الفساد آفة خطيرة استشرى لهيبها ،وانتشر داؤها في العالم العربي
شى سرطانها في أعصاب الحياة انتشار النار في الهشيم ،وتف َّ وخرب أركان النهوض والتنمية ،فساهم في َّ ل المجتمعية؛ فَ َ ش ََّّ تراجعها وتقهقرها في سلم مؤشر التنمية البشرية ،فأضحت الدول العربية في ذيل القائمة؛ سواء على مستوى االقتصاد أو التعليم أو الصحة أو اإلدارة... في خضم هذه المشكلة العويصة ،تتبادر إلى الذهن جملة من األسئلة المتواترة • ما المقصود بالفساد؟ وما أشكاله وصوره ومؤشراته؟ وفيم تتجلى مظاهره؟ ََّ • • وكيف انعكس تفشي الفساد على موقع العالم العربي في سلم التقارير الدولية؟ • ما اهمية وسائل االعالم في كشف ومعالجة الفساد والحلولَّ المقترحة ؟ المبحث األولََّّ:ماهية الفساد انواعه ومؤشراتهََّّ . المطلب ( : )01ماهية الفساد . الفساد ضد الصالح ،فإذا كان المعنى اللغوي للفساد أنه ضد الصالح ،فإن صالح الا -كما يقول عمر بن الخطاب رضي هللا عنه هو" :وإني ال أجد هذا المال -مث َّ المال يصلحه إال خالل ثالث :أن يؤخذ بالحق ،ويعطى في الحق ،ويمنع من الباطل"[.]1 وقد عرفته "منظمة الشفافية العالمية" التي تأسست سنة 1993بأنه" :سوء استغالل السلطة من أجل تحقيق المكاسب والمنافع الخاصة" ،أما "اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد" لسنة ،2003فإنها لم تتطرق لتعريف الفساد ،لكنها جرمت حاالت الفساد التي حددتها في: • رشوة الموظفين العموميين الوطنيين. • رشوة الموظفين العموميين األجانب وموظفي المؤسسات الدولية العمومية. • اختالس الممتلكات أو تبديدها أو تسريبها بشكل آخر من طرف موظف عمومي. • المتاجرة بالنفوذ. • إساءة استغالل الوظائف. • اإلثراء غير المشروع. • الرشوة في القطاع الخاص. • اختالس الممتلكات في القطاع الخاص. • غسل العائدات اإلجرامية. • اإلخفاء. • إعاقة سير العدالة. والفساد عمو اما ظاهرة مركبة ومعقدة ،تشمل االختالالت التي تمس الجانب السياسي واالقتصادي واالجتماعي والقيمي (األخالقي). المطلب ( : )02أنواع الفساد . الا مختلفة ومتعددة ،ولعل من أبرزها: يتخذ الفساد أشكا َّ أ -الفساد العقدي :وهو فساد االعتقاد الذي هو أساس كل فساد ،فسعي اإلنسان تبع لمعتقده؛ فإذا كان المعتقد فاسداا كان السعي فاسداا ،وإذا كان المعتقد صحي احا صال احا ن ال تُف ِسد ُوا فِي األَر ِ َّ ض قَالُوا ِإنَّ َما نَح َُّ ل لَ ُهمَّ َ َّ صلح سعيه ،قال تعالىَ ﴿ :و ِإذَا قِي ََّ ون ﴾ [البقرة.]12 ،11 : ال َيشعُ ُر ََُّون َو َل ِكنَّ َ َّ ون * أ َ َ َّ ال ِإنَّ ُهمَّ ُه َُّم ال ُمف ِسد ََّ ُمص ِل ُح ََّ ب -الفساد األمني واالجتماعي :األمن أساس النعم ،ومن فقَ َّدَ األمن ال يشعر بسائر النعم ...