You are on page 1of 10

‫مقدمة‬

‫الفساد آفة خطيرة استشرى لهيبها‪ ،‬وانتشر داؤها في العالم العربي‬


‫شى سرطانها في أعصاب الحياة‬ ‫انتشار النار في الهشيم‪ ،‬وتف َّ‬
‫وخرب أركان النهوض والتنمية‪ ،‬فساهم في‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫المجتمعية؛ فَ َ‬
‫ش ََّّ‬
‫تراجعها وتقهقرها في سلم مؤشر التنمية البشرية‪ ،‬فأضحت الدول‬
‫العربية في ذيل القائمة؛ سواء على مستوى االقتصاد أو التعليم أو‬
‫الصحة أو اإلدارة‪...‬‬
‫في خضم هذه المشكلة العويصة‪ ،‬تتبادر إلى الذهن جملة من‬
‫األسئلة المتواترة‬
‫• ما المقصود بالفساد؟ وما أشكاله وصوره ومؤشراته؟‬
‫وفيم تتجلى مظاهره؟‬ ‫ََّ‬ ‫•‬
‫• وكيف انعكس تفشي الفساد على موقع العالم العربي في سلم‬
‫التقارير الدولية؟‬
‫• ما اهمية وسائل االعالم في كشف ومعالجة الفساد والحلولَّ‬
‫المقترحة ؟‬
‫المبحث األولَّ‪َّ:‬ماهية الفساد انواعه ومؤشراتهَّ‪َّ .‬‬
‫المطلب (‪ : )01‬ماهية الفساد ‪.‬‬
‫الفساد ضد الصالح‪ ،‬فإذا كان المعنى اللغوي للفساد أنه ضد الصالح‪ ،‬فإن صالح‬
‫الا ‪ -‬كما يقول عمر بن الخطاب رضي هللا عنه هو‪" :‬وإني ال أجد هذا‬ ‫المال ‪ -‬مث َّ‬
‫المال يصلحه إال خالل ثالث‪ :‬أن يؤخذ بالحق‪ ،‬ويعطى في الحق‪ ،‬ويمنع من‬
‫الباطل"[‪.]1‬‬
‫وقد عرفته "منظمة الشفافية العالمية" التي تأسست سنة ‪ 1993‬بأنه‪" :‬سوء استغالل‬
‫السلطة من أجل تحقيق المكاسب والمنافع الخاصة"‪ ،‬أما "اتفاقية األمم المتحدة‬
‫لمكافحة الفساد" لسنة ‪ ،2003‬فإنها لم تتطرق لتعريف الفساد‪ ،‬لكنها جرمت حاالت‬
‫الفساد التي حددتها في‪:‬‬
‫• رشوة الموظفين العموميين الوطنيين‪.‬‬
‫• رشوة الموظفين العموميين األجانب وموظفي المؤسسات الدولية العمومية‪.‬‬
‫• اختالس الممتلكات أو تبديدها أو تسريبها بشكل آخر من طرف موظف عمومي‪.‬‬
‫• المتاجرة بالنفوذ‪.‬‬
‫• إساءة استغالل الوظائف‪.‬‬
‫• اإلثراء غير المشروع‪.‬‬
‫• الرشوة في القطاع الخاص‪.‬‬
‫• اختالس الممتلكات في القطاع الخاص‪.‬‬
‫• غسل العائدات اإلجرامية‪.‬‬
‫• اإلخفاء‪.‬‬
‫• إعاقة سير العدالة‪.‬‬
‫والفساد عمو اما ظاهرة مركبة ومعقدة‪ ،‬تشمل االختالالت التي تمس الجانب السياسي‬
‫واالقتصادي واالجتماعي والقيمي (األخالقي)‪.‬‬
‫المطلب (‪ : )02‬أنواع الفساد ‪.‬‬
‫الا مختلفة ومتعددة‪ ،‬ولعل من أبرزها‪:‬‬ ‫يتخذ الفساد أشكا َّ‬
‫أ‪ -‬الفساد العقدي‪ :‬وهو فساد االعتقاد الذي هو أساس كل فساد‪ ،‬فسعي اإلنسان تبع‬
