You are on page 1of 17

‫ملخص كتاب صدام الحضارات‬

‫الحواراملتمدن‪-‬العدد‪21:07 - 5 / 1 / 2010 - 2879 :‬‬


‫املحور‪ :‬قراءات في عالم الكتب و املطبوعات‬

‫إن جوهر ما جاء به صمؤيل هنتنغتون هو إن " الصراع في العالم الجديد لن يكون إيديولوجيا أو‬
‫اقتصاديا بل سيكون ثقافيا أو حضاريا باملعنى األدق"‪ .‬والحضارة هي الكيان الثقافي األوسع الذي‬
‫يعرف الناس‬‫يضم الجماعات الثقافية مثل القبائل والجماعات العرقية والدينية واألمم وفيها ّ‬
‫أنفسهم بالنسب‪ ،‬الدين‪ ،‬اللغة‪ ،‬التاريخ‪ ،‬القيم‪ ،‬العادات‪ ،‬واملؤسسات االجتماعية‪.‬‬
‫حادثتان أثارتا اهتمام الكاتب‪ ،‬األولى وقعت أثناء اجتماع بين باحثين روس وأمريكيين في العام ‪1992‬‬
‫في قاعة احد املباني الحكومية في موسكو بعد أسبوعين من اختفاء االتحاد السوفيتي من الوجود‬
‫ليصبح االتحاد الروس ي دولة مستقلة ليختفي تمثال لينين الذي كان يزين منصة القاعة وليحل‬
‫محله العلم الروس ي الجديد الذي كان يرفرف على السور الخارجي للبناية واملشكلة الوحيدة هنا‬
‫كانت مالحظة احد األمريكيين بان العلم الجديد كان معلقا باملقلوب!!!! وأوضح ذلك للمضيفين‬
‫الذين بادروا على الفور لتصحيح وضع العلم‪.‬‬
‫أما الثانية ففي الثامن عشر من ابريل عام ‪ 1994‬تجمع ألفا مواطن في سراييفو وهم يلوحون بعلمي‬
‫اململكة العربية السعودية وتركيا بدال من أعالم األمم املتحدة أو الناتو وبهذا فهم كانوا يعلنون‬
‫توحدهم مع رفاقهم املسلمين ويقولون للعالم من هم أصدقاؤهم الحقيقيون وأصدقائهم غير‬
‫الحقيقيين‪.‬‬
‫األعالم املقلوبة واألعالم اإلسالمية التي رفعت في قلب أوربا أشارتا إلى تشكيل جديد لعالم بدأ‬
‫يتقسم وفق خطوط ثقافية‪.‬‬
‫في عالم ما بعد الحرب الباردة أصبحت لألعالم دورا في االعتبار وكذلك الرموز الدينية مثل الصليب‬
‫والهالل ‪ .‬فالثقافة لها أهميتها الن الهوية الثقافية هي األكثر أهمية بالنسبة ملعظم الناس‪.‬‬
‫بعد قرن من النفاق العاطفي نكتشف اليوم بأننا إذا لم نكره بقوة لن نحب بقوة‪ .‬نكره ما ليس نحن‬

‫‪1‬‬
‫ونحب ما نحن‪.‬‬
‫الصراعات الثقافية تتزايد وهي اآلن أخطر مما كانت عليه في أي وقت سابق في التاريخ‪ .‬يقول جاك‬
‫ديلوز الصراعات املستقبلية سوف تشعلها عوامل ثقافية أكثر منها اقتصادية أو إيديولوجية‪.‬‬
‫واخطر تلك الصراعات تلك التي تقع على طول خطوط التقسيم الحضاري‪.‬‬
‫الشعوب التي تفصل بينها االيدولوجيا تجمعها الثقافة وتقرب بينها كما فعلت األملانيتان والكوريتان‬
‫وكما بدأ يحدث بين أكثر من صين‪.‬‬
‫املجتمعات التي اتحدت عن طريق االيدولوجيا أو الظروف التاريخية ولكنها منقسمة بسبب‬
‫الحضارات ‪ ،‬أما تفتت كما حدث لالتحاد السوفيتي ويوغسالفيا والبوسنة أو تتعرض لتوتر شديد‬
‫كما هو الحال في أوكرانيا ونيجيريا والهند وسريالنكا وغيرها‪ .‬الستار الحديدي الذي كان يفصل‬
‫أوروبا هو نفسه اليوم الذي الخط الفاصل بين شعوب املسيحية الغربية من ناحية والشعوب‬
‫اإلسالمية واالرثوذكسية من ناحية أخرى‪ .‬عمليات إحياء الدين تقوي من الفروق الثقافية بين‬
‫الشعوب املنتمية إلى حضارات مختلفة‪.‬‬
‫النجاح االقتصادي في شرق آسيا له جذوره الثقافية وكذلك الصعاب التي واجهتها املجتمعات هناك‬
‫إلقامة أنظمة سياسية وديمقراطية‪.‬‬
‫الثقافية اإلسالمية تفسر إلى حد كبير فشل قيام الديمقراطية في اماكن كثيرة من العالم اإلسالمي‪.‬‬
‫التطورات في مجتمعات ما بعد الشيوعية في أوروبا الشرقية واالتحاد السوفيتي السابق تتشكل‬
‫طبقا لهوياتها الحضارية‪.‬‬
‫أفق النجاح في املجتمعات اإلسالمية كئيبة‪ .‬أفق النجاح في املجتمعات األرثوذكسية غير مؤكدة‪.‬‬
‫الغرب حاليا أقوى الحضارات وسيظل لسنوات قادمة إال أن قوته تتدهور بالنسبة إلى الحضارات‬
‫األخرى‪.‬‬
‫عالم ما بعد الحرب الباردة هو عالم مكون من سبع حضارات‪ ،‬العوامل الثقافية املشتركة‬
‫واالختالفات هي التي تشكل املصالح والخصومات وتقاربات الدول‪.‬‬
‫القوة تنتقل من الغرب الذي كانت له السيطرة طويال إلى الحضارات غير الغربية‪ .‬السياسة الكونية‬
‫أصبحت متعددة األقطاب ومتعددة الحضارات‪.‬‬
‫احد النماذج املغرقة في التفاصيل كان يقوم على افتراض إن انتهاء الحرب الباردة يعني انتهاء‬

