Professional Documents
Culture Documents
من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية واالجتماعية
والثقافية األخرى من جهة ,وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على االنترنت من جهة أخرى ,ومن أجل
تعزيز التفاعل االيجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء ,تقوم مؤسسة
الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها
وترسيخ ثقافة حقوق اإلنسان وحقوق المرأة والعدالة االجتماعية والتقدم والسالم.
حوارنا -233-سيكون مع االتجاه الماركسي المعاصر حول :نقد التاريخ ،لبناء تأريخ جديد ،خطوة نحو بناء
العراق. في ماركسي حزب
في هذا البحث نقدم وثيقتنا األولى .الوثيقة التي ستفتح امامنا آفاق جديدة و آماالً كبيرة ،للمضي قدما ً نحو نمط جديد من
العمل السياسي و الحزبي ،نهج حديث واسلوب عمل جديد .نوعية جديدة ،تتبدى على كافة المستويات السياسية و الفكرية
و العملية و التنظيمية و الدعائية ،مبنية على اساس الصراع الطبقي ،لصالح البروليتاريا كطبقة ،و حزبها كطليع لها .نحن
تأخرنا كثيراً ،مع علمنا المسبق بإننا جزء من التأريخ .التأريخ الذي يحدد نشاطنا ،و يعين مدى تطورنا ،على اساس المعطيات
العلمية و الفكرية التي افرزه ،الصراع الطبقي و التطورات العلمية على مختلف عناوينها .مع ذلك نقول تأخرنا ،لكن عقدنا
العزم و الجزم في سبيل عبور هذا الطريق الشاق والصعب ،عبر نضال طبقي بكل تجلياته .مع الطبقة العاملة و قادتها،
مطالبها و اهدافها ،حركتها الجارية و السياسية .معها في صوالتها و هزائمها ،في تقدمها وتراجعها ،في ثورتها ونهوضها.
نحن مع الطبقة العاملة و نهضتها ،نحاول و نناضل بكل جهدنا أن نكون جزءاً من مسعاها -الغاء الهيمنة البرجوازية الطبقية-
عبر ثورتها ،وثورتها فقط .هذا هو عنوان هذه الوثيقة.
مع ذلك كنا و بالضرورة مجبرين ،ان ننتقد تأريخنا ،ذلك التأريخ الذي أخذ منا أكثر من نصف عمرنا .تأريخنا النضالي،
التأريخ الذي نفتخر به ،بكل سلبياته و إيجابياته ،و نقر ب َمسؤوليتنا خالل الفترة الماضية ،و نتحملها برحابة الصدر .مع ذلك
انتقادنا لتأريخنا ،ضرورة مفروضة ال بد منها بالنسبة لنا ،ليتسنى لنا ان نتجاوزه ،و نشق طريقنا نحو االنخراط الفعلي و
العملي في الحركة العمالية ،و نكون معها في حل مشاكلها و إزالة عوائقها .سبب نقدنا لتأريخنا الماضي ،هو فقط لتجاوزه،
و نقر بإن التأريخ الماضي ليس تأريخا ً ألشخاص أو حتى لمؤسسة معينة في الحزب ،بل هي قضية أعمق من ذلك ،كما
سترون و تقرؤون في شروحاتنا .أخيرا ً نرجو اننا قد لبينا طلب الرفاق الذين كانت لديهم مالحظات او اسئلة أو إستفسارات
عدين ،إلجابة على اية أسئلة أخرى حول هذه الشروحات ،في الفترة القادمة. حول أطروحاتنا .و سنكون مست َ ْ
20.5.2020
األطروحة االولى
الثورة ،ال تتحقق الثورة االجتماعية للعمال فحسب ،بل و حتى الثورة السياسية ذات طابع التغيير االصالحي
على صعيد السلطة السياسية للبرجوازية و نظامها ،بدون تنظيم و قيادة الطبقة العاملة ،فبدونه ستفشل
حتما .ان القضية التي تنجز فيها الطبقة العاملة ثورتها بصورة مباشرة و تحرر المجتمع بأكمله أو ان تكون
مضطرة للجوء الى أشكال سياسية تكتيكية ،تعتمد على توازن القوى الطبقية فقط .الحزب الشيوعي
يخطو خطوة واحدة الى األمام ،بدون اقتدار و تنظيم الطبقة العاملة.
ْ الماركسي ليس بإمكانه ان
األطروحة االولى؛ لها أهمية خاصة في هذه الحقبة ِمنَ التأريخ الذي تمر بها الطبقة العاملة و البشرية جمعاء .الحقبة التي
تناضل الطبقة العاملة ،ضد البرجوازية و سلطتها" دولتها و حكوماتها اداراتها و شركاتها اعالمها و مفكريها ،و دور عدلها
و دساتيرها" في ظل ظروف سياسية ،اقتصادية و إجتماعية و فكرية صعبة للغاية .حيث تعاني الفقر و المجاعة و مستوى
عالي من البطالة ،و الحروب المتناوبة بالوكالة و الصراع المرير بين القوى العالمية الكبرى لحسم الصراع على تقسيم العالم
مجدداً ،و من الجانب االخر و هي قضية عالمنا المعاصر و الذي برأينا هو ضعف البيئة او المناخ االجتماعي إلحتضان رآية
ماركس من الزاوية الفكرية و النظرية و طريقة التحليل وفق المنظور الطبقي اي المادية الديالكتيكية .هذه النوعية من
التحليالت للظواهر اإلجتماعية و التأريخية و األحداث اليومية غائبة الى حد كبير على صعيد اإلعالم و الثقافة السائدة ،و
تعتبر من التحليالت المنسية على صعيد العالمي .إن تحليل الظواهر االجتماعية و السياسية و اإلقتصادية وفق النهج الطبقي
غائب الى حد كبير ،و لحد اآلن ليس لدينا المناخ لتوسيع و إنتشار الرؤية و النهج و رآية ماركس.
ان الغياب هذا؛ قضية تأريخية -إجتماعية بإمتياز .نرى انعكاساته على كل مجريات الحياة االجتماعية و الصراع بين
ال بروليتاريا و البرجوازية .هذه األطروحة بالنسبة لنا مسألة في غاية من األهمية .نحن كتيار ماركسي ليس بإمكاننا ان
نركض وراء إعادة التاريخ بصورته الهزلية ،ونكرر أقواالً بدون سند واقعي و اجتماعي .في هذه الحقبة نحن نتحدث عن
الثورة االجتماعية للعمال عن الثورة البروليتارية .الثورة التي في حال حدوثها ستدك اسس النظام الرأسمالي في بلد ما او
عدة بلدان معاً .و هذه قضية عامة ،بمعنى تشمل كافة البلدان كقضية منهجية ثابتة في الماركسية بصورة عامة .ربما الثورة
العمالية تحدث في الفترة المقبلة نتيجة تراكم األزمات االقتصادية على صعيد العالمي و السياسية في عدد كبير من
البلدان ،و لكن هذه الثورات بدون راية ماركس ،ال تصل الى مبتغاها .هذه هي قضيتنا في الصميم .نحن نمر عبر تخاصمات
و صراعات و حروب ال تحصى على صعيد العالمي ،و في خضم اعادة رسم الخريطة السياسية و بالتالي إعادة بناء نظام
عالمي جديد ،سيتالشى فيه الغرب ،الغرب الذي عرفناه أو وفق تصورنا السابق للغرب .الغرب يتالشى ،ككيان لحلف واسع
"عسكري ،سياسي ،اقتصادي ،اجتماعي أبان الحرب الباردة "بين جانبي األطلسي بين أمريكا و أوربا الغربية .الغرب الذي
كان يقود العالم بقيادة أمريكا ،سيتالشى .بمعنى إن أمريكا ليست بإمكانها ان تقود الغرب و العالم بعد اآلن ،و ظهرت بوادرها
االقتصادية و السياسية و االجتماعية و الثقافية أيضا ,بل سيتحول النظام العالمي الى نظام ذو أقطاب عديدة؛ أمريكا ستكون
جزء من هذا النظام العالمي الجديد ،جزء و ليس قائده األوحد .معها على األقل الصين و روسيا و الهند و ألمانيا في كابينة
القيادة الرأسمالية العالمية .تضاف الى ذلك تمدد و تفشي فايروس كورونا ،الذي بال شك أسقط كل الحجج لبقاء النظام
الرأسمالي .حيث أصبح الوباء حمالة لحمل ازمة الرأسمالية الى عمق أعمق.
وفق هذه اللوحة المعقدة ،نحن نعود الى األساسيات أو األسس التي تجمعنا مع الطبقة العاملة عبر جزءها الطليعي .هذه
األسس هي تأريخية و متواصلة و ثابتة لغاية وصول الطبقة العاملة الى بر االمان و الى إنجاح ثورتها ،و بناء نظامها الجديد
اإلشتراكي ثم الشيوعي .اذن نرجع الى األساس و الذي رسم فيه ماركس تصوره المادي للتاريخ ،و بالتحديد حول الثورة
حيث يقول:
"إن الناس أثناء اإلنتاج االجتماعي لحياتهم يقيمون فيما بينهم عالقات معينة ضرورية مستقلة عن إرادتهم .و تطابق عالقات
اإلنتاج هذه درجة معينة من تطور قواهم المنتجة المادية .و مجموع عالقات اإلنتاج هذه يؤلف البناء االقتصادي للمجتمع أي
األساس الواقعي الذي يقوم عليه بناء فوقي حقوقي و سياسي و تطابقه أشكال معينة من الوعي االجتماعي .إن أسلوب إنتاج
الحياة المادية يشترط تفاعل الحياة االجتماعي و السياسي و الفكري بصورة عامة .فليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم
بل على العكس من ذلك ،وجودهم االجتماعي هو الذي يحدد وعيهم .و عندما تبلغ قوى المجتمع المنتجة المادية درجة معينة
من تطورها تدخل في تناقض مع عالقات اإلنتاج الموجودة أو مع عالقات الملكية -و ليست هذه سوى التعبير الحقوقي لتلك
-التي كانت إلى ذلك الحين تتطور ضمنها .فبعد ما كانت هذه العالقات أشكاالً لتطور القوى المنتجة تصبح قيودا لهذه القوى.
و عندئذ ينفتح عهد الثورة االجتماعية .و مع تغير األساس االقتصادي يحدث انقالب في كل البناء الفوقي الهائل بهذا الحد أو
ذاك من السرعة .وعند دراسة هذه االنقالبات ينبغي دائما التمييز بين االنقالب المادي لشروط اإلنتاج االقتصادية – هذا
االنقالب الذي يحدد بدقة العلوم الطبيعية – و بين األشكال الحقوقية و السياسية و الدينية و الفنية و الفلسفية أو بكلمة
مختصرة األشكال الفكرية التي يتصور فيها الناس هذا النزاع و يكافحونه( .ماركس /مساهمة في نقد االقتصاد السياسي/
اقتباس من مقال لنين حول :سيرة مختصرة و عرض للماركسية /صفحة أرشيف لينين /خط التأكيد عندنا مع تغيرات طفيفة
في الترجمة مقارنة بالنص االنكليزي و ترجمة الدكتور راشد البراوي لكتاب ماركس).
ان الثابت تأريخيا ً و خالل بقاء النظام الرأسمالي و النضال في سبيل اسقاطه و بناء النظام العمالي البديل ،هو الثورة؛ الثورة
البروليتارية ،تلك الثورة التي تقودها هذه الطبقة ال غيرها ،تنظمها هذه الطبقة ال غيرها ،تقود معها و تؤيدها أكثرية الطبقة
و الناس المحرومين ،تقود و معها الفقراء و الجائعين .بهذا المعنى تقود الثورة و أكثرية الجماهير معها خصوصا في ظرف
الذي وصلت به الرأسمالية على صعيد العالمي الى مرحلة اإلحتضار .الطبقة العاملة ليست لديها طريق آخر أو ثورة أخرى،
ليست لديها حالة وسطية ،ليس لديها سوى ثورتها .ت ُنظمها و تقودها عبر حزبها الطبقي الماركسي ،إذا كانت تقصد النجاح،
فبدو نه ستفشل في تحقيق أهدافها الثورية .ربما يسقط النظام الرأسمالي ،ربما يسيطر العمال لمدة محددة على مقاليد الحكم
مثل ما جرى في كومونة باريس على رغم من اختالف االوضاع في هذه المرحلة مع المرحلة التي وقعت فيها كومونة باريس.
و لو ان الظروف مختلفة و األساليب مختلفة ،لكن ربما يحدث مرة اخرى...
ان في غياب قيادة ماركسية حقة ،و في غياب رآية ماركس لدى األكثرية الثورية التي تقود الثورة نحو الظفر بالسلطة
السياسية ،حينذاك ،و مرة اخرى سيطرح علينا التاريخ مشكلة كبيرة ،و هي غياب رآية ماركس .و عليه و في سبيل عدم و
قوعنا في هذه المشكلة اإلجتماعية الكبيرة ،يقع على عاتق الماركسيين أن يعدوا عدتهم ،و يشدوا أحزمتهم ،لتهيئة األرضية
اإلجتماعية ،إلحتضان الطبقة العاملة لرآية ماركس مرة اخرى ،و لكي تمارسها بشكل يومي في نضاالتها ،هذه هي مهمتنا،
و هي مهمة ثورية حقا لكل مثق في البروليتاريا أينما كانوا ،هذا ما تنقصها الثورة العمالية ،و ليس اي شيء اخر.
هذا هو شكل ثورتنا الوحيدة .الذي هو وفق إدراك ماركس لهذه الثورة و ليس لروايات و سيناريوهات االخرى المختلفة
للثورة .عليه ان ندقق في هذا االمر ،ان الثورة عند ماركس وفق ادراكه في مقطع آنفة الذكر .حيث يقول -١ ":في سياق
تطور القوى اإلنتاجية تأتي مرحلة تنشأ فيها قوة إنتاجية و وسائل تداول ال يمكن إال ان تكون ضارة في إطار العالقات
القائمة ،فهي ليست بعد اآلن قوى منتجة ،بل قوى هدامة(اآلالت والمال) ،كما تنشأ -وهذه واقعة ترتبط بالواقعة السابقة-
طبقة تتحمل جميع أعباء المجتمع ،دون االستمتاع بميزاته ،و هي مطرودة من المجتمع بحيث البد لها ان تتخذ مكانها في
المعارضة األشد صراحة ضد جميع الطبقات االخرى ،طبقة يشكلها غالبية أعضاء المجتمع و ينبثق منها وعي ضرورة قيام
ثورة جذرية ،و وعي هو الوعي الشيوعي ،ومن المفروغ منه انه يمكن ان يتشكل أيضا عند الطبقات االخرى عندما تتبين
وضع هذه الطبقة(".اآليديولوجية األلمانية /ماركس-أنجلز /ص /48ت .الدكتور فؤاد أيوب /خط التأكيد عندنا)
هنا يشرح -ماركس و أنجلز -تصوراتهما عن التأريخ و عن مجريات االمور التي تجري في التاريخ عبر الصراع بين الطبقات.
بمعنى ان الثورة هي ضرورية و ليست مسألة اختيار شخص أو حزب أو تيار ما ،بل بفعل نشاط الحي في إطار المجتمع.
نشاط الحي يجري بين الطبقتين األساسيتين؛ البرجوازية و البروليتاريا .ولكن وفق البنية المادية و ليس وفق اإلرادة النخبوية،
أو إرادة حزب ما او تيار ما .الثورة االجتماعية البروليتارية تنبثق اساسا من التضاد بين عالقات االنتاج المطروحة امامنا،
اي عالقات انتاج رأسمالية ،و القوى المنتجة التي تطورت و اتسعت و اصبحت معولمه في احشائها .القوى االنتاجية و
خصوصا في هذه المرحلة المعاصرة و في العقد الثالث ،للقرن االول من االلفية الثالثة ،تطورت الى مديات غير مسبوقة،
حيث أصبح العالم قرية صغيرة تجري فيها التبادل و االنتاج و العالقات االجتماعية بصورة متواصلة و مستمرة عبر االرض
و السماء و البحر و الفضاء االلكتروني و عبر القنوات الفضائية و االذاعات و التلفزة .كما يطلق عليه ماركس " التأريخ
العالمي" و فعال نحن نعيش في هذه المرحلة.
الطبقة العاملة اتخذت مكانها منذ البداية ،في المعارضة كقوة يسارية اجتماعية ،بوجه الطبقة البرجوازية الحاكمة و هي على
اليمين المجتمع ،و تنوعت اشكال و اساليب نضالها في سبيل الخالص من البربرية الرأسمالية المعاصرة .سواء عبر الثورات
العمالية؛ كومونة باريس و الثورة العمالية في روسيا بقيادة لينين ،الثورة األلمانية و نضاالت و انتفاضات مستمرة و متواصلة
في كل البلدان .اليوم تصاعدت حدة النضال اليومي لطبقة العاملة العالمية .حدة النضال في سبيل تخفيف القيود المعيشية و
النضالية ،في سبيل رفع االجور و الدفاع عن ضمان العمل و توفير ضمان البطالة ،و تقليل سنوات من عمر احالة الى التقاعد،
و تقليل ساعات العمل اليومي ،و ضمانات صحية و تعليمية و ضد سياسات التقشف و مسائل اجتماعية اخرى .مع اقتدارها
في نضاالت جارية ي ومية ،هي غائبة كقوة مقتدرة سياسية .اليوم حالة الطبقة العاملة في ظل الرأسمالية المعولمة تغيرت
بشكل كامل ،تغيرت ظروف معيشتها ،و أماكن عملها ،و تنظيمها ضمن تقسيم العمل العالمي على أساس الشركات العالمية
الكبرى ،حيث تابعية العامل أصبحت عالمية ليس وفق الشعار " يا عمال العالم اتحدوا"فحسب ,بل قبل ذلك بصورة فيزيقية
و موضوعية عبر تقسيم العمل .بمعنى إن العمال اتحدوا فعال عبر عالقات انتاجية عالمية متشابكة ،على اساس قطاعات عمل
مختلفة ،صناعات كالسيكية ،خدمية ،تجارية ،لوجستية و التكنولوجيا الذكية .....و فعال متجاوزين حدود األوطان و القوميات
و االديان ،و هم يعملون تحت سقف شركة عالمية تجمع مئات االالف من العمال و موزعة اعمالها في عشرات البلدان
المختلفة .هذا هو التأريخ العالمي المشترك موضوعياً ،يبقى تجاوز الحالة الذاتية ،أي اضفاء الوعي الطبقي – السياسي على
هذه الحالة الموضوعي ة .هذه الحالة خلقها التأريخ .خلقتها صيرورة و التطور المستمر لقانون حركة التأريخ لرأسمال و
عالقات انتاجه االقتصادي .الذي خلقت بدورها االتجاه العام للرأسمال خالل العقود السبعة الماضية .حيث أصبح العالم منذ
انتهاء الحرب العالمية الثانية يوما بعد يوم مسرحا عالميا لإلنتاج و العالقات اإلنتاجية و بالتالي القوة المنتجة العالمية "العمال
و اآلالت او التكنولوجيا اآلالت و البنية التكنولوجية الذكية اإلتصاالتية و المعلوماتية و الذكاء االصطناعي في قطاعات
صناعية و تجارية و خدمية و فضائية مختلفة" ناهيك عن الصراع الطبقي عبر اشكال مختلفة و متنوعة ومتشابكة للغاية.
حيث ان العالم يدار عبر الشركات المتعددة و المتعدي الجنسيات ،الشركات العالمية بكل معنى الكلمة.
الصورة تبدوا هكذا؛ تاريخ عالمي ،شركات و طبقة برجوازية عالمية ،و طبقة عمال عالمية ،مع سلطات برجوازية محلية او
"على اساس الدولة القومية" ،مؤسسات برجوازية عالمية ؛ من البنوك "بنك و صندوق النقد الدوليين ،بنك البريكس و البنك
اآلسيوي لالستثمار في البنية التحتية في شنغهاي"....و االمم المتحدة والمنظمات العالمية التابعة لها؛ وجيوش منتشرة في
العالم خصوصا الجيش االمريكي و الروسي و الفرنسي و البريطاني و التركي و االيراني و ايضا هناك اتحادات عمالية
عالمية بغض النظر عن اسلوبها و رؤيتها الليبرالية و االصالحية بصورة عامة و لكنها موجودة .....هذه هي لوحة مبسطة
عن عالمنا المعاصر الذي يدار من قبل رأسماليات الكبرى عالميا .عمال من مختلف القوميات يعملون في الشركات المحلية
و العالمية .انظروا الى شركات عالمية كبرى مثل شركة أبل لإللكترونيات و البرمجيات ،او شركة جوجل ،او مايكروسوفت
او تويوتا او سامسونغ ،بي ايم دبليو او فوكس واغن او ارامكو او ايكيا ....بطبيعة الحال و في ظل هكذا تطورات؛ تركيز و
تمركز الر أسمال على صعيد العالمي ،اننا نشاهد ضخامة مذهلة حقا ،حيث نرى (ضخامة شركة السيارات فوكس واغن
العالمية ،التي اصبحت الرقم االول عالميا في صناعة السيارات ،بعد استحواذها او شراءها ،شركة بورشة للسيارات،
لديها 600ألف عامل و ١00مصنع موزعة في بقاع العالم .اما شركة هواوي واعتبارا من 20١١كانت تقدم خدماتها
إلى 45مشغل اتصاالت من أكبر 50مشغل من مشغلي االتصاالت في العالم .أما شبكاتها ،يتجاوز عددها ١500شركة حول
العالم ،فتخدم ثلث سكان العالم و هناك شركة إيكيا IKEAهي شركة عالمية من أكبر الشركات السويدية في العالم متخصصة
في صناعة األثاث ،عدد فروعها تجاوز الـ 433فرعا ً في 48دولة في العالم ،و هي أكبر شركة منتجة لألثاث في العالم ،و
لديها 2١١000عامل وفق ارقام ( ،)20١8من بحث منظمات عمالية و تغيرات بنيوية ،رؤية جديدة /سامان كريم /مجلة
المد العدد الثامن /تشرين األول /20١9يصدرها الحزب الشيوعي العمالي العراقي) .هذه لوحة مبسطة ،لموضوعية التأريخ
العالمي الذي تحدث عنه ماركس قبل أكثر من ١70سنة .هذا التأريخ و هذا الواقع الجديد ،يفرض تغير في بينة عالقات
االنتاج الرأسمالي و تركيب الطبقة العاملة ،سبل و اساليب تنظيمها على صعيدين العالمي و المحلي .يقول ماركس في هذا
الصدد ما يلي" :و مع اكتساب قدرات انتاجية جديدة ،يغير الناس اسلوب انتاجهم ،و مع اسلوب االنتاج كل العالقات الضرورية
التي التعدوا ان تكون العالقات الضرورية لهذا االسلوب الخاص لإلنتاج( ".بؤس الفلسفة ص /259التأكيد من عندنا).
الحقبة التي نعيشها ،هي حقبة احتضار الرأسمال و الرأسمالية على كافة األصعدة ،و خصوصا حين يواجه هذا النظام وباء
بسيط مثل وباء كورونا .حيث ظهرت عورة هذا النظام الهش ،ليس على صعيد النظام الصحي و البنية الصحية بل في تناقضه
التام مع تطلعات و آمال المليارات من البروليتاري في العالم .في هذه الحقبة ،و في ظل ازمة اقتصادية عميقة متواصلة و
غير قابل تجاوزها من قبل البرجوازية ،إال ّ تجاوز ترقيعي ،أو تجاوزا ً انتقائيا ً هشاً ،على شاكلة مناورات سياسية تصبغ
برتوشات اقتصادية ،و هكذا نرى اتفاق البلدان اوبك مع امريكا و روسيا حول تخفيض االنتاج النفط في ١2نيسان 2020مثال.