يقول الرسول صلى هللا عليه وسلم(( :من أصبح منكم آمناا في سربه ،معافى في بدنه ،عنده قوت يومه ،فكأنما ِحيزت له الدنيا))[.]2 ت -الفساد السياسي :والذي يعبر عنه بأنه "إساءة استعمال السلطة العامة لتحقيق مكسب خاص"[ ،]3والظاهرة البارزة استخدام المال في العمليات االنتخابية. ث -الفساد اإلداري :والذي يعبر عنه بأنه "سلوك بيروقراطي يستهدف تحقيق منافع ذاتية بطرق غير شرعية"[.]4 ج -الفساد األخالقي :هو من مظاهر الفساد التي تنتشر في المجتمعات المختلفة بسبب السلوكيات الخاطئة ،واألخالق السيئة ،ومن أشكاله العالقات غير الشرعية بين الجنسين ،والفحش في الكالم ،وسوء األدب في التعامل مع الغير خاصة تعامل الصغير مع األكبر سنَّا ا. ح -الفساد االقتصادي :يتمثل في جرائم الشركات ،سواء الوطنية أو األجنبية التي تستغل تفشي البطالة في العالم العربي في االستغالل البشع لليد العاملة ،أو الجرائم االقتصادية التي ترتكبها مافيا شركات متعددة الجنسيات. خ -الفساد المالي :ويقصد به كافة المعامالت المالية واالقتصادية المخالفة ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية ،وتؤدي إلى أكل أموال الناس بالباطل ،وإلى عدم استقرار المجتمع ،وإلى الحياة الضنك لطبقة الفقراء والمعوزين في حكمهم[.]5 د -الفساد المؤسسي :حينما تكون مؤسسات الدولة هشة وضعيفة بما يصبح معه جهاز الدولة نفسه مؤسسة للفساد. أما أنواع الفساد من حيث الحجم ،فيمكن التمييز بين: • الفساد الصغير (فساد الدرجات الوظيفية الدنيا): ُمارس من فرد واحد دون تنسيق مع اآلخرين؛ لذا نراه ينتشر بين وهو الفساد الذي ي َ صغار الموظفين عن طريق استالم رشاوى من اآلخرين. • الفساد الكبير )فساد الدرجات الوظيفية العليا من الموظفين): والذي يقوم به كبار المسؤولين والموظفين لتحقيق مصالح مادية أو اجتماعية كبيرة ،وهو أهم وأشمل وأخطر؛ لتكليفه الدولة مبالغ ضخمة. المطلب ( : )03مؤشرات الفساد . إن مؤشرات الفساد تظل واضحة المعالم ،تنتشر وتتفشى داخل المجتمع ،يتجسد ظهورها بصيغ وهيئات مختلفة ،تتمثل في: • شيوع ظاهرة الغنى الفاحش والمفاجئ في المجتمع. • شيوع ظاهرة الرشوة لدرجة تصل فيها من جملة المستمسكات المطلوبة في أية معاملة. الا من الجدارة ل الوظائف والمناصب ،بد َّ• المحسوبية والوالء لذوي القربى في شَغ َِّ والكفاءة والمهارة والمهنية والنزاهة. • غياب مبدأ تكافؤ الفرص في شغل الوظائف. ودورا" أو ظهورها بشكل شكلي مع إهمال نتائجها. ا • ضعف الرقابة "أجهزة وأدا اَّء • االستغالل السيئ للوظيفة لتحقيق مصالح ذاتية على حساب المصالح الموضوعية. • الخروج المقصود عن القواعد والنظم العامة لتحقيق منافع خاصة.
• بيع الممتلكات العامة لتحقيق منافع ومكاسب خاصة.