‫‪2‬‬
‫الصراع الكبير في السياسة الكونية وظهور عالم منسجم نسبيا‪ .‬يقول فرانسيس فوكوياما " ربما كنا‬
‫نشهد نهاية التاريخ بما هو نقطة النهاية للتطور اإليديولوجي للبشرية وتعميم الليبرالية الديمقراطية‬
‫الغربية على مستوى العالم كشكل نهائي للحكومة اإلنساني ‪ ،‬فقد تحدث بعض الصراعات في‬
‫أماكن من العالم الثالث ولكن الصراع الكبير قد انتهى وليس في أوروبا فقط وبالتحديد في العالم‬
‫غير األوربي حيث حدثت التغيرات الكبرى خاصة في الصين واالتحاد السوفيتي ‪ .‬وقد يظل املؤمنون‬
‫باملا ركسية اللينينية موجودين في أماكن مثل مانجوا‪ ،‬بيونجيانج‪ ،‬كمبردج ‪ ،‬ماساشوستس ولكن‬
‫الديمقراطية الليبرالية قد انتصرت وسوف يكون املستقبل مكرسا ليس من اجل الصراعات الكبرى‬
‫الحامية حول األفكار بل باألحرى حول املشكالت االقتصادية والفنية املعاشة ثم ينهي كالمه بأسف‬
‫قائال إن ذلك سيكون مضجرا‪.‬‬
‫في السنوات الخمس التي تلت سقوط حائط برلين كانت كلمة " املذبحة الجماعية " تتردد أكثر مما‬
‫سبق على مدى أي خمس سنوات من الحرب الباردة ومن الواضح إن نموذج عالم واحد منسجم‬
‫بعيد جدا ومنفصل عن الواقع لكي يكون دليال مفيدا لعالم ما بعد الحرب الباردة‪.‬‬
‫في الوقت الذي تظهر فيه توقعات بعالم واحد في نهاية الصراعات الرئيسية إال إن امليل للتفكير‬
‫بعاملين كان يتردد دائما عبر التاريخ اإلنساني‪ .‬فالناس لديهم دائما ما يغريهم بتقسيم بعضهم إلى "‬
‫نحن" و " هم" الجماعة التفضيلية والجماعة األخرى‪.‬‬
‫في عالم اليوم نالحظ اختفاء حروب التحرير وظهور الصراعات بين الشعوب املحررة‪.‬‬
‫إن العالم لعلى درجة كبيرة من التعقيد بحيث ال يمكن أن نقسمه ببساطة اقتصاديا إلى شمال‬
‫وجنوب وثقافيا إلى شرق وغرب‪.‬‬
‫في عالم ما بعد الحرب الباردة الدول تحدد مصالحها على أسس حضارية تتعاون وتتحالف مع دول‬
‫ذات ثقافات مشتركة وغالبا ما تكون في حالة صراع مع دول تنتمي لثقافات مختلفة‪ .‬الدول تحدد‬
‫األخطار والتهديدات على اساس نوايا الدول األخرى ‪ ،‬هذه النوايا وكيفية إدراكها تشكلها االعتبارات‬
‫الثقافية على نحو جلي‪ .‬التهديد عادة تأتي من دول مختلفة عنا ثقافيا‪.‬‬
‫في عالم اليوم الدول تجد نفسها ناقصة السيادة بفعل شكل وأسلوب النظام العاملي ودور املنظمات‬
‫الدولية ‪ ،‬وبسبب العوملة أصبحت حدود الدول مخترقة أمام تدفق رأس املال واألشخاص‬
‫والتكنولوجيا‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اقل قليال من نصف عدد الصراعات العرقية الثمانية واألربعين التي شهدها العالم في سنة ‪1993‬‬
‫كان بين جماعات من حضارات مختلفة‪.‬‬
‫استطاع الغرب أن يكسب العالم ليس فقط بسبب تفوق أفكاره أو قيمه أو دينه وإنما بسبب‬
‫تفوقه في تطبيق العنف املنظم‪ .‬ففي العام ‪ 1910‬كان العالم قد أصبح وحدة سياسية واقتصادية‬
‫أكثر من أي وقت آخر في التاريخ اإلنساني‪.‬‬
‫اإليديولوجيات السياسية الكبرى في القرن العشرين تتضمن الليبرالية‪ ،‬االشتراكية‪ ،‬الفوضوية‪،‬‬
‫االتحادية‪ ،‬املاركسية‪ ،‬القومية‪ ،‬الفاشية‪ ،‬الديمقراطية املسيحية‪ ،‬كلها تشترك في ش يء واحد أنها‬
‫جميعا من إنتاج الحضارة الغربية‪ ،‬ولم يتولد عن أي حضارة أخرى هذا الكم الكبير من‬
‫اإليديولوجيات السياسية‪.‬‬
‫لكن املالحظ في عالم اليوم إن صدام األفكار السياسية بين الحضارات الذي أفرخه الغرب يحل‬
‫محله اليوم صدام الثقافات واألديان بين الحضارات‪.‬‬
‫كل حضارة ترى نفسها مركزا للعالم وتكتب تاريخها وكأنه الدراما الرئيسية في التاريخ اإلنساني‪.‬‬
‫التحديث والتغريب‬
‫إن الزعم بان انتشار ثقافة البوب والبضائع االستهالكية في أرجاء العالم يمثل انتصارا للحضارة‬
‫الغربية يجعل الثقافة الغربية تبدو تافهة إن جوهر الحضارة الغربية هي في " أملاجنا كارتا " وليس في‬
‫"أملاجنا ماك"‬
‫استجابة القادة واملفكرون السياسيون في املجتمعات املختلفة للتحديث والتغريب كانت واحدة من‬
‫بين ثالث استجابات إما رفض التحديث والتغريب أو تبنيهما معا أو تبني األول ورفض الثاني‪ .‬وعلى‬
‫العموم فان الرفض العام للتحديث والتغريب صعب جدا في عالم يتجه بشدة نحو التحديث وعلى‬
‫مستوى عال من االتصال املتبادل‪ .‬وحدهم األصوليون املتشددون الذين يرفضون التحديث‬
‫والتغريب ويلقون بأجهزة التليفزيون في األنهار ويحرمون ساعات املعصم ويرفضون ماكينة االحتراق‬
‫الداخلي ‪ .‬التعصب ليس خيارا قابال للتطبيق لذلك دائما نرى اختفاء مثل هذه الحركات وترك اثر‬
‫قليل مما يلخص مصير السياسات الشديدة التطرف‪.‬‬
‫االستجابة الثانية هي قبول التحديث والتغريب ألنه أمر ضروري ومرغوب وان املجتمع البد له من‬
‫أن يتغرب لكي ينجح تحديثه مما يعني التخلص من الثقافة املحلية التي تتعارض مع ذلك‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫العلم الحديث والتكنولوجيا يتطلبان استيعابا للعمليات الفكرية التي تصاحبهما ونفس الش يء‬
‫بالنسبة إلى املؤسسات الفكرية الن املضمون يجب أن يحاكي الشكل فالبد من االعتراف بهيمنة‬
‫الحضارة الغربية حتى يمكن التعلم منها‪.‬‬
‫عندما يقبل املسلمون بالنموذج الغربي صراحة سيكونون في وضع يمكنهم من استخدام التقنية‬
‫ومن ثم أن يتقدموا‪ ...‬منطلقين من مبدأ رحم هللا امرءا عرف قدر نفسه‪.‬‬
‫ه ذا الفهم دفع بمصطفى كمال إلى محاولة خلق تركيا جديدة من بين أنقاض اإلمبراطورية‬
‫العثمانية رافضا كل املاض ي اإلسالمي لهذا البلد من خالل عملية تغريب وتحديث بواسطة نخبة‬
‫حاكمة‪.‬‬
‫الخيار الثالث هو الجمع بين التحديث واملحافظة على القيم األساسية واملمارسات واملؤسسات‬
‫ا لثقافية املوجودة في املجتمع‪ .‬هذا الخيار هو املتبع في الصين تحت شعار " املعرفة الصينية من‬
‫اجل املبادئ األساسية‪ ،‬املعرفة الغربية من أجل االستخدام العلمي "‪.‬‬
‫أما اليابان فقد رفع الشعار " الروح اليابانية ‪ ....‬التكنيك الغربي "‪.‬‬