‫لمعتقده؛ فإذا كان المعتقد فاسداا كان السعي فاسداا‪ ،‬وإذا كان المعتقد صحي احا صال احا‬
‫ن‬ ‫ال تُف ِسد ُوا فِي األَر ِ َّ‬
‫ض قَالُوا ِإنَّ َما نَح َُّ‬ ‫ل لَ ُهمَّ َ َّ‬
‫صلح سعيه‪ ،‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬و ِإذَا قِي ََّ‬
‫ون ﴾ [البقرة‪.]12 ،11 :‬‬ ‫ال َيشعُ ُر ََّ‬‫ُون َو َل ِكنَّ َ َّ‬ ‫ون * أ َ َ َّ‬
‫ال ِإنَّ ُهمَّ ُه َُّم ال ُمف ِسد ََّ‬ ‫ُمص ِل ُح ََّ‬
‫ب‪ -‬الفساد األمني واالجتماعي‪ :‬األمن أساس النعم‪ ،‬ومن فقَ َّدَ األمن ال يشعر بسائر‬
‫النعم‪ ...‬يقول الرسول صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬من أصبح منكم آمناا في سربه‪ ،‬معافى‬
‫في بدنه‪ ،‬عنده قوت يومه‪ ،‬فكأنما ِحيزت له الدنيا))[‪.]2‬‬
‫ت‪ -‬الفساد السياسي‪ :‬والذي يعبر عنه بأنه "إساءة استعمال السلطة العامة لتحقيق‬
‫مكسب خاص"[‪ ،]3‬والظاهرة البارزة استخدام المال في العمليات االنتخابية‪.‬‬
‫ث‪ -‬الفساد اإلداري‪ :‬والذي يعبر عنه بأنه "سلوك بيروقراطي يستهدف تحقيق منافع‬
‫ذاتية بطرق غير شرعية"[‪.]4‬‬
‫ج‪ -‬الفساد األخالقي‪ :‬هو من مظاهر الفساد التي تنتشر في المجتمعات المختلفة‬
‫بسبب السلوكيات الخاطئة‪ ،‬واألخالق السيئة‪ ،‬ومن أشكاله العالقات غير الشرعية‬
‫بين الجنسين‪ ،‬والفحش في الكالم‪ ،‬وسوء األدب في التعامل مع الغير خاصة تعامل‬
‫الصغير مع األكبر سنَّا ا‪.‬‬
‫ح‪ -‬الفساد االقتصادي‪ :‬يتمثل في جرائم الشركات‪ ،‬سواء الوطنية أو األجنبية التي‬
‫تستغل تفشي البطالة في العالم العربي في االستغالل البشع لليد العاملة‪ ،‬أو الجرائم‬
‫االقتصادية التي ترتكبها مافيا شركات متعددة الجنسيات‪.‬‬
‫خ‪ -‬الفساد المالي‪ :‬ويقصد به كافة المعامالت المالية واالقتصادية المخالفة ألحكام‬
‫ومبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتؤدي إلى أكل أموال الناس بالباطل‪ ،‬وإلى عدم‬
‫استقرار المجتمع‪ ،‬وإلى الحياة الضنك لطبقة الفقراء والمعوزين في حكمهم[‪.]5‬‬
‫د‪ -‬الفساد المؤسسي‪ :‬حينما تكون مؤسسات الدولة هشة وضعيفة بما يصبح معه‬
‫جهاز الدولة نفسه مؤسسة للفساد‪.‬‬
‫أما أنواع الفساد من حيث الحجم‪ ،‬فيمكن التمييز بين‪:‬‬
‫• الفساد الصغير‬
‫(فساد الدرجات الوظيفية الدنيا)‪:‬‬
‫ُمارس من فرد واحد دون تنسيق مع اآلخرين؛ لذا نراه ينتشر بين‬ ‫وهو الفساد الذي ي َ‬
‫صغار الموظفين عن طريق استالم رشاوى من اآلخرين‪.‬‬
‫• الفساد الكبير‬