• انتشار ظاهرة االبتزاز ،متمثلة في التعقيدات اإلجرائية والروتين ،الذي يؤدي إلى هروب رؤوس األموال من البلد. ويعد ارتفاع مؤشر الفساد في أي مجتمع دالة على تدني الرقابة الحكومية ،وضعف القانون ،وغياب التشريعات ،وقد ينشط الفساد نتيجة لغياب المعايير واألسس التنظيمية والقانونية وتطبيقها ،وسيادة مبدأ الفردية بما يؤدي إلى استغالل الوظيفة العامة وموارد الدولة من أجل تحقيق مصالح فردية أو مجموعاتية على حساب الدور األساسي للجهاز الحكومي بما يلغي مبدأ العدالة ،وتكافؤ الفرص ،والجدارة، والكفاءة ،والنزاهة ،في شغل الوظائف العامة[.]6
المبحث الثانيََّّ:مظاهر الفساد وموقع العالم العربي في سلم التقارير الدولية
واهمية وسائل اإلعالم في الكشف ومعالجة هذه الظاهرة . المطلب ( : )01مظاهر الفساد. من أبرز مظاهر الفساد المنتشرة في العالم العربي -وهي متشابهة ومتداخلة • الرشوة :أي الحصول على أموال أو أية منافع أخرى من أجل تنفيذ عمل مخالف ألصول المهنة ،وهي منتشرة في كثير من الدول الغربية والدول النامية. • المحسوبية :أي تنفيذ أعمال لصالح فرد أو جهة ينتمي لها الشخص؛ مثل :حزب أو عائلة أو منطقة ،دون أن يكونوا مستحقين لها ،وهي منتشرة في الدول العربية بشكل عام. • المحاباة :أي تفضيل جهة على أخرى في الخدمة ،بغير حق للحصول على مصالح معيَّنة. • الواسطة :أي التدخل لصالح فرد ما أو جماعة دون االلتزام بأصول العمل والكفاءة الالزمة؛ مثل :تعيين شخص في منصب معين ألسباب تتعلق بالقرابة أو كثيرا في العالم العربي. ا االنتماء رغم كونه غير كفء ،وهي منتشرة • نهب المال العام :أي الحصول على أموال الدولة والتصرف بها من غير وجه حق بشكل سري تحت مسميات مختلفة. • االبتزاز :أي الحصول على أموال من طرف معين في المجتمع مقابل تنفيذ مصالح مرتبطة بوظيفة الشخص المتصف بالفساد. • غسيل األموال :هي عملية إخفاء المصدر غير القانوني لهذه األموال وتحويلها أو دمجها في االقتصاد المشروع.
المطلب ( : )02موقع العالم العربي في سلم التقارير الدولية.
قد أظهر التقرير األخير الذي نشرته منظمة الشفافية العالمية التي تتخذ من العاصمة مقرا لها -أن جميع الدول األعضاء في جامعة الدول العربية والبالغ األلمانية برلين ًّ عددها 21دولة ،ال تزال تحافظ على ترتيبها في سلم الفساد العالمي. مخيبة لآلمال ،حيث حصلت على وجاءت نتائج معظم الدول العربية في المؤشر ِ تقدير متوسط 35درجة من درجات المؤشر البالغة 100درجة ،حيث تمثل هذه تحذيرا من إساءة استخدام السلطة والتعامالت السرية والرشوة]7[ . ا النتائج
المطلب ( :: )03اهمية وسائل اإلعالم في الكشف عن ظاهرة الفساد ومعالجتها.
1أهمية وسائل االعالم في كشف الفساد -1تعد وسائل االعالم من ادوات الضبط االجتماعي وتعمل غرس قيم اخالقية وممارسات اجتماعية جديدة وتتعرض السلوكيات االجتماعية للتغير الحضاري وكذالك طريقة التفكير والعمل -2تعمل وسائل االعالم على اعادة الترتيب القيمي و السلوكي للمجتمع المستهدف عن طريق خلق معايير جديدة وفرض االوضاع االجتماعية المرغوبة وإنشاء سلوكيات مرغوبة على متابعة الظواهر المرفوضة والمنحرفة والكشف عنها مع تعديل المواقف واالتجهات الضعيفة ودعم االفكار واالتجهات المرغوبة والمتوافقة مع النظام العام وروح العصر -3ان فعالية