Professional Documents
Culture Documents
مفهوم الوقت
قدار من الزمان قُ ِدِّر أل َ ِ
مر َّما، تعني كلمة الوقت في معاجم اللغة بأنها ِم ٌ
عرف الوقت بأنِّه من المتغ ِيِّرات الخارجيَّة التي ال تخضع لسلطة أو ما ٍل أو َّ
قوة وقدرة؛ إذ تعجز ك ِّل القوى ويُ َّ
والسلطات عن السيطرة عليه وتقديمه أو تأخيره وإعادته أو تعويضه وزيادته،
وهذا الجمود في العنصر النَّفيس يجعله من أبرز مؤشرات تقييم النجاح واإلنجاز،
ويرفع أهميَّته عند اآلدميين إلى حدو ٍد ال يمكن أن تُنافس،
تنافس في االستثمار والتنظيم واإلدارة والتقليل من الهدرٌ فال ا ِدِّخار فيه وال إرجاع وال تعويض ،إنَّما فيه
والتفريط المجاني،
ِ عدم
ال ُم ِ
دار أوالً وقبل ك ِ ِّل شيء.
أهم الموارد التي تقبل اإلدارة وينبغي أن ت ُ َ
فهو من ِ ِّ
اهمية الوقت
هو من أثمن ممتلكات الحياة وأعظمها قيمة وضرورة،
الزمنيَّة التي من خاللها تُقضى األمور وتُنجز األعمال وتُدبَّر االحتياجات واللوازم ،وال يوجد وهو ال ُمتَّسع والمساحة َّ
شيء من أمور الحياة ومقتضياتها إال وله صلةٌ ورابط بالوقت على اختالف أهميَّته وأولويَّته وتصنيفه،
ت النَّاس وتواعدهم وتعاقدهم وحاجتهم له كمحد ٍد زمن ِِّي يُن ِفذويكتسب الوقت قُدسيَّته من خالل ارتباطه العظيم با ِتِّفاقا ِ
األمور ويقضي المصالح،
والمعلوم في أصل الوقت ومادته أنَّه قيمة ال يمكن تعويضها مهما بذل اإلنسان في ذلك،
فإذا ذهب وقت اإلنسان انقضى من عمره بمقدار ما فات من وقته،
ومهما بذل الفرد في إدارة وقته وجا َهد في استخدامه والحرص عليه فلن
يستطيع السيطرة عليه على وجه التمام،
أي إنسان تحييد المض ِيِّعات والمشتِّتات مهما بلغ من الحرص والقدرة،
وال يملك ِّ
أن تنظيم ذلك متفاوت بين النَّاس
غير َّ
والمهم واألهم .
ِ ِّ ومختلف باختالف نظراتهم للضرورات واألولويات
اهمية ادارة الوقت
-1قضاء المزيد من الوقت في تطوير الذات ،وتحقيق األهداف واألحالم الشخصيِّة.
-2زيادة السرعة في إنجاز األعمال والمهام.
-3قضاء وقت أكبر مع العائلة أو في التنزه والراحة ،وهذا ما يحسن طريقة الحياة بشك ٍل عام.
-4تحقيق أفضل النتائج في العمل ،وتحسين نوعيته.
-5حل مجموعة من المشاكل بمجهود أقل ،والتخلص من الترسبات السلبيِّة التي تؤثر على طاقات
األشخاص.
-6زيادة الشعور بالسعادة ،والتفاؤل ،والقوة ،وبالتالي التخلص من مشاعر الحزن
واالكتئاب.
-7االستقرار النفسي واالجتماعي والعاطفي.
