Professional Documents
Culture Documents
شكر وعرفان
اهداء
أ -خ مقدمة
المبحث األول :مفهوم العرف.
09 المطلب األول :تعريف العرف وتمييزه عما يشبهه.
09 فرع :/تعريف العرف.
09 أوال :تعريف العرف لغة.
10 ثانيا :تعريف العرف في االصطالح الشرعي.
11 ثالثا :تعريف العرف في االصطالح القانوني.
12 فرع /تمييز العرف عما يشبهه.
12 أوال :الفرق بين العرف والعادة.
15 ثانيا :الفرق بين العرف والعمل.
16 ثالثا :الفرق بين العرف واإلجماع.
18 المطلب الثاني :خصائص العرف وأنواعه.
18 فرع /1خصائص العرف في القانون الجزائري.
19 فرع /2أنواع العرف.
19 أوال :أنواع العرف في الفقه اإلسالمي.
25 ثانيا :أنواع العرف في القانون الجزائري.
28 المطلب الثالث :شروط وأركان العرف.
28 فرع /1شروط العرف.
28 أوال :شروط العرف في الفقه اإلسالمي.
32 ثانيا :شروط العرف في القانون الجزائري.
34 فرع /2أركان العرف.
34 أوال :أركان العرف في الفقه اإلسالمي.
35 ثانيا :أركان العرف في القانون الجزائري.
المبحث الثاني :حجية العرف في الفقه اإلسالمي والقانون الجزائري.
39 المطلب األول :حجية العرف في الفقه اإلسالمي.
39 فرع /1حجية العرف في القرآن والسنة واإلجماع.
42 فرع /2نماذج تطبيقية للعرف في الفقه اإلسالمي.
44 المطلب الثاني :حجية العرف في القانون الجزائري.
44 فرع /1حجية العرف في الفقه القانوني
48 فرع /2نماذج تطبيقية في القانون الجزائري.
المبحث الثالث :أوجه الشبه واالختالف للعرف بين الفقه اإلسالمي والقانون الجزائري.
53 المطلب :1أوجه الشبه.
54 المطلب :2أوجه االختالف.
57 خاتمة.
60 قائمة المصادر والمراجع
مقدمة
مقدمة
مقدمة:
إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ،ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من
يهد اهلل فال مضل له ،ومن يضلل فال هادي له ،وأشهد أن ال إله إال اهلل وأن محمد عبده
ورسوله ،أما بعد:
يكتسي العرف في الشريعة اإلسالمية والقانون الجزائري أهمية بالغة فهو مصدر
من مصادرها ويستدل بعض الفقهاء لقوله تعالى ﴿خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن
الجاهلين﴾ [األعراف ، ]199 /وهو يعتبر من أقدم مصادر التشريع اإلنساني النابع من
اإلرادة الجماعية ،إذ أن البشرية بدأت بالعادات واألعراف جعلت الشريعة يحتكم إليها،
وكما نعلم أن مصادر اإلسالم القرآن والسنة وهي المصادر األصلية أما المصادر التبعية
فتفرعت منها اإلجماع والقياس واالستحسان والعرف ..إلخ ،وألن من مظاهر يسر الشريعة
واحاطتها بالمكلفين أنها راعت أعراف الناس فأقرت الصالح منها وألغت الفاسد من تلك
العادات.
وال يزال العرف إلى يومنا هذا من أهم المصادر القانون ( المادة 1/2من ق.م.ج)
ومع ذلك لم يعد العرف في القانون الجزائري كافيا لتنظيم سلوك األشخاص وعالقاتهم في
المجتمع الحديث ولم يعد محدود الحجم كالمجتمعات البدائية وانما تنوعت العالقات مما
زاد تدخل الدولة في شؤونه ،ولكن يبقى العرف كمصدر احتياطي له أي يأتي في المرتبة
الثالثة بعد التشريع بالنسبة للمشرع الجزائري ،وعلى ضوء هذه األهمية يتعين على المجتهد
مراعاته في تشريعه وعلى القاضي مراعاته في قضائه ،ولهذا أردنا باختيارنا موضوع
العرف الوقوف على هذا األصل العظيم وقدرته على مواكبة تطور مجتمعات عبر كل
زمان ومكان.
أوال :إشكالية البحث:
نظر أل همية موضوع العرف فإن الباحثين عمدوا على دراسته ،لكونه دليال مستقال
ا
أم ال ،ونظرة األصوليين إليه ورجال القانون الجزائري ،ومدى تطبيقه باعتباره مصدر تبعي
أ
مقدمة
في الفقه اإلسالمي ومصدر االحتياطي الثاني بعد الشريعة اإلسالمية في القانون
الجزائري ،ويندرج تحت هذه اإلشكالية تساؤالت عددنا منها:
-1ما المقصود بالعرف وما مدى حجيته في الفقه اإلسالمي والقانون الجزائري؟
ومصدر احتياطيا في
ا مصدر تبعيا في الفقه اإلسالمي
ا -2وما هو دور العرف باعتباره
القانون؟
ثانيا :أهمية الموضوع:
ليس من أهمية البحث التعريف بالعرف وبيان مشروعيته أو ذكر أنواعه وأراء
العلماء ،فإن ذلك ال يجعل للبحث من قيمة علمية جديدة ،وانما أهميته بيان الوظائف
التي يؤديها العرف في الحياة العامة وقدرته على مواكبة تطور المجتمعات عبر كل زمان
ومكان في ظل ما يسود المجتمع م ن أعراف قد تكون صحيحة أو فاسدة ثابتة أو متغيرة
بتغير األزمنة واألمكنة ،فما يرى في زمن ما عرف فاسد ،يعتبر في زمن غيره صحيحا،
ذلك أن سلوك الفرد قد يكون مفيدا في ظل ظروف معينة .وقد يكون ضا ار في ظل
ظروف أخرى لذلك فالشارع لم يأت بأحكام ثابتة تضبط هذه السلوكيات ،وانما اكتفى
بوضع مبادئ تشريعية عامة ،مهمتها درئ المفاسد وجلب المصالح.
والشريعة تركت باب االجتهاد مفتوحا لألمة لتقديم مصالح المجتمع والناس جمعة
لدرء المفاسد وجلب المنافع ،وفق العادات واألعراف التي تحكم الناس.
ومن المتفق عليه أن القاعدة القانونية تعتبر مقاسا لحاجة المجتمع وتنظيم سلوك
الفرد ،لكن البد من تطور هذه القاعدة القانونية ،وعلى القاضي االجتهاد فيها وفق أوضاع
المجتمع الجزائري وما يحكمه من أعراف وعادات جزائرية وفق قوانين عرفية مضبوطة
تراعي أحوال المجتمع وتتماشى مع متطلبات وحاجيات األفراد ،لهذا يجب أن تكون مبنية
على أعراف صحيحة ال تخالف الشريعة اإلسالمية واال أصبحت عديمة الفائدة.
ب
مقدمة
ت
مقدمة
ث
مقدمة
-المدخل للعلوم القانونية ،عمار بوضياف ،وهي عبارة عن كتاب يتناول العلوم القانوية
الجزائرية ،والذي يالحظ عليه عدم تطرقه للمقارنة بين العرف بين الفقه اإلسالمي والقانون
الجزائري.
-مدخل الى العلوم القانونية ،لمحمد سعيد جعفور ،وقد فصل في المسائل حجية العرف
في القانون ،والذي يالحظ عليه عدم تطرقه للمقارنة.
-دروس في المدخل للعلوم القانونية (النظرية العامة للقانون في الجزائري) ،نادية فضيل،
وقد فصلت في المسائل متعلقة بالعرف وخاصة الخصائص العرف في القانون الجزائري
وي الحظ عليها عدم تطرقها الى المقارنة بل تناولت مجال العرف كمصدر احتياطي في
القانون الجزائري.
ورغم اطالعنا على الكثير من المصادر والمراجع في القانون الجزائري ،اال اننا لم نعثر
على دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون الجزائري في مصدر من اهم المصادر وهو
العرف.
سادسا :صعوبات البحث:
-ما من شك أن كل بحث علمي تتخلله صعوبات وهي تتخلله صعوبات وهي تختلف
من باحث إلى آخر ،ومن الصعوبات التي وجهناها في انجاز هذا البحث والتي تم
تجاوزها بفضل اهلل وتوفيقه منها:
* صعوبة تحميل بعض الكتب القانونية وبعض نماذج أو مذكرات المشهورة عن العرف
كانت أكثرها تتمثل في شراء الكتب عبر المتجر اإللكتروني.
* ضيق الوقت مع البرنامج الدراسي.
ج
مقدمة
خ
المبحث األول
مفهوم العرف
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
- 1وهبة زحيلي .أصول الفقه اإلسالمي ،دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر ،دمشق ،ط1986 :1م،
ص .828
- 2ابن فارس ،مقاييس اللغة ،تحقيق عبد السالم هارون ،دار الفكر ،لبنان1979 ،م ،ص.281
- 3ابن منظور ،لسان العرب ،دار الكتاب العلمية ،لبنان( ،د.ت) ،م .2899 / 9
- 4ابن فارس ،مجمل الغة ،باب العين والراء وما يشابهها(،د.ت) ،ص.513
9
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
* أما المجازي:
]سورة -وتطلق على نتائج الشيء متصال ببعض ،لقوله تعالي﴿ :والمرسالت عرفا﴾
المرسالت /آية .[1وهي الرياح المرسالت يتبع بعضها البعض وقيال هي مالئكة.
ثانيا :تعريف العرف في االصطالح الشرعي:
-وأما معنى العرف بحسب االصطالح فقد قيلت فيه تعريفات متعددة في جميع كتب
األصول الفقه المتداولة لهذا الموضوع بالدراسة والتحليل إال أن معظمها يتفق على تعريف
واحد وسنتطرق إلى قليلها:
-1تعريف شيخ عبد الوهاب خالف (ت 1357ه) :العرف هو ما تعارفه الناس وساروا
عليه من قول أو فعل أو ترك.1
-2تعريف الشيخ محمد أبو زهرة (ت 1394ه) :ما اعتاده الناس في معامالتهم
واستقامت عليه أمورهم.2
-3د .وهبة الزحيلي :ما اعتاده الناس ،وساروا عليه من كل فعل شاع بينهم ،او لفظ
تعارفوا إطالقه ،على معنى خاص ال تألفه اللغة وال يتبادر غيره عند سماعه وهو بمعنى
العادة الجماعية ،3يقصد به :أن من شروط العرف هو االستمرار.
-ويمكن القول أن التعريف المختار هو :العرف :هو كل قول أو معنى أو فعل استقرت
عليه نفوس جمهور القوم وشهدت له عقولهم ،وتلفته الطبائع السلمية بالقول مما ال ترده
الشريعة.
-وهذا تعريف يشترط التكرار وأن يكون العرف صحيح ،وال يعارض أي نص شرعي
بالكتاب أو السنة ويحقق مصالح الناس.