وسائل االعالم في خلق ما يطلق عليه (التغميص الوجداني ) تكون من خالل توسيع االفاق وخلق شخصية الجدية وتبني النظرة الحديثة للتحول من المجتمع التقليدي الى مجتمع عصري واهم ما في دور وسائل وسائل االعالم في مكافحة الفساد هو تنمية الروح االجتماعية وإذابة االنانية و الفردية -4يعد الفساد واحد من اخطر مظاهر انتهاك حقوق االنسان واهم اسبابه ،ولما كانت االعالم تضطلع بدور رئيس في احداث تغيرات كبيرة في المواقف واالتجهات والسلوك و االوضاع االجتماعية فإن المؤمل فيها ايضا قدرتها على حماية حقوق االنسان او تجاهلها ،واذا اردنا ان نجعل هذا االنسان اكثر وعيا بحقوقه واكثر فهما لها البد ان نعمل على حماية هذه الحقوق اوال -5تنقل الشكل الحضاري والممارسة الصحية من المكان النامي الى االماكن التي تفتقر الى التحضر -6ان ادراك المرء لحقوقة ادراكا كامال ليس كافيا لتأمين عدم انتهاكها وبناء على ذالك فإن المسؤولية تقع على عائق وسائل االعالم في فضح تلك االنتهاكات وأدانتها وبيان اشكالها وينبغي على العاملين في مجال وسائل االعالمان يحرصو على ادراج انفسهم في عداد القوة التي تكافح الفساد االداري من اجل تعزيز حقوق االنسان ، وبلمثل يمكن ان تشكل شبكات االتصال على نضام من القيم ينطوي على احترام حقوق اإلنسان والدفاع عنها[]8 -7وتعد وسائل اإلعالم التي تعمل على تقصي الحقائق و استكشافها أحد المفاتيح الرئيسية للكشف عن الفساد لذلك ينبغي عن على هذه الوسائل أن التكتفي بالتذمر وتعد السلبيات او السلوكيات الخاطئة يل يجب ان توضف للكشف عن مواطن وجود اي شكل من اشكال الفساد االداري مهما كان صغير خشية استفحاله ونموه -8تتحمل وسائل اإلعالم مسؤولية كشف الوثائق وعرض الحقائق المتعلقة بقضية ما ومتابعتها للتحقيقات الخاصة بها وصوال الى احالتها للقضاء والبث فيها ومحاسبة المفسدين ورد الحقوق ،يرصد االعالم خلفيات اي قضية تحقيقية بقضايا الفساد االداري ومتابعة سير المحاكم المختصة بقضايا الفساد .مما يمكن ان نعده اثرا لكشف حاالت من الفساد السياسي او االداري او المالي -9تحريك شارع التخاذ موقف رافض التجاه حركة معينة. -10اقالة بعض مسؤولين نتيجة لغضب شعب تجاه موقف معين كشفته وسائل اإلعالم وثبتت صحته -11احيانا يحرك االعالم االلكتروني بخاصة اوساط معينة للقيام باضطرابات اوتحشدات تؤدي ببعض الجهات العدول عن قرار ليس فيه مصلحة عامة]9[ . 2معالجة االعالم في كشف الفساد على االعالم ان يقوم بنشر السالم والتفاهم الدولي و تعزيز حقوق االنسان و مكافحة العنصرية و الفصل العنصري و التحريض على الحرب و يقتضي ان نتداول المعلومات بشأنها بحرية و امن تنشر عبر وسائل االعالم و ان تسهم هذه الوسائل على اضالع الجماهير عليها و ممارسة حرية الرأي و التعبير و حرية االعالم المقترن بها هي من حقوق االنسان و حريته االساسية فال بدة من وجود ضمان حصول الجمهور على المعاومات عن طريق تنوع مصادر و سائل االعالم و معرفة ما بجري من االحداث،و من وتجب وسائل االعالم ان تساهمة مساهمة فاعلة بحكم دورها في تعزيز حقوق االنسان و السيما في مجال اسماع اصوات الشعوب المقهورة المتطلعة للنماء و السالم محاربة الجوع والمرض و سوء التغذية،و على وسائل االعالم ان تسهم في المجتمعات عامة بغية تحقيق حقوق