‫)فساد الدرجات الوظيفية العليا من الموظفين)‪:‬‬
‫والذي يقوم به كبار المسؤولين والموظفين لتحقيق مصالح مادية أو اجتماعية‬
‫كبيرة‪ ،‬وهو أهم وأشمل وأخطر؛ لتكليفه الدولة مبالغ ضخمة‪.‬‬
‫المطلب (‪ : )03‬مؤشرات الفساد ‪.‬‬
‫إن مؤشرات الفساد تظل واضحة المعالم‪ ،‬تنتشر وتتفشى داخل المجتمع‪ ،‬يتجسد‬
‫ظهورها بصيغ وهيئات مختلفة‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬
‫• شيوع ظاهرة الغنى الفاحش والمفاجئ في المجتمع‪.‬‬
‫• شيوع ظاهرة الرشوة لدرجة تصل فيها من جملة المستمسكات المطلوبة في أية‬
‫معاملة‪.‬‬
‫الا من الجدارة‬
‫ل الوظائف والمناصب‪ ،‬بد َّ‬‫• المحسوبية والوالء لذوي القربى في شَغ َِّ‬
‫والكفاءة والمهارة والمهنية والنزاهة‪.‬‬
‫• غياب مبدأ تكافؤ الفرص في شغل الوظائف‪.‬‬
‫ودورا" أو ظهورها بشكل شكلي مع إهمال نتائجها‪.‬‬ ‫ا‬ ‫• ضعف الرقابة "أجهزة وأدا اَّء‬
‫• االستغالل السيئ للوظيفة لتحقيق مصالح ذاتية على حساب المصالح الموضوعية‪.‬‬
‫• الخروج المقصود عن القواعد والنظم العامة لتحقيق منافع خاصة‪.‬‬

‫• بيع الممتلكات العامة لتحقيق منافع ومكاسب خاصة‪.‬‬


‫• انتشار ظاهرة االبتزاز‪ ،‬متمثلة في التعقيدات اإلجرائية والروتين‪ ،‬الذي يؤدي إلى‬
‫هروب رؤوس األموال من البلد‪.‬‬
‫ويعد ارتفاع مؤشر الفساد في أي مجتمع دالة على تدني الرقابة الحكومية‪ ،‬وضعف‬
‫القانون‪ ،‬وغياب التشريعات‪ ،‬وقد ينشط الفساد نتيجة لغياب المعايير واألسس‬
‫التنظيمية والقانونية وتطبيقها‪ ،‬وسيادة مبدأ الفردية بما يؤدي إلى استغالل الوظيفة‬
‫العامة وموارد الدولة من أجل تحقيق مصالح فردية أو مجموعاتية على حساب‬
‫الدور األساسي للجهاز الحكومي بما يلغي مبدأ العدالة‪ ،‬وتكافؤ الفرص‪ ،‬والجدارة‪،‬‬
‫والكفاءة‪ ،‬والنزاهة‪ ،‬في شغل الوظائف العامة[‪.]6‬‬

‫المبحث الثانيَّ‪َّ:‬مظاهر الفساد وموقع العالم العربي في سلم التقارير الدولية‬


‫واهمية وسائل اإلعالم في الكشف ومعالجة هذه الظاهرة ‪.‬‬
‫المطلب (‪ : )01‬مظاهر الفساد‪.‬‬
‫من أبرز مظاهر الفساد المنتشرة في العالم العربي ‪ -‬وهي متشابهة ومتداخلة‬
‫• الرشوة‪ :‬أي الحصول على أموال أو أية منافع أخرى من أجل تنفيذ عمل مخالف‬
‫ألصول المهنة‪ ،‬وهي منتشرة في كثير من الدول الغربية والدول النامية‪.‬‬
‫• المحسوبية‪ :‬أي تنفيذ أعمال لصالح فرد أو جهة ينتمي لها الشخص؛ مثل‪ :‬حزب‬
‫أو عائلة أو منطقة‪ ،‬دون أن يكونوا مستحقين لها‪ ،‬وهي منتشرة في الدول العربية‬
