ،‬‬ ‫إ‬
‫ب‪ ُ،‬يِاكحسههيِ ه‬ ‫ب‪ ُ،‬يِهاهمإجيِ ه‬
‫ب‪ ُ،‬يِهاكرإقيِ ه‬
‫إ‬
‫يِاكمسعهبوهد‪ ُ،‬يِاكبعيِههد‪ ُ،‬يِهاقكإريِ ه‬
‫يِاكسه هإميِهع‪ ُ،‬يِ ههاكعإليِهم‪ ُ،‬يِ ههاكحإليِهم‪ ُ،‬يِ ههاككإريِهم‪ ُ،‬يِاقكه هإديِهم‪ ُ،‬يِ ههاكعلإييِّ‪ ُ،‬يِ ههاكعإظيِهم‪ ُ،‬يِاكحلن ههاهن‪ ُ،‬يِاكملن ههاهن‪ُ،‬‬
‫يِاكدليِههاهن‪ ُ،‬يِاهمسس هكتعاهن‪ ُ،‬يِاكجإليِ ههل‪ ُ،‬يِاكجإميِ ههل‪ ُ،‬يِاكوإكيِ ههل‪ ُ،‬يِاككإفيِ ههل‪ ُ،‬يِاهمإقيِ ههل‪ ُ،‬يِاهمنإيِ ههل‪ ُ،‬يِاكنبإيِ ههل‬
‫يِاكدإليِهل‪ ُ،‬يِاهاإدي‪ ُ،‬يِاباإدي‪ ُ،‬يِاأكموهل‪ ُ،‬يِاآإخهر‪ ُ،‬يِاظاإههر‪ ُ،‬يِاباإطهن‪ ُ،‬يِاقائإهم‪ ُ،‬يِادائإهم‪ ُ،‬يِاعههالإهم‬
‫صه ههل‪ ُ،‬يِاطه ههاإههر‪ ُ،‬يِه ههاهمطكهنهر‪ ُ،‬يِاقه ههاإدهر‪ُ،‬‬ ‫صه ههل‪ ُ،‬يِاوا إ‬ ‫ضه ههيِّ‪ ُ،‬يِاعه ههاإدهل‪ ُ،‬يِافا إ‬ ‫يِاحه ههاإكم‪ ُ،‬يِاقا إ‬
‫ه‬
‫صكمهد‪ ُ،‬يِاكمسن لكسم كيِلإسد كولكسم هيِولكهد كولكسم كيِهكسن‬ ‫إ‬
‫يِاهمسقتكدهر‪ ُ،‬يِاككإبيِهر‪ ُ،‬يِاهمتكككنبهر‪ ُ،‬يِاواحهد‪ ُ،‬يِاأككحهد‪ ُ،‬يِا ك‬
‫إ‬
‫لكههه هكفههوا أككحهدد‪ ُ،‬كولكهسم كيِهكهسن لكههه صههاإحكبةد كول كههاكن كمكعههه كوإزيِهدر‪ ُ،‬كول اتمكخهكذ كمكعههه همإشههيِ ارا‪ ُ،‬كول‬
‫ت كعلمهها كيِقهههوهل‬ ‫ت‪ ُ،‬فكتكعههالكسيِ ك‬‫ظإهيِرر‪ ُ،‬كول كاكن كمكعهه إمسن إإلره كغسيِههرهه ل إلههك إلل أكسنه ك‬ ‫اسحتاكج إإلى ك‬
‫الظم ههالإهموكن هعلهه هلوا ككبإيِه ه ارا‪ ُ،‬يِ ههاكعلإييِّ‪ ُ،‬يِاش ههاإمهخ يِاب ههاإذهخ يِافكتلههاهح يِاكنفلههاهح يِاهمسرت ههاهح يِ ههاهمفكنرهج‬
‫ب‪ُ،‬‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫ث يِههاواإر ه‬ ‫ك يِههاهمسنتكإقهم‪ ُ،‬يِابههاإع ه‬ ‫ك يِاهمسهلإ ه ه‬
‫ص ههر يِاهم هسدإر ه‬ ‫ص هر يِامسنتك إ‬ ‫إ‬
‫ب يِاغههال ه‬ ‫ث يِاطههال ه‬ ‫يِانا ه ه‬
‫ب الكسسه ههباإب‪ ُ،‬يِاهمفكتهن ه هكح‬ ‫ب‪ ُ،‬يِاهمكسه ه هنب ك‬
‫ب يِاكولهه هها ه‬‫ب يِه ههاأكلوا ه‬ ‫يِه ههاكمسن لكيِفهه ههوتههه هه ههاإر د‬
‫ب‪ ُ،‬يِه ههاتكلوا ه‬
‫طههوهر يِاكشه ههكوهر يِههاكعفهيو يِههاكغهفوهر‪ ُ،‬يِههاهنوكر‬ ‫ب‪ ُ،‬يِهها ك‬ ‫إ‬ ‫الكسبه هواإب‪ ُ،‬يِههاكمسن كحسيِه ه ه‬
‫ث مههاهدعكيِّ أكجهها ك‬
‫ظإهيِهر يِهاككإبيِهر‬ ‫ف يِههاكخإبيِر‪ ُ،‬يِهامإجيِر يِههامإنيِر يِاب إ‬
‫صههيِهر يِهها ك‬ ‫الينوإر يِاهمهكدنبكر الههمههوإر‪ ُ،‬يِهالكإطيِ ه‬
‫ه ه ه ه ه ك‬
‫صه هكمهد‪ ُ،‬يِاك ههاإفيِّ يِاش ههاإفيِّ يِ ههاواإفيِّ يِاهمع ههاإفيِّ‪ ُ،‬يِاهمسحإسه ههن‬ ‫يِ ههاإوتسهر يِ ههافكسرهد يِاأككبه ههد يِاكسه هكنهد يِا ك‬
‫ك فكقكهكدكر يِهاكمسن‬ ‫ضهل يِاهمتكككنرهم يِاهمتكفكنرهد يِاكمسن كعلَ فكقكهكهكر‪ ُ،‬يِهاكمسن كملكه ك‬ ‫يِاهمسجإمهل يِاهمسنإعهم يِاهمفك ن‬
‫صه هكيِّ فككغفكه هكر‪ ُ،‬يِههاكمسن لتكسحه هإويِإه الإفكه ههر‪ ُ،‬كول‬ ‫بطكه هن فكخبه هر‪ ُ،‬يِههامسن عبإه هكد فككشه هككر‪ ُ،‬يِههامسن ع إ‬
‫ك ك‬ ‫ك‬ ‫ك ه‬ ‫ك ك كك‬
‫ق الكبكشه هإر‪ ُ،‬يِاهمقكه هندكر هكه هنل قكه هكدرر‪ ُ،‬يِاع ههالإكيِّ‬
‫صه هدر‪ ُ،‬كول كيِسخف ههى كعلكسيِه هإه أكثهك هدر‪ ُ،‬يِ هها ارإز ك‬‫يِهه هسدإرهكهه كب ك‬
‫الكمكاإن يِاكشإديِكد الكسركاإن‪ ُ،‬يِاهمكبندكل المزمهاإن‪ ُ،‬يِاقابإهكل القهسربهاإن يِهاذا الكمهنن كواإلسحسههاإن يِهاذا‬
‫الإعمزإة كواليسسلطاإن يِهاكرإحيِهم يِهاكرسحمهن يِهاكمسن هههكو هكهمل كيِهسورم إفههيِّ كشهسأرن يِهاكمسن ل كيِسشهإغلههه كشههأدن‬

‫‪32‬‬
‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫ب‬ ‫صه هوات يِ ههاهمإجيِ ك‬ ‫كعه هسن كشه هسأرن يِ ههاكعظيِكم المشه هسأإن‪ ُ،‬يِ ههاكمسن ههه هكو بإهكه هنل كمك ههارن يِاس ههامكع الك س‬
‫ضكيِّ الحاجاإت‪ ُ،‬يِاهمسنإزكل الكبكركههاإت يِهها ارإحكم الكعكبه ارإت‪ُ،‬‬ ‫المدعواإت يِامسنإجح الطمكلباإت‪ ُ،‬يِاقا إ‬
‫ه ك‬ ‫ك‬
‫ف الهكهربه ههاإت يِه ههاكولإميِّ الكحكسه ههناإت يِه هها ارإفكع اله همدكرجاإت يِه ههاهمسؤتإكيِّ‬ ‫يِاهمإقيِ ه هكل الكعثكه ه ارإت يِاكاإش ه ه ك‬
‫اليسهسؤلإت يِههاهمسحيِإكيِّ الكسمهواإت‪ ُ،‬يِاجههاإمكع المشههتاإت‪ ُ،‬يِاهمطمإلعه ا كعلههى النليِههاإت ‪ ُ،‬يِهها ارمد ماقكهسد‬
‫ضه هإجهرهه الكمسسه هكأل ه‬ ‫إ‬
‫ت‪ ُ،‬كول تكسغشه ههاهه‬ ‫ت‪ ُ،‬يِه ههاكمسن لته س‬ ‫صه هوا ه‬‫ت‪ ُ،‬يِه ههاكمسن لتكسشه هتكبإهه كعلكسيِه هه الك س‬ ‫فه هها ك‬
‫ي المنكسهإم‪ُ،‬‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫ي‬
‫ض كوالمسههماوات‪ ُ،‬يِاسههابإكغ النكعهم‪ ُ،‬يِهادافكع النقكهم‪ ُ،‬يِابههاإر ك‬ ‫ت‪ ُ،‬يِههاهنوكر الكسر إ‬ ‫الظلهمهها ه‬
‫طهأه‬‫ق الينوإر كوالظيلكإم‪ ُ،‬يِاذا الهجههوإد كوالككهكرإم يِهاكمسن ل كيِ ك‬ ‫يِاجاإمكع الكمإم يِاشاإفيِّ المسقكإم يِاخالإ ك‬
‫إإ‬
‫صه هكر‬ ‫كعسركشه ههه قكه هكددم‪ ُ،‬يِههاكأجكوكد الكسجه هكوإديِكن‪ ُ،‬يِههاأكسككركم الكسككرإميِه هكن‪ ُ،‬يِاأكسسه هكمكع المسههامعيِكن‪ ُ،‬يِاأكسب ك‬
‫ظسهكر اللَإجيِه ه هكن‪ ُ،‬يِ ه ههاكولإميِّ‬ ‫المن ه ههاإظإريِكن‪ ُ،‬يِاج ه ههاكر الهمسسه ه هتكإجيِإريِكن‪ ُ،‬يِاأكم ه ههاكن الخ ه ههائإإفيِكن‪ ُ،‬يِ ه هها ك‬
‫ب هكنل كغإريِهرب‪ ُ،‬يِههاهمسؤنإكس‬ ‫إ‬ ‫مإ‬ ‫إإ‬ ‫الهمسؤإمإنيِكن‪ ُ،‬يِاإغيِا ك‬
‫ث الهمسستكغيِثيِكن‪ ُ،‬يِاغاكيِةك الطالبيِكن‪ ُ،‬يِاصاح ك‬
‫ظ هكنل ضههالمرة‪ ُ،‬يِهها ارإحكم المشهسيِإخ‬ ‫طإريِرد‪ ُ،‬يِاكمسأوى هكنل كشإريِرد‪ ُ،‬يِاحاإف ك‬ ‫هكنل كوإحيِرد‪ ُ،‬يِاهمسلكجأك هكنل ك‬
‫ك هكهنل أكإسهيِإر‪ ُ،‬يِهاهمسغنإكيِّ‬ ‫ظهإم الككإسههيِإر‪ ُ،‬يِافكهها م‬ ‫صإغيِإر يِاجههابإكر الكع س‬ ‫ق الطنسفإل ال م‬ ‫الككإبيِإر‪ ُ،‬يِا ارإز ك‬
‫ف الهمسس هتكإجيِإر‪ ُ،‬يِههاكمسن لك ههه التمهسدإبيِهر كوالتمسق هإديِهر‪ ُ،‬يِههاكمإن‬ ‫س الفكإقيِ هإر‪ ُ،‬يِاإعص همةك الخههائإ إ‬
‫سك‬ ‫البههائإ إ‬
‫الكعإسيِهر كعلكسيِإه كسسهدل كيِإسههيِدر‪ ُ،‬يِها كمهسن لكيِسحتهاهج إلهى تكسفإسههيِرر‪ ُ،‬يِها كمهسن هههكو كعلههى هكهنل كشه رسيِّ‬
‫صههيِدر‪ ُ،‬يِاهمسرإس هكل النريِههاإح‪ُ،‬‬ ‫قك هإديِر‪ ُ،‬يِههامسن هه هو بإهك هنل كش هريِّ كخبإيِ هر‪ ُ،‬يِههامسن هه هو بإهك هنل كش هريِّ ب إ‬
‫س ك‬ ‫ك ك‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫ك ك‬ ‫د‬
‫ث الكسرواإح‪ ُ،‬يِههاذا الهجههوإد كوالمسههمإاح‪ ُ،‬يِههاكمسن بإكيِ هإدإه هك هيل إمسفتههارح‬ ‫صههباإح‪ ُ،‬يِابههاإع ك‬ ‫ق ال س‬
‫يِافههالإ ك إ‬
‫س كبسعهكد الكمهسوإت‪ ُ،‬يِاهعهمدإتيِّ إفهيِّ‬ ‫ق هكنل فكسورت يِاهمسحيِإيِّ هكنل كنسفه ر‬ ‫صسورت‪ ُ،‬يِاسابإ ك‬ ‫يِاسامكع هكنل ك‬
‫إ‬
‫ك‬
‫إشمدإتيِّ‪ ُ،‬يِاحاإفإظيِّ إفيِّ هغسركبإتيِّ‪ ُ،‬يِاهمسونإإسيِّ إفههيِّ كوسحهكدإتيِّ‪ ُ،‬يِههاكوإلنيِيِّ إفههيِّ نإسعكمتهإهيِّ‪ ُ،‬يِهاككسهإفيِّ‬
‫ب‪ ُ،‬كوكيِسخ ههذلهإنيِّ هك هيل صههاإحرب يِاإعمههاكد كم هسن‬ ‫إ‬
‫ب‪ ُ،‬كوتهكس هلنهمنيِّ الكقههاإر ه‬
‫إ‬ ‫إ‬
‫حيِ هكن تهسعإيِيِنههيِّ الكمههذاه ه‬
‫إ‬
‫لإعماكد لكهه يِاكسهكنكد كمهسن لكسهكنكد لكههه‪ ُ،‬يِهاهذسخكر كمهسن ل هذسخهكر لكههه‪ ُ،‬يِهاإحسركز كمهسن ل إحهسركز لكههه‪ُ،‬‬
‫ث كمهسن‬ ‫ف لكهه‪ ُ،‬يِاككسنكز كمسن ل ككسنكز لكهه‪ ُ،‬يِاهرسككن كمسن ل هرسكهكن لكههه يِاإغيِهها ك‬ ‫ف كمسن ل ككسه ك‬ ‫يِاككسه ك‬
‫ق‪ ُ،‬يِههاإإلإهيِّ‬ ‫ق‪ ُ،‬يِههاهرسكنإكيِّ الكوثإيِه ه ك‬ ‫صههيِ ك‬‫ث لكه هه‪ ُ،‬يِاجههار مه هسن ل جههار لكه هه يِاجههاإري الل إ‬
‫ك‬ ‫ك ه‬ ‫ك ك‬ ‫لغيِهها ك ه‬
‫إ‬
‫ضه ههيِ إ‬‫ق الم إ‬ ‫ق يِه ههارإفيِ ه م إ إ‬ ‫إ‬ ‫ب الكبسيِه هإت الكعتإيِه ه إ‬ ‫بإه ههالتمسحإقيِ إ‬
‫ق‪ُ،‬‬ ‫ق‪ ُ،‬فهكنه ههيِّ مه هسن كحسله ه إ ك‬ ‫ق‪ ُ،‬يِاكشه هفيِ ه ك‬ ‫ق‪ ُ،‬يِه ههاكر م‬
‫ق‪ ُ،‬كوأكإعنههيِّ كعلههى مهها‬ ‫ق‪ ُ،‬كواسكإفنإههيِّ كشه همر مههالاهإطيِ ه‬ ‫ضههيِ ر‬‫ف عنههيِّ هكه همل كهه هم وكغه هم و إ‬
‫ك ك‬ ‫صه هإر س ك‬ ‫كوا س‬

‫‪33‬‬
‫ب‪ ُ،‬يِاغ ههاإفكر كذسنه هإب داهوكد‪ُ،‬‬ ‫ضه هنر أكييِ ههو ك‬‫ف ه‬ ‫ب‪ ُ،‬يِاكاإشه ه ك‬ ‫ف كعل ههى كيِسعقهههو ك‬ ‫اهإطيِه ه ه‬
‫ق‪ ُ،‬يِ هها ارمد هيِوهسه ه ك‬
‫ب نإه ههداإء يِهه ههوهنكس إفه ههيِّ‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫إ إ‬
‫يِه هها ارفكع عسيِسه ههى سبه هإن كمسركيِه هكم كوهمسنإجكيِه ههه مه هسن أكسيِه هدي الكيِههه ههوإد يِه ههاهمإجيِ ك‬
‫طإفكيِّ هموسههى إبالككلإمههاإت‪ ُ،‬يِههاكمسن كغفكهكر لكدكم خإطيِكئتكههه‪ ُ،‬كوكرفكهكع إسدإريِهكس‬ ‫صه ك‬ ‫ي إ‬
‫الظلهمههات‪ ُ،‬يِاهم س‬
‫ك عهادا اللولهى كوثكهمههوكد‬ ‫ق‪ ُ،‬يِاكمسن أكسهلكه ك‬ ‫كمكانا كعلكميِ ا بإكرسحكمتإإه‪ ُ،‬يِاكمسن كنمجهى هنوحها إمهكن الكغهكر إ‬
‫طغههى‪ ُ،‬كوالهمسؤتكإفككهةك أكسههوى‪ ُ،‬يِهاكمسن‬ ‫ظلكهكم كوأك س‬‫كفما أكسبقى‪ ُ،‬كوقكسوكم هنورح إمسن قكسبهل إمنههسم كاهنوا هههسم أك س‬
‫لَ‪ ُ،‬يِههاكمسن‬ ‫كدمم هكر كعلههى قك هسإوم لهههورط‪ ُ،‬كوكدسم هكدكم كعلههى قك هسوإم هش هكعسيِرب‪ ُ،‬يِههاكمسن اتمكخ هكذ إسب ارإهيِ هكم كخإليِ ا‬
‫ص هللى ال ه كعلكسيِ هإه كوآلإ هإه كوكعلكسيِإه هسم أكسجكمإعيِ هكن كحإبيِبهها‪ُ،‬‬ ‫إ‬
‫اتمكخ هكذ هموسههى ككليِم هاا‪ ُ،‬كواتمكخ هكذ همكحممههدا ك‬
‫ب لإهس هلكسيِماكن همسلكهها لكيِسنكبإغههيِّ لككح هرد إم هسن كبسع هإدإه‪ ُ،‬يِههاكمسن‬ ‫إ‬ ‫إ إ‬
‫يِههاهمسؤإتيِّ لهسقمههاكن الحسككم هة‪ ُ،‬كوال هواه ك‬
‫ضهكر الكحيِههاكة‪ ُ،‬كوكرمد لإهيِوكشهكع‬ ‫صكر ذا القكسركنسيِإن كعلى الهمهلوإك الكجبههابإكرإة‪ ُ،‬يِههاكمسن أكسعطههى الإخ س‬ ‫كن ك‬
‫صهكن فكهسركج كمسركيِهكم‬ ‫ط كعلى كقسلإب اهنم هموسى‪ ُ،‬كوأكسح ك‬ ‫سبكن هنورن المشسمكس كبسعكد هغهروإبها‪ ُ،‬يِاكمسن كركب ك‬
‫صه هكن كيِسحيِه ههى سبه هكن كزككإريِه هها إمه هكن اله همذسنإب‪ ُ،‬كوكسه همككن كعه هسن هموسه ههى‬ ‫اسبكنه هإة هعسمه ه اركن‪ ُ،‬يِه ههاكمسن كح م‬
‫ب‪ ُ،‬يِاكمسن كبمشكر كزككإرليِهها بإكيِسحيِههى‪ ُ،‬يِههاكمسن فكههدى إسسههماإعيِكل إمهكن المذسبهإح بإكذسبهرح كعإظيِهرم‪ُ،‬‬ ‫ضك‬ ‫الكغ ك‬
‫إ ر‬ ‫م‬
‫صهللى‬ ‫يِاكمسن قكبإهكل قهسربهاكن هابإيِهكل كوكجكعهكل اللسعكنهةك كعلهى قابإيِهكل‪ ُ،‬يِاههاإزكم الكسحه ازإب لهمكحممهد ك‬
‫ك‬‫ص هنل كعلههى همكحمم هرد كوآإل همكحمم هرد كوكعلههى كجإميِ هإع الهمسركس هإليِكن كوكملَئإككتإ ه ك‬ ‫إ إإ‬
‫ال ه كعلكسيِ هه كوآل هه‪ ُ،‬ك‬
‫ت‬ ‫ضههيِ ك‬ ‫ك إبها أكحهدد إممهسن ر إ‬ ‫ك بإهكنل كمسسأكلكرة كسأكلك ك‬ ‫ك أكسجكمإعيِكن‪ ُ،‬كوأكسسأكله ك‬ ‫الهمقكمرإبيِكن كوأكسهإل طاكعتإ ك‬
‫ك ل ك‬
‫ل‪ ُ،‬يِههاكرسحمهن يِههاكرسحمهن يِههاكرسحمهن‪ُ،‬‬ ‫إ إ‬
‫ت لكه ههه كعلههى الجاكبه هة‪ ُ،‬يِههاال يِههاال يِههاا ه‬ ‫كعسنه ههه‪ ُ،‬فككحتكسمه ه ك‬
‫يِههاكرإحيِهم يِههاكرإحيِهم يِههاكرإحيِهم‪ ُ،‬يِههاذا الكجلَإل كواإلسك ه ارإم‪ ُ،‬يِههاذا الكجلَإل كواإلسكه ارإم‪ ُ،‬يِههاذا الكجلَإل‬
‫ك‪ ُ،‬أكسو أكسنكزسلتكههه إفهيِّ‬ ‫ت بإهإه كنسفكسه ك‬ ‫ك بإهكهنل اسسهرم كسهممسيِ ك‬ ‫كواإلسك ارإم‪ ُ،‬بإإه بإإه بإإه بإإه بإ إه بإ إه بإ إه‪ ُ،‬أكسسهأكله ك‬
‫ك‪ُ،‬‬‫ك‪ ُ،‬كوبإكمعاإقإد الإعهنز إمهسن كعسرإشه ك‬ ‫ت بإإه إفيِّ إعسلإم الكغسيِإب إعسنكد ك‬ ‫ك‪ ُ،‬أكسو اسستكسأثكسر ك‬ ‫كش رسيِّ إمسن هكتهبإ ك‬
‫ض إمهسن كشهكجرر أكسقلَدم كوالكبسحههر‬ ‫ك‪ ُ،‬وبإمها لكهسو أكمن مها إفهيِّ الكسر إ‬ ‫إ إ إ إ‬
‫كوبهمسنتكههى المرسحكمهة مهسن كتابه ك ك‬
‫إ‬
‫ك‬‫ت اله ه إمن اله ه كعإزيِه هدز كحإكيِه هدم‪ ُ،‬كوأكسسه هأكله ك‬ ‫ت ككإلم هها ه‬ ‫كيِهمه هيدهه إمه هسن كبسعه هإدإه إكسه هسبكعإة أكسبحه هرر ماكنإفه هكد س‬
‫ل الكمسماء الهحسسهنى فكهاسدهعهوه بإههها‪ُ،‬‬ ‫ك فكقهسلت‪ :‬و إ‬ ‫م إ إ إ‬ ‫مإ‬ ‫بإأكسسمائإ ك‬
‫ك الهحسسنى التيِّ كنكعتها فيِّ كتاب ك ك ك‬
‫ب‬‫ك إعبههاإدي كعن ههيِّ فكه هإننيِّ قكإريِه ه د‬ ‫ت‪ } :‬ك إوإاذا كسه هأكلك ك‬‫ب لكهكه هسم{ْ‪ ُ،‬كوهقسله ه ك‬‫ت‪} :‬اسدهع ههوإنيِّ أكسسه هتكإج س‬ ‫كوهقسله ه ك‬

‫‪34‬‬
‫ي المه هإذيِكن أكسسه هكرفهوا كعل ههى أكسنفهإسه هإهسم‬ ‫إ إ‬
‫ت‪} :‬يِاعب ههاد ك‬ ‫اهإجيِه ه ه‬
‫ب كدسعه هكوةك اله همداإع إإذا كدع ههاإن{ْ‪ ُ،‬كوهقسله ه ك‬
‫ب كجميِع ا إمنه ههكو الكغهفوهر المرإحيِهم} ‪.‬‬ ‫إ ي‬ ‫إ‬
‫لتكسقكنطهوا مسن كرسحكمة ال إمن ال كيِسغفهر الذهنو ك‬
‫إ‬

‫إ‬ ‫ك يِاسنيِإدي‪ ُ،‬وأك س إ‬


‫ي‬‫طكمعه فيِّ إإجاكبتيِّ يِههاكمسول ك‬ ‫ك‬ ‫ب‪ ُ،‬كوأكسرهجو ك ك‬ ‫ك يِاإإلإهيِّ‪ ُ،‬كوأكسدهعو ك‬
‫ك يِاكر ن‬ ‫كوكأنا أكسسأكله ك‬
‫ك ككمها أكمرتكنإهيِّ‪ ُ،‬كفاسفعهسل بإهيِّ مهاأكسنت أكسهلههه يِهاككإريِم‪ ُ،‬والحمههد إ‬
‫له‬ ‫ككما كوكعسدتكإنيِّ كوقكسد كدكعسوتهه ك‬
‫ه ك كس‬ ‫ه‬ ‫ك‬ ‫ك‬ ‫كس‬
‫صللى ال كعلى همكحممرد كوآلإإه أكسجكمإعيِكن ‪.‬‬ ‫إ‬
‫ب العالكميِكن كو ك‬ ‫كر ن‬

‫أنت مخلتتوق نتتورانتتي‬


‫ليس غريب على المؤمن أن يكون طاَئعاَ ا لــ ‪ ..‬بــل الغريــب ان يعصــيه و‬
‫ذلك أنه مخلوق من طينة أهل البيت عليهــم الســلم ‪ ،‬و مخلــوق مــن شــعاَع‬
‫نورهم عليهم السلم فكيف لمخلوق نوراني ان يعصي ا !!‬
‫نعم ‪ ..‬المؤمن مخلوق نوراني كماَ روي عن أبــن طــاَووس رحمــه اــ أنــه‬
‫سمع سحراا في السرداب عن صاَحب المر ع أنه يقول ‪) :‬اللهم إن شــيعتناَ‬
‫خلقت من شعاَع أنوارناَ و بقية طينتناَ و قد فعلــوا ذنوبــاَ ا كــثآيرة أتكــاَلا علــى‬
‫حبناَ و وليتناَ فإن كاَنت ذنوبهم بينك و بينهم فاَصفح عنهم ‪ ...‬إلخ ( ) البحـــاَر‬
‫ج ‪ 53 :‬ص ‪ . (303‬و قد نقلت الشاَهد من دعاَئه روحي فداه‪.‬‬
‫لو أنناَ في الحياَة العاَدية رايناَ أبـن شــيخ او أبــن مرجــع مـن مراجــع التقليــد‬
‫يعصي او يفعل منكر لشمئزت نفوسناَ و استنكرناَ فعله أشد اســتنكاَر لكــونه‬
‫ينتمي إلى شخصية فذه ‪ ،‬فيكف إذا كاَن فاَعل هــذ المنكــر ينتمــي إلــى خيــر‬
‫الخلق أجمعين و هم محمد و آله الطاَهرين عليهم ألف صلة المصلين ‪.‬‬
‫المؤمن يستطيع ان يكون مطيعاَ ا ل ســبحاَنه فــي جميــع حــاَلته ‪ ،‬مــن خلل‬
‫خطوات بسيطة في إمكاَن الجميع القياَم بهاَ ‪ ،‬و المسئلة رحلة شــيقة ممتعــة‬
‫مع ماَ فيهاَ من مشاَق لن هناَك طاَقة تدفعك و تساَعدك و هو عون اــ لــك‬
‫إذا علم منــك صــدق النيــة لمــاَ روي فــي الحــديث القدســي عــن رســول اــ‬
‫)صلى ا عليه و آله و سلم( قــاَل قــاَل اــ تبــاَرك و تعــاَلى )إذا علمــت أن‬
‫الغاَلب على عبدي الشتغاَل بي نقلت شــهوته فــي مســألتي و مناَجــاَتي فــإذا‬

‫‪35‬‬
‫كاَن عبدي كذلك فأراد أن يسهو حلت بينه و بيــن أن يســهو أولئــك أوليــاَئي‬
‫حقاَ ا أولئك البطاَل حقاَ ا أولئك الذين إذا أردت أن أهلك أهــل الرض عقوبــة‬
‫زويتهاَ عنهم من أجــل أولئــك البطــاَل( )التحصــين لبــن فهــد ‪، (27‬ــ و فيمــاَ يلــي‬
‫نتطرق إلى أهم تلك الخطوات ‪:‬‬
‫‪ -1‬التوبة الخاَلصة ل سبحاَنه و تعاَلى ‪.‬‬
‫‪ -2‬التأكد من أداء العماَل الواجبة باَلشكل الصحيح ‪.‬‬
‫‪ -3‬التوسل بأهل البيت عليهم السلم لنيل التوفيق للطاَعة و الرتباَط‬
‫بمولناَ صاَحب الزماَن عجل ا فرجه الشريف‪.‬‬
‫‪ -4‬الدعاَء و البتهاَل إلى ا بشكل دائم للتوفيق للطاَعة‪.‬‬
‫‪ -5‬شحن الهمة و زياَدة قوة و عزيمة المؤمن‪.‬‬
‫‪ -6‬قراءة دعاَء العصمة و لو مرة في العمر‪.‬‬
‫‪ -7‬محاَسبة النفس يومياَ ا و مراقبتهاَ ‪.‬‬
‫‪ -8‬وضع جدول للعماَل اليومية‪.‬‬
‫‪ -9‬استخدام التلقين لترويض النفس ‪.‬‬
‫‪ -10‬المداومة على السجدة اليونسية ‪.‬‬
‫‪ -11‬المداومة على صلة الليل ‪.‬‬
‫و فيماَ يلي شرح هذه الخطوات و طريقة تطبيقهاَ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬التوبة الخالصة ل سبحانه و تعالى‬


‫التائب حبيب ا‬
‫مسنداا إلى علي بن الحسين ع قــاَل ‪ :‬إن رجلا ركــب البحــر بــأهله فكســرت‬
‫السفينة بهم فلم ينج إلى أمرأة الرجل فإنهاَ نجت على لوح من ألواح السفينة‬
‫حتى التجأت إلى جزيرة من جزائــر البحــر فكــاَن فــي تلــك الجزيــرة رجــل‬
‫‪36‬‬
‫يقطع الطريق و لم يدع ل حرمة إلــى أنتهكهــاَ فلــم يعلـم إل و المــرأة قاَئمـة‬
‫على رأسه فرفع رأسه إليهاَ فقــاَل إنســية أم جنييـة فقــاَلت إنسـية فلـم يكلمهــاَ‬
‫بكلمة حتى جلس منهاَ مجلس الرجل مــن أهلــه فلمــاَ أن هــم بهــاَ أضــطربت‬
‫فقاَل لهاَ ماَ لك تضطربين فقاَلت أخاَف من هذا و أومأت بيدهاَ إلــى الســماَء‬
‫قاَل فصــنعت مـن هـذا شـيئاَ ا قــاَلت ل و عزتـه قــاَل فـأنت تخـاَفين منـه هـذا‬
‫الخوف و لــم تصـنعي شـيئاَ ا و اسـتكرهتك اسـتكراهاَ ا فأنـاَ و اـ أولــى بهـذا‬
‫الخوف و أحق منك فقاَم و لم يحدث شيئاَ ا و رجع إلى أهله و ليــس لــه همــة‬
‫إل التوبة و المراجعة فبينماَ هو يمشي إذا صاَدفه راهب يمشي في الطريق‬
‫فحميت عليهماَ الشمس فقاَل الراهب للشاَب أدع ا يظلناَ بغماَمة فقد حميت‬
‫عليناَ الشمس فقاَل الشاَب ماَ أعلم أن لي عند ربي حسنة فأتجاَســر علــى أن‬
‫أسأله شيئ اَا قاَل فأدعو أناَ و تؤمن أنت قاَل نعم فأقبل الراهب يدعو و الشاَب‬
‫يؤمن فماَ كاَن بأسرع من أن أظلتهماَ غماَمة فمشياَ تحتهاَ ملياَ من النهاَر ثآــم‬
‫انفرقت الجاَدة جاَدتين فأخذ الشاَب في واحدة و أخذ الراهب في واحدة فــإذا‬
‫السحاَب مع الشاَب فقاَل الراهب أنت خير مني لــك أســتجيب و لــم يســتجب‬
‫لي فخبرني ماَ قصتك فأخبره بخبر المرأة فقاَل غفر ا لك ماَ مضى حيــث‬
‫دخلك الخوف فاَنظر كيف تكون فيماَ يستقبل ‪) .‬قصص الجزائري ص ‪( 472‬‬

