You are on page 1of 16

‫اإلضاءة‪ ‬‬

‫محمد موسى‪ ،‬محمد وليد الجالد‬


‫اإلضاءة ‪ lighting‬هي إسقاط ضوء على سطوح األشياء يم ّكن من رؤيتها بالعين المجردة أو من‬
‫تبين شكلها وتسجيل وجودها‪ %‬بوسائل أخرى تتحسس بالضوء‪ .‬والضوء‪ %‬المرئي إشعاع طاقة حرارية على‬
‫ّ‬
‫شكل موجات كهرمغنطيسية‪ ،‬تنتشر في الفراغ بسرعة ثابتة قدرها ‪8 10×3‬م‪/‬ثا وبتواتر‪ %‬محدد بين ‪×7.5‬‬
‫هرتز أي إن أطوال تلك الموجات تتراوح بين ‪ 750‬نانو متر (الضوء األحمر) و‬ ‫‪14‬‬
‫و ‪10×4‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ 400‬نانومتر‪( %‬الضوء البنفسجي) في مجال الطيف الكهرمغنطيسي الذي يتألف من األلوان‪ :‬البنفسجي‬
‫فاألزرق‪ %‬فالنيلي فاألخضر فاألصفر‪ %‬فالبرتقالي فاألحمر‪ %.‬أما اإلشعاعات الضوئية التي ال تحس بها العين‬
‫فهي خارج الطيف المرئي‪ ،‬وقد‪ %‬تكون موجاتها‪ %‬أقصر كاألشعة فوق البنفسجية‪ ،‬أو أطول كاألشعة تحت‬
‫الحمراء‪ ،‬وال يمكن كشف هذه اإلشعاعات إال بوسائل خاصة كأجهزة التصوير وغيرها‪.‬‬
‫تكمن أهمية اإلضاءة في أن البشر يلتمسون المعرفة ويحصلون على القسم األعظم من معلوماتهم‬
‫عن العالم المحيط بهم بطريق الرؤية أو اإلبصار‪ ،‬كما أن اإلضاءة تسهم في تحقيق االستقرار النفسي‬
‫لإلنسان في عمله وفي أوقات راحته إلى جانب إسهامها في المحافظة على صحة اإلنسان وسالمته‪ .‬فعندما‪%‬‬
‫تكون اإلضاءة حسنة والرؤية جيدة يزداد مردود‪ %‬العمل ويتحسن نوعه وتتناقص‪ %‬إصابات العمل وأخطاؤه‪،‬‬
‫وتنخفض حوادث الطرق‪ %‬وتتحسن أحوال المعيشة‪ .‬وال شك في أن اإلنفاق على تحسين شروط‪ %‬اإلضاءة‬
‫كبير الجدوى وسريع‪ %‬التعويض اقتصادياً‪ .‬واإلضاءة النموذجية ‪ rational‬هي اإلضاءة التي تستجيب‬
‫لمتطلبات الصحة واالقتصاد معاً‪ ،‬وهي مسألة معقدة جداً وتدخل في صميم مهمات هندسة الصحة العامة‪.‬‬
‫وتعد المتطلبات الصحية المنطلق األساسي‪ %‬في دراسة خصائص الرؤية عند اإلنسان مثل حساسية العين‬
‫للضوء وقدرتها‪ %‬على تمييز األلوان والتباين‪ ،‬وحدة البصر‪ ،‬وسرعة اإلدراك البصري‪ ،‬وثبات الرؤية‬
‫الواضحة‪ ،‬فاإلضاءة الجيدة توفر‪ %‬شروطاً‪ %‬مالئمة للعيش ولممارسة مختلف األنشطة اإلنسانية‪ ،‬وعند‬
‫إضاءة أماكن العمل إضاءة مقبولة تراعى‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬درجة الدقة في تنفيذ العمل المطلوب‪،‬‬
‫وتباين األشياء عن خلفياتها‪ ،‬وضرورة تمييز القطع السريعة الحركة أو البعيدة‪ ،‬ومدة األعمال المنفذة‬
‫واألخطار‪ %‬التي قد تنجم عن تعب العين إضافة على ضرورة تجنب البهر وضرورة توزيع الضوء توزيعاً‪%‬‬
‫عادالً فوق السطوح وفي‪ %‬المحيط المجاور لمكان العمل‪ ،‬وكذلك اختيار الطيف الضوئي‪ %‬المناسب والمريح‬
‫للعين وتوجيه سقوطه توجيهاً‪ %‬صحيحاً‪ .‬أما اإلضاءة السيئة فقد تتسبب في حدوث إصابات مرضية مختلفة‬
‫في العين وإ صابات جسمية متنوعة إلى جانب إرهاق البصر واإلرهاق العام وما ينتج منها جميعاً من سوء‬
‫إنتاج وتعب نفسي‪ .‬واإلضاءة إما أن تكون طبيعية أو صنعية أو مختلطة‪.‬‬
‫اإلضاءة الطبيعية‬
‫هي التي تأتي من مصادر‪ %‬ضوء طبيعية‪ ،‬وهي اإلضاءة األكثر مالءمة فيزيولوجياً‪ %‬لإلنسان‪ ،‬غير‬
‫أنها تتبدل وتختلف باختالف الوقت والفصل والموقع والبعد عن خط االستواء‪ ،‬وحالة الطقس‪ ،‬وغير ذلك‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫وتراوح درجة اإلضاءة الطبيعية الواقعة على السطوح األفقية في األماكن المكشوفة عادة بين «‬
‫‪ »0.0005‬لُ ُكس في الليلة المظلمة (غير القمراء)‪ ،‬و«‪ »0.3‬لُكس في الليلة القمراء التامة البدر‪ ،‬و«‬
‫‪ »100000‬لُكس تقريباً تحت أشعة الشمس المباشرة (انظر تعريف‪ %‬اللُكس فيما بعد)‪ .‬ويتم تقويم اإلضاءة‬
‫الطبيعية داخل المباني بحسب ُمعامل اإلضاءة الطبيعية‪ ،‬وهو النسبة بين اإلضاءة الساقطة على مساحة من‬
‫الداخل واإلضاءة الخارجية على مساحة تساويها نتيجة لتناثر الضوء الصادر‪ %‬عن القبة السماوية‪ .‬ومعامل‬
‫اإلضاءة الطبيعية هذا مرهون بحجم المنبع الضوئي ووضعه وشدة الضوء الصادر عنه والمواد الحاجبة‬
‫له وقدرة السطوح الداخلية على عكس الضوء‪ ،‬ويعتمد معظم الدول معدالت محددة لمعامل اإلضاءة‬
‫الطبيعية طبقاً لقيمة البناء والغاية منه‪ ،‬وقد‪ %‬تراوح بين ‪ %0.25‬و‪ %10‬في أماكن اإلنتاج المغلقة‪.‬‬
‫وتكون النوافذ‪ %‬الجانبية أو المناور العلوية أو كلها هي منافذ‪ %‬اإلضاءة الطبيعية في المباني‪ .‬فإذا‬
‫أحسن تخطيط األبنية والشقق السكنية في المدن ووجهت التوجيه الصحيح وطليت جدران الغرف بالبياض‬
‫أو األلوان الزاهية (الفاتحة) وجعلت النوافذ متسعة مزدوجة األطر أمكن التوصل إلى إضاءة طبيعية‬
‫داخلية مقبولة‪ .‬ولوقاية الغرف من دخول أشعة الشمس المباشرة أكثر من المطلوب تزود األبنية عادة‬
‫أخصاص وشبابيك‪ %‬وستائر‪ %‬تخفف من شدة الضوء‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫بطنف واقية‪ ،‬وتركب على النوافذ‪ %‬والمناور‪%‬‬
‫اإلضاءة الصنعية ووسائلها‬
‫ال تستطيع‪ %‬اإلضاءة الطبيعية توفير جميع الشروط الضرورية لممارسة اإلنسان نشاطاته في جميع‬
‫األوقات‪ ،‬كذلك قد تفرض بعض المسوغات االقتصادية والتقنية إقامة مبان ال تدخلها اإلضاءة الطبيعية‬
‫لضرورات شتى كالمحافظة على درجة حرارة أو درجة رطوبة ثابتتين أو اإلبقاء على المكان المغلق‬
‫نظيفاً أو تطبيق نظام ضوئي‪ %‬خاص به أو غير ذلك‪.‬‬
‫لمحة تاريخية‬
‫برزت حاجة اإلنسان منذ عصور ما قبل التاريخ إلى سد نقص اإلضاءة الطبيعية باإلضاءة الصنعية‬
‫فاستغل النيران والمشاعل والشموع‪ %‬والسرج والمصابيح وغيرها‪ ،‬وكانت الغاية من استخدام األضواء‬
‫الصنعية منذ البداية توفير‪ %‬إمكان الرؤية في الظالم من جهة‪ ،‬وتحقيق المؤثرات البصرية طبقاً لحاجة‬
‫اإلنسان من جهة أخرى‪ .‬ولقد تطورت تقنيات اإلضاءة مع تطور قدرة اإلنسان على التحكم في النيران‪،‬‬
‫وتوصله إلى مصادر‪ %‬للضوء ذات فعالية ومردود كبيرين‪ ،‬وإ لى إيجاده الوسائل المناسبة للتحكم فيها‪،‬‬
‫فوضع الشمعة على شمعدان ليزيد في ضيائها ويضفي‪ %‬جماالً على نورها‪ %‬بتزييناته الزجاجية الموشورية‪،‬‬
‫وركب للسراج أو المصباح الزيتي عدداً من العاكسات تساعد على تركيز‪ %‬الضوء‪ ،‬واستعمل‪ %‬فيه فتيالً من‬
‫القطن قابالً للضبط‪ ،‬وجعل للمصباح منافذ‪ %‬تسمح بمرور‪ %‬تيار من الهواء يوفر‪ %‬له أكثر كمية من األكسجين‬
‫الالزم لالحتراق كما في مصباح أرغاند ‪ Argand‬سنة ‪1784‬م‪ ،‬وركب له زجاجة أسطوانية (بلّورة)‬
‫مكورة الوسط تزيد من تركيز‪ %‬اإلضاءة‪ ،‬وبعد اكتشاف النفط استبدل بالزيت الكيروسين (زيت الكاز)‬
‫ّ‬

