You are on page 1of 96

‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬

‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬


‫ُ‬

‫ُ‬

‫تفريغُمحاضرةُ ُ‬
‫ُ‬

‫ال َػم ْنُػ َه ِجيَّةُُفِيُطَلَ ِ‬


‫بُال ِْع ْل ُِم ُ‬
‫ُ‬

‫للشيخ‪ُ:‬خالدُبنُعثمافُالسبتُ ُ‬

‫(‪) 66 - 1‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫فهرسُالعنا ُوين ُ‬

‫فهرس العناوين‪2 ................................................................................‬‬

‫أول‪١ :‬تاذا نتعلم؟ ما ىو ا‪١‬تقصود من العلم؟ ‪5 ...................................................‬‬


‫ً‬ ‫‪‬‬

‫العلم عبادة ‪5 ..........................................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫العلم للعمل ‪6 .........................................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫ثانيًا‪ُ :‬ب الكالـ عن شروط التحصيل ‪12 ......................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫ٖتديد ا‪٢‬تدؼ وماذا تريد؟ ‪12 .....................................................‬‬ ‫ٔ‪-‬‬

‫ا﵀ل القابل ‪13 ..................................................................‬‬ ‫ٕ‪-‬‬

‫وخلو القواطع ‪15 .....................................................‬‬


‫وقت الفراغ ّ‬ ‫ٖ‪-‬‬

‫ا‪١‬تعلّم الذي ُ٭تسن التَّعليم ‪15 .....................................................‬‬ ‫ٗ‪-‬‬

‫الصرب وا‪١‬تصابرة ‪11 ..............................................................‬‬ ‫٘‪-‬‬

‫مالزمة أىل العلم ‪11 ............................................................‬‬ ‫‪-ٙ‬‬

‫ثالثًا‪ :‬ما ىي الطريقة الصحيحة ُب التَّعلُّ ِم والتعليم؟‪22 ..........................................‬‬ ‫‪‬‬

‫قراءة الضبط عند العلماء ‪21 .............................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫تكرار قراءة الكتاب ودراستو ‪33 ..........................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫كثرة تَدريس الكتاب ‪32 .................................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫َّدرج ‪34 ...............................................................................‬‬


‫الت ُّ‬ ‫‪‬‬

‫(‪) 66 - 2‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ٔتاذا نبدأ؟‪36 ............................................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫علوما ‪٥‬تتلفة ُب وقت واحد؟‪46 ......................................‬‬


‫دروسا أو ً‬
‫ىل ‪٬‬تمع ً‬ ‫‪‬‬

‫كيف يدرس؟ ‪46 ........................................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫ماذا يدرس؟‪52 ..........................................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫ا‪١‬توسوعيَّة ‪56 ............................................................‬‬


‫َّخصص و ُ‬
‫ابعا‪ :‬بُت الت ُّ‬
‫رً‬ ‫‪‬‬

‫يتخصص ٔتاذا يبدأ؟ ‪64 .....................................................‬‬


‫َّ‬ ‫فإذا أراد أف‬ ‫‪‬‬

‫خامسا‪ :‬بُت التعليم ا‪١‬تباشر والتعليم بالوسائط ‪66 ..............................................‬‬


‫ً‬ ‫‪‬‬

‫سادسا‪ :‬كيف ‪٩‬تتار ا‪١‬تعلِّم؟ ‪13 ................................................................‬‬


‫ً‬ ‫‪‬‬

‫سابعا‪ :‬كيف يَثبُت العلم؟ ‪13 .................................................................‬‬


‫ً‬ ‫‪‬‬

‫صوارؼ وموانع العلم ‪16 .................................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫ثامنًا‪ :‬أيها ا‪١‬تعلم ل تبتئس! ‪16 ................................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫تاسعا‪ :‬أنت أيها ا‪١‬تتعلِّم ل تبتئِس! ‪11 .........................................................‬‬


‫ً‬ ‫‪‬‬

‫عاشرا‪ :‬نظرة ُب الواقع ‪62 ......................................................................‬‬


‫ً‬ ‫‪‬‬

‫كتب ُب طلب العلم ‪65 ......................................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪) 66 - 3‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫الرِحي ِم‬ ‫بِ ْس ِم اللَّ ِو َّ‬


‫الر ْ‪ٛ‬تَ ِن َّ‬

‫ُوإِيَّ َ‬ ‫كُيَػ ْوِـُالدِّي ِنُ*ُإِيَّ َ‬


‫يمُ*ُمالِ ِ‬
‫ُالرح ِ َ‬
‫الرحم ِن َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ْح ْم ُدُللَّو َ‬
‫ٔ‬
‫اؾُ‬ ‫اؾُنَػ ْعبُ ُد َ‬ ‫ينُ*ُ َّ ْ َ‬‫بُال َْعالَم َ‬ ‫ُر ِّ‬ ‫* ﴿ ال َ‬
‫ُعلَْي ِه ْمُ‬
‫وب َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ُعلَْي ِه ْمُغَْي ِرُال َْمغْ ُ‬
‫ت َ‬‫ينُأَنْػ َع ْم َ‬ ‫صرا َ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ينُ*ُ ْاى ِدنَ ِّ‬ ‫ِ‬
‫طُالذ َ‬ ‫يمُ*ُ َ‬ ‫طُال ُْم ْستَق َ‬
‫اُالص َرا َ‬ ‫نَ ْستَع ُ‬
‫ين﴾ آمُت‪.‬‬ ‫َوََلُالضَّالِّ َُ‬

‫وصلى ا﵁ وسلَّم على ا‪١‬تبعوث ر‪ٛ‬تةً للعا‪١‬تُت‪ ،‬وعلى آلو َو َ‬


‫ص ْحبو أ‪ٚ‬تعُت‪َّ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫جل جاللو‪،‬‬
‫ؼ ا‪١‬تعبود َّ‬
‫عر ُ‬ ‫َّ‬
‫أيُّها األحبة فحديثنا عن َوصف الطريق إذل العلم الشرعي‪ ،‬الذي بو يُ َ‬
‫عرؼ الدار اليت يصَت إليها اإلنساف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫عرؼ الطريق ا‪١‬توصلة إليو‪ ،‬وبو تُ َ‬
‫وبو تُ َ‬
‫وىذاُالحديثُأيهاُاألحبةُسينتظمُعشرُقضايا‪ُ ُ:‬‬

‫‪ -‬أما األوذل‪١ :‬تاذا نتعلم؟‬


‫‪ -‬والثانية‪ُ :‬ب شروط التحصيل‪.‬‬
‫‪ -‬والثالثة‪ُ :‬ب الطريقة الصحيحة ُب التعلُّم والتعليم‪.‬‬
‫َّخصص وا‪١‬توسوعيَّة‪.‬‬
‫‪ -‬والرابعة‪ :‬بُت الت ُّ‬
‫‪ -‬وا‪٠‬تامسة‪ :‬بُت التعليم ا‪١‬تباشر والتعليم بالوسائط‪.‬‬
‫‪ -‬والسادسة‪ :‬كيف ٗتتار ا‪١‬تعلم؟‬
‫‪ -‬والسابعة‪ :‬كيف نثبّت العلم؟‬
‫‪ -‬وأما الثامنة‪ :‬أيها ا‪١‬تعلم ل تبتئِس!‬

‫ٔ وىيُفيُجزأين‪ُ،‬بدايةُالجزءُاألوؿ‪ ،‬رابطُالدرسُالصوتي‪https://goo.gl/3oimdqُ:‬‬
‫(‪) 66 - 4‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫‪ -‬والتاسعة‪ :‬أيها ا‪١‬تتعلّم ل تيأس!‬


‫‪ -‬والعاشرة‪ُ :‬ب ذكر قضية مقًتحة ُب ُسلَّ ِم التعلم‪.‬‬

‫مادةٍ كنت أ‪ٚ‬تعها وأكتبها منذ سنُت طويلة قد تصل‬


‫إرل ِمن َّ‬
‫وقد حاولت أف أختصر ما اجتمع َّ‬
‫إذل ثالثة عقود‪ ،‬فحاولت أف أختصرىا مر ًارا من أجل أف أ٘تكن من عرضها ُب ىذا اجمللس‪.‬‬

‫أوَل‪ُ:‬لماذاُنتعلم؟ُماُىوُالمقصودُمنُالعلم؟ ُ‬
‫‪ً ‬‬
‫فاإلنساف أيها األحبة حينما يقدـ على عمل من األعماؿ ل ب َّد لو من ٍ‬
‫ىدؼ َّ‬
‫‪٤‬تدد؛ ألنَّو ل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ٯتكن أف يتعاطى األشياء عبثًا من غَت أم ٍر يَسعى لتحصيلو‪.‬‬

‫‪ُ ‬العلمُعبادةُ ُ‬
‫فهوُعبادةُجليلةُمنُأج ِّلُ‬
‫َ‬ ‫فأقوؿ ‪٨‬تن نتعلم العلمُألفُاهللُعزُوجلُيُحبُّوُويرضاه‪ُ،‬‬
‫العبادات‪ ،‬يرفع ا﵁ عز وجل أصحاهبا ُب أعلى الدرجات‪ ،‬ويُثيبهم الثواب الذي َو َّ‬
‫ص َفوُ النيب‬
‫صلى ا﵁ عليو وسلم‪ ،‬ول أرى حاجة للتطويل ُب ذكر األحاديث الواردة هبذا الباب َّ‬
‫ألَّنا‬
‫معروفة‪.‬‬

‫لكن ينبغي أف يكوف لنا فيو نِيَّة‪ ،‬و‪٢‬تذا كاف بعض العلماء يقوؿ‪" :‬من أراد أف يأكل ا‪٠‬تُبز‬
‫بالعلم فلتبكي عليو البواكي"؛ فالعلم ل يُطلب من أجل الوظائف‪ ،‬ول من أجل ٖتصيل‬
‫أجل من ذلك كلو‪ُ ،‬فَتاعي اإلنساف قَصده ونيتو وإرادتو‪،‬‬ ‫الدراىم‪َّ ،‬‬
‫وإ‪٪‬تا ىو أشرؼ و َّ‬ ‫األمواؿ و َّ‬

‫(‪) 66 - 5‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫السمعة‬
‫و‬ ‫ياء‬
‫ر‬ ‫ال‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫العلم‬ ‫يطلب‬ ‫ل‬ ‫‪،‬‬‫اه‬
‫و‬ ‫س‬ ‫ما‬ ‫إذل‬ ‫فَتيد وجو ا﵁ تبارؾ وتعاذل دوف ا ٍ‬
‫لتفات‬
‫ُ‬
‫ول من أجل ٍ‬
‫عرض من الدنيا‪.‬‬

‫ِ‬
‫يقوؿ أبو ا‪ٟ‬تَ َس ْن ال َقطَّاف ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪" :-‬أُص ُ‬
‫بت ببصري وأظن أين عُوقبت بكثرة كالمي أيَّاـ‬
‫الرحلة"‪ .‬الذىيب ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يُعلِّق على ىذا يقوؿ‪" :‬صدؽ وا﵁‪ ،‬فقد كانوا مع ُحسن القصد‬
‫وصحة النية‪ ،‬غالبًا ٮتافوف من الكالـ وإظهار ا‪١‬تعرفة"‪.‬‬

‫رعشي؛‬ ‫إرل من أف ألقى ُح َذيْػ َفةَ ا‪١‬تػَ َ‬ ‫أحب َّ‬‫صري‪" :‬ألف ألقى الشيطاف ُّ‬ ‫يقوؿ علي بن بَ َّكار البَ ْ‬
‫ات وٮتافوف ول يَػتَػَزيَّ ُدوف!‬ ‫أخاؼ أف أتصنَّع لو فأسقط من عُت ا﵁ تعاذل"‪ ،‬كانوا يراقبوف النِيَّ ِ‬‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪ُ ‬العلمُللعمل ُ‬
‫أيضا يطلب العلم منُأجلُأفُيعملُبو‪ ،‬فال يصح ٍ‬
‫ْتاؿ من األحواؿ أف‬ ‫ٍب َّ‬
‫إف اإلنساف ً‬
‫تستوي حاؿ طالب العلم مع حاؿ ا‪ٞ‬تاىل الذي دل يعرؼ معرفتو ودل يدرس دراستو‪ ،‬النيب صلى‬
‫دُاهللُبوُخيراُيُػ َف ِّق ْهوُُفيُالدين)‪ ،‬فهذا العلم أو ىذا الفقو‬
‫ً‬ ‫ا﵁ عليو وسلم حينما قاؿ‪( :‬منُيُ ِر‬
‫أو ىذا ا‪٠‬تَت الذي عناه النيب صلى ا﵁ عليو وسلم ىو الفقو ا‪١‬تستل ِزـ للعمل‪ ،‬كما يقوؿ ا‪ٟ‬تافظ‬
‫ابن القيِّم‪" :‬و َّأما إف أُريد بو ُ‪٣‬تَّرد العلم َو ْح َدهُ فال يدؿ على أف من فُػقِّوَ ُب الدين فقد أُريد بو‬
‫خَتا"‪.‬‬
‫ً‬
‫جل جاللو ول‬
‫حرـ ا﵁ َّ‬
‫ف اإلنساف عن ما َّ‬ ‫‪٣‬ترد معرفة وثقافة واطالع ل يَع ُقبُوُ العمل‪ ،‬فال يَن َك ُّ‬
‫تنهض عزٯتتو َوِ‪٫‬تَّتُوُ من أجل العمل ‪١‬ترضاة ا﵁ تبارؾ وتعاذل‪ ،‬فما فائدة العلم؟! فهو وسيلة من‬
‫توص ُل هبا إذل العمل‪.‬‬
‫وإ‪٪‬تا ىو وسيلة يُ َّ‬‫مقصودا لنفسو‪َّ ،‬‬
‫ً‬ ‫الوسائل‪ ،‬ليس‬

‫(‪) 66 - 6‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ثابت للعلم من ِج َهة ما ىو‬ ‫فالش ِ‬


‫َّاطِيب ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يقرر أف ُك َّل ما َوَرَد ُب فضل العلم َّ‬
‫فإ‪٪‬تا ىو ٌ‬
‫ٔتجرد صورتو ىو النَّافع بل‪ :‬معناه‪َّ ،‬‬
‫وإ‪٪‬تا يناؿ معناه من تعلَّ َمو‬ ‫ف بالعمل بو؛ فهو ليس َّ‬ ‫ُم َكلَّ ٌ‬
‫فضل اجتهد ُب نَيلِو‪ ،‬كما يقوؿ ابن ا‪ٞ‬توزي‪" :‬وكلما َّناه عن ٍ‬
‫نقص‬ ‫للعمل‪ ،‬فكلما َدلَّو على ٍ‬
‫ف لو العلم ِسَّرهُ‪َّ ،‬‬ ‫ٍ ِ‬
‫وإ‪٪‬تا ا‪١‬تسكُت من ضاع عُمره ُب عل ٍم دل يَ َ‬
‫عمل‬ ‫بالغ ُب ُمباعدتو فحينئذ يَكش ُ‬
‫ِ‬
‫فلسا مع قوة ا‪ٟ‬تُ َّجة عليو!"‪ ،‬كما ُب [صيد‬ ‫بو‪ ،‬ففاتتو َّلذ ُ‬
‫ات الدنيا وخَتات اآلخرة‪ ،‬فَػ َقد َـ ُم ً‬
‫ا‪٠‬تاطر]‪.‬‬

‫يتنزه ول ‪٬‬تتمع ُب النَّاس‪ ،‬ويبدأ من َّأوِؿ َّناره ٍب بعد ذلك يُكابِد الليل ُب‬
‫يَنحبس فال َٮت ُرج ول َّ‬
‫ب ذلك العمل‪ ،‬فهذا شقاءٌ ُب الدنيا يَع ُقبُو‬ ‫الت ِ‬
‫َّحصيل والطلب‪ ،‬ولكن ليس لو فيو نيَّة ول يَع ُق ُ‬
‫شقاءٌ ُب اآلخرة‪ ،‬نسأؿ ا﵁ العافية!‬

‫‪ٚ‬تيعا‬ ‫ِ‬
‫وقد ذكر ابن القيم ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬من عالمات الشقاوة ُب أمثاؿ ىؤلء ‪-‬أعاذنا ا﵁ وإيَّا ُكم ً‬
‫من ىذه األحواؿ‪" :-‬أنَّو ُكلَّما ِزيد ُب علمو ِزيد ُب كِ ِربه وتِيهو‪ ،‬وكلما زيد ُب علمو زيد ُب‬

‫فَخ ِره واحتقاره للناس ُ‬


‫وحسن ظَنِّو بنفسو"‪.‬‬

‫ىو عارؼ كل شيء‪ ،‬ول ٭تتاج أف ينصحو أحد‪ ،‬ول أف يػُ َو ِّج َهوُ أحد‪ ،‬ول أف يَذ ُكَر لو أحد‬
‫َش َّد الغضب‪ ،‬ىذا‬
‫تصحيحا أو تقوٯتًا أو أف يَستدرؾ عليو خطأ وقع فيو‪ ،‬فيغضب أ َ‬
‫ً‬ ‫مالحظةً أو‬
‫ضررا لو‪ ،‬كما أف بعض‬
‫اإلنساف الذي قد انتفش وتعاظم بسبب ىذا العلم‪ ،‬إ‪٪‬تا كاف ىذا العلم ً‬
‫ما يُنبِتو الربيع يقتُل َحبَطًا أو يُلِ ُّم كما قاؿ ا‪١‬تعصوـ عليو الصالة والسالـ‪.‬‬

‫(‪) 66 - 1‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫فهذا أيها األحبة ليس باألمر ا‪٢‬تَُِّت‪ ،‬واإلنساف لرٔتا يستمرئ ذلك ويتساىل ويتهاوف َويػُ َفِّرط‪،‬‬
‫السنَّة كما يقوؿ شيخ اإلسالـ ابن‬ ‫َصَّر على ترؾ ما أ ُِمَر بو من ُّ‬‫كما نسمع ونشاىد‪ ،‬فإذا أ َ‬
‫ط ُب السنن ويقوؿ‪" :‬ىذه‬ ‫ب فِعل الواجبات؛ ُب البداية يػُ َفِّر ُ‬ ‫تيمية ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬فقد يُعاقب بِس ْل ِ‬
‫َ‬
‫يتحرى‪ ،‬فلما تعلَّم عرؼ أَّنا سنة وأف ىذا ل ‪٬‬تب‪ ،‬فبدأ‬
‫سنة" ويتفلسف‪ ،‬وقبل ذلك كاف ّ‬
‫يتساىل!‬

‫فقد يُعاقب بسلب فعل الواجبات حىت يصَت فاس ًقا أو داعيًا إذل بِدعة‪ ،‬وقد يفعل ما َّناه ا﵁‬
‫عز وجل عنو‪ .‬يقوؿ‪" :‬وإف أصر على الكبائر فقد ُٮتاؼ عليو أف يُسلب اإلٯتاف‪ ،‬فالسنة‬
‫ف عنها َغ ِر َؽ‪ .‬وكاف السلف‬
‫كسفينة نوح ‪-‬صلى ا﵁ عليو وسلم‪ -‬من ركبها ‪٧‬تا ومن َٗتَلَّ َ‬
‫‪-‬رضي ا﵁ عنهم‪ -‬يقولوف‪ :‬احذروا فتنة العادل الفاجر والعابد ا‪ٞ‬تاىل؛ فإف فتنتهما فتنة لكل‬
‫مفتوف"‪.‬‬

‫فشيخ اإلسالـ ابن تيمية ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يػُ َقِّرُر ىذ ا‪١‬تعٌت‪ ،‬وأف طالب العادل إف دل يَقًتف بطلبو‬
‫فِعل ما ‪٬‬تب عليو وترؾ ما َ٭ت ُرـ عليو من العتصاـ بالكتاب والسنة ّ‬
‫وإل وقع ُب الضالؿ‪.‬‬

‫ويقوؿ‪ :‬لو اعتصم رجل بالعلم الشرعي من غَت عمل بالواجب كاف غاويًا‪ ،‬وإذا اعتصم‬
‫ضال‪.‬‬
‫بالعبادة الشرعية من غَت علم بالواجب كاف ً‬

‫ٗترج من ىؤلء كثَت ُب أوقات فُ ُش ِّو القلم‪ ،‬و‪١‬تا وقعت الفتنة وأَبْػَرَز دعاة الفتنة والنفاؽ‬ ‫وقد َّ‬
‫ات‪ُ ،‬وِج َد َم ْن ٯتُْلِي عليهم من ىؤلء الزائغُت‪َ ،‬ويػُلَ ِّقنُػ ُه ْم بعض القضايا‬
‫السنَػيَّ ِ‬
‫قُروَّنم ُب ىذه ُّ‬
‫وا‪١‬تسائل اليت ل يعرفوَّنا ودل يسمعوا عنها‪ ،‬ليتوصلوا بذلك إذل الطَّعن ُب الدين‪ ،‬وتضييع شرائع‬

‫(‪) 66 - 1‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫اإلسالـ‪ ،‬وإبطاؿ ُ‪٤‬تكماتو بنُقولت نادرة أو بتتبُّع بعض ا‪١‬تػ ْشتَبِه ِ‬


‫ات من األحاديث أو اآليات‪،‬‬ ‫ُ َ‬
‫فتَػلَ َّقنَػ َها َوتَػلَق َ‬
‫َّاىا أولئك عنهم‪ ،‬وصاروا يكتبوف ُب الصحف وينشروف ذلك ُب وسائل إعالمية‬
‫ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلو عن حقائقو اليت أرادىا ا﵁ تبارؾ وتعاذل‪.‬‬

‫وقد كاف يقاؿ‪" :‬ما أحسن اإلٯتاف ويزيّنو العِلم‪ ،‬وما أحسن العلم ويزينو العمل‪ ،‬وما أحسن‬
‫الرفق‪ ،‬وماُ أضيف شيء إذل شيء مثل ِحلم إذل ِعلم"‪.‬‬ ‫العلم ويزينو ِّ‬

‫وُب ىذا يقوؿ ابن مسعود ‪-‬رضي ا﵁ عنو‪" :-‬ما استغٌت أح ٌد با﵁ إل احتاج إليو الناس‪ ،‬وما‬
‫عمل أحد ٔتا َعلَّ َموُ ا﵁ إل احتاج الناس إذل ما عنده"‪.‬‬

‫يقوؿ سفياف ابن عيينة‪" :‬من َع ِم َل ٔتا يعلم ُك ِف َي ما دل يعلم"‪.‬‬

‫الرجل ِمنَّا إذا تعلم عشر آيات‪ ،‬دل ُ‪٬‬تاوزىن حىت‬


‫وابن مسعود ‪-‬رضي ا﵁ عنو‪ -‬يقوؿ‪" :‬كاف َّ‬
‫يعرؼ معانيهن والعمل هبن"‪.‬‬

‫وىديو‬ ‫ِِ‬
‫وكما يقوؿ ا‪ٟ‬تسن‪" :‬كاف الرجل يطلب العلم‪ ،‬فال يلبث أف يػَُرى ذلك ُب َٗتَشُّعو َ‬
‫ولسانو ويده"‪.‬‬

‫وتعرفوف ما جاء عن علي ‪-‬رضي ا﵁ عنو‪ -‬وسفياف الثػ َّْوِري‪" :‬يَهتف العلم بالعمل‪ ،‬فإف أجابو‬
‫وإل ْارَٖتَل"‪.‬‬

‫ب إليك أو العمل؟ فقاؿ‪ :‬إ‪٪‬تا يُراد العلم للعمل‪،‬‬


‫َح ُّ‬ ‫ِ‬
‫و‪١‬تا ُسئ َل الثوري ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪" :-‬طلب العلم أ َ‬
‫فال تَ َدع طلب العلم للعمل‪ ،‬ول تدع العمل لطلب العلم"‪.‬‬

‫(‪) 66 - 6‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫الزىري‪ِ " :‬من َغوائِل العلم أف يًُتؾ العمل بو حىت يذىب‪ ،‬ومن غوائلو النسياف‪ ،‬ومن‬
‫وذكر ُّ‬
‫غوائلو الكذب فيو"‪.‬‬

‫الشعيب ‪-‬رحم ا﵁ ا‪ٞ‬تميع‪ -‬على حفظ ا‪ٟ‬تديث بالعمل بو‪ ،‬وكانوا‬


‫وكانوا يستعينوف كما يقوؿ َّ‬
‫يستعينوف على طلبو بالصوـ؛ ألجل أَّل يشتغلوا بإعداد الطعاـ‪ ،‬وأكلو‪ ،‬والتَّشاغل بو‪.‬‬

‫علما‪،‬‬
‫ث ا﵁ لك ً‬
‫َح َد َ‬
‫السختياين ‪-‬رحم ا﵁ ا‪ٞ‬تميع‪" :-‬إذا أ ْ‬‫ويوصي أبو قِالبَة تلمي َذه أيوب ِّ‬
‫ِّث بو"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ك أف ُٖتَد َ‬
‫فأحدث لو عبادة ول يكن َ‪٫‬تُّ َ‬

‫مرة تكن من أىلو"‪.‬‬


‫وُب ىذا يقوؿ ا‪١‬تػُالئي‪" :‬إذا بلغك شيءٌ من ا‪٠‬تَت فاعمل بو ولو َّ‬

‫الرجل الذي بات عند اإلماـ أ‪ٛ‬تد ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬ليلةً وىو ‪٦‬تن‬ ‫‪ٚ‬تيعا نعرؼ خرب ذلك َّ‬ ‫ولعلنا ً‬
‫أصبح نظر اإلماـ أ‪ٛ‬تد‬
‫فلما َ‬‫يطلب ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬فجاء اإلماـ أ‪ٛ‬تد ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬ووضع ا‪١‬تاء عنده‪َّ ،‬‬
‫‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬إذل ا‪١‬تاء فإذا ىو كما كاف‪ ،‬يعٍت أنَّو دل يقم من الليل فيتوضأ فيصلي‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬
‫رد من الليل!"؛ ألف اإلماـ أ‪ٛ‬تد ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬كاف‬ ‫رجل يطلب العلم ل يكوف لو ِو ٌ‬
‫"سبحاف ا﵁ ٌ‬
‫كتبت حديثًا عن النيب صلى ا﵁ عليو‬ ‫ِ‬
‫يعمل ٔتا علم حىت ُب األمور الدقيقة‪ .‬وكاف يقوؿ‪" :‬ما ُ‬
‫مر يب ا‪ٟ‬تديث أف النيب صلى ا﵁ عليو وسلم احتجم وأعطى‬ ‫وسلم إل وقد عملت بو‪ ،‬حىت َّ‬
‫دينارا"‪.‬‬
‫ا‪ٟ‬تجاـ ً‬ ‫دينارا فاحتجمت وأعطيت َّ‬ ‫ا‪ٟ‬تجاـ ً‬
‫َّ‬
‫فكانوا يُوصوف بالعمل ويروف أنَّو من أسباب حفظ العلم ‪-‬كما سيأٌب‪.-‬‬

‫ظ ا‪ٟ‬تديث فاعمل بو"‪.‬‬


‫و‪٢‬تذا يقوؿ وكيع بن ا‪ٞ‬تََّراح ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪" :-‬إذا أردت أَف َٖت َف َ‬

‫(‪) 66 - 13‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫يُروى عن الثَّوري‪" :‬العلماء إذا َعلِ ُموا َع ِملُوا‪ ،‬فإذا عملوا ُشغِلُوا‪ ،‬فإذا ُشغِلُوا فُِق ُدوا‪ ،‬فإذا فقدوا‬
‫طُلبوا‪ ،‬فإذا طُلبوا ىربوا"؛ يعٍت َّأَّنم ل يَػتَػ َفَّرغُ ْو َف‪ ،‬ينشغلوف‪ ،‬أوقاهتم مشغولة معمورة‪ ،‬ل يكوف‬
‫بطال فار ًغا‪ ،‬ل يدري أين يذىب‪ ،‬وكيف يقضي ىذا ا‪١‬تساء!‬
‫طالب العلم ً‬

‫وكاف بِشر بن ا‪ٟ‬تارث ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يقوؿ‪" :‬أ ّدوا زكاة ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬فاستعملوا من كل مائيت حديث‬
‫‪ٜ‬تسة أحاديث"‪ ،‬يعٍت اثناف ونص ًفا با‪١‬تائة‪.‬‬

‫فينبغي لطالب العلم ‪-‬أيها األحبة‪ ،-‬طالب ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬طالب السنة‪ ،‬كما يقوؿ ا‪٠‬تطيب‬
‫عامة أموره عن طرائق العواـ؛ باستعماؿ آثار الرسوؿ‬
‫البغدادي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪" :-‬أف يَػتَ َميَّػَز ُب َّ‬
‫السنَّةَ مع نفسو"‪ ،‬فإف ا﵁ يقوؿ‪﴿ :‬لََق ْدُ َكا َفُلَ ُك ْمُفِيُ‬
‫صلى ا﵁ عليو وسلم ما أمكنو‪ ،‬وتوظيف ُّ‬
‫رس ِ ِ‬
‫سنَُةٌ﴾[األحزاب‪ ،]12:‬فيما ٭تبو ا﵁ عز وجل ويرضاه‪ٍ ،‬ب بعد ذلك يستوي مع‬ ‫ُح َ‬ ‫وؿُاللَُّوُأ ْ‬
‫ُس َوةٌ َ‬ ‫َُ‬
‫َمن ل علم لو ول عمل ول بصر!‬

‫وى ْديِنا‪،‬‬ ‫ِ‬


‫فهذا فضل عظيم‪ ،‬فينبغي أف نَػتَ َذ َّكَر ىذا ا‪١‬تعٌت ً‬
‫دائما‪ ،‬وأف يظهر أثر العلم على ‪ٝ‬تَْتنا‪َ ،‬‬
‫ودلِّنَا‪ ،‬وأخالقنا‪ ،‬وأعمالنا‪ ،‬وتعاملنا مع الناس‪ ،‬فيتميَّز طالب العلم؛ من رآه عرؼ أف ىذا‬
‫َ‬
‫طالب علم‪ ،‬أنو إنساف غَت عادي‪ ،‬جملرد ما يراه من بُت الناس‪ ،‬ىذا اإلنساف ٮتتلف عن‬
‫و‪ٝ‬تتو آثار‬
‫اآلخرين‪َ .‬وُك ُّل َمن اشتغل بصنعة أو بنوع من العلم فإنو يظهر على وجهو وىديو َ‬
‫عمن جهلو‪.‬‬
‫صنعتو ول بد‪ ،‬أدركو من أدركو وغاب َّ‬

‫أيضا لكنو يعرؼ‪ ،‬فقد‬


‫الناس يتفاوتوف ُب ىذا اإلدراؾ‪ ،‬كما يتفاوتوف ُب ظهور ذلك عليهم ً‬
‫تقوى آثاره على اإلنساف فيعرفو كل من رآه‪ ،‬وقد تضعف ىذه اآلثار فيعرفو أىل ِ‬
‫الفراسة؛ و‪٢‬تذا‬

‫(‪) 66 - 11‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫كاف بعض أىل العلم من أىل الفراسة يقوؿ ‪١‬تن دخل عليو‪ :‬أنت تشتغل بكذا وأنت تشتغل‬
‫بكذا‪ ،‬وأخبارىم ُب ىذا كثَتة‪- ،‬ولعلو يكوف ‪٣‬تلس مستقل ُب الكالـ عن ىذا ا‪١‬توضوع‪.-‬‬

‫‪ ‬ثانيًا‪ُ:‬فيُالكالـُعنُشروطُالتحصيل ُ‬

‫تحديدُالهدؼُوماذاُتريد؟ ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫أول أيها األحبة‪ :‬ينبغيُأفُنُح ُّددُالهدؼ‪ ،‬ماذاُتريد؟‬
‫‪٨‬تن نقوؿ ً‬

‫تتخصص ُب العلوـ الشرعية؟ فيكوف لك سلّم وطريقة ُب التعلم‪ ،‬تسَت عليو ول‬
‫َّ‬ ‫ىل تريد أف‬
‫تتعداه ول تتخطَّاه‪ ،‬وتنتقل من طَْور إذل طَْور‪ ،‬من مرحلة إذل مرحلة‪ ،‬حىت تصل‪.‬‬
‫بد‪ ،‬ول َّ‬