‫نعم هكذا يستقبل ا العاَئدين إليه فهو أشد فرحاَ ا بهم ممن ضاَعت دابته فــي‬
‫صحراء و عليهاَ ماَئه و غذائه حتى يئــس مــن الحيــاَة فلــم يلبــث ان وجــدهاَ‬
‫فوق رأسه فقاَل من شدة فرحه الحمد لك ياَا انت عبدي و انــاَ ربــك بــدل‬
‫امن أن يقول انت ربي وأناَ عبدك ‪.‬‬
‫بل إن ا يحب عبده التاَئب و يستر عليه ماَ اغترف من الثآم و يغفر لــه و‬
‫يقربه و يدنيه كماَ جــاَء فيمـاَ روي عـن معاَويـة بـن وهـب قـاَل سـمعت أبـاَ‬
‫عبدا ع يقول )إذا تاَب العبد توبة نصــوحاَ ا أحبــه فســتر عليــه فــي الــدنياَ و‬
‫الخرة فقلت و كيف يستر عليه ‪ ،‬قاَل ينسي ملكيه ماَ كتباَ عليه من الــذنوب‬
‫و يوحي إلى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه و يوحي إلى بقــاَع الرض اكتمــي‬
‫ماَ كاَن يعمل عليك من الذنوب فيلقى ا حين يلقاَه و ليس شيئ يشــهد عليـه‬
‫بشيئ من الذنوب( ‪) .‬الكاَفي ‪ : 2‬ص ‪( 430‬‬

‫و روي عن ابن ابي عمير عن بعض أصــحاَبناَ رفعــه قــاَل ‪ :‬إن اــ عــز و‬
‫جــل أعطــى التــاَئبين ثآلث خصــاَل لــو أعطــى خصــلة منهــاَ جميــع أهــل‬
‫السماَوات و الرض لنجوا بهاَ قــوله عــز و جــل )إن اــ يحــب التــوابين و‬
‫يحب المتطهرين( فمن أحبه ا لم يعذبه و قوله )الذين يحملــون العــرش و‬

‫‪37‬‬
‫من حوله يسبحون بحمد ربهم ‪ ...‬و يستغفرون للذين آمنوا ربناَ وسعت كــل‬
‫ئ رحمة و علماَ ا فاَغفر للذين تاَبوا و اتبعوا سبيلك و قهـم عـذاب الجحيـم‬ ‫شي ر‬
‫ربناَ و أدخلهم جناَت عدرن التي وعدتهم و من صلح مــن آبــاَئهم و أزواجهــم‬
‫و ذرياَتهم إنك أنت العزيز الحكيم و قهم السيئاَت و من تق السيئاَت يومئــذ‬
‫فقد رحمته و ذلك هو الفوز العظيم ( و قــوله ) و الــذين ل يــدعون مــع اــ‬
‫إله اَا آخر و ل يقتلون النفس التي حرم ا إل باَلحق و ل يزنون و من يفعل‬
‫ذلك يلق أثآاَماَ ا يضاَعف له العذاب يوم القياَمة و يخلد فيه مهاَناَ ا إل من تــاَب‬
‫و آمن و عمل عملا صاَلحاَ ا فأولئــك يبــدل اــ ســيئاَتهم حســناَت و كــاَن اــ‬
‫غفوراا رحيماَ ا ( ‪.‬‬
‫وعن النبي )ص( قاَل‪ :‬ان العبد ليقول )اللهم اغفر لي( وهو معــرض عنــه‪،‬‬
‫ثآم يقول )اللهم اغفر لــي( وهــو معــرض عنــه‪ ،‬ثآــم يقــول )اللهــم اغفــر لــي(‬
‫فيقــول اــ ســبحاَنه للملئكــة‪ :‬ال تــرون الــى عبــدي ســألني المغفــرة وانــاَ‬
‫معرض عنه‪ ،‬ثآم سألني المغفرة واناَ معرض عنه‪ ،‬ثآم سألني المغفــرة‪ ،‬علــم‬
‫عبدي انه ل يغفر الذنوب إل اناَ اشهدكم اني قد غفرت له‪) .‬عدة الداعي ‪( 204‬‬

‫و التوبة في حقيقتهاَ هي كماَ جاَء في حديث أمير المؤمنين عليه السلم ‪:‬‬
‫فقد دروي أ كنه قاَل ـ لقاَئل بحضرته‪ :‬أستغفر ا ـ ‪) :‬ثآكلتـك أ دكمـك أتـدري مـاَ‬
‫الستغفاَر؟ إكن الستغفاَر درجة العكليين‪ ،‬وهــو اســم واقــع علــى ســتة معــاَن‪:‬‬
‫أكولهاَ الندم على ماَ مضى‪ ،‬والثآاَني العزم على ترك العود إليه أبداا‪ ،‬والثآــاَلث‬
‫أن تؤكدي إلى المخلــوقين حقــوقهم حــتى تلقـى اـ أملـس ليـس عليـك متمبمعـة‪،‬‬
‫والرابع أن متحعمد إلى ككل فريضة عليك ضكيعتهاَ فتؤكدي حكقهـاَ‪ ،‬والخـاَمس أكن‬
‫متحعممد إلى اللحم الذي نبت على البسحت فتذيبه بــاَلحزان حــتى يلصــق الجلــد‬
‫باَلعظم‪ ،‬وينشأ بينهماَ لحم جديد‪ ،‬والساَدس أن دتذيمق الجسـم ألـم الطاَعـة كمـاَ‬
‫أذقته حلوة المعصية‪ ،‬فعند ذلك تقول‪ :‬أستغفر اـ( )بحــاَر النــوار ج ‪ 6/36‬ـــ ‪37‬‬
‫نقلا عن النهج (‬

‫قد يبدو للبعض ان هذه الشروط يصعب تطبيقهاَ و لكن هذا المر أيسر مــن‬
‫كل يسير بشرط ان يقترن بحسن النية و التوكل على ا عز و جل )و مــن‬
‫يتوكل على ا فهو حسبه( ‪ ،‬أي من يعتمد في أموره على ا و يوكــل اــ‬
‫سبحاَنه وتعاَلى في تلك المور فإن ا بفضــله ييســرهاَ و ينجزهــاَ لـه علــى‬
‫احسن وجه ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫و سيأتي الشيطاَن لعنه ا ليوسوس للمؤمن بأنك ستعود فلماَ التوبة أو أنك‬
‫ماَ زلت في مقتبل العمر و بإمكاَنك ان تتوب عندماَ تتقدم في السن ‪ ،‬و هــذه‬
‫الخدع من الشيطاَن ل تنطلي على المؤمن الذكي ‪ ،‬فإن المؤمن ل يعلم متى‬
‫يكون الموت حتى يؤجل التوبــة ‪ ،‬و قــد ل يعيــش طــويلا )أطــاَل اــ عمــر‬
‫القاَرئ الكريم( و أماَ إن عاَد إلى الذنب بعد التوبة فل يعنــي انــه لــن تقبــل‬
‫توبته بعد ذلك بل إن بــاَب ارحــم الراحميــن مفتــوح ل يغلــق أبــداا فــي وجــه‬
‫التاَئبين و لو نكثآوا التوبة عشرات المرات و ألف المرات و قــد ذكــر ذلــك‬
‫في حديث عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قاَل ‪) :‬يــاَ محمــد بــن مســلم‬
‫ذنوب المؤمن إذا تاَب منهــاَ مغفــورة لــه فليعمــل المــؤمن لمــاَ يســتأنف بعــد‬
‫التوبة و المغفرة أماَ و ا إنهاَ ليست إل لهــل اليمــاَن قلــت فــإن عــاَد بعــد‬
‫التوبة و الستغفاَر من الذنوب و عاَد فــي التوبــة فقــاَل يــاَ محمــد بــن مســلم‬
‫أترى العبد المؤمن يندم على ذنبــه و يســتغفر منــه و يتــوب ثآــم ل يقبــل اــ‬
‫توبته قلت فإنه فعل ذلك مراراا يذنب ثآم يتوب و يستغفر ا فقاَل كلمــاَ عــاَد‬
‫المؤمن باَلستغفاَر و التوبة عاَد اـ عليــه بــاَلمغفرة و إن اــ غفـور رحيــم‬
‫يقبل التوبة و يعفو عن السيئاَت فإياَك أن تقنــط المــؤمنين مــن رحمــة اــ(‪.‬‬
‫)الكاَفي ‪ : 2‬ص ‪( 434‬‬

‫و روي عن أبي بصير قاَل قلت لبي عبدا ع )ياَ ايهـاَ الـذين آمنـوا توبـوا‬
‫إلى ا توبة نصوحاَ ا ( قاَل هو الذنب الذي ل يعود فيه أبــداا قلــت و أينــاَ لــم‬
‫يعد فقاَل ياَ أباَ محمد إن ا يحب من عباَده المفتن التواب ‪) .‬الكاَفي ‪ : 2‬ص ‪432‬‬
‫(‪.‬‬
‫أين أصحاَب الذنوب و المعاَصي عن هذه الرحمة و الرأفة و أيــن هــم عــن‬
‫التوبة و حسن الوبة ‪) ،‬ألم يأن للــذين آمنــوا أن تخشــع قلــوبهم لــذكر اــ (‬
‫)الحديد آية ‪ (16‬أماَ آن لهم أن يصيحوا من أعماَق قلوبهم ‪:‬‬
‫ب مرحأمفمت م‬
‫ك‪.‬‬ ‫) إلمهي مظلبَحل معملى دذدنومبي مغماَمم مرححمممتمك‪ ،‬موأمحرمسحل معلى دعديومبي مسحاَ م‬
‫إلمهي مهحل ميحرمجدع احلمعحبدد المبــدق إلر إملــى ممــ حولهد أمحم مهــحل ديمجيــدرهد ممــحن مســمخمطمه أممحــرد‬
‫مسواده؟‬
‫إلمهي إحن كاَمن الرنمددم معملى الرذحنب مت حومباة‪ ،‬مفإبَني مومعرزمتــ م‬
‫ك ممــمن الرنــاَمدمميمن‪ ،‬موإحن مكــاَمن‬
‫ك احلدعحتــبى محكتــى‬ ‫حرطاة‪ ،‬مفإبَني لمــ م‬
‫ك ممــمن الددمحســمتحغمفمريمن‪ ،‬لمــ م‬ ‫الحسمتحغفاَدر مممن احلمخطيمئمة م‬
‫متحرضى‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ك مبــي احرمفــحق‬ ‫ف معبَنــي‪ ،‬مومبمعحلممــ م‬ ‫ححلمممك معبَني احع د‬‫ب معلمري‪ ،‬مومب م‬ ‫ك معلمري دت ح‬ ‫إلمهي مبقدحدمرمت م‬
‫مبي‪.‬‬
‫ت‪ ) :‬دتودبــوا‬ ‫ك مسرمحيمتده الرت حومبــمة‪ ،‬مفقدحلــ م‬
‫ك مباَمباَ ا إملى معحفمو م‬
‫ت لممعباَمد م‬‫ت ارلذي مفمتحح م‬ ‫إلمهي أمحن م‬
‫حمه‪.‬‬‫ب مبحعمد مفحت م‬‫صومحاَ ا (‪ ،‬مفماَ دعحذدر ممحن أمحغمفمل دددخومل احلباَ م‬ ‫إملى ر م‬
‫ا مت حومباة من د‬
‫ك مفحلميححدسمن احلمعحفدو ممحن معحنمد م‬
‫ك‪.‬‬ ‫إلمهي إحن كاَمن مقدبمح الرذحن د‬
‫ب ممحن معحبمد م‬
‫ت معلمحيمه‪،‬‬‫ض مبممحعدرومفمك‪ ،‬مفدجحد م‬ ‫ت معلمحيمه‪ ،‬مومتمعرر م‬ ‫ك‪ ،‬مفدتحب م‬ ‫إلمهي ماَ أممناَ مبأ مرومل ممحن معصاَ م‬
‫ضبَر‪ ،‬ياَ معمظيمم احلمببَر‪ ،‬ياَ معليمماَ ا مبماَ مفي البَسبَر‪،‬‬ ‫ف ال ب‬ ‫ضمطبَر‪ ،‬ياَ مكاَمش م‬‫ب احلدم ح‬ ‫جي م‬‫ياَ دم م‬
‫ك‬‫ت مبمجناَمبمك مومتمربحمم م‬ ‫ك إملحيمك‪ ،‬مومتمورسحل د‬
‫ك مومكمرمم م‬ ‫ت مبدجومد م‬ ‫ياَ مجمميمل البَسحتمر احسمتحشمفحع د‬
‫ك مرجآمئي مومتمقربحل مت حومبمتي مومكبَفحر مخطيمئمتي‪،‬‬ ‫ب مفي م‬ ‫ب ددعآمئي‪ ،‬مول دتمخبَي ح‬ ‫ك‪ ،‬مفاَحسمت م‬
‫ج ح‬ ‫لممدحي م‬
‫ن‪) ( .‬بحاَر النوار ج ‪(143 / 91‬‬ ‫حممي م‬‫ك مومرححمممتمك ياَ أمحرمحمم الررا م‬ ‫مبممبَن م‬

‫ثآانياا ‪ :‬التأكد من أداء العمال بشكل صحيح‬


‫ينبغي على المؤمن بعد التوبة أن يتأكــد مــن أدائــه للعمــاَل الواجبــة بشــكل‬
‫صحيح و خاَصة الصلة و أحكاَمهاَ و مقدماَتهاَ من وضــــــوء و غــسل و‬
‫تيمم و غيره‪.‬‬
‫و ل يمكن أن يكون المــؤمن قويــاَ ا فـي تـوجهه إلــى اــ سـبحاَنه و تعــاَلى و‬
‫صلته باَطلة او ناَقصة ‪ ،‬و هو غير معذور عند جهله لهذه الحكاَم خاَصة‬
‫إذا كاَن في مكاَن يوجد به أهل العلم من علماَء و مشاَئخ‪.‬‬
‫لــذا عليــه أن يعــرض صــلته علــى المشــاَئخ او مــن يطمئــن إلــى إجــاَدتهم‬
‫الصلة بشــكل صــحيح ‪ ،‬و ايضــاَ ا يعــرض عليهــم طريقتــه فــي أداء أعمــاَل‬
‫الطهاَرة من وضوء و غسل و تيمم و بقية احكاَمهاَ حتى يتأكد من صحتهاَ‪.‬‬
‫إن المر على جاَنب كبير من الخطورة فإن الصلة هي المقياَس فــي قبــول‬
‫أعماَل العبد او رفضهاَ من ا سبحاَنه و تعاَلى ‪ ،‬لماَ روي عن أبــي بصــير‬

‫‪40‬‬
‫قاَل سمعت أباَ جعفر ع يقول ) كل سهو في الصلة يطــرح منهــاَ غيــر أن‬
‫ا تعاَلى يتم باَلنوافل إن أول ماَ يحاَسب به العبد الصلة فإن قبلت قبــل مــاَ‬
‫سواهاَ إن الصلة إذا أرتفعت فــي أول وقتهــاَ رجعــت إلــى صــاَحبهاَ و هــي‬
‫بيضاَء مشرقة تقول حفظتني حفظك ا و إذا ارتفعت في غير وقتهــاَ بغيــر‬
‫حدودهاَ رجعت إلى صاَحبهاَ و هي سوداء مظلمــة تقــول ضــيعتني ضــيعك‬
‫ا ( ‪) .‬الكاَفي ج ‪ : 3‬ص ‪( 268‬‬

‫و روي عن العيص بن القاَسم قاَل قاَل أبوعبدا ع )و اــ إنــه ليــاَتي علــى‬
‫الرجل خمسون سنة و ماَ قبل ا منه صلة واحدة فأي شيئ أشد من هذا و‬
‫ا إنكم لتعرفون من جيرانكم و أصحاَبكم من لو كــاَن يصــلي لبعضــكم مــاَ‬
‫قبلهاَ منه لستخفاَفه بهاَ ‪ ،‬إن ا عز و جل ل يقبــل إل الحســن فكيــف يقبــل‬
‫ماَ يستخف به( ‪) .‬الكاَفي ج ‪ : 3‬ص ‪( 269‬‬

‫و روي عن أبي الحسن الول ع إنه لماَ حضر أبي الوفــاَة قــاَل لــي يــاَ بنــي‬
‫إنه ل يناَل شفاَعتناَ من استخف باَلصلة ‪) .‬الكاَفي ج ‪ : 3‬ص ‪( 270‬‬

‫و روي عن زرارة عن أبي جعفر ع قاَل ‪ :‬بيناَ رســول اــ ص جــاَلس فــي‬
‫المسجد إذا دخل رجل فقاَم يصلي فلم يتم ركوعه و ل سجوده فقــاَل )صــلى‬
‫ا عليه و آلــه و ســلم( نقــر كنقــر الغــراب لئــن مــاَت هــذا و هكــذا صــلته‬
‫ليموتن على غير ديني‪) .‬الكاَفي ج ‪ : 3‬ص ‪( 268‬‬

‫إن أستخفاَف بعض المؤمنين باَلصلة هو الذي اوقعهم فــي المعاَصــي و إل‬
‫لو أدوا الصلة بشكلهاَ الصحيح لمـاَ عص وا ‪ ،‬حيـث أن الصـلة الصـحيحة‬
‫تعصم صاَحبهاَ من الوقوع في المعاَصــي لقــوله تعــاَلى ) إن الصــلة تنهــى‬
‫عن الفحشاَء و المنكر( )العنكبوت آية ‪.(45‬‬

‫ثآالثآا ا ‪ :‬التوسل بأهل البيت عليهم السلم‬


‫و الرتباط بهم‬
‫‪ .1‬المؤمن عليه دائماَ ا ان يكون في حاَلة توســل باَهــل الــبيت ع إلــى اــ‬
‫واقفاَ ا عند باَب كرمهم ناَظراا بعين الرجاَء إلى عطفهم لجئاَ ا إليهم في‬
‫تخليصه من المراض الروحية و العيــوب النفســية الــتي تجــذبه إلــى‬

‫‪41‬‬
‫المعاَصي و الذنوب ‪ ،‬فاَلميل إلى المعصية هو فــي حــد ذاتــه مــرض‬
‫روحي ينبغي معاَلجته و إل المــؤمن النقــي الصــاَفي ل يميــل بطبعــه‬
‫الفطري إلى المعاَصي و لكن تغير فطرته بسبب الحتكاَك باَصحاَب‬
‫المعاَصي و أيضاَ ا ارتكاَبه الذنوب في مــاَ مضــى يجعلــه يميــل إليهــاَ‬
‫ب مبمه إملر دكــبل دمحعمتــرد أممثآيــرم إممذا دتحتملــى‬
‫)الرمذيمن ديمكبَذدبومن مبمي حومم البَديمن مومماَ ديمكبَذ د‬
‫معلمحيمه آمياَدتمناَ مقاَمل أممساَمطيدر المرومليـمن مكلر مبـحل مرامن معملـى قددلـومبمهم رمـاَ مكـاَدنوا‬
‫ميحكمسدبومن( )المطففين آية ‪.(14‬‬
‫و هناَ أورد نموذج لثآر التوسل بأهل البيت عليهم السلم فقــد ذكــر آيــة اــ‬
‫السيد حسن البطحي في كتاَبة الكماَلت الروحية ‪:‬‬
‫يقول أحد محبي الماَم ولي العصر )عليه السلم( ل يرتضــي ذكــر اســمه‪:‬‬
‫التزمت مدة بمراقبة نفسي ومحاَسبتهاَ‪ ،‬فكنــت أســعى خلل هــذه المــدة إلــى‬
‫ترك المحرماَت والبتعاَد عن المكروهاَت بماَ استطيع‪ ،‬واســعى كــذلك إلــى‬
‫أداء الواجباَت في أول وقتهاَ وعلى الوجه السليم‪ ..‬وهذا يقاَل له )المراقبة(‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى كنت اوقف نفسي ليلياَ ا أماَم محكمة الضمير أحاَسبهاَ علــى‬
‫السلبياَت والإيجاَبياَت من أعماَلي على نحــو دقيــق‪ .‬فــاَذا كنــت عملــت ســوء‬
‫استغفر منه وأتلفــى مــاَ يمكــن تلفيــه قبــل النــوم‪ .‬وإذا كنــت عملــت خيــراا‬
‫شكرت ا )تعاَلى( على ماَ وفقني إليه‪.‬‬
‫كنت أزن أعماَلي بميزان المراقبة والمحاَسبة هذا‪ ،‬ونظمت يوميــاَت حيــاَتي‬
‫بموجبه‪ ..‬ولكن صدرت مني في أحد الياَم معصية أدركت عنــدهاَ أنــي مــاَ‬
‫أزال في نقص مريع – من الجهة المعنوية‪.‬‬
‫و بعباَرة أوضح‪ :‬أن هذه المعصية – مع انهاَ صــغيرة – كــاَنت تعنــي لــدي‬
‫أمراا خطيراا‪ ،‬لنهاَ ناَشئة من خصلة نفسية دنسة‪ .‬وقد دعاَني هذا أن اقصــد‬
‫طبيباَ ا روحيــاَ ا لمعاَلجــة هــذا المــرض الروحــي‪ .‬فــي وقتهــاَ كنــت مقيمــاَ ا فــي‬
‫طهران‪ ،‬ول أعرف أحداا أقصده في هذا الشأن‪ .‬كاَن مألوف عاَدتي في مثآل‬
‫هذه الحاَلة أن أيمــم وجهــي نحــو مــزار مــن مــزارات أبنــاَء الئمــة )عليهــم‬
‫الســلم( لســتمد النجــدة والمعونــة مــن روح النــبي الكــرم وأرواح الئمــة‬
‫الطهاَر وأرواح أبناَئهم )عليهم السلم(‪ ..‬فألقى عندئذ لـديهم مـاَ أبتغـي مـن‬
‫العلج الروحي‪.‬‬
‫و تحقيقاَا لهذا الغرض‪ ،‬انطلقت إلى مزار السيد عبد العظيم الحســنى )عليــه‬
‫السلم( في مدينة الري‪ .‬بكيت كثآيراا في تلك البقعة المباَركة‪ ..‬إلى حــد أنــي‬
‫‪42‬‬
‫رحت أخاَطب السيد عبد العظيم بقولي‪ :‬من الن فصاَعداا لن أكون مســئولا‬
‫إذا اقــترفت معصــية بســبب هــذا المــرض الروحــي‪ ،‬بعــد كــل هــذا التوســل‬
‫والبكاَء! في هذه الثآناَء وقع نظري على سيد رق لحاَلي‪ ..‬فدعاَ لي‪ ،‬وطلب‬
‫من ا )تعاَلى( أن يشفيني مماَ بي‪ ،‬بأن يدلني على الطــبيب الروحــي الــذي‬
‫أنتفع به‪.‬‬
‫في تلك اللحظاَت قررت – اعني‪ :‬ألقــي فــي روعــي – أن أقصــد دار عــاَلم‬
‫في طهران‪ ،‬كنت أعرفه من قبل‪ .‬ومع أن هذا العــاَلم لــم يكــن متضــلعاَ ا فــي‬
‫القضاَياَ المعنوية‪ ..‬إل أني مضيت إلى داره علــى رجــاَء أن يمــن اــ )عــز‬
‫وجل( علكي عن طريقـه باَلشـفاَء‪ .‬ومـن حسـن الطــاَلع أنــي وجـدته بمفـرده‪،‬‬
‫فجلست لديه بعض الوقت‪ .‬وخلل اللحظاَت التي كنت فيهاَ إلى جاَنبه تفطن‬
‫هذا الرجل الشيخ – من ظاَهر حاَلي – إلى أني أعــاَني مــن داء فتــاَك‪ .‬ألــح‬
‫علي أن أعلمه بماَ أنطوى عليه وبماَ يقلقنــي ويــؤرقني‪ .‬لكنــي مــاَ اســتطعت‬
‫مفاَتحته ؛ لنه غير قاَدر على إدراك خطورة مرضي الروحي‪.‬‬
‫وحتى الن‪ ..‬لو ذكرت لكم ماَ كنــت أعــاَنيه فــي حينهــاَ مــن ذلــك المــرض‪،‬‬
‫لربماَ ضحكتم قاَئلين‪ :‬من أجل موضوع هيــن كهــذا كنــت تتعــذب إلــى هــذه‬
‫الدرجة؟! على أي حاَل‪ ..‬كاَن ذلـك الــداء يرمــي أحياَنـاَ ا إلــى المعصــية‪ .‬ول‬
‫أظنكم تقولون أن المعصية ل أهمية لهاَ باَلقيــاَس إلــى رجــل ســاَلك إلــى اــ‬
‫)تعاَلى(‪ ،‬يريد كشف حجب نفسه بترك المعاَصي وفعل الواجباَت‪.‬‬
‫وعلى أي حاَل‪ ..‬أطرقت برأسي ورحــت أبكــي بصـوت خفيـض‪ .‬فقــاَل لـي‬
‫ذلك العاَلم الكبير‪ :‬اسمح لي أقرأ لك القرآن‪ ،‬فلعلك تستريح‪ .‬هززت رأســي‬
‫علمة الموافقة‪ .‬فتــح المصــحف الشــريف‪ ..‬وبــدأ يتلــو ســورة )الملــك( مــن‬
‫أولهاَ‪ .‬كنت مطرقاَ اأبكي‪ .‬وعلى حين غرة وجدت نفسي في جو ل صلة لــه‬
‫أبداا باَلدنياَ والماَدة وعــاَلم الجســاَم‪ .‬ومــاَ كــاَن ثآمــة إل صــوت تلوة ســورة‬
‫)الملك(‪ ..‬ماَ كاَن يصدر من حنجــرة ذلــك العــاَلم‪ ،‬بــل كنــت أحــس أن ذلــك‬
‫الصوت يولد صدى طنين ينبعث من الجهاَت الست‪ .‬لقد كــاَن صــوتاَ ا جــذاباَ ا‬
‫أخاَذاا ‪.....‬‬
‫بيد أن قراءة القرآن ماَ كاَدت تتم‪ ..‬حتى وجدتني مــرة أخــرى فــي دار ذلــك‬
‫العاَلم الذي سألني بعــدهاَ ‪ :‬أقــرا لــك أيضــااَ‪ ..‬أم أكتفيــت؟ قلــت‪ :‬شــكراا‪ ،‬لقــد‬
‫بلغت المراد وعثآرت على دواء الداء‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫على أثآر هذه التزمت بقــراءة ســورة )الملــك( – إذا وجــدتهاَ العلج – مــدة‬
‫اربعين يومااَ‪ ،‬ونفذت مضــمون )الوصــفة( وبعــد مــدة وجيــزة بــرئ – ولــ‬
‫الحمد – مرضي الروحي‪ ،‬وانزاح حجاَب مــن الحجــب الــتي كــاَنت تحــول‬
‫بيني وبين الماَم بقية ا )عليه السلم(‪ .‬أنتهى‬
‫نعم خير معين على الطاَعة و تجنــب المعصــية و التخلــص مــن المــراض‬
‫الروحية هو التوسل بأهل البيت عليهم السلم بــدعاَء التوســل المــذكور فــي‬
‫مفاَتيح الجناَن و غيره من الدعية ‪.‬‬
‫و التوسل بهم عليهم السلم من أنجح الطرق لتهذيب النفس و الــترقي فــي‬
‫مدارج الكماَل ‪ ،‬خاَصة التوسل بمولناَ المفــدى صــاَحب العصــر و الزمــاَن‬
‫عجل ا فرجه الشريف ‪.‬‬
‫إضاَفة إلى ذلك علينـاَ أن نجعــل المــولى صــاَحب الزمــاَن عجـل اـ فرجـه‬
‫الشريف يدعو لناَ بعد كل صلة يصليهاَ ‪ ..‬كيف يتم ذلك ؟؟‬
‫الجواب ‪ :‬عندماَ نقوم نحن باَلدعاَء لمولناَ صاَحب الزماَن عجل اــ فرجــه‬
‫الشريف بعد كل صلة باَلدعاَء المعروف التــي ذكــره ‪ ،‬فــإنه عليــه الســلم‬
‫سوف يدعو لناَ ‪ ،‬بل أن فوائد الدعاَء لمولناَ اكثآر من ذلك بكثآير و منهاَ مــاَ‬
‫ذكره العلمة الميرزا محمد تقي الموسـوي الصـفهاَني فـي كتـاَبه ) مكيـاَل‬
‫المكاَرم في فوائد الدعاَء للقاَئم( و سآتي على ذكرهاَ في الموضوع التاَلي‪.‬‬