‫‪2‬‬
‫وزيت البارافلين لتحسين نوعية االحتراق‪ ،‬وأدى ذلك كله إلى الحصول على مصابيح سهلة الصنع قليلة‬
‫التكلفة وأمينة يمكن االعتماد عليها‪ ،‬فبطل استخدام‪ %‬الشموع وإ ن ظلت للزينة‪.‬‬
‫شهدت بداية القرن التاسع عشر تطوراً كبيراً في تقنيات اإلضاءة الصنعية عندما استخدم الغاز‬
‫الطبيعي في الواليات المتحدة وكندا ثم الغاز المستخرج من الفحم الذي استعمله وليم مردوك االسكتلندي‪%‬‬
‫‪ William Murdock‬حين كلف إضاءة أحد شوارع‪ %‬لندن سنة ‪ ،1820‬ثم غاز األسيتلين‪ ،‬ورافق‪ %‬ذلك‬
‫صنع أجهزة خاصة لحرق هذه الغازات واإلفادة من ضوئها توجت جمعيها باختراق «قميص ويلزباخ»‬
‫‪ Welsbach montle‬سنة ‪ 1880‬الذي يتألف من شبكة دقيقة أسطوانية أو كروية من القطن المحبوك‬
‫‪  thorium‬والسيزيوم ‪ ،cesium‬وعندما يستعمل هذا القميص في جهاز اإلضاءة (اللوكس) تحترق‪%‬‬
‫المواد التي عولجت بها ويبقى القميص هشاً سريع التلف‪ ،‬غير أنه يعطي ضوءاَ شديد البياض مائالً قليالً‬
‫إلى الخضرة بسبب أمالح الثوريوم‪ ،‬ويزداد‪ %‬توهجه بازدياد‪ %‬ضغط الغاز عند المدخل‪.‬‬
‫ومع كثرة سيئات وسائل اإلضاءة اآلنفة الذكر فقد ظلت جميعها أو بعضها يستخدم حتى اليوم في‬
‫مختلف أرجاء العالم لسبب أو آلخر‪ ،‬غير أن اكتشاف الكهرباء في أواسط‪ %‬القرن التاسع عشر أحدث ثورة‬
‫عالمية في تقنيات اإلضاءة كان لها أطيب األثر في تبدل معيشة اإلنسان‪.‬‬
‫اإلضاءة بالكهرباء‪ :‬استخدمت الكهرباء في اإلضاءة بادئ ذي بدء بالقوس الكهربائية بين قطبين‬
‫من الكربون‪ ،‬وطور هذا النوع ليستخدم في إنارة الشوارع في المدن الكبرى معطياً ضوءاً ساطعاً قريباً‬
‫من الضوء الطبيعي‪ .‬إال أن اختراع المصباح الكهربائي ذي السلك الفحمي المتوهج سنة ‪ 1878‬كان‬
‫الخطوة العلمية األولى في اإلضاءة بالكهرباء‪ .‬وبسبب أهمية هذا المصباح فقد نشب جدل كثير حول من‬
‫توصل أوالً إلى ابتكاره ويدعي كل من الفرنسيين والروس والبريطانيين واألمريكيين نسبته إليهم‪،‬‬
‫والحقيقة أن الفضل األول في صنع المصباح الكهربائي‪ %‬المتوهج المفرغ من الهواء واستعماله تجارياً‪ %‬إنما‬
‫يعود إلى توماس إديسون [ر] ‪ Thomas Edison‬في الواليات المتحدة األمريكية ألن عمله هذا كان‬
‫جزءاً من مشروع متكامل لإلضاءة الكهربائية شمل توليد الطاقة ونقلها وتوزيعها‪ ،‬وأقامت شركته عرضاً‬
‫تاريخياً سنة ‪ 1879‬لإلضاءة بالكهرباء في حديقة منلو ‪ُ Menlo Park‬ع َّد األول من نوعه في العالم‪ ،‬ولم‬
‫يقتصر إسهام إديسون على ابتكار المصباح واستعماله وإ نما رافق ذلك الكثير من الفكر العملية المطبقة‬
‫حتى اليوم‪ ،‬ومن بينها نظام الربط (الوصل) على التفرع (التوازي) المعمول به حالياً في جميع أرجاء‬
‫العالم الذي ال يعدو كونه ترجمة لفكرة إديسون األولى‪ .‬ومنذ ذلك الحين احتلت المصابيح الكهربائية‬
‫مكانتها المهمة في االستثمار الصناعي واشتغل كبار الفيزيائيين والمنتجين في العمل على تحسين أنواعها‬
‫وإ طالة أعمارها (استعمال سلك التنغستين‪ ،‬واستعمال‪ %‬الوشائع المضاعفة‪ ،‬واختيار‪ %‬الضوء األبيض المائل‬
‫للصفرة‪ ،‬وملء الحبابة بغاز األرغون ثم الهالوجين واليود‪ %‬وغير ذلك)‪.‬‬
‫كانت الخطوة التالية في اإلضاءة الصنعية بالكهرباء ابتكار أنابيب التفريغ الغازية (أنابيب التبخير‬
‫‪ ،)vapour tubes‬وهي أنابيب اإلضاءة التي تعمل بمبدأ القوس الكهربائية داخل أنبوب مفرغ من الهواء‬