االنسان بين جميع البشر و االمم و بث روح التقدم االقتصادي و االجتماعي بين صفوف الشباب. يقوم االعالم بوضع الحلول بكونه السلطة الرابعة التي تتابع و تراقب عن كثب مجريات العمل و علي الرغم من امكانياتها تبقى بحاجة إلى االعالم النزيه الملتزم بنقل الحقيقة. وهناك عدة وسائل و حلول عامة : -1االصالح االداري و القانوني و المالي :يبدأ بتوحيد التعليمات و االنظمة الموضوعة لجميع قطاعات الدولة ،والعمل على نشر هذة التعليمات الموحدة ،وعلى توضيحها للمواطن على اختالف موقعه االجتماعي واالقتصادي بغية تمكينهمن فهمها و العمل بوجبها و بكل وضوح و شفافية منعا من محاولة استغالله نتيجة التضارب الحاصل في التعليمات بين وزارات الدولة -2توعية المواطن و ارشاده باالضرار التي يسببها الفساد االداري و المالي من خالل برنامج إعالمي يشمل الوسائل السمعية و المرئية المقروءة ...الخ ،وعن طريق فريق عمل متخصص. -3التدخل في المناهج الدراسية و بدءا من مناهج المرحلة االبتدائية إلى الجامعة مرورا بالمرحلة االعدادية لغرض ترسيخ مبادئ النزاهة وأسسها في عقول المتلقين ووجدانهم -4عقد ندوات والمؤتمرات واالجتماعات التي تركز على النزاهة والفساد االداري و المالي و التي توجه إلى شريحة الموظفين في جميع قطاعات الدولة و على اختالف مستوياتهم الوظيفية. -5تقوم وسائل االعالم بمراقبة للجهات التي تطبق القوانين و توجهها الى الطريق الصحيح يصب في المصلحة العامة -6نشر نتائج النجاحات المتحققة على صعيد محاربة الفساد االداري و المالي على الرأي العام مهما كان مستوى الشخص او القضية المطروحة تنفيذا لالتجاهات المتبعة في االنظمة الديمقراطية -7ابراز دور االجهزة الرقابية الداخلية الموجودة في وزارات ومؤسسات الدولة و بمختلف مستوياتها من خالل العمل على استقالليتها عن بقية الوحدات االدارية و من خالل تقوية انظمة الرقابة والضبط و الفحص الموجودة في مؤسسات الدولة التي تشرف عليها هذة االجهزة -8تقوم االجهزة الرقابية الحكومية الخارجية و دعمها بكل الوسائل القانونية و التشريعية و المالية الممكنة مع توفير الحماية لمنتسبيها -9االستفادة من التجارب الدولية من خالل دراسة و تطبيق الجوانب االيجابية التي مرت بها الدول المتقدمة اقتصاديا و اداريا ر اجتماعيا و سياسيا -10التطور و التأهيل االداري للمؤسسات واالفراد و على اسس علمية حديثة و عادلة تهدف الى تنمية المؤسسات و تنمية مواردها البشرية كذلك -11تحسين الوضع المعاشي لمنتسبي الدولة مع االهتمام بالتحفيز المرتبط بالقدرات و التخصص والمهنية مع الجهد المبذول -12إتباع سياسة اقتصادية تعمل على تخفيف تأثير هيمنة الدولة الكلية على شكل القطاعات و العمل على إعادة دور الدولة الذي يتحد باالشراف و التوجيه و المحافظة على توازن الفعاليات و الظواهر االقتصادية ،مع التدخل عند الضرورة اسوة بالدول المتقدمة ]10[. خاتمة يظلَّالفسادَّبشتىَّأطيافهَّأحدَّمعاولَّالهدمَّالتيَّتواجهَّعملياتَّالتنميةَّاالقتصاديةَّ والسياسيةَّواالجتماعية؛َّ فظاهرةَّالفسادََّّظاهرةَّعالميةَّوَّسرطاناَّيستشريَّفيَّجسمَّالدولَّنتيجةَّفقدانَّ المجتمعَّلقيمهَّوَّمثلهَّوَّلعدمََّّتكريسَّالقانونَّوَّفرضَّاحترامهَّعلىَّالجميعَّوَّعدمَّ نشرَّمفهومَّالمواطنةَّوَّغيابَّثقافةَّحقوقَّاإلنسانََّّ،وَّنتيجةَّلهــذاَّيستحيلَّأنَّيكونَّ المجتمعَّالفاسدََّّقوياَّوَّعادالَّوَّمتحضراَّوَّيسردََّّالتاريخَّأنَّهناكَّإمبراطورياتَّ كانتَّتمألَّالسمــعََّّوَّالبصرَّسقطتَّوَّاختفتَّبفعلَّالفسادَّبكافةََّّأشكالهَّوَّ مستوياتهَََّّّ.