- 1عبد الوهاب خالف ،علم أصول الفقه ،مكتبة الدعوة اإلسالمية ،شباب األزهر 1375 ،ه،
ص.89
- 2محمد أبو زهرة ،أصول الفقه ،دار الفكر العربي ،مصر( ،د.ت) ،ص.273
- 3وهبة الزحيلي ،أصول الفقه اإلسالمي ،دار الفكر ،دمشق ،ط1406 ،1هـ ،ص.828
10
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
- 1المادة األولى من القانون المدني الجزائري الصادر بأمر رقم 58-75لسنة 1975م.
- 2عباس صراف ،المدخل إلى علم القانون ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،ط2008 :1م،
ص.47
- 3محمد حسين قاسم ،مبادئ القانون ،الدار الجامعية( ،د.ب)1998 ،م ،ص.202
- 4حسن كير ،المدخل إلى القانون ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،ط1993 :6م ،ص.272
11
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
(قال األستاذ عبد الوهاب خالف (رحمه اهلل تعالى) معب ار عن هذا االتجاه
" العرف والعادة في لسان شرعيين لفضا مترادفان معناهما واحد.1
والشاطبي عبر في كتابه الموافقات على أن العوائد والعادات عما يسمى في االصطالح
بالعرف مما يدل على أن العرف والعادة بمعنى واحد.2
* االتجاه الثاني:
-إن العرف مخصوص بالقول والعادة مخصوصة بالفعل أي العرف عملي.
وقد نقد أبو سنة هذا االتجاه بقولين" وهذا القصد ال معنى له ،ألن الفقهاء من السلف
والخلف أجروا العادة في األقوال واألفعال معا".3
-وعلى هذا الرأي المنتقد تكون النسبة بين العادة والعرف العموم والخصوص والعرف
أعم.
*االتجاه الثالث:
-إن العادة أعمر من العرف ألن العادة تشمل :العادة الناشئة عن عامل طبيعي والعادة
الفردية وعادة الجمهور التي هي العرف.
وعليه :تكون النسبة بين العادة والعرف العموم والخصوص المطلق ،ألن العادة أعم مطلقا
وأبدا والعرف أخص إذ هو عادة مقيدة فكل عرف هو عادة.
وليت كل عادة عرف ألن العادة قد تكون فردية أو مشتركة.4
- 1عبد الوهاب خالف ،علم أصول الفقه ،مكتبة الدعوى اإلسالمية ،القاهرة ،ص .502
- 2فاديغا موسى ،أصول فقه اإلمام مالك وأدلته العقلية ،دار التدمرية ،الرياض2007 ،م ،ص.490
- 3أبو سنة ،العرف والعادة في رأي الفقهاء ،مطبعة األزهر ،القاهرة1947 ،م ،ص.11
- 4أحمد فهمي مصطفى الزرقا ،المدخل الفهمي العام ،مطابع األلف باء األديب ،دمشق ،ص،7
1968م ،ص.743
13
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
14
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
القواعد التي تنشأ عن مضي الناس عليها يتوارثونها خلفا عن سلف بشرط أن يكون لها
جزاء قانوني كالتشريع سواء بسواء".1
ثانيا :الفرق بين العمل والعرف:
-1تعريف العمل:
-فيكون مفهوم العمل عند اإلمام مالك ":وهذا األمر هو الذي أدركت عليه الناس وأهل
العلم ببلدنا ،وعرفه بعض المعاصرين بقوله" ما اتفق عليه العلماء والفضالء بالمدنية كلهم
أو أكثرهم في زمن مخصوص ،سواء أكان سنده نقال أو اجتهادا".2
-2الفرق بين العمل والعرف:
-ومما تقدم تبين أن الفرق بين العرف والعمل في أمرين:
-1أن العمل خاص بالعلماء وبخالف العرف فإنه يشمل عامة الناس العلماء وغيرهم.
-2إن العمل خاص بالترجيح في المسائل المختلفة فيها بخالف العرف فهو اعم وأشمل
من ذلك بمقتضى اختالف وتنوع حوائج الناس.
ويظهر أيضا أن العرف والعمل قد يتداخالن بأن يكون باعث العمل الفتوى أو الحكم بها
عرف جار به أو إطراء التزام العمل وشيوع العمول به حتى يصير عرفا.3
- 1عالل الفاسي ،مقاصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء،
ط1991 :1م ،ص.156
- 2مشعل بن حمود بن نافع النفيعي ،المسائل الفقهية المبينة على العرف عند شيخ اإلسالم ابن
تيمية (دراسة تأملية تطبيقية موازية) ،رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في الفقه ،المملكة العربية
السعودية1436 ،ه ،ص.79
- 3عادل بن عبد القادر محمد علي قوته ،العرف وحجته في فقه المعامالت المالية عند الحنابلة،
السعودية ،ط1997 :1م ،ج ،1ص.121
15
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
- 1القيومي ،المصباح المنير ،المكتبة العلمية ،لبنان( ،د ت) ،ص.109
- 2وهبة الزحيلي ،الوجيز في أصول الفقه ،دار الفكر للنشر ،دمشق1986 ،م ،ج ،1ص.46
- 3محمد األمين الشنقيطي ،مذكرة في أصول الفقه ،دار اإلنقاذ ،اإلسكندرية ،القاهرة( ،د ت) ،ص
.169
16
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
-ينعقد باتفاق غالب األمة -ال ينعقد إال باتفاق جميع االنعقاد
على أمر من األمور سواء مجتهدي األمة دون غيرهم.
كان فيهم مجتهدون أم ال.
ال يؤثر فيه شذوذ طائفة عن ال ينعقد عند مخالفة أحد المخالفة
المجتهدين العمل به.
اتفاق بمجرد ال يتحقق إال بعد استمرار يتحقق التحقق
والدوام عليه ،حتى يقع المجتهدين على أمر دون
حاجة لتكريره. التواطؤ عليه والعمل به
من الجائر أن يكون فاسدا ال يكون فاسدا أو باطال الفساد
بأن يتعارف الناس على ما متى تحقق ألنه مبني أساسا
هو مخالف لنصوص الشرع على دليل شرعي.
أو مقاصده :كالتبرج والنذور
وتعاطي الربا
ال إلزام فيه ما لم يكن متى ما تحقق فهو ملزم اإللزام
مستندا إلى دليل شرعي وحجة قطعية على حكم ما
أجمع عليه. معتد به من نص أو إجماع
محله وسنده والباعث عليه البد أن يكون له مستند في المستند
وتحقيق األدلة الشرعية الناس+ حوائج
الحرج والرفع مصالحهم
عنهم
يتغير بتغير العرف وال يكون ال مجال لتغيير أو تبديله الحكم
حجة على من بعد عصر ملزما إال من تعارفوا عليه
المجتمعين.
17
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
- 1نادية فضيل ،دروس في المدخل للعلوم القانونية( ،النظرية العامة للقانون في القانون الجزائري)،
ديوان المطبوعات الجامعية ،الساحة المركزية الجزائرية ،ص.1999
- 2أحمد سي علي ،مدخل للعلوم القانونية(النظرية العامة للقانون وتطبيقاتها في القوانين الجزائرية)،
دار األكاديمية للطبع ،الجزائر ،2012 ،ص.115
18
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
)7إن العرف قابل للتطور وفقا لتطور الظروف االجتماعية واالقتصادية فهو يتطور
بتطور المجتمع ويزول إذا زالت الحاجة التي أدت إلى ظهوره.
)8يوافق إرادة الجماعة أيضا باعتباره يصدر عنهما وينشأ في ضمير الجماعة.
-فهو قانون أكثر شعبية من التشريع ألن مصدره الشعب ،بينما التشريع يصدر من
السلطة فيوافق إرادتها فقط وقد سبق القول بأن القوانين إذا صدرت بهذا الشكل لن تستمر
طويال.1
فرع :2أنواع العرف.
أوال :أنواع العرف في الفقه اإلسالمي:
-قسم الفقهاء العرف إلى أقسام متعددة وبحسب االعتبارات التي ينظر فيها نذكر منها:
-1باعتبار سببه ومتعلقه:
أ -العرف القولي:
-وهو أن يتبع بين الناس بعض األلفاظ أو التراكيب في معنى معين ،بحيث ال يتبادر
عند سماعه غيره بال قرينة أو عالقة عقلية.2
ومثال ذلك:
* كاستخدامهم لفظ ولد في الذكر مع انه يشمل ذكر واألنثى كما في قوله تعالى﴿
يوصيكم اهلل في أوالدكم﴾[سورة النساء /آية .]11فإن اآلية دالة على استعمال في ذكر واألنثى
بخالف العرف فإنه يدل على ذكر.
* وذكر لفظ الدابة فإن العرف استعملها في ذات القوائم األربعة من الحيوانات مع أن
اللفظ في األصل وضعه لكل ما يدب على األرض.
- 1علي فياللي ،مقدمة في القانون ،طبع بالمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ،وحدة الرغاية،
الجزائر2010 ،م ،ص.130
- 2ابن عابدين ،نشر العرف في بناء بعض أحكام على العرف( ،د ب)1976 ،م ،ج ،2ص-114
.115
19
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
* وكذا إطالق لفظ لحم على غير السمك مع أن القرآن صرح بأنه لحم لقوله تعالى ﴿وهو
الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا﴾ [سورة النحل ،آية .]14
ب -العرف العملي (الفعلي):
-وعرفه مصطفى الزرقاء بقوله ":هو اعتياد الناس على شيء من األفعال العادية
والمعامالت المدنية ،1وعليه فالعرف العملي هو ما تعارف عليه الناس في أفعالهم دون
أقوالهم.2
-وقد مثل الزرقاء بأمثلة معاصرة عديدة منها :اعتياد الناس تعطيل بعض أيام األسبوع
عن العمل -وكذا اعتيادهم في بعض األماكن أكل نوع خاص من اللحوم :كالضأن
والمعز والبقر كالبيع بالتعاطي في أشياء كثيرة ( المعاطاة).
-والعرف بنوعيه العملي والقولي قد يكون عاما إذا شاع وفشى في جميع البالد
اإلسالمية وسار عليه الجميع فيها وقد يكون خاصا إذا شاع في قطر أو بين أرباب حرفة
معينة.