‫‪3‬‬
‫يحوي كمية قليلة من بخار عنصر ما كالنيون مثالً (الضوء األحمر) أو بخار الزئبق (الضوء األزرق‪%‬‬
‫واألبيض المائل للزرقة)‪ .‬وقد شاع استعمال هذه األنابيب في اإلضاءة المنزلية وفي المصانع ولتزيين‬
‫الواجهات منذ الثالثينات من القرن العشرين حتى غدت بعد تحسينها‪ %‬من أفضل الوسائل العملية في‬
‫اإلضاءة الداخلية‪ ،‬وهي المعروفة اليوم باسم مصباح التألق الغازي أو الفلورسنت ‪ .fluorescent‬ولقد‬
‫طرأت تحسينات كثيرة في غضون النصف الثاني من القرن التاسع عشر على أنابيب التفريغ الغازية هذه‬
‫فابتكر مصباح تفريغ بخار الزئبق العالي الضغط ومصباح‪ %‬التفريغ الصوديومي‪ %‬العالي الضغط أيضاً الذي‬
‫استعمل في إضاءة الشوارع وواجهات‪ %‬المباني الحجرية واآلثار‪ %‬كما استعمل في األجهزة التي تحتاج إلى‬
‫إضاءة شديدة‪ ،‬وكان من آخر ما أنجز في هذا الصدد مصباح التفريغ الزنوني‪( %‬غاز الزنون الخامل‬
‫‪ )xenon‬ذو الطاقة العالية والضوء‪ %‬المشابه لضوء الشمس تقريباً‪ ،‬ثم مصباح األلق الكهربائي‪( %‬المصباح‬
‫الوضاء الكهربائي ‪ )electro luminescent‬الذي يجعل الجدران والسقوف‪ %‬وكأنها ذاتية اإلضاءة‪ ،‬األمر‬
‫الذي قد يصبح وسيلة اإلضاءة األساسية في المستقبل‪.‬‬
‫وخالصة القول أن لعلم اإلضاءة اليوم من أنواع المعرفة ما يمكن من تلبية جميع احتياجات اإلضاءة‬
‫العامة والخاصة بحسب الغرض منها‪ :‬لإلضاءة الداخلية في المنازل وفي المصانع أو إلضاءة الشوارع‬
‫والمباني‪ ،‬أو تزيين الواجهات واإلعالنات‪ ،‬أو لالستعمال في المنارات وفي‪ %‬المناور الكاشفة‪ ،‬أو إضاءة‬
‫المساحات الكبيرة إضاءة غامرة ‪  flood lighting‬كمهابط الطائرات مثالً‪ ،‬أو لالستعمال في التصوير‪%‬‬
‫المجهري وأجهزة التنظير‪ %‬الطبية‪ ،‬أو لنقل الضوء بوساطة األلياف البصرية المرنة ‪flexibel optic‬‬
‫‪ fibres‬أو لتوفير‪ %‬اإلضاءة بأحد عناصر الطيف المرئي أو األشعة فوق‪ %‬البنفسجية أو تحت الحمراء وغير‬
‫ذلك‪.‬‬
‫األسس المعتمدة في اإلضاءة‬
‫يجب أن يراعي تنظيم‪ %‬اإلضاءة وظيفتها والغاية المرجوة منها‪ .‬وثمة معدالت وضوابط متفق عليها‬
‫عند تصميم إضاءة مكان ما إذ يختلف حساب اإلضاءة لشارع أو ساحة عن حساب اإلضاءة في «ورشة»‬
‫عمل‪ ،‬ويرتكز هذا الحساب أساساً على قوانين الفيزياء العامة وقوانين اإلشعاع التي تضبط‪ %‬انتشار الضوء‬
‫وتمكن من قياس شدته وكثافته وانعكاسه ومردوده‪ .‬فالمعروف‪ %‬أن إشعاع الضوء هو انتقال للطاقة على‬
‫شكل موجات كهرمغنطيسية‪:‬‬
‫‪ ‬‬

