Professional Documents
Culture Documents
الملخص
إن تزايد المبادالت التجارية على المستوى الع المي و الحاج ة إلى تق ديم منتوح ات و
مهارات أكثر إبداعا أدى بمس يري مؤسس ات الص ناعة و الخ دمات تط بيق أس اليب
عمل تعتم د على الش بكة و التح الف م ابين المؤسس ات .يعت بر ه دا الش كل التنظيمي
كفرص ة ثاني ة للمؤسس ة لتلبي ة حاجي ات الزب ائن ,تن وع و توس يع مناف ذها,تقاس م
المعلومات مع المؤسسات األخرى ,زيادة مهاراتها و معارفها .
فالتحالفات عادة ما يعتمد عليها لتقاسم و تقليص األخطار المترتبة عن مختلف
أشكال عدم اليقين التي تتعرض له ا المنظم ات .فهي مص در مهم للم يزة التنافس ية و
تساهم في حسن أداء العام للمؤسسة .و لكن إلى جانب هده الم يزات تعت بر التحالف ات
االستراتجية انظمة معقدة و غير مستقرة .فالتحالفات تمثل استراتجية -مختلطة
المقدمة
إن تزايد المبادالت التجارية على المستوى الع المي و الحاج ة إلى تق ديم منتوح ات و
مهارات أكثر إبداعا أدى بمس يري مؤسس ات الص ناعة و الخ دمات تط بيق أس اليب
عمل تعتم د على الش بكة و التح الف م ابين المؤسس ات .يعت بر ه دا الش كل التنظيمي
كفرص ة ثاني ة للمؤسس ة لتلبي ة حاجي ات الزب ائن ,تن وع و توس يع مناف ذها,تقاس م
المعلومات مع المؤسسات األخرى ,زيادة مهاراتها و معارفها .
فالتحالفات عادة ما يعتمد عليها لتقاسم و تقليص األخطار المترتبة عن مختلف
أشكال عدم اليقين التي تتعرض له ا المنظم ات .فهي مص در مهم للم يزة التنافس ية و
تساهم في حسن أداء العام للمؤسسة .و لكن إلى جانب هده الم يزات تعت بر التحالف ات
االستراتجية انظمة معقدة و غير مستقرة...ودلك نظرا للدرجة الهامة لعدم اليقين الدي
يتعرض له الشركاء .فالتحالفات االستراتجية معرضة لعدم اليقين الكالسيكي الخ اص
بالمحيط و هدا الشكل يولد خطر حسن االداء و كدلك هي معرض ة لع دم يقين خ اص
ناتج عن االطار التعاوني نفسه .فهدا الشكل يولد خطر العالقات.
خطر العالقات معرف باحتمال و بنتائج سلوك غ ير مرض ي او س لوك انته ازي من
طرف الشريك .و قد يضم هدا الخطر االخطار المتعلقة بالتعاون و االخطار المتعلق ة
بسلوكات الشريك .فاحد التحفيزات المهمة التي ت ؤدي الى اقام ة تحالف ات اس تراتجية
ه و الحص ول على الكف اءات االس تراتجية للش ريك.تعت بر التحالف ات االس تراتجية
كفرصة للشركاء لتدعيم كفاءاتهم القاعدية .يتاثر التعلم بين شريكين بوج ود مع ارف
مشتركة تمهيدية للدخول في التعاون.ثم بعد دلك يجب ان تاخد بعين االعتبار محددات
اخرى مثل نية استدخال كفاءات الشريك ..الشفافية التنظيمية و قابلية ت اثر الش ريك و
قدرته على امتصاص معارف جديدة.