-فمن العرف العملي الخاص :كتعارف التجار على اعتبار الدفاتر التي تقيد بها الديون
هي حجة في إثبات تلك الديون.3
-ومن العرف القولي العام من حلف ال يضع قدمه في دار فالن فهو العرف العلم بمعنى
القول سواء دخلها ماشيا أو راكبا ،ومن العرف القولي الخاص األلفاظ التي اصطلح عليها
- 1مصطفى الزرقاء ،المدخل الفقهي العام ،مطابع ألف واألديب ،دمشق ،ط1968 ،7م ،ص
.876
- 2عبد اهلل بن عبد المحسن التركي ،أصول مذهب اإلمام أحمد ،مؤسسة رسالة( ،د ب) ،ط:2
1990م ،ص.585
- 3وهبة زحيلي ،أصول الفقه اإلسالمي ،دار الفكر ،دمشق ،ط1986 :1م ،ج ،2ص.830
20
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
أصول العلوم وأصحاب العرف والضائعات التي يريدون بها عند إطالقها معاني
االصطالحية دون معانيها اللغوية.1
-2باعتبار ما يصدر عنه :وينقسم إلى قسمين:
أ -العرف العام:
-هو أن يكون العرف منتش ار في جميع البالد بين جميع الناس أو غالبيتهم في مختلف
العصور 2واألمثلة على ذلك كثيرة منها:
* تعارف الناس على دخول الحمام من غير تحديد زمان المكث ،والماء المستعمل
واألجرة.
* تعارف الناس على عقد االستصناع ،3وتعارف على دخول المساجد باألحذية تحقيرها.4
* وأن اإلناء يعاد إذا أهدى فيها الطعام ،وأن السلة ال تعاد إذا قدم فيها الفواكه.5
ب -العرف الخاص:
-هو ما يقابل العرف العام ،وهو ما لم يتعامله أهل البالد جميعا ،6بل يكون تعارفه
مخصوصا ببلد أو مكان دون آخر ،أو بين فئة من الناس دون األخرى.7
- 1عبد الكريم زيدان ،الوجيز في أصول الفقه ،مؤسسة الرسالة ،دمشق ،ط2011 ،2م ،ص-201
.202
- 2هيفة سليمان جمادة ،العرف وأثره في حقوق الزوج في الفقه اإلسالمي( ،د ط) ،غزة2014 ،م،
ص.08
- 3أبو زهرة ،أصول الفقه ،دار الفكر العربي1958 ،م ،ص.275
- 4أبو سنة ،العرف والعادة ،مطبعة األزهر ،القاهرة1997 ،م ،ص.19
- 5عبد العزيز الخياط ،نظرية العرف ،مكتبة األقصى ،عمان1398 ،هـ ،ص.33
- 6صالح معوض ،أثر العرف في التشريع اإلسالمي ،دار الكتاب الجامعي ،القاهرة( ،د ن)،
ص.140
- 7عادل بن عبد القادر بن محمد علي ،العرف وحجته وأثره في فقه المعامالت المالية عند الحنابلة
(دراسة نظرية تأصلية تطبيقية) مكتبة مكة ،السعودية ،ط1997 ،1م ،ص.262
21
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
-وهذا النوع من العرف له صورة كثيرة ال تعد وال تحصى وهو متجدد ألنه بدور مع
مصالح الناس وتسهيل أمورهم ورفع الحرج عنهم كما ينظم في هذا النوع السلوك التي
تتصل بآداب اللباقة وأصول المعاشرة.1
* ومن األمثلة:
-عرف التجار فيها يعد عيبا يرد به المبيع –كإطالق دابة" على الحمار عند أهل مصر،
وعلى الفرس عند أهل العراق".
-3باعتبار حكمه الشرعي:
-ويمكن تقييم العرف باعتبار موافقته أو مخالفته لقواعد الشريعة ونصوصها إلى قسمين:
أ -العرف الصحيح:
-هو ما تعارفه الناس ولم يخالف النص الشرعي وال اإلجماع أو يفوق المصلحة ويجلب
مفسدة سواء كان قوال أو فعال.2
-كما تعارفه بعض البلدان بأن يبعث الرجل إلى المرأة التي يريد أن يتزوجها شيئا من
الحلي يكون عنوانا تأكيدا عمليا على موافقة الرجل من المرأة.
-وكتعارفهم على أن يقدمه الخاطب لخطيبته من ثياب وحلي وقالئد ونحوها بعد هدية
وليس له دخل في المهر.3
- 1محمد تقي الحكيم ،األصول العامة للفقه المقارن ،مؤسسة آل البيت عليهم السالم للطباعة
والنشر( ،د ب)1979 ،م ،ص.421
- 2عبد العزيز خياط ،نظرية العرف ،مكتبة األقصى ،عمان 1398 ،هــ ،ص.38
- 3مصطفى سعيد حسن ،الكافي الوافي في أصول الفقه ،مؤسسة الرسالة ،لبنان ،ط2000 :2م،
ص.215
22
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
حكمه:
-العرف الصحيح مقبول في التشريع والقضاء واالجتهاد ألنه ال يخالف أحكام الشريعة
وال يصادم أصال من أصولها لذا قال العلماء" العادة شريعة محكمة" و " الثابت بالعرف
ثابت بالنص".
-والدليل على األخذ بالعرف الصحيح :هو أنه يالءم حاجات ويدفع الحرج والمشقة عنهم
واال وقع الناس في الضيق والحرج ،وقد راعت الشريعة بعض األعراف العربية التي ال
تصادم مبادئها وقواعدها العامة.
* كإيجاب الدية في القتل الخطأ على األقارب ( األقارب العصاة) – وتقديم الكفاءة في
الزواج – ومراعاة القرابة الحصبة في الوالية واإلرث – وما حلف ال بأكل لحم فأكل سمك
ال يخش بناءا على العرف.1
ب -العرف الفاسد:
-هو ما تعارفه الناس وكان مخالفا ألدلة الشرع ،2يعارض دليال شرعيا ويبطل الواجب أو
يحل الحرام ،3فهو يعتبر المناقض لقواعد الشريعة وأصولها ومبادئها وأحكامها الثابتة التي
ال تتغير.4
-كتعارف أكل الربا والتعامل مع المصاريف الربوية بالفائدة واختالط النساء بالرجال في
الحفالت العامة وتقديم المسكرات في الضيافة ،والرقص في األفراح ،وترك الصالة أثناء
الحفالت العامة.5
- 1عبد الوهاب خالف ،علم أصول الفقه ومصادر التشريع اإلسالمي ،دار الفكر العربي ،القاهرة،
1997م ،ص.85
- 2عبد الوهاب خالف ،نفس المرجع ،ص.99
- 4محمد مصطفى الشبلي ،أصول الفقه اإلسالمي ،الدار الجامعية ،بيروت1923 ،م ،ج،1
ص.328
- 5وهبة زحيلي ،أصول الفقه اإلسالمي ،دار الفكر ،دمشق1986 ،م ،ج ،1ص.830
23
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
حكمه:
-ال يعمل بالعرف الفاسد لمعارضة أدلة الشريعة وأحكامها ولهذا ال يعد قانونا أي عرف
يخالف الدستور أو النظام العام ،فال يسمح شرعا بالعقود الربوية وحرمان النساء من
الميراث لمصادمتها نصوص الشريعة لهذا يجب أال يلتف إليه ويجب محاربته والقضاء
عليه.
-إذا تعارف الناس عقدا من العقود الفاسدة أو عقد فيه غرر لخطر فال يكون لهذا العرف
أثر في إباحة هذا العقد ولهذا ال يعتبر في القوانين الوضعية عرفا يخالف الدستور أو
النظام العام وانما ينظر في مثل هذه العقود من جهة أخرى وهي هل أن هذا العقد من
ضروريات الناس وحاجاتهم يباح ،ألن الضروريات تبيح المحضورات والحاجات تنزل
منزلتها في هذا واذا لم يكن من ضرورياتهم وال من حاجاتهم يحكم ببطالنه وال عبرة
لجريان العرف له.1
-4باعتبار المصدر المنشئ له:
-وينقسم بهذا االعتبار إلى أن أعراف أقرها الشارع أو نفاها ،وأعراف ليست في نفيها أ
إثباتها دليل شرعي.
أ -أعراف أقرها الشارع أو نفاها:
-وبمعنى ذلك أن يكون الشرع أمر بها إيجابا أو ندبا أو نهى عنها كراهة أو تحريما أو
أذن فيها فعال أو شركا.2
ومن األمثلة :القصاص في قتل العمد ،وجعل الحية في الخطأ.
- 1عبد الوهاب خالف ،علم اول الفقه اإلسالمي ومصادر التشريع اإلسالمي ،دار الفكر العربي،
القاهرة1997،م ،ص .85
- 2الشاطبي ،الموافقات ،دار ابن عفان ،الرياض ،ط1997 :1م ،ج ،2ص.448
24
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
حكمه:
-ثابتة ال تتغير بتغير األزمات أو البيئات وال تؤخذ فيها آراء الناس مثل :القصاص –
قتل العمد ،ووحشية تتماشى مع ما وصل إليه المجمع من رقي فيجيب أن يحرم فقد
أصبحت بداللة النص فاألدلة الشرعية هي أحكام شرعية ال تبدل وال تتغير.
ب -أعراف ليس في نفيها أو إثباتها دليل شرعي:
-وهي أعراف لم يتعرض لها الدليل الشرعي بإثبات أو النفي وهي على ضريبين:1
-األول :ثابتة :ال تتغير بتغير األزمان واألماكن واألحوال ،ألنها عائدة إلى طبيعة
اإلنسان وفطرته التي جبل عليها :كشهوة الطعام والشراب والحزن والفرح.
-الثاني :متبدلة :تختلف باختالف األزمان واألماكن واألحوال فيكون مستقبحا في مكان
ومستحسنا في آخر.
مثال ذلك :كشف الرأس فهو قبيح في بالد مثل دول الخليج ومستحسن في أخرى ومنها
هيئات اللباس والسكن واألثاث والسرعة في األمور ونحو ذلك.
الفرع الثاني :أنواع العرف في القانون الجزائري
عرف العرف في القانون الجزائري نوعان من العرف هما:
أ) العرف المكمل للتشريع ولمبادئ الشريعة اإلسالمية:
وهو العرف الذي يقوم بتكملة ما أغفله الدستور من نقص ،فالعرف المكمل يضيف قواعد
قانونية جديدة للدستور المكتوب.2
إن المشرع الجزائري نص صراحة في المادة األولى من القانون المدني الجزائري على أنه
في حالة عدم وجود نص في التشريع يرجع لمبادئ الشريعة ،فإن لم يوجد فيرجع للعرف،
فإن لم يجد القاضي نصا في التشريع يتعين عليه أن يكمل ما في التشريع من نقص
- 1أبو سنة ،العرف والعادة ،مطبعة األزهر( ،د ب)1947 ،م ،ص.21
- 2ضيف اهلل عبد النور ،ملخص مقياس القانون الدستوري ،كلية الحقوق(،د ب)2019/2018 ،م،
ص.05
25
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
باالستعانة بالقواعد العرفية ،فالدور الذي يقوم به العرف هو تكميل التشريع (نقص
التشريع أي عدم وجود قاعدة تشريعية) وتوجد أعراف مكملة لمختلف فروع القانون
باستثناء القانون الجنائي ،فال يعد العرف مصد ار للقواعد.
إذ تنص المادة األولى من قانون العقوبات " ال جريمة وال عقوبة إال بنص"
أي إذا لم يجد القاضي الجنائي نصا يعاقب فإنه ال يمكنه الحكم عليه استنادا لمصادر
أخرى ،أما بالنسبة للفروع األخرى للقانون فيلعب العرف دور مكمل مهم جدا.
