You are on page 1of 2

‫االسم ; االمين‬

‫اللقب ‪ :‬بيران‬

‫السنة أولى علوم انسانية‬

‫مقياس ‪ :‬مدارس ومناهج‬

‫تعريف التطور التاريخي‬


‫إذا أردنا فهم المعنى الحالي لمفهوم الثقافة واستعماله في العلوم االجتماعية من‬
‫الضروري أن ندرس تطورها التاريخي وأصلها االجتماعي و تسلسل نسبها عبر‬
‫فإن ما نقوم به ليس تحليل لغوي للكلمة ‪,‬وإنّما محاولة أن نعرف‬ ‫التاريخ‪ ,‬وبالتالي ّ‬
‫كيف تكونت هذه الكلمة وكيف تطورت فكرتها من خالل المراحل التاريخية التي‬
‫مرت بها واألفكار التي ارتبطت بها حتى ت ّم الوصول إلى ابتداع المفهوم العلمي‬
‫الذي هي عليه اآلن والذي تحول أيضا ً عبر تاريخها من تعريف معياري إلى‬
‫تعريف وصفي ‪.‬‬
‫ولقد تقدم اإلنسان تقد ًما هائالً قي كل ميادين العلم ‪ ،‬وأفلح العقل البشري في أن‬
‫يكشف الكثير من خفايا الكون ويهتك كثيرا ً من أسراره في الوقت الذي ظلت جوانب‬
‫عديدة من حياة اإلنسان نفسه غامضة مغلقة ال نعرف عنها سوى القليل ؛ بل إن‬
‫هناك مجتمعات وثقافات بأسرها ال نكاد نعرف عنها شيئًا على اإلطالق رغم‬
‫االهتمام المتزايد في الفترة األخيرة بدراسة المجتمع البشري في كثير من أنحاء‬
‫العالم ‪ ،‬وبخاصة دراسة المجتمعات القبلية الصغيرة المنزوية في الجهات النائية ‪،‬‬
‫لمعرفة نظمها وثقافاتها وتقاليدها ‪ ،‬بل وتاريخها حيثما أمكن ‪.‬‬
‫وأما المراحل الكبرى لعصور التاريخ فهي تتكون من أربعة عصور هي ‪:‬‬
‫األول العصر القديم يبدأ من عام ‪ 3500‬قبل الميالد وينتهي بمرحلة سقوط‬
‫اإلمبراطورية الرومانية في عام ‪ 476‬م ‪.‬‬

‫والثاني وهو العصر الوسيط والذي بدأ من عام ‪ 476‬ميالدية وحتى اكتشاف أمريكا‬
‫في عام ‪ 1492‬ميالدية‪.‬‬
‫والثالث مرحلة العصر الحديث والذي يبدأ من عام ‪ 1492‬ميالدية وحتى الثورة‬
‫الفرنسية عام ‪ 1789‬ميالدي‪.‬‬

‫ثم المرحلة الرابعة وهي العصر المعاصر والذي بدأ من عام ‪ 1789‬ميالدي وحتى‬
‫اآلن‪.‬‬
‫كما أن نمط التفكير يختلف من إنسان آلخر ‪ ،‬وإجماالً هناك أربعة أنواع للتفكير ‪:‬‬
‫‪ )1‬التفكير المرتبط بالعوامل الخارجية ‪.‬‬
‫‪ )2‬التفكير المستقل النابع من الوحي الداخلي ‪.‬‬
‫‪ )3‬التفكير المتجمع الذي يركز على حل وحيد لمسائل معينة ‪.‬‬
‫‪ )4‬التفكير المنفرج الذي يتميز بالقدرة على خلق عديد من األفكار الجديدة ‪.‬‬
‫كما أن إنسان ما قبل التاريخ عرف تدجين الحيوانات بدأ ً من تدجين الكلب الذي كان‬
‫يصطحبه في سفره بل واعتمد عليه في الصيد‪ ،‬ثم دجن الحصان والبقر والخراف‬
‫والماعز‪ ،‬من خالل نقل صغارها إلى مكان سكناه‪ ،‬فاستأنست وتوالدت‪ .‬لقد تغيرت‬
‫حياة اإلنسان إلى األفضل بعد أن عرف النار وعرف تدجين الحيوان‪ .‬وكان اإلنسان‬
‫األول يعيش حياة الترحال للبحث عن الغذاء معتمدا ً على التقاط وقطف ثمرة‬
‫األشجار‪ ،‬وصيد األسماك‪ ،‬وقنص الحيوان الستخدام جلودها في الملبس وأيضا يأكل‬
‫لحومها‪.‬‬
‫في هذه الفترة حازت كلمة الثقافة نجاحا ً كبيرا ً اقتربت به من كلمة أخرى أكثر‬
‫نجاحا ً منها وهي كلمة حضارة ‪,‬ورغم أنّهما تنتميان إلى نفس الحقل الداللي إال أنّهما‬
‫ليستا مترادفتين تماما ً وإن كان يُجمع بينهما أحياناً‪ ,‬فإذا افترقتا تستخدم الثقافة للداللة‬
‫على التقدم الفكري للفرد ‪ ,‬والحضارة للداللة على التقدم الفكري للجماعة ‪ ,‬حيث‬
‫كانت تطلق على الصيرورة التي تخلص اإلنسانية من الجهل والالعقالنية ‪ ,‬وبناء‬
‫على هذا المفهوم الجديد للحضارة قامت الطبقة البرجوازية اإلصالحية بفرض‬
‫تصورها للحكم في المجتمع إذ يرون أنّه ينبغي أن يرتكز على القوة والمعرفة ‪,‬‬
‫وينبغي أن تمتد الحضارة لكل الشعوب حتى البربرية وهذا واجب على الشعوب‬
‫المتقدمة ‪ ,‬وخالفهم في ذلك فولتير وروسو‪.‬‬

You might also like