‫حيث ‪( l‬المدا) = طول الموجة و‪ E‬طاقة اإلشعاع‬


‫وتحسب طاقة اإلشعاع بالقانون‪  :‬‬

‫حيث ‪(V ‬نو)= تواتر‪( %‬تردد) اإلشعاع‬

‫‪4‬‬
‫‪( h‬هـ) = ثابت بالنك =‪34-10×6.62506‬جول‬
‫‪( C‬س)= سرعة انتشار‪ %‬الضوء = ‪8 10×3‬م‪/‬ثا‪.‬‬
‫كذلك يستفاد من معادالت مكسويل في حساب انتشار الضوء وامتصاصه وانعكاسه وتبدده في‬
‫الفراغ والتغيرات‪ %‬التي تطرأ عليه في األوساط المختلفة وهذا يساعد على تحديد القيم القياسية لتقنيات‬
‫اإلضاءة التي يعبر عنها كماً‪ ،‬وأهم هذه القيم‪:‬‬
‫‪ ‬شدة اإلضاءة )‪ :Luminous intensity (1‬وهي القوة الزاوية لضوء صادر عن منبع ضوئي‪،‬‬
‫مصباح مثالً‪ ،‬معبراً عنها بالشمعة (الكانديال ‪ )candela‬أي إن شدة إضاءة منبع ضوئي‪ %‬نقطي (شمعة‬
‫لوم ٌن واحد في زاوية مجسمة ‪ solid angle‬قيمتها‪ %‬استراديان واحد‬
‫واحدة) تساوي‪ %‬تدفقاً ضوئياً‪ %‬قيمته َ‬
‫‪.steradian‬‬
‫‪ I=df/dω ‬كانديال‬
‫‪ ‬التدفق الضوئي ‪ :Luminous flux‬وهو معدل إصدار الضوء من المنبع‪ ،‬وواحدة قياسه‬
‫«اللومن» )‪ ،lumen (lm‬ويقصد به السيالة الضوئية التي يصدرها‪ %‬منبع ضوئي‪ %‬نقطي بزاوية مجسمة‬
‫تساوي استرادياناً واحداً وشدتها‪ %‬كانديال واحدة‪ ,‬ويمكن تقدير الضوء الصادر‪ %‬من أي منبع ضوئي باللومن‪،‬‬
‫فالشمعة العادية تشع ‪ 13‬لومناً‪ ،‬والمصباح السلكي ذو االستطاعة ‪100‬واط يشع ‪ 1300‬لومن‪ ،‬وأنبوب‬
‫التألق الغازي بطول ‪120‬سم يشع نحو ‪ 5000‬لومن‪.‬‬
‫االستطاعة اإلشعاعية ‪ :radiant power‬وهي القدرة التي يشعها منبع ضوئي في الفراغ المحيط‬
‫به في واحدة الزمن وتقدر بالواط «‪ »watt‬فاستطاعة الشمعة واط واحد تقريباً‪.‬‬
‫‪ ‬الضياء ‪ illuminance‬أو ‪ : illumination‬وقد يعرف أيضاً بالسيالة الضوئية‪ ،‬وهو التدفق‪%‬‬
‫الضوئي على مساحة محددة من السطح المقابل لمصدر الضوء في أي نقطة من نقاطه‪ .‬ويقاس الضياء في‬
‫أي نقطة من نقاطه‪ .‬ويقاس الضياء في المقاييس المترية باللكس‪ ،‬وهو وحدة قياس تكافئ الضوء المباشر‪%‬‬
‫الساقط على سطح يبعد متراً واحداً عن مصدر ضوئي‪ %‬نقطي يعادل شمعة واحدة‪ ،‬وهو يساوي أيضاً لومناً‬
‫واحداً في المتر المربع‪ .‬ويقاس الضياء في الواليات المتحدة األمريكية باللومن‪/‬قدم‪ 2‬أو شمعة‪/‬قدم‪ 2‬أي‬
‫كمية الضوء الصادرة عن شمعة واحدة على سطح مساحته قدم مربعة واحدة على مسافة قدم واحدة (‬
‫‪30‬سم)‪ .‬أي إن اللومن‪/‬قدم‪ 2‬يعادل ‪ 10.76‬لكس‪ .‬ويقدر‪ %‬ضياء ضوء النهار المباشر‪ %‬من سماء تغطيها‪%‬‬
‫غيوم بيضاء ناصعة بنحو ‪ 10.000‬لكس أي ‪1000‬لومن‪/‬قدم‪ 2‬تقريباً‪ ،‬أما الضياء الالزم لمعمل في‬
‫الشروط االعتيادية مع استعمال أنابيب التألق الغازية فهو في حدود ‪ 1000‬لكس‪.‬‬
‫‪ ‬الفاعلية الضوئية ‪ :luminous efficacy‬وهي العامل الذي يحدد نسبة التدفق‪ %‬الضوئي مقدراً‬
‫باللومن إلى االستطاعة الكهربائية الفعلية الالزمة لتحقيق اإلشعاع الضوئي‪ %‬بالواط‪ ،‬وتقاس هذه الفاعلية‬
‫باللومن‪/‬واط‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفاعلية الضوئية النسبية ‪ :relative luminous efficiency‬وهي قدرة الضوء على التأثير‬
‫في عين اإلنسان وتعبر عن حساسية العين البشرية للطيف المرئي‪ ،‬أي في حدود أطوال الموجات ‪-760‬‬
‫‪ 380‬نانو متر‪ .‬أما القيمة العظمى لحساسية العين فتساوي الواحد عند اللون األخضر‪ %‬المصفر أي عند‬
‫طول الموجة ‪ 555‬نانومتر‪.‬‬
‫‪ ‬عامل االنعكاس ‪ :reflectance‬وهو قابلية سطح ما لعكس الضوء الساقط عليه ليراه الناظر‪.‬‬
‫فالسطح األبيض يعكس الضوء بنسبة ‪ ،%100‬في حين ال يزيد عامل االنعكاس للسطح األسود‪ %‬على ‪،%2‬‬
‫ويبلغ عامل االنعكاس للسطح الرمادي‪ %‬نحو ‪ %40‬من الضوء الساقط عليه‪ ،‬فإذا كان السطح ناثراً للضوء‬
‫في جميع االتجاهات كالسطوح الكامدة أو المخمل القاتم فإن عامل االنعكاس يقترب من الواحد وتصبح‬
‫االستضاءة مرهونة مباشرة بالضياء‪ ،‬أي بكمية الضوء الساقط‪ %‬على ذلك السطح‪.‬‬
‫‪ ‬االستضاءة أو األلق ‪ luminance‬أو ‪ :brightness‬وهي القياس الكمي لمعامل االنتفاع‬
‫‪ utilance‬من اإلضاءة‪ ،‬أي النسبة بين شدة اإلضاءة الصادرة عن المنبع الضوئي‪ %‬وشدتها على السطح‬
‫المضاء وتقدر بالالمبرت ‪ lambert‬أو الميلي المبرت (‪ 0.001‬المبرت)‪ ،‬والالمبرت الواحد يعادل‬
‫شمعة واحدة في السنتمتر‪ %‬المربع مقسومة على ‪ .π‬ووحدة قياس االستضاءة في الواليات المتحدة هي‬
‫المبرت‪/‬قدم‪ .‬أما العالقة بين االستضاءة والضياء وعامل االنعكاس فتحدد‪ %‬على النحو التالي‪:‬‬
‫االستضاءة (المبرت) = الضياء (شمعة) × عامل االنعكاس‪.‬‬
‫فإذا كان الضياء ‪ 10‬لُكس وكان عامل انعكاس سطح أبيض ناثر للضوء ‪ %50‬فإن استضاءة هذا‬
‫السطح تعادل ‪ 5‬المبرت‪.‬‬
‫ولحساب كمية الضوء الالزمة إلضاءة سطح ما يجب أن يراعى معامل االنتفاع الفعلي في هذا‬
‫الضوء‪ ،‬وهو نسبة االستضاءة الفعلية الواقعة على السطح المطلوب إلى االستضاءة الصادرة عن المنبع‬
‫الضوئي‪ ،‬أو مجموع المنابع الضوئية في الغرفة‪ ،‬ألن الجدران واألثاث وحوامل اإلضاءة نفسها تنثر‬
‫الضوء أو تعكسه أو تمتصه فال يبلغ السطح المطلوب إال قسم منه مرهون بشدة اإلضاءة وبعدد‪ %‬منابع‬
‫الضوء وتوزعها وبأبعاد‪ %‬الغرفة نفسها‪ .‬وإ ن حساب معامل االنتفاع مسألة معقدة وتتوافر لها جداول خاصة‬
‫أو تحسب بمساعدة الحاسوب‪ ،‬ويراوح‪ %‬معامل االنتفاع عادة بين ‪ %15‬من اإلضاءة الكلية غير المباشرة‬
‫(الموجهة نحو السقف) وبين ‪ %60‬من اإلضاءة المباشرة الموجهة بعاكسات إلى السطح نفسه‪ ،‬مع العلم‬
‫بأن معامل االنتفاع يتناقص بمرور الزمن بسبب تناقص المردود الضوئي‪ %‬للمنبع وتراكم‪ %‬الغبار‪ ،‬األمر‬
‫الذي يضطر‪ %‬مهندسي اإلضاءة إلى تجاوز معامل االنتفاع عادة عند حساب اإلضاءة الالزمة‪ .‬ولقياس شدة‬
‫الضوء الصادر عن مصباح مكشوف‪ %‬يوضع مستقبل للضوء على بعد معين عن المصابح وفي‪ %‬جميع‬
‫االتجاهات‪ ،‬ثم تحسب كمية الضوء الساقطة على هذا المستقبل بقانون التربيع العكسي لإلشعاع الذي ينص‬
‫على أن الضياء (‪ )E‬في نقطة ما يتناسب طرداً مع شدة إضاءة المنبع (‪ )I‬وعكساً مع مربع المسافة (‪)D2‬‬

‫‪6‬‬
‫بين المنبع وتلك النقطة‪ .‬فإذا كان السطح في تلك النقطة متعامداً مع شعاع الضوء الوارد عليه يصبح‬
‫القانون‪:‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫الشكل (‪ )1‬تزايد مساحة بقعة‬


‫الضوء كلما بعد السطح المضاء‬
‫عن المنبع‬

‫الشكل (‪ )2‬توزع الضوء‬


‫بسويات واحدة‬
‫ويكون القانون صحيحاً إذا كان الضوء نقطة‪ ،‬وقريباً من الصحيح إذا كانت المسافة ‪ D‬كبيرة‬
‫بالموازنة مع أبعاد المنبع‪ .‬ولما كان توزع‪ %‬الضياء من منبع نقطي منتظماً‪ %‬في الفراغ فإن البقع الضوئية‬
‫التي يحدثها هذا الضوء عند سقوطه على سطح متعامد معه تزداد اتساعاً كلما بعد السطح عن المنبع‬
‫(الشكل ‪ ،)1‬فإذا كان بعد البقعة الثانية ضعفي بعد البقعة األولى عن المنبع تكون مساحة البقعة الثانية‬
‫أربعة أمثال مساحة األولى‪ ،‬والضياء فيها ربع الضياء في األولى‪ .‬أما توزع‪ %‬الضوء فيكون بسويات ثابتة‬
‫منتظمة عند سطوح محددة في الفراغ‪ ،‬ويوضح الشكل رقم ‪ 2‬توزع الضوء من منبع ضوئي نقطي عند‬
‫مبدأ اإلحداثيات محسوباً‪ %‬بقانون التربيع العكسي‪ ،‬فإذا كانت أبعاد النقاط المضيئة واحدة تكون اإلضاءة‬
‫عندئذ ثابتة في سويات معينة بسبب انتظام انتشار‪ %‬الضوء في الفراغ‪ ،‬وتمثل هذه السويات عادة منحنيات‬
‫تدعى مخططات السوية الضوئية ‪ isophot diagrams‬غير أن معظم تصميمات اإلضاءة والسيما‪%‬‬
‫اإلضاءة الداخلية واإلضاءة الغمر تعتمد نشر الضوء في مساحة واسعة وبسوية متماثلة‪ ،‬ويتطلب ذلك‬
‫دراسة توزع‪ %‬الضوء من كل منبع على حدته عن طريق‪ %‬المنحنيات القطبية (الشكل ‪ )3‬إذ يمثل المحور‪%‬‬