* في المجال القانوني المدني:
مثال نجد أ نه جرى العرف في البيع بالعربون على فقدان المشتري العربون الذي دفعه في
حالة عدوله عن الشراء.
* في المجال القانوني التجاري:
نجد أن الميدان الخصب للقواعد العرفية إذ للعرف أهمية خاصة في العالقات التجارية
وهذا نظ ار لتجدد مطالب الحياة التجارية وسرعتها وتنوعها وتطورها المستمر.
مثال :قاعدة افتراض المدنيين لدين واحد فيستطيع الدائن الرجوع على أي منهم ومطالبتهم
بالوفاء به.1
ب -العرف المساعد للتشريع:
هو الذي يهدف إلى تفسير النص من نصوص الدستور الغامضة فهؤالء يخلق قاعدة
دستورية جديدة ،بل هو بمثابة جزء من الدستور المدون.
-ويكون الرجوع إليه ليس بغرض سد النقص الوارد في التشريع وانما رغبة من المشرع
في إخضاع هذه المسائل للعرف لكونه أكثر مالئمة لضمير الجماعة فيستعين القاضي
بالعرف لتفسير إرادة المتعاقدين.
- 1شاللي رضا ،محاضرات في مقياس مدخل للعلوم القانونية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة زيان عاشور ،الجلفة ،2017/2016 ،ص.26
26
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
مثال:
المادة 111فقرة ( )02من القانون المدني الجزائري:
إذا كان هناك محل لتأويل العقد فيجب البحث عن النية المشتركة للمتعاقدين دون الوقوف
عند المعنى الحرفي لأللفاظ ،مع االستهداء في ذلك بطبيعة التعامل وبما ينبغي أن يتوافر
من أمانة بين المتعاقدين وفقا للعرف الجاري في المعامالت.
-إذن في حالة البحث عن النية المشتركة ألطراف العقد وبهدف الوقوف على الرابطة
العقدية على حقيقتها (الرابطة الفعلية) فإن المشرع رسم للقاضي الخط لتفسير العالقات
التي يحوم حولها غموض بشأن تكييفها من هنا يتعذر على القاضي تطبيق التشريع إذا لم
يستعن بالعرف.
مثال:
المادة 488من القانون المدني الجزائري:
يضمن المؤجر للمستأجر جميع ما وجد بالعين المجرة من عيوب تحول دون
االنتفاع بها أو تنقص من هذا االنتفاع نقصا محسوسا لكن ال يضمن العيوب التي جرى
العرف بالتسامح فيها فحتى يعرف القاضي ما يجوز التسامح فيه من عيوب لحقت العين
المؤجرة ،وجب أن يستعين بالعرف ليحدد خاصة مسؤولية المؤجر.
-إن تطور ظروف المجتمع وعدم استقرار أساليب المعامالت على نمط واحد هي التي
دفعت المشرع أن يحدد للقاضي مصدر التلقي فيلزمه بإتباع ما تعارف عليه الناس بشأن
مسألة معينة يكون هو (المشرع) قد أحال بصددها وهذا مسلك يحمد المشرع عليه.1
-فدور العرف المساعدة للتشريع يبدو بار از من خالل النصوص التشريعية وهو ذو أهمية
قصوى إذ يصعب على المشرع إعطاء مفاهيم دقيقة ألمور تتغير بسرعة وفقا للظروف
والمعامالت.1
-المطلب الثالث :شروط وأركان العرف:
الفرع األول :شروط العرف:
أوال :شروط العرف في الفقه اإلسالمي:
-يشترط في العرف حتى يكون معتب ار عدة شروط ولهذا وضع الفقهاء للعرف شروطا
ليكون مؤشرا ،إذا تختلف أحدها أو اختل لم يضع تحكيم العرف ولم يكن صالحا لالعتداء
به أو البناء عليه وهي:
-1الشرط األول :أن يكون العرف مطردا ،غالبا:2
المقصود باضطراء :أن يعمل به جمع الحوادث من غير تخلف والمقصود بغلبته:
شيوعه بين أهله في أكثر الحوادث ،وقد عبر البعض عن هذا الشرط بالعموم ،3وعبر عنه
آخرون بالشيوع واالستقاضة بين جميع أهله ،4يقول ابن عابدين " اعلم أن كال من العرف
العام والخاص وانما يعتبر إذا كان شائعا بين أهله يعرفه جميعهم".5
-فإذا اضطر في بلد ما تقسيم المهر في النكاح إلى معجل ومؤجل في جميع حوادث
النكاح وكان غالبا بأن حصل في أكثر الحوادث ،فيعتبر ذلك حاكما فيها.6
- 1علي فياللي ،مقدمة في القانون ،دار موهم للنشر ،الجزائر2010 ،م ،ص.105
- 2عبد الرحمان بن أبي بكر ،أشباه ونظائر ،دار الكتب العلمية ،لبنان ،ط1990 :1م ،ص.92
- 3الشاطبي ،الموافقات ،دار ابن عفان ،السعودية ،ط1997 :1م ،ص.53
- 4أبو سنة فهمي ،العرف والعادة في رأي الفقهاء ،عرض نظرية في الفقه اإلسالمي ،مطبعة
األزهر( ،د ب) ،1947 ،ص.56
- 5ابن عابدين ،مجموعة رسائل ابن عابدين ،دار إحياء التراث العربي( ،د ت) ،ج(،2م.)132/2
- 6مصطفى أحمد ،المدخل الفقهي العام ،دار القلم ،دمشق ،ط1998 ،1م ،ص.874
28
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
-ويخرج بهذا الشرط العرف المضطرب يقول السيوطي رحمه اهلل ":إنما تعتبر العادة إذا
طردت فإذا اضطرت فال "1وقولهم أيضا ":إنما تعتبر العادة إذا أطردت أو غلبت".2
* ويخرج به أيضا العرف المشترك ،وهو أن يتساوى جريان العادة مع التخلف عنها ،فيعد
العرف عندها فاسدا ال يعتد به لتعارض العرفين فال يقيد أحدهما اآلخر وال يخصصه.
* وتجدر اإلشارة إلى أنه ال يلزم من اإلضطراء والغلبة أن يعم جميع البالد المسلمين ،بل
يكفي شيوعه بين أهل بلد واحد ،أو أهل حرفة واحدة ،ليثبت حكمه عليه.
ولهذا فإن العرف سواء كان عاما أو خاصا ،قوليا أو عمليا ،ال من تحكيمه ما دام شائعا
مطرءا ،أو غالبا على أعمال أو أقوال أهله ،فعقود االستضاع ال تتخلف وذلك بسبب
إطرادها.3
/2الشرط الثاني :أال يكون العرف مخالفا للنص الشرعي:
-يشترط في العرف أال يكون مخالفا للضرع فإذا ترتب على العمل بالعرف تعطيل نص
شرعي أو أصل قطعي فال يعمل بذلك العرف ،4ويعتبر عرفا فاسدا ،ومثال ذلك تعارف
الناس على كثير من المحرمات كالربا والخمر والميسر وكل محرم نصت عليه الشريعة.
-والعرف الذي ال يعد مخالفا ألدلة الشرع له حالتان:
* األولى:
-أن يكون مما ل يعارض الشرع أصال كتعارف الناس كثي ار من العوائد التجارية والخطط
السياسية واإلجراءات القضائية واألنظمة االجتماعية مما هو مالئم لطبيعة الشرع وتقتضيه
حوائج الناس ،وتدفع إليه ضرورة التدبير والإلستصالح.
* الثانية:
-أن يكون بين العرف وأدلة الشرع ظاهر تعارضي ،يمكن معه التوفيق بينهما بوجه من
أوجه التوفيق بينهما بوجه من أوجه التوفيق المعتبرة عند أهل العلم ،أو يمكن تنزيل النص
الشرعي على العرف ،بأن كان النص نفسه معلال بالعرف حينئذ مجال تأمله والبحث عن
اعتباره واالعتداء به.1
-3الشرط الثالث :أن يكون العرف قائما عند إنشاء التصرف:
-هو أن يكون العرف المراد تحكيمه موجودا معموال به وقت إنشاء هذا التصرف سواء
كان التصرف قوال أو فعال ،والتالي يخرج أمران:
-1ما إذا كان العرف طارئا على التصرف أو حادثا بعده.
-2ما إذا كان سابقا على التصرف وتغير قبل إنشائه ،فإنه يعمل على كل منهما.2
-فإن العرف المتجدد بعد أمر من أمور الناس ال اعتبار له " فالعرف الحاكم في أمر
بين الناس يجب أن يكون موجودا عند وجود هذا األمر ليصح حمله عليه ،وهذا احتراز
عن العرف الحادث فإنه ال عبرة له بالنسبة إلى الماضي وال يحكم فيه".3
-كما لو عقد رجل على امرأة قام بتعجيل بعض المهر وتأجيل بعضه ألن العرف شائع
وهو فاصل في مثل هذا يقضي العرف بعدم تأجيل ثم لو حصل نزاع بين الزوجين لسبب
أن العرف تغير إلى تعجيل بعضه وتأجيل بعضه اآلخر فإنه يحكم بالعرف الذي كان
وقت إنشاء العقد ،وهو تعجيل جمع المهر ،وال عبرة بالعرف الجديد.4
- 1مصطفى الزرقاء ،المدخل الفقهي العام ،مطابع ألف باء األديب ،دمشق ،ط1968 ،7م ،ص
.880
- 2أبو سنة ،مرجع سابق ،ص .66
- 3مصطفى أحمد الزرقاء ،المدخل الفقهي العام الفقه اإلسالمي في التوجه الجديد ،طبعة دار
الفكر ،بيروت( ،د ت) ،ج ،2ص.870
- 4أسعد كاشف الغطاء ،العرف حقيقته وحجيته ،النجف األشرف( ،د ب) 415 ،هـ ،ص.31
30
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
- 1محمد الزرقا ،شرع القواعد الفقهية ،دار القلم ،سوريا ،ط ،1989 :2ص .109
- 2مصطفى الزرقاء ،المدخل الفقهي العام ،مطبعة األلف باء األديب ،دمشق ،ط،1968 :7
ص.876
- 3العز ابن عبد السالم ،قواعد األحكام في مطالع األنام ،مكتبة األزهرية ،القاهرة( ،د ت)،
ص.186
- 4الطنطاوي ،أصول الفقه اإلسالمي( ،د ط) ( ،د ب) ،ط1990 :1م ،ص.313
31
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
- 1حبيب إبراهيم الخليلي ،المدخل للعلوم القانونية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ط:9
2008م ،ص.143
- 2شاهين إسماعيل ،المدخل لدراسة العلوم القانونية ،دار المطبوعات والنشر ،الجزائر2007 ،م،
ص.161/160
- 3مصطفى عرجاوي ،النظرية العامة للقانون ،المطبعة العربية الحديثة ،مصر ،ط1985 :1م،
ص.250
- 4أحمد بن علي ،مدخل العلوم القانونية ،دار هومة ،الجزائر2009 ،م.262 ،
32
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
- 1عمار بوضياف ،المدخل للعوم القانونية ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر ،ط2007 :3م ،ص
.171
- 2علي فياللي ،المدخل في القانون ،موفم للنشر ،الجزائر2010 ،م ،ص.251
- 3عبد الرحمان حمدي ،مبادئ القانون ،دار النشر ،مصر2003 ،م ،ص.96
- 4مصطفى عرجاوي ،النظرية العامة للقانون ،المطبعة العربية الحديثة ،مصر ،ط1985 :1م،
ص.251
33
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
العامة فيها ،والتالي مخالفة اآلداب العامة والنظام العام ال تصدق إال على العرف المحلي
أو المهني.1
الفرع :2أركان العرف.