وتنوعها،
ِّ يشترك النِّاس جميعهم بتعدِّد المهام والواجبات اليوميَّة وكثرة األعمال
كما يشتركون أيضا ً في قلِّة الوقت ال ُمتاح إلنجاز جميع األعمال وعدم كفاية الساعات واأليام
لتنفيذ ما عليهم تنفيذه ،ويُضاف إلى ذلك اشتراكهم جميعا ً بذات القيمة المتوفِّرة من المساحات الزمنيَّة أو
أربع وعشرين ساعة يوميَّة ال تكفي كما يراها الجمي ُع للتخطيط للمستقبل، ٍ مجرد
ُّ الوقت الذي هو في الواقع
التفرغ للذات،
ُّ ورعاية األبناء ،ومتابعة شؤون األسرة ،وتنفيذ األعمال الوظيفيَّة أو
سة للتعامل مع الوقت المتاح بصور ٍة ُمثلى تجعل من تحقيق ك ِّل ضم هذه التداخالت حاجة ما َّ وتبرز في ِخ ِ ِّ
ي ٍ يُمكن تسميته مهارة إدارة وتنظيم الوقت . المطلوبات اليوميَّة أمرا ً سهالً وممكنا ً في ٍ
إطار إدار ِّ
إن عمليَّة تنظيم الوقت هي عملية تطويع فعلي لمادة الوقت الخام؛ حتِّى تصبح أكثر َّ
مرونة وأوسع إنجازا ً بما يضمن استثمارها بأفضل ما يمكن وصوالً لتحقيق األهداف
واألعمال والنجاح في تحقيق المساعي والمتطلبات،
ويمكن تحديد خطوات تنظيم وإدارة الوقت ضمن نطاق من ِّ
ظم
ودستور بسيط يعرف ب مهارات ادارة الوقت
سهل عمليَّة التعامل مع الوقت وتطويعه وفقا ً لآلتي:
يُ ِ ِّ
- 1تحديد الرؤية والرسالة الشخصيَّة:
يعيش النِّاس أدوارا ً حياتيَّةً مختلفةً يوميا ً ومتغيرة بتغيُّر ظروف َّ
الزمان والمكان،
دور من أدوار الحياة بأنماط معينة من الشخصيَّة تتناسب مع الدور وتدعمه، ويتالزم كل ٍ
كمدير أو قائ ٍد أو بائع أو غير ذلك مع وجود
ٍ فاألب في بيته وأسرته يتمتع بشخصيَّ ٍة تختلف كليا ً عنه ذاته
التداخالت بين الشخصيَّات العديدة باختالف الدَّور بما يضمن نضج الشخصيَّة الكلية وتكاملها،
وتظهر أهميَّة هذه الموازنة في تكييف اإلنسان لدوره وبيئته ومنجزاته
ضمن الفترات الزمنيَّة التي يعيشها في ك ِ ِّل جزءٍ أو وق ٍ
ت من يومه الستثماره بأفضل ما يمكن.
-3تحديد األهداف:
إن من أبرز صفات الهدف النَّاجح أن يكون مقرونا ً ومرتبطا ً بمساح ٍة زمنيَّة وخ َّ
طة متالزم ٍة بالوقت َّ
ت واضحٍ ومحدد ومنضبط. تضمن تحقيق الهدف في وق ٍ
-4ترتيب األولويات:
هي معرفة الفرد قيمة المهام والواجبات التي ينبغي عليه أداؤها
أو المرتبطة معه بصور ٍة يوميَّة أو دوريَّة ،ويفيد ذلك في القدرة على إدارة المهام وترتيبها باألولويَّة
وأحقيَّة األداء والتنفيذ لتصبح مقرونةً بالوقت األنسب ألدائها؛
عن طريق وضع خطة يوميِّة أو أسبوعيِّة أو شهريَّة أو سنويَّة
بما يضمن استثمار الوقت بالصورة المثلى دون إضاعته أو هدره،
ودون تضييع مهام أو مسؤوليات على حساب أعمال أخرى أقل أهمية.