‫عز وجل‬
‫ضوُ ا﵁ َّ‬
‫أو تريد أف تعرؼ ُ‪ٚ‬ت ًال من العلم وتقف عند ا‪ٟ‬تَ ِّد الواجب؟ أف تعرؼ ما فَػَر َ‬
‫عليك ُب قضايا التوحيد والعتقاد وُب قضايا العمل؟‬
‫ِ‬
‫أو أف اإلنساف يريد أف يَطَّل َع َويَػتَػ َعَّرؼ على ُ‪ٚ‬تَ ٍل من العلم تزيد على ذلك‪ ،‬لكنّو يَػ ْق ُ‬
‫ص ُر عن‬
‫ت ‪٢‬تذا الغرض ُب‬ ‫درجة طالب العلم من أىل الختصاص فيو؟ فهذه ‪٢‬تا كتب ومؤلفات ُو ِض َع ْ‬
‫شىت العلوـ‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪ٚ‬تيعا‪" :‬ابدأوا‬
‫دائما‪ ،‬نقوؿ ‪٢‬تم ً‬
‫فمن غَت الصحيح ‪-‬كما سيأٌب إف شاء ا﵁‪ -‬أف نَ ْشغَ َل الناس ً‬
‫مثال ُب النحو ٍب [قَطُْر النَّدى] أو [ ُملحة اإلعراب]‪ٍ ،‬ب [شذور الذىب]‪،‬‬ ‫بكتاب [اآلجُّر ِ‬
‫وميَّة] ً‬ ‫ُ‬
‫ٍب [األلفية]"‪ ،‬ل! ماذا يريد ىذا اإلنساف؟ وقد يُستغٌت عن بعض العلوـ بالنسبة إليو؛ قد نقوؿ‬
‫صلُ ُح ‪١‬تثلو‪.‬‬
‫أصال!‪ ،‬فإف أىب‪ :‬أعطيناه كتابًا يَ ْ‬
‫لو‪ :‬ل شأف لك ُب قواعد الفقو ول ُب أصوؿ الفقو ً‬
‫(‪) 66 - 12‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫احدا ونطالب ا‪ٞ‬تميع بسلوكو‪ ،‬ونفس الكتب! ىذا غَت صحيح‪ ،‬فال بد‬
‫أما أف نَػ ْر ُس ُم طري ًقا و ً‬
‫من ٖتديد ا‪٢‬تدؼ‪.‬‬

‫المحلُالقابل ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫فإذا أراد اإلنساف أف يتميَّز ُب العلم وأف يكوف نابغًا فيو‪ :‬فهذا ل بُ َّد لو من شروط‪ ،‬وىناؾ قُ َد ْر‬
‫قد ل يكوف لإلنساف يَ ٌد فيها‪ ،‬إ‪٪‬تا ىي مواىب من ا﵁ تبارؾ وتعاذل‪.‬‬

‫أيضا ما إذا تَػ َفطَّ َن إليو اإلنساف اللَّبيب‪ ،‬فإنَّو قد‬


‫طورىا‪ ،‬وىناؾ ً‬
‫وىناؾ أشياء ٯتكن لإلنساف أف يُ ّ‬
‫عط ِو‪.‬‬
‫وجل من القدرات ما دل ي ِ‬
‫ُ‬ ‫عز َّ‬‫صلُو من أعطاىم ا﵁ َّ‬‫صل ما ل ُ٭ت ِّ‬
‫ُ٭ت ِّ‬

‫فالعلم إذا أراد اإلنساف أف يكوف نابغًا فيو‪ :‬فهذا ل بُ َّد أف يكوف لو ا﵀ل ال َقابِل‪ ،‬وا﵀ل القابل‪:‬‬
‫أف يكوف عند ىذا اإلنساف عقل وفطنة وذكاء‪ ،‬وىذه األمور مواىب من ا﵁ تبارؾ وتعاذل‪.‬‬
‫ولكن كما أف الناس يتفاوتوف فيها إل أف العقل ٯتكن أف يُطََّوَر وأف يػُنَ َّمى بِبَػ ْع ِ‬
‫ض ا‪١‬تمارسات‪،‬‬
‫وىذا أمر معلوـ؛ ألف العقل منو ما ىو فطري ومنو ما ىو مكتسب؛ فاإلنساف الذي ٯتارس‬
‫كثَتا يرتقي عقلو وينمو ٓتالؼ من بَِقي على حالو‪ ،‬وقل مثل ذلك ُب األمور ا‪ٟ‬تياتية‪،‬‬ ‫العلم ً‬
‫ب ُب‬‫اإلنساف الذى يسمع ٕتارب اآلخرين‪ ،‬أو يقرأ ُب التاريخ‪ ،‬أو يستفيد من اآلراء‪ ،‬أو ُ‪٬‬تَِّر ُ‬
‫كثَتا‪ ،‬ينمو لو من العقل ما ل يكوف عند غَته‪.‬‬
‫ا‪ٟ‬تياة ً‬
‫وجل لإلنساف‪ ،‬لكن الكثَتين من األذكياء قد ل يَستفيدوف‬ ‫عز َّ‬ ‫أيضا ىو أمر يَػ َهبُوُ ا﵁ َّ‬
‫والذكاء ً‬
‫ا‪١‬تالحظ أف الكثَتين من األذكياء يُبتَػلَوف بالكسل‪ ،‬فيكوف ذلك ُمثَبِّطًا ‪٢‬تم‬
‫من ذكائهم‪ ،‬بل إف َ‬
‫ومعُ ّوقًا ‪٢‬تم عن التميز والتَ َم ُّه ِر‪ ،‬سواءً ُب العلوـ الشرعية أو ُب غَتىا‪.‬‬
‫َ‬

‫(‪) 66 - 13‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ولذلك انظر‪ :‬كم يتميّز ُب العلوـ‪ُ ،‬ب الرياضيات‪ُ ،‬ب الطب‪ُ ،‬ب الكيمياء‪ُ ،‬ب اللغة العربية‪،‬‬
‫فضال عن العلوـ الشرعية من الفقو‪ ،‬وا‪ٟ‬تديث‪ ،‬والتفسَت‪ ،‬وما إذل ذلك؟‬
‫ً‬

‫الذين يدرسوف ُب ىذه التخصصات كثَتٌ من األذكياء‪ ،‬لكن كم يتميَّز منهم؟ القلة! فالذكاء‬
‫وحده ل يكفي‪.‬‬

‫ولذلك قد يكوف اإلنساف متوسط الذكاء لكن عنده من الصرب وا‪ٞ‬تلَ ِد وا‪٢‬تِ َّم ِة وي ِسَت على طر ٍ‬
‫يقة‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ‬
‫صل ويتميَّز‪ ،‬و٭تصل ما ل ٭تصلو‬ ‫ص ُر عليو السنوات الطِّواؿ فَػيُ َح ِّ‬ ‫ٍ‬
‫صحيحة ُب التػَّعلُّ ِم فَػتَختَ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أولئك‪.‬‬

‫‪ُ،‬والعقلُوحدهَُلُيكفي‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫فالذكاءُوحدهَُلُيكفي‬

‫كما أف اإلنساف ٭تتاج إذل رغبة‪ ،‬تكوف عنده شهوة ورغبة ُب التحصيل‪ ،‬ويذكروف ً‬
‫أيضا‬
‫مشغول بطلب لقمة العيش‪ ،‬وليس عنده وقت‪ ،‬يعمل‬
‫ً‬ ‫الكتفاء‪ْ ،‬تيث ل يكوف ىذا اإلنساف‬
‫من أوؿ النهار إذل وسط النهار ٍب يعمل بعد ذلك إذل الليل‪ ،‬أو يعمل من أوؿ النهار من‬
‫ص ُل من العلم؟!‬
‫طلوع الشمس إذل غروهبا ويرجع ُم َنه ًكا‪ .‬ىذا مىت ُ٭تَ ِّ‬

‫صا ُب العلم الشرعي وىو هبذه ا‪ٟ‬تالة‪،‬‬ ‫ِ‬


‫صً‬‫يرغب أف يكوف ُمتَ َخ ِّ‬
‫ولذلك َٕت ُد بعض الناس أحيانًا ُ‬
‫فهذا أمر ل ٯتكن!‬

‫ضوُ‪ُ .‬‬ ‫كُيُػ ْع ِط َ‬


‫كُبَػ ْع َ‬ ‫ْمُأَ ْع ِط ِوُ ُكلَّ َ‬ ‫ِ‬
‫فَالعل ُ‬

‫(‪) 66 - 14‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫اغُوخلوُالقواطعُ ُ‬
‫ّ‬ ‫وقتُالفر‬ ‫‪-3‬‬
‫الخلُِّوُمنُالقواطع الػ ُُم ُِ‬
‫ذىلة ‪-‬كما يقولوف‪-‬؛‬ ‫كما أنو ٭تتاج إذل وقتُوفراغ ً‬
‫أيضا‪ ،‬٭تتاج إذل ُ‬
‫كثَتا من العلم‪ ،‬ألف قلبو‬
‫ص ُل ً‬‫اإلنساف الذى عنده مشاكل و‪٫‬توـ ىذا يبقى قلبو ُم َش َّو ًشا‪ ،‬ل ُ٭تَ ِّ‬
‫يَػتَػ َفَّر ُؽ َعلَْي ِو‪ ،‬فال َ‪٬‬تتمع ول يَلتئم‪ ،‬فإذا حصل مع ذلك طوؿ العمر فإف ىذا اإلنساف َسيُ َح ِّ‬
‫ص ُل‬
‫٭تصلو غَته‪.‬‬
‫ما ل ّ‬
‫انظر إذل الشيخ حافظ ا‪ٟ‬تكمي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬تُوُب وىو صغَت وىو عادل‪ ،‬ومن شيوخو الشيخ‬

‫عبدالعزيز بن باز ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ ،-‬لكن انظر كم عُ ِّمَر ىذا وكم عُ ِّمَر ىذا؟ فهذه القضية ‪٢‬تا تأثَتٌ‬
‫ُب التحصيل كما ل ٮتفى‪.‬‬

‫المعُلّمُالذيُيُحسنُالُتَّعليم ُ‬ ‫‪-4‬‬
‫أمر لبُ َّد ِمْنوُ‪ :‬الظََّف ُرُبالمعلمُالذيُيُ ْح ِس ُنُالتعليم‪،‬‬
‫أيضا وىو ٌ‬ ‫كما َّ‬
‫أف العلماء يذكروف ً‬
‫وسيأٌب الكالـ على ىذه ا‪١‬تأساة!‬

‫وقد َ‪ٚ‬تَ َع الشافعي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ُٚ -‬تلة من ىذه الشروط باألبيات ا‪١‬تعروفة‪:‬‬

‫صيلِها بِبػي ِ‬
‫اف‬ ‫ِ‬ ‫َخي لَ ْن تَػنَ َاؿ العِْل َم َّإل بِ ِست ٍَّة * * * َسأُنْبِْي َ‬
‫أِ‬
‫ك َع ْن تَػ ْف ْ َ َ َ‬
‫اد وبػ ْلغَةٌ * * * وصحب ِة أُستَ ٍاذ وطُو ُؿ َزم ِ‬
‫اف‬ ‫ذَ َكاء و ِحرص و ِ‬
‫َ ُ َْ ْ َ ْ َ‬ ‫اجت َه ٌ َ ُ‬
‫ٌَ ْ ٌ َ ْ‬

‫(‪) 66 - 15‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ب من أجل التَّحصيل‬ ‫وقد ذكر شيخ اإلسالـ ابن تيمية ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬من القدرة اليت تُطْلَ ُ‬
‫صنَّػ َف ِة‪ ،‬علماء‬ ‫ِ ِ‬
‫العلمي‪" :‬استعداد العقل َو َسابَِقة الطلب ومعرفة الطُُّرؽ ا‪١‬توصلة إليو من الكتب ا‪١‬تػُ َ‬
‫ُمتَػ َقدِّمو َف‪ ،‬وسائِر األدلة ا‪١‬تتعددة‪ ،‬والتَّػ َفُّرغ لو عما يُشغَل بو غَته"‪ ،‬وىذه كلها من ‪ٚ‬تلة ال ُق ْد َرةِ‪.‬‬

‫شروطُللنبوغ‪،‬‬
‫ُِ‬ ‫وا‪١‬تقصود ‪-‬أيها األحبة‪َّ -‬‬
‫أف ىذه األمور حينما تُذكر فا‪١‬تقصود بذلك أَّنا‬
‫األمر كما قاؿ اإلماـ الشافعي‬ ‫ُّ ِ‬
‫ص ُل اإلنساف مع َٗتَلف بعض ىذه الشروط‪ ،‬لكن ُ‬ ‫ولكن قد ُ٭تَ ِّ‬
‫قابال َزَكا َريِ ُع‬
‫ب‪ ،‬فإذا كاف الطبع ً‬ ‫أرض والعِلم بِ ْذرةٌ‪ ،‬ول يكوف العلم إل بالطَّلَ ِ‬ ‫ر‪ٛ‬تو ا﵁‪" :‬الطَّْب ُع ٌ‬
‫ُ َ‬
‫وخ‪ ،‬و‪٢‬تذا يقوؿ‬
‫الر ُس ِ‬ ‫فكالمهم َّإ‪٪‬تا ىو ُب التَ َميُّ ِز والت َ‬
‫َّم ُّه ِر والنبوغ و ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ت معانيو"‪،‬‬
‫العلم‪َ ،‬وتَػ َفَّر َع ْ‬
‫َّعِيب ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪َّ " :-‬‬
‫أف ىذا العلم ل يَصلح إل ‪١‬تن فيو عقل َونُ ُسك"‪.‬‬ ‫الش ْ‬
‫أحدا كر‪ٛ‬تيت لرجلُت‪ :‬رجل يطلب العلم ول فهم لو‪ ،‬ورجل يفهم‬
‫وكاف ال َفَّراءُ يقوؿ‪" :‬ل أرحم ً‬
‫وإين ألعجب ‪٦‬تن ُب ِوسعو أف يَطلب العلم ول يتعلم!"‪.‬‬
‫ول يطلبو‪ِّ ،‬‬

‫َّم ِاـ‬ ‫ودل َأر ُب عيوب النَّاس عيبًا * * * َكنَػ ْق ِ ِ ِ‬


‫ص ال َقادريْ َن على الت َ‬
‫الر ْغبِ ِة‪ ،‬وىذه الرغبة قد تكوف غَت‬ ‫فإذا وِج َد ِ‬
‫ت األىلية عند اإلنساف‪ ،‬٭تتاج مع ذلك إذل َّ‬ ‫ُ‬
‫و‪٣‬تَّرب‪.‬‬
‫شاىد ُ‬ ‫الس العلم‪ ،‬وىذا شيء ُم َ‬ ‫س ْتضور َ‪٣‬ت ِ‬
‫موجودة‪ ،‬ولكن ‪٦‬تكن أف تُوجد بإلزاـ النَّػ ْف ِ‬

‫توجد بإلزاـ النفس بالقراءة والطالع والنظر والبحث‪ ،‬حىت يكوف ذلك َس ِجيَّةً َو َع َاد ًة َر ِاس َخةً‬
‫لَوُ‪ ،‬فإذا خرج من َمكتبتو فكالسمكة حُت ٗترج من ا‪١‬تاء‪ ،‬ل َِ‪٬‬ت ُد لَ َّذتَوُ ول أُنسوُ ول راحتوُ ول‬
‫‪٣‬تالس العل ِم‪.‬‬
‫الكتب وُب ِ‬‫ِ‬ ‫نعيموُ َّإل بُت‬

‫(‪) 66 - 16‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫وجد بالنَّظر ُب ِس ََِت العلماء‪ُ ،‬ب ‪٥‬تالطتهم‪ُ .‬ٯتكن أف توجد بالقراءة ُب‬ ‫ىذه الرغبة ُٯتكن أَف تُ َ‬
‫َّاؽ العِْل ِم أيُّها األحبة كما يقوؿ ا‪ٟ‬تافظ ابن‬ ‫وجل ألىلو؛ فَػعُش ُ‬ ‫عز َّ‬ ‫َع َّد ا﵁ َّ‬
‫فضائل العلم وما أ َ‬
‫اش ٍق ِٔتَْع ُش ْوقِ ِو‪ ،‬وكثَتٌ منهم ل يَشغلهم‬
‫القيم ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪" :-‬أعظم َشغَ ًفا بِِو وع ْش ًقا لَو ِمن ُك ِّل ع ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬
‫ص ِّوَر العلم صورة لكانت أ‪ٚ‬تل من صورة الشمس‬ ‫عنو أ‪ٚ‬تل صورةٍ م َن البشر"‪ ،‬وكاف يقوؿ‪" :‬لَ ْو ُ‬
‫والقمر"‪ ،‬وصدؽ ر‪ٛ‬تو ا﵁!‬

‫ِ‬
‫اس ُب‬‫ُّع ُ‬‫رجل من أىل العلم كاف يقوؿ‪" :‬إِ َذا َغشيَِ ٍْت النػ َ‬ ‫وانظروا أَيُّها األحبة وقارنوا ْتالنا‪ ،‬فهذا ٌ‬
‫لت‬ ‫اضل ع ِن ا‪ٟ‬ت ِ‬ ‫ِ‬
‫اجة‪ ،-‬يقوؿ‪ :‬فاذا اعًتاين ذلك تَناو ُ‬ ‫غَت وقت نوـ ‪-‬وبئس الشيء النَّوـ ال َف ُ َ َ َ‬
‫ض ا‪ٟ‬تاجة‪،‬‬ ‫األرَِ٭تيَّ ِة اليت تَػ ْع ًَِتيٍِْت عند الظََّف ِر بِبَػ ْع ِ‬
‫ب ا‪ٟ‬ت َك ِم‪ ،‬فأجد اىتزازي للفوائد و ْ‬
‫كتابا من ُكتُ ِ ِ‬
‫ً‬
‫َش َّد إِيقاظًا ِمن ََّنِْي ِق ا‪ٟ‬تَ ِم َِْت‪َ ،‬وَىدَّةِ ا‪٢‬تَْدِـ"‪،‬‬‫ُت‪ ،‬أ َ‬ ‫والذي يَػ ْغ َشى قَليب من سروِر ال ْستِبَانَِة و ِعِّز التَبَػ ُّ ِ‬
‫َ‬
‫‪٨‬تن إف أردنا أف نناـ أصابنا األرؽ‪ ،‬لرٔتا نَػ ْع َم ُد إذل كتاب من أجل أف نناـ!‪ ،‬إذا أخذ اإلنساف‬
‫َّوـ وألقى عليو ِس ْربَالَوُ‪ ،‬فهذا َِ‪٬‬ت ُد ىذا‬ ‫ِ‬
‫ضَر ُب ‪٣‬تلس العلم َغلَبَوُ الن ُ‬ ‫الكتاب بدأ يتثاءب!‪ ،‬وإذا َح َ‬
‫ب األدب!‬ ‫الىتزاز والنَّشاط إذا نظر ُب كتاب من ُكتُ ِ‬

‫الصبرُوالمصابرة ُ‬ ‫‪-5‬‬
‫الصرب ‪-‬أيها األحبة‪ُ -‬ب األعماؿ القلبية‪،‬‬ ‫كثَتا عن َّ‬ ‫الصب ُِر فقد ٖتد ُ‬
‫َّثت ً‬ ‫ا‪ٟ‬تديث عن َّ‬
‫ُ‬ ‫و َّأما‬
‫الدنْػيَ ِويَِّة واألخروية‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ٖتصيل ا‪١‬تطلوبات ُّ‬ ‫السبيل والطَّريق إذل‬
‫فالصْبػ ُر عُ َّدةٌ‪ ،‬وىو َّ‬
‫َّ‬

‫الدنيا‪.‬‬
‫السبيل إذل ٕتاوز ا‪١‬تصاعب والشَّدائد واآللـ واألنكاد ُب ىذه ا‪ٟ‬تياة ُ‬
‫وىو َّ‬

‫(‪) 66 - 11‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫الصربُ َم ِطيَّةٌ من َركِبَها أفلح َوظَِفر‪.‬‬


‫َّ‬

‫ومرًة ٔتكة‪،‬‬
‫مرة ببغداد‪َّ ،‬‬
‫مرتُت‪َّ :‬‬
‫َّـ ُب طلب ا‪ٟ‬تديث َّ‬ ‫ِِ‬
‫ت الد َ‬
‫ىذا ابن طاىر ا‪١‬تػَْقدسي يقوؿ‪" :‬بػُْل ُ‬
‫ط ُب طلب ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬وكنت أ‪ٛ‬تل‬ ‫كنت أمشي حافيًا ُب ا‪ٟ‬تَِّر فَػلَ ِح َق ٍِت ذلك‪ ،‬وما ركبت دابَّة قَ ُّ‬
‫أعيش على ما يأٌب"‪.‬‬
‫أحدا‪ ،‬كنت ُ‬ ‫كتيب على ظهري‪ ،‬وما سألت ُب حاؿ الطلب ً‬

‫وىذا التِ ِْربيْ ِزي ابن ا‪٠‬تطيب حصلت لو نسخة من كتاب [هتذيب اللغة لألزىري] ‪-‬وىو كتاب‬
‫العالء ا‪١‬ت َعِّري‪ ،‬فجعلها ُب‬ ‫كبَت ُب ُ‪٣‬تلدات‪ ،-‬فأراد أف يأخذىا عن عا ٍدل باللغة‪ ،‬فَد َّؿ على أيب ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ‬
‫َ‬
‫العَر ُؽ ِم ْن‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫‪٥‬تْ َالة َو َ‪ٛ‬تَلَ َها على َكتفو من ت ِْربيز إذل ا‪١‬تػََعَّرة‪ ،‬ودل يكن لو ما يَستأجر بو مركوبًا‪ ،‬فَػنَػ َف َذ َ‬
‫ظهره إليها‪.‬‬

‫وقد قيل إَّنا ببعض األوقاؼ ُب بغداد ُب خزائن الكتب‪ ،‬وأف ا‪ٞ‬تاىل ٓتربىا إذا رآىا يظن أَّنا‬
‫غريقة‪ ،‬وليس الذي هبا إل عرؽ ٭تِت بن علي التربيزي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪.-‬‬

‫ص َل من العلوـ الفلسفية ما حصل َوا ْشتُ ِهَر هبذا‪١ ،‬تا سألو‬


‫وىذا ُس ْقَراط الفيلسوؼ الضَّاؿ َح َّ‬
‫الزيت أكثر ‪٦‬تا شربت من‬
‫أنفقت من َّ‬
‫ُ‬ ‫أَّن لك ىذا العلم؟ قاؿ‪" :‬ألنٍت‬ ‫بعض ا‪١‬تعجبُت بو‪َّ :‬‬
‫ا‪١‬تاء"؛ يعٍت الزيت الذي يػُ ْوقِ ُد بو ِّ‬
‫السراج ليقرأ ُب الليل‪.‬‬

‫مالزمةُأىلُالعلم ُ‬ ‫‪-6‬‬
‫لم؛ العلماء أيها األحبة إذل القرف ا‪١‬تاضي‬ ‫ُالع ُِ‬‫ُألىل ِ‬
‫الزَمةً ِ‬
‫أيضا ْتاجة إذل ُم َ‬
‫كما أف اإلنساف ً‬
‫كانوا يالزموف حلَقة ِ‬
‫العادل‪ ،‬وىذا العادل ىو الذي يػُ َو ِّج ُه ُه ْم َويَػتَ َش َاوُر َم َع ُه ْم أو ٮتتار ‪٢‬تم الكتاب‬ ‫َ ََ‬
‫(‪) 66 - 11‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫درس‪ ،‬ويَػْبػ َقوف على ىذه ا‪ٟ‬تاؿ ا‪١‬تدة الطويلة تصل إذل ثالثُت سنة أو أكثر‪ ،‬حىت‬ ‫الذي يُ َ‬
‫يَػتَ َخَّر ُجو َف على يَ ِدهِ عُلَ َماء‪.‬‬

‫مثال‪َ ،‬ك ْم َٗتََّر َج ِم ْن َحلَ َقتِ ِو ِم َن العُلَ َماء؟‬


‫اقرؤوا ُب تر‪ٚ‬تة الشيخ ‪٤‬تمد بن إبراىيم ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ً -‬‬
‫جدا‪ ،‬حلقة عادل واحد!‪ ،‬واقرأوا ُب تراجم العلماء قبلو‪.‬‬
‫والقضاة؟ أعداد كبَتة ً‬

‫ت ا‪ٟ‬تاؿ‪ ،‬واشتغل الناس باألعماؿ‪ ،‬والوظائف‪ ،‬والتجارات‪ ،‬وكاف بَػ َو ِاد ُر ذلك‬ ‫ٍب بعد ذلك تَػغَيَّػر ِ‬
‫َ‬
‫ٕتدونو ُب ما كتبو الشيخ عبد الر‪ٛ‬تن بن َس ْع ِدي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ُ -‬ب رسائلو اليت كتبها للشيخ عبد‬
‫ب بَ َدأوا يَػتَػ َفلَّتُو َف‬ ‫ا﵁ بن َع ِقيل ‪-‬رحم ا﵁ ا‪ٞ‬تميع األحياء واألموات‪ ،-‬كاف يَ ْذ ُك ُر لَوُ َّ‬
‫بأف الطَُّّال َ‬
‫ويتناقصوف ْتثًا عن الوظائف واألعماؿ‪ ،‬وىذا األمر الذي كاف الشيخ ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يذكره صار‬
‫ظاىرا‪ ،‬ونشأ عليو الصغَت وشاب عليو الكبَت‪!..‬‬
‫بعد ذلك شيئًا ً‬
‫فأصبحنا ‪-‬لألسف‪ُ -‬ب واقع لرٔتا ل يُعيننا على التحصيل العلمي ا‪١‬تتميِّز‪ ،‬وصار طالب العلم‬
‫ض ُر‪ ،‬وىو الذي يػُ َقِّرر َّ‬
‫أف‬ ‫يتذوؽ وىو أمَت نفسو‪ ،‬ىو الذي يضع ا‪٠‬تطة‪ٍ ،‬ب بعد ذلك يبدأ َْ٭ت ُ‬
‫َّ‬
‫مؤصل أو غَت‬ ‫أىل أف يتلَّقى على يديو وأف يُثٍت ُّ‬
‫الركب عنده‪ ،‬وأ ّف ىذا الدرس َّ‬ ‫ىذا الشيخ ٌ‬
‫مؤصل!‬
‫َّ‬

‫َّ‬
‫ويتحدث عن درس عادل من العلماء! يقوؿ‪" :‬ىذا الدرس ما فيو‬ ‫شاب ليس ُب وجهو شعرة‬
‫تأصيل"!؛ ىو ‪ٝ‬تع كلمة "تأصيل"‪ ،‬فأراد أف يُطَبِّ َق عمليًا‪ ،‬فبدأ ٭تضر الدروس ويَظُ َن أنو إذا‬
‫قيل‪ :‬درس فيو تأصيل أنَّو يقوؿ‪ :‬األصل األوؿ ُب التأصيل كذا واألصل الثاين‪ ،‬يظن يبدو أف‬
‫الدروس هبذه الطريقة‪ ،‬فما ُب تأصيل!‬

‫(‪) 66 - 16‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ما ىو التأصيل؟‬

‫التأصيل‪ُ:‬أفُيذكرُمأخذُالمسألةُوالدليلُمنُالكتابُأوُمنُالسنة‪ُ .‬‬

‫قليال‪ٍ ،‬ب بعد ذلك يبدو لو أف ىذا‬ ‫فالشاىد َّ‬


‫أف الكثَتين أصبحوا يَػتَ َذ َّوقُو َف؛ فيحضر عند ىذا ً‬
‫الدرس ل يصلح لو‪ ،‬إما ألنو أقل من مستواه أو أنو أعلى من مستواه ‪-‬إف تواضع‪ ،-‬أو ألف‬
‫ضر ‪-‬كما يقوؿ‪ ،-‬أو ألف ىذا الشيخ يَػتَ َخلَّف ويغيب أو‬
‫ىذا الشيخ ل يعتٍت بالدرس ول ُ٭تَ ِّ‬
‫قليال‪ٍ ،‬ب تُشاىد ىذا بعد‬ ‫قليال و٭تضر ىنا ً‬
‫قليال و٭تضر ىنا ً‬‫غَت ذلك من األمور‪ ،‬فيحضر ىنا ً‬
‫َسئِلَتَوُ فهي أسئلة‬
‫عشر سنُت ٍب بعد عشرين سنة وإذا ىو كما رأيتو أوؿ مرة‪ ،‬وإذا ‪ٝ‬تعت أ ْ‬
‫العواـ! يسأؿ عن مسألة أياـ ا‪ٟ‬تج أو عن قضية تتعلق ٔتعاملة من ا‪١‬تعامالت أو ‪٨‬تو ىذا‪ ،‬أسئلة‬
‫عواـ! وأين ىذا التحصيل سنوات؟!‬

‫يتذوؽ‪ ،‬فقرأ من ىذا الكتاب ربع الكتاب‪ ،‬ومن ىذا الكتاب ربع الكتاب‪ ،‬ومن ىذا الباب‬
‫ث الكتاب‪ ،‬أرباع‪ ،‬وإف عرضت عليو أ‪ٝ‬تاء بعض األبواب من بعد‬
‫األوؿ‪ ،‬ومن ىذا حفظ ثػُلُ َ‬
‫ا‪١‬تنتصف لرٔتا دل يَسمع هبا‪.‬‬

‫فأقوؿ‪ :‬من أراد العلم ينبغي أف يصرب على ثٍت الركب ُب ‪٣‬تالس العلم‪ ،‬نعم فيها مشقة لكن‬
‫ثقوا ثقةً تامةً أف من اعتاد ذلك فإنو ‪٬‬تد من اللذة ما ل ‪٬‬تده أَقْػَرانُوُ وأصحابو الذين قضوا‬
‫أوقاهتم ُب النػَُّزهِ وا‪١‬تػُتع وا‪١‬تالىي والذىاب ىنا وىناؾ‪ ،‬جنَّة! روضة من رياض ا‪ٞ‬تنة! وىذا الكالـ‬
‫من دل ُ‪٬‬تَِّربُوُ ودل يَعرفو يستغرب‪ ،‬يقوؿ‪ :‬تتحدث عن ماذا؟ أين ا‪ٞ‬تنة؟ ا﵁ يعطي من شاء ما‬
‫شاء‪ ،‬وا﵀روـ ‪٤‬تروـ!‬

‫(‪) 66 - 23‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫س أبا ىريرة ‪-‬رضي ا﵁ تعاذل عنو‪ -‬عشرين سنة متوالية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فهذا نػُ َعيم ا‪١‬تػُ ْجمر ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪َ -‬جالَ َ‬
‫‪ٜ‬تسا وثالثُت سنة‪ ،‬واليوـ طالب العلم‬
‫وىذا عبد ا﵁ بن نافع جالس اإلماـ مالك ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ً -‬‬
‫درسا أو درسُت أو ثالثة أو صيفية عند عادل‪ ،‬وقاؿ شيخنا وقاؿ شيخنا!‬
‫٭تضر ً‬
‫ُ‬

‫احدا‪َّ ،‬إ‪٪‬تا أسئلة َ‬


‫و‪٣‬تالس فيها أسئلة‪ ،‬وقاؿ شيخنا وقاؿ شيخنا!‬ ‫درسا و ً‬
‫وأحيانًا دل ٭تضر لو ً‬
‫ٯتأل اجملالس هبذه العبارات‪ ،‬وماذا حضر؟! ىذا ‪ٜ‬تس وثالثُت سنة!‬

‫اصَر ِ‪٫‬تَّتو ُب ىذا الباب‪ ،‬ويكتفي ْتضور بعض الدروس القليلة‪،‬‬


‫فينبغي على اإلنساف أف ل تَػتَػ َق َ‬
‫ٍب بعد ذلك ينقطع‪ ،‬وكثَت من الناس ل يعرؼ العلم‪ ،‬فإذا درس دراسةً َّأوليَّة يَظُ ُّن أف ىذه‬
‫عاد عليو ثانيةً‪.‬‬ ‫األبواب ‪-‬اليت يسمع هبا بعد ذلك‪ -‬أَّنا ىي األبواب اليت درسها‪ ،‬و َّ‬
‫أف ىذا يُ ُ‬
‫درسا ُب كتاب أو‬
‫العلم على مراحل‪ ،‬و‪٢‬تذا ٕتد بعض من ل يعرؼ العلم حينما يأٌب و٭تضر ً‬
‫‪٨‬تو ىذا‪ ،‬ويسمع كتاب الطهارة أو ‪٨‬تو ذلك‪ ،‬يقوؿ‪ :‬درسناه ُب البتدائية!‬

‫(‪) 66 - 21‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫‪ ‬ثالثًا‪ُ:‬ماُىيُالطريقةُالصحيحةُفيُالتَّعلُّ ِمُوالتعليم؟ ُ‬

‫أمر ُب غاية األ‪٫‬تيَّة‪ ،‬وكاف ابن َخ ْل ُد ْو َف ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ُ -‬ب ُمقدمتو يَعيب على أولئك الذين ل‬
‫وىذا ٌ‬
‫ُ٭تسنوف التعليم‪ ،‬فيبدأوف مع ا‪١‬تتعلم با‪١‬تسائل الصعبة أو الدَّقِْيػ َقة‪ ،‬ويطرحوف عليو من غايات‬
‫أف العلم بعيد ا‪١‬تناؿ‪.‬‬ ‫الفنوف ما دل يتهيأ لفهمو‪ ،‬فيستصعب ذلك ويظن َّ‬

‫ذكر ابن بَدراف ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ُ -‬ب كتاب [ا‪١‬تدخل]‪ :‬أف السبب ُب بقاء الكثَتين السنوات الطويلة‬
‫ضعف قدراهتم وإمكاناهتم‪ ،‬أو لسوء التعليم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫من غَت ٖتصيل يرجع إما ل َ‬