او طبع النقد بدون اي سند موضوعي ،و توزيعه و التصرف به كأنها اوراق نقدية مدعومة باالقتصاد الواقعي او بالذهب،
حيث بدأت بها الواليات المتحدة و االتحاد االوروبي بدا يفكر بهذا االمر ايضا بصورة علنية و هناك ربما بلدان اخرى بصورة
سرية مثل روسيا .أو معالجة موضوعية برجوازية ،عبر اسقاط نتائجها على كاهل الطبقة العاملة بصورة رئيسية ،حيث
التقشف و البطالة ...الخ .لكن المعالجة االخيرة لم تعد إجراءا ناجحا ،بسبب احتمال تحولها الى اإلحتجاجات ال تحمد عقباها
بالنسبة لهم ،و خصوصا ستصل البطالة جراء هذه االزمة الى أكثر من مليار شخص وفق بيانات الصادرة من االمم المتحدة،
هذا جانب من القضية ،اما الجانب اآلخر ،هو إسقاط االزمة على كاهل البروليتاريا في هذه المرحلة و بصورة ملخصة يعني،
إنتاج من دون بي ع ،يعني وقف العملية االنتاجية و بالتالي يعني ارباح تهوي ،و هذا متناقض مع الهدف االنتاج الرأسمالي،
و لكن جزء طبيعي من كيانه .هناك وفرة من االنتاج ،وفرة من األشياء و السلع للبيع دون ان يكون هناك مشتري!! تضاف
الى ذلك ،االزمة االقتصادية و المالية المستمرة منذ 2008و لحد االن ,و ان ازمة تفشي وباء كورونا تعمق هذه االزمة
المتواصلة نحو أكثر عمقا .حيث تم استغالل هذا الوباء لستر االزمة االقتصادية ،و إخفاء حقيقة وجود ازمة اقتصادية عميقة،
قبل تفشي الوباء ،ال بل حولوا هذا الوباء "الوباء هو أساسا ً نتيجة لجشع الرأسمال بصورة عامة" الى سبب إلحداث ازمة
اقتصادية ،و هذا هراء محض .الوباء أصبح شماعة و حجة لبرجوازية العالمية الكبرى ،إلخفاء أزمتها الكريهة ،و تعفن
جسد نظامها المهترئ .خصوصا ان استراتيجيي النظام و خصوصا اإلستراتيجيين في قطاعات البنوك العالمية ،يعرفون ان
الرأسمالية بصورة عامة ليس لديها جوابا او على االقل جوابا ً مقنعا ً حتى بالنسبة لطبقتهم ناهيك عن الجماهير المحرومة و
الطبقة العاملة .عالوة على ذلك إن مرحلتنا ،و بالتحديد في نهايات هذه السنة و بدايات السنة القادمة ،العالم يواجه طفرة
ثورية نوعية من ناحية تطبيقات الذكاء االصط ناعي و بالتحديد في قطاع االتصاالت و المعلومات ،و بإمكان استخدامها في
كافة مجاالت الحياة .حيث تظهر استخدام الجيل الخامس من شبكات انترنيت المعروفة علميا بـ G5و بمعنى المبسط المعروف
تعني "انترنيت االشياء "IOT -و استخدمت هذه الجيل في الصين ابان ازمة وباء كورونا ،حيث بدأت عمليا بالفعل لكشف
حاالت الوباء على الشوارع و االمكان العامة بوساطة روبوتات و الطائرات المسيرة "درون" .هذه الثورة التي بدأت بالفعل،
حيث توقع المحللين ان تبدأ بعد سنوات ،لكن بدأت بالفعل .التقنية الجديدة تخلق عالما جديدا ،من كل نواحي الحياة االقتصادية
و السياسية .حيث تؤدي الى إحالل الذكاء االصطناعي" " AIمحل التكنولوجيا القديمة -القديم هنا يعني سنوات العشرة
الماضية . -و الذكاء االصطناعي هذا سيؤدي الى طرد مئات اآلالف ،بل أكثر من مليار شخص من وظائفهم خالل خمسة
سنوات القادمة ،حيث تحل الروبوتات وإستخدام تقنية G5في كافة قطاعات الحياتية من تأسيس شبكات النقل في المدينة
الى تصميم البيوت و كافة قطاعات الصناعية و الخدمية و التجارية و الزراعية و اللوجستية و االدارية و االمنية و
العسكرية ....محل العمال و الموظفين ،للمثال فقط؛ تعمل المطارات بدون عمال األمن او عمال تدقيق الجوازات ،و تعمل
المختبرات بدون عمال المختبر حيث يفحصك و يأخذ الدم من االنسان بواسطة روبوت مخصص و أسرع من العمال السابقين
بمئات المرات ،و هكذا في قطاعات صناعية ضخمة و في مراقبة االجتماعية .و يحول المدارس الى جهاز حاسوب او هاتفي
بسيط ،حيث ال لزوم لالبنية و ال لمدرسين و ال لمدراء و ال لعمال النظافة ،و هكذا في ميادين خدمية اخرى.
بالحقيقة ان الخوف و الذعر الذي رافق انتشار كورونا ،و الذي دفعت به البرجوازية العالمية من خالل اعالمها و مفكريها
من الوباء المالزم للرأسمالية اي " وباء البطالة وبالنسبة تقريبا %45تقريبا على صعيد العالمي!!!" و ما يفرزه من نتائج
اجتماعية ،ليس من فيروس كورونا .ولكن هذه المرة ليست كالمرات السابقة ،ليس مثل الكساد الكبير التي وقع قبل تسعون
سنة تقريبا ،بل بطالة دائمة متواصلة و مستمرة ألكثرية الساحقة من البروليتاريا على صعيد العالمي .خوف البرجوازية
العالمية ليس من البطالة بصورة مباشرة بل من ما سيؤدي اليه هذا الوباء .وخوفها ليس من امرار معيشة هذه الكتلة
الضخمة من البطالة ،بل من و فرة منتجاتها و تراكمها ،من دون ان يكون هناك من الموارد الالزمة عند اكثرية الساحقة
من المجتمع البشري لشرائها .السؤال األهم هو؛ من يشتري هذه المنتجات؟! من يشتري؟! سؤال ،حيرت المحللين
البرجوازيين االستراتيجيين كافة .إذا االكثرية الساحقة من البشرية – باإلضافة الى ما تسمى بالطبقة الوسطي ايضا -ليس
لديها عمل بالتالي ليس لديها امكانية مالية لشراء منتجات الذكاء االصطناعي ،من الهاتف الجوال الى الحاسوب الىعائق
الساعات و مكنسة النظافة و ....كيف بإمكانهم الشراء؟! ....آهات و آهات وصيحات ال حصر لها من قبل جوقة الرأسمال،
تناقض بنيوي ال حل لها في اطار نظامهم و في إطار افكارهم و حلولهم!!! هنا تقع المشكلة الرئيسة .عمال عالميين متعدي
القوميات و االديان و الذكاء االصطناعي و هذه بمجملها تشكل القوى المنتجة" الطبقة العاملة جزئها الناطق" ،ترى ان
االنتاج االجتماعي القائم على الفائض القيمة ،عائق امام تقدمها و تطورها .و هنا تحدث الثورة .نحن نعيش في هكذا حقبة،
نرغب في ذلك ام ال .هذا هو االساس الموضوعي لثورتنا .ربما تبدأ في بلد ما او بلدان ما او منطقة ما .هذا جانب مهم من
القضية؛ جانب الطبقة العاملة و افالسها و إفقارها و تجويعها ،و المحصلة االخيرة من يشتري؟ يعني هناك بائع في السوق،
اي الرأسمال ،لكن يختفي المشتري ،أي العمال واكثرية محرومة .أما بخصوص الجانب االخر ذو أهمية خاصة ايضا ،إن
الربح الرأسمال الذي ينتج من فائض القيمة لعمل الزائد لطبقة العاملة ،يميل نحو هبوط .ان الفائض القيمة و مشتقاتها تنتج
من عمل عامل غير مدفوع األجر .حين الذكاء االصطناعي يحل محل العامل ،حينذاك يعني ان الجزء المنتج لفائض القيمة-
عمل عامل غير مدفوع االجر -تختفي او يهبط حجمها .هذا يعني ،هبوط أرباح رأسمال على صعيد العالمي و الوطني و
الخاص .بدوره سيؤدي الى تراكم صعوبات و عوائق امام تراكم فائض القيمة .هذان المحوران جزءان ال يجتزئان من تناقضات
عالقات االنتاج الرأسمالي ،و ليس لها حلول في إطار هذه العالقات.
نحن كتيار ماركسي نهدف الى تقوية هذا المسار"-تحرر العمال يجب ان يكون من صنع العمال أنفسهم" -عبر بوابة تنظيم
الطبقة العاملة ،عبر عملية رفع استعدادات التنظيمية والفكرية و السياسية لطبقة العاملة ،و هنا يتجسد موقع و دور
الماركسيين بالتحديد في هذه المرحلة .دورنا يتلخص في تقديم إجابات فكرية و سياسية و تنظيمية و دعائية واضحة المعالم
وفق ما يتطلبه النضال العمالي ،إينما كنا و اينما نعمل و في اي بلد نتواجد ،على رغم ان منطقة حضورنا و تواجدنا هو
العراق .دورنا يتخلص في تهيئة مناخ اجتماعي مناسب إلعادة راية ماركس الى الطبقة العاملة و حركتها المناضلة .دورنا
يتلخص في تنظيم الطبقة العاملة عبر جزئها الطليعي ،و رفع استعداداتهم الفكرية و السياسية عبر اجابات فكرية و سياسية
ماركسية للعوائق التي وضعت امامهم في هذه المرحلة ،للعوائق التي حالت دون تنظيم أنفسهم سواء كان تنظيما جماهيريا
او تنظيما حزبيا .إجابات ماركسية حول قضايا معاصرة ،بوجه كبار مفكري الطبقة البرجوازية على صعيدين المحلي و
العالمي .من هنا و في سبيل الوصول الى هذا الهدف ،يكون النقد الصارم و الواضح هو وسليتنا على رغم معرفتنا الدقيقة
"ان العالم ال يتغير بالنقد بل بالثورة" .هذه المسالة اي النضال النظري بوجه مفكري صف االول من الطبقة البرجوازية،
مسألة جدية بالنسبة لنا وتفصلنا عن باقي التيارات الغير عمالية .حيث إن هذه المهمة ليس أمر او وظيفة الشيوعية
البرجوازية بمختلف مشاربها ،بل هي تقف ضدها .اما اليسار او الشيوعية الغير عمالية بصورة عامة وحسب قراءتنا لحد
االن لم نرى منها ،هذا النوع من النضال شيئاً .الشيوعية العمالية التي كنا نناضل في اطارها ،و منذ نشوئها في ثمانيات
القرن الماضي على يد منصور حكمت ،لم نرى منه ،و من هذا التيار "الذي كان تيارنا" ،هذا النوع من النضال النظري بوجه
مفكري البرجوازية ذائعي الصيت .لكن نرى مئات المقاالت و الحوارات حول اليسار و النقد ضد اليسار و المنظمات اليسارية،
التي ليس لها مكانة مؤثرة في الصراع الطبقي.
ربما من يتساءل و يقول هناك ثورات اخرى و خصوصا في بلدن العالم الثالثية ،في العالم العربي أو في العراق مثال؟! نحن؛
منذ البيان الشيوعي لماركس أمام ثورة واحدة ،و خصوصا بعد لينين ،هي ثورة عمالية واشتراكية .بالنسبة للماركسي و
خصوصا في هذه المرحلة ،يجب ان يكون واضحا ،او هكذا يبدوا لنا ،ان عملنا يتلخص في تهيئة المناخ االجتماعي للثورة
االشتراكية ،عبر قيادة الطبقة العاملة ،عبر حزبها .في مجرى هذا النضال ،الطبقة العاملة تواجه معوقات اجتماعية كبيرة و
صغيرة ،تواجهها بقوتها و مقدرتها عبر نضالها اليومي و السياسي ،عبر هذا المجرى ربما نواجه ،مسألة توازن القوى بين
الطبقتين في مرحلة ما او في بلد ما ،و نراه ليس لصالح الظفر بالسلطة ،ليس لصالح حركتنا بهذا المعنى .عليه و وفق ميزان
القوى في هذا الحرب "الحرب الطبقية" ،حينذاك و فقط حينذاك نصل الى اصطفاف طبقي متوسط .الطبقة العاملة ليس بإمكانها
حسم المعركة ،و البرجوازية ليس بإمكانها افشال الثورة بالكامل ،عليه نصل الى نقطة توازن محددة وفق توازن القوى ايضا
في تلك االيام و ليس "المرحلة و الحقبة" ،من هنا و في تلك االوقات الدقيقة و الحرجة ،تبرز قضايا التي نسميها "تكتيك"
او التغير في شكل نظام الدولة مع بقاء البنية االقتصادية لرأسمالية ،و هذا ما نسميه الثورة السياسية .الثورة التي هدفها
تغير في نظام الحكم او تغير في البنية الفوقية و إصالحات ما في البنية االقتصادية .هذه هي الثورة السياسية .و لكن التكتيك
أو الثورة السياسية ليست قضية إرادية تعتمد على االحزاب ،حتى إذا لدينا حزب طبقي بامتياز ،بل تعتمد على حالة محددة
تواجهها الطبقة العاملة في خضم نضالها ،بل في خضم المرحلة الثورية الدقيقة ،التي وصلت اليها ،عبر نضاالتها المتواصلة.
في تلك الحالة يستوجب على الطبقة العاملة و حزبها ان ترفع شعارا تكتيكا واضحا ،ليس لوقف الثورة بل لديمومتها بطريقة
سياسية ،كأنّ يكون لدينا "استراحة المقاتل" .هدنة غير معلنة بين الطبقتين عبر ممثليها" قيادات الطبقة و ليس فقط الحزب،
بل الحزب جزء طليعي من الطبقة".
و هنا نريد ان نركز على ،ان شعار التكتيك بالنسبة لنا غير قابل لطرحه منذ االن ،أو بعد غد او فترة مقبلة ،بل رفع التكتيك
مرهونة بتلك الحالة المحددة التي ذكرناه اعاله .مرهونة بقوة الطبقة العاملة و اقتدارها في تلك االوقات الدقيقة ،مرهونة
بحضور الثوري لطبقة العا ملة ،و إرادتها الثورية ،عبر مجالسها ،و لجانها و تعاونياتها المختلفة مع حزبها الطبقي بطبيعة
الحال .هذه القضية بالنسبة لنا على رغم إنها تفصلنا عن اليسار و الشيوعية الغير عمالية ،و لكن بحث قديم ،و وفق هذا
التصور كتب عدد ال بأس به من القرارات و المقررات في الحزب الشيوعي العمالي العراقي ،و هناك مقاالت عديدة حول هذا
االمر ايضا .الذي نقصده هنا بالتكتيك السياسي يعبر عن مرحلة بكاملها .للمثال و ليس حصراً رفع تكتيك " حكومة علمانية
و غير قومية" أو " انفصال كردستان" أو "حكومة ثورية مؤقتة" أو " حكومة إنقاذ وطنية و ثورية" منذ اآلن ..كل هذه
تكتيكات ليس لها ربط و ال عالقة لها بشيوعية الطبقة العاملة و بطبيعة الحال بماركس .هنا و في هذا البحث ،ال نقصد
التكتيك الذي يرفعها الحركة العمالية ،في نضالها اليومي ،ألنها قضية مختلفة تماماً.
القضية األخرى في هذه الفقرة هي؛ ان حزب الطبقة العاملة ،الحزب الماركسي ،ليس بإمكانه ان يتحرك بدون الحركة
النضالية لطبقة العاملة .هذه هي نقطة جوهرية بالنسبة لنا .وتفصلنا بالكامل عن اليسار و الشيوعية الغير عمالية" .كانت
االشتراكية في ١847مرادفة لحركة بورجوازية ،و كانت الشيوعية مرادفة لحركة عمالية" (أنجلز مقدمة الطبعة االلمانية
لبيان الشيوعي /لندن .)١890الشيوعية تساوي الحركة العمالية .هكذا يقول لنا ماركس و انجلز في البيان الشيوعي
ومقدماته و قبله في كتابات اخرى .بدون حركة العمال الطبقي ليس بإمكان الشيوعية ان تتحرك ،عدم تحرك الطبقة العاملة
سياسياً ،تعني عدم تحرك الشيوعية سياسياً .انظروا أيضا " أطروحات حول فويرباخ" من زاوية المادية الجدلية ،اي عالقة،
الفكر بالواقع و كيفية التحقيق من صحة افكارنا .هذا ال جدال فيه عند ماركس و انجلز و لينين .إذن؛ السؤال المطروح بالنسبة
لنا هو لماذا ال تتحرك الطبقة العاملة كقوة سياسية؟! و برأينا هذا هو سؤال العصر بمعنى الكلمة .فال بد من وقفة و تريث،
حول لماذا؟! و االجابة على هذه القضية االجتماعية هي مهمتنا االولى .على هذه االرضية و وفق هذه المرحلة نبدأ بمشروعنا.
ليس بإمكان التحرك و الطبقة العاملة في سباتها ،او في نومها العميق من ناحية السياسية .البد هنالك مشكلة و حينذاك البد
هنالك إجابة .نحن لدينا إجابتنا .ليس بإمكاننا ان نطرح تكتيكا و مهمات و وظائف ،دون هناك حركة ما -العمالية -يحولها الى
الفعل االجتماعي او على االقل الى نشاط تنظيمي أولي .البد من تهيئة هذه االجواء و هذا المناخ االجتماعي .نرى ان التوضيح
التفصيلي االكثر حول هذه الفقرة ،سنناقشه في األطروحة الرابعة.
األطروحة الثانية
الخط العام للشيوعية الرسمية و البرجوازية يمارس في وقتنا الراهن عمل شعوبي و قومي أو ليبرالي و
يُنظر اليه كتأمالت شيوعية و يعلنه ليس على صعيد العالم الواقعي والصراع الطبقي ومستوى التنظيم
والوعي والمستوى النضالي لطبقة العاملة بل كتأمالت مادية ذهنية ال أكثر .يضاف الى ذلك ينظر الى
الشيوعية ليس كنشاط لعنصر فعال للعمال ،بل تقف ضدها كقوة برجوازية .الشيوعية البرجوازية في عصر
الرأسمالية المعاصرة ،تقودها الدولة الصينية وحزبها الشيوعي الصيني ،وهي تمارس تلك السياسة ضد
البروليتاريا بصورة مباشره .وإدراج "ماركس والشيوعية" في أبياتها ،ممارسة بضد من النضال الطبقي
للعمال.
في االطروحة الثانية ،نحن أمام قضية اجتماعية كبيرة ،على صعيد العالمي .القضية ليست "انحرافاً" عن الشيوعية ،و حتى
ليس استغالل اسم الشيوعية في سبيل مصالح طبقية اخرى بمعنى القديم ،مثل ما رأيناه في حقبة الحرب الباردة من قبل عديد
من أطراف برجوازية مختلفة .الطبقة البرجوازية العالمية في هذه المرحلة ،ال تحتاج الى هكذا نوع من االستغالل ،و ال
تحتاجها البرجوازية الصينية ايضا ،بهذا المعنى الكالسيكي .حيث انتشر اسم الشيوعية و ماركس في ارجاء معمورة من قبل
الحركات البرجوازية المختلفة .منها الحركات القومية و الوطنية التي ناضلت ضد االستعمار في امريكا الالتينية و بلدان
مختلفة في اسيا ،ناهيك عن الشيوعية البرلمانية االوربية" اوروشيوعية" والماوية الصينية حينذاك ،و التيتويية ،و
الجيفاراية ،ناهيك عن الخط الرسمي و السائد للشيوعية البرجوازية القومية الروسية .تقريبا اكثرية الحركات البرجوازية
المعارضة و خصوصا منها القومية استفادت من مكانة اسم ماركس و الشيوعية بصورة عامة ،بسبب اثار الثورة العمالية
في روسيا و انتشار الفكر و الوعي الطبقي الماركسي في ارجاء معمورة لصالح المحرومين و المض َطهدين.
اليوم تغيرت األحوال بسبب موقع الطبقة العاملة على صعيد العالمي و الصيني بطبيعة الحال .الطبقة العاملة موقعها ضعيف،
ال تشكل قوة سياسية مقتدرة في اي بلد كان .عليه إن البرجوازية الصينية ليس مرغمة لتنازل عن جزء من ربحها لطبقة
العاملة ،مثل ما رأيناه ابان الحرب الباردة في البلدان "الشيوعية البرجوازية" و االشتراكية الديمقراطية التي انبثقت في
خضم تلك االوضاع و في تلك الفترة وفق اتجاه كينزي ،و ما تمخض عنه من دولة الرفاه .في مرحلتنا البرجوازيات المختلفة
ال ترى ضغطا ً سياسيا من الطبقة العاملة عالميا ً و محلياً ،عليه ال تتنازل عن جزء من ارباحها لصالح العمال والمحرومين.
لهذا السبب ان البرجوازية االصالحية ،او اصالحات البرجوازية القديمة ادخلت الى غرفة الموت السريري ،لغاية صعود
الطبقة العاملة مرة اخرى ،و تبوئها مسرح االحداث .هذه هي القضية.
دولة الصين و الحزب الشيوعي الصيني يستغالن اسم ماركس و الشيوعية في سبيل قبر ماركس و الشيوعية معاً .استغالل
اسمائهم تحت حكم برجوازي قومي صيني تهدف الى الربح ثم الربح و الربح في سبيل تبؤها موقع قيادة العالم الرأسمالي،
حكم تعيش تحت اقدامه مئات الماليين من العمال ذو أجرة زهيدة ،ال يتعدى 300-200دوالرا ً في الشهر ،حكم برجوازي و
حزب شيوعي قومي ينضم في صفوفها المليارديرات امثال جاك ماي "صاحب شركة العالمية على بابا التجارية" و حكم
برجوازي رجعي و مستبد ،تراكم الربح عبر العمل الرخيص .هذا الحكم و االدارة الطبقية للبرجوازية يستغالن اسم ماركس
و الشيوعية و يساويها مع ماو من جانب و من جانب اخر ،لجعل أسمي الشيوعية و الماركسية ،اسماء منبوذة و في سبيل
شيطنتهم في صفوف الطبقة العاملة الكبيرة في الصين و البلدان االخرى .حيث تنظر الطبقة العاملة الى ماركسية و شيوعية
في الصين على شاكلة الحزب الشيوعي الصيني ،و الدولة الصينية ،ممارساتها و قوانينها و دستورها ،و بيروقراطيتها و
إستبداها .و بهذا المعنى يصبح ماركس و الشيوعية اسماء مكروه و منبوذة في صفوف الطبقة العاملة .هذه النوعية من
استغالل الشيوعية و الماركسية ،يدل على خوف الطبقة البرجوازية الصينية المجربة و المستفيدة من تجارب الثورات
األوروبية و الروسية ،من عظمة الطبقة العاملة و ثورتها او حتى احتجاجاتها السياسية ،تحت رآية ماركس .عليه تعد العدة
منذ البداية إلعاقة نهوض الطبقة العاملة ،و تضع امامها عراقيل فكرية و ثقافية و سياسية عدة .و ذلك عبر إبعادهم عن رآية
ماركس و شيوعية ماركس ،خالل تصرفاتها و ممارساتها السياسية ضد العمال و باسم الشيوعية و الماركسية .ينسجم هذه
السياسية و الممارسة مع التضليل و إيهام الجماهير ،مع سبق التصميم و التفكير.
