You are on page 1of 56

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫مقدمة‬
‫نشأة النحو‬
‫نشأت اللغة العربية في أحضان جزيرة العرب خالصة ألبنائها مذ ولدت نقية سليمة مما‬
‫يشينها من أدران اللغات األخرى‪.‬‬
‫لبثت كذلك أحقابا مديدة كان العرب فيها يغدون ويروحون داخل بالدهم على ما هم عليه‬
‫من شظف العيش‪ ،‬غير متطلعين إلى نعيم الحياة وزخارفها فيما حولهم من بالد فارس والروم‬
‫وغيرها‪ ،‬وإن دفعتهم الحاجة إليها حينا‪ ،‬وتبادل المنافع حينا آخر‪.‬‬
‫على أنه كان في أسواقهم الكثيرة التي تقام بينهم طوال العام غناء أي غناء في عيشتهم‬
‫البدوية القانعة‪ ،‬ومن أشهرها عكاظ "بين نخلة والطائف" كانت تقام شهر شوال‪ ،1‬وبعده‬
‫مجنة "بمر الظهران" من أول ذي القعدة إلى عشرين‪ ،‬وبعده ذو المجاز "خلف عرفة" إلى‬
‫أيام الحج‪.‬‬
‫ولقد كان في هذه األسواق فوق ما تضمه من مرافق الحياة ومتطلبات المعيشة منتديات‬
‫لألدب‪ ،‬يعقدون فيها المجامع ذات الشأن يتبارى فيها الخطباء‪ 2‬و الشعراء من القبائل‬
‫المتنائية األصقاع‪ ،‬يعرضون فيها مفاخراتهم ومنافراتهم ومعاظماتهم وكل ما يعن لهم في جيد‬
‫الخطب وبديع الشعر‪,‬وأماكن أسواق العرب مبسوطة في معجم ما استعجم للبكري ومعجم‬
‫البلدان لياقوت الحموي وغيرهما من المعاجم فلتراجع هناك‪.‬‬
‫عاد ذلك كله على اللغة بتثبيت دعمائها وإحكام رسوخها وجودة صقلها وبقيت كذلك‬
‫متماسكة البنيان غير مشوبة بلوثة األعاجم‪ ،‬إلى أن سطع نور اإلسالم على ما حول الجزيرة‬
‫العربية بالفتوحات اإلسالمية ودخل الناس في دين اهلل أفواجا ثم تتابعت الفتوحات في عهد‬
‫الخلفاء الراشدين‪ ،‬فوصلت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب ‪-‬رضى اهلل عنه‪ -‬شرقا إلى‬
‫نهري السند وجيحون‪ ،‬وغربا إلى الشام ومصر‪ ،‬فكان من الطبعي هبوط العرب ومعهم‬

‫عكاظ كغراب سوق بصحراء بين نخلة والطائف كانت تقوم هالل ذي القعدة وتستمر‬ ‫‪1‬‬

‫عشرين يوما تجتمع قبائل العرب فيتعاكظون أي يتفاخرون ويتناشدون تاج العروس‪ .‬للزبيدي‬
‫دار الهداية ج‪ 20‬ص‪ 238‬بتصرف‪.‬‬
‫المدره‪:‬السيد‪ .‬الشريف ‪,‬والمقدم في اللسان والسيد عند الخصومة والقتال‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1‬‬
‫عشائرهم إلى هذه األمصار التي افتتحوها ودخلت تحت حوزتهم‪ ،‬وبحكم الفتح قد كثر‬
‫تملكهم للموالي في البالد المفتوحة عنوة‪.‬‬
‫كما كان من الطبيعي تقاطر الوافدين من هذه األمصار المفتوحة إلى الجزيرة العربية‪ ،‬إذ فيها‬
‫المدينة المنورة حاضرة اإلسالم‪ ،‬ومقر الخلفاء الراشدين‪ .‬وفيها مكة المكرمة‪ ،‬وبها الكعبة‬
‫المشرفة التي يؤمها كل من قال‪ :‬ال إله إال اهلل محمد رسول اهلل‪.‬‬
‫وتولد من هذا كله أن اللغة العربية تسرب إليها اللحن‪ ،‬ووهنت المالحظة الدقيقة التي تمتاز‬
‫بها وهي اختالف المعاني طوعا الختالف شكل آخر الكلمة‪ ،‬فإن هذه الميزة كانت موفورة‬
‫لديهم وهم يبعدون عن مخالطة سواهم من ذوي اللغات األخرى التى خلت منها‪.‬‬
‫ولقد كان هذا النوع أول اختالل طرأ على اللغة العربية‪ ،‬منذ كان اإلسالم‪ ،‬وكان الموالي‬
‫والمتعربون‪ ،‬وطفق يزداد رويدا رويدا ما طال الزمن وتفسحت رقعة اإلسالم‪.‬‬
‫إن أول من وضع علم العربية وأسس قواعده وحد حدوده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب‬
‫رضي اهلل عنه‪ ،‬وأخذ عنه أبو األسود الدؤلي‪ ،‬وسبب وضع علي رضي اهلل عنه لهذا العلم ما‬
‫روى أبو األسود‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فوجدت في يده رقعة‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬ما هذه يا أمير المؤمنين؟ فقال‪ :‬إني تأملت كالم العرب فوجدته قد فسد بمخالطة‬
‫هذه الحمراء يعني األعاجم فأردت أن أضع شيئا يرجعون إليه ويعتمدون عليه‪ ،‬ثم ألقى إلي‬
‫الرقعة وفيها مكتوب‪ :‬الكالم اسم وفعل وحرف‪ ،‬فاالسم ما أنبأ عن المسمى والفعل ما أنبئ‬
‫به والحرف ما أفاد معنى‪ ،‬وقال لي‪ :‬انح هذا النحو‪,‬وأضف إليه ما وقع إليك‪ ،‬واعلم يا أبا‬
‫األسود أن األسماء ثالثة‪ :‬ظاهر‪ ،‬ومضمر‪ ،‬واسم ال ظاهر وال مضمر‪ ،‬وإنما يتفاضل الناس يا‬
‫أبا األسود فيما ليس بظاهر وال مضمر‪ ،‬وأراد بذلك االسم المبهم‪ .‬قال‪ :‬ثم وضعت بابي‬
‫العطف والنعت‪ ،‬ثم بابي التعجب واالستفهام إلى أن وصلت إلى باب "إن وأخواتها ما خال‬
‫لكن " فلما عرضتها على علي رضي اهلل عنه أمرني بضم لكن إليها‪ ،‬وكنت كلما وضعت بابا‬
‫من أبواب النحو عرضته عليه ‪ ،‬قال‪ :‬ما أحسن هذا النحو الذي قد نحوت! فلذلك سمي‬
‫النحو‪.‬‬
‫وروي أن سبب وضع علي رضي اهلل عنه لهذا العلم أنه سمع أعرابيا يقرأ‪" :‬ال يأكله إال‬
‫الخاطئين ‪ " 3‬فوضع النحو‪.‬‬

‫سورة الحاقة اآلية‪37‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪2‬‬
‫ويروى أيضا أنه قدم أعرابي في خالفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ‪-‬رضى اهلل عنه‪-‬‬
‫فقال‪ :‬من يقرئني شيئا مما أنزل اهلل تعالى على محمد صلى اهلل عليه وسلم فأقرأه رجل سورة‬
‫ين َو َر ُسولِ ِه"‪4‬بالجر‪ ،‬فقال األعرابي‪ :‬أوقد برئ اهلل من‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن اللَّهَ بَ ِريءٌ م َن ال ُْم ْش ِرك َ‬
‫براءة فقال‪" :‬أ َّ‬
‫رسوله؟ إن يكن اهلل تعالى برئ من رسوله فأنا أبرأ منه‪ ،‬فبلغ عمر رضى اهلل عنه مقالة‬
‫األعرابي فدعاه‪ ،‬فقال‪ :‬يا أعرابي أتبرأ من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم؟ فقال‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين إني قدمت المدينة وال علم لي بالقرآن فسألت من يقرئني؟ فأقرأني هذا سورة براءة‬
‫ين َو َر ُسولِ ِه" فقلت‪ :‬أوقد برئ اهلل تعالى من رسوله إن يكن‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن اللَّهَ بَ ِريءٌ م َن ال ُْم ْش ِرك َ‬
‫فقال‪" :‬أ َّ‬
‫اهلل تعالى برئ من رسوله فأنا أبرأ منه‪ ،‬فقال عمر رضى اهلل عنه‪ :‬ليس هكذا يا أعرابي‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن اللَّهَ بَ ِريءٌ م َن ال ُْم ْش ِرك َ‬
‫ين َو َر ُسولُهُ} فقال األعرابي‪:‬‬ ‫كيف هي يا أمير المؤمنين؟ فقال‪{ :‬أ َّ‬
‫وأنا واهلل أبرأ ممن برئ اهلل ورسوله منهم‪ ،‬فأمر عمر رضى اهلل عنه أن ال يقرئ القرآن إال‬
‫عالم باللغة‪ ،‬وأمر أبا األسود الدؤلي أن يضع النحو‪.‬‬
‫وروى عاصم قال‪ :‬جاء أبو األسود الدؤلي إلى زياد‪ ،‬وهو أمير البصرة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إني أرى العرب قد خالطت هذه األعاجم وفسدت ألسنتها‪ ،‬أفتأذن لي أن أضع للعرب‬
‫ما يعرفون به كالمهم؟ فقال له زياد‪ :‬ال تفعل‪ ،‬قال‪ :‬فجاء رجل إلى زياد فقال‪ :‬أصلح اهلل‬
‫األمير‪ ،‬توفي أبانا وترك بنونا‪ ،‬فقال له زياد‪ :‬توفي أبانا وترك بنونا‪ ،‬ادع لي أبا األسود‪ ،‬فلما‬
‫جاءه قال له‪ :‬ضع للناس ما كنت نهيتك عنه‪ ،‬ففعل‪.‬‬
‫أحسن السماء؟ فقال لها‪ :‬نجومها‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ويروى عنه أيضا أن أبا األسود قالت له ابنته‪ :‬ما‬
‫أحسن السماء‪ ،‬فحينئذ‬
‫َ‬ ‫إني لم أرد هذا وإنما تعجبت من حسنها‪ ،‬فقال لها‪ :‬إذن فقولي ما‬
‫وضع النحو‪ ،‬وأول ما رسم منه باب التعجب‪.‬‬
‫وزعم قوم أن أول من وضع النحو عبد الرحمن بن هرمز األعرج‪ ،‬وزعم آخرون أن أول من‬
‫وضع النحو نصر بن عاصم‪ ،‬فأما من زعم أن أول من وضع النحو عبد الرحمن بن هرمز أو‬
‫نصر بن عاصم فليس بصحيح‪ ،‬والصحيح أن أول من وضع النحو علي بن أبي طالب رضى‬
‫اهلل عنه ألن الروايات كلها تسند إلى أبي األسود‪ ،‬وأبو األسود يسند إلى علي‪ ،‬فإنه روي عن‬
‫أبي األسود أنه سئل فقيل له‪ :‬من أين لك هذا النحو؟ فقال‪ :‬لفقت ‪ 5‬حدوده من علي بن أبي‬
‫طالب‪.‬‬

‫سورة التوبة اآلية‪3‬‬ ‫‪4‬‬

‫لفق بالكسر طفق والشيءأصابه وأخذه وأحديث ملفقة كمعظمة ومزخرفة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪3‬‬
‫تسميته بالنحو بعد أبي األسود‪:‬‬
‫روت كتب األدب والتراجم على سبيل اليقين أن هذا العلم كان يسمى بالعربية في عصر أبي‬
‫األسود‪ ،‬قال ابن سالم في الطبقات‪" :‬وكان أول من استن العربية وفتح بابها‪ ،‬وأنهج سبيلها‪،‬‬
‫ووضع قياسها‪ ،‬أبو األسود الدؤلي"‪.‬‬
‫وقال ابن قتيبة في المعارف‪" :‬أول من وضع العربية أبو األسود" وقال ابن حجر في اإلصابة‪:‬‬
‫"أول من ضبط المصحف ووضع العربية أبو األسود" فالتسمية بالنحو بعد عصره‪ ،‬إال أنها لم‬
‫تتجاوز الطبقة الثانية‪ ،‬فقد اشتهرت عنها مؤلفات اتسمت بأنها نحوية‪ ،‬وصرح فيها باسم‬
‫النحو‪.‬‬
‫نشأة النحو وتدرجه‪:‬‬
‫نشأ النحو أول أمره صغيرا‪ ،‬شأن كل كائن‪ ،‬فوضع أبو األسود منه ما أدركه عقله‪ ،‬ونفذ إليه‬
‫تفكيره‪ ،‬ثم أقره اإلمام على ما وضعه وأشار عليه أن يقتفيه‪ ،‬فقام بما عهد إليه خير قيام‪ ،‬ولم‬
‫يهتد بحث العلماء إلى يقين فيما وضعه أبو األسود أوال على ما سلف تفصيال‪ ،‬وكانت هذه‬
‫النهضة الميمونة بالبصرة تهدف إلى االستفادة من هذا الفن اتقاء لوباء اللحن الزاري بصاحبه‬
‫وخاصة الموالي الذين كانوا أحوج الناس حينذاك إلى تلقي هذا العلم رغبة منهم في تقويم‬
‫لسانهم وتخليصه من رطانة العجمة‪ ،‬وحبا في معرفة لغة الدين الذي اعتنقوه‪ ،‬وطمعا في رفع‬
‫قدرهم بين العرب‪ ،‬فصدقت عزيمتهم في دراسته ‪ ،‬وما انفكوا جادين فيه بعدئذ حتى نبغ‬
‫منهم كثير قاموا بأوفى قسط في هذا العلم‪ ،‬وقادوا حركته العلمية‪ .‬قال المبرد "مر الشعبي‬
‫بقوم من الموالي يتذاكرون النحو فقال‪ :‬لئن أصلحتموه إنكم ألول من أفسده"‪ ،6‬فكان منهم‬
‫علماؤه المبرزون دراسة وتأليفا حتى أشير إليه ردحا من الزمن أنه علم الموالي‪.‬‬
‫فألبي األسود الفضل الوافر في بدء الغرس الذي نما وترعرع وازدهر على كر الزمان بإضافة‬
‫الالحق إلى السابق ما استدركه وما ابتدعه‪ ،‬فازداد فيه التدوين والتصنيف شيئا فشيئا‪ ،‬غير أن‬
‫هذا العلم لم تطل عليه األيام كسائر الفنون فاكتمل وضعه قبلها‪ ،‬والباعث على النشاط فيه‬
‫والسرعة شعور العرب بالحاجة إليه قبل كل علم‪ ،‬فإن الفتوحات اإلسالمية متوالية في‬
‫األمصار‪ ،‬والعرب متدفقون عليها‪ ،‬واالمتزاج مستحكم بينهم وبين من دخلوا في حوزتهم‬
‫وانتشر اللحن في االمصار‪ ،‬فهب العلماء ال يلوون على شيء منكمشين في تدوينه فكان‬

‫الكامل للمبرد ج‪ 4‬ص‪193‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪4‬‬
‫يسير بخطا فسيحة تبشر باألمل القوي العاجل حتى نضج ودنا جناه‪ ،‬فتم وضعه في العصر‬
‫األموي دون سائر العلوم اللسانية‪.‬‬
‫وما استهل العصر العباسي إال وهو يدرس دراسة واسعة النطاق في البصرة والكوفة‪,‬وكمل‬
‫وأوفى على الغاية في بغداد وذلك قبل تمام القرن الثالث الهجري‪.‬‬
‫البُ َّد لكل عالم ارد النظر في فن من الفنون أن يتصوره قبل الشروع فيه؛ ليكون على بصيرة‬
‫ناقة عشواء‪ ،‬ويحصل التصور المطلوب‬ ‫ط ٍ‬‫خب َ‬
‫ط ْ‬‫متن عمياء‪ ،‬وخبَ َ‬
‫كمن ركب َ‬ ‫فيه؛ وإال صار َ‬
‫بالوقوف على المبادئ العشرة التي جمعها الناظم محمد بن علي الصبان عليه رحمة اهلل في‬
‫قوله‪:‬‬

‫الموضوعُ ثُ َّم الث ََّم َره‬ ‫الح ُّد َو‬ ‫إِ َّن م ِ‬
‫ُ‬ ‫ش َره ‪َ ...‬‬
‫بادئ ُك ِّل ‪ ...‬فَ ٍّن َع َ‬ ‫َ‬
‫ع‬ ‫اال ْس ُم ااِل ْستِ ْم َد ُ‬
‫اد ُح ْك ُم َّ‬
‫الشا ِر ْ‬ ‫َ‬
‫ضلُهُ والو ِ‬
‫اض ْع ‪ ...‬و ِ‬ ‫ِ‬
‫َون ْسبَةٌ َوفَ ْ َ َ‬
‫ض ا ْكَت َفى ‪ ...‬ومن َدرى ِ‬ ‫م ِ‬
‫يع َح َاز َّ‬
‫الش َرفَا‬ ‫الجم َ‬
‫َ‬ ‫ََ ْ َ‬ ‫ض بِ َ‬
‫الب ْع ِ‬ ‫والب ْع ُ‬
‫سائ ٌل َ‬
‫ََ‬
‫مصدر على وزن‬
‫ٌ‬ ‫ومعنى اصطالحي‪ ،‬وهو من جهة اللفظ‬
‫ً‬ ‫معنى لغوي‪،‬‬ ‫فنقول‪ :‬النحو له معنيان ً‬
‫َف ْع ٍل بمعنى اسم المفعول أي َ‬
‫الم ْن ُح ٌّو‪ ،‬من إطالق المصدر وإرادة اسم المفعول‪ ،‬وهذا مجا ٌز‬
‫نحوا‬
‫مرسل عندهم‪ ،‬واألصل في إطالق النحو في لغة العرب بمعنى القصد‪ ،‬فسمي هذا العلم ً‬
‫ٌ‬
‫ست معاني وهي أشهرها‪:‬‬
‫ألنه مقصود‪ ،‬ألن النحو بمعنى القصد‪ ،‬ويأتي على ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ار‬ ‫ص ٌد َومثْ ٌل ِج َهةٌ م ْق َد ُار ‪ ...‬قَ ْس ٌم َو َب ْع ٌ‬
‫ض قَالَهُ األَ ْخيَ ُ‬ ‫قَ ْ‬
‫وبناءا‪.‬‬
‫أما في االصطالح‪ :‬فهو علم بأصول يعرف بها أحوال أواخر الكلم إعرابًا ً‬
‫موضوع علم النحو‪ :‬الكلمات العربية من حيث البناء واإلعراب‪.‬‬

‫مفتاح لفهم الشريعة‪ ،‬وأما صيانة اللسان عن الخطأ في الكالم‬


‫ٌ‬ ‫ثمرة علم النحو وفائدته‪ :‬أنه‬
‫فهذه ثمرة فرعية‪ ،‬وال ينبغي لطالب العلم أن يجعل غايته صيانة اللسان عن الخطأ في الكالم‪،‬‬
‫مفتاحا للشريعة وينوي طالب العلم ذلك‬
‫تبعا‪ ،‬واألصل أن يكون علم النحو ً‬
‫وإنما يكون هذا ً‬
‫حتى يؤجر‪ ،‬ألن هذا العلم ليس من المقاصد وإنما هو علم آلة‪ ،‬ووسيلة والوسائل لها أحكام‬
‫المقاصد‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫السيوطي رحمه اهلل‬
‫ُّ‬ ‫فرض كفاية‪ ،‬وقيل‪ :‬فرض عين على من أراد علم التفسير‪ ،‬ونقل‬ ‫حكمه‪ُ :‬‬
‫اإلجماع على أنه ال يجوز ٍ‬
‫ألحد أن يتكلم في التفسير إال إذا كان مليًّا باللغة العربية‪ ،‬وليس‬ ‫َ‬
‫عالما بلغة‬
‫النحو فحسب‪ ،‬ولذلك من شروط المفسر كما هو مذكور في موضعه أن يكون ً‬
‫العرب‪.‬‬
‫نسبته إلى سائر الفنون‪ :‬التباين‪ ،‬فهو مخالف لعلم األصول‪ ،‬ولعلم الحديث‪ ،‬ولسائر العلوم‪،‬‬
‫وقد يشترك مع بعضها‪.‬‬
‫مسائله‪ :‬هي أبوابه التي ستذكر فيما بعد في ضمن النظم‪.‬‬
‫والواضع‪ :‬هو أبو األسود الدؤلي‪ ،‬وقيل‪ :‬علي رضي اهلل عنه‪ .‬وقيل‪ :‬أبو األسود بأمر علي‬
‫رضي اهلل عنه‪ .‬فنشرع في المقصود وباهلل التوفيق‬

‫ويبدو أن األسباب العامة التي دعت إلى نشأة علم النحو في رحاب الكتاب العزيز‪ ،‬تتمثل في‬

‫اآلتي‪:‬‬

‫أ)ـ الحفاظ على سالمة القرآن الكريم من اللحن‪ ،‬وهو أول شيء تبادر إلى أذهان‬

‫العلماء‪ ،‬فاعتبروه واجبا دينيا‪ ،‬فقد جاءت آثار كثيرة في الحث على تعلم إعرابه وتعليمه‪،‬‬

‫منها قوله صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه))(‪ ،)7‬وقول عمر بن‬

‫الخطاب رضي اهلل عنه‪( :‬من قرأ القرآن فأعربه كان له أجر شهيد)(‪.)8‬‬

‫ب)ـ توثيق النص القرآني لحفظه من الخطأ في قراءته‪ ،‬ومن اختالل روايته‪ ،‬ومن‬

‫اللحن في ضبطه‪ ،‬إذ منع النبي عليه الصالة والسالم كتابة كالمه معه‪ ،‬وأمر أصحابه بحفظ‬

‫القرآن في صدورهم كما أنزل‪ ،‬ثم اتخذ ُكتَّاباً للوحي‪ ،‬منهم‪ :‬أبو بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان‪،‬‬

‫وعلي‪ ،‬ومعاوية‪.‬‬

‫‪ -‬ك‪.‬نز العم‪.‬ال في س‪.‬نن األق‪.‬وال واألفع‪.‬ال لعالء ال‪.‬دين علي بن حس‪.‬ام ال‪.‬دين المتقي الهن‪.‬دي‬
‫‪7‬‬

‫البرهان فوري تحقيق‪ :‬بكري حياني ‪ -‬صفوة السقا ج‪ 1 :‬ص‪.607 :‬‬


‫‪ -‬الجامع ألحكام القرآن للقرطبي‪ .‬ج‪ .1 :‬ص‪. 23 :‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪6‬‬
‫الكــــــــــــــــالم‬

‫الكالم لغة هو عبارة عما تحصل بسببه فائدة سواء كان لفظا أو لم يكن‪ ،‬كالخط‪ ،‬والكتابة‪،‬‬
‫واإلشارة‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬هو اللفظ المركب المفيد بالوضع‪.‬‬
‫يفهم من خالل التعريف أن علماء النحو وضعوا للكالم قيودا منها‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون لفظا‪ :‬ومعنى كونه لفظا أن يكون صوتا مشتمال على بعض الحروف‬
‫الهجائية التي تبتدئ باأللف وتنتهي بالياء‪ :‬أحمد – محمد – إبراهيم‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وبهذا تخرج لنا اإلشارة التي ال تسمى كالما عند علماء النحو‪ ،‬وإن كانت تسمى عند علماء‬
‫اللغة كالما‪ ،‬إذا احترز باللفظ عن كل ما يحصل به التفاهم وليس بلفظ كالكتابة واإلشارة‬
‫ونحوهما‪.‬‬
‫‪ -2‬المركب‪ :‬أن يكون مركبا أي مؤلفا من كلمتين أو أكثر "العلم نافع"‪ ،‬فالكلمة الواحدة ال‬
‫تسمى كالما عند علماء النحو إال إذا انضم غيرها إليها سواء كان هذا االنضمام حقيقة(‪ )9‬أو‬
‫تقديرا(‪ ،)10‬كقول أحدهم لك‪ :‬من أخوك ؟ فتقول‪ :‬محمد‪ ،‬والتقدير‪ :‬محمد أخي‪.‬‬
‫والتركيب أنواع‪:‬‬
‫أ‪ -‬التركيب اإلسنادي‪ :‬وهو المكون من مسند ومسند إليه‪ :‬قام زيد‪ .‬فزيد‪ :‬مسند إليه‪ ،‬والقيام‬
‫مسند‪.‬‬
‫ب‪ -‬التركيب المزجي‪ :‬بعلبك‬
‫ج ـ التركيب اإلضافي‪ :‬غالم زيد‪.‬‬
‫د ـ التركيب العددي‪ :‬أربعة عشر‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون مفيدا‪ :‬أي أن يحسن سكوت المتكلم عليه‪ ،‬بحيث ال يبقى السامع منتظرا‬
‫لشيء آخر‪.‬‬
‫مثال الكالم المفيد‪ :‬قام زيد ـ إذا حضر المدرس أنصت الطلبة‪.‬‬
‫مثال الكالم الخالي من اإلفادة‪ :‬إذا حضر األستاذ ‪ - -‬إن قام زيد‪.‬‬
‫‪ -4‬بالوضع العربي‪ :‬بمعنى أن تكون األلفاظ المستعملة ألفاظا وضعتها العرب للداللة على‬
‫معنى من المعاني‪ ،‬فالعرب وضعت كلمة "دخل" لحصول الدخول في الزمن الماضي‪ ،‬كما‬
‫وضعت اسم "محمد" للشخص المسمى بهذا االسم‪.‬‬
‫فإذا قلت‪ :‬دخل محمد‪ ،‬فقد استعملت كلمتين‪ ،‬كل منهما مما وضعه العرب بخالف ما إذا‬
‫تكلمت بكالم مما وضعه العجم فإنه ال يسمى كالما عند علماء العربية وإن سماه أهل اللغة‬
‫األخرى كالما‪.‬‬
‫الفرق بين الكلمة وال َكلِ ِم والكالم‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ال َكلِ ُم‪ :‬اسم جنس(‪ )11‬وال يكون أقل من ثالث كلمات‪ ،‬أفاد أم لم يفد‪.‬‬
‫الكالم‪ :‬هو الذي توفرت فيه قيود منها اللفظ والتركيب واإلفادة والوضع‪.‬‬

‫‪ -‬حقيقة‪ :‬جاء محمد – قام زيد‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ -‬تقديرا‪ :‬محمد أخي – قم‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ -‬والفرق بين الجنس وأسم الجنس أن الجنس يطلق على القليل والكث‪..‬ير كالم‪..‬اء فإن‪..‬ه يطل‪.‬ق‬ ‫‪11‬‬

‫على القطرة والبحر واسم الجنس ال يطلق على الكثير بل يطلق على واح‪..‬د على س‪..‬بيل الب‪..‬دل‬
‫كرجل فعلى هذا كان كل جنس اسم جنس بخالف العكس‪ .‬ص‪ 41 :‬من كتاب التعريف‪..‬ات لعلي‬
‫بن محمد بن علي الجرجاني‪ .‬تحقيق‪ :‬إبراهيم األبياري‪ .‬دار الكتاب العربي ‪ -‬بيروت‬

‫‪8‬‬
‫الكلمة‪ :‬لفظ وضع لمعنى مفرد‪ ،‬وقد تطلق الكلمة ويراد بها الكالم‪ ،‬مثل قوله تعالى‪َ ((" :‬ر ِّب‬
‫"ال إله‬ ‫ار ِج ُعو ِن لَ َعلِّي أَ ْع َم ُل َ‬
‫صالِ ًحا فِي َما تَ َر ْكتُ كَاَّل إِنَّ َها َكلِ َمةٌ ُه َو قَائِلُ َها))"(‪ ،)12‬وكقولهم‪:‬‬ ‫ْ‬
‫إال هللا" كلمة اإلخالص‪.‬‬
‫وأقل ما تكون عليه الكلمة حرف واحد مثل تاء الفاعل من‪" :‬قمت"‪ ،‬والكاف من قولك‪:‬‬
‫"الزمتك"‪ .،‬والهاء من نحو "منحته"‪.‬‬
‫والكلمة تنقسم إلى اسم وفعل وحرف‪.‬‬
‫(‪ -)1‬االسم(‪ :)13‬لغة‪ :‬ما دل على مسمى‪ ،‬وقد اختلف في اشتقاقه هل هو من السمو الذي‬
‫بمعنى العلو‪ ،‬أو من الوسم الذي بمعنى العالمة‪ ،‬قوالن والصحيح األول‪.‬‬
‫وهو في اصطالح النحاة‪ :‬كلمة دلت على معنى في نفسها ولم تقترن بزمان‪ ،‬سواء كان هذا‬
‫االسم ظاهرا كـ"محمد" أو مضمرا كـ "أنا – أنت – هو"‪ ،‬أو مبهما كـ"هذا ـ الذي"‪ ،‬والمراد‬
‫بالزمان ههنا‪ :‬الماضي والحال واالستقبال‪.‬‬
‫واالسم يعرف بـ ‪ –‬الخفض‪ - ،‬والتنوين‪ - ،‬ودخول األلف والالم‪ - ،‬النداء‪- ،‬‬
‫اإلسناد إليه‪.‬‬
‫‪ –‬الخفض(‪ )14‬لغة ضد االرتفاع‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬عبارة عن كسرة يحدثها العامل أو ما ناب عنها‪ :‬هذا كتاب محمد – مررت‬
‫بعلي‪.‬‬
‫بغالم زي ٍد الفاض ِل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والخفض يشمل الخفض بالحرف واإلضافة والتبعية‪ ،‬نحو‪ :‬مررت‬
‫‪-‬التنوين‪ :‬لغة التصويت‪ .:‬نون الطائر إذا أحدث صوتا‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬نون ساكنة زائدة تلحق آخر االسم لفظا ال خطا يستعاض عنها في الكتابة‬
‫بضمتين أو فتحتين أو كسرتين‪ ،‬مثل‪ :‬جاء محم ٌد – رأيت محمداً – مررت بمحم ٍد‪.‬‬
‫أنواع التنوين‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -1‬تنوين التنكير‪ :‬وهو ما يلحق بعض األسماء المبنية كاسم الفاعل والعلم المختوم‬
‫بـ"ويه" فرقا بين المعرفة منها والنكرة‪ ،‬فما نون كان نكرة وما لم ينون كان معرفة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ص ْه و ص ٍه‪ ،‬و َم ْه و َم ٍه‪ .‬تقول‪ :‬مررت بسيبويه(‪ )15‬وسيبوي ٍه آخر‪ ،‬أي‪ :‬رجل آخر سمي بهذا‬
‫َ‬
‫االسم‪ ،‬فاألول معرفة والثاني نكرة لتنوينه‪.‬‬

‫‪ -‬سورة المؤمنون‪ .‬اآليات‪.100 – 99 :‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪ -‬تقدم االسم على الفعل والحرف لكون االسم يأتي مسندا ومسندا إليه خالفا للفعل فال يك‪..‬ون‬ ‫‪13‬‬

‫إال مسندا وأما الحرف فال يكون مسندا وال مسندا إليه‪.‬‬
‫‪ -‬الكوفة يعبرون عن هذا القيد بالخفض خالفا ألهل البصرة‪ .‬الذين يعبرون عنه بالجر‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪ -‬كلم‪.‬ة "س‪.‬يبويه" تطل‪.‬ق على رج‪.‬ل نح‪.‬وي مع‪.‬روف عن‪.‬د اللغ‪.‬ويين وغ‪.‬يرهم‪ ،‬أم‪.‬ا إذا قلت‬ ‫‪15‬‬

‫"سيبويه" فالتنوين في آخره فإنه ال يقصد به ذلك رجل بل ك‪..‬ل من ك‪..‬ان عارف‪..‬ا ب‪..‬النحو‪ ،‬ول‪..‬ذا‬
‫سمي ب"تنوين‪ .‬التنكر"‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫"صه" فإنما تطلب منه أن يسكت عن حديثه الذي هو فيه‪ ،‬وقولك له "مه"‬ ‫فإذا قلت لمخاطبك َ‬
‫فأنت تطلب منه أن يكف عما هو فيه‪ .‬وإذا قلت ص ٍه وم ٍه بالتنوين فإنما تطلب منه السكوت‬
‫عن كل حديث والكف عن كل شيء‪.‬‬
‫‪ -2‬تنوين التمكين‪ :‬وهو الالحق لألسماء المعربة المنصرفة كرجل وكتاب‪.‬‬
‫‪ -3‬تنوين المقابلة‪ :‬وهو الالحق لجمع المؤنث السالم نحو مسلمات فإنه في مقابلة‬
‫النون في جمع المذكر السالم كمسلمين‪.‬‬
‫‪ -4‬تنوين العوض‪ :‬وهو أقسام ثالثة‪:‬‬
‫أ‪ -‬عوض عن حرف‪ :‬وهو ما يلحق األسماء المنقوصة الممنوعة من الصرف مثل‪:‬‬
‫ش‪ .‬واألصل‪ :‬جواري وغواشي‪ ،‬حيث حذفت الياء وجيء بالتنوين عوضا عنها‪،‬‬ ‫جوار وعوا ٍ‬
‫ٍ‬
‫وقاض حذفت الياء واستعيض عنها بالتنوين‪.‬‬
‫ب‪ -‬عوض عن كلمة‪ :‬وهو الالحق لـ "كل" عوضا عما تضاف إليه نحو قوله تعالى‪:‬‬
‫"قل كل يعمل على شاكلته"(‪ ،)16‬أي‪ :‬كل إنسان يعمل على شاكلته ‪ ،‬فحذف "إنسان" وجيء‬
‫بالتنوين عوضا عنه‪.‬‬
‫ج‪ -‬عوض عن جملة‪ :‬وهو الذي يلحق "إذ" عوضا عن جملة تكون بعدها‪ ،‬مثل قوله‬
‫ت ا ْل ُح ْلقُو َم َوأَنتُ ْم ِحينَئِ ٍـذ تَنظُ ُرونَ "(‪ ،)17‬أي حين إذ بلغت الروح الحلقوم‪.‬‬
‫تعالى‪" :‬فَلَ ْواَل إِ َذا بَلَ َغ ِ‬
‫‪ -‬دخول األلف والالم‪ :‬نحو الرجــــل‪.‬‬
‫‪ -‬النداء‪ :‬وهو من خواص االسم‪ ،‬مثل يا زيد‪.‬‬
‫‪ -‬اإلسناد إليه‪ :‬مثل زيد قائم‪.‬‬
‫ويلخص لنا ابن مالك مجمل ما قلناه في هذا البيت‪:‬‬
‫(‪)18‬‬
‫س ِم تَ ْميِي ٌز َح َ‬
‫ص ْل‬ ‫وين َوالنِّدَا َوأَ ْل *** َو ُم ْ‬
‫سنَ ٍد لِال ْ‬ ‫بِا ْل َج ِّر َوالتَّ ْن ِ‬
‫(‪ -)2‬الفعل‪ :‬في اللغة‪ :‬مطلق الحدث‪ ،‬وفي االصطالح‪ :‬كلمة دلت على معنى في نفسها‬
‫واقترنت بزمان (جاء – يجيء – جئ)‪ ،‬وعالمته أن يقبل قد(‪ )19‬والسين وسوف وتاء التأنيث‬
‫الساكنة‪،‬‬

‫و"قد" هاته تدخل على نوعين من الفعل‪ :‬الماضي والمضارع‪.‬‬


‫فإذا دخلت على الفعل الماضي دلت على أحد معنيين وهما‪ :‬التحقيق والتقريب‪:‬‬

‫‪ -‬سورة اإلسراء‪ .‬اآلية‪.84 :‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪ -‬سورة الواقعة‪ .‬اآليات‪.84 – 83 :‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪ -‬صاحب البيت استعمل "ال" مكان األلف والالم كما استعمل "مسند" مكان اإلسناد له‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪ -‬قد عند اللغويين نوعان‪ :‬ق‪.‬د الحرفي‪.‬ة وق‪.‬د االس‪.‬مية‪ ،‬وهي بمع‪.‬نى (حس‪.‬ب)‪ ،‬ويمثل‪.‬ون له‪.‬ا‬ ‫‪19‬‬

‫ب"ق‪..‬د زي‪..‬د درهم"‪ ،‬أي‪ :‬حس‪..‬ب زي‪..‬د درهم‪ ،‬فهي ت‪..‬دخل على األس‪..‬ماء وليس‪..‬ت عالم‪..‬ة على‬
‫األفعال‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫أ‪ -‬التحقيق‪ :‬فمثال داللتها على التحقيق قوله تعالى‪((" :‬قَ ْد أَ ْفلَ َح ا ْل ُم ْؤ ِمنُونَ )) "(‪ ،)20‬وقوله‬
‫ض َي هَّللا ُ ع َِن ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ ))"(‪.)21‬‬
‫تعالى‪((" :‬لَّقَ ْد َر ِ‬
‫ب‪ -‬التقريب‪ :‬قول مقيم الصالة‪" :‬قد قامت الصالة"‪.‬‬
‫وإذا دخلت على الفعل المضارع دلت على معنيين أيضا وهما‪ :‬التقليل والتكثير‪.‬‬
‫أ)‪ -‬فأما داللتها على التقليل قولك‪ :‬قد يصدق الكذوب – قد يجود البخيل‪.‬‬
‫ب)‪ -‬وداللتها على التكثير مثل‪ :‬قد ينجح المجتهد – قد يفعل التقي الخير‪.‬‬
‫وقول الشاعر‪:‬‬
‫قد يدرك المتأني بعض حاجته *** وقد يكون مع المستعجل الزلل‬
‫‪ -‬السين وسوف‪ :‬السين وسوف يدخالن على الفعل المضارع وحده وهما يدالن على‬
‫سيَقُو ُل‬
‫س))"(‪ ،)22‬وقوله تعالى‪َ ((" :‬‬ ‫سفَ َها ُء ِمنَ النَّا ِ‬
‫سيَقُو ُل ال ُّ‬
‫االستقبال مثل قوله تعالى‪َ ((" :‬‬
‫س ْوفَ يُ ْع ِطيكَ َربُّ َك فَت َْر َ‬
‫ضى))"(‪.)24‬‬ ‫لَكَ ا ْل ُم َخلَّفُونَ ))"(‪ ،)23‬وقوله تعالى‪َ ((" :‬ولَ َ‬
‫‪ -‬تاء التأنيث الساكنة‪ :‬وتقييدها بالساكنة احترازا من الالحقة لألسماء فإنها تكون‬
‫متحركة مثل‪ :‬هذه مسلمة‪ ،‬ورأيت مسلمة‪.‬‬
‫‪ -‬بعض العلماء زاد ياء الفاعلة التي تلحق فعل األمر والفعل المضارع مثل‪ :‬اضربي‪،‬‬
‫وتضربين‪.‬‬
‫سفَ ًعا‬
‫‪ -‬نون التوكيد‪ ،‬سواء كانت خفيفة أو ثقيلة‪ ،‬فالخفيفة مثل قوله تعالى‪((" :‬لَنَ ْ‬
‫ب))"(‪.)26‬‬ ‫اصيَ ِة))"(‪ ،)25‬والثقلية مثل قوله تعالى‪((" :‬لَنُ ْخ ِر َجنَّكَ يَا ُ‬
‫ش َع ْي ُ‬ ‫بِالنَّ ِ‬
‫هذه المعاني يلخصها ابن مالك بقوله في هذا البيت‪:‬‬
‫بِتَا فَ َع ْلتَ َوأَتَتْ َويَا ا ْف َعلِي *** َونُو ِن أَ ْقبِلنَّ فِ ْع ٌل يَ ْن َجلِي‬
‫(‪ -)3‬الحرف‪ :‬تعريفه ما دل على معنى مع غيره ولم يقترن بزمان‪.‬‬
‫والحروف نوعان‪:‬‬
‫أ)‪ -‬حروف مباني‪:‬ـ وهي التي تبنى منها الكلمة أي كلمة‪ ،‬ويسميها بعضهم بحروف التهجي‪.‬‬
‫ب)‪ -‬حروف معاني‪ :‬وهي التي لها معنى مع غيرها‪ ،‬كحروف الجر والجزم وهل وبل‪ ،‬وهي‬
‫التي يقصدها المصنف‪.‬‬

‫‪ -‬سورة المؤمنون‪ .‬اآلية‪.1 :‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪ -‬سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.142 :‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪ -‬سورة الفتح‪ .‬اآلية‪.11 :‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪ -‬سورة الفتح‪ .‬اآلية‪.11 :‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪ -‬سورة الضحى‪ .‬اآلية‪.5 :‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪ -‬سورة العلق‪ .‬اآلية‪.15 :‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪ -‬سورة األعراف‪ .‬اآلية‪.88 :‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪11‬‬
‫والحرف ينقسم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ -‬ما يدخل على األسماء واألفعال كهل محمد قائم‪ ،‬وهل قام محمد‪.‬‬
‫‪ -‬ما ال يدخل إال على األسماء كحروف الجر‪.‬‬
‫‪ -‬ما ال يدخل إال على األفعال كحروف الجزم‪.‬‬
‫وإذا كان الفعل ينقسم إلى ماض ومضارع وأمر‪ ،‬فعالمة الفعل المضارع صحة دخول لم‬
‫عليه‪.‬‬
‫وعالمة الفعل الماضي دخول التاء عليه‪ ،‬والمقصود‪ .‬دخول تاء الفاعل وتاء التأنيث الساكنة‪.‬‬
‫وعالمة فعل األمر قبول نون التوكيد‪ ،‬فإن دلت الكلمة على األمر ولم تقبل نون التوكيد فهي‬
‫اسم فعل مثل‪ :‬صه وحيهل‪.‬‬
‫هذه التفريعات يلخصها ابن مالك بقوله‪:‬‬
‫ع يَلِي لَ ْم َكيَشـــــ َ ْم‬ ‫ار ٌ‬
‫ض ِ‬ ‫فِ ْع ٌل ُم َ‬ ‫****‬ ‫ِس َواهُ َما ْال َحرْ ُ‬
‫ف َكهَلْ َوفِي َولَ ْم‬
‫بِالنُّو ِن فِ ْع َل األَ ْم ِر إِ ْن أ ْم ٌر فُ ِه ْم‪ ‬‬ ‫****‬ ‫اض َي اأَل ْف َعا ِل بالتّا َ ِم ْز َو ِس ْم‪ ‬‬ ‫‪َ   ‬و َم ِ‬
‫ص ْه َو َحيَّهَلْ‬‫فِي ِه هُ َو ا ْس ٌم نَحْ ُو َ‬ ‫****‬ ‫ك لِلنُّو ِن َم َح ّل‬‫َواأَل ْمـــ ُر إِ ْن لَ ْم يَ ُ‬

‫اإلعراب والبناء‬
‫اإلعراب‪ .‬لغة‪ :‬اإلظهار واإلبانة‪ ،‬تقول أعربت عما في نفسي إذا أبنته وأظهرته‪.‬‬
‫وفي االصطالح‪ :‬هو تغيير أواخر الكلم الختالف العوامل الداخلة عليها لفظا أو تقديرا‪.‬‬
‫شرح التعريف‪:‬‬

‫" تغيير أواخر الكلم" تغيير أحوال أواخر الكلم من الرفع إلى النصب إلى الجر إلى‬
‫الجزم تبعا الختالف العوامل الداخلة عليها لفظا أو تقديرا مثل جاء محم ٌد ورأيت‬
‫محمداً ومررت بمحمد ومحمد لم ٍ‬
‫يقم‪.‬‬
‫لفظا‪ :‬ما ال يمنع من النطق به مانع كما رأيت في حركات الدال من "محمد" وكذا‬
‫سكون الميم من "يقم" في األمثلة السابقة‪.‬‬
‫تقديرا‪ :‬ما يمنع من التلفظ به مانع من تعذر أو استثقال أو مناسبة مثل يدعو الفتى‬
‫والقاضي وغالمي‪ ،‬فيدعو‪ :‬فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم‪.‬‬
‫الفتى‪ :‬مرفوع لكونه فاعال‪ ،‬والقاضي وغالمي مرفوعان‪ .‬ألنهما معطوفان على الفاعل‬
‫المرفوع‪ ،‬وألن الضمة ال تظهر في أواخر هذه الكلمات لتعذرها في " الفتى" وثقلها في‬

‫‪12‬‬
‫"يدعو"‪ .‬وفي " القاضي" وألجل الحركة المناسبة لياء المتكلم في غالمي‪ ،‬فتكون‬
‫الضمة المقدرة على آخر الكلمة منع من ظهورها التعذر أو الثقل أو اشتغال المحل‬
‫بالحركة المناسبة‪.‬‬
‫فما كان آخره ألفا الزمةً تقدر عليه جميع الحركات للتعذر‪ ،‬ويسمى االسم‪ .‬المنتهي‬
‫باأللف مقصورا مثل الفتى والعصا وال ِحجى والرحى والرضا‪.‬‬
‫وما كان آخره ياء الزمة تقدر عليه الضمة والكسرة للثقل‪ ،‬ويسمى االسم المنتهي بالياء‬
‫منقوصا وتظهر عليه الفتحة لخفتها نحو‪" :‬القاضي" و"الداعي" و"الغازي"‬
‫و"الساعي"‪ .‬و"اآلتي"‪ .‬و"الرامي"‪.‬‬
‫وما كان مضافا إلى الياء المتكلم تقدر عليه الحركات كلها للمناسبة مثل‪ :‬غالمي‬
‫وكتابي وصديقي واستاذي‪.‬‬
‫البنــــــــاء‬

‫ويقابل اإلعراب‪ .‬البناء‪.‬‬


‫البناء لغة‪ :‬عبارة عن وضع شيء على شيء على جهة يراد بها الثبوت و اللزوم‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬لزوم آخر الكلمة حالة واحدة لغير عامل وال اعتالل مثال ذلك‪:‬‬
‫و"حيث"‪ .‬نحو‪ :‬لم أره من ُذ يومين‪ ،‬وقوله تعالى‪{ :‬ومن‬
‫ُ‬ ‫‪ 1‬ـ لزوم الضم مثل‪" :‬من ُذ"‪،‬‬
‫حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام }‬
‫و"كيف" نحو قوله تعالى‪ { :‬أينما تكونوا يدر ُّكم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫و"أنت"‪،‬‬ ‫"أين"‪،‬‬
‫‪ 2‬ـ لزوم الفتح‪َ :‬‬
‫الموت}‪ .‬ونحو قوله تعالى‪ { :‬إنك أنت العليم الحكيم } ونحو قوله تعالى ‪ { :‬كيف‬
‫تكفرون باهلل وكنتم أمواتا فأحياكم }‬
‫ِ‬ ‫هؤالء‬ ‫أمس "‪ .‬نحو قوله تعالى ‪{ :‬‬
‫ِ‬ ‫‪ 3‬ـ لزوم الكسر نحو " هؤال ِء " ‪ ،‬و " هذ ِه " ‪ ،‬و "‬
‫قومنا اتخذوا من دونه آلهة }‪ .‬وقوله‪ .‬تعالى ‪ { :‬وأن هذه أمتكم أمة واحدة }‬
‫‪ 4‬ـ ما يلزم السكون‪" : .‬ك ْم "‪ ،‬و" ْ‬
‫لن "‪ .‬نحو قوله تعالى ‪ { :‬كم تركوا من جنات‬
‫وعيون} وقوله تعالى ‪{ :‬قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتى رسل هللا } ‪.‬‬
‫و من ثم نعلم أن ألقَاب البناء اربعة‪ :‬الضم والفتح والكسر والسكون‪ ،‬كما أن البناء يكون‬
‫في ستة أبواب‪ :‬المضمرات‪ ،‬وأسماء الشرط‪ ،‬وأسماء االستفهام‪ ،‬وأسماء‪ .‬اإلشارة‪،‬‬
‫وأسماء األفعال‪ ،‬واألسماء الموصولة‪.‬‬

‫باب معرفة عالمات اإلعراب‬

‫‪13‬‬
‫قبل أن نشرع في هذه التفاصيل ال بد أن نعرف معرفة يقينية غير منسية عالمات‬
‫اإلعراب‪ .‬األصلية‪ ،‬ألن ما سواها إنما هو عالمات فرعية‪ ،‬فالعالمة األصلية للرفع هي‬
‫الضمة‪ ،‬والعالمة األصلية للنصب هي الفتحة‪ ،‬والعالمة األصلية للخفض هي الكسرة‪،‬‬
‫والعالمة األصلية للجزم هي السكون‪.‬‬
‫عالمات الرفع‪:‬‬
‫من المعلوم‪ .‬أن الضمة هي األصل‪ ،‬وقد يتفرع عنها أحيانا الواو فتكون الكلمة مرفوعة‬
‫بالواو و قد تكون الكلمة مرفوعة باأللف و قد تكون الكلمة مرفوعة بالنون‪ ،‬هذه ثالث‬
‫عالمات فرعية والعالمة األصلية هي الضمة‪ .‬ثم إن علماء النحو بينوا أن الضمة تكون‬
‫في حاالت و أن الواو تكون في حاالت وأن األلف تكون في حاالت كما أن النون هي‬
‫األخرى‪ .‬تكون في حاالت‪.‬‬
‫الضــــمة‪:‬‬
‫فأما الضمة فتكون عالمة للرفع في أربعة مواضع‪:‬‬
‫أ‪ -‬االسم‪ .‬المفرد‪ :‬تعريفه‪ :‬ما دل على واحد أو واحدة أو بعبارة أخرى‪ :‬ما ليس مثنى‬
‫وال مجموعا وال ملحقا بهما وال من األسماء الخمسة‪ ،‬مثل‪ :‬رجل‪ -‬هند‪-‬‬
‫وقد‪ .‬تكون الضمة ظاهرة كما رأيت في األمثلة السابقة‪ ،‬وقد تكون مقدرة مثل‪ :‬جاء الفتى‬
‫والقاضي وأخي‬
‫فالفتى مرفوع وعالمة رفعه ضمة مقدرة على األلف منع من ظهورها التعذر ألنه اسم‬
‫مقصور‪ ،‬و القاضي مرفوع‪ .‬وعالمة رفعه ضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها‬
‫الثقل ألنه اسم منقوص‪.‬‬
‫وأخي مرفوع وعالمة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها‬
‫حركة المناسبة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جمع التكسير ‪ :‬تعريفه‪ :‬ما دل على ثالثة فأكثر مع تغير في صيغة مفرده عند‬
‫الجمع‪ .‬مثل‪ :‬الرجال‪ -‬المساجد‪ -‬الدور‪.‬‬
‫وأنواع‪ .‬التغيير الموجودة في جمع التكسير ستة‪:‬‬
‫‪ .1‬تغير بالشكل‪ :‬أَ َس ٌد أُ ُس ٌد ونَ ِم ٌر نُ ُم ٌر فيتضح من خالل هذه األمثلة أن حروف المفرد‬
‫والجمع متحدة‪ ،‬واالختالف فقط في الشكل‪.‬‬
‫‪ .2‬تغير بالنقص مثل‪ :‬تهمة تهم وتخمة تخم‪ ،‬في هذه األمثلة اتضح أنه في حالة الجمع‬
‫نقص حرف‪.‬‬
‫‪ .3‬تغير بالزيادة‪ :‬صنو صنوان وقنو قتوان‪ ،‬فيتضح أن شكل المفرد تغير بالزيادة عند‬
‫الجمع‪.‬‬
‫‪ .4‬تغير بالشكل مع النقص نحو‪ :‬سرير سرر وكتابٌ و ُكتب‬

‫‪14‬‬
‫تغير بالشكل مع الزيادة مثل‪ :‬سبب أسباب‪ ،‬وبطل أبطال‪ ،‬وهند هنود‪ ،‬وسبع سباع‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫وذئب ذئاب‪.‬‬
‫تغير بالشكل مع الزيادة و النقصان‪ :‬كريم كرماء‪ ،‬كاتب كتاب‪ ،‬أمير أمراء‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫هذه األنواع كلها مرفوعة بالضمة سواء أكان المراد من لفظ الجمع مذكرا مثل رجال‬
‫أم مؤنثا مثل هنود‪ ،‬وسواء‪ .‬كانت الضمة ظاهرة كما في األمثلة السابقة‪ ،‬أم كانت مقدرة‬
‫مثل‪ :‬سكارى وجرحى وعذارى‪ .‬وحبالى‪ ،‬تقول‪ :‬قام الرجال فتجده مرفوعا‪ .‬بالضمة‬
‫الظاهرة‪ ،‬وتقول‪ :‬حضر الجرحى والعذارى فيكون كل من الجرحى والعذارى‪ .‬مرفوعا‪.‬‬
‫بضمة مقدرة على األلف منع من ظهورها التعذر‪.‬‬
‫ج) جمع المؤنث السالم‪ .:‬تعريفه‪ :‬وهو ما دل على ثالثة فأكثر مع سالمة بناء المفرد‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬ما جمع بألف وتاء مزيدتين على مفرده‪.‬‬
‫ومن أمثلته‪ :‬هند هندات‪ ،‬عائشة عائشات‪ ،‬فاطمة فاطمات‪.‬‬
‫ُ‬
‫فالزينبات مرفوعة‪ .‬وعالمة رفعها الضمة الظاهرة‪.‬‬ ‫تقول‪ :‬جاء الزينبات‪:‬‬
‫وال تكون الضمة مقدرة في جمع المؤنث السالم إال عند إضافته لياء المتكلم مثل‪ :‬هذه‬
‫شجيراتي‪ ،‬فإن كانت األلف غير زائدة بأن كانت موجودة‪ .‬في المفرد كالقاضي والقضاة‬
‫والداعي والدعاة لم يكن جمع مؤنث سالماً‪ ،‬بل هو حينئذ جمع تكسير‪ ،‬وكذلك لو كانت‬
‫التاء غير زائدة مثل ميت وأموات‪ .‬وبيت وأبيات وصوت وأصوات فكلها من جمع‬
‫التكسير ال من جمع المؤنث السالم‪.‬‬
‫د) الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء مثل‪ :‬يضرب‪ ،‬يشرب‪ ،‬يذهب‪ ،‬يقعد‪،‬‬
‫يجيء‪ .‬فالضمة في هذه األمثلة ظاهرة في آخرها وقد تجيء مقدرة في مثل‪:‬‬
‫يخشى فالضمة مقدرة على األلف منع من ظهورها التعذر‪.‬‬
‫يرمي مرفوع‪ .‬بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل‪.‬‬
‫يغزو مرفوع بالضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل‪.‬‬
‫و من ثم صار الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء يرفع بالضمة إما لفظا أو‬
‫تقديرا‪.‬‬
‫نيابة الواو عن الضمة‪:‬‬
‫وأما الواو فتكون عالمة للرفع في موضعين‪ :‬في جمع المذكر السالم‪ .‬وفي األسماء‬
‫الخمسة وهي أبوك أخوك وحموك وفوك وذو مال‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أ) جمع المذكر السالم تعريفه‪ :‬هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة في آخره وعطف‬
‫مثله عليه‪ .‬مثل قوله تعالى‪" :‬فرح المخلفون" وقوله تعالى‪" :‬وآخرون اعترفوا" فكل‬
‫من "المخلفون"‪ .‬و"آخرون"‪ .‬جمع مذكر سالم دال على أكثر من اثنين وفيها زيادة في‬
‫آخره وهي الواو والنون وهو صالح للتجريد من هذه الزيادة‪ ،‬نقول مخلف وآخر‪ .‬فكل‬
‫لفظ من هذين اللفظين في هاتين اآليتين مرفوع‪ .‬وعالمة رفعه الواو نيابة عن الضمة‪،‬‬
‫وهذه النون التي بعد الواو عوض عن التنوين في قولك‪" .‬مخلف" و"آخر"‪.‬‬
‫ب)األسماء الخمسة‪ :‬وهي‪ :‬أبوك وأخوك‪ .‬وحموك وفوك وذو مال‪ ،‬وهي ترفع بالواو‬
‫نيابة عن الضمة تقول هذا أبوك وأبوك رجل صالح و األسماء الخمسة هذه ال تعرب‬
‫إال بشروط عامة‪ ،‬وأخرى‪ .‬خاصة‪.‬‬
‫فالشروط‪ .‬العامة أربعة وهي‪:‬‬
‫‪ )1‬أن تكون مفردة‪ ،‬فإن كانت غير ذلك فإنها حينئذ ال تعرب هذا اإلعراب‪ .‬مثل اآلباء‬
‫يربون ابناءهم‬
‫‪ )2‬أن تكون مكبرة فلو‪ .‬كانت مصغرة فإنها حينئذ تعرب بالحركات الظاهرة مثل‪ :‬هذا‬
‫أبي وأخي‪.‬‬
‫‪ )3‬أن تكون مضافة‪ ،‬فإن كانت غير مضافة فإنها ال ترفع بالواو‪ .‬بل ترفع بالضمة‬
‫مثل‪ :‬هذا أب‪.‬‬
‫‪ )4‬أن تكون مضافة لغير ياء المتكلم‪ ،‬فإن أضيفت إلى ياء المتكلم فإنها ال ترفع بالواو‪.‬‬
‫ومثال إضافتها إلى ياء المتكلم‪ :‬قام أبي‪ ،‬وهنا ترفع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم‬
‫منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة ألن ياء المتكلم تناسبها الكسرة‪.‬‬
‫وأما الشروط الخاصة التي تشترط في بعضها هي‪:‬‬
‫‪ )1‬أن تكون "فو"‪ .‬خالية من الميم‪ ،‬فلو اتصلت بالميم أعربت بالحركات الظاهرة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫هذا ف ٌم حسن‪.‬‬
‫‪ )2‬أن تكون "ذو"‪ .‬بمعنى صاحب احترازا من "ذو"‪ .‬التي بمعنى "الذي"‪ .‬قال الشاعر‪.:‬‬
‫فإن الماء ما ُء أبي وجدي *** وبئري ذو حفرت وذو طويت‬
‫الشاهد عندنا‪ :‬الذي حفرت والذي‪ .‬طويت‪.‬‬
‫والشرط الثاني لـ"ذو"‪ .‬أن تكون الذي تضاف إليه اسم جنس ظاهر غير وصف‪ ،‬قال‬
‫المتنبي‪:‬‬
‫وذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو‪ .‬الجهالة في الشقاوة ينعم‬
‫نيابة االلف عن الضمة‪:‬‬
‫وأما األلف فتكون عالمة للرفع في تثنية األسماء خاصة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫تعريف المثنى‪ :‬كل اسم دل على اثنين أو اثنتين بزيادة في آخره أغنت هذه الزيادة عن‬
‫العاطف والمعطوف‪.‬‬
‫الملحق بالمثنى تعريفه‪ :‬ما جاء على صورة المثنى ولم يكن صالحا للتجريد من عالمة‬
‫المثنى‪ ،‬مثل‪ :‬كال وكلتا بشرط أن يكونا مضافين إلى الضمير‪ ،‬واثنين واثنتين بال قيد‪،‬‬
‫وكذا ما ثني من باب التغليب كالقمرين اللذين هما الشمس والقمر‪ ،‬والعمرين وهما أبو‬
‫بكر وعمر‪ .،‬واألبوين وهما األب واألم‪ ،‬والحسنين وهما الحسن والحسين‪ ،‬كل هذا‬
‫ملحق بالمثنى‪.‬‬
‫نيابة النون عن الضمة‪:‬‬
‫وأما النون فتكون عالمة للرفع في الفعل المضارع إذا اتصل به ضمير تثنية أو ضمير‬
‫جمع أو ضمير المؤنثة المخاطبة‪ ،‬والمقصود بهذا األفعال الخمسة وهي‪:‬‬
‫يفعالن وتفعالن ويفعلون وتفعلون وتفعلين‪.‬‬
‫ونمثل لهذه األنواع الثالثة فنقول‪:‬‬
‫‪ )1‬الرجالن يفعالن‪ :‬الرجالن مبتدأ مرفوع باأللف نيابة عن الضمة ألنه مثنى‪،‬‬
‫ويفعالن فعل مضارع مرفوع‪ .‬لتجرده من الناصب والجازم وعالمة رفعه النون نيابة‬
‫عن الضمة ألنه من األفعال الخمسة واأللف فاعل‬
‫‪ )2‬الرجال يفعلون‪ :‬الرجال مبتدأ مرفوع ألنه جمع تكسير‪ ،‬ويفعلون فعل مضارع‬
‫مرفوع‪ .‬لتجرده من الناصب والجازم‪ .‬وعالمة رفعه النون نيابة عن الضمة ألنه من‬
‫األفعال‪ .‬الخمسة والواو‪ .‬فاعل‪.‬‬
‫‪)3‬أنت تفعلين‪ :‬أنت مبتدأ و تفعلين فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم‬
‫وعالمة رفعه النون نيابة عن الضمة ألنه من األفعال‪ .‬الخمسة والياء فاعل‪.‬‬
‫عالمات النصب‪:‬‬
‫للنصب خمس عالمات‪ :‬الفتحة واأللف‪ .‬والكسرة والياء وحذف النون‪.‬‬
‫فأما الفتحة‪ :‬الفتحة تكون عالمة للنصب في ثالثة مواضع‪ :‬في االسم المفرد وجمع‬
‫التكسير والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره شيء‪.‬‬
‫إذن هي خمس عالمات ألن علماء العربية ـ رحمهم هللا ـ بالتتبع و االستقراء وجدوا‪ .‬أن‬
‫الكالم ال يخرج عن هذه األشياء الخمسة‪.‬‬
‫الفتــــــــحة‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫فالفتحة ـ وهي األصل والباقي نيابة عنها‪ :‬األلف والكسرة والياء وحذف النون ـ تكون‬
‫عالمة للنصب في ثالثة مواضع وهي‪.:‬‬
‫أ)االسم المفرد ـ وقد سبق التعريف به ـ مثل لقيت عليا‪ ،‬وقابلت هنداً‪ ،‬فعليا وهنداً اسمان‬
‫مفردان منصوبان ألنهما مفعوالن‪ .‬وعالمة نصبهما الفتحة الظاهرة‪ ،‬واألول‪ .‬مذكر‬
‫والثاني مؤنث‪ ،‬وقد تكون الفتحة مقدرة مثل‪ :‬لقيت الفتى وحدثت ليلى‪ ،‬فالفتى وليلى‬
‫اسمان مفردان منصوبان ألنهما مفعوالن وعالمة نصبهما الفتحة المقدرة على األلف‬
‫منع من ظهورها التعذر‪ ،‬واألول مذكر والثاني مؤنث‪.‬‬
‫ب)جمع التكسير وقد سبق بيان تعريفه مثال نصبه‪ :‬صاحبت الرجال‪ ،‬ورعيت الهنود‪،‬‬
‫فالرجال والهنود جمعا تكسير منصوبان لكونهما مفعولين وعالمة نصبهما الفتحة‬
‫الظاهرة‪ ،‬واألول‪ .‬مذكر واآلخر‪ .‬مؤنث‪.‬‬
‫وقد‪ .‬تكون الفتحة مقدرة مثل قوله تعالى ‪":‬وترى الناس سكارى" وقوله تعالى‪:‬‬
‫"وأنكحوا‪ .‬االيامى"‪ ،‬فسكارى‪ .‬واأليامى جمعا تكسير منصوبان لكونهما مفعولين‪،‬‬
‫وعالمة نصبهما فتحة مقدرة على األلف منع من ظهورها التعذر‪.‬‬
‫ج) الفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب و لم يتصل بآخره شيء فقد َمر معنا أن الفعل‬
‫المضارع إذا لم يتصل بآخره شيء يكون مرفوعا‪ .‬بالضمة وهنا نشترط ثالثة شروط‪:‬‬
‫‪)1‬أن يكون فعال مضارعا‬
‫‪)2‬أن يدخل عليه ناصب‬
‫‪ )3‬أال يتصل بآخره شيء‪.‬‬
‫فإذا اتصل بالفعل المضارع ألف االثنين (لن تضربا) أو واو الجماعة (لن تضربوا) أو‬
‫ياء المخاطبة (لن تضربي) لم يكن حينئذ نصبه بالفتحة فكل من تضربا وتضربوا‬
‫وتضربي منصوب بـ"لن"‪ .‬وعالمة نصبه حذف النون‪ ،‬أما األلف و الواو‪ .‬والياء فإنها‬
‫تعرب فاعال مبنيا على السكون‪ .‬في محل رفع‪.‬‬
‫األلــــف‪:‬‬
‫وأما األلف فتكون عالمة للنصب في األسماء‪ .‬الخمسة وقد سبقت اإلشارة إليها‪ .‬مثل‬
‫"اكرمت أ باك"فأبا مفعول به منصوب باأللف نيابة عن الفتحة ألنه من األسماء الخمسة‬
‫ويا مضاف والكاف مضاف اليه ‪.‬‬
‫الكســـرة‪:‬‬
‫وأما الكسرة فتكون عالمة للنصب في جمع المؤنث السالم‪ .‬تقول "أكرمت المسلمات"‪.‬‬
‫أكرمت فعل وفاعل‪ ،‬والمسلمات مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة ألنه جمع‬
‫مؤنث سالم‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫اليـــــاء‪:‬‬
‫وأما الياء فتكون عالمة للنصب في التثنية والجمع‪ ،‬تقول في التثنية نظرت عصفورين‬
‫فوق الشجرة‪ ،‬واشتريت كتابين‪ ،‬فكل من عصفورين وكتابين‪ ،‬منصوب ألنه مفعول به‪،‬‬
‫وعالمة نصبه الياء المفتوح ما قبلها المكسور‪ .‬ما بعدها مثنى‪ ،‬والنون عوض عن‬
‫التنوين‪.‬‬
‫وتقول في جمع المذكر السالم‪" .‬رأيت المسلمين "‪ ،‬المسلمين مفعول به منصوب وعالمة‬
‫نصبه الياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها ألنه جمع مذكر سالم‪ ،‬والنون عوض عن‬
‫التنوين‪.‬‬
‫حذف النــون‪:‬‬
‫وأما حذف النون فيكون عالمة للنصب في األفعال الخمسة التي رفعها بثبوت النون‬
‫فاألفعال‪ .‬الخمسة معروفة لكوننا قد أشرنا إليها فيما سلف وهي تنصب بحذف النون‬
‫مثال ذلك قوله تعالى‪ " :‬ولن تفعلوا" حذفت النون وأصلها تفعلون‪ ،‬ولن حرف نفي‬
‫ونصب واستقبال‪ ،‬والواو فاعل‪.‬‬
‫عالما ت الخفض‪:‬‬
‫من المعلوم‪ .‬أن الكسرة هي األصل‪ ،‬وقد تتفرع عنها أحيانا الياء فتكون الكلمة مكسورة‬
‫بالياء‪ ،‬وقد‪ .‬تكون الكلمة مكسورة بالفتحة‪ ،‬فهاتان عالمتان فرعيتان‪ ،‬والعالمة األصلية‬
‫هي الكسرة‪ ،‬ثم إن علماء النحو بينوا أن الكسرة تكون في حاالت وأن‪ .‬الياء تكون في‬
‫حاالت‪ ،‬وأن الفتحة تكون في حالة واحدة‪.‬‬
‫الكســـرة‪:‬‬
‫فتكون عالمة للخفض في ثالثة مواضع‬
‫‪ )I‬االسم المفرد المنصرف‪ :‬بداية يالحظ زيادة قيد االنصراف‪ ،‬وإضافته أتت من كون‬
‫األسماء المفردة منها ما ينصرف ومنها ما ال ينصرف‪.‬‬
‫فالمنصرف هو الخالي من أسباب موانع الصرف قال ابن مالك‪:‬‬
‫يكون االس ُم أ ْم َكنَا"‬
‫ُ‬ ‫معنى به‬ ‫تنوين أتى ُمبَيّنا ً‬
‫ٌ‬ ‫" الصرف‬
‫ومن أمثلة االسم المنصرف‪ :‬رجل ‪-‬خالد‪ -‬مسجد‪ .‬وبهذا القيد خرج االسم المفرد الذي‬
‫وعمر أخطأت ألن االسم الذي ال‬ ‫ٍ‬ ‫ال ينصرف مثل‪" :‬مررت بأحمد" فإذا قلت بأحم ٍد‬
‫ينصرف ال يجر بالكسرة‪ ،‬كما أنه ال يقبل التنوين‪.‬‬
‫‪)II‬جمع التكسير المتصرف‪ :‬أتى بهذا القيد أيضا ألن جمع التكسير منه ما هو‬
‫منصرف وما هو غير منصرف‪ ،‬فالمنصرف مثل‪ :‬رجالٌ‪-‬جبالٌ‪-‬أشجا ٌر فتقول "مررت‬

‫‪19‬‬
‫كرام" فـ"برجال" مجرور لدخول حرف الجر عليه‪ ،‬وعالمة جره الكسرة‬ ‫ٍ‬ ‫برجا ٍل‬
‫الظاهرة على آخره‪ .‬وكرام مخفوض ألنه نعت للمخفوض وعالمة خفضه الكسرة‬
‫الظاهرة‪ ،‬و جمع التكسير الغير المنصرف مثل قوله تعالى‪ ":‬ولقد زينا السماء الدنيا‬
‫بمصابيح" إذن جمع التكسير المنصرف يجر بالكسرة وأما غير المتصرف فجره يكون‬
‫بالفتحة‪.‬‬
‫‪)1‬جمع المؤنث السالم‪ :‬ال يشترط فيه هذا الشرط (المنصرف) ألن جمع المؤنث السالم‬
‫كله متصرف ومثاله نظرت إلى فتيات ُم َؤ ّدبَات ففتيات مخفوض لدخول حرف الخفض‬
‫عليه وعالمة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره‪ ،‬ومؤدبات تابع للمخفوض وعالمة‬
‫خفضه الكسرة الظاهرة‪.‬‬
‫اليـــــــاء‪:‬‬
‫وأما الياء فتكون عالمة للخفض في ثالثة مواضع‪ ،‬في األسماء الخمسة‪ ،‬وفي التثنية‬
‫والجمع‪.‬‬
‫‪ )1‬األسماء الخمسة مثالها قوله تعالى‪" :‬ارجعوا‪ .‬إلى أبيكم" فـ "أبيكم" مجرور بالياء‪.‬‬
‫‪ )2‬التثنية ومن أمثلته‪" :‬سلم على الصديقين"‪ " ،‬و انظر إلى الجنديين"‪ ،‬فكل من‬
‫الجنديين والصديقين مخفوض لدخول‪ .‬حرف الخفض عليه‪ ،‬و عالمة خفضه الياء‬
‫المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها‪ ،‬وكل من الجنديين والصديقين مثنى ألنه دال على‬
‫اثنين‪.‬‬
‫‪)3‬جمع المذكر السالم مثاله‪" :‬نظرت إلى المسلمين"‪ .‬فـ"المسلمين"‪ .‬مخفوض لدخول‬
‫حرف الخفض عليه‪ ،‬وعالمة خفضه الياء المكسور‪ .‬ما قبلها المفتوح ما بعدها ألنه جمع‬
‫مذكر سالم‪.‬‬
‫الفتحــــة‪:‬‬
‫وأما الفتحة فتكون عالمة للخفض في االسم‪ .‬الذي ال ينصرف‪ ،‬ومعنى كونه ال ينصرف‬
‫أي‪ :‬ال يقبل الصرف (التنوين)‪.‬‬
‫واالسم الذي ال ينصرف هو الذي أشبه الفعل في وجود علتين فرعيتين إحداهما ترجع‬
‫إلى اللفظ‪ ،‬واألخرى‪ .‬ترجع إلى المعنى‪ ،‬أو وجدت فيه علة واحدة تقوم مقام العلتين‪.‬‬
‫و العلل التي توجد في االسم و تدل على الفرعية راجعة إلى اثنين‪:‬‬
‫األولى‪ .:‬العلمية‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬الوصفية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫بمعنى أنه ال بد من وجود واحدة من هاتين العلتين في االسم‪ .‬الممنوع من‬
‫الصرف‪،‬والعلل‪ .‬التي توجد في االسم و تدل على الفرعية وتكون راجعة إلى اللفظ ست‬
‫علل وهي ‪:‬‬
‫العلمية والتأنيث‪ :‬فاطمة ـ زينب‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫العلمية والعجمية‪ :‬إدريس ـ يعقوب ـ إبراهيم‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫العلمية والتركيب المزجي‪ :‬معديكرب ـ بعلبك ـ حضر موت‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫العلمية وزيادة األلف والنون‪ :‬مروان ـ عثمان ـ سفيان ـ عمران ـ عدنان‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫العلمية ووزن الفعل‪ :‬أحمد ـ يزيد ـ تغلب‪.‬‬ ‫‪)5‬‬
‫العلمية مع العدل‪ :‬عمر ـ زفر ـ زحل ـ هبل ـ مضر‪.‬‬ ‫‪)6‬‬
‫وأما مع الوصفية فال يوجد منها إال واحد من ثالث‪:‬‬
‫أ)الوصفية مع زيادة األلف والنون‪ .‬ومثالها‪ :‬شبعان ـ يقظان ريان‪.‬‬
‫ب)الوصفية مع وزن الفعل ومثالها‪ :‬أفضل ـ أجمل أكرم‪.‬‬
‫ت)الوصفية مع العدل ومثالها‪ :‬مثنى ـ ثالث ـ رباع‪.‬‬
‫وأما العلتان اللتان تقوم كل واحدة‪ .‬منهما مقام العلتين فهما‪ :‬صيغة منتهى الجموع‪ .،‬وألف‬
‫التأنيث المقصورة‪ ،‬وألف التأنيث الممدودة‪.‬‬
‫صيغة منتهى الجموع‪ .‬وضابطها‪ :‬أن يكون االسم جمع تكسير قد وقع بعد ألف يسبقه‬
‫حرفان نحو‪ :‬مساجد ـ منابر‪ ،‬أو ثالثة أحرف وسطها ساكن مثل‪ :‬مفاتيح‪ -‬عصافير‪-‬‬
‫قناديل‪.‬‬
‫ألف التأنيث الممدودة أو المقصورة‪:‬‬
‫القصورة‪:‬حبلى‪ -‬و قصوى‪ -‬ودنيا‪ -‬ودعوى‬
‫والممدودة‪:‬حمراء‪ -‬حسناء‪ -‬أصدقاء ـ علماء‬
‫ويشترط لخفض االسم الذي‪ .‬ال ينصرف بالفتحة أن يكون‪:‬‬
‫أ)خاليا من ال‬
‫ب)أال يضاف إلى اسم بعده‬

‫فإن اقترن بال أو أضيف خفض بالكسرة مثل قوله تعالى‪ ":‬وانتم عاكفون في المساجد"‬
‫مررت بحسنا ِء قريش وفي هذا يقول ابن مالك رحمه هللا تعالى‪:‬‬
‫"وج ّر بالفتحة ما ال ينصرف ‪ ...‬ما لم يضف أو يك بعد أل ردف"‬
‫عالمات الجزم‬

‫‪21‬‬
‫للجزم عالمتان‪ :‬السكون والحذف‪.‬‬
‫الســــكون‪:‬‬
‫فأما السكون‪ .‬فيكون عالمة للجزم في الفعل المضارع الصحيح األخير‪ ،‬ومعنى كونه‬
‫صحيح األخير أن آخره ليس فيه حرفا من حروف العلة الثالث التي هي األلف والواو‪.‬‬
‫والياء‪.‬‬
‫ومثال الفعل المضارع الصحيح األخير‪ :‬يلعب ـ يكتب ـ يسافر‪ ،‬فبجزم كل فعل من هذه‬
‫األفعال‪ .‬نقول لم يلعبْ ‪ ،‬ـ لم يكتبْ ـ لم يسافرْ ‪.‬‬
‫الحــــذف‪:‬‬
‫وأما الحذف فيكون عالمة للجزم في الفعل المضارع المعتل األخير‪ ،‬وفي األفعال‬
‫الخمسة التي رفعها بثبوت النون‪.‬‬
‫ومعنى هذا أن للحذف موضعين يكون في كل واحد منهما دليال وعالمة على جزم‬
‫الكلمة‪.‬‬
‫أ)الفعل المضارع المعتل األخير‪ ،‬أي أن حرفه األخير حرف علة مثل‪ :‬يسعى ـ يخشى ـ‬
‫يدعو ـ يرجو ـ يعطي ـ يقضي‪.‬‬
‫وبدخول حرف الجزم على هذه األفعال‪ .‬نقول‪ :‬لم يسع ـ لم يخش ـ لم يدع ـ لم يرج ـ لم‬
‫يعط ـ لم يقض‪ ،‬فيكون فعل "يسع" مجزوم‪ .‬وعالمة جزمه حذف األلف والفتحة قبلها‬
‫دليل عليها‪ ،‬لكونه فعال مضارعا معتل األخير‪ ،‬وقس على هذا باقي األمثلة السالفة‬
‫الذكر‪.‬‬
‫ب)األفعال الخمسة التي ترفع بثبوت النون فقد سبقت اإلشارة إليها فهي تجزم بحذف‬
‫النون‪ .‬وذلك عند دخول حرف الجزم عليها تقول‪ :‬لم يضربا ـ لم يضربوا ـ لم تضربي‪،‬‬
‫فكل فعل من هذه األفعال فعل مضارع مجزوم وعالمة جزمه حذف النون‪ ،‬واأللف‬
‫والواو‪ .‬والياء فاعل مبني على السكون‪ .‬في محل رفع‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫المبتـــــــــدأ والخبـــــــــر‬
‫تعريف المبتدأ‪:‬‬
‫المبتدأ هو ‪:‬االسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية‪.‬‬
‫يتبين من خالل التعريف أن المبتدأ هو الذي توافرت فيه شروط ثالثة‪:‬‬
‫‪-1‬أن يكون اسما فال يكون فعال وال حرفا‪.‬‬
‫‪-2‬أن يكون مرفوعا‪ ،‬فال يكون منصوبا وال مخفوضا‪.‬‬
‫‪-3‬أن يكون خاليا من العوامل اللفظية‪ ،‬فال يسبقه فعل وال حرف‪.‬‬
‫وإذا كان هذا هو تعريف المبتدأ فما هو تعريف الخبر ؟‬

‫‪23‬‬
‫تعريف الخبر‪:‬‬
‫الخبر هو‪ :‬االسم المرفوع المسن ُد إليه‪ ،‬وعلى هذا فالخبر هو اآلخر له شروط ثالثة‪:‬‬
‫‪-1‬أن يكون اسما‪.‬‬
‫‪-2‬أن يكون مرفوعا‪.‬‬
‫‪-3‬أن يكون مُسْ َنداً إلى المبتدإ‪.‬‬
‫قال ابن مالك‪:‬‬
‫ورفعوا مبتدأ باالبتدا **** كذاك رفع خبر بالمبتدا‬
‫أمثلــــــــــة‪:‬‬
‫محمد نائم‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫محمد‪ :‬مبتدأ مرفوع ‪ ،‬وعالمة رفعه الضمة الظاهرة على آخره‪.‬‬
‫نائم‪ :‬خبر مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة على آخره‪.‬‬
‫قال ابن جروم‪ :‬فأما الضمة فتكون عالمة للرفع في أربعة مواضع‪ :‬في االسم المفرد‪.‬‬
‫الرجالن قائمان‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫الرجالن‪ :‬مبتدأ مرفوع وعالمة رفعه األلف نيابة عن الضمة ألنه مثنى‪ ,‬والنون عوض‬
‫عن التنوين في االسم المفرد‪.‬‬
‫قائمان‪ :‬خبر مرفوع‪ ,‬وعالمة رفعه األلف نيابة عن الضمة ألنه مثنى‪ ،‬والنون عوض‬
‫عن التنوين في االسم المفرد‪.‬‬
‫قال ابن جروم‪ :‬وأما األلف فتكون عالمة للرفع في تثنية األسماء خاصة‪.‬‬

‫المحمدونـ قائمونـ‪.‬‬ ‫‪)3‬‬


‫المحمدون‪ :‬مبتدأ مرفوع وعالمة رفعه الواو نيابة عن الضمة ألنه جمع مذكر سالم‪,‬‬
‫والنون عوض التنوين في االسم المفرد‪.‬‬
‫قائمون‪ :‬خبر مرفوع وعالمة رفعه الواو نيابة عن الضمة ألنه جمع مذكر سالم‪ ،‬والنون‬
‫عوض عن التنوين في االسم المفرد‪.‬‬
‫قال ابن جروم‪ :‬وأما الواو فتكون عالقة للرفع في موضعين في جمع المذكر السالم وفي‬
‫األسماء الخمسة‪،‬‬
‫هذا وينقسم المبتدأ إلى قسمين‪ :‬ظاهر ومضمر‪.‬‬
‫فالظاهر قد مر معنا في األمثلة السابقة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ت – أنتما – أنتم – أنتن – هو ‪ -‬هي –‬ ‫والمضمر اثنا عشر وهي‪ :‬أنا – نحن ‪َ -‬‬
‫أنت – أن ِ‬
‫هما – هم – هن‪.‬‬
‫وتنقسم باعتبار المتكلم والخطاب والغيبة إلى ثالثة أقسام‪.‬‬
‫‪ -)1‬اثنان للمتكلم هما‪ :‬أنا – نحن‪.‬‬
‫ت – أنتما – أنتم – أنتن‪.‬‬ ‫‪ -)2‬خمسة للمخاطب وهي‪َ :‬‬
‫أنت – أن ِ‬
‫‪ -)3‬خمسة للغائب وهي‪ :‬هو – هي – هما – هم – هن‪.‬‬
‫وإعراب هذه الضمائر على الشكل التالي‪:‬‬

‫أنت ناجح‪:‬‬
‫أنت ‪:‬ضمير منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع‪ ،‬والتاء حرف خطاب ال‬
‫محل لها من اإلعراب‪.‬‬

‫‪:‬خبر مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة على آخره‪.‬‬ ‫وناجح‬


‫ت ناجحة‪.‬‬
‫ومثلها في اإلعراب‪ :‬أن ِ‬
‫أنتما ناجحان‪:‬‬
‫أنتما‪ :‬أن‪ :‬ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع‬
‫ت‪ :‬حرف خطاب ال محل له من اإلعراب‪.‬‬
‫ما‪( :‬الميم واأللف) دالة على التثنية‪.‬‬

‫ناجحان‪ :‬خبر مرفوع وعالمة رفعه األلف نيابة عن الضمة ألنه مثنى‪ ،‬والنون‬
‫عوض عن التنوين في االسم المفرد‪.‬‬
‫قال ابن جروم رحمه هللا‪ :‬وأما األلف فتكون عالمة للرفع في تثنية األسماء خاصة‪.‬‬

‫أنتم ناجحون‪:‬‬
‫أنتم‪ :‬أن‪ :‬ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع‪.‬‬
‫ت‪ :‬حرف خطاب ال محل له من اإلعراب‪.‬‬
‫م‪ :‬دالة على جمع الذكور‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ناجحون‪ :‬خبر مرفوع وعالمة رفعه الواو نيابة عن الضمة ألنه جمع مذكر سالم‬
‫‪,‬والنون عوض عن التنوين‪ R‬في السم الفرد‪.‬‬

‫أنتن ناجحات‪:‬‬
‫أنتن‪ :‬أن‪ :‬ضمير منفصل مبتدأ‪ ,‬مبني على السكون في محل رفع‪.‬‬
‫ت‪ :‬حرف خطاب ال محل له من اإلعراب‬
‫ن‪ :‬هذه النون حرف يدل على جمع اإلناث‪.‬‬

‫ناجحات‪ :‬خبر مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة في آخره‪.‬‬

‫هو ناجح‪:‬‬
‫هو‪ :‬ضمير منفصل مبتدأ مبني على الضم في محل رفع‪.‬‬

‫ناجح‪ :‬خبر مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة في آخره‪.‬‬

‫هي ناجحة‪:‬‬
‫هي‪ :‬ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع‪.‬‬

‫ناجحة‪ :‬خبر مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة في آخره‪.‬‬

‫ناجحان‪:‬‬ ‫هما‬
‫هما‪ :‬الهاء‪ :‬ضمير منفصل مبتدأ مبني على الضم في محل رفع‪.‬‬
‫ما‪ :‬والميم واأللف عالمة على التثنية‪.‬‬

‫ناجحان‪ :‬خبر مرفوع وعالمة رفعه األلف نيابة عن الضمة ألنه مثنى‪.‬‬

‫هم ناجحون‪:‬‬
‫هم‪ :‬الهاء‪ :‬ضمير منفصل مبتدأ مبني على الضم في محل رفع‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫م‪ :‬والميم عالمة على جمع الذكور‪.‬‬

‫ناجحون‪ :‬خبر مرفوع وعالمة رفعه الواو نيابة عن الضمة ألنه جمع مذكر سالم‪،‬‬
‫والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد‪.‬‬

‫ناجحات‪:‬‬ ‫هن‬
‫هن‪ :‬الهاء‪ :‬ضمير منفصل مبتدأ مبني على الضم في محل رفع‪.‬‬
‫ن‪ :‬والنون عالمة على جمع اإلناث‪.‬‬

‫ناجحات‪ :‬خبر مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة في آخره‪.‬‬


‫وإذا كان المبتدأ ينقسم إلى قسمين‪ :‬ظاهر ومضمر‪ ،‬فإن الخبر أيضا ينقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫مفرد وجملة‪.‬‬
‫فالخبر المفرد‪ :‬ما كان غير جملة‪ ،‬وإن كان مثنى أو مجموعا‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫المجتهد محمود – المجتهدان محمودان – المجتهدون محمودون‪.‬‬
‫ف‪ :‬محمود ومحمودان ومحمودون يقال فيها خبر مفرد‪ ،‬ألن الخبر ليس جارا ومجرورا‬
‫وليس ظرفا وليس جملة ‪.‬‬

‫الخبر غير المفرد‪:‬الخبر غير المفرد أربعة أشياء‪:‬الجار‬


‫والمجرور‪,‬والظرف‪,‬والجملة الفعلية‪,‬والجملة االسمية‪.‬‬
‫‪ -)1‬الجار والمجرور‪ :‬مثل‪ :‬محمد في الدار‪.‬‬
‫إعراب المثال‪:‬‬
‫محمد‪ :‬مبتدأ‪ ،‬مرفوع باالبتداء‪ ،‬وعالمة رفعه الضمة الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫في الدار‪ :‬جار ومجرور‪ .‬والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر‪.‬‬
‫يقول ابن مالك‪:‬‬
‫او َي ًة َم ْع َنى الَّذِي سِ ي َق ْت َل ْه‬ ‫ــرداً َو َيأْتِــي ُج ْم َل ْ‬
‫ــــه **** َح ِ‬ ‫َو ُم ْف َ‬
‫نى ْاك َت َفى **** ِب َها َك ُن ْطقي هللا ُ َح ْس ِبي َو َك َفىـ‬
‫َوإنْ ت ُكنْ إ َّياهُ َم ْع ً‬
‫‪ -)2‬الظرف‪ :‬مثل‪ :‬محمد عندك‪ ،‬أو التلميذ أمام المدرسة‪ ،‬أو الطلبة خلف الباب‪.‬‬
‫‪ -)3‬الجملة‪ :‬وهي تنقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫أ‪ -‬فعلية‪ :‬مثل‪ :‬محمد قام أبوه‪ ،‬أو الطالب يدرس العلم‪.‬‬
‫ب‪ -‬اسمية‪ :‬مثل‪ :‬المدرس علمه نافع‪ ،‬أو سعيد أمه معلمة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫تنبيــــه‪ :‬إذا قلنا محمد في الدارأ ومحمد عندك فأين هو الخبر ؟‬
‫هل هو الجار والمجرور ؟ أو هو الذي يتعلق به المجرور ؟‬
‫والجواب‪ :‬أن المسألة فيها ثالثة أقوال‪:‬‬
‫الخبر هو المتعلق به‪ ،‬وهو كائن‪....‬الخ‬ ‫‪-1‬‬
‫الخبر هو الجار والمجرور أو الظرف وهو في الدار أو عندك‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الخبر هو الجار والمجرور أو الظرف وما يتعلقان به‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ولعل القول الصحيح هو األول كما قال ابن مالك‪:‬‬
‫اس َت َق ْر‬ ‫اوينَ َم ْع َنى َكائ ٍِن ِ‬
‫أو ْ‬ ‫َوأَ ْخ َب ُروا ِب َظ ْر ٍ‬
‫ف ْأو ِب َح ْرفِ َج ْر **** َن ِ‬
‫أسئلة‪:‬‬
‫ما هو المبتدأ ؟‬ ‫‪-‬‬
‫إلى كم ينقسم المبتدأ باعتبار الظهور واإلضمار ؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما هو الخبر ؟‬ ‫‪-‬‬
‫إلى كم ينقسم الخبر باعتبار اإلفراد وغيره ؟‬ ‫‪-‬‬
‫أعرب‪:‬‬
‫‪ - 1‬المجتهد محمود‪.‬‬
‫المجتهد‪ :‬مبتدأ مرفوع باالبتداء وعالمة رفعه الضمة الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫محمود‪ :‬خبر مرفوع وعالمة رفعه‪ :‬الضمة الظاهرة في آخره‪.‬‬

‫‪ - 2‬المجتهدان محمودان‪:‬‬
‫المجتهدان‪ :‬مبتدأ مرفوع وعالمة رفعه األلف نيابة عن الضمة ألن مثنى‪ ،‬والنون عوض‬
‫عن التنوين في االسم المفرد‪.‬‬
‫محمودان‪ :‬خبر مرفوع وعالمة رفعه‪ :‬األلف نيابة عن الضمة ألنه مثنى والنون عوض‬
‫عن التنوين في االسم المفرد‪.‬‬
‫‪ - 3‬المجتهدونـ محمودون‪:‬‬
‫المجتهدون‪ :‬مبتدأ مرفوع وعالمة رفعه الواو نيابة عن الضمة ألن جمع مذكر سالم‪،‬‬
‫والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫محمودون‪ :‬خبر مرفوع وعالمة رفعه‪ :‬الواو‪ R‬نيابة عن الضمة ألنه جمع مذكر سالم‪،‬‬
‫والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد‪.‬‬
‫‪ - 4‬زيد في الدار‪:‬‬

‫زيد‪:‬مبتدأ مرفوع بضمة ظاهرة‪.‬‬


‫في الدار‪:‬جار ومجرور‪,‬متعلق بمحذوف هو خبر‬
‫المبتدأ‪.‬والتقدير"زيد كائن"في الدار‪.‬‬
‫‪ - 5‬محمد قام أبوه‪:‬‬

‫محمد‪:‬مبتدأ مرفوع‪.‬‬
‫قام ‪:‬فعل ماض مبني على الفتح‪,‬وأبو فاعل مرفوع بالواو ألنه من‬
‫األسماء الخمسة‪,‬وهو مضاف والهاء مضاف إليه‪,‬مبني على الضم‬
‫في محل جر‪.‬باإلضافة‪,‬والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ‪.‬‬
‫‪ - 6‬علي جاريته ذاهبة‬
‫علي‪ :‬مبتدأ مرفوع‪.‬‬
‫وجارية‪:‬مبتدأ ثان مرفوع باالبتداء‪,‬وعالمة رفعه ضمة ظاهرة في‬
‫آخره‪.‬وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل‬
‫جر مضاف إليه‪,‬وذاهبة‪:‬خبر المبتدأ الثاني مرفوع‪,‬والجملة من‬
‫المبتدأ الثاني مع خبره جملة اسمية في محل رفع خبر المبتدأ‬
‫األول‪.‬‬
‫أقسام الخبر‬
‫ينقسم الخبر بالنظر إلى تقديمه على المبتدأ أو تأخيره عنه إلى ثالثة أقسام‪.‬‬
‫‪-1‬قسم يجوز فيه التقديم والتأخير‪:‬‬
‫األصل تقديم المبتدأ وتأخير الخبر لكون الخبر وصف في المعنى للمبتدأ فاستحق التأخير‬
‫كالوصف‪ ،‬ويجوز تقديمه إذا لم يحصل بذلك لبس مثل‪ :‬قائم زيد ‪ ،‬وفي الدار زيد‪،‬‬
‫وعندك محمد‪.‬‬
‫وفي هذا قال ابن مالك‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫ار أنْ ُت َؤ َّخ َرا **** َو َج َّو ُزوا ال َّتقدِي َم ْإذ ال َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َر َرا‬ ‫َواألصْ ُل فِي األ ْخ َب ِ‬
‫‪-2‬قسم يجب فيه تأخير الخبر وذلك في خمسة مواضع‪:‬‬
‫أ‪-‬أن يكون كل من المبتدأ والخبر معرفة أو نكرة صالحة لجعلها مبتدأ‪ ،‬وال مبين‬
‫للمبتدأ من الخبر مثل‪ :‬زيد أخوك‪ ،‬أو علي أخوك‪ ،‬أوأخوك‪ R‬علي ‪.‬‬
‫ب‪-‬إن يكون المبتدأ له صدر الكالم كأسماء الشرط مثل‪ :‬من يتق هللا يفلح‪ ،‬وأسماء‬
‫االستفهام مثل‪ :‬من جاء ؟ وما التعجبية مثل‪ :‬ما أحسن الفضيلة‪ ،‬وكم الخبرية مثل‪ :‬كم‬
‫كتاب عندي ؟‬
‫‪- 3‬أن يكون الخبر محصورا بإنما مثل‪ :‬إنما زيد قائم‪ ،‬أو بإالمثل‪ :‬ما زيد إال قائم‪ ،‬وهو‬
‫منحصرا‪".‬‬ ‫المراد بقول ابن مالك في ألفيته‪" :‬أوقصد استعماله‬
‫‪- 4‬أن يكون خبرا لمبتدأ قد دخلت عليه الم االبتداء مثل‪ :‬لزيد قائم (وهو المشار إليه‬
‫ابتدا " فال تجوز تقديم الخبر عن الالم‪.‬‬ ‫بقوله‪ ":‬أومسندا لذي الم‬
‫فال تقوم‪" :‬قام لزيد" ألن الم االبتداء لها صدر الكالم‪.‬‬
‫‪- 5‬أن يكون الخبر فعال رافعا لضمير المبتدأ مستترا مثل‪" :‬زيد قام" فقام وفاعله المقدر‬
‫خبر عن زيد‪ ،‬وال يجوز أن تقول‪ :‬قام زيد‪ ،‬ألن إعرابها يكون كالتالي‪:‬‬
‫قام‪ :‬فعل ماض وزيد فاعل‪.‬‬
‫وإلى هذه الشروط أشار ابن مالك بقوله‪:‬‬
‫ءان **** ُع ْر ًفاـ َو ُن ْكراً َعا ِد َم ْي َب َي ِ‬
‫ان‬ ‫َف ْ‬
‫ام َن ْع ُه حِينَ َي ْس َت ِوي ا ْل ُج ْز ِ‬
‫َك َذا َإذا َما ا ْلف ِْعل ُ َكانَ ا ْل َخ َب َرا **** ْأو قُصِ دَ ْ‬
‫استِع َمال ُ ُه ُم ْن َحصِ َرا‬
‫الصدْ ِر َك َمنْ لِي ُم ْن ِجدَ ا‬
‫الز ِم َّ‬ ‫ْأو َكانَ ُم ْس َنداً لِذِي ِ‬
‫الم ا ْبتِدَ ا **** ْأو ِ‬
‫وجوب تقديم الخبر‪ :‬يجب تقديم الخبر في أربعة مواضع‪:‬‬
‫‪- 1‬أن يكون المبتدأ نكرة ليس لها مسوغ إال تقدم الخبر‪ ،‬والخبر ظرف أو جار ومجرور‪،‬‬
‫مثل‪" :‬عندك رجل" و " في الدارامرأة " فيجب تقديم الخبر هنا فال تقول‪" :‬رجل عندك"‬
‫وال‪ ":‬امرأة في الدار" حيث اجتمع النحاة والعرب على منع ذلك‪ ،‬وهو ما جعل ابن مالك‬
‫يقول في ألفيته‪ :‬ونحو‪ R‬عندي درهم ولي وطر ‪ ...‬البيت‪.‬‬
‫‪- 2‬أن يشتمل المبتدأ على ضمير يعود على شيء في الخبر‪ ،‬مثل‪" :‬في الدار صاحبها"‬
‫فصاحبها مبتدأ والضمير المتصل به راجع إلى الدار‪ ،‬وهو جزء من الخبر‪ ،‬ومن تم فال‬
‫يجوز تأخير الخبر مثل‪ :‬صاحبها في الدار‪ ،‬خوفا من أن يعود الضمير على متأخر لفظا‬
‫ورتبة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫وقد نبه ابن مالك رحمه هللا إلى هذا في قوله‪" :‬كذا إذا عاد عليه مضمر ‪...‬‬
‫البيت"‪.‬‬
‫‪- 3‬أن يكون الخبر له صدر الكالم‪ ،‬مثل‪ :‬أين زيد ؟ فزيد مبتدأ مؤخر وأين خبر مقدم وال‬
‫يؤخر فال تقول‪ :‬زيد أين ؟ ألن االستفهام له صدر الكالم‪ .‬قال ابن مالك في ألفيته‪ :‬كذا إذا‬
‫يستوجب التصديرا‪.‬‬
‫‪- 4‬أن يكون المبتدأ محصورا مثل‪ :‬إنما في الدار زيد‪ ،‬وما في الدار إال زيد‪ ،‬وما لنا إال‬
‫اتباع أحمدا‪ .‬وإلى هذه الشروط أشار ابن مالك رحمه هللا في ألفيته بقوله‪:‬‬
‫َو َن ْح ُو عِ ْندِي د ِْر َه ٌم َول َِي َو َط ْر **** ُم ْل َت َز ٌم فِي ِه َت َق ُّد ُم ا ْل َخ َب ْر‬
‫ض َم ُر **** ِم َّما ِب ِه َع ْن ُه ُم ِبينا ً ُي ْخ َب ُر‬ ‫َك َذا إذا َعادَ َع َل ْي ِه ُم ْ‬
‫صدِيرا **** َكأ ْينَ َمنْ َعل ِْم َت ُه َنصِ يراَ‬ ‫ب ال َّت ْ‬‫َك َذا َإذا َي ْس َت ْو ِج ُ‬
‫ور َقدِّ ْم أ َبدَ ا **** َك َما َل َنا إالَّ ا ِّت َبا ُع ْ‬
‫أح َمدَ ا‬ ‫ص ِ‬ ‫َو َخ َب َر ا ْل َم ْح ُ‬

‫مسافرا‪ R:‬مفعول ثان لظن كان وأخواتهـــــــــــا‬


‫كان وأخواتها ‪ :‬من العوامل الداخلة على المبتدإ والخبر فتغير إعرابه تسمى بالنواسخ‪،‬‬
‫وهي كان وأخواتها‪ ،‬وهي‪ :‬كان – أمسى – أصبح – أضحى – ظل – بات – صار –‬
‫ليس – ما زال – ما انفك – ما فتئ – ما برح – ما دام‪.‬‬
‫تقول مثال‪ :‬كان محمد غائبا – ما زال العدل مطلوبا – لن أسافر ما دام الجو باردا‪.‬‬
‫إعراب المثال رقم ‪ :1‬كان محمد غائبا‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫كان‪ :‬فعل ماض ناقص يرفع المبتدأ ويسمى اسمه‪ ،‬وينصب الخبر ويسمى خبره‪.‬‬
‫محمد‪ :‬اسم "كان" مرفوع بها‪ ،‬وعالمة رفعه الضمة الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫غائبا‪ :‬خبر "كان" منصوب بها وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫إعراب المثال رقم ‪:2‬‬
‫ما زال العدل مطلوبا‪.‬‬
‫ما‪ :‬حرف نفي‪.‬‬
‫زال‪ :‬فعل ماض ناقص‪ ،‬من أخوات "كان" يرفع االسم وينصب الخبر‪.‬‬
‫العدل‪ :‬اسم "زال" مرفوع بها‪ ،‬وعالمة رفعه الضمة الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫مطلوبا‪ :‬خبر "زال" منصوب بها وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫إعراب المثال رقم ‪ :3‬لن أسافر ما دام الجو باردا‪.‬‬
‫لن‪ :‬حرف نفي‪.‬‬
‫أسافر‪ :‬فعل مضارع منصوب بلن‪ ,‬وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره‬
‫ما‪ :‬ظرفية مصدرية(‪.)27‬‬
‫دام‪ :‬فعل ماض ناقص من أخوات "كان" يرفع االسم وينصب الخبر‪.‬‬
‫الجو‪ :‬اسم "دام" مرفوع بها وعالمة رفعه ‪,‬الضمة الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫باردا‪ :‬خبر "دام" منصوب بها‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫هذه األفعال التي تدخل على المبتدأ فترفعه ويسمى اسمها وتنصب الخبر ويسمى خبرها‪.‬‬
‫وهذه األفعال عددها ثالثة عشر فعال‪ ،‬بعضها يرفع االسم وينصب الخبر بدون شرط‪،‬‬
‫وهي ثمانية أفعال‪ :‬كان – أمسى – أصبح – ظل – بات – صار – ليس ‪ -‬أضحى‪.‬‬
‫وبعضها يرفع االسم وينصب الخبر بشرط أن يسبقها نفي أو نهي أو استفهام وهو‪ :‬أربعة‬
‫أفعال‪ :‬زال – انفك – فتئ – برح‪.‬‬
‫والقسم الثالث من هذه األفعال يرفع االسم وينصب الخبر بشرط أن يسبقها "ما" الظرفية‬
‫المصدرية وهو فعل واحد‪" :‬دام"‪.‬‬
‫غير أننا ال ننسى ما تصرف من هذه األفعال مثل‪ :‬كان ويكون وكن وأصبح ويصبح‬
‫وأصبح‪ ،‬يعني أن الفعل المضارع واألمر من هذه األفعال هو اآلخر يرفع االسم وينصب‬
‫الخبر‪.‬‬

‫‪ - 27‬يقال في إعراب "ما" ظرفية ألنها تكون مكان ظرف‪ ،‬وهو مدة‪ ،‬ويق‪..‬ال فيه‪..‬ا مص‪..‬درية ألن م‪..‬ا بع‪..‬دها‬
‫وهو "دام" يؤول بمصدر‪ .‬وهو "دوام" فإذا قلنا‪ :‬ما دام الجو باردا‪ ،‬معناه‪ :‬مدة دوام الجو باردا‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫علما أن هذه األفعال منها ما يكون منه الماضي والمضارع واألمر وهي سبعة أفعال‪:‬‬
‫كان – أمسى – أصبح – أضحى – ظل – بات – صار‪.‬‬
‫وبعض هذه األفعال يكون منه الماضي والمضارع فقط وهو أربعة أفعال‪ :‬زال – انفك –‬
‫فتئ – برح‪.‬‬
‫ومنها ما يكون منه الماضي فقط وهو‪ :‬ليس – دام‪.‬‬
‫أمثلة‪:‬‬
‫ما زال محمد مجتهدا – ال يزال محمد مجتهدا – ليس النحو صعبا – ال تخف ما دمت‬
‫متمسكا بالكتاب والسنة – كن مجتهدا – ما زال زيد عالما ‪.‬‬
‫تطبيقــــــــــــات‪:‬‬
‫كان زيد قائما‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫كان‪ :‬فعل ماض ناقص‪ ،‬يرفع المبتدأ وينصب الخبر‪.‬‬
‫زيد‪ :‬اسمها مرفوع بها‪ ،‬وعالمة رفعه ضمة ظاهرة في آخره‪.‬‬
‫قائما‪ :‬خبرها منصوب بها‪ ،‬وعالمة نصبه فتحة ظاهرة في آخره‪.‬‬
‫ليس أبوك عمرا‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ليس‪ :‬فعل ماض ناقص‪ ،‬يرفع المبتدأ وينصب الخبر‪.‬‬
‫أبو‪ :‬اسمها مرفوع بها‪ ،‬وعالمة رفعه الواو‪ R‬نيابة عن الضمة ألنه من األسماء الخمسة‪،‬‬
‫وأبو مضاف والكاف مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر‪.‬‬
‫عمرا‪ :‬خبر "ليس" منصوب بها‪ ،‬وعالمة نصبه فتحة ظاهرة في آخره‪.‬‬

‫ما زال المطر نازال‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫ما‪ :‬نافية‪.‬‬
‫زال‪ :‬فعل ماض ناقص‪ ،‬يرفع المبتدأ وينصب الخبر‪.‬‬
‫المطر‪ :‬اسمها مرفوع‪..‬‬
‫نازال‪ :‬خبرها منصوب‪.‬‬
‫‪ – 4‬إعراب قوله تعالى " ويكون الرسول عليكم شهيدا "‬
‫الواو‪ :‬حرف عطف‬

‫‪33‬‬
‫يكون ‪:‬فعل مضارع منصوب ألنه معطوف على فعل مضارع منصوب وهو" لتكونوا"‬
‫والمعطوف على المنصوب منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره‬
‫الرسول ‪ :‬اسم يكون مرفوع بها بالضمة الظاهرة‬
‫عليكم ‪ :‬جار ومجرور‬
‫الكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر ب "على "‬
‫الميم ‪:‬دالة على جمع الذكور‪.‬‬
‫‪ - 5‬ال يزال بيتك مقصودا‪.‬‬
‫ال يزال‪ :‬فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة الظاهرة‪.‬‬
‫بيتك‪ :‬اسم ال يزال مرفوع بالضمة‪ ،‬والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر‬
‫مضاف إليه‪.‬‬
‫مقصودا‪ :‬خبر ال يزال منصوب بالفتحة الظاهرة‪.‬‬
‫‪ - 6‬انفك ‪ :‬تستعمل مثل زال مسبوقة بنفي‪ ،‬وتدل أيضا على االستمرار‪:‬‬
‫مثل ‪ :‬ما انفك زيد قائما‪.‬‬
‫ما انفك‪ :‬فعل ماض مبني على الفتح‪.‬‬
‫زيد‪ :‬اسم ما انفك مرفوع بالضمة الظاهرة‪.‬‬
‫قائما‪ :‬خبر ما انفك منصوب بالفتحة الظاهرة‪.‬‬
‫‪ - 7‬فتئ‪ :‬تعمل مسبوقة بنفي أيضا وتفيد االستمرار‪ ,‬مثل‬
‫ما فتئ الطالب يستذكر دروسه‪.‬‬
‫ما فتئ‪ :‬فعل ماض ناقص مبني على الفتح‪.‬‬
‫الطالب‪ :‬اسم ما فتئ مرفوع بالضمة الظاهرة‪.‬‬
‫يستذكر‪ :‬فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة‪ ،‬والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره‬
‫هو‪ ،‬والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر ما فتئ‪.‬‬
‫‪ - 8‬برح‪ :‬وتعمل مسبوقة بنفي وتفيد االستمرار أيضا‪.‬‬
‫ما برح الحارس واقفا‪.‬‬
‫ما برح‪ :‬فعل ماض ناقص مبني على الفتح‪.‬‬
‫الحارس‪ :‬اسم ما برح مرفوع بالضمة الظاهرة‪.‬‬
‫واقفا‪ :‬خبر ما برح منصوب بالفتحة الظاهرة‪.‬‬
‫‪ - 9‬انفك‪ :‬تستعمل مثل زال مسبوقة بنفي وتدل على االستمرار‪.‬‬
‫نحو‪ :‬ما انف ّكت السماء متلبدة بالغيوم‪.‬‬
‫ما‪ :‬حرف نفي مبني على السكون ال محل له من االعراب‪.‬‬
‫انفكت‪ :‬فعل ماض ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره والتاء للتأنيث حرف مبني‬
‫على السكون ال محل له من االعراب وقد حرك بالكسر منعا من التقاء الساكنين‪.‬‬
‫السماء‪ :‬اسم «انفك» مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة على آخره‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫متلبدة‪ :‬خبر «انفك» منصوب وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره‪.‬‬
‫بالغيوم‪ :‬جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بالخبر «متلبدة»‪.‬‬
‫‪ - 10‬برح‪ :‬تستعمل مسبوقة بنفي وتفيد االستمرار‪.‬‬
‫نحو‪ :‬ما برحوا نشيطين‪.‬‬
‫ما‪ :‬حرف نفي مبني على السكون ال محل له من االعراب‪.‬‬
‫برحوا‪ :‬فعل ناقص ماض مبني على الضم التصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل‬
‫مبني على السكون في محل رفع اسم «برح» واأللف األلف الفارقة بين االسم والفعل‬
‫حرف مبني على السكون ال محل له من االعراب‪.‬‬
‫نشيطين‪ :‬خبر «برح» منصوب وعالمة نصبه الياء ألنه جمع مذكر سالم‪.‬‬
‫‪ - 11‬فتئ‪ :‬تستعمل مسبوقة بنفي وتفيد االستمرار‪.‬‬
‫نحو‪ :‬ما فتئ زيد مجتهدا‪.‬‬
‫ما‪ :‬حرف نفي مبني على السكون ال محل له من االعراب‪.‬‬
‫فتئ‪ :‬فعل ماض ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره‪.‬‬
‫زيد‪ :‬اسم «فتئ» منصوب وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره‪.‬‬
‫مجتهدا‪ :‬خبر «فتئ» منصوب وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬تالحظ أننا في إعراب األفعال الخمسة السابقة ال نقسمها إلى "ما" و"الفعل" فال‬
‫نقول‪ :‬ما‪ :‬حرف نفي أو ما مصدرية ظرفية‪ ،‬وإنما نعرب الفعل مع ما باعتبارها كلمة‬
‫واحدة‪.‬‬
‫أمثلة حول كان وأخواتها ودخولها على المبتدأ والخبر‪:‬‬
‫األمير مسروراَ ‪ً -‬أمسى الحارس مستيقظاً‪.‬‬ ‫قائَما ‪ -‬أصبح ُ‬ ‫كان زي ُد ًًَ‬
‫الرجل‬
‫ُ‬ ‫جالسا ‪ -‬بات أخوك الهيًا‪.‬صار محم ُد كاتَبًًَا‪ -‬ليس‬
‫جعفر ً‬ ‫‪ -‬ظل ُ‬
‫ًَ‬
‫مقيَما‪-‬ما‬ ‫كريَما‪-‬ما زال أبوك عاقالًًَ‪ -‬ما انفك ُ‬
‫قاسم ًًَ‬ ‫حاضرا ‪-‬ما دام سعي ُد ًًَ‬
‫فتئ عمرو جاهالًَ‪-‬ما برح الكاتب قاعداً‪.‬‬

‫إن وأخواتهـــــــــــا‬
‫إن وأخواتها ‪:‬تنصب االسم وترفع الخبر‪ ،‬وهي‪ :‬إن – أن – لكن – كأن – ليت – لعل‪.‬‬
‫تقول‪ :‬إن زيدا قائم – ليت محمدا حاضر‪ ،‬وما أشبه ذلك‪ .‬يقول ابن مالك في ألفيته‪:‬‬
‫إلنَّ أنَّ َ‬
‫ليت‪ ‬لكنَّ ‪ ‬لعل ّ‪ **** ‬كأن عكس ما لكان من عمل‬
‫ومعنى إن وأن ‪:‬للتوكيد‪ ،‬وكأن للتشبيه‪ ،‬ولكن لالستدراك‪ ،‬وليت للتمني‪ ،‬ولعل للترجي‬
‫واإلشفاق‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫والفرق بين الترجي والتمني هو أن التمني يكون في الممكن وغير الممكن‪ ،‬مثال األول‪:‬‬
‫ليت زيدا قائم‪ ،‬ومثال الثاني‪ :‬ليت الشباب يعود يوما‪.‬‬
‫أما الترجي فال يكون إال في الممكن‪.‬‬

‫‪ :‬لها ثالثة أحوال‪ :‬وجوب الفتح‪ ،‬ووجوب الكسر‪ ،‬وجواز األمرين‪.‬‬ ‫إن‬
‫‪ -)1‬يجب فتحها إذا قدرت بمصدر كما إذا وقعت في موضع مرفوع مثل‪ :‬يعجبني أنك قائم‬
‫أو منصوب مثل‪ :‬عرفت أنك قائم‪.‬‬
‫أو مجرور مثل‪ :‬عجبت من أنك قائم‪.‬‬
‫قال ابن مالك‪:‬‬
‫س َّدهَا َوفِى سِ َوى َذا َك ا ْكسِ ِر‬
‫ـدَر **** َم َ‬
‫ص ِ‬ ‫َو َه ْم َز إِنَّ ا ْف َت ْح‪ ‬ل َِسدِّ َم ْ‬
‫‪ -)2‬وتكسر همزة إن في ستة مواضع‪R:‬‬
‫إذا وقعت في أول الكالم مثل‪ :‬إن زيدا قائم‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن تقع إن صدر صلة مثل‪ :‬جاء الذي إنه قائم‪ ،‬وقال تعالى‪َ ((" :‬وآ َت ْي َناهُ مِنَ ا ْل ُك ُن ِ‬
‫وز َما إِنَّ‬ ‫‪-2‬‬
‫َم َفات َِح ُه َل َت ُنو ُء ِبا ْل ُع ْ‬
‫ص َب ِة))" (‪.)28‬‬
‫أن تقع جوابا للقسموفي خبرها الالم مثل‪ :‬وهللا إن زيدا لقائم‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أن تقع في جملة محكية بالقول‪ ،‬مثل‪ :‬قلت إن زيدا قائم‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أن تقع في جملة في موضع الحال مثل قول ابن مالك‪ :‬زرته وإني ذو أمل‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫أن تقع بعد فعل من أفعال القلوب وقد علق عنها بالالم مثل‪ :‬علمت إن زيدا لقائم‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫قال ابن مالك في ألفيته‪:‬‬
‫ِين ُمك ِم َله‬
‫يــث إنَّ َليم ٍ‬ ‫َفاكسِ ر فِي اإلبتِدَ ا َوفِى ِ‬
‫بدء صِ َله **** َو َح ُ‬
‫ال َك ُزر ُت ُه َوإ ِّنى ُذو أ َمل‬ ‫أو ُحك َيت بال َق ِ‬
‫ول أو َحلَّت َم َحل ّ **** َح ِ‬
‫الالم كاعلــم إ َّنــ ُه َلــ ُذو ُت َقــى(‪.)29‬‬
‫ِعل ُعلِّ َقا **** ِب ِ‬ ‫َو َك َ‬
‫س ُروا مِن َبع ِد ف ٍ‬

‫‪ -)3‬ويجوز فتح إن وكسرها في مواضع منها‪:‬‬


‫إذا وقعت جواب قسم وليس في خبرها الالم مثل‪ :‬حلفت أن زيدا قائم بالفتح والكسر‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫سواء كانت الجملة المقسم بها فعلية أو اسمية والجملة الفعلية سواء كان الفعل فيها‬
‫ملفوظ به أو غير ملفوظ به‪.‬‬
‫الملفوظ به مثل‪ :‬حلفت أن زيدا قائم‪ .‬وغير الملفوظ به‪ :‬وهللا إن زيدا قائم‪ .‬والجملة‬
‫االسمية مثل‪ :‬لعمرك إن زيدا قائم‪.‬‬
‫إذا وقعت إن بعد فاء الجزاء مثل‪ :‬من يأتيني فإنه مكرم‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ - 28‬سورة القصص‪ .‬اآلية‪.76 :‬‬
‫‪ - 29‬شرح ابن عقيل‪ .‬مج‪ .1 :‬ج‪ .1 :‬ص‪.271 :‬‬

‫‪36‬‬
‫إذا وقعت أن بعد مبتدأ هو في المعنى قول وخبر"إن"‪ ،‬مثل‪ :‬خير القول إني أحمد هللا‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫إذا وقعت بعد إذا الفجائية مثل‪ :‬خرجت فإذا إن زيدا قائم فمن كسرها جعلها جملة ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وإلى هذه المواضع أشار ابن مالك في ألفيته(‪:)30‬‬
‫بعـــد إذا فجـــاءة أو قسم **** ال الم بعـــــــده بوجهين نمي‬
‫مع تلو فا الجزا وذا يطرد **** في نحو خير القول إني أحمد‬
‫‪‬أحكام تتعلق بإن‪:‬‬
‫‪ -) 1‬إذا اتصلت "ما" غير الموصولة بإن وأخواتها كفتها عن العمل إال ليت فإنه‬
‫يجوز فيها اإلعمال واإلهمال‪ .‬تقول‪ :‬إنما زيد قائم‪ ،‬وكذلك‪ :‬أن – كأن – لكن – لعل‪.‬‬
‫ويظهر من كالم ابن مالك أنه يجوز أن تقول‪ :‬ليتما زيد قائم‪ ،‬وليتما زيدا قائم‪.‬‬
‫قال ابن مالك(‪:)31‬‬
‫ووصل ما بذي الحروف مبطل **** إعمالها وقد يبقى العمل‬
‫‪ -) 2‬إذا جاء عاطف بعد اسم إن وخبرها جاز فيه النصب والرفع‪ ،‬مثل‪ :‬إن زيدا‬
‫قائم وعمرا‪ .‬وفي حالة الرفع‪ :‬إن زيدا قائ ٌم وعمرٌ‪.‬‬
‫وتلحق بإن لكن وأن فتقول‪ :‬علمت أن زيدا وعمرا قائمان ولكن عمرا منطلق وخالدا‪.‬‬
‫بنصب خالد ورفعه‪.‬‬
‫وأما ليت ولعل وكأن فال يجوز مع أحدهم إال النصب‪ ،‬سواء تقدم المعطوف أو تأخر‪،‬‬
‫فتقول‪ :‬ليت زيدا وعمرا قائمان‪ ،‬وليت زيدا قائم وعمرا‪ .‬وال يجوز الرفع‪ .‬قال ابن مالك‬
‫في األلفية(‪:)32‬‬
‫ب "إِنَّ " َب ْعدَ أَنْ َت ْس ْ‬
‫تك ِماَل‬ ‫َو َجا ِئ ٌز َر ْف ُع َـك َم ْع ُطو ًفا َع َلى **** َم ْن ُ‬
‫صو ِ‬
‫وألحقت بإن لكن وأن **** من دون ليت ولعل وكأن‪.‬‬
‫‪ -)3‬إذا خففت "إنَّ " اهملت كما هوالحال األكثر في لسان العرب وذا أهملت تلزمها الالم‬
‫فارقة بينها وبين "إنْ " النافية‪ ،‬تقول‪ :‬إن زيدا قائم‪ .‬قال ابن مالك(‪:)33‬‬
‫َو ُخ ِّف َف ْـت إنَّ َف َقل َّ ا ْل َع َمل ُ **** َو َت ْل َز ُم الَّال ُم َإذا َما ُت ْه َمل ُ‬
‫تمارين تطبيقية‪:‬‬
‫قال تعالى‪" :‬إِنَّ هَّللا َ َغفُو ٌر َرحِي ٌم"(‪.)34‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ - 30‬شرح ابن عقيل‪ .‬مج‪ . :‬ج‪ .1 :‬ص‪.355 :‬‬
‫‪ - 31‬المراد بالموصولة التي بمعنى "الذي" نحو‪ :‬إن ما عندك حسن‪ ،‬أي إن الذي عندك حسن‪.‬‬
‫‪ - 32‬شرح ابن عقيل‪ .‬مج‪ .1 :‬ج‪ .1 :‬ص‪.290-289 :‬‬

‫‪ - 33‬شرح ابن عقيل‪ .‬مج‪ . :‬ج‪ . :‬ص‪:‬‬


‫‪ - 34‬سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.173 :‬‬

‫‪37‬‬
‫إن‪ :‬أداة توكيد ونصب‪ ،‬تنصب المبتدأ وترفع الخبر‪.‬‬
‫هللا‪ :‬اسمها منصوب بها‪.‬‬
‫غفور‪ :‬خبر مرفوع‪ R‬أول‪.‬‬
‫رحيم‪ :‬خبر ثان مرفوع‪ R‬بها‪.‬‬
‫"((اع َل ُموا أَنَّ هَّللا َ َ‬
‫شدِي ُد ا ْل ِع َقابِ))"(‪.)35‬‬ ‫ْ‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪:‬‬
‫اعلموا‪ :‬اعلموا‪ R‬فعل أمر مبني على حذف النون‪ ،‬والواو فاعله ‪.‬‬
‫أن‪ :‬حرف توكيد ونصب ينصب المبتدأ ويرفع الخبر‪.‬‬
‫هللا‪ :‬اسمها منصوب بها‪.‬‬
‫شديد‪ :‬خبرها مرفوع بها وهو مضاف والعقاب مضاف إليه‪ .‬والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها بعده سدت مسد مفعولي علم‪.‬‬
‫محمد صالح لكنه جاهل‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫محمد‪ :‬مبتدأ‪.‬‬
‫صالح‪ :‬خبر‪.‬‬
‫لكن‪ :‬حرف استدراك‪.‬‬
‫الهاء‪ :‬ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم لكن‪.‬‬
‫جاهل‪ :‬خبرها‪.‬‬
‫كأن‪ :‬كأن المطر لؤلؤ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫كأن‪ :‬أداة تشبيه تنصب المبتدأ وترفع الخبر‪.‬‬
‫المطر‪ :‬اسمها منصوب‪.‬‬
‫لؤلؤ‪ :‬خبرها مرفوع‪.‬‬
‫‪ -5‬لعل‪ :‬لعل الحبيب هالك‪.‬‬
‫لعل‪ :‬حرف توقع وترج‪.‬‬
‫الحبيب‪ :‬اسمها منصوب بها‪.‬‬
‫هالك‪ :‬خبرها مرفوع بها‪.‬‬
‫‪ -6‬ليت‪ :‬ليت لي ماال فأتصدق به‪.‬‬
‫ليت‪ :‬حرف تمن‪.‬‬
‫لي‪ :‬جار ومجرور والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر‪.‬‬
‫ماال‪ :‬اسم ليت منصوب بها‪.‬‬
‫ف‪ :‬فاء السببية‪.‬‬

‫‪ - 35‬سورة المائدة‪ .‬اآلية‪.98 :‬‬

‫‪38‬‬
‫أتصدق‪ :‬فعل مضارع منصوب بأن مخففة وجوبا بعد فاء السببية‪.‬‬
‫منه‪ :‬جار ومجرور‪ ،‬والهاء ضمير مبني على الضم في محل جر‪.‬‬
‫‪ -7‬ليت عمرا شاخص‪.‬‬
‫ليت‪ :‬حرف تمن ونصب من أخوات" إن" ينصب االسم ويرفع الخبر‪.‬‬
‫عمرا‪ :‬اسمها‪.‬‬
‫شاخص‪ :‬خبرها‪.‬‬
‫‪ -8‬علمت أن محمدا مجتهد‪.‬‬
‫علمت‪ :‬فعل ماض مبني على السكون التصاله بضمير رفع متحرك والتاء ضمير الفاعل‪.‬‬
‫أن‪ :‬حرف توكيد ونصب‪.‬‬
‫محمدا‪ :‬اسمها منصوب بها‪.‬‬
‫مجتهد‪ :‬خبرها مرفوع بها‪.‬‬

‫ظن وأخواتهـــــــــــا‬
‫ظن وأخواتها هي القسم الثالث بعد كان وأخواتها وإن وأخواتها‪ ،‬وهي تنقسم إلى أفعال‬
‫القلوب وأفعال التحويل‪.‬‬
‫وأفعال القلوب هي أيضا تنقسم إلى ما يدل على اليقين منها‪ :‬رأى – علم – وجد – درى‬
‫– َت َعلّ َم‪.‬‬
‫وإلى ما يدل على الرجحان ومنها‪ :‬خال – ظن – حسب – زعم – وعد – حجا – جعل‬
‫– وهب‪.‬‬
‫قال ابن مالك في ألفيته(‪:)36‬‬
‫ت‪َ ،‬و َجدَ ا‬ ‫ب ُج ْزأَيِ ا ْبتِدَ ا **** أَ ْعنِي‪َ :‬رأَى‪َ ،‬خالَ‪َ ،‬عل ِْم ُ‬ ‫ا ْنصِ ْب ِبف ِْع ِل ا ْل َق ْل ِ‬
‫اع َت َقدْ‬
‫ت‪َ ،‬م َع َعدْ **** َح َجا‪ ،‬دَ َرى‪َ ،‬و َج َعل َ اللَّ ْذ َك ْ‬
‫ت َو َز َع ْم ُ‬ ‫َظنَّ ‪َ ،‬حسِ ْب ُ‬
‫ص َّي َرا **** أَ ْي ً‬
‫ضا ِب َها ا ْنصِ ْب ُم ْب َتدًا َو َخ َب َرا‬ ‫َب َت َعلَّ ْم َوالَّتِي َك َ‬
‫َوه ْ‬
‫ومن أمثلة رأى أو رأيت تأتي بمعنى علمت وبمعنى ظننت وبمعنى أبصرت‪.‬‬
‫فبمعنى العلم قال الشاعر‪:‬‬
‫ـاو َل ًة وأَ ْك َث َر ُه ْم ُج ُنوداً‬
‫هللا أَ ْكـ َب َر‪ُ  ‬كـ ِّل شي ٍء **** م َُح َ‬ ‫ُ‬
‫رأيت َ‬
‫فرأى هنا بمعنى علم‪،‬‬
‫وقد تستعمل "رأى"بمعنى" ظن" قال تعالى‪((" :‬إِ َّن ُه ْم َي َر ْو َن ُـه َبعِيدًا))"(‪ .)37‬أي يظنونه‪.‬‬

‫‪ - 36‬شرح بن عقيل‪ .‬مج‪ .1 :‬ج‪ .2 :‬ص‪.326 :‬‬


‫‪ - 37‬سورة المعارج‪ .‬اآلية‪.6 :‬‬

‫‪39‬‬
‫وتقول‪ :‬رأيت بمعنى أبصرت‪.‬‬
‫ومثال علم‪ :‬علمت زيدا أخاك‪.‬‬
‫ومثال وجد قوله تعالى‪َ ((" :‬وإِنْ َو َجدْ َنا أَ ْك َث َر ُه ْـم َل َفاسِ ق َـ‬
‫ِين))"(‪.)38‬‬
‫ومثال‪ :‬درى‪ ،‬كقولك‪ :‬دريت الخبر صحيحا‪.‬‬
‫ومثال َت َعلّ َم بمعنى أعْ َل َم‪ ،‬وهو مالزم لألمر كقول الشاعر‪:‬‬
‫(‪)39‬‬
‫س َق ْه ُر َع ُدوِّ َها **** َف َبال ِْغ ِبل ُ ْط ٍ‬
‫ف فِي ال َّت َحي ُِّل َو ْال َم ْك ِر‬ ‫َت َعلَّ ْم شِ َفا َء ال َّن ْف ِ‬
‫ومثال األفعال الدالة على الرجحان‪ :‬خال‪ .‬مثل‪ :‬خلت زيدا أخاك‪.‬‬
‫ومنه ظن‪ ،‬مثل‪ :‬ظننت عمرا أباك‪ .‬وقد تستعمل لليقين‪ .‬قال تعالى‪َ ((" :‬و َظ ُّنوا أَنْ اَل َم ْل َجأ َ‬
‫مِنَ هَّللا ِ إِاَّل إِ َل ْي ِه))"(‪.)40‬‬
‫ومنها‪ :‬حسبت‪ ،‬مثل‪ :‬حسبت زيدا صاحبك‪ ،‬وقد تستعمل لليقين مثل قول الشاعر‪:‬‬
‫احا إِ َذا َما ا ْل َم ْر ُء أَ ْ‬
‫ص َب َح َثاقِالَ‬ ‫ت ال ُّت َقى وا ْل ُجودَ ‪َ  ‬خ ْي َر ت َِج َ‬
‫ار ٍة **** َر َب ً‬ ‫َحسِ ْب ُ‬
‫ومنه‪ :‬زعم ‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫ت ال ِح ْل َم َب ْع َدكِ ِب َ‬
‫الج ْه ِل‬ ‫ت أَ ْج َهل ُ فِ ْي ُك ُم‪َ **** ‬فإِ ِّني َ‬
‫ش َر ْب ُ‬ ‫َفإِنْ َت ْز ُع ِم ْينِي ُك ْن ُ‬
‫ومنه عد كقول الشاعر‪:‬‬
‫ش ِري ُك َك‪ ‬فِي ال ُعدْ ِم‬‫ش ِر ْي َك َك‪ ‬فِي‪ ‬ال ِغ َنى‪َ **** ‬و َل ِك َّن َما‪ ‬ال َم ْو َلى َ‬‫َفالَ َت ْع ُد ِد ال َم ْو َلى َ‬
‫ومنه حجا كقول الشاعر‪R:‬‬
‫كنت أَ ْح ُجو‪ ‬أَبا َع ْمرو أَخا ً ِث َق ًة‪ **** ‬حتى أَ َل َّم ْت ِب َنا َي ْوما ً ُملِ َّم ُ‬
‫ات‬ ‫قد ُ‬
‫ومنه جعل(‪ .)41‬قال تعالى‪َ ((" :‬و َج َعلُوا ا ْل َماَل ِئ َك َة الَّذِينَ ُه ْم ِع َبا ُد َّ‬
‫الر ْح َم ِن إِ َنا ًثا))"(‪.)42‬‬
‫ومنه هب‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫فقلت أخبرني أبا مالك **** وإال فهبني أمرا هالكا‬
‫وتسمى هذه األفعال المذكورة‪ R،‬وما كان في معناها قلبية‪ ،‬بمعنى أن معانيها قائمة‬
‫بالقلب‪ ،‬وليس كل فعل قلبي يعمل العمل المذكور‪ ،‬فألجل ذلك قال ابن مالك‪:‬‬
‫ب ُج ْزأَيِ ا ْبتِدَ ا **** أَ ْعنِي‪َ :‬رأَى‪َ ،‬خالَ‪َ ،‬عل ِْم ُ‬
‫ت‪َ ،‬و َجدَ ا‬ ‫ا ْنصِ ْب ِبف ِْع ِل ا ْل َق ْل ِ‬
‫‪ - 38‬سورة األعراف‪ .‬اآلية‪.102 :‬‬
‫‪ - 39‬اعلم أن النفس الحرة يريحها قهر عدوها‪ ،‬فاسلك‪ .‬لذلك ك‪.‬ل م‪.‬ا تق‪..‬در علي‪.‬ه من وس‪.‬ائل‪ .‬المك‪.‬ر والحيل‪.‬ة‪،‬‬
‫والش‪..‬اهد في الش‪..‬طر‪ .‬األول‪" :‬تَ َعلَّ ْم ِش‪..‬فَا َء النَّ ْف ِ‬
‫س قَهْ‪ُ ..‬ر عَ‪ُ ..‬د ِّوهَا" ف‪..‬إن الفع‪..‬ل "تعلم" بمع‪..‬نى "اعلم" ينص‪..‬ب‬
‫مفعولين‪ ،‬األول شفاء النفس والثاني قهر عدوها‪.‬‬
‫‪ - 40‬سورة التوبة‪ .‬اآلية‪.118 :‬‬
‫‪ - 41‬جعل هنا بمعنى اعتقد احترازا من "جعل" التي بمعنى "صير"‪ .‬فإنها من التحويل ال من أفعال القلوب‪.‬‬
‫‪ - 42‬سورة الزخرف‪ .‬اآلية‪.19 :‬‬

‫‪40‬‬
‫وغاية المصنف أن يدلك على أن من أفعال القلوب ما ال ينصب المبتدأ والخبر‪ ،‬أنه‬
‫أخص في االستعمال بالموضوع‪ R‬على المفرد‪.‬‬
‫وأما أفعال التحويل فتتعدى إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر وعدها بعضهم سبعة‬
‫منها‪:‬‬
‫صي ََّر‪ ،‬مثل‪ :‬صيرت الطين خزفا‪.‬‬ ‫‪َ -1‬‬
‫‪-2‬و"جعل"‪ R،‬مثل قوله تعالى‪َ ((" :‬و َق ِد ْم َنا إِ َلى َما َع ِملُوا مِنْ َع َم ٍل َف َج َع ْل َنا ُه َه َبا ًء‬
‫َم ْن ُث ً‬
‫ورا))"(‪.)43‬‬
‫‪-3‬ووهب‪ ،‬كقولهم‪ R:‬وهبني هللا فداك‪ R.‬أي صيرني‪.‬‬
‫ت َع َل ْي ِه أَ ْج ًرا))" ‪.‬‬
‫(‪)44‬‬
‫‪-4‬و"تخذ" مثل قوله تعالى‪((" :‬اَل َّت َخ ْذ َ‬
‫"((وا َّت َخ َذ هَّللا ُ إِ ْب َراهِي َم َخلِياًل ))"(‪.)45‬‬‫َ‬ ‫‪-5‬و"اتخذ"‪ R،‬قال تعالى‪:‬‬
‫(‪)46‬‬
‫ض))" ‪.‬‬ ‫ج فِي َب ْع ٍ‬ ‫"((و َت َر ْك َنا َب ْع َ‬
‫ض ُه ْم َي ْو َم ِئ ٍذ َي ُمو ُ‬ ‫َ‬ ‫‪-6‬و"ترك"‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫‪-7‬و"رد"‪ R‬بمعنى حول كما في قول عبد هللا بن الزبير‪:‬‬
‫س ُمودَ ا‬‫س َمـــدْ نَ َل ُه ُ‬ ‫ب **** ِب ِم ْقـــ َد ٍار َ‬ ‫آل َح ْر ٍ‬ ‫َر َمى ا ْل َح َد َثانُ ( ) ن ِْس َو َة ِ‬
‫‪47‬‬

‫سودَ ا‬‫يض ُ‬ ‫ضـــا **** َو َر َّد ُو ُجو َه ُهنَّ ا ْل ِب َ‬ ‫سو َد ِبي ً‬ ‫ورهُنَّ ال ُّ‬
‫ش ُع َ‬‫َف َر َّد ُ‬
‫أسئلة‪:‬‬
‫اذكر ظن وأخواتها‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ماذا اشترطنا في‪ :‬رأيت‪ .‬الجواب‪ R:‬أال تكون بصرية فإن كانت بصرية تنصب‬ ‫‪-2‬‬
‫فعال واحدا‪R.‬‬
‫هات مثاال لخلت‪ .‬الجواب‪ :‬خلت زيدا في السوق‪R.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫"((وا َّت َخ َذ‬
‫َ‬ ‫هات مثاال التخذت‪ .‬الجواب‪ :‬اتخذت عمرا صديقا‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫هَّللا ُ إِ ْب َراهِي َم َخلِياًل ))"‪.‬‬
‫هات مثاال لجعل‪ .‬الجواب‪ R:‬قال تعالى‪َ ((" :‬و َج َع ْل َنا اللَّ ْيل َ لِ َبا ً‬
‫سا))"‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ظننت محمدا مسافرا‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫ظننت‪ :‬فعل وفاعل‪.‬‬
‫محمدا‪ :‬مفعوال أول لظن‪.‬‬

‫‪ - 43‬سورة الفرقان‪ .‬اآلية‪.23 :‬‬


‫‪ - 44‬سورة الكهف‪ .‬اآلية‪.77 :‬‬
‫‪ - 45‬سورة إبراهيم‪ .‬اآلية‪.125 :‬‬
‫‪ - 46‬سورة الكهف‪ .‬اآلية‪.99 :‬‬
‫‪ - 47‬الحدثان بكس‪..‬ر الح‪..‬اء وس‪..‬كون ال‪..‬دال‪ :‬ن‪..‬وازل ال‪..‬دهر ونوائب‪..‬ه‪ ،‬والمق‪..‬دار ح‪..‬ادث الق‪..‬در غ‪..‬ير المنتظ‪..‬ر‪،‬‬
‫وسمدن‪ :‬وقفن متحيرات حزينات‪ ،‬والشاهد في البيت األخ‪..‬ير كل‪..‬ه‪ ،‬حيث اس‪..‬تعملت رد من أفع‪..‬ال التص‪..‬بير‪.‬‬
‫والتحويل‪ .‬فنصبت في كلتا الشطرين مفعولين‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫المفعول بـــــــــه‬
‫المفعول به‪ :‬هو االسم المنصوب الذي يقع عليه الفعل‪ ،‬مثل‪ :‬ضربت محمدا فمحمدا‬
‫مفعول به ألنه وقع عليه الضرب‪ ،‬وركبت السيارة فالسيارة مفعول به ألنه وقع عليه‬
‫الركوب‪ ،‬وغيرها من األمثلة‪ :‬ك حفظ محمد القرآن وعرف خالد الحق و أكلت خولة‬
‫التفاحة‪.‬‬

‫هذا وقد يتعدد المفعول به في الكالم إن كان الفعل متعديا إلى أكثر من مفعول به واحد‪،‬‬
‫مثل‪ :‬أعطيت الفقير درهما – ظننت األمر واقعا‪.‬‬

‫أقسام المفعول به‪ :‬المفعول به قسمان‪ :‬ظاهر ومضمر‪.‬‬

‫الظاهر‪ ،‬مثل‪ :‬دخل الطالب المدرج – حفظ محمد الدروس‪.‬‬

‫والمضمر قسمان‪ :‬متصل ومنفصل‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫فالضمير المتصل هو الذي ال يمكن أن نبدأ به في الكالم‪ ،‬وال يمكن أن يكون بعد "إال"‪،‬‬
‫ب‪ ،‬كما ال نقول‪ :‬ما ضربت إال كـ‪ ،‬وهو اثنا عشر وهي‪ :‬ضربني‬ ‫فال تقول مثال‪َ :‬كـ َ‬
‫ض َر َ‬
‫– ضربنا – ضربك –ضربك‪ -‬ضربكما – ضربكم – ضربكن – ضربه – ضرها –‬
‫ضربهما – ضربهم – ضربهن‪.‬‬

‫وباألمثلة نقول‪:‬‬

‫خالد ضربني ‪ :‬فالياء ضمير متصل مفعول به‪ ،‬مبني على السكون في محل نصب‪.‬‬

‫خالد ضربنا‪ :‬فالنون ضمير متصل مفعول به‪ ،‬مبني على السكون في محل نصب‪.‬‬

‫خالد ضرب َك ‪ :‬فالكاف ضمير متصل مفعول به‪ ،‬مبني على الفتح في محل نصب‪.‬‬

‫خالد ضربكِ ‪ :‬فالكاف ضمير متصل مفعول به‪ ،‬مبني على الكسر في محل نصب‪.‬‬

‫خالد ضرب ُكماـ‪ :‬فالكاف ضمير متصل مفعول به‪ ،‬مبني على الضم في محل نصب‪.‬‬

‫خالد ضرب ُكمـ‪ :‬فالكاف ضمير متصل مفعول به‪ ،‬مبني على الضم في محل نصب‪.‬‬

‫خالد ضرب ُكنـ‪ :‬فالكاف ضمير متصل مفعول به‪ ،‬مبني على الضم في محل نصب‪.‬‬

‫خالد ضرب ُه ‪ :‬فالهاء ضمير متصل مفعول به‪ ،‬مبني على الضم في محل نصب‪.‬‬

‫خالد ضرب َها ‪ :‬فالهاء ضمير متصل مفعول به‪ ،‬مبني على السكون في محل نصب‪.‬‬

‫خالد ضرب ُهماـ‪ :‬فالهاء ضمير متصل مفعول به‪ ،‬مبني على الضم في محل نصب‪.‬‬

‫خالد ضرب ُهمـ‪ :‬فالهاء ضمير متصل مفعول به‪ ،‬مبني على الضم في محل نصب‪.‬‬

‫خلد ضربهن‪:‬فالهاء‪ R‬ضميرمتصل مفعول به مبني على الضم في محل نصب‬

‫أما الضمير المتصل فهو الذي يمكن أن نبدأ به الكالم‪ ،‬كما يمكن أن يكون بعد إال فتقول‬
‫مثال‪ :‬إياك أحترم‪ ،‬كما يمكن أن تقول‪ :‬ال أحترم إال إياك‪.‬‬

‫وباألمثلة نقول‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫إياك نعبد‪ ،‬ف (إيا) ضمير منفصل مفعول به‪.‬‬

‫إياك أحترم‪ ،‬ف (إيا) ضمير منفصل مفعول به‪.‬‬

‫إياكما عرفت‪ ،‬ف (إيا) ضمير منفصل مفعول به‪.‬‬

‫إياكم رأيت‪ ،‬ف (إيا) ضمير منفصل مفعول به‪.‬‬

‫إياكن حدثت‪ ،‬ف (إيا) ضمير منفصل مفعول به‪.‬‬

‫وهكذا نقول فيما بقي‪ ،‬وهو‪ :‬إياه‪ ،‬إياها‪ ،‬إياهم‪ ،‬إياهن‪.‬‬

‫فإذا قلنا‪ :‬إياي‪ ،‬ف (إيا) هو الضمير وحده‪ ،‬والياء حرف يدل على المتكلم‪.‬‬

‫وإذا قلنا‪ :‬إيانا‪ ،‬ف (إيا) هو الضمير وحده كذلك‪.‬‬

‫إياك‪ ،‬إياكِ ‪ ،‬إياكم‪ ،‬إياكن ‪ ...‬إلخ‬


‫وهكذا‪ ،‬نقول فيما بقي‪ ،‬وهو‪َ :‬‬

‫تداريب إعرابية‪:‬‬

‫إعراب مثال‪ :‬خالد ضربني‪.‬‬

‫خالد‪ :‬مبتدأ مرفوع باالبتداء‪ ،‬وعالمة رفعه‪ :‬الضمة الظاهرة في آخره‪.‬‬

‫ضربني‪ :‬ضرب‪ :‬فعل ماض‪ ،‬مبني على الفتح‪ ،‬ال محل له من اإلعراب‪ ،‬والفاعل ضمير‬

‫مستتر تقديره‪ :‬هو يعود إلى خالد‪.‬‬

‫نــ‪ :‬هذه النون تسمى‪ :‬نون الوقاية‪.‬‬

‫يي‪ :‬هذه الياء ضمير متصل مفعول به‪ ،‬مبني على السكون في محل نصب‪،‬‬

‫وجملة‪( :‬ضربني) في محل رفع خبر‪.‬‬

‫إعراب مثال‪ :‬خالد ضرب َك‪.‬‬

‫خالد‪ :‬مبتدأ مرفوع باالبتداء‪ ،‬وعالمة رفعه‪ :‬الضمة الظاهرة في آخره‪.‬‬

‫ضربك‪ :‬ضرب‪ :‬فعل ماض‪ ،‬مبني على الفتح‪ ،‬ال محل له من اإلعراب‪ ،‬والفاعل ضمير‬

‫‪44‬‬
‫مستتر تقديره‪ :‬هو يعود إلى خالد‪.‬‬

‫َك ‪ :‬ضمير متصل مفعول به‪ ،‬مبني على الفتح في محل نصب‪،‬‬

‫وجملة‪( :‬ضربك) في محل رفع خبر‪.‬‬

‫إعراب مثال‪ :‬خالد ضرب ُكما‪.‬‬

‫خالد‪ :‬مبتدأ مرفوع باالبتداء‪ ،‬وعالمة رفعه‪ :‬الضمة الظاهرة في آخره‪.‬‬

‫ضرب ُكما‪ :‬ضرب‪ :‬فعل ماض‪ ،‬مبني على الفتح‪ ،‬ال محل له من اإلعراب‪ ،‬والفاعل ضمير‬

‫مستتر جوازا تقديره‪ :‬هو يعود إلى خالد‪.‬‬

‫كُ‪ :‬ضمير متصل مفعول به‪ ،‬مبني على الضم في محل نصب‪،‬‬

‫َم ا‪ :‬الميم واأللف حرفان يدالن على التثنية‪ ،‬ال محل لهما من اإلعراب‪،‬‬

‫وجملة‪( :‬ضربكما) في محل رفع خب‬

‫واإلعراب نفسه نقوله في جملة‪ :‬خال ٌد ضربكم‪ ،‬والميم حرف دال على جماعة الذكور‪،‬‬
‫وكذلك جملة‪ :‬خالد ضرب ُكنَّ ‪ :‬والنون حرف دال على جماعة اإلناث‪.‬‬

‫ــت‪.‬‬ ‫ــــــــــــاي ا َّتــ َب ْ‬


‫ــع ُ‬ ‫َ‬ ‫إعراب مثال‪ :‬إ َّي‬

‫إياي‪ :‬إيا‪ :‬ضمير منفصل‪ ،‬مفعول به مقدم‪ ،‬مبني على السكون في محل نصب‪.‬‬

‫ي‪ :‬الياء حرف يدل على المتكلم‪ ،‬ال محل له من اإلعراب‪.‬‬


‫َ‬

‫اتبعت‪ :‬ا َّت َبعْ ‪ :‬فعل ماض‪ ،‬مبني على السكون‪ ،‬ألنه اتصل به ضمير رفع متحرك‪.‬‬

‫َ‬
‫ت ‪ :‬التاء ضمير متصل فاعل‪ ،‬مبني على الفتح في محل رفع‪.‬‬

‫إعراب مثال‪ :‬إ َّيــــــــــــا َك َن ْ‬


‫ـــعـــ ُبـــدُ‪.‬‬

‫إياك‪ :‬إيا‪ :‬ضمير منفصل‪ ،‬مفعول به مقدم‪ ،‬مبني على السكون في محل نصب‪.‬‬

‫َك‪ :‬الكاف حرف خطاب‪ ،‬ال محل له من اإلعراب‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫نعبد‪ :‬فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره‪ ،‬والفاعل ضمير مستتر وجوبا‬
‫تقديره‪ :‬نحن‪.‬‬

‫ُ‬
‫عرفت‪.‬‬ ‫إعراب مثال‪ :‬إ َّيــــــــــــاكما‬

‫إياي‪ :‬إيا‪ :‬ضمير منفصل‪ ،‬مفعول به مقدم‪ ،‬مبني على السكون في محل نصب‪.‬‬

‫كُ‪ :‬الكاف حرف خطاب‪ ،‬ال محل له من اإلعراب‪.‬‬

‫ما‪ :‬الميم واأللف حرفان يدالن على التثنية‪ ،‬ال محل لهما من اإلعراب‪.‬‬

‫عرفت‪ :‬عرف‪ :‬فعل ماض‪ ،‬مبني على السكون‪ ،‬ألنه اتصل به ضمير رفع متحرك‪.‬‬

‫ُ‬
‫ت ‪ :‬التاء ضمير متصل فاعل‪ ،‬مبني على الضم في محل رفع‪.‬‬

‫المفعول فيـــــــــــــــــه‬
‫المفعول فيه وهو المسمى ظرفا ‪,‬وهو اسم منصوب متضمن لمعنى "في" يذكر لبيان زمن‬
‫الفعل أو مكانه‪.‬‬

‫والمفعول فيه قسمان‪ :‬ظرف زمان ‪ ،‬وظرف مكان‬


‫فظرف الزمان‪ :‬ما يدل على وقت وقع فيه الحدث‪ ،‬مثل‪ :‬سافرت ليال‪.‬‬
‫وظرف مكان‪ :‬ما يدل على مكان وقع فيه الحدث‪ ،‬مثل‪ :‬جلست أمام الدار‪.‬‬
‫فليال منصوب ألنه ظرف زمان‪ ،‬وأمام منصوب ألنه ظرف مكان‪.‬‬
‫من الظروف التي تدل على الزمان‪ :‬قبل – بعد – الليلة – غدوة – بكرة – صباحا – مساء‬
‫– أبدا – أمدا – حينا – غدا‪ .‬وما أشبه ذلك‪.‬‬
‫أما الظروف التي تدل على المكان منها‪ :‬أمام – خلف – قدام – وراء – فوق – تحت –‬
‫عند – إزاء – تلقاء – ثم – هنا‪ .‬وما أشبه ذلك‪.‬‬
‫ومن ثم تقول يشترط في المفعول فيه شروط ثالثة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون اسما للزمان أو المكان‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون منصوبا‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون على تقدير" في‪".‬‬
‫األمثلــــة‪:‬‬
‫جئت اليوم‪ .‬اليوم‪ :‬مفعول فيه ظرف زمان وتقديره جئت في اليوم الحاضر‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫اقرأ القرآن غدوة‪ .‬فغدوة‪ :‬مفعول فيه ظرف زمان وتقديره جئت في الغدوة‪.‬‬
‫ابدأ العمل صباحا‪ .‬فصباحا‪ :‬مفعول فيه ظرف زمان وتقديره في الصباح‪.‬‬
‫درست حينا من الدهر‪ .‬فحينا‪ :‬مفعول فيه منصوب ألنه ظرف زمان وتقديره مدة من‬
‫الزمن‪.‬‬
‫هذه هي ظروف الزمن‪ ،‬أما ظروف المكان فمن أمثلتها‪:‬‬
‫جلست أمام المدرج‪ .‬فأمام‪ :‬منصوب ألنه ظرف مكان‪.‬‬
‫استرحت خلف الجدار‪ .‬ففخلف‪ :‬منصوب آلنه ظرف مكان‪.‬‬
‫نمت تحت السرير‪ R.‬فتحت‪ :‬منصوب آلنه ظرف مكان‪.‬‬
‫ومن الظروف المكانية التي وردت في القرآن الكريم‪.‬‬
‫فوق في قوله تعالى‪َ ((" :‬وه َُو ا ْل َقا ِه ُر َف ْو َق عِ َبا ِد ِه))"(‪ .)48‬ففوق‪ :‬منصوب ألنه ظرف مكان‪.‬‬
‫ش َج َر ِة))"(‪ .)49‬وتحت‪ :‬منصوب ألنه ظرف‬ ‫تحت في وقوله تعالى‪((" :‬إِ ْذ ُي َب ِاي ُعو َن َك َت ْح َت ال َّ‬
‫مكان‪.‬‬
‫اء َمدْ َينَ ))"(‪ .)50‬فتلقاء‪ :‬منصوب ألنه ظرف مكان‪.‬‬ ‫تلقاء في قوله تعالى‪َ ((" :‬و َل َّما َت َو َّج َه ِت ْل َق َ‬
‫َث َّم في قوله تعالى‪َ ((" :‬وإِ َذا َرأَ ْي َت َث َّم َرأَ ْي َت َنعِي ًما َو ُم ْل ًكا َك ِب ً‬
‫يرا))"(‪ .)51‬ف َث َّم‪ :‬منصوب ألنه‬
‫ظرف مكان‪.‬‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم ألسامة بن زيد حينما نزل وهو في سيره للمزدلفة إلى عرفة نزل‬
‫في أثناء الطريق فبال وتوضأ فقال له صلى هللا عليه وسلم‪" :‬الصالة أمامك"(‪.)52‬‬
‫مالحظات ثالث‪:‬‬
‫َمعْ بسكون العين‪ ،‬و َم َع بفتح العين لم تأت إال ظرفا منصوبا‪ ،‬قال تعالى‪َ ((" :‬وهَّللا ُ َم َع‬ ‫‪-1‬‬
‫الص ِاب ِرينَ ))"(‪ .)53‬وقال عز من قائل‪((" :‬إِنَّ هَّللا َ َم َع الَّذِينَ ا َّت َق ْوا))"(‪.)54‬‬
‫َّ‬
‫مما ينوب عن الظرف وينصب‪R:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أ‪ -‬كل وبعض مضافين إلى الظرف مثل‪ :‬انتظرت بعض الوقت‪ ،‬وسرت كل‬
‫المسافة‪.‬‬
‫ب‪ -‬العدد إذا كان تمييزه ظرفا مثل‪ :‬انتظرت أربعة أيام‪.‬‬
‫هنا وثم إسما إشارة للمكان‪ ،‬فهنا يشار بها للمكان القريب‪ ،‬وثم يشار بها للمكان البعيد‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫واألول مبني على السكون‪ ،‬واألخير مبني على الفتح مثل‪ :‬جلست هنا‪ ،‬أي في المكان‬
‫القريب‪ ،‬وجلست ثم‪ ،‬في المكان البعيد‪ .‬وهنا وثم قد يجران بمن وبإلى‪ ،‬وقد تلحق ثم‬
‫التاء لتأنيث الكلمة مثل‪" :‬ثمة" وموضعها النصب على الظرفية‪.‬‬

‫‪ - 48‬سورة األنعام‪ .‬اآلية‪.18 :‬‬


‫‪ - 49‬سورة الفتح‪ .‬اآلية‪.18 :‬‬
‫‪ - 50‬سورة القصص‪ .‬اآلية‪.22 :‬‬
‫‪ - 51‬سورة اإلنسان‪ .‬اآلية‪.20 :‬‬
‫‪ - 52‬متفق عليه‪ .‬البخاري‪ .‬رقم ‪ .1584‬ومسلم‪.1588 .:‬‬
‫‪ - 53‬سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.249 :‬‬
‫‪ - 54‬سورة النحل‪ .‬اآلية‪.128 :‬‬

‫‪47‬‬
‫أمثلة تطبيقية‪:‬‬
‫‪ -)1‬أعرب‪ :‬وقفت خلف الباب‪:‬‬
‫وقف‪ :‬فعل ماض مبني على السكون‪.‬‬
‫ت‪ :‬التاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل‪.‬‬
‫خلف‪ :‬ظرف مكان منصوب على الظرفية وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره‪.‬‬
‫الباب‪ :‬وخلف مضاف والباب مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫‪ -)2‬نمت إزاء البيت‪:‬‬
‫نام‪ :‬فعل ماض مبني على السكون التصاله بضمير رفع متحرك‪.‬‬
‫التاء‪ :‬ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل‪.‬‬
‫إزاء‪ :‬ظرف مكان منصوب على الظرفية وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره‪ ،‬وهو‬
‫مضاف والبيت مضاف إليه مجرور باإلضافة وعالمة جره الكسرة الظاهرة على آخره‪.‬‬
‫‪ -)3‬ذهبت مع والدي‪:‬‬
‫ذهبت‪ :‬فعل وفاعل‪.‬‬
‫مع‪ :‬ظرف مكان منصوب على الظرفية وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره‪.‬‬
‫ومع مضاف ووالدي مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من‬
‫ظهورها اشتغال الفعل بالحركة المناسبة والياء ضمير متصل مبني على السكون محل جر‬
‫مضاف إليه‪.‬‬
‫‪ -)4‬تعلمت هنا‪:‬‬
‫تعلمت‪ :‬فعل وفاعل‪.‬‬
‫هنا‪ :‬ظرف مكان مبني على السكون في محل نصب‪.‬‬
‫"((وأَ ْز َل ْف َنا َث َّم اآْل َخ ِرينَ ))"(‪.)55‬‬
‫َ‬ ‫‪ -)5‬قال تعالى‪:‬‬
‫أزلف‪ :‬فعل ماض مبني على السكون التصاله بضمير رفع متحرك "نا"‪.‬‬
‫نا‪ :‬ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل‪.‬‬
‫ثم‪ :‬ظرف مكان منصوب على الظرفية وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره‪.‬‬
‫اآلخرين‪ :‬مفعول به منصوب وعالمة نصبه الياء نيابة عن الفتحة ألنه جمع مذكر سالم‬
‫والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد‪.‬‬
‫ضونَ َع َل ْي َها ُغد ًُّوا َو َعشِ ًّيا))"(‪.)56‬‬‫‪ -)6‬قال تعالى‪((" :‬ال َّنا ُر ُي ْع َر ُ‬
‫النار‪ :‬مبتدأ مرفوع باالبتداء وعالمة رفعه الضمة الظاهرة على آخره‪.‬‬

‫‪ - 55‬سورة الشعراء‪ .‬اآلية‪.64 :‬‬


‫‪ - 56‬سورة غافر‪ .‬اآلية‪.46 :‬‬

‫‪48‬‬
‫يعرضون‪ R:‬فعل مضارع مبني للمجهول‪ ،‬مرفوع وعالمة رفعه النون نيابة عن الضمة ألنه‬
‫فعل من األفعال الخمسة والواو نائب الفاعل مبني على السكون في محل رفع‪.‬‬
‫وجملة يعرضون‪ :‬في محل رفع خبر‪.‬‬
‫علي‪ :‬حرف جر‪.‬‬
‫ها‪ :‬ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بعلى‪.‬‬
‫غدوا‪ :‬ظرف زمان منصوب‪.‬‬
‫وعشيا‪ :‬معطوف على غدوا‪.‬‬

‫‪ -)7‬قال تعالى‪((" :‬إِ َّنا هَا ُه َنا َقا ِعدُونَ ))"(‪.)57‬‬


‫إنا‪ :‬إن حرف توكيد ونصب‪.‬‬
‫نا‪ :‬ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم إن‪.‬‬
‫ها‪ :‬حرف تنبيه ال محل له من اإلعراب‪.‬‬
‫هنا‪ :‬ظرف مكان للقريب مبني على السكون في محل نصب والناصب له هو‪َ " :‬قا ِعدُونَ "‪.‬‬
‫قاعدون‪ :‬خبر إن مرفوع وعالمة رفعه الواو نيابة عن الضمة ألنه جمع مذكر سالم والنون‬
‫عوض عن التنوين في االسم المفرد‪.‬‬

‫المفعول له (ألجلــــــــه)‬
‫المفعول له (ويسمى المفعول ألجله أو من أجله) وهو مصدر قلبي(‪ )58‬يذكر علة لحدث‬
‫شاركه في الزمان والفاعل‪،‬‬
‫ومن األمثلة‪ :‬اغتربت رغبة في العلم – قام زيد إجالال لعمر‪.‬‬
‫فالرغبة مصدر قلبي بين العلة التي من أجلها اغترب‪ R,‬وسبب االغتراب هو الرغبة في‬
‫العلم‪ .‬إذن المفعول ألجله اسم يبين سبب الفعل وعلة حصوله ‪,‬وحكمه النصب أو الجر بالالم‬
‫الدالة على التعليل‪.‬‬
‫ولنصب المفعول ألجله ال بد من توفر شروط خمسة وهي‪:‬‬
‫أن يكون مصدرا‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن يكون مصدرا قلبيا‪ ،‬أي من أفعال النفس الباطنة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ 4‬أن يكون المصدر القلبي متحدا مع الفعل في الزمان والفاعل‪ ،‬فإن اختلفا زمانا أو فعال‬ ‫‪-3‬‬
‫لم يجز نصب المصدر‪ ،‬مثل‪ :‬سافرت للعلم‪ .‬فزمن السفر ماض وزمن العلم مستقبل‪ .‬إذن‬

‫‪ - 57‬سورة المائدة‪ .‬اآلية‪.24 :‬‬


‫‪ - 58‬المراد بالمصدر القلبي ما كان مصدرا لفعل من األفعال التي منشؤها‪ .‬الحواس الباطني‪..‬ة‪ ،‬مث‪..‬ل‪ :‬التعظيم‬
‫واإلجالل والتحقير والخشية والخ‪..‬وف‪ .‬والج‪..‬رأة والرغب‪..‬ة والرهب‪..‬ة والحي‪..‬اء والش‪..‬فقة والعلم والجه‪..‬ل‪ ،‬وهي‬
‫تقابل الحواس الظاهرية كالقراءة والكتابة والقيام والقعود والنوم‪ .‬واليقظة‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫فالزمن مختلف‪ .‬ومن أمثلة االختالف في الفاعل قولك‪ :‬أحببتك لتعظيمك العلم‪ .‬ففاعل‬
‫المحبة هو المتكلم‪ ،‬وفاعل التعظيم هو المخاطب‪.‬‬
‫‪-5‬أن يكون المصدر القلبي المتحد مع الفعل في الزمان والفاعل علة لحصول الفعل‪ ،‬بحيث‬
‫يصح أن يقع جوابا لقولك‪ :‬لم فعلت ؟‬
‫ومثال ما اجتمعت فيه الشروط األربعة قوله تعالى‪َ ((" :‬واَل َت ْق ُتلُوا أَ ْواَل َد ُك ْم مِنْ إِ ْماَل ٍق َن ْحنُ‬
‫َن ْر ُزقُ ُك ْم َوإِ َّيا ُه ْم))"(‪.)59‬‬
‫ويقول صاحب األلفية‪:‬‬
‫ينصب مفعوال له المصدر إن‪ **** ‬أبان تعليال ك جد شكرا ودن‬
‫وهـــو بمـــا يعمـــل فيه متحد‪ **** ‬وقتا وفاعال وإن شرط فقد‬
‫أحكام المفعول ألجله‪:‬‬
‫‪ -)1‬ينصب المفعول ألجله إذا استوفى شروطه‪ ،‬واألمر يعرف الجر المقيد للتعليل‪ ،‬وقد‬
‫ص َوا ِع ِق َح َذ َر ا ْل َم ْو ِ‬
‫ت))"(‪.)60‬‬ ‫اجتمع في قوله تعالى‪َ ((" :‬ي ْج َعلُونَ أَ َ‬
‫ص ِاب َع ُه ْم فِي َآذا ِن ِه ْم مِنَ ال َّ‬
‫والمفعول ألجله الصريخ وغير الصريخ‪.‬‬
‫"فمن الصواعق" في موضع نصب على أنه مفعول ألجله غير صريح‪ ،‬و"حذر" مفعول‬
‫ألجله صريح‪.‬‬
‫‪ -)2‬يجوز تقديم المفعول ألجله على عامله في حالتي النصب والجر‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫رغبة في العلم أتيت – للتجارة سافرت‪.‬‬
‫‪ -)3‬المفعول ألجله إما أن يجرد من "ال" واإلضافة أو يقترن ب"ال" أو أن يضاف‪.‬‬
‫أ‪-‬فإذا تجرد من "ال" واإلضافة فاألكثر نصبه مثل‪ :‬وقف الناس احتراما للعلم‪ R.‬وقد يجر‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإذا اقترن ب"ال" فاألكثر جره بحرف الجر‪ ،‬مثل‪ :‬سافرت للرغبة في العلم‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن يضاف فاألمران سواء النصب والجر‪ ،‬مثاله‪ :‬تركت المنكر خشية هللا أو لخشية هللا‪.‬‬
‫ومن النصب قوله‪ :‬ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة هللا‪.‬‬
‫ش َي ِة هَّللا ِ))"(‪.)61‬‬
‫ومن الجر قوله تعالى‪َ ((" :‬وإِنَّ ِم ْن َها َل َما َي ْه ِب ُط مِنْ َخ ْ‬
‫قال ابن مالك رحمه هللا‪:‬‬

‫ش ُدوا‬ ‫س فِي َم ْ‬
‫ص ُح ِ‬
‫وب أ َْل َوأنْ َ‬ ‫َوقَ َّل أَ ْن يَ ْ‬
‫ص َحَب َها ال ُْم َج َّـر ُد *** َوال َْع ْك ُ‬

‫‪ - 59‬سورة األنعام‪ .‬اآلية‪ .151 :‬والفرق بينها وبين آية اإلسراء أن آية األنعام تنهاهم عن قتل األوالد‪ .‬خوف‬
‫فقر ربما يكون‪ ،‬واألخرى‪ .‬تنه‪..‬اهم عن قتلهم لفق‪..‬ر واق‪..‬ع بالفع‪..‬ل‪ ،‬ول‪..‬ذلك ق‪..‬دم رزق األوالد في آي‪..‬ة اإلس‪..‬راء‬
‫ليبين لهم أنه قد ضمن فال يقتلوهم خشية الفق‪..‬ر‪ ،‬وق‪..‬دم في آي‪..‬ة األنع‪..‬ام رزقهم‪ .‬على رزق أوالدهم ألن الفق‪..‬ر‬
‫واقع باآلباء فعال فهون األمر عليهم بأن يرزقهم ويدفع‪ .‬عنهم الفقر فال يتخذوا‪ .‬الفق‪..‬ر الحاض‪..‬ر ذريع‪..‬ة للفت‪..‬ك‬
‫بأوالدهم ‪.‬‬
‫‪ - 60‬سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.19 :‬‬
‫‪ - 61‬سورة البقرة‪ .‬اآلية‪.74 :‬‬

‫‪50‬‬
‫ـت ُز َم ُر األَ ْع ـ ـ َد ِاء‬
‫ْج ْب َن َع ِن ال َْه ْي َج ِاء *** َولَ ْو َت َوالَ ْ‬
‫الَ أَ ْقعُـ ُد ال ُ‬
‫تمارين تطبيقية‪:‬‬
‫"((واَل َت ْق ُتلُوا أَ ْواَل دَ ُك ْم َخ ْ‬
‫ش َي َة إِ ْماَل ٍق))"(‪.)62‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -)1‬قال هللا تعالى‪:‬‬
‫الواو‪ R:‬على حسب ما قبلها‪.‬‬
‫ال‪ :‬ناهية جازمة تجزم الفعل المضارع‪.‬‬
‫تقتل‪ :‬فعل مضارع مجزوم بال وعالمة جزمه حذف النون من آخره ألنه فعل من األفعال‬
‫الخمسة‪.‬‬
‫الواو‪ R:‬مبني على السكون في محل رفع فاعل‪.‬‬
‫أوالد‪ :‬مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف والكاف مضاف إليه‬
‫مبني على الضم في محل جر والميم دالة على الجمع‪.‬‬
‫خشية‪ :‬مفعول ألجله منصوب وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره وهو مضاف‪.‬‬
‫إمالق‪ :‬مضاف إليه مجرور وعالمة جره الكسرة الظاهرة على آخره‪.‬‬
‫"((والَّذِينَ ُي ْنفِقُونَ أَ ْم َوا َل ُه ْم ِر َئا َء ال َّن ِ‬
‫اس))"(‪.)63‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -)2‬قال هللا تعالى‪:‬‬
‫و‪ :‬بحسب ما قبلها‪.‬‬
‫الذين‪ :‬اسم موصول مبني على الفتح‪.‬‬
‫ينفقون‪ :‬فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ألنه من األفعال الخمسة‪.‬‬
‫والواو‪ R:‬ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل‪.‬‬
‫أموالهم‪ R:‬مفعول به منصوب وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل‬
‫جر باإلضافة‪ ،‬والميم دالة على الجمع‪.‬‬
‫رئاء‪ :‬مفعول ألجله منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫الناس‪ :‬مضاف إليه مجرور باإلضافة وعالمة جره الكسرة الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫ص َب ُروا ا ْب ِت َغ َ‬
‫اء َو ْج ِه َر ِّب ِه ْم))"(‪.)64‬‬ ‫"((والَّذِينَ َ‬
‫َ‬ ‫‪ -)3‬قال هللا تعالى‪:‬‬
‫الواو‪ R:‬حسب ما قبلها‪.‬‬
‫الذين‪ :‬اسم موصول مبني على الفتح‪.‬‬
‫صبر‪ :‬فعل ماض مبني على الضم التصاله بواو الجماعة‪.‬‬
‫والواو‪ R:‬ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل‪.‬‬

‫‪ - 62‬سورة اإلسراء‪ .‬اآلية‪.31 :‬‬


‫‪ - 63‬سورة النساء‪ .‬اآلية‪.38 :‬‬
‫‪ - 64‬سورة الرعد‪ .‬اآلية‪.22 :‬‬

‫‪51‬‬
‫ابتغاء‪ :‬مفعول ألجله منصوب وهو مضاف ووجه مضاف إليه ‪,‬ورب مضاف والهاء ضمير‬
‫متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ‪,‬والميم دالة على الجمع‪.‬‬
‫‪ -)4‬حضرت هنا حرصا على العلم‪.‬‬
‫حضر‪ :‬فعل ماض مبني على السكون التصاله بضمير رفع متحرك‪.‬‬
‫التاء‪ :‬ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل‪.‬‬
‫هنا‪ :‬ظرف مكان مبني على السكون في محل نصب‪.‬‬
‫حرصا‪ :‬مفعول ألجله منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره‪.‬‬
‫على العلم‪ :‬جار ومجرور‪.‬‬
‫‪ -)5‬ذهبت إلى العمرة طلبا لألجر‪.‬‬
‫ذهبت‪ :‬فعل وفاعل‪.‬‬
‫إلى العمرة‪ :‬جار ومجرور‪.‬‬
‫طالبا‪ :‬مفعول ألجله منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره‪.‬‬
‫لألجر‪ :‬جار ومجرور‪.‬‬
‫‪ -)6‬قام محمد احتراما ألبي بكر‪.‬‬
‫قام‪ :‬فعل ماض‪.‬‬
‫محمد‪ :‬فاعل‪.‬‬
‫احتراما‪ :‬مفعول ألجله منصوب‪R.‬‬
‫ل‪ :‬حرف جر‪.‬‬
‫أبي بكر‪ :‬مجرور بالالم وعالمة جره الياء النائبة عن الكسرة ألنه من األسماء الخمسة وأبي‬
‫مضاف وبكر مضاف إليه مجرور باإلضافة وعالمة جره الكسرة الظاهرة على آخره‪.‬‬
‫‪ -)7‬ذهب الطالب إلى الكلية طلبا للعلم‪.‬‬
‫طلبا‪ :‬مفعول ألجله منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫للعلم‪ :‬جار ومجرور‪.‬‬
‫‪ -)8‬خرج الناس من القرية هربا من الغرق‪.‬‬
‫خرج ‪:‬فعل ماض مبني على الفتح‪.‬‬
‫الطالب ‪:‬فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫إلى الكلية ‪:‬جار ومجرور‪.‬‬
‫هربا‪ :‬مفعول ألجله منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫من الغرق‪ :‬جار ومجرور‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫المفعول المطلق‬
‫المفعول المطلق هو‪ :‬المصدر المنتصب توكيدا لعامله‪ ،‬أو بيانا لنوعه‪ ،‬أو عدده‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ضربت ضربا‪ ،‬أو سرت سير زيد‪ ،‬أو ضربت ضربتين‪.‬‬
‫وسمي بهذا االسم لكونه غير مقيد بحرف جر ونحوه بخالف غيره من المفعوالت‪ ،‬فإنه‬
‫ال يقع عليه اسم المفعول إال مقيدا‪ ،‬نقول‪ :‬المفعول به والمفعول له والمفعول فيه والمفعول‬
‫معه‪.‬‬
‫والمفعول المطلق يقع على ثالثة أحوال‪:‬‬
‫أن يكون مؤكدا‪ ،‬مثل‪ :‬ضربت ضربا‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن يكون مبينا للنوع مثل‪ :‬سرت سيرا حسنا‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أن يكون مبنيا للعدد مثل‪ :‬ضربت ضربة‪ ،‬أو ضربت ضربتين‪ ،‬أو ضربت ضربات‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫يقول ابن مالك‪:‬‬
‫ان مِنْ **** َمدْ لُو َليِ ا ْلف ِْع ِل َكأ َ ْم ٍن مِنْ أَمِنْ‬ ‫اس ُم َما سِ َوى َّ‬
‫الز َم ِ‬ ‫ا ْل َم ْ‬
‫صدَ ُر ْ‬
‫ال لهذين انتخـــب‬ ‫ف نـصب **** وكونه أص ٍ‬ ‫فعـل أو وص ٍ‬‫بــمثله أو ٍ‬
‫توكيداً أو نوعا ً يبيـــن أو عــدد **** كسرتـ سيرتين سير ذي رشد‬
‫والمفعول المطلق يسمونه تسمية أخرى فيقولون فيه المصدر‪ ،‬فإذا أردت إعراب قوله‬
‫اث أَ ْكاًل َل ًّما))"(‪.)65‬‬
‫تعالى‪َ ((" :‬و َتأْ ُكلُونَ ال ُّت َر َ‬
‫فنقول في‪ :‬أكال‪ :‬منصوب على أنه مصدر‪.‬‬
‫ونقول‪ :‬منصوب على أنه مفعول مطلق‪.‬‬
‫والمفعول المطلق قسمان‪:‬‬
‫المفعول المطلق اللفظي‪ :‬عند اتفاق لفظ المصدر ولفظ الفعل في الحروف‪ ،‬مثل‪ :‬قتله‬ ‫‪-1‬‬
‫قتال‪ ،‬وضرب يضرب ضربا‪ ،‬وأكل يأكل أكال‪.‬‬
‫المفعول المطلق المعنوي‪ :‬هو ما وافق معنى فعله دون لفظه‪ ،‬مثل‪ :‬جلست قعودا‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وقمت وقوفا‪ ،‬بمعنى أن المفعول المطلق "المصدر" والفعل اختلفا في اللفظ واتفقا‬
‫في المعنى‪ ،‬فهذا المصدر يسمى مفعو ٌل مطلق "مصدر" معنوي‪.‬‬
‫قال ناظم الجرومية‪:‬‬
‫ي **** َما َب ْينَ َل ْفظِ ٍّي َو َم ْع َن ِو ِّ‬
‫ي‬ ‫َوهْ َو َلدَ ى ُكل ِّ َف َت ًى َن ْح ِو ِّ‬
‫ضلِ ِه‬‫ار ًة لِ َف ْ‬
‫َف َذا َك َما َوا َف َق َل ْف َظ ف ِْعلِ ِه **** َك ُز ْر ُت ُـه ِز َي َ‬
‫ت َج َذالَ‬
‫اق َل ْفظٍ ‪َ  ‬ك َف ِر ْح ُ‬
‫ِفـق لِ َم ْع َناهُ ِبـالَ‪ِ **** ‬و َف ِ‬
‫َو َذا ُم َـوا ٌ‬

‫‪ - 65‬سورة الفجر‪ .‬اآلية‪.19 :‬‬

‫‪53‬‬
‫أسئلة‪:‬‬
‫عرف المصدر "المفعول المطلق"‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬هو االسم المنصوب الذي يجيء ثالثا في تصريف الفعل‪ ،‬ويسمونه أيضا‬
‫تسمية أخرى فيقولون‪ R‬فيه‪ :‬المفعول المطلق‪.‬‬
‫كم أقسامه ؟‬
‫قسمان‪ R:‬لفظي ومعنوي‪.‬‬
‫فما هو اللفظي ؟‬
‫المصدر اللفظي هو الذي تتفق فيه حروف المصدر وحروف الفعل‪ ،‬مثل‪ :‬قتلت قتال‪.‬‬
‫وما هو المصدر المعنوي ؟‬
‫المصدر المعنوي هو الذي‪ R‬يتفق مع فعله في المعنى ويختلف في الحروف‪ ،‬مثل‪ :‬وقفت‬
‫قياما‪.‬‬
‫إعـــــــــراب‪:‬‬
‫جلست قعودا‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫جلس‪ :‬فعل ماض مبني على السكون‪ R‬التصاله بضمير الرفع المتحرك‪.‬‬
‫ت‪ :‬ضمير متصل فاعل مبني على الضم في محل رفع‪.‬‬
‫قعودا‪ :‬مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫اث أَ ْكاًل َل ًّما))"(‪.)66‬‬
‫"((و َتأْ ُكلُونَ ال ُّت َر َ‬
‫َ‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪:‬‬
‫و‪ :‬الواو‪ R‬على حسب ما قبله‪.‬‬
‫ون ‪ :‬فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم‪ ،‬وعالمة رفعه النون ناية عن‬‫َتأْ ُكل ُ َ‬
‫الضمة ألنه من األفعال الخمسة والواو ضمير متصل فاعل مبني على السكون في محل‬
‫رفع‪.‬‬
‫اث‪ :‬مفعول به منصوب وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره‪.‬‬ ‫ال ُّت َر َ‬
‫أَ ْكاًل ‪ :‬مفعول مطلق منصوب وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره والناصب له هو‬
‫الفعل " َتأْ ُكل ُ َ‬
‫ون"‪.‬‬
‫َل ًّما‪ :‬نعت ل" أَ ْكاًل " ونعت المنصوب منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫يقال‪ :‬المصدر هو ما كان مكانا لصدور األشياء‪ ،‬ومن ثم فالمصدر هو أصل االشتقاق‪،‬‬
‫تقول‪ :‬ضرب مشتق من الضرب‪ ،‬وال يقال‪ :‬الضرب مشتق من ضرب‪.‬‬

‫‪ - 66‬سورة الفجر‪ .‬اآلية‪.19 :‬‬

‫‪54‬‬
‫قال في نظم الجرومة‪:‬‬
‫ش ِت َق ُ‬
‫اق الف ِْع ِل‬ ‫اح ا ْ‬
‫ص ِ‬ ‫ي أَ ْ‬
‫ص ِل‪َ **** ‬و ِم ْن ُه َيا َ‬ ‫صدَ ُر األَ ْ‬
‫صل ُ َوأَ ُّ‬ ‫َوا ْل َم ْ‬
‫ضربت الرجل ضربا شديدا‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ضرب‪ :‬فعل ماض مبني على السكون التصاله بضمير رفع متحرك "التاء"‪.‬‬
‫التاء‪ :‬ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل‪.‬‬
‫الرجل‪ :‬مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫ضربا‪ :‬مفعول مطلق "مصدر" منصوب وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره‪.‬‬
‫شديدا‪ :‬نعت منصوب وعالمة نصبه الفتحة‪ R‬الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫قام الرجلـ أحسن قيام‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫قام‪ :‬فعل ماض مبني على الفتح‪.‬‬
‫الرجل‪ :‬فاعل مرفوع‪.‬‬
‫أحسن‪ :‬نائب عن المصدر منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره ألنه صفة‪ ،‬ومثلها‪ :‬سرت‬
‫أحسن السير – اذكروا هللا كثيرا(‪.)67‬‬
‫قيام‪ :‬مضاف إليه مجرور‪.‬‬
‫اجتهد الرجل االجتهاد كله‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫اجتهد‪ :‬فعل ماض مبني على الفتح‪.‬‬
‫الرجل‪ :‬فاعل مرفوع‪.‬‬
‫االجتهاد‪ :‬مصدر منصوب على المصدرية وعالمة نصبه الفتحة‪ R‬الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫كله‪ :‬مضاف والهاء ضمير متصل مضاف إليه‪.‬‬
‫أعجبني أخوك إعجابا‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫أعجب‪ :‬فعل ماض مبني على الفتح‪.‬‬
‫ني‪:‬‬
‫أخوك‪ :‬فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة ألنه من األسماء الخمسة‪.‬‬
‫إعجابا‪ :‬مصدر لفظي منصوب على المصدرية‪.‬‬

‫المفعول معـــه‬

‫‪ - 67‬واألصل‪ :‬سرت سيرا أحسن السير‪ ،‬واذكروا‪ .‬هللا ذكرا كثيرا‪ ،‬حذف المصدر فقامت صفته مقامه‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫المفعول معه‪ :‬اسم فضلة منصوب يذكر بعد واو بمعنى مع‪ ،‬وتسمى واو المعية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫استيقظت وطلوع الشمس‪ ،‬وسرت والنصر‪ ،‬وسرت والظل‪.‬‬
‫يشترط في نصب ما بعد الواو على أنه مفعول معه شروط ثالثة‪:‬‬
‫أن يكون فضلة أي يصح انعقاد الجملة بدونه‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن يكون ما قبله جملة‪ ،‬فإن سبقه مفرد‪ ،‬مثل كل امرئ وشأنه‪ ،‬كان معطوفا على ما‬ ‫‪-2‬‬
‫قبله‪.‬‬
‫أن يكون الواو التي تسبقه بمعنى مع‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ومثال ما اجتمعت فيه الشروط‪ :‬سار على والجبل‪ ،‬ومالك وسعيدا‪.‬‬
‫أمثلة تطبيقية‪:‬‬
‫جاء األمير والجيش‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫جاء‪ :‬فعل ماض‪.‬‬
‫األمير‪ :‬فاعل‪.‬‬
‫الواو‪ :‬واو المعية‪.‬‬
‫الجيش‪ :‬مفعول معه منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره‪.‬‬
‫استوى الماء والخشبة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫استوى‪ :‬فعل ماض مبني على فتحة مقدرة منع من ظهور التعذر‪.‬‬
‫الماء‪ :‬فاعل‪.‬‬
‫الواو‪ :‬واو المعية‪.‬‬
‫الخشبة‪ :‬مفعول معه منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره‪.‬‬

‫‪56‬‬

You might also like