‫فوائد الدعاء للمام صاحب الزمان‬


‫ع جاجتل ا فرج الشريف‬
‫يوجب الفرج للداعي ‪ ،‬لقوله )عليه السلم( وأكثآروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم ‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫يوجب ازدياد النعم ‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫إظهار المحبة الباطنية ‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫أنه علمة النتظار ‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫احياء أمر الئمة الطاهرين سلم ا عليهم أجمعين ‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫سبب فزع الشيطان اللعين ‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫النجاة من فتن آخر الزمان ومهالكه ‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫أنه أداء لبعض حقوقاه في الجملة وأداء حق ذيِ الحق ] من [ أوجب المور‬ ‫‪7‬‬
‫أنه تعظيم ل ولدين ا ‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫دعاء صاحب الزمان ) عليه السلم ( في حقه ‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪44‬‬
‫شفاعته له في يوم القيامة ‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫شفاعة النبي ) صلى ا عليه وآله ( له إن شاء ا تعالى ‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫أنه امتثآال لمر ا تعالى وابتغاء من فضل ا تعالى ‪.‬‬ ‫‪12‬‬
‫يوجب إجابة الدعاء ‪.‬‬ ‫‪13‬‬
‫أنه أداء أجر الرسالة ‪.‬‬ ‫‪14‬‬
‫يوجب دفع البلء ‪.‬‬ ‫‪15‬‬
‫يوجب سعة الرزق إن شاء ا ‪.‬‬ ‫‪16‬‬
‫غفران الذنوب ‪.‬‬ ‫‪17‬‬
‫التشرف بلقائه في اليقظة أو المنام ‪.‬‬ ‫‪18‬‬
‫الرجعة إلى الدنيا في زمان ظهوره )عليه السلم( ‪.‬‬ ‫‪19‬‬
‫)‪.‬‬ ‫يصير من إخوان النبي ) صلى ا عليه وآله‬ ‫‪20‬‬
‫استباق وقاوع الفرج لمولنا صاحب الزمان ‪.‬‬ ‫‪21‬‬
‫أسوة بالنبي والئمة الطهار ) عليهم السلم) ‪.‬‬ ‫‪22‬‬
‫أنه وفاء بعهد ا وميثآاقاه ‪.‬‬ ‫‪23‬‬
‫ما يترتب على بر الوالدين من الفوائد والمكارم ‪.‬‬ ‫‪24‬‬
‫درك فضل رعاية المانة ‪.‬‬ ‫‪25‬‬
‫زيادة إشراق نور المام في القلب ‪.‬‬ ‫‪26‬‬
‫طول العمر إن شاء ا تعالى ‪.‬‬ ‫‪27‬‬
‫التعاون على البر والتقوى ‪.‬‬ ‫‪28‬‬
‫الفوز بنصر ا والغلبة على العداء بعون ا تعالى ‪.‬‬ ‫‪29‬‬
‫الهتداء بنور القرآن المجيد ‪.‬‬ ‫‪30‬‬
‫صيرورته معروفا عند أصحاب العراف ‪.‬‬ ‫‪31‬‬
‫الفوز بثآواب طلب العلم إن شاء ا تعالى ‪.‬‬ ‫‪32‬‬
‫المن من المخاوف والعقوبات الخروية إن شاء ا تعالى ‪.‬‬ ‫‪33‬‬
‫البشارة والرفق عند الموت ‪.‬‬ ‫‪34‬‬
‫اجابة دعوة ا ودعوة رسوله )عليه السلم( ‪.‬‬ ‫‪35‬‬
‫كونه مع أمير المؤمنين ) عليه السلم ( في درجته ‪.‬‬ ‫‪36‬‬
‫يصير أحب الخلق إلى ا تعالى ‪.‬‬ ‫‪37‬‬
‫يصير أعز الخلق وأكرمهم عند رسول ا )عليه السلم( ‪.‬‬ ‫‪38‬‬
‫أنه يصير من أهل الجنة إن شاء ا تعالى ‪.‬‬ ‫‪39‬‬
‫يشمله دعاء النبي ) صلى ا عليه وآله ( ‪.‬‬ ‫‪40‬‬
‫غفران الذنوب وتبدل السيئات بحسنات ‪.‬‬ ‫‪41‬‬
‫يؤيده ا تعالى في العبادة ‪.‬‬ ‫‪42‬‬
‫يدفع به العقوبة عن أهل الرض إن شاء ا تعالى ‪.‬‬ ‫‪43‬‬
‫فيه ثآواب إعانة المظلوم ‪.‬‬ ‫‪44‬‬
‫فيه ثآواب اجلل الكبير والتواضع له ‪.‬‬ ‫‪45‬‬
‫فيه ثآواب طلب ثآأر مولنا المظلوم الشهيد أبي عبد ا الحسين )عليه السلم( ‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪45‬‬
‫تحمل أحاديث الئمة الطاهرين )عليه السلم( ‪.‬‬ ‫‪47‬‬
‫اضاءة نوره لغيره في مشهد القيامة ‪.‬‬ ‫‪48‬‬
‫شفاعته لسبعين ألفا من المذنبين ‪.‬‬ ‫‪49‬‬
‫دعاء أمير المؤمنين ) عليه السلم ( في حقه يوم القيامة ‪.‬‬ ‫‪50‬‬
‫دخول الجنة بغير حساب ‪.‬‬ ‫‪51‬‬
‫السلمة من عطش بوم القيامة ‪.‬‬ ‫‪52‬‬
‫الخلود في الجنة ‪.‬‬ ‫‪53‬‬
‫يوجب خمش وجه إبليس وقارح قالبه ‪.‬‬ ‫‪54‬‬
‫يتحف يوم القيامة بتحفة مخصوصة ‪.‬‬ ‫‪55‬‬
‫أن ا عز وجل يخدمه من خدم الجنة ‪.‬‬ ‫‪56‬‬
‫يكون في ظل ا الممدود وتنزل عليه الرحمة مادام مشتغل بذلك الدعاء ‪.‬‬ ‫‪57‬‬
‫فيه ثآواب نصيحة المؤمن ‪.‬‬ ‫‪58‬‬
‫أن المجلس الذيِ يدعى فيه للقائم عجل ا تعالى فرجه يكون محضرا للملئكة المكرمين ‪.‬‬ ‫‪59‬‬
‫أن الداعي لهذا المر الجليل ممن يباهي به الله الجليل ‪.‬‬ ‫‪60‬‬
‫تستغفر له الملئكة ‪.‬‬ ‫‪61‬‬
‫يكون من خيار الناس بعد الئمة الطاهرين ‪.‬‬ ‫‪62‬‬
‫أنه إطاعة لولي المر الذين فرض ا تعالى طاعتهم ‪.‬‬ ‫‪63‬‬
‫يوجب سرور ا عز وجل ‪.‬‬ ‫‪64‬‬
‫يوجب سرور رسول ا ) صلى ا عليه وآله ( ‪.‬‬ ‫‪65‬‬
‫أنه أحب العمال إلى ا تعالى شأنه ‪.‬‬ ‫‪66‬‬
‫أن الداعي بهذا المر الشريف يكون ممن يحكمهم ا تعالى في الجنان إن شاء ا تعالى ‪.‬‬ ‫‪67‬‬
‫أنه يحاسب حسابا يسيرا ‪.‬‬ ‫‪68‬‬
‫النيس الشفيق له في البرزخ والقيامة ‪.‬‬ ‫‪69‬‬
‫أنه أفضل العمال ‪.‬‬ ‫‪70‬‬
‫يوجب زوال الغم ‪.‬‬ ‫‪71‬‬
‫أنه أفضل من الدعاء في حق المام زمان ظهوره ‪.‬‬ ‫‪72‬‬
‫دعاء الملئكة في حقه ‪.‬‬ ‫‪73‬‬
‫يشمله دعاء سيد الساجدين عليه الصلة والسلم وهو يشتمل على فنون من الفوائد وصنوف من‬ ‫‪74‬‬
‫العوائد ‪.‬‬
‫أنه تمسك بالثآقلين ‪.‬‬ ‫‪75‬‬
‫أنه اعتصام بحبل ا تعالى ‪.‬‬ ‫‪76‬‬
‫يوجب كمال اليمان ‪.‬‬ ‫‪77‬‬
‫درك مثآل ثآواب جميع العباد ‪.‬‬ ‫‪78‬‬
‫أنه تعظيم شعائر ا عز وجل ‪.‬‬ ‫‪79‬‬
‫فيه ثآواب من استشهد مع رسول ا ) صلى ا عليه وآله ( ‪.‬‬ ‫‪80‬‬
‫ثآواب من استشهد تحت راية القائم ) عليه السلم (‪.‬‬ ‫‪81‬‬
‫فيه ثآواب الحسان إلى مولنا صاحب الزمان )عليه السلم( ‪.‬‬ ‫‪82‬‬

‫‪46‬‬
‫فيه ثآواب اكرام العالم ‪.‬‬ ‫‪83‬‬
‫ثآواب اكرام الكريم ‪.‬‬ ‫‪84‬‬
‫الحشر في زمرة الئمة الطاهرين ‪.‬‬ ‫‪85‬‬
‫ارتفاع الدرجات في روضات الجنات ‪.‬‬ ‫‪86‬‬
‫المن من سوء الحساب في يوم الحساب ‪.‬‬ ‫‪87‬‬
‫الفوز بأفضل درجات الشهداء يوم القيامة ‪.‬‬ ‫‪88‬‬
‫الفوز بالشفاعة الفاطمية‪) .‬مكياَل المكاَرم في فوائد الدعاَء للقاَئم عليه السلم ص ‪( 280‬‬ ‫‪89‬‬
‫اللهم كن لوليك الحجة أبن الحسن صلواتك عليه و على أبائه في هذه الساعة و في كل ستتاعة‬
‫و ليا ا و حافظا ا و قاائداا و ناصراا حتى تسكنه أرضك طوعا ا و تمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحتتم‬
‫الراحمين ‪.‬‬

‫رابعا ا ‪ :‬الدعاء و البتهال إلى ا بشكل‬


‫دائم للتوفيق للطاعة‬
‫من أبلغ الوساَئل الدعاَء لتوفيق المؤمن للوصول إلى رضاَ ا ســبحاَنه و تعــاَلى‬
‫و النجاَة مـن النفـس المـاَرة و حباَئــل الشـيطاَن و الغـترار باَلـدنياَ ‪ ،‬لـذا علـى‬
‫المؤمن الطاَلب لرضاَ ا و الوصول إلى محبته أن يكون دائماَ ا فــي حاَلــة دعــاَء‬
‫و توسل إلى ا سبحاَنه و تعاَلى لتوفيقه لتزكية نفسه و تحصيل رضاَ ربه ‪ ،‬و‬
‫ل يخفى على أحد مدى تأثآير الدعاَء و اهميته و مكاَنته من ا سبحاَنه و تعــاَلى‬
‫و هو القاَئل جل من قاَئــل ) أدعــوني أســتجب لكــم ( و قــاَل ) إذا ســئلك عبــاَدي‬
‫عني فإني قريب اجيب دعوة الداعي إذا دعاَن ( ‪.‬‬
‫الدعاَء هو مخ العباَدة و أصلهاَ و قد حثآت رواياَت كثآيرة علــى الــدعاَء لمــور‬
‫الدنياَ و الخرة و منهاَ ‪:‬‬
‫ماَ روي عن أبي جعفر ع قاَل إن ا عز و جل يقول )إن الذين يستكبرون عن‬
‫عباَدتي سيدخلون جهنم داخرين ( قاَل هو الدعاَء و أفضــل العبــاَدة الــدعاَء قلــت‬
‫إن )إبراهيم لواه حليم( قاَل الواه هو الدعاَء‪) .‬الكاَفي ‪ 2‬ص ‪(471-466‬‬

‫‪47‬‬
‫و روي عن حناَن بن سدير عن أبيه قاَل قلت لبــي جعفـر ع أي العبـاَدة أفضـل‬
‫فقاَل ماَ من شيئ أفضل عند ا عز و جل من أن يسئل و يطلب مماَ عنده و مــاَ‬
‫أحد أبغض إلى ا عز و جل ممن يســتكبر عــن عبــاَدته و ل يســأل مــاَ عنــده ‪.‬‬
‫)الكاَفي ‪ 2‬ص ‪(471-466‬‬

‫و روي عن ابي عبدا ع قاَل قاَل لي )ياَ ميسر أدع و ل تقل إن المر قد فــرغ‬
‫منه إن عند ا عز و جل منزلة ل تناَل إلى بمسألة و لو أن عبداا ســد فــاَه و لــم‬
‫يسأل لم يعط شيئاَا فسل تعط ياَ ميسر إنه ليس من باَب يقرع إلى يوشك أن يفتــح‬
‫لصاَحبه( ‪) .‬الكاَفي ‪ 2‬ص ‪(471-466‬‬

‫و روي عن أبي عبدا ع قاَل قاَل رســول اــ )صــلى اــ عليــه و آلــه و ســلم(‬
‫)الدعاَء سلح المؤمن و عمود الدين و نور الســموات و الرض( ‪) .‬الكــاَفي ‪ 2‬ص‬
‫‪(471-466‬‬

‫و قاَل أمير المؤمنين ع )الدعاَء مفاَتيح النجاَح و مقاَليد الفلح و خير الدعاَء مــاَ‬
‫صدر عن صدر نقي و قلب تقي و في المناَجاَة سبب النجاَة و باَلخلص يكــون‬
‫الخلص فإذا اشتد الفزع فإلى ا المفزع(‪) .‬الكاَفي ‪ 2‬ص ‪(471-466‬‬

‫و قاَل النبي )صلى ا عليـه و آلـه و سـلم( )أل أدلكـم علـى سـلح ينجيكـم مـن‬
‫أعدائكم و يدر أرزاقكم قاَلوا بلى قاَل تدعون ربكــم باَلليــل و النهــاَر فــإن ســلح‬
‫المؤمن الدعاَء( ‪) .‬الكاَفي ‪ 2‬ص ‪(471-466‬‬

‫و روي عن علء بن كاَمل قاَل قاَل لي أبوعبدا ع )عليــك باَلــدعاَء فــإنه شــفاَء‬
‫من كل داء( ‪) .‬الكاَفي ‪ 2‬ص ‪(471-466‬‬

‫خامسا ا ‪ :‬شحن الهمة و زيادة‬


‫قاوة المؤمن‬
‫من المعلوم أن في كل إنساَن قوتين متصاَرعتين هماَ قوى الشر و تمثآلهاَ النفــس‬
‫الماَرة )إن النفس لمـاَرة باَلسـوء إل مـاَ رحـم ربـي( )يوسـف آي ة ‪، (53‬ـ و‬
‫تستمد قوتهاَ من المعاَصي ‪ ،‬و قوى الخير و يمثآلهاَ العقــل و تســتمد قوتهــاَ مــن‬
‫الطاَعاَت ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫فإن غلب على طبيعة النســاَن فعــل المعاَصــي أنتصــرت النفــس علــى العقــل و‬
‫العكس باَلعكس ‪ ،‬أي ان غلب على النساَن فعـل الطاَعـاَت أنتصـر العقــل علــى‬
‫النفس ‪.‬‬
‫لذا ينبغي على المؤمن أن يزيد في العماَل الصاَلحة حــتى تقــوى قــوة الخيــر و‬
‫تنتصر على الشر و كلماَ علت الخيرات و الطاَعاَت قوي و كلماَ قوي عممل ‪ ،‬و‬
‫باَلستمرار على ذلك تنقلب حاَلة و طبيعة النفس الماَرة من آمرة باَلشر ‪ ..‬إلــى‬
‫طبيعة أخرى و هي اللوم علــى فعــل الشــر و تســمى اللوامــة )فل أقســم بــاَلنفس‬
‫اللوامة ( )القياَمة آية ‪ ، ( 2‬و هي التي تلوم النساَن على فعل المعاَصي و بمواصلة‬
‫العماَل الصاَلحة و زياَدتهاَ تبلغ هذه النفس اللوامة مرتبة ســاَمية حيــث تتحــول‬
‫إلى نفس مطمئنة تكون مطيعة ل تأمر باَلمعروف و تنهى عــن المنكــر راضــية‬
‫بقضاَء ا و قدره و تكون عوناَا للعقل في أداء مهاَم العباَدة و مؤيداة له في فعل‬
‫الخيرات و اجتناَب المنكرات ‪.‬‬
‫هذه النفس المطمئنة هي التي قــاَل فيهــاَ اــ ســبحاَنه و تعــاَلى ) يــاَ أيتهــاَ النفــس‬
‫المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية فاَدخلي في عباَدي و ادخلــي جنــتي(‬
‫)الفجر آية ‪.(27‬‬
‫لتقوية قوى الخير و الترقي باَلنفس لتبلغ درجة النفس المطمئنــة يحتــاَج المــؤمن‬
‫لزيــاَدة العمــاَل الصــاَلحة فــي جــدوله اليــومي _كمــاَ ســبق ان قلنــاَ _‪ ،‬و هــذه‬
‫العماَل الصاَلحة تتفاَوت في قوتهاَ و آثآرهاَ في هذا المجاَل ‪ ،‬لــذا علــى المــؤمن‬
‫أن ينتقي أقواهاَ و أعظمهاَ أثآراا و احبهاَ إلى ا سبحاَنه ليصل إلـى هـدفه بشـكل‬
‫أسرع و لتكون خطاَه في هذا الطريق أقوى و أوثآق ‪.‬‬
‫و نظراا لهمية هذا المر في هذا السير التكاَملي فأجد من المفيد أن أذكر بعض‬
‫هذه العماَل في الموضوع التاَلي ‪:‬‬

‫أحب العمال إلى ا سبحانه و تعالى‬


‫العماَل الصاَلحة المستحبة كثآيرة و يتفاَوت ثآوابهاَ و عظمتهاَ عند ا سبحاَنه و‬
‫تعاَلى ‪ ،‬و على المؤمن اللبيب أن يستقل سني حياَته في القياَم بأفضــلهاَ و احبهــاَ‬
‫إلى ا عز و جل و اكثآرهاَ ثآواباَ ا و قد أخــترت فيمــاَ يلــي بعــض تلــك العمــاَل‬
‫التي أجدهاَ أولى من غيرهاَ في العمل بهاَ خاَصة لمن يريدون طريق السلوك و‬
‫الوصول إلى رضوان ا و الفوز بجنته بأقصر السبل و اسرعهاَ ‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫كنوز الصلة على محمد و آل محمد‬
‫إن ذكر الصلة على نبيناَ محمد )صلى ا عليه و آله و سـلم( مــن أعظــم الذكـاَر و‬
‫أفضلهاَ و فيهاَ من الفضل و الثآواب ماَ ل يحصيه إل ا سبحاَنه و تعاَلى كمــاَ دلـــلت‬
‫على ذلك رواياَت كثآيرة عن النبي و أهل بيته صلى اــ عليــه و آلــه و ســلم إضــاَفة‬
‫إلى ماَ أثآبتـته التجربة و استدللا ببعض الوقاَئع منهاَ ‪:‬‬

‫دعتاء سريع الجابة‬


‫كتب المرحوم آية ا الشيخ محكمد تقي الصفهاَني )قــدس ســره( كتاَبــاَ ا حــول حــاَلته‬
‫الخاَصة عندماَ كاَن في النجف الشرف ‪ ،‬قاَل‪:‬‬

‫في أحد السنين قكررت القياَم ببعض الرياَضاَت الروحية والمجاَهدات النفسية ‪،‬‬
‫فاَنكشفت لي على أثآر ذلك العديد من السرار ‪ ،‬منهاَ في أحد ليــاَلي الربعــاَء ‪ ،‬كنــت‬
‫جاَلس اَا في مسجد السهلة ‪ ،‬والوقت قريــب أذان الصــبح ‪ ،‬التقيــت بأحــد رجــاَل الغيــب‬
‫فسألته أسئلة مختلفة وكثآيرة ‪ ،‬وكاَن يجيبني عليهاَ عــن لســاَن المــاَم الحجــة المهــدي‬
‫ب الجوبة لكي ل أنساَهاَ ‪.‬‬‫المنتظر )عليه السلم( ‪ ،‬وأناَ أكت د‬

‫ت له علمني ذكراا أو دعاَءاا سريع الجاَبة ‪ ،‬أقرأه إذا وقعت في مشكلة‬ ‫فمن السئلة دقل د‬
‫أو ظهرت لي حاَجة ‪ ،‬فقاَل‪ :‬ل يوجد ذكر عند ا سبحاَنه وتعاَلى أفضل من الصــلة‬
‫على محكمد وآل محكمد )صــلى اــ عليــه وآلــه وســلم( ‪ ،‬إن الصــلة علــى محكمــد وآل‬
‫محكمد أسرع وأفضل وأقرب للجاَبة من غيره من الذكاَر والدعيــة عنــد اــ وعنــد‬
‫أهل البيت )عليهم السلم(‪ .‬أنتهى )كتاَب آثآاَر و بركاَت الصلة على محمد ص ‪(35‬‬

‫وقاَل النبي )صلى ا عليه وآله وسلم(‪) :‬من قاَل‪ :‬اللهكم صــكل علــى محكمــد وآل‬
‫محكمد ‪ ،‬أعطاَه ا أجر اثآنين وسبعين شــهيداا ‪ ،‬وخــرج مــن ذنــوبه كيــوم ولــدته أ دمــه(‬
‫)كتاَب آثآاَر و بركاَت الصلة على محمد ص ‪(35‬‬

‫و قد روي عن الماَم علي بن موسى الرضاَ )عليه السلم( أنه قــاَل‪ ) :‬مــن لــم يقــدر‬
‫على ماَ يككفر به ذنوبه فليكثآر من الصلة على محكمد وآله ‪ ،‬فإكنهاَ تهكدم الذنوب هدماَ ا(‬
‫)كتاَب آثآاَر و بركاَت الصلة على محمد ص ‪(35‬‬

‫التوفيق للمور المعنوية‬

‫‪50‬‬
‫نقل المحدث النوري )قدس سره( عن فريد عصره الشيخ أحمد بن زين الــدين ‪ ،‬قــاَل‬
‫رأيت في المناَم الماَم السجاَد )عليه السلم( ‪ ،‬فشكوت إليه معــمدم العتــداد مــن حمــل‬
‫الزاد ليوم المعاَد وعدم التوفيق للتوبـة الخاَلصـة والعمـاَل الصـاَلحة ‪ ،‬فأج اَبني بـأن‬
‫الذي عليك أن تكثآر من الصلة على محكمــد وآلــه ‪ ،‬ونحــن نعمــل بــذلك( ) كتــاَب آثآــاَر و‬
‫بركاَت الصلة على محمد(‬

‫دواء الستتتتتتترطان‬
‫دأصيب طفل عمرهد سنتاَن ‪ ،‬بمرض السرطاَن ‪ ،‬فكاَن يتنــاَول يوميــاَ ا بســبب مرضــه ‪،‬‬
‫طعاَمم ثآماَنية أطفاَل ‪ ،‬أخذهد والدهد إلــى أفضــل الطكبــاَء داخــل البلــد ولكــن دون فاَئــدة ‪،‬‬
‫أخيراا قكرر البوان الذهاَب به إلى الخاَرج لعلجه لعكلهم يجدوا دوااء لطفلهم الوحيــد ‪،‬‬
‫قبل سفرهم التقى الب بأحد الساَدة المؤمنين ‪ ،‬وأخبره بحاَلــة موملــده وأنــه ديريــد أخــمذه‬
‫إلى الخاَرج للعلج ‪.‬‬
‫فقاَل السيد‪ :‬أنتم ل تحتاَجون إلى أخـذ ولـدكم إلـى طـبيب ول باَلـذهاَب بـه إلـى‬
‫ب الســكينة‬
‫الخاَرج ‪ ،‬بتوكسل واحد يمكنكــم الحصــول علــى الشــفاَء لولــدكم ‪ ،‬مومجــمد ال د‬
‫والطمئناَن في قلبه من كلم هذا السكيد المحترم لهذا قاَل له‪ :‬وماَ هو التوكسل ؟‬
‫قاَل السيد‪ :‬عليكم أن تصكلوا على محكمد وآل محكمد ماَئة واثآنين وأربعيــن ألــف مــكرة ‪،‬‬
‫ثآم اهدوا ثآواب الصلوات إلى روح الطفل الرضيع للماَم الحسين )عليه السلم( وهو‬
‫الشهيد الخير الذي قكدممه الماَم )عليه السلم( وله مقاَم عظيم عند ا )عكزوجكل( ‪.‬‬
‫استقبل الوالدان هذه الفكرة والتوسل بكل رحاَبة صدر ‪ ،‬شرعاَ ا باَلصــلة علــى محكمــد‬
‫وآل محكمد من تلك الساَعة ‪ ،‬مكرة عكدة سـاَعاَت علـى صــلواتهم ‪ ،‬فـي الليــل رأت الم‬
‫لم وقاَل لهاَ أن المــاَم‬ ‫في المناَم ‪ ،‬طفلا صغيراا يحمل قدحاَ ا فيه ماَء ‪ .‬قكدم القدح إلى ا د‬
‫الحكجة المهدي )عليه السلم( والخمسة المعصومين أصحاَب الكساَء )عليهــم الســلم(‬
‫قرأوا دعاَاء على هذا الماَء ‪ ،‬إعطيه لولدك فإنه سيشــفى بــإذن اــ عكزوجــكل ‪ ،‬أخــذت‬
‫لم القدح قكدمته لولدهاَ وشرب منه ‪ ،‬ثآكم قاَمت من نومهاَ ‪ ،‬نظرت إلى ولدهاَ وإذا بهاَ‬ ‫ا د‬
‫تراه في أتكم الصحة والعاَفية ‪ ،‬كأنه لم يمرض من قبل ‪ ) .‬كتاَب آثآـاَر و بركــاَت الصــلة علـى‬
‫محمد(‬

‫ثآواب الحسان إلى ذرية الزهراء عليها السلم‬

‫‪51‬‬
‫إن من أعظم العماَل ثآواباَا هو الحساَن إلى ذرية الزهراء عليهاَ الســلم و مــد‬
‫يد العون إليهم و السعي في قضاَء حوائجهم و إدخاَل السرور إلــى قلــوبهم و قــد‬
‫ذكرت رواياَت كثآيرة عن أهل البيت عليهم السلم فــي كتــاَبي أســرار آل محمــد‬
‫البرار تحث على هذا المر العظيم إضاَفة إلى كثآير مــن وقــاَئع أناَســاَ ا حصــلوا‬
‫على ألطاَف و فيوضاَت عظيمــة مــن أهــل بيــت العصــمة ببركــة الحســاَن إلــى‬
‫ذريتهاَ عليهاَ السلم ‪ ،‬و سوف أنقل هناَ بعضهاَ ‪:‬‬

‫الفتوز بشفتتتتاعة النتتتبي‬


‫صلى ا عليه و آله وسلم‬

‫عن أبي عبدا ع أنه قاَل قاَل جدناَ محمد )صلى ا عليه و آله و سلم( ‪ :‬إني‬
‫سأشفع في يوم القياَمة لربع طوائف و لو كاَن لهم مثآل ذنوب أهل الدنياَ الول‬
‫من سل سيفه لذريتي و نصرهم الثآاَنية من أعـــــاَنهم في حــــاَل فقــرهم و‬
‫فاَقتهم بماَ يقدر عليه من الماَل الثآاَلثآة من أحبهم بقلــــبه و لساَنه و الرابعة من‬
‫قضى حوائجهم إذا أضطروا إليهاَ و سعى فيهاَ ‪.‬‬

‫الحسان إلى العلويين يقضي الحوائج المهمة‬

‫عن ابي عبدا ع قاَل ‪ :‬ل تدعو صلة آل محمد ع من أموالكم من كاَن غنياَ ا‬
‫فعلى قدر غناَه و من كاَن فقيراا فعلى قدر فقره و من أراد أن يقضي ا له أهم‬
‫الحوائج فليصل آل محمد ع و شيعتهم بأحوج ماَ يكون إليه من ماَله ‪.‬‬

‫الحث على صلة العلويتتتيتتن‬

‫عن ابي جعفر ع قاَل ‪ :‬إن الرحم معلقة باَلعرش تقول اللهم صل من وصلني و‬
‫اقطع من قطعني و هي رحـــم آل محمـــــد و هــو قــــوله ) و الذين يصلون‬
‫ماَ أمر ا به أن يوصل ( و كل ذي رحم ‪.‬‬

‫محب العلويتتين في الجنة‬


‫‪52‬‬
‫عن النبي ص في حديث طويل قاَل إذا كاَن يوم القياَمة ناَدى مناَد ياَ معشر‬
‫الخلئق غضوا ابصاَركم و نكسوا رؤسكم حتى تمر فاَطمة بنت محمد فتكون‬
‫اول من يكسى إلى أن يقول ثآم يبعث ا ملكاَ ا لهاَ )أي إلى فاَطمة ع( لم يبعث‬
‫لحد قبلهاَ و ل يبعث لحد بعدهاَ فيقول إن ربك يقرأ عليك السلم و يقول‬
‫سليني فتقول هو السلم و منه السلم قد أتم علي نعمته و هنأني كرامته و‬
‫أباَحني جنته و فضلني على ساَئر خلقه أسأله ولدي و ذريتي و من ودهم بعدي‬
‫و حفظهم في فيوحي ا إلى ذلك الملك من غير أن يزول من مكاَنه أخبرهاَ‬
‫أني قد شفعتهاَ في ولدهاَ و ذريتهاَ و من ودهم فيهاَ و حفظهم بعدهاَ الحمد ل‬
‫الذي اذهب عني الحزن و أقر عيني فيقر ا بذلك عين محمد صلى ا عليه و‬
‫آله وسلم ‪.‬‬

‫وهناَ قصتين رائتعتين أنقلهماَ أيضاَ ا من كتاَبي تاَكيداا على هذا المر و‬
‫تشجيعاَ ا لخواني المؤمنين عليه راجياَ ا منهم أن ل ينسوني في صاَلح‬
‫دعاَئهم ‪:‬‬

‫أصبح أغنى رجل في ستتاعة‬

‫قاَل الحسن بن علي ع ‪ :‬إن رجل جاَع عياَله فخرج يبغي لهم ماَ يأكلون فكسب‬
‫درهماَ ا فاَشترى به خبزاا و أدماَ ا فمر برجل و امرأة من قراباَت محمد و علي‬
‫ص فوجدهماَ جاَئعين فقاَل هؤلء أحق من قراباَتي فأعطاَهماَ إياَهماَ و لم يدر‬
‫بماَذا يحتج في منزله فجعل يمشي رويداا يتفكر فيماَ يعتذر به عندهم و يقوله‬
‫لهم ماَ فعل باَلدرهم إذا لم يجئهم بشيئ فبيناَ هو في طريقه إذا بفيج يطلبه فدل‬
‫عليه فأوصل إليه كتاَباَا من مصر و خمسماَئة ديناَر في صرة و قاَل هذه بقية‬
‫حملت إليك من ماَل أبن عمك ماَت بمصر و خلف ماَئة ألف ديناَر على تجاَر‬
‫ل بمصر بأضعاَف ذلك فأخذ الخمسماَئة ديناَر‬ ‫مكه و المدينة و عقاَراا كثآيراا و ماَ ا‬
‫فوسع على عياَله وناَم ليلته فرأى رسول ا ص و علياَ ا ع فقاَل له كيف ترى‬
‫إغناَءناَ لك لماَ آثآرت قرابتناَ على قرابتك إلى أن ذكر أنه وصل إليه من أثآماَن‬
‫تلك العقاَر ثآلثآماَئة ألف ديناَر فصاَر أغنى أهل المدينة ثآم أتاَه رسول ا )صلى‬
‫ا عليه و آله و سلم ( فقاَل ياَ عبدا هذا جزاؤك في الدنياَ على إيثآاَر قرابتي‬
‫على قرابتك و لعطينك في القياَمة بكل حبة من هذا الماَل في الجنة ألف قصر‬
‫أصغرهاَ اكبر من الدنياَ ‪ ،‬مغرز كل إبرة خير من الدنياَ و ماَ فيهاَ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ملك يحج عنه كل سنة‬

‫اخذ رجل من العياَن يدعى )عبدالجباَر المستوفي ( ألف ديناَر ذهب معه ؛ ليحج‬
‫بيت ا الحرام ‪ .‬و لماَ وصل الكوفة ‪ ،‬مكث فيهاَ ثآلثآة أياَم ‪ .‬و في أثآناَء تجواله في‬
‫أزقتهاَ ‪ ،‬مر بخربة ‪ ،‬فشاَهد فيهاَ أمرأة منحنية على دجاَجة ميتة ‪ ،‬قد ألقيت في‬
‫زاوية منهاَ ‪ ،‬فاَلتقطـتهاَ و أخفتهاَ تحت ثآياَبهاَ ‪ ،‬و خرجت مسرعة من الخربة ‪،‬‬
‫فتبعهاَ )عبدالجباَر( ؛ لكي يطلع على أمرهاَ ‪.‬‬

‫وصلت دارهاَ ‪ ،‬و كاَن الولد ينتظرونهاَ وراء الباَب ‪ ،‬و حينماَ رأوهاَ ‪ ،‬صرخوا‬
‫قاَئلين ‪ :‬أماَه ‪ ،‬نكاَد نموت جوعاَ ا ! أين كنت ؟ فقاَلت لهم ‪ :‬ابشروا لقد جلبت لكم‬
‫دجاَجة ‪ ،‬و سأطبخهاَ الساَعة حتى تأكلوهاَ ‪.‬‬

‫قاَل عبدالجباَر عندماَ سمعت كلمهاَ ‪ ،‬بكيت بكاَاء شديداا ‪ ،‬و سألت الجيران عن‬
‫حاَلهاَ ‪ ،‬فقاَلوا إنهاَ زوجة عبدا بن زيد العلوي ‪ ،‬و هي أمرأة علوية أيضاَ ا ‪ ،‬و قد‬
‫قتل الحجاَج زوجهاَ ‪ ،‬و ترك لهاَ بضعة أطفاَل يتاَمى ‪ ،‬و لم تطلع أحداا على أمرهاَ ‪،‬‬
‫لعفة نفسهاَ‪ .‬قاَل عبدالجباَر ‪ :‬فقلت في نفسي ‪ :‬إن أردت الحج ‪ ،‬فهو هناَ ‪ .‬فأعطيتهاَ‬
‫كل ماَ كاَن لدي من الموال ‪ ،‬فدعت لي ‪ .‬و أضطررت إلى المكوث في الكوفة إلى‬
‫نهاَية الموسم ‪ ،‬أي إلى حين عودة الحجاَج ‪ ،‬اسقي الماَء ؛ لني ل أستطيع الرجوع‬
‫إلى وطني‪.‬‬

‫و لماَ قدم الحجاَج من مكة ‪ ،‬و خرج الناَس لستقباَلهم ‪ ،‬خرجت معهم أيضاَ ا‬
‫خاَرج الكــــوفة ‪ .‬و كاَن بين الحجاَج رجل يقدم القاَفلة ‪ ،‬و هو يركب جملا ‪،‬‬
‫لماَ وقع نظره علكي ‪ ،‬ترجل من دابته و قاَل لي ‪ :‬لقد اقترضت منك عشرة‬
‫آلف ديناَر في عرفاَت ‪ ،‬و ماَ رأيتــك بعــــــــــدئذ ‪ ،‬و الحمد ل قد وجدتك هناَ‬
‫‪ .‬و ماَ كدت أنطق بشيئ ‪ ،‬سوى أني قبضت الماَل ‪ ،‬إذ الرجل قد اختفى عن‬
‫النظاَر! و في هذا الثآناَء سمعت مناَدياَ ا يقول ‪ :‬ياَ عبدالجباَر ! أعطيت ألف‬
‫ديناَر ‪ ،‬فأعطيناَك عشرة آلف ديناَر ‪ ،‬و خلقناَ ملكاَ ا يحج عنك كل سنة ماَ زلت‬
‫حياَا ‪ ،‬و تسجل في صحيفتك كل عاَم أجر ثآلثآين حجة مقبولة ‪ ،‬حتى تعلم ) إن‬
‫ل نضيع أجر من أحسن عملا (‪.‬‬