نرى ان البرنامج الحزب الشيوعي و النظام الداخلي لحزب الشيوعي الصيني و كتاب الرئيس الصيني الحالي شي جي بينغ
"حول الحكم و اإلدارة" مليئة بمفاهيم الشيوعية و الماركسية و االشتراكية على طريقة صينية و هكذا دواليك .يطرحونها
كتأمالت مفعم بالكذب و بالنفاق و التضليل ،مثل ما يجري في االعالم الرسمي على صعيد العالمي .تأمالت ،ليس الن افكارهم
غير طبقية او بعيدة عن الواقع الطبقي بل العكس هو الصحيح .ألن السياسة و الممارسة و االدارة الدولة الصينية و حزب
الشيوعي الصيني مخططة مع سبق االصرار و التدقيق لصالح البرجوازية الحاكمة .عليه يطرح الماركسية و شيوعية ماركس
كتأمالت إلفراغ محتواها الطبقي على صعيد الواقع المادي .انه تأمالت حديثة مقارنة بتأمالت فيورباخ حول المادة .بإمكاننا
نسميها تأمالت ما بعد الحداثة ،حيث ينقلب الواقع على الفكر و هذا بعكس ما يتصوره فيورباخ .حيث المادة لديه ثابتة و يراه
بصورة ثابتة ميكانيكية ،و ال يرى المادة إال في صورتها الحسية و ليس في نشاطها الواقعي .هنا حدث العكس تماماً ،حيث
إن الدولة و الحزب الشيوعي الصيني ،يرون المادة بصورتها الواقعية و نشاطها الواقعي ،يعدلونها و يعكسونها كتأمالت
حسية بعيدة عن الواقع ،واقعهم الوسخ مثل و ساخة التجارة العالمية و ارباح الشركات العالمية الكبرى في شنغهاي و وهان،
واقع مأساوي الذي تعيش في ظلها الطبقة العاملة .هذا النوع الجديد من التأمالت ،تأمالت ما بعد الحداثة ،او تأمالت العولمة
البرجوازية ،بحيث تحول الحركة و النشاط الحي لعنصر الفعال المعاصر" الحركة العمالية" الى اشياء منبوذة او الى "قبعات".
كيف تتم هذه العملية الصعبة؟! يمارسون أبشع انواع الحكم االستبدادي ،و يدفعون أرخص األسعار ازاء القوة العمل الرخيصة،
و يقمعون كل نشاط تنظيمي لطبقة عاملة و معارضة سياسية ،تحت ستائر ماركسية و ماركس و شيوعية ،من جانب ،و من
الجانب األخر حين يصدر منهم من الطبقة العاملة ،احتجاجا ً او تنظيما ً او حركة مناهضة لتلك السياسات ،يتهمونهم ،بمعاداة
الشيوعية و الماركسية .المشكلة هنا بقدر هذه الترميمية العكسية ،و بقدر هذا النوع من االيهام و التضليل ،إن تأمالتهم
الحديثة تتحول الى تجربة واقعية حسية كناتج لعملية تأريخية .هنا الحركة العمالية في الصين نشطة بدرجة كبيرة على الرغم
تأمالتهم و القمع و االستبداد و المتالزمتين للعمالة الرخيصة.
على رغم من ذلك ان الحزب الشيوعي الصيني ،يطرح ماركسية و اشتراكية صينية في العصر الجديد ،يطرحها كما قلنا انفة
الذكر كتأمالت ما بعد الحداثوية إليهام العمال و الطبقة العاملة و تضليل طريق نضالهم .تطرحها الدولة ،في سبيل إبعاد العمال
عن شيوعية ماركس و رايتها .لكن هناك قضية جوهرية ،لهذه الخطوة التأملية الحديثة ،و هي وجود تيار ليبرالي أوجدته
السوق الحر و العولمة .هذا التيار نشأ و تطور اقتداره منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي ،تطور و توسع في البلدان
الغربية و امريكا و توسع اقتداره في الصين بالتحديد ،حيث استفاد من العولمة على كافة المستويات .التيار بفعل موقعه في
صفوف الطبقة العاملة في الصين يمثل تيارا ً ناشئاً .لكن تيارا ً يعتمد عليه االتجاه العام لرأسمال على صعيد العالمي ،حيث
أسواق الصين مكانه المفضل لحد اآلن .هذا التيار ترعرع في احضان العولمة و تطوراتها الالحقة و لحد االن .خصوصا ان
الصين اليوم مدافع مؤثر لعولمة ،و فتح الحدود و التجارة ال حرة و ما الى ذلك .هذا التيار بفعل موقعه المؤثر ،حيث التيار
تيارا ً عالمياً ،من جانب و من جانب اخر و هو مهم جداً؛ ان تركيب هذا التيار او جل عدده و هو يزداد يوما ً بعد يوم ،من
مهن و خبرة في التكنولوجيا الحديثة و الذكاء االصطناعي ،الذي يستفيد من هذه الميزة بطبيعة الحال .و المنافسة ٍ العمال ذو
على شراء قوة عملهم تجري على قدم وساق ،خصوصا بين الواليات المتحدة و الصين .الصين كدولة و الحزب الشيوعي
الصيني يهدفان إليهام هذا التيار الصاعد و تضليل حركته .و صامت في هذه المرحلة النه يحصل على كثير من االجور،
مقارنة بأقرانها في قطاعات عمالية أخرى ،في الوقت نفسه لديه أرضية نضالية ،بسبب مكانته المتقدمة في اإلنتاج المعاصر،
المعتمدة على ذكاء االصطناعي ،بالتالي و على هذا االساس ،العصب االقتصادي العالمي يعتمد بصورة أكثر و أكثر على هذا
الفئة من العمال .من هذا المنطلق سيكون لها دور محوري في النضال الطبقي و بجانب التيار الشيوعي عاجالً او آجالً ،على
الرغم الصعوبات التي يخلقها هذا التيار امام النضال العمالي في هذه المرحلة .ان التأمالت الصينية تعتمد على هذا التيار،
لكن هذا التيار بفعل موقعه و تأثيره على مجمل التطور االقتصادي ليس بإمكانه ان يبقى راكعا و خانعا الى أبد األبدين.
خصوصا نحن نعيش في ظل ازمة اقتصادية عالمية خانقة .بقدر نهوض التيار الشيوعي في صفوف الطبقة العاملة ،نرى هذا
التيار ينهض تحت وطأة ليبرالية كاذبة ،و عولمة برجوازية جائحة لربح ،على اساس مؤهالتهم العلمية و التقنية .و بصفتهم
هذا ،ينظرون الى انفسهم ،على إنهم فعال باني عصر جديد ،عصر التقنيات الجديدة التي يعتمد بصورة كاملة على السرعة
الخارقة في كل ميادين الحياة االجتماعية.
الشيوعية البرجوازية الرسمية ،بطبيعة الحال تتعدى الشيوعية الصينية ،تشمل ايضا بقايا الشيوعية الروسية و احزابها
المختلفة ،حيث له وجود في عدد من البلدان لحد االن ،مثل الحزب الشيوعي العراقي و السوري ،و عدد قليل من بقايا
االوروشيوعية ،و لحد االن بقايا الجيفاراية و النضال الفدائي المسلح باقية في جزء صغير من امريكا الالتينية ،خصوصا
على صعيد الفكري و البنية التقليدية .لكن بمجلهما "إذا نغض نظرنا عن الشيوعية الستالينية" ال يشكلون ثقال كبيرا في هذه
المرحلة ،حيث بدأت الشيوعية الصينية بحركتها لتتبوأ المكانة االولى كشيوعية برجوازية على صعيد العالمي و تحل محل
الشيوعية الروسية القومية ،بسبب موقع الصين االقتصادي و ليس الي سبب اخر .نرى تأثيرها على بعض االحزاب في العالم
العربي و حتى على الحزب الشيوعي الكردستاني .على رغم من ذلك ان التيار القومي االصالحي القديم ،في صفوف الطبقة
العاملة و الذين يديرون النقابات العربية و القطرية في العالم العربي ،لحد االن يمثلون التيار الشيوعي القديم الروسي،
خصوصا من جيل الشيوخ الذين لديهم عقود من التجربة في النضاالت العمالية .نحن نؤكد هنا ،ان تأثير الشيوعية الستالينية
على الفكر العمومي و على الطبقة العاملة ،كإرث تأريخي ،لحد اآلن أكبر و أكثر توسعاً ،و يشكل عائقا ً كبيرا ً امام الحركة
العمالية و اهدافها و نضاالتها الجارية و تحزبها واقتدارها .لكن هنا نتحدث عن حالة االنتقالية التي تحل فيها شيوعية الصين
محل شيوعية روسيا ،حيث بدأت هذه العملية.
الشيوعية البرجوازية في الصين ،هي قومية اساسا ،قومية مقيتة من الجانب السياسي ،يصارع على مكان االول لقيادة
الرأسمال العالمي ،و تهدف الى ان تحل محل امريكا او تكون ندا ً لها ،هذه هي قصة الشيوعية الصينية ،لكن ليبرالي في
السوق .يمارس سياسة السوق على الصعيد االقتصادي ،الن هذه السياسة االقتصادية هي التي تخدم مآربها في هذه المرحلة
مثل الديمقراطية مع االسالميين في العراق ،من جانب و من الجانب االخر و هو األهم؛ ان االتجاه العام للرأسمال و عالقات
انتاجه يتجه صوب السوق العالمي المفتوح ،إن لم يكن حراً ،بغض النظر عن العوائق التي تضعها برجوازيات المختلفة
امامه .مثل ما يضعه ترامب و اتجاه التقوقع القومي و الوطني و ما يترتب عنه من "التعرفة الجمركية" و القيود على
التصدير و االستيراد و ضرب مؤسسات الدولية ،وفق اتجاه القومي "امريكا أوال" .تضاف الى ذلك إن االتجاه العام لرأسمال
العالمي و هوس الشركات العالمية الكبرى للربح ،تتجه صوب االستثمار في الصين ،نظرا لمستوى النمو الكبير مقارنة ببلدان
اخرى ،و بسبب عمالة الرخيصة و وجود عمال من درجة عالية من تخصصات العلمية و التقنية بما فيها الذكاء االصطناعي
الذي يطلبه السوق.
الشيوعية الراديكالية و الخط السياسي العام للشيوعية العمالية في العراق ،اساسه المجتمع برمته و ليست
الطبقة العاملة .و هي بذلك تشوه و تضيع مصالح الطبقة العاملة في قالب المجتمع ،و في ممارسة تشوهها"
داخل المجتمع" و"الجماهير" بصورة عامة .الخط العام للشيوعية العمالية و التيارات المتفرعة عنها في
العراق ،تمثل تيار" بطبيعة الحال ليس لدينا حركة" اليسار المعاصر تيار ضد االسالم السياسي و االحزاب
القومية الكُردية حتى ليست بضد من الحركة القومية الكردية .على هذه االرضية تنطلق مسألة السلطة
السياسية ،ليس وفق مصالح الطبقة العاملة و الثورة العمالية .انما االبتعاد الواسع لهذه التيارات عن الحزب
الماركسي و الثوري للطبقة العاملة ،بعد 30عاما من حضور تلك التيارات "والتي كنا جزء منها" تثبت
لنا هذه الحقيقة .ترى هذه التيارات من العامل و الحركة الطبقية للعامل عبر نمط" أكسيوني" حركات
استعراضية في الشوارع ،و خارج هذا النطاق ،الحركة العمالية غير موجودة .تسير هذه التيارات و االجنحة
المنشقة عنها على منهج واحد من الجانب السياسي ،و لديهم الرؤية السياسية نفسها ازاء القضايا السياسية
المهمة .انفصال تلك االجنحة و الخالفات السياسية الحاصلة بينهم ،ليست لها أي ابعاد اجتماعية واقعية.
حول االطروحة الثالثة ،السادسة و الثامنة :االطروحات الثالثة ،بمجملها تمثل ،الشيوعية العمالية ،كتيار فكري ،لم يتحول
حتى الى حركة فكرية اجتماعية .في هذه األطروحات الثالث نحن نتحدث عن انفصالنا التام عن التيار الشيوعية العمالية،
حول؛ بناء األحزاب و من ضمنها الحزب الشيوعي العمالي العراقي و أسس السياسات و القرارات و إصدارها ،و جوانب من
اسلوب نضالي محدد "الن الشيوعية العمالية في العراق ،في تجربتنا ليس لديها أساليب نضالية مختلفة ،فقط لديها آكسيونية،
كهوية للنشاط العملي و تقليد سياسي متجذر .آكسيون التنظيم و مشاركة التنظيم في آكسيونات االخرين .و حول التنظيم،
حيث التنظيم في تجربة الحزب الشيوعي العمالي العراقي ،ليس له وجود واقعي وفق اسس واضحة للتنظيم ،إلن اهداف
الحزب الواقعية ال يتطلب تنظيما شيوعياً ،بل تنظيما يتوافق مع أكسيونات و حمالت فحسب .على هذه األسس ان هذه
األطروحات الثالثة ،جزء ال ينفصل من وجهة نظرنا أزاء تيار الشيوعي العمالي في العراق ،إال لغرض التجريد و التحليل.
إذن نشرح االمر ،بتفاصيلها الممكنة ،و الشرح هنا يتضمن اإلجابة على األسئلة المطروحة علينا كمنظمة تيار الماركسي
المعاصر ،التي تخص هذه االطروحات الثالثة.
في البداية نشير الى بداية تأسيس حزبنا ،الحزب الشيوعي العمالي العراقي ( .)2الحزب تأسس في التحليل األخير ،بإرادة
سياسية خارج عن اطر الصراع الطبقي و الطبقة العاملة .كنا و كل المنظمات الشيوعية التي شكل الحزب ،حينذاك -التيار
الشيوعي ،نظرة العامل ،اتحاد النضال الشيوعي وعصبة تحرير الطبقة العاملة -اي قبل تأسيس الحزب لدينا مشاكلنا و لدينا
نشاطنا ،و لدينا أعضاء وكوادر و لجان مختلفة .وحتى عدد من هذه المنظمات لديها عالقات عمالية مناسبة "و لكن فقط
عالقات مناسبة" وفق إطار تنظيماتها المحدودة .كانت الحركة المجالسية في كردستان التي انبثقت في ظل ظروف محلي و
عالمي عصيب ،انبثقت و انطلقت بقوة الصاروخ ،ليس نتيجة لعوامل الصراع الطبقي ،بل النفتاح أرضية مناسبة ألسقاط
حكومة البعث ،نتيجة الضربة األمريكية و اخراج القوات العراقية من الكويت تحت ضرباتها ،بالتالي فرض سياسة االنسحاب
على الحكومة المركزية من كردستان العراق ،من قبل امريكا حينذاك .في ظل هكذا الظروف انطلق الحركة المجالسية و بقوة
جبارة ،انطلقت مثل الفطر في الربيع حيث انتشر كالنار في الهشيم في أربيل و كركوك وخصوصا في مدينة السليمانية .و
لكن انب ثقت في هذا اإلطار السياسي و الرؤية السياسية القديمة ليسار القومي" اسقاط النظام" ،و الوقوف بوجه "االحزاب
القومية الكردية -وليس الحركة القومية الكردية كممثل لطبقة البرجوازية في كردستان -نحن هنا نتحدث عن الواقع الفعلي
عن العمل و ليس عن المقاالت و الشعارات .إن قوتها اي قوة انبثاق الحركة المجالسية ،هي قوة اليسار في كردستان العراق
بصورة عامة -اليسار الالعمالي و المنتقد اساسا ً لحزب العصبة الكوملة ،كجزء رئيسي من االتحاد الوطني الكردستاني -حيث
إن اليسار في كردستان العراق ،يشكل تيارا ً واسعا و متشعبا ومتنوع االطياف و المنظمات اليسارية و الشيوعية حينذاك و
بغض النظر عن التسميات .بمعنى اخر ان الوعي المجالسي ،وهو " جزء من وعي طبقي" يمثل رؤية و حالة تنظيمية عمالية
ازاء أشكال و اساليب اخرى من الرؤية و اساليب تنظيمية مختلفة .المشكلة هي ان هذه الرؤية و هذا النوع من التنظيم
الجماهيري و العمالي ،لم تمخضت عبر نضاالت عمالية في كردستان العراق أبان فترة االنتفاضة اذار ١99١بل انتقلت اليها
عبر هذا اليسار المتنوع .عليه جزء يسر من الطبقة أخذتها ،جزء بإمكاننا ان نقول جزء طليعي و لكن قلة قليلة منهم ،اي
من هذا الجزء الطليعي الذي لديه عالقا ت تنظيمية مباشرة او غير مباشرة مع تنظيمات يسارية او مع بقايا عصبة
"العصبة= كومەله "المنتقد لسياسات كوملة في صفوف االتحاد الوطني الكردستاني ...ان الحركة المجالسية بطبيعة الحال
لم تتجذر في صفوف الطبقة العاملة .و هذا أمر طبيعي جداً ،الن الظروف المواتية ،ليست حصيلة لنضاالتها الطبقية ،بل بفعل
مرحلة هجوم اليمين البرجوازي العالمي و بداية لمرحلة الهجوم العسكري لرجعية عالمية بقيادة أمريكا ،التي رأيناه خالل
ثالثون سنة مضت.
في ظل االجواء العالمية هذه ،اي الرجعية ،انبثقت حركتنا المجالسية .و ان األوضاع التي كانت فيها الشيوعية و ماركس و
لينين ،رايَتهم و افكارهم و برامجهم و حتى مجسماتهم تحت رحمة القنابل البرجوازية المختلفة ،من االعالم و الفكر ،الى
فرض الفشل و السقوط عليها ناهيك عن انتشال مجسماتهم في عدد من البلدان االوربية .كنا في هذه االوضاع ،و في تلك
االوضاع انبثقت حركتنا المجالسية ،التي فعال و لحد االن نعتبرها حدثا ً و ظاهرةً فريدة في كردستان و نفتخر بها ،و كانت
فعال فترة مفعمة باالمل على رغم من تلك االرضية التي ذكرناه اعاله .كانت هذه ارضيتنا ،ما عداها ،كان وجود عدد من
منظمات يسارية و شيوعية ،ال عالقة لها بالواقع و ال بنضال الطبقي ،و ال و ال...حيث شكلت الحركة المجالسية ،فرصة لهذه
المنظمات لدمج نفسها معها ،و هي جزء منها في الوقت نفسه .و تشكل هذه الحالة الفريدة بمجملها بانخراط تلك المنظمات
في العمل الجماهيري ،وتجاوزت مشاكلها و عوائقها و لفترة قصيرة .و لكنها لم تكن ارضية مباشرة لبناء الحزب الشيوعي
العمالي ،بل كانت غير مباشرة .حيث تشكل الحزب بعد سنتين و اربعة أشهر ،خالل تلك الفترة ،تراجعت كل تلك المنظمات،
عن انخراط االجتماعي بصورة عامة ،ناهيك عن الحركة العمالية و الطبقة العاملة و مشاكلها اليومية .تضاف الى ذلك ،سجلت
تلك فترة حالة من إعادة التقييم و انتقاد الذات ،بالتالي أدت إلى انكماش و انطواء المنظمات و تقوقع في المجهول الى حد
كبير .في ظل تلك االوضاع وبين الفترتين ،اي الحركة المجالسية و بناء الحزب ،كانت عالقة المنظمات مع فراكسيون
الشيوعية العمالية( )3و كوادرها بقيادة منصور حكمت في صفوف الحزب الشيوعي االيراني( )4يتسع و يتطور ،و كانت عالقة
جدية مقارنة بتيارات اخرى داخل الحزب الشيوعي االيراني .و بعد خروج منصور حكمت هو و رفاقه من الحزب و تشكيل
الحزب الشيوعي العمالي االيراني ،تطورت العالقة الى مديات اوسع و ارحب ،و كانت هذه العالقة و طرح منصور حكمت
لبناء الحزب كانت رآية النجاة من المجهول بالنسبة لنا في تلك الفترة .خصوصا ان اعتبار الشيوعية العمالية و شخص
منصور حكمت في تلك المرحلة كانت ليس سائدة فحسب بل طاغياً .بمعنى لهما اعتبار سياسي و فكري كبيرين ،في صفوف
كل اليسار في كردستان العراق .حيث فعال تشكل في تلك الفترة شيوعية مخالفا لشيوعية البرجوازية و اليسار السائد .وكانت
بالنسبة لكلنا اتجاها ً ماركسيا ً حديثاً .و كنا فعال مدينين له حول اطروحاته الجديدة ،و استلمنا الشيوعية بهذا المعنى الجديد
منه ،من منصور حكمت ،هذه هي الحالة قبل بناء الحزب.
تم بناء الحزب وفق سياسات و توجيهات و خطة عمل منصور حكمت و أرسل رسائل و ممثلين عن قيادة الحزب الشيوعي
العمالي اإليراني الى قيادة منظماتنا في تلك الفترة .و كتب مقاالت حول هذا االمر؛ كالتالي" :وظائفنا تجاه اليسار في
العراق/تموز ،١992الشيوعية العمالية بحاجة لحزب في العراق /شباط ،١993حول تشكيل الحزب الشيوعي العمالي
العراقي" رسالة الى الرفاق في العراق /نيسان ،١993و خطة عملية لتشكيل الحزب الشيوعي العمالي العراقي/
نيسان (" .١993المصدر؛ ارشيف موقع منصور حكمت) .في تلك االوقات كلنا نؤيدها بالطبع ،و كنا من االوائل الذين وقعنا
على بناء الحزب بهذا الشكل الذي طرحه منصور حكمت .االسس الذي بنى عليه منصو حكمت لتشكيل الحزب كأمر فوري
و مستعجل في البداية كانت نقطتان أو محوران ،حيث جاء في وظائفنا تجاه اليسار في العراق قبل سنة من تشكيل الحزب
ويقول -١ :انخراط نشط لمنظمات الشيوعية المخلتفة في كردستان العراق في الحركة المجالسية .او بعبارة اخرى تجسيد
التصور و الوعي االشتراكي في صفوف الحركة العمالية في كردستان العراق -2 .الشيوعية العمالية في إيران لها تأثير
واسع ،على هذه الحركة ،حيث اعلنت اكثرية هذه المنظمات "و ربما كلها" قربها االيديولوجي و السياسي و حتى التنظيمي
من تيارنا ( .الترجمة من الفارسية ،والخط التأكيد لنا) .و في مقال أو رسالة "الشيوعية العمالية بحاجة لحزب في العراق"
حول ايجاد قيادة لحزب الذي ينبغي بنائه يقول " :وإذا أحيل كسب هذه الشرعية لمسار النضال السياسي واأليديولوجي داخل
اليسار العراقي -وهذا هوالتصور الذي يبدو موجودا ً لدى التنظيمات الشيوعية العراقية الحالية حول المسألة -فإن قضية
القيادة لن يتم حلها بسهولة و بسرعة .إالّ أن هذا السيناريو ليس فقط غير ضروري ،بل هو مغلوط أيضاً .ففي هذه السيناريو
يت م تناسي خصائص الشيوعية العمالية و طابعها الذي يتجاوز القوميات ،و النفوذ الذي تتمتع به في المنطقة و مصيرها في
هذه المنطقة .من الضروري إضافة الحزب الشيوعي العمالي االيراني الى مسألة تكوين الحركة الشيوعية في العراق و من
ثم التفكير في المسألة من جديد .....و يستطرد و يقول ...و على الرغم من الفواصل التي ترسمها التنظيمات العراقية بين
بعضها البعض ،فمن حسن الحظ ،وألسباب يمكن فهمها ،ثمة تيار ثالث يتمتع بالـتأييد و القبول من قبل الجميع( .الترجمة من
المصدر والخط التاكيد لنا) وفي مقال "حول تشكيل الحزب الشيوعي العمالي العراقي /رسالة الى الرفاق في العراق" يقول:
" حساسية العامل العراقي تجاه السياسة و بالتحديد حساسيته تجاه ضرورة بناء الحزب الشيوعي العمالي في ظل االجواء
المنفتح السياسي الموجود ،يضاف الى ذلك استعداد أولي لمنظمات و محافل عمالية و اشتراكية لبناء الحزب ،و وجود شعور
بعالقتهم بتقاليد الشيوعية العمالية ،و عدم وضوح موقع النظام العراقي و غيرها تشكل عوامال مختلفاً ،ربما يتغير بسرعة.