‫الحظ " لي كوان يو " في ‪ 1994‬إن حجم اإلزاحة الذي أحدثته الصين في العالم يصل إلى درجة يكون‬
‫على العالم أن يجد توازنا جديدا وفي خالل ‪ 30‬أو ‪ 40‬سنة ال يمكن أن ندعي إنها مجرد العب كبير‬
‫آخر انه اكبر العب في تاريخ اإلنسانية‪.‬‬
‫الهيمنة الصينية سوف تقلل من عدم االستقرار والصراع في شرق آسيا كما ستقلل من النفوذ‬
‫األمريكي والغربي هناك وتجبر الواليات املتحدة على قبول ما كانت تحاول أن تمنعه على مر التاريخ‪،‬‬
‫سيطرة قوة أخرى على منطقة مهمة من العالم‪ .‬مدى تهديد هذه الهيمنة ملصالح الدول األسيوية‬
‫األخرى أو الواليات املتحدة األمريكية يتوقف في جزء منه على أية حال على ما يحدث في الصين‪.‬‬
‫ربما يكون ماض ي أوروبا هو مستقبل آسيا‪ .‬كما يقول فرايد بيرج الخيار أمام آسيا هو بين قوة‬
‫متوازنة على حساب الصراع أو سالم مضمون على حساب الهيمنة‪ .‬املجتمعات الغربية قد تختار‬
‫الصراع والتوازن‪ ،‬التاريخ والثقافة وحقائق القوة توحي بان أسيا سوف تختار السالم والهيمنة‪.‬‬
‫الصين تستأنف مكانها كمهيمن إقليمي والشرق يعود إلى نفسه‪.‬‬
‫أوروبا وروسيا مجتمعات ناضجة ديموغرافيا وذات معدالت مواليد منخفضة وسكان طويلة العمر‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫مجتمعات كتلك ليس لها حمية الشباب لتكون ذات توجهات توسعية وعدوانية‪.‬‬
‫التحدي الحضاري‬
‫العودة إلى األصول وأحياء الدين ظاهرة عاملية‪ ،‬وقد تبدت في أوضح صورها في التوكيد الثقافي‬
‫وتحديات الغرب التي جاءت من آسيا ومن اإلسالم‪ ،‬وهي الحضارات الديناميكية في الربع األخير من‬
‫القرن العشرين‪.‬‬
‫ويتجلى التحدي اإلسالمي في الصحوة الثقافية واالجتماعية والسياسية العامة لإلسالم في العالم‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وما يصاحبه من رفض لقيم الغرب ومؤسساته االجتماعية‪ .‬كما يتجلى التحدي اآلسيوي‬
‫في كل الحضارات الشرق آسيوية ـ الصينية‪ ،‬اليابانية‪ ،‬البوذية‪ ،‬اإلسالمية ـ ويؤكد على االختالفات‬
‫الثقافية بينها وبين الغرب‪ ،‬وأحيانا على ما هو مشترك فيما بينها هي والذي يتحدد غالبا‬
‫بالكونفوشية‪ .‬كل من اآلسيويين واملسلمين يؤكد على تفوق ثقافته على الثقافة الغربية‪ .‬الناس في‬
‫الحضارات غير الغربية األخرى ـ الهندوسية‪ ،‬األمريكية الالتينية‪ ،‬اإلفريقية ـ قد يؤكدون على‬
‫الشخصية املتميزة لثقافتهم ولكنهم منذ منتصف التسعينات أصبحوا يترددون في إعالن تفوقهم عل‬
‫ثقافة الغرب‪ .‬الحضارتان اآلسيوية واإلسالمية تقف كل منهما منفردة في ثقتها املتزايدة وتأكيد نفسها‬
‫بالنسبة إلى الغرب‪ .‬وأحيانا تقفان معا‪.‬‬
‫التوكيد اآلسيوي جذوره في التفوق االقتصادي أما التوكيد اإلسالمي فهو نابع إلى حد كبير من‬
‫التعبئة االجتماعية والنمو السكاني‪.‬‬
‫كل من هذه التحديات له وستبقى له آثاره على عدم استقرار السياسية العاملية في القرن الواحد‬
‫والعشرين ولكن طبيعة تلك اآلثار تختلف فيما بينها‪.‬‬
‫التنمية الناجحة تولد ثقة بالنفس ملن يحققونها وملن يستفيدون منها والثروة مثل القوة يفترض أنها‬
‫دليل على األفضلية واستعراض للتفوق األخالقي والثقافي‪.‬‬
‫يالحظ اليوم بان املجتمعات اآلسيوية واثقة من نفسها فأصبحت اقل استجابة لطلبات الغرب‬
‫واملجتمعات األخرى وأكثر قدرة على مقاومة تلك الطلبات والضغوط‪.‬‬
‫في نهاية السبعينات كان فشل الشيوعية في إحداث تقدم اقتصادي ونجاح الرأسمالية في اليابان‬
‫ومجتمعات آسيوية أخرى قد أدى بالقيادة الصينية الجديدة إلى أن تبتعد عن النموذج السوفيتي‪.‬‬
‫انهيار االتحاد السوفيتي بعد عقد من الزمان زاد من تأكيد فشل تلك الواردات وهكذا واجه‬

