Professional Documents
Culture Documents
2.الرابط االجتماعي عند مالك بن نبي :من خالل شبكة العالقات االجتماعية
إن تصور شبكة العالقات االجتماعية ،كتمثيل لمجموعة معقدة من العالقات
المتبادلة ،في نظام اجتماعي ،ما ليس بجديد و إنما له تاريخ طويل ،ففكرة اعتبار
العالقات االجتماعية شبكة وأن خصائص هذه الشبكة ،يمكن استعمالها لتفسير بعض
جوانب ،سلوك األفراد المنخرطين فيها ،قد انتشرت بسرعة كبيرة ،بعد أن قدم
األنثروبولوجي البريطاني جون بارنس ،الفكرة ألول مرة في بحث سنة،1954
يصف نظام العالقات االجتماعية ،الذي شعر بأنها مهمة لفهم السلوك االجتماعي
الفراد بحثه ،في مجتمع برمنس النرويجي ،وتطورت الفكرة فيما بعد ،حتى
أصبحت مفيدة تحليليا .وبرهنت على أهميتها التحليلية ،في دراسة الباحثة في مجال
األنثروبولوجيا االجتماعية البريطانية إليزابات بوت لألدوار الزواجية في عدد من
األسر اللندنية 1955،1956،1957ونشرت ذلك في كتابها بعنوان األسرة وشبكة
العالقات االجتماعية.
ومن أبرز علماء االجتماع واألنثروبولوجيا ،الذين أسهموا في تطوير اتجاه شبكة
العالقات االجتماعية ،هم بوت ،جيمس كاليد متشل ،برودنس ويلدون من جنوب
إفريقيا ،ثم نشرت عشرات الدراسات ،التي تستعمل مفهوم شبكة العالقات
االجتماعية ،واعتبرت هذه الدراسات من أهم الدراسات السوسيولوجية
واألنثروبولوجية ،التي استعملت اتجاه شبكة العالقات االجتماعية بدقة وتفصيل في
مجال دراسة األسرة.
كون مالك بن نبي ،مفكر مسلم وعاش في بيئة أثناء نشأته ،تكتسي بالروح
اإلسالمية ،حيث يبدو ذلك واضحا ،من خالل بناءه لنظريته االجتماعية بالمنظور
اإلسالمي ،فهو يطرح فكرة مفادها أن اإلنسان ،في كل مرحلة يمر بها المجتمع في
دورته الحضارية ،يتصف بخصائص نفسية واجتماعية حسب المرحلة التي يمر
بها.كما يؤكد على أن المجتمع ،يولد بميالد شبكة العالقات االجتماعية ،ويزول أو
ينتهي بزوالها ،فإن لم تكن هناك عالقات وروابط اجتماعية ،يزول المجتمع أو
بمعنى آخر إن الروابط والعالقات االجتماعية في مفهوم مالك بن نبي ،هي التي
تشكل هذه الشبكة .ولذلك فأفراد تلك الشبكة ،دائما ً يفضلون اإلجماع على معايير
يتفقون عليها ،مع بعضهم البعض ،وبالتالي يمارسون ضغطا ً غير رسمي ،على
بعضهم البعض لإلمتثال لتلك القواعد والمعايير ،وعندما ال يتفاعل األفراد مع
بعضهم البعض ،تقل اتصاالتهم إلى الحد األدنى ،وبالتالي فإن شبكة عالقاتهم
االجتماعية ،تكون إلى حد ما ضعيفة ،مما يؤدي إلى اختالف المعايير االجتماعية،
ويصبح الضبط االجتماعي ،وتبادل المساعدة أكثر تفككاً ،وأقل استمرارية.
فمن خالل التحليل ،ألهم أفكار مالك بن نبي عن المجتمع ،يبدو أن تشكل الرابط
االجتماعي هو ميالد للمجتمع ،و زوالها زوال له ،حيث يستمر ذلك بشبكة من
العالقات االجتماعية ،ويحدث هذا عند ميالد المجتمع ،فميالد الجماعات والروابط،
يرتكز على عالقات ولكي تتشكل هذه العالقات ،يعود السبب لنتيجة أولية ،يحدثها
المجتمع ،ويعطي مثال عن المجتمع االسالمي ،عندما قام بإنشاء ميثاق يربط بين
المهاجرين واألنصار ،معتبرا أن الهجرة هي نقطة البداية في التاريخ االسالمي،
وذلك ببداية قيام المجتمع اإلسالمي ،وتكوينه لشبكة من العالقات االجتماعية،كما
يرى أنه لقيام هذه الشبكة ،يجب توفر ثالث عناصر وهي:األشخاص،األفكار
األشياء .موضحا أن المجتمع ساعة ميالده يكون قويا ،بقوة العالقات االجتماعية
ويزول بزوالها حتى وان كان االفراد موجودون .وهذا ما وجدناه في نظريات
الرابط االجتماعي ،عند علماء االجتماع ،حيث يرون أن الرابطة االجتماعية ،تكون
قوية في بداية تواجدها ،وتضعف عندما تتواجد في الحياة الحضرية ،رغم وجود
األفراد نفسهم.
ويعني مالك بن نبي أن هناك عالقة بين االشخاص واألفكار واألشياء تتمثل في
الثقافة فالشخص وعالقته بالفن مثال ،هذا اتصال فكري ثقافي مكتسب ،ألن الشيء
هو الفن واالتصال بين الشيء والشخص هو الثقافة ،هذا يعتبر عالقة اجتماعية.وهنا
نخرج بفكرة رئيسية وهي أن شبكة العالقات االجتماعية ،عامل أساسي وضروري
في الجماعة والقوة ،كما أنها حقيقة التطور وبتمزقها يتمزق المجتمع ويتأخر
.
3الرابط االجتماعي عند المدرسة الفرنسية.
أ -الرابط االجتماعي عند أوغست كونت
كونت ،عالم اجتماع فرنسي شهير ،يُعتبر مؤسس علم االجتماع ،فهو الذين مهد
السبيل لنشوء هذا التخصص ،بعد فصله عن العلوم الطبيعية والفلسفة ،وتثبيت
حدوده العلمية وإحراز استقالليته المنهجية والموضوعية ،فهو مؤسس علم االجتماع
ومصطلحLa sociologie.
أراد دراسة المجتمع دراسة تطورية تهدف ،إلى اقتفاء المراحل التاريخية
الحضارية ،التي تمر بها المجتمعات ،وتدرس صفات وخصوصيات ومشكالت كل
مرحلة على إنفراد ثم تشتق القوانين الشمولية التي تفسر مسيرة المجتمعات ،كما أنه
تحدث عن تقسيم العمل االجتماعي والتضامن االجتماعي .ومن هنا شرح كومت
الرابطة االجتماعية ،من خالل حديثه عن قانون التضامن االجتماعي ،حيث"انتهى
من دراسته في علم االجتماع ،إلى قانون الحاالت الثالث و قانون التقدم وقانون
التضامن االجتماعي ،إذ يقع القانونان األوالن تحت القسم األول ،من أقسام علم
االجتماع وهو الديناميكا االجتماعية ،و يقع القانون األخير تحت قسم الستاتيكا
االجتماعية".
فاألسرة هي أولى الروابط االجتماعية عند كونت ،ثم تتشكل مجموعة من األسر ،ثم
االتحادات والهيئات االجتماعية ،التي تتجمع في األمم ،وغيرها من أشكال التجمعات
اإلنسانية وتشكل بناءا اجتماعيا "فاألسرة هي النواة األولى للمجتمع ،كما يؤكد
كونت على وجوب دراستها ،ألنها أول خلية في جسم المجتمع ،وألن المجتمع
جردة ،ويقول كل قوة
اإلنساني ،يتكون من أسر ال من أفراد ألن الفرد فكرة ُم ّ
اجتماعية ،تنتج عن تعاون وتضافر النشاط ،بين عدد كبير أو صغير من األفراد،
هذا ما يؤدي إلى تشكل الروابط االجتماعية ،والعالقات االجتماعية".
وهنا ينتهي كونت إلى تقرير حقيقة هامة ،أال وهي أن الفرد ،ال يعتبر في ذاته
عنصرا اجتماعيا فالفاعلية االجتماعية للفرد ،مستمدة من تضامن األفراد ،و
مشاركتهم في العمل ،وفي توزيع النشاطات فيما بينهم وتقاسمهم في الوظائف
االجتماعية.كما أن قيمة الفرد االجتماعية ،ال تتحقق بصورة صحيحة ،إال إذا كان
في نطاق وحدة اجتماعية ،كاألسرة ،حيث تمتزج العقول وتتفاعل الوجدانات
وتتوزع الواجبات ،كما أن مظاهر النُظم السائدة ،في الحياة االجتماعية تترابط
بعضها مع بعض ،وتسير وظائف كل منهما في تناسق مع وظائف أخرى ،وتعمل
كلها بصفة تلقائية لتحقيق االستمرارية في الحياة الجماعية.
يرى كونت أن أساس التماسك االجتماعي ،وأساس تقسيم العمل االجتماعي ،هو ما
يسمى بالموافقة العامة أو التوافق الجمعي ،أي االرتباط الضروري بين أفراد
المجتمع ،وبين عناصر المجتمع وهذا التوافق موجود في كل مجاالت الحياة ،ولكنه
يصل الذروة في المجتمع اإلنساني ،كما ذكرنا سابقا وهذا التوافق يكون خاصة بين
األفكار ،فيؤدي إلى توافق اجتماعي أو جمعي ،وهو أساس الرابطة االجتماعية ،هذا
يعني أنه هناك توازن أو تشابه بين المجتمع ،وبين الكائن العضوي ففي المجتمع كما
في الكائن العضوي ،تؤدي األعضاء المتماسكة وظائف معينة.ويعتبر كونت أن
اإلنسانية ك ٌل ال يتجزأ و أنها عبارة عن مجتمع واحد ،يخضع لنفس القانون في
الوقت الذي نجد فيه مجتمعات جزئية مختلفة ،ألن المجتمع اإلنساني ،ليس مجتمعا
في صيغة ال ُمفرد و إنما هو عدد من المجتمعات ،رغم أنها تختلف فيما بينها من
حيث استعداداتها طبيعتها ،إال أنها كلها تقوم بالتعاون والتضامن ،وتشكل عالقات
وتفاعالت وروابط اجتماعية.
ب-الرابط االجتماعي عند إميل دوركايم 1917-1858
يعتبر إميل دوركايم ،من أهم و أشهر علماء االجتماع الفرنسيين ،وذلك لما وهبه من
أفكار ونظريات اجتماعية ،وما نشره من أبحاث ومؤلفات ،ودراسات قيّمة في حقول
علم االجتماع والفلسفة والتربية ،استطاعت أن تؤثر فيما بعد ،في أفكار وأطروحات
عدد كبير ،من علماء االجتماع على حد سواء ،ويمكن اعتبار العالم دوركايم من
أقطاب المدرسة االجتماعية الفرنسية.
لقد تعرض دوركايم لموضوع الرابط االجتماعي ،من خالل كتابه تقسيم العمل
االجتماعي ،1893عندما تحدث عن التضامن االجتماعي اآللي
Mécaniqueوالعضوي Organiqueوذلك بمقارنته للمجتمعات القديمة أو
البدائية والمجتمعات الحديثة أو الصناعية ألن األولى تتميز بالتماسك اآللي ،والثانية
يسود فيها التماسك العضوي.كما يرى دوركايم أن األفراد في المجتمع البدائي
متجانسون ،وتقسيم العمل االجتماعي ،يأخذ شكال بسيطا ويقصد بذلك أن الرابطة
االجتماعية ،ضئيلة من حيث العمل االجتماعي ،فاألفراد ال يتقاسمون األعمال
بدرجة كبيرة ،ألن معظمهم يمارسون نشاطا واحدا ،يتمثل في النشاط الفالحي
والرعوي ،ومن جهة أخرى الرابطة االجتماعية قوية ،بين األفراد لوجود عامل
القرابة والتقاليد الواحدة ،كما أن لديهم رأي عام واحد ،وتتسم المسؤولية فيه
جماعية ،إضافة إلى المكانة تورث وال تُكتسب.
إذن الحظ دوركايم بأن الروابط االجتماعية ،قد تبدلت مع التطور اإلقتصادي،
فالتحول من مجتمع إطاره أناس كثيرة التشابه ،إلى مجتمع مختلف تماما ،أي من
تضامن آلي إلى عضوي ،لهذا كانت من أهم انشغاالت دوركايم اإلشارة إلى أن
تقسيم العمل ،تحت مالمحه المهنية على األخص وتكاثر المهن المختلفة و األشغال
المختلفة ،مع إلتزامات خاصة بكل عمل و بكل مهنة كلما تقترض نظاما بينا بالرغم
من نشاطاتهم هي إضافية.