براي ان الخطوة األصلية ،لبحث بناء الحزب ،هي ادراك هذه الواقعية .و وظيفتنا هي ان نستفيد من هذه الفرصة .كثير من
العوامل األخرى ،ربما هو تابع إلرادتنا ،لكن نحن لسنا من خالقي الواقع الموضوعي .عليه و ظيفتنا هي ان نستفيد و باقصى
ما يمكن من تلك المقاطع المعدودة من التاريخ ،التي تهيئ االرضية لنهوض بحركتنا (".الترجمة و الخط التأكيد لنا) .و في
رسالته األخيرة التي تم تعديل خطته لبناء الحزب "خطة عملية لتشكيل الحزب الشيوعي العمالي العراقي" ،يقول " -2اليمكن
و ال يجوز بناء الحزب الشيوعي العمالي العراقي ،كجبهة إئتالفية أو إتحاد عمل او دمج لمنظمات شيوعية عراقية موجودة .إن
أساس إقتراح بناء الحزب يجب ان يرتكز على إعالن تشكيل الحزب من قبل عدد من الكوادر ذوي االعتبار في الحركة
الشيوعية و العمالية العراقية ،وفق هوياتهم الفردية و مستقلة عن إنتمائهم التنظيمي .إن تشكيل الحزب يجب ان يمر عبر
تجاوز كوادر الحركة ،عن الهوية المنظمات الموجودة -3.إن إعالن بناء الحزب ،يعتمد على كونها حزب سياسي جديد ،و
يرتكز على اسسه المستقلة .يجب ان ال يعرف باي وجه كان ،كانه نتيجة لتطور تنظيمات المحافل الموجودة أو تأخذ معه
نقاشات و صراعات منظمات موجودة كوريث لها ( .الترجمة والخط التاكيد لنا)
محور بحث منصور حكمت في كل هذه الرسائل ،لبناء الحزب ليس الصراع الطبقي و ال حالة محددة من الحركة العمالية
التي ربما يتوصل اليها الحركة لبناء حزبها .بطبيعة الحال ،هناك اسم العامل والحركة العمالية والطبقة العاملة في هذه الرسائل
و المقاالت ،ولكن جل ما يؤسس عليه الحزب.
أوالً :االستفادة القصوى من الفرصة التي اتاحها لنا التاريخ وفق ما جاء في بحثه ،وهي؛ "التي تهيئ االرضية لنهوض
بحركتنا" ،و هو عدم وضوح أو إبهام مكانة النظام البعثي!! ،حساسية العامل العراقي تجاه السياسة؟!! حساسية العامل تجاه
بناء الحزب؟!!!أجواء منفتح سياسي!!! .شرحنا أعاله ،ان الحركة المجالسية انبثقت ليس وفق سياقات النضال الطبقي في
العراق و كردستان ،بل جاء عبر فراغ سياسي كبير نتيجة لهجمة العسكرية األمريكية على العراق .يضاف الى ذلك ،إن العامل
وحساسيته تجاه السياسة و االوضاع السياسية حينذاك و في تلك الفترة ليست موجودة مطلقا ،خصوصا ً على صعيد العراق
و في كردستان ايضاً .و هذا شئ طبيعي في تلك االوضاع العالمية و المحلية التي سادت حينذاك ابان سقوط الشيوعية الرسمية
كدولة و كإمبراطور ،و سقوط الشيوعية كفكر و تصور و رؤية على صعيد االعالم العالمي و على صعيد الواقع الحي تراجعت
الطبقة العاملة الى الوراء بأٍشواط كبيرة و ليس بخطوات ،ناهيك عن الفكر و الراية و التقليد الماركسي و شيوعي .ذكر
العامل و الحركة العمالية في هذه الرسائل ليس أساسية بل عرضية ،ليس مؤسس بل ثانوي .عالوة على ذلك ،إن موقع
النظام و عدم وضوح مستقبله ليس له عالقة ببناء صرح طبقي لعمال ،خصوصا ان موقع النظام و ضعفه في تلك الفترة،
كانت نتيجة لضربة امريكية و نظام عالمي أمريكي جديد ،و ليس بفعل نضاالت عمالية و جماهيرية .إذن ان وجود هذه
الفرصة "و هي ليست فرصة كما ظهر بعد ذلك او على االقل بعد سقوط النظام ،او لحد االن" ليس اقحاما لغويا بقدر تصور
و رؤية السائدة لليسار بصورة عامة و هي رؤية "ضد النظام" أو " إسقاط النظام" ،و االعتماد على تلك المفاهيم لبناء
الحزب الطبقي .و هذا ليس له عالقة ببناء حزب الطبقة العاملة ،و بنظرية ماركس الثورية .هذا شئ مغاير تماما ،ربما
يصلح لبناء حزب ضد النظام القائم ،ضد االسالم السياسي ،في سبيل احالل نظام علماني و متمدن و اكثر امانا ً للبشر و لكن
ال عالقة له ببناء الحزب الطبقي للعمال.
ثانيا :قضية بناء الحزب في دولة او بلد ما تعتمد في هذه المرحلة و بالطبع في تلك المرحلة ايضا التي تم بناء حزبنا ،بصورة
محددة نتحدث عن تلك المرحلة ،تعتمد على الصراع الطبقي و حالة الطبقة العاملة و درجة او مستوى و استعداد الصف
الطليعي من التيار الشيوعي في صفوف الطبقة العاملة لبناء حزبها ،في البلد المعني ،و هنا العراق او كردستان العراق .لكن
منصور حكمت يقول " إن أساس إقتراح بناء الحزب يجب ان يرتكز على إعالن تشكيل الحزب من قبل عدد من الكوادر ذوي
االعتبار في الحركة الشيوعية و العمالية العراقية ،وفق هوياتهم الفردية المستقلة عن إنتمائهم التنظيمي .وهو اقتراحه
األخير او خطة عمله االخيرة بعد عوائق التي حالت دون تمرير الخطة االولية .بمعنى عدد من قادة منظمات ،يعلنون الحزب
بدون هوياتهم التنظيمية!! .ما مدى قوة و تأثير تلك القادة على الحركة العمالية؟! ليست بقضية في هذا الطرح ،هذا بغض
النظر عن إن قضية تأثير قادة تلك المنظمات على الطبقة من عدمه ،ال يشكل بحد ذاته أسسا ً موضوعية و طبقية لبناء الحزب
العمالي الماركسي!!! .حتى إذا افترضنا انه لدى قادة المنظمات تأثير على الحركة العمالية ،وهذا شيء جيد ومهم ،لكن ان
الحزب من حيث البنية هي حزب للعمال ،عليه يجب ان يقترن هذا المسعى مع قادة الحركة العمالية الفعليين الذين يقودون
الحركة في تلك الفترة ،بدون هذه الخطوة ليس بإمكان بناء حزب عمالي ماركسي .هذا جانب من الطرح ،و الجانب االخر؛
قضية عدد من الكوادر القيادية لبناء الحزب ،بدون او تجاوز هوية منظماتهم ،ليس قضية ارادية ،بل كانت و ال تزال و لحد
االن مرهونة بالعمل الطبقي في صفوف الطبقة العاملة و النضال اليومي للعامل بوجه الرأسمال .فبدونه ال يمكن تجاوز حالة
السكتارستية التنظيمية ،و محسوبية الرفاقية و المحفلية ،و هذا ما عملنا به و لغاية االن و لغاية و جودنا في الحزب .ابدا ً لم
يتم تجاوز المحفلية ،ألنه أبدأ ً لم يتم بناء الحزب الطبقي .و ابدأ لم يتم بناء الحزب .و لم يتحول ابداً الى الحزب العمالي و لن
يتحول بعد و ال يمكنه ان يتحول .البلنوم األول للجنة المركزية ،تحول الى ميدان المعركة تقريبا .حيث أشار اليه الرفيق
ريبوار أحمد في كتابه (السباحة ضد التيار /المجلد/2ص / 75الكتاب باللغة الكردية) .و بعدها البلنيوم الثاني على اساس
نتجاوز المحفلية التنظيمية ،و لكن لم يتم و لم يتم و لحد االن ،على رغم توجيهات و انتقادات التي انهالت علينا من قبل
الحزب الشيوعي العمالي االيراني و الرفيق منصور حكمت و الرفاق االخرون ،بقيت المحفلية .الن القضية ليست توجيهات
و إرادة األفراد ،بل قبل ذلك قضية الحزب العمالي ،قضية عملية و نضال عملي يجري بصورة يومية ،بدون وجود و حضور
الفعلي في اتون هذا الصراع ال يمكن تجاوز المحفلية و سكتارستية التنظمية ،و المحسوبية الشخصية و ما الى ذلك .الحزب
الطبقي ،حالة تنظيمية أرقى لتنظيم النضال العمالي و ليس شيئا مختلفا أو منقطعا عنه ،ليُ َمكّنه بعد بناءه بتحويل ذاته الى
الحزب المنشود .هذا من ناحية النظرية خطأ جسيم و من زاوية التجربة الفعلية فشلت فشال ذريعاً .بعد ثالثون سنة نتحدث
عن تغير مسار الحزب او تحويله الى العمالي ...الحزب ال يتحول ابدا ً النه سكته غير سكة القطار ،القطار ليس بإمكانه ان
يمر على الشارع األسفلت .الحزب الطبقي و ارتقاء به "و معهم أكثرية قادة الحركة" نحو الثورة العمالية ،يمر عبر مسار
و ديمومة النضال العمالي الهادف و المنظم على االقل بدرجة محسوسة .إن تقليد بناء الحزب ،قضية في غاية أهمية .على
أساس اي تقليد طبقي او على اساس تقاليد اية حركة اجتماعية تم بناء الحزب .الن ،التقاليد الحركات االجتماعية ال يتغير و
ال يتحول إالّ تحت ضغط و عنف و قوة .لكن هذه المسالة ليس لها عالقة ببناء االحزاب الشيوعية .تفرض على حركة ما تغير
تقاليدها و سلوكها ،بقوة السالح او تحت عنف و التهديد ،و لكن في هذه الحالة يتم ترويض الحركة لفترة معينة ،و بعد ذلك
ترجع الى أصلها ،ربما مع تغيرات طفيفة .نرى اآلن التغيرات التي طرأت على الحركة القومية العربية ،بعد سقوط بغداد و
احتاللها و بالتحديد بعد "الثورات الربيع العربي" ،حيث اصبحت أكثر قربا ً الى اإلسالم مقارنة بأربعة عقود مضت ،و اصبحت
اكثر ليبرالية عل االقل في إدارة االقتصاد .كل هذه المسائل و غيرها تمت بفعل الضغط السوق و التهديدات األمريكية ،و تراجع
نفوذها ،و سقوط انظمتها واحدة تلو االخرى الخ .عليه المعيار و التحقق من هذا االمر ليس توجيهات و ال قرارات مهما تكن
و مهما تكن قوة و تأثير واعتبار الشخص ،بل قضية عملية و ضرورية ليس لفكر و االيديولوجية بل لضرورة الحياة
االجتماعية ،ليس لسياسة فحسب بل قبل ذلك ألمرار المعاش ،و لمصلحة الطبقة العاملة ،مصلحة مباشرة ،مصلحة تحسين
امور المعاشية ،و بعد ذلك لديها مصل حة لتقوية الحركة نحو ثورتها .ال منظماتنا و ال قادة منظماتنا و نحن جزءا منها ،لم
يكن لدينا تأثير على الحركة العمالية و الطبقة العاملة ،لقد كان على صعيد العراقي تأثيرنا صفرا ،و على صعيد كردستان
كان تأثيرنا قليلة جدا ً ليس على الحركة العمالية بل على عدد قليل من طليعي هذه الطبقة ،التي خرجت لتوها من قمقتها،
دونما لديهم تراكم نضالي و تجارب عمالية متراكمة.
لغرض ايفاء هذا العدد من قادة المنظمات بدورهم ،ومن باب االحتياط هناك شئ اخر -في الطرح -في حال عدم توافقهم ،و
هو " ...وعلى الرغم من الفواصل التي ترسمها التنظيمات العراقية بين بعضها البعض ،فمن حسن الحظ ،وألسباب يمكن
فهمها ،ثمة تيار ثالث يتمتع بالـتأييد والقبول من قبل الجميع" .اي طرف ثالث خارج عن اطر الصراع الطبقي في العراق،
على االقل ليس هناك صالت مباشرة بين الطرفين ،و ليس هنالك اصال ،خصوصا في تلك الفترة اي نضال مشترك بين الطبقة
العاملة في ايران و العراق .القضية هنا هو إعتماد على مرجعية اخرى ،اعتماد على طرف ثالث .و الطرف الثالث ليس
الحزب الشيوعي العمالي االيراني بصورة عامة بل شخص منصور حكمت ،فبدونه لم يبقى لحزب الشيوعي العمالي االيراني
أثر ما حينذاك .عليه اذا نلخص قضية التحزب و بناء الحزب في هذا المقطع ،سنصل الى الهدف و هو وجود المرجع و
المرجع هنا منصور حكمت .و لكن ماركس ليس مرجعا ً لبناء اي حزب في كامل مراحل حياته و ال لينين و ال انجلز بعد رحيل
ماركس ،و حتى حزب اخر في بلد أخرى ليس مرجعا أو طرفا ثالثا يعتمد عليه لبناء الحزب!!! هذه هي المصيبة التي وقعنا
فيها و لحد االن .قضية بناء الحزب و التحزب الطبقي شئ مختلف تماماً ،مثلما جاء في هذه األطروحات الثالثة .لماذا
المصيبة الن اوال :مررنا سياساتنا وفق التصورات الموجودة في الحزب الشيوعي العمالي االيراني ،و قررنا على برنامجنا
و نظامنا الداخلي و تعديالته المتتالية ،وفق سياسة االستنساخ و ليس له اي ربط بواقعنا و بواقع النضال الطبقي في العراق-
ال نقصد الهدف النهائي -و اساسا ً ان الحزب الشيوعي العمالي االيراني ليس له اي سند او اي مقومات داخل نضال الطبقة
العاملة في إيران خصوصا في تلك الفترة .تضاف الى كل ذلك ،و بعكس تصورات " التقاط الفرصة" كانت االرضية غير
مناسبة ،و كانت االجواء غير مهيئة نظراً ،لفرض تراجع كبير على الطبقة العاملة على صعيد العالمي ،وبالطبع على شيوعية
ماركس -وكان الرفيق منصور يدرك ذلك تماما ً .-بالطبع على رغم كل تلك االطروحات و الرسائل ،نحن المسؤول االول في
تحليل األخير ،الننا قادة و كوادر هذه الحركة التي أسسنا الحزب.
القضية هنا عملية بحتة ليس قضية النظريات و ال ادعاءات و ال انتظار لتحويل شئ ما الى شيء اخر وفق مشيئة اإلرادية
المحضة ،هذا مخالف لتأريخ و نضال الطبقات .نحن مع الرفاق االخرين المتواجدون في الحزب لحد استقالتنا ،و عدد البأس
به خارج الحزب ايضا ،صرفنا كل عمرنا وضحينا بكل قوتنا و حتى بقوتنا و عوائلنا في سبيل تحويل هذا الحزب الى الحزب
المنشود ،الطبقي العمالي ،و لكن لم يتم ذلك .و قلنا و كتبنا و حاولنا منذ عشرة سنوات مضت و تصارعنا بصورة علنية منذ
ستة سنوات مضت ،و داخل االجتماعات المكتب السياسي و االجتماعات العامة للجنة المركزية و اخرها االجتماع الـ 35
للجنة المركزية للحزب في نهايات السنة الماضية .حيث تم اعالن عن دفن الحركة العمالية على االقل في هذه المرحلة نظرا ً
لعدم تواجدها في الشوارع و الميادين ( االجتماع مسجل ،بإمكان نشر هذا الفقرة و ليس فيه اي شيء سري او تنظيمي ،بعد
ذلك القارئ و المطلع يقرر ،ما يتطلب من شرح او إجابة حول هذا الموضوع -اي حزب ننشده -الذي قدمه سامان كريم).
لكن على رغم من كل ذلك ،نحن ال نرى إن القضية قضية اشخاص بعينها ،بل قضية اجتماعية و قضية التاريخ ،و بالفعل
قضية الصراع الطبقي التي فرضت علينا ،على رغم اخطائنا ،نحن ايضا مسؤولون اتجاه كل تلك الفترة بعينها .لكن كما اكدنا
القضية قضية اجتماعية .بمعنى ان الحركة البرجوازية العالمية فرضت علينا هذه الحالة ،فرضت علينا مرحلة عصيبة من
التحوالت و الفترة االنتقالية الطويلة و لحد االن ،الفترة التي تم الهجوم المعاكس من قبلها ،و في البداية الهجوم على مكتسبات
الطبقة العاملة عبر اتجاه النيو ليبرالية بقيادة ريغان و تاتشر ،عبر سياسات التقشف و افقار الطبقة العاملة ،و من خالل
سياسات الخصخصة المستمرة و لحد االن ،و سلب المكتسبات من االجور و العمر التقاعدي و ساعات العمل المناسبة ،و
الزحف نحو العمل الرخيص ،و بموازاتها محاوالت جدية لقبر ماركس و الشيوعية التي بدات منذ نهايات السبعينيات في
القرن الماضي .ليتسنى لهم قبرها ،بدأت تلك الهجمات فكريا و سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا ناهيك عن الحروب و القوانين
و سياسات البنك و النقد الدوليين ....حتى قبل سقوط االتحاد السوفيتي ...هذه الهجمة أدت الى تراجعات كبيرة على الطبقة
العاملة على كافة األصعدة .نحن نرى ضعف الحركة العمالية و عدم اقتدارها و سلب مكتسباتها و سلب رآية ماركس من
التيار الشيوعي في صفوفها ،نتيجة سياسة و ممارسة برجوازية عالمية واضحة .هذه هي نقصنا االصلي و االجابة الرئيسة
و الطبقية هي مواجهة هذه القوة ،و ليس اية قوة اخرى .لكن و مع ذلك ان نقد تجربة معينة و هي تجربتنا التي َمثلنا فيها
أدوارا ً كثيرا ،لها منافعها و خصوصا بالنسبة لجيلنا ،حتى ال يتكرر هذه التجربة غير ناجحة ،على االقل لجيل القادم،
للماركسيين الذين يهدفون الى بناء شئ جديد او حزب جديد مبني على اسس طبقية واضحة.
بالنسبة لنا كحزب و خالل ثالثون سنة مضت ،ليس لدينا قاعدة اجتماعية ،قاعدة طبقية ،فبدون األساس ،يتحرك البناء
الفوقي اي -برنامجه ،سياساته ،قراراته -و يشمل ايضا قيادته و تنظيماته ،وفق اتجاه الرياح ،أو ما تشتهي الرياح ،وفق
اتجاهات الحركات االخرى و هي البرجوزاية في المجتمع .ركض وراء االحداث واحدة تلو االخرى ،هذ هو تقليد ،و اصبح
تقليدا ً متجذرا ً لدينا ،لتنظيماتنا .و بدوره اي بدون اسس طبقية ،أدى وحو َل الوظيفة الشيوعية الرئيسة الثالثة "التحريض و
الدعاية و التنظيم" الى النسيان و تحل محلها الحمالت و جمع التواقيع ،و اكسيونات ال حصر لها ،و منضدة الكتاب و مشابه
ذلك من نشاطات الشوارع و اآلكسيونية .خصوصا حول المرأة و حقوقهن ،و ضد االسالم السياسي و دعواته ،االحداث التي
وقعت في العراق و كردستان العراق و سورية و ايران وتركيا ،عبر الهجمات العسكرية على القوى القومية الكردية او على
مدينة ما ،الدفاع عن بعض من الحقوق و ادانات مستمرة ...كل هذه المسائل على رغم من ضرورة عدد قليل منها ،اعمال
و وظائف تمارسها منظمات المجتمع المدني ،سواء كان في العراق او كردستان .خصوصا في كردستان انتهى امر التمدن و
العلمانية ،حيث اخذتها البرجوازية الكردية الى حد كبير و اطار نشاطاتها ضمن المجتمع المدني .القضية الرئيسة هنا ،ليس
حتى تلك المسائل التي تؤديها منظمات مجتمع مدني ،بل نسيان االصل و محتوى و ماهية الوظائف الشيوعية الثالثة ،و لكن
النسيان ليس نسيانا ً إراديا ،ليس نسيانا ً بفعل خطأ احد الرفاق او لجنه ما .حيث النسيان هنا يساوي التقليد الالعمالي و الال
ماركسي .نسيان اعمال و وظا ئف تجاه طبقة عاملة ،و ممارساتها و نضاالتها ،ليس صدفة بل جاءت عبر نوع من تقليد
نضالي يساري ال عمالي "ضد النظام" و ليس ضد "النظام الرأسمال" ،و هذا هو جوهر القضية .ألن الماركسيين الذين
يناضلون ضد الرأسمالية كنظام اجتماعي ،ليس بإمكانهم ان ال يرتكزوا على الطبقة العاملة .ليس مهما ان طبقتنا في العراق
خاملة و ال تخرج الى الشوارع و ال تقود اضرابات كبيرة" و لو كان لديها اضرابات بأحجام مختلفة خالل عشرة سنوات
السابقة" و ال تؤيد االنتفاضة االخيرة ،كحركة سياسية ألنها ليست حركتها و تعرفها و تدركها ،و ليس مقتدراً ،كل هذه
القضايا معروفة ،و لكن على رغم ذلك ان شغلنا الشاغل يحب ان نعرف السبب .لماذا الطبقة العاملة ليست لديها االقتدار
السياسي؟! و كانت هذه هي مشكلتنا خالل االعوام الماضية و مكتوبة بصورة علنية ،و تم انعكاس هذه الرؤية في كل المسائل
تقريبا و في اجتماعات المكتب السياسي و اللجنة المركزية ،في التنظيم ،في بناء التنظيمات الجماهيرية ،في استراتيجية و
في قرارات و مقررات الحزب حول امور تكتيكية و حول انتفاضة االخيرة ،حول كل مسائل تقريبا .المشكلة هي شيوعية
ماركس و الطبقة العاملة هي هذه القضية ،و هذه القضية فقط في هذه المرحلة المحددة من التأريخ ،ليس لنا في العراق فقط،
بل في كافة البلدان .ليس بإمكان القفز على هذه الحالة ،من يقفز عليها ليس بإمكانه ان يكون ماركسيا ً متحزباً ،و ليس
بإمكانه ان يكون مناضال متحزبا ً في صفوف الطبقة العاملة .و شيوعية ماركس ليس بإمكانها ان تتحرك الى االمام و الى
الوراء بدون حركة الطبقة العاملة و نضاالتها .من ينتمي الى شيوعية ماركس ،يجب ان يقر بإن شيوعيته مرهونة بدرجة
حضورها في اتون و خضم النضاالت العمالية الجارية ،فبدونه ال حزبا ماركسيا و ال عمالياً .و هذه هي الف باء شيوعية
ماركس.