‫‪7‬‬
‫الشاقولي‪ %‬زاوية الصفر وتحدد المنحنيات القطبية توزع‪ %‬شدة اإلضاءة بزوايا مجسمة بالنسبة للمستوى‪%‬‬
‫العمودي المار من محور‪ %‬المنبع الضوئي‪ ،‬وتراعى هنا مسألة التناظر في توزع‪ %‬اإلضاءة فيمكن االكتفاء‬
‫بدراسة جزء واحد فقط من األجزاء المتناظرة‪ .‬ومن ثم يمكن ترتيب جداول لقيم الضياء المتوسطة بالنسبة‬
‫ألضواء متناظرة على مسافات معينة‪ .‬ويمكن التفريق بين طرائق ثالث من توزيع‪ %‬الضوء هي‪ :‬التوزيع‬
‫المباشر والتوزيع غير المباشر‪ %‬والتوزيع‪ %‬العام‪ ،‬فأما التوزيع‪ %‬المباشر فيعني‪ %‬تسليط الضوء كلية نحو السطح‬
‫المطلوب كإضاءة أمكنة العمل مثالً‪ ،‬وأما التوزيع غير المباشر‪ %‬فيعني اإلفادة من خاصة االنعكاس وتناثر‪%‬‬
‫الضوء إلضفاء اإلضاءة الكافية على المكان‪ .‬وأما التوزيع العام فيعني توزيع‪ %‬الضوء توزيعاً متساوياً‪%‬‬
‫وكافياً في جميع أرجاء المكان وفي‪ %‬جميع االتجاهات لكي يصل قسم منه إلى مكان العمل مباشرة ويصل‬
‫القسم اآلخر إلى ذلك المكان بعد انعكاسه وتناثره‪ .‬إن اختيار التوزيع‪ %‬المناسب ال يحدد حسابات تصميم‪%‬‬
‫اإلضاءة فحسب بل يحدد نوعيتها أيضاً‪ ،‬ألن لكل توزيع‪ %‬منها حسناته وسيئاته‪ ،‬فتسليط‪ %‬الضوء كله على‬
‫مكان العمل مثالً يمكن من تركيز‪ %‬إضاءة جيدة على السطح المطلوب‪ ،‬إال أن السقف يبقى معتماً ويصبح‬
‫إجهاد البصر كبير االحتمال في حين تعطي اإلضاءة غير المباشرة منظراً بهيجاً ومريحاً‪ %،‬ويكاد يشبه‬
‫ضوء السماء المنتثر‪ ،‬غير أن مثل هذه اإلضاءة تجلب النعاس وتتعب البصر عند القراءة وعند القيام‬
‫بأعمال دقيقة‪ ،‬وأخيراً فإن اإلضاءة العامة والمختلطة تجمع بين محسنات الطريقتين السالفتين‪ ،‬وتخفي‬
‫سيئاتهما وربما‪ %‬كانت هي المفضلة في بعض األحيان‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪8‬‬
‫الشكل (‪ )3‬توزع الضوء ممثالً‬
‫على المنحنيات القطبية‬
‫سويات اإلضاءة‪ :‬لما كان الضوء الساقط على السطح المضاء هو العامل الوحيد الذي يؤثر في‬
‫عين اإلنسان تأثيراً مباشراً ويحدد قدرته على الرؤية فقد وجد مهندسو‪ %‬اإلضاءة أن حساب الضياء‬
‫واالستضاءة واالنعكاس عند السطح المذكور‪ ،‬أي ما يعرف بسويات اإلضاءة‪ ،‬هو األساس في تصميمها‪،‬‬
‫وأن هذه السوية تتناسب ـ كما أشير إلى ذلك في فقرة األسس المعتمدة في اإلضاءة ـ طرداً مع الضياء‬
‫وعكساً مع عامل االنعكاس على أن تؤخذ في الحسبان العوامل التالية عند حساب سوية اإلضاءة المطلوبة‪:‬‬
‫ـ توافر‪ %‬إضاءة كافية للرؤية وغير متعبة للعين وفق‪ %‬المتطلبات التي يفرضها علم البصريات‪%‬‬
‫الفيزيولوجي‪ %‬وهندسة الصحة العامة‪.‬‬
‫ـ مراعاة شروط‪ %‬العمل انطالقاً‪ %‬من راحة البصر وفاعلية الرؤية لمدة طويلة‪.‬‬
‫ـ ثبات اإلضاءة واستقرار الضوء باستمرار واختيار‪ %‬الطيف المناسب للرؤية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ـ تجنيب اإلبهار وسقوط الضوء المباشر‪ %‬في العين‪ ،‬ومنع اللمعان المزعج على السطوح المضاءة‪.‬‬
‫ـ توزع‪ %‬الضوء توزعاً متساوياً‪ %‬على سطوح العمل وفي‪ %‬المجال المتاخم لها‪.‬‬
‫ـ مراعاة تكلفة األجهزة واألدوات‪ %‬المستعملة في اإلضاءة ونفقات استهالك الطاقة‪.‬‬
‫ولكل دولة من الدول شروطها‪ %‬التي تحدد سويات اإلنارة في مؤسساتها‪ %‬ومنشآتها‪ %‬المختلفة‪ ،‬إضافة‬
‫إلى النظم العامة التي تحددها اللجان والمنظمات الدولية المعنية‪.‬‬
‫ويبين الجدول ‪ 1‬بعض سويات اإلضاءة المعمول بها في الدول الكبرى واللجنة الدولية لإلضاءة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫الجدول ‪ :1‬سوية اإلضاءة مقدرة باللكس ‪LX‬‬
‫اللجنة الدولية لإلضاءة‬ ‫ألمانية‬ ‫فرنسة‬ ‫روسية االتحادية بريطانية‬ ‫المنشأة‬
‫‪500 250-500‬‬ ‫‪320‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪300‬‬ ‫مكاتب‬
‫‪1000‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪800‬‬ ‫‪750‬‬ ‫قاعات عامة‪ ،‬مصارف‪500 ،‬‬
‫واجهات العرض‬
‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪300‬‬ ‫قاعات مطالعة‪ ،‬مكتبات ‪300‬‬
‫‪300‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬ ‫قاعات مؤتمرات‬
‫‪200‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪240‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫صاالت طعام في‬
‫المطاعم‬
‫‪150‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪75‬‬ ‫أدراج األبنية‬
‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪200‬‬ ‫مطابخ في الفنادق‬
‫والمطاعم‬
‫‪100‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪-‬‬ ‫قاعات االستقبال‬
‫‪50‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪-‬‬ ‫غرف النوم‬
‫‪150‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫غرف األطفال‬
‫‪100‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الحمامات‬
‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪320‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪-‬‬ ‫غرف الجلوس‬
‫والمطالعة‬
‫‪ ‬‬
‫البيئة والتحكم في اإلضاءة‪ :‬إن أهم ما يجب مراعاته عند تصميم‪ %‬اإلضاءة في مكان ما هو توفير‪%‬‬
‫ضوء كاف يسمح برؤية جيدة وال يرهق العين‪ ،‬فاإلضاءة على عالقة وثيقة بحاسة البصر عند اإلنسان‪،‬‬