‫سوء التعليم يبدأ‪ :‬كتاب اآلف ُب مصطلح ا‪ٟ‬تديث أو ُب النحو أو ُب الفقو بدأ الكتاب‬
‫بالبسملة‪" :‬البسملة؛ بدأ ا‪١‬تؤلف بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز و‪١‬تا روي عن النيب صلى ا﵁‬
‫عليو وسلم‪( :‬كلُأم ٍُرُ ُِذ ُ‬
‫يُبَاؿَُلُيُبدأُفيو‪ ،"..)..‬ويبدأ يتكلَّم على ا‪ٟ‬تديث ىل ىو صحيح‬
‫أو غَت صحيح؟!‬

‫َّر ىل‬
‫ٍب يبدأ يشرح البسملة‪ :‬الباء ىذه ىل ىي لالستعانة؟ أبدأ مستعينًا با﵁‪ ،‬بسم ا﵁‪ ،‬وا‪١‬تػَُقد ُ‬
‫ىو اسم أو فعل؟ بسم ا﵁ أبدأ أو بسم ا﵁ ابتدائي؟ وأيهما أبلغ؟ تقدير السم أو الفعل؟ وىل‬
‫مؤخر؟ أبدأ بسم ا﵁ أو ابتدائي بسم ا﵁ أو بسم ا﵁ ابتدائي؟ حىت ل َّ‬
‫يتقدـ‬ ‫ا‪١‬تقدَّر مق ّدـ أو ّ‬
‫شيء على اسم ا﵁؟ وىل َّ‬
‫ا‪١‬تقدر ىنا‪ ،‬خاص أو عاـ؟ بسم ا﵁ آكل‪ ،‬بسم ا﵁ أقرأ‪ ،‬أو بسم‬
‫ا﵁ أبدأ مطل ًقا ليصلح لكل شيء‪.‬‬

‫الس َمة يعٍت‬


‫الس ُم ِّو أو من ِّ‬
‫اآلف الكالـ كلّو ُب الباء!‪ ،‬وما جئنا لالسم وىل ىو ُم ْشتَ ُّق من ُ‬
‫العالمة‪ ،‬وشواىد ذلك من العربية‪ٍ .‬ب بعد ذلك (بسم ا﵁)‪١ ،‬تاذا ُحذفت األلف ُب البسملة ُب‬
‫(‪) 66 - 22‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫مادة‬
‫الكتابة؟ و(ا﵁) لفظ ا‪ٞ‬تاللة ىذا ىل ىو ُم ْشتَ ُّق أو جامد؟ وإف كاف مشت ًقا من أين ّ‬
‫الشتقاؽ؟‬

‫وكالـ طويل إذل اآلف ُب شرح البسملة‪ ،‬ما جئنا بعد لكالـ ا‪١‬تؤلف ُب ا‪١‬تقدمة‪" :‬ا‪ٟ‬تمد ﵁‬
‫والصالة والسالـ على رسوؿ ا﵁ فهذا ‪٥‬تتصر وضعتو ُب الفقو"؛ (ىذا) اإلشارة ىنا إذل موجود‬
‫أو مقدَّر ُب ال ّذىن؟ ألنّو إذا كتب ا‪١‬تقدمة ُب البداية فكيف يشَت هبذا وىو غَت موجود إذل‬
‫اآلف ا‪١‬تختصر؟ فيقوؿ لك‪ :‬٭تتمل أف يكوف كتب ا‪١‬تقدمة بعد أف كتب الكتاب فتكوف اإلشارة‬
‫مقدر ُب الذىن وأ ّف ىذا صحيح كقولو تعاذل‪:‬‬ ‫إذل موجود‪ ،‬و٭تتمل أف يكوف اإلشارة إذل َّ‬
‫ْمت َِّق َُ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ذَلِ َ ِ‬
‫ين﴾ [البقرة‪.]1ُ:‬‬ ‫بُفِ ِيو ُ‬
‫ُى ًدىُلل ُ‬ ‫ُريْ َ‬
‫اب ََُل َ‬
‫كُالْكتَ ُ‬
‫الض ِّم‬
‫ا‪١‬تادة ترجع إذل َ‬ ‫كتاب)‪ :‬والكتاب على وْزِف فِ َعاؿ وىو من ال َكْت ِ‬
‫ب‪ ،‬وأصل ىذه َّ‬ ‫فهذا ( ٌ‬
‫َ‬
‫وا‪ٞ‬تمع‪ ...‬ويأٌب بكالـ طويل‪ ،‬إذل اآلف ُب ا‪١‬تقدمة!‬

‫فلما يسمع طالب العلم ىذا الكالـ يقوؿ‪ :‬ىذا العلم صعب‪ ،‬إذل اآلف ُب ُمقدمة ا‪١‬تؤلف‪،‬‬
‫فمىت نصل إذل األبواب األخَتة ُب الكتاب؟! ىذا بعيد ا‪١‬تناؿ ل يصل إليو َّإل الواحد بعد‬
‫الواحد‪ ،‬فَػيَػْنػ َق ِطع ويًتؾ العلم بسبب سوء الطَّريقة ُب التعليم‪.‬‬

‫اجتمعنا على الفقو ‪١‬تاذا نشرح ا‪١‬تقدمة؟ ‪١‬تاذا نشرح البَ ْس َملَ ِة؟ بدرس التفسَت نشرح البسملة‪،‬‬
‫ب علينا ُمفارقتها‪٨ ،‬تن ُب الدورات ا‪١‬تنهجية نذكر ‪١‬تن‬
‫صعُ ُ‬
‫ولألسف اعتدنا طريقةً معينةً أحيانًا يَ ْ‬
‫يأٌب‪ ،‬نقوؿ‪ :‬ل تشرح ا‪١‬تقدمة‪ ،‬ل تشرح البسملة‪ ،‬ل تشرح ا‪ٟ‬تمدلة‪ ،‬ابدأ با‪١‬تقصود مباشرًة‪،‬‬
‫س‪" :‬بسم ا﵁‬
‫وبعض ا‪١‬تشايخ أقوؿ لو ىذا الكالـ عند الباب‪ ،‬ويقوؿ‪ :‬إف شاء ا﵁‪ٍ ،‬ب إذا َجلَ َ‬

‫(‪) 66 - 23‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫الر‪ٛ‬تن الرحيم ابتدأ بالبسملة‪ ،"..‬ويبدأ يُعيد نفس الطريقة!؛ العادة َغ َّالبَة‪ ،‬اإلنساف إذا اعتاد‬
‫ب عليو ُمفارقتو‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫صعُ ُ‬
‫على شيء يَ ْ‬
‫يف‪ ،‬واختالؼ الصطالحات ُب التعليم‪ ،‬وكثرة‬ ‫بل إف ابن خلدوف ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪َ -‬ع َّد َكثْػرةَ التَآلِ ِ‬
‫َ‬
‫ا‪ٟ‬تواشي‪ ،‬وا‪١‬تػُختصرات‪ ،‬وا‪١‬تػُطولت‪ ،‬أف ذلك من ُ‪ٚ‬تلة السباب ا‪١‬تػَُع ِّوقَِة عن العلم‪.‬‬

‫ىذا صحيح‪ ،‬لو أراد النساف أف يقضي العمر ُب فَ ٍن واحد؛ أصوؿ الفقو‪ ،‬أو مصطلح‬
‫ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬أو النحو‪ ،‬أو ‪٨‬تو ىذا‪ ،‬كم يوجد عندىم من ا‪١‬تختصرات والكتب ا‪١‬تتوسطة وا‪ٟ‬تواشي‬
‫ا‪١‬تطولت؟!‬
‫و َّ‬

‫ٖتدثنا عن‬ ‫إذا عرفت ىذا‪ ،‬أقوؿ‪ :‬ا‪ٝ‬تحوا رل أيها األحبة أف ُ‪٧‬تري مقارنة مع واقعنا وحالنا‪َّ ،‬‬
‫وذكر ا‪٠‬تالؼ‪ ،‬فإذا جاء التلميذ عند الشيخ ألوؿ َوْىلَ ٍة‬ ‫العلم أنو هبذه الطريقة من التَّطويل ِ‬

‫ا‪١‬تطولت‪،‬‬ ‫مثال من شروح ا‪ٟ‬تديث ومن كتب الفقو َّ‬ ‫ض ُر ُب الفقو ً‬‫أعطاه كل ما يستطيع!‪ُ ،‬٭تَ ِّ‬
‫ومن غَتىا‪..‬‬

‫مثال‪ ،‬أو شرح [عمدة الفقو]‪ ،‬ىذا ُوضع للمبتدئُت‪ ،‬فَػيُ ْح َش ُد‬
‫شرح كتاب [منهج السالكُت] ً‬
‫للتلميذ كل شيء من األقواؿ‪ ،‬وا‪٠‬تِالؼ واألدلة والًتجيح‪.‬‬

‫إذا كاف األمر كذلك‪ ،‬فلماذا ل يُبدأ بكتاب [اجملموع] أو [ا‪١‬تػُغٍت] من البداية؟! ولو قيل ‪٢‬تذا‬
‫الشيخ نظريًا‪ :‬نبدأ بكتاب [ا‪١‬تغٍت]‪ ،‬قاؿ‪" :‬ل‪ ،‬ىذا للمتقدمُت‪ ،‬ل يُبدأ هبذا‪ ،‬بل يُبدأ بكتاب‬
‫قوؿ و ٍ‬
‫احد"‪ ،‬فإذا شرحو َح َّولَوُ إذل موسوعة!‬ ‫ُ‪٥‬تتصر على ٍ‬

‫(‪) 66 - 24‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫و‪٢‬تذا صرنا نسمع أف ا‪١‬تختصر الفالين يُشرح ُب ٕٓ سنة‪ ،‬وىو ُ‪٥‬تتصر!‪ ،‬بعضهم يقوؿ أنو‬
‫شرح ٓ‪ ٜ‬حديثا ُب ٖ سنوات‪ ،‬على درس ٍ‬
‫يوـ ُب األسبوع‪ ،‬وُب الدرس يَشرح حديثًا‪ ،‬أو ‪ٚ‬تلة‪،‬‬ ‫ً‬
‫الشعرة والشعَتة!‬
‫شق فيها َّ‬
‫سطرا من الفقو‪ ،‬تُ ُّ‬
‫أو ً‬
‫ىذا ا‪١‬تبتدئ ُب العلم ٭تتاج إذل ُ‪ٚ‬تَ ٍل من العلم ‪٥‬تتصرة‪ ،‬ل ٭تتاج إذل ىذا التطويل والتفصيل‪.‬‬

‫َّ‬
‫ؤت لو بأشياء يسمعها ألوؿ مرة‪ ،‬أصبح‬ ‫طبعا ىذا أَثػَر ً‬
‫آثارا سيئة‪ ،‬صار ىؤلء التالميذ إذا دل يُ َ‬ ‫ً‬
‫الدرس ما فيو شيء!‬

‫لو اكتفى الشيخ هبؤلء الذين يطلبوف العلم ُب َّأوؿ أمرىم ‪١‬تبدأ الطلب ُب بياف ُ‪ٚ‬تَ ٍل من العلم‬
‫‪٥‬تتصرة‪ ،‬لقالوا‪ :‬ىذا الدرس ل شيء فيو‪.‬‬

‫أسبوعا‪ ،‬أليس كذلك؟ طيب حسبوا معي؛‬


‫ً‬ ‫عدد األسابيع ُب العاـ أيها األحبة ما يقارب ٓ٘‬
‫أسبوعا‪ ،‬اطرح‬
‫ً‬ ‫َّصنَا ٗ أسابيع وىذه اإلجازة ٘ٔ‬
‫الختبارات بالفصلُت‪ ٗ :‬أسابيع‪ ،‬فإذا نَػق ْ‬
‫حيث أف الدروس تتوقَّف باإلجازة أليس كذلك‪ ،‬وأياـ الختبارات‪ ،‬وإذا حذفت ً‬
‫أيضا‬ ‫اإلجازة ُ‬
‫أسبوعا أقل شيء‪ٍ ،‬ب احذؼ إجازة نصف‬
‫ً‬ ‫شهر رمضاف ٗ أسابيع‪ٍ ،‬ب احذؼ إجازة العيد‬
‫العاـ بُت الفصلُت مع ا‪ٟ‬تج وىي أسبوعاف‪ ،‬واحذؼ إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاين‬
‫أسبوعا فقط!‬
‫ً‬ ‫احدا‪ ،‬يبقى لدينا ٖٕ‬
‫أسبوعا و ً‬
‫ً‬
‫شق فيو الشعرة‬
‫يوما ُب األسبوع‪ ،‬وكاف الدرس الواحد يُشرح فيو حديث تُ ُّ‬
‫فإذا كاف الدرس ً‬
‫والشعَتة‪ ،‬فكم يصَت عندنا ُب السنة ُب الواقع‪ ،‬كم حديث ُشرِح؟! ٖٕ حديثًا‪ ،‬ىذه ىي‬
‫النتيجة وىذا ىو الواقع!‬

‫(‪) 66 - 25‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ندرس دوف أف ‪٨‬تسب ىذه ا‪ٟ‬تسابات‪ ،‬ونظن‬


‫والذي لرٔتا ‪٨‬تن ندخل ُب الدرس و‪٨‬تن نُ َد ِّرس أو ُ‬
‫علما‪ٍ ،‬ب بعد ذلك يبقى ىذا اإلنساف السنة والسنتُت والثالث‬
‫ص ُل ً‬
‫وسنُ َح ِّ‬
‫أننا سنقطع َشوطًا‪َ ،‬‬
‫واألربع و‪٬‬تد نفسو ما عمل شيئًا!‪ ،‬ىذا كتاب واحد ُ‪٥‬تتصر ُب ا‪١‬تستوى األوؿ ُب ىذا ال َفن‪،‬‬
‫فمىت سيُنهي ا‪١‬تستويات األخرى؟ ومىت سيدرس العلوـ األخرى؟ العمر َٯتضي‪ٍ ،‬ب بعد ذلك‬
‫يتالشى‪ ،‬فيتالشى اآللؼ من طلبة العلم الشرعي ُب ا‪ٞ‬تامعات الشرعية‪ ،‬و‪٦‬تن ٭تضروف ُب‬
‫الدورات العلمية‪ ،‬وُب ‪٣‬تالس العلم‪.‬‬

‫ىذه الدورة اليت عندنا‪ ،‬ستة أياـ ُب األسبوع األوؿ‪ ،‬وستة أياـ ُب األسبوع الثاين = ٔتجموع‬
‫أسبوعا‪ٔ ،‬تعدؿ ثالثة‬
‫ً‬ ‫يوما‪ ،‬نصف ىذه ا‪١‬تدة ا‪١‬تذكورة تقريبًا تصل إذل اثٍت عشر‬
‫اثٍت عشر ً‬
‫أشهر‪ ،‬فإذا حسبت ٕٔضرب ٘ حيث أف ىناؾ ‪ٜ‬تسة دروس باليوـ‪ ،‬الواقع أنو يكوف لديك‬
‫أسبوعا‪ ،‬وىذا أكثر من درس باألسبوع بكثَت‪.‬‬
‫ً‬ ‫درسا‪ ،‬أي ما يعادؿ ستُت‬
‫ُب األسبوعُت ستوف ً‬
‫اآلف إذا أردنا أف ندرس بنفس الطريقة ىذه‪ ،‬كنت قمت بعملية حسابية لدراسة الكتب بشق‬
‫حديث واح ٌد ُب‬
‫ٌ‬ ‫الشعرة والشعَتة‪ ،‬يوـ باألسبوع مع التوقف ُب اإلجازات والختبارات‪َ ،‬ويُ ْشَر ُح‬
‫ا‪١‬تكررات تصل أحاديثو إذل ما يقرب (ٓٓ‪ )ٕٙ‬حديث‪،‬‬
‫الدرس‪[ ،‬البخاري] من غَت َّ‬
‫وبا‪١‬تعلقات إذل (ٔ‪ ،)ٕٚٙ‬وا‪١‬تكررات إذل (٘‪ ،)ٕٚٚ‬ىل تعلموف كم ٭تتاج لو شرحنا حديثًا‬
‫أسبوعا ُب السنة أي ٖٕ حديثًا؟ ‪٨‬تتاج إذل أكثر‬
‫ً‬ ‫احدا ُب يوـ ُب أسبوع بنفس الطريقة؟ ٖٕ‬
‫و ً‬
‫من ‪ ٔٓٙ‬سنوات حىت نشرح [صحيح البخاري]!‪ ،‬وإذا شرحنا حديثُت ‪٨‬تتاج إذل ٖ٘ سنة‪،‬‬
‫احدا فنحتاج إذل ‪ ٚ‬سنوات‪.‬‬
‫ولو كاف الدرس كل يوـ‪ ،‬وُب كل يوـ نشرح حديثًا و ً‬

‫(‪) 66 - 26‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫[صحيح مسلم] تصل أحاديثو إذل أربعة آلؼ من غَت ا‪١‬تػُكرر‪ ،‬وبالتكرار أوصلو بعضهم إذل‬
‫اثٍت عشر أل ًفا‪ ،‬وىذا ٭تتاج إذل ٖ٘ٔ سنة‪.‬‬

‫[أبو داود] تصل أحاديثو إذل (ٕٕ٘٘) وىذا ٭تتاج إذل ما يقرب من مائيت سنة بنفس الطريقة‬
‫شق فيو الشعرة والشعَتة‪.‬‬
‫السابقة؛ يوـ ُب األسبوع وحديث واحد تُ ّ‬
‫[الًتمذي] تقرب أحاديثو من (ٓٓٓٗ) ٭تتاج إذل ٕ٘ٔ سنة‪.‬‬

‫[النسائي] تصل أحاديثو إذل (ٔ‪ )٘ٚٙ‬حديثًا ٭تتاج إذل ٕٕٔ سنة‪.‬‬

‫[ابن ماجو] تصل أحاديثو إذل (ٖٔٗٗ) حديثًا ٖتتاج إذل ‪ ٕٔٙ‬سنة‪.‬‬

‫[منتقى األخبار] فيو أكثر من (ٓٓٓ٘) حديث ٭تتاج إذل ٖ‪ ٜٔ‬سنة‪.‬‬

‫[بلوغ ا‪١‬تراـ] فيو (ٕ‪ )ٔٗٛ‬حديث ُب بعض التعداد‪ ،‬٭تتاج إذل ‪ ٘ٚ‬سنة على نفس الطريقة‬
‫السابقة‪.‬‬

‫[منهج السالكُت] ىذا الكتاب الصغَت ُب الفقو‪ُ ،‬ب بعض طبعاتو ا﵀ ّقق قسمو إذل فقرات‬
‫بلغت (‪ )ٜٙٚ‬فقرة‪ ،‬بعض الناس يدرس فقرة واحدة يش ّققها ويأٌب بالكالـ الذي ُب ا‪١‬تطولت‬
‫واألدلة وا‪٠‬تالؼ والردود وا‪١‬تناقشات‪ ،‬فهل تعلموف كم ٭تتاج من الوقت على ىذه الطريقة؟‬
‫٭تتاج إذل ‪ ٕٙ‬سنة‪.‬‬

‫َح َّدثٍَِت ُ‬
‫بعض اإلخواف أَّنم بدأوا يقرأوف ُب [تفسَت ابن كثَت] ُب بعض الدروس من سنة‬
‫٘ٓٗٔ إذل ‪ ٕٔٗٚ‬وصلوا إذل ُمنتصف سورة النساء تقريبًا‪ ،‬من الفاٖتة!‬

‫(‪) 66 - 21‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫فمىت يُنهى [ابن كثَت] ومىت ينهى [ابن َج ِرير] إذًا؟ ومىت تُنهى الكتب ا‪١‬تطولت؟‬

‫فضال عن‬
‫ا﵁ أعلم‪ ،‬٭تتاج إذل قروف‪ ،‬٭تتاج اإلنساف عمر نوح حىت يُنهي ا‪١‬تختصرات ً‬
‫ا‪١‬تطولت!‬

‫ىذه ليست الطريقة الصحيحة للتَّعلُّم‪ ،‬وما أَقْػ َع َد الناس عن العلم وما قَطَ ُ‬
‫عهم إل ىذا‪.‬‬

‫‪ ‬قراءةُالضبطُعندُالعلماء‬
‫قراءةُالضبطُمثال‪:‬‬
‫ًُ‬ ‫وانظروا إذل طريقة العلماء ُب قراءاهتم؛‬

‫يوما‪َ ،‬وقُ ِرئ على ابن لُبَّاج ُب جامع قُػ ْرطُبَة‬ ‫ِِ‬
‫اؿ الدِّيْ ِن ال َقا‪ٝ‬ت ُّي ُب ٓٗ ً‬
‫[صحيح مسلم] قرأه َ‪ٚ‬تَ ُ‬
‫ُب أسبوع يقرأه مرتُت ُب اليوـ‪ ،‬وقَػرأَه طَْلحة الع ْل ِفي ا‪ٟ‬تْنبلِي ُب ثالثة ‪٣‬تالس‪ ،‬وقرأه ال َفَتوز ِ‬
‫بادي‬ ‫َُ‬ ‫َ َ ُّ‬ ‫َ َُ َ َ‬
‫على ناصر الدين ‪٤‬تمد بن َج ْهبَ ْل كذلك‪ ،‬وقرأه ا‪ٟ‬تافظ ابن األَبَّار على عبد ا﵁ ا‪ٟ‬تَ ْج ِري ُب‬
‫أيضا قرأه العِراقي على ‪٤‬تمد بن إ‪ٝ‬تاعيل ا‪٠‬تَبَّاز ُب ِد َم ْش َق‪ ،‬وقرأه‬ ‫ستة أياـ‪ ،‬وُب ىذه ا‪١‬تدة ً‬
‫‪٣‬تلسا‪ ،‬وقرأه ا‪ٟ‬تافظ ابن حجر على‬ ‫الفَتوزبادي على البَػيَاين ُب ا‪١‬تسجد األقصى ُب أربعة عشر ً‬
‫‪٤‬تمد بن ‪٤‬تمد بن عبد اللطيف ُب ‪ٜ‬تسة ‪٣‬تالس‪ ،‬وكذا قرأه البِ َق ِ‬
‫اعي على البَ ْد ِر الغَِّزي‪.‬‬

‫يوما‪ ،‬وقرأه ا‪ٟ‬تافظ ُب أربعة ‪٣‬تالس‪.‬‬


‫[سنن ابن ماجو] قرأه القا‪ٝ‬تي ُب ٕٔ ً‬

‫[ا‪١‬تػَُوطَّأ] قرأه القا‪ٝ‬تي ُب ‪ً ٜٔ‬‬


‫يوما‪.‬‬

‫وٖت ِشيَتِ ِو ُب عشرة أياـ‪.‬‬


‫[هتذيب التهذيب] قرأه القا‪ٝ‬تي مع تصحيح السهو َْ‬
‫(‪) 66 - 21‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫الض ِري ِر ُب ثالثة ‪٣‬تالس ‪-‬طويلة ً‬


‫طبعا‪ ،-‬وقرأه‬ ‫[البخاري] قرأه ا‪٠‬تطيب البغدادي على إ‪ٝ‬تاعيل َّ‬
‫أيضا على َك ِرٯتَة ا‪١‬تػَْرَوِزيَّة ُب ‪ٜ‬تسة أياـ ٔتكة‪ ،‬وكذا قرأه ال َق ْسطََّالِين على الن َ‬
‫َّشا ِوي‪ ،‬وقرأه ا‪ٟ‬تافظ‬
‫ُب عشرة ‪٣‬تالس كل ‪٣‬تلس أربع ساعات‪ ،‬وقرأه عثماف الدَِّٯتِي ُب أربعة أياـ ُب الروضة الشريفة‪،‬‬
‫يسا وقراءة ٖتقيق‬ ‫ِ‬
‫وقرأه البقاعي على البَدر الغَِّزي ُب ستة أياـ‪ ،‬وقرأه ‪٤‬تمد عبد ا‪ٟ‬تي الكتاين تدر ً‬
‫‪٣‬تلسا‪ ،‬دل يَ َدع شاذَّة ول فاذَّة تتعلق بأبوابو و‪٤‬تل الشاىد منها إل أتى‬
‫وتدقيق ُب ‪٨‬تو ‪ٜ‬تسُت ً‬
‫عليها مع غَت ذلك من اللطائف ا‪١‬تػُستجادة‪.‬‬

‫للر َام ُه ْرُم ِزي قُ ِرئ على ابن الطُّيُوِري ُب ‪٣‬تلس‪.‬‬


‫ا﵀دث الفاصل] َ‬
‫[ ِّ‬

‫[السَتة لبن ىشاـ] قرأىا َّ‬


‫الذىيب على أيب ا‪١‬تػَعارل ُب ستة أياـ‪.‬‬

‫‪٣‬تلسا‪ ،‬وقرأه ا‪ٟ‬تافظ على شيخو عبد ا﵁ بن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫[ا‪١‬تػُسند] قرأه العراقي على ابن ا‪٠‬تَبَّاز ُب ثالثُت ً‬
‫‪٣‬تلسا ُب زياداتو‪.‬‬ ‫ِ‬
‫عمر ا‪٢‬تندي ُب ثالثة و‪ٜ‬تسُت ً‬
‫السنَن ال ُكربى للنَّسائي] قرأه ا‪ٟ‬تافظ على الشَّر ِ‬
‫ؼ ابن الكويك ُب عشرة ‪٣‬تالس‪.‬‬ ‫َ‬ ‫[ ُّ ُ‬
‫[ا‪١‬تعجم الصغَت] للطَّرباين قرأه ا‪ٟ‬تافظ على عمر بن ‪٤‬تمد البَالِ ِسي ُب ‪٣‬تلس‪ ،‬والكتاب يشتمل‬
‫على ‪٨‬تو ٍ‬
‫ألف و‪ٜ‬تسمائة حديث‪.‬‬

‫إ‪٧‬تازاهتم ُب ا‪١‬تدة اليسَتة ماذا ينجزوف!‪ ،‬أقاـ ا‪ٟ‬تافظ ابن حجر ُب دمشق مائة يوـ‪ ،‬فسمع فيها‬
‫حديثي‪ ،‬ا‪ٞ‬تزء يعادؿ عشرين ورقة‪ ،‬لو ُجلِّ َدت لكانت تُقارب مائة ‪٣‬تلد‪ ،‬وكتب‬
‫ّ‬ ‫‪٨‬تو ألف ُج ُزء‬
‫ُب ىذه ا‪١‬تدة عشرة ‪٣‬تلدات‪ .‬اإلنساف إذا جاء يكتب رسالة جامعية ماجستَت ٭تتاج إذل أربع‬
‫أحدا ورٔتا ل يستطيع أف يلقي كلمة ُب‬
‫٘تديدا!‪ٍ ،‬ب ل يكلم ً‬
‫سنوات‪ٍ ،‬ب يطلب سنة خامسة ً‬
‫(‪) 66 - 26‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ا‪١‬تسجد‪ ،‬ول يستطيع أف يفعل شيئًا ألف ىذه الرسالة قد سيطرت على قلبو و‪ٝ‬تعو وبصره‬
‫وجوارحو‪ ،‬رسالة ماجستَت تتكوف من ثال‪ٙ‬تائة صفحة أخذت منو ىذه السنوات الطواؿ‪.‬‬

‫ُ‬

‫‪ ‬تكرارُقراءةُالكتابُودراستو ُ‬
‫يقوؿ بعضهم‪" :‬قراءة كتاب واحد ثالث مرات أنفع من قراءة ثالثة كتب ُب ا‪١‬توضوع نفسو"‪،‬‬
‫درس عباس بن الوليد الفارسي كتابًا ألف مرة‪.‬‬

‫ا‪١‬تدونة] لإلماـ مالك ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪.-‬‬


‫ابن التَّبَاف درس كتابًا ألف مرة وىو [ َّ‬

‫الربيع بن ُسليماف صاحب الشافعي يقوؿ‪" :‬أنا أنظر ُب كتاب [الرسالة] منذ ‪ٜ‬تسُت سنة‪ ،‬ما‬
‫َّ‬
‫مرة إل وأنا استفيد شيئًا دل أكن عرفتو"‪.‬‬
‫أعلم أين نظرت فيو َّ‬

‫العلَ ِوي اليَمٍت قرأ‬


‫ابن عطية ا‪١‬تػُ َح ِارِيب قرأ [البخاري] سبعمئة مرة‪ ،‬وسليماف بن ابراىيم َ‬
‫[البخاري] مائة و‪ٜ‬تسُت مرة‪ ،‬وقرأه الش َّْرِجي مائتاف و‪ٙ‬تانوف مرة‪ ،‬وقرأه أ‪ٛ‬تد بن عثماف ال ُكلُتَ ِاين‬
‫أكثر من أربعُت مرة‪ ،‬وقرأه أبو بكر القاىري ا‪ٟ‬تَنفي أكثر من مائة مرة‪ ،‬وقرأه عثماف بن ‪٤‬تمد‬
‫الشَتازي على مشس الدين‬ ‫رجال‪ ،‬وقرأه أسعد بن ‪٤‬تمد بن ‪٤‬تمود ِ‬ ‫التَػ ْوَزِري على أكثر من ثالثُت ً‬
‫الربىاف ا‪ٟ‬تَليب أكثر من ستُت مرة سوى قراءتو لو ُب أياـ‬ ‫ال َكرماين أكثر من عشرين مرة‪ ،‬وقرأه ُ‬
‫الطلب أو قراءة غَته عليو‪ ،‬وقرأه الفَتوزبادي أكثر من ‪ٜ‬تسُت مرة‪.‬‬

‫وقرأ الربىاف ا‪ٟ‬تليب [صحيح مسلم] أكثر من عشرين مرة سوى قراءتو لو ُب أياـ الطلب أو‬
‫قراءة غَته عليو‪.‬‬
‫(‪) 66 - 33‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫‪٨‬تن نقرأ الكتاب مرة وحدة‪ ،‬ونقوؿ‪ :‬ىذا قرأناه قبل عشر سنوات‪ ،‬مرة واحدة تكفي!‬

‫يقوؿ الفقيو ٭تِت العِ ْمَرِاين أنو دل يػُ َعلِّق [الزوائد على ا‪١‬تػَُه َّذب] إل بعد أف حفظو غيبًا‪ٍ ،‬ب طالعو‬
‫جزأه إذل واحد‬
‫بعد ذلك قبل التَّصنيف أربعُت مرة أو أكثر‪ ،‬وكاف يطالع ا‪ٞ‬تزء من ا‪١‬تهذب وقد َّ‬
‫وأربعُت جزءًا ُب اليوـ والليلة أربع عشرة مرة‪ ،‬ينظر ُب ا‪ٞ‬تزء الواحد أربعة عشرة مرة‪.‬‬

‫وقرأ الشيخ عبدالعزيز ا‪١‬تػَْي َم ٍِت ‪-‬وىو معاصر‪[ -‬معجم األُدباء] سبع أو ‪ٙ‬تاف مرات‪.‬‬

‫وقرأ إبراىيم األنباسي [أوضح ا‪١‬تسالك] لبن ىشاـ أكثر من سبعُت مرة‪.‬‬

‫َس ِديَّة [‪ٜ‬تسة وسبعُت مرة]‪،‬‬


‫وقرأ أبو بكر األَبْػ َه ِري [‪٥‬تتصر ابن عبد ا‪ٟ‬تكم] ‪ٜ‬تسمائة مرة‪ ،‬واأل َ‬
‫و[ا‪١‬توطأ] ‪ٜ‬تسا وأربعُت مرة‪ ،‬و[‪٥‬تتصر الربقي] سبعُت مرة‪ ،‬و[ا‪١‬تبسوط] ثالثُت مرة‪.‬‬

‫وقرأ علي بن عبد الواحد ا‪ٞ‬تزائري الكتب الستة على مشاٮتو ِد َرايَةً‪ ،‬قرأ [البخاري] سبعة عشرة‬
‫للزَْ‪٥‬ت َش ِري ثالثُت مرة‪.‬‬
‫مرة بالدرس قراءة ْتث وٖتقيق وتدقيق‪َ ،‬وَمَّر على [الكشاؼ] َ‬
‫جدا حىت قاؿ كدت أف‬
‫وقرأ عبدا﵁ بن ‪٤‬تمد بن فَػ ْر ُحو َف [تفسَت ابن عطية] مرات كثَتة ً‬
‫أحفظو‪.‬‬

‫وىكذا أبو القاسم الشاطيب كاد أف ٭تفظ [صحيح البخاري] من َكثرة التكرار لو ُب كل‬
‫رمضاف‪.‬‬