‫‪6‬‬
‫الصينيون قضية الخيار بين التوجه غربا أو التوجه داخليا‪.‬‬
‫اختارت القيادة الصينية شكال جديدا للقيادة تتضمن الرأسمالية واالشتراك في االقتصاد العاملي‬
‫من جانب مع سلطوية سياسية وإعادة التزام بالثقافة الصينية التقليدية من جانب آخر وبدال من‬
‫الشرعية الثورية في املاركسية اللينينية جاء النظام بشرعية األداء الناتجة عن النمو االقتصادي‬
‫والشرعية القومية الناتجة عن توسل السمات املميزة للثقافة الصينية‪ .‬لذلك فقد صرح احد قادة‬
‫الصين في العام ‪ " 1994‬نحن الصينيين نشعر بالقومية كما لم نشعر بها من قبل ونشعر بالفخر‬
‫لذلك"‪ .‬هذه العودة الحماسية إلى القيم الصينية تجعل من الديمقراطية سيئة السمعة تماما مثل‬
‫اللينينية‪ .‬ففي بداية القرن العشرين كان املثقفون الصينيون يعتبرون الكونفوشية مصدر التخلف‬
‫الصيني‪ ،‬في أواخر القرن العشرين القادة السياسيون بالتوازي مع علماء االجتماع الغربيين يحتفون‬
‫بالكونفوشية كمصدر للنهضة الصينية‪ .‬في الثمانينات بدأت الحكومة الصينية تنمي االهتمام‬
‫بالكونفوشية وكان قادة األحزاب يعلنون إنها "االتجاه الرئيس ي" للثقافة الصينية‪.‬‬
‫النمو االقتصادي الناجح في اليابان يتناقض مع الفشل والتدهور امللحوظ في االقتصاد والنظام‬
‫االجتماعي األمريكيين وأدى ذلك باليابانيين وبشكل متزايد إلى أن يصبحوا اقل انبهارا بالنماذج‬
‫الغربية ويزداد اقتناعهم بان مصادر نجاحهم البد أن تكون موجودة في ثقافاتهم‪ .‬الثقافة اليابانية‬
‫التي أدت إلى كارثة عسكرية في العام ‪ 1945‬وبالتالي كان البد من رفضها هي التي أنتجت انتصارا‬
‫اقتصاديا بحلول عام ‪ 1985‬وبالتالي كان البد من تبنيها‪.‬‬
‫النمو االقتصادي يثير بين املجتمعات اآلسيوية شعورا بالقوة وتأكيدا لقدرتها على التصدي للغرب‪،‬‬
‫ففي سنة ‪ 1993‬صرح صحفي ياباني بارز " لقد ولت األيام عندما كانت الواليات املتحدة تعطس‬
‫فتصاب آسيا بالزكام " ‪ ،‬ويضيف مسؤول ماليزي إلى هذا املجاز الطبي " حتى الحمى الشديدة في‬
‫أمريكا لن تجعل آسيا تسعل"‪ ..‬ويقول زعيم آسيوي آخر " اآلن اآلسيويين في نهاية حقبة الرهبة‬
‫وبداية حقبة الرد بقوة"‪.‬‬
‫املقارنة الواضحة بين القيم اآلسيوية والقيم الغربية تشير بوضوح إلى اختالفات كبيرة فنجد في‬
‫ثقافة املجتمع اآلسيوي تفش ي قيم النظام‪ ،‬االنضباط‪ ،‬مسؤولية األسرة ‪ ،‬العمل الجاد‪ ،‬الجماعية‪،‬‬
‫االعتدال أما في الغرب فنجد قيم االنغماس الذاتي‪ ،‬الكسل‪ ،‬الفردانية‪ ،‬الجريمة‪ ،‬التعليم‬
‫الهابط‪،‬عدم احترام السلطة‪ ،‬التحجر العقلي‪ .‬هذه القيم تعد هي املسؤولة عن انهيار املجتمع‬

‫‪7‬‬
‫الغربي‪ .‬فإذا كانت الواليات املتحدة تريد أن تنافس الشرق فعليها أن تعيد النظر في نظمها‬
‫االجتماعية والسياسية وأثناء ذلك عليها أن تتعلم شيئا من الشرق اآلسيوي‪ .‬هذا النجاح وكما‬
‫يعتقد اآلسيويون يأتي نتيجة لتأكيد الشرق اآلسيوي الجماعية بدال من الفردية‪.‬‬
‫يقول رئيس وزراء ماليزيا إن أخالقيات العمل السائدة في الشرق اآلسيوي تتكون في األساس من‬
‫االنضباط واإلخالص والعمل الجاد وهي تمثل القوة الدافعة للنمو االقتصادي واالجتماعي وهي‬
‫نابعة أصال من الفلسفة التي تعلن إن الجماعة والدولة أهم من الفرد‪.‬‬
‫إن الرخاء االقتصادي الذي تشهده دول شرق آسيا دليل على التفوق األخالقي‪ .‬فالتوكيد الثقافي‬
‫يتبع النجاح املادي‪ .‬القوة الصلبة تولد القوة اللينة‪.‬‬
‫الصحوة اإلسالمية‬
‫املسلمون بأعدادهم الغفيرة يتوجهون إلى اإلسالم كمصدر للهوية واملعنى واالستقرار والشرعية‬
‫واألمل‪ ،‬ذلك األمل الذي يعبر عنه شعار‪" :‬اإلسالم هو الحل"‪ .‬هذه الصحوة اإلسالمية باتساعها‬
‫وعمقها هي أحدث مرحلة في تكيف الحضارة اإلسالمية مع الغرب‪ ،‬وسعي إليجاد حل ليس في‬
‫اإليديولوجيات الغربية وإنما في اإلسالم وهي تجسد قبول الحداثة ورفض الثقافة الغربية والعودة‬
‫إلى االلتزام باإلسالم كدليل حياة في العالم الحديث‪ .‬األصولية اإلسالمية التي ينظر إليها على إنها‬
‫اإلسالم السياس ي ليست سوى إحدى املكونات في عملية اإلحياء الواسعة لألفكار واملعتقدات‬
‫والدعوة وإعادة اإلخالص لإلسالم الذي تمارسه جماهير املسلمين‪ .‬أما مؤشرات الصحوة اإلسالمية‬
‫فهي كثيرة ويمكن مالحظتها من خالل االهتمام املتزايد بالطقوس الدينية ( الذهاب إلى املسجد‪،‬‬
‫الصالة‪ ،‬ا لصوم)‪ ،‬نشر البرامج واملطبوعات الدينية‪ ،‬تركيز كبير على امللبس والقيم اإلسالمية‪،‬‬
‫إعادة الحياة للصوفية‪ ،‬هذا التجديد بقاعدته العريضة يصاحبه تأكيد لحضور اإلسالم في الحياة‬
‫العامة ‪ ،‬زيادة في عدد الحكومات واملؤسسات والقوانين والبنوك والخدمات االجتماعية واملؤسسات‬
‫التعليمية ذات التوجه اإلسالمي‪ .‬الحكومات والحركات املعارضة اتجهت إلى اإلسالم لتقوية سلطتها‬
‫وحشد الدعم الجماهيري ‪ ....‬معظم الحكام والحكومات بما فيها الدول األكثر علمانية مثل تركيا‬
‫وتونس أصبحت على دراية بالقوة املحتملة لإلسالم وأظهرت حساسية وقلقا بخصوص القضايا‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫التعميمات املطلقة خطرة وخاطئة غالبا‪ .‬إال أن إحداها له ما يبرره ‪ ،‬في سنة ‪ 1995‬كانت كل دولة‬