الحزب ليس لديه البنية الطبقية الواقعية و هذا ما اعترف به الجميع .فبدون هذه البنية كيف كنا نقرر السياسات و المقررات
و القرارات؟! حين كنا لسنا المسؤولين عن واقع حال الطبقة أو حتى حركة اجتماعية معينة ،و حينما لم يكن هناك ضغط من
تحت ،من قاعدة عمالية" ربما صغيرة جدا او كبيرة" التخاذ سياسة ما .حينذاك تأخذك اجتهادات فردية ،وجمع تلك االجتهادات
في مؤسسة المكتب السياسي او اللجنة المركزية ،و بالتالي حركة االكثرية و االقلية ،التي ليس لها معني واقعي في داخل
حزبنا السابق .المسؤولية ليس قضية ذهنية أو إرادية .المسؤولية بمعنى الموضوعي لديها بنية اجتماعية ،لديها بنية طبقية،
و في اطار تفاعل مع هذه البنية يمكن التحقق من المسؤولية ،فبدونها ليس هناك مسؤولية موضوعية او مرتبطة بموضوع
واقعي .كيف بإمكان الحزب ،او لجنة ما او المكتب السياسي ،التحقق من ممارسة أو مسؤولية لجانه او رفاقه ،حين ليس
لدى الحزب بنية طبقية واضحة؟! اين المكان الموضوعي لتحقق؟! ال وجود له .عليه إن كافة قراراتنا السياسية بدون استثناء،
بقيت حبر على الورق ،هذا جانب من القضية .اما بخصوص الجانب األخر ،نأخذ مثاال فحسب و ليس حصراً؛ حين هاجمت
أمريكا مدينة الموصول ابان احتاللها من قبل الداعش في سنة 20١4كانت سياسة الحزب"بمعنى العملي و الواقعي" عدم
إدانة الهجمة االمريكية .السبب هو وجود الداعش كقوة في الحركة االسالمية ،بمعنى ان تحرير المدينة و لو على ايادي
امريكية ليست فيها ضرر ،مادام هناك قوة اسالمية سياسية موجودة و مادام النتيجة هي تطهير المدينة من هذه القوة الرجعية
و اإلرهابية .نقارن بين امريكا كقوة رأسمالية عالمية و تمارس إرهاب الدولة في أرجاء معمورة ،و تأثيراتها على مجمل
احداث العالمية ،و نقارن بين سيطرة قوة إسالمية على مدينة ما سواء كان موصل او دير الزور او فلوجة أو حتى بلد
كأفغانستان .ماهي وجهة النظر وفق تصور العامل الشيوعي ،التصور الذي يجب ان يفكر به؛ في تلك المرحلة المحددة.
مرحلة التي كانت فيها و لحد االن ،الطبقة العاملة غير مستعدة ،و ليس هناك قوى مقاومة أخرى مستعدة لتطهير المدينة من
اإلرهابيين .في هذه الحالة البائسة ،يفكر العامل الشيوعي ،بـــــاوالً :إممياً ،بمعنى مصلحة الطبقة العاملة على صعيد العالمي
تتقدم على مصلحة طبقته في بلده ،ثانيا :المدى االوسع و تأثيرات المستقبلية ناهيك عن اآلنية ،بين بقاء هذه القوة او القوى
الرجعية في هذه المدينة او هذا البلد كأفغانستان ،و بين هجوم و احتالل امريكي و نتائجها المضرة على صعيد العالمي .حيث
رأينا مصائر وجودها في افغانستان ،وايضا رأينا مصائر االسالم السياسي فيها ،وعلى العالم كله بعد هذه الهجمة .هذه القوة
"الطالبان" ،اليوم لديها القوة التي اجبرت امريكا لتفاوض معها مجددا وبعد ١8سنة من احتالل أفغانستان ..بمعنى ،القوة
االسالمية التي ضربتها امريكا ،اليوم هي القوة المنظمة الوحيدة التي بإمكانها ان تسيطر على الوضع و يعطي كأسا ً من الماء
الوجه ألمريكا و فشلها ،حتى تخرج من أفغانستان و تقول ان افغانستان فيها سالم و دولة ،هذه هراء و لغو .و ينطبق هذا
على الموصل ،حيث لم تبقى كمدينة اصال ناهيك عن التمدن و التحرير!! ،هذه سياسة خاطئة تماما ً و اليوم نرى نتائجها
بصورة واضحة .سياسة ليس شان الطبقة العاملة بها و ال تصورها و ال عالقة لها بماركسية بل تصور لمواجه االسالم
السياسي ،ليس كقوة طبقية بل كنظام حكم في موصل او أفغانستان او إيران .وفق هذا التصور؛ المهم هو سقوط االسالم
السياسي ،اما نتائج التي يترتب على هذه السياسة ليست قضية هذا النوع من التقليد ،حتى إذا وسيلة االسقاط هي-أمريكا.
الهدف هنا بررت الوسيلة بصورة ساطعة.
لكن هذه التصور ،حول بناء الحزب و حول تحويل الحزب الى العمالي ،فقد بريقه عندنا رويدا رويداً ،بإمكاننا ان نحدد
سنة ،20١0بداية لهاجس اخر ،بداية لنوع من التفكير في الحزب ،وكتابات سامان كريم حول "التنظيم في اب 20١١حول
التحزب في شباط ،...20١2وحوار في كتاب الذي الفه الرفيق ساالر رشيد تحت عنوان" التاريخ في الذكريات -مقابلة حول
تاريخ اليسار و الشيوعية الجديدة في كردستان /-حوار مع سامان كريم /الحوار تم في ايلول 20١0نشر الكتاب في
سنة /20١5ص ،" 283كتابات و مقابالت اخرى كثيرة و لكن نكتفي بذكر هذا القدر فقط ،التي فيها تلك الهواجس بصورة
مشهودة و واضحة .نحن قضيتنا الرئيسية ليس اختالفات سياسية ،بل اعمق من ذلك نرى ان اإلختالفات السياسية في حزب
طبقي عمالي شيء في غاية طبيعية .و وفق منظورنا ان االختالفات السياسية داخل االحزاب الطبقية "حتى برجوازية" جزء
طبيعي إلنعاكس واقع الصراع الطبقي ،و هذا ال يتطلب وفق تصورنا اي قرار او نظام داخلي او حتى سؤال ما حول هذا
الموضوع .هذه م سالة منتهية من عندنا ،القضية هي قناعة و رؤية طبقية لبناء الحزب ،وفشل تحول الحزب الى حزب
عمالي ،وهذه قناعة صرحنا به مرات و مرات عديدة ،و بصورة علنية ايضا .في التحليل األخير ،لم نتمكن من تحقيق هذا
الهدف ،و بعد محاوالتنا العديدة و المستمرة وصلنا الى قناعة ،بإن الحزب لن يتحول أبدا ً الى الحزب العمالي ،و وفق ما
شرحنا اعاله و نشرحه ادناه .عليه و من وجهة نظرنا ،إن إستقالتنا من الحزب ،كانت محاولتنا االخيرة ،لتحقيق اهداف
و طموحات الحركة العمالية.
نرى في مسائل العملية ،و هي عصب الحزب و حياته ،الن العمل ،هي بوصلة التغير و ماكنته ،ولكن لحزب شيوعي
ماركسي ،عمل "براتيك" من نوع خاص ،عمل طبقي عمالي .بمعنى إن كل أعمال و وظائف ،اساليب العمل ،اليات العملية،
تقاليد النضالي ،ينبثق او انبثقت من الحركة العمالية ونضاالتها .اساس العمل الشيوعي" ،المادية العملية" هي نضال الطبقة
العامل ة ،و ليس اية حركة االخرى .من هنا علينا ان ندقق في عمل قادة العماليين ،او حلقة عمالية شيوعية منخرطة في
العمل القيادي ،او قادة طليعين في مجلس او نقابة ما ،كيف يتفقون على إضراب او عمل ما !.هنا ال تأخذ بنظر االعتبار
ايديولوجيات ،و افكار و تصورات مختلفة مطلقا ،يتفقون حول كيف ندير االضراب او تظاهرة او اعتصام عمالي؟ .يتفقون
كيف و أين و في اي وقت يبدأون بنضالهم؟! يتفقون على مطالب العمال ،يتفقون على من يمثلهم ،و من هو خطيبهم و من
هو يدير االضراب "مشرف التنظيمي" ؟ ...يعني يتفقون على أشياء عملية و في سبيل شيء عملي و ملموس ،مثال في سبيل
زيادة االجرة ،او تقليل ساعات العمل ،او...الخ .هي القاعدة الطبقية لتقليد النضالي ألحزاب الشيوعية ذو تقليد شيوعية
ماركس.
هذا التقليد هو اساس لبناء تقليد احزاب شيوعية ماركسية ،و العمل على ارتقاء بها نحو تحسين امور النضالية لطبقة عاملة
و بال تالي لحزبه .بطبيعة الحال لهذا التقليد ،ماضيه و حاضره و مستقبله .حيث لدينا قبل االضراب و في حاضر االضراب و
مستقبل او ما بعد االضراب .يعني قبل االضراب لدينا الدعاية و التحريض و التنظيم .التحريض ضد إدارة الشركة أو رئيس
المؤسسة أو المصنع ،لرفع الهمم و التصميم ،و لدينا دعاية لجذب و إلقناع اكثرية العمال بمسعى االضراب و نجاحته .و
لدينا التنظيم ،كيف ننظم االضراب؟ يعني كيف ننظم العمال لحضورهم في ساعة االضراب؟ و كيف نقنعهم بإن تنظيم نفسهم
هو لمصلحتهم و يؤدي الى اتحادهم و مضاعفة قوتهم و اقتدارهم وبالتالي فرض مطالبهم على البرجوازية .و بعد ذلك كيفية
ادارة اإلضراب و هي جزء من التنظيم و له بعض الخصوصية مثال هل ننظم اضرابنا في ساحة الشركة ،او خارج الشركة
وعلى ابوابها الرئيسة و هكذا دواليك .هذه هي ثالثية و روح العمل الشيوعي و التحزب الشيوعي " التحريض ،الدعاية،
التنظيم" .نجزم في حياة الحزب كلها ،ليس لدينا تقريرا واحداً ،كتبت على االساس هذا ،ناهيك عن العمل الفعلي بها.
بالطبع كان لدينا قرارات و مقررات جيدة حول الحركة العمالية و االوضاع السياسية ،و مسائل أخرى كثيرة .لدينا ،لكن لم
يطبق منها نقطة واحدة او فقرة واحدة و لحد االن ،لماذا؟! كان إجاباتنا ،في اطار التصور اليسار الالعمالي ،نحن هامشيين،
او الحزب و اليسار الهامشي ،بمعنى غير اجتماعيين!! .و لكن كيف نعالجه؟ نرجع مرة اخرى ,الى نقد اليسار الهامشي و
االجتماعي و هناك تقارير كثيرة كتبت للمؤتمرات و واجهت بالتصفيق الحار ومنها تقارير"سامان كريم" ،لكن كانت حلقة
دائرية مفرغة ،و من ناحية الواقعية اصبح انتقاداتنا مثل قرص ارقام اجهزة التلفونات القديمة ،بعد فك االصبع ترجع الحالة
الى الصفر .هذه هي حالنا في كل حياة حزبنا .لماذا لم نتمكن من تطبيق فقرة واحدة من قراراتنا؟! و نحن نعلم مسبقاً ،إن
الشيوعية ضعيفة و الحركة العمالية "ليس في الشارع و ال في الميدان" .ليس بإمكاننا ان نطبق ألنه ليس لدينا الحضور
داخل صفوف الطبقة العاملة ،ليس لدينا الحضور داخل نضاالتها ،الحضور السياسي و التنظيمي و التقليد بمعنى التقاليد
الحزبية المتجذرة .ربما لدينا عمال و لكن هذا العامل او ذاك حين يكون معنا في الحزب يقدم تقريره و يسمع ويرجع الى
مكان عمله كأنه شيئا لم يكن .الحضور الفعلي ،يعني اجابة يومية على مشاكل هذه الطبقة و نضاالتها و معوقات عملها و
كل شيء الذي يقف امامه دون تحقيق مطالبه و طموحاته .يعني اجابة على صعوبة التنظيم ،يعني اجابة على؛ لماذا العمال ال
يرحبون بالشيوعية؟ لماذا ال يستقبلونها؟ لماذا ال يحبونها و لماذا ال ينتمون الى حزبهم الطبقي"إذا كان الحزب فعالً عماليا"؟.
هذه المسائل و إجاباتها هي محتوى اي حزب ماركسي ،فبدونه ليس بإمكانه ان يتحرك ،الن اساسه و محركه .بهذا االهمية
و بهذا العزم و المسؤولية ،لم يتم بحثها في الحزب و لم يشغل باله به أبداً بهذه األهمية .هذه هي القضية ،و حين نطرحه
في سياق جدلنا و مناقشاتنا ،الجواب في صفوف قيادة حزبنا السابق ،هو الطبقة العاملة "ليس في الشوارع وال في
الميدان!!" او انها "ضعيف ة ،و هل علينا نحن االنتظار؟ بالتأكد نحن ال يجب أن ننتظر!!" .تحقيق خطوات عملية،
لتقوية العمال و الحركة العمالية ،يتطلب الحضور الفعلي و اليومي في صفوف الطبقة العاملة ،فبدونه لن يتحقق ،و ال يمكنه
ان يتحقق ،كما رأيناه .و لن يتحقق اذا لم يكن لديك عمالً روتينيا "التحريض و الدعاية والتنظيم" .حيث كانت هذه االعمال
مثارا للسخرية داخل صفوف الحزب ،الن الحزب يطلب عمال بهلوانيا ً !!! بهلوانية على أساس اية قوة؟ ليس هناك قوة ،بل
لجلب االنتباه و هناك امثلة كثيرة ال داعي لذكرها .الحزب و قادته ال يدركون االعمال الروتينية هذه ،و هي روح الثورة
العمالية .ال نقصد نظريات بل بصورة فعلية و يومية .بدون هذا العمل الروتيني و اليومي و تراكمه بصورة تدريجية و وفق
اوضاع سياسية مختلفة ،ليس بإمكانك ان ترفع التكتيك .حول هذا الموضوع عالقة العمل الروتيني مع التكتيك لدى منصور
حكمت مباحثات دقيقة ،قبل تأسيس الحزب الشيوعي اإليراني ،اي قبل سنة .١983
أما بخصوص التنظيم ،ليس لدينا التنظيم ،وليس بإمكانك ان تنظم بطبية الحال .المشكلة هنا ليس عدم وجود كوادر ذو خبرة
تنظيمية ،و هي ليست موجودة فعال و هذا امر طبيعي في حالة حزبنا ،بل المشكلة تكمن في؛ أين تنظم و في أي مكان؟ و
في صفوف اية طبقة؟ و لماذا التنظيم؟ .القاعدة الطبقية غير موجودة ،بالتالي ليس لدينا الحضور في صفوف حركتها ،وليس
لدينا محاولة جادة في سبيل تجاوز هذه الحالة ،عليه ،يتحول التنظيم الى حالة ال تنظيم .القضية هنا ليس انتماء اعضاء جدد،
ربما لديك اآلف من االعضاء الجدد ،و لكن السؤال المطروح هو نفسه؟! لماذا تنظمهم؟! وكيف؟ إذا ال تفكر و ال تتريث بتنظيم
الطبقة التي تقود الثورة العمالية ،التي تحقق برنامجك!! فماهي فلسفة و جود الحزب؟! فلسفة و ماهية الحزب هو تحقيق
اهداف الطبقة العاملة ،أهداف التيار الشيوعي - ،إلغاء الملكية الخاصة .-و هذا يتطلب قبل كل شئ تنظيم الطبقة العاملة .و
يستوجب ذلك بالضرورة و جودك و حضورك داخل صفوف هذه الطبقة ،بدونها ،ليست شيوعية ماركس و راية
بيانه الشيوعی .هنا و وفق هذا التقليد الالعمالي ،الحزب يتحول الى حالة او مؤسسة في سبيل المجتمع و في سبيل كل شئ
و كل حركة مدنية او متمدنة او علمانية او حقوق المرأة او حقوق كل اطياف المجتمع ،لكن بصورة فعلية بعيدة عن الطبقة
العاملة .هذا كان سياقنا العملي ،و بالنتيجة ان الال تنظيم يأخذ مكانه الطبيعي في الحزب .و وفق هذا التقليد ،لم نرى خالل
27سنة الماضي ة ،خلية واحدة في الحزب شكلت على اساس مكان العمل و المعيشة ،ناهيك عن عمالية و غير عمالية .هذا
هو حال تنظيماتنا .هنا أيضا المشكلة ال تكمن في االشخاص بقدر انها ،موضوعية خارج عن اطار فكر و التحليل .انها مشكلة
موضوعية ،في إطار هذا التقليد ال يمكن تحقيق االجابة العملية.
ال نمتلك الحضور في اتون النضال العمالي ،ال تدقيق في االمر و النظر اليه بدقة و مراجعة التجربة ،و النظرة الثاقبة الى
الوراء و تجربتنا السابقة ،ال تنظيمات في مكان العمل و المعيشة ،ال تنظيمات عمالية ،و العمل على تمديد عمر المريض و
هو في عناية مركزة ،اي الحزب ،حينذاك ليس لديك العالج غير التواصل و إبقاء االعضاء و الكوادر بقوة العمل االكسيوني،
ليس هناك شئ اخر في سبيل بقاء االطار ،اي الحزب .لكل شيء و في سبيل كل شيء حتى بدون تمعن ،اكسيون وراء
اكسيون ،و حولنا مناسبات طبقية مثل اول من أيار الى مناسبات تنظيمية اكسيونية ،ال ربط لها بالعمال و ال بنضالهم .نكتب
البيان و نصدر التوجيهات ،و نذهب الى الشارع بعدد من االعضاء و المؤيدين و الفتات حمراء ،هذه الحالة اصبحت تقليدا
راسخا ،حتى بدون توجيهات حزبية ،رفاقنا في الحزب يطبقونها بدقة ،خصوصا في الشق الكردستاني ،او احتفاالت في
الصاالت التي ال تحضرها العمال .خمسة اعضاء مع الفتة و نذهب الى السفارة الفالنية لالحتجاج ،و ثالثة من الرفاق نشارك
مع االخرين في اكسيون فالني تحت صورة عبدهللا اوجالن .األهم في تقليد االكسيونية ،هو الحضور ،ولكن لماذا الحضور؟
وماهي نتيجة حضورك؟! ليس مهما ً بالمطلق ،ألننا كررناها مئات المرات بل ربما تصل الى األالف من المرات خالل ثالثون
سنة من حياة الحزب .مع اكسيون لدينا اكسيون مصغر و هو منضدة الكتاب ،و لدينا يوم محدد له في االسبوع ،بدون مراجعة
هذا االمر .مثال هل نستفيد منه ،و من يستفيد منها؟! هل وصل نشراتنا او كراساتنا الى ايادي المطلوبة؟ هل الناس تقرأها
اصال؟! ليس لدينا مشكلة ،و ال تفكير في هذا األمر .المهم هو نوع من اكسيون و رفاقنا مشغولون بها .هذه هي كل "عملنا"
و حين اخذنا الضربة على يد االتحاد الوطني ،قلنا ربما نستفيد من هذه التجربة .لكن الذي يحصل كان االسوء من قبل .هذا
ليس ذنب شيوعية ماركس ،ليس ذنب شيوعية طبقة عاملة ،بل ذنب شيوعية ال عمالية ،ال يدرك يساره من يمينه ،وهي في
حالة قلقة دائما ،ألنها ال تأخذها البرجوازية ،ألنها "شيوعية!!!" ال تأخذها العمال ألنها" ال عمالية" هذه هي مصيبة حزبنا
و مرضها.
األطروحات؛ 4,5,7
"ان تاريخ أي مجتمع حتى اآلن ،ليس سوى تاريخ صراعات طبقية" و كذلك عالمنا الواقعي المعاصر ،عالم
صراع و نضال طبقي بين الطبقة العاملة والطبقة البرجوازية .جميع التحديات االخرى تأخذ معناها من خالل
هذا الصراع و النضال .خارج هذا الصراع ،نترك االرض و نحلق في السماء .ولهذا السبب ان معضلة
الصراع الطبقي في هذه المرحلة ،ليس عدم حضور الطبقة العاملة و نضالها في الساحات و الشوارع ،و
إنما تكمن المعضلة بعدم حضورها و تمثيلها سياسياً ،بالتالي لذلك هي غائبة كقوة طبقية مقتدرة!! .على
شيوعية ماركس ،و الشيوعية المعاصرة ان تجيب على هذه التساؤالت الكبيرة بصورة عملية كعنصر فعال
معاصر ،و فك رموزها عبر اجابة ماركسية على هذه التحديات و المعضالت التي تواجه الطبقة العاملة و
حركتها .و تهيئ ارضية اجتماعية و مناخ فكري و سياسي ماركسي ،ليتمكن الجزء الطليعي من الطبقة
العاملة مرة اخرى لرفع هذه الراية و االفق السياسي.
سوف نشرح األطروحات ،الرابعة و الخامسة و السابعة؛ و نجيب على االسئلة المطروحة على هذه الفقرات برزمة واحدة.
االطروحات الثالثة هي وحدة متماسكة ،نحن فصلناها لغرض التوضيح فحسب .هذه الفرضيات الثالثة ،أساس حركتنا و
اتجاهن ا ،و في الوقت نفسه تفصلنا عن باقي التيارات اليسارية ،و منها الشيوعية العمالية .القضية المحورية في مرحلتنا،
بالنسبة لنا هي؛ ان كافة التيارات اليسارية و الشيوعية البرجوازية الرسمية ،كلها متفقة على؛ أوال :إن تيار الشيوعية
العمالية في صفوف الطبقة العاملة ،يرفع راية ماركس ،مثال الشيوعية العمالية و على يد الرفيق منصور حكمت و منذ بدايتها
و نشوئها و لحد االن تؤكد و بشكل قاطع هذه القضية .اي ان التيار الشيوعية العمالية في صفوف الطبقة العاملة ،حاملة
راية ماركس ،و هنا يعني ،الشيوعية تساوي تيار الطليعي في صفوف الطبقة العاملة .التصور هذا يشترك بها كافة التيارات
اليسارية المعروفة عالميا و محليا في منطقتنا .ثانيا :بالنسبة لشيوعية برجوازية ،ليس لديها مشكلة مع هذا التصور ،ال بل
يدعي انها تمثل ماركس بعينه و الشيوعية بعينها ،مثل الحزب الشيوعي الصيني في هذه المرحلة .واالحزاب الشيوعية
القومية االخرى لديها التصور ذاته .تضاف الى ذلك إن هذه القضية ليس موضع للبحث و التمعن من قبل مثقفين الماركسيين
بغض النظر عن توجهاتهم و رأيهم .حيث إن المرحلة الثمانينيات من القرن الماضي ،كانت مرحلة صعبة لغاية .المرحلة التي
هاجمت البرجوازية األمريكية و معها البرجوازية على صعيد العالمي ،كل مكتسبات الطبقة العاملة ،التي اكتسبتها عبر
نضاالتها و ثوراتها العديدة في اوروبا و العالم اجمع ،من الدولة الرفاه في الغرب عموما ،الى الحريات السياسية و االجتماعية
و المدنية و الفردية ،و حقوق واسعة لطبقة العاملة و اتحاداتها في اكثرية البلدان العالم .عليه و ربما لهذا السبب الموضوعي،
التمعن و الدراسة حول هذا الموضوع ،كان صعبا ً للغاية .البرجوازية هاجمتها و هي مسلحة بجبروت الفكر و القوة األمريكية
و السياسة االقتصادية لنيو ليبرالية تحت أجنحة الليبرالية الجديدة التي قادها ريغان و تاتشر على اساس نظريات اإلقتصادي
االمريكي األشهر ميلتون فريدمان ،الذي أصبح منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي و مجيء بينوشيتة الى سدة الحكم
في تشيلي ،أشهر شخصية اقتصادية برجوازية على صعيد العالمي .تضاف الى ذلك في تلك المرحلة كانت الشيوعية
البرجوازية في االتحاد السوفيتي باقية على سدة الحكم ،و كانت من الصعوبة بمكان ،تحديد سقوطها و خصوصا في بداية
الثمانينيات من القرن الماضي ،و هذا بدوره يؤثر على اي تحليل مهما كان شأن المحلل.
إن هذه الحقبة التي نعيشها ،تشبه حقبة قبل كومونة باريس ،تشبه وجود ماركس و كتاباته و البيان الشيوعي ،و االممية
االولى ،و لكن لحد كومونة لم تكن راية ماركس راية تيار الجزء الطليعي لطبقة العاملة ،لم يكن التيار الماركسي تيارا سائداً
في صفوف الطبقة العاملة .في المرحلة التي نعيشها االن ،ماركس و كتاباته كلها موجودة ،لكن البرجوازية سلبت هذه الرآية.