فالتعلم يؤدي الى اهتمامات متناقضة .التصرف كمتعاون جي د لزي ادة التعلم الجم اعي
و ب روز مع ارف غ ير منتظ رة او حماي ة نش ر المع ارف الخاص ة و ك ون متع اون
انتهازي في سباق فردي القتناء كف اءات الش ريك لتخفي ف تبعي ة المؤسس ة.و بالت الي
تظهر احد غموضات التحالفات االستراتجية في ان الشريك يجب ان يس اهم من جه ة
بكفاية لتقوية التحالف ومن جهة اخرى ال يجب ان يساهم كثيرا لتفادي تقوية التح الف
على حسابه.
وهكدا ادن نالحظ ان التحالفات االستراتجية التي استعملت في البداية لتقليص الخطر
و عدم اليقين يمكن ان تكون منبع زي ادة الخط ر و خاص ة عن دما تكش ف المعلوم ات
االستراتجيةالخاصة بالمؤسسة.
الدارة خطر العالقات ورد في ادب التحالفات االستراتجية اسلوبين اساسيين:
اسلوب رسمي يعتمد على السوق و البيرقراطية او السلمية .فه دا الش كل يرتك ز على
العقد و القواعد التنظيمية الرسمية.
اسلوب غير رسمي يعتمد على القواعد االجتماعية .و هو يرتكز اكثر على الثقة ال تى
تعتبر كعنصر اساسي في تدعيم السلوك التعاوني و تشجيع التعلم.
و على هدا الس اس قس منا بثن ا ه دا الى ثالث نق اط:في النقط ة االولى نع الج مفه وم
التحالفات االستراتجية و اهميته ا للمؤسس ة ثم في النقط ة الثاني ة نوض ح اهم اخط ار
العالقات التي تنبثق عن التحالفات االستراتجية و في النقط ة االخ يرة نح اول اظه ار
اهم الوسائل التي يمكن للمؤسسة ان تستعملها في مراقبة وادارة اخطار العالقات.
للوصول إلى حسن أداة مدعم وبهدف الحصول والحفاظ على ميزة تنافسية ،تتجه
اليوم المؤسسات أكثر ف أكثر إلى التحالف ات اإلس تراتيجية ،فالتحالف ات اإلس تراتيجية
كشكل تنظيمي جديد تحقق نتائج هامة في هذا الميدان.
-1تعريف التحالفات اإلستراتيجية:
يعرف التحالف كإتفاق تعاون تناس قي بين مؤسس تين ،يس تند على عق د رس مي أم
غ ير رس مي ،به دف تحقي ق م ع بعض مش روع أوتاس يس تع اون مس تدام
.) )Dussauge et garrette 1995و يرتك ز ه ذا اإلتف اق على تب ادل وتقاس م
الموارد أو الكفاءات وعلى إقتنائها أو التخلي عنها وذلك بطريقة متبادلة بين الش ركاء
( .)Jaouen2005فالتحالف هيكل تنظيمي وحي د يش جع التع اون م ا بين العدي د من
المؤسسات ويمكن ان يأخذ أشكال عديدة ،إبتداءا من التقريب البسيط للمؤسسات ح تى
المعقد اإلتحادات ، Consortiumsوذلك مرورا باتفاقات التنمية المشتركة.
بشكل عام تعدد عالقات التعاون يكون مرتبط بنوع المؤسسة إذا ك انت تنافس ية أم
غ ير تنافس يةا ،وك ذلك بم ا يحف ز ه ذه العالق ة .ومن هن ا يمكن إس تخالص 3أن واع
أساسية من الشراكة بين المؤسسات الغير المتنافسة ، la joint venture :الشراكة
العمودي ة و اإلتفاق ات م ا بين القطاع ات .وك ذلك يوج د 3ان واع التحالف ات م ا بين
المؤسس ات المتنافس ة :تحالف ات ، Co- intégrationتحالف ات pseudo-
Concentrationوتحالفات متكاملة.