‫بشكل عام‪.‬‬
‫• المحاباة‪ :‬أي تفضيل جهة على أخرى في الخدمة‪ ،‬بغير حق للحصول على‬
‫مصالح معيَّنة‪.‬‬
‫• الواسطة‪ :‬أي التدخل لصالح فرد ما أو جماعة دون االلتزام بأصول العمل‬
‫والكفاءة الالزمة؛ مثل‪ :‬تعيين شخص في منصب معين ألسباب تتعلق بالقرابة أو‬
‫كثيرا في العالم العربي‪.‬‬
‫ا‬ ‫االنتماء رغم كونه غير كفء‪ ،‬وهي منتشرة‬
‫• نهب المال العام‪ :‬أي الحصول على أموال الدولة والتصرف بها من غير وجه‬
‫حق بشكل سري تحت مسميات مختلفة‪.‬‬
‫• االبتزاز‪ :‬أي الحصول على أموال من طرف معين في المجتمع مقابل تنفيذ‬
‫مصالح مرتبطة بوظيفة الشخص المتصف بالفساد‪.‬‬
‫• غسيل األموال‪ :‬هي عملية إخفاء المصدر غير القانوني لهذه األموال وتحويلها أو‬
‫دمجها في االقتصاد المشروع‪.‬‬

‫المطلب (‪ : )02‬موقع العالم العربي في سلم التقارير الدولية‪.‬‬


‫قد أظهر التقرير األخير الذي نشرته منظمة الشفافية العالمية التي تتخذ من العاصمة‬
‫مقرا لها ‪ -‬أن جميع الدول األعضاء في جامعة الدول العربية والبالغ‬
‫األلمانية برلين ًّ‬
‫عددها ‪ 21‬دولة‪ ،‬ال تزال تحافظ على ترتيبها في سلم الفساد العالمي‪.‬‬
‫مخيبة لآلمال‪ ،‬حيث حصلت على‬ ‫وجاءت نتائج معظم الدول العربية في المؤشر ِ‬
‫تقدير متوسط ‪ 35‬درجة من درجات المؤشر البالغة ‪ 100‬درجة‪ ،‬حيث تمثل هذه‬
‫تحذيرا من إساءة استخدام السلطة والتعامالت السرية والرشوة‪]7[ .‬‬
‫ا‬ ‫النتائج‬

‫المطلب (‪ :: )03‬اهمية وسائل اإلعالم في الكشف عن ظاهرة الفساد ومعالجتها‪.‬‬


‫‪ 1‬أهمية وسائل االعالم في كشف الفساد‬
‫‪ -1‬تعد وسائل االعالم من ادوات الضبط االجتماعي وتعمل غرس قيم اخالقية‬
‫وممارسات اجتماعية جديدة وتتعرض السلوكيات االجتماعية للتغير الحضاري‬
‫وكذالك طريقة التفكير والعمل‬
‫‪ -2‬تعمل وسائل االعالم على اعادة الترتيب القيمي و السلوكي للمجتمع المستهدف‬
‫عن طريق خلق معايير جديدة وفرض االوضاع االجتماعية المرغوبة وإنشاء‬
‫سلوكيات مرغوبة على متابعة الظواهر المرفوضة والمنحرفة والكشف عنها مع‬
‫تعديل المواقف واالتجهات الضعيفة ودعم االفكار واالتجهات المرغوبة والمتوافقة‬
‫مع النظام العام وروح العصر‬
‫‪ -3‬ان فعالية وسائل االعالم في خلق ما يطلق عليه (التغميص الوجداني ) تكون من‬
‫خالل توسيع االفاق وخلق شخصية الجدية وتبني النظرة الحديثة للتحول من‬
‫المجتمع التقليدي الى مجتمع عصري واهم ما في دور وسائل وسائل االعالم في‬
‫مكافحة الفساد هو تنمية الروح االجتماعية وإذابة االنانية و الفردية‬
‫‪ -4‬يعد الفساد واحد من اخطر مظاهر انتهاك حقوق االنسان واهم اسبابه ‪،‬ولما‬
‫كانت االعالم تضطلع بدور رئيس في احداث تغيرات كبيرة في المواقف واالتجهات‬
‫والسلوك و االوضاع االجتماعية فإن المؤمل فيها ايضا قدرتها على حماية حقوق‬
‫االنسان او تجاهلها ‪ ،‬واذا اردنا ان نجعل هذا االنسان اكثر وعيا بحقوقه واكثر فهما‬
‫لها البد ان نعمل على حماية هذه الحقوق اوال‬
‫‪ -5‬تنقل الشكل الحضاري والممارسة الصحية من المكان النامي الى االماكن التي‬
‫تفتقر الى التحضر‬
‫‪ -6‬ان ادراك المرء لحقوقة ادراكا كامال ليس كافيا لتأمين عدم انتهاكها وبناء على‬
‫ذالك فإن المسؤولية تقع على عائق وسائل االعالم في فضح تلك االنتهاكات وأدانتها‬
‫وبيان اشكالها وينبغي على العاملين في مجال وسائل االعالمان يحرصو على ادراج‬
‫انفسهم في عداد القوة التي تكافح الفساد االداري من اجل تعزيز حقوق االنسان ‪،‬‬
‫وبلمثل يمكن ان تشكل شبكات االتصال على نضام من القيم ينطوي على احترام‬
‫حقوق اإلنسان والدفاع عنها[‪]8‬‬
‫‪ -7‬وتعد وسائل اإلعالم التي تعمل على تقصي الحقائق و استكشافها أحد المفاتيح‬
‫الرئيسية للكشف عن الفساد لذلك ينبغي عن على هذه الوسائل أن التكتفي بالتذمر‬
‫وتعد السلبيات او السلوكيات الخاطئة يل يجب ان توضف للكشف عن مواطن وجود‬
‫اي شكل من اشكال الفساد االداري مهما كان صغير خشية استفحاله ونموه‬
‫‪ -8‬تتحمل وسائل اإلعالم مسؤولية كشف الوثائق وعرض الحقائق المتعلقة بقضية‬
‫ما ومتابعتها للتحقيقات الخاصة بها وصوال الى احالتها للقضاء والبث فيها ومحاسبة‬
‫المفسدين ورد الحقوق‪ ،‬يرصد االعالم خلفيات اي قضية تحقيقية بقضايا الفساد‬
‫االداري ومتابعة سير المحاكم المختصة بقضايا الفساد‪ .‬مما يمكن ان نعده اثرا‬
‫لكشف حاالت من الفساد السياسي او االداري او المالي‬
‫‪ -9‬تحريك شارع التخاذ موقف رافض التجاه حركة معينة‪.‬‬
‫‪ -10‬اقالة بعض مسؤولين نتيجة لغضب شعب تجاه موقف معين كشفته وسائل‬
‫اإلعالم وثبتت صحته‬
‫‪ -11‬احيانا يحرك االعالم االلكتروني بخاصة اوساط معينة للقيام باضطرابات‬
‫اوتحشدات تؤدي ببعض الجهات العدول عن قرار ليس فيه مصلحة عامة‪]9[ .‬‬
‫‪ 2‬معالجة االعالم في كشف الفساد‬
‫على االعالم ان يقوم بنشر السالم والتفاهم الدولي و تعزيز حقوق االنسان و مكافحة‬
‫العنصرية و الفصل العنصري و التحريض على الحرب و يقتضي ان نتداول‬