‫‪8‬‬
‫ذات أغلبية مسلمة ما عدا إيران قد أصبحت أكثر إسالميا وتأسلما ثقافيا‪ ،‬اجتماعيا‪ ،‬وسياسيا‬
‫عما كانت عليه قبل ذلك بخمسين عاما‪.‬‬
‫يقول فؤاد عجمي " في املجتمعات اإلسالمية تعد الكتابة عن الليبرالية أو عن تقاليد برجوازية‬
‫وطنية يعني انك تكتب شهادة وفاة أناس اختاروا املستحيل وفشلوا"‪ .‬الفشل العام للديمقراطية‬
‫والليبرالية في أن تترسخ في املجتمعات اإلسالمية ظاهرة متكررة ومستمرة على مدى قرن كامل‪ .‬هذا‬
‫الفشل له مصدره في جزء منه على األقل في طبيعة الثقافة اإلسالمية واملجتمع اإلسالمي الرافضين‬
‫للقيم الغربية الليبرالية‪.‬‬
‫في أوقات الحرب الباردة كانت حكومات كثيرة بما فيها تلك في الجزائر وتركيا وأردن ومصر وإسرائيل‬
‫تشجع وتدعم املتأسلمين كإجراء مضاد للحركات الشيوعية أو الحركات الوطنية املعارضة‪ .‬لهذا‬
‫فقد نمت قدرة الجماعات املتأسلمة في السيطرة على املعارضة وكان يذكي ذلك اغلب األوقات قمع‬
‫الحكومات للمعارضة العلمانية‪ .‬وبصورة عامة كانت املعارضة العلمانية في الدول اإلسالمية أكثر‬
‫عرضة للقمع من املعارضة الدينية‪.‬‬
‫إن اإلحياء اإلسالمي هو نتيجة انهيار قوة وهيبة الغرب ‪ ...‬فمع فقدانه لسطوته فقدت مثله‬
‫ومؤسساته بريقها‪ .‬وبتحديد أوضح فان الطفرة النفطية التي حدثت في السبعينيات حفزت على‬
‫الصحوة اإلسالمية وزودتها بالوقود هذه الطفرة زادت لدرجة كبيرة من ثروة وقوة كثير من الدول‬
‫اإلسالمية ومكنتها من أن تعكس اتجاه عالقة السيطرة والتبعية التي كانت بينها وبين الغرب ‪ .‬الثروة‬
‫املتحققة من مبيعات النفط استخدمت في عملية األحياء اإلسالمي والثروة اإلسالمية أدت‬
‫باملسلمين إلى أن يتحولوا بسرعة عن االفتنان بالثقافة الغربية إلى االنغماس العميق في ثقافتهم‬
‫واالستعداد لتوكيد مكانة وأهمية اإلسالم في الدول غير اإلسالمية‪ .‬ومثلما كان ينظر في السابق إلى‬
‫الثروة الغربية كدليل على تفوق ثقافة الغرب أصبح ينظر إلى الثروة النفطية كدليل على تفوق‬
‫اإلسالم‪ .‬واليوم يمثل النمو السكاني املتزايد في املجتمعات اإلسالمية قوة دافعة باستمرار لقوة‬
‫اإلسالم‪.‬‬
‫الكثرة السكانية تحتاج إلى موارد أكثر ومن هنا فان الناس الذين ينتمون إلى مجتمعات تتزايد‬
‫أعدادها بكثافة و‪ /‬أو بسرعة يميلون إلى االندفاع نحو الخارج‪ ،‬يحتلون أرضا‪ ،‬يبسطون ضغوطهم‬
‫على املجتمعات األخرى األقل نموا من الناحية الديموغرافية‪ .‬وهكذا يكون النمو السكاني اإلسالمي‬

‫‪9‬‬
‫عامال مساعدا ومهما في الصراعات على طول حدود العالم اإلسالمي بين املسلمين والشعوب‬
‫األخرى‪.‬‬
‫الضغط السكاني املصحوب بالركود االقتصادي يؤدي إلى هجرة املسلمين إلى املجتمعات الغربية‬
‫ومجتمعات أخرى غير إسالمية ويجعل من الهجرة قضية في تلك املجتمعات‪.‬‬
‫سياسة الهوية‬
‫ا لسياسة الكونية يعاد تشكيلها اآلن على امتداد الخطوط الثقافية مدفوعة بالتحديث‪ .‬الشعوب‬
‫ذات الثقافات املتشابهة تتقارب‪ ،‬والشعوب والدول ذات الثقافات املختلفة تتباعد‪ .‬االنحيازات التي‬
‫تعتمد على اإليديولوجية والعالقات مع القوى الكبرى تفسح الطريق لتلك التي تعتمد على‬
‫اإليديولوجية والعالقات مع القوى الكبرى تفسح الطريق لتلك التي تعتمد على الثقافة والحضارة‪.‬‬
‫الحدود السياسية يعاد رسمها لكي تتوافق مع الحدود الثقافية‪ ،‬العرقية‪ ،‬الدينية‪ ،‬والحضارية‪.‬‬
‫املجتمعات الثقافية تحل محل تكتالت الحرب الباردة‪ ،‬وخطوط التقسيم الحضاري بين الحضارات‬
‫تصبح هي خطوط الصراع الرئيسية في السياسة العاملية‪.‬‬
‫أثناء الحرب الباردة كان يمكن أن تكون هناك دولة غير منحازة كما كان عدد كبير بالفعل أو كان‬
‫بإمكانها كما فعل كثيرون أن تغير انحيازها من جانب إلى آخر‪ .‬كان يمكن لقادة تلك الدول أن‬
‫يختاروا على ضوء إدراكهم ملصالحهم األمنية وحساباتهم ملوازين القوى وخياراتهم اإليديولوجية‪.‬‬
‫ففي العالم الجديد أصبحت الهوية الثقافية هي العامل الرئيس ي في تحديد صداقات دولة ما‬
‫وعداواتها‪ .‬فبينما كانت دولة ما تستطيع أن تتجنب االنحياز أثناء الحرب الباردة إال إنها ال يمكن لها‬
‫أن تفقد هويتها‪.‬‬
‫في عالم ما بعد الحرب الباردة يمكن أن يكون الخيار أكثر صعوبة بين طاغية صديق وديمقراطية‬
‫غير صديق‪ .‬االفتراض الغربي السهل بان الحكومات املنتخبة ديمقراطيا سوف تكون متعاونة‬
‫وموالية للغرب ‪ ..‬ال نحتاج الن نعتبره صحيحا في املجتمعات غير الغربية حيث يمكن أن تأتي‬
‫االنتخابات إلى السلطة بقوميين وأصوليين معاديين للغرب‪.‬‬
‫االنتخابات التنافسية في دول عربية كثيرة بما في ذلك السعودية ومصر من املؤكد إنها ستفرز‬
‫حكومات اقل تعاطفا بكثير مع املصالح الغربية عن الحكومات غير الديمقراطية السابقة عليها‪.‬‬
‫قادة الغرب يدركون إن العمليات الديمقراطية في املجتمعات غير الغربية غالبا ما تأتي بحكومات‬