‫(‪) 66 - 31‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫‪ ‬كثرةُتَدريسُالكتاب ُ‬
‫أيضا بالفراغ منو!‬
‫مرة واحدة‪ ،‬والعمر ل يفي ً‬
‫س الكتاب َّ‬
‫‪٨‬تن نُ َد ِّر ُ‬
‫(ال َكافِي ِجي) عادل يلقب هبذا لكثرة اشتغالو بػ[ال َكافِية] لبن ح ِ‬
‫اج ِ‬
‫ب بالنحو‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الوجيز للغزارل]‪.‬‬
‫الوجيزي) وىو ‪ٚ‬تاؿ الدين األُمشوين لقب بذلك لكثرة عنايتو بػ[ َ‬
‫(َ‬
‫يس ِو لو‪ ،‬فكانوا يُ َد ِّر ُسو َف‬
‫(ا‪١‬تنهاجي) وىو الزركشي نُ ِسب إذل [منهاج الطالبُت] للنووي لكثرة تَ ْد ِر ِ‬
‫َ‬
‫جدا‪.‬‬
‫الكتاب مرات كثَتة ً‬
‫ىذا ابن العج ِمي الشَّافِعِي َشرح [ا‪١‬تػه َّذب] ِ‬
‫للشَتازي ‪ٜ‬ت ًسا وعشرين مرة‪.‬‬ ‫َ َ َُ ْ‬ ‫ََ‬
‫وىذا عبد الغافر الفارسي أقرأ [صحيح مسلم] أكثر من ستُت مرة‪.‬‬

‫وىذا إ‪ٝ‬تاعيل ابن ال َفَّراء ا‪ٟ‬تََّرِاين ا‪ٟ‬تنبلي شرح [ا‪١‬تػُْقنِع] مائة مرة‪.‬‬

‫وىذا ‪٤‬تمد ِ‬
‫السْن َجا ِري الشافعي أقرأ [ا‪ٟ‬تاوي] ثالثُت مرة‪.‬‬

‫س [العُبَاب] ُب الفقو الشافعي ‪ٙ‬تا‪٪‬تائة مرة‪.‬‬ ‫ِ‬


‫وىذا عبد القدمي النُػَزيْلي َد َّر َ‬
‫س [ال َكشَّاؼ] ‪ٙ‬تاف مرات‪.‬‬
‫الصبَاغ َد َّر َ‬
‫وىذا صاحل بن عبد ا﵁ َّ‬

‫وىذا إبراىيم ا‪ٟ‬تَريري أقرأ [البخاري] أربع مرات با‪١‬تدينة ؤتكة أكثر من عشرين مرة‪.‬‬

‫وىذا ٭تي بن ىالؿ ال ُق ْرطُِيب كاف يػُ ْق ِرئ [ا‪١‬تدونة] كل شهرين مرة‪.‬‬

‫درس كتاب [التذكرة] أكثر من أربعُت مرة‪.‬‬


‫وىذا إدريس بن جابر العيزري َّ‬
‫(‪) 66 - 32‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ودرس [األلفية] ُب النحو ثالثُت مرة‬


‫درس [البخاري] أكثر من أربعُت مرة‪َّ ،‬‬
‫و‪٤‬تمد التاودي َّ‬
‫يدرسوف الكتب‬
‫ودرس [‪٥‬تتصر خليل] ثالثُت مرة‪ ،‬وىكذا كانوا ّ‬
‫ورٔتا ختمها ُب شهر‪َّ ،‬‬
‫جدا‪.‬‬
‫ا‪١‬تختصرة ُب مدة وجيزة ً‬

‫ا‪١‬تدونة] ُب شهر‪ ،‬ندرس النهار ونُلقي‬


‫أبو إسحاؽ ا‪ٞ‬تبنياين يقوؿ‪" :‬كنا ‪٧‬تتمع‪ ،‬ولقد ألقينا [ َّ‬
‫الليل فما علمت أنا ‪٪‬تنا ذلك الشهر"‪.‬‬

‫كرر ذلك تسع‬


‫ودرسو ُب شهر واحد َّ‬
‫درس [ا‪ٟ‬تاوي] للماوردي ُب نصف شهر‪َّ ،‬‬
‫وىذا التربيزي َّ‬
‫مرات‪ ،‬ويوجد أحد ا‪١‬تشايخ ا‪١‬تعاصرين كل سنة يبدأ [ألفية ابن مالك] أوؿ العاـ وينتهي منها‬
‫آخر العاـ‪ ،‬كل سنة!‬

‫درس [‪٥‬تتصر‬
‫درس [ا‪ٟ‬تاوي] ُب ‪ٙ‬تانية أياـ‪ ،‬و‪٤‬تمد بن أ‪ٛ‬تد ا‪ٞ‬تزائري ‪-‬وىو متأخر‪َّ -‬‬
‫والبلقيٍت َّ‬
‫خليل] ُب أربعُت يوما‪ ،‬و[ا‪٠‬تالصة] ُب عشرة أياـ‪.‬‬

‫أقوؿ‪ :‬عرفتم ‪١‬تاذا صاروا علماء!‪٨ ،‬تن ماذا درسنا مرة واحده فقط؟ ما ىي الكتب اليت أ٘تمنا‬
‫فشو القلم!؛ مع كثرة ا‪١‬تدارس‬
‫دراستها؟ ولذلك نبقي هبذا ا‪١‬تستوي الضعيف الضحل‪ ،‬مع ّ‬
‫تفرغوا للعلم فصار العلم ىو َديْ َدَّنم‪ ،‬فلما اشتغلوا‬
‫وانتشار التعليم وا‪ٞ‬تامعات‪ ،‬لكن ىؤلء قد َّ‬
‫٘تهروا بو و٘تيّزوا وصاروا علماء‪.‬‬
‫بو ىذا الشتغاؿ َّ‬

‫مثال أو ُب الفقو أو‬


‫احدا ُب التوحيد ً‬
‫مقررا و ً‬
‫تدرس ً‬
‫يدرسوف‪ :‬حينما ّ‬
‫و‪٢‬تذا أقوؿ لإلخواف الذين ّ‬
‫ا‪١‬تقرر عشر‬
‫تدرس ىذا الكتاب أو ىذا ّ‬
‫‪٨‬تو ذلك ُب ا‪١‬ترحلة الثانوية أو ا‪١‬تتوسطة أو غَت ذلك‪ّ ،‬‬
‫مرات‪ ،‬ىل ٖتتاج إذل ٖتضَته بعد ذلك؟ تكوف قد حفظتو ورسخ‪ ،‬أليس كذلك؟‬

‫(‪) 66 - 33‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ا‪١‬ترات‪ .‬لكن الواقع أننا ‪٨‬تضر‬


‫درستو ىذه َّ‬
‫ا‪١‬تقرر الذي َّ‬
‫فالعلم مع التَّكرار يثبُت كثبوت ذلك َّ‬
‫الدرس ‪-‬إف حضرنا!‪ٍ -‬ب يكوف آخر العهد‪ ،‬ونريد أف نضبط وأف ‪٨‬تفظ هبذه الطريقة‪ ،‬هبذا‬
‫ا‪ٟ‬تضور‪ ،‬فقط ‪٣‬تلس السماع!‬

‫فهذا ل ٯتكن؛ العلم ٭تتاج إذل بذؿ ا‪ٞ‬تهد ومواصلة الليل مع النهار‪ ،‬ىذا ُب التميُّز بالعلم لكن‬
‫٭تصل أشياء‪ِ .‬من الناس‬ ‫ِ‬
‫ليس ىذا لكل أحد‪ ،‬من الناس َمن ٭تضر ليُدرؾ ُ‪ٚ‬ت ًال من العلم فهذا ّ‬
‫ٖتفو ا‪١‬تالئكة‪ ،‬فهذا على خَت عظيم‪ُ ،‬ب عبادة‪ .‬لكن ‪٨‬تن‬ ‫َمن ٭تضر ليُؤجر ُب رياض ا‪ٞ‬تنة‪ُّ ،‬‬
‫مهرُفيو‪ ،‬فهذا الذي أٖتدث عنو‪ ،‬وأساؿ ا﵁ عز وجل‬
‫نتكلم عن الرسوخُوضبطُالعلمُوالُتَّ ُُّ‬
‫أف ينفعٍت وإياكم ٔتا ‪ٝ‬تعنا‪ ،‬وأف ‪٬‬تعلنا وإياكم ىداة مهتدين‪..‬‬

‫َّدرج ُ‬
‫‪ ‬الت ُّ‬
‫أضيف إذل ىذا ا‪ٞ‬تانب وىو ٔتا يتصل بالطريقة الصحيحة ُب التعلم والتعليم‪ ،‬باإلضافة إذل ما‬
‫درج؛ فالعلم درجات‪ ،‬فال بد من َس َْت صحيح ومنهج متَّبع‬
‫ذكرتو ىناؾ‪ ،‬أقوؿ‪َ :‬لُبدُمنُالُتَّ ُُّ‬
‫وخِربه‪ ،‬يقوؿ ابن شهاب ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يوصي يونس‬
‫وح َذقو َ‬
‫يُرشد إليو من عرؼ العلم وحصلو َ‬
‫ابن يزيد‪" :‬يا يونس ل تُكابر العلم؛ فإف العلم أَْودية؛ فأيها أخدت فيو قطع بك قبل أف تبلغو‪،‬‬
‫ولكن خذه مع األياـ والليارل‪ ،‬ول تأخذ العلم ‪ٚ‬تلة فإف من َر َاـ أَ ْخ َذه ُ‪ٚ‬تلةً َذ َىب عنو ‪ٚ‬تلة‪،‬‬
‫لكن الشيء بعد الشيء مع األياـ والليارل"‪.‬‬
‫و َّ‬

‫(‪) 66 - 34‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫وىذا معٌت َّقرره أىل العلم‪ ،‬وعباراهتم ُب ذلك كثَتة‪ ،‬كقوؿ حافظ ا‪١‬تغرب اإلماـ ابن عبد الرب‬
‫ورتب ل ينبغي تع ّديها‪ ،‬ومن َّ‬
‫تعداىا ُ‪ٚ‬تلة فقد‬ ‫‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪" :-‬طلب العلم درجات ومناقل ُ‬
‫تهدا زّؿ"‪.‬‬ ‫ضل‪ ،‬ومن َّ‬
‫تعداه ُ‪٣‬ت ً‬ ‫عامدا ّ‬ ‫السلف ‪-‬ر‪ٛ‬تهم ا﵁‪ ،-‬ومن َّ‬
‫تعدى سبيلهم ً‬ ‫َّ‬
‫تعدى سبيل َّ‬

‫وىكذا ا‪١‬تاوردي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يقوؿ‪" :‬بأف للعلم أوائل تؤدي إذل آخرىا‪ ،‬ومداخل تُفضي إذل‬
‫حقائقها‪ ،‬فليبتدئ طالب العلم بأوائلها لينتهي إذل أواخرىا‪ ،‬ؤتداخلها ليُفضي إذل حقائقها‪،‬‬
‫ول يطلب اآلخر قبل األوؿ‪ ،‬ول ا‪ٟ‬تقيقة قبل ا‪١‬تدخل‪ ،‬فال يُدرؾ اآلخر ول يعرؼ ا‪ٟ‬تقيقة؛ ألف‬

‫البناء على غَت أُ ّ‬


‫س ل يُبٌت‪ ،‬والثمر من غَت َغ ْرس ل ُ‪٬‬تٌت"‪.‬‬

‫وخالصة ما‬
‫مفص ًال ُب ىذه القضية‪ُ ،‬‬
‫طويال َّ‬
‫كالما ً‬
‫أيضا ٕتد لبن خلدوف ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ً -‬‬
‫وىكذا ً‬
‫ذكر‪ :‬أنو يرى أف العلم ل ب ّد أف ‪٬‬تري وأف يسَت ُب ثالث مراحل‪:‬‬

‫األولى‪ُ:‬دراسةُالمسائلُاألساسيةُمنُكلُباب‪ُ،‬وتُشرحُعلىُسبيلُاإلجماؿ‪ُ،‬معُمراعاةُ‬
‫استعدادُالمتعلم‪ُ .‬‬

‫يقوؿ‪ :‬ىنا ٖتصل َملَكة جزئية ُهتيّئو لفهم وٖتصيل مسائل الفن؛ ‪٢‬تذا ٕتد العلماء ‪-‬ر‪ٛ‬تهم ا﵁‪-‬‬
‫كتبوا للمبتدئُت كتبًا فيها ُ‪ٚ‬ت ٌل من مسائل األبواب‪ ،‬وىي ا‪١‬تسائل األساسية دوف التَّوسع‬
‫وسع ُب ىذه‬
‫والدخوؿ ُب التفصيالت‪ ،‬و‪٢‬تذا فإف من ا‪ٞ‬تناية على الطالب وعلى العلم أف يػُتَ َّ‬
‫ا‪ٞ‬تُ َمل حىت يتحوؿ ذلك إذل شيء من ا‪١‬تطولت‪ .‬فهذا خطأ‪.‬‬

‫(‪) 66 - 35‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫مثال؛ من ا‪٠‬تطأ أف نأٌب بشرح [‪٥‬تتصر الروضة] للطُّوُب أو ما ُب‬


‫انظر إذل كتاب [الورقات] ً‬
‫شرح [‪٥‬تتصر التحرير] أو ما ُب كتاب [البحر ا﵀يط] للزركشي‪ ،‬فهذه الكتب الثالثة من أوسع‬
‫الكتب ا‪١‬تصنفة ُب أصوؿ الفقو‪ٍ ،‬ب يؤتى بو ُب [شرح الورقات]!‬

‫والمرحلةُالثانية التيُيقترحهاُابنُخلدوفُ‪-‬رحموُاهلل‪ُ :-‬‬

‫ىيُأفُيدرسُىذاُالعلمُمرةُثانيةُمعُالخروجُعنُاإلجماؿُفيُالشرحُإلىُشيءُمنُ‬
‫ودُمُلَكتو‪ُ .‬‬
‫ج َُ‬‫كرُالخالؼُووجهوُفتَ ُُ‬
‫ُ‬ ‫ُِ‬
‫ستيفاء‪ُ،‬معُذ‬ ‫اَل‬

‫يعٍت العلماء ‪-‬ر‪ٛ‬تهم ا﵁‪ -‬يقولوف‪ُ :‬ب ا‪١‬ترحلة األوذل يدرس العلم على قوؿ واحد‪ ،‬إذا كاف‬
‫ومأْ َخذ ا‪١‬تسألة مع الدليل‪،‬‬
‫الراجح َ‬
‫مثال‪ :‬يدرس ذلك على قوؿ واحد‪ ،‬يػُبَػ َُّت لو فيو َّ‬
‫يدرس الفقو ً‬
‫رفع عنو اإلشكاؿ‪ ،‬فقط‪.‬‬
‫وضح لو الػ ُمبهم ويُ ُ‬
‫تُػ َفك لو العبارة ويُ َّ‬

‫ا‪١‬تتحمسُت لرٔتا ل يُعجبو ىذا‪ ،‬فهو يريد التوسع ألنو اعتاد عليو فيما يرى ُب‬
‫ّ‬ ‫طبعا بعض الطلبة‬
‫ً‬
‫كثَت من الدروس‪ ،‬ومثل ىذا ل يوجد!‪ ،‬ومن غَت الصواب ‪-‬أيها األحبة‪ -‬أف تكوف الدروس‬
‫توسعها وتفاصيلها وما يُذكر فيها‪ ،‬وإ‪٪‬تا ا‪١‬تعلم مثل الطَّبيب؛ يعرؼ‬
‫ْتسب رغبة الطالبُت؛ ُب ُّ‬
‫حكيما ُب تعليمو‪.‬‬
‫ً‬ ‫حاجتهم وما ينفعهم وما يصلح ألمثا‪٢‬تم‪ ،‬ويكوف‬

‫واُرُبَّانِيِّ َُ‬
‫ين﴾؛ و َّ‬ ‫ِ‬
‫الرباين كما قاؿ ابن عباس ‪-‬رضي ا﵁ عنو‪:-‬‬ ‫عز وجل يقوؿ‪َ ﴿ :‬ولَك ْنُ ُكونُ َ‬
‫ا﵁ ّ‬
‫"ىو الذي يعلم الناس بصغار العلم قبل كباره"‪.‬‬

‫(‪) 66 - 36‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫توسع‪،‬‬
‫وا‪١‬ترحلة الثانية‪ :‬ىي اليت يُشار فيها إذل ا‪٠‬تالؼ القوي‪ ،‬يُذكر لو فيها القوؿ اآلخر دوف ُّ‬
‫ٍب يُ َّبُت لو الراجح‪ ،‬وهبذا يكوف لو نوع ُد ْربة وبداية ُب ا‪١‬تعرفة ُب ا‪٠‬تالؼ‪.‬‬

‫‪َُ:‬لُيترؾُع ُِو ً‬
‫يصاُوَلُ‬ ‫َُ‬ ‫ثمُبعدُذلكُفيُالمرحلةُالثالثةُكماُيقوؿُابنُخلدوفُ‪-‬رحموُاهلل‪-‬‬
‫شفو‪ُ .‬‬
‫اُوَلُمنغل ًقاُإَلُ َُك َُ‬
‫ُُ‬ ‫بهم‬
‫ُُم ً‬
‫أيضا ليس على إطالقو‪ :‬ىو ْتسب حاؿ الطالب؛ أحيانًا يكوف ىؤلء الطالب ُب‬
‫وىذا ً‬
‫كثَتا من العلم‪ ،‬ول ٭تتاجوف إل إذل مسائل وقضايا معينة‪ ،‬أو الوقوؼ‬
‫حصلوا ً‬‫ا‪١‬ترحلة الثالثة قد ّ‬
‫عد من‬ ‫عند بعض القضايا اليت ٖتتاج إذل ٍ‬
‫شيء من ا‪١‬تناقشة‪ ،‬وإل فالباقي ىو بالنسبة إليهم يُ ُّ‬
‫ٖتصيل ا‪ٟ‬تاصل‪ ،‬فلماذا يعاد ‪٢‬تم الشرح من جديد؟!‬

‫الع َجلة؛ وىذه العجلة تُسبب لصاحبها‬


‫درج آفتو َ‬
‫فهذه الطريقة ينبغي أف تُراعى‪ ،‬وىذا التَّ ُّ‬
‫ا‪٠‬تسارة والبَ ْخس‪ ،‬فال يرجع بكبَت طائل ُب العلم‪ ،‬ل ينتفع ول يكوف لو براعة فيو‪ ،‬ولكن‬
‫الناس قد يقعوف ُب ىذه العجلة‪َّ ،‬‬
‫فيتقدـ على ا‪١‬ترحلة اليت ‪٬‬تب أف يكوف مبتدئًا هبا لسبب أو‬
‫آلخر‪.‬‬

‫منهم من يبتدئ العلم وىو كبَت؛ فيستحي أف ‪٬‬تلس مع من يدرسوف من الصغار من ا‪١‬تبتدئُت‪،‬‬
‫ط‪ٍ ،‬ب بعد‬
‫السن‪ ،‬و‪٢‬تذا ٕتد الرجل أحيانًا دل يطلب العلم ق ّ‬
‫فَتيد أف يلتحق بأقرانو ونُظرائو ُب ّ‬
‫ٗترج من ا‪ٞ‬تامعة وصار يػُ َعلِّم وصار الناس ينتظروف منو اإلفادة‪،‬‬‫ذلك توجد عنده الرغبة بعدما َّ‬
‫فيستنكر ويأىب وٮتجل أف يدرس مع الصغار‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ورجوع إذل البداية‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫والواقع أنو ْتاجة إذل دراسة‬

‫(‪) 66 - 31‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫و‪٢‬تذا ٕتد بعض ا‪١‬تعلّمُت لرٔتا ٯتنعو من التعلُّم أنو ل يريد أف ‪٬‬تلس مع تالمذتو ُب ‪٣‬تلس واحد‪،‬‬
‫دروسا خاصة حىت ل نستوي مع تالمذتنا ُب ‪٣‬تلس‬
‫يصرح هبذا‪ ،‬يقوؿ‪ :‬اجعلوا لنا ً‬
‫وبعضهم ّ‬
‫واحد‪.‬‬

‫شك أنو نوع من ا‪٠‬تطأ والغرور‪ ،‬ول ُ‪٬‬تاب إذل مثل ذلك‪ ،‬والعلم ليس فيو ما يُستحِت‬
‫وىذا ل ّ‬
‫منو‪ ،‬وليس ىناؾ كبَت على العلم‪ ،‬واإلنساف إ‪٪‬تا يكوف مقداره ْتسب ما عنده من التحصيل‪،‬‬
‫رؽ وجهو َّ‬
‫رؽ علمو"‪.‬‬ ‫عز وجل قد جعل الناس على ُرتب ودرجات‪ ،‬وقد قيل‪" :‬من َّ‬
‫وا﵁ َّ‬
‫وا‪٠‬تليل بن أ‪ٛ‬تد الفراىيدي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يقوؿ‪" :‬يػرتَع ا‪ٞ‬تهل بُت ا‪ٟ‬تياء و ِ‬
‫الكرب ُب العلم"؛ فهذا‬ ‫َْ‬
‫ِ‬
‫درس للطالب‬ ‫قد ‪ٚ‬تع بُت ك ٍرب وحياء‪ ،‬وأحيانًا لرٔتا ينتقل اإلنساف ويقفز ألنو يُعجب بشيخ يُ ّ‬
‫ا‪١‬تتق ّدمُت فَتيد أف يلتحق بو‪ .‬ولرٔتا فعل ذلك ألف لو ُرفقاء قد بلغوا تلك ا‪١‬ترتبة فأراد أف‬
‫يرافقهم ُب العلم‪ .‬ورٔتا فعل ذلك ألنو يريد أف ٮتتصر مراتب التعلم ودرجات التعليم‪ ،‬وٮتتصر‬
‫بدل أف أدرس ُب ا‪١‬ترحلة األوذل ٍب ُب ا‪١‬ترحلة الثانية‪ٍ ،‬ب ُب‬
‫السلم الذي يطوؿ؛ فيقوؿ‪ً :‬‬
‫ىذا ُّ‬
‫ا‪١‬ترحلة الثالثة‪ ،‬فأبدا ُب ا‪١‬ترحلة الثالثة مرة واحدة‪ ،‬فهذا مثل اإلنساف الذي دخل ُب ا‪١‬ترحلة‬
‫البتدائية فيقوؿ‪١ :‬تاذا البتدائي ٍب ا‪١‬تتوسط ٍب الثانوي؟! اذىبوا يب إذل الثانوية مرة واحدة‪ ،‬فل‬
‫ىذا لو ذىبوا بو إذل الثانوية ودرس عندىم النحو والرياضيات والكيمياء واألدب وما أشبو‬
‫٭تصل شيئًا‪.‬‬
‫ذلك‪ ،‬ىل يتعلم؟ ىل يفهم؟ لن ّ‬
‫يضا حُت نتحدث عن مراتبها ودرجاهتا ومناقبها‪ ،‬والنُّفوس أحيانا يكوف‬
‫فالعلوـ الشرعية ىكذا أ ً‬
‫فيها شيء من العلل واأل َْد َواء‪ ،‬ورٔتا يريد اإلنساف أف يًتأس‪ ،‬وقد قاؿ أحدىم حينما قرأ ُب‬
‫بعض تر‪ٚ‬تة ألىل العلم‪ :‬أنو جلس لإلفتاء حُت بلغ ا‪ٟ‬تادية والعشرين‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أنا مستعد أف‬
‫(‪) 66 - 31‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫بدل من أف أقرأ أربعة ساعات ُب النحو أقرأ ‪ٙ‬تانية عشر ساعة‪ ،‬وأبدأ بألفية ابن‬
‫أضاعف ا‪ٞ‬تهد ً‬
‫مالك‪ ،‬وىو دل يقرأ قبل ذلك شيئًا‪ .‬ىل أستطيع خالؿ دراسة ىذه العلوـ ُب ‪٨‬تو أربع سنوات‬
‫أف أجلس لإلفتاء؟! فهذه نية ‪٥‬تتلَّة منذ البداية‪ ،‬فأحيانًا يستعجل اإلنساف لقصد فاسد‪.‬‬

‫يضا قد يستعجل ألنو مشغوؿ وليس عنده‪ ،‬وقت فهو موظف ُب شركة ل يرجع إذل‬
‫وىكذا أ ً‬
‫مثال‪ ،‬أو ألف عنده من العياؿ أو التجارة أو األشغاؿ أو ا‪٢‬تموـ ما‬
‫بيتو إل بعد غروب الشمس ً‬
‫يستبطئ معو ا‪١‬تدة‪ ،‬فيقوؿ‪ :‬نلتحق با‪١‬ترحلة النهائية‪ٍ ،‬ب بعد ذلك يكوف ما يكوف‪.‬‬

‫ا‪٢‬تم قَػْي ُد‬


‫وىذه األشغاؿ وا‪٢‬تموـ ل شك أَّنا من الػ ُمعيقات اليت ٖتصل لإلنساف‪ ،‬وقد قيل‪ُّ " :‬‬
‫ا‪ٟ‬تواس"‪ ،‬وقالوا‪" :‬من بلغ أ ُش َّده لقى من العيش أ ُش َّده"‪ ،‬ومن ا‪ٟ‬تكمة‪" :‬تفقَّهوا قبل أف‬
‫وض َّن ٔتا َمنَح"‪.‬‬
‫شح الزماف ٔتا َ‪ٝ‬تَح‪َ ،‬‬
‫سودوا"‪ ،‬وقد قيل‪" :‬الشغل ْ‪٣‬ت َه َدة والفراغ َم ْف َس َدة‪ ،‬ورٔتا َّ‬
‫تُ َّ‬
‫رجال يقوؿ ا‪ٟ‬تكمة ا‪١‬تعروفة وىي‪" :‬التَعلُّم ُب ِ‬
‫الصغَر‬ ‫ُ‬ ‫األحنف بن قيس ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ً -‬‬
‫ُ‬ ‫وقد َِ‪ٝ‬ت َع‬
‫عقال ولكنو أ ْشغَ ُل قلبًا"؛ وىذا صحيح ألف‬
‫كالنَّقش على ا‪ٟ‬تجر"‪ ،‬فقاؿ لو‪" :‬الكبَت أكثر ً‬
‫الكبَت لو من اإلدراؾ والفهم وا‪ٟ‬تِذؽ ما ليس للصغَت‪ ،‬ولكن ا‪٢‬تموـ واألشغاؿ وتَػ َفُّرؽ القلب‬
‫ىو الذي يَػعُوقُو عن كث ٍَت من العلم‪.‬‬

‫‪ ‬بماذاُنبدأ؟ ُ‬
‫التدرج‪ ،‬فبماذاُنبدأ؟‬
‫تقرر أنو ل بد من ُّ‬
‫بعد ذلك أقوؿ‪ :‬إذا َّ‬

‫(‪) 66 - 36‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ما يُالحظ ىنا عندما نقرأ كالـ العلماء ‪َ -‬رِ‪ٛ‬تَ ُهم ا﵁‪ -‬فيما يُبدأ بو أَّنم يتكلَّموف عن زماَّنم‪،‬‬
‫وُب زماَّنم كاف التعليم اختياريًا؛ كثَت من الناس ل يتعلموف ول يقرأوف وإ‪٪‬تا مباشرًة يذىبوف إذل‬
‫حبيسا ُب بيتو‪ .‬فالذين يذىبوف إذل التعليم الذي ٯتكن أف يُسمى‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬
‫فالحة أو صناعة أو لرٔتا بقي ً‬
‫ُب عصرنا ىذا بالتعليم البتدائي ىم أولئك الذين يذىبوف إذل ال ُكتَّاب‪ ،‬وا‪١‬تدارس قليلة ولرٔتا ل‬
‫توجو اجملتمع بأكملو إليها‪ُ ،‬ب البلد الواحد لرٔتا تُعد ثالث مدارس إذا كاف‬
‫تتَّسع للناس لو َّ‬
‫ذلك البلد من البالد اليت تزدىر بالعلم والعلماء‪.‬‬

‫يتوجو إليها‪ ،‬مع‬


‫فوجود الكتاتيب ُب ذلك الزماف كاف يُ ّليب بعض ا‪ٟ‬تاجات ُب وقتهم عند من َّ‬
‫يتوجهوف حىت إذل الكتاتيب‪.‬‬
‫كثَتا من الناس ل َّ‬
‫مراعاة ما ذكر من أف ً‬
‫فالذين يذىبوف إذل الكتاتيب يتعلموف القرآف بالدرجة األوذل‪ ،‬ولرٔتا تعلموا القراءة والكتابة‪ ،‬فإف‬
‫ارتقوا درجةً تعلَّموا مبادئ ا‪ٟ‬تساب وغالبًا ل يتعلموف ذلك‪ ،‬ىذا أمر ل بد من مراعاتو؛‬
‫يتحدثوف عن أُناس جاءوا دل‬
‫فالعلماء ‪-‬ر‪ٛ‬تهم ا﵁‪ -‬حينما يقولوف‪" :‬أوؿ ما يُبدأ بو‪ ،"..‬فهم َّ‬
‫يتعلَّموا شيئًا‪.‬‬

‫تعليم إلزامي؛ يدرس اإلنساف منذ نعومة أظفاره‪ ،‬قبل بلوغو سن‬
‫أما ‪٨‬تن اآلف فالتعليم عندنا ٌ‬
‫السابعة لرٔتا درس سنتُت يتعلَّم فيها القراءة والكتابة وما إذل ذلك‪ٍ ،‬ب بعد ذلك يتعلم ست‬
‫سنُت؛ يتعلم فيها مبادئ ُب العلوـ‪ ،‬سواء كاف ذلك ُب القرآف أو ُب العربية أو ُب العلوـ‬
‫الطبيعية والرياضية‪ ،‬كل ذلك يتعلَّمو من وقت مبكر‪ٍ .‬ب تأٌب مراحل‪ :‬ا‪١‬ترحلة ا‪١‬تتوسطة وا‪١‬ترحلة‬
‫الثانوية‪ ،‬فهذه اثنا عشرة سنة ينبغي أف ل تُلغى من حساباتنا حينما َّ‬
‫نتحدث عن مراحل‬
‫التعليم‪ ،‬وأوؿ ما يُبدأ بو‪.‬‬
‫(‪) 66 - 43‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫مثال‪ ،‬أو ُب ما بعد ا‪١‬ترحلة الثانوية أو ‪٨‬تو ذلك‪،‬‬ ‫فحينما َّ‬


‫نتحدث عن شاب ُب ا‪١‬ترحلة الثانوية ً‬
‫صل شيئًا‪ ،‬جاء من الصحراء‪ ،‬ىو درس وتعلم‬
‫ل ننظر إذل ىذا اإلنساف على أنو جاء ودل ُ٭تَ ِّ‬
‫أشياء ُب العقيدة وُب غَتىا‪.‬‬

‫‪٥‬تتصرا‬
‫ً‬ ‫فالعلماء ‪-‬ر‪ٛ‬تهم ا﵁‪ -‬يقولوف‪ :‬يبدأ بالقرآف‪ ،‬كما يقوؿ النووي‪ٍ ،‬ب ٭تفظ ُب كل ف ٍن‬
‫ويبدا باألىم‪ ،‬يبدأ بالقرآف‪.‬‬

‫لكن‪ :‬من ىو الذي يبدأ بالقرآف؟؟‬

‫إذا جاءنا شاب صغَت‪ ،‬نقوؿ لو‪ :‬احفظ القرآف اآلف‪ ،‬التحق ْتَلَقة‪ .‬لكن إذا جاءؾ شخص‬
‫متخرج من ا‪ٞ‬تامعة‪ ،‬وقاؿ‪ :‬أنا ما أ٘تمت حفظ القرآف وأريد أف أتعلم الفقو والعقيدة و‪٨‬تو‬
‫ّ‬
‫أول؟! ىذا يصعب ُمطالبة الناس بو‪.‬‬
‫ذلك‪ .‬نقوؿ لو ارجع احفظ القرآف ً‬

‫تغَتت أحواؿ الناس عن السابق‪ ،‬ىل ىذا اإلنساف‬


‫أيضا أف نعرؼ أحواؿ ىؤلء الناس؛ َّ‬
‫وينبغي ً‬
‫كامال؟ ٍب ىذا اإلنساف‪ ،‬ماذا يريد من العلم الشرعي؟ ىل‬
‫صال من برنا‪٣‬تو أف ٭تفظ القرآف ً‬
‫أ ً‬
‫٘تس إليو حاجتو؟‬
‫يتخصص فيو؟ أو أنو يريد أف يتعلم ما ّ‬
‫َّ‬ ‫يريد أف‬

‫ىو يقوؿ لك‪ :‬انا أحفظ بعض األجزاء من القرآف‪ ،‬وأصلي فيو‪ ،‬فهل يلزـ أف أحفظ القرآف‬
‫كامال؟؟‬
‫ً‬
‫نقوؿ‪٨ :‬تن إذا وضعنا برنا‪٣‬تا للناس ُب العلم منذ ِ‬
‫الصغَر نقوؿ ‪٢‬تم ابدأوا بالقرآف‪ ،‬وننصح الناس‬ ‫ً‬
‫هبذا ونرشدىم إليو‪ .‬لكن ىل ىذا من شرط الطَّلب؟ ا‪ٞ‬تواب‪ :‬ل!‬