إن العالقات اإلستراتيجية المتكونة ما بين المؤسس ات غ ير المتنافس ة ه دفها ه و
تط وير نش اطات جدي دة و إدم اج أس واق جدي دة و العكس تق ام التحالف ات م ا بين
المؤسس ات المتنافس ة به دف الحص ول على هياك ل قاعدي ة جماعي ة لزي ادة إقتص اد
ال وفرات وك ذلك للحص ول على كف اءات وم وارد اض افية مختلف ة بغض النظ ر عن
شكلها فالتحالفات تخلق عالقة مفتوحة ودائمة بين المؤسسات التابعة لمختلف المالك،
فهي تختلف عن العالقة الكالسيكية زبون/مورد ،إذ ان العق ود المنف ردة و القائم ة في
إطار عادي للتجارة وبشروط واضحة ودقيقة ليست بتحالف ،كما ليست أيضا بتحالف
اإلقتن اءات و اإلتح ادات ( )Fusionsالكامل ة .فالتح الف اإلس تراتيجي يحت ل مكان ة
وسيطة على شريط العمل المنظم الذي ينطلق من عالق ة الس وق البس يطة إلى عالق ة
سلمية بحتة (إتحاد ,نمو داخلي).
يعرف ) Dussauge et Garrette (1995التحالفات اإلستراتيجة كجمعيات
بين العديد من المؤسس ات المس تقلة ال تي إخت ارت القي ام بمش روع أو بنش اط خ اص
وذل ك بتنس يق الكف اءات ،الوس ائل و الم وارد الض رورية عوض من ان تق وم به ذا
المشروع أو النشاط بصفة مستقلة وذلك يتحم ل وح دها األخط ار ومواجه ة وح دها
المنافسة أو أيضا عوض من أن تتحد (ت ذوب) بينه ا أو إج راء تخلي ات أو إقتن اءات
النشاطات (.)1995
وقد تختلف التحالفات اإلستراتيجية عن التعاون فيما أن:
-الموارد المستعملة لها خاصية إستراتيجية لكل من المؤسس تين .بمع نى أنه ا
ضرورية لضمان بقائها وكذلك لتطورها.
-هدف التعاون يمثل خاصية إستراتيجية للمؤسسة مثل :دخول أس واق جدي دة
عالمية.
-ت ؤدي إلى تح والت هام ة في المنظم ة (الهيك ل توزي ع الوظ ائف ،إدارة
الموارد البشرية)
-تغير مكانة المؤسسة في محيطها
كم ا تختل ف أيض ا التحالف ات اإلس تراتيجية عن العالق ات الداخلي ة م ا بين
المؤسسات أو ما بين المجموعات ،بحيث أن التحالفات اإلس تراتيجية تجم ع ع ادة
المؤسسات التي هي وستظل مستقلة قانونيا .حسب ( " D.Jolly )2001التحالف
ما بين المؤسسات هو عبارة عن ربط قائم إرادي ا بين العدي د من المؤسس ات ذات
س لطة (س يادة) .يتم يز بالمش اركة الجماعي ة لمؤسس تين على األق ل .بج زء من
م واردهم لتحقي ق أه داف مش تركة في فض اء معين و الحص ول على م يزات
متبادلة ،وإذا حص لت تبعي ة متبادل ة في حق ل عم ل معين ،فس وف يظ ل الحلف اء
مستقلين خارج هذا المحيط التعاوني" و بالت الي نالح ظ أن الش ركاء ،يش تركون
لتحقيق أهداف مشتركة ولكن في نفس الوقت يحتفظون باستقالليتهم اإلس تراتيجية
بالمصالح الخاصة بهم.
في التسيير أو اإلدارة هذا التفريق هام جدا ألن اإلستقاللية القانونية للش ركاء ليس
ه و ب دون أث ر على حق وق ك ل واح د وبالت الي على س لوكاتهم .ب األخص أن
اإلستقاللية القانونية معروفة .بأنها تشجع الس لوكات الفردي ة ،عوام ل النزاع ات،
اإلنتهازية و الصعوبات الحادة للتعاون مقارنة بالوضعيات أين المتعاملين ينتم ون
إلى نفس المؤسس ة أو إلى نفس المجموع ة وذل ك خاص ة أن ه ال يوج د س لطة
مركزية مشتركة.
وما يتميز به التحالف أيضا هو أنه يجمع بين مؤسستين في تن افس ح اد .فه و إذن
يمث ل اس تراتيجية مختلط ة بم ا أن ه يجم ع بين إس تراتيجية التع اون البحث أو م ا
يسمى أيض ا باإلس تراتيجية الجماعي ة و اإلس تراتيجة التنافس ية .فه و يجم ع بين
مفاهيم النزاع و المصالح المشتركة.
فالشركاء يلتزمون في التحالفات اإلستراتيجية يتحمل مع بعض األخط ار ،تقاس م
سلطات القرار ،المعلومات و الموارد في كل ما يخص األهداف المش تركة و لكن
يبقون متنافسين خارج الهدف المشترك.
إن الجمع بين مفاهيم ال نزاع و المص الح المش تركة يمكن أن يمث ل بعض التن افر.
فيمكن أن يظهر بعض الغموض بين حاجة تقاس م المعلوم ة و ض رورة اإلحتف اظ
بسر األهداف و الخطط الخاصة باإلستراتيجية التنافسية.
و بالتالي فإدارة التحالف الذي يمثل استراتيجية مختلطة ،يكون صعب و القيام ب ه
يجب أن يك ون بص فة ح ذرة ألن س لوك الش ركاء س يرتكز ت ارة على تقاس م
المعلوم ات وت ارة أخ رى على الس ر .ومن هن ا تظه ر ه ذه اإلس تراتيجية
كإستراتيجية معقدة وذات خطر ألنه تختلط قيها اإلستقاللية المتبادلة بالتنافسية.
وما يم يز أيض ا التحالف ات اإلس تراتيجية ه و أنه ا تختص بالعالق ات ال تي تتم يز
باإللتزامات المتبادلة المحصورة في المدة الزمنية.
وهذه الخاصية مهمة في التس يير ألن إدخ ال العام ل الزم ني في العالق ة يع رض
الشركاء لمشاكل عدم اليقين (.)incertitude
يمكن أن نستخلص مما سبق أن للتح الف خص ائص تتمث ل في ان ه إل تزام متب ادل
بين شريكان أو أكثر ،مح دود ،ت دريجي وقاب ل لإلنعك اس وذل ك لتحس ين حس ن
أدائهم الخاص و المتبادل و الحصول على ميزة تنافسية حاسمة.
-متبادل يعني مسيران إثنان للمؤسسات (او أكثر) لهما نفس اإلشتراك كميا و
كيفيا في التحالف و لهم نفس المصالح.
-محدود :يطور الشركاء من خالل التحالف أهداف مشتركة ولكن يحتفظ ك ل
واحد منهم بالنشاطات الخاصة به.
-تدريجي :في التحالف يتعارف الشركاء بعضهم البعض بالقيام مس بقا بعملي ة
أو عمليتين مع بعض ،فهو إذن عكس اإلتحاد أو الشراء حيث يترك التحالف
الوقت للشركاء ليتطوروا على التوالي و بالتبادل.
-قابل لإلنعكاس :عندما تتحقق أهداف التحالف ،يمكن للش ركاء أن يتح رروا
من اإللتزام بالتحالف.
وهك ذا يمكن الق ول أن ك ل فن وره ان التح الف يكمن في مرونت ه وفي اإلل تزام
الجزئي ألعضائه.
لق د ذكر ( )Doz et Hamel 1998في مقدم ة كت ابهم أن " :التح الف
اإلستراتيجي يشكل حجر األساس للتنافس في األس واق العالمي ة :ويجب على ك ل
رؤساء المؤسسات فهم ميكانيزمات هذا التحالف و البحث في طرق تسييره"
♦ ولقد أدى التح ول و التن وع في أش كال المنافس ة إلى منافس ة متع ددة المع ايير:
فيجب اإلب داع ،و التفاع ل ،العم ل في تحس ين النوعي ة ،وتخفيض التك اليف م ع
التوجه إلى التحالف مع المنافسين.
فبإمكان المؤسسات إيجاد الوس ائل و اإلمكاني ات التقني ة ال تي تنقص ها .ح تى
يتسنى لها اإلبتكار و التجديد بسرعة و بأقل التكاليف.
♦ التح الف يس تجيب إلى تن وع الم وارد .كم ا لدي ه من افع أخ رى كتب ادل
المعلومات ،تشكل ش بكات منتج ة لخ دمات فعال ة للش ركاء و المتع املين ،ويمكن
أيضا التقليل من عواقب استعمال التكنولوجيات الجديدة.
♦ بمع نى أخ ر ،يمكن الق ول أن إدخ ال مواص فات و متطلب ات الش ركاء في
المنافسة ،ينتج عنه فرص تتعدى التقاسم والتشارك العادي في اإلس تثمارات .كم ا
ينتج عنه أيضا:
-الحص ول على أفض لية تنافس ية ،تس اهم في التحس ين التق دم الع ام في
المؤسسات
-تطوير الموارد و اإلمكانيات.
-زيادة حجم الماركة في السوق و تقاسم المخاطر.
-إنشاء التقسيم و المعايير.
-تسهيل و تسيير طرق التدريب و إكتساب المهارة.
-تقاسم و تقليل األخط ار المرتبط ة بمختل ف أش كال ع دم اليقين ال تي تواج ه
المؤسسة.
في األخير نالحظ أن و بالرغم من أن التحالفات تقدم عدة مزاي ا لتل ك المؤسس ات
المتحالفة إال أنها في نفس الوقت تخلف مخاطر كبيرة لها ( .)Valverde, 1990
-IIخطر العالقات:
رغم أن التحالفات تقدم ميزات عدي دة للمؤسس ات المتحالف ة كض مان المناف ذ،
الحصول وتبادل المعارف و الكف اءات و لكنه ا في نفس ال وقت تول د وتخل ق له ا
أخطار هامة ففي سنة Ouchi 1980شدد في دراسته على فكرة رئيس ية وهي
أن عدم اليقين يمثل المشكل األساسي لكل تعاون .فالشركاء ي واجههم :ع دم اليقين
المرتبط باختيارهم للتعاون نتيج ة المحي ط ال ذي يتواج دون في ه أو المحي ط ال ذي
يص بون إلى اإلن دماج في ه وك ذلك ع دم اليقين الن اتج و الحاص ل عن اإلط ار
التعاوني نفسه.
أم ا ) ، Das et teng (1996ي رون من جهتهم أن الخط ر ال ذي يمكن أن
يواجه التحالف ينقسم إلى نوعين رئيسيين:
الخطر المرتبط بحسن األداء وخطر العالقات
بالنسبة للخطر األول ،و ال ذي ع ادة م ا يطل ق علي ه إس م "خط ر" ع دم – حس ن
األداء" – فهو مرتب ط أساس ا بالمحي ط ،الس وق،وبكف اءات المتع املين (مث ل تل ك
الصعوبات المرتبطة :بالتكنولوجية ،بتطوير السوق وظه ور منافس ين ج دد) .إن
هذا النوع من الخط ر ،يع ني أن التح الف ال يحق ق دائم ا األه داف اإلس تراتيجية
المسطرة من طرف الشركاء عند إنشائهم للتحالف ،وذلك مهما ك انت جه ودات "
التعاون" التي يتحلى بها المتح الفين .ويمكن له ذا " ع دم حس ن األداء" أن يك ون
تجاري ا (بمع نى أن المنت وج ال يحق ق النج اح المرج و) أو مالي ا (ع دم مردودي ة
اإلس تثمارات) .إن التغلب على ه ذا الن وع من الخط ر يتطلب تحس ين نوعي ة
المنتجات و خلق نوع من التكاملية بين الم وارد و الكف اءات ال تي يس اهم به ا ك ل
شريك.
إلى جانب هذا الخطر ،هناك أخطار أخرى خاصة بالتحالفات ال تق ل أهمي ة وهي
أخطار العالقات.
فعادة ما تعرف التحالفات بأنها استراتيجيات غير مستقرة ،خط رة ومعق دة و ذل ك
نظرا لعدم اليقين الذي يتميز به السلوك المستقبلي للشريك ( . )Partch 1993أما
بالنسبة لـ ( ، )Delerue, 2003فإن خطر العالق ات يض م في نفس ال وقت تل ك
األخطار المتعلقة بسلوك الشريك و بعالقة التعاون.
أ) -األخطار المتعلقة بسلوك الشريك:
إن مفه وم " الس لوك اإلنته ازي" تم تط ويره وتحليل ه بص فة دقيق ة في األدب
اإلقتص ادي المتخص ص في " إقتص اد تك اليف المع امالت" (Williamson,
)1979وهذا النوع من األخطار الناتج عن عدم تماثل أو تناس ق المعلوم ة ،ع ادة
ما يكون مرتبط بالتواجد المحتمل لإلنتهازية.
إن اإلنتهازية ،كما يعرفها )Williamson 1975( ،هي " البحث عن المصلحة
الخاصة عن طريق الخدعة أو الحيلة" .بمعنى آخر .ذلك السلوك الذي يؤدي إلى
الكذب ،السرقة ،الغش وكل المجهودات و السلوكات التي تؤدي إلى الخدعة.
وعلى أساس التعريف الس ابق لـ ،Williamsonيق ترح ()Parkhe, 1995
تعري ف أك ثر دق ة للس لوك اإلنته ازي " :يمكن ترجم ة الس لوك اإلنته ازي لع دم
إحترام بنود اإلتفاق وذلك بهدف استغالل الطرف اآلخ ر من أج ل الحص ول على
ربح ،كاإلحتف اظ بالمعلوم ات او تزييفه ا ،تمل ك تكنولوجي ا أو م وارد بش رية
استراتيجية ،لدى الشريك تأخر في الدفع الخ...
وعادة ما يتم تقسيم السلوكات اإلنتهازية إلى فئتين:
-االنتهازية التي تظهر بمناسبة المفاوضات حول اللتفاقيات والعقود.
-االنتهازية التي تظهر أثناء عملية تنفيذ على أرض الواقع محتوى اإلتفاقي ات
و العقود ()Koeing 1993
فيم ا يخص الحال ة األولى ،فنحن أم ام متعام ل ال ذي يح اول اس تعمال ك ل -
الطرق الممكنة الخاصة بالمعلومة ال تي ه و الوحي د ال ذي يمتلكه ا لص الحه
وخاصة تلك المعلومات المتعلقة بالموارد و الكفاءات الحقيقي ة ال تي ه و في
إستعداد لتقاسمها.
-أم ا الحال ة الثاني ة فتتعل ق ب ذلك المتعام ل ال ذي يح اول إس تغالل التحكم و
الس يطرة على س لوكه ح تى ال يح ترم اإللتزام ات ال واردة في العق ود و
اإلتفاقيات.
في األخير ،يمكن لنا أن نس تنتج حس ب التحلي ل الس ابق الخ اص بالتحالف ات ،س لوك
الشريك في العالقات ما بين المنظمات ،بأننا نعتبر سلوك إنتهازي عندما تكون هن اك
خسارة ألحد الشركاء.
هكذا ،وحسب ( ، ) Delerme, 2003فإن األخطار المتعلقة باإلنتهازية ،يمكن له ا،
كذلك أن نميزها بما يلي:
-إختالف األه--داف :يجب أن نأخ ذ بعين االعتب ار ،إمكاني ة خ وض الش ريك للح ل
التعاوني من أجل اقتناء كفاءات ومهارات جديدة ،موارد جديدة أو أكثر من ذل ك ،من
أجل معرفة اإلستراتيجية التنافسية للمنافس ،في هذا اإلطار ،عدد كب ير من الب احثين،
رك زوا في تحليالتهم على الف وارق و االختالف ات بين ح وافز وظ روف إب رام
اإلتفاقي ات و العق ود ( . )M.Ingham, 1994ويص بح في ه ذه الحال ة ،التع اون
كوسيلة إضعاف و استغالل كل اإلمكانيات المتاح ة ل ديها لت دعيم مكانته ا في الس وق
على حساب المؤسسات األخرى المنافسة .الشيء الذي يحدث تغي يرات في التوقع ات
التنافسية لمختلف أطراف العقد و اإلتفاقية.
بالتالي ،إن إختالف األهداف ،يمكن أن يؤدي برغب ة أح د الش ركاء في إبتالع
و إمتصاص الشريك اآلخر ،بالرغم من أن العقد هو ظرفي ،أو على األقل يطمح إلى
تحقيق ربح لكال الطرفين و الحفاظ على درجة معينة من استقاللية الشركاء.
على أساس ما سبق ذك ره ،و في إط ار تس يير التحالف ات ،يجب أن نف رق بين
األه داف المعلن ة و األه داف الخفي ة وذل ك من أج ل حماي ة المؤسس ة من النواي ا
اإلنتهازية للشريك.
-نقص شفافية الشريك :إن مثل هذه السلوكات يمكن لها أن تؤثر سلبيا على المنظمة
في مج ال التعلم .إن عملي ة نق ل المع ارف بين مختل ف الش ركاء و الحل ف الجم اعي
للمعرفة ،تك ون أس هل في إط ار التحالف ات ،وذل ك عن طري ق تقاس م المعلوم ات و
الجاذبات المتك ررة بين أعض اء المؤسس ات ( )Norman, 2002هك ذا ،إن تقاس م
المعرف ة المشخص ة تس مح بوض ع عملي ة تعلم متقاس مة أو جماعي ة .إن ع دم تمل ك
المعرفة تعود عادة إلى خصائص ومزايا المعرفة ذاتها ويمكن أن تك ون ك ذلك نتيج ة
نقص الش فافية للش ريك ( ، )Harmel, 1991أو نتيج ة اإلس تراتيجية المخت ارة و
المطبقة من طرف هذا األخير.
-إرتداد أحد الشركاء :عادة ما يؤدي إرتداد أحد الشركاء إلى قطيعة أي ع دم تجدي د
اإلتفاقية و العقد ( . )Nooteboom et Al, 1997إن مفهوم اإلرتداد في هذه الحالة
هو مفهوم النوع النيوكالسيكي الذي يضم العالقات التعاقدية .في هذا اإلطار ،يالح ظ
( )Williamson, 1991بإن " النظام القانوني الخاص ب اإللتزام أو المحافظ ة على
الوعد ،عن طريف العقود النيوكالسيكية يتميز بالمحدودية"
في هذا النوع من العقود ،استقاللية الشركاء تخلف حوافز مستمرة لإلرتداد.
إن خطر هروب وخسارة الكفاءات يتجلى ويظه ر كث يرا في المؤسس ات المبدع ة
أو التي تعتبر ك ذلك ،في الحال ة ال تي يص عب فيه ا حماي ة اإلب داع و اإلبتك ار داخ ل
المؤسس ة أو عن دما يك ون اإلب داع س هل التقلي د في مث ل ه ذه الظ روف ،تص بح
اإلستراتيجية المثلى و الناجمة تتمثل في تدويل هات ه النش اطات الخاص ة ،وذل ك ألن
الشيء الذي يميز مؤسسة عن أخرى ال تتمثل في الفوارق الممكن إكتشافها في عملية
إختيار العوامل ،لكن في طبيعة لكن في طبيع ة المه ارات المتراكم ة في المؤسس ة و
التي تسمح باإلستغالل األمثل لعوامل اإلنتاج المستعملة.
وهكذا ،فإن خطر التعاون ال يخص فقط المعلوم ات ،اإلس تراتيجية ال تي تكش ف
اإلستراتيجية التنافسية للمنظمة ،و إنما تشمل كذلك الكفاءات ،المه ارات و المع ارف
الممتلكة من طرف المؤسسة و التي تصنع ميزتها التنافسية.
-وقد تطور أسلوب المراقب ة الغ ير الرس مي من ط رف ب احثي اإلق تراب العالق اتي
الذين بينوا أن المبادلة و التركيز على العالقات الجي دة م ا بين األش خاص و التع اون
المؤسس على الثق ة يحقق ون المراقب ة و التنس يق الض روري لحس ن س ير المب ادالت
ويحسنون فعالية العالقات ما بين المؤسسات (. )Larson 1992
يتم اختيار الشركاء ،منذ مرحلة االنتقاء على أس اس س معتهم و التف اعالت الماض ية
أين ظهروا جديرين بالثقة .فهكذا إذن تصبح الثقة سواء كانت ثقة الكفاءة ( بمعنى أن
المؤسسة يقن أن الطرف اآلخر له الكفاءات الضرورية لقيام الخدم ة) أو ثق ة الرفق
(التي هي عبارة عن االنتظار من الطرف اآلخر أن يتحرك في اتجاه مصالح العالقة
و ال في صالح مصالحه الخاصة) اق تراب مناس ب لتس يير األخط ار .فخالل العملي ة
تبنى القواعد العالقتي ة مث ل المرون ة ،التض امن ,تب ادل المعلوم ة وه ذا م ا يجع ل
األطراف تتاقلم مع الحاالت و الظروف الجديدة.
هذا الن وع من المراقب ة يتأس س على القواع د ال تي حس بها ال يمكن تحقي ق األه داف
الفردية إال بجهود متضافرة و بالربح الطويل األجل (.)Heide 1994
هذا النوع من الرقاب ة ال يمكن أن يتحق ق إال إذا تواج د تج انس األه داف بين األف راد
المضطرين للتعاون فهو يتطلب أيضا إس تمرارية العالق ة ألن الثق ة ع ادة م ا ت تراكم
ط وال العالق ة و تتط ور في عالق ات التب ادل المتك ررة لتك ون رأس م ال عالق تي (
. )Kale et Al 2000
إن الثقة تسهل التعلم ( )Ingham et Mothe, 2003وتعتبر مصدر نجاح العالقة
فكلما نجحت التجارب و تراكمت كلما سيرت أحسن النزاعات الممكنة.
و بالت الي فبالنس بة للمراقب ة الغ ير الرس مية ،المراقبةالرس مية يمكن ح تى أن تص بح
محل شك بالنس بة للط رف الم راقب .فيمكن أن تفهم كع دم الثق ة ب ه و ال ذي يمكن أن
يؤدي إلى عدم االلتزام بالعالقة .و من بين فوائد المراقبة اإلجتماعية هو أنها تسمح
بالحد من انتهازية المتعاملين في حاالت التبعية و التركيز على األرباح الم دى البعي د
للعالقة.
و لكن بعض نوع األخط ار و خاص ة األخط ار المتعلق ة بالس لوك اإلنته ازي يتطلب
التحكم فيها بصفة كاملة بالعقود و التطور رأس المال العالقاتي.
فالثق ة ال يمكن أن تك ون مح ل إحالل العق د فيجب أن يتواج د و م ع بعض .فهم
مفهومين منفصلين ولكن متوازيان .
الخاتمة