‫‪10‬‬
‫غير صديقة فهم يحاولون التأثير على تلك االنتخابات كما يفقدون حماسهم كذلك لتنمية‬
‫الديمقراطية في تلك املجتمعات‪.‬‬
‫اإلسالم والغرب‬
‫يقول بعض الغربيين بما فيهم الرئيس كلنتون إن الغرب ليس بينه وبين اإلسالم أي مشكلة وإنما‬
‫املشكالت موجودة فقط مع بعض املتطرفين اإلسالميين‪ .‬أربعة عشر قرنا من التاريخ تقول عكس‬
‫ذلك‪ .‬العالقات بين اإلسالم واملسيحية سواء األرثوذوكسية أو الغربية كانت عاصفة غالبا‪ .‬كالهما‬
‫كان "اآلخر" بالنسبة إلى لآلخر‪ .‬صراع القرن العشرين بين الديمقراطية الليبرالية واملاركسية‬
‫اللينينية ليس سوى ظاهرة سطحية وزائلة إذا ما قورن بعالقة الصراع املستمر بين اإلسالم‬
‫واملسيحية‪ .‬أحيانا كان التعايش السلمي يسود‪ ،‬غالبا كانت العالقة عالقة تنافس واسع مع درجات‬
‫مختلفة من الحرب الباردة‪ .‬عبر القرون كانت خطوط العقيدتين تصعد وتهبط في تتابع من نوبات‬
‫انبعاث مهمة‪ ،‬فوقفات‪ ،‬وانتكاسات‪ .‬االكتساح العربي اإلسالمي في اتجاه الخارج من بداية القرن‬
‫السابع إلى منتصف القرن الثامن أقام حكما إسالميا في شمال إفريقيا وايبريا والشرق األوسط‬
‫وفارس وشمال الهند‪ ،‬وملدة قرنين تقريبا كانت خطوط التقسيم بين اإلسالم واملسيحية مستقرة‪.‬‬
‫بعد ذلك في أواخر القرن الحادي عشر أكد املسيحيون سيطرتهم على البحر املتوسط الغربي‪ ،‬غزوا‬
‫صقلية واستولوا على طليطلة‪ ،‬بدأت املسيحية الحمالت الصليبية وملدة قرن ونصف القرن حاول‬
‫الحكام املسيحيون مع نجاح متناقص أن يقيموا حكما مسيحيا في األرض املقدسة واملناطق‬
‫املجاورة في الشرق األدنى‪ ،‬وخسروا آخر موضع لقدم هناك في عام ‪ 1291‬في نفس الوقت كان‬
‫األتراك العثمانيون قد ظهروا على املسرح‪ .‬اضعفوا بيزنطة في البداية ثم غزوا معظم البلقان‬
‫باإلضافة إلى شمال إفريقيا واستولوا على القسطنطينية في عام ‪ 1453‬وحاصروا فيينا في ‪. 1529‬‬
‫ويالحظ"برنارد لويس" ملدة ما يقرب من ألف سنة منذ أول رسو موريسكي في اسبانيا وحتى الحصار‬
‫التركي الثاني لـ "فيينا" كانت أوروبا تحت تهديد مستمر من اإلسالم"‪ .‬اإلسالم هو الحضارة الوحيدة‬
‫التي جعلت بقاء الغرب موضع شك وقد فعل ذلك مرتين على األقل‪.‬‬
‫وبحلول القرن الخامس عشر بدأ املد ينقلب املسيحيون بالتدريج استعادوا أيبريا مكملين املهمة‬
‫حتى غرناطة في عام ‪ 1492‬في نفس الوقت مكنت االبتكارات األوروبية في املالحة البحرية البرتغاليين‬
‫ثم غيرهم من تطويق األراض ي اإلسالمية وشق طريقهم في املحيط الهندي وما وراءه وفي نفس الوقت‬

‫‪11‬‬
‫كان الروس قد انهوا قرنين من حكم التتار‪ .‬العثمانيون وبالتالي قاموا باندفاعة أخيرة إلى األمام‬
‫ليحاصروا فيينا مرة ثانية في عام ‪.1683‬‬
‫فشلهم هناك كان بداية تراجع طويل متضمنا كفاح الشعوب األرثوذوكسية في البلقان لتحرير‬
‫أنفسهم من الحكم العثماني‪ ،‬وتوسع إمبراطورية هابسبورج والتقدم الدرامي للروس نحو البلقان‬
‫والقوقاز‪.‬‬
‫بانتهاء الحرب العاملية األولى أطلقت بريطانيا وفرنسا وايطاليا رصاصة الرحمة وأقاموا حكمهم‬
‫املباشر أو غير املباشر على األراض ي العثمانية الباقية ما عدا مساحة الجمهورية التركية‪ .‬وبحلول‬
‫سنة ‪ 1920‬لم يكن هناك سوى أربعة دول مستقلة على نحو ما عن الحكم غير اإلسالمي وهي تركيا‪،‬‬
‫السعودية‪ ،‬إيران‪ ،‬وأفغانستان‪.‬‬
‫أسباب الصراع بين املسيحية واإلسالم ال تكمن في ظاهرة انتقالية مثل العاطفة املسيحية في القرن‬
‫الثاني عشر أو األصولية اإلسالمية في القرن العشرين أنها تتدفق من طبيعة الديانتين والحضارتين‬
‫املؤسستين عليهما‪ .‬الصراع كان من ناحية نتيجة االختالف خاصة مفهوم املسلمين لإلسالم كأسلوب‬
‫حياة متجاوز ويربط بين الدين والسياسة‪ ،‬ضد املفهوم املسيحي الغربي الذي يفصل بين مملكة‬
‫الرب ومملكة قيصر‪ .‬كما كان الصراع نابعا من أوجه التشابه بينهما‪ .‬كالهما دين توحيد ويختلف‬
‫عن الديانات التي تقول بتعدد اآللهة وال يستطيع أن يستوعب آلهة آخرين بسهولة‪ .‬وكالهما ينظر‬
‫إلى العالم نظرة ثنائية "نحن" و "هم"‪ .‬كالهما يدعو انه العقيدة الصحيحة الوحيدة التي يجب أن‬
‫يتبعها الجميع‪ .‬كالهما دين تبشيري يعتقد إن متبعيه عليهم التزام بهداية غير املؤمنين وتحويلهم إلى‬
‫ذلك اإليمان الصحيح‪.‬‬
‫اإلسالم منذ البداية انتشر بالفتح واملسيحية كانت تفعل نفس الش يء عند توفر الفرصة مفهوما‬
‫"الجهاد" و "الصليب" املتوازيان ال يشبهان بعضهما اآلخر فقط وإنما يميزان العقيدتين عن األديان‬
‫العاملية األخرى‪.‬‬
‫مستوى الصراع بين اإلسالم واملسيحية عبر الزمن كان يتأثر دائما بالنمو الديموغرافي وهبوطه‬
‫وكذلك بالتطورات االقتصادية والتحول التكنولوجي وشدة االلتزام الديني‪ .‬انتشار اإلسالم في القرن‬
‫السابع كان مصحوبا بهجرات كثيفة من الشعوب العربية لم يسبق لها مثيل من ناحية الحجم‬
‫والسرعة إلى أراض ي االمبراطوريتين البيزنطية والساساني‪ .‬بعد ذلك بقرون قليلة كان الصليبيون إلى‬