-5تقييم األداء وتقويمه:
تبدأ عملية التقييم بمراجعة الخطط المرسومة مسبقا ً الستثمار الوقت واستغالله دون ٍ
هدر أو ضياع،
ويتضمن ذلك التخطيط لك ِ ِّل ساع ٍة متاح ٍة على مستوى اليوم الواحد
يوم على مستوى األسبوع أو الشهر أو السنة،
ولك ِ ِّل ٍ
وتطويع األوقات إلنجاز المهام المهمة والضروريَّة أوالً بنا ًء على ما ت َّم قياسه وتنظيمه من خالل سلم
األولويات،
هدر زيادةً على ما تحتاجه ك ِّل مه َّمة
وتحديد الوقت الالزم ألداء ك ِّل مهمة دون مداهنة أو ٍ
ث َّم مراقبة البدايات ،واالنطالقات ،ومستوى األداء،
وتحقيق األهداف بنا ًء على ال ُخطط المقدمة
والتعرف إلى مض ِيِّعات الوقت وتنظيمها
ُّ ثم تقييم ذلك كله مجتمعا ً
أو تجنِّبها في ال ُخطط الجديدة والمنجزات المستمرة.
عدو للوقت، -1تجنب الشعور بالفشل ،حيث ِّ
إن هذا الشعور ِّ
ولذلك يجب المحاولة أكثر من مرة حتى النجاح.
-2وجود قائمة من المهام المكتوبة بشك ٍل يومي أو أسبوعي أو شهري أو سنوي لتحسين إنجازها وتسريعه.
-3االبتعاد عن تأخير األعمال إلى آخر لحظة ،حيث يؤدي ذلك إلى الوقوع في أزمات تحتاج إلى ما يعرف بإدارة
األزمات.
-4التفكير الملي والجا ِّد فيما يمكن إنجازه في اليوم التالي قبل النوم ،والتفكير مرة أخرى في ذلك عند االستيقاظ من
النوم.
-4النظر إلى الوقت بأنه كنز ثمين ال يمكن إسرافه وتبديده دون عمل شيء يستحق ذلك.
-5تجنِّب التأثير على الحياة بكثرة األعداء والمشاكل اليومية والمنغصات المتعددة.
-6الحرص على أن تكون األهداف مدروسة ومحددة الوقت ،ويمكن تنفيذها في الوقت المناسب لذلك.
-7محاولة تحسس المواهب واستثمارها بصورة أفضل من السابق ،والتعرف على نقاط القوة والضعف ومعالجتها.
-1الوسائل التقنية
يمكن استغالل األجهزة والوسائل التقنية في إدارة الوقت ،مثل الحاسبات اآللية،
وأجهزة الهاتف ،والمسجل الصوتي ،والفاكس ،واإلنترنت ،والبريد اإللكتروني،
ويس ِّهل هذا النوع من وسائل المساعدة في إدارة الوقت من الجهد في تكرار تسجيل القرارات العامة
وتوزيعها ،وتعتبر هذه الوسائل ذات أهمية بالغة نظرا ً لما تمتاز به من سرعة عالية ودقة.
-2الوسائل غير التقنية (الشخصية)
يعتبر هذا األسلوب اتكالياً ،حيث يعتمد فيه الرئيس على مرؤوسيه في تنظيم وقته،
مثالً يتولى السكرتير الدور األهم في ترتيب وتنظيم وقت المدير،
ولكن له فوائد متعددة ،منها رفع مستوى الفاعلية والكفاءة في العمل،
كما يعطي المدير وقتا ً كبيرا ً في التركيز على مهام ذات أهمية أكثر ،وتوفير الوقت.
-1التأجيل:
يعتبر التأجيل من أبرز عوامل الفشل في أداء المهام،
حيث يؤدي تأجيل المهام والواجبات وعدم االلتزام بمواعيد التسليم النهائية إلى إيصال الشخص للغرق في األمور
الصعبة،
لذلك ينصح بتحديد قائمة األعمال ومواعيدها ليتم االلتزام بها.
-2مقاومة التغيير:
سم بالمرونة واإلرادة،
يتوجب على أي شخص أن يت ِّ
حتى يتمكن من إدارة الوقت بشكل ناجح،
لذلك يجب التخلص من العادات السيئة التي من شأنها إضاعة الوقت
في أمور غير هامة.
-3عدم التخطيط:
اذا لم تخطط لنفسك ستصبح جز ًء من خطط اآلخرين