أوال :أركان العرف في الفقه اإلسالمي:
من خالل بحثي في كتب الفقهاء المتقدمين لم أجد من يتكلم عن أركان العرف لكن بعض
الفقهاء المعاصرين من تطرق إلى أركان العرف وهم على مذهبين:
المذهب األول :غزو تقسيم األرك ان في الفقه إلى التقسيم الذي يعتمد عليه القانونيون ومن
وجود ركنين مادي ونفسي (معنوي) ،واستنبطوا ذلك من التعريف االصطالحي للعرف،
هو ما استقر في النفوس من جهة العقول وتلقته الطباع السلمية بالقبول ،2واضعين نصب
أعينهم أن التعريف األخير يتركز أساسا على السلوك وبالتالي يقسمونه إلى:
أ) ركن مادي :وهو اإلطراء والغلبة والمقصود باإلطراء أن يكون العمل بالعرف بين
المتعارف بينهم مستم ار في جميع الحوادث دون تخلف ،أما الغلبة فهو حصول العمل
بالعرف في أكثر الحوادث إال في حاالت استثنائية نتيجة ظروف معينة.
ب)ركن معنوي (نفسي) :وهو عنصر اإللزام ،أي شعور داخلي يؤدي بالناس إلى الشعور
أن هذا المسلك واجب اإلتباع وملزم ،فاستقرار العرف في النفوس معناه انه أصبح مسلكا
واجب اإلتباع ،واستنبطوا عنصر اإللزام ألنه لم يذكر صراحة من تعريفهم للعرف والعادة،
واشترط بعضهم أن يكون ملزما يتحتم العمل بمقتضاه في نظر الناس.3
- 1محمد سعيد جعفور ،مدخل إلى العلوم القانونية ،دار هومة ،الجزائر ،ط،2008 ،15
ص.176/175
- 2وهو تعريف الشيخ حافظ الدين النسقي ،المذكور في رسالة ابن عابدين ،نشر العرف في بناء
بعض األحكام على العرف -أنظر ابن عابدين مجموعة رسائل ابن عابدين ،الجزء ،02ص.114
- 3محمد محدة ،مختصر علم أصول الفقه ،دار الشهاب ،باتنة ،الجزائر( ،د ت) ،ص.293
34
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
المذهب الثاني :قسم أركان العرف إلى ثالثة أركان وهي المعتاد والمعتاد عليه واالعتياد.1
-المعتاد :هو الشخص في العادة الفردية أو الجمهور في العادة الجماعية.
-المعتاد عليه :هو محل االعتياد وهي األفعال المعتاد عليها واأللفاظ بمعناها العرفي
المتداولة في غير معناها اللغوي.
-االعتياد :هو تكرار الفعل والعمل والقول ،وذلك أن أي عمل أو لفظ عرفي ال يمكن
اعتباره عرفا إال إذا حصل تك ارره مرات عديدة.
وقد ذهب هذا المذهب إلى اعتبار األركان السابقة الذكر في الفقه ،دون التقيد باألمر
باألركان التي حددها رجال القانون العتقادهم أن عنصر اإللزام الذي يجعله فقهاء القانون
ركنا إنما هو أقرب للشرط من الركن ،ألن القوة الملزمة للعرف إذا كان فاسدا ال يمكن أن
تجعله يتفق مع روح الشريعة اإلسالمية وبالتالي ترفضه وال تعتد به.2
الفرع الثاني :أركان العرف في القانون الج ازئري.
-كما قلنا فإن العرف هو اعتياد الناس على سلوك معين واعتقادهم بأن هذا السلوك ملزم
من خالل هذا التعريف – يتضح أن للعرف ركنا األول هو االعتياد أو ما يعرف بالركن
المادي ،والثاني الشعور بااللتزام أو ما يعرف بالركن المعنوي.
أ -الركن المادي :االعتياد على سلوك معين.
-يقصد به اعتياد الناس على إتباع مجموعة من التصرفات التي تخص أمور حياتهم في
المجتمع ،3أو هو تكرار الناس لسلوك معين ،أي تكرار نفس السلوك من قبل الجماعة
عند توفر نفس الظروف القيام بهذا السلوك ،4ولتوفر هذا الركن يلزم تحقق شروط التالية:
- 1يعقوب بحسين ،القاعدة العامة المحكمة ،مكتبة الرشد ،الرياض ،ط2012 :2م ،ص.53
- 2يعقوب بحسين ،نفس المرجع ،ص .59
- 3شاللي رضا ،نفس المرجع ،ص.17
- 4محمد حسن قاسم ،مبادئ القانون ،المدخل إلى القانون االلتزامات ،دار الجامعة الجديدة،
اإلسكندرية2002 ،م ،ص.303
35
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
- 1توفيق حسن فرج ،المدخل للعلوم القانونية النظرية العامة للقانون النظري العامة للحق ،مؤسسة
مطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية1992 ،م ،ص.92
- 2سمير عبد السيد التناغي ،النظرية العامة للقانون ،منشأ المعارف ،اإلسكندرية ،مصر1984 ،م،
ص.430
- 3عمار بوضياف ،المدخل للعلوم القانونية النظرية العامة للقانون وتطبيقاتها في التشريع الجزائري،
دار الريحانة ،الجزائر ،ط2007 :2م ،ص.144
36
المبحث االول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمفهوم العرف
- 1همام محمد محمود ،المدخل إلى القانون نظرية القانون ،منشأ المعارف ،اإلسكندرية،2001 ،
ص.303
- 2شاللي رضا ،محاضرات في مقياس مدخل للعلوم القانونية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة زيان عاشور ،الجلفة ،2017/2016 ،ص.17
- 3الحاج طاس ،محاضرات قانون ،كلية الشريعة واالقتصاد ،جامعة األمير عبد القادر ،قسنطينة،
،2015/2014ص.25
- 4حسين الصغير ،النظرية العامة للقانون ببعديها الغربي والشرقي (دراسة مقارنة) ،ط ،1دار
المحمدية ،الجزائر ،2001 ،ص .122
- 5شاللي رضا ،نفس المرجع ،ص.17
37
المبحث الثاني
حجية العرف في الفقه
والقانون الجزائري
المبحث الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ حجية العرف في الفقه والقـانون الجزائري
- 1ابن نجيم ،األشباه والنضائر على مذهب حنفية النعمان ،دار الكتب العلمية ،لبنان ،ط:1
1986م ،ص.85
- 2ابن عابدين ،مج رسائل ابن عابدين ،دار إحياء التراث العرفي( ،د ت) ،ج.)115/2( ،2
- 3الشاطبي -الموافقات ،دار ابن عفان ،السعودية ،ط ،1997،1،ج ،1ص.493
- 4السيوطي ،األشباه والنظائر في قواعد وفروع فقه الشافعية ،المكتبة الشامية ،السعودية ،ط:2
،1997ص(.)149/1
- 5محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن علي الفتوحي ،شرح كوكب المنير ،مكتبة العبيكان ،الرياض،
،1993ج ،4ص.448
39
المبحث الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ حجية العرف في الفقه والقـانون الجزائري
-بعد ذكر بعض آراء العلماء في مختلف المذاهب فال بد أن يكون لما قالوه دليل
واستدلوا على حجية العرف بالقرآن والسنة واإلجماع نوجزها في ما يلي:
أوال :الكتاب العزيز:
-1قوله تعالى ﴿:خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين﴾ ] األعراف /اآلية
.[199فاآلية تفيد جواز األخذ بالعرف فيما لم يرد فيه دليل شرعي.
-2إن الشريعة تحيل في بعض أحكامها على العرف من ذلك قوله تعالى﴿ والوالدات
يرضعن أوالدهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود رزقهن وكسوتهن
بالمعروف﴾ ]البقرة /اآلية .]233
قال ابن جرير " ويعني بقوله" بالمعروف بما يجب لمثلها على مثله ،إذا كان اهلل تعالى
ذكره – علم تفاوت أحوال خلقه بالغني والفقير وان منهم الموسع والمقتر وبين ذلك ،فأمر
كال منهم أن ينفق على من لزمته نفقته من زوجته وولده على قدر مسيرته.
ثانيا :من السنة:
-1ما روته السيدة عائشة رضي اهلل عنها أن هند بنت عتبة قالت " يا رسول اهلل إن أبا
سفيان رجل شحيح فال يعطيني ما يكفيني وولدي إال ما أخذت من ماله وهو ال يعلم فقال
خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف" 1فجعل النبي صلى اهلل عليه وسلم العرف ضابطا
للواجب –النفقة -الذي لم يقع تحديده ال بالنص وال بحكم القاضي.
-2عمدة احتجاجهم من السنة ما ذكر من النبي صلى اهلل عليه وسلم فقال " :ما رآه
المسلمون حسنا فهو عند اهلل حسن".2
- 1رواه البخاري ،كتاب النفقات ،بيان إذا الرجل والمرأة أن تأخذ بدون علمه ما يكفيها وولدك
بالمعروف ر.ح ( )5364ومسلم في صحيحه ،كتاب األفضية ،باب قضية هند ح .ر
(.)1338/3()7
- 2السيد صالح عوض محمد ،أثر العرف في الشرع اإلسالمي ،نشر دار الكتاب الجامعي ،مصر
القاهرة1979 ،م ،ص.177
40
المبحث الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ حجية العرف في الفقه والقـانون الجزائري
إن ما اعتاده المسلمون وعرفوه واستحسنته عقولهم وتلقته نفوسهم بالقبول أنه حسن واذا
كان كذلك فهو عند اهلل حسن ،واذا كان كذلك فهو عند اهلل حسن ،أي أنه مقبول ومسلم
به شرعا.1
ثالثا :اإلجماع:
-1أخذ الفقهاء بالعرف وبناء األحكام الشرعية عليه في مختلف العصور ،وذلك باستقراء
فروع الشريعة اإلسالمية التي كانت موجودة قبل اإلسالم كبيع السلم والمضاربة ،وألغت
أعرافا كعقود الربا والغرر لفسادها ،فدل ذلك على اعتبار العرف الصحيح وطرح األعراف
الفاسدة ،وهذا دليل على صحة اعتبار العرف الن علم به ينزل منزلة اإلجماع السكوتي
فضال عن تصريح بعضهم به .وسكون اآلخرين عنه فيكون اعتباره حينئذ ثابتا باإلجماع.