‫المعلومات بشأنها بحرية و امن تنشر عبر وسائل االعالم و ان تسهم هذه الوسائل‬
‫على اضالع الجماهير عليها و ممارسة حرية الرأي و التعبير و حرية االعالم‬
‫المقترن بها هي من حقوق االنسان و حريته االساسية فال بدة من وجود ضمان‬
‫حصول الجمهور على المعاومات عن طريق تنوع مصادر و سائل االعالم و‬
‫معرفة ما بجري من االحداث‪،‬و من وتجب وسائل االعالم ان تساهمة مساهمة فاعلة‬
‫بحكم دورها في تعزيز حقوق االنسان و السيما في مجال اسماع اصوات الشعوب‬
‫المقهورة المتطلعة للنماء و السالم محاربة الجوع والمرض و سوء التغذية‪،‬و على‬
‫وسائل االعالم ان تسهم في المجتمعات عامة بغية تحقيق حقوق االنسان بين جميع‬
‫البشر و االمم و بث روح التقدم االقتصادي و االجتماعي بين صفوف الشباب‪.‬‬
‫يقوم االعالم بوضع الحلول بكونه السلطة الرابعة التي تتابع و تراقب عن كثب‬
‫مجريات العمل و علي الرغم من امكانياتها تبقى بحاجة إلى االعالم النزيه الملتزم‬
‫بنقل الحقيقة‪.‬‬
‫وهناك عدة وسائل و حلول عامة ‪:‬‬
‫‪ -1‬االصالح االداري و القانوني و المالي ‪ :‬يبدأ بتوحيد التعليمات و االنظمة‬
‫الموضوعة لجميع قطاعات الدولة ‪،‬والعمل على نشر هذة التعليمات الموحدة ‪،‬وعلى‬
‫توضيحها للمواطن على اختالف موقعه االجتماعي واالقتصادي بغية تمكينهمن‬
‫فهمها و العمل بوجبها و بكل وضوح و شفافية منعا من محاولة استغالله نتيجة‬
‫التضارب الحاصل في التعليمات بين وزارات الدولة‬
‫‪ -2‬توعية المواطن و ارشاده باالضرار التي يسببها الفساد االداري و المالي من‬
‫خالل برنامج إعالمي يشمل الوسائل السمعية و المرئية المقروءة‪ ...‬الخ ‪،‬وعن‬
‫طريق فريق عمل متخصص‪.‬‬
‫‪ -3‬التدخل في المناهج الدراسية و بدءا من مناهج المرحلة االبتدائية إلى الجامعة‬
‫مرورا بالمرحلة االعدادية لغرض ترسيخ مبادئ النزاهة‬
‫وأسسها في عقول المتلقين ووجدانهم‬
‫‪ -4‬عقد ندوات والمؤتمرات واالجتماعات التي تركز على النزاهة والفساد االداري‬
‫و المالي و التي توجه إلى شريحة الموظفين في جميع قطاعات الدولة و على‬
‫اختالف مستوياتهم الوظيفية‪.‬‬
‫‪ -5‬تقوم وسائل االعالم بمراقبة للجهات التي تطبق القوانين و توجهها الى الطريق‬
‫الصحيح يصب في المصلحة العامة‬
‫‪ -6‬نشر نتائج النجاحات المتحققة على صعيد محاربة الفساد االداري و المالي على‬
‫الرأي العام مهما كان مستوى الشخص او القضية المطروحة تنفيذا لالتجاهات‬
‫المتبعة في االنظمة الديمقراطية‬
‫‪ -7‬ابراز دور االجهزة الرقابية الداخلية الموجودة في وزارات ومؤسسات الدولة و‬
‫بمختلف مستوياتها من خالل العمل على استقالليتها عن بقية الوحدات االدارية و‬
‫من خالل تقوية انظمة الرقابة والضبط و الفحص الموجودة في مؤسسات الدولة‬
‫التي تشرف عليها هذة االجهزة‬
‫‪ -8‬تقوم االجهزة الرقابية الحكومية الخارجية و دعمها بكل الوسائل القانونية و‬
‫التشريعية و المالية الممكنة مع توفير الحماية لمنتسبيها‬
‫‪ -9‬االستفادة من التجارب الدولية من خالل دراسة و تطبيق الجوانب االيجابية التي‬
‫مرت بها الدول المتقدمة اقتصاديا و اداريا ر اجتماعيا و سياسيا‬
‫‪ -10‬التطور و التأهيل االداري للمؤسسات واالفراد و على اسس علمية حديثة و‬
‫عادلة تهدف الى تنمية المؤسسات و تنمية مواردها البشرية كذلك‬
‫‪ -11‬تحسين الوضع المعاشي لمنتسبي الدولة مع االهتمام بالتحفيز المرتبط‬
‫بالقدرات و التخصص والمهنية مع الجهد المبذول‬
‫‪ -12‬إتباع سياسة اقتصادية تعمل على تخفيف تأثير هيمنة الدولة الكلية على شكل‬
‫القطاعات و العمل على إعادة دور الدولة الذي يتحد باالشراف و التوجيه و‬
‫المحافظة على توازن الفعاليات و الظواهر االقتصادية‪ ،‬مع التدخل عند الضرورة‬
‫اسوة بالدول المتقدمة ‪]10[.‬‬
‫خاتمة‬
‫يظلَّالفسادَّبشتىَّأطيافهَّأحدَّمعاولَّالهدمَّالتيَّتواجهَّعملياتَّالتنميةَّاالقتصاديةَّ‬
‫والسياسيةَّواالجتماعية؛َّ‬
‫فظاهرةَّالفسادََّّظاهرةَّعالميةَّوَّسرطاناَّيستشريَّفيَّجسمَّالدولَّنتيجةَّفقدانَّ‬
‫المجتمعَّلقيمهَّوَّمثلهَّوَّلعدمََّّتكريسَّالقانونَّوَّفرضَّاحترامهَّعلىَّالجميعَّوَّعدمَّ‬
‫نشرَّمفهومَّالمواطنةَّوَّغيابَّثقافةَّحقوقَّاإلنسانَّ‪َّ،‬وَّنتيجةَّلهــذاَّيستحيلَّأنَّيكونَّ‬
‫المجتمعَّالفاسدََّّقوياَّوَّعادالَّوَّمتحضراَّوَّيسردََّّالتاريخَّأنَّهناكَّإمبراطورياتَّ‬
‫كانتَّتمألَّالسمــعََّّوَّالبصرَّسقطتَّوَّاختفتَّبفعلَّالفسادَّبكافةََّّأشكالهَّوَّ‬
‫مستوياته‪َََّّّ.‬فالفسادَّقضيةَّالجميعَّوَّمكافحتهَّنشاطَّيعنيَّالجميعَّأيضاَّوَّهوَّبهذاَّ‬
‫المعنىَّواجبَّشرعيَّوَّوطنيَّوَّأخالقيَّفقدَّأقرتَّمؤسساتَّدوليةَّكالبنكَّالدوليَّوَّ‬
‫هيئةَّاألممَّالمتحـدةَّوَّمنظمةَّشفافيةَّدوليةَّبأنَّالفسادَّتحدياَّعالمياَّوَّأنَّمكافحتهَّالَّ‬
‫تكونَّإالَّبتضافرَّجهودَّالجميعَّوَّوضعتَّلذلكَّآليـاتَّوَّعقدتَّاتفاقياتَّ‪،‬وَّعلىَّهذاَّ‬
‫األساسَّالَّبدَّلكلَّهيئاتَّالدولـةَّوَّشرائحَّالمجتمعَّعنَّطريقَّجمعياتَّالمجتمعَّ‬