‫(‪) 66 - 41‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫فالشاىد أف ىذا من الذي يُطالب بو؟ يُطالب بو الصغَت ويطالب بو من كانت لو ‪٫‬تَّة ُب‬
‫حفظ ا‪١‬تتوف العلمية‪ ،‬نقوؿ لو‪ :‬األوذل واألحرى بك‪ ،‬قبل أف قبل أف تنشغل ْتفظ ا‪١‬تتوف أف‬
‫أول ٍب بعد ذلك احفظ متنًا ُب كل علم‪.‬‬
‫ٖتفظ القرآف‪ ،‬احفظ القرآف ً‬

‫تصور وبرنامج واضح َّ‬


‫‪٤‬تدد ا‪١‬تعادل‪ ،‬وىذا‬ ‫أيضا ُّ‬
‫وىذا ا‪١‬تنت الذي ٭تفظو ينبغي أف يكوف لإلنساف ً‬
‫ا‪١‬تتوسطة ومنها‬
‫مثال ا‪١‬تتوف العلمية كثَتة‪ ،‬منها ا‪١‬تختصرة ومنها ِّ‬
‫وموجو؛ ً‬
‫٭تتاج إذل مرشد ّ‬
‫ا‪١‬تتق ّدمة‪ ،‬على ا‪١‬تراتب الثالث‪ُ ،‬ب كثَت من األحياف ُ‪٧‬تهد ىؤلء التالميذ أو الطلبة فيحفظ‬
‫الواحد فيهم متنًا ُب ا‪١‬ترحلة األوذل ومتنًا ُب ا‪١‬ترحلة الثانية ومتنًا ُب ا‪١‬ترحلة الثالثة‪١ ،‬تاذا ىذا‬
‫اإلجهاد؟!‬

‫سهل ولكن ا‪١‬تراجعة؛ ينبغي أف تعرؼ أ َّف‬


‫ٍب إف القضية ل تقف عند ا‪ٟ‬تفظ‪ ،‬فا‪ٟ‬تفظ قد ي ُ‬
‫مراجعة القرآف مع مراجعة ا‪١‬تتوف ا﵀فوظة إذا تكاثرت فإف ذلك قد ٭تتاج إذل ما ل يقل عن‬
‫أربع ساعات ُب اليوـ من مراجعة‪ ،‬وبعض الناس إذا قلنا لو‪ :‬تقرأ أربع ساعات ُب اليوـ قراءة‬
‫لطلب العلم‪ ،‬قاؿ‪ :‬أنتم تبالغوف!‬

‫ا‪١‬تراجعة فقط قد ٖتتاج إذل أربع ساعات ُب اليوـ‪ ،‬ىل عندؾ ىذا الستعداد؟ وإذا ما راجعتها‬
‫نسيتها‪.‬‬

‫أيضا ماذا ٖتفظ؟ ىل ٖتفظ ا‪١‬تنظوـ ألنو أسهل ُب ا‪ٟ‬تفظ؟ أو ٖتفظ ا‪١‬تنثور؟ نقوؿ‪ :‬كل‬
‫ٍب ً‬
‫ْتسبو‪ ،‬ولكل مزيَّة؛ ا‪١‬تنظوـ أسهل حفظًا ومراجعة‪ ،‬ولكنو إذا أخطأه أو نسيو أو تعثَّر فيو دل‬

‫(‪) 66 - 42‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫يتيسر لو إيراد ا‪١‬تعٌت‪ .‬أما حفظ ا‪١‬تنثور فإنو إف نسيو فإنو يبقى الستظهار؛ يستطيع أف يأٌب‬
‫َّ‬
‫بأسلوبو وبعبارتو با‪١‬تعاين ول يتقيَّد ْتروفو‪ ،‬ىذه مزيَّة للمنثور‪.‬‬

‫لكن ‪٨‬تن نقوؿ للناس‪ :‬كل ْتسبو؛ إذا كنت ٘تيل ‪ٟ‬تفظ النَّظم فاحفظ النظم‪ ،‬وإذا كنت ٘تيل‬
‫‪ٟ‬تفظ النثر فاحفظ النثر‪ .‬لكن ينبغي أف تعرؼ ماذا ٖتفظ؛ على سبيل ا‪١‬تثاؿ ُب علوـ ا‪ٟ‬تديث‪:‬‬
‫مثال‪ ،‬أو ٖتفظ من الدرجة الثانية؟‬ ‫ىل تريد أف ٖتفظ من الدرجة األوذل؟ ٖتفظ [البَػْيػ ُقونيَّة] ً‬
‫السيوطي]‬ ‫ِ‬
‫ٖتفظ [ ُ‪٩‬تبة الف َكر] أو [نُزىة النَّظر]؟ أو تريد أف ٖتفظ من ا‪١‬ترتبة الثالثة؟ مثل [ألفيَّة ّ‬
‫أو [ألفيَّة العراقي] ُب علوـ ا‪ٟ‬تديث‪.‬‬

‫جربو قبلك‬
‫ا‪ٟ‬تماس الزائد أف يقوؿ اإلنساف‪" :‬أريد أف أحفظ ىذا وىذا وىذا‪ ،"..‬نقوؿ‪ :‬ىذا َّ‬
‫وشحو ٔتا يتصل با‪١‬تراجعة‪ ،‬وإما ل ٭تصل لك‬
‫ُ‪٣‬تّربوف؛ فإما أف يضيع بسبب قلة الوقت ّ‬
‫ا‪١‬تطلوب ُب بقية العلوـ‪ ،‬فح ّدد منذ البداية‪.‬‬

‫أحدا بشيء"؛ قد ل يريد أف‬


‫و‪٢‬تذا أقوؿ لإلخواف ُب (الدورة ا‪١‬تنهجية ‪ٟ‬تفظ ا‪١‬تتوف)‪" :‬ل تلزموا ً‬
‫٭تفظ كل ا‪١‬تتوف ُب ا‪١‬ترجلة األوذل‪ ،‬ٮتتار ل بأس‪ ،‬يقوؿ‪" :‬أنا ل أريد أحفظ [اآلجرومية] اآلف‪،‬‬
‫[ملحة اإلعراب]"‪ ،‬ل بأس ول إشكاؿ‪.‬‬
‫أنا أريا أف ّأدخر حفظي لأللفية‪ ،‬ول أريد أف أحفظ ُ‬
‫يقوؿ‪" :‬أنا ل أريد أف أحفظ [األربعُت النووية] ول [عمدة األحكاـ]‪ ،‬أريد أف أحفظ [بلوغ‬
‫ا‪١‬تراـ]"‪ ،‬ل إشكاؿ؛ ألنو ينبغي أف نراعي أحواؿ الناس‪ ،‬ونراعي األمر ا‪١‬تهم وىو‪ :‬ا‪١‬ترجعة‪.‬‬

‫لكن كثَتٌ من الناس يُقدـ ْتماسة‪ ،‬فيحفظ ول يفكر بعد ذلك ُب ا‪١‬تراحل األخرى‪ ،‬ول يفكر‬
‫ْ‬
‫ُب ا‪١‬تراجعة‪ٍ ،‬ب يذىب عليو الوقت ُسدى‪.‬‬

‫(‪) 66 - 43‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫فالشاىد أف النووي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬كغَته من أىل العلم‪ :‬يروف البداية ُب القرآف‪ٍ ،‬ب بعد ذلك‬
‫‪٥‬تتصرا ُب كل فن‪ ،‬ويبدأ باألىم‪ ،‬النووي –ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يرى أف األىم ىو الفقو‬
‫ً‬ ‫٭تفظ متنًا‬
‫تيسر‪ٍ ،‬ب يَ ْستَش ِر ُحها‪ ،‬وٮتتار من الشيوخ‬
‫والنحو‪ٍ ،‬ب ا‪ٟ‬تديث واألصوؿ‪ٍ ،‬ب الباقي على ما َّ‬
‫‪-‬كما سيأٌب‪.-‬‬

‫ىذا الذي ذكره من أنو يبدأ بالفقو والنحو؛ إ‪٪‬تا ىو ْتسب نظره‪ ،‬وىذا ذكره َ‪ٚ‬تُ ٌع من أعل‬
‫ا‪١‬تتخصص ُب فن من الفنوف غالبًا يدور حوؿ فنو‪ ،‬و‪٢‬تذا ٕتد‬
‫ّ‬ ‫العلم ل سيما ُب الفقو‪ ،‬ولكن‬
‫ا‪١‬تتخصص ُب ا‪ٟ‬تديث يقوؿ‪ :‬يبدأ با‪ٟ‬تديث‪ ،‬وا‪١‬تتخصص بالتفسَت يقوؿ‪ :‬يبدأ بتفسَت القرآف‪،‬‬
‫وىكذا‪.‬‬

‫على كل حاؿ فالنووي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يرى أنو يفعل ذلك ويستشرح ىذه ا‪١‬تتوف‪ٍ ،‬ب يطالع بعد‬
‫كملت أىليتو‬
‫ذلك الكتب األوسعػ ويعلّق ما يراه من النفائس والفوائد ‪٦‬تا قرأ أو ‪ٝ‬تع‪ ،‬فإذا ُ‬
‫اشتغل بعد ذلك ُب التصنيف‪.‬‬

‫وشيخ اإلسالـ ابن تيمية ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬ينبّو إذل أف تعلُّم ما يتصل بو وتدعو إليو حاجتو ‪٦‬تا يتعلق‬
‫عم)‬
‫بو من األحكاـ أ َْوذل من الستزادة ُب حفظ القرآف؛ يعٍت عنده ما يُصلّي بو‪ ،‬٭تفظ جزء ( َّ‬
‫مثال لكنو ل يعرؼ ُب األحكاـ شيئًا‪ ،‬ما يعرؼ الطهارة والصالة و‪ ،..‬فشيخ اإلسالـ يقوؿ‪:‬‬
‫ً‬
‫إف تعلُّمو ‪١‬تا ٭تتاج إليو من ىذه العلوـ أوذل من الستزادة ُب حفظ القرآف‪.‬‬

‫فرؽُفيُأحواؿُالناس؛ فإذا كاف عنده ما يكفيو من ىذه العلوـ فإنو يبدأ ْتفظ القرآف‬
‫فإ ًذا‪ :‬نُ ِّ‬
‫عند شيخ اإلسالـ ابن تيمية ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪.-‬‬

‫(‪) 66 - 44‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫أيضا يرى أف البداية تكوف بالفقو‪ ،‬فيحفظ متنًا فيو‪ ،‬ويستشرح ىذا‪ ،‬ويطالع‬
‫وىكذا الذىيب ً‬
‫الشروح‪.‬‬

‫وتفسَتا‪ ،‬مع دراسة علوـ القرآف‪ٍ ،‬ب ٭تفظ من كل‬


‫ً‬ ‫أول بالقرآف حفظًا‬
‫وابن َ‪ٚ‬تاعة يرى الشتغاؿ ً‬
‫‪٥‬تتصرا من ا‪ٟ‬تديث والنحو والتَّصريف‪ ،‬إذل غَت ذلك‪ .‬وينشغل باستشراحها على أىل‬
‫ً‬ ‫فن‬
‫العلم‪.‬‬

‫وعلى كل حاؿ‪ :‬العلماء ‪-‬ر‪ٛ‬تهم ا﵁‪ -‬حينما يتحدثوف عن ىذه القضية‪ .‬كما قلت‪ :‬كل‬
‫تبُت وظهر لو‪.‬‬
‫ْتسب ميولو واىتماماتو‪ ،‬وْتسب ما برع فيو أو ّ‬
‫والشيخ أ‪ٛ‬تد شاكر ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬من ا‪١‬تعاصرين‪ ،‬حينما يتكلم عن علم ا‪ٟ‬تديث فهو يرى‬
‫وصحيحي ابن خزٯتة وابن ِحبّاف‪ ،‬والسنن الكربى‬
‫ّ‬ ‫أول بالصحيحُت ٍب بالسنن‬ ‫العتناء ً‬
‫للبيهقي‪ٍ ،‬ب بالكتب ا‪ٞ‬تامعة ا‪١‬تؤلفة ُب األحكاـ‪ :‬كا‪١‬توطأ‪ٍ ،‬ب كتب ابن ُجَريج وابن أيب عروبة‬
‫وسعيد بن منصور وعبد الرزاؽ وابن أيب شيبة‪ٍ ،‬ب كتب العلل‪ٍ ،‬ب يشتغل بكتب رجاؿ ا‪ٟ‬تديث‬
‫كثَتا من كتب التاريخ وغَتىا‪.‬‬
‫وترا‪ٚ‬تهم وأحوا‪٢‬تم‪ٍ ،‬ب يقرأ ً‬
‫يعٍت أف الشيخ أ‪ٛ‬تد شاكر ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يرى أف الشتغاؿ با‪ٞ‬ترح والتعديل والعلل وعلم‬
‫رجل متخصص ُب ا‪ٟ‬تديث‪.‬‬
‫الرجاؿ‪ ،‬يكوف ُب اآلخر‪ ،‬وىو ٌ‬
‫و‪٨‬تن نرى بعض الشباب ُب بدايات الطلب يشتغل هبذه القضايا‪ ،‬ورٔتا كاف ذلك كما قاؿ‬
‫بعض أىل العلم‪" :‬علم ا‪ٟ‬تديث لو شهوة فتَطَْرب لو النفس أحيانًا" ؛ولذلك ٕتدوف بعض‬

‫(‪) 66 - 45‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ا‪٠‬تلفاء كاف يَ ْستَهويو ما يراه من ‪٣‬تالس أىل ا‪ٟ‬تديث و‪٣‬تالس اإلمالء والتحديث‪ ،‬ويتمٌت لو أنو‬
‫حصل لو شيء من ذلك‪.‬‬

‫اُأوُعلوماُمختلفةُفيُوقتُواحد؟ ُ‬
‫ً‬ ‫ىلُيجمعُدروس‬
‫ً‬ ‫‪‬‬
‫ا‪١‬تعروؼ أف ا‪١‬تغاربة ‪٢‬تم طريقة ُب ىذا‪ ،‬ول زاؿ عليها الشناقطة عند بعضهم على األقل إذل‬
‫غَت ذلك؛ فهم يروف أف ىذه العلوـ ل ٯتكن أف ُٕتمع ُب وقت‬
‫اليوـ‪ ،‬وإف كاف بعضهم قد ّ‬
‫ٮترجا ُب وقت واحد‪ ،‬فيولد األوؿ ٍب‬
‫واحد‪ ،‬ويشبّهوف ذلك با‪١‬تولودين (توأـ)؛ ل ٯتكن أف ُ‬
‫الثاين‪ .‬وا‪١‬تشارقة كانوا ‪٬‬تمعوف بُت العلوـ‪.‬‬

‫وعلى كل حاؿ ٯتكن أف يقاؿ بأف ذلك ٮتتلف باختالؼ الناس؛ ْتسب أوقاهتم وْتسب‬
‫يتيسر لو أف ‪٬‬تمع بُت علوـ ‪٥‬تتلفة‪ ،‬فيقف على فن‬
‫قُدرىم وإمكاناهتم‪ ،‬فمن الناس من ل َّ‬
‫واحد‪ ،‬فإذا انتهى منو فإنو يدرس الفن اآلخر‪ .‬لكن األمور أحيانًا قد ل تساعده على ذلك؛‬
‫علوما‬
‫يدرس ً‬
‫ىذا طالب ذىب إذل ا‪ٞ‬تامعة‪ ،‬وجاء إذل منطقة فيها دروس كثَتة‪ ،‬فيها عادل ّ‬
‫‪٥‬تتلفة‪ ،‬قاؿ‪" :‬أنا سأقتصر على فن واحد"‪ ،‬والباقي؟! ىذا الفن الواحد لرٔتا عند ىذا العادل ل‬
‫ينتهي إل بعد عشر سنُت أو أكثر‪ ،‬وبقية العلوـ؟! فلماذا هتدر ىذه األوقات؟ باقي الوقت‬
‫ماذا تفعل بو؟‬

‫(‪) 66 - 46‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ولذلك نقوؿ لبعض الشباب إذا جاء يسأؿ أحيانًا‪ :‬أنا أريد أف أشتغل بالقرآف‪ ،‬قيل رل‪ :‬ل‬
‫تشتغل بغَت القرآف‪ ،‬نقوؿ‪ :‬كم تشتغل بالقرآف؟ يقوؿ‪ُ :‬ب مدة ل تتجاوز الساعتُت‪ ،‬طيب‪:‬‬
‫ساعتاف من أربع وعشرين ساعة كم بقي؟ اثنتاف وعشروف ساعة‪ ،‬أين تذىب؟‬

‫"ل تشتغل بغَت القرآف"؛ فكثَت من الناس أُخذوا هبذه ا‪١‬تقولة فذىبت عليهم سنوات وفاهتم‬
‫علم كثَت‪ ،‬لذلك أقوؿ‪ :‬أحيانًا يوجد لدى اإلنساف من يعلّمو هبذه الطريقة؛ يقتصر على فن‬
‫يتيسر لو مثل ىذا‪ ،‬فماذا‬
‫واحد ويسَت بو شيئًا فشيئًا‪ ،‬ىذا ل إشكاؿ فيو‪ ،‬لكن ُب الغالب ل َّ‬
‫يصنع اإلنساف؟ نقوؿ يدرس ْتسب طاقتو وْتسب ما يُتاح لو من الوقت واإلمكاف‪.‬‬

‫وتصحيحا‪،‬‬
‫ً‬ ‫شرحا‬
‫درسا على مشاٮتو ً‬
‫و‪٢‬تذا النووي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬كاف يقرأ ُب كل يوـ اثٍت عشر ً‬
‫مثال كم يدرسوف‬
‫متفرغ للعلم ليس عنده ما يشغلو‪ .‬والناس اليوـ ُب دراستهم ُب ا‪ٞ‬تامعة ً‬
‫فهو ّ‬
‫من ‪٤‬تاضرة ُب اليوـ الواحد؟ يدرسوف ‪ٜ‬تس ‪٤‬تاضرات‪ ،‬ومثل ىذا ل يُستغرب‪.‬‬

‫و‪٬‬ترد الكتب‪،‬‬
‫ا‪١‬تطولت‪ُ ،‬فَتاجع ويقرأ ُ‬
‫أقوؿ‪ :‬إذا درس ىذه ا‪١‬تختصرات ينتقل بعد ذلك إذل َّ‬
‫ويكوف لو برنامج يسَت عليو ُب ذلك‪.‬‬

‫يوجد تقومي إذل سنة ٓ٘ٗٔ للهجرة‪ ،‬موجود مطبوع يُباع‪ ،‬أصدرتو وزارة ا‪١‬تالية‪ ،‬تقومي ُب ‪٣‬تلّد‬
‫لطيف‪ ،‬فيو األياـ والتواريخ ‪٢‬تذه السنوات كلها‪ ،‬تستطيع أف ٕتعل لك برنا‪٣‬تًا ُب ا‪١‬تختصرات‬
‫ا‪١‬تطولت والكتب اليت تُقرأ صي ًفا وشتاءً‪ ،‬مىت ستُنهي ىذا ومىت ستُنهي ىذا‪ ،‬ومىت ستحفظ‬
‫و َّ‬
‫ىذا‪ ،‬ومىت ستجرد ا‪١‬تطولت‪ْ ،‬تيث يعرؼ اإلنساف مىت سينتهي من مراحل التعلم ىذه‪ ،‬ول‬
‫يبقى ُب ٍ‬
‫حاؿ من التَّسويف‪ٍ ،‬ب بعد ذلك ل ٮترج بطائل‪.‬‬

‫(‪) 66 - 41‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫فرؽ ُب العلم الذي يقرأه‪ ،‬وىذا يقع لكثَت من‬


‫وينبغي عليو ُب دراستو أف ٭تذر من التَّشتُّت والتَّ ُّ‬
‫كثَتا من الشروح‬
‫درسا من الدروس‪ ،‬فيذىب ويقرأ ً‬
‫طالب العلم؛ وذلك أنو لرٔتا أراد أف ٭تضر ً‬
‫٭تضر إللقاء درس لطالب الدراسات العليا!‪ ،‬إنساف عمره رٔتا دل ‪٬‬تاوز العشرين‪ ،‬يريد أف‬
‫كأنو ّ‬
‫مثال أف يقرأ ُب [شرح األربعُت النووية]‪ ،‬أو‬
‫‪٥‬تتصرا للمرحلة األوذل أو الثانية‪ ،‬يريد ً‬
‫ً‬ ‫يدرس كتابًا‬
‫٭تضر أكثر ‪٦‬تا ٭تضره الشيخ‪،‬‬
‫ُب [عمدة األحكاـ]‪ ،‬ذىب يدرس عند أحد الشيوخ‪ ،‬فصار ّ‬

‫٭تضر من عشرة أو من أكثر من‬


‫الشيخ رٔتا ٭تضر من سبعة كتب أو من ‪ٙ‬تانية كتب‪ ،‬وىذا ّ‬
‫ضر!‬
‫ذلك‪ ،‬ويبقي سائر ساعات اليوـ وىو ٭ت ّ‬

‫وىذا موجود‪ ،‬و َّ‬


‫نتحدث عن أمثلة واقعية موجودة‪ ،‬فيأٌب ىذا الطالب اآلف وقد صار أكثر‬
‫العا من الشيخ‪ٍ ،‬ب ‪٬‬تلس وينظر ُب ىذا الكالـ الذي قيل؛ بقي كذا‪ ،‬ىناؾ مسائل دل‬
‫اطّ ً‬
‫وفوت كذا وترؾ كذا وأ‪٫‬تل كذا‪ ،‬وما علّق على‬
‫يذكرىا‪ ،‬بقيت ىناؾ أشياء أخرى تتعلق هبذه‪َّ ،‬‬
‫اآليات اليت وردت‪ ،..‬و‪٬‬تلس ُب الدرس ٭تسب‪ ،‬وكلما يُذكر يقوؿ‪ :‬ىذا معروؼ‪..‬‬

‫فهذا ل ينتفع‪ ،‬وقد ذكر النووي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬أف ىذا ‪٦‬تا يضر بو‪ ،‬فيزىد ُب علم الشيخ‪ ،‬وىذا‬
‫تصور طالبًا‬
‫لرٔتا أوقع اإلنسا َف فيو ا‪ٞ‬تهل أو ا‪ٟ‬ترص الزائد‪ ،‬لكنو ل يستطيع ا‪١‬توصلة؛ اآلف ّ‬
‫٭تضر للدروس اليت ٭تضرىا هبذه الطريقة‪ٜ ،‬تسة دروس هبذه الطريقة‪ ،‬الليل والنهار وىو‬
‫دائما‬
‫أبدا‪ٕ ،‬تد ربع الكتاب األوؿ ً‬
‫٭تضر!‪ ،‬ىل سيستطيع ا‪١‬تواصلة كل السنوات هبذه الطريقة؟! ً‬
‫ّ‬
‫عنده مظلم من الكتابة؛ حو ٍ‬
‫اش كثَتة من الشروح‪ ،‬ويدرس اآلف ُب [قطر الندى] وٕتد ا‪ٟ‬تواشي‬
‫منقولة من [أوضح ا‪١‬تسالك] ومن [شرح األمشوين] و[حاشية ا‪٠‬تُضَتي]‪ ،‬وينقل من ىذه‬

‫(‪) 66 - 41‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫جدا‪ ،‬ولكنو يتحمل ويتحمل‪ٍ ،‬ب يزىد فيما يسمع‪ ،‬ول‬


‫الكتب ُب النحو‪ ،‬ولرٔتا يثقل عليو ىذا ً‬
‫يلبث أف ينقطع‪ ،‬يقوؿ‪١ :‬تاذا أحضر؟! وىذا أخطأ‪..‬‬

‫‪ ‬كيفُيدرس؟ ُ‬
‫*ٕ العلم أيها األحبة ليس هبذه الطريقة؛ العلم يؤخذ شيئًا فشيئًا‪ ،‬وعندما تأٌب ىذه ا‪١‬تعلومة‬
‫للطالب من غَت أف يكوف ىذا اإلنساف قد اطَّلع على الشروح فإف ذلك يكوف أدعى لِعُلُوقها‬
‫بقلبو‪.‬‬

‫تفتح الػ َمغَاليق‪ ،‬ويُفتح عليو أمور بُت يدي الشيخ ‪-‬كما‬
‫يضا إف الدراسة على الشيوخ ُ‬
‫ٍب أ ً‬
‫٭تضر‪ ،‬أما أنت فقد اختُصر لك ذلك‪،‬‬
‫يضا ٮتتصر عليو الزماف؛ الشيخ ىو الذي ّ‬
‫سيأٌب‪ ،-‬وأ ً‬
‫تأنس بو وتُ َسر‪ ،‬فوائد‬ ‫قدـ لك من العلم ما ٖتتاج إليو‪ ،‬وما يُ َّ‬
‫قدـ لك من العلم تفرح بو و ُ‬ ‫ويُ َّ‬
‫جديدة‪.‬‬

‫ولكن الصحيحُفيُنظري ‪-‬وأقولو بعد ٕتربة‪ -‬أف يأخذ اإلنساف الكتاب ا‪١‬تختصر وينظر فيو‬
‫قبل الدرس ويتأمل ويُدقّق النَّظر‪ ،‬ويستخرج اإلشكالت‪ ،‬و٭تأوؿ أف ُ‪٬‬تيب عنها‪ٍ ،‬ب بعد ذلك‬
‫يقيد أو يأ ِّشر على األشياء اليت دل يس ِ‬
‫تطع أف ُ‪٬‬تيب عنها ‪-‬اإلشكالت‪ٍ ،-‬ب يأٌب ٭تضر‬ ‫ُّ ُ‬
‫صال ما ىو ا‪١‬توضوع‬
‫الذىن كما يفعل أكثر الطالب وىو ل يدري أ ً‬ ‫الدرس‪ ،‬ل ٭تضر خارل ِّ‬
‫الذي سيُشرح‪ ،‬ىذا خطأ‪.‬‬

‫‪ُ1‬بدايةُالجزءُالثاني‪ُ،‬رابطُالدرسُالصوتي‪https://goo.gl/3ywUV0ُ:‬‬
‫(‪) 66 - 46‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫للمنت‪ ،‬الشيخ سيشرح ىذه ا‪١‬تسائل‪ٍ ،‬ب يسمع الشرح ويُعلّق ٔتا ٭تتاج إليو‪،‬‬
‫متصور َ‬
‫بل ىو ِّ‬
‫وينظر ُب اإلشكالت اليت أوَرَدىا على نفسو وأجاب عنها؛ ىل أجاب عنها الشيخ؟ وىل ىو‬
‫ٮتترب بذلك ِذىنو‪ .‬وا‪١‬تسائل اليت ما أجاب الشيخ عنها‪ ،‬بعدما ينتهي‬
‫موافق ‪ٞ‬توابو أـ ل؟ و ِ‬
‫الدرس يسأؿ‪ ،‬فإف شفاه ذلك اقتنع با‪ٞ‬تواب‪ ،‬وإل سأؿ غَته‪ ،‬فإف وجد وإل رجع للكتب‬
‫وْتث‪.‬‬

‫ضبَطَها‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫اج َعها‪َ ،‬‬
‫ٗترج منو ‪-‬إل ما شاء ا﵁‪ ،-‬ر َ‬
‫فتَػ ْعلَق بذىنو ول ُ‬
‫فإذا رجع من َّ‬
‫الدرس راجع ا‪١‬تنت مع التعليقات‪ٍ ،‬ب قرأ ا‪١‬تقطع ا‪ٞ‬تديد الذي سيُشرح ُب الدرس‬
‫كامال‪ ،‬وإذا أَّنى بابًا‬
‫فصال راجع الفصل ً‬
‫القادـ بنفس الطريقة‪ ،‬وىكذا كل مرة‪ ،‬فإذا أَّنى ً‬
‫راجع الباب بكاملو‪ ،‬وإذا أَّنى الكتاب راجع الكتاب بكاملو‪.‬‬

‫٘تاما‪ ،‬ل يدري ما‬ ‫٘تاما! يأٌب الطالب والواحد منهم خارل ِّ‬
‫الذىن ً‬ ‫أما الواقع فهو ٓتالؼ ذلك ً‬
‫٭تضر ولرٔتا ذىنو ىنا أو ىناؾ‪ٍ ،‬ب بعد ذلك يرجع ول َع ْه َد لو بالكتاب!‬
‫صال‪ ،‬و ُ‬
‫الذي سيُشرح أ ً‬

‫فإذا كاف ُٮتترب ُب ىذا الكتاب‪ُ ،‬ب أياـ الختبار راجع ُب أسبوع أو أسبوعُت وكأَّنا أثقل عليو‬
‫عامتهم‬
‫يتخرج َّ‬
‫عامتهم هبذه الطريقة‪ ،‬ولذلك َّ‬
‫من ا‪ٞ‬تبل‪ ،‬اسألوا طالب الكليات الشرعية؛ َّ‬
‫عواـ! إذا جلست معو أو ‪ٝ‬تعت‬
‫ٗترج موظ ًفا أو كاتبًا أو ‪٨‬تو ذلك‪َّ ،‬‬
‫بشهادة ُٯتكن أف يُقاؿ أنو َّ‬
‫متخرج من كلية الشريعة؛ السبب ىو ىذا‪ ،‬يراجع‬
‫أسئلتو أو ‪٨‬تو ذلك ٕتدىا أسئلة عواـ‪ ،‬وىو ّ‬
‫ُب أسبوع‪.‬‬

‫(‪) 66 - 53‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫وبعضهم يظن أ َّف ىذا ىو العلم الشرعي‪ ،‬وأنو ُ٭ت َّ‬


‫صل هبذه الطريقة‪ ،‬ولذلك بعضهم كاف‬
‫يَ ْستكثِر أف يقضي أربع سنوات ُب كلية شرعيَّة‪ ،‬ويقوؿ‪ :‬أنا أستطيع أف أحفظ ىذ َّ‬
‫ا‪١‬تذكرات‬
‫جالس ُب البيت‪ ،‬وأدرس ُب كلية ثانية‪ .‬و‪٢‬تذا بعضهم خرج من ا‪ٞ‬تامعة والتحق بكلية‬
‫ٌ‬ ‫وأنا‬
‫يصور رل ىذه ا‪١‬تذكرات‪ ،‬أقرأىا‬
‫أخرى‪ ،‬وقاؿ‪ :‬أنا أستطيع أف أتواصل مع أحد الطالب وىو ّ‬
‫وأحصل على عالمات أفضل من الطالب!‬

‫فعال قد ٭تصل على عالمات أفضل من الطالب لكنو لن يكوف طالب علم‪.‬‬
‫ىو ً‬

‫عواـ اآلف‪ ،‬ىذا كالـ من سنة ‪،ٔٗٓٛ‬‬


‫وىذه أمور حصلت‪ ،‬وأعرؼ من حصلت ‪٢‬تم وىم َّ‬
‫كاف يظن أف العلم الشرعي مذ ّكرات ٭تفظها أياـ الختبارات‪ ،‬فلماذا أجلس أربع سنوات؟!‬
‫وىو يظن أف الوضع الطبيعي ىو ىذا‪ ،‬وىذا خطأ؛ العلمُالشرعيُأفُُتعطيُالعلمُ ُكُلَّكُ‬
‫ِ‬
‫صل منو شيئًا‪..‬‬
‫كل الوقت‪ ،‬الليل مع النهار‪ ،‬وإل لن ُٖت ِّ‬ ‫كُبعضو‪ ،‬تَػ ْعتَك ُ‬
‫ف عليو َّ‬ ‫عطيَ َُ‬
‫فُيُ ُ‬

‫على كل حاؿ‪ ،‬ل ينتقل من كتاب حىت يُ ِتقنَو‪َّ ،‬‬


‫الشيخ ‪٤‬تمد بن قاسم ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬لو قرأًب ُب‬
‫بعض ما ُكتب عنو‪ ،‬كاف يكتب كل ما يذكره الشيخ ‪٤‬تمد بن إبراىيم ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ ،-‬يقوؿ‪:‬‬
‫الشيخ توقَّف ُىنا ُىنَػْيػ َهة‪ ،‬يقوؿ‪" :‬وكاف الشيخ‬
‫"كنت أُقيِّد ُك َّل شيء"‪ ،‬حىت كاف يكتب أف َّ‬
‫فيتمهل أو يتوقَّف حىت أنتهي"‪ ،‬يقوؿ‪" :‬ول أكتب شيئًا إل وف ِه ْمتُو"‪ ،‬أما‬ ‫يف قلمي َّ‬ ‫ص ِر َ‬
‫يسمع َ‬
‫‪٨‬تن ألننا نأخذ العلم با‪ٞ‬تُملة فتأٌب أشياء كثَتة ُب العلم رَّٔتا ليست ُ‪ٚ‬ت ًال وإ‪٪‬تا ىي ِمن قَبِيل‬
‫الفصوؿ أحيانًا بكاملها وأبواب وما فهمناىا!‬

‫(‪) 66 - 51‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫يدرس أصوؿ الفقو‪،‬‬


‫تقوؿ‪( :‬باب العلة ُب القياس‪ -‬الوصف ا‪١‬تناسب)‪ ،‬يقوؿ لك ىذا أستاذ ّ‬
‫يدرسوف‬
‫يسألو أحد الطالب عن مسألة‪ ،‬يقوؿ لو‪ُ " :‬خذىا قاعدة‪ :‬اسألنا ع َّما ندرس"!‪ ،‬ىم ّ‬
‫بعض األبواب ويتتابعوف ُب دراستها‪ ،‬وباقي األبواب ل تسأؿ الشيخ عنها!‬

‫ص ُب أصوؿ الفقو‪ ،‬يكوف قد‬


‫تخص ٌ‬ ‫طبعا عن أمثالو‪ ،‬ا‪١‬تفروض َّ‬
‫أف ىذا إنسا ٌف ُم ِّ‬ ‫ىو َّ‬
‫يتحدث ً‬
‫فَ ِهم ىذا العلم وحفظو وضبطو‪.‬‬

‫‪ ‬ماذاُيدرس؟ ُ‬
‫كثَتا فيما يُدرس ِمن ُكتُب‪ ،‬وكيف َّ‬
‫يتدرج اإلنساف فيها‪ ،‬والذي‬ ‫ب الكاتبوف ً‬
‫على كل حاؿ‪َ ،‬كتَ َ‬
‫موح ًدا للجميع؛ فالناس‬
‫أظنو أقرب ‪-‬وا﵁ تعاذل أعلم‪ -‬أنو ل يصلُح أف ‪٧‬تعل للناس برنا‪٣‬تًا َّ‬
‫يتفاوتوف ُب فَػ ْه ِمهم وُب َخ ِلفيَّتِهم العلميَّة و‪٨‬تو ذلك‪ ،‬كما قلت حينما نأٌب ألُناس ُب العقيدة‬
‫‪١‬تاذا نغفل أَّنم ُب دراستهم ُب البتدائي وا‪١‬تتوسط والثانوي درسوا كتاب [األصوؿ الثالثة]‬
‫و[القواعد األربعة] و[كتاب التوحيد]‪.‬‬

‫حينما ننظر إذل الفقو ‪٧‬تد أَّنم درسوا ُب العبادات وا‪١‬تعامالت إذل مرحلة الثانوية‪ ،‬ورٔتا درسوا‬
‫ُب ا‪١‬ترحلة الثانوية‪ ،‬أو ُب ٖتفيظ القرآف رٔتا درسوا شيئًا من مصطلح ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬أو رٔتا أصوؿ‬
‫موحدة‪.‬‬
‫الفقو‪ ،‬وىكذا ُب ا‪ٟ‬تديث درسوا أشياء‪ .‬فال ٭ت ُسن أف ‪٧‬تعل للجميع برنا‪٣‬تًا بطريقة َّ‬

‫لكن ٯتكن أف نقوؿ على سبيل ا‪١‬تثاؿ‪ُ :‬ب التفسير لو أراد اإلنساف أف يدرس دراسة ُّ‬
‫ٗتصصيَّة‪،‬‬
‫نقوؿ على سبيل ا‪١‬تثاؿ‪ :‬ابدأ ُب البداية بغريب القرآف‪ ،‬خذ كتابًا ِمثل [ا‪١‬تعجم ا‪ٞ‬تامع ُب‬
‫(‪) 66 - 52‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫للسْيػَرَواف‪َٚ ،‬تَع أربعة كتب مهمة‪ ،‬واقرأ القرآف ُب ختمة ُب الشهر وكل‬
‫مفردات غريب القرآف] َّ‬
‫س عليك ارجع إليها واضبط الغريب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كلمة تَلتَب ُ‬
‫السعدي]‪ٍ ،‬ب بعد‬
‫اجملمع‪ٍ ،‬ب بعد ذلك ٯتكن أف تقرأ [تفسَت َّ‬
‫ا‪١‬تيسر] طبعة ّ‬
‫ٍب اقرأ [التفسَت َّ‬
‫ذلك تقرأ ‪٥‬تتصر ابن كثَت الذي ىو [ا‪١‬تصباح ا‪١‬تنَت] الذي أشرؼ عليو ا‪١‬تباركفوري‪ ،‬أو تقرأ‬
‫‪٥‬تتصر الشيخ أ‪ٛ‬تد شاكر الذي ىو [عُمدة التفسَت]‪.‬‬

‫أبدا‪ ،‬إ‪٪‬تا َم ْن كاف يريد لو‬


‫طبعا ىذه قراءة‪ ،‬ىل من يقرأ التفسَت مرة واحدة معناه أنو سيحفظو؟ ً‬ ‫ً‬
‫صًرا ُب التفسَت فيجب أف يدرس ذلك على أحد ‪٦‬تَّن ىو ُ‪٦‬تيَّز ُب ىذا العِلم‪.‬‬
‫بَ َ‬

‫وىكذا ُب سائر العلوـ؛ ُب علوـُالقُرآف ً‬


‫مثال ُٯتكن أف يبدأ بكتاب [أصوؿ التفسَت] للشيخ‬
‫ابن العثيمُت ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ ،-‬وىو كتاب ُب علوـ القرآف‪ٍ ،‬ب [مباحث ُب علوـ القرآف] للقطاف‪،‬‬
‫يوطي ُب أصوؿ التفسَت]‪ٍ ،‬ب [التَّحبَت]‪ٍ ،‬ب [اإلتقاف]‪،‬‬
‫الس ّ‬‫ٍب اإلتقاف]‪ ،‬أو نقوؿ يبدأ بػ[رسالة ُّ‬
‫ىذه ثالثة كتب َمن درسها قد ل ٭تتاج إذل غَتىا‪.‬‬

‫وىكذا حينما يدرس أصوؿُالتفسير‪ ،‬بعد أف درس ىذه الكتب ُب علوـ القرآف يستطيع أف‬
‫يدرس [مقدمة شيخ اإلسالـ ابن تيمية ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ ،]-‬ويدرس كتاب [فصوؿ ُب أصوؿ‬
‫التفسَت]‪.‬‬

‫ُب الفقو حسب حاؿ اإلنساف؛ ناس ُب األقليات اإلسالمية ً‬


‫مثال‪ ،‬أو طفل صغَت نريد أف‬
‫نعلّمو مبادئ ُب الفقو وما درس ُب بالده الفقو‪ ،‬نقوؿ ٯتكن أف يبدأ بكتاب [نور البصائر‬

‫(‪) 66 - 53‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫واأللباب ُب معرفة ِ‬
‫الفقو بأقرب الطُّرؽ وأيْ َسر األسباب] للسعدي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ ،-‬أو نبدأ بكتاب‬
‫[منهج السالكُت]‪.‬‬

‫ولكن إنساف درس الفقو ُب مراحلو التعليمية عندنا؛ نقوؿ‪ :‬نبدأ بو مباشرة بكتاب [العمدة ُب‬
‫الفقو] أو بكتاب [دليل الطالب] أو بكتاب [زاد الػ ُمستقنِع]‪ٍ .‬ب ُب ا‪١‬ترحلة الثانية ٯتكن أف‬
‫الروض الػ ُمربِع]‪ٍ ،‬ب كتاب [الكاُب] ٍب [الػ ُم ْغ ٍِت] بالطريقة اليت‬
‫يدرس كتاب [الػ ُمقنع] أو كتاب [ َّ‬
‫ذكرت ُب التعليم‪.‬‬

‫ُب أصوؿُالفقو ٯتكن أف يبدأ بػ[الورقات] أو [األصوؿ من علم األصوؿ] للشيخ العثيمُت‬
‫‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ٍ ،-‬ب كتاب [قواعد األصوؿ ومعاقد الفصوؿ] ٍب [روضة النَّاظر]‪ٍ ،‬ب بعد ذلك‬
‫يستطيع أف يدرس [الػ ُمستصفى] و[اآلمدي] وغَت ذلك من الكتب‪.‬‬

‫مثال [القواعد‬ ‫يضا بالقواعدُالفقهية لو بدأ بػ[منظومة السعدي]‪ ،‬ٯتكن أف ّ‬


‫يقرأ ً‬ ‫وىكذا أ ً‬
‫يعرفو بالقواعد وما يتَّصل هبا وبعض ال ُف ُروقات‪ ،‬ويذكر لو القواعد ا‪٠‬تمس‬
‫الفقهية] للنَّ ْدوي فهو ّ‬
‫نفي‪ ،‬والكتاب مفيد‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫الكربى‪ ،‬لكنو ل ٮتلو من نػَ َفس ح ّ‬
‫مثال‪ٍ ،‬ب بعد‬
‫وىكذا كتاب [القواعد واألصوؿ] ا‪ٞ‬تامعة‪ٍ ،‬ب بعد ذلك كتاب [القواعد] للربنو ً‬
‫ذلك يستطيع أف يدرس ِمثل كتاب [األشباه والنظائر] للسيوطي أو غَته ‪.‬‬

‫ا﵀رر]‪،‬‬ ‫وىكذا ُب الحديث يبدأ باألربعُت ً‬


‫مثال‪ٍ ،‬ب ُب [عمدة األحكاـ]‪ٍ ،‬ب ُب [البلوغ] أو [ َّ‬
‫ٍب ُب [ا‪١‬تنتقى]‪ٍ ،‬ب ُب كتب ا‪ٟ‬تديث يبدأ بالصحيحُت كما سبق ٍب بالسنن‪ ،‬إخل‪.‬‬

‫(‪) 66 - 54‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ُب علوـُالحديث ٯتكن أف يبدأ بػ[التَّذكِرة] لبن الػ ُملَ ِّقن‪ ،‬أو [البَػْيػ ُقونيَّة]‪ ،‬كل ْتسب حالو‪،‬‬
‫مثال‪ٍ ،‬ب [النُّزىة]‬
‫إذا كاف عنده شيء من ا‪٠‬تلفية ل ٭تتاج أف يبدأ هبذه‪ ،‬يبدأ مباشرة بػ[النُّخبة] ً‬
‫أو [الػ ُموقِظة] ٍب [ألفيَّة] السيوطي أو العراقي‪.‬‬

‫ُب النحو ٯتكن أف يبدأ بػ[اآل ِجُّروميَّة] أو [النحو الواضح]‪ ،‬إذا استفاد من مراحلو التعليمية‬
‫الثالث فإنو ل ٭تتاج إذل [اآلجرومية] إ‪٪‬تا ٯتكن أف يبدأ بػ[الػ ُم ْل َحة] أو [قَطْر النَّدى]‪ٍ ،‬ب بعد‬
‫يتوسع فعنده ‪٣‬تاؿ أف يتوسع‪.‬‬ ‫ذلك [ ُش ُذور َّ‬
‫الذىب]‪ٍ ،‬ب بعد ذلك [األلفية]‪ ،‬وإف أراد أف َّ‬

‫ُب العقيدة ٯتكن أف يبدأ بػ[األصوؿ الثالثة]‪[ ،‬كتاب التوحيد]‪ ،‬لكن إذا قاؿ‪ :‬ىذه األشياء أنا‬
‫حصلتُها‪ ،‬نقوؿ لو‪ :‬عندؾ [الواسطيَّة] و[ا‪ٟ‬تَمويَّة] ٍب‬
‫درستها وفهمتها ُب مراحل التعليم و َّ‬
‫تتوسع ُب الكتب األخرى‪.‬‬ ‫[الطَّحاوية] ٍب [التَّ ُ‬
‫دمريَّة] ٍب بعد ذلك تستطيع أف َّ‬

‫بعض الكتب يُغٍت عن بعضها؛ فلو أراد إنساف أف يدرس [معارج القبوؿ] فهو يُغنيو وما ٭تتاج‬
‫مثال [الطحاوية] مع [التوحيد] مع [الواسطية]‪ ،‬كثرة التآليف كما قاؿ ابن خلدوف‬
‫إذل دراسة ً‬
‫ا‪١‬تعوقات عن التَّحصيل‪ ،‬ولو أراد أف يستغرؽ العمر ُب دراسة فن واحد ما‬
‫‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬ىي من ِّ‬
‫استطاع من كثرة ىذه الكتب‪.‬‬

‫نصحت بعض‬
‫ُ‬ ‫يت بعض من َكتَب‪ ،‬وقد‬
‫فا‪١‬تقصود أف ىذا ٮتتلف باختالؼ الناس‪ .‬أنا رأ ُ‬
‫ا‪١‬تشايخ أو بعض طلبة العلم ‪٦‬تن كتبوا وأخرجوا ذلك ُب كتاب أف ل يكتبوا؛ ألف ىذا ٮتتلف‬
‫باختالؼ الناس‪ ،‬ول تز ُاؿ الكتب ٗترج‪ ،‬ٮترج الكتاب نقوؿ أحيانًا‪ :‬ىذا أفضل لو تعلَّم الناس‬
‫ُب ىذا كاف أسهل وأنفع‪ ،‬وىكذا‪.‬‬

‫(‪) 66 - 55‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫فالشاىد أ َّف ىذه ل تُقاؿ للجميع‪ ،‬أف يبدأ ا‪ٞ‬تميع هبذه الطريقة؛ وإ‪٪‬تا كل ِْتَ ْسبِو‪ ،‬الناس‬
‫يتفاوتوف‪ ،‬وليس اإلنساف ُمقيَّ ًدا بدراسة كتاب‪.‬‬
‫وٮتتلف ىذا أيضا ْتسب البلداف؛ إذا كاف اإلنساف يدرس ُب ٍ‬
‫بلد على مذىب ا‪١‬تالكية أو‬ ‫ً‬
‫مثال فال نأٌب كما يفعل بعض اإلخواف ويضع لو كتابًا ُب الفقو ا‪ٟ‬تنبلي‪ ،‬ول يأٌب‬
‫الشافعية ً‬
‫ويضع لو كتابًا ُب الفقو ‪١‬تؤلّف من ا‪ٟ‬تنابلة‪.‬‬

‫وحىت ُب أصوؿ الفقو عندنا طرؽ معروفة؛ طريقة األحناؼ‪ ،‬وطريقة الشافعية‪ ،‬والطريقة اليت‬
‫انسجاما‬
‫ً‬ ‫ندرس بشيء يكوف أكثر‬
‫يضا مهما استطعنا أف ّ‬
‫‪ٚ‬تعت بُت الطريقتُت‪ ،‬لكن أ ً‬
‫با‪١‬تنظومة التعليمية فهو أفضل‪.‬‬
‫لغَت ا‪١‬تتخصصُت ليس ٍ‬
‫بالزـ أف نأٌب ونقوؿ‪ :‬ادرس [األصوؿ الثالثة]‪ ،‬وادرس [كتاب‬ ‫ّ‬
‫التوحيد]‪ ،‬ل؛ ‪٦‬تكن اإلنساف يدرس كتاب عمر األشقر ُب العقيدة‪.‬‬

‫ا‪١‬تلخص الفقهي] للفوزاف‪ ،‬أو يقرأ كتاب [فقو‬


‫ُب الفقو ٯتكن أف يدرس اإلنساف كتاب [ َّ‬
‫السنة] للسيد سابق‪ .‬وُب ا‪ٟ‬تديث ٯتكن أف يقرأ ُب كتاب [شرح جوامع األخبار] للسعدي‪،‬‬
‫ُّ‬
‫ٯتكن أف يقرأ [شرح رياض الصا‪ٟ‬تُت] للشيخ العثيمُت ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ ،-‬ويقرأ شرح الشيخ ابن‬
‫العثيمُت لػ[ألربعُت النووية]‪.‬‬

‫ُب النحو يقرأ كتابًا ُوضع للموظَّفُت وللمشغولُت ا‪ٝ‬تو [التذكرة ُب قواعد اللغة العربية] للباشا‪،‬‬
‫ىذا كتاب ‪ٚ‬تيل وسهل‪ ،‬وإ ْف كاف َكتَبو على طريقة غَت معهودة‪ ،‬لكنو كتاب جيد‪ ،‬حىت فيو‬
‫٘ترينات‪ ،‬و ُ‪ٚ‬تل يقوؿ‪ِّ :‬رددىا بصوت مرتفع من أجل ٖتصيل شيء من الػ َملَكة ُب اللِّساف‬

‫(‪) 66 - 56‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫يضا ٕتد‪ :‬قل أو ل تقل‪ ،‬وىو‬ ‫ِ‬


‫للبالغة والبياف و‪٨‬تو ذلك‪ُٚ ،‬تل ‪ٚ‬تيلة وحكم جاء هبا َمش ُكولة‪ ،‬أ ً‬
‫كتاب جيد َكتَبو للمشغولُت‪ ،‬فيمكن أف نقوؿ ‪٢‬تؤلء‪ :‬اقرؤوا كتاب [النحو الواضح] للجارـ‪،‬‬
‫أما أف نقوؿ ‪٢‬تؤلء‪ :‬ل بد أف تدرسوا [اآلجرومية] ٍب [قطر الندى] أو [ا‪١‬تلحة]‪ ،‬ىذا كالـ غَت‬
‫صحيح!‬

‫مثال من أجل أف يطَّلع ويعرؼ ما ىي‬


‫ُب الفقو ٯتكن أف يقرؤوا ُب [الواضح ُب أصوؿ الفقو] ً‬
‫أصوؿ الفقو وليس ذلك بالزـ‪ ،‬ٯتكن أف يستغٍت عنو‪.‬‬

‫مثال أو كتاب ابن ا‪١‬تلقن‪ُ ،‬ب علوـ القرآف‬


‫ُب علوـ ا‪ٟ‬تديث ٯتكن أف يقرؤوا ُب كتاب [البيقونية] ً‬
‫ٯتكن أف يقرأ كتاب [مباحث ُب علوـ القرآف] للقطاف‪ُ ،‬ب التفسَت ٯتكن أف يقرأ [التفسَت‬
‫اجملمع أو [تفسَت السعدي]‪.‬‬
‫ا‪١‬تيسر] طبعة ّ‬
‫جربنا وحاولنا ُب كل فن أف نكتب‬
‫على كل حاؿ ىي وجهات نظر‪ ،‬والناس يتفاوتوف‪ ،‬وقد َّ‬
‫بالتمهر ُب كل فن‪ ،‬قلنا ‪٢‬تم اكتبوا‬
‫للمتخصصُت فيو‪ ،‬فاخًتنا سبعة تقريبًا ُب كل فن ‪٦‬تن عُرفوا ُّ‬
‫لنا الدرجات الثالث ُب ىذا الفن‪ ،‬نريد برنا‪٣‬تًا ُٮتِّرج علماء‪ ،‬بعضهم اقًتح علينا مذكرات‪،‬‬
‫وبعضهم قاؿ‪ :‬اكتبوا وأَُرونا إيَّاه‪ ،‬وبعضهم َكتَب‪ .‬فلما قارنّا الكتابات اليت ُوجدت ُب جدوؿ‬
‫وجدنا أ َّف بعضهم يضع ىذا الكتاب ُب ا‪١‬ترحلة األوذل واآلخر يضعو ُب ا‪١‬ترحلة رقم ثالثة‪ ،‬فما‬
‫استفدنا من تلك الكتابات شيئًا!‬

‫(‪) 66 - 51‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫كنا نريد أف نضع برنا‪٣‬تًا ين ِزؿ ُب النًتنت ويُ َّ‬


‫وزع ويُقاـ منو برنامج عملي ُب التعليم‪ ،‬ويقاؿ ىذا‬
‫كتبو ‪٩‬تبة ُب كل فن من أىل الختصاص‪ ،‬سبعة تقريبا‪ ،‬ولكن ما خرجنا بنتيجة؛ كل واحد لو‬
‫رأي‪ ،‬ومن ىنا تعرؼ أف ىذه ا‪١‬تسألة ِ‬
‫تقديريَّة ٗتتلف فيها وجهات النظر‪.‬‬

‫ومن ىنا أقوؿ أف الكتابة ُب ىذا تبقى وجهة نظر عند صاحبها‪ ،‬قد يغَت رأيو بعد حُت‪،‬‬
‫‪ٚ‬تيعا؟ ُب البالغة والنحو وعرؼ الكتب‬
‫ولذلك الذي لحظتو‪ ،‬الذي يكتب ىل درس ىذه ً‬
‫‪ٚ‬تيعا ُب النحو واألصوؿ والبالغة وُب التجويد ومصطلح ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬درس كل ىذه الكتب حىت‬
‫ً‬
‫مادتو وأسلوبو؟!‬
‫يقوؿ ىذا ىو األفضل ُب َّ‬

‫يصعب أف يأٌب إنساف ويقوؿ‪ :‬أنا درست ىذه األشياء ودرست غَتىا واخًتهتا من بُت كتب‬
‫الفن ُب كل فن‪ ،‬ٯتكن أف يتكلَّم ُب ٗتصصو‪ ،‬لكن أف يتكلم عن ‪ٚ‬تيع التخصصات!‬

‫و‪٢‬تذا رأيت بعض من يكتب يضع الكتاب ُب ا‪١‬تستوى أو البعض يضعو ُب ا‪١‬تستوى الثاين‪،‬‬
‫كتاب [قواعد التفسَت] بعضهم وضعو ُب ا‪١‬تستوى األوؿ وبعضهم وضعو ُب ا‪١‬تستوى الثالث‪،‬‬
‫كتاب [مناىل العرفاف] للزرقاين ليس رل ٖتقيق ُب [ا‪١‬تناىل] للزرقاين‪ ،‬دراسة تقوٯتيّة‪ ،‬بعضهم‬
‫السْبت"‪ ،‬وأنا ل َّ‬
‫حققتو ول شيء!‬ ‫كتب‪[" :‬ا‪١‬تناىل العرفاف] للزرقاين ُب ا‪١‬تستوى الثالث ٖتقيق َّ‬

‫٭تسن باإلنساف أف َّ‬


‫يتطفل‬ ‫يدؿ على أنو دل يقرأه‪ ،‬لو قرأه ما كتب ىذا الكالـ‪ ،‬ولذلك ل ُ‬
‫ىذا ّ‬
‫على ال ُفنوف ويأٌب ويقوؿ ُب كل فن‪ :‬أنا أو ّجو وأُرشد‪ ،‬واقرأوا ىذا ُب الفن الفالين‪ ،‬واقرأوا ىذا‬
‫واقرأوا ىذا!‬

‫إ‪٪‬تا يًُتؾ ىذا ألىل الختصاص‪ ،‬وأىل الختصاص كما قلت لكم ٮتتلفوف‪.‬‬

‫(‪) 66 - 51‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫والموسوعُيَّةُُ ُ‬
‫ُُ‬ ‫خصصُ‬
‫ابعا‪ُ:‬بينُالُتَّ ُُّ‬
‫‪‬رً‬
‫منُكلُشيءُأحسنو"‪ ،‬و‪٢‬تذا‬ ‫فخ ُْذُ ُ‬
‫منُأفُيُحصى‪ُُ ُ،‬‬
‫ُ‬ ‫السعدي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يقوؿ‪" :‬العلمُأكثرُ‬
‫صد لفن من‬‫يقوؿ ا‪٠‬تليل بن أ‪ٛ‬تد الفراىيدي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪" :-‬إذا أردت أف تكوف عالػما فاقْ ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫فخذ من كل شيء أحسنو"؛‬ ‫ردت أف تكوف أديبًا –يعٍت كما نقوؿ اليوـ مثق ًفا‪ُ -‬‬
‫العلم‪ ،‬وإذا أ َ‬
‫قمش من العلوـ ول يكوف ُ‪٤‬ت ِّق ًقا ُب علم منها‪.‬‬
‫يعٍت يُ ِّ‬
‫سالـ –ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬كاف يقوؿ‪" :‬ما ناظرين رجل ُّ‬
‫قط وكاف معنيًا ُب‬ ‫وىكذا أبو عبيد القاسم بن َّ‬
‫ٌ‬
‫العلوـ إل غلبتو‪ ،‬ول ناظرين رجل ذو فن واحد إل غلبٍت ُب علمو ذلك"‪ ،‬وكانوا يقولوف كما‬
‫كاف يقوؿ أبو حياف‪" :‬ل ٯتكن أف يبلغ اإلمامة ُب العلم من ينظر ُب العلوـ ا‪١‬تختلفة"؛ يعٍت قد‬
‫ص ًال ُب الفقو وُب األصوؿ وُب التفسَت وُب‬
‫َّفرؽ جهده على العلوـ ا‪١‬تختلفة‪ ،‬يريد أف يكوف ُ‪٤‬ت ِّ‬
‫ا‪ٟ‬تديث وُب غَت ذلك‪.‬‬

‫ضلَّة لل ُفهوـ"‪ ،‬مع أنو ُوجد من َّ‬


‫توسع ُب العلوـ ونَػبَغ ُب كثَت‬ ‫طبعا كما يقاؿ‪" :‬ازدحاـ العلوـ َم َ‬
‫ً‬
‫مثال يقوؿ‪" :‬كاف ‪٣‬تاىد ل يَ ْس َمع بأُعجوبة إل ذىب لينظر إليها‪ ،‬ذىب‬
‫منها‪ ،‬األعمش ً‬
‫‪ٟ‬تضرموت لَتى بئر بَػَرُىوت‪ ،‬وذىب إذل بابل إذل و ٍاؿ ىناؾ ليسألو عن ىاروت وماروت"‪،‬‬
‫الدارقُطٍت ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬إذا ذُكر شيء من العلم ُوِجد عنده منو نصيب وافر‪ ،‬ذُكر األَ َكلة‬
‫وكاف َّ‬
‫كثَتا‪ُ ،-‬دعي الدارقطٍت على العشاء فجلسوا يتحدثوف‬ ‫ُب يوـ من األياـ –يعٍت الذين يأكلوف ً‬
‫عن الناس الذين يُكثروف من األكل‪ ،‬فاندفع الدارقطٍت يُوِرد نوادر األَ َكلة حىت قطع أكثر ليلتو‬
‫بذلك!‬

‫(‪) 66 - 56‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫شهرا ل‬ ‫ِ‬
‫قل ما أحفظو الشعر‪ ،‬ولو شئتم أحدثكم ً‬
‫الشعيب ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬كاف يقوؿ‪" :‬أ ُّ‬
‫وتعرفوف َّ‬
‫أُعيد بيتًا"‪ ،‬ىذا أقل شيء!‬
‫ِ‬
‫وىذا اإلماـ ‪٤‬تمد بن عبد الباقي األنصاري ا‪١‬تتو ََّب عاـ ٖ٘٘ يقوؿ عن نفسو‪" :‬حف ُ‬
‫ظت القرآف‬
‫حصلت منو بعضو أو‬
‫نظرت فيو و َّ‬ ‫ِ‬
‫وُب عمري سبع سنُت‪ ،‬وما من علم ُب عادل ا﵁ إل وقد ُ‬
‫كلو"‪ ،‬و‪١‬تا أُسر ُب أيدي الروـ تعلَّم منهم اللغة الرومية وا‪٠‬تط الرومي‪.‬‬

‫وىذا ابن ا‪٠‬تشاب النحوي ا‪ٟ‬تنبلي ا‪١‬تتو ََّب سنة ‪ ٘ٙٚ‬يقوؿ‪" :‬إين ُمتقن ُب ‪ٙ‬تانية علوـ ما يسألٍت‬
‫ىال"‪ ،‬وىكذا أبو البقاء السبكي ا‪١‬تتو ََّب سنة ‪ ٚٚٚ‬يقوؿ‪:‬‬
‫أحد ُب علم منها ول أجد ‪٢‬تا أ ً‬
‫علما دل يسألٍت عنها بالقاىرة أحد"‪ .‬طبعا ل تستعجل وتقوؿ ىذه مبالغة‪،‬‬
‫"أعرؼ عشرين ً‬
‫انظر إذل كتاب مثل [مفتاح السعادة ومصباح السيادة] لطاش ُكربي زاده‪ُ ،‬ب ثالث ‪٣‬تلدات‬
‫علوما كثَتة دل نسمع هبا‪ ،‬بالعشرات‪.‬‬
‫ذكر فيو ً‬

‫يضا ‪٤‬تمد بن أيب بكر بن ‪ٚ‬تاعة ا‪١‬تتو ََّب سنة ‪ ٜٛٔ‬يقوؿ‪" :‬أعرؼ ‪ٜ‬تسة عشر ً‬
‫علما ل‬ ‫وىذا أ ً‬
‫يضا ‪٤‬تمد بن أ‪ٛ‬تد ا‪١‬تالكي ا‪١‬تتو ََّب سنة ٕٗ‪ ٛ‬قاؿ‪:‬‬
‫يعرؼ علماء عصري أ‪ٝ‬تاءىا"‪ ،‬وىكذا أ ً‬
‫علما ما ُسئلت عن مسألة منها"‪ ،‬وىكذا أ‪ٛ‬تد بو نافع من ا‪١‬تغاربة ا‪١‬تتو ََّب سنة‬
‫"أعرؼ عشرين ً‬
‫علما دل يسألٍت عنها أحد"‪.‬‬
‫ٓ‪ ٕٔٙ‬يقوؿ‪" :‬عندي أربعة وعشروف ً‬
‫ا‪١‬تؤرخ ا‪١‬تعروؼ صاحب الكتاب [عجائب اآلثار]‪ ،‬يقوؿ عنو ولده ا‪١‬تؤرخ يتكلم‬
‫وا‪ٞ‬تََربٌب والد ّ‬
‫عن تفنُّنو ُب علوـ الشرع‪ ،‬يقوؿ‪" :‬اعتكف عشر سنوات من سنة ٗٗٔٔ اذل ٗ٘ٔٔ لدراسة‬
‫العلوـ التجريبية من ا‪٢‬تندسة والكيمياء والفلك والصنائع ا‪ٟ‬تضارية كلها‪ ،‬حىت النجارة وا‪٠‬تراطة‬

‫(‪) 66 - 63‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫وا‪ٟ‬تدادة والسمكرة والتجليد والنقش وا‪١‬توازين‪ ،‬حىت صار بيتو زا ِخًرا بكل أداة ُب صناعة وكل‬
‫آلة"‪.‬‬

‫السيوطي تكلم عن نفسو وقاؿ أنو بلغ رتبة الجتهاد ُب سبعة علوـ‪ ،‬ولذلك قاـ عليو علماء‬

‫عصره وشنُّوا عليو ىجمة َش ْع َواء‪ ،‬وتكلَّموا ُب حقو ً‬


‫كثَتا كما ىو معروؼ‪.‬‬

‫جدا أف اإلنساف يكوف ‪٤‬تق ًقا ُب علوـ‬


‫يصعب ً‬
‫على كل حاؿ من الناحية العمليَّة الواقعية نقوؿ‪ُ :‬‬
‫شىت‪ ،‬يعٍت كا‪١‬تتخصص‪ ،‬أما اإلنساف يكوف عنده إ‪١‬تاـ ُب ىذا وُب ىذا‪ ،‬لكن إذا جلس مع‬
‫ا‪١‬تتخصصُت فإَّنم يفوقونو؛ فهذا ‪٦‬تكن‪ .‬لكن أف يكوف ُ‪٤‬تِّررا ُ‪٤‬ت ِّققا ُب علوـ ‪٥‬تتلفة ىذا أمر‬
‫تقاصر ا‪٢‬تمم‪ ،‬وقلة العلماء الذين‬
‫جدا من الناحية الواقعية‪ ،‬ل سيما ُب زماننا ىذا على ُ‬
‫يصعب ً‬
‫يُؤخذ عنهم‪.‬‬

‫و‪٢‬تذا نقوؿ‪ :‬ينبغي لإلنساف أف يكوف واقعيّا فيُلِ ُّم بكل ِعلم بطََرؼ‪ ،‬ويت َّ‬
‫خصص ُب فن واحد‪،‬‬
‫وىذا كما يقوؿ بعض الظُّرفاء من ا‪١‬تصريُت‪ُ " :‬خذ من ِّ‬
‫كل شيء شيئًا‪ ،‬ومن شيء كل شيء"؛‬
‫يعٍت خذ من كل علم بطرؼ ْتيث يرفع عنك األميَّة ُب ىذا العلم‪ ،‬كما قاؿ ٭تِت بن ‪٣‬تاىد‬
‫قوما وىو ل يدري ما يقولوف أو ل‬
‫الزاىد‪" :‬كنت آخذ من كل علم طرفًا؛ فإف ‪ٝ‬تاع إنساف ً‬
‫يدري ما يقوؿ ىو ُ‪٫‬تَّةٌ عظيمة"‪.‬‬

‫وابن ا‪ٞ‬توزي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يذكر بعض أحواؿ الػ ُمشتغلُت بالعلم ‪٦‬تن ل ِدراية ‪٢‬تم بغَت فنّهم‬
‫يقوؿ‪" :‬أدركنا من قرأ ا‪ٟ‬تديث ستُت سنة فدخل عليو رجل فسألو ُب الصالة فال يدري ما‬
‫يقوؿ‪ ،‬وأدركنا من بَػَرع ُب علوـ الفقو فكاف إذا ُسئل عن ا‪ٟ‬تديث ل يدري ما يقوؿ‪ ،‬وأدركنا من‬

‫(‪) 66 - 61‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ضفت إليها أخرى فما‬


‫يوما‪ :‬إين أدركت ركعة من صالة ا‪ٞ‬تمعة فأ ُ‬
‫برع ُب التفسَت فقاؿ لو رجل ً‬
‫لموُ على ٗتلُّفو عن صالة ا‪ٞ‬تمعة‪ ،‬ول يدري ما ا‪ٞ‬تواب‪ .‬وأدركنا من برع ُب علوـ‬
‫تقوؿ؟ فسبَّو و َ‬
‫القراءات فكاف إذا سئل عن مسائلو يقوؿ‪ :‬عليك بفالف"‪.‬‬

‫مثال ُب أصوؿ الفقو‬


‫صا ً‬‫متخص ً‬
‫ّ‬ ‫‪٬‬تمل بالعادل‪ ،‬وىذا موجود؛ ٕتد إنسانًا‬
‫٭تسن ول ُ‬
‫ىذا أمر ل ُ‬
‫صَر لو إطالقًا فيها‪ ،‬وىو من‬
‫يذكر األحاديث الضعيفة‪ ،‬وإذا ُسئل عن مسائل فقهية ٕتد ل بَ َ‬
‫٭تسن‪ .‬وىكذا ٕتد ا‪١‬تتخصص ُب التفسَت ل يعرؼ أف ُٮتِّرج‬
‫العامة ُب الفقو‪ ،‬وىذا أمر ل ُ‬
‫حديثًا ول ٯتيّز بُت الصحيح والضعيف‪ ،‬وىذا أمر ل يليق‪ ،‬وإ‪٪‬تا يكوف عنده شيء من البصر‬
‫يتخصص ُب علم أو ُب علمُت كل ْتسب ما أعطاه ا﵁ ‪-‬عز‬
‫َّ‬ ‫ُب العلوـ ا‪١‬تختلفة‪ ،‬ولكنو‬
‫وجل‪ -‬من القدرات‪.‬‬

‫‪٨‬تن نشاىد ُب عصرنا ا‪ٟ‬تاضر ِمن العلماء ُب عصرنا ا‪ٟ‬تاضر َمن برع ُب أكثر من علم؛ يعٍت لو‬
‫نظرت للشيخ ‪٤‬تمد األمُت الشنقيطي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ُ -‬ب علوـ العربية‪ُ ،‬ب التفسَت‪ُ ،‬ب أصوؿ‬
‫الفقو‪ ،‬ولو مشاركة قوية وجيدة ُب الفقو‪ ،‬وا‪ٟ‬تديث‪ ،‬وُب العلوـ أخرى كا‪١‬تنطق وغَته‪ ،‬ىذا‬
‫موجود‪.‬‬

‫ابن عاشور ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬تكلَّم على سبب اإلقباؿ على الدراسة ا‪١‬توسوعية؛ الذي يريد أف يكوف‬
‫عالػ ًما ُب كل فن‪ ،‬ولو ُب ذلك وجهة نظر‪ ،‬ىو يرى أنو ‪١‬تا دخلت الفلسفة على ا‪١‬تسلمُت‬
‫والعلوـ الفلسفية مًتابطة‪ ،‬وأنو ‪١‬تا أقبل عليها من أقبل كالغزارل وأمثاؿ الغزارل‪ ،‬يقوؿ‪ :‬تأثروا‬
‫بذلك وأرادوا نقلو إذل العلوـ الشرعية‪ ،‬فأرادوا ُ‪٤‬تاكاة ما عرفوه بالفلسفة‪ ،‬فصار الواحد منهم‬

‫(‪) 66 - 62‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫شاعرا!‬
‫فقيها أصوليًا ‪٨‬تويًا أديبًا ً‬
‫يريد أف يكوف ‪٤‬تق ًقا ُب علوـ شىت‪ ،‬فنجد العادل يريد أف يكوف ً‬
‫معُت‪.‬‬
‫اضمحلت صفة الختصاص العلمي واإلمامة ُب علم َّ‬
‫َّ‬ ‫يقوؿ‪ :‬هبذه الطريقة‬

‫ضر العلم بانصراؼ طلبتو عن ٖتقيق العلوـ‪ ،‬حىت إ َّف ّمن يكوف ُب طبعِو ا‪١‬تيل‬
‫يقوؿ أف ىذا أ َّ‬
‫توزعت مواىبو ألنو يطلب ا‪١‬تشاركة والبحث ُب‬
‫إذل التَّحقيق إذا ‪ٚ‬تع بُت التحقيق وا‪١‬تشاركة َّ‬
‫‪٤‬تررا ول ‪٤‬ت ّققا‪.‬‬
‫‪ٚ‬تيعها‪ ،‬وبالضرورة يقتنع من كل علم يعٍت بشيء قليل ل يكوف بو ّ‬
‫طبعا ىذا التخصص ل يأٌب ُب البداية‪ ،‬ىو يدرس كما قلنا‬
‫وإذا أراد اإلنساف أف يتخصص‪ً ،‬‬
‫‪٥‬تتصرا ُب كل فن‪ ،‬ولكن ىل ٭تتاج أف يدرس ُب النحو ثالث كتب؟ ُب ا‪١‬تصطلح ثالثة‬
‫ً‬ ‫متنًا‬
‫كتب؟ وُب األصوؿ ثالثة كتب على مستويات ‪٥‬تتلفة؟ ا‪ٞ‬تواب‪ :‬ل‪.‬‬

‫مثال‪ٕ -‬تد عندنا كلية أصوؿ‬


‫طبعا مرحلة التخصص عندنا ‪-‬لو نظرًب إذل كليات الشرعية ً‬
‫ً‬
‫الدين‪ ،‬تُعٌت بأصوؿ الدين؛ القرآف وعلومو‪ ،‬ا‪ٟ‬تديث وعلومو والعقيدة‪ٕ .‬تد كلية الشريعة تُعٌت‬
‫٭تتف بو ويتَّصل من األصوؿ والقواعد وما إذل ذلك‪ ،‬فهذا نوع من التخصص ُب‬
‫بالفقو وما ُّ‬
‫يتخصص اإلنساف ُب القواعد الفقهية فقط أو ُب‬
‫َّ‬ ‫ٗتصص أ َّ‬
‫دؽ من ىذا‪ ،‬فقد‬ ‫الواقع‪ ،‬وىناؾ ُّ‬
‫أصوؿ الفقو‪.‬‬

‫مثال يتخصص ُب باب القياس فقط‪ ،‬بل‬ ‫وىناؾ من يُنادي بالتخصص ُب ُجزئية من ىذه؛ ً‬
‫مثال ُب طرؽ استخراج العِلَّة ُب القياس‪ ،‬نقوؿ‪ :‬أ َّف ىذا فيو مبالغة‪ ،‬ٯتكن‬
‫ٯتكن أف يتخصص ً‬
‫يدرسو ويُدندف‬
‫أف يكتب فيو ْتوثًا أو رسائل أو ‪٨‬تو ذلك‪ ،‬لكن أف يكوف ىذا فقط الذي ّ‬
‫يتخصص ُب العظاـ‪ ،‬وُب عظم واحد‪ ،‬ٯتكن أف‬
‫َّ‬ ‫حولو ل؛ فهذا ٯتكن أف يكوف ُب ِ‬
‫الطب‪،‬‬

‫(‪) 66 - 63‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫يتخصص ُب عصب واحد ل إشكاؿ‪ ،‬وُ٭تتاج إذل مثل ىذا‪ .‬لكن العلوـ الشرعية مًتابطة‪،‬‬
‫اإلنساف فقط يقضي العمر ‪-‬كما يفعل بعضهم‪ -‬على حرؼ من حروؼ ا‪١‬تعاين! مىت سيدرس‬
‫باقي حروؼ ا‪١‬تعاين؟ مىت سيدرس اللغة؟ مىت سيدرس النحو؟ وىكذا‪..‬‬

‫فُيتخصصُبماذاُيبدأ؟ ُ‬
‫َُّ‬ ‫‪ ‬فإذاُأرادُأ‬
‫بعض العلماء كانوا يُوصوف ببعض الفنوف؛ يعٍت الشافعي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يُوصي يونس بن عبد‬
‫درست‬
‫َ‬ ‫األعلى يقوؿ‪" :‬عليك بالفقو فإنو كالتُّفاح الشامي َ٭ت ِمل ِمن َع ِامو"؛ ٔتعٌت أف الفقو إذا‬
‫صر فيها مباشرة؛ تعرؼ حكم ىذا كذا وحكم ىذا كذا‪ ،‬لكن حينما تريد‬ ‫مسائلو يصَت عندؾ بَ َ‬
‫تدرس أصوؿ الفقو أو تدرس التفسَت أو تدرس العلوـ ىذه‪ٖ ،‬تتاج ‪١‬تدة طويلة حىت يظهر‬
‫أف ُ‬
‫كل مسألة يدرسها اآلف صار ُب باب الطهارة ما شاء ا﵁‪ ،‬صار ُب‬
‫أثرىا بعد حُت‪ ،‬أما الفقو ُّ‬
‫باب الصالة لو بصر فيو‪.‬‬

‫وا‪٠‬تطيب البغدادي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يقوؿ‪" :‬بأف العلوـ ىي أبازير الفقو"؛ أبازير مثل ما نقوؿ‬
‫البهارات‪" ،‬وليس دوف الفقو علم إل وصاحبو ٭تتاج إذل أقل ما ٭تتاج إليو الفقيو؛ ألف الفقيو‬
‫٭تتاج أف يتعلَّق بطرؽ معرفة كل شيء من أمور الدنيا واآلخرة وإذل معرفة ا‪ٞ‬تد وا‪٢‬تزؿ والعادات‬
‫ا‪١‬تعروفة منهم"‪.‬‬

‫يضا يوصي بالفقو ويقوؿ‪" :‬عليو مدار العلوـ‪ ،‬فإذا اتَّسع الزمن يأخذ بعد‬
‫وىكذا ابن ا‪ٞ‬توزي أ ً‬
‫الفقو"‪.‬‬

‫(‪) 66 - 64‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ولكن لو قيل غَت ىذا‪ ،‬كل إنساف ْتسب ميولو؛ ألف اإلنساف إ‪٪‬تا يُبدع إذا كاف عنده رغبة ُب‬
‫فن من الفنوف‪ ،‬وىذا ل نقولو ُب العلوـ الشرعية فقط‪ ،‬لو جاءنا إنساف وقاؿ‪ :‬أنا ُب العلوـ‬
‫حضرت ‪٣‬تالس العلم إ‪٪‬تا أحضر للربكة‪ ،‬لكن ُب‬
‫ُ‬ ‫الشرعية ل أصلح‪ ،‬أنا ل أفهم‪ ،‬وإذا‬
‫الرياضيات أُبدع فيها‪ ،‬نقوؿ‪َّ :‬‬
‫ٗتصص ُب الرياضيات ول تنقطع من ‪٣‬تالس العلم‪.‬‬

‫وآخر يقوؿ‪ :‬أنا رغبيت كلها ُب الطب‪ ،‬وُب العلوـ الشرعية رغبيت ضعيفة وفهمي ضعيف‪ ،‬نقوؿ‬
‫لو‪ :‬ادرس الطب ولكن ل تنقطع من العلم الشرعي‪ ،‬ولكن ل ٖتلم أحالـ اليقظة؛ أنك‬
‫ستكوف عا‪١‬تػًا ُب العلوـ الشرعية‪ ،‬ل ٯتكن ىذا!‬

‫يضا الذين يدرسوف ُب العلوـ الشرعية يقولوف‪ُ :‬ب ماذا أٗتصص؟ نقوؿ من ا‪٠‬تطأ‬
‫وىكذا أ ً‬
‫صا ُب ‪٣‬تاؿ ل رغبة‬
‫ٗتص ً‬
‫خاصة ُب الدراسة النظامية اآلف ُب ماجستَت أو الدكتوراة‪ ،‬قد يدخل ّ‬
‫لو فيو حىت ُب ا‪ٞ‬تامعة لكن ألنو قُبِل ُب ىذا اجملاؿ‪ ،‬ىذا ل يُبدع‪ ،‬أو ألف والده أرغمو على‬
‫يضا ل يُبدع؛ إ‪٪‬تا يدخل ُب اجملاؿ الذي يرى أنو يستطيع أف يُبدع فيو‪ ،‬و‪٬‬تد رغبتو‬
‫ذلك ىذا أ ً‬
‫فيحصل من‬
‫ّ‬ ‫دفعا تلقائيا‪ ،‬تكوف عنده رغبة جا‪٤‬تة قوية‬
‫فيو‪ ،‬وإذا ُوجدت ىذه الرغبة فإَّنا تدفعو ً‬
‫العلم‪ ،‬وتكوف نفسو ُمستش ِرفة ‪١‬تزيد من التحصيل‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪) 66 - 65‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫خامسا‪ُ:‬بينُالتعليمُالمباشرُوالتعليمُبالوسائط ُ‬
‫ً‬ ‫‪‬‬
‫ل شك أف لقاء الشيوخ وا‪ٞ‬تلوس بُت أيديهم كماؿ من الكمالت‪ ،‬وذلك كما قاؿ ابن‬
‫خلدوف وا‪٠‬تطيب البغدادي والشاطيب بأف اإلنساف حينما يذىب ويرحل إذل أىل العلم و‪٬‬تلس‬
‫بُت أيديهم فإف ذلك يؤثر ُب سلوكو وأخالقو وَى ْديِو و‪ٝ‬تتو ودلِّو وطريقة التعليم‪ ،‬ويَػْنػ َفتِح لو بُت‬
‫يدي الشيوخ ِمن َمغَاليق العلم ما ل ٮتطر لو على باؿ‪ ،‬فا‪١‬تسألة قد يقرأىا اإلنساف ول َّ‬
‫تتبُت‬
‫اضعا بُت يدي الشيخ فإنو يُفتح عليو ‪-‬كما يقوؿ الشاطيب‪ -‬ذلك الػ ُمنغَلِق‬ ‫لو‪ ،‬فإذا جلس متو ً‬
‫بربكة تلك اجملالس‪.‬‬

‫ل شك أف ا‪ٞ‬تلوس بُت يدي الشيوخ ىو تربية وتعليم ُب آ ٍف واحد‪ ،‬ألنو يستفيد منهم ا‪٢‬تَْدي‬
‫الس ْمت وطريقة التعليم‪ ،‬ويستفيد منهم العلم‪ ،‬ويأخذ العلم من أفواىهم شيئًا فشيئًا‬ ‫الد َّؿ و َّ‬
‫و َّ‬
‫بع لِص‪ ،‬كما قيل‪" :‬الطبع َّ‬
‫سراؽ"؛ اإلنساف يتأثر ٔتن‬ ‫الد ْربَة‪ ،‬والطَّ ُ‬
‫حىت ٖتصل لو الػ َملَكة و ُّ‬
‫يراىم ويشاىدىم‪ ،‬فكيف ٔتن َّ‬
‫يتلقى عنهم العلم؟!‬

‫ولذلك ٕتد اإلنساف حينما َّ‬


‫يتلقى عن أحد فإنو يتأثر بو‪ ،‬ولذلك يقاؿ‪ :‬ينبغي لإلنساف أف‬
‫يتخَت الشيوخ الذين َّ‬
‫يتلقى عنهم العلم‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ص ِحْي ٍ‬
‫ف وَْٖت ِريف‪،‬‬ ‫وأما إذا كاف اإلنساف َّ‬
‫يتلقى من الكتب ‪-‬كما ىو مشاىد‪ -‬فإنو ٭تفظ بتَ ْ‬
‫أيضا ٭تصل ‪٢‬تذا اإلنساف من‬
‫الصحيح‪ ،‬وكذلك ً‬ ‫كثَتا من ا‪١‬تسائل على وجهها َّ‬
‫ولرٔتا ل يفهم ً‬
‫اآلفات واألَ ْد َواء ما ل ٮتطر على باؿ؛ غرور وكِرب وعُ ْجب بنفسو! كما يقوؿ بعضهم‪ :‬أنا ُب‬
‫حصلت علم سنُت من الكتب‪ ،‬دل ‪٬‬تلس على يد الشيوخ‪ٍ ،‬ب ماذا؟! ىؤلء تالشوا‬ ‫مدة وجيزة َّ‬

‫(‪) 66 - 66‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫انتهوا‪ ،‬أنا أح ّدثكم عن سنُت ٯتر هبا ُ‪ٚ‬توع من الطلبة العلم‪ ،‬وترى أشياء غرائب وعجائب‬
‫حصلو وحفظو وما درسو وما قرأه‪ٍ ،‬ب ما يلبث أف‬
‫وآفات‪ٕ ،‬تد الواحد منهم رٔتا معجبًا ٔتا َّ‬
‫‪ٚ‬تيعا‪ٓ ،‬تالؼ َمن كما يقوؿ الشاطيب ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪" :-‬ربَّاه الشيوخ"؛ و‪٢‬تذا كاف‬‫يتالشى ذلك ً‬
‫ترىب على يد الشيوخ"‪.‬‬‫يقوؿ ُب كتابو [ا‪١‬توافقات]‪" :‬ل أُبيح ألح ٍد أف يقرأه إل ‪٦‬تن َّ‬

‫يتخرجوف من ‪٣‬تالس العلم‪ ،‬من ِحلق العلم‪ ،‬أما اإلنساف الذي ل يعرؼ‬ ‫الربانيُّوف إ‪٪‬تا َّ‬
‫والعلماء َّ‬
‫ىذا فلرٔتا يكوف لو من األَنَػ َفة ومن ِ‬
‫الكرب ومن األدواء واألمراض ما ل يُق ِّدر قَ ْد َره‪ ،‬فإذا جاء‬
‫صحح لو‬
‫يرد عليو خطأ أو يُ ِّ‬ ‫يرد عليو أثناء الدرس ُب مدرسة أو ُب كلية أو ‪٨‬تو ذلك‪ُّ ،‬‬ ‫طالب ُّ‬
‫ٌ‬
‫تغَته!‬
‫َو ْ‪٫‬تًا أو ‪٨‬تو ذلك‪ ،‬فال تسأؿ عن ضجره وغضبو وحالو و ُّ‬

‫على كل حاؿ‪ ،‬ينبغي أف يُراعى ىذا ا‪ٞ‬تانب‪ ،‬واإلماـ أ‪ٛ‬تد ‪-‬عليو ر‪ٛ‬تة‪ -‬ا﵁ يقوؿ‪" :‬إ‪٪‬تا الناس‬
‫العْيش؟"‪ ،‬وابن ‪ٚ‬تاعة ُ٭ت ّذر من أف ينظر اإلنساف‬
‫فم َع َمن َ‬
‫بشيوخهم‪ ،‬فإذا ذىب الشيوخ َ‬
‫لنفسو َبع ُْت ا‪ٞ‬تماؿ والستغناء عن ا‪١‬تشايخ؛ فإف ذلك َع ُْت ا‪ٞ‬تهل وقلة ا‪١‬تعرفة‪ ،‬وما يفوتُو أكثر‬
‫حصلو‪.‬‬
‫‪٦‬تا َّ‬

‫جدا ُب ىذا ا‪١‬تعٌت َوُىم َمن َخ َربوا العلم و َخ َربوا الناس‪ ،‬وأنت تشاىد إذا‬
‫العلماء عبارهتم كثَتة ً‬
‫منقطعا عنها‬
‫ً‬ ‫كاف اإلنساف موف ًقا ‪ٟ‬تضور ‪٣‬تالس العلم يُشاىد الفرؽ بُت حالو حينما كاف‬
‫وحالو حينما كاف ٭تضر‪.‬‬

‫تيسر‪ ،‬أو الدروس ا‪١‬توجودة اليت ِعبناىا ُب أوؿ الكالـ اليت تكوف ُب يوـ‬
‫لكن نقوؿ‪ :‬إذا ما َّ‬
‫متيسرة‬
‫توُب ما بقي؟ نقوؿ‪ :‬األمور ِّ‬
‫واحد ُب األسبوع‪ ،‬نقوؿ‪ :‬ل تنقطع احضر‪ ،‬لكن كيف ّ‬

‫(‪) 66 - 61‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫اآلف‪ ،‬إنساف يقوؿ‪ :‬أنا أعيش ُب مكاف بعيد‪ ،‬ما عندنا شيوخ‪ ،‬أنا أعيش ُب قرية أو أقليات‬
‫مسلمة أو ‪٨‬تو ىذا؟ نقوؿ‪ :‬افتح اإلنًتنت‪ ،‬اآلف تستطيع أف تسمع وتستطيع أف تسأؿ‬
‫وتستفيد‪.‬‬

‫تيسر لو أف ‪٬‬تلس على يد الشيوخ أو توجد دروس قليلة يوـ ُب‬


‫فنقوؿ لإلنساف الذي ل ي َّ‬
‫األسبوع‪ ،‬نقوؿ‪ :‬احضر ىذا اليوـ‪ ،‬واستمع األشرطة‪ ،‬توجد اآلف أشرطة السيدي ىذه [مَتاث‬
‫األنبياء] وىي رخيصة ُب السيدي ‪٨‬تو ٓ‪ ٚ‬أو ٓ‪ ٛ‬ساعة صوتية ٓتمسة ريالت‪ ،‬وبعضها‬
‫برياؿ‪ ،‬ىذه ُس ِّجلت وتُعب ُب تسجيلها‪ ،‬ٯتكن أف ‪٬‬تعل اإلنساف لنفسو برنا‪٣‬تًا؛ ىذا الشيخ‬
‫يشرح من الطهارة مىت سيصل إف شاء ا﵁ ُب يوـ ُب األسبوع للمعامالت؟ سيصل بعد ثالثُت‬
‫سنة على طريقتو ىذه! أنا من اآلف أبدأ ُب ا‪١‬تعامالت كل يوـ على ىذه األشرطة‪ ،‬ودفًت للفقو‬
‫سجلها وأترؾ‬
‫أكتب فيو ا‪١‬تسألة اليت ما فهمتها‪ ،‬أكتب السطر أو العبارة ل أتركها‪ ،‬أكتبها وأ ّ‬
‫فرا ًغا للجواب‪ .‬وىكذا أ‪ٚ‬تّع‪.‬‬

‫يدرسٍت أبدأ ُب ىذه األشرطة [شرح البيقونية]‪[ ،‬شرح النخبة]‪ ،‬شرح‬


‫ا‪١‬تصطلح ما وجدت من ّ‬
‫كذا‪ ،‬وأسجل ىذه األسئلة‪ٍ ،‬ب بعد ذلك تستطيع أف تسافر ُب وقت إجازة أو ‪٨‬تو ذلك ٕتد‬
‫أحد الشيوخ أو أحد ا‪١‬تتخصصُت‪ ،‬ما ٖتتاج إذل عملية عصف ذىٍت حىت تستخرج سؤ ًال‬
‫تسأؿ ىذا الشيخ‪ ،‬ل؛ الدفًت موجود‪ ،‬تستخرج ىذا الدفًت وتسأؿ وتكتب ا‪ٞ‬تواب‪.‬‬

‫ٗتصص وقتًا لك مع ىذا الشيخ‪ ،‬تقوؿ‪ :‬أريد منك بعض الوقت بعد الفجر‪ ،‬بعد‬
‫وٯتكن أف ّ‬
‫العصر‪ ،‬الوقت الذي ٗتتار‪ٍ ،‬ب تذىب إليو وتطرح عليو ىذه األسئلة‪ ،‬وٯتكنك أف ُٖتضر معك‬
‫الكتاب وىكذا‪..‬‬
‫(‪) 66 - 61‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫عما أشكل عليو‪ ،‬ولذلك‬


‫٭تصل هبذه الطريقة ‪-‬بإذف ا﵁ تعاذل‪ -‬ويسأؿ ّ‬
‫يستطيع اإلنساف أف ّ‬
‫نقوؿ لبعض الشباب الذين يذىبوف للكليات الشرعية وما درسوا ُب ا‪١‬تعاىد العلمية‪ ،‬يذىبوف‬
‫مباشرة لكلية شرعيَّة يدرس كتاب [أوضح ا‪١‬تسالك ُب النحو]‪ ،‬طالب ا‪١‬تعهد درسوا [شرح ابن‬
‫مبسط على ألفية ابن مالك‪ ،‬ودرسوا قبلو ُب النحو‪ ،‬ودرسوا ُب‬
‫عقيل] وىو كتاب تعليمي َّ‬
‫العقيدة [الواسطية] و[ا‪ٟ‬تموية]‪ ،‬ودرسوا رٔتا [كتاب التوحيد]‪ ،‬ويذىب إذل ا‪ٞ‬تامعة يدرس‬
‫[الطحاوية] و[التدمرية] مباشرة‪ُ .‬ب أصوؿ الفقو ما درس شيئًا‪ ،‬ومباشرة يدرس [روضة‬
‫غصة‪ ،‬ىذا شيء مشاىد!‬
‫الناظر]‪ٍ ،‬ب يبقى ُب ّ‬
‫الًتقيع؛ نقوؿ‪ :‬بسرعة حالة طوارئ‪ ،‬يقوؿ‪ :‬أنا ل أفهم شيئًا‬
‫نوجههم إذل َّ‬‫ىؤلء الطالب نبدأ ّ‬
‫سبوعا‪ ،‬ىل النحو يُتعلَّم ُب أسبوع؟!‬
‫ُب النحو‪ ،‬نقوؿ‪[ :‬اآلجرومية] سر ًيعا ‪٧‬تلس عليها أ ً‬

‫لذلك ىذه الدورات اليت نُقيمها ىنا َمن ل ِزمها وحضرىا وفهمها يستطيع أف يذىب للجامعة‬
‫ا‪١‬تتوسط والثانوي فهي ِمرقاة للجامعة؛ يستطيع‬
‫وىو ُمسًتيح‪ ،‬أو من درس ُب ا‪١‬تعاىد العلمية ّ‬
‫تفصيال مناسبًا ‪٢‬تا‪ ،‬لكن أكثر الناس ل يذىبوف‬
‫ً‬ ‫صلت‬
‫أف يدرس دروس ا‪ٞ‬تامعة‪ ،‬وىي فُ ّ‬
‫ىيء نفسك‬
‫للمعاىد العلمية عندنا على األقل أو ُب بالد أخرى‪ ،‬ماذا يفعلوف؟ نقوؿ ‪٢‬تم‪ّ :‬‬
‫وادرس ىذه ا‪١‬تتوف ا‪١‬تختصرة قبل أف تذىب إذل الكلية الشرعية؛ ألنو يُفًتض فيمن جاء إليها‬
‫أنو درس ُب معاىدىا وهتيَّأ لدراسة ا‪١‬ترحلة الثالثة‪.‬‬

‫مثال‪ ،‬ىم ُب الواقع يدرسوف ُب‬ ‫فالشباب الذين يأتوف من الثانوي ي ِ‬


‫لتحقوف بكلية الشريعة ً‬‫َ‬
‫يسمى التعليم الثانوي؟ ىو فوؽ ا‪١‬تتوسط وفوؽ البتدائي‪ ،‬فما بعده‬
‫ا‪١‬ترحلة النهائية‪ ،‬و‪٢‬تذا ‪١‬تاذا َّ‬
‫إل العارل يعٍت ا‪١‬تستوى األخَت (ا‪١‬تستوى الثالث)‪.‬‬
‫(‪) 66 - 66‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫سادسا‪ُ:‬كيفُنختارُالمعُلِّم؟ ُ‬
‫ً‬ ‫‪‬‬
‫يتخَت من أىل العلم من كاف متَّص ًفا بالعلم‬
‫إذا كانت عند اإلنساف خيارات فإنو ٭ترص أف َّ‬
‫الس ْمت وا‪٢‬تَْدي؛ ألنو سيتأثَّر بو بال ِم ْريَة‪ ،‬واإلنساف الػ ُم َجانِب للبِدع واألىواء ول‬
‫الوَرع و َّ‬
‫وَ‬
‫يُنسب لشيء من ذلك‪ ،‬ويعمل بعلمو‪ ،‬كما قاؿ ا‪٠‬تطيب البغدادي‪" :‬ينبغي للمتعلّم أف يقصد‬
‫الصيانة"‪.‬‬
‫بالسًت و ِّ‬
‫بالديانة وعُرؼ ِّ‬
‫من الفقهاء من اشتُهر ِّ‬

‫يتيسر لو ىذا‪ ،‬ماذا يفعل؟ ل ‪٬‬تد النَّحو إل عند إنساف ل يظهر‬


‫تيسر‪ ،‬لكن أحيانًا ل َّ‬
‫ىذا إذا َّ‬
‫ت التّدين؛ يدرس عنده‪ .‬ل ‪٬‬تد األصوؿ إل عند إنساف ل يظهر عليو ‪ٝ‬تَْ ُ‬
‫ت التَّديُّن‪،‬‬ ‫عليو ‪ٝ‬تَْ ُ‬
‫نقوؿ‪ :‬يدرس عنده‪ .‬لكن ل يدرس على ٍ‬
‫داعية للبدع واألىواء ولو دل ِ‪٬‬تد غَته‪ ،‬ل يدرس‬
‫عنده‪ .‬عندؾ ُب اإلنًتنت‪ ،‬واألشرطة‪ ،‬تقرأ ُب الكتب‪ ،‬تسافر ُب طلب العلم‪.‬‬

‫لكن ينبغي أف نَعِي ً‬


‫جيدا ىنا ُب الكالـ على اختيار الشيوخ أف اإلنساف ل يبحث عن أىل‬
‫الشهرة‪ ،‬يعٍت يبحث عن العلماء ا‪١‬تشهورين كما يفعل بعض طلبة العلم‪ ،‬ليست العِربة ُّ‬
‫بالشهرة‬ ‫ُّ‬
‫وإ‪٪‬تا العِربة ُب التَّ ُّ‬
‫حقق ُب العلم؛ أف يكوف اإلنساف لو بصر ُب العلم ومعرفة فيو‪ ،‬وىذا ىو‬
‫ا‪١‬تطلوب‪ ،‬وما عدى ذلك الشهرة ليست بشرط‪.‬‬

‫فيذىب اإلنساف إذل من يستفيد منو ويشرح لو بطريقة واضحة‪ .‬وا‪١‬تشاىَت ُب الغالب ىم أكثر‬
‫غال‪ ،‬قد ل يوفِّر لك من الوقت ما ٖتتاج إليو‪ ،‬لكن قد تذىب إذل إنساف َخ ِام ِل ِّ‬
‫الذكر‬ ‫الناس ُش ً‬
‫ليس ٔتشهور يُعطيك أوقاتًا طويلة‪ ،‬تستطيع أف تقرأ عليو ُب كل يوـ‪ ،‬وىذا شيء مشاىد‪.‬‬

‫(‪) 66 - 13‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫عرضت‬
‫ُ‬ ‫مشهورا‪ ،‬والعلماء ‪٢‬تم عبارات كثَتة ُب ىذا أ‬
‫ً‬ ‫الصيت وأف يكوف إنسانًا‬
‫فال يطلب ِّ‬
‫عنها‪.‬‬

‫قبل أف يبدأ ُب الدراسة على شيخ ل ينبغي أف يستعجل‪ ،‬ويشاور‪ ،‬لكن ل يشاور أقرانو‪ ،‬بل‬
‫يشاور َمن عرفوا وخِربوا‪ ،‬تريد أف تدرس ُب كلية شرعية‪ ،‬تبحث عن شيخ عادل عاقل لو بصر‪،‬‬
‫تقوؿ ىذه الكلية ما الذي يُدرس فيها؟ ما ىي ا‪ٞ‬توانب اليت ٖتتاج إذل تكميلها ُب مكاف آخر‬
‫ُب ا‪١‬تساجد من األوذل إذل الرابعة ؟‬

‫فيقوؿ لك‪ :‬ىذه الكلية توفّر لك كذا وكذا وكذا‪ ،‬طيب فما ىي ا‪ٞ‬توانب اليت أحتاج إليها إف‬
‫كاف عندي زيادة وقت؟ ا‪ٞ‬تانب الفالين‪ ،‬إذًا ىذا ىو الذي أدرسو‪ .‬وليس بأف أذىب وألتحق‬
‫با‪ٟ‬تِلق ْتسب ما يُتاح ويوجد‪ ،‬ويكوف تكر ًارا لبعض الكتب؛ ىذا غَت صحيح‪.‬‬

‫السآمة‬
‫كثَت من الناس يذىب ىنا وينقطع‪ ،‬ويذىب ىناؾ وينقطع‪ ،‬حىت يُصاب بداء ىو َّ‬
‫ذواقا‪ ،‬ل يُنهي كتابًا ول يستمر عند شيخ‪ ،‬وىذا ل َ٭ت ُسن؛ وإ‪٪‬تا ينبغي على‬
‫وا‪١‬تلل‪ ،‬يكوف َّ‬
‫اإلنساف أَّل يستعجل‪ ،‬يذىب و٭تضر‪ ،‬يسأؿ‪ٍ ،‬ب يستمع‪ ،‬وينظر ‪٢‬تذا الدرس على مستوى‬
‫الدرس ا‪١‬تناسب لو أـ ل‪.‬‬

‫ويتعرؼ على الشيخ ويقوؿ‪ :‬أنا أريد أف أدرس عندؾ‪ ،‬و‪٬‬تلس بُت يديو وُب‬
‫متحم ًسا َّ‬
‫ل يأٌب ّ‬
‫الصف األوؿ‪ٍ ،‬ب بعد ثالثة أياـ ل يُرى! ىذا غَت لئق‪.‬‬

‫أيضا للطالب الذي يريد الدراسة ُب كلية شرعية‪ ،‬ل‬


‫وإ‪٪‬تا يأٌب ُب طرؼ ا‪ٟ‬تلقة ويستمع‪ ،‬وٯتكن ً‬
‫يعرؼ أي قسم يدخل ُب كلية ا‪ٟ‬تديث أو كلية القرآف أو كلية الشريعة‪٦ ،‬تكن لإلنساف أف يأٌب‬

‫(‪) 66 - 11‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫أيضا من‬
‫ٗترجوا ً‬
‫و٭تضر بعض ا﵀اضرات ىنا وبعض ا﵀اضرات ىناؾ‪ ،‬ويسأؿ الشيوخ ومن َّ‬
‫أىل العلم من ىذه الكلية أو تلك‪ ،‬فال يستعجل‪.‬‬

‫فإذا ظفر بالشيخ فهو يُالزمو ول ينقطع حىت يُنهي ذلك الفن أو الكتاب عليو‪.‬‬

‫ِ‬
‫ويتلطَّف بو‪ ،‬أحيانًا ل يُوفَّق الطالب إذل طريقة‪ ،‬فيَ ْختَ ِزف العادل عنو علمو أو ً‬
‫كثَتا من علمو؛‬
‫ت بو لستخرجت منو‬
‫كثَتا‪ ،‬يقوؿ‪" :‬لو َرفَػ ْق ُ‬ ‫فح ِرـ بذلك ً‬
‫علما ً‬ ‫كاف أبو سلمة ُٯتاري ابن عباس ُ‬
‫وشعبة‬
‫استخرجت من عطاء إل بالرفق بو"‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫كثَتا"‪ ،‬وابن ُجريج يقوؿ‪" :‬دل أستخرج الذي‬
‫علما ً‬
‫ً‬
‫يقوؿ‪" :‬كل من ‪ٝ‬تعت منو حديثًا فأنا لو عبد"‪ .‬وميموف بن مهراف يقوؿ‪" :‬ل ُ٘تاري من ىو‬
‫قلت شيئًا"‪.‬‬
‫يضره ما َ‬
‫أعلم منك‪ ،‬فإذا فعلت ذلك َخَزف عنك علمو‪ ،‬ودل ّ‬
‫ويتحمس و‪٬‬تادؿ ُب كل قضية تَ ِرد ُب الدرس‪ُ ،‬ب األمثلة ‪٬‬تادؿ‬
‫َّ‬ ‫لذلك بعض الناس لرٔتا يَ ْشتَ ُّ‬
‫ط‬
‫ضا جاءت‪ ،‬مثاؿ من األمثلة‪،‬‬
‫فوهتا‪ ،‬غَت مقتنع فيها َّفوهتا‪َ ،‬عَر ً‬
‫عليها‪ ،‬أحيانًا أشياء تستطيع أف تُ ِّ‬
‫يقوؿ لك‪ :‬ل؛ نريد أف نُوقِفو على ما نراه ا‪ٟ‬تق فيها!‬

‫فهذا يسبِّب ضياع وفوات كثَت من العلم‪.‬‬

‫(‪) 66 - 12‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫سابعا‪ُ:‬كيفُُيَ ُثبُتُالعلم؟ ُ‬
‫‪ً ‬‬
‫السبب الذي يُناؿ بو العلم؟ فقاؿ‪" :‬با‪ٟ‬ترص عليو يػُتَّبع‪ ،‬وبا‪ٟ‬تب لو يُستمع‪،‬‬
‫ّ‬ ‫قاؿ بعضهم‪ :‬ما‬
‫وبالفراغ لو ‪٬‬تتمع‪ ،‬علّم علمك من ‪٬‬تهل‪ ،‬وتعلَّم ‪٦‬تن يعلم؛ فإنك إف فعلت ذلك َعلِمت ما‬
‫وحفظت ما علِمت"‪.‬‬
‫جهلت‪ِ ،‬‬

‫جرهبا علماء كابن بدراف‬


‫يأٌب طالب العلم و٭تضر الدرس‪ ،‬وبالطريقة اليت ذكرهتا ساب ًقا‪ ،‬وىذه َّ‬
‫احتجت أكثر من ‪ٜ‬تس سنوات ُب ا‪ٞ‬تلوس بُت يدي الشيوخ"‪،‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ ،-‬و‪٢‬تذا يقوؿ‪" :‬ما‬
‫يدرس ىذا ا‪١‬تنت ويراجع و٭تفظ‪ٍ ،‬ب بعد ذلك يأٌب للدرس اآلخر وقد ضبط الدرس السابق‪ ،‬ول‬
‫ينسى ما درسو ويُغفل ذلك؛ فإف ىذا ليس من شأف طالب العلم‪.‬‬

‫ىناؾ علوـ ٖتتاج إذل تمارين مثل النحو‪ ،‬٭تتاج إذل تدريب‪ ،‬٭تتاج إذل سؤاؿ وجواب و٭تتاج‬
‫إذل تطبيقات‪ ،‬و‪٢‬تذا يقوؿ ابن عاشور ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ُ -‬ب أسباب ضعف التحصيل‪ ،‬يذكر من‬
‫علوما تُدرس‪،‬‬
‫ذلك‪ :‬إ‪٫‬تاؿ التَّمرين والعمل با‪١‬تعلومات كما ىو الغاية من كل علم‪ .‬يقوؿ‪٧" :‬تد ً‬
‫وكتبًا ُٗتتم‪ ،‬ول نرى فِي َمن ُ‪٨‬تادث أو ُ‪٧‬تالس فصيح لساف أو بليغ بياف!"؛ يقوؿ‪ :‬يقرأ الناس‬
‫ود ْرِسو‪ ،‬ول من‬
‫علم البالغة وعلم األصوؿ وعلم النحو فال نرى من ‪٬‬تتنب اللَّ ْح َن ُب قولو َ‬
‫يرجح ُب مسائل ا‪٠‬تالؼ؛ وما سبب‬ ‫ِ‬
‫يشعُر با‪١‬تقاصد البالغية فينطق هبا أو يفهمها‪ ،‬ول من ّ‬
‫يدرسوَّنا وما يشعروف‬ ‫حصلوا ألفاظًا متح ِّجرة اصطلحوا أف ي ُّ ِ‬
‫لما‪ ،‬وىم ُ‬ ‫سموىا ع ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ذلك إل أَّنم َّ‬
‫بعنواَّنا وغايتها والقصد منها‪.‬‬

‫(‪) 66 - 13‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫مثال ٭تتاج إذل تطبيقات‪ ،‬نص‬


‫يقوؿ‪ :‬وإذا ُوجدت ٘ترينات فهي ٘ترينات سطحية؛ فالنحو ً‬
‫الدرس يكوف ُب التطبيقات‪ٕ ،‬تد اإلنساف يدرس الكتب و٭تفظ ا‪١‬تتوف ومع ذلك يلحن ول‬
‫٭تسن النحو‪.‬‬

‫كما أنو ٭تتاج إذل ا‪١‬تذاكرة ُب كل العلوـ‪ ،‬المذاكرةُمعُاألقراف‪ ،‬مع الطالب‪ ،‬يطرحوف ا‪١‬تسائل‬
‫مثال؟ ماذا يرد‬
‫ويتذاكروف ويتناقشوف؛ ا‪١‬تسألة الفالنية ما الدليل عليها؟ ما درجة ىذا ا‪ٟ‬تديث ً‬
‫احتج ا‪١‬تخالف؟‬
‫عليو؟ ٔتاذا َّ‬

‫كثَتا فيُعيده على جارية لو من َّأولو إذل‬


‫الزىري ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬كاف يرجع إذل منزلو وقد ‪ٝ‬تع حديثًا ً‬
‫ُّ‬
‫أردت أف أحفظو"‪ ،‬إعادة الدرس؛ ٯتكن لإلنساف أف يُذاكر‬
‫آخره كما ‪ٝ‬تعو‪ ،‬ويقوؿ ‪٢‬تا‪" :‬إ‪٪‬تا ُ‬
‫مبسطة‪ ،‬ٯتكن أف يرجع إذل مسجده فيطرح‬‫مع زوجتو‪ ،‬ويُعيد ذلك على أىل بيتو‪ ،‬بطريقة َّ‬
‫مبسطة‪ ،‬فهذا أدعى إذل‬
‫عليهم ا‪١‬تسائل الفقهية اليت درسها أو ُب العقيدة أو ‪٨‬تو ذلك‪ ،‬بطريقة َّ‬
‫ثُبوت العلم‪.‬‬

‫وىذا إ‪ٝ‬تاعيل بن رجا كاف ‪٬‬تمع ِصبياف ال ُكتَّاب فيح ّدثهم ل َّئال ينسى حديثو‪ .‬يقوؿ إبراىيم‪:‬‬
‫فحدث بو حُت تسمعو ولو أف ُٖت ّدث بو من ل يشتهيو‪ ،‬فإنو يكوف‬
‫‪ٝ‬تعت حديثًا ِّ‬
‫"إذا َ‬
‫بدا دوف‬
‫وصل إليو ول يُناؿ أ ً‬
‫كالكتاب ُب صدرؾ"‪ .‬وىكذا ابن عبد البَػّر يقوؿ‪" :‬أما الفقو فال يُ َ‬
‫أحدا أتى‬
‫وتفهم لو"‪ .‬ويقوؿ سعيد بن عبد العزيز بأف عطاء ا‪٠‬ترساين كاف إذا دل ‪٬‬تد ً‬
‫تناظر فيو ُّ‬
‫ا‪١‬تساكُت َّ‬
‫فحدثهم‪ ،‬يريد بذلك ا‪ٟ‬تفظ‪ .‬وذكر الزرنوجي ُب كتاب لو ُب التعلم والتعليم بأف‬
‫فائدة ا‪١‬تطارحة أو ا‪١‬تناظرة أقوى من فائدة التكرار؛ ألف فيها تكر ًارا وزيادة‪ ،‬وقد قيل‪ُ " :‬مطَ َار َحة‬
‫ساعة خَتٌ من تكرار شهر"‪.‬‬
‫(‪) 66 - 14‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫وىكذا يوصي أىل العلم كما قاؿ ابن ‪ٚ‬تاعة وغَته‪ ،‬بتذا ُكر طالب العلم ما درسوه ُب ‪٣‬تلس‬
‫العلم‪.‬‬

‫لكن لألسف اليوـ يذىب كل إنساف ُب سبيلو‪ ،‬لكن ٯتكن لإلنساف ولو با‪٢‬تاتف أف ٭ت ّدد‬
‫ا‪ٞ‬تادين ُب طلب العلم ويُذاكر معو‪.‬‬
‫بعض الوقت مع أحد أصحابو‪ ،‬يكوف من النَّاهبُت من ّ‬

‫اُالعملُبالعلمُيُ ُثبّتو‪ُ .‬‬


‫ُ‬ ‫ًُ‬
‫كذلكُأيض‬
‫و‬

‫أيضا التكرار‪ ،‬وسبق ذكرنا لكم عن بعض أىل العلم مثل الكافييجي‪١ ،‬تاذا قيل لو‬
‫وىكذا ً‬
‫درسوا الكتاب عشرات ا‪١‬ترات‬
‫الكافييجي؟ لكثرة اشتغالو بػ[الكافية] لبن ا‪ٟ‬تاجب‪ ،‬فكانوا لرٔتا ّ‬
‫بل مئات ا‪١‬ترات‪ ،‬فيثبُت عندىم‪.‬‬

‫درس التجويد ا‪١‬تستوى الفالين من‬


‫أنا أقوؿ إلخواين من ا‪١‬تعلمُت اآلف اعتربوا بأنفسكم؛ الذي ّ‬
‫درس الفقو ألوذل ثانوي أو ثاين ثانوي‪ ،‬أو كتاب‬
‫مثال ا‪١‬تستوى األوؿ أو ‪٨‬تو ذلك‪ ،‬أو ّ‬
‫التجويد ً‬
‫تاما‪ ،‬ول ٭تتاج أف‬
‫تشربًا ً‬
‫تشربو ُّ‬
‫درسو سبع سنوات‪ ،‬ماذا ‪٬‬تد؟ ‪٬‬تد أنو قد َّ‬
‫[التوحيد] و‪٨‬تو ىذا‪ّ ،‬‬
‫٭تضر‪ ،‬ىو حافظ لكثرة التكرار‪.‬‬
‫ّ‬

‫الشيخ عبد ا﵁ ا‪ٞ‬تربين ‪-‬حفظو ا﵁‪ -‬أحد ا‪١‬ترات ‪١‬تا جاء ىنا ُب درس الفقو قبل أف ‪٬‬تلس وىو‬
‫واقف‪ ،‬قاؿ‪ :‬ما ىو الباب؟ قلت لو‪ :‬النكاح‪ ،‬جلس‪ ،‬أتى بأبيات ُب أ‪ٝ‬تاء النكاح ومعٌت كل‬
‫حضر اإلنساف أياما لرٔتا دل ِ‬
‫يأت هبا‪١ .‬تاذا كاف هبذه ا‪١‬تثابة؟ ىو رجل‬ ‫اسم‪ ،‬وجاء بأشياء لو ّ‬
‫ً‬
‫تشرب ىذه األشياء فال‬
‫مرة بعد مرة حىت َّ‬ ‫يكرر دراستو وتعليمو َّ‬
‫عقودا متطاولة وىو ّ‬
‫جلس ً‬
‫٭تتاج إذل مزيد مذاكرة فيها‪.‬‬

‫(‪) 66 - 15‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫تدرسو أنت ُب ا‪١‬تدرسة وقِس على ذلك سائر العلوـ‪.‬‬ ‫ِ‬


‫اعتَرب ىذا فيما ُ‬
‫مثال ىذا الكأس من ا‪١‬تاء لو تركناه ُب الشمس‬
‫ا‪١‬تشكلة أننا نقرأ مرة وخالص ىي النهاية! ً‬
‫وجئنا بعد سنة كاملة‪ ،‬ىل سنجد فيو ماء؟ ا‪ٞ‬تواب ل‪ ،‬أين‬‫وعوامل التَّعرية من ا‪٢‬تواء وغَته ِ‬
‫يتبخر‪ .‬اآلف لو تركناه على ىذه الطاولة ِ‬
‫وجئنا ُب الغد ىل سنجد ا‪١‬تاء؟ ل‬ ‫يذىب ا‪١‬تاء؟ َّ‬
‫سيتبخر‪ .‬فنحن عوامل التَّعرية عندنا كثَتة من األشغاؿ وا‪٢‬تموـ الطارئة وا‪١‬تزعجات وإذل غَت‬
‫تبخر العلم‪.‬‬
‫ذلك‪ ،‬وطبيعة عقل اإلنساف‪ ،‬في َّ‬

‫ب فيو وتكاثر‬
‫تص ّ‬
‫فإذا كاف ىذا الكأس مثقوبًا فإنو سينتهي ويتالشى ما فيو ل ‪٤‬تالة‪ ،‬فإذا ُكنت ُ‬
‫ىذا ا‪١‬تاء فإنك إف صببت فيو أكثر ‪٦‬تا ينقص ل ٮترج منو بل سيزيد‪ ،‬وإذا كنت تضع فيو بقدر‬
‫ما ينقص وبقدر ما ٮترج منو فسيبقى متماس ًكا‪ ،‬وإف كنت تضع أقل فإنو سيكوف ُب تناقص‪،‬‬
‫وإف كنت ل تع ّوضو شيئًا فإنو سيجف‪.‬‬

‫و٭تصل ُرتبًا ُب رئاسات وأعماؿ‬ ‫ِ‬


‫فلذلك ٕتد بعض الناس رٔتا يَلي ألواف الوليات الشرعية‪ّ ،‬‬
‫عامي‪ ،‬ىذا كاف األوؿ على دفعتو لرٔتا ُب‬ ‫َّ‬
‫حصلها؟! وإذا تكلم كأنو ّ‬
‫ووظائف‪ ،‬تستغرب كيف َّ‬
‫أياـ الدراسة‪ ،‬كاف متفوقًا لكن ُشغل بأعماؿ من القضاء وغَته‪ ،‬شغل عن العلم فتالشى عنده‬
‫وصار هبذه ا‪١‬تثابة‪ ،‬وإل كاف من األذكياء النابغُت‪ ،‬وىو شيء نشاىده‪.‬‬

‫والشاىد أف ىذه األمور ل بد ِمن مراعاهتا‪ ،‬وقد قيل‪:‬‬

‫لما نَ ِسي َما تَػ َعلَّ َما‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬


‫إذا دل يُذاكر ذُو العُلوـ بعلمو * * * ودل يَ ْستَف ْد ع ً‬
‫يد مع األيَّاـ ُب ‪ٚ‬تَْعِ ِو َع َمى!‬ ‫فَ َك ْم َج ِام ٍع لل ُكْت ِ‬
‫ب ُب ُك ِّل َم ْذ َى ٍ‬
‫ب * * * يَِز ُ‬
‫(‪) 66 - 16‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫الزمالء من يكوف عارل ا‪٢‬تمة‬ ‫الصحبة دوائر كما يقوؿ ابن ا‪ٞ‬توزي؛ دوائر ثالث ْ‬
‫فاخ ًَت من ُّ‬ ‫ُو ُُّ‬
‫وخلُق َح َسن‪ .‬فهذا كما قيل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫صاحب ديَانة‪ ،‬صاحب ذكاء‪ ،‬صاحب نَػَزاىة ُ‬
‫ِ‬ ‫ب ال َكسال َف ُب ح َالتِِو * * * َكم ِ‬
‫صال ٍح بَِف َساد َ‬
‫آخَر يَػ ْف ُس ُد؟!‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ص َح ِ‬
‫ل تَ ْ‬
‫خم ُد!‬ ‫ع ْدوى البلِي ِد إذل ا‪ٞ‬تلِي ِد س ِريػعةٌ * * * كالْػجم ِر يوضع ُب َّ ِ‬
‫الرَماد فَػيَ ُ‬ ‫َْ ُ َُ‬ ‫َ ْ َ َْ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ناسا ِمن ال ُك َساذل ِمن البَطَّالُت فيُثبّطونو‪ ،‬ويستهزئوف بو‪،‬‬
‫ب أُ ً‬‫اح َ‬
‫ص َ‬‫اىد؛ إنسا ٌف َ‬
‫وىذا شيء ُم َش َ‬
‫جوؿ‪ ،‬فيُشغِلونو عن العلم‪.‬‬ ‫وتصَت الصناعة ىي األكل والشرب والنوـ والتَّ ُّ‬

‫نُج ُْهد‪ ،‬كما قاؿ ٭تِت بن أيب كثَت‪" :‬ل‬‫ُِ‬


‫ماُعندهُم ُُ‬‫وىكذا ٭تتاج اإلنساف إذل أف يب ُذؿُ‬
‫يُستطاع العِْلم براحة ا‪ٞ‬تِ ْسم"‪.‬‬

‫الش ْه ِد ِم ْن إِبَِر النَّ ْح ِل‬ ‫ِ‬


‫ين إِ ْد َر َاؾ ا‪١‬تعارل َرخْي َ‬
‫صةً * * * ول بُ َّد ُدو ّف َّ‬ ‫ِ‬
‫تُِريْد َ‬
‫الصِربا‬ ‫ت آكِلُوُ * * * لَ ْن تَػْبػلُ َغ الػ َم ْج َد َّ‬
‫حىت تَػ ْل َع َق َّ‬ ‫ل َْٖتس ِ‬
‫ب الػ َم ْج َد َ٘تًرا أنْ َ‬ ‫َ‬
‫وقد قيل‪" :‬من كانت بدايتو ُ‪٤‬ت ِرقة كانت َّنايتو ُمش ِرقة"‪.‬‬

‫و٭تتاج إذل متابعة‪ ،‬ل ٭تصل فُػتُور وانقطاع لو‪ ،‬ىذا الفتور والنقطاع كما يذكر أىل العلم‬
‫الدروس الػ ُمت َقطِّعة اليت تكوف يوـ ُب‬ ‫أف ِمن آفَ ِ‬
‫ات ُّ‬ ‫يُسبِّب لو نِسياف ما تعلَّمو‪ ،‬و‪٢‬تذا نقوؿ َّ‬
‫حصلوه‪ ،‬إل ما‬ ‫ِ‬
‫وضعُ َفت ‪٫‬تَ ُمهم وتالشى ما ّ‬ ‫األسبوع وتنقطع ُب اإلجازات‪ ،‬والطالب قد نَ ُسوا َ‬
‫شاء ا﵁‪.‬‬

‫(‪) 66 - 11‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫أيضا بذؿُُُالعلمُللناس؛ ولذلك ٕتد اآلف من ىم أعلم أىل الزماف ُب عصرنا ىذا ‪٦‬تن‬
‫وىكذا ً‬
‫بذل‬
‫مثال ُب بالدنا؟ الشيخ العثيمُت والشيخ بن باز ‪-‬ر‪ٛ‬تهما ا﵁‪ ،-‬وىم أكثر الناس ً‬
‫نعرؼ ً‬
‫دروسا كثَتة ُب اليوـ الواحد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫للعلم‪ٕ ،‬تد للواحد منهم ً‬
‫يقوؿ الشيخ ‪٤‬تمد ا‪١‬توسى عن الشيخ بن باز‪ ،‬وىو مدير مكتبو ُب بيتو‪ ،‬يقوؿ‪" :‬كنت أقوؿ لو‬
‫يا شيخ دل تُعطٍت وقتًا ألقرأ عليك ُب كتاب؟ قاؿ‪ :‬اقرأ عل َّي وأنا اتوضأ"‪ ،‬ما عنده أي وقت!‬
‫علي وأنا أتوضأ" لحظتم!‬
‫كل وقت يُقرأ عليو فيو‪" ،‬اقرأ َّ‬

‫و‪٨‬تن كم عندنا من أوقات؟! كم نناـ؟ كم نأكل؟! ىؤلء الذين يبذلوف العلم يُبارؾ ‪٢‬تم ُب‬
‫شخصا مثل الشيخ عبد العزيز بن باز ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪-‬‬
‫ً‬ ‫تصور‬
‫علما‪َّ ،‬‬
‫ذلك‪ ،‬ويكونوف ىم األكثر ً‬
‫حينما مات كم بلغ من العمر؟ جاوز التسعُت‪ ،‬افًتض أنو ما بدأ يطلب العلم إل بعد‬
‫العشرين‪ ،‬أل يكفي أف يُقرأ على اإلنساف ُب مدة لرٔتا تقارب السبعُت سنة‪ ،‬يقرأ عليو ُب اليوـ‬
‫مديرا ‪٢‬تا كاف إذا غاب أحد من‬
‫لرٔتا أكثر من ‪ٜ‬تسة دروس‪ُ ،‬ب ا‪ٞ‬تامعة اإلسالمية حينما كاف ً‬
‫ويس ُّد ا‪١‬تكاف ّ‬
‫ويدرسهم وىو الرئيس‪ ،‬فأعمارىم ُب‬ ‫الشيوخ أو سافر أو ‪٨‬تو ذلك يأٌب الشيخ ُ‬
‫علما‪.‬‬
‫بذل ولذلك صاروا أكثر الناس ً‬
‫العلم‪ ،‬فهم أكثر الناس ً‬

‫تفجرت ينابيعو؛‬‫كما يقوؿ ابن القيم ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪" :-‬العادل كلَّما بَ َذؿ ِعلمو للناس وأنفق منو َّ‬
‫و٭تصل لو بو ِع ْل ُم ما دل يكن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب بتعليمو حفظ ما َعلمو‪ُ ،‬‬ ‫وظهورا‪ ،‬فيَ ْكتَس ُ‬
‫ً‬ ‫فازداد كثرة وقوة‬
‫عنده‪ ،‬ورٔتا تكوف ا‪١‬تسألة ُب نفسو غَت مكشوفة ول خارجة ِمن َحيِّز اإلشكاؿ؛ فإذا تكلَّم هبا‬
‫شاىد‪.‬‬
‫علوـ أخرى"‪ ،‬وىو شيء ُم َ‬ ‫ضاءَت وانْػ َفتَحت منها ٌ‬ ‫وعلَّمها اتَّضحت لو وأَ َ‬

‫(‪) 66 - 11‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ي ا‪ٟ‬تفظ‪ ،‬العلماء يتكلَّموف على أكل الزبيب‪،‬‬


‫الذاكرة‪ ،‬وتُقو ّ‬
‫قويُ ُ‬ ‫مع مراعاةُاألمورُالتيُُت ُّ‬
‫يضا شرب العسل‪ ،‬مع اجتناب األشياء اليت تُسبِّب‬ ‫ضغ اللِّباف وا‪١‬تستكة‪ ،‬وىكذا أ ً‬
‫أيضا على َم ْ‬
‫و ً‬
‫ضعف الذاكرة‪ ،‬فكانوا يروف أف أكل التفاح ا‪ٟ‬تامض والباقِ َّالء وشرب ا‪٠‬تل وكثره اللنب أو اللنب‬
‫ا‪ٟ‬تامض بالذات كل ىذه األشياء تسبب ضعف ا‪ٟ‬تافظة‪.‬‬

‫الشيخ ‪٤‬تمد األمُت الشنقيطي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يقوؿ ابنو عبد ا﵁‪" :‬كاف إذا رأى معنا اللنب‬
‫ا‪ٟ‬تامض انتزعو بشدة وغضب"؛ ألف ذلك يسبب ضعف الذاكرة أو ضعف ا‪ٟ‬تفظ‪.‬‬

‫يضا أف يصبر اإلنساف على ا‪ٞ‬تلوس ُب ‪٣‬تالس العلم‪ ،‬ول يكوف شيء إل بالصرب‪.‬‬
‫وىكذا أ ً‬

‫‪ ‬صوارؼُوموانعُالعلم ُ‬
‫انعُوالصوارؼ‪ ،‬ىذه القواطع والصوارؼ كثَتة ً‬
‫جدا‪ ،‬أحيانًا يكوف‬ ‫َُّ‬ ‫ويَُػُتَوُقَّىُال َُق َُو ُِ‬
‫اطعُوالػ َُم َُو‬
‫طالب العلم إنسانًا لو رغبة ُب العلم الشرعي‪ُ ،‬ب مرحلة ا‪١‬تتوسط والثانوي أقبل على العلم‬
‫وعلى الدروس وكذا‪ ،‬إذا أراد أف يسجل ُب ا‪ٞ‬تامعة‪ ،‬قاؿ‪ :‬أريد أف أذىب للكلية الشرعية‪ ،‬قاؿ‬
‫درسا ُب ا‪١‬تسجد! وىم ل يفهموف‬
‫أىلو‪ :‬ىيهات!‪ ،‬قاؿ‪١ :‬تاذا؟ قالوا‪ :‬تريد كلية شرعية‪ ،‬احضر ً‬
‫العلم الشرعي ول يعرفوف قَ ْد َره‪ ،‬فيَػَرْو َف أنو يدرس ُب كلية ُب علوـ طبيعية و‪٨‬تو ذلك من أجل‬
‫لنُتموتُنفسُقبلُأفُتستوفيُرزقهاُوأجلها)‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫الوظائف و‪٨‬تو ذلك‪ ،‬و(‬

‫صل وظيفة ٓتمسة آلؼ لاير من عا ٍدل يكوف‬


‫يتخرج ُب علوـ طبيعية وغَتىا ُ٭تَ ِّ‬
‫وأين ىذا الذي َّ‬
‫مر ال ُقروف؟!‬
‫مشسا على ِّ‬
‫ً‬

‫(‪) 66 - 16‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ٗترج ُب كلية‬
‫مدر ًسا أو موظ ًفا ُب شركة‪ ،‬أو َّ‬
‫تصور لو كاف الشيخ عبدالعزيز بن باز ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ّ -‬‬
‫ّ‬
‫ٗتصصا آخر من ىذه‬
‫ً‬ ‫هبذه التخصصات ودل يشتغل بالعلم الشرعي‪ ،‬وقاؿ لو أىلو‪ :‬ل‪ ،‬ادرس‬
‫العلوـ الدنيوية وا‪١‬تادية لكي تعمل وٖتصل على وظيفة ُب شركة‪ ،‬يكوف راتبك ‪ٙ‬تانية آلؼ أو‬
‫عشرة آلؼ‪ ..‬أين ىذا من ىذا؟!‬

‫يتخرجوف من كليات شرعية عبارة عن موظفُت وليس ‪٢‬تم من العلم‬


‫‪٨‬تن ل نتكلم عن أناس َّ‬
‫شيء‪ ،‬ل نتحدث عن ىذا؛ بل نتحدث عن إنساف يكوف عالػ ًما‪ ،‬و‪٢‬تذا حينما نطرح بعض‬
‫الربامج ُب بعض البالد يقوؿ بعض اإلخواف‪ :‬ىؤلء لزـ يدرسوف ُب دراسة نظامية ألجل‬
‫الوظائف بعد ذلك‪ ،‬نقوؿ‪ :‬ىذا إذا ٗتََّرج عالػ ًما فالكل يريده‪ ،‬ىو عُملة نادرة‪ ،‬أَنْ َد ُر شيء ُب‬
‫العا َدل ىو العلماء بالشريعة‪.‬‬
‫َ‬
‫لنُتموتُنفسُ‬
‫ٌ‬ ‫جدا‪ ،‬يعجز الناس عن كفالة عادل!‪ ،‬فا‪١‬تقصود أنو (‬
‫الدعاة كثَتة ً‬
‫اآلف كفالت ُ‬
‫قبلُأفُتستوفيُرزقهاُوأجلها)‪ ،‬وإذا َّ‬
‫تأملت ُب أحواؿ ا‪٠‬تَْلق تستغرب بعض الناس من أين‬
‫متقاعدا من وظيفة بسيطة وعنده أمواؿ وماليُت وأر ٍ‬
‫اض‬ ‫ً‬ ‫‪٢‬تم ىذه األمواؿ؟! ول ترى إل إنسانًا‬
‫وأشياء‪ ،‬من أين جاءت؟ ا﵁ ىو الرزاؽ وىو الذي أعطاه‪.‬‬

‫وٕتد آخرين ذكاء ودراسة وٗتصصات ُلرٔتَّا نادرة ُب علوـ مادية و‪٨‬تو ذلك‪ ،‬ومع ذلك ٕتد عليو‬
‫حصل شيئًا من الدنيا؛ فا﵁ ىو الرزاؽ‪.‬‬
‫ديونًا وما َّ‬

‫َجل ُِ‬
‫ُمنُأفُيُلتفتُعنو‪ ،‬الناس ينظروف إذل الناحية ا‪١‬تادية و‪٨‬تن نقوؿ لو‪ :‬ل؛‬ ‫فالعلمُأشرؼُوأ ُّ‬
‫ُ‬
‫اصعد إذل أعلى‪ ،‬فنحن نتكلم عن مشس تضيء للناس الطريق؛ شيخ اإلسالـ‪ ،‬ابن القيم‪،‬‬

‫(‪) 66 - 13‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫الشيخ ‪٤‬تمد بن إبراىيم‪ ،‬الشيخ ابن العثيمُت‪ ،‬الشيخ األلباين‪ ،‬الشاطيب‪ ،..‬علماء ل زالت‬
‫يتصور ىذا ول يَعِي حقيقة العلوـ‬
‫ويًتحم الناس عليهم‪ .‬فكثَت من الناس ل َّ‬
‫تًتدد أ‪ٝ‬تاؤىم َّ‬ ‫َّ‬
‫خصص الفالين ألجل أف تشتغل‬ ‫الشرعية‪ ،‬فيُل ِزـ ولده‪ ،‬يقوؿ لو‪ :‬ل‪ ،‬تذىب وت َّ‬
‫تخصص ُب التَّ ُّ‬
‫ُب الشركة الفالنية‪ ،‬فيكوف قد قضى عليو!‬

‫حىت لو حاوؿ أف يسبح ُب خالؼ األمواج‪ ،‬فيحاوؿ و٭تاوؿ و٭تاوؿ‪ٍ ،‬ب بعد ذلك ينقطع‬
‫ويتكرر‪..‬‬
‫وينتهي‪ ،‬وىذا أمر نشاىده َّ‬

‫قصورُالتصور عند بعض الطالب كما ذكرت لكم ُب ثنايا ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬ي ّ‬
‫تصور العلم‬ ‫ّ‬ ‫ىكذا‬
‫الشرعي ىو حفظ ا‪١‬تذكرات‪ ،‬فلماذا أجلس أربعة سنوات؟!‬

‫قليال‪ٍ ،‬ب بدأوا ٭تسبوف‬


‫مرة بعض الطالب من الياباف ُب ا‪ٞ‬تامعة اإلسالمية ودرسوا ً‬
‫جاء ّ‬
‫ُّ‬
‫ويعدوف باألرقاـ‪ ،‬قالوا‪ :‬أربعة سنوات ