Professional Documents
Culture Documents
اقتراح
اقتراح
يجب العمل على تقليص المديونية العمومية ،حيث أنها تتفاقم بشكل سريع
لسبب تزايد النفقات العمومية التي قامت بها الدولة أو المؤسسات
العمومية،إضافة الى مشكلة االدخار العمومي،فالفائض بين النفقات
العمومية و الموارد العمومية ال يتعدى ٦مليار درهم ،وهذا راجع أيضا
الى عدم مواكبة االستثمار الخاص لالستثمار العمومي،وبالتالي يجب
تعزيز االستثمار العمومي دون أن يحول ذلك بالضرورة الى تزايد
المديونية،ألنه هو وسيلة لخلق دينامية اقتصادية،وهذا األمر يقتضي
اعتماد آليات التمويالت المبتكرة في إطار شراكة بين القطاع العام و
القطاع الخاص أو االقطاعين العام و العام،لتمويل المشاريع التي تتطلب
غالفا ماليا ضخما،فالمشاريع المتعلقة بالبنيات التحتية بالنسبة للجهات
تتطلب غالف مالي يقدر ب ١٠٠٠مليار درهم حسب تقديرات
الخبراء،لكي يجعل هذه الجهات متجانسة و متكاملة ،فهذا المبلغ يبدو لنا
أنه بالمبلغ الكبير على مدى سنوات،و بالتالي فاإلمكانيات المتاحة من
خالل شراكات بين القطاعين العام و الخاص أو بين العام و العام و
ادماج أطراف أخرى بما فيها المؤسسات األجنبية ،من شأنها أن تساهم
في تسريع وتيرة التنمية ،وسيجعل كل من الكلفة و المخاطر تقسم بين
القطاعين العام و الخاص و الحكومة و الفاعلين االقتصاديين ،فالمشاريع
التي تنفذ في وقت قياسي ستتيح للحكومة من االستفادة منها عوض أن
.تبقى تنتظر األموال أو تلجأ الى االستدانة
إذن البد من إقرار اعتماد آليات التمويالت المبتكرة للحفاظ على
التوازنات المالية و تحقيق التنمية المجالية التي تقتضي تفاعل و تجاوب
كل الفاعلين المؤسساتيين و االقتصاديين و االجتماعيين و على رأسهم
القطاع الخاص،والعمل على تقويته على أسي مسؤولية االجتماعية
للمقاولة و تقديم الخدمة العمومية من خالل تطوير شراكات فاعلة لتمويل
مختلف المشاريع التنموية ،و تمكين المقاوالت الصغرى و المتوسطة و
المقاوالت الذاتية و الشباب حاملي المشاريع و العاملين في القطاع غير
.المهيكل من الولوج الى التمويل
فاشراك هذه الفئات من شأنها أن تنعكس مباشرة من خالل مستويين،
األول مرتبط بمسؤولية الدولة في تنفيذ المشاريع و هنا نتحدث عن
المسؤولية األخالقية و الدستورية للحكومة،أما المستوى الثاني المتمثل
أساسا على أنه هذه المشاريع ستستفيد من نجاعة المؤسسات العمومية و
.أداء القطاع الخاص
في رأيي ،أعتقد أن للحد من ارتفاع الدين العمومي،يتعين توسيع الوعاء
الضريبي ،بحيث يسمح لالقتصاد خالق للثروة و القيمة المصافة،اقتصاد
اندماجي سيمكن من إعادة التوازنات العامة على مستوى السوسيو-
اقتصادي،ويمكن الدولة من موارد سيسمح لها من التقلص من
المديونية،وهذا يقتضي أساس اعادة الثقة بين الملزم و اإلدارة الجبائية،من
خالل اعتماد آليات استراتيجية لالمتثال الضريبي ،وذلك عبر تبيان
الهدف االجتماعي و السوسيو-اقتصادي من كل اجراء ضريبي،مما
،سيؤدي في آخر المطاف الى اقتناع المواطن بإلزامية الضريبة و امتثاله