‫حستتنة ثآمنهتتا الجنتتتتة‬


‫يعد السعي في قضاَء حوائج المؤمنين و مد يد العون لهم باَلقول و الفعــل و‬
‫مساَعدتهم فيماَ يحتاَجون إليه من أفضل العماَل و احبهاَ إلى ا ســبحاَنه و‬

‫‪54‬‬
‫تعاَلى و له آثآاَر عظيمة في نيل رضى ا و التوفيق في الــدنياَ و الخــرة و‬
‫قد روي ان عدبـ راَد بني اسرائيل إذا بلغوا الغاَية في العبــاَدة بـداؤ فــي السـعي‬
‫في قضاَء حوائج الناَس و قـد جـاَءت كـثآير مـن الحـاَديث تحـث علـى هـذا‬
‫العمل العظيم ‪ ،‬و قد روي عن أبي جعفر ع أنه قاَل )أوحى ا عز و جــل‬
‫إلى موسى ع أن من عباَدي من يتقرب إلي باَلحسنة فأحكمه في الجنة فقــاَل‬
‫موسى ياَ رب و ماَ تلــك الحســنة قــاَل يمشــي مـع أخيــه المــؤمن فــي قضــاَء‬
‫حاَجته قضيت أو لم تقض ( )الكاَفي ‪ 2‬ص ‪( 195‬‬

‫و روي عن المفضل عن أبي عبدا ع قاَل ‪) :‬قاَل لي ياَ مفضــل أســمع مــاَ‬
‫أقول لك و أعلم أنه الحق و افعله و اخبر به علية إخوانك قلت جعلت فـداك‬
‫و علية إخواني قاَل الراغبون في قضاَء حوائج إخوانهم قاَل ثآــم قــاَل و مــن‬
‫قضى لخيه حاَجة قضى ا عز و جل له يوم القياَمة ماَئة ألف حاَجــة مــن‬
‫ذلك أولهاَ الجنة و من ذلك أن يدخل قرابته و معاَرفه و إخــوانه الجنــة بعــد‬
‫أن ل يكونوا نصاَباَ ا و كاَن المفضل إذا سأل الحاَجة أخاَ ا من إخوانه قــاَل لــه‬
‫أماَ تشتهي أن تكون من علية الخوان( ‪.‬‬
‫و روى أيضاَ ا المفضل عن أبي عبدا ع قاَل إن ا عـز و جـل خلـق خلقـاَ ا‬
‫من خلقه أنتجبهم لقضاَء حوائج فقراء شيعتناَ ليــثآيبهم علــى ذلــك الجنــة فــإن‬
‫استطعت أن تكون منهم فكن ‪ ..‬إلخ الحديث(‬
‫و روى الحدب عن أبي عبدا ع قاَل )قضاَء حاَجة المؤمن خير من عتق‬
‫ألف رقبة و خير من حملن ألف فرس في سبيل ا ( ‪.‬‬

‫ثآواب البكاء على المام الحسين‬


‫)عليه السلم(‬

‫و أماَ البكاَء على أبي عبدا الحسين عليه السلم فله من الثآــواب مــاَ ل يحصــيه‬
‫إل ا سبحاَنه و تعاَلى و قد حثآت الرواياَت على ذلك و أكــدت عليــه ومنهــاَ مــاَ‬
‫روي في كاَمل الزياَرات حيث روي ‪:‬‬
‫عن محمد بن مسلم‪ ،‬عــن أبــي جعفــر ع ‪ ) ،‬قــاَل ‪ :‬كــاَن علــي بــن الحســين )ع(‬
‫يقول‪ :‬أيماَ مؤمن دمعت عيناَه لقتل الحسين بن علي )ع( دمعة حتى تسيل على‬
‫‪55‬‬
‫خده بوأه ا بهاَ في الجنة غرفاَ يسكنهاَ أحقاَباَ‪ ،‬وأيماَ مــؤمن دمعــت عينــاَه حــتى‬
‫تسيل على خده فيناَ لذى مسناَ من عدوناَ في الدنياَ بوأه ا بهـاَ فـي الجنـة مبـوأ‬
‫صدق‪ ،‬وأيمــاَ مــؤمن مســه أذى فينــاَ فــدمعت عينــاَه حــتى تســيل علــى خــده مــن‬
‫مضاَضة ماَ أوذي فينــاَ صـرف اــ‪ ،‬عــن وجهــه الذى وآمنــه يــوم القياَمــة مــن‬
‫سخطه والناَر‪.‬‬
‫و عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي عبد ا )ع( ‪ ،‬قاَل‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن البكــاَء والجــزع‬
‫مكروه للعبد في كل ماَ جزع‪ ،‬ماَ خل البكاَء والجزع على الحسين بن علي )ع(‬
‫‪ ،‬فإنه فيه مأجور‪.‬‬

‫و عن أبي هاَرون المكفوف‪ ،‬قاَل‪ :‬قاَل أبو عبــد اــ )ع( فــي حــديث طويــل لــه‪:‬‬
‫ومن ذكر الحسين )ع( عنده فخرج من عينيه من الدموع مقدار جناَح ذباَب كاَن‬
‫ثآوابه على ا عز وجل‪ ،‬ولم يرض له بدون الجنة‪.‬‬

‫و عن أبي عماَرة المنشد‪ ،‬قاَل‪ :‬ماَ ذكر الحسين بن علي )ع( عنــد أبــي عبــد اــ‬
‫جعفر بن محمد)ع( في يوم قط فرؤى أبو عبد ا)ع( في ذلك اليوم متبسماَ ا إلــى‬
‫الليل‪.‬‬

‫و عن فضيل بن يساَر‪ ،‬عن أبي عبد ا)ع)‪ ،‬قاَل‪) :‬من ذكرناَ عنده ففاَضت‬
‫عيناَه و لو مثآل جناَح الذباَب غفر له ذنوبه ولو كاَنت مثآل زبد البحر(‪.‬‬

‫و روي عن أبي يحيى الحذاء‪ ،‬عن بعض أصحاَبناَ‪ ،‬عن أبــي عبــد اــ)ع(‪،‬‬
‫قاَل‪ :‬نظر أمير المؤمنين)ع( إلى الحسين فقاَل‪) :‬ياَ عبرة كل مــؤمن‪ ،‬فقــاَل‪:‬‬
‫أناَ ياَ أبتاَه‪ ،‬قاَل‪ :‬نعم ياَ بني(‪.‬‬

‫و ايضاَ ا روي عن أبي بصير‪ ،‬قاَل‪ :‬قاَل أبو عبــد اــ)ع(‪ :‬قــاَل الحســين بــن‬
‫علي)ع( ‪) :‬أناَ قتيل العبرة‪ ،‬ل يذكرني مؤمن إل استعبر(‪.‬‬

‫ماَ روي عن هاَرون بن خاَرجة‪ ،‬عن أبي عبد ا )ع( ‪ ،‬قاَل‪ :‬قــاَل الحســين‬

‫‪56‬‬
‫)ع( ‪) :‬أناَ قتيل العبرة‪ ،‬قتلت مكروبـااَ‪ ،‬وحقيـق علـي أن ل يـأتيني مكـروب‬
‫قط إل رده ا و قلبه إلى أهله مسروراا(‪ .‬أنتهى‬

‫ثآواب زيارة قابور أهل البيت عليهم السلم‬


‫إن زياَرة قبور أهل البيت عليهم السلم له من الثآواب ماَ ل يحصــيه إل اــ‬
‫سبحاَنه و تعاَلى و الزائر لهم كمن زار ا ســبحاَنه و تعــاَلى فــي عرشــه و‬
‫يغدوا بذلك ضيفاَا لهـم و هـم س لم اـ عليهـم خيـر م ن يكـرم ضـيفه و قـد‬
‫تكثآرت الرواياَت حول هذا المطلــب العظيــم و منهــاَ مــاَ رواه المعلــى أبــي‬
‫شهاَب حيث قاَل قاَل الحسين ع لرسول ا )صلى ا عليه و آله و سلم( ياَ‬
‫أبتاَه ماَ لمن زارك فقاَل رسول ا )صلى ا عليه و آله و سلم( ياَ بني مــن‬
‫زارني حياَ ا او ميتاَ ا أو زار أباَك أو زار أخــاَك أو زارك كــاَن حقــاَ ا علــي أن‬
‫أزوره يوم القياَمة و أخلصه من ذنوبه‪.‬‬
‫عن محمد بن علي بن الحسين ع قاَل قاَل رسول ا )صلى ا عليــه و آلــه‬
‫و سلم( من زارني أو زار أحد مــن ذريــتي زرتــه يــوم القياَمــة فأنقــذته مــن‬
‫أهوالهاَ‪) .‬وساَئل الشيعة ‪ 14‬ص ‪(331‬‬

‫عن النبي )صلى ا عليه و آله و سلم( قاَل مــن زارنــي فــي حيــاَتي و بعــد‬
‫موتي كاَن في جواري يوم القياَمة ‪) .‬وساَئل الشيعة ‪ 14‬ص ‪(334‬‬

‫و هناَك ثآواب عظيم في أحاَديث رويت في فضل زياَرة كل معصــوم ســلم‬


‫ا عليهم و آثآاَرهاَ الدنيويــة مــن تحقيــق الرغــاَئب و المطــاَلب و الخرويــة‬
‫باَلفوز برضوان ا و الجنة و قد ذكرهاَ صاَحب كاَمل الزياَرات باَستفاَضة‬
‫لمن أراد الطلع عليهاَ كماَ ذكرهــاَ صــاَحب مفاَتيــح الجنــاَن الشــيخ القمــي‬
‫رضوان ا عليه‪.‬‬

‫ثآواب صلة الجماعة‬


‫إن من أفضل العماَل و اكثآرهاَ ثآواباَ ا هي صلة الجماَعة و قد حث عليه‬
‫رسولناَ و أهل بيته الطاَهرين صلوات ا عليهم اجمعين و أكدوا عليهاَ و‬
‫هناَ أكتفي بنقل رواية واحدة في فضلهاَ للختصاَر ‪:‬‬
‫‪57‬‬
‫عن أبي سعيد الخدري قاَل قاَل رسول اـ )صـلى ا عليـه و آلـه و سـلم(‬
‫أتاَني جبرئيل مع سبعين ألف ملك بعد صلة الظهر فقاَل ياَ محمــد إن ربــك‬
‫يقــرؤك الســلم و أهــدى إليــك هــديتين لــم يهــدهماَ إلــى نــبي قبلــك قلــت مــاَ‬
‫الهديتاَن قاَل الوتر ثآلث ركعاَت و الخمحس في جماَعة قلت ياَ جبرئيل و مــاَ‬
‫لمتي في الجماَعة قاَل ياَ محمد إذا كاَناَ أثآنين كتب ا لكل واحد بكل ركعة‬
‫ماَئة و خمسين صلة ‪ ،‬و إذا كــاَنوا ثآلثآـة كتـب اـ لكـل منهــم بكـل ركعـة‬
‫ستماَئة صلة و إذا كاَنوا أربعة كتب ا لكل واحد ألفاَ ا و ماَئتي صلة و إذا‬
‫كاَنوا خمسة كتب ا لكل واحد بكــل ركعــة ألفيــن و أربعماَئــة صــلة و إذا‬
‫كاَنوا ستة كتب ا لكل واحد منهم بكل ركعة أربعة آلف و ثآماَنماَئة صلة‬
‫و إذا كاَنوا سبعة كتب ا لكل واحد منهم بكل ركعة تســعة آلف و ســتماَئة‬
‫صلة و إذا كاَنوا ثآماَنية كتب ا تعاَلى لكل واحد منهم تســعة عشــر ألفــاَ ا و‬
‫ماَئتي صلة و إذا كاَنوا تسعة كتب ا تعاَلى لكــل واحــد منهــم بكــل ركعــة‬
‫ستة و ثآلثآين ألفاَا و أربعماَئة صلة و إذا كاَنوا عشرة كتب اــ تعــاَلى لكــل‬
‫واحــد بكــل ركعــة ســبعين ألفــاَ ا و ألفيــن و ثآماَنماَئــة صــلة فــإن زادوا علــى‬
‫العشرة فلو صاَرت بحاَر السموات و الرض كلهاَ مداداا و الشجاَر أقلمــاَ ا‬
‫و الثآقلن مع الملئكة كتاَباَا لم يقدروا أن يكتبوا ثآواب ركعة واحدة ياَ محمد‬
‫تكبيرة يدركهاَ المؤمن مع الماَم خير لــه مـن سـتين ألــف حجــة و عمــرة و‬
‫خير من الدنياَ و ماَ فيهاَ سبعين ألف مرة و ركعة يصليهاَ المؤمن مع الماَم‬
‫خير مــن ماَئــة ألــف دينــاَر يتصــدق بهــاَ علــى المســاَكين و ســجدة يســجدهاَ‬
‫المؤمن مع الماَم في جماَعة خير مــن عتــق ماَئــة رقبــة ‪).‬مســتدرك الوســاَئل ‪/ 6‬‬
‫‪.(443‬‬

‫ثآواب زيارة عاشوراء‬


‫ل يخفى ماَ لزياَرة الماَم الحسين عليه السلم بزياَرة عاَشوراء من الفضــل‬
‫العظيم و آثآاَر كثآيرة في قضاَء الحوائج و تيسير المور المستعصية و حــل‬
‫المعضلت خاَصة إذا قرأت بنية أمر ماَ لمدة أربعين يوماَ ا باَللعن و الســلم‬
‫ماَئة مرة ‪ ،‬و ينبغي لمن يريد السلوك إلى ا و تطهير نفسه من الذنوب ان‬
‫ل يهمل قرائتهاَ كل يوم بشكل مستمر و قد داوم عليهاَ أكثآر العلماَء العلم‬
‫و المجتهدين العظاَم من أمثآاَل آية ا الشيخ محمد تقي بهجت قدس ا سره‬

‫‪58‬‬
‫الشريف ‪ ،‬و هي مروية بماَ لهاَ من الفضل العظيم في كتــب معتــبرة كــثآيرة‬
‫و أكتفي هناَ بنقل قصــتين بعــد الشــاَرة إلــى مــاَ لهــاَ مـن الفضــل و الثآــواب‬
‫حسبماَ اورده شيخ الطاَئفة الطوسي قدس ا سره الشريف ‪:‬‬
‫عن أبي جعفر ع قاَل )من زار الحسين بن علي ع فــي يــوم عاَشــوراء مــن‬
‫المحرم حتى يظل عنده باَكياَ ا لقي ا عز و جل يوم يلقاَه بثآواب ألــف حجــة‬
‫و ألفي عمرة و الفي غزوة ثآواب كـل غ زوة و حجـة و عمـرة كثآـواب مـن‬
‫حج و اعتمر و غزا مع رسول )صلى ا عليه و آله و سلم( و مــع الئمــة‬
‫الراشدين قاَل قلت جعلت فداك فماَ لمن كاَن في بعيد البلد و أقاَصــيه و لــم‬
‫يمكنه المصير )المسير( إليه فــي ذلــك اليــوم قــاَل إذا كــاَن كــذلك بــرز إلــى‬
‫الصحراء أو صعد سطحاَ ا مرتفعاَ ا في داره و أوماَ إليه باَلسلم و اجتهــد فـي‬
‫الدعاَء على قاَتله و صلى من بعد ركعتين و ليكن ذلك في صدر النهاَر قبل‬
‫ان تزول الشمس ثآم ليندب الحسين ع و يبكيه و يأمر من فــي داره ممــن ل‬
‫يتقيه باَلبكاَء عليه و يقيــم فــي داره المصــيبة بإظهــاَر الجــزع عليــه و ليعــز‬
‫بعضهم بعضاَ ا بمصاَبهم باَلحسين ع و أناَ الضاَمن لهــم إذا فعلــوا ذلــك علــى‬
‫ا تعاَلى جميع ذلك قلت جعلت فداك أنت الضاَمن ذلك لهــم و الزعيــم قــاَل‬
‫أناَ الضاَمن و أناَ الزعيم لمن فعل ذلك قلت فكيف يعزي بعضناَ بعضــاَ ا قــاَل‬
‫تقولون أعظم ا أجورناَ بمصاَبناَ باَلحســين و جعلنــاَ و إيــاَكم مــن الطــاَلبين‬
‫بثآأره مع وليه الماَم المهدي مــن آل محمــد ع و إن اســتطعت أن ل تنتشــر‬
‫يومك في حاَجة فاَفعل فإنه يوم نحس ل تقضى فيه حاَجة مؤمن فإن قضيت‬
‫لم يباَرك و لم ير فيهاَ رشداا و ل يدخرن أحدكم لمنزله فيه شيئاَ ا فمــن أدخــر‬
‫في ذلك اليوم شيئاَا لم يباَرك له فيماَ ادخره و لم يباَرك له في أهله فإذا فعلوا‬
‫ذلك كتب ا تعاَلى لهم ثآواب ألف حجة و ألف عمرة و ألف غزوة كله مــع‬
‫رسول ا ص و كاَن له أجر و ثآواب مصيبة كل نبي و رسول و وصي و‬
‫صديق و شهيد ماَت أو قتل منذ خلــق اــ الــدنياَ إلــى ان تقــوم الســاَعة قــاَل‬
‫صاَلح بن عقبة و سيف بن عميرة قــاَل علقمــة بــن محمــد الحضــرمي قلــت‬
‫لبي جعفر ع علمني دعاَء أدعو بــه ذلــك اليــوم إذا أنــاَ زرتــه مــن قــرب و‬
‫دعاَء أدعو به إذا لم أزره من قــرب و أومــاَت مــن بعــد البلد و مــن داري‬
‫باَلسلم إليه قاَل فقاَل لي ياَ علقمة إذا أنت صــليت الركعــتين بعــد أن تــومئ‬
‫إليه باَلسلم فقل بعد اليماَء إليه من بعــد التكــبير هــذا القــول فإنــك إذا قلــت‬
‫ذلك فقد دعوت بماَ يدعو به زواره من الملئكة و كتــب اــ لــك ماَئــة ألــف‬
‫ألف درجة و كنت كمن استشهد مع الحسين ع حتى تشاَركهم فــي درجــاَتهم‬
‫و ل تعرف إلى في الشهداء الذي استشهدوا مع و كتب لك ثآواب زياَرة كل‬
‫نبي و كل رسول و زياَرة كل من زار الحسين ع منذ يوم قتل عليه الســلم‬
‫‪59‬‬
‫و على أهل بيته )ثآم ذكر نــص الزيــاَرة ( ثآــم قــاَل علقمــة قــاَل أبــوجعفر إن‬
‫استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه الزياَرة مــن دارك فاَفعــل و لــك ثآــواب‬
‫جميع ذلك ‪ .‬انتهى )مصباَح المتهجد ص ‪( 772‬‬

‫و اكتفي بذكر قصتين تظهران مدى عظمة هذه الزياَرة من الناَحيــة الماَديــة‬
‫و المعنوية إضاَفة إلى ماَ تقدم من الثآواب ‪:‬‬

‫زيارة عاشوراء ترفع الوباء !‬


‫قاَل المرحوم آية ا الحاَج الشيخ عبــد الكريــم الحــاَئري اليــزدي اعلــى اــ‬
‫مقاَمه ‪:‬‬
‫عندماَ كنت مشغول بدراســة العلــوم الدينيــة فــي ســاَمراء اصــيب اهــل تلــك‬
‫المدينة بمرض الوباَء وكاَن في كل يوم يموت عــدد كــثآير منهــم وذات يــوم‬
‫عندماَ كنت في بيت استاَذي المرحــوم الســيد محمــد الفشــاَركي ) اعلــى اــ‬
‫مقاَمه الشريف ( وكاَن هناَك عــدد مــن اهــل العلــم جــاَء فجــاَة المرحــوم اقــاَ‬
‫محمد تقي الشيرازي وكاَن من حيث المقاَم العلمي بدرجة المرحوم ايــة اــ‬
‫الفشــاَركي وبــدا الكلم عــن الوبــاَء والطــاَعون وان كــل النــاَس معرضــون‬
‫لخطر الموت فقاَل اية ا المرحوم الفشاَركي اذا اصدرت حكماَ ا هل ينفــذ ؟‬
‫ثآم قاَل ‪ :‬هل تعتقدون بأني مجتهد جاَمع للشرائط ؟ فقــاَل الجاَلسـون ‪ :‬نعــم ‪,‬‬
‫فقاَل ‪ :‬اني آمر ش يعة س اَمراء بـأن يلـتزموا بقـراءة زيـاَرة عاَشـوراء لمـدة‬
‫عشرة اياَم ويهدون ثآوابهاَ الى روح نرجــس خــاَتون الطــاَهرة والــدة المــاَم‬
‫الحجــة بــن المــاَم الحســن العســكري عجــل اــ تعــاَلى فرجــه الشــريف‬
‫ويجعلونهاَ شاَفعة لناَ لدى ولدهاَ لن يشفع لمته عند ربه واني اضــمن لكــل‬
‫من يلتزم بقراءة هذه الزياَرة ان ل يصاَب بهذا الوباَء ‪.‬‬
‫قاَل ‪ :‬ماَ أن أصدر هذا الحكم و لأن الظــرف مخيــف وخطــر اجمــع الشــيعة‬
‫المقيمون في ساَمراء على اطاَعة الحكم وقراءة الزياَرة وبعد قراءة الزياَرة‬
‫فعل توقفت الصاَبة بينماَ كاَن كل يوم يمــوت عــدد كــثآير مــن ابنــاَء العاَمــة‬
‫) السنة ( ومن شدة خجلهم يدفنون موتاَهم في الليل‪.‬‬
‫وقد سئل بعض العاَمة الشيعة عن سبب توقف الوفياَت فيهم ‪ ,‬فقاَلوا ‪ :‬قرأنــاَ‬
‫زياَرة عاَشــوراء فاَشــتغلوا بقــراءة هــذه الزيــاَرة المباَركــة ورفــع اــ البلء‬
‫عنهم ايضاَ ‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫وجاَء بعض من العاَمة الى حضرة المــاَم الهــاَدي ع والمــاَم العســكري ع‬
‫وقاَلوا ‪ ) :‬اناَ نسلم عليكماَ مثآل ماَ يســلم الشــيعة وبهــذه الطريقــة رفــع البلء‬
‫والمرض عن كل اهل ساَمراء(‪.‬‬
‫لقضاء الحوائج المتعسرة‬
‫كتب العاَلم الجليل والمتقي المرحــوم ايــة اــ النجفــي القوجــاَني رحمــة اــ‬
‫عليه الذي كاَن من الطلبة الباَرزين للشيخ الخراساَني في مذكراته ‪:‬‬
‫انه اقترض مبلـغ اثآنـي عشـر تومـاَن لتسـديد نفقـاَت س فره لزيـاَرة العتبـاَت‬
‫المقدسة ولكن بسبب ) الرباَ ( وصل القــرض الــى ثآمــاَنين تومــاَن وكــل مــاَ‬
‫كاَن يملك ابي لم يصل الى هذا المقدار فصممت ان اقــرا زيــاَرة عاَشــوراء‬
‫ولمدة اربعين يومــاَ وعلــى ســطح مســجد الســلطاَن الصــفوي وطلبــت ثآلث‬
‫حاَجاَت ‪:‬‬
‫الولى أداء قرض والدي و الثآاَنية ‪ :‬طلب المغفــرة و الثآاَلثآــة ‪ :‬الزيــاَدة فــي‬
‫العلم والجتهاَد ‪.‬‬
‫كنت ابدا باَلقراءة قبل الظهر واتمهاَ قبل ان يزول الظهر وتستغرق قراءتهاَ‬
‫ساَعتين فلماَ تمت الربعين يوماَ وبعــد شـهر تقريبــاَ كتــب لــي الوالــد ‪ :‬بــاَن‬
‫الماَم موسى بن جعفر ع أدى قرضي فكتبت له ‪ :‬ل الماَم الحسين ع أداه‬
‫‪ ،‬وكلهم نور واحد ‪.‬‬
‫ولماَ رايت سرعة تاَثآير الزياَرة لقضاَء الحاَجة في المور الصعبة واطمــاَن‬
‫قلبي على تاَثآيرهاَ في قضاَء الحوائج عزمت في اياَم شــهر المحــرم الحــرام‬
‫وصفر ان اقرا الزياَرة لمــدة اربعيــن يومــاَ لحاَجــة اهــم فكنــت اصــعد علــى‬
‫س طح مسـجد السـلطاَن باَهتمـاَم ك ثآير واحتيـاَط تـاَم مراعيـاَ اسـتقباَل القبلـة‬
‫والكون تحت السماَء وبعد مضــي اليــاَم وختــم الربعيــن رايــت فــي المنــاَم‬
‫مبشرا يقول وصلت الى مرادك ‪ ) .‬زياَرة عاَشوراء و آثآاَرهاَ العجيبة (‬

‫أفضل ما يتقر به العبتتد‬


‫روي في أدعية السر من الحاَديث القدســية و الــتي تقـدم ذكــر بعضــهاَ فــي‬
‫هذا الكتاَب قول ا سبحاَنه و تعاَلى ‪) :‬ياَ محمد قل للــذين يريــدون التقــرب‬

‫‪61‬‬
‫إلي أعلموا علم يقيــن أن هــذا الكلم أفضــل مــاَ أنتــم متقربــون بــه إلــي بعــد‬
‫الفرائض و ذلك أن تقول ‪:‬‬
‫اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنــت أحســن إليــه صــنيعاَ منــي ول لــه أدوم‬
‫كرامة ول عليه أبين فضل ول به أشد ترفقاَ ول عليه أشد حياَطة ول عليـه‬
‫أشد تعطفــاَ منــك علــي وإن كــاَن جميــع المخلــوقين يعــددون مــن ذلــك مثآــل‬
‫تعديدي فاَشهد ياَ كاَفي الشــهاَدة بــأني أشــهدك بنيــة صــدق بــأن لــك الفضــل‬
‫والطول في إنعاَمك علي وقلة شكري لك فيهاَ ياَ فاَعل كل إرادته صل على‬
‫محمد وآله وطوقني أماَناَ مــن حلــول الســخط فيــه لقلــة الشــكر وأوجــب لــي‬
‫زياَدة من إتماَم النعمة بسعة المغفرة أنظرني خيرك وصل على محمد وآلــه‬
‫ول تقاَيسني بسريرتي وامتحن قلبي لرضاَك واجعل ماَ تقربت به إليــك فــي‬
‫دينك لك خاَلصاَ ول تجعله للزوم شبهة أو فخر أو رئاَء أو كــبر يــاَ كريــم (‬
‫فإذا قاَل أحبه أهل سماَواتي و سموه الشكور‪ ) .‬البلد المين من بحاَر النوار ‪ / 92‬ص‬
‫‪( 322‬‬

‫من قارائها قاضيت له ‪ 4900‬حاجة‬


‫هذه الياَت مماَ يستحب قرائتهاَ بعد كل فريضة و لهاَ فضل عظيم فقد روي عن‬
‫أبي عبدا ع قاَل لماَ أمر اــ عــز و جــل هــذه اليــاَت أن يهبطــن إلــى الرض‬
‫تعلقن باَلعرش و قلن أي رب إلى أين تهبطناَ إلى أهل الخطاَياَ و الذنوب فأوحى‬
‫ا عز و جل إليهن أن أهبطن فوعزتي و جللي ل يتلوكن أحد من آل محمد و‬
‫شيعتهم في دبر ماَ أفترضت عليه من المكتوبة في كل يوم إل نظرت إليه بعيني‬
‫المكنونة في كل يوم سبعين نظرة أقضي له في كل نظرة سبعين حاَجــة و قبلتــه‬
‫على مــاَ فيــه مــن المعاَصــي و هــي أم الكتــاَب و شــهد اــ أنــه ل إلــه إل هــو و‬
‫الملئكة و أولو العلم و آية الكرسي و آية الملك ‪ .‬أنتهى )الكاَفي ‪ 2‬ص ‪( 620‬‬

‫و هذه هي الياَت ‪:‬‬


‫اولا ‪ :‬سورة الفاَتحة‬
‫اد أمرنده لم إمملمه إملر دهمو مواحلمملمئمكدة موأ دحودلوحا احلمعحلمم مقاَمئاماَ مباَحلمقحسمط لم إمملمه إملر‬‫ثآاَنياَ ا ‪ :‬مشمهمد ر‬
‫حمكيدم )آل عمران آية ‪( 18‬‬ ‫دهمو احلمعمزيدز احل م‬
‫ت‬‫اد لم إمملمه إملر دهمو احلمحبي احلمقبيودم لم متأحدخدذهد مسمنرة مولم منحورم لرده ممــاَ مفــي الرســمماَموا م‬ ‫ثآاَلثآاَ ا ‪ :‬ر‬
‫ض ممن مذا الرمذي ميحشمفدع معنمدهد إملر مبإمحذمنمه ميحعملدم مماَ مبحيمن أمحيــمديمهحم موممــاَ مخحلمفدهــحم‬ ‫مومماَ مفي المحر م‬
‫ض مولم‬ ‫ت موالمحر م‬ ‫طومن مبمشحيرء بَمحن معحلمممه إملر مبمماَ مشاَء مومسمع دكحرمســبيده الرســمماَموا م‬ ‫مولم ديمحي د‬
‫ظيدم )البقرة آية ‪( 255‬‬ ‫ميدؤوددهد مححف د‬
‫ظدهمماَ مودهمو احلمعلمبي احلمع م‬
‫‪62‬‬
‫ك ممن متمشاَء مومتنمزدع احلدمحلمك ممرمن متمشاَء مودتمعبز‬ ‫رابعاَ ا ‪ :‬قدمل اللردهرم مماَلممك احلدمحلمك دتحؤمتي احلدمحل م‬
‫ك معملمى دكبَل مشــحيرء مقــمديرر دتولمــدج اللرحيــمل مفــي‬‫ممن متمشاَء مودتمذبل ممن متمشاَء مبميمدمك احلمخحيدر إمرن م‬
‫ت ممــمن احلمحــبَي‬‫ت مودتحخمردج احلممبَي م‬
‫الرنمهاَمر مودتولمدج الرنمهاَمر مفي اللرحيمل مودتحخمردج احلمحري مممن احلممبَي م‬
‫ب )آل عمران ‪(27 – 26‬‬ ‫مومتحردزدق ممن متمشاَء مبمغحيمر محمساَ ر‬

‫دعتتاء العصمتتتتتة‬
‫من قارأئه عصمه ا سبحانه و تعالى‬
‫هذا الدعاَء من أعظم الدعية و هو من أدعية السر القدسية ‪:‬‬
‫روي في حديث طويل في البلد المين من بحاَر النوار ‪:‬‬
‫عن أبي جعفر ع عن أمير المؤمنين ع قاَل ‪ :‬كــاَن لرســول اــ ص ســر ل‬
‫يعلمه إل قليل قلماَ عثآر عليه و كاَن يقول و أناَ أقول لعنــة اــ و ملئكتــه و‬
‫أنبياَئه و رسله و صاَلح خلقه على مفشي سر رسول ا ص إلــى غيــر ثآقــة‬
‫فاَكتموا سر رسول ا ص فإني سمعت رسول ا ص يقول ياَ علي إنــي و‬
‫ا ماَ أحدثآك إل ماَ سمعت أذناَي و وعاَه قلبي و نظره بصري إن لــم يكــن‬
‫من ا فمن رسوله يعني جبرئيل فإياَك ياَ علي أن تضيع سري هذا فإني قد‬
‫دعوت ا تعاَلى ان يذيق من أضاَع سري هذا جراثآيم جهنم أعلم أن كــثآيراا‬
‫من الناَس و إن قل تعبدهم إذا علموا ماَ أقول لــك كــاَنوا فــي اشــد العبــاَدة و‬
‫أفضل الجتهاَد و لو ل طغاَة هذه المة لبثآثآت هذا السر و لكن قد علمت أن‬
‫الدين إذا يضيع و أحببت أن ل ينتهي ذلك إل إلى ثآقــة إنــي لمــاَ أســري بــي‬
‫إلى السماَء فاَنتهيت إلــى الســماَء الســاَبعة فتــح لــي بصــري إلــى فرجــة فــي‬