‫‪12‬‬
‫حد كبير نتاجا للنمو االقتصادي والتوسع السكاني في أوروبا القرن الحادي عشر والتي جعلت من‬
‫املمكن تعبئة أعداد كبيرة من الفرسان والفالحين من اجل املسيرة نحو األرض املقدسة مما حدا‬
‫بأحد البيزنطيين أن يقول " يبدو األمر كأن الغرب بأكمله بما فيه من قبائل البربر الذين يعيشون في‬
‫ما وراء البحر االدرياتيكي حتى أعمدة هرقل قد بدأوا هجرة جماعية وحثوا الخطى مسرعين‬
‫متدفقين باتجاه آسيا في كتلة متراصة وبكل أمتعتهم "‪.‬‬
‫في القرن التاسع عشر أدى النمو السكاني الهائل إلى انفجار أوروبي مرة أخرى وأخذت اكبر عملية‬
‫هجرة في التاريخ تدفقت في أراض ي املسلمين وفي أراض ي أخرى‪.‬‬
‫مجموعة من العوامل زادت من الصراع بين اإلسالم والغرب‬
‫‪ . 1‬خلف النمو السكاني اإلسالمي أعدادا كبيرة من الشبان العاطلين والساخطين الذين أصبحوا‬
‫مجندين للقضايا اإلسالمية ويشكلون ضغطا على املجتمعات املجاورة ويهاجرون إلى الغرب‪.‬‬
‫‪ .2‬أعطت الصحوة اإلسالمية ثقة متجددة للمسلمين في طبيعة وقدرة حضارتهم وقيمهم املتميزة‬
‫مقارنة بتلك التي لدى الغرب‪.‬‬
‫‪ .3‬جهود الغرب املستمرة لتعميم قيمه ومؤسساته من اجل الحفاظ على تفوقه العسكري‬
‫واالقتصادي والتدخل في الصراعات في العالم اإلسالمي تولد استياء شديدا بين املسلمين‪.‬‬
‫‪ .4‬سقوط الشيوعية أزال عدوا مشتركا للغرب واإلسالم وترك كال منهما لكي يصبح الخطر املتصور‬
‫على اآلخر‪.‬‬
‫‪ .5‬االحتكاك واالمتزاج املتزايد بين املسلمين والغربيين يثير في كل من الجانبين إحساسا بهويته‬
‫الخاصة وكيف أنها مختلفة عن هوية اآلخر‪.‬‬
‫انتهاء االستعمار الغربي لألراض ي وغياب التوسع اإلسالمي احدثا نوعا من العزلة الجغرافية لدرجة‬
‫إن التجاور املباشر بين مجتمعات غربية وإسالمية ال يوجد إال في مناطق قليلة في البلقان‪ .‬وهكذا‬
‫فان تركيز الصراع بين الغرب واإلسالم على األراض ي اقل مما هو على قضايا التداخل الحضاري‬
‫األوسع مثل نشر األسلحة وحقوق اإلنسان والتحكم في النفط والهجرة وإرهاب اإلسالميين‬
‫والتدخل الغربي‪ .‬شدة هذا العداء التاريخي املتزايد كانت أمرا معترفا به قبل أبناء املجتمعين في‬
‫أعقاب الحرب الباردة‪.‬‬
‫تأكيد اإلسالم مهما كان شكله املذهبي يعني رفض املؤثرات األوربية واألمريكية على املجتمع املحلي‬

‫‪13‬‬
‫وعلى السياسة واألخالق‪.‬‬
‫كان زعماء املسلمين في املاض ي يقولون لشعوبهم أحيانا " البد أن نتغرب" ولو قال ذلك أي قائد في‬
‫الربع األخير من القرن العشرين البد أن يكون حالة فردية‪ .‬والحقيقة من الصعب أن تجد عبارات‬
‫مديح للقيم واملؤسسات الغربية على لسان أي مسلم سواء من السياسيين أو الرسميين أو‬
‫األكاديميين أو رجال األعمال‪ .‬إنهم بدال من ذلك يؤكدون على االختالفات بين حضارتهم والحضارة‬
‫الغربية وعلى تفوق ثقافتهم والحاجة إلى الحفاظ على ثبات تلك القيم ضد الهجوم الغربي‪.‬‬
‫املسلمون يخشون ويمتعضون من القوة الغربية وما يمثله ذلك من خطر بالنسبة ملجتمعاتهم‬
‫ومعتقداتهم‪.‬‬
‫وهم يرون الثقافة الغربية ثقافة مادية فاسدة متفسخة وال أخالقية كما يرونها مغوية‪ ،‬ومن هنا‬
‫يؤكدون أكثر فأكثر على الحاجة ملقاومة تأثيرها على أسلوب حياتهم‪ .‬ويهاجم املسلمون الغرب بدرجة‬
‫متزايدة ال الن الغرب يتبع دينا غير كامل أو خاطئ رغم انه دين كتاب بل يهاجمونه ألنه ال يتبع أي‬
‫دين باملرة‪.‬‬
‫في كتابها اإلسالم والديمقراطية تقول فاطمة املرنيس ي " الغرب مادي امبريالي والحق أذى باألمم‬
‫األخرى من خالل الرعب الكولونيالي‪ ،‬الفردانية‪ ،‬السمة الدامغة للثقافة الغربية هي مصدر كل‬
‫املتاعب‪ .‬القوة الغربية مخيفة‪ .‬الغرب منفردا هو الذي يقرر إذا كانت األقمار الصناعية سوف‬
‫تستخدم لتعليم العرب أو إللقاء القنابل عليهم انه يسحق إمكانياتنا ويغزو حياتنا بمنتجاته‬
‫املستوردة وأفالمه املتلفزة التي تغرق موجات األثير الغرب قوة تسحقنا تحاصر أسواقنا وتتحكم في‬
‫اقل مواردنا ومبادرتنا وقدراتنا هكذا كنا نتخيل موقعنا ثم جاءت حرب الخليج لتحول هذا التخيل‬
‫إلى يقين‪.‬‬
‫الغرب يصنع قوته من خالل البحث العسكري ثم يبيع منتجات هذا البحث إلى الدول املتخلفة‪" ،‬‬
‫املستهلك السلبي" لها‪ .‬ولكي يحرر نفسه من هذا الخنوع البد أن يقوم اإلسالم بتخريج مهندسيه‬
‫وعلمائه وصنع أسلحته (سواء النووية أو التقليدية ) وتحرير نفسه من االعتماد العسكري على‬
‫الغرب‪.‬‬
‫الحكومات التي جاءت بعد االحتالل مباشرة كانت غربية عموما في إيديولوجيتها وسياستها وموالية‬
‫للغرب في سياستها الخارجية مع استثناءات جذرية مثل الجزائر واندونيسيا‪ ،‬حيث كان االستقالل‬