فالفسادَّقضيةَّالجميعَّوَّمكافحتهَّنشاطَّيعنيَّالجميعَّأيضاَّوَّهوَّبهذاَّ المعنىَّواجبَّشرعيَّوَّوطنيَّوَّأخالقيَّفقدَّأقرتَّمؤسساتَّدوليةَّكالبنكَّالدوليَّوَّ هيئةَّاألممَّالمتحـدةَّوَّمنظمةَّشفافيةَّدوليةَّبأنَّالفسادَّتحدياَّعالمياَّوَّأنَّمكافحتهَّالَّ تكونَّإالَّبتضافرَّجهودَّالجميعَّوَّوضعتَّلذلكَّآليـاتَّوَّعقدتَّاتفاقياتَّ،وَّعلىَّهذاَّ األساسَّالَّبدَّلكلَّهيئاتَّالدولـةَّوَّشرائحَّالمجتمعَّعنَّطريقَّجمعياتَّالمجتمعَّ المدنيَّأنَّتقفَّصفاَّمتراصاَّلدرءَّالفسادَّوَّالمفسدينَََّّّ،وَّالَّتكفيَّالقوانــينَّالردعيةَّ لمكافحتهََّّ،بلَّيجبَّوضعَّاستراتيجيــهَّمنسجمةَّوَّمتكاملـةَّتأخذَّبمفهومَّواضحَّ للفسادَّوَّتحديدَّعواملهَّوَّأسبابهََّّوَّالتركيزَّعلىَّنشرَّالقيمََّّوَّالمثلَّالعليــاََّّوَّتفعيلَّ دورَّالدولةَّفيَّحفظَّحقَّالمواطنَّفيَّالكرامةَّوَّالعيشَّالرغيدََّّبماَّيحفظـهَّوَّيجعلهَّ مواطناَّصالحاَّفيَّشتىَّمراتبَّالمسؤوليةََّّ . َّ َّ َّ َّ َّ َّ َّ المصادر والمراجع [َّ]1الخراجَّألبيَّيوسفََّّ-دارَّالمعرفةََّّ-بيروتَّصـَّ .117 [َّ]2سننَّالترمذيَّ،كتابَّالزهدَّ،برقمََّّ .574َّ/4َّ،2268 [َّ]3تقريرَّعنَّالتنميةَّفيَّالعالمَّ1997مََّّ-البنكَّالدوليَّلإلنشاءَّوالتعميرََّّ-ترجمةَّ ونشرَّمؤسسةَّاألهرامَّصـَّ .112 [َّ]4عطيةَّحسنَّأفنديَّ"الممارساتَّغيرَّاألخالقيةَّفيَّاإلدارةَّالعامة"َّبحثَّمقدمَّ لندوةَّالفسادَّوالتنميةََّّ-كليةَّاالقتصادَّوالعلومَّالسياسيةَّبجامعةَّالقاهرة1999َّ،مَّ، صـَّ .53 [َّ]5حسينَّحسينَّشحاتةَّ،الفسادَّالماليَّ،أسبابهَّوصورهَّوعالجهَّ،مجلةَّالوعيَّ اإلسالميَّ،العددََّّ،552شعبانَّ1432هـَّ/يوليوَّ،2011صََّّ .27 [َّ]6فتحيَّمحمدَّأميمةَّ،الفسادَّالسياسيَّواإلداريَّكأحدَّأسبابَّالثوراتَّالعربيةَّ: دراسةَّوصفيةَّتحليليةَّ،ثورةََّّ17فبرايرَّفيَّليبياَّنموذ اجاَّ،مؤتمرَّفيالدلفياَّالدوليَّ السابعَّعشرَّثقافةَّالتغييرَّ:األبعادَّالفكريةَّ-العواملََّّ-التمثالتَّ8َّ-َّ6/نوفمبرََّّ .2012 [َّ]7أحمدَّأبوَّديةَّ،الفسادَّ:أسبابهَّوطرقَّمكافحتهَّ،منشوراتَّاالئتالفَّمنَّأجلَّ النزاهةَّوالمساءلةََّّ-أمانََّّ،2004صَّ،3بتصرفَّ . [َّ]8عمارََّّ:رامزََّّ,دورَّاالعالمَّوالتعليمَّفيَّحمايةَّحقوقَّاالنسانََّّ,مجلةَّالفكرَّ العربيََّّ,بيروتََّّ,معهدَّاالنماءَّالعربيَّ2009َّ,مََّّ,صَّ 147 [ ]9شونََّّ:ماكرَّايردََّّ,أصواتَّمتعددهَّوعالمَّواحدََّّ,الشركهَّالوطنيهَّللنشرَّ والتوزيعََّّ,الجزائرَّ1981َّ,مََّّ,ص.389 [َّ]10عبدالرحمانََّّ:نائلََّّ.صالحَّالطويلَّ,وقائعَّوبحوثََّّ,لسنةََّّ,َّ2008صَّ .345
للهم يا باري البريات و غافر الخطيات و عالم الخفيات المطلع على الضماءر و النيات يامن احاط بكل شي علما و وسع كل شي رحمة و قهر كل مخلوق عزة و حكمة ارجعلي فلان ابن فلانة او فلانة بنت فلان و علق قلبه بقلبي و اجعلني الوحيدة في قل.docx