‫‪63‬‬
‫العرش تفور كفور القدور فلماَ أردت النصراف أقعدت عند تلك الفرجة ثآم‬
‫نوديت ياَ محمد إن ربك يقرأ عليك السلم و يقول أنت أكــرم خلقــه عليــه و‬
‫عنده علم قد زواه عن جميع النبياَء و جميع أممهم غيرك و غير أمتك لمن‬
‫أرتضيت لــ منهــم أن ينشــروه لمــن بعــدهم لمــن ارتضــوا لــ منهــم أنــه ل‬
‫يضرهم بعدماَ أقول لك ذنب كاَن قبله و ل مخاَفة ماَ يأتي من بعــده و لــذلك‬
‫أمرت بكتماَنه لئل يقول العاَلمون حســبناَ هــذا مــن الطاَعــة ‪) .......‬إلــى أن‬
‫قاَل ( ياَ محمد إن لي علماَ ا أبلغ به من علمه رضاَي مع طاَعتي و أغلب لــه‬
‫هواه إلى محبتي فمن أراد ذلك فليقل ياَ مزيل قلوب المخلــوقين عــن هـواهم‬
‫إلى هواه و ياَ قاَصراا أفئدة العبــاَد لمضــاَء القضــاَء بنفــاَذ القــدر ثآبــت قلــبي‬
‫على طاَعتك و معرفتك و ربوبيتك و أثآبت في قضاَئك و قدرك البركـة فــي‬
‫نفسي و أهلي و ماَلي في لــوح الحفــظ المحفــوظ بحفظــك يــاَ حفيــظ الحــاَفظ‬
‫حفظه أحفظني باَلحفظ الذي جعلت من حفظته به محفوظاَ ا و صــير شــئوني‬
‫كلهاَ بمشيئتك في الطاَعة لك مني مؤاتيــة و حبــب إلــي حــب مــاَ تحــب مــن‬
‫محبتك إلى في الدين و الدنياَ و أحيني على ذلك في الدنياَ و تــوفني عليــه و‬
‫ت أم كرهت ياَ رحيم فــإنه إذا قــاَل ذلــك‬ ‫أجعلني من أهله على كل حاَل أحبب د‬
‫لم أره في دينه فتنة و لم أكره إليه طاَعتي و مرضاَتي أبداا‪.‬‬
‫)بحار النوار ج ‪ : 92‬ص ‪(306‬‬

‫محاسبة النفس و مراقابتها‬


‫على المؤمن الراغب في الترقي في مدارج الكماَل و تربية نفسه و تعويدهاَ‬
‫على الفعاَل و القــوال الحســنة ‪ ،‬ان يخصــص ســاَعة مــن يــومه لمحاَســبة‬
‫نفسه عماَ فعلت فإن فعل خيراا شكرا ا سبحاَنه ليستحق الزيــاَدة و إن فعــل‬
‫شراا ساَرع باَلستغفاَر و التوبة ‪.‬‬
‫هناَك بعض المعاَصي التي تآصلت في النفــس و تعــد مرضــاَ ا روحيــاَ ا و قــد‬
‫يصعب على المؤمن تركهاَ بسهولة مثآــل الحســد و الحقــد و الكــذب و ســوء‬
‫الظــن و بعضــهاَ ل يعــد معصــية فــي حــد ذاتــه لكنــه قــد يــؤدي لرتكــاَب‬
‫المعصية مثآل الغضب ‪ ،‬و فــي هــذه الحاَلــة علــى المــؤمن الســعي للتخلــص‬
‫منهـاَ ع ن طري ق التوسـل بأهـل الـبيت عليهـم السـلم إلـى اـ عـز و جـل‬
‫لمساَعدته لترك هذه المعاَصي ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫و أمر التوسل و الدعاَء من أبلغ الطرق و أفضلهاَ و أقواهاَ في التخلص من‬
‫الصفاَت السيئة و المراض الروحية ‪.‬‬
‫و قد أورد صاَحب الكماَلت الروحية نمــاَذج لبعــض المــؤمنين الــذين نــاَلوا‬
‫توفيقــاَت كـثآيرة و تخلصــوا مـن أمــراض خطيــرة ببركـة التوســل بــاَلوجود‬
‫المقدس لمولناَ المفدى صاَحب العصر و الزماَن متعناَ ا بأيــاَمه عــاَجلا ‪،‬‬
‫و سوف اورد إحداهاَ هناَ ‪:‬‬
‫الغل ‪000‬والثآأر للنفس‬
‫شاَب كنت اعرفه عن قرب ‪000‬وكنــت اعــرف انــه_ مــن فــرط صــفاَئه و‬
‫طهره ممن ل ينبغي ان يكون على قلبه حجاَب ‪000‬بيد انه كاَن يتعذب من‬
‫داخله لماَ يحسه من وجود غشاَوة ظلماَنية اي انه لم يكن فــي وســعه ادراك‬
‫الحقاَئق العلياَ ‪،‬ولم يفز باَلحصول على المعنوياَتومن اخصــهاَ لقــاَء محبــوبه‬
‫اماَم الزماَن)عليه السلم( و كاَن يعنيني ان اعـاَونه فـي ازالـة الحجــب عـن‬
‫قلبــه ‪ ،‬فتوســلت يومــاَ بشــهيد كــربلء )علــي الكــبر نجــل المــاَم ابــى عبــد‬
‫ا(عليه السلم و طلبت منه المعونة في رفع حجب هذا الشاَب ‪0‬‬

‫واردت بــاَدئ المــر ان اشــخص الــداء او الصــفة الروحيــة الرديئــة الــتي‬


‫حبسته في غشاَوة ‪0‬‬
‫في تلك الليلة رأيت كاَنماَ هو نــاَئم فــي داخــل كلــة قــد خطــت عليهــاَ عبــاَرة‬
‫بحروف كبيرة شملت الكلة بتماَمهاَ وهذه العباَرة كاَنت )الغل والثآأر للنفس)‬
‫‪ ،‬اماَ هو فلم يرى من وراء كلته اي شـيئ مــن العــاَلم حــوله‪ ،‬نــاَديته باَســمه‬
‫مرة ‪0‬ومرات لكنه لم يخرج ‪ ،‬لقـد كـاَن يحسـب ان هـذه الكلـة تصـونه مـن‬
‫الخطاَر المحتملة ‪ ،‬لكنه كاَن ‪ -‬رغم رقة هذا الحجاَب ‪ -‬محرومــاَ مــن كــل‬
‫مزاياَ العاَلم الخاَرجي لم يكن هذا الشاَب يعلم انه اذا بقى فــي روح النســاَن‬
‫ولو حجاَب واحد ‪ 000‬فكأن صاَحبه يعــاَني مــن عشــرات الحجــب ‪00‬ولــم‬
‫يكن يعلم ان هذا الحجاَب)لوكاَن غشاَوة رقيقة( ‪ ،‬سيحول بيــن المــرء وبيــن‬
‫المعاَني الروحية وسوف يفصله عن الرتباَط باَلحقاَئق و يجعلــه مقيمــاَ فــي‬
‫ظلماَت ‪ ،‬و في صبيحة اليوم التــاَلي رأيــت هــذا الشــاَب فحــذرته مـن صــفة‬

‫‪65‬‬
‫)الغل والثآاَر للنفس( و لكنه كــاَن يظــن ‪ -‬فــي البــدء ‪ -‬ان هــذه الصــفة تمنــع‬
‫وقوع الظلم عليه من الخرين فاَلنساَن – قاَل ‪-‬ل ينبغي ان يصفح ويعفــوا‬
‫كثآيرا لن كثآرة الصفح تجرئ الناَس علــى الظلــم عنــدهاَ اخــذت اتلــو عليــه‬
‫عددا من اياَت القران الكريم ‪00‬ول انسى من بينهاَ الآيــة التاَســعة والســتين‬
‫من سورة الفرقاَن اذ يقول ا)تباَرك وتعاَلى( )وعباَد الرحمن الذين يمشون‬
‫على الرض هوناَ واذا خــاَطبهم الجــاَهلون قــاَلوا ســلماَ ( ‪ ،‬ثآــم ذكــرت لــه‬
‫البيت الذي كاَن يستشهد به الماَم امير المؤمنين علي بن ابي طــاَلب )عليــه‬
‫السلم( ‪:‬‬
‫و قد أمر على الـلئيــم يســـبني‬
‫فمضيت ثآمة قلت ‪00‬ل يعنيني‬

‫اي قلت ‪00‬انه ل يقصدني بهذا السباَب ‪00‬تجاَوزا عنه وصفحاَ ‪.‬‬
‫وحكيت لــه كيــف نهــى رســول اــ)ص والــه( حيــن دخــل مكــة يــوم الفتــح‬
‫ذالك الرجل الذي كاَن يناَدي متوعــدا مشــركي مكــة ) اليــوم يــوم الملحمــة)‬
‫فقــاَل لــه رســول اــ )ص والــه( ل و لكــن قــل ‪ :‬اليــوم يــوم المرحمــة ‪،‬‬
‫ثآم قلت لهذا الشاَب ‪...‬الثآــأر للنفــس وال نتقــاَم لهــاَ هــو ‪ ..‬فــي الســاَس مــن‬
‫الصفاَت الحيوانية ‪ ..‬في مقاَبل صفة العفو والرحمة اللتين هماَ من الصفاَت‬
‫النســاَنية بــل مــن الصــفاَت اللهيــة وعلــى هــذا فإنــك اذا اردت إزالــة احــد‬
‫الحجـب فيـك ‪ -‬والـذي احسـبه آخـر حجـاَب وداء روحـي عنـدك فعليـك ان‬
‫تتخلص من صفة الغل والثآأر للنفس و أن تعاَمل الناَس باَلتساَمح والرحمــة‪.‬‬

‫وخلل برناَمج دام حوالي ثآماَنين يوماَ تحمل فيه مشقاَت كبيرة اســتطاَع ان‬
‫ينجو من هذه الظلمة الساَكنة في داخله ‪ ..‬و لماَ ظفر باَزالة الحجــاَب وهــذا‬
‫الداء الروحي بلــغ مــاَ كــاَن يريــد مــن المعنويــاَت ومنهــاَ ارتبــاَطه الروحــي‬
‫باَلماَم بقية ا )ارواحنــاَ لــه الفــداء( وفــاَز عنــدهاَ باَلمزيــد مــن الفيوضــاَت‬
‫الروحية‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫وضع جدول للعمال اليومية‬
‫المؤمن الفطــن يســتقل كــل لحظــة مــن حيــاَته فــي عمــل الطـــــاَعاَت و اكتســاَب‬
‫الحسناَت و التقرب إلى ا سبحاَنه و تعاَلى للفوز بحبــه و رضــاَه و النجــاَة مــن‬
‫الناَر و الفوز باَلجنة ‪.‬‬
‫لذا على المؤمن الســاَلك إلــى رضــوان و طــاَلب الــترقي فــي مــدارج الكمــاَل أن‬
‫ل لعماَله اليومية منذ اليقظة إلى النوم و يلزم نفسه به فعن رسول اــ‬ ‫يضع جدو ا‬
‫)صلى ا عليه وآله( قاَل ‪)) :‬على العاَقــل مــاَ لــم يكــن مغلوبــاَ ا أن تكــون لــه ســاَعاَت‬
‫ساَعة يناَجي فيهاَ ربه ‪ ،‬وساَعة يحاَسب فيهاَ نفسه‪ ،‬وساَعة يتفكر فيهاَ صنع اــ‬
‫إلي ه و سـاَعة يخلـو فيهـاَ بحـظ نفسـه مـن الحلل فـإن هـذه السـاَعة عـون لتلـك‬
‫الساَعاَت و استجماَم للقلوب و تفريغ لهاَ (( )وساَئل الشيعة ج ‪( 96 / 16‬‬

‫حتى ل تضيع لحظة من هذا العمر الغاَلي في اللغو و الباَطل أو في مــاَ ل فاَئــدة‬
‫فيه ‪.‬‬
‫الهدف مــن هــذا الجــدول العبــاَدي يكمــن فــي تعويــد النفــس علــى فعــل الخيــر و‬
‫استقلل الوقت و سد الفراغ الذي قد يؤدي باَلمؤمن إلى الوقوع في المعصية ل‬
‫سمح ا‪.‬‬
‫إن أخطر المور التي تتسبب في وقوع المؤمن في المعاَصي هــو الفــراغ ‪ ...‬و‬
‫إل المؤمن الذي ملئ وقته باَلعماَل الصاَلحة فلن يكون هنــاَك فرصــة للشــيطاَن‬
‫ليوسوس له و يجره إلى المعصية ‪.‬‬
‫و تنظيم الوقت و اللتزام بدقة المواعيد نراه متجلياَ ا في حياَة المولى المقدس آية‬
‫ا السيد روح ا الخميني قدس سره ‪ ،‬فقد كاَن مضرب مثآل في أمور كثآيرة و‬
‫منهاَ هذا المر‪.‬‬

‫تلقين النفس و آثآره في تربيتها‬


‫سقراط يشرب الستتتم‬

‫‪67‬‬
‫اسـتنكر أحــد الطبــاَء علــى الملـك إطلق لقــب )الطـبيب الول( علــى سـقراط‪،‬‬
‫وادعى أنه أفهم منه‪ .‬قاَل الملك لسقراط‪ :‬إن هذا الطبيب يدعي أنــه أعلــم منــك ‪،‬‬
‫وباَلتاَلي أنه يستحق اللقب‪.‬‬
‫قــــاَل ســــقراط‪ :‬إذا أثآبــــت ذلــــك فــــإن اللقــــب ســــيكون مــــن نصــــيبه‪.‬‬
‫قاَل الملك لسقراط‪ :‬كيف تشخكـص العلمية؟‬
‫أجــاَب ســقراط‪ :‬أيهــاَ الملــك ‪ ،‬ســل الطــبيب عــن ذلــك فــإنه أدرى باَلــدليل‪.‬‬
‫قاَل الطبيب‪ :‬أناَ أسقيه السم الزعاَف‪ ،‬وهو يسقيني ‪ ،‬فأيكـناَ تمكــن مــن دفــع الســم‬
‫عن نفسه فهو العلم ‪ ،‬أماَ الذي أصاَبه المرض أو أدركه الموت فهو الخاَسر‪.‬‬
‫قمـبـمـل سقراط هذا النــوع مــن التحكيــم‪ ،‬وحــدد يــوم النــزال بعــد أربعيــن يومــاَ ا ‪..‬‬
‫انهمــك الطــبيب فــي تحضــير الــدواء الســاَم ‪ ،‬فــي حيــن اســتدعى ســقراط ثآلثآــة‬
‫أشخاَص وأمرهم أن يسكبوا الماَء في مدق ‪ ،‬وأن يدقوه بقوة واستمرار ‪ ،‬وكــاَن‬
‫الطبيب يسمع صوت الدق بحكم جواره لبيت سقراط‪.‬‬

‫وفي يوم الربعين حضر الثآناَن بلط الملك ‪ ...‬سأل سقراط من الطبيب ‪ :‬أيـ كــناَ‬
‫يشرب السم او ا‬
‫ل؟‬
‫قاَل الطبيب‪ :‬أنت ياَ سقراط‪.‬‬
‫وأعطى الطبيب مقـداراا مـن السـم ‪ ،‬وبعـد أن ابتلـع السـموم تن اَول مـاَ يزيلهـاَ ‪،‬‬
‫فأخذت الحمى مأخذاا من سقراط وعرق كثآيراا واصفر لونه ‪ ،‬ولكــن بعــد ســاَعة‬
‫برئ مماَ أصاَبه‪.‬‬
‫توجه سقراط إلى الطبيب قاَئ ا‬
‫ل‪ :‬أمكـاَ أناَ فل أســقيك الســم لن شــفاَئي دليــل علــى‬
‫أعلميتي‪.‬‬
‫أصر الطبيب على أن يشرب السم ‪ ،‬وفي وسط إلحاَح الحضور بماَ فيهــم الملــك‬
‫على سقراط ؛ أخرج قنينة ‪ ،‬وسكب نصف ماَ فيهاَ فــي إنــاَء ‪ ،‬وأعطــى ســقراط‬
‫القنينة للطبيب‪ ...‬تناَول الطبيب ماَ في القنينة‪ ،‬وبعد لحظاَت هــوى صــريعاَ ا إلــى‬
‫الرض‪.‬‬
‫توجـكــه ســقراط إلــى الحضــور ‪ ،‬وقــاَل‪ :‬كنــت أخــاَف ذلــك عنــدماَ امتنعــت مــن‬
‫إعطاَءه‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫ثآم توجه إلى الملك وقاَل ‪ :‬إن الذي شربه الطبيب لم يكن سماَ ا زعاَفااَ‪ ،‬وإنماَ كــاَن‬
‫ماَء عذبااَ‪ ،‬والدليل على ذلك أنني سأشرب وأنتم ستشربون‪.‬‬
‫وعندماَ سئـــل عــن ســبب مــوت الطــبيب ‪ ،‬أجــاَب ســقراط ‪ :‬إنــه هــوى صــريعاَ ا‬
‫ليحاَئه النفسي حيث كاَن يعتقــد أن مــاَ تنــاَوله ســم زعــاَف ‪ ،‬خصوصــاَ ا بعــد أن‬
‫سمع طيلة أربعين يوماَ ا أصوات الدق‪.‬‬
‫العــبرة مــن هــذه القصــة يقــول المرجــع الشــيرازي الراحــل معلـكـــقاَ ا عليهــاَ‪:‬‬
‫هكذا يفعل اليحاَء النفسي‪ ،‬وقد روي عن علي عليــه الســلم أنــه قــاَل‪) :‬إن مــن‬
‫يقاَبلني في الحرب أتمكن أن أقتله لني مصمم على قتله‪ ،‬وهو يوحي إلى نفســه‬
‫بأني سأقتله ‪ ،‬فينهزم نفسياَ ا ‪ ،‬فهو يعينني على قتله( ‪.‬‬
‫فاَللزم الهتماَم باَليحاَء النفسي لنصرة الحق ضد الباَطل‪ .‬أنتهى كلمــه رفــع‬
‫ا في الجناَن أعلمه ‪) .‬حقاَئق من تاَريخ العلماَء ‪ ،‬الصفحة ‪)27-26‬‬

‫من الوساَئل التي يمكــن أســتخدامهاَ لتهــذيب النفــس هــو اليحــاَء النفســي و عــن‬
‫طريقه يمكن أن تتعــود النفــس علــى فعــل العمــاَل الصــاَلحة و تتطبــع بصــفاَت‬
‫الصاَلحين ‪..‬و هذا ماَ سوف نتطرق إلى ذكره في الموضوع التاَلي ‪.‬‬

‫اليحاء الذاتي و آثآره في تهذيب النفس‬


‫اليحاَء الذاتي هو أن يكرر الشخص على نفسه قول معين ليصــبح مــع التكــرار‬
‫صفة و خلق راسخ في كينونته ‪ ،‬و مثآاَل ذلك أن يكرر فــي ســره أو يلقــن نفســه‬
‫بصوت هاَمس بشكل مستمر أناَ ل أعصي ا طرفة عين ‪ ..‬فســوف يجــد نفســه‬
‫انفعلت مع هذا المر و تلبست به و أصبح ملكة لديه و هكذا بقية المور فعندماَ‬
‫يكرر أنه قاَدر على ترك المعصية الفلنية فسوت يســهل عليــه تركهــاَ و أيضــاَ ا‬
‫عندم يقوم بتلقينهاَ باَلطاَعــاَت مثآــاَل ذلــك أن يقــول ‪) :‬أنــاَ أحــب صــلة الليــل ‪...‬‬
‫صلة الليل خلوة باَلحبيب الحقيقي( هذا اليحاَء قاَدر على أن يجعله يقوم بأدائهاَ‬
‫بإذن ا و التوكل عليه‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫في فترة من الفترات و بعد أن قرأت فضــل خدمــة المــؤمنين كنــت دائمــاَ ا اكــرر‬
‫بيني و بين نفسي أناَ خاَدم الشيعة ‪ ..‬أناَ خــاَدم الشـيعة ‪ ...‬مستحضــراا الحــاَديث‬
‫الحاَثآة على ذلك في ذهني و بعد فترة وجدت نفســي قــد تفــاَعلت و تــآثآرت بهــذا‬
‫اليحاَء و أصبحت خدمة المؤمنين شيئاَ ا سهلا عندي وصــفة مــن صــفاَتي بــدون‬
‫ل عليهاَ من غير تضجر او تثآاَقل ‪.‬‬ ‫تكلف و صرت مقب ا ا‬

‫و لكي يتم تطبيق هذا المر بشكل صحيح ل بد من توفر أربعة عوامل و هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬المكاَن ‪ :‬ل بد من إيجاَد مكاَن هاَدئ بعيد عن الضوضاَء و عن ماَ يشتت‬
‫الذهن و التركيز‪.‬‬
‫‪ -2‬إزالة التوتر ‪ :‬ينبغي إزالة التوتر و القلق عن طريق تخيــل مكــاَن مريــح‬
‫مثآل تخيــل منظــر مليــئ باَلخضــرة أو شــاَطئ البحــر مثآلا أو مكــاَن آخــر‬
‫يشعر النفس باَلراحة و الطمأنينة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد اليعاَز المطلــوب ‪ :‬يتــم تحديــد الصــفة الحســنة المطلــوب تطــبيع‬
‫النفس عليهاَ او الصفة السيئة المطلوب إزالتهاَ من النفس ‪ ،‬كتكرار كلمــة‬
‫أناَ حليم أناَ هاَدئ أناَ طويل الباَل للتخلص من صفة سرعة الغضب ‪.‬‬
‫‪ -4‬تحديد الوقت المناَسب ‪ :‬لبدء هذه العملية يفضل أن يكون بعد أن تصــل‬
‫النفس إلى حاَلة الستقرار و الطمئناَن و خاَلية من التوتر و القلــق و مــاَ‬
‫يشتت الذهن و أفضل تلك الوقاَت الوقت الــذي يكــون فيــه النســاَن بيــن‬
‫اليقظة و النوم ‪ ،‬أي عندماَ يكون الجسم في حاَلــة اســترخاَء تــاَم و الفكــر‬
‫في حاَلة انبساَط و انشراح‪.‬‬

‫التطبيق ‪:‬‬
‫سوف أجري الن تطبيق للعوامل الساَبقة حتى يتضح لنـاَ المعنـى ‪ ،‬لنفـرض أن‬
‫لديناَ صفة سيئة وهي سرعة الغضب و نريد أن نتخلص منهاَ فنقوم أولا بقــراءة‬
‫الحاَديث التي تنهى عن الغضــب و بعــد أن تكــون لــديناَ قناَعــة تاَمــة بضــرورة‬
‫التخلص من هذه الصفة ‪ ،‬نتوجه إلى مكاَن هاَدئ بعيداا عن الضوضاَء و كل ماَ‬
‫يشتت الفكر ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫نتخيل منظــر جميــل مثآــل شــاَطئ البحــر و موجــاَت المــد و الجــزر و هــدوئه و‬
‫نجلس في وضـعية مريح ة و نبـدأ فـي التنف س بهـدوء كتنفـس النـاَئم م ع ترديـد‬
‫عباَرات بصوت هاَدئ تحفز الجسد و الذهن على السترخاَء مثآل ‪:‬‬
‫أنا مسترخي ‪ ...‬أنا مسترخي ‪ ...‬انا مرتاح ‪) ..‬تكرر عدة مرات(‬
‫سوف أعد من الواحد إلى العشرة و عنتتد الوصتتول إلتتى العشتترة يكتتون جميتتع‬
‫أجزاء جسديِ مسترخي بشكل كامل ‪...‬‬
‫واحد ‪ ..‬بدأت موجات السترخاء تسريِ في جسديِ )تكرر عدد خمتتس متترات‬
‫فاكثآر( ‪ ....‬بدأ السترخاء يسريِ في أقادامي )نفس العدد السابق(‬
‫أثآنين ‪ ...‬بدأت موجات الستراخاء تسريِ في ساقاي )تكرر عدد خمتتس متترات‬
‫فاكثآر(‬
‫ثآلثآة ‪ ...‬بدأت موجات السترخاء تسريِ في فخذيا )تكتترر عتتدد خمتتس متترات‬
‫فاكثآر(‬
‫أربعتتة ‪ ...‬بتتدأت موجتات الستتترخاء تستتريِ فتي عضتتلت بطنتتي )تكتترر عتتدد‬
‫خمس مرات فاكثآر(‬
‫خمسة ‪ ..‬بدأت موجات الستتترخاء تستتريِ فتتي عضتتلت صتتدريِ )تكتترر عتتدد‬
‫خمس مرات فاكثآر(‬
‫ستة ‪ ..‬بدأت موجات السترخاء تسريِ في عضلت رقابتي )تكرر عتتدد خمتتس‬
‫مرات فاكثآر(‬
‫سبعة ‪ ..‬بدأت موجات السترخاء تسريِ في رأسي )تكتترر عتتدد خمتتس متترات‬
‫فاكثآر(‬
‫عند بلوغي رقام عشرة يكون جسديِ استرخى بشكل كامل ‪...‬‬
‫ثآمانية ‪ ...‬بدأت موجات الستتترخاء تستتريِ فتتي عضتتلت ظهتتريِ )تكتترر عتتدد‬
‫خمس مرات فاكثآر(‬
‫تسعة ‪ ...‬بدأت موجات السترخاء تسريِ في جفتتوني ‪ ..‬جفتتوني ثآقيلتته )تكتترر‬
‫عدد خمس مرات فاكثآر(‬

‫‪71‬‬
‫عشرة ‪ ...‬أصبحت الن مسترخيا ا تماما ا )تكرر عدد خمس مرات و فاكثآر(‬
‫*******‬
‫الن إذا شعر مماَرس هذا التدريب بــأنه بلــغ حاَلــة اســترخاَء تــاَم و علــى وشــك‬
‫النوم فقد حاَن وقت البدء باَليحاَء و تكرار العباَرات المطلوبة ‪.‬‬
‫و سيجد المماَرس لهذا المر إنفعاَل نفسه و تجاَوبهــاَ مــع هــذه اليعــاَزات خلل‬
‫عدة جلساَت و قد يكون من الجلستين الوليتين و ذلك يرجــع إلــى مــدى إجــاَدته‬
‫لتطبيق التــدريب الســاَبق الــذكر ‪ ،‬واســتجاَبته و قــوة تركيــزه ‪ ،‬و هــذه الطريقــة‬
‫تسمى اليحاَء الذاتي‪.‬‬

‫السجتتدة اليونستتية‬
‫إن من أفضل العباَدات التي تؤثآر تأثآيراا كبيراا في تزكية النفــس هــي ســجدة‬
‫طويلة مع تكرار آية ) ل إله إل أنت سبحاَنك إني كنت من الظــاَلمين ( ‪ ،‬و‬
‫الذي يطلق عليهاَ السجدة اليونسية ‪ ،‬فلهاَ آثآر عظيــم فــي تطهيــر القلــب مــن‬
‫آثآاَر الذنوب و تنويره ‪ ،‬و تؤثآر في فتـح العيـن البرزخيـة الـتي مـن خللهـاَ‬
‫يستطيع المؤمن معاَينة الشياَء على حقيقتهاَ مماَ ل يستطيع الناَس العــاَديين‬
‫مشاَهدته و هي مماَ أكد عليهاَ كـثآير مــن كبــاَر العرفــاَء مــن أمثآــاَل العــاَرف‬
‫الكبير السيد مرتضى الكشميري قدس سره الشريف‪.‬‬
‫و ينصح العلمة الكشــميري بــأن يكــون تكرارهــاَ بعــدد أربعماَئــة مــرة فــي‬
‫السجدة الواحــدة للمبتــدئين فــي طريــق التزكيــة ‪ ،‬و أمــاَ الكـ دــ مل فيكررونهــاَ‬
‫ثآلثآة ألف و أكثآر حسب الطاَقة ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الحاديِ عشر ‪ :‬المداومة على صلة الليل‬
‫لبيك عبديِ سلني أعطك‬
‫إن من علماَت الحب الحقيقي ل سبحاَنه و تعاَلى هو المداومة على صلة الليل‬
‫و لهاَ آثآاَر عظيمة في الدنياَ مــن جهــة ســعة الــرزق و نورانيــة الــوجه و تيســير‬
‫المــور و محبــة النــاَس و فــي الخــرة الرضــوان مــن اــ ســبحاَنه و تعــاَلى و‬
‫الثآواب العظيم و هي خيــر أنيــس فــي وحشــة القــبر و قــد فــي ورد فــي الحــديث‬
‫القدسي ‪:‬‬
‫عن المفضل بن عمر عن الصاَدق )ع( قاَل‪ :‬كاَن فيماَ نــاَجى اــ بــه موســى )ع( أن‬
‫قاَل ياَ بن عمران كذب من زعم أنه يحبني فإذا جنه الليل ناَم عنــي أليــس كــل محــب‬
‫يحب خلوة حبيبه هاَ أناَ ذا ياَ بن عمران مطلــع علــى أحبــاَئي إذا جنهــم الليــل حــولت‬
‫أبصاَرهم في قلوبهم ومثآلت عقوبتي بين أعينهم يخاَطبوني عــن المشــاَهدة ويكلمــوني‬
‫عن الحضور ياَ بن عمران هب لي من قلبك الخشوع‪ ،‬ومــن بــدنك الخضــوع‪ ،‬ومــن‬
‫عينيك الدموع وادعني في ظلم الليل فاَنك تجدني قريباَ مجيباَ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫و روي عن الصاَدق عن ابيـه عـن آبـاَئه عليهـم السـلم قـاَل‪ :‬ق اَل رسـول اـ‬
‫)صلى ا عليه و آله و سلم( ‪ :‬ان ا تعاَلى اوحى الــى الــدنياَ ان اتعــبي مــن خــدمك‬
‫واخدمي من رفضك‪ ،‬وان العبد إذا تخلــى بســيده فــي جــوف الليــل وناَجــاَه اثآبــت اــ‬
‫النور في قلبه‪ ،‬فإذا قاَل )ياَ رب ياَ رب( ناَداه الجليــل جــل جللــه لبيــك عبــدي ســلني‬
‫اعطك وتوكل على اكفك‪ .‬ثآم يقول لملئكته‪ :‬ملاَئكتي انظروا الى عبدي فقد تخلى بي‬
‫في جوف الليل المظلم والبطاَلون لهون والغاَفلون نياَم‪ ،‬اشهدوا اني قد غفرت له‪.‬‬

‫ل سأل علي بن أبي طــاَلب عــن قيــاَم‬ ‫و روي عن جعفر بن محمد عن أبيه ع أن رج ا‬
‫الليل باَلقراءة فقاَل له ابشر من صلى من الليل دعـشر ليلة ل مخلصــاَ ا ابتغــاَء‬
‫ثآواب ا قاَل ا تباَرك و تعاَلى أكتبــوا لعبــدي هــذا مــن الحســناَت عــدد مــاَ‬
‫أنبت في الليــل مــن حبــة و ورقــة و شـجرة و عــدد كــل قصــبة و خــوص و‬
‫مرعى و من صلى تسع ليلة أعطاَه ا عشــر دعــوات مســتجاَباَت و أعطــاَه‬
‫ا كتاَبه بيمينه و من صلى ثآمن ليلة أعطــاَه اـ أجــر شــهيد صــاَبر صـاَدق‬
‫النية و شفع في أهل بيته و من صلى سبع ليلة خرج من قــبره يــوم يبعــث و‬
‫وجه كاَلقمر ليلة البدر حــتى يمــر علــى الصــراط مــع المنيــن و مــن صــلى‬
‫سدس ليلة كتب في الوابين و غفر له ماَ تقدم من ذنبه و مــن صــلى خمــس‬
‫ليلة زاحم إبراهيم خليل الرحمن في قبته و من صلى ربع ليلة كاَن فــي أول‬
‫الفاَئزين حــتى يمــر علــى الصــراط كاَلريــح العاَصــف و يــدخل الجنــة بغيــر‬
‫حساَب و من صلى ثآلث ليلة لم يبق ملـك إل غبطـه بمنزلتـه مـن اـ عـز و‬
‫جل و قيل له أدخل من أي أبواب الجنة الثآماَنيــة شــئت و مــن صــلى نصــف‬
‫ليلة فلوا أعطي ملئ الرض ذهباَ ا سبعين ألف مرة لم يعدل جزاءه و كاَن له‬
‫بذلك عند ا عز وجل أفضل من سبعين رقبــة يعتقهــاَ مــن ولــد إســماَعيل و‬
‫من صلى ثآلثآي ليلة كاَن له من الحسناَت قدر رمل عاَلــج أدناَهــاَ حســنة أثآقــل‬
‫من جبل أحد عشر مرات و من صلى ليلة تاَمة تاَلياَ ا لكتــاَب اــ عــز و جــل‬
‫راكعاَ ا و ساَجداا و ذاكراا أعطي من الثآواب ماَ أدناَه يخــرج مــن الــذنوب كمــاَ‬
‫ولدته أمه و يكتب له عــدد مــاَ خلــق اــ عــز و جــل مــن الحســناَت و مثآلهــاَ‬
‫درجاَت و يثآبت النور في قبره و ينزع الثآم و الحسد من قلبــه و يجــاَر مــن‬
‫عذاب القبر و يعطى بــراءة مـن النـاَر و يبعـث مـن المنيــن و يقــول الــرب‬
‫تباَرك و تعاَلى لملئكتــه يــاَ ملئكــتي انظــروا إلــى عبــدي أحيــاَ ليلــة ابتغــاَء‬
‫مرضاَتي أسكنوه الفردوس و له فيهاَ ماَئة ألف مدينة في كل مدينة جميع مــاَ‬
‫تشتهي النفس و تلذ العين و لم يخطر على باَل سـوى مـاَ أعـددت لــه مــن‬
‫الكرامة و المزيد و القربة ‪) .‬من ل يحضره ج ‪( 477 / 1‬‬