‫‪14‬‬
‫نتيجة ثورات وطنية‪ .‬إال إن الحكومات املوالية للغرب راحت واحد تلو األخرى تخلي الطريق‬
‫لحكومات اقل توحدا مع الغرب أو معادية له‪ ،‬في العراق ‪ ،‬ليبيا‪ ،‬اليمن‪ ،‬سوريا‪ ،‬إيران‪ ،‬السودان‬
‫وأفغانستان‪.‬‬
‫الحليفان الرئيسيان للواليات املتحدة في سنوات الحرب الباردة هما تركيا وباكستان‪ ،‬واقعتان تحت‬
‫ضغط سياس ي إسالمي في الداخل وروابطهما مع الغرب عرضة لتوتر متزايد‪ .‬أصدقاء الغرب‬
‫املقربون اآلن هم إما إنهم مثل الكويت والسعودية ومشيخات الخليج املعتمدة على القوة العسكرية‬
‫الغربية‪ ،‬أو مثل مصر والجزائر يعتمدون عليها اقتصاديا‪ .‬في أواخر الثمانينات انهارت األنظمة‬
‫الشيوعية في أوروبا الشرقية عندما أصبح واضحا إن االتحاد السوفيتي لم يعد قادرا أو لن يكون‬
‫قادرا على تقديم العون االقتصادي والعسكري لهم‪ .‬وإذا اتضح إن الغرب لن يكون قادرا على‬
‫املحافظة على توابعه من األنظمة اإلسالمية فاملرجح أنهم سيلقون نفس املصير‪.‬‬
‫العداء اإلسالمي املتزايد للغرب يمكن مقارنته بالقلق الغربي املتزايد من "الخطر اإلسالمي" املتمثل في‬
‫التطرف‪ .‬إنهم ينظرون إلى اإلسالم كمصدر لالنتشار النووي واإلرهاب‪ ،‬والى املسلمين كمهاجرين غير‬
‫مرغوب فيهم في أوروبا‪ .‬هذه املخاوف تشترك فيها الجماهير والقادة‪.‬‬
‫يزعم القادة األمريكيون إن املسلمين املتورطين في عمليات إرهابية ضد الغرب قلة صغيرة ترفض‬
‫أكثرية املسلمين املعتدلين سلوكها وقد يكون ذلك صحيحا ولكن ال يوجد دليل يؤيده‪ .‬االحتجاجات‬
‫ضد العنف املعادي للغرب غائبة تماما في الدول اإلسالمية‪ .‬الحكومات اإلسالمية حتى الحكومات‬
‫املحصنة الصديقة للغرب واملعتمدة عليه تصمت لدرجة مثيرة عندما يكون عليها أن تدين األعمال‬
‫اإلرهابية ضد الغرب‪ .‬من الناحية األخرى نجد إن الحكومات والشعوب األوربية كثيرا ما أيدت ونادرا‬
‫ما انتقدت اإلجراءات التي تتخذها الواليات املتحدة ضد خصومها املسلمين بشكل يتناقض مع‬
‫املعارضة الشديدة التي كانوا يبدونها بالنسبة لإلجراءات األمريكية ضد االتحاد السوفيتي أثناء‬
‫الحرب الباردة‪ .‬في الصراعات بين الحضارات على خالف الصراعات اإليديولوجية األقارب يقفون‬
‫إلى جانب بعضهم البعض‪.‬‬
‫املشكلة املهمة بالنسبة للغرب ليست األصولية اإلسالمية بل اإلسالم فهو حضارة مختلفة شعبها‬
‫مقتنع بتفوق ثقافته وهاجسه ضآلة قوته‪.‬‬
‫املشكلة املهمة بالنسبة لإلسالم ليست املخابرات املركزية األمريكية وال وزارة الدفاع املشكلة هي‬

‫‪15‬‬
‫الغرب حضارة مختلفة شعبها مقتنع بعاملية ثقافته ويعتقد إن قوته املتفوقة تفرض عليه التزاما‬
‫بنشر هذه الثقافة في العالم‪ .‬هذه هي املكونات األساسية التي تغذي الصراع بين اإلسالم والغريب‪.‬‬
‫يظل السؤال ملاذا والقرن العشرون يوشك على االنتهاء نجد املسلمين هم األكثر تورطا في مزيد من‬
‫العنف بين الجماعات من شعوب الحضارات األخرى‪ .‬وهل كانت تلك هي الحال دائما؟‪.‬‬

‫يمكن تفسيرذلك بأسباب القرن العشرين التي لم تكن موجودة في القرون السابقة‪.‬‬
‫‪ .1‬هناك محاجة إن اإلسالم كان دينا للسيف منذ البداية‪ ،‬و انه يمجد فضائله‬
‫القتالية‪ .‬اإلسالم نشأ بين "قبائل بدوية رحل متناحرة" هذه النشأة مطبوعة في أساس‬
‫اإلسالم‪ .‬يذكرعن محمد (ص) انه كان مقاتال عنيفا وقائدا عسكريا ماهرا‪ .‬ال احد‬
‫يستطيع أن يقول ذلك عن املسيح أو عن بوذا‪ .‬تعاليم اإلسالم تنادي بقتال غير‬
‫املؤمنين به‪ .‬وعندما تراجع التوسع األول لإلسالم كانت الجماعات اإلسالمية على‬
‫عكس ما تقول به التعاليم تحارب بعضها البعض‪ .‬القران وغيره من اإلفادات في‬
‫املعتقدات اإلسالمية يحوي القليل مما يحض على تحريم العنف‪ ،‬كما إن مفهوم‬
‫الالعنف غائب الفكرواملمارسة اإلسالميين‪.‬‬
‫‪ .2‬منذ نشأته في الجزيرة العربية فان انتشاراإلسالم عبرشمال إفريقيا ومعظم الشرق‬
‫األوسط وفيما بعد إلى آسيا الوسطى وشبه القارة الهندية والبلقان‪ ،‬وضع املسلمين في‬
‫احتكاك مباشرمع شعوب مختلفة شتى هزمت وتحولت ويظل ميراث هذه العملية‬
‫موجودا بها‪ .‬في أعقاب الفتوحات اإلسالمية في البلقان تحول السالفيون الشماليون‬
‫املدنيون غالبا إلى اإلسالم بينما لم يتحول فالحو الريف وهكذا ولد التمييزبين مسلمي‬
‫البوسنة والصرب االرثوذوكس وبالعكس فان توسيع اإلمبراطورية الروسية إلى البحر‬
‫األسود والقوقازوآسيا الوسطى وضعها في صراع مستمرالعداء مع شعوب إسالمية‬
‫مختلفة‪ .‬رعاية الغرب في قمة قوته في مواجهة اإلسالم لوطن يهودي في الشرق األوسط‬
‫وضعت األساس لعداء عربي إسرائيلي مستمر‪ .‬التوسع اإلسالمي وغيراإلسالمي عن‬
‫‪16‬‬
‫طريق البرنتج عنه معيشة املسلمين وغيراملسلمين في تقارب فيزيائي وثيق في اوراسيا‪.‬‬
‫على العكس من ذلك توسع الغرب عن طريق البحرلم يؤد إلى معيشة الشعوب‬
‫الغربية في تقارب مكاني مع شعوب غيرغربية‪.‬‬
‫‪ .3‬مصدرثالث ممكن للصراع بين املسلمين وغيراملسلمين يتضمن ما يقوله رجل دولة‬
‫باإلشارة إلى بالده ويسميه "عدم القابلية للهضم لدى املسلمين"‪ .‬الدول اإلسالمية لها‬
‫مشكالت مع األقليات غيراإلسالمية تشبه تلك التي عند غيراإلسالمية بالنسبة‬
‫لألقليات املسلمة‪" .‬اإلسالم عقيدة استبدادية أكثرمن املسيحية"‪.‬‬
‫‪ .4‬النزعة القتالية‪ ،‬عدم القابلية للهضم ولفكرة القرب من جماعات غيرإسالمية كل‬
‫ذلك مالمح مستمرة لإلسالم ويمكن أن تفسرامليل اإلسالمي للصراع عبر التاريخ‪.‬‬
‫‪ .5‬غياب دولة مركزفي اإلسالم يجعل صعوبة السيطرة على الصراعات داخل وخارج‬
‫املجتمع اإلسالمي‪ .‬اإلسالم مصدرعدم استقرارألنه ينقصه وجود مركز مسيطر‪.‬‬
‫‪ .6‬االنفجارالديموغرافي في املجتمعات اإلسالمية ووجود أعداد كبيرة من الشباب‬
‫الذكوربين ‪ 15‬ـ ‪ 30‬سنة والعاطلين غالبا عن العمل‪ .‬هذه البطالة مصدر طبيعي لعدم‬
‫االستقراروالعنف سواء داخل اإلسالم أو ضد غيراملسلمين‪.‬‬

‫‪17‬‬

You might also like