Professional Documents
Culture Documents
1
وتراوح درجة اإلضاءة الطبيعية الواقعة على السطوح األفقية في األماكن المكشوفة عادة بين «
»0.0005لُ ُكس في الليلة المظلمة (غير القمراء) ،و« »0.3لُكس في الليلة القمراء التامة البدر ،و«
»100000لُكس تقريباً تحت أشعة الشمس المباشرة (انظر تعريف %اللُكس فيما بعد) .ويتم تقويم اإلضاءة
الطبيعية داخل المباني بحسب ُمعامل اإلضاءة الطبيعية ،وهو النسبة بين اإلضاءة الساقطة على مساحة من
الداخل واإلضاءة الخارجية على مساحة تساويها نتيجة لتناثر الضوء الصادر %عن القبة السماوية .ومعامل
اإلضاءة الطبيعية هذا مرهون بحجم المنبع الضوئي ووضعه وشدة الضوء الصادر عنه والمواد الحاجبة
له وقدرة السطوح الداخلية على عكس الضوء ،ويعتمد معظم الدول معدالت محددة لمعامل اإلضاءة
الطبيعية طبقاً لقيمة البناء والغاية منه ،وقد %تراوح بين %0.25و %10في أماكن اإلنتاج المغلقة.
وتكون النوافذ %الجانبية أو المناور العلوية أو كلها هي منافذ %اإلضاءة الطبيعية في المباني .فإذا
أحسن تخطيط األبنية والشقق السكنية في المدن ووجهت التوجيه الصحيح وطليت جدران الغرف بالبياض
أو األلوان الزاهية (الفاتحة) وجعلت النوافذ متسعة مزدوجة األطر أمكن التوصل إلى إضاءة طبيعية
داخلية مقبولة .ولوقاية الغرف من دخول أشعة الشمس المباشرة أكثر من المطلوب تزود األبنية عادة
أخصاص وشبابيك %وستائر %تخفف من شدة الضوء.
ٌ بطنف واقية ،وتركب على النوافذ %والمناور%
اإلضاءة الصنعية ووسائلها
ال تستطيع %اإلضاءة الطبيعية توفير جميع الشروط الضرورية لممارسة اإلنسان نشاطاته في جميع
األوقات ،كذلك قد تفرض بعض المسوغات االقتصادية والتقنية إقامة مبان ال تدخلها اإلضاءة الطبيعية
لضرورات شتى كالمحافظة على درجة حرارة أو درجة رطوبة ثابتتين أو اإلبقاء على المكان المغلق
نظيفاً أو تطبيق نظام ضوئي %خاص به أو غير ذلك.
لمحة تاريخية
برزت حاجة اإلنسان منذ عصور ما قبل التاريخ إلى سد نقص اإلضاءة الطبيعية باإلضاءة الصنعية
فاستغل النيران والمشاعل والشموع %والسرج والمصابيح وغيرها ،وكانت الغاية من استخدام األضواء
الصنعية منذ البداية توفير %إمكان الرؤية في الظالم من جهة ،وتحقيق المؤثرات البصرية طبقاً لحاجة
اإلنسان من جهة أخرى .ولقد تطورت تقنيات اإلضاءة مع تطور قدرة اإلنسان على التحكم في النيران،
وتوصله إلى مصادر %للضوء ذات فعالية ومردود كبيرين ،وإ لى إيجاده الوسائل المناسبة للتحكم فيها،
فوضع الشمعة على شمعدان ليزيد في ضيائها ويضفي %جماالً على نورها %بتزييناته الزجاجية الموشورية،
وركب للسراج أو المصباح الزيتي عدداً من العاكسات تساعد على تركيز %الضوء ،واستعمل %فيه فتيالً من
القطن قابالً للضبط ،وجعل للمصباح منافذ %تسمح بمرور %تيار من الهواء يوفر %له أكثر كمية من األكسجين
الالزم لالحتراق كما في مصباح أرغاند Argandسنة 1784م ،وركب له زجاجة أسطوانية (بلّورة)
مكورة الوسط تزيد من تركيز %اإلضاءة ،وبعد اكتشاف النفط استبدل بالزيت الكيروسين (زيت الكاز)
ّ
2
وزيت البارافلين لتحسين نوعية االحتراق ،وأدى ذلك كله إلى الحصول على مصابيح سهلة الصنع قليلة
التكلفة وأمينة يمكن االعتماد عليها ،فبطل استخدام %الشموع وإ ن ظلت للزينة.
شهدت بداية القرن التاسع عشر تطوراً كبيراً في تقنيات اإلضاءة الصنعية عندما استخدم الغاز
الطبيعي في الواليات المتحدة وكندا ثم الغاز المستخرج من الفحم الذي استعمله وليم مردوك االسكتلندي%
William Murdockحين كلف إضاءة أحد شوارع %لندن سنة ،1820ثم غاز األسيتلين ،ورافق %ذلك
صنع أجهزة خاصة لحرق هذه الغازات واإلفادة من ضوئها توجت جمعيها باختراق «قميص ويلزباخ»
Welsbach montleسنة 1880الذي يتألف من شبكة دقيقة أسطوانية أو كروية من القطن المحبوك
thoriumوالسيزيوم ،cesiumوعندما يستعمل هذا القميص في جهاز اإلضاءة (اللوكس) تحترق%
المواد التي عولجت بها ويبقى القميص هشاً سريع التلف ،غير أنه يعطي ضوءاَ شديد البياض مائالً قليالً
إلى الخضرة بسبب أمالح الثوريوم ،ويزداد %توهجه بازدياد %ضغط الغاز عند المدخل.