‫السيد الكشميريِ و اجوبته العرفانية‬

‫‪74‬‬
‫ل عن كتاَب لساَن الصدق في سيرة العاَرف السيد عبدالكريم الكشميري‬ ‫نق ا‬
‫قدس سره ‪ ،‬و الذي ذكر فيه مجموعة من أجوبته العرفاَنية رداا على اسئلة‬
‫بعض المؤمنين و قبل البدء بسردهاَ ‪ ،‬أود أن أذكر تعريفاَ ا مختصراا لهذا العاَلم‬
‫الجليل و الحبر النبيل قبل أن أدرج أجاَباَته ‪:‬‬
‫لقد ولد آية ا السيد عبد الكريم الرضوي الكشميري في سنة ‪ 1434‬هجرية‬
‫في النجف الأشرف من عاَئلة علماَئية‪ ،‬فهو حفيد آية ا السيد حسن الكشميري‬
‫أحد مراجع الدين في كربلء‪ ،‬وسبط آية ا السيد محمد كاَظم اليزدي الذي‬
‫ثآنيت له وساَدة المرجعية الدينية العاَمة للشيعة في عصره وصاَحب كتاَب‬
‫العروة الوثآقى ‪ ،‬وهو ينتسب إلى السللة العلوية الطاَهرة من أبويه معااَ‪.‬‬
‫أماَ والده فهو حجة السلم السيد محمد علي الرضوي الكشميري‪ ،‬ولد في‬
‫مدينة كربلء المقدسة سنة ‪ 1312‬هجرية‪ ،‬وهو البن الثآاَلث للسيد حسن‬
‫الرضوي الكشميري‪ ،‬باَدر إلى طلب العلوم الدينية منذ صباَه متتلمذاا على يدي‬
‫والده الذي شجعه على ارتداء زي أهل العلم في وقت مبكر‪ .‬فقد والده وهو في‬
‫الساَدسة عشر من عمره‪ ،‬واستمر في دراسة العلوم الدينية تحت إشراف‬
‫أخويه‪ ،‬وتزوج في أوائل شباَبه من ابنة السيد محمد كاَظم اليزدي‪ ،‬وكاَن ثآمرة‬
‫هذا الزواج أربعة أولد‪ ،‬أصغرهم السيد عبد الكريم‪.‬‬

‫و فيماَ يلي أنقل لك عزيزي القاَرئ أجوبته العرفاَنية ‪:‬‬

‫س ‪ :1‬ماَهي الدعية والذكاَر التي انتفعتم منهاَ أكثآر من غيرهاَ؟‬


‫ج‪ :‬جميع الذكاَر والدعية ولكن استفاَدتناَ أكثآر كاَن من دعاَء يستشير‪ ،‬وفي‬
‫الذكاَر من ذكر )ياَ حي ياَ قيوم(‪.‬‬

‫س ‪ :2‬ماَ هي آثآاَر ذكر اليونسية؟‬


‫ج‪ :‬الدماَن على ذكر اليونسية يثآمر التصاَل باَلرواح وفتح العين البرزخية‪.‬‬

‫س ‪ :3‬هل لزياَرة عاَشوراء ختم معين؟‬


‫ج‪ :‬قراءتهاَ أربعين يوماَا جيد لقضاَء الحوائج‪ ،‬ولكن زياَرة عاَشوراء ثآقيلة وفيهاَ‬
‫عصاَ التأديب في بعض الحوائج‪.‬‬

‫س ‪ :4‬كم هو عدد الستغفاَر للمبتدئين في طريق السلوك؟‬


‫ج‪ :‬ألف وواحد‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫س ‪ :5‬متى تظهر آثآاَر الذكاَر؟‬
‫ج‪ :‬يجب أن يمضي عليهاَ سنة كاَملة حتى يتبين أثآرهاَ‪.‬‬

‫س ‪ :6‬هل السم العظم لفظ أم حاَال؟‬


‫ج‪ :‬إن للسم العظم درجاَت مختلفة‪ ،‬ولكنه حاَل يتوجه فيه الشخص في ذلك‬
‫المقاَم ويؤثآر ‪.‬‬

‫س ‪ :7‬هل للذكاَر القلبية عدد معين؟‬


‫ج‪ :‬ليس لهاَ عدد معين‪ ،‬ولكن الفضل أن تؤتى غاَلباَ ا بحسب الساَعاَت الزماَنية‪.‬‬

‫س ‪ :8‬لو تفضلتم بأنموذج منهاَ للستفاَدة؟‬


‫ج‪ :‬مثآل ذكر )هو الحي( فهو حسن لتقوية الروح والقلب لمدة نصف ساَعة في‬
‫مكاَن خاَل مع التوجه‪.‬‬

‫س ‪ :9‬هل تذهب آثآاَر الذكاَر بعد إتماَم وقتهاَ‪ ،‬مثآلا بعد الربعين؟‬
‫ج‪ :‬تذهب بعمل المناَفي‪ ،‬وأحياَناَ ا بعمل المكروه‪.‬‬

‫س ‪ :10‬ماَ هي الدعية الناَفعة لنورانية القلب؟‬


‫ج‪ :‬دعاَء الحتجاَب الذي أوله ‪ ) :‬ياَمن احتجب بشعاَع نوره عن نواظر خلقه(‬
‫الذي نقله السيد ابن طاَووس في كتاَب مهج الدعوات‪.‬‬

‫س ‪ :11‬قاَل أحد الساَلكين لستاَذه‪ :‬إني باَلذكاَر ولكن ل أرى آثآاَرهماَ‪ ،‬فماَ علة‬
‫ذلك؟‬
‫ج‪ :‬قاَل السيد لحد الشخاَص الجاَلسين إلى جاَنبه باَللغة العربية العاَمية‪ :‬أنه‬
‫ينظر إلى زماَنه الحاَلي ول ينظر إلى دفتر أعماَله وأحواله القديمة كم كاَن‬
‫وضعه رديئااَ‪.‬‬

‫س ‪ :12‬يقع أحياَناَا دفتر أذكاَر بعض كباَر هذا الطريق بعد وفاَتهم بيد من ليس‬
‫من أهلهاَ فهل يستطيعون النتفاَع منهاَ؟‬
‫ج‪ :‬كل‪ ،‬ول شك في عدم جوازه‪.‬‬

‫س ‪ :13‬أولئك الذين ليس لهم ماَض حسن ويريدون الن أن يكونوا صاَلحين‪،‬‬
‫فماَذا يعملون؟‬

‫‪76‬‬
‫ج‪ :‬عليهم باَلستغفاَر وذكر اليونسية والعزم على عدم العود للصفاَت والعماَل‬
‫الذميمة الماَضية‪.‬‬

‫س ‪ :14‬من أين لكم إجاَزة الوراد والذكاَر؟‬


‫ج‪ :‬من السيد علي القاَضي والشيخ مرتضى الطاَلقاَني والشيخ علي أكبر‬
‫الراكي ومستور الشيرازي والسيد أفضل حسين الهندي وآخرين‪.‬‬

‫س ‪ :15‬هل تنفع الوراد الشخاَص الذين تجاَوزت أعماَرهم الربعين عاَمااَ؟‬


‫ج‪ :‬نعم‪ ،‬فاَلطريق مفتوح للجميع‪ ،‬وذكر اليونسية ناَفع لفتح الطريق والتهيؤ‬
‫والستعداد‪.‬‬

‫س ‪ :16‬الذكاَر التي لهاَ تأثآير في الكشف هل لهاَ علقة مع القلب أيضاَ ا؟ا‬
‫ج‪ :‬عندماَ يتنور القلب يحصل الكشف بنحو اللزم والملزوم وكلماَ كاَن نوره‬
‫أكبر كاَنت آثآاَره أكثآر‪.‬‬

‫س ‪ :17‬بعض الذاكرين الذين يذكرون في الليل يشاَهدون في عاَلم الرؤياَ‬


‫مجاَلس العزاء والبكاَء على الئمة عليهم السلم‪ ،‬فعلى ماَذا يدل هذا؟‬
‫ج‪ :‬دليل على القرب منهم والرتباَط معهم عليهم السلم‪.‬‬

‫س ‪ :18‬يواظب البعض على أوراد وأذكاَر مختلفة ول يصلون إلى نتيجة‪ ،‬فماَ‬
‫علة ذلك؟‬
‫ج‪ :‬ربماَ تتعاَرض الوراد المختلفة التي يؤتى بهاَ من أجل موضوعاَت وأهداف‬
‫متنوعة )كاَلدوية المختلفة التي يتعاَطاَهاَ المريض لعلج أمراض متنوعة( ‪.‬‬

‫س ‪ :19‬ماَ هو سبب إعطاَء الذكاَر بأعداد مختلفة بحسب الشخاَص؟‬


‫ج‪ :‬إن صاَحب الذكر مجاَز في إعطاَء الذكر بأي عدد يراه مناَسباَ ا للساَلك‬
‫وملئماَ ا لحاَله‪.‬‬

‫س ‪ :20‬هل للتروك ‪ -‬أمثآاَل العزلة ‪ -‬عن الخلق وعدم تناَول لحوم الحيواناَت ‪-‬‬
‫تأثآير في المجاَهدات النفساَنية؟‬
‫ج‪ :‬التروك دخيلة في كماَل جميع الذكاَر‪.‬‬

‫س ‪ :21‬هل ذكر )ا( أعلى أم ذكر )هو(؟‬


‫ج‪ :‬ذكر )هو( إشاَرة إلى الذات والهوية المطلقة‪ ،‬وأماَ ذكر )ا( فهو اسم ذاتي‬
‫وجاَمع للصفاَت الكماَلية والجماَلية‪ ،‬ولهذا فهو أعلى‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫س ‪ :22‬لقد كتب ابن طاَووس في كتاَبه مهج الدعوات عدة صفحاَت عن السم‬
‫العظم‪ ،‬فماَ هو في رأيكم الهم منهاَ؟‬
‫ج‪} :‬مبحسمم ك م‬
‫ا الررححمممن الررمحيمم{ِ كثآير من الشياَء فيهاَ‪.‬‬

‫س ‪ :23‬هل التياَن باَلذكاَر القلبية يكون أفضل بحسب العدد أم بحسب‬


‫الزماَن؟‬
‫ج‪ :‬كاَن المرحوم الشيخ مرتضى الطاَلقاَني يأتي باَلذكر القلبي لمدة نصف‬
‫ساَعة‪ ،‬ومن الفضل أن يؤتى بهاَ ساَعة كاَملة‪ ،‬مثآل ذكر )ا( فإنه ناَفع في‬
‫تكراره بل عدد معين‪.‬‬

‫س ‪ :24‬ماَ هو الذكر الناَفع للعاَفية؟‬


‫ج‪ ) :‬لحول ول وقوة إل باَل ( في اليوم ماَئة مرة‪ ،‬فقد جاَء في الرواية أنه‬
‫ديبعد عن النساَن سبعين نوعاَ ا من البلء أيسرهاَ الحزن والغم‪.‬‬

‫س ‪ :25‬في أي مكاَن كنتم تحيون لياَلي القدر في النجف ؟‬


‫ج‪ :‬في حرم أمير المؤمنين عليه السلم‪.‬‬

‫س ‪ :26‬ماَذا كنتم تقرؤن في لياَلي شهر رمضاَن بصورة عاَمة؟‬


‫ج‪ :‬ألف مرة سورة )إناَ أنزلناَه(‪.‬‬

‫س ‪ :27‬ماَ هو العدد الفضل في ذكر التسبيحاَت الربعة في سبيل تنوير‬


‫القلب؟‬
‫ج‪ :‬ثآلثآون مرة بعد كل صلة‪.‬‬

‫س ‪ :28‬ماَ هو العدد والزماَن الذي نقل عن السيد القاَضي في قراءة )إناَ‬


‫أنزلناَه(؟‬
‫ج‪ :‬ماَئة مرة في ليلة الجمعة وماَئة مرة في عصر يوم الجمعة‪.‬‬

‫س ‪ :29‬ماَ هو أفضل دعاَء يقرأ لداء القرض والدين؟‬


‫ج‪ :‬دعاَء )ياَ قاَضي الديون من خزائنك المكنون التي هي بين الكاَف والنون‪،‬‬
‫أقضي ديني ودين كل مديون( بعدد خاَص له تأثآير في قضاَء الدين‪.‬‬

‫س ‪ :30‬هل وردت صلة خاَصة في أداء القرض؟‬

‫‪78‬‬
‫ج‪ :‬صلة عبد الرحيم القصير المذكورة في كتاَب العروة الوثآقى ومفاَتيح الجناَن‬
‫لهاَ تأثآير في ذلك‪ ،‬وقد جربتهاَ بنفسي‪.‬‬

‫س ‪ :31‬إنكم ترشدون إلى ذكر )ياَ حي ياَ قيوم( فهل لو أتى به قلباَ ا يكون أثآره‬
‫أعظم؟‬
‫ج‪ :‬نعم يكون النتباَه والمراقبة في الذكر القلبي أكثآر من الذكر اللفظي‪ ،‬ويكون‬
‫أثآره أفضل أيضااَ‪.‬‬

‫س ‪ :32‬يقاَل إن سعيد أباَ الخير يعطي ذكر أسماَء ا الساَلكين بحسب الفراد‪،‬‬
‫فمثآ ا‬
‫ل للرزق ياَ رزاق‪ ...‬الخ‪ ،‬فماَ هو العدد الذي يحسبه ويعطيه؟‬
‫ج‪ :‬بعدد السماَء اللهية واسم الشخص واسم أمه‪ ،‬أو بعدد حروف البجد‬
‫الكبير بأن يجمع اسمه واسم أمه ويكرر السماَء اللهية بقدر هذا المجموع‪.‬‬
‫س ‪ :33‬لماَذا يكون الجمع باَسم الشخص مع أمه ول يجمع معه اسم الب ؟‬
‫ج‪ :‬لن الم أقرب إلى النساَن ولن الجهد الذي بذلته أكبر‪.‬‬

‫س ‪ :34‬متى يقرأ دعاَء الجوشن الصغير؟‬


‫ج‪ :‬ديقرأ لدفع العدو والخصم‪.‬‬

‫س ‪ :35‬في أي أسماَء ا يوجد السم العظم برأيكم؟‬


‫ج‪ :‬في )حي( و )قيوم(‪.‬‬

‫س ‪ :36‬دكتب في بعض كتب مترجمة لحياَة أحد العرفاَء انه كاَن يأخذ الذكر من‬
‫الخضر عليه السلم فهل هذا صحيح؟‬
‫ج‪ :‬نعم‪.‬‬

‫وصية ا سبحانه و تعالى‬


‫عن علي بن عيسى رفعه قاَل‪ :‬ان موسـى )ع( ناَجـاَه اـ تب اَرك وتعـاَلى‪،‬‬
‫فقاَل في مناَجاَته له ياَ موسى ل يطول في الدنياَ أملك فيقسو لذلك قلبك‪ ،‬وقاَســي‬
‫القلب مني بعيد ياَ موسى كن كمسرتي فيك‪ ،‬فإن مسرتي أن أطــاَع فل أعصــى‪،‬‬
‫وأمت قلبك باَلخشية وكن خلــق الثآيــاَب جديــد القلــب تخفــى علــى أهــل الرض‪،‬‬
‫وتعرف في أهل السماَء حلــس الــبيوت مصــباَح الليــل‪ ،‬واقنــت بيــن يــدي قنــوت‬

‫‪79‬‬
‫الصاَبرين وصح الي من كثآرة الذنوب صياَح الهاَرب مــن عــدوه‪ ،‬واســتعن بــي‬
‫على ذلك فاَني نعم العون ونعم المستعاَن‪.‬‬

‫ياَ موسى اني أناَ ا فوق العباَد والعبــاَد دونــي وكــرل لــي داخــرون‪ ،‬فــأتهم‬
‫نفسك على نفسك‪ ،‬ول تأتمن ولدك علــى دينــك إل أن يكــون ولــدك مثآلــك يحــب‬
‫الصاَلحين‪.‬‬

‫ياَ موسى اغسل واغتسل واقترب من عباَدي الصاَلحين‪ .‬يــاَ موســى كــن إمــاَمهم‬
‫في صلتهم وإماَمهم فيماَ يتشاَجرون‪ ،‬واحكم بينهم بماَ أنزلت عليك‪ ،‬فقد أنزلتــه‬
‫حكماَ وبرهاَناَ نيراا ونورا ينطق بماَ كاَن في الولين وبماَ هو كاَئن في الخرين‪.‬‬

‫أوصيك ياَ موسى وصية الشــفيق المشــفق بــإبن البتــول عيســى ابــن مريــم‬
‫صاَحب التــاَن والدبرنــس والزيــت والزيتــون والمحــراب‪ ،‬ومــن بعــده بصــاَحب‬
‫الجمل الحمر الطيب الطاَهر المطهر فمثآله في كتاَبــك أنـه مهيمــن علــى الكتــب‬
‫كلهاَ‪ ،‬وأنه راكع ساَجد راغب راهب‪ ،‬إخوانه المساَكين وأنصاَره قــوم آخــرون‪،‬‬
‫ويكون في زماَنه أزل وزلزال وقتل وقتاَل وقلة مــن المــاَل‪ ،‬أســمه أحمــد محمــد‬
‫المين من الباَقين من ثآلة الولين الماَضين يؤمن بــاَلكتب كلهــاَ ويصــدق بجميــع‬
‫المرسلين ويشهد باَلخلص لجميع النبيين‪ ،‬أمته مرحومة مباَركــة مــاَ بقــوا مــن‬
‫الدين على حقاَئقه‪ ،‬لهم ساَعاَت موقتــاَت يــؤدون فيهــاَ الصــلوات أداء العبــد الــى‬
‫سيده ناَفلته‪ ،‬فبه فصدق ومنهاَجه فاَتبع فاَنه أخوك‪.‬‬

‫ياَ موسى انه دأمي وهو عبد صدق يباَرك له فيماَ وضع يــده عليــه ويبــاَرك‬
‫عليه كذلك كاَن في علمي‪ ،‬وكذلك خلقته‪ ،‬به أفتــح الســاَعة وبــأمته أختــم مفاَتيــح‬
‫الدنياَ‪ ،‬فمر ظلمة بني اسرائيل أن ل يدرسوا اسمه‪ ،‬ول يخذلوه‪ ،‬وانهم لفاَعلون‪،‬‬
‫وحبه لي حسنة وأناَ معه‪ ،‬وأناَ من حزبه‪ ،‬وهو من حزبي وحزبي هم الغــاَلبون‪،‬‬
‫فتمت كلماَتي لظهرن دينه على الدياَن كلهاَ ولعبدن بكل مكاَن ولنزلن عليــه‬
‫قرآناَ فرقاَناَ شفاَء لماَ في الصدور من نفث الشيطاَن‪ ،‬فصل عليه يــاَ بــن عمــران‬
‫فأني أصلي عليه وملئكتي‪ .‬ياَ موسى أنت عبــدي وأنــاَ إلهــك ل تســتدل الحقيــر‬
‫الفقير ول تغبطن ‪ -‬الغني بشــئ يســير وكــن عنــد ذكــري خاَشــعاَ‪ ،‬وعنــد بلئــي‬
‫برحمتي طاَمعاَ‪ ،‬واسمعني لذاذة التوراة بصوت خاَشع حزين أطمئن عند ذكري‬
‫وذكر بي من يطمئن إلي واعبدني ول تشرك بي شيئاَ وتحرى مسـرتي إنـي أنـاَ‬
‫السيد الكبير‪ ،‬اني خلقتك من نطفة من ماَء مهين من طيــن أخرجتهــاَ مــن أرض‬

‫‪80‬‬
‫ذكر ممشوجة‪ ،‬فكاَنت بشرا فأناَ صــاَنعهاَ خلقــاَ ا فتبــاَرك وجهــي وتقــدس صــنعي‬
‫ليس كمثآلي شئ وأناَ الحي الدائم الذي ل أزول‪.‬‬

‫ــفقاَ وجل‪ ،‬وعفــر وجهــك لــي فــي الــتراب‪،‬‬


‫ياَ موسى كن إذا دعوتني خاَئفاَا مش ا‬
‫واسجد لي بمكاَرم بدنك واقنت بين يدي في القياَم و ناَجني حين تناَجيني بخشــية‬
‫من قلب وجل‪ ،‬واحي بتوراتي أياَم الحياَة وعلم الجهاَل محاَمدي وذكرهــم آلئــي‬
‫ونعمتي‪ ،‬وقل لهم ل يتماَدون في غيي ماَ هم فيه فأن أخذي أليم شديد‪.‬‬

‫ياَ موسى ان انقطع حبلك مني لم يتصل بحبل غيري‪ ،‬فاَعبدني و قم بيــن يــدي‬
‫مقاَم العبد الحقيــر‪ ،‬ذم نفســك‪ ،‬فهــي أولــى باَلــذم ول تتطــاَول بكتــاَبي علــى بنــي‬
‫اسرائيل‪ ،‬فكفى بهذا واعظاَ لقلبك و منيرا وهو كلم رب العاَلمين‪.‬‬

‫ياَ موسى ماَ دعوتني و رجوتني فاَني سأغفر لك علــى مــاَ كــاَن منــك‪ ،‬الســماَء‬
‫ل‪ ،‬والملئكة من مخاَفتي مشفقون والرض تسبح لي طمعااَ‪ ،‬وكــل‬ ‫تسبح لي وج ا‬
‫الخلئق يسبحون لي داخرون‪ ،‬ثآم عليــك باَلصــلة الصــلة‪ ،‬فاَنهــاَ منــي بمكــاَن‪،‬‬
‫ولهاَ عندي عهد وثآيق والحق بهـاَ مـاَ هــو منهـاَ زكــاَة القربـاَن مـن طيـب المــاَل‬
‫والطعاَم فاَني ل أقبل إل الطيب يراد به وجهي‪ ،‬واقرن مع ذلك صلة الرحمــاَم‬
‫فاَني أناَ ا الرحمن الرحيم و الرحم خلقتهــاَ فضــل مــن رحمــتي ليتعــاَطف بهــاَ‬
‫العباَد و لهاَ عندي سلطاَن في معاَد الخرة وأناَ قاَطع من قطعهــاَ و واصــل مــن‬
‫وصلهاَ وكذلك أفعل بمن ضيع أمري‪.‬‬

‫ياَ موسى اكرم الساَئل إذا سألك برد جميل أو بإعطاَء يسير فإنه يأتيك من ليس‬
‫بإنس و ل جاَن ‪ :‬ملئكة الرحمن يبلونك كيف أنت صاَنع فيمــاَ أوليتــك‪ ،‬وكيــف‬
‫مواساَتك فيماَ خولتك واخشع لي باَلتضرع‪ ،‬واهتف بولولة الكتــاَب‪ ،‬واعلــم أنــي‬
‫أدعوك دعاَء السيد مملوكه ليبلـغ بـه شـرف المنـاَزل‪ ،‬وذلـك مـن فضـلي عليـك‬
‫وعلى آباَئك الولين‪.‬‬

‫ياَ موسى ل تنسني على كل حاَل‪ ،‬ول تفــرح بكــثآرة المــاَل‪ ،‬فــاَن نســياَني يقســي‬
‫القلوب‪ ،‬ومع كثآرة الماَل كثآرة الذنوب‪ ،‬الرض مطيعة والسماَء مطيعة والبحاَر‬
‫مطيعة‪ ،‬وعصياَني شقاَء الثآقلين‪ ،‬و أناَ الرحمن الرحيم‪ ،‬ورحمن كل زمــاَن آتــي‬
‫باَلشدة بعد الرخاَء‪ ،‬وباَلرخاَء بعد الشدة وبــاَلملوك بعــد الملــوك‪ ،‬وملكــي دائــم ل‬
‫يزول‪ ،‬ول يخفى علي شئ في الرض ول في السماَء‪ ،‬وكيف يخفــى علــي مــاَ‬
‫مني مبتدأه وكيف ل يكون همك فيماَ عندي و إلي ترجع ل محاَلة‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫ياَ موسى اجعلني حرزك وضع عندي كنزك من الباَقيــاَت الصــاَلحاَت‪ ،‬و خفنــي‬
‫ول تخف غيري إلي المصير‪.‬‬

‫ياَ موسى ارحم من هو أسفل منــك فــي الخلــق‪ ،‬ول تحســد مــن هــو فوقــك‪ ،‬فــإن‬
‫الحسد يأكل الحسناَت كماَ تأكل الناَر الحطب‪ .‬ياَ موسى ان ابني آدم تواضعاَ في‬
‫منزلة ليناَل بهاَ فضلي و رحمتي و قرباَ قرباَنااَ‪ ،‬ول أقبل إل من المتقيــن‪ ،‬فكــاَن‬
‫من شأنهماَ ماَ قد علمت‪ ،‬فكيــف تثآــق باَلصــاَحب بعــد الخ والــوزير‪ .‬يــاَ موســى‬
‫ضع الكبر ودع الفخر واذكر أنك ساَكن القبر فليمنعك ذلك من الشهوات‪.‬‬

‫ياَ موسى عرجـل التوبة وأخر الذنب وتأن في المكث بيـن يـدي فـي الصـلة‪ ،‬ول‬
‫ترج غيري‪ ،‬واجعلني جدـنة وحصناَ ا لملماَت المور‪ .‬ياَ موسى كيــف تخشــع لــي‬
‫خليقة ل تعرف فضلي عليهاَ‪ ،‬وكيف تعرف فضــلي عليهــاَ وهــي ل تنظــر فيــه‪،‬‬
‫وكيف تنظر فيه‪ ،‬وهي ل تؤمن به‪ ،‬وكيف تؤمن به وهي ل ترجو ثآواباَ‪ ،‬وكيف‬
‫ترجو ثآواباَ وقد قنعت باَلدنياَ واتخذتهاَ مأوى و ركنت إليهاَ ركون الظاَلمين‪.‬‬

‫ياَ موسى ناَفس في الخير أهلــه فــاَن الخيــر كأســمه و دع الشــر لكــل مفتــون‪ .‬يــاَ‬
‫موسى اجعل لساَنك من وراء قلبك تسلم واكثآر ذكري باَلليـل والنهـاَر تغنـم‪ ،‬ول‬
‫تتبع الخطاَياَ فتندم‪ ،‬فــإن الخطاَيــاَ موعــدهاَ النــاَر‪ .‬يــاَ موســى اطــب الكلم لهــل‬
‫الترك للذنوب‪ ،‬و كن لهم جليساَ واتخذهم لغيبك اخواناَ وجد معهم يجدون معك‪.‬‬

‫ياَ موسى الموت لقيك ل محاَلة فــتزود زاد مــن هــو علــى مــاَ يــتزود واردا‪ .‬يــاَ‬
‫موسى ماَ أريد به وجهــي فكــثآيرر قليلــه ومــاَ أريــد بــه غيــري فقليــرل كــثآيره و إن‬
‫أصلح أياَمك الذي هو أماَمك‪ ،‬فأنظر أي يوم هو فأعد له الجواب‪ ،‬فاَنك موقوف‬
‫به و مسئول‪ ،‬وخذ موعظتك من الدهر و أهله فإن الدهر طويله قصير وقصيره‬
‫طويل‪ ،‬وكل شئ فاَن‪ ،‬فاَعمل كأنك ترى ثآواب عملك كي يكــون أطمــع لــك فــي‬
‫الخرة ل محاَلة فاَن ماَ بقي من الــدنياَ كمــاَ ولــى منهــاَ وكــل عاَمــل يعمــل علــى‬
‫بصيرة‪ ،‬و مثآاَل فكن مرتاَدا لنفسك ياَ بن عمــران لعلــك تفـوز غـدا يــوم السـؤال‬
‫فهناَلك يخسر المبطلون‪.‬‬
‫ياَ موسى ألق كفيك ذ ا‬
‫ل بيــن يــدي كمــاَ يفعــل العبــد المستصــرخ المتضــرع الــى‬
‫حمت وأناَ أكرم القاَدرين‪ .‬ياَ موسى سلني من فضلي‬ ‫سيده‪ ،‬فإنك إذا فعلت ذلك رد م‬
‫و رحم تي‪ ،‬فإنهمـاَ بيـدي ل يملكهمـاَ أحـد غيـري‪ ،‬و أنظـر حيـن تسـألني كيـف‬
‫رغبتك فيماَ عندي لكل عاَمل جزاء وقد يجزى الكفور بماَ سعى‪ .‬ياَ موسى طب‬
‫‪82‬‬
‫نفساَا عن الدنياَ وانطو عنهاَ‪ ،‬فإنهاَ ليست لك و لست لهــاَ ماَلــك و لــدار الظــاَلمين‬
‫إل لعاَمل فيهاَ باَلخير‪ ،‬فإنهاَ له نعم الدار‪ .‬ياَ موسى ماَ آمرك بـه فاَسـمع‪ ،‬ومهمـاَ‬
‫أراه فاَصــنع‪ ،‬خــذ حقــاَئق التــوراة الــى صــدرك وتيقــظ بهــاَ فــي ســاَعاَت الليــل‬
‫والنهاَر‪ ،‬ول تمكن أبناَء الدنياَ من صدرك فيجعلونه وكرا كوكر الطير‪.‬‬

‫ياَ موسى أبناَء الدنياَ و أهلهــاَ فتــن بعضــهم لبعــض‪ ،‬فكــل مزيــن لهمــاَ هــو فيــه‪،‬‬
‫والمؤمن من دزينت له الخرة فهو ينظر إليهاَ ل يفتر قــد حــاَلت شــهوتهاَ بينــه و‬
‫بين لذة العيش فاَدلجته باَلسحاَر كفعل الراكــب الســاَبق الــى غــاَيته يظــل كئيبــااَ‪،‬‬
‫ويمشي حزيناَ‪ ،‬فطوبى له أماَ لو قد كشف الغطاَء ماَذا يعاَين من السرور‪.‬‬

‫ياَ موسى الدنياَ نطفة ليست بثآواب للمـؤمن‪ ،‬ول نقم ة مـن فـاَجر‪ ،‬فاَلويـل الويـل‬
‫لمن باَع ثآواب معاَده بلعقة لم تبق‪ ،‬وبلعسة لم تدم‪ ،‬و كذلك فكن كماَ أمرتك وكل‬
‫أمري رشاَد‪ .‬ياَ موسى إذا رأيت الغنى مقبل‪ ،‬فقل ذنب عجلت لــي عقــوبته وإذا‬
‫رأيت الفقر مقبل فقل مرحباَ بشعاَر الصاَلحين‪ ،‬ول تكن جباَرا ظلومــاَ ول تكــن‬
‫للظاَلمين قريناَ‪.‬‬