‫المدنيَّأنَّتقفَّصفاَّمتراصاَّلدرءَّالفسادَّوَّالمفسدينَّ‪ََّّ،‬وَّالَّتكفيَّالقوانــينَّالردعيةَّ‬
‫لمكافحتهَّ‪َّ،‬بلَّيجبَّوضعَّاستراتيجيــهَّمنسجمةَّوَّمتكاملـةَّتأخذَّبمفهومَّواضحَّ‬
‫للفسادَّوَّتحديدَّعواملهَّوَّأسبابهََّّوَّالتركيزَّعلىَّنشرَّالقيمََّّوَّالمثلَّالعليــاََّّوَّتفعيلَّ‬
‫دورَّالدولةَّفيَّحفظَّحقَّالمواطنَّفيَّالكرامةَّوَّالعيشَّالرغيدََّّبماَّيحفظـهَّوَّيجعلهَّ‬
‫مواطناَّصالحاَّفيَّشتىَّمراتبَّالمسؤوليةَّ‪َّ .‬‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫المصادر والمراجع‬
‫[‪َّ]1‬الخراجَّألبيَّيوسفَّ‪َّ-‬دارَّالمعرفةَّ‪َّ-‬بيروتَّصـ‪َّ .117‬‬
‫[‪َّ]2‬سننَّالترمذي‪َّ،‬كتابَّالزهد‪َّ،‬برقمَّ‪َّ .574َّ/4َّ،2268‬‬
‫[‪َّ]3‬تقريرَّعنَّالتنميةَّفيَّالعالمَّ‪1997‬مَّ‪َّ-‬البنكَّالدوليَّلإلنشاءَّوالتعميرَّ‪َّ-‬ترجمةَّ‬
‫ونشرَّمؤسسةَّاألهرامَّصـ‪َّ .112‬‬
‫[‪َّ]4‬عطيةَّحسنَّأفنديَّ"الممارساتَّغيرَّاألخالقيةَّفيَّاإلدارةَّالعامة"َّبحثَّمقدمَّ‬
‫لندوةَّالفسادَّوالتنميةَّ‪َّ-‬كليةَّاالقتصادَّوالعلومَّالسياسيةَّبجامعةَّالقاهرة‪1999َّ،‬م‪َّ،‬‬
‫صـ‪َّ .53‬‬
‫[‪َّ]5‬حسينَّحسينَّشحاتة‪َّ،‬الفسادَّالمالي‪َّ،‬أسبابهَّوصورهَّوعالجه‪َّ،‬مجلةَّالوعيَّ‬
‫اإلسالمي‪َّ،‬العددَّ‪َّ،552‬شعبانَّ‪1432‬هـ‪َّ/‬يوليو‪َّ،2011‬صَّ‪َّ .27‬‬
‫[‪َّ]6‬فتحيَّمحمدَّأميمة‪َّ،‬الفسادَّالسياسيَّواإلداريَّكأحدَّأسبابَّالثوراتَّالعربية‪َّ:‬‬
‫دراسةَّوصفيةَّتحليلية‪َّ،‬ثورةَّ‪َّ17‬فبرايرَّفيَّليبياَّنموذ اجا‪َّ،‬مؤتمرَّفيالدلفياَّالدوليَّ‬
‫السابعَّعشرَّثقافةَّالتغيير‪َّ:‬األبعادَّالفكرية‪َّ-‬العواملَّ‪َّ-‬التمثالت‪َّ8َّ-َّ6/‬نوفمبرَّ‪َّ .2012‬‬
‫[‪َّ]7‬أحمدَّأبوَّدية‪َّ،‬الفساد‪َّ:‬أسبابهَّوطرقَّمكافحته‪َّ،‬منشوراتَّاالئتالفَّمنَّأجلَّ‬
‫النزاهةَّوالمساءلةَّ‪َّ-‬أمانَّ‪َّ،2004‬ص‪َّ،3‬بتصرف‪َّ .‬‬
‫[‪َّ]8‬عمارَّ‪َّ:‬رامزَّ‪َّ,‬دورَّاالعالمَّوالتعليمَّفيَّحمايةَّحقوقَّاالنسانَّ‪َّ,‬مجلةَّالفكرَّ‬
‫العربيَّ‪َّ,‬بيروتَّ‪َّ,‬معهدَّاالنماءَّالعربيَّ‪2009َّ,‬مَّ‪َّ,‬ص‪َّ 147‬‬
‫[‪ ]9‬شونَّ‪َّ:‬ماكرَّايردَّ‪َّ,‬أصواتَّمتعددهَّوعالمَّواحدَّ‪َّ,‬الشركهَّالوطنيهَّللنشرَّ‬
‫والتوزيعَّ‪َّ,‬الجزائرَّ‪1981َّ,‬مَّ‪َّ,‬ص‪.389‬‬
‫[‪َّ]10‬عبدالرحمانَّ‪َّ:‬نائلَّ‪َّ.‬صالحَّالطويل‪َّ,‬وقائعَّوبحوثَّ‪َّ,‬لسنةَّ‪َّ,َّ2008‬ص‪َّ .345‬‬

You might also like