ومع كثرة سيئات وسائل اإلضاءة اآلنفة الذكر فقد ظلت جميعها أو بعضها يستخدم حتى اليوم في
مختلف أرجاء العالم لسبب أو آلخر ،غير أن اكتشاف الكهرباء في أواسط %القرن التاسع عشر أحدث ثورة
عالمية في تقنيات اإلضاءة كان لها أطيب األثر في تبدل معيشة اإلنسان.
اإلضاءة بالكهرباء :استخدمت الكهرباء في اإلضاءة بادئ ذي بدء بالقوس الكهربائية بين قطبين
من الكربون ،وطور هذا النوع ليستخدم في إنارة الشوارع في المدن الكبرى معطياً ضوءاً ساطعاً قريباً
من الضوء الطبيعي .إال أن اختراع المصباح الكهربائي ذي السلك الفحمي المتوهج سنة 1878كان
الخطوة العلمية األولى في اإلضاءة بالكهرباء .وبسبب أهمية هذا المصباح فقد نشب جدل كثير حول من
توصل أوالً إلى ابتكاره ويدعي كل من الفرنسيين والروس والبريطانيين واألمريكيين نسبته إليهم،
والحقيقة أن الفضل األول في صنع المصباح الكهربائي %المتوهج المفرغ من الهواء واستعماله تجارياً %إنما
يعود إلى توماس إديسون [ر] Thomas Edisonفي الواليات المتحدة األمريكية ألن عمله هذا كان
جزءاً من مشروع متكامل لإلضاءة الكهربائية شمل توليد الطاقة ونقلها وتوزيعها ،وأقامت شركته عرضاً
تاريخياً سنة 1879لإلضاءة بالكهرباء في حديقة منلو ُ Menlo Parkع َّد األول من نوعه في العالم ،ولم
يقتصر إسهام إديسون على ابتكار المصباح واستعماله وإ نما رافق ذلك الكثير من الفكر العملية المطبقة
حتى اليوم ،ومن بينها نظام الربط (الوصل) على التفرع (التوازي) المعمول به حالياً في جميع أرجاء
العالم الذي ال يعدو كونه ترجمة لفكرة إديسون األولى .ومنذ ذلك الحين احتلت المصابيح الكهربائية
مكانتها المهمة في االستثمار الصناعي واشتغل كبار الفيزيائيين والمنتجين في العمل على تحسين أنواعها
وإ طالة أعمارها (استعمال سلك التنغستين ،واستعمال %الوشائع المضاعفة ،واختيار %الضوء األبيض المائل
للصفرة ،وملء الحبابة بغاز األرغون ثم الهالوجين واليود %وغير ذلك).
كانت الخطوة التالية في اإلضاءة الصنعية بالكهرباء ابتكار أنابيب التفريغ الغازية (أنابيب التبخير
،)vapour tubesوهي أنابيب اإلضاءة التي تعمل بمبدأ القوس الكهربائية داخل أنبوب مفرغ من الهواء
3
يحوي كمية قليلة من بخار عنصر ما كالنيون مثالً (الضوء األحمر) أو بخار الزئبق (الضوء األزرق%
واألبيض المائل للزرقة) .وقد شاع استعمال هذه األنابيب في اإلضاءة المنزلية وفي المصانع ولتزيين
الواجهات منذ الثالثينات من القرن العشرين حتى غدت بعد تحسينها %من أفضل الوسائل العملية في
اإلضاءة الداخلية ،وهي المعروفة اليوم باسم مصباح التألق الغازي أو الفلورسنت .fluorescentولقد
طرأت تحسينات كثيرة في غضون النصف الثاني من القرن التاسع عشر على أنابيب التفريغ الغازية هذه
فابتكر مصباح تفريغ بخار الزئبق العالي الضغط ومصباح %التفريغ الصوديومي %العالي الضغط أيضاً الذي
استعمل في إضاءة الشوارع وواجهات %المباني الحجرية واآلثار %كما استعمل في األجهزة التي تحتاج إلى
إضاءة شديدة ،وكان من آخر ما أنجز في هذا الصدد مصباح التفريغ الزنوني( %غاز الزنون الخامل
)xenonذو الطاقة العالية والضوء %المشابه لضوء الشمس تقريباً ،ثم مصباح األلق الكهربائي( %المصباح
الوضاء الكهربائي )electro luminescentالذي يجعل الجدران والسقوف %وكأنها ذاتية اإلضاءة ،األمر
الذي قد يصبح وسيلة اإلضاءة األساسية في المستقبل.
وخالصة القول أن لعلم اإلضاءة اليوم من أنواع المعرفة ما يمكن من تلبية جميع احتياجات اإلضاءة
العامة والخاصة بحسب الغرض منها :لإلضاءة الداخلية في المنازل وفي المصانع أو إلضاءة الشوارع
والمباني ،أو تزيين الواجهات واإلعالنات ،أو لالستعمال في المنارات وفي %المناور الكاشفة ،أو إضاءة
المساحات الكبيرة إضاءة غامرة flood lightingكمهابط الطائرات مثالً ،أو لالستعمال في التصوير%
المجهري وأجهزة التنظير %الطبية ،أو لنقل الضوء بوساطة األلياف البصرية المرنة flexibel optic
fibresأو لتوفير %اإلضاءة بأحد عناصر الطيف المرئي أو األشعة فوق %البنفسجية أو تحت الحمراء وغير
ذلك.
األسس المعتمدة في اإلضاءة
يجب أن يراعي تنظيم %اإلضاءة وظيفتها والغاية المرجوة منها .وثمة معدالت وضوابط متفق عليها
عند تصميم إضاءة مكان ما إذ يختلف حساب اإلضاءة لشارع أو ساحة عن حساب اإلضاءة في «ورشة»
عمل ،ويرتكز هذا الحساب أساساً على قوانين الفيزياء العامة وقوانين اإلشعاع التي تضبط %انتشار الضوء
وتمكن من قياس شدته وكثافته وانعكاسه ومردوده .فالمعروف %أن إشعاع الضوء هو انتقال للطاقة على
شكل موجات كهرمغنطيسية:
4
( hهـ) = ثابت بالنك =34-10×6.62506جول
( Cس)= سرعة انتشار %الضوء = 8 10×3م/ثا.
كذلك يستفاد من معادالت مكسويل في حساب انتشار الضوء وامتصاصه وانعكاسه وتبدده في
الفراغ والتغيرات %التي تطرأ عليه في األوساط المختلفة وهذا يساعد على تحديد القيم القياسية لتقنيات
اإلضاءة التي يعبر عنها كماً ،وأهم هذه القيم:
شدة اإلضاءة ) :Luminous intensity (1وهي القوة الزاوية لضوء صادر عن منبع ضوئي،
مصباح مثالً ،معبراً عنها بالشمعة (الكانديال )candelaأي إن شدة إضاءة منبع ضوئي %نقطي (شمعة
لوم ٌن واحد في زاوية مجسمة solid angleقيمتها %استراديان واحد
واحدة) تساوي %تدفقاً ضوئياً %قيمته َ
.steradian
I=df/dω كانديال
التدفق الضوئي :Luminous fluxوهو معدل إصدار الضوء من المنبع ،وواحدة قياسه
«اللومن» ) ،lumen (lmويقصد به السيالة الضوئية التي يصدرها %منبع ضوئي %نقطي بزاوية مجسمة
تساوي استرادياناً واحداً وشدتها %كانديال واحدة ,ويمكن تقدير الضوء الصادر %من أي منبع ضوئي باللومن،
فالشمعة العادية تشع 13لومناً ،والمصباح السلكي ذو االستطاعة 100واط يشع 1300لومن ،وأنبوب
التألق الغازي بطول 120سم يشع نحو 5000لومن.
االستطاعة اإلشعاعية :radiant powerوهي القدرة التي يشعها منبع ضوئي في الفراغ المحيط
به في واحدة الزمن وتقدر بالواط « »wattفاستطاعة الشمعة واط واحد تقريباً.
الضياء illuminanceأو : illuminationوقد يعرف أيضاً بالسيالة الضوئية ،وهو التدفق%
الضوئي على مساحة محددة من السطح المقابل لمصدر الضوء في أي نقطة من نقاطه .ويقاس الضياء في
أي نقطة من نقاطه .ويقاس الضياء في المقاييس المترية باللكس ،وهو وحدة قياس تكافئ الضوء المباشر%
الساقط على سطح يبعد متراً واحداً عن مصدر ضوئي %نقطي يعادل شمعة واحدة ،وهو يساوي أيضاً لومناً
واحداً في المتر المربع .ويقاس الضياء في الواليات المتحدة األمريكية باللومن/قدم 2أو شمعة/قدم 2أي
كمية الضوء الصادرة عن شمعة واحدة على سطح مساحته قدم مربعة واحدة على مسافة قدم واحدة (
30سم) .أي إن اللومن/قدم 2يعادل 10.76لكس .ويقدر %ضياء ضوء النهار المباشر %من سماء تغطيها%
غيوم بيضاء ناصعة بنحو 10.000لكس أي 1000لومن/قدم 2تقريباً ،أما الضياء الالزم لمعمل في
الشروط االعتيادية مع استعمال أنابيب التألق الغازية فهو في حدود 1000لكس.
الفاعلية الضوئية :luminous efficacyوهي العامل الذي يحدد نسبة التدفق %الضوئي مقدراً
باللومن إلى االستطاعة الكهربائية الفعلية الالزمة لتحقيق اإلشعاع الضوئي %بالواط ،وتقاس هذه الفاعلية
باللومن/واط.
5
الفاعلية الضوئية النسبية :relative luminous efficiencyوهي قدرة الضوء على التأثير
في عين اإلنسان وتعبر عن حساسية العين البشرية للطيف المرئي ،أي في حدود أطوال الموجات -760
380نانو متر .أما القيمة العظمى لحساسية العين فتساوي الواحد عند اللون األخضر %المصفر أي عند
طول الموجة 555نانومتر.
عامل االنعكاس :reflectanceوهو قابلية سطح ما لعكس الضوء الساقط عليه ليراه الناظر.
فالسطح األبيض يعكس الضوء بنسبة ،%100في حين ال يزيد عامل االنعكاس للسطح األسود %على ،%2
ويبلغ عامل االنعكاس للسطح الرمادي %نحو %40من الضوء الساقط عليه ،فإذا كان السطح ناثراً للضوء
في جميع االتجاهات كالسطوح الكامدة أو المخمل القاتم فإن عامل االنعكاس يقترب من الواحد وتصبح
االستضاءة مرهونة مباشرة بالضياء ،أي بكمية الضوء الساقط %على ذلك السطح.
االستضاءة أو األلق luminanceأو :brightnessوهي القياس الكمي لمعامل االنتفاع
utilanceمن اإلضاءة ،أي النسبة بين شدة اإلضاءة الصادرة عن المنبع الضوئي %وشدتها على السطح
المضاء وتقدر بالالمبرت lambertأو الميلي المبرت ( 0.001المبرت) ،والالمبرت الواحد يعادل
شمعة واحدة في السنتمتر %المربع مقسومة على .πووحدة قياس االستضاءة في الواليات المتحدة هي
المبرت/قدم .أما العالقة بين االستضاءة والضياء وعامل االنعكاس فتحدد %على النحو التالي:
االستضاءة (المبرت) = الضياء (شمعة) × عامل االنعكاس.
فإذا كان الضياء 10لُكس وكان عامل انعكاس سطح أبيض ناثر للضوء %50فإن استضاءة هذا
السطح تعادل 5المبرت.
ولحساب كمية الضوء الالزمة إلضاءة سطح ما يجب أن يراعى معامل االنتفاع الفعلي في هذا
الضوء ،وهو نسبة االستضاءة الفعلية الواقعة على السطح المطلوب إلى االستضاءة الصادرة عن المنبع
الضوئي ،أو مجموع المنابع الضوئية في الغرفة ،ألن الجدران واألثاث وحوامل اإلضاءة نفسها تنثر
الضوء أو تعكسه أو تمتصه فال يبلغ السطح المطلوب إال قسم منه مرهون بشدة اإلضاءة وبعدد %منابع
الضوء وتوزعها وبأبعاد %الغرفة نفسها .وإ ن حساب معامل االنتفاع مسألة معقدة وتتوافر لها جداول خاصة
أو تحسب بمساعدة الحاسوب ،ويراوح %معامل االنتفاع عادة بين %15من اإلضاءة الكلية غير المباشرة
(الموجهة نحو السقف) وبين %60من اإلضاءة المباشرة الموجهة بعاكسات إلى السطح نفسه ،مع العلم
بأن معامل االنتفاع يتناقص بمرور الزمن بسبب تناقص المردود الضوئي %للمنبع وتراكم %الغبار ،األمر
الذي يضطر %مهندسي اإلضاءة إلى تجاوز معامل االنتفاع عادة عند حساب اإلضاءة الالزمة .ولقياس شدة
الضوء الصادر عن مصباح مكشوف %يوضع مستقبل للضوء على بعد معين عن المصابح وفي %جميع
االتجاهات ،ثم تحسب كمية الضوء الساقطة على هذا المستقبل بقانون التربيع العكسي لإلشعاع الذي ينص
على أن الضياء ( )Eفي نقطة ما يتناسب طرداً مع شدة إضاءة المنبع ( )Iوعكساً مع مربع المسافة ()D2
6
بين المنبع وتلك النقطة .فإذا كان السطح في تلك النقطة متعامداً مع شعاع الضوء الوارد عليه يصبح
القانون:
7
الشاقولي %زاوية الصفر وتحدد المنحنيات القطبية توزع %شدة اإلضاءة بزوايا مجسمة بالنسبة للمستوى%
العمودي المار من محور %المنبع الضوئي ،وتراعى هنا مسألة التناظر في توزع %اإلضاءة فيمكن االكتفاء
بدراسة جزء واحد فقط من األجزاء المتناظرة .ومن ثم يمكن ترتيب جداول لقيم الضياء المتوسطة بالنسبة
ألضواء متناظرة على مسافات معينة .ويمكن التفريق بين طرائق ثالث من توزيع %الضوء هي :التوزيع
المباشر والتوزيع غير المباشر %والتوزيع %العام ،فأما التوزيع %المباشر فيعني %تسليط الضوء كلية نحو السطح
المطلوب كإضاءة أمكنة العمل مثالً ،وأما التوزيع غير المباشر %فيعني اإلفادة من خاصة االنعكاس وتناثر%
الضوء إلضفاء اإلضاءة الكافية على المكان .وأما التوزيع العام فيعني توزيع %الضوء توزيعاً متساوياً%
وكافياً في جميع أرجاء المكان وفي %جميع االتجاهات لكي يصل قسم منه إلى مكان العمل مباشرة ويصل
القسم اآلخر إلى ذلك المكان بعد انعكاسه وتناثره .إن اختيار التوزيع %المناسب ال يحدد حسابات تصميم%
اإلضاءة فحسب بل يحدد نوعيتها أيضاً ،ألن لكل توزيع %منها حسناته وسيئاته ،فتسليط %الضوء كله على
مكان العمل مثالً يمكن من تركيز %إضاءة جيدة على السطح المطلوب ،إال أن السقف يبقى معتماً ويصبح
إجهاد البصر كبير االحتمال في حين تعطي اإلضاءة غير المباشرة منظراً بهيجاً ومريحاً %،ويكاد يشبه
ضوء السماء المنتثر ،غير أن مثل هذه اإلضاءة تجلب النعاس وتتعب البصر عند القراءة وعند القيام
بأعمال دقيقة ،وأخيراً فإن اإلضاءة العامة والمختلطة تجمع بين محسنات الطريقتين السالفتين ،وتخفي
سيئاتهما وربما %كانت هي المفضلة في بعض األحيان.
8
الشكل ( )3توزع الضوء ممثالً
على المنحنيات القطبية
سويات اإلضاءة :لما كان الضوء الساقط على السطح المضاء هو العامل الوحيد الذي يؤثر في
عين اإلنسان تأثيراً مباشراً ويحدد قدرته على الرؤية فقد وجد مهندسو %اإلضاءة أن حساب الضياء
واالستضاءة واالنعكاس عند السطح المذكور ،أي ما يعرف بسويات اإلضاءة ،هو األساس في تصميمها،
وأن هذه السوية تتناسب ـ كما أشير إلى ذلك في فقرة األسس المعتمدة في اإلضاءة ـ طرداً مع الضياء
وعكساً مع عامل االنعكاس على أن تؤخذ في الحسبان العوامل التالية عند حساب سوية اإلضاءة المطلوبة:
ـ توافر %إضاءة كافية للرؤية وغير متعبة للعين وفق %المتطلبات التي يفرضها علم البصريات%
الفيزيولوجي %وهندسة الصحة العامة.
ـ مراعاة شروط %العمل انطالقاً %من راحة البصر وفاعلية الرؤية لمدة طويلة.
ـ ثبات اإلضاءة واستقرار الضوء باستمرار واختيار %الطيف المناسب للرؤية.
9
ـ تجنيب اإلبهار وسقوط الضوء المباشر %في العين ،ومنع اللمعان المزعج على السطوح المضاءة.
ـ توزع %الضوء توزعاً متساوياً %على سطوح العمل وفي %المجال المتاخم لها.
ـ مراعاة تكلفة األجهزة واألدوات %المستعملة في اإلضاءة ونفقات استهالك الطاقة.
ولكل دولة من الدول شروطها %التي تحدد سويات اإلنارة في مؤسساتها %ومنشآتها %المختلفة ،إضافة
إلى النظم العامة التي تحددها اللجان والمنظمات الدولية المعنية.
ويبين الجدول 1بعض سويات اإلضاءة المعمول بها في الدول الكبرى واللجنة الدولية لإلضاءة.
الجدول :1سوية اإلضاءة مقدرة باللكس LX
اللجنة الدولية لإلضاءة ألمانية فرنسة روسية االتحادية بريطانية المنشأة
500 250-500 320 500 300 مكاتب
1000 1000 800 750 قاعات عامة ،مصارف500 ،
واجهات العرض
500 500 400 300 قاعات مطالعة ،مكتبات 300
300 250 160 500 500 قاعات مؤتمرات
200 120 240 100 200 صاالت طعام في
المطاعم
150 120 160 150 75 أدراج األبنية
500 500 200 500 200 مطابخ في الفنادق
والمطاعم
100 - 150 50 - قاعات االستقبال
50 - 56 50 - غرف النوم
150 120 160 - - غرف األطفال
100 120 80 100 - الحمامات
500 500 320 300 - غرف الجلوس
والمطالعة
البيئة والتحكم في اإلضاءة :إن أهم ما يجب مراعاته عند تصميم %اإلضاءة في مكان ما هو توفير%
ضوء كاف يسمح برؤية جيدة وال يرهق العين ،فاإلضاءة على عالقة وثيقة بحاسة البصر عند اإلنسان،
10
ألن العين تتكيف تماماً مع نوع اإلضاءة التي تحيط بها ،وهي قادرة على الرؤية في ضوء القمر مع أن
الضياء في هذه الحالة ال يتجاوز %جزءاً من مليون جزء من ضياء الشمس .وال يتوقف %تكيف العين عند هذا
القدر ولكنه يؤثر في اإلحساس الناتج من وجود %ضوء مهما كانت شدته وكميته ،فقد يبدو سطح في شارع
مضيئاً ساطعاً في الليل وتراه أقل ضياء في النهار ،وهذا ما يمكن أن يسمى الضياء الظاهري %أو النسبي،
ويقابله الضياء الفيزيائي أو الكمي ويتوقف تحديد ذلك على معرفة العالقة بين اإلضاءة والرؤية ،إذ يمكن
تحليل آلية اإلبصار عند اإلنسان إلى عوامل أساسية ثالثة هي :حدة اإلبصار visual ecuity %وإ دراك
التباين contrastوالحركة movementوعلى هذا األساس تم التوصل إلى اتفاق عالمي حول طرائق%
تحديد مستويات اإلضاءة وتحديد %كمية الضوء الالزمة للرؤية المجدية والمريحة ،وحول طرائق %التخفيف
من العوامل المزعجة كالضوء الشديد والبهر .ولقد سعت بعض الدول إلى وضع قوانين ناظمة لإلضاءة
وفهارس %لراحة البصر visual comfort indexأو لدرجة السطوع( %البهر) ،glare indexولكن
مهندسي اإلضاءة غالباً ما يصطدمون بعقبات كثيرة تضطرهم إلى التغاضي عن تطبيق %مثل هذه القوانين
والفهارس زيادة أو نقصاناً ،ناهيك عن التضارب الذي قد ينتج من اختالف وجهات النظر في التصميم %بين
هندسة اإلضاءة والهندسة التزيينية (الديكور) والعمارة.
اإلضاءة الداخلية :تميل معظم البلدان إلى تبني نماذج متشابهة تقريباً في اإلضاءة الداخلية من حيث
مصادر الضوء وطراز العمارة واحتياجات اإلضاءة في أماكن الراحة والعمل ،ولقد أثبتت الدراسة أن
متطلبات اإلضاءة في الوقت الحاضر أكبر بكثير مما كانت عليه قبل عقد من الزمن ،وأنها ازدادت
خمسين ضعفاً عنها في النصف األول من القرن العشرين ،وليس السبب في ذلك ضعف الرؤية أو تلف
البصر عند اإلنسان المعاصر ،وإ نما ميل الناس إلى الرؤية الواضحة حيثما كانوا من دون أن يضطروا%
إلى االقتراب من منبع الضوء أو انتظار %بزوغ الشمس للقيام بأعمالهم .وغدت اإلضاءة المركبة أو
المختلطة هي األكثر قبوالً في اإلضاءة الداخلية ،األمر الذي يتطلب تعاوناً بين مهندس اإلضاءة ومهندس
التزيين الداخلي أو ما يسمى «الديكور» من أجل توفير بيئة داخلية مفيدة ومريحة.
-1في دور السكن :ما يزال الضوء المركزي المتدلي من السقف ،وسواء كان مصباحاً %مفرداً أو
ثريا متعددة المصابيح ،هو األسلوب األكثر شيوعاً في إضاءة المنازل العادية ،وغالباً ما يكمله ضوء
جداري واحد أو ضوءان مع ضوء أرضي محجوب على منضدة العمل أو قائم في أحد الزوايا ،وتعد هذه
اإلضاءة من أفضل الطرائق المعتمدة لراحة البصر وأكثرها اقتصاداً %،إذ تكون العين أكثر فاعلية وأقل
إجهاداً عندما تكون اإلضاءة في مكان العمل (عند القراءة مثالً) أكثر بقليل منها فيما يحيط بذلك المكان،
ولكن من غير الجائز أبداً االكتفاء بضوء منضدة واحد في الغرفة ألنه يجعل الغرفة أشد إظالماً ويؤدي
إلى إرهاق البصر .وثمة مصابيح تنثر ضوءاً عاماً مع تركيز %حزمة من الضوء على مكان محدد في آن
واحد ،وهي من أفضل مصادر %الضوء اقتصاداً إلضاءة أماكن العمل ضمن المنازل .ويعد المصباح
الكهربائي المتوهج ذو السلك المعدني أكثر المصابيح مالءمة لجو المسكن االجتماعي بسبب لون ضيائه
11
المائل للصفرة ألنه يشعر اإلنسان بالدفء والراحة .أما مصابيح التألق الغازية (الفلورسنت) فهي المفضلة
في بعض األماكن من المنزل كالمطابخ ،وغير مرغوب فيها في غرف الجلوس والنوم %بسبب حجم
مصباحها من جهة ولمشابهة ضوئها %ضوء النهار الذي قد يرغب الناس عنه.
وأما اإلضاءة المفضلة لمشاهدة التلفزيون فهي مثار جدل كبير ،ويفضل معظم الناس أن تكون
اإلضاءة عادية من دون أن يلحق ذلك أي أذى بالعين ،غير أن الضوء األبيض المسلط على الشاشة الملونة
مباشرة يشوه ألوانها ،وتتوقف سوية اإلضاءة عند مشاهدة التلفزيون على اإلحساس الشخصي مع تجنب
انعكاسات الضوء المزعجة ،ويفضل في معظم األحوال أن تكون اإلضاءة خلفية وأن تكون سويتها %أقل
بقليل من تلك المستعملة في القراءة أو العمل.
-2في المدارس :تميل بعض الدول إلى جعل اإلضاءة في المدارس شبيهة بإضاءة المنازل ،في
حين تصر دول أخرى على وضع مصدر %الضوء فوق ساحة العمل كمقاعد الدرس والسبورة ،وتفضل
إضاءة المدارس بمصابيح التألق الغازية المثبتة في السقف ،أو بإضاءة السقف إضاءة شديدة ال تترك
ظالالً على سطح العمل.
-3في المكاتب :كان الضوء الطبيعي الداخل من النوافذ أساس اإلضاءة في المكاتب في النهار لذا
وجب أن تكون النوافذ %عريضة وموجهة ،في حين كانت اإلضاءة الصنعية مخصصة للعمل بعد حلول
الظالم أو في المكاتب التي ال يدخلها الضوء الطبيعي .وقد أظهرت الدراسات الالحقة ميزات التكامل بين
اإلضاءتين الطبيعية والصنعية من أجل تحسين نوعية العمل ،فلم تعد ثمة ضرورة لجعل النوافذ كافية
لتوفير %الضوء الالزم في ساعات النهار ،غير أن وجودها مهم جداً ألنها تربط العاملين في المكتب بالعالم
الخارجي ،وقد اعتمد هذا المبدأ في معظم البلدان ،ولم يؤخذ به في الواليات المتحدة األمريكية حيث يفضل
العمل باإلضاءة الصنعية ليالً ونهاراً %ولو بإسدال الستائر %لتخفيف وهج الضوء الطبيعي.
وتعتمد %إضاءة المكاتب عادة على مصابيح التألق المثبتة في السقف ،ظاهرة أو مخفية ،لكي تعطي
ضوءاً متجانساً %فوق %ساحة العمل كلها ،وتسمح بترتيب حجرة المكتب بحسب مقتضيات العمل وذوق%
شاغله ،وال تقل سوية اإلضاءة في المكتب عادة عن %10إلى %20من الضوء الطبيعي ،إذ يعتقد أن
هذه هي الدرجة المثلى لإلضاءة عند استعمال الورق %األبيض.
-4في المشافي :يميل األمريكيون إلى عدم استعمال األلوان في طالء الجدران ،واإلقالل من
استعمال المعلقات (لوحات أو صور) مع توفير مستويات %عالية من اإلضاءة بمصابيح التألق ظاهرة أو
مخفية في السقف وفوق رؤوس %األسرة مباشرة ،في حين يأخذ معظم البلدان األخرى ،وفي أوربة خاصة،
بمبدأ توفير %اإلضاءة المريحة بسويات منخفضة نسبياً مع تلوين الجدران والستائر بأسلوب يمنح المرضى%
شعوراً بالراحة كما لو كانوا في منازلهم .أما غرف العمليات فتتطلب بطبيعة الحال تركيز %إضاءة بسوية
عالية خالية من الظالل فوق سطوح العمل بصرف النظر عن مكان وقوف الجراح أو حركته .وغالباً ما
يوفر ذلك من مصدر ضوئي %كبير جداً ومتعدد األضواء معلق فوق %طاولة العمليات ،وهو الحل األقل
12
تكلفة ،أو من سقف إهليلجي عاكس مضيء إضاءة كلية يضم عدداً من المنابع الضوئية الصغيرة الموجهة
إلى ساحة العمل يتحكم الجراح نفسه في توزيع %ضوئها أو اتجاهه بأزرار في متناول يده ،ومن المهم جداً
أن تتمم هذه اإلضاءة بإضاءة عامة لغرفة العمليات خالية من الظالل كي يتمكن مساعدو الجراح من القيام
بعملهم بكفاية من غير إجهاد للبصر.
-5في المصانع والمعامل :تعد إضاءة سطوح العمل إضاءة كافية مطلباً أساسياً ،وغالباً ما تكون
اإلضاءة فيها بمصابيح تألق غازية ذات سوية عالية مثبتة في السقف .ومن المتفق عليه عالمياً أن تراوح
شدة اإلضاءة بين %10و %25من الضوء الطبيعي في يوم مشرق .وتختلف مشكلة اإلضاءة هنا عنها
في المكاتب ،ألن التعامل في المكاتب غالباً مع الورق األبيض ،في حين يرتبط %العمل في المصنع بمواد
مختلفة متباينة األلوان أقل عكساً للضوء من الورق %توفر راحة أكثر للبصر مهما كانت شدة اإلضاءة ،وقد%
أثبتت الخبرة الطويلة أن ارتفاع سوية اإلضاءة في المعامل يزيد اإلنتاج ويعطي مردوداً %يعوض ما ينفق
عليها .والجدير بالمالحظة هنا أن بعض المهمات الصناعية الدقيقة تتطلب إضاءة إضافية أو متممة قد تبلغ
سويتها سوية اإلضاءة الطبيعية في نهار مشرق %كتجمع اآلالت الدقيقة والساعات وآالت التصوير ،وكذلك
مكاتب الرسم التي يفضل الرسامون العاملون عليها سوية عالية من اإلضاءة .ويراعي مصممو اإلضاءة
في المصانع عادة سهولة تنظيف مصادر %الضوء وصيانتها ،ألن حرارة المصابيح تسبب تياراً هوائياً
صاعداً يحمل معه ذرات الغبار والهباب من أماكن العمل فتتوضع على السطوح العاكسة للضوء وتخفف
من ضيائها ،كما أن الحرارة المنبعثة من مصادر الضوء ومن اآلالت ومن أجسام العمال أنفسهم تفترض
13
توفير %تهوية كافية لمصادر الضوء تخفف من حرارتها وتحافظ على تألقها ،ألن الحرارة المفرطة تقلل من
تألق الضوء وتخفف مردوده.
يتبع في إضاءة المصانع أسلوبان أساسيان أولهما اإلضاءة من علو مع ترك فرجات ومسافات
متناظرة بين األضواء ،وثانيهما %اإلضاءة المتتابعة والمستمرة على صفوف.
واألسلوب %األول أكثر مواءمة للعنابر الكبيرة المرتفعة األسقف كحظائر %الطائرات ،حيث تكون
اإلضاءة متجانسة من غير تداخل نظراً لسعة المكان .أما األسلوب الثاني فيمكن من تركيب األضواء فوق%
خطوط العمل على ارتفاع مناسب لكي تتكامل مع ضوء النهار أو تحل محله تماماً في الليل .وقد يستخدم%
بعض المصانع السقوف المضيئة كلية والسيما %تلك التي تتطلب تحكماً دقيقاً في مناخها الداخلي.
-6في المتاجر والحوانيت :تعتمد اإلضاءة بحسب وظيفة المتجر ومكوناته .فتضاء صاالت
العرض ومخازن البضاعة إضاءة كافية تمكن من رؤية محتوياتها بوضوح %مع توفير %التأثير الضوئي
المالئم لإلعالن عنها ،وغالباً ما ترتب مصابيح اإلضاءة متناظرة ومنسجمة مع التزيين الداخلي للمتجر
وتصميمه .ويراعى فيها تجنب الوهج الشديد واختيار سوية تتناسب مع نوعية البضاعة المعروضة ،كأن
تضاء المفروشات مثالً إضاءة منخفضة وموزعة توزيعاً %مناسباً في حين تضاء األلبسة والطنافس والسجاد%
إضاءة بهيجة متألقة .وتهتم المتاجر خاصة بتزيين واجهات العرض وإ ضاءتها %للدعاية لمعروضاتها %لكي
تبرز عما يجاورها وتظهر %النواحي الجمالية فيها ،ويراعى هنا إخفاء مصادر الضوء عن النظر المباشر%
واستعمال المصابيح الملونة واستعمال المصابيح المتغيرة الشدة والمرايا العاكسة وغير ذلك.
اإلضاءة الخارجية :تقسم اإلضاءة الخارجية إلى إضاءة استثمارية (خدمية) إلزامية وإ ضاءة تأثيرية
أو تزيينية ،والغاية األساسية لإلضاءة االستثمارية هي توفير %األمن والشروط %المالئمة للعمل والحركة في
الخارج .وتتطلب %اإلضاءة الخارجية االستثمارية في معظمها خبرة خاصة ال تتوافر إال في مهندس
اإلضاءة المختص ،فإضاءة المطارات والمالعب والشوارع عمل اختصاصي %يحتاج إلى مهارة ودراية،
وقد يكون من الخطر تركه لممارس غير ذي خبرة ،ألن إضاءة مهبط في مطار ما ال تحدد موقعه وبعده
فحسب وإ نما تمكن الطيار من معرفة طريقه ،وكيفية هبوطه بدقة متناهية ومن مسافة كبيرة .أما إضاءة
الشوارع فهدفها الرئيس تحقيق أمن حركة وسائل النقل والمشاة واإلقالل من حوادث الطرق ،فالمعروف
أن حوادث الطرق %في الشوارع الجيدة اإلضاءة تقل بنسبة %30عنها في الطرق %غير المضاءة .وتخضع
اإلضاءة االستثمارية عموماً لمعدالت محددة توفر الوضوح %والتوجه الصحيحين مع تجنب التأثير الباهر
لألضواء المستعملة.
تهتم اإلضاءة التأثيرية lighting for effectأو التزيينية decorative lightingبإحداث
تأثيرات معينة في العين البشرية وإ ضفاء ظالل وانعكاسات %وبقع شديدة الضياء على األشياء التي تسلط
عليها األضواء ،فتمنحها %منظراً خالباً بغض النظر عن قدرة العين على تمييز تفصيالتها أو قراءة ما هو
مكتوب عليها كإضاءة اآلثار والحدائق %العامة.
14
-1إضاءة المدن والشوارع :تعتمد هذه اإلضاءة اعتماداً كبيراً على مخطط المدن وعلى أجهزة
اإلضاءة ومواضعها %.ولقد أدرك اإلنسان منذ القدم أهمية إضاءة الطرق %بوصفها عامل أمن وعائقاً
للجريمة ،وقد عرفت شوارع المدن الكبرى اإلضاءة منذ قرون ،وكان الناس في دمشق والقاهرة في
العصر المملوكي يلزمون بوضع مصابيح على أبواب دورهم ،وبحمل مصابيح عند تجولهم ليالً ،وشاع
استعمال مصابيح الغاز في عواصم العالم منذ أواخر القرن التاسع عشر ثم حلت محلها مصابيح القوس
الكهربائية فالمصابيح ذات السلك .ومع تطور صناعة السيارات وازدياد حركة المرور على الطرق %ليالً
اكتسبت إضاءة الشوارع %أهمية جديدة وتطلب األمر استعمال مصابيح شديدة التوهج كمصابيح بخار
الزئبق والصوديوم.
وتبنت الدول المختلفة مبادئ متباينة إلضاءة مدنها وشوارعها لعل أفضلها ما تم تبنيه في القارة
األوربية من اعتماد مبدأ الرؤية الطبيعية بإضاءة السطوح المطلوبة مع إبقاء الخلفية مظلمة ،وقد تضاف%
إليها أو تكملها إضاءة تزيينية عامة وأضواء %واجهات المحال التجارية.
ويراعى عند إضاءة الشارع عرضه واتجاه السير فيه ،فقد تكون اإلضاءة على أحد الجانبين إذا كان
عرض القسم المخصص للمرور أقل من 12متراً ،وتكون اإلضاءة على محور الشارع إذا لم يزد عرضه
على 18متراً وتصبح اإلضاءة على كال الجانبين عندما يصل العرض إلى 48متراً ،ويجب أال تزيد
المسافة الفاصلة بين القنديل أو المصباح واآلخر %على 5-4أضعاف ارتفاعه عن سطح الشارع ،ويضاف%
إلى هذا كله مؤشرات %الطرق المضيئة واإلشارات الضوئية التي تنظم السير.
-2إضاءة المالعب وحلبات الرياضة :كانت األلعاب الرياضية مقتصرة على ضوء النهار في
تاريخها الطويل ،غير أن تطور %مصادر الطاقة ومنابع الضوء وفر الجدوى %االقتصادية الضرورية
إلضاءة حلبات الرياضة ومالعبها .وكانت اإلضاءة في البدء تعتمد على أضواء معلقة فوق الملعب
مباشرة إال أن األسلوب األساسي %المتبع اليوم هو استخدام صفوف من المناوير %الضخمة projectorsفي
زوايا الملعب أو على محيطه .وتستعمل %في هذه الحالة مصابيح خاصة ذات مردود %ضوئي مرتفع وحياة
طويلة نسبياً مثل مناوير %التنغستين ـ هالوجين .tungsten-hologen projectorsوربما %شهدت
المالعب قريباً %مصابيح أكثر فاعلية من نوع مصابيح الزنون التي يجري العمل على تطويرها.
-3إضاءة المنشآت األثرية والعامة :إن الغاية األساسية من إضاءة هذه المنشآت هي اإلضاءة
التأثيرية التزيينية وغالباً ما يكون األسلوب المتبع هو «إضاءة الغمر» ،والقصد منها إضاءة الواجهات
والنصب والنوافير والرايات والالفتات %والمساحات الخضراء بمناوير وكشافات متعددة األلوان متباينة
الشدة.
والمبدأ العام هنا ،كما في إضاءة المالعب هو تسليط الضوء على الشيء المراد إبرازه من مسافة
كافية ،فتنار المنشأة من دون ما يجاورها .والغاية من «إضاءة الغمر» توزيع الضوء باالتجاه وبالكمية
الالزمين إلنارة جميع أجزاء الواجهة فتبرز %منحوتاتها %ورسوماتها وأشكالها %كما تبدو في وضح النهار.
15
وقد يلجأ إلى تعليم حواف األبنية بمصابيح التألق أو بالمصابيح الملونة الظاهرة أو المخفية ،وإ لى إبراز
معالم البناء المعمارية بأضواء تنبعث من الداخل من خالل السطوح الزجاجية أو بوضع أضواء خلف
المنشأة تضفي عليها ظالالً خاصة ،ويضاف %إلى ذلك كله تنوع اإلعالنات واللوحات المضيئة التي تعطي
المشاهد التأثير المطلوب.
وأخيراً %فإن الجمع بين اإلضاءة االستثمارية واإلضاءة التزيينية جمعاً ماهراً مدروساً يؤلف عنصراً
مهماً في إعطاء المدينة والشارع والمنشآت جميعها مسحة جمالية منسجمة تمنحها طابعها الخاص.
?http://www.arab-ency.com/index.php
=module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=396&vid
16