نستنتج من فكر دوركايم عن الرابط االجتماعي أنها تكون قوية وواضحة في
المجتمع البدائي لوجود عامل القرابة والتقاليد واألعراف المشتركة وتضعف
الروابط االجتماعية ،في المجتمعات الحضارية النتشار الفردانية مما يؤدي إلى
زوال بعض القيم والتقاليد ،إال أنه في كلتا الحالتين ،يرى دوركايم أن الضمير
الجماعي ،عبارة عن رابطة اجتماعية ،توجد في كل المجتمعات البدائية،
والحضارية".الضمير الجماعي رابطة اجتماعية ،تنتج عن تجمع عقول األفراد
والتحامها مما يؤدي إلى ظهور نوع من الوحدة السيكولوجية ،المتميزة عن األفراد
ذاتهم".
حيث يكتسب هذا الضمير العام ،واقعا ملموسا فهو يدوم خالل الزمن ،و يُدعّم
الروابط بين األجيال ألنه يعيش بين األفراد و يتخلل حياتهم .فالرابطة االجتماعية
موجودة في كل من المجتمع البدائي والحضري ،إال أن االختالف يظهر في نوعية
التضامن من آلي إلى عضوي ،و الضمير الجمعي السائد
4الرابط االجتماعي عند المدرسة األلمانية.
أ -الرابط االجتماعي عند تونيز فرديناند.
يعتبر تونيز من أهم من ساهموا في نشأة علم االجتماع ،في ألمانيا ،لما تقدم به من
نصيب كبير في علم االجتماع النظري ،بنظريته الخاصة بالجماعة أو المجتمع
المحلي والمجتمع Gemeinschaft and Gesellschaftوالتي نشرها ألول
مرة في كتاب ،بهذا االسم سنة 1887كما يعد تونيز ،من أقطاب االتجاه التحليلي
للروابط االجتماعية ،على أساس تميّزه بين شكلين اجتماعيين هما الجماعة
Gemeinschaftو المجتمعGesllechaft.
و يقصد بذلك أن المجتمع ينتقل من نظام المجموعة المحلية Gemeinscheftإلى
المجتمع التعاقدي Gesellschaftوهذا االنتقال يكون بعالقات قوية ،إلى جماعة
وحياة تعتمد ،على عالقات الالشخصية impersonnelحتى وإن كان هؤالء
االفراد ال تجمعهم أي عالقة.استعمل تونيز مصطلح اإلرادة اإلنسانية ،التي يعتبرها
المصدر أو الركيزة األساسية لكل الروابط والعالقات االجتماعية ،حيث يميز بين
نوعين من اإلرادة الطبيعية أو العضوية ،واإلرادة العقلية أو التحكمية .فاإلرادة
الطبيعية توجد في المجتمع المحلي ،واإلرادة العقلية توجد في المجتمع العام.أما
اإلرادة العضوية أو الطبيعية ،المقصود بها"تلك الضرورة البيولوجية ،التي
بمقتضاها يولد الفرد ،فيجد نفسه عضوا في الجماعة ،ويرتبط بالصالت الحياتية
القائمة والمتواجدة ،بين أعضاءها ويلتزم بالروابط االجتماعية المستقرة والتي تتميز
بحدة تفاعالتها ،وتضامن أفرادها ،كما تتميز بالتعاطف ،والمشاركة الجماعية،
واالتصاالت المباشرة بين أعضاءها".
اإلرادة العقلية وهي"رابطة تقوم بين األفراد على أساس العقل ،وتشيع في
المجتمعات الحديثة أين توجد الفردية ،والحذر والقلق ،والبحث عن المصالح
الخاصة ،فاألفراد يرغبون عن طريق اإلرادة التحكمية أو العقلية ،الوصول إلى
هدف معين أوغاية معينة ،أي يقوم ترابطهم االجتماعي بقصد تحقيق هدف معين
يهمهم ،برغم ما قد يكون بينهم من برودة ،وكراهية ألن روابطهم تقوم على أساس
تصنعي ،فهم يترابطون برغم ما قد يكون بينهم من عوامل االنفصال".