‫‪10‬‬
‫ألن العين تتكيف تماماً مع نوع اإلضاءة التي تحيط بها‪ ،‬وهي قادرة على الرؤية في ضوء القمر مع أن‬
‫الضياء في هذه الحالة ال يتجاوز‪ %‬جزءاً من مليون جزء من ضياء الشمس‪ .‬وال يتوقف‪ %‬تكيف العين عند هذا‬
‫القدر ولكنه يؤثر في اإلحساس الناتج من وجود‪ %‬ضوء مهما كانت شدته وكميته‪ ،‬فقد يبدو سطح في شارع‬
‫مضيئاً ساطعاً في الليل وتراه أقل ضياء في النهار‪ ،‬وهذا ما يمكن أن يسمى الضياء الظاهري‪ %‬أو النسبي‪،‬‬
‫ويقابله الضياء الفيزيائي أو الكمي ويتوقف تحديد ذلك على معرفة العالقة بين اإلضاءة والرؤية‪ ،‬إذ يمكن‬
‫تحليل آلية اإلبصار عند اإلنسان إلى عوامل أساسية ثالثة هي‪ :‬حدة اإلبصار‪ visual ecuity %‬وإ دراك‬
‫التباين ‪ contrast‬والحركة ‪ movement‬وعلى هذا األساس تم التوصل إلى اتفاق عالمي حول طرائق‪%‬‬
‫تحديد مستويات اإلضاءة وتحديد‪ %‬كمية الضوء الالزمة للرؤية المجدية والمريحة‪ ،‬وحول طرائق‪ %‬التخفيف‬
‫من العوامل المزعجة كالضوء الشديد والبهر‪ .‬ولقد سعت بعض الدول إلى وضع قوانين ناظمة لإلضاءة‬
‫وفهارس‪ %‬لراحة البصر ‪ visual comfort index‬أو لدرجة السطوع‪( %‬البهر) ‪ ،glare index‬ولكن‬
‫مهندسي اإلضاءة غالباً ما يصطدمون بعقبات كثيرة تضطرهم إلى التغاضي عن تطبيق‪ %‬مثل هذه القوانين‬
‫والفهارس زيادة أو نقصاناً‪ ،‬ناهيك عن التضارب الذي قد ينتج من اختالف وجهات النظر في التصميم‪ %‬بين‬
‫هندسة اإلضاءة والهندسة التزيينية (الديكور) والعمارة‪.‬‬
‫اإلضاءة الداخلية‪ :‬تميل معظم البلدان إلى تبني نماذج متشابهة تقريباً في اإلضاءة الداخلية من حيث‬
‫مصادر الضوء وطراز العمارة واحتياجات اإلضاءة في أماكن الراحة والعمل‪ ،‬ولقد أثبتت الدراسة أن‬
‫متطلبات اإلضاءة في الوقت الحاضر أكبر بكثير مما كانت عليه قبل عقد من الزمن‪ ،‬وأنها ازدادت‬
‫خمسين ضعفاً عنها في النصف األول من القرن العشرين‪ ،‬وليس السبب في ذلك ضعف الرؤية أو تلف‬
‫البصر عند اإلنسان المعاصر‪ ،‬وإ نما ميل الناس إلى الرؤية الواضحة حيثما كانوا من دون أن يضطروا‪%‬‬
‫إلى االقتراب من منبع الضوء أو انتظار‪ %‬بزوغ الشمس للقيام بأعمالهم‪ .‬وغدت اإلضاءة المركبة أو‬
‫المختلطة هي األكثر قبوالً في اإلضاءة الداخلية‪ ،‬األمر الذي يتطلب تعاوناً بين مهندس اإلضاءة ومهندس‬
‫التزيين الداخلي أو ما يسمى «الديكور» من أجل توفير بيئة داخلية مفيدة ومريحة‪.‬‬
‫‪ -1‬في دور السكن‪ :‬ما يزال الضوء المركزي المتدلي من السقف‪ ،‬وسواء كان مصباحاً‪ %‬مفرداً أو‬
‫ثريا متعددة المصابيح‪ ،‬هو األسلوب األكثر شيوعاً في إضاءة المنازل العادية‪ ،‬وغالباً ما يكمله ضوء‬
‫جداري واحد أو ضوءان مع ضوء أرضي محجوب على منضدة العمل أو قائم في أحد الزوايا‪ ،‬وتعد هذه‬
‫اإلضاءة من أفضل الطرائق المعتمدة لراحة البصر وأكثرها اقتصاداً‪ %،‬إذ تكون العين أكثر فاعلية وأقل‬
‫إجهاداً عندما تكون اإلضاءة في مكان العمل (عند القراءة مثالً) أكثر بقليل منها فيما يحيط بذلك المكان‪،‬‬
‫ولكن من غير الجائز أبداً االكتفاء بضوء منضدة واحد في الغرفة ألنه يجعل الغرفة أشد إظالماً ويؤدي‬
‫إلى إرهاق البصر‪ .‬وثمة مصابيح تنثر ضوءاً عاماً مع تركيز‪ %‬حزمة من الضوء على مكان محدد في آن‬
‫واحد‪ ،‬وهي من أفضل مصادر‪ %‬الضوء اقتصاداً إلضاءة أماكن العمل ضمن المنازل‪ .‬ويعد المصباح‬
‫الكهربائي المتوهج ذو السلك المعدني أكثر المصابيح مالءمة لجو المسكن االجتماعي بسبب لون ضيائه‬

‫‪11‬‬
‫المائل للصفرة ألنه يشعر اإلنسان بالدفء والراحة‪ .‬أما مصابيح التألق الغازية (الفلورسنت) فهي المفضلة‬
‫في بعض األماكن من المنزل كالمطابخ‪ ،‬وغير مرغوب فيها في غرف الجلوس والنوم‪ %‬بسبب حجم‬
‫مصباحها من جهة ولمشابهة ضوئها‪ %‬ضوء النهار الذي قد يرغب الناس عنه‪.‬‬
‫وأما اإلضاءة المفضلة لمشاهدة التلفزيون فهي مثار جدل كبير‪ ،‬ويفضل معظم الناس أن تكون‬
‫اإلضاءة عادية من دون أن يلحق ذلك أي أذى بالعين‪ ،‬غير أن الضوء األبيض المسلط على الشاشة الملونة‬
‫مباشرة يشوه ألوانها‪ ،‬وتتوقف سوية اإلضاءة عند مشاهدة التلفزيون على اإلحساس الشخصي مع تجنب‬
‫انعكاسات الضوء المزعجة‪ ،‬ويفضل في معظم األحوال أن تكون اإلضاءة خلفية وأن تكون سويتها‪ %‬أقل‬
‫بقليل من تلك المستعملة في القراءة أو العمل‪.‬‬
‫‪ -2‬في المدارس‪ :‬تميل بعض الدول إلى جعل اإلضاءة في المدارس شبيهة بإضاءة المنازل‪ ،‬في‬
‫حين تصر دول أخرى على وضع مصدر‪ %‬الضوء فوق ساحة العمل كمقاعد الدرس والسبورة‪ ،‬وتفضل‬
‫إضاءة المدارس بمصابيح التألق الغازية المثبتة في السقف‪ ،‬أو بإضاءة السقف إضاءة شديدة ال تترك‬
‫ظالالً على سطح العمل‪.‬‬
‫‪ -3‬في المكاتب‪ :‬كان الضوء الطبيعي الداخل من النوافذ أساس اإلضاءة في المكاتب في النهار لذا‬
‫وجب أن تكون النوافذ‪ %‬عريضة وموجهة‪ ،‬في حين كانت اإلضاءة الصنعية مخصصة للعمل بعد حلول‬
‫الظالم أو في المكاتب التي ال يدخلها الضوء الطبيعي‪ .‬وقد أظهرت الدراسات الالحقة ميزات التكامل بين‬
‫اإلضاءتين الطبيعية والصنعية من أجل تحسين نوعية العمل‪ ،‬فلم تعد ثمة ضرورة لجعل النوافذ كافية‬
‫لتوفير‪ %‬الضوء الالزم في ساعات النهار‪ ،‬غير أن وجودها مهم جداً ألنها تربط العاملين في المكتب بالعالم‬
‫الخارجي‪ ،‬وقد اعتمد هذا المبدأ في معظم البلدان‪ ،‬ولم يؤخذ به في الواليات المتحدة األمريكية حيث يفضل‬
‫العمل باإلضاءة الصنعية ليالً ونهاراً‪ %‬ولو بإسدال الستائر‪ %‬لتخفيف وهج الضوء الطبيعي‪.‬‬
‫وتعتمد‪ %‬إضاءة المكاتب عادة على مصابيح التألق المثبتة في السقف‪ ،‬ظاهرة أو مخفية‪ ،‬لكي تعطي‬
‫ضوءاً متجانساً‪ %‬فوق‪ %‬ساحة العمل كلها‪ ،‬وتسمح بترتيب حجرة المكتب بحسب مقتضيات العمل وذوق‪%‬‬
‫شاغله‪ ،‬وال تقل سوية اإلضاءة في المكتب عادة عن ‪ %10‬إلى ‪ %20‬من الضوء الطبيعي‪ ،‬إذ يعتقد أن‬
‫هذه هي الدرجة المثلى لإلضاءة عند استعمال الورق‪ %‬األبيض‪.‬‬
‫‪ -4‬في المشافي‪ :‬يميل األمريكيون إلى عدم استعمال األلوان في طالء الجدران‪ ،‬واإلقالل من‬
‫استعمال المعلقات (لوحات أو صور) مع توفير مستويات‪ %‬عالية من اإلضاءة بمصابيح التألق ظاهرة أو‬
‫مخفية في السقف وفوق رؤوس‪ %‬األسرة مباشرة‪ ،‬في حين يأخذ معظم البلدان األخرى‪ ،‬وفي أوربة خاصة‪،‬‬
‫بمبدأ توفير‪ %‬اإلضاءة المريحة بسويات منخفضة نسبياً مع تلوين الجدران والستائر بأسلوب يمنح المرضى‪%‬‬
‫شعوراً بالراحة كما لو كانوا في منازلهم‪ .‬أما غرف العمليات فتتطلب بطبيعة الحال تركيز‪ %‬إضاءة بسوية‬
‫عالية خالية من الظالل فوق سطوح العمل بصرف النظر عن مكان وقوف الجراح أو حركته‪ .‬وغالباً ما‬
‫يوفر ذلك من مصدر ضوئي‪ %‬كبير جداً ومتعدد األضواء معلق فوق‪ %‬طاولة العمليات‪ ،‬وهو الحل األقل‬

‫‪12‬‬
‫تكلفة‪ ،‬أو من سقف إهليلجي عاكس مضيء إضاءة كلية يضم عدداً من المنابع الضوئية الصغيرة الموجهة‬
‫إلى ساحة العمل يتحكم الجراح نفسه في توزيع‪ %‬ضوئها أو اتجاهه بأزرار في متناول يده‪ ،‬ومن المهم جداً‬
‫أن تتمم هذه اإلضاءة بإضاءة عامة لغرفة العمليات خالية من الظالل كي يتمكن مساعدو الجراح من القيام‬
‫بعملهم بكفاية من غير إجهاد للبصر‪.‬‬

‫‪ -5‬في المصانع والمعامل‪ :‬تعد إضاءة سطوح العمل إضاءة كافية مطلباً أساسياً‪ ،‬وغالباً ما تكون‬
‫اإلضاءة فيها بمصابيح تألق غازية ذات سوية عالية مثبتة في السقف‪ .‬ومن المتفق عليه عالمياً أن تراوح‬
‫شدة اإلضاءة بين ‪ %10‬و‪ %25‬من الضوء الطبيعي في يوم مشرق‪ .‬وتختلف مشكلة اإلضاءة هنا عنها‬
‫في المكاتب‪ ،‬ألن التعامل في المكاتب غالباً مع الورق األبيض‪ ،‬في حين يرتبط‪ %‬العمل في المصنع بمواد‬
‫مختلفة متباينة األلوان أقل عكساً للضوء من الورق‪ %‬توفر راحة أكثر للبصر مهما كانت شدة اإلضاءة‪ ،‬وقد‪%‬‬
‫أثبتت الخبرة الطويلة أن ارتفاع سوية اإلضاءة في المعامل يزيد اإلنتاج ويعطي مردوداً‪ %‬يعوض ما ينفق‬
‫عليها‪ .‬والجدير بالمالحظة هنا أن بعض المهمات الصناعية الدقيقة تتطلب إضاءة إضافية أو متممة قد تبلغ‬
‫سويتها سوية اإلضاءة الطبيعية في نهار مشرق‪ %‬كتجمع اآلالت الدقيقة والساعات وآالت التصوير‪ ،‬وكذلك‬
‫مكاتب الرسم التي يفضل الرسامون العاملون عليها سوية عالية من اإلضاءة‪ .‬ويراعي مصممو اإلضاءة‬
‫في المصانع عادة سهولة تنظيف مصادر‪ %‬الضوء وصيانتها‪ ،‬ألن حرارة المصابيح تسبب تياراً هوائياً‬
‫صاعداً يحمل معه ذرات الغبار والهباب من أماكن العمل فتتوضع على السطوح العاكسة للضوء وتخفف‬
‫من ضيائها‪ ،‬كما أن الحرارة المنبعثة من مصادر الضوء ومن اآلالت ومن أجسام العمال أنفسهم تفترض‬