قال شلبي" وقف أصحاب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم من بعد موقفه من العادات ثم
قال وبذلك يكون أصحاب رسول اهلل قد أكدوا بقاء اعتبار العرف الصالح فيها يجري بين
الناس ثم قال وعلى هذا المنهج سار الفقهاء والمجتهدين من بعدهم".2
-2إذا تعارفه الناس على أمم فدل ذلك أنه محقق لمصالحهم وملب حاجاتهم ،فإذا كان
غير مخالف للشرع وجب اعتباره ،ألن الشريعة جاءت لتحقيق مصالح العباد في معاشرهم
ومعامالتهم ،وثبت أن الشارع الحكيم راعى الصحيح من األعراف العرب في التشريع فال
يستغني عليها.
قال خالف" أما العرف الصحيح فتجب مراعاته في التشريع وفي القضاء ثم قال وألن
المقصود من التشريع تدبير شؤون الناس بما يكفل مصلحتهم والعدل بينهم وما دام عرفهم
- 1أحمد بن علي المباركي ،العرف وأثره في الشريعة والقانون ، ،الرياض ،المملكة العربية السعودية،
ط1993 ،2م ،ص.115
- 2محمد مصطفى شلبي ،أصول الفقه اإلسالمي ، ،دار الجامعة1983 ،م ،ج ،1ص.336
41
المبحث الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ حجية العرف في الفقه والقـانون الجزائري
جاريا على الفعل او الترك في تعاملهم ومتفقا ومصلحتهم وليس فيه معارضة الشرع فتجب
مراعاته وفي هذا العرف قال العلماء العادة شريعة محكمة والفرق في الشرع له اعتبار.1
-فالثابت العرف كالثابت بالنص – المعروف كالمشروط شرطا – الحقيقة تترك بداللة
االستعمال األداة.
الفرع الثاني :نماذج تطبيقية للعرف في الفقه اإلسالمي:
-عمل الفقهاء بمقتضى العرف في مسائل الفقه كثيرة منها:
-1أباح الشرع زمرة من العقود كعقود االستصناع واإلجارة وسلم والمعاطاة ،ودخول
الحمام من غير تقديم األجرة ومدة المكث ومقدار الماء المستعمل.
-2يجوز بيع الثمار والخضار على األشجار ،إذا ظهر بعضها دون البعض اآلخر
( البطيخ – التين -العنب -الباذنجان -اليقطين -الكوسا) ،2للتعامل به عرفا للضرورة مع
أن بعضها بيع لمعدوم ،لما روى ابن عباس أنه قال ":نهى رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم أن تباع ثمرة حتى تطعم وال تباع صوف على ظهر وال لبن في ضرع".
-3يجوز الشراء بعض الحاجات الشخصية أو المنزلية (الساعة -المذياع -الغسالة-
الثالجة) ومع ضمانة عدم العطب أو التكفل بإصالحها مدة معينة ،لتعارف الناس
واحتياجهم إلى ذلك.
-4أجاز العلماء باالتفاق االستئجار على تعليم اللغة واألدب والحساب والخط والفقه
والحديث ونحوها وبناء المساجد لتعارف الناس والحاجة أو الضرورية الداعية لذلك واال
تعطلت المصالح العامة.
-5تصافح الغرباء في حال تعارفهم على بعضهم كما في مجتمع الغربي حيث أنهم:
-ينحنون لبعضهم البعض في كل من :الصين – كوريا – اليابان.
- 1محمد تقي الحكيم ،أصول العامة للفقه المقارن ،ط ،1مطبعة دار األندلس ،بيروت،1963 ،
ص.375
- 2وهبة الزجلي ،الوجيز في أصول الفقه ،دار الفكر المعاصر ،لبنان ،ط ،1999 ،1ص.99
42
المبحث الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ حجية العرف في الفقه والقـانون الجزائري
- 1عمار بوضياف ،المدخل للعلوم القانونية ،جسور النشر والتوزيع ،الجزائر ،ط2007 :3م،
ص.173
- 2محمد سعيد جعفور ،مدخل إلى العلوم القانونية ،دار هومة ،الجزائر ،ط 2008 :15م ،ص
.185
- 3محمد حسين منصور ،نظرية القانون ،دار الجامعة الجديدة ،مصر2001 ،م ،ص.367
44
المبحث الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ حجية العرف في الفقه والقـانون الجزائري
مناقشة:
-حضيت هذه النظرية بالتأكيد في ظل نظام السوابق القضائية ،1المقرر في القانون
اإلنجليزي ،لكنها أثبتت عدم صحتها ،حيث ثبت أن بعض القواعد العرفية نشأت دون
الحاجة إلى تدخل القضاء كالقواعد العرفية المهنية.
وبالتالي فالقضاء ال ينشئ القواعد العرفية ألنها في األصل أسبق منه في الوجود ،بل
يطبقها ألنها ملزمة وموجودة في الواقع ،فمجرد التحقق من وجود العرف هو في األصل
اعتراف بوجوده والزاميته ،وبالتالي فالقضاء ال ينشئ العرف ،ولكن نثمن غالبا مجهودات
القضاء في التحقق وجود العرف ،وتطبيقه للفعل في القضايا المختلفة.2
* النظرية الرابعة :أساس القوة الملزمة للعرف الضرورة االجتماعية( القوة الذاتية):
-يذهب كثير من الفقهاء أن أساس القوة الملزمة للعرف ال تكمن في أي من النظريات
السابقة ،بل هي كامنة في قوة ذاتية للعرف ،حتمتها الضرورة االجتماعية للسير بمصالح
الناس عند انعدام التشريع في المجتمعات القديمة ،أو وجود نقص التشريع عند
المجتمعات الحديثة ،وكذلك االمتثال لضرورة احترام العادات والتقاليد حيث يشعر األفراد
بنزعة داخلية تسمى نزعة المحافظة على كل قديم والمواجهة بقوة لكل ما يط أر من جديد
3
ليغير من كيانها
- 1سعيد سعد عبد السالم ،المدخل في نظرية القانون ،جامعة المنوفية ،مصر ،ط،1
2003/2002م ،ص.225
- 2عمار بوضياف ،المدخل إلى العلوم القانونية ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر ،ط2007 :3م،
ص.172
- 3حبيب إبراهيم الغليلي ،المدخل للعلوم القانونية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ط:9
2008م ،ص.147
46
المبحث الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ حجية العرف في الفقه والقـانون الجزائري
مناقشة:
-انتقدت هذه النظرية أن االلتزام في حد ذاته علة وليس مصدرا ،فالعرف ملزم ألنه
ضروري لتنظيم حياة الناس ،فهذه الضرورة هي علة إلزام للقاعدة العرفية ،وليست مصد ار
لإللزام.1
* النظرية الخامسة :أساس القوة الملزمة للعرف من الناحية الرسمية اإلرادة المباشرة
للمشرع.
-ويرى مناصرو هذه النظرية أن القوة الملزمة للعرف بشكل رسمي ،تكون من خالل
التقانين المدنية الحالية ،مثال :التقنين المدني الجزائري في مادته األولى ينص على
اعتبار العرف مصد ار رسميا احتياطيا ثانيا للقانون ،بعد مبادئ الشريعة اإلسالمية ،وهو
إرادة األمة التي تجد في تطبيقها عن طريق السلطة التشريعية تيسي ار لمعامالتها وحاجتها
االجتماعية.2
* الرأي المختار:
-كل النظريات السابقة اختلفت في أساس القوة الملزمة للعرف والراجح هي النظرية
الخامسة ،3ألن الحاجة وليدة الظروف عموما خاصة الظروف الحالية ومع التطور
الحاصل في اإلنسانية ،فإن اإلرادة الرسمية للمشرع هي التي تضفي القوة الملزمة للعرف.
-3القانون الجنائي:
-أما القانون الجنائي فليس للعرف أي دور فيه ،وهذا استنادا إلى مبدأ شرعية الجريمة
والعقوبة والذي ينص "ال جريمة وال عقوبة إال بنص" ،فال يجوز أن يكون العرف مصد ار
للعقاب ،وعند خلو التشريع من النص يجرم الفعل فال يكون أمام القاضي إال تبرئة
المتهم.1وقد بينه أحسن بوسقيعة بأنه " ال يلعب العرف أي دور في مجال الجنائي ألن
مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة يقتضي أن يخاطب المشرع األشخاص بقواعد مكتوبة
فيحصر الجرائم ويحدد لها عقوبات معينة من جهة وألن عدم تقنين الفعل الجرمي يعني
إباحة لألفراد من جهة أخرى".2
ب -في مجال القانون الخاص:
-1القانون المدني:
تراجع العرف بشكل كبير أمام التقنين المدني ،وذلك ألن القانون المدني بلغ درجة كبيرة
من اإلحاطة والشمول بمختلف العالقات والروابط بدليل أن القانون المدني الجزائري قد
احتوى على 1003مادة مست كل أنواع التصرفات المدنية من بيع وايجار ورهن وغيرها،
هذا فضال على أن القانون المدني يعتبر من أقدم فروع القانون الخاص على اإلطالق
وبذلك ال نجد االلتجاء إلى العرف إال ما غفل عنه المشرع فلم تشر إليه مبادئ الشريعة
اإلسالمية ،ومن أمثلة العرف المدني أن البائع في البيع بالعربون يحتفظ بالقسط الذي
يسلمه له المشتري إذا تراجع هذا األخير عن رغبته في إتمام عملية البيع وأيضا احتفاظ
المرأة بلقبها العائلي بعد الزواج إلى جانب لقب زوجها الذي تكسبه بعده.3
- 1غال علي الداودي ،المدخل إلى علم القانون ،دار الوئام ،األردن ،2004 ،ص.160
- 2أحسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائري العام ،دار هومة ،الجزائر ،ط2007 ،5م ،ص.21
- 3لطفي محمود ،نفس المرجع ،ص.205
49
المبحث الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ حجية العرف في الفقه والقـانون الجزائري
-2القانون التجاري:
يعد القانون التجاري مجاال خصبا للعرف ،لكونه مصد ار رسميا لقواعده ،وذلك بسبب
اعتياد التجار منذ القدم ألعراف تجارية يعتقدون الزاميتها وعدم جواز مخالفتها ،1ومن
أمثلة العرف التجاري :افتراض التضامن بين المدنيين في المسائل التجارية رغم أن
القانون المدني ينص بوجود نص قانون أو اتفاقي ،وكذلك تخفيض الثمن عوضا عن
الفسخ في حالة تأخر البائع في تسليم المبيع.2
-3القانون الدولي الخاص:
أنكر بعض الشراح وجود عرف دولي ملزم في نطاق القانون الدولي الخاص ،ومع ذلك
يرى فريق آخر من الشراح أن القانون الدولي الخاص تأثر إلى حد كبير بالقواعد العرفية
وما توصل المشرعون لتقنينه ما هو إال عبارة عن جمع األعراف كانت سائدة ومستمرة
منذ زمن طويل مثل قاعدة خضوع التصرف لقانون المحل وقاعدة خضوع العقار لقانون
موقعه.3
-4القانون البحري:
للعرف دور هام في القانون البحري وهذا يرجع إلى قلة النصوص التشريعية في نطاق هذا
القانون وعجزها عن مالحقة المالحة والتجارة البحرية المتجددة.4
-5قانون العمل:
رغم تدخل المشرع لتنظيم العالقة بين العمال وأصحاب العمل ،إال أن هذا التنظيم لم يفقد
العرف دوره في هذا الفرع من فروع القانون ،ولقد أثبتت الدراسات القانونية أن دور العرف
- 1بوضياف عمار ،المدخل إلى العلوم القانونية ،جسور النشر والتوزيع ،الجزائر ،ط2007 ،3م،
ص.178
- 2عمار عمورة ،الوجيز في شرع القانون التجاري ،دار المعرفة ،الجزائر2009 ،م ،ص.22
- 3عصام الدين القصبي ،القانون الدولي الخاص( ،د ط) ،المنصورة2009 ،م ،ص.36
- 4مصطفى كمال طه ،مبادئ القانون البحري ،دار الجامعة ،بيروت( ،د ت) ،ص.18
50
المبحث الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ حجية العرف في الفقه والقـانون الجزائري
في مجال قانون العمل يتجاوز بكثير دوره في مجال القانون المدني ،وان اغلب ما تم
تشريعه من نصوص تنظم عالم الشغل هو في أصله قواعد عرفية ومن أمثلة ذلك :الحق
النقابي الذي تمت ممارسته واقعيا قبل االعتراف به رسميا.1
- 1أحمية سليمان ،التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري ،دياون المطبوعات
الجامعية ،الجزائر ،ط2010 :6م ،ص.90
51
المبحث الثالث
أوجه الشبه واالختالف في
العرف بين الشريعة
اإلسالمية والقانون الجزائري
المبحث الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اوجه التشايه في الرف بين الشريعة االسالمية والقـانون الجزائري
53
المبحث الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اوجه التشايه في الرف بين الشريعة االسالمية والقـانون الجزائري
الرابع :يشترط للعرف في كل من الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي :أن يكون مطردا
وثابتا ،وموجودا عن إنشاء التصرف ،حتى يتمن الفقيه والقانوني من اإللزام به وبناء
الحكم عليه.
الخامس :إن كال من الفقيه في الشريعة اإلسالمية والقانوني في القانون الوضعي في
حاجة ماسة إلى العلم بالعرف ،حتى يتمكن من إجراء الحكم على الوجه السليم.
المطلب :2أوجه االختالف:
-أما الجوانب المختلفة فيها.
-فيمكن اإلشارة إلى أهمها فيما يلي:
أوال :أن العرف في الفقه اإلسالمي :يعتمد في إق ارره واإللزام به على شريعة اهلل تعالى
العالم بما يصلح الناس ،ألنه خالقهم والخالق الحقيقة أعلم بما يصلح لها.
-أما العرف في القانون الوضعي :فإنه يعتمد في إق ارره واإللزام به على القانون الذي هو
من وضع البشر ،يعتريه القصور والنقص ،ألن صانعه قاصر ناقص والصنعة تأخذ صفة
صانعها.
ثانيا:
-أن العرف في القانون مصدر أصيل من مصادره العامة فهو ثاني مصدر للحديث بل
هو والتقنين في مرتبة واحدة لدى بعض الدول.
-أما العرف في الشريعة اإلسالمية :فال يعد أن يكون قاعدة من قواعدها الفقهية يعمل
به في نطاق خاص.
ثالثا:
-أن الشريعة اإلسالمية :ال تعتبر من األعراف إال ما كان صحيحا ،يحقق مصلحة
للناس ولذلك قسم الفقهاء العرف إلى صحيح وفاسد.
54
المبحث الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اوجه التشايه في الرف بين الشريعة االسالمية والقـانون الجزائري
-أما العرف في القانون فال يعتبر فيه هذه النظرة ،بل يعمل بالعرف الفاسد كما يعمل
بالعرف الصحيح ،وذلك لم يقسم القانونيون العرف إلى صحيح وفاسد ،شأن علماء
الشريعة اإلسالمية.
رابعا:
-العرف في الفقه اإلسالمي :يأتي في وسائل العبادات ،بل في جميع أبوابه وهذا
بخالف العرف في القانون :فإنه ال دخل له إال في المعامالت ،انطالقا من مبدأ فصل
الدين عن الدولة ،وأن ما هلل هلل وما للقيصر للقيصر.
خامسا:
العرف في الشريعة اإلسالمية :منظم وموجه ومن ثم عبر القرآن الكريم عنه بالمعروف
في أكثر من موضع ،وهذا بخالف القانون :فإنه منظم وليس موجه :ألنه فقد صبغته
الدينية التي تذكي الشعور ،وتحاسب الضمير.
سادسا:
-أن العادة في الفقه اإلسالمي أهم من العرف ،فكل عرف من غير العكس ،أما القانون
فإنه يعتبر العادة مرحلة أولية للعرف :أي الركن المادي له فإذا ما توفر فيهما الكن
المعنوي (اعتقاد الناس بأن هذه العادة ملزمة) ارتقت إلى درجة العرف.
سابعا:
-يشرط في العرف في الفقه اإلسالمي توفر الركن المعنوي وهو استقرار النفوس لقبوله
أما الركن اإللزامي لم يتطرق إليه.
-أما رجال القانون فينظرون إلى العرف بمنظور آخر ويشترطون أن يتوافر الركنان
معا :المادي والمعنوي.
55
خاتمة
خاتمة
خاتمة:
-في ختام هذا البحث الذي تناولنا فيه دراسة مقارنة بين العرف في الفقه اإلسالمي
والقانون الجزائري توصلت إلى عدة نتائج أوجزها فيما يلي:
-1يعتبر العرف من المصادر التبعية التي يعتمد عليها في بناء الكثير من أحكام
الشرعية في الفقه.
-2يعتبر العرف في القانون مصد ار احتياطيا ثانيا ويمكن الرجوع إليه في حالة عدم
وجود أدلة شرعية في التشريع والمبادئ اإلسالمية.
-3بين انه يوجد فرق بين العرف والعادة هو أن كل عرف عادة وليس كل عادة عرف،
ويعتبرون العرف أخص في الفقه اإلسالمي أما في القانون فالعادة اخص وأن العرف يلزم
طرفين أما العادة فال نلزمها إذا قص إحالة.
-4ونجد أن لكل مجتمع عرف مستقل يتميز به ،وان العرف هو أحد أنواع السلطة غير
الرسمية وهو إحدى المسلمات التي يعتمدها أفراد مجتمع ما ،يعاقب كل من خالفها ،وانه
ال يمكن أن توجد أعراف دولية وأيضا يعد العرف أحد المصادر األساسية التي يستمد
منها القانون صياغته وان ا لعرف مستمد في كثير من األحيان من الدين السائد في أي
مجتمع ويعد الدين مصد ار أساسيا للعرف والقانون.
-5العرف في الفقه اإلسالمي يخضع إلى شروط صارمة .فاقر صالح منها وألغت
الفاسد من تلك األعراف وال يعتبر إال الصحيح منه ،عكس القانون الذي جعل إلزامه
اإلنسان فعمل باألعراف الصحيحة والفاسدة ألنه عاجز عن التمييز لكن قانون األعراف
شرط تماشيها معه وعدم مخالفته مع النظام العام.
-6إلزام العرف في الفقه اإلسالمي توافر الركن المعنوي وهو استقرار النفوس ،أما الركن
المادي لم يتطرق إليه أما في القانون فاشترطوا توافر الركن المادي والمعنوي.
57
خاتمة
-7لكي يكون العرف في الشرع له اعتبار ويكون حجة الستنباط األحكام الشرعية ال بد
أن يكون متوفر فيه الشروط منها " أال يكون العرف مخالفا للنص الشرعي أما في القانون
فيشترط في العرف عدم مخالفة النظام العام".
-8العرف في كثير من األحيان يكون أقوى من القانون ألن من سن العرف ومن وافق
عليه مؤمنين بع وبنجاعته بعكس القوانين التشريعية التي تضعها السلطات فإنها في كثير
من أجزائها ال توافق وال يقبلها لكنه مجبر عليها مثل :األعراف السائدة في كرة القدم هو
إخراج الكرة عند إصابة أحد الالعبين ليتم عالجه ومن ثم إعادة الكرة للفريق الخصم أو
الذي أخرجها بعد أن يتم عالج الالعب.
-9هناك مقولة تقول أن األعراف تحكم الشرفاء وأصحاب المبادئ وقيم أما القوانين فإنها
وضعت للحد تجاوزات المفسدين وضعاف النفوس بالتأكيد ال عن القوانين واال سادت
الفوض ى وضاعت الحقوق لكثرة المفسدين ،لكن إن لم نجد األعراف مكانا لها في
أوساطها االجتماعية أو الرياضية أو الثقافية فهذا يجعلنا نعيد النظر في سلوكياتنا.
58
قائمة المصادر
والمراجع
قـائمة المصادر والمراجع
قائمة المصادر والمراجع:
المراجع:
.1ابن عابدين ،مجموعة رسائل ابن عابدين ،دار إحياء التراث العربي( ،د ت) ،ج.2
.2ابن عابدين ،نشر العرف في بناء بعض أحكام على العرف( ،د ب)1976 ،م،
ج. 2
.3ابن فارس ،مجمل الغة ،باب العين والراء وما يشابهها(،د.ت) ،ص.513
.4ابن فارس ،مقاييس اللغة ،تحقيق عبد السالم هارون ،دار الفكر ،لبنان1979 ،م.
.5ابن منظور ،لسان العرب ،دار الكتاب العلمية ،لبنان( ،د.ت).
.6ابن نجيم ،األشباه والنضائر على مذهب حنفية النعمان ،دار الكتب العلمية ،لبنان،
ط1986 :1م.
.7ابن يعقوب الفيروز آبادي ،القاموس المحيط ،مؤسسة الرسالة ،بيروت ،ط:2
1408ه.
.8أبو زهرة ،أصول الفقه ،دار الفكر العربي1958 ،م.
.9أبو سنة فهمي ،العرف والعادة في رأي الفقهاء ،عرض نظرية في الفقه اإلسالمي،
مطبعة األزهر( ،د ب).1947 ،
.10أحسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائري العام ،دار هومة ،الجزائر ،ط،5
2007م.
.11أحمد بن علي المباركي ،العرف وأثره في الشريعة والقانون ، ،الرياض ،المملكة
العربية السعودية ،ط1993 ،2م.
.12أحمد سي علي ،مدخل للعلوم القانونية(النظرية العامة للقانون وتطبيقاتها في
القوانين الجزائرية) ،دار األكاديمية للطبع ،الجزائر2012 ،م.
.13أحمد فهمي مصطفى الزرقا ،المدخل الفهمي العام ،مطابع األلف باء األديب،
دمشق ،ص1968 ،7م.
. .14أحمية سليمان ،التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري ،دياون
المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ط2010 :6م.
60
قـائمة المصادر والمراجع
.15أسعد كاشف الغطاء ،العرف حقيقته وحجيته ،النجف األشرف( ،د ب) 415 ،هـ.
.16بوضياف عمار ،المدخل إلى العلوم القانونية ،جسور النشر والتوزيع ،الجزائر،
ط2007 ،3م.
.17توفيق حسن فرج ،المدخل للعلوم القانونية النظرية العامة للقانون النظري العامة
للحق ،مؤسسة مطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية1992 ،م.
.18الحاج طاس ،محاضرات قانون ،كلية الشريعة واالقتصاد ،جامعة األمير عبد
القادر ،قسنطينة.2015/2014 ،
.19حبيب إبراهيم الخليلي ،المدخل للعلوم القانونية ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر ،ط2008 :9م.
.20حبيب إبراهيم الغليلي ،المدخل للعلوم القانونية ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر ،ط2008 :9م.
.21حسن كير ،المدخل إلى القانون ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،ط1993 :6م.
.22حسين الصغير ،النظرية العامة للقانون ببعديها الغربي والشرقي (دراسة مقارنة)،
ط ،1دار المحمدية ،الجزائر.2001 ،
.23رواه البخاري ،كتاب النفقات ،بيان إذا الرجل والمرأة أن تأخذ بدون علمه ما يكفيها
وولدك بالمعروف ر.ح ( )5364ومسلم في صحيحه ،كتاب األفضية ،باب قضية
هند.
.24سعيد سعد عبد السالم ،المدخل في نظرية القانون ،جامعة المنوفية ،مصر ،ط،1
2003/2002م.
.25سمير عبد السيد التناغي ،النظرية العامة للقانون ،منشأ المعارف ،اإلسكندرية،
مصر1984 ،م.
.26السيد صالح عوض محمد ،أثر العرف في الشرع اإلسالمي ،نشر دار الكتاب
الجامعي ،مصر القاهرة1979 ،م.
.27السيوطي ،األشباه والنظائر في قواعد وفروع فقه الشافعية ،المكتبة الشامية،
السعودية ،ط.1997 :2
.28الشاطبي -الموافقات ،دار ابن عفان ،السعودية ،ط ،1997،1،ج.1
61
قـائمة المصادر والمراجع
.29شاهين إسماعيل ،المدخل لدراسة العلوم القانونية ،دار المطبوعات والنشر،
الجزائر2007 ،م.
.30شاللي رضا ،محاضرات في مقياس مدخل للعلوم القانونية ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة.2017/2016 ،
.31صالح معوض ،أثر العرف في التشريع اإلسالمي ،دار الكتاب الجامعي ،القاهرة.
.32ضيف اهلل عبد النور ،ملخص مقياس القانون الدستوري ،كلية الحقوق(،د ب)،
2019/2018م.
.33الطنطاوي ،أصول الفقه اإلسالمي( ،د ط) ( ،د ب) ،ط1990 :1م.
.34عادل بن عبد القادر بن محمد علي ،العرف وحجته وأثره في فقه المعامالت
المالية عند الحنابلة (دراسة نظرية تأصلية تطبيقية) مكتبة مكة ،السعودية ،ط،1
1997م.
.35عادل بن عبد القادر محمد علي قوته ،العرف وحجته في فقه المعامالت المالية
عند الحنابلة ،السعودية ،ط1997 :1م ،ج.1
.36عباس صراف ،المدخل إلى علم القانون ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،ط:1
2008م.
.37عبد الحميد فوده ،جوهر القانون ،دار الفكر الجامعي ،مصر ،ط2004 :1م.
.38عبد الرحمان بن أبي بكر ،أشباه ونظائر ،دار الكتب العلمية ،لبنان ،ط:1
1990م.
.39عبد الرحمان حمدي ،مبادئ القانون ،دار النشر ،مصر2003 ،م.
.40عبد العزيز الخياط ،نظرية العرف ،مكتبة األقصى ،عمان1398 ،هـ.
.41عبد الكريم زيدان ،الوجيز في أصول الفقه ،مؤسسة الرسالة ،دمشق ،ط،2
2011م.
.42عبد اهلل بن عبد المحسن التركي ،أصول مذهب اإلمام أحمد ،مؤسسة رسالة( ،د
ب) ،ط1990 :2م.
.43عبد اهلل مبروك النجار ،،المدخل المعاصر لفقه القانون ،دار النهضة العربية،
مصر ،ط2006 :3م.
62
قـائمة المصادر والمراجع
.44عبد الوهاب خالف ،علم أصول الفقه ومصادر التشريع اإلسالمي ،دار الفكر
العربي ،القاهرة1997 ،م.
.45العز ابن عبد السالم ،قواعد األحكام في مطالع األنام ،مكتبة األزهرية ،القاهرة( ،د
ت).
.46عصام الدين القصبي ،القانون الدولي الخاص( ،د ط) ،المنصورة2009 ،م.
.47عالل الفاسي ،مقاصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار
البيضاء ،ط1991 :1م.
.48علي فياللي ،مقدمة في القانون ،دار موهم للنشر ،الجزائر2010 ،م.
.49علي فياللي ،مقدمة في القانون ،طبع بالمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ،وحدة
الرغاية ،الجزائر2010 ،م.
.50عمار بوضياف ،المدخل إلى العلوم القانونية ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر،
ط2007 :3م.
.51عمار عمورة ،الوجيز في شرع القانون التجاري ،دار المعرفة ،الجزائر2009 ،م.
.52غال علي الداودي ،المدخل إلى علم القانون ،دار الوئام ،األردن.2004 ،
.53فاديغا موسى ،أصول فقه اإلمام مالك وأدلته العقلية ،دار التدمرية ،الرياض،
2007م.
.54القيومي ،المصباح المنير ،المكتبة العلمية ،لبنان.
.55لطفي محمود ،المدخل لدراسة القانون ،ديوان النشر ،مصر ،ط.2005 :5
.56لطفي محمود ،المدخل لدراسة القانون ،مصر ،ط.2003 ،5
.57المادة األولى من القانون المدني الجزائري الصادر بأمر رقم 58-75لسنة
1975م.
.58محمد ابن إبراهيم ،االجتهاد والعرف ،دار السالم ،تونس ،ط2009 :1م.
.59محمد أبو زهرة ،أصول الفقه ،دار الفكر العربي ،مصر( ،د.ت).
.60محمد األمين الشنقيطي ،مذكرة في أصول الفقه ،دار اإلنقاذ ،اإلسكندرية ،القاهرة،
(د ت ) .
.61محمد الزرقا ،شرع القواعد الفقهية ،دار القلم ،سوريا ،ط.1989 :2
63
قـائمة المصادر والمراجع
.62محمد السعيد جعفور ،مدخل إلى العلوم القانونية ،دار هومة ،الجزائر ،ط:15
2008م.
.63محمد أمين الشهير بأمير بادشاه ،تسيير التحرير ( ،د.ت).
.64محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن علي الفتوحي ،شرح كوكب المنير ،مكتبة
العبيكان ،الرياض ،1993 ،ج.4
.65محمد تقي الحكيم ،أصول العامة للفقه المقارن ،ط ،1مطبعة دار األندلس،
بيروت.1963 ،
.66محمد تقي الحكيم ،األصول العامة للفقه المقارن ،مؤسسة آل البيت عليهم السالم
للطباعة والنشر( ،د ب)1979 ،م.
.67محمد حسن قاسم ،مبادئ القانون ،المدخل إلى القانون االلتزامات ،دار الجامعة
الجديدة ،اإلسكندرية2002 ،م.
.68محمد حسين منصور ،نظرية القانون ،دار الجامعة الجديدة ،مصر2001 ،م.
.69محمد سعيد جعفور ،مدخل إلى العلوم القانونية ،دار هومة ،الجزائر ،ط :15
2008م.
.70محمد محدة ،مختصر علم أصول الفقه ،دار الشهاب ،باتنة ،الجزائر( ،د ت).
.71محمد مصطفى الشبلي ،أصول الفقه اإلسالمي ،الدار الجامعية ،بيروت،
1923م ،ج.1
.72مشعل بن حمود بن نافع النفيعي ،المسائل الفقهية المبينة على العرف عند شيخ
اإلسالم ابن تيمية (دراسة تأملية تطبيقية موازية) ،رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه
في الفقه ،المملكة العربية السعودية1436 ،ه.
.73مصطفى أحمد الزرقاء ،المدخل الفقهي العام الفقه اإلسالمي في التوجه الجديد،
طبعة دار الفكر ،بيروت( ،د ت) ،ج.2
.74مصطفى أحمد ،المدخل الفقهي العام ،دار القلم ،دمشق ،ط1998 ،1م.
.75مصطفى سعيد حسن ،الكافي الوافي في أصول الفقه ،مؤسسة الرسالة ،لبنان،
ط2000 :2م.
64
قـائمة المصادر والمراجع
.76مصطفى عرجاوي ،النظرية العامة للقانون ،المطبعة العربية الحديثة ،مصر ،ط:1
1985م.
.77مصطفى كمال طه ،مبادئ القانون البحري ،دار الجامعة ،بيروت( ،د ت).
.78نادية فضيل ،دروس في المدخل للعلوم القانونية( ،النظرية العامة للقانون في
القانون الجزائري) ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الساحة المركزية الجزائرية.
.79همام محمد محمود ،المدخل إلى القانون نظرية القانون ،منشأ المعارف،
اإلسكندرية.2001 ،
.80هيفة سليمان جمادة ،العرف وأثره في حقوق الزوج في الفقه اإلسالمي( ،د ط)،
غزة2014 ،م.
.81وهبة زحيلي ،الوجيز في أصول الفقه ،دار الفكر المعاصر ،لبنان ،ط.1999 ،1
.82وهبة زحيلي .أصول الفقه اإلسالمي ،دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر ،دمشق،
ط1986 :1م.
.83وهو تعريف الشيخ حافظ الدين النسقي ،المذكور في رسالة ابن عابدين ،نشر
العرف في بناء بعض األحكام على العرف -أنظر ابن عابدين مجموعة رسائل ابن
عابدين ،الجزء .02
.84يعقوب بحسين ،القاعدة العامة المحكمة ،مكتبة الرشد ،الرياض ،ط2012 :2م.
المواقع االلكترونية:
www.Nasseelalcham.com .85
65