في رأي تونيز األفراد يندمجون و يتفاعلون ،طبقا لرغباتهم أو إرادتهم الشخصية
الصادرة عن العقل ،أي الروابط عقالنية ،تخضع إلرادة أفراد المجتمع،
ووحداته.ويعتقد بوجود ثالث نماذج للعالقات أو الروابط االجتماعية ،تنشأ عن
الظروف الحيوية ،وتمثل هذه النماذج الروابط االجتماعية التي تقوم على
-1روابط الدم -2 .روابط الجوار -3 .روابط التجاذب الروحي.
نستنتج من هذا أن أولى الجماعات و أولى الروابط االجتماعية ،ظهرت في المجتمع
المحلي وفي الروابط األسرية البدائية والقبلية ،ثم بدأت تتوسع وتزداد تعقيدا بين
األفراد ،بظهور التغيير والنمو الصناعي والتجاري وظهور الطبقات االجتماعية.كما
يؤكد تونيز"أن الروابط االجتماعية تكون قوية في المجتمع المحلي ،ألنه تسود فيه
اإلرادة الطبيعية ،وليست اصطناعية ،ال يتحكم فيها الفرد .تسود فيها الروح
الجماعية وتنعدم الفردية ،يجد الفرد نفسه مرتبطا برابطة الدم ،والقرابة طبيعيا منذ
والدته".بينما الروابط االجتماعية تضعف رغم أنها موجودة ،وذلك بسبب اإلرادة
التحكمية العقلية ،الفرد هو الذي ينتمي إليها بإرادته ،وعقله ألهداف وغايات يريد
الوصول إليها ،لهذا يقول جلين أن"الجماعة لكي تقوم يتطلب قيامها وضعا معينا،
يسمح بالتأثير المتبادل المقصود واالستجابة المقصودة بين األشخاص الذين
تربطهم ،وأن يكون هناك نوع مشترك من االهتمام يرتكز حول دوافع مشتركة أو
مصالح مشتركة ،مع ما يتطلبه كل هذا من قيام عدد من االتجاهات والتصرفات
والشعور المشترك".
وقد علق تالكوت بارسونز على األهمية السوسيولوجية لتصورات تونيز ،في كتابه
"بناء الفعل االجتماعي" موضحا االختالفات الجوهرية ،بين المجتمع المحلي
والمجتمع قائال":إن المعيار األساسي هنا هو الطريقة التي نتحدث بها عن األطراف
المتقابلة ،والتي يكون لكل منها غرض معين من الدخول في العالقة ،ففي المجتمع
نجد أن هناك غرضا محددا ونوعيا ،ومتبادال للسلع والخدمات وهدفا عاجال يراد
تحقيقه ،أما في حالة المجتمع المحلي ،فإن األمر يختلف عن ذلك تماما...نالحظ أن
أطراف العالقة في المجتمع ،يتمسكون بالتزامات تؤكد جزاءات معينة ،غير أن
االلتزامات في هذه الحالة تكون محدودة بالعقد".
ب -الرابط االجتماعي عند ماكس فيبر
يعتبر ماكس فيبر من أهم علماء االجتماع األلمان ،وبالذات علماء مدرسة العالقات
االجتماعية ،وممن درس العالقات االجتماعية ،دراسة تحليلية ،كما أنه من الداعين
إلى ضرورة بحث التأثيرات المتبادلة ،بين النظم االجتماعية ،وخاصة الدينية
واالقتصادية والسياسية ويعتقد فيبر ،أن موضوع علم االجتماع يجب أن يكون
مقصورا على دراسة العالقات االجتماعية ،في صورها المجردة ويكون هذا إال عن
طريق دراسة و فهم وتفسير السلوك االنساني .فالعالقات إنما تنتج على تصرف
األفراد بعضهم إزاء البعض األخر ،ويعرف ماكس فيبر العالقة االجتماعية على
أنها" :السلوك الذي يصدر عن مجموعة من الفاعلين ،إلى المدى الذي يكون ،كل
فعل من األفعال آخذا في اعتباره المعاني التي تنطوي عليها أفعال اآلخرين".
فاألفراد بتفاعلهم من خالل األفعال التي يقومون بها ،تنشأ بينهم عالقات
اجتماعية.ومن خالل موضوع العالقات االجتماعية نجده تعرض للرابطة
االجتماعية ،التي توجه األفراد نحو السلوك التبادلي مع بعضهم البعض ،حيث هذه
العالقة تنتظم بنمطين أساسين من العالقات االجتماعية عنده و هي