‫ياَ موسى ماَ عمر و إن طاَل يدوم آخره ومــاَ ضــرك مــاَ زوى عنــك إذا حمــدت‬
‫مغبته‪ .‬ياَ موسى صرخ الكتاَب اليك صراخاَ ا بماَ أنــت إليــه صــاَير‪ ،‬فكيــف ترقــد‬
‫على هذه العيون أم كيف يجد قوم لذة العيش لو ل التمــاَدي فــي الغفلــة والتبــاَع‬
‫للشقوة والتتاَبع للشهوة‪ ،‬ومن دون هذا يجزع الصديقون‪ .‬ياَ موســى مــر عبــاَدي‬
‫يدعوني على ماَ كاَنوا بعد ان يقروا لي أني أرحم الراحمين مجيب المضطرين‪،‬‬
‫وأكشف الســوء وأبــدل الزمــاَن وآتــي باَلرخــاَء وأشــكر اليســير و أثآيــب الكــثآير‪،‬‬
‫وأغني الفقير وأناَ الدائم العزيز‪ ،‬فمن لجأ اليــك وانضــوى اليــك مــن الخــاَطئين‪،‬‬
‫فقل‪ :‬أهل وسهل ياَ رحب الفناَء بفنــاَء رب العــاَلمين‪ ،‬واســتغفر لهــم و كــن لهــم‬
‫كأحدهم‪ ،‬و ل تستطل عليهم بماَ أنـاَ أعطيتـك فضـله‪ ،‬وقـل لهـم‪ :‬فليسـألوني مـن‬
‫فضلي و رحمتي‪ ،‬فاَنه ل يملكهاَ أحد غيري و أناَ ذو الفضل العظيم‪.‬‬

‫طوبى لك ياَ موسى كهف الخاَطئين و جليس المضــطرين ومســتغفراا للمــذنبين‬


‫أنت مني باَلمكاَن الرضــي فــاَدعني بـاَلقلب النقــي واللســاَن الصــاَدق‪ ،‬وكــن كمــاَ‬
‫أمرتك أطع أمري و ل تستطل على عباَدي بماَ ليــس منــك مبتــدؤه وتقــرب إلــي‬
‫فــاَني منــك قريــب ‪ ،‬فــاَني لــم أســألك مــاَ يؤذيــك ثآقلــه ول حملــه إنمــاَ ســألتك أن‬

‫‪83‬‬
‫تدعوني فأجيبك وأن تسألني فأعطيك و أن تتقرب الي بماَ منـي أخـذت تـأويله ‪،‬‬
‫و علي تماَم تنزيله‪.‬‬

‫ياَ موسى انظر الى الرض فأنهاَ عن قريب قبرك‪ ،‬وارفع عينيك الــى الســماَء‬
‫فاَن فوقك فيهاَ مملـمــكاَ ا عظيمـااَ‪ ،‬و أبــك علــى نفسـك مـاَ دمـت فـي الــدنياَ وتخـوف‬
‫العطب والمهاَلك‪ ،‬و ل تغرنك زينة الحياَة الـدنياَ و زهرتهـاَ‪ ،‬و ل تكـن ظاَلمـاَ ا ‪،‬‬
‫ول ترض باَلظلم‪ ،‬فإني للظــاَلم رصـيد حـتى أديــل منـه المظلــوم‪ .‬يـاَ موسـى إن‬
‫الحسنة عشرة أضعاَف‪ ،‬ومن السيئة الواحدة الهلك‪ ،‬ل تشـرك بـي ل يحـل لـك‬
‫أن تشرك بي‪ ،‬قاَرب و سدد وادع دعاَء الطاَمع الراغب فيماَ عندي النــاَدم علــى‬
‫ماَ قدمت يداه‪ ،‬فإن سواد الليل يمحــوه النهــاَر‪ ،‬وكــذلك الســيئة تمحوهــاَ الحســنة‪،‬‬
‫وعشوة الليل تأتي على ضوء النهاَر‪ ،‬وكذلك السيئة تــأتي علــى الحســنة الجليلــة‬
‫فتسودهاَ‪) .‬الكاَفي ج ‪(8/42‬‬

‫من أنوار الشيخ حبيب‬


‫ل من موقع شبكة السراج في الطريق إلــى اــ و بــإذن مــن ســماَحة الشــيخ حــبيب‬ ‫نق ا‬
‫الكـاَظمي )حفظــه اــ( أنقــل هنــاَ بعــض القبسـاَت النورانيــة مــن كلمــاَته و فيوضـاَته‬
‫الروحية أدام ا ظله و نفع به المؤمنين ‪ ،‬و هي مجموعــة مــن التوجيهــاَت المقتبســة‬
‫من مجموعة من محاَضرات القاَهاَ سماَحته ‪ ،‬و حقيقة أقل ماَ يقاَل فــي هــذه الكلمــاَت‬
‫أنهاَ جديرة ان تكتب بماَء الذهب و يقرأهاَ كل ساَلك في الطريــق إلــى اــ ســبحاَنه و‬
‫تعاَلى ‪:‬‬

‫‪ -1‬كم من الذين يتلون القرآن‪ ،‬والقرآن يلعنهم!‪ ..‬وكم هم الذين يفســرون القــرآن بمــاَ‬
‫ل يخطر على الفهاَم‪ ،‬وهم بعيدون كل البعد عن معاَني القــرآن الكريــم!‪ ..‬فــإذن‪ ،‬إن‬
‫القرآن الكريم يقول بأنني هدى‪ ،‬ودليــل‪ ،‬ومنقــذ‪ ،‬ودمخــرج مــن الظلمــاَت إلــى النــور؛‬
‫ولكن لمن؟‪ ..‬للمتقين!‪..‬‬

‫‪ -2‬إن المتقي ليس هو ذلــك الصــكوام القــكوام‪ ،‬وإنمــاَ هــو ذلــك النســاَن الــذي اكتشــف‬
‫الطريق‪ ،‬ورأى الهيكل‪ ،‬ورأى المخطط‪ ،‬ويعلم من أين يبدأ‪ ،‬وإلى أيــن ينتهــي؛ فـآمن‬
‫باَلغيب‪ ،‬وترقى عن عاَلم الحواس‪..‬‬

‫‪ -3‬إن النساَن إذا لم ديظلم من قبل إنساَن‪ ،‬فليس له الحق أن يهتك عيــوبه؛ لن الذن‬
‫اللهي انماَ هو باَلنسبة الى من ظلم فحسب!‪..‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ -4‬البعض مناَ يعيش الوسوسة في القراءة‪ ،‬وفي الطهاَرة‪ ،‬وفي النجاَساَت‪ ،‬وماَ شاَبه‬
‫ذلك‪ ،‬ول يعيش الوسوسة القولية عندماَ يريد أن يتكلم على مــؤمن‪ ..‬والحــاَل أن هــذه‬
‫الوسوســة مقدســة‪ ،‬ومثآمــرة‪ ،‬ويحبهــاَ الشــاَرع‪ ..‬بخلف الوسوســة فــي القــراءة‪،‬‬
‫والصلة‪..‬‬

‫‪ -5‬المؤمن العاَرف‪ ،‬والمريد‪ ،‬والمحب للمولى‪ ،‬يكفي أن يعلم بأن ا ‪-‬عز وجــل‪ -‬ل‬
‫يحب هذا العمل‪ ،‬لهذا ل يحتاَج إلى ذكر العقوباَت يوم القياَمة‪ ..‬وهناَ قمة اليماَن‪..‬‬

‫‪ -6‬إذا تحول النساَن إلى محب ل ‪-‬عز وجل‪ -‬فإنه ل يبحــث عــن الحيــل الشــرعية‪،‬‬
‫ول يبحث عن الرخص‪ ..‬صحيح أن كل مكروه جاَئز‪ ،‬ولكنه ل يفــرق بيــن المكــروه‬
‫والحرام؛ لن كليهماَ ل يحبهماَ ا عز وجل‪.‬‬

‫‪ -7‬إن رواياَت المراقبة والمحاَسبة والعقاَب يوم القياَمة‪ ،‬قد ل تكفي ليجــاَد الـدواعي‬
‫الذاتية في قلب النساَن المؤمن‪ ..‬حيث أن قوام المراقبة والمحاَسبة‪ ،‬هو اللتفاَت إلى‬
‫هذه الحقيقة‪ ،‬أي حقيقة السمع وحقيقة العلم اللهي لفعاَل المؤمن‪} ..‬مماَ ميحلمف د‬
‫ظ ممن مقحورل‬
‫إمرل ملمدحيمه مرمقي ر‬
‫ب معمتيرد{ِ‪..‬‬

‫‪ -8‬إن المؤمن الذي يرجع من الحـج أو مـن العمـرة‪ ،‬أو ينتهـي مـن شـهر رمضـاَن‪،‬‬
‫ومــن ليــاَلي القــدر‪ ،‬أو ينتهــي مــن صــلة ليــل خاَشــعة‪ ،‬ثآــم يخــاَلف؛ فمثآلــه كمثآــل‬
‫الحواريين‪ ..‬تلك ماَئدة تؤكل‪ ،‬وهذه ماَئدة تدرك‪} ..‬إمبَني دممنبَزل دمهاَ معملحيدكحم مفممــن ميحكفدــحر مبحعــدد‬
‫ممندكحم مفإمبَني أ دمعبَذدبده معمذااباَ لر أ دمعبَذدبده أممحادا بَممن احلمعاَملمميمن{ِ‪..‬‬

‫‪ -9‬عندماَ يرى ا ‪-‬عز وجل‪ -‬عبده ســاَعياَ ا فــي الهدايــة‪ ،‬مفرغــاَ ا نفســه مــن أي حكــم‬
‫مسبق؛ فإن ا ‪-‬عز وجل‪ -‬يتدخل في المسك بيد ذلك الضاَل الذي يــرى بــأنه ضــاَل‪،‬‬
‫ويرى الهداية من ا عز وجل‪ ..‬ومع ذلك يسعى قدر إمكاَنه في تلمس الهدى‪..‬‬

‫‪ -10‬إن النساَن باَلدعاَء الحثآيث لحراز القاَبلية‪ ،‬دتمدد له العطاَءات المعنوية‪..‬‬

‫‪ -11‬إن النساَن الذي يصلي صلة الليل‪ ،‬وهو في قمة انشغاَلته المعنوية؛ عليــه أن‬
‫ل يهمــل أمــر مــن حــوله‪ :‬ســواء الزوجــة‪ ،‬أو الذريــة‪ ،‬أو الرحــاَم‪ ،‬أو الجيــران‪ ،‬أو‬
‫المجتمع‪ ..‬فيشملهم بدعاَئه ويجعلهم في دائرة اهتماَمه‪..‬‬

‫‪ -12‬يجب على النساَن أن ل يتذرع بأنه مشغول باَلمناَجــاَة‪ ،‬فيعيــش الفنــاَء اللهــي‪،‬‬
‫والذوباَن في المعاَني القدسية‪ ،‬وينسى تكليفه الجتماَعي‪ ..‬فإنه في مظاَن السلب لهــذه‬
‫النعم‪..‬‬

‫‪ -13‬إن المؤمن في الدنياَ يحب أن يصل إلــى بعــض المــدارج المعنويــة العليــاَ جــدا‪،‬‬
‫وا يحجبهاَ عنــه‪ ..‬ل لبخــل فــي فيضــه‪ ،‬وإنمــاَ لعــدم تحمــل المــؤمن لبعــض صــور‬

‫‪85‬‬
‫العناَياَت الخاَصة‪ ..‬إذ من الممكن أن يغير مجرى حياَته الدنيوية فل يستقيم لــه شــيء‬
‫في الحياَة‪..‬‬

‫‪ -14‬يجب على المؤمن أن يطلب الدرجاَت العلياَ‪ ،‬ويقنع بماَ ديعطى‪ ..‬لنه هو الخبير‬
‫ت‪ ،‬سواء في عاَلم الماَدة أو في عــاَلم‬
‫والبصير بقاَبلياَت العباَد‪ ،‬وبماَ يستحقونه من قو ر‬
‫المعنى‪..‬‬

‫‪ -15‬إن أصــحاَب العمــل‪ ،‬وأصــحاَب العبــاَدة والســعي‪ ،‬وأصــحاَب الجهــد والجهــاَد‪،‬‬


‫ف عليهــم مــن الشــيطاَن؛ لن هنــاَك مــاَدة يمكــن أن يســتثآمرهاَ الشــيطاَن‬
‫هــؤلء ديخــاَ د‬
‫بخلف الخاَلي من كل كماَل‪..‬‬

‫‪ -16‬إن النساَن في الدعوة ل عز وجل‪ ،‬عليــه أن يكــون نمفســه طويــل‪ ..‬إن الهبــاَت‬
‫العاَلية ل تناَل بجهد بسيط‪..‬‬

‫‪ -17‬إن على المؤمن أن ل ينظر إلى الحصاَد‪ ،‬ول ينظــر إلــى الثآمــاَر؛ وإنمــاَ ينظــر‬
‫صر في الســعي‪ ،‬فهــو‬ ‫إلى سعيه‪ ..‬لن من ينظر إلى الثآمرة وإلى النتيجة‪ ،‬لبد وأن يق ك‬
‫دائماَ يسعى بحسب الثآماَر‪..‬‬

‫‪ -18‬كــم مــن المــؤمنين يعيشــون أجــواء المســاَجد‪ ،‬ويعيشــون فــي بلد المســلمين‪،‬‬
‫ويعيشــون فــي أجــواء مشــجكعة تحــت يــدي أبــوين مــؤمنين‪ ،‬ولكــن ل يســتغلون هــذه‬
‫الجواء!‪..‬‬

‫‪ -19‬إن النساَن في بعض الوقاَت‪ ،‬يركن إلى ماَضيه‪ ..‬فيشغله الشــيطاَن باَلماَضــي‬
‫المشرق‪ ،‬ليلهيه عن الحاَل وعن المستقبل‪ ،‬ويقول له‪ :‬أنت كنت كذا وكذا‪ ..‬وباَلتــاَلي‪،‬‬
‫فإنه يرى لنفسه رصيداا كبيراا‪..‬‬

‫‪ -20‬إن قصة يوسف كلهاَ فرج بعد شدة‪ ،‬فهي تجربــة لبنــي آدم‪ ..‬وعليــه‪ ،‬فــإن علــى‬
‫النساَن أن ل يعيش اليأس في أسوء الحاَلت‪..‬‬

‫‪ -21‬إذا أردناَ أن نخاَطب رب العاَلمين‪ ،‬عليناَ أن نسلك هذا السلوك‪ ،‬وهو‪ :‬التحميــد‪،‬‬
‫والتعظيم‪ ،‬والتفخيم‪ ..‬ولهذا فإن المؤمن ل يدعو إل بعد أن يثآني على ا حق الثآنــاَء‪،‬‬
‫ثآم يصلي على أهل بيته‪ ،‬ثآم يدعو‪..‬‬

‫‪ -22‬نحذر النساَن العاَبد الذي ل عقل له‪ ،‬من الوقوع في خطر النحراف القاَتل في‬
‫يوم من الياَم‪..‬‬

‫‪ -23‬إن الذي يعيش حاَلة النحراف دهراا من حياَته‪ ،‬ثآم يعود إلى ا عز وجل؛ فــإن‬
‫ا ‪-‬تعاَلى‪ -‬يبدل سيئاَته حسناَت‪ ..‬أضف إلى أن حاَلة الخجل التي يعيشــهاَ‪ ،‬تجعلــه ل‬
‫يصاَب باَلعجب‪ ،‬إضاَفة إلى سرعة الدمعة عنده عندماَ يتذكر أياَم جاَهليته!‪..‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ -24‬إن على المؤمن أن يحذر حاَلة الخسران المستمرة في حياَته‪ ..‬بمعنى أنه يجــب‬
‫أن ينظر دائماَ إلى عمله‪ ،‬من خلل المراقبة الذاتية‪..‬‬

‫‪ -25‬ماَ هي علمة العمل المقبول؟‪ ..‬إن العمل المقبول‪ ،‬هو ذلك العمـل الـذي يعيـش‬
‫معه النساَن النتعاَش الروحي‪..‬‬

‫‪ -26‬إن النساَن عندماَ يزاول عمل مخلصاَ لوجه ا تعــاَلى؛ فــإنه يعيــش حاَلــة مــن‬
‫حاَلت النفحاَت اللهية؛ المصاَحبة للعمل‪ ،‬والرافعة لكل تحير واضطراب‪..‬‬

‫‪ -27‬إن الدعاَء قبل وقوع البلء لدفعه‪ ،‬أقوى من الــدعاَء بعــد نــزول البلء لرفعــه‪..‬‬
‫حيث أن المر يحتاَج في الحاَلة الثآاَنية لدعاَء مضاَعف‪..‬‬

‫‪ -28‬إن الــدعاَء قبــل مجيــء البلء أقــرب للخلص؛ لنــه يعــبر عــن حاَلــة الحــب‬
‫للحديث مع ا ‪-‬تعاَلى‪ -‬ل طلباَ لمتاَع عاَجل‪..‬‬

‫‪ -29‬عندماَ يدعو المؤمن في حاَل الشدة‪ ،‬ل يعيش حاَلة من الخجل والســتحياَء؛ لن‬
‫هذا هو ديدنه )يدعو في الرخاَء والشدة(‪ ..‬فهو ليس عبـدا انتفاَعيـاَ‪ ،‬ل يـدعو ربـه إل‬
‫في الشدائد‪..‬‬

‫‪ -30‬كل معصية هي ابتعاَد عن النور‪ ،‬وكلماَ امتد زماَن المعصية؛ كلماَ زاد البتعاَد‬
‫عن النور‪ ،‬إلى درجة ل يؤمل العودة إلى ذلك النور أبدا‪..‬‬

‫‪ -31‬كلماَ أذنب النساَن ذنباَ‪ ،‬اقترب مــن الظلمــة درجــة‪ ،‬إلــى حــد يصــل كمــاَ يعــبر‬
‫القرآن الكريــم‪} :‬إممذا أمحخــمرمج ميــمدهد ملــحم ميمكــحد ميمرامهــاَ{ِ‪ ..‬عندئــذ يتخبــط النســاَن فــي الظلم‬
‫الدامس‪ ،‬فل يعلم يمينه من شماَله‪..‬‬

‫‪ -32‬إن النفوس المطمئنة نفوس قليلة فــي عــاَلم الوجــود‪ ،‬كنفــس الحســين )ع(‪ ..‬أمــاَ‬
‫نفوسناَ نحن‪ ،‬فهي نفوس أماَرة أو لوامة‪ ..‬لذا على المؤمن أن يتخذ ساَعة من ليــل أو‬
‫ت‬‫ك إمبَني دكن د‬ ‫نهاَر‪ ،‬فيتشبه بنبي ا يونس )ع( فيسجد ويقرأ آية‪} :‬كل إملممه إملر مأن م‬
‫ت دسحبمحاَمن م‬
‫مممن الرظاَلممميمن{ِ‪ ..‬يكفي أن يقولهاَ مرة واحدة‪ ،‬ولكن باَنقطاَع شديد إلى ا عز وجل‪..‬‬

‫‪ -33‬إن من يريد السعاَدة المنشودة‪ ،‬والطمئناَن القلبي؛ فــإن هــذه الســعاَدة ل يمكنهــاَ‬
‫أن توجد‪ ،‬إل ضمن جو اليماَن‪ ،‬والعودة إلى واهب السعاَدة وخاَلقهاَ‪..‬‬

‫‪ -34‬ل يمكن أن تتحقق السعاَدة والطمئناَن فــي القلــب؛ إل بمراجعــة الوصــفة الــتي‬
‫جاَءت من مقبل مقبَلب القلوب‪ ،‬بل خاَلق القلب‪..‬‬

‫‪ -35‬إن النســاَن الخاَشــع‪ ،‬يســتلذ باَلصــلة‪ ،‬والحــديث مــع رب العــاَلمين‪ ..‬بحيــث ل‬


‫يقاَس إلى ذلك أية متعة من متع الحياَة الفاَنية‪..‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ -36‬إن الذي ل يخشى ول يخشع؛ هو إنســاَن ل يعــرف اــ‪ ،‬فمثآلــه فــي ذلــك كمثآــل‬
‫المنكر له في مقاَم العمل‪..‬‬

‫‪ -37‬إن النساَن الذي ل يفكوض أمره إلى ا تعاَلى‪ ،‬وكــذلك الــذي يخشــى قلبــه مــن‬
‫انقطاَع الرزق‪ ،‬والذي يخاَف المخلوق‪ ..‬هذا النساَن ل يعــد مؤمنــاَ ا بــاَل عــز وجــل؛‬
‫لنه لم يحقق السكينة والطمئناَن في حركة حياَته‪..‬‬

‫‪ -38‬إن المؤمن الذي يخشع في صلته‪ ،‬ويترك اللغو‪ ،‬ويحاَفظ على فرجه‪ ،‬و‪...‬الخ؛‬
‫ولكنه ل يراعي أماَنته‪ ..‬فإنه بعيد مـن رحمـة ا تعـاَلى‪ ،‬وينطبـق عليـه قـول النـبي‬
‫)ص(‪) :‬ملعورن ملعورن!‪ ..‬من ضكيع من يعول(‪..‬‬

‫‪ -39‬إن النســاَن فــي حيــاَته اليوميــة وإلــى أن يمــوت‪ ،‬ل بــد وأن يبتلــى بجهلــة مــن‬
‫أرحاَمه أو من غير أرحاَمه‪ ،‬في مجاَل عملــه أو فــي دائــرة معاَشــرته‪ ..‬والمــؤمن إذا‬
‫تنزل إلى هؤلء الجاَهلين‪ ،‬فإنه يتنزل إلى مستوى الجهاَل‪ ،‬ويشغل نفسه بعوالمهم‪..‬‬

‫‪ -40‬إن المؤمن إذا تجاَوز في حد من حدود اــ‪ ،‬فهــو بحــد ذاتــه تلــك الســاَعة ليــس‬
‫بمؤمن‪ ،‬ول وزن له‪ ..‬فلعله كاَن قبل ذلك من العباَد والزهاَد‪ ،‬وممــن لــه الــوزن قبــل‬
‫الغضب وبعده‪ ..‬فإذن‪ ،‬لماَذا يقيم النساَن وزناَ لماَ ل وزن له في حاَل الغضب؟‪..‬‬

‫‪ -41‬إن السـجود فـي حقيقتـه هـو السـجود الروحـي‪ ..‬فاَلسـجود حركـة قلبيـة‪ ،‬وهـذه‬
‫السجدة الظاَهرية هي حركة البدن‪ ..‬فاَلساَجدون ل عز وجل‪ ،‬والمحترفون الســجود‪،‬‬
‫هؤلء لهم عوالم ل تقدر ول توصف‪ ..‬فلهم سير إلى عاَلم الغيب‪..‬‬

‫‪ -42‬إن السجود في عرف الولياَء والصلحاَء‪ ،‬يعتبر ســياَحة روحيــة‪ ،‬ومــاَ أروعهــاَ‬
‫من سياَحة!‪ ..‬ل تكلف ماَلا ول تعبااَ‪ ،‬ومتاَحة في أية ساَعة من الساَعاَت‪..‬‬

‫‪ -43‬إن الدعاَء حركة القلب ل حركة اللساَن‪ ،‬فاَللساَن يكشف عمــاَ فــي القلــب‪ ..‬فــإذا‬
‫كاَن القلب خاَويااَ‪ ،‬فحركة اللساَن تكشف عن معنى ل وجود له‪..‬‬

‫‪ -44‬إن رتبة فراغ القلب من كــل شــاَغل ســواه‪ ،‬مــن أعظــم صــور البلــوغ النفســي‪،‬‬
‫والسير العرفاَني إلى ا عز وجل‪..‬‬

‫‪ -45‬إن النساَن الذي يقوم بأنواع العباَدات‪ ،‬وأنـواع المجاَهـدات‪ :‬سـيفااَ‪ ،‬أو قلمـااَ‪ ،‬أو‬
‫ل‪ ،‬أو قدمااَ‪ ..‬ولككن له قلباَ مضطرباَ‪ ،‬وقلباَ يخشى المستقبل‪ ،‬ويقلق علـى الماَضـي‪،‬‬ ‫قو ا‬
‫وغير مستقر‪ ..‬فهذا القلب مقطوع الصلة بعاَلم الغيب‪ ،‬ول صلة له باَل عز وجل‪..‬‬

‫‪ -46‬إن هناَك فرقاَ بين أن يخاَف النساَن عذاب ربه‪ ،‬وبين أن يخشى ربه‪..‬‬

‫‪ -47‬إن من صكغر الشهوات؛ يراهاَ صغيرة جداا‪ ..‬ولهــذا فــإن المــؤمن ل يعــاَني مــن‬
‫ترك الشهوات أبداا؛ لنهاَ حقـيرة فـي باَطـنه‪..‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -48‬إن الترتيب الطبيعي للكماَل هو‪ :‬القلب السليم‪ ،‬والمجاَهدة العظيمة جدا‪ ،‬ومن ثآم‬
‫الصدقة الجاَرية العظيمة‪..‬‬

‫‪ -49‬قد يكون النساَن ‪-‬حسب الظاَهر‪ -‬خاَلي القلب مـن الشــرك‪ ،‬وحـب المعاَصـي‪..‬‬
‫ولكن له في الدنياَ نقاَط حب وتعلق؛ فكلماَ أراد أن يتوجه إلى ا عز وجل‪ ،‬تأتي هذه‬
‫النقاَط لتكون حاَجباَ بينه وبين ا عز وجل‪..‬‬

‫‪ -50‬إن المقاَماَت ل دتعطى جزافاَ‪ ..‬فاَلذي يريد درجة عند ا عــز وجــل‪ ،‬ويريــد أن‬
‫يكسب هذه الدرجة في زاوية المسجد‪ ،‬أو في هدوء المنزل‪ ،‬وبأعماَل ل تكلفــه كــثآيرا‬
‫من المجاَهدة‪ ..‬فإن هذا ل يصل إلى درجة‪ ،‬وإنماَ ديعطى الجــر يــوم القياَمــة‪ ..‬ولكــن‬
‫مقاَماَت الخواص‪ :‬الخلة‪ ،‬والقرب المتميز‪ ،‬ل بد فيــه مــن المرحلــتين‪ :‬مرحلــة القلــب‬
‫السليم‪ ،‬ومرحلة الجهاَد العظيم‪ ..‬وحينئرذ ماَ أحلهاَ من جاَئزة إلى يوم القياَمة!‪..‬‬

‫‪ -51‬إن ا ‪-‬عز وجل‪ -‬هو الذي يحول بين الشيطاَن وبين قلوب عباَده‪ ،‬فإذا أراد أن‬
‫يخذل عبده رفع تلك الحماَية‪ ..‬فعندئذ يأتي الشيطاَن‪ ،‬ويعشعش في وجوده‪..‬‬

‫‪ -52‬إن النساَن الذي له شيطاَن قرين‪ ،‬وهذا القتران في الذات‪ ،‬وفي الباَطن‪ ..‬هــل‬
‫هذا النساَن تنفعه المساَجد‪ ،‬والمجاَلس؟‪ ..‬وهل تنفعه المواعظ؟‪ ..‬وهل تنفعــه الثآقاَفــة‬
‫العاَمة‪ ،‬والكتاَب؟‪ ..‬وهل تنفعه العباَدة؟‪ ..‬إذا كاَن من الداخل ل هوية له‪ ،‬فمــاَذا ينفعــه‬
‫الوجود الخاَرجي؟!‪..‬‬

‫‪ -53‬إن هناَك من يقول‪ :‬ربي ا ‪-‬مليين المرات‪ -‬ولكن ل يدخل في قلبه شيء مــن‬
‫الطمئناَن‪ ،‬ول ينتفي عنه الخوف والحزن!‪..‬‬

‫‪ -54‬إن النساَن الذي يعيش مشاَعر العبودية؛ فــإن لهــذا الحســاَس رصــيدا فكريــاَ‪..‬‬
‫فهو يعيش مشاَعر العبودية؛ لنه يرى أن هناَك مولوية وربوبية في الوجود‪..‬‬

‫‪ -55‬يلحظ على بعض المــؤمنين التذبــذب والــتراجع‪ ،‬والتقــدم والتــأخر‪ :‬فــتراه ليلــة‬
‫القدر يترقى‪ ،‬ثآم ينزل‪ ،‬ثآم يترقى في موسم الحج‪ ،‬ثآم ينزل‪ ،‬ثآم يترقى‪ ....‬وهكذا‪ ،‬إنماَ‬
‫يكون كذلك؛ لن ليس له قاَنون أساَسي‪..‬‬

‫‪ -56‬إن الشيطاَن في كل يــوم ينصــب للمــؤمن فخــاَ‪ ،‬وتجــاَوز هــذا الفــخ يحتــاَج إلــى‬
‫معاَملة جديدة في كل يوم‪ ..‬ولهذا‪ ،‬فإن المؤمن ل ينفك عن الصراع اليومي‪..‬‬

‫‪ -57‬إن الشخص الذي يعيش دون خوف من المستقبل‪ ،‬ودون حزن من الماَضــي أو‬
‫الحاَضر؛ فمعنى ذلك أنه إنساَن يعيش في قمــة الســعاَدة النفســية‪ ،‬ويطيــر فــي أجــواء‬
‫علياَ‪ ،‬هؤلء هم أصحاَب الجنة!‪ ..‬فمع أنهم في الدنياَ‪ ،‬ولكنهــم يعيشــون أجــواء الجنــة‬
‫ونعيمهاَ‪ ،‬ويمتلكون مشاَعر أهل الجنة!‪..‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -58‬إن غاَية منى الساَلكين إلى ا عز وجل‪ ،‬أن يصــلوا إلــى درجـة يكونـون بعيــن‬
‫ا‪ ،‬ويكونون تحت رعاَية ا‪..‬‬

‫‪ -59‬إن عليناَ أن ل ننسـى مرحلـة الصـطناَع عنـد اـ عـز وجـل‪ ،‬وهـي أن يكـون‬
‫النساَن مصطنعاَ في عين ا عز وجل‪ ،‬وأن يكون كـبيرا فــي عيــن اــ عــز وجــل‪،‬‬
‫وأن يكون مرضياَ عند ا عز وجل‪ ..‬وإن لم يعترف به أحد من البشر‪.‬‬

‫‪ -60‬إن النساَن المؤمن ل يهمه الصيت‪ ،‬ول التأثآير الجتماَعي‪ ..‬فإذا أراد اــ عــز‬
‫وجل‪ ،‬يفتح له سبيل التأثآير في الناَس‪ ..‬وقد يصطفيه لنفسه‪ ،‬ويلقي عليه عمدا عنصر‬
‫الكتماَن والجهاَلة‪ ،‬ليبقى مجهولا بين الناَس‪ ..‬ولهــذا دأمرنــاَ أن ل نحتقــر أحــداا‪ ،‬فلعلــه‬
‫الولي عند ا عز وجل‪..‬‬

‫‪ -61‬إن المؤمن كلماَ زيد في إيماَنه‪ ،‬زيد في بلئه‪..‬‬

‫‪ -62‬إن الذي يريد أن يكون بعين ا عز وجل‪ ،‬عليه أن يسلب من نفسه كل إرادة‪..‬‬

‫‪ -63‬إن النســاَن الــذي تكــون لــديه إرادة‪ ،‬ويحــب أن يصــل إلــى اــ ‪-‬عــز وجــل‪-‬‬
‫بتخطيطه هو؛ فإن هذا ليس من التكاَمل في شيء‪..‬‬

‫‪ -64‬إن المؤمن مشغول باَلتسبيح من الصباَح إلى المساَء‪..‬‬

‫‪ -65‬إن النساَن المؤمن قد يعيش حاَلة اللتسبيح‪ ،‬ويتهم ا في قضاَئه‪ ..‬هو مستسلم‬
‫وصاَبر لحكم ربه؛ ولكنه يعيش في أعمــاَقه حاَلـة عـدم الرضــاَ‪ ..‬وباَلتــاَلي‪ ،‬فـإن هــذا‬
‫غير مسبح‪ ،‬ولم ينزه ا حق التنزيه‪ ،‬فهو يتهمه ل شعورياَ بأنه غير رؤوف‪ ،‬وغيــر‬
‫حكيم‪ ،‬وغير لطيف‪..‬‬

‫‪ -66‬إن النساَن الذي عندماَ تأتيه بلية‪ ،‬ويتمنى في قرارة نفسه أنــه لــو لــم تــأته هــذه‬
‫البلية المقدرة منه سبحاَنه‪ ..‬فكأنه يقول لربه ‪-‬ســواء اعــترف بــذلك‪ ،‬أم لــم يعــترف‪:-‬‬
‫ياَرب!‪ ..‬لو لم تفعــل‪ ،‬لكــاَن أفضــل‪ ،‬وأحكــم‪ ..‬وهــذا هــو معنــى عــدم التنزيــه‪ ،‬وعــدم‬
‫التسبيح الحقيقي‪..‬‬