‫‪13‬‬
‫توفير‪ %‬تهوية كافية لمصادر الضوء تخفف من حرارتها وتحافظ على تألقها‪ ،‬ألن الحرارة المفرطة تقلل من‬
‫تألق الضوء وتخفف مردوده‪.‬‬
‫يتبع في إضاءة المصانع أسلوبان أساسيان أولهما اإلضاءة من علو مع ترك فرجات ومسافات‬
‫متناظرة بين األضواء‪ ،‬وثانيهما‪ %‬اإلضاءة المتتابعة والمستمرة على صفوف‪.‬‬
‫واألسلوب‪ %‬األول أكثر مواءمة للعنابر الكبيرة المرتفعة األسقف كحظائر‪ %‬الطائرات‪ ،‬حيث تكون‬
‫اإلضاءة متجانسة من غير تداخل نظراً لسعة المكان‪ .‬أما األسلوب الثاني فيمكن من تركيب األضواء فوق‪%‬‬
‫خطوط العمل على ارتفاع مناسب لكي تتكامل مع ضوء النهار أو تحل محله تماماً في الليل‪ .‬وقد يستخدم‪%‬‬
‫بعض المصانع السقوف المضيئة كلية والسيما‪ %‬تلك التي تتطلب تحكماً دقيقاً في مناخها الداخلي‪.‬‬
‫‪ -6‬في المتاجر والحوانيت‪ :‬تعتمد اإلضاءة بحسب وظيفة المتجر ومكوناته‪ .‬فتضاء صاالت‬
‫العرض ومخازن البضاعة إضاءة كافية تمكن من رؤية محتوياتها بوضوح‪ %‬مع توفير‪ %‬التأثير الضوئي‬
‫المالئم لإلعالن عنها‪ ،‬وغالباً ما ترتب مصابيح اإلضاءة متناظرة ومنسجمة مع التزيين الداخلي للمتجر‬
‫وتصميمه‪ .‬ويراعى فيها تجنب الوهج الشديد واختيار سوية تتناسب مع نوعية البضاعة المعروضة‪ ،‬كأن‬
‫تضاء المفروشات مثالً إضاءة منخفضة وموزعة توزيعاً‪ %‬مناسباً في حين تضاء األلبسة والطنافس والسجاد‪%‬‬
‫إضاءة بهيجة متألقة‪ .‬وتهتم المتاجر خاصة بتزيين واجهات العرض وإ ضاءتها‪ %‬للدعاية لمعروضاتها‪ %‬لكي‬
‫تبرز عما يجاورها وتظهر‪ %‬النواحي الجمالية فيها‪ ،‬ويراعى هنا إخفاء مصادر الضوء عن النظر المباشر‪%‬‬
‫واستعمال المصابيح الملونة واستعمال المصابيح المتغيرة الشدة والمرايا العاكسة وغير ذلك‪.‬‬
‫اإلضاءة الخارجية‪ :‬تقسم اإلضاءة الخارجية إلى إضاءة استثمارية (خدمية) إلزامية وإ ضاءة تأثيرية‬
‫أو تزيينية‪ ،‬والغاية األساسية لإلضاءة االستثمارية هي توفير‪ %‬األمن والشروط‪ %‬المالئمة للعمل والحركة في‬
‫الخارج‪ .‬وتتطلب‪ %‬اإلضاءة الخارجية االستثمارية في معظمها خبرة خاصة ال تتوافر إال في مهندس‬
‫اإلضاءة المختص‪ ،‬فإضاءة المطارات والمالعب والشوارع عمل اختصاصي‪ %‬يحتاج إلى مهارة ودراية‪،‬‬
‫وقد يكون من الخطر تركه لممارس غير ذي خبرة‪ ،‬ألن إضاءة مهبط في مطار ما ال تحدد موقعه وبعده‬
‫فحسب وإ نما تمكن الطيار من معرفة طريقه‪ ،‬وكيفية هبوطه بدقة متناهية ومن مسافة كبيرة‪ .‬أما إضاءة‬
‫الشوارع فهدفها الرئيس تحقيق أمن حركة وسائل النقل والمشاة واإلقالل من حوادث الطرق‪ ،‬فالمعروف‬
‫أن حوادث الطرق‪ %‬في الشوارع الجيدة اإلضاءة تقل بنسبة ‪ %30‬عنها في الطرق‪ %‬غير المضاءة‪ .‬وتخضع‬
‫اإلضاءة االستثمارية عموماً لمعدالت محددة توفر الوضوح‪ %‬والتوجه الصحيحين مع تجنب التأثير الباهر‬
‫لألضواء المستعملة‪.‬‬
‫تهتم اإلضاءة التأثيرية ‪ lighting for effect‬أو التزيينية ‪ decorative lighting‬بإحداث‬
‫تأثيرات معينة في العين البشرية وإ ضفاء ظالل وانعكاسات‪ %‬وبقع شديدة الضياء على األشياء التي تسلط‬
‫عليها األضواء‪ ،‬فتمنحها‪ %‬منظراً خالباً بغض النظر عن قدرة العين على تمييز تفصيالتها أو قراءة ما هو‬
‫مكتوب عليها كإضاءة اآلثار والحدائق‪ %‬العامة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -1‬إضاءة المدن والشوارع‪ :‬تعتمد هذه اإلضاءة اعتماداً كبيراً على مخطط المدن وعلى أجهزة‬
‫اإلضاءة ومواضعها‪ %.‬ولقد أدرك اإلنسان منذ القدم أهمية إضاءة الطرق‪ %‬بوصفها عامل أمن وعائقاً‬
‫للجريمة‪ ،‬وقد عرفت شوارع المدن الكبرى اإلضاءة منذ قرون‪ ،‬وكان الناس في دمشق والقاهرة في‬
‫العصر المملوكي يلزمون بوضع مصابيح على أبواب دورهم‪ ،‬وبحمل مصابيح عند تجولهم ليالً‪ ،‬وشاع‬
‫استعمال مصابيح الغاز في عواصم العالم منذ أواخر القرن التاسع عشر ثم حلت محلها مصابيح القوس‬
‫الكهربائية فالمصابيح ذات السلك‪ .‬ومع تطور صناعة السيارات وازدياد حركة المرور على الطرق‪ %‬ليالً‬
‫اكتسبت إضاءة الشوارع‪ %‬أهمية جديدة وتطلب األمر استعمال مصابيح شديدة التوهج كمصابيح بخار‬
‫الزئبق والصوديوم‪.‬‬
‫وتبنت الدول المختلفة مبادئ متباينة إلضاءة مدنها وشوارعها لعل أفضلها ما تم تبنيه في القارة‬
‫األوربية من اعتماد مبدأ الرؤية الطبيعية بإضاءة السطوح المطلوبة مع إبقاء الخلفية مظلمة‪ ،‬وقد تضاف‪%‬‬
‫إليها أو تكملها إضاءة تزيينية عامة وأضواء‪ %‬واجهات المحال التجارية‪.‬‬
‫ويراعى عند إضاءة الشارع عرضه واتجاه السير فيه‪ ،‬فقد تكون اإلضاءة على أحد الجانبين إذا كان‬
‫عرض القسم المخصص للمرور أقل من ‪ 12‬متراً‪ ،‬وتكون اإلضاءة على محور الشارع إذا لم يزد عرضه‬
‫على ‪ 18‬متراً وتصبح اإلضاءة على كال الجانبين عندما يصل العرض إلى ‪ 48‬متراً‪ ،‬ويجب أال تزيد‬
‫المسافة الفاصلة بين القنديل أو المصباح واآلخر‪ %‬على ‪ 5-4‬أضعاف ارتفاعه عن سطح الشارع‪ ،‬ويضاف‪%‬‬
‫إلى هذا كله مؤشرات‪ %‬الطرق المضيئة واإلشارات الضوئية التي تنظم السير‪.‬‬
‫‪ -2‬إضاءة المالعب وحلبات الرياضة‪ :‬كانت األلعاب الرياضية مقتصرة على ضوء النهار في‬
‫تاريخها الطويل‪ ،‬غير أن تطور‪ %‬مصادر الطاقة ومنابع الضوء وفر الجدوى‪ %‬االقتصادية الضرورية‬
‫إلضاءة حلبات الرياضة ومالعبها‪ .‬وكانت اإلضاءة في البدء تعتمد على أضواء معلقة فوق الملعب‬
‫مباشرة إال أن األسلوب األساسي‪ %‬المتبع اليوم هو استخدام صفوف من المناوير‪ %‬الضخمة ‪ projectors‬في‬
‫زوايا الملعب أو على محيطه‪ .‬وتستعمل‪ %‬في هذه الحالة مصابيح خاصة ذات مردود‪ %‬ضوئي مرتفع وحياة‬
‫طويلة نسبياً مثل مناوير‪ %‬التنغستين ـ هالوجين ‪ .tungsten-hologen projectors‬وربما‪ %‬شهدت‬
‫المالعب قريباً‪ %‬مصابيح أكثر فاعلية من نوع مصابيح الزنون التي يجري العمل على تطويرها‪.‬‬
‫‪ -3‬إضاءة المنشآت األثرية والعامة‪ :‬إن الغاية األساسية من إضاءة هذه المنشآت هي اإلضاءة‬
‫التأثيرية التزيينية وغالباً ما يكون األسلوب المتبع هو «إضاءة الغمر»‪ ،‬والقصد منها إضاءة الواجهات‬
‫والنصب والنوافير والرايات والالفتات‪ %‬والمساحات الخضراء بمناوير وكشافات متعددة األلوان متباينة‬
‫الشدة‪.‬‬
‫والمبدأ العام هنا‪ ،‬كما في إضاءة المالعب هو تسليط الضوء على الشيء المراد إبرازه من مسافة‬
‫كافية‪ ،‬فتنار المنشأة من دون ما يجاورها‪ .‬والغاية من «إضاءة الغمر» توزيع الضوء باالتجاه وبالكمية‬
‫الالزمين إلنارة جميع أجزاء الواجهة فتبرز‪ %‬منحوتاتها‪ %‬ورسوماتها وأشكالها‪ %‬كما تبدو في وضح النهار‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وقد يلجأ إلى تعليم حواف األبنية بمصابيح التألق أو بالمصابيح الملونة الظاهرة أو المخفية‪ ،‬وإ لى إبراز‬
‫معالم البناء المعمارية بأضواء تنبعث من الداخل من خالل السطوح الزجاجية أو بوضع أضواء خلف‬
‫المنشأة تضفي عليها ظالالً خاصة‪ ،‬ويضاف‪ %‬إلى ذلك كله تنوع اإلعالنات واللوحات المضيئة التي تعطي‬
‫المشاهد التأثير المطلوب‪.‬‬
‫وأخيراً‪ %‬فإن الجمع بين اإلضاءة االستثمارية واإلضاءة التزيينية جمعاً ماهراً مدروساً يؤلف عنصراً‬
‫مهماً في إعطاء المدينة والشارع والمنشآت جميعها مسحة جمالية منسجمة تمنحها طابعها الخاص‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫?‪http://www.arab-ency.com/index.php‬‬
‫=‪module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=396&vid‬‬

‫‪16‬‬

You might also like