إن رآية ماركس اساسا ليس شيئا او فكرا ً طبيعيا في صفوف الطبقة العاملة ،بل الطبقة العاملة في البلدان المتحضرة األوروبية
احتضنتها بعد صراع شاق و طويل بعد ما يقارب ثالثون سنة ،يقول لينين بهذا الصدد؛" لقد اكتسبت الماركسية اليوم في
أوروبا الزعامة التامة بين مختلف المذاهب اإلشتراكية ،و النضال في سبيل إقامة النظام االشتراكي يكاد يكون بكليته نضال
الطبقة العاملة بقيادة االحزاب االشتراكية-الديمقراطية .غير ان هذه الزعامة التامة لإلشتراكية البروليتارية ،القائمة على
المذهب الماركسي ،لم تتوطد دفعة واحدة ،بل توطدت اثر نضال طويل النفس ضد حميع انواع المذاهب المتأخرة ،ضد
اإلشتراكية البرجوازية الصغيرة ،ضد الفوضوية ،الخ.....لثالثين سنة خلت ال أكثر ،لم تكن الماركسية سائدة حتى في
ألمانيا¸حيث كانت تسود ،باالجمال ،نظريات إختيارية (النظريات االختيارية هي النظريات التي تمتاز بانعدام االنسجام والروح
المبدئي وتحاول الجمع بين أحكام مأخوذة من نظريات أخرى ،مختلفة ،متباينة-هامش من الناشر) مختلطة ،انتقالية ،تقع
بين االشتراكية البرجوازية الصغيرة و االشتراكية البروليتارية ،و في البلدان الالتينية ،في فرنسا ،و إسبانيا ،و بلجيكا ،كانت
اوسع ا لمذاهب انتشارا بين العمال التقدمين ،البرودونية و البالنكية و الفوضوية ،التي كانت تعبر بال ريب عن وجهة نظر
البرجوازيين الصغار ،ال عن وجهة نظر البروليتاريين ( ".لينين -اإلشتراكية البرجوازية الضغيرة و االشتراكية البروليتارية/
المختارات -المجلد الثالث ،ص /١١إدخال الهامش و الخط التاكيد من عندنا ).
علينا ان نفعل مثل ما فعل ماركس و رفاقه ،عندما شكلوا العصبة و االممية االولى .بالنسبة لنا إن إجابة على المسائل
المطروحة امام الطبقة العاملة ،هي قضية لها أولوية في هذه المرحلة ،لذلك إن سهام رماحنا يتجه صوب الطبقة البورجوازية،
سلطتها ،ادارتها ،مفكريها و كتابها ،واالجابة الماركسية على مسائل المعاصرة وفق اولويات التي نراها لصالح الطبقة
العاملة .اليوم هنالك قضايا شائكة و مطروحة امام الطبقة العاملة و قادتها؛ اهمها ،اوالً :التشرذم و التفرقة على اساس
االوطان و العرق و االديان و الطوائف و القوميات و في بعض االحيان على اساس القارات و الشمال والجنوب ،و هذا يعني
ان الطبقة العاملة منقسمة جدا و ليس متحدة .هنا ينقصنا االتحاد و الرابطة االممية بين أقسام الطبقة العاملة التي انقسمت
على اساس الهويات الكاذبة .في هذه حالة التنظيم و الدعاية الماركسية حول قضايا معاصرة ساخنة لها اهميتها الكبيرة ،مع
تأمين وصولها الى ايدي العمال و بالتحديد الطليعيين منهم .الثاني :قضية معيشة الطبقة البروليتاريا العالمية ،حيث ان مستوى
المعيشة على صعيد الطبقة يتجه نحو الهبوط ،نظرا ً لتتطور القوى المنتجة الى مديات غير مسبوقة ،بالتحديد بعد إدخال تقنية
الذكاء االصطناعي في كافة الميادين الحياتية ،من الصناعة والزراعة و الخدمات و التجارة و اللوجستيات و االدارة و
الخدمات االمنية و العسكرية ،سيؤدي قريبا الى حالة من البطالة الدائمة ألكثرية الطبقة العاملة .و هنا الطبقة البروليتاريا
العالمية امام أمر واحد أما الثورة ،أو الهالك .الهالك هنا يعني مستوى المعيشة يصل الى القاع و دون المرحلة العبودية،
التي تجاوزها التأريخ .هناك قضايا اخرى يجب ان نأخذها في خدمة الفقرتين أعاله .مثال كيف ننظم الطبقة العاملة؟! هذه
ليست قضية التنظيم فحسب ،بل قبل ذلك األفكار و السياسات و العوائق االجتماعية التي وضعت أو فرضت على البروليتاريا،
لشرذمتها و إنقسامها على اساس هويات اخرى غير طبقية .و هكذا في قضايا اخرى .نحن نؤمن و نؤكد ،و نتحدث عن هذه
المرحلة ،نقول ان التركيز و التمركز و اولويات الحركة العمالية ،يتلخص في الفقرتين اعاله .عليه نحدد اولوياتنا وفق
اولوياتها.
اكدنا ان حقبتنا تشبه حقبة قبل الثورة كومونة في باريس ،تشبهها فقط ،لكن من ناحية المحتوى و صعوبة المهمات و
الوظائف ،نؤمن بأن هذه الحقبة هي األصعب بكل معنى الكلمة .حينذاك و قبل الكومونة ليس هناك ماركسية ،و ليس هناك
شيوعية برجوازية ،بل هناك االشتراكية و الشيوعية ،تضاف الى ذلك ان شيوعية ماركس حينذاك ،زالت االخرين أو تيارات
االشتراكية البرجوازية األخرى رويدا ً رويداً .حيث انتصرت عليهما بعد تجربة كومونة ،و بهذا المعنى كان اعتبارها االجتماعي
في صفوف الطبقة العاملة يميل نحو الصعود يوما بعد اليوم ،هذا من جانب ،و من جانب اخرى؛ هناك كتابات و اطروحات
ماركس و انجلز المتراكمة التي قضت على مفكري البرجوازية في تلك األزمنة ،هيغل ،فيورباخ ،ادام سيمث و ريكارد و
آخرون و طرحهم جانباً .اليوم نحن ليس لدينا هكذا النوع من األدبيات .يضاف الى ذلك نرى اليوم ان هذه الميزة ليس غير
موجودة فحسب ،بل ان رآية ماركس سلبت من الطبقة العاملة ،و حلت محلها امام الراي العالمي و في صفوف الطبقة العاملة،
الشيوعية البرجوازية الستالينية-الروسية ،و التي تطبل لهذا االمر االعالم العالمي ،و مراكز التربية و التعليم هذا جانب من
القضية ،اما الجانب االخر؛ إن البورجوازية العالمية حينذاك لم تكن لديها تلك القوة كما كان عليه اليوم ،من كل نواحي
السياسية و االقتصادية و العسكرية و االمنية و التكنولوجية و العلمية .تضاف الى ذلك تمسكها بالرأسمال على صعيد العالمي
كطبقة موحدة .في حين ان الطبقة العاملة في حالة ضعف و تشتت.
حال الطبقة العاملة على صعيد االقتدار السياسي و على مستوى العالمي ،ال يحسد عليه .على رغم من إن الطبقة العاملة و
حركتها النضالية بوجه الرأسمال مستمرة و متواصلة بصورة يومية و ببسالة على مستوى العالمي .حيث استعرضت الحركة
العمالية خالل ال ١2سنة األخيرة قوتها كحركة "اقتصادية" من أجل بعض اإلصالحات و الوقوف ضد السياسيات االقتصادية
الرأسمالية ،و في كبريات الدول الرأسمالية من الصين الى فرنسا و اليونان و المانيا و ايطاليا ،من تركيا الى مصر و إيران
و المغرب ،و الهند و تونس و العراق و البرازيل ....الخ .و ان العقبة الرئيسية امام الحركة العمالية هي غياب راية وافق
ماركسي على الصعيدين المحلي و العالمي .و بسبب ذلك نرى بوضوح ضعف كبير في التنظيم و التضامن الطبقي و األممي
العالمي .هذه الحركة و بسبب الغياب على مستوى االقتدار السياسي ،لم تتمكن من تنظيم ذاتها على صعيد العالمي أو حتى
على صعيد القارات أو المناطق – ال نقصد االتحادات العالمية الموجودة -لم تتمكن من تسجيل حاالت تضامنية و أممية االّ
قليالً .التضامن الطبقي و االممي أصبح حالة نادرة و ليست ظاهرة دولية او عالمية .تضاف الى ذلك و أضعف من هذه الحالة،
هي عدم التنظيم على مستوى بلد معين ،كقوة طبقية حول مطالب آنية و يومية ،بل اصبحت قطاعات مختلفة و حرف مختلف،
و شركات مختلفة ،و في بعض البلدان قوميات و أديان و طوائف مختلفة ،هذه هي حالة طبقة العاملة على صعيد "الوطني!".
لتجاوز هذه الحالة الصعبة من الال تنظيم الطبقي ،الطبقة العاملة تحتاج بالضرورة الى رآية ماركس ،و إحتضانها اجتماعياً،
ليتسنى لها ان تتطلع الى مستقبلها كطبقة ثورية و قائدة لثورة االجتماعية التي تحرر ليس ذاتها فحسب بل البشرية جمعاء.
في هذه المرحلة ليس بإمكان تنظيم الحركة العمالية و فرض مطالبها اليومية علي البرجوازية ،سلطاتها و ادارتها المختلفة
بدون رؤية ماركس و شيوعية ماركس ،هذه هي تجربة هذا القرن او العقدين من الزمن على االقل .هذا ما يؤكدها االضرابات
و االحتجاجات العمالية الكبيرة في فرنسا و اليونان و بلدان أخرى خالل ١2سنوات ماضية .من هنا ان قضية الدعاية والتنظيم
لها اولويتها و يجب التركيز عليها مع طليعيي الطبقة العاملة أينما كانوا و في أي بلد كان.
المهمة في هذه الحالة ،هي؛ تنظيم طليعي هذه الطبقة ،على صعيدين الحزبي و العمالي الجماهيري ،عبر أشكال و انواع
مختلفة و متنوعة من التنظيم .سوى كان على صعيد بلد محدد بالنسبة لنا العراق ،او على صعيد عالمي او منطقة معينة .هذا
عمل ،من أهم أعمال هذه المرحلة ،يستوجب عالقة مباشرة مع طليعي هذه الطبقة ،و قادة حركتها أينما وجدت ،و أينما بدأت
به .هذا هو أهم عمل شيوعي في هذه المرحلة ،و فوري في الوقت ذاته .عالقات مباشرة ،لتقوية الوعي الطبقي و بطبيعة
الحال ،وعي شيوعي ماركسي ،من جانب و من جانب اخر ،تنظيم العمال في اي شكل كان في سبيل تقوية اتحادهم الطبقي،
في سبيل فرض شروطهم على البرجوازية .ربما تبدأ هذه الحركة من مصنع او معمل او مؤسسة ،او حي سكني ما ،عبر عدد
من طليعي هذه الحركة في تلك الجغرافيا .هذا العمل ليس ممكنا او ال يحقق مبتغاه بدون دعاية شيوعية مؤثرة ،هنا بصورة
مباشرة ،اي عبر العالقات معهم ،او بصورة غير مباشرة عبر الكتابات و الكراسات والفيديوهات المخصصة لهم ،واالستفادة
القصوى من تكنولوجيا اإلتصاالت .و هنا يتميز اإلجابات الماركسية المعاصرة على مشاكل الطبقة العاملة في هذه المرحلة،
اهميتها الكبيرة .فبدونها ليس بإمكان التنظيم و ال الدعاية المؤثرة.
األطروحة التاسعة
التحزب ،الحزب الشيوعي لماركس ،هو حزب العمال .طرح في البيان الشيوعي اختالفات هذا الحزب مع
األحزاب العمالية األخرى .لكن األسس هي ذاتها ،ال غيرها .و هي بنيتها الطبقية ،اي العمال أنفسهم .وان
اختالف شيوعية ماركس و البيان الشيوعي ،مع االحزاب العمالية في عالمنا المعاصر ،هو االهداف و
السياسة و التقليد الشيوعي و التضامن االممي الطبقي و النضال ضد "القومية "و" الدين" و "الطائفية
الدينية" و"البرجوازية الوطنية "و" الشمال الجنوب "و" الشرق والغرب" و"االسود واالبيض" .ماعدا
هذه االختالفات ،كلتاهما يستندان على الطبقة العاملة .الحزب الذي ليس لديها بنية في صفوف الطبقة
العاملة ،و ال يشكل جزءا ً من نشاطها العملي ،بدون شك ليس بإمكانه ان يكون حزب من االحزاب ذات تقليد
شيوعي ماركسي .من الجانب الرؤية و التطبيق ،ان الشيوعية العمالية والتيارات المنشقة منها ،هي أكثر
قربا من الشيوعية التأملية ،فلذلك خالل نشاطها العملي ،تتحول الشيوعية الى منظمات "لمجتمع
مدني" .!!.تمارس السياسة وفق منظمات و تقليد المجتمع المدني ،بشكل متمدن و راديكالي ال أكثر .العمال
في وادي ،و هذه الشيوعية في وادي اخری .تمارس سياسة ال يعرف بها العمال ،تقود الثورة ،ولكن العمال
في ميادين عملهم ليس لديهم اي مزاج ثوري ،ناهيك عن التنظيم و القيادة .العمال و الشيوعية العمالية في
العراق ،يقيمون في ممرين مختلفين تماما ،و ال يدركون بعضهم البعض .انعدام خلية عمالية شيوعية واحدة
في صفوف احزاب الشيوعية العمالية على صعيد العراق كله ،يثبت هذه الحقيقة.
كنا بإمكاننا ان ندمج الفقرة التاسعة مع الفقرات الثالثة السابقة ،حول الحزب و بناء الحزب و ما الى ذلك .لكننا اخترنا ان
نشرحها كما هي كفقرة خاصة ،نظرا لمكانة منظمات المجتمع المدني في عصرنا الراهن .حيث اصبح عالمنا ،عالم ،وصيحات
لمنظمات المجتمع المدني .فعال القضية معقدة ،ليس ألننا امام مسالة او سياسة غير واضحة ،بل انها واضحة جدا ،ألن
المجتمع المدني بالتحديد و هو مجتمع برجوازي و ليس بإمكانه أن يكون أكثر أو أقل من هذا ،ويشمل العالقات االنتاجية و
ما يتمخض عنها ،و الدولة و مؤسساتها و االحزاب و النقابات و البرلمان و كافة الفعاليات و النشاطات في المجتمع .عليه
إن "منظمات المجتمع المدني" أصبح نجمته الساطعة او شعاره الذي يتألأل في كل االتجاهات .إن منظمات المجتمع المدني
كافة و على تسميتها "المجتمع المدني" نابعة و خانعة لهذا المجتمع و سلطته .الحكومة او السلطة البرجوازية أو ادارة
شركة كبيرة لها منظمات مختلفة ،تفرض عليها ما يشاء او ما تشاء لمصلحتها و لمصلحته السياسية او االقتصادية او ربما
الثقافية" الدين ،الطائفة الدينية ،الليبرالية ،القومية "...و في تحليل االخير سياسية ،او ربما إلعالن دعاية لمصلحة شركة
ما او حكومة ما.
نحن في هذه الفقرة ،ندرس واقعا ُ مغايراً ،للشيوعية ،شيوعية ماركس .ماركس يعتبر الحركة العمالية و نضاالتها كحزب
عمالي بغض النظر عن وجود الحزب من عدمه ،هذا التصور جاء عبر تحليله لتثوير الوضع الراهن ،عبر قوة طبقية ،تلك
القوة التي هي جزء أهم من القوى المنتجة ،جزء الحي ،الجزء الذي ينتج فائض القيمة ،و صانع لباقي أجزائها .حين تواجه
القوة المنتجة هذه ،العالقات اإلنتاجية القائمة ،بقوة تصل الى درجة العنف ،حينذاك تدق ساعة الثورة .منذ ذلك الحين ،ان
عالقات اإلنتاج القائم الرأسمالي لم يعد بإمكانها ان تحاصر القوة المنتجة .حينذاك ،المجتمع امام الثورة العمالية ،الثورة التي
تشق طريقها نحو الشيوعية ،عبر إسقاطها لصعوبات التي وضعت امام صوالتها الثورية .ماركس ال ينظر الى هذا الموضوع
األهم ،نظرة أحادية و من زاوية واحدة فحسب بل يرى كل تفاصيله عبر الصراع الطبقي و نظريته حول الثورة العمالية ،في
خضم هذا الصراع بين البورجوازية و البروليتاريا .يرى حالته الموضوعية ،التي بدونها ليس بإمكان التحدث عن الثورة و
عن الحزب العمالي ،كما جاء بوضوح في البيان الشيوعي .ماركس ال ينتظر البنيان الموضوعي لثورة عمالية ،لكي يتخمر
كل عناصرها ،بل بالعكس تماما ،يناضل و يحاول و ينظم و يلتقى قادة طليعيين من بلدان مختلفة ،األممية االولى ،العصبة
الشيوعية ،و روابط عمالية ،و دعم للحزب االشتراكي الديمقراطي في ألمانيا .نحن امام منظم و قائد رحال عالمي لبروليتاريا.
الحزب الذي ينشده ماركس ،ببساطة و بدون تفسيرات مختلفة ،هو حزب عمالي مع رؤية شيوعية واضحة .حزبه حزب
عمالي ،و هذا ال جدال فيه ،و بدونهم ،اي العمال ليس هناك حزب ماركسي .بعد ذلك اي بعد البنية الطبقية ،حزبه اي حزب
طبقة عاملة ،يختلف عن احزاب عمالية أخرى ،في محورين ،شرحه ببساطة في البيان الشيوعي .نحن بدورنا أكدنا اعاله
هذه ،االختالفات بين حزب العمال و الحزب الشيوعي الماركسي ،وفق اختالفات بين الحزبين في المرحلة المعاصرة .الحزب
العمالي ربما يبنى على أساس مصالح قومية لطبقة العاملة .القومية هنا تعني "البلد المعني" او على صعيد "الوطني" او
ليس مهتما بما فيه الكفاية بقضايا الدين و تجلياته أو طوائف دينية ،ربما يشكل حزبا على اساس ليبرالي ،او حتى على
اساس العرق ،مثال عمال ذو العرق االبيض ،كل هذه المسائل ربما تحدث بصورة واقعية ،او عمال المهاجرون يشكلون حزبا ً
مثل ما لديهم نقابات مثالً .هذه فرضيات لعالم واقعي و لصعوبات التي تواجهها الطبقة العاملة و حركتها النضالية و خصوصا
يعترف
ْ تحزبها الطبقي .الفرق او اختالفات الحزب الشيوعي الماركسي ،هو ان الحزب ينظر الى طبقته كطبقة عالمية ،ال
بالحدود المص َطنعة التي رسمتها البرجوازية لتقسيم العمال على أساس الهويات القومية و الوطنية .و يقف بضد التوجهات
العمالية التي تنادي بالعرق او بناء منظمات و أحزاب على اساس العرق ،الن العرق هي أسوء من القومية و اكثر رجعية،
و يسبب تقسيم العمال على أساس االبيض و االسود و العروق الجنية المختلفة حيث تشمل أيضا القوميات المختلفة الخ .هذا
جانب من القضية أما بخصوص الجانب اآلخر ،ان الحزب الشيوعي الماركسي ،ينظر الى مصالح طبقته على مستوى العالمي،
االممي ،و ليس على اساس الوطنية او القومية الضيقة ،ليس على اساس بلد ما ،بل يتعداه ليشمل مصالح الطبقة العاملة
على مستوى االممي .القضية ليس تمنيات و ال تطلعات ،و ال تأمالت بل ان الطبقة العاملة ،بحد ذاتها هي طبقة اممية بفعل
واقع موضوعي و بفعل العالقات االقتصادية الرأسمالية القائمة و خصوصا في هذه المرحلة ،رأسمالية معولمة من رأسها
حتى أخمص قدميها ،و التي سادت فيها الشركات العالمية في ميادين مختلفة .االممية تعني؛ سيادة او اولوية مصلحة
البرو ليتاريا العالمية على المحلية ،ربما تضر بمصلحة الطبقة على صعيد القومي ،لكن في مصلحة الطبقة العاملة العالمية.
مثال في هذه المرحلة ،ان وقف الزحف االمريكي و فرض التراجع عليه على كافة االصعدة العسكرية و االقتصادية و التجارية،
ربما تضر بجزء او بأكثرية الطبقة العاملة فيها ،من ناحية فقدان العمل و تراجع االقتصاد االمريكي ،و إفالس الشركات و
ما الى ذلك .لكن في مصلحة الطبقة العاملة العالمية ،حيث تبعدها – اي الطبقة العاملة العالمية -عن قبضة عسكرية مثلما هو
عليه االن ،و يبعدها عن الحرب في هذه المرحلة ،أو ربما يفرض عليها التفاوض و الجلوس على مائدة الدبلوماسية مع
القوى العالمية األخرى ،لحل القضايا العالمية الشائكة ،التي لحد اآلن ال تعير اهتماما مشهوداً بها ،بل تحاول أن تحقق
مصالحها بالتهديد االقتصادي و العسكري .إن غلق الحدود االمريكية بوجه عمال المكسيك ،ربما يساعد العمال االمريكيين
على إيجاد فرصة العمل ،لكن من وجه النظر االممي العمالي ،يستوجب على العمال في امريكا ان يقفوا بوجه سياسة ترامب
هذا ،في سبيل ردع القومية و التشتت العمالي ،في سبيل مصلحتهم باتحاد طبقتهم .الحزب الذي ليس له موقع و مكانة واضحة
و مشهودة في صفوف الطبقة العاملة ليس من تقليد شيوعية ماركس .هذا ليس ادعاء أو تقليل من شان أحزاب اخرى ،أو
تدوير القضية وفق مصالح معينة بل نرى أسسه الموضوعية .اسسه الموضوعية ،هي اذا كان الحزب خارج هذا الصراع و
خارج صفوف الطبقة العاملة ،ليس بإمكانه التأثير على الحركة العمالية و نضاالتها اليومية المستمرة ،و هذا هو محتوى
الشيوعية وفق ماركس و ليس وفق اي شخص أخر .إلن الشيوعية من حيث جذورها هي حركة عمالية تهدف الى قلب
العالقات االنتاجية القائمة .عليه ،من ليس له قدم في صفوف الطبقة العاملة يتحول بوعي منه او دون وعي ،الى حزب نشط
في إطار تنظيمات المجتمع المدني ،بصورة عامة ،خصوصا من حيث النشاط العملي و النتيجة النهائية العماله-الحزب المعني-
.
كارل ماركس يقول" :إن أعضاء الدولة السياسية متدينون بسبب الثنائية القائمة بين حياتهم الفردي و حياتهم النوعي ،و
الثنائية بين حياة المجتمع المدني والحياة السياسية .إنهم متدينون ،حيث يعتبرون إن الحياة السياسية للدولة ،التي تقف وراء
فرديتهم الواقعية ،حياتهم الحقيقية .إنهم متدينون ،ألن الدين فيما بينهم يشكل روح المجتمع المدني و تعبيراً عن الفصل
وإبتعاد االنسان عن اإلنسان"(.حول المسألة اليهودية-مساهمة في نقد فلسفة الحق عند هيغل /النص الفارسي – ت :د.
مرتضى محيط -ص /30الترجمة من قبلنا /تم مقارنته مع الترجمة من قبل د :نائلة الصالحي من منشورات الجمل) .اذا
نشرح هذا األمر و نطبقه عل حزبنا السابق ،نرى هذه األعمال المختلفة في أعمالها ،و حتى مع من هو عامل" .مجتمع مدني
= مجتمع بورجوازي"؛ هذا التساوي يشرحه المقطع اعاله .ان الحياة الفردية لكل عامل يختبئ وراء الدولة العراقية-للمثال
فقط -بهذا القدر او ذاك .الدولة العراقية" ليس الحكومات"( ،هنا نغض نظرنا عن كونها دولة اعتيادية او في طور التكوين)
تمثل حالة مغايرة و متناقضة مع مصالح أكثرية أفراد المجتمع في العراق .مصلحة مختفية اليوم تحت حجاب إسالمي او
قومي خجول ،لكن الحجاب اإلسالمي هنا حالة نوعية عامة .تمثل عالقات انتاج و تبادل ،تمثل طبقة برجوازية عراقية .هنا
الحجاب ليس مجرد حجاب المرأة بل يتعداه بأشواط ،عليه ان الحجاب تحجب العالقات االقتصادية السائدة ،قبل ان تحجب
المرأة .من هنا يغترب الفرد العامل حيث تحوله العالقات السائدة الى شئ بذاته ،و اإلختباء تحت هذا الحجاب الذي نسميه
"الدولة العراقية" ،بدون أن يلمسها او بإمكانه أن يصل إليها ،يصورها كشيء فوق الكل او فوق العالقات .هذا التصور
العمومي عن الدولة بغض النظر عن ثباتها أو مكانتها داخل مجتمعها المدني .ألن المجتمع المدني تطور ،في احشائها ،وهو
جزء من هذا المجتمع في الوقت نفسه .هذه الثنائية التي عقدت األمور عند أكثرية الجماهير .هذا النوع من الديانة حتى إذا
كانت الدولة غير دينية ،أو علمانية ،األمر سيان .هذا الوعي السائد يبعد االنسان عن االنسان ،و هو في حالة االغتراب كأن
الدولة هي التي تحافظ على مصالح كل فرد بدون تمييز .المشكلة هنا و هو اي الفرد ،نحن نقصد فرد العامل ،يرى الدولة كل
يوم و كل لحظة ،يراه كمؤسسة متناقضة مع تطلعاته و حتى مع مطالبه في حده االدنى خصوصا في بلد مثل العراق .على
رغم ذلك هناك ثنائية تختفي ورأها ،مع عدائه الواقعي اليومي يتجدد و يعاد إنتاجه باستمرار.
أن النشاطات العملية لحزبنا السابق من حيث المحتوى يدل على هذه الثنائية ،و هذا ليس خطأ شخصي بقدر ما هو يمثل
حالة موضوعية كما ذكرنا اعاله .حالة موضوعية؛ تعني عدم حضوره و تواجده في صفوف الحركة العمالية .الحضور هنا،
ايضا ليس قضية إرادية ،بل تتعداه ،الن التقليد الذي أصبح محتوى الحزب و تجذرت في عروقه هو العمل بدون اساس طبقي،
العمل على صعيد المجتمع بصورة عامة ،و إدعاء بعمل البلهواني بدون وجود بهلوان حقيقي!! .هنا "فرد الحزب" يختبئ
وراء الشيوعية ،يختبئ وراء الثورة العمالية ،حتى هذا االختباء ليس قضية هذا الفرد القيادي او ذاك بل عصب الحزب و
تقليده" .فرد الحزب" حجب نفسه وراء الشيوعية و رآية ماركس ،و لكن حين ينشط كشيوعي و يتفاعل كماركسي ،حينذاك
مادته او موضوعه يختفي ،الطبقة العاملة مختفي ليس لها وجود فعلي وفق هذا التقليد .لسبب بسيط ،ألن الطبقة العاملة في
العراق ،ليس بإمكانها تنسجم مع هذا التقليد ،ليس بإمكان احتضان هذه الشيوعية ،الن "فرد الحزب" هو في الشارع و
الميدان ،يطلب و يريد أعمال بهلوانية "بدون بهلوان" يطلب الثورة و يدعي الثورة بدونها-اي الطبقة العاملة -يطلب و يهدف
الى تأسيس الحكومة بدون سند واقعي ،بدون طبقة عاملة .و يطلب "الخيمات" في الساحات العامة ،و الخيمة هنا يمثل
منظمة من المنظمات المجتمع المدني ،و لكل خيمة ورائها حزب او تيار سياسي معين ،و منظمة معينة ايضا .ليس لديه قوة
و يبتعد عن " االعمال الروتينية" و هي روح الثورة و روح النضال الطبقة العاملة و انسجام تقليدها .بهذه الثنائية الواقعية،
يصل "فرد الحزب" الى عمله الواقعي ،عمل على اساس منفعة العامة ،عمل على أساس مبدأ -العمل احسن من البطالة-من
هنا يتحول الحزب الى منظمات مجتمع المدني و لكن بصورة اكثر راديكالية ،بصورة اكثر سياسية و اكثر حركه على هذا
الصعيد.
الحزب ضد االسالم السياسي كحكومة و ليس كحركة برجوازية -و هنا ضد الطائفية بطبيعة الحال ،هذه هي هوية الحزب في
هذه المرحلة .-من هنا مدافعا شرسا ً -بدون قوة -لحركة نسوية و حقوق المرأة و المساواة القانونية بين الرجل و المراة ،و
فصل الدين عن الدولة ،و مدافع لحريات العامة ،من الحريات السياسية -حرية التنظيم ،حرية الصحافة ،حرية التعبير عن
الراي -و أخيرا ً الحريات الفردية و المدنية و االجتماعية .ثالثية االعمال هذه من الممكن حلها داخل اطار المجتمع البرجوازي
اي المدني .حيث نرى منظمات المجتمع المدني نشطة جدا ً في مجال حقوق المرأة ،و نشطة جداً في مجال الحريات السياسية
و حرية الصحافة ،وهناك من المنظمات نشطة في مجال إيجاد حكومة غير إسالمية .هذه الحالة ليس حالة انتقائية او
عشوائية ،بل ترعرعت عبر ثالثين سنة الماضية من تأريخ الحزب ،و بطبيعة الحال عبر تجذير هذا التقليد ،سنة تلو االخرى.
حيث أصبحت كيانا ً ليس بإمكانه ان يتحول الى حالة متناقضة مع ذاته ،اي ليس بإمكانه ان يتحول الى شيء آخر ،إلى حزب
عمالي .هذا الكيان له كل اسسه و قواعده في هذا االطار .هذه قضية موضوعية ،بغض النظر عن النيات .موضوعية و بسيطة
في حال معاً .نضرب مثاالً لتوضيح هذا االمر ،و نفرض هذه الفرضية؛ اذا حولنا الحزب بكامل كيانه ومؤسساته الى بلد من
البلدان اوروبا الغربية ،حيث يوجد الحريات الفردية و المدنية و االجتماعية و السياسية كلها ،و توجد حرية المرأة و المساواة
القانونية بين الرجل و المرأة .حينذاك ال تقتل المرأة و ال يقتل الصحفي او الصحفية ،و ال تسجن ،و هنا حرية التعبير عن
الرأي حيث ال وجود "ولو ليس مطلقة" سجناء الرأي ،و الدول فيها علمانية الى حد كبير ،و ال وجود إلسالم السياسي كحركة
سياسية مقتدرة ،و ليس هناك اختطاف ،و ال وجود لهجمات داعش و ميليشيات الحشد .حينذاك ماذا يفعل الحزب ،او حزبنا
السابق؟! يتحول الحزب الى حزب عاطل عن العمل .ألنه ليس لديه ما يقوله و ما يعمل عليه كنشاط اجتماعي .المجتمع منقسم
الى طبقتين؛ البرجوازية – بكل أشكالها ،االوربية واالسالمية والقومية – و البروليتاريا ،كلتاهما عالميتان .في التحليل
االخير ليس هناك حد وسطي .اما مع البرجوازية او مع الطبقة العاملة .على هذا االسس ،ان تنظيمات الخارج في الحزبين
ليس لهما العمل سوى آكسيون ،و االكسيون هنا ليس لمواجهة سياسات برجوازية في البلد المعني في الخارج ،بل كرد فعل
تنظيمي -حزبي ألحداث في العراق او كردستان .امام السفارة العراقية ،امام مكتب االقليم في لندن ،امام السفارة االيرانية او
التركية او األمريكية ،او في ساحات عامة في وسط مدينة ما .بدون اكسيون ليس لدينا عمل و ال اي شئ اخر .كنا قد حذرنا
من هكذا سياسة و هذا التوجه قبل عشرة سنوات و عبر اجتماع رسمي لكوادر في تنظيمات الخارج ،و قلنا يجب ان يتغير
هذا االمر .و بعد ذلك كتب سامان كريم في ايلول 20١0بحثه "بناء تنظيم شيوعي في -الخارج "-الذي تم تقديمه في
االجتماع انفة الذكر .وبعد ذلك حوله الرفيق كامل احمد مسؤل تنظيمات الخارج حينذاك الى توجيهات عملية عامة للعمل على
اساسه .لكن بعد ذلك ظهر لنا إننا مخطئين ،هذا المسار متجذر ال يمكن تغيره ،مع االسف وهذا ما حصل فعال بعد ١0سنوات.
عليه؛ إن الحزب أصبح يتفاعل و ينشط في داخل ممره الخاص به ،داخل المجتمع بدون طبقة عاملة ،بدون حركتها ،بدون
معاناتها و عوائقها ،بدون مشاكلها و احالمها و توقعاتها .لماذا؟! ألنه لديه خطيئة كبرى و خطيئته – اي الطبقة العاملة -ال
تحب مقدس الحزب ،ومقدس الحزب هنا ،عمل اآلكسيوني بدون قوة و بدون أساس .هذا امر طبيعي الن العمال ليس بإمكانهم
ان يكونوا في الشوارع و الميادين ألشهر دون راتب و بدون معيشة .هذا ليس شأن الطبقة العاملة و ال تقليدها و ليس بإمكانه
ان يكون .هذا التقليد هو حلم البرجوازي الصغير و مقدسه .داخل هذا الممر او في إطار هذا النشاط المجتمعي العمومي ،و
على أرضية هذا التقليد ،لن يجد العمال نشاطهم الواعي ،و لم يجيدوه ،حيث ليس لدينا خلية تنظيمية واحدة في صفوف الطبقة
العاملة لغاية رحيلنا من الحزب .ربما نرى العمال و ربما نرى خاليا تنظيمية مختلفة في إطار هذا التقليد ،و لكن نراهم في
تقمص هذه الثنائية انفة الذكر .نراهم في ورشات العمل ،نراهم في مؤتمرات نقابية او حتى دولية و لكن في هذا االطار و
ليس في اطار تثوير الطبقة العاملة .القضية الرئيسية ،ان منظمات المجتمع المدني انبثقت كحالة برجوازية ،و في رحمها
انطلقت ،من حيث الجوهر ،هي متعلقة بعالقات االنتاج الرأسمالي ،هذه العالقات يستوجب هذا النوع من المنظمات و هذا
االسلوب من النضال .بعد ذلك ،و فقط على هذا االساس ،تخلقها المزاحمة ،تخلقها الصراع و االحتدام الضروري بين مختلف
قطاعات الرأسمال و مختلف الرأسماليين الكبار من اجل استحواذ على االخرين .لكن ال تبدوا على هذا الشكل ،بل تتمظهر،
على أشكال قانونية و سياسية متنوعة ،تحت حجاب حريات مدنية و فردية و سياسية و اجتماعية و ثقافية.
وفق هذا التصور ان اسلوبها و اهدافها -منظمات المجتمع المدني -في االساس هي؛ إيهام الجماهير و إبعادهم عن النضال
الثوري و الطرق الثورية .هذا هو عملها .هنا نغض نظرنا عن مصالح اقتصادية وراء خلق هذه المنظمات الكثيرة .مثالً
ورشات العمل ،اساس ورشات العمل ،هو خلق عالقة متوازنة بين العمال و االدارة .عالقة يتم فيها تميع الصراع الطبقي،
و يحل محله الشراكة الطبقية من الجانب السياسي .وفق هذا المنظور ،إن الهدف البرجوازي من هذه الورشات التي تصرف
عليها عبر قنواتها المختلفة ،خلق حالة لتواصل االنتاج و زيادة الربحية على اكتاف العمال عبر وسائل عدة و منها هذه
الورشات .القضية ليس نحن كيف نمارس هذه الورشات ،بل القضية هي كيف يشارك العمال فيها و وفق اية تصورات؟!
هذا مثال فحسب .ناهيك عن ان منظمات المجتمع المدني تتبنى القوميات و االديان و الطوائف الن تركيبتها و اسسها .بنيتها
القانونية و السياسية ،هو "تعدد الثقافات" وهو قانون رجعي حتى النخاع في الديمقراطيات الغربية ،لتفرقة البشر و خصوصا
الطبقة العاملة و المحرومة على اساس الهويات القومية والدينية ،والطائفية ،والعرق ،والجنس ،و هذه حركتها ،الديمقراطية.
وهي اي الديمقراطية ،كحركة برجوازية عامة روح المجتمع المدني ،الذي يتأسس عليها منظمات المجتمع المدني .إن عنوان
"تعدد الثقافات" عنوان لضرب اتحاد الطبقة العاملة ،عنوان لوضع عراقيل امام تطور و نمو و نهوض الحركة العمالية.
قانون رجعي تمارسه البرجوازية ،في سبيل تحقيق ما يطلبه من تراكم الراسمال ،في سبيل خفض اجور الطبقة العاملة و
فرض التراجع عليها.
األطروحة العاشرة:
الحركات السياسية ،هي بالضرورة حركات اجتماعية .و لكل الحركات االجتماعية و الطبقية في كل الظروف
قادتها .جميع الحركات التي تظهر خارج إطار الحركة العمالية ،كحركات سياسية و يبرزون تأريخهم ،هي
حركات برجوازية ،تبرز و تنمو و بأشكال مختلفة و في ظل ظروف مختلفة ،وفق مقتضيات الطبقة
البرجوازية .ال توجد حركة سياسية "مستقلة" .و من يفكر بوجود حركات مستقلة ،يخالف واقع الصراع
الطبقي و تحليله .كل الحركات "الربيع العربي" و"الثورة البرتقالية" و "الملونة "عبر ثالثين السنة
الماضية كانت حركات سياسية برجوازية .ليست لديها اي عالقة ال من قريب و ال من بعيد ،حتى ب"الثورة
السياسية" لصالح الجماهير .تمتلك كل تلك الحركات و بأشكال مختلفة قيادة سياسية لها ،بشكل حزب او
بدون حزب ،قيادة معروفة و بارزة او قيادة عن البعد (بمعنى ال يظهر شخص ما او طرف ما ،كقائد لهذه
الحركة او تلك ،اال وكان أفقها السياسي و اساليبها النضالية تتحرك في فضاء الحركات والقوى البرجوازية
و في ذات دائرتها الحلزونية ،بالتالي لديها صاحبها) .كل الثورات الربيع العربي ،و الحركات و االنتفاضات
التي حصلت اخيرا في السودان و الجزائر و العراق ،كحركات سياسية" ،ليس كحركات مطلبية ،و هذه
حركة مختلفة تماما" ال تتعدى هذا االطار.
" إن الثورة ال النقد هو القوة المحركة للتأريخ" هكذا قاال لنا ماركس و انجلز في االيديولوجية األلمانية/ص .50لكن اي
ثورة؟! ثورتهما ،اي ثورة الطبقة العاملة و هما يقصدان بلحمها و دمها .و إن الكتلة الثورية او الحركة الثورية او المادة
الثورية هي بصورة عامة او "من الجهة االولى القوى المنتجة القائمة ،و من الجهة الثانية تشكل كتلة ثورية تثور ال ضد
شروط خاصة للمجتمع المنصرم فحسب("....المصدر نفسه /خط التاكيد عندنا) .نحن امام حقبة جديدة من الثورات
و االنتفاضات ،نقصد بالثورات ،ثورات الطبقة العاملة ،ألنه ليس امامها غير الثورة بدون حزب او مع حزبها .هنا نحن
و البشرية جمعاء امام مشكلة و لكن لها حلها ،مشكلة كبيرة و عائق كبير امام تطورها و امام تثويرها لألوضاع الراهنة،
مشكلة التحزب الطبقي و بناء و تنظيم و تحرر ذاتها .كتلة الثورة الراهنة عالمية و تشكل التأريخ العالمي .عليه "وألنه يولد
من جهة واحدة لدى جميع األمم بصورة متواقتة ظاهرة الكتلة-المحرومة من الملكية (-المزاحمة العمومية) ،و يجعل من بعد
كل أمة رهنا ً بثورات األمم االخرى .و قد وضع أخيرا ً البشر العموميين تجريبياً ،الذين يحيون التأريخ العالمي ،مكان األفراد
الذين يحيون على صعيد المحلي ( "...المصدر نفسه ص /43خطا التاكيد عندنا).
نحن امام ظاهرة عالمية جديدة مقارنة بحقبة ماركس او لينين أو حتى نهاية قرن العشرين بصورة عامة .نحن نعيش في
عالم معولم ،في عالم مجتمعاتها ليست متشابكة و متداخلة و منخرطة مع بعضها البعض ،و لقوى انتاجها سقف مشترك
واحد فحسب بل اصبحت ثوراتها و تحركاتها النضالية مرهونة ببعضها البعض .في اي بلد كان الثورة تبدأ في عصبها او في
المكان الذي لقوى الثورية اقتدار ،مثل موسكو و سان بترسبورك في روسيا .اليوم اصبح العالم بأجمعه بلداً واحداً ،نتيجة
لتطور القوى المنتجة الى تشكيل التاريخ العالمي الفعلي و ليس النظري .شرحنا بعض التطورات في هذا المجال انفة الذكر،
و ال نريد تكرارها .تطور القوى المنتجة عالميا ،يعني تطور كتلة ثورية عالمية ،و يعني تطور البروليتاريا بمثابة طبقة عالمية
فعلية ،ينخرط في إنتاج و عالقات إنتاجية مباشرة و غير مباشرة .هذه العالقات اصبحت عائق امام تطورها .هذا من جهة،
و من جهة ثانية؛ ان الفعل الثوري في بلد ما و خصوصا تلك التي لديها مكانة اقتصادية مؤثرة في العالم ،سيؤثر على تثوير
باقي البلدان الن البلد المعني اصبح مدينة ضمن عالم واحد و موحد .هل هذا يعني ان الثورة العمالية في بلد ما سيؤثر على
العالم اجمع ،اي كافة البلدان في العالم؟! .القصد ليس كذلك ،بل سيؤثر على البلدان التي تربطه به وشائج كبيرة ومؤثرة،
ولدى طبقة عاملة في تلك البلدان عالقات نضالية مشتركة .المعيار هنا ،هو موقع البلد الذي يثور فيه طبقة عاملة ،من ناحية
اقتصادية و على صعيد العالمي .أذا نأخذ امريكا او الصين في المرحلة الراهنة ،فأن الثورة فيهما سيؤثر على العالم اجمع
بدرجات متفاوتة .هذه العملية بإمكاننا ان نسميها "زحف الثورة" .هذه المقدمة تساعدنا على شرح االطروحة العاشرة بصورة
ادق.
قبل التمعن في حالة الثورات ،على مثقفي البروليتاريا وطليعي الطبقة العاملة ان يتمعنوا بدقة عن ماهية الحركات االجتماعية،
و هي كلها حركات سياسية .و كل حركة سياسية هي حركة اجتماعية ال محالة .الحركات االجتماعية ،مبنية على اسس و
آفاق معينة و واضحة في كل مرحلة من مراحل تطورها ،إنها حركة طبقية معينة و ألهداف معينة .ربما شعاراتها ،و قادتها
تتغير و لكن ماهية و محتوى الحركة ليس بإمكانها ان يتغير الى حركة أخرى مغايرة .الحركات مبينة على تقاليد و اليات
نضالية لطبقة و حركة معينة " .ثورات الربيع العربي و االنتفاضة االخيرة في العراق والسودان والجزائر لبنان" كلها حركات
بورجوازية لصالح حركة معينة في إطار طبقة بورجوازية .حين نقول هذه الحركة بورجوازية ،نقصدها كحركة سياسية.
بطبيعة الحال ليس بإمكان حركات بورجوازية ان تقود انتفاضات "وثورات" بدون التركيز و اإلسناد على مطالب شعبية ،ألنه
ليس لديها ان تقدم غير اإليهام و التضليل ،ليس بإمكانها ان تقدم اي إصالح واقعي في حياة الطبقة البروليتاريا .عليه ترتكز
على مطالب المرفوعة من قبل العمال و الجماهير ،في بداية تحركاتها لجلب ما يمكن جلبها من الجماهير المحرومة .الجماهير
المحرومة ،تشارك في هذا المسعى ،اوالً؛ إلنه تم إيهامها و تضليلها عبر االعالم و المفكرون و المثقفون البرجوازيون ،و
ثانيا؛ ألنها تعتقد إنها حركة لتحقيق المطالب التي تريدها .العملية السياسية هذه تقترن المحورين في الواحدة ،لغرض ستر
و إخفاء المطالب الواقعية لجماهير المشاركة ،و هذا ما تم في كل "الثورات الربيع العربي ،و االن في العراق" .حيث ان
الجماهير شاركت الى حد ما بوفرة ،في الميادين المختلفة ،لمطالبة بتوفير العمل و الضمان البطالة و عدد من المطالب
االخرى في بداية حركة االحتجاجية المطلبية .و كانت في البداية حركة مطلبية واضحة و مطالبها واضحة جداً .كحركة مطلبية،
على الشيوعية أن تتدخل و أن تنخرط فيها بكل قوتها .لكن حينما تتحول الى السياسية بساعات او بأيام قليلة و تطلب انتخابات
مبكرة و"الكل يعني الكل على قول اللبنانيين "و تغير" المفوضية العليا المستقلة لالنتخابات" و تغير "الحكومة" ...ومنذ ايام
االولى اي منذ بدايات اكتوبر لسنة ،20١9حينذاك نحن امام مسائل و حركات اخرى و ليس حركة مطلبية جماهيرية .بل
نحن امام حركة سياسية واعية لنشاطها و لديها اهدافها الخاصة بالتحديد .و اليوم نحن نرى ان الجماهير في العراق ،ربما
يحضر في الساحات و لكن بدون ان يدرك ماهية الحركة التي يشارك بها .البرجوازية تسخر تلك الحركات المطلبية الى
حركاتها السياسية ،اوال؛ لصالح حركة سياسية برجوازية بعينها و هنا في العراق لصالح القوى التي تدير المصالح االمريكية،
مقارنة بالمصالح اإليرانية ،و الوقوف بوجه طموحات الصين العالمية ،و ثانيا :لصالح الطبقة البرجوازية بصورة عامة،
ألنها حركة أو انتفاضة ،تفشّل مساعي الجماهير المحرومة من أجل تحسين امورها المعاشية او نضالية .عليه بصورة عامة
هذه الحركات من الثورة المصرية الى "العراقية !!" ال تشكل عبئا ً ثقيالً على البرجوازية كطبقة.
ليس هناك حركة مغايرة للبورجوازية غير حركة البروليتاريا .هناك حركات للبورجوازية الصغيرة بالتأكيد ،و لكن ألنها حركة
قلقة بين الطبقتين ،تأخذها البرجوازية ،بطبيعة الحال ،نظرا لغياب الحركة العمالية على صعيد السياسي في هذه المرحلة .و
اآلن ندقق في التقاليد النضالية و القيادية لهذه الحركات .في المصر كانت هناك شائعات إن السوشيال ميديا هي التي تقود
التظاهرات و بعد ذلك الثورة .لكن من يدقق في حالة مصر يرى و بدقة ان التيار اإلسالمي هو الذي بدأ في السوشيال ميديا و
باقتدار عن طريق تحويل مسائل بسيطة و آنية الى تغير الحكم "والثورة !" بدعم أمريكي و شركة جوجل و كان الفيس بوك
نشرتها ،اليوم نرى نتائجها .حيث تراجعت مصر من كل النواحي .الثورة ربما تفشل بسبب انعدام توازن القوى بين الطرفين
و لكن لديها إرث غني ألجيال و ليس لجيل الحالي فحسب ،مثل ما نرى و لحد اآلن حول الثورة اإليرانية في سنة .١979
حين نرى مصر و تونس نراهما بالعكس ،الحالة لم تتطور الى االمام بل تراجعت الى مديات ابعد من ما قبل الثورة على كافة
األصعدة .من حيث مكانة الطبقة العاملة و تنظيماتها الجماهيرية ،نقاباتها و اتحاداتها ،حجم تظاهراتها و إضراباتها ،أجورها
و الخدمات االجتماعية ،موقع المرأة في المجتمع الخ كلها تراجعت ،في مصر و تونس .و بدون اي أثر فعلي للثورة .و
بدون تحقيق اي مطلب من مطاليب الجماهير التي رفعت عبر االحتجاجات الجماهيرية و الثورة الربيعية أكلتها؛ مطالب من
قبيل؛ ايجاد فرص العمل أو ضمان البطالة او حرية التنظيم.
اما بخصوص التقليد النضالي او االسلوب النضالي لهذه الحركات "الثورية" ،التجمع في الميادين المعروفة .ميدان التحرير
و ساحة التحرير والحبوبي ....الخ .و االعتصام فيها ألسابيع او ألشهر ،اي البقاء فيها عبر الخيم او من دونها .هذا األسلوب
الذي أصبح تقليداً في عموم العالم العربي و لكردستان العراق ايضاً ،حيث لدينا شباط .20١١هذا األسلوب النضالي ،أسلوب
الذين ليس لديهم عوائل حتى تعيلهم ،وليس لديهم اطفال ملزمين بهم (عيشهم و مصاريفهم) ،او ربما من المتقاعدين أو
العاطلين عن العمل .كل هذه الفئات المختلفة على رغم من اهميتها ال يعطلون العمل االنتاجي ،و ليسوا جزءا من القوى
المنتجة الفعلية .ربما يكونون جزء الذي يشمل العاطلين عن العمل و هم جزء من الطبقة البروليتاريا .أن األسلوب النضالي
لطبقة العاملة هو االضراب على مر التأريخ ،وهو سالحها االقوى ،ليس الن االضراب سالح قوي بصورة عامة ،بل الن
االضراب العمالي يوقف االنتاج و يوقف دوران التبادل و التجارة و ما الى ذلك .و ألن االضراب في مكان العمل او خارجا ً في
الساحة كنوع من االعتصام العمالي او في شكل تظاهرات ،يقلل من ربح الرأسمال و بالتالي يحسبه البرجوازية و حكامها
تهديدا كبيرا ً لها .أن افراد الطبقة العاملة ليس بإمكانهم ان يبقوا في الشوارع والساحات لشهور عديدة ،دون اين يكون لديهم
رؤية طبقية ماركسية او عمالية واضحة ،و حينذاك يثور العمال في كل مكان ،في مكان العمل و المحالت ،في مؤسسات
الخدمية و االمنية و في المصانع و الساحات و الميادين ،و ليس في الميادين فقط .في حالة االنتفاضة في العراق ،ليس
بإمكانها ان تبقى في الشوارع و لمدة اكثر من ستة أشهر – إذا كنا نحسب فترة حجر الصحي بسبب وباء كورونا -ألنها
مغايرة مع طبيعة عملها .و العمال يعملون ،بدونه ال يستطيعون ان يعيشون هم و عوائلهم .عليه ليس بإمكانهم ان يمارسون
هذا التقليد .مثل أعمال فدائية جيفارائية ،اي االسلوب الفدائي في القرى و الجبال .الن هذا االسلوب ايضا منافي ألسلوب عمل
الطبقة العاملة و نضالها المتحد .ليس بإمكان العامل أن يخرج من المدينة و يخرج من مؤسسته او مصنعه و يذهب الى
الجبال للنضال ،النضال الشيوعي ال يبدأ من القرى أبداً .على هذا االساس ان الشيوعية بصورة مباشرة و بدون مقدمات
نضالية و بدون مقدمات ثورية ،ال تبدأ من الميادين .بل قبل الميادين ،تبدأ من مكان العمل و المعيشة ،ويرى فوران الثورة من
هناك.
العمال بصورة غريزية يدركون إن هذه الحركات ليس حركتهم الطبقية و في حالة العراق صحيحة أيضا .عليه ال يشكلون
جزء منها ،على الرغم من مشاركات طفيفة و بصورة مؤقتة و كدعم لها ،هنا وهناك من البصرة او الناصرية او في الميادين
والساحات بصورة فردية .لكن كحركة عمالية ال يشاركون فيها ،و هذا مثبت تاريخيا .هذه الحركات ربما ليس لديها قيادة
واضحة ،مثل بدايات الثورة التونسية و المصرية ولكن على رغم من ذلك ان االطار السياسي العام معروف جداً .واضحة جدا ً
عبر قضيتين اساسيتين اوال :مقدمات تلك الحركات ،اي ماضي هذه الحركة كحركة سياسية "وليس مطلبية" و اساليب
نضالها ،ثانيا :المطالب و الشعارات التي ترفع في إطار هذه الحركة .عبر هذين المحورين؛ اي عبر عملها ،نعرف ماهية هذه
الحركة ،وعبر ذلك ندرك قيادتها .و نتعرف عليها عاجالً او آجالً .حالة مصر واضحة جداً ،كيف أُديرت هذه الحركة و عبر
اي منبر ،منذ البداية ،اما نتيجتها فهي واضحة كالشمس .اما في العراق فلقد شرحنا في اعاله االطار العام للمطالبات
السياسية ،و هي معروفة و معلومة لدى القاصي و الداني في العراق ،ان تلك المطالبات لديها قادتها و احزابها وقواها الدولية
التي تقف ورائها منذ بداية اكتوبر سنة .20١9هي سياسة تغير "الحكومة!" .خصوصا ان منظمات المجتمع المدني نشطة
فيها جداً ،تأخذها في إطارها و هي في إطارها أصالً ،نقابة المحاميين في السودان و مصر ،نقابة المعلمين في العراق للمثال
فحسب .ان هذه الحركات تقودها حركة بورجوازية معينة ،ليبرالية او إسالمية او اسالمية ليبرالية ،او قومية ليبرالية او
قومية-إسالمية او مختلط بين الحالتين في العراق مثال.
شيوعية ماركس ،شيوعية واضحة ،تمتلك برنامج و إستراتيجية سياسية و عملية وكذلك برنامج عمل
يومي شيوعي واضح .االستراتيجية الشيوعية مسألة فورية و ملحة للحزب الشيوعي الماركسي ،و وفق
اسس و اوضاع النضال الطبقي و توازن القوى بين العامل و البرجوازي ،سواء كان على الصعيد المحلي
او العالمي .و في أية مرحلة ما ،تشكل ترويكا "التحريض و الدعاية و التنظيم" المحتوى الرئيسي لنضال
العمالي و الشيوعي .و وفق كل مرحلة من المراحل النشاط ،تحدد وظائف و اليات عمل مختلفة ،في اية
منطقة او بلد ما .الشيوعية العمالية و تياراتها المختلفة في العراق يعملون و بصورة مستمرة ،كراكبي
لألحداث التي تخلقها البرجوازية .و إن كل تأريخ الشيوعية العمالية في العراق خالل 30سنة الماضية،
هو هكذا .و إذا كانت مضطرة لكتابة إستراتيجيتها الشيوعية ،تبقى بمثابة وثيقة غير مقروءة و غير قابلة
للتطبيق .المسألة الرئيسية هي انها ال تمثل و ال تمتلك القوة الطبقية ،و ليست بإمكانها ان تكون .و لم
تتمكن ان تورث التقليد الطبقي ،و ال تدرك وظائف اخرى غير"االكسيونية" ،فبدونها عاطلة عن الوظائف.
األطروحة الحادي عشر ،اطروحة معروفة او يجب ان تكون .الطبقة العاملة و حركتها ال ينخرطان بصورة مستمرة و
متواصلة ،بدون ان يدركوا إن رؤية هذه الحركة واضحة و لمصلحتها ،من هنا ايضا ،و من هذه الزاوية ايضا ان الشيوعية
هي حركتها .ثبتت هذه االطروحة منذ ثورة كومونة ،حيث بعدها تغلبت رآية ماركس على باقي الرآيات االخرى في صفوف
الطبقة العاملة .وفق هذه النظرة ،إن الطبقة العاملة و حركتها السياسية ،ستتلقى التنظيم الحزبي في إطارها العملي و ليس
النظرية فحسب ،بل يتعداها الى العمل اليومي .من هنا الشيوعية تتطابق مع الحركة العمالية المنظمة .شرحنا هذا االمر اعاله
بصورة مسهبة .الحركة العمالية كطبقة أخذت راية ماركس و طبقتها في نشاطها اليومي و السياسي ،و بعد ان جربتها ،و
خصوصا بعد الثورة في كومونة ،وصلت اليها و احتضنتها.
هذه الحركة اي شيوعية ماركس كانت جزء من حركة عمالية او تيار طليعيا ً فيها و قادت ثورة اكتوبر في روسيا .اليوم و
في هذه المرحلة علينا ،على مثقفي البروليتاريا ،ان تعيد هذا البريق الى رآية ماركس ،بشكل الذي تؤهلها الى احتضانها
اجتماعيا ً من قبل الحركة العمالية ،شرحنا هذا األمر بإسهاب في فقرات أعاله .نشرح و نقول وفق هذا التصور ،الشيوعية
مطابقة لحركة العمالية المنظمة الواعية طبقياً .هذا يعني ان اهداف الحركة واضحة ،و استراتيجيتها العملية واضحة بشكلها
العمومي ،و نشاطها و اساليبها ،ضوابطها او نظام حركتها ،عالقات الداخلية بين قادتها ،كلها واضحة ،واضحة الننا امام
شئ ملموس و واقعي وليس شيء نحس به أو نتأمله فقط .بل نراه بصورة ملموسة ورمحسوسة .ندرك اقتدارها في هذه
المرحلة ،و نعرف توازن القوى االجتماعية في هذه المرحلة ،و نعرف مستوى وعيها الطبقي ،لقادتها و لدعاتها و خطباءها،
ندرك جيدا ً غيابها في ميدان السياسية و الصراع على السلطة السياسية .و نعرف أيضا ً ضعفها في التنظيم ذاتها بمواجهة
البرجوازية في صراعها اليومي ،ندرك عدم دقة في شعاراتها و مطالبها ،و نعرف قلة التضامن الطبقي بين قطاعات مختلفة
منها ،و اخيرا نعرف ضعفها األممي بدرجات غير مسبوقة .كل هذه المسائل ندركها جيداً .وفق هذا الواقع و على اساسه
نقول؛ إن حركتها تعني " إلغاء الملكية الخاصة" و هذه هي الشيوعية ،و شيوعية ماركس بالتحديد .تخطط عمليا ً و طبعا ً
وفق نظريتها الثورية؛ شيوعية ماركس ،رآية ماركس.
الحركة العمالية الواعية لطبقتها ،لذاتها ،يخطط ان يناضل بصورة يومية و في خضمه تناضل في تنظيم ذاتها طبقيا ً و كقوة
طبقية لظفر بالسلطة السياسية ،كمقدمة إللغاء الملكية الخاصة .وفق هذا النهج تكون حركة ,للحركة العمالية لها لذاتها ,و
لتحرير البشرية جمعاء .عليه ال تركض وراء االحداث و ال تهزها االحداث التي تخلقها البرجوازية ،و ال تزيح نفسها عن
سكتها ،بل تواكب التطورات و تنتهز الفرص لصالح مشروعها و تطلعاتها و اهدافها .في هذه المرحلة بالتحديد ،تتمعن و
تتريث مثل ما نراها امام أعيوننا ،ألنها ليس مستعدة لنهوض بحركتها السياسية و ينقصها راية ماركس على شكلها المعاصر.
كما اكدنا ان هذه الرؤية تتطبق في هذه المرحلة و وفق هذه االستراتيجية العامة -يجب ان يكتب استراتيجية بدقة .-بدقة تعني
ان ندرك الحالة الراهنة لطبقتنا ،و هنا يطلب من مثقفي البروليتاريا التأكيد و التركيز و التمركز على ثالثية "النضال النظري،
و الدعائي و التنظيمي" ليس بإمكان فصل هذه الثالثية عن بعضهما البعض في هذه المرحلة ،و الطبقة العاملة غير مستعدة،
من الناحية الفكرية و السياسية و التحزب .تتفرع الثالثية هذه الى اقسام مختلفة ،و بالتحديد من ناحية العملية التركيز على
ا لنضال اليومي لحركة العمالية و الحضور فيه ،و رفع إستعداد النظري و السياسي و التنظيمي لجزء الطليعي من الطبقة
العاملة .و هكذا تنقسم كل اقسام هذه المهمات الى تفرعات مختلفة ،ال مجال لشرحها هنا.
على هذا األساس ان معركة و نضال الطبقة ضد الطبقة البرجوازية و الذي هو بصورة يومية و في كل لحظة ،يكون الشغل
الشاغل لطبقة العاملة .تلك الطبقة التي يستوجب إسقاطها سياسياً .إذن كل تفكير و كل عمل و كل نشاط لصالح هذه المعركة
و لهذا اليوم ،يوم النزول ،يوم الثورة .عليه لدى الطبقة العاملة و طليعتها و مثقفيها ،جبل من االعمال و تراكم من االعمال
التي لم ينجزها التأريخ .العمل اليومي التحريضي في صفوف طبقتنا للنضال اليومي و في سبيل اصالحات معيشية و سياسية،
و هذا مركز لتقوية الشيوعية و رفع استعدادات سياسية و نظرية و تنظيمية .العمل من اجل توضيح امور يومية من الشعارات
و تنظيم اضرابات و تجم عات ،و مطالب و مناورات تكتيكية يومية مع ادارة الشركة او مؤسسة او الدولة....هذا جزء من
النشاط و يبقى التنظيم؛ كيف تنظم ذاتها؟! تنظيم ذاتها على مستوى الشركات العالمية الكبرى او على صعيد الحرفي او على
صعيد قطاعات تكنولوجية محلية؟! طليعي الحركة العمالية يفكرون ،كيف يديرون االضراب او االحتجاج وباي شكل؟! وكيف
تنظمون طليعي الطبقة في حلقات ماركسية او عمالية و على اية شكل ،بصورة علنية او سرية او شبه علنية؟! كيف يشكلون
لجان عمالية في مكان عملهم؟! وكيف لنا ان نجيب على قضايا العصر التي خلقتها البرجوازية و أصبحت عائقا امام التطور
التنظيمي و السياسي لطبقتنا؟! .كل هذه المسائل و اخرى كثيرة يفكر فيها طليعي الطبقة العاملة و مثقفيها .عليه لديهم عمل
متواصل في كل لحظة و بصورة مستمرة و متواصلة و دائمة لغاية "الغاء الملكية الخاصة" .وفق هذا المنهج ،ليس امامها
وقت لصرفه للركض وراء ا الحداث ،و ليس لديها وقت آلكسيونات التي ال مصلحة لها فيها .بطبيعة الحال ان االضراب ،و
التظاهرة العمالية ،و التجمعات العمالية ،اعتصامات و حتى ارسال وفود التضامنية ،كلها تعتبر عمل اكسيوني ،و لكن ليست
اكسونية -اكسيونيزم -ألنها كلها اعمال من اعمال الطبقة العاملة و من حركتها الشيوعية الرائدة ،و وفق مصلحة طبقية
واضحة ،و وفق خطة مدروسة واضحة ،و كجزء من عمل متواصل في اطار تحقيق اهدافها .عمل مدروس و ليس في
سبيل هللا!! ،و ليس ألنها ال تعرف أعمال اخرى ،و ليس ألنه عاطل عن النشاط بدونها .بل بالعكس في سبيل تقوية و تنظيم
نضالها و تحسين امور معيشتها ,بصورة مستمرة.
ان الطبقة العاملة في العراق و كردستان في المرحلة الراهنة ،محرومة من حزبها الطبقي ،حزب ماركسي
ثوري جسور ،مثبتة اقدامه داخل صفوف الجزء الطليعي من الطبقة العاملة .و الن الثورة البروليتارية لن
تتحقق بدون حزبها الطبقي ،لذلك كان هدفنا كمنظمة" االتجاه الماركسي المعاصر" او اية خطوة تنظيمية
اخرى في المستقبل ،هو إيجاد الحزب الطبقي للعمال .نحن كاتجاه ماركسي معاصر ،نكون جزءا ً نشطا ً من
اجل ايجاد هكذا حزب ،الذي يعكس في بدايته تقاليد تقدمية للحركة العمالية ،ليس على صعيد البيان الشيوعي
فحسب بل على صعيد النشاط العملي ايضا .في الوقت ذاتها ،مستعدين لعمل مشترك ،مع أطراف و منظمات
و تيارات السياسية ،التي لديها االتجاه ذاته ،على رغم وجود اراء و تصورات سياسية مختلفة من عدمه.
وفق ما جاء من االطروحات و الشروحات اعاله ،نصل الى االطروحة االخيرة ،في بداية من عمل اتجاهنا" االتجاه الماركسي
المعاصر" .الفقرة االخيرة ،لكن مفروضة مهمة في هذا العصر ،العصر الذي يتميز بالالحزبية ،يتميز بتميع التحزب الطبقي،
يتميز بكراهية عميقة ضد االحزاب البرجوازية الحاكمة و غيرها في أرجاء معمورة .نحن نؤكد ،ان بنيان الحزب الشيوعي
الماركسي ،و وفق ما جاء في اطروحاتنا ،ينبثق من حالة الطبقة العاملة ،و نضاالتها المستمرة .ينبثق من تالحم بين مثقفي
بروليتاريا و طليعي الطبقة العاملة .ان كل ما جاء في أطروحاتنا من االفكار و السياسات و التوجهات و اساليب عمل مختلفة
و مطروحة ،بدون هذه الفقرة ال تساوي شيئا ً عمليا لخدمة الطبقة العاملة .حيث الطبقة العاملة و حركتها ليس بإمكانهما ان
يتجاوز الرأسمالية و عالقات انتاجه و بناء مجتمع خال من الملكية الخاصة ،بدون تنظيم ،و بالتحديد بدون تحزبها الطبقي.
التحزب هذا و في هذه المرحلة و في بلد المعين ،يستوجب التالحم بين مثقفي البروليتاريا و طليعي الطبقة العاملة .على
مثقفي البروليتاريا ،تثوير حال الطبقة بأفكار و سياسات و نظريات ثورية ماركسية معاصرة ،وليس استنساخ او إعادة نشر
كتاباتهم -وهذا أيضا ً – ضرورية و لكن ليست محورية .معيارنا هنا عملي و ملموس في اطار الحركة العمالية .حين نقول
تثوير السياسي و الفكري و التنظيمي في هذه المرحلة ،نعني بها عمليا و نتحقق من مصداقيته بشكل موضوعي ،ليتسنى
لنا ،تحقيق تثوير الجزء الطليعي ،بصورة ملموسة ،و ليس وفق قياسات مختلفة .ما هي عوائق امام التحزب الطبقي في
العراق؟! ماهي عوائق امام التنظيم الطبقي في كردستان؟!هل يستوجب بناء الحزبين في العراق و في كردستان ،او بناء
حزب عراقي واحد و موحد؟! ماهي القضايا السياسية الساخنة التي يستوجب على مثقفي البروليتاريا ،االجابة عليها ،ليس
من ناحية السياسية بل قبل ذلك من ناحية النظرية و الفكرية .ماهي اشكاليات التنظيم الطبقي في العراق ،مثل النقابات او
االتحادات على صعيد العمل اليومي و عالقتها بالثورة العمالية؟! ما هو التنظيم االولي لطبقة العاملة في العراق أو في
كردستان؟! هل نبدأ بلجان الشيوعية مثالً؟! او هل نبدأ بخاليا عمالية ،او لجان عمالية او معملية؟! هل هذه تفسيرات مختلفة
لتقليد واحد ،او ال؟! ماهي الحركات السياسية التي تشكل عائقا إجتماعيا امام تطور و تنظيم الطبقة العاملة؟! من هم مفكريها
و من هم قادتها؟! .و على صعيد العملي تنظيم طليعي العمال ،وفق ما يناسبهم من أشكال مختلفة ،في هذه المرحلة .محاوالت
نضالية لتوثيق العالقة التضامنية و االممية بين عمال مختلف البلدان ،و خصوصا في الشرق االوسط ،أو في مكان نجد فيه
ارضية مناسبة....هذه المسائل و اخرى مهمة ،تجري فيها نقاشات على قدم وساق .لكن ليس نقاشات سرية ،و ال مكتبية ،و
ال حتى ضمن اطار التيار اليسار و الشيوعي الموجود ،بل في خضم الصراع الطبقي .نقاشاتنا و صراعنا النظري رماح ،او
هكذا يجب ان يكون ،بوجه البرجوازية كطبقة و كحركات سياسية مختلفة و كسلطة سياسية .شغلنا و عملنا االصلي و
الرئيسي ،بعد هذه االطروحات ،و هي اطروحات في سبيل نقد التأريخ بطبيعة الحال هو تأريخنا و نعتز ونفتخر به على رغم
كل الصعوبات و المشاكل التي واجهناها في اطار هذه المسيرة الطويلة ،بمعنى ان هذه االطروحات و تحليلها لنقد التأريخ و
لتجاوزها و الذهاب على السكة او الطريق الطبقي الصحيح .و هذا يستوجب التحقق العملي الملموس و ليس اي معيار اخر.
و اخيرا ً " االتجاه الماركسي المعاصر" قلبه و عقله مفتوح الى أعلى درجات اإلنفتاح ،لكل الذين يشتركون معنا في مسعى
بناء الحزب الشيوعي الماركسي ،و على رغم اية خالفات سياسية و فكرية ،ان نواجه هذه المهمة و هذا الهدف النبيل،
بصورة مشتركة ،او وفق ما نتفق عليه في اطار جدل سياسي راقي و واضح.
2020.5.20
الهوامش
•رابط االطروحات :نقد التاريخ ،لبناء تاريخ جديد خطوة نحو بناء حزب ماركسي
•الحزب الشيوعي العمالي العراقي؛ .تأسس الحزب الشيوعي العمالي العراقي في 2١.7.١993بعد
التدخل المباشر من قبل الحزب الشيوعي العمالي االيراني و الرفيق منصور حكمت بصورة فعلية بعد ان اقتنعت
قيادات المنظمات الشيوعية حينذاك -التيار الشيوعي ،نظرة العامل ،اتحاد النضال الشيوعي وعصبة تحرير الطبقة
العاملة -بدمج منظماتهم في الحزب ،حيث أُعلن الحزب ،بتوقيع عشرة من الرفاق القياديين في تلك الفترة .على
اساس الرسالة التي بعثها الرفيق منصور حكمت .اندمج مع الحزب عدد من الحلقات و المحافل التي كانت خارج
اطر تلك التنظيمات الثالثة.
•فراكسيون او كتلة الشيوعية العمالية :كتلة شيوعية عمالية ،تاسست في ١.8.١990داخل صفوف
الحزب الشيوعي"كمونيست" االيراني .و كانت الكتلة بقيادة منصور حكمت ،ايرج اذرين ،رضا مقدم و كورش
مدرسي .كانت الحرب على العراق و تعميق الصراعات الداخلية حول الحرب الخليج ،دفع بكتلة الشيوعية العمالية،
الى اعالن انفصالهم عن الحزب .حيث اعلنوا تاسيس الحزب الشيوعي العمالي االيراني في 30.١١.١99١بتوقيع
الرفاق االربعة ،الذين شكلوا قيادة الكتلة.
•تأسس الحزب الشيوعي"كمونيست" االيراني 2.9.١983 :المكون الرئيسي حزب" کۆمهله" عصبة
الثورية لكادحين في كردستان و إتحاد النضال الشيوعي بقيادة منصور حكمت و تيارات من منظمات مختلفة منها
منظمة" بيكار" -النضال من اجل حرية الطبقة العاملة.