‫‪ -67‬إن من معاَني التسبيح‪ :‬أن يتحول النساَن المؤمن إلى موجود إيماَني‪ ،‬ل يعيش‬
‫أدنى درجاَت التبرم باَلقضاَء والقدر في سويداء قلبه‪ ..‬فهو يحب كل ماَ يأتي مــن اــ‬
‫عز وجل‪ ،‬وإن كاَن مكروهاَ لديه‪ ..‬ومن هناَ التسبيح الحقيقي‪ ،‬يدفع كــل هــذه الفــاَت‬
‫الباَطنية‪..‬‬

‫‪ -68‬إذا أراد المؤمن أن يصل إلى مرحلة الكون بعين ا عز وجل‪ ،‬عليــه أن يتــبرأ‬
‫من كل حول ومن كل قوة‪ ..‬ويكون بين يــدي اــ ســبحاَنه كاَلعبــد المملــوك‪ ،‬الــذي ل‬
‫يملك لنفسه نفعاَ ول ضرا‪..‬‬

‫‪90‬‬
‫ف عمــاَ ل‬
‫‪ - 70‬إن القــرآن الكريــم مليــء بــاَلمر بــاَلتقوى‪ ،‬وليســت التقــوى إل الكــ ر‬
‫ديرضي ا عز وجل‪ :‬عملا باَلواجب‪ ،‬وإنتهاَاء عن المحرم‪..‬‬

‫‪ -71‬إن المر باَلتقوى خطاَب للمسلمين وللمؤمنين‪} :‬مياَ أمبيمهاَ الرمذيمن آممدنوا ارتقدــوا ر م‬
‫اــ{ِ‪..‬‬
‫أماَ عندماَ يصل المر إلى المحاَسبة‪ ،‬فإننــاَ نلحــظ تغييــرا فــي لحــن اليــة‪} :‬موحلمتن د‬
‫ظــحر‬
‫ت لممغرد{ِ‪ ..‬لكن مراقبة النفس أمرر صعب‪ ،‬فهو أمرر ل يلتفــت إليــه الخلــق‪..‬‬ ‫منحف ر‬
‫س رماَ مقردمم ح‬
‫وكأن هذه النفوس التي تنظر إلى مــاَ قــدمت لغــد‪ ،‬نفــوس فــي غاَيــة القلــة وفــي غاَيــة‬
‫الندرة‪..‬‬

‫‪ -72‬كيف للنساَن أن يتقي غضــب اــ ‪-‬عــز وجــل‪ -‬وهــو ل ينظــر إليــه‪ ،‬ول يهتــم‬
‫بمراقبته؟‪ ..‬فيعصيه‪ ،‬وقد جعله أهون الناَظرين إليه!‪ ..‬وعليه‪ ،‬صحيح أن التقوى هي‬
‫تكليف الجميع‪ ،‬ولكن هذه التقوى ل تتكاَمل ول تعطي ثآماَرهاَ المرجوة‪ ،‬إل باَلمراقبة‬
‫والمحاَسبة‪ ..‬يقول الكاَظم )ع( كماَ في الرواية‪) :‬ليس مناَ ممن لم يحاَسب نفسه في ككل‬
‫يوم(‪..‬‬

‫ام مفمأنمساَدهحم مأنفدمسدهحم أ دحوملمئمك دهدم احلمفاَمسدقومن{ِ‪ ،‬إن نسياَن ا‬


‫‪} -73‬مومل متدكودنوا مكاَلرمذيمن مندسوا ر‬
‫‪-‬عز وجل‪ -‬قد يجتمع مع الطاَعة‪ ..‬حيث أن البعض قد يطيـع رب العـاَلمين‪ ،‬فيصـلي‬
‫ويتعود على الصلة‪ ..‬فيصبح وجودا تلقاَئياَ يعبد ا عكز وجكل‪ ،‬ولكنه ل يعيــش حاَلــة‬
‫الذكر الدائم ول المتقطع‪ ..‬فإذن‪ ،‬إن نسياَن ا ‪-‬عز وجل‪ -‬يكون تاَرة بعدم العتراف‬
‫به والتحدي؛ وهو الكفر‪ ..‬وتاَرة يكون في مقاَم العمل‪ ،‬ومن مناَ يــذكر هــذه الصــورة‬
‫الدعظمى في الوجود؟‪ ..‬هــذا الوجــود الحقيقــي الــذي ل يســاَويه وجــود!‪ ..‬فكــل وجــود‬
‫رشحة من رشحاَت فيضه!‪ ..‬ممن مناَ يذكر ا عز وجل؟‪..‬‬

‫‪ -74‬إن نسياَن ا عكز وجكل‪ ،‬سوف يدعو النساَن إلى نسياَن نفسه بــترك المراقبــة‪..‬‬
‫النساَن الذي ل يراقب نفسه‪ ،‬قــد نســي نفســه‪ ..‬ولهــذا‪ ،‬فــإن النســاَن المصــلي الــذي‬
‫يصلي بقلب غاَفل‪ ،‬هو إنساَن نسي نفسه‪..‬‬

‫‪ -75‬إن نسياَن ا عز وجل‪ :‬إماَ هو فسرق خفي‪ ،‬أو مقدمة لفسق جلكي‪..‬‬

‫‪ -76‬إن التدبر في القرآن الكريم‪ ،‬هو مفتاَح التكاَمل‪..‬‬

‫‪ -77‬إن كلمة }تباَرك{ِ في سورة تباَرك هـي وصـف لـ تعـاَلى‪ ،‬أي ذلـك الـرب هـو‬
‫الـذي تصــدر منـه البركـاَت الكــثآيرة‪ ..‬ويجـب أن نتأسـى بـاَل ‪-‬عــز وجــل‪ -‬فـي هـذه‬
‫الصفة‪..‬‬

‫‪ -78‬إن من صفاَت المؤمن‪ ،‬أنــه وجــود مبــاَرك ومثآمــر أينمــاَ حــكل ونــزل‪ ،‬وفــي أي‬
‫دائرة يوضع فيهاَ‪ ،‬لنه مرتبط باَل تعـاَلى‪ ..‬ف اَل تبـاَرك‪ ،‬والمـؤمن تبـاَرك‪ ..‬ومعنـى‬
‫ذلك أن اــ ‪-‬تعــاَلى‪ -‬تصـدر منــه الخيــرات الكــثآيرة‪ ،‬وخيـرات اــ ‪-‬عــز وجـل‪ -‬لهـاَ‬
‫أسباَب‪ ..‬والمؤمن المنتقى والمصطفى هو من مجاَري بركاَت ا‪..‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ -79‬إن الموت في نظر الناَس فناَء‪ ،‬وعدم‪ ،‬وصيرورة إلــى الــتراب‪ ..‬ولكــن القــرآن‬
‫يقول‪ :‬ل‪ ،‬ليس كذلك‪ ،‬بل العكس!‪ ..‬فقد ذكر الموت قبــل الحيــاَة؛ لن المــوت أشــرف‬
‫من الحياَة‪ ،‬فهو انتقاَل للثآمرة‪..‬‬

‫‪ -80‬إن الموت باَلنسبة للمؤمن‪ ،‬هــو النتقــاَل إلــى قاَعــة الحتفــاَلت الكــبرى‪ ،‬لخــذ‬
‫الجاَئزة من ا تعاَلى‪ ..‬فشوقه للموت‪ ،‬أكثآر من شوقه للحياَة!‪..‬‬

‫‪ -81‬إن على المؤمن أن ل يصاَب باَليــأس‪ ،‬إن لــم يفعــل الخيــرات‪ ،‬ولــم يتمكــن مــن‬
‫النفاَق‪ ..‬ولكن المهم هو أن يقدم أحسن العماَل‪ ،‬وإن كــاَن بســيطاَ؛ فــإن هــذا العمــل‬
‫يتقبله ا تعاَلى‪..‬‬

‫‪ -82‬إن النساَن لو عاَش من دون فتنة فــي هـذه الــدنياَ؛ ســيكون سـريع السـترخاَء‪،‬‬
‫والتثآاَقل إلى الرض‪ ..‬فاَلبلء في حياَة المؤمن‪ ،‬بمثآاَبة الشوك على الرض‪..‬‬

‫‪ -83‬إن الشيطاَن جعل للمؤمن طعماَ ا في فــخ‪ ،‬وفــخ المــؤمن إنمــاَ هــي الــدنياَ بمتعهــاَ‬
‫وشهواتهاَ‪ ..‬وهذه الشواك الناَبتــة ل تجعــل المــؤمن يســتلقي علــى الرض ويتثآاَقــل‪،‬‬
‫فكلماَ أراد أن ينسى ا ‪-‬عز وجل‪ -‬وإذا بصفعة مــن عــاَلم الغيــب‪ :‬فــي بــدنه‪ ،‬أو فــي‬
‫ماَله‪ ،‬أو أهله‪ ،‬أو أمنه‪ ،‬أو سلمته‪..‬‬

‫‪ -84‬إن البلء الذي ل يفقد المرء التوكجه إلى ا عز وجل‪ ،‬والذي ل يمنع من عباَدة‬
‫ا عز وجل؛ فهذا ليس ببلء‪..‬‬

‫‪ -85‬إن المؤمن يوم القياَمة يتمنــى لــو لــم تســتجب لــه دعــوة واحــدة‪ ،‬لمــاَ يــرى مــن‬
‫التعويض في ذلك العاَلم‪..‬‬

‫‪ -86‬إن أصحاَب البلء المستمر‪ ،‬يعيشون في جــو مــن الرحمــة اللــــهية المبطنــة‪..‬‬
‫ولطاَلماَ رأيناَ أنواعاَ من التوفيق‪ ،‬يحصل عليهاَ هؤلء بعد فترة من البلء‪..‬‬

‫‪ -87‬إن المؤمن يجب أن ل يتبرم من البلء‪ ،‬ولكن بشرط أن ل يكون هــو ســبباَ ا فــي‬
‫ذلك البلء‪ ..‬فاَلنساَن الذي يسقط نفسه في المهاَلك‪ ،‬يكون قد خاَلف قــول اــ تعــاَلى‪:‬‬
‫}مولم دتحلدقوحا مبأ محيمديدكحم إمملى الرتحهل دمكمة{ِ‪ ..‬فإذا أهلك نفسه‪ ،‬فلله ‪-‬عز وجل‪ -‬أن ل يــؤجره علــى‬
‫ذلك‪ ،‬إل تكرماَ ا ولطفاَ ا وفض ا‬
‫ل‪..‬‬

‫‪ -88‬إن الدنياَ ل ذنب لهاَ‪ ،‬فاَلدنياَ عباَرة عن مــواد خــاَم غيــر ناَطقــة‪ ..‬والــذي يحــكول‬
‫الدنياَ إلــى أداة للفســاَد‪ ،‬أو إلــى أداة للصــلح‪ ،‬يعتمــد علــى طبيعــة الرتبــاَط‪ ،‬وكيفيــة‬
‫تعاَمل النساَن مع الدنياَ‪ ،‬هل هو تعاَمل من اتخذ الدنياَ مزرعة للخرة؟‪..‬‬

‫‪ -89‬إن الــدنياَ بصــخبهاَ وفتنتهــاَ وضــجيجهاَ‪ ،‬تجمــع شــهوات الــدنياَ‪ ..‬ويجــب علــى‬
‫النساَن أن ل يعطي الدنياَ أكبر من حجمهاَ‪ ،‬بحيث تستبدل بهاَ الخرة‪..‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ -90‬إن النساَن إذا حكول تعاَمله مع أهله وولده وماَله إلــى تعاَمــل إســلمي شــرعي‪،‬‬
‫فقد أمن من كيد الشيطاَن؛ لن الشـيطاَن يـأتي مـن هـذه البـواب المعروفـة‪ :‬النسـاَء‪،‬‬
‫والبنيـن‪ ،‬والمـوال‪ ..‬فهــذه ثآلثآــة أبــواب رئيسـية‪ ،‬إذا جعـل النسـاَن علـى كــل بـاَب‬
‫رصيداا‪ ،‬ومحاَسبااَ‪ ،‬ورقيبااَ‪ ،‬فبإمكاَنه أن يتجاَوز هذه المراحل بنجاَح‪..‬‬

‫‪ -91‬من رأى بأن سلوكه في هذه الدنياَ حسب الظــاَهر ســلوك مرضــي‪ ،‬وعــاَش فــي‬
‫أعماَق وجوده الرضاَ بقضاَء اـ وقـدره؛ فعندئـرذ هـو فـي الـدنياَ يعيـش حـاَلت أهـل‬
‫الجنة‪ ،‬ول يهمه أن يفقد شيئاَ من متاَع الدنياَ‪..‬‬

‫‪ -92‬إن على المؤمن أن يدعو ا عز وجل‪ ،‬أن ل يعطيه مـن الـدنياَ‪ ،‬م اَ يـوجب لـه‬
‫النشغاَل عن ا سبحاَنه وتعاَلى‪..‬‬

‫‪ -93‬إن اللساَن الذاكر جيد‪ ،‬ولكن اللساَن الذاكر يتوقف‪ ..‬أماَ إذا تحول النســاَن إلــى‬
‫روح ذاكرة‪ ،‬وإلى قلب ذاكر‪ ،‬فماَ دام ينبض باَلحياَة؛ فهو ينبض باَلذكر‪..‬‬

‫‪ -94‬لماَذا عاَمة الناَس يذكرون ا في المسجد‪ ،‬وإذا خرجوا نسوا اــ عــز وجــل؟‪..‬‬
‫ولماَذا عاَمة الحجاَج يذكرون ا في أيــاَم معــدودات أو أيــاَم معلومــاَت‪ ،‬فـإذا رجعــوا‬
‫إلــى أوطــاَنهم نســوا اــ عــز وجــل؟‪ ..‬إن ســبب ذلــك لعــدم وجــود الرصــيد الثآــاَني‪،‬‬
‫ت مهمذا مباَمط ا‬
‫ل{ِ‪..‬‬ ‫ت موالمحر م‬
‫ض مرربمناَ مماَ مخلمحق م‬ ‫}موميمتمفركدرومن مفي مخحلمق الرسمماَموا م‬

‫‪ -95‬إن المؤمن إذا احتكم إلى الشريعة‪ ،‬عليه أن يخضع أول خاَرجياَ ثآم باَطنيــاَ‪ ،‬أي‬
‫أنه يعيش حاَلة الستسلم التاَم لرأي الشريعة‪ ..‬وهذه الحاَلــة ل يمكــن أن تتحقــق‪ ،‬إل‬
‫إذا عاَش النساَن جو العبودية الكاَملة ل عز وجل‪..‬‬

‫‪ -96‬إذا عمل النساَن يوماَ بحكم الشريعة‪ ،‬وهو يعيش التثآاَقل‪ ..‬فمعنــى ذلـك أن هـذا‬
‫النساَن ملحق بجماَعة من المناَفقين‪..‬‬

‫‪ -97‬إن النفــس المــاَرة باَلســوء‪ ،‬هــي النفــس الــتي لــم تخــرج مــن فلــك الشــهوات‬
‫والملذات‪ ،‬لدرجة أنهاَ أصبحت أسيرة تلك الشهوات‪..‬‬

‫‪ -98‬إن النفس اللوامة‪ ،‬هي النفس التي ماَ زالت في حاَلـة تجـاَذب بيـن الهـدى وبيـن‬
‫الهوى‪ ..‬فهي تعيش حاَلة وســطية بيــن بــرزخ النفــس المــاَرة باَلســوء‪ ،‬وبيــن النفــس‬
‫المطمئنة‪..‬‬

‫‪ -99‬إن النفس المطمئنة وهي آخر مراتب الكماَل البشري‪ ،‬الــتي يصــل إليهــاَ البشــر‬
‫من خلل تهذيب الروح‪ ،‬لخراجهاَ من عاَلم الماَرية إلــى عــاَلم اللواميــة‪ ..‬ومــن ثآــم‬
‫السعي للتشبه بتلك النفوس المطمئنة‪..‬‬

‫‪ -100‬ل بد لناَ أن نعلم أن رضوان ا تعاَلى‪ ،‬ليس أمرا جزافيــاَ بعيــد المنــاَل‪ ..‬إنمــاَ‬
‫النساَن هو الذي بيده أن يرسم هذا الرضوان‪..‬‬
‫‪93‬‬
‫كتب أنصح بقرائتها‬

‫هناَك بعض الكتب القيمة الرائعــة الــتي قرائتهــاَ و أنصــح اخــواني بقرائتهــاَ‬
‫وهي متوفرة في المكتباَت و متوفرة على النترنت و هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬كيمياَء المحبة ‪ ) .‬تأليف محمد الريشهري(‪.‬‬
‫‪ -2‬الكماَلت الروحية عن طريق اللقاَء بصاَحب الزماَن عج ‪).‬تأليف السيد حسن‬
‫البطحي(‬

‫‪ -3‬النفس المطمئنة )تأليف السيد الشهيد عبدالحسين دستغيب(‪.‬‬

‫‪ -4‬معراج الروح )تأليف السيد حسن البطحي (‪.‬‬

‫‪ -5‬قصص و خواطر )للشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني(‪.‬‬

‫‪ -6‬علماَت أهل السر و كنوز العاَرفين ) علي المقدادي الصفهاَني( ‪.‬‬

‫‪ -7‬ثآواب العماَل و عقاَبهاَ )للشيخ الصدوق رحمه ا(‪.‬‬

‫‪ -8‬بركاَت وآثآاَر الصلة على النبي وآله الطهاَر )تأليف الشيخ علي البراهيمي(‪.‬‬

‫‪ -9‬زياَرة عاَشوراء واثآاَرهاَ العجيبة )للمؤلف السيد علي الموحد البطحي‬


‫الصفهاَني( ‪.‬‬

‫‪ -10‬قصص النبياَء )تأليف السيد نعمة ا الموسوي الجزائري( ‪.‬‬

‫‪ -11‬بين يدي الستاَذ )تأليف السيد حسن البطحي( ‪.‬‬

‫الخاتمتتتة‬
‫أرجو أن أكون وفقت في كتاَبي هذا لتوضـيح بعـض خطـوات السـلوك إلـى اـ‬
‫سبحاَنه و تعاَلى ‪ ،‬و قد بــذلت جهــدي مــع قلــة البضــاَعة و كــثآرة الضــاَعة مــع‬
‫علمــي بفهمــي القاَصــر و فكــري الفــاَتر و عزمــي الخــاَئر ‪ ،‬و لكــن ل يســقط‬
‫الميسور باَلمعسور و إلى ا عاَقبة المــور ‪ ،‬و اســئل اــ ســبحاَنه و تعــاَلى أن‬
‫يتقبله مني بأحسن قبول بجاَه محمد و آله الطيبين الطاَهرين صلوات اــ عليهــم‬
‫‪94‬‬
‫اجمعين ‪ ،‬و أن يكون فيه ماَ يفيد المؤمنين و المؤمناَت و اختم كتاَبي بدعاَء أهل‬
‫البيت المعمور ‪:‬‬

‫دعاء أهل البيت المعمور‬


‫نقل عن عدة الداعي ‪ -‬عن عمر بن شعيب عن ابيه عــن جــده عــن النــبي صــلى اــ‬
‫عليه واله‪ :‬أن جبرئيل نزل عليه بهذا الدعاَء من السماَء ونزل عليه ضاَحكاَ مستبشرا‬
‫فقاَل‪ :‬السلم عليك‪ :‬ياَ محمد صلى ا عليـه والــه قـاَل‪ :‬وعليـك الســلم يـاَ جبرئيـل‬
‫فقاَل‪ :‬أن ا عز و جل بعث إليــك بهديــة فقــاَل و مــاَ تلــك الهديــة يــاَ جبرئيــل قــاَل‪:‬‬
‫كلماَت مع كنوز العرش أكرمك ا بهاَ قاَل‪ ،‬وماَ هــن يــاَ جبرئيــل قــاَل‪ :‬قــل يــاَ مــن‬
‫أظهر الجميل وستر القبيح ياَ من لم يؤاخذ باَلجريرة ولم يهتك الستر ياَ عظيم العفو‬
‫ياَ حسن التجاَوز ياَ واسع المغفرة ياَ باَسط اليدين باَلرحمة ياَ صــاَحب كــل نجــوى‬
‫وياَ منتهى كل شكوى ياَ كريم الصفح ياَ عظيم المن ياَ مبتدئاَ باَلنعم قبل استحقاَقهاَ‬
‫ياَ سيدناَ ياَ ربناَ ياَ مولناَ ياَ غاَية رغبتناَ أسئلك ياَ ا أن ل تشوه خلقي باَلناَر ‪.‬‬

‫فقاَل رسول ا صلى ا عليه و آله لجبرئيل ‪ :‬ماَ ثآواب هذه الكلمــاَت قــاَل‪ :‬هيهــاَت‬
‫هيهاَت أنقطع العلم لو اجتمع ملئكة ســبع ســماَوات وســبع ارضــين علــى أن يصــفوا‬
‫ثآواب ذلك الى يوم القياَمة ماَ وصفوا من كل جزء جزئاَ واحدا فإذا قاَل العبد يــاَ مــن‬
‫اظهر الجميل وستر القبيح ستره ا ورحمه في الدنياَ وجمرـله في الخرة وســتر اــ‬
‫عليه ألف ستر في الدنياَ والخرة‪ ،‬وإذا قاَل يــاَ مــن لــم يؤاخــذ بــاَلجريرة ولــم يهتــك‬
‫الستر لم يحاَسبه ا يوم القياَمة ولم يهتك ستره يوم تهتك الستور‪ ،‬وإذا قاَل ياَ عظيم‬
‫العفو غفر ا لــه ذنــوبه و لــو كــاَنت خطيئتــه مثآــل زبــد البحــر‪ ،‬وإذا قــاَل يــاَ حســن‬
‫التجاَوز تجاَوز ا عنه حتى السرقة وشرب الخمر و أهاَويل الدنياَ وغيــر ذلــك مــن‬
‫الكباَئر وإذا قاَل ياَ واسع المغفرة فتح ا عز و جل له سبعين باَباَ مــن الرحمــة فهــو‬
‫يخوض في رحمة ا عز و جل حتى يخرج من الــدنياَ ‪ ،‬وإذا قــاَل يــاَ باَســط اليــدين‬
‫باَلرحمة بسط ا يده عليه باَلرحمة‪ ،‬وإذا قاَل ياَ صاَحب كل نجوى وياَ منتهــى كــل‬
‫شكوى أعطاَه ا من الجر ثآواب كل مصاَب وكل ساَلم وكل مريــض وكــل ضــرير‬
‫وكل مسكين وكل فقير وكل صاَحب مصيبة الى يوم القياَمة‪ ،‬وإذا قاَل ياَ عظيم المن‬
‫أعطاَه يوم القياَمة منيته ومنية الخلئق وإذا قاَل يـاَ كريــم الصــفح أكرمــه اـ تعـاَلى‬
‫كرامة النبياَء‪ ،‬وإذا قاَل ياَ مبتدئاَ باَلنعم قبل استحقاَقهاَ أعطاَه ا من الجر بعدد من‬
‫شكر نعماَه وإذا قاَل ياَ ربناَ و ياَ سيدناَ قاَل ا تباَرك وتعــاَلى‪ :‬اشــهدوا ملئكــتي أنــى‬
‫قد غفرت له وأعطيته من الجر بعدد من خلقته في الجنة والناَر والسماَوات السبع و‬
‫الرضيين السبع والشمس والقمر والنجــوم وقطــر المطــاَر وأنــواع الخلــق والجبــاَل‬
‫والحصى والثآرى وغير ذلك والعرش والكرسي‪ ،‬خلقته في الجنة والناَر والســماَوات‬
‫السبع والرضيين السـبع والشـمس والقمـر والنجـوم وقطـر المطـاَر وأنـواع الخلـق‬
‫والجباَل والحصى والثآرى وغير ذلك والعرش والكرسي‪ ،‬وإذا قــاَل يــاَ مولنــاَ ملــئ‬
‫ا قلبه من اليماَن‪ ،‬وإذا قاَل ياَ غاَية رغبتـاَه أعطـاَه ا يـوم القياَمـة رغبتـه ومثآـل‬
‫رغبة الخليق‪ ،‬وإذا قاَل أسئلك ياَ ا أن ل تشوه خلقي باَلناَر قاَل الجباَر جل جلله‪:‬‬
‫‪95‬‬
‫أستعتقني عبدي من الناَر اشهدوا ملئكتي أنى قــد أعتقتــه مــن النــاَر و أعتقــت أبــويه‬
‫وأخواته وأهلــه و ولــده و جيرانــه‪ ،‬وشــفعته فــي ألــف رجــل ممــن وجبــت لهــم النــاَر‬
‫وأجرتــه مــن النــاَر‪ ،‬فعلمهــن يــاَ محمــد المتقيــن‪ ،‬ول تعلمهــن المنــاَفقين فأنهــاَ دعــوة‬
‫مستجاَبة لقاَئلهن أنشاَء ا تعــاَلى‪ .‬وهــو دعــاَء أهــل الــبيت المعمــور حــوله إذا كــاَنوا‬
‫يطوفون به ‪.‬‬

‫و نظراا لوجود أختلف بسيط بين الرواياَت في نص الـدعاَء ‪ ،‬فقـد أخـترت أنـاَ اورد‬
‫نص الدعاَء حسبماَ جاَء في بحاَر النوار ‪:‬‬

‫ياَ من أظهر الجميل و ستر القبيح ياَ مــن لــم يؤاخـذ بـاَلجريرة و لــم يهتـك السـتر يــاَ‬
‫عظيم العفو ياَ حسن التجاَوز ياَ باَسط اليدين باَلرحمة ياَ صاَحب كل حاَجة ياَ واسع‬
‫المغفرة ياَ مفرج كل كربة ياَ مقيل العثآرات ياَ كريم الصفح ياَ عظيم المن ياَ مبتــدئاَ ا‬
‫باَلنعم قبل استحقاَقهاَ ياَ رباَه ياَ سيداه ياَ غاَية رغبتاَه أسألك بك و بمحمــد ص و علــي‬
‫و فاَطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمــد‬
‫و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن‬
‫علي و القاَئم المهدي الئمة الهاَدية ع أن تصلي على محمد و آل محمــد و أســألك يــاَ‬
‫ل ياَ ل أل تشوه خلقي باَلناَر و أن تفعل بي ماَ أنت أهله ‪(1) .‬‬
‫‪--------------------------------------‬‬
‫)‪ (1‬ورد فتتي بحتتار النتتوار ج ‪ 83‬ص ‪ / 75‬البلتتد الميتتن ص ‪ / 18‬عتتدة التتداعي ص ‪ / 337‬مصتتباح‬
‫الكفعمي ص ‪29‬‬

‫تم بحمد ا النتهاَء من تأليفه في الساَبع والعشرين من شهر محرم الحرام لعاَم‬
‫‪ 1431‬من الهجرة و صلى ا على محمد و آله الطيبين الطاَهرين و آخر‬
‫دعواناَ أن الحمدل رب العاَلمين‪.‬‬

‫الفهتتتتتتتتتتتترس‬

‫الموضــــــوع‬ ‫صفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫صفحة‬


‫دواء السرطــــــاَن‬ ‫‪51‬‬ ‫الهــــــــــداء‬ ‫‪3‬‬
‫ثآواب الحساَن إلى ذرية الزهراء ع‬ ‫‪52‬‬ ‫البداية‬ ‫‪4‬‬
‫الفوز بشفاَعة النبي ص‬ ‫‪52‬‬ ‫إن ا يحبك‬ ‫‪5‬‬
‫الحساَن إلى العلويين يقضي الحوائج‬ ‫‪52‬‬ ‫أفضل العباَدات‬ ‫‪6‬‬
‫‪96‬‬
‫الحث على صلة العلويين‬ ‫‪53‬‬ ‫حسن الظن باَل مفتاَح الخيرات‬ ‫‪7‬‬
‫محب العلويين في الجنة‬ ‫‪53‬‬ ‫رجل مفلوج لكنه شكور‬ ‫‪9‬‬
‫أصبح أغنى رجل في ساَعة‬ ‫‪53‬‬ ‫الثآاَر القاَتلة للذنوب‬ ‫‪11‬‬
‫ملك يحج عنه كل سنة‬ ‫‪54‬‬ ‫باَئع يطرد الزباَئن‬ ‫‪11‬‬
‫حسنة ثآمنهاَ الجنة‬ ‫‪55‬‬ ‫كاَدت تموت بسبب طفلهاَ‬ ‫‪12‬‬
‫ثآواب البكاَء على الحسين ع‬ ‫‪56‬‬ ‫مسجون بسبب زواجه الثآاَني‬ ‫‪13‬‬
‫ثآواب زياَرة قبور أهل البيت ع‬ ‫‪57‬‬ ‫كلب في قبر الزوجة‬ ‫‪14‬‬
‫ثآواب صلة الجماَعة‬ ‫‪58‬‬ ‫من أطاَعني أطعته‬ ‫‪14‬‬
‫ثآواب زياَرة عاَشوراء‬ ‫‪59‬‬ ‫السعاَدة الحقيقية هناَ‬ ‫‪16‬‬
‫زياَرة عاَشورا ترفع الوباَء‬ ‫‪60‬‬ ‫العماَل الصاَلحلة تقبل بشروط‬ ‫‪17‬‬
‫لقضاَء الحوائج المتعسرة‬ ‫‪61‬‬ ‫بسبب الكل قتلوا الحسين ع‬ ‫‪18‬‬
‫أفضل ماَ يتقرب به العبد‬ ‫‪62‬‬ ‫عـاَبد يموت كاَفراا‬ ‫‪19‬‬
‫من قرائهاَ تقضى له ‪ 4900‬حاَجة‬ ‫‪62‬‬ ‫كيف يجعلك الشيطاَن قاَتلا‬ ‫‪20‬‬
‫قراءة دعاَء العصمة‬ ‫‪64‬‬ ‫أعرف عدوك لتحترس منه‬ ‫‪21‬‬
‫من قرائه عصمه ا‬ ‫‪64‬‬ ‫الغضب مفتاَح كل شر‬ ‫‪22‬‬
‫محاَسبة النفس و مراقبتهاَ‬ ‫‪65‬‬ ‫عاَلم يتحسر في البرزخ‬ ‫‪27‬‬
‫الغل و الثآأر للنفس‬ ‫‪65‬‬ ‫هدية لك عزيزي القاَرئ‬ ‫‪29‬‬
‫وضع جدول للعماَل اليومية‬ ‫‪67‬‬ ‫أنت مخلوق نوراني‬ ‫‪35‬‬
‫تلقين النفس و آثآره في التربية‬ ‫‪68‬‬ ‫الطريق إلى الحبيب‬ ‫‪36‬‬
‫سقراط يشـــرب الســـم‬ ‫‪68‬‬ ‫التوبة الخاَلصة ل سبحاَنه‬ ‫‪36‬‬
‫اليحاَء الذاتي و آثآره في تهذيب النفس‬ ‫‪70‬‬ ‫التاَئب حبيب ا‬ ‫‪36‬‬
‫السجدة اليونسية‬ ‫‪73‬‬ ‫التأكد من أداء العمل بشكل صحيح‬ ‫‪40‬‬
‫المداومة على صلة الليل‬ ‫‪74‬‬ ‫التوسل بأهل البيت ع‬ ‫‪41‬‬
‫لبيك عبدي سلني أعطيك‬ ‫‪74‬‬ ‫فوائد الدعاَء للقاَئم عج‬ ‫‪44‬‬
‫السيد الكشميري و اجوبته العرفاَنية‬ ‫‪75‬‬ ‫الدعاَء للتوفيق للطاَعة‬ ‫‪47‬‬
‫وصية ا سبحاَنه و تعاَلى‬ ‫‪80‬‬ ‫شحن الهمة و زياَدة القوة‬ ‫‪48‬‬
‫من أنوار الشيخ حبيب‬ ‫‪85‬‬ ‫أحب العماَل إلى ا سبحاَنه‬ ‫‪49‬‬
‫كتب أنصح بقرائتهاَ‬ ‫‪95‬‬ ‫كنوز الصلة على محمد وآل محمد‬ ‫‪49‬‬
‫الخاَتمة‬ ‫‪96‬‬ ‫دعاَء سريع الجاَبة‬ ‫‪50‬‬
‫دعاَء أهل البيت المعمور‬ ‫‪96‬‬ ‫التوفيق للمور المعنوية‬ ‫‪51‬‬

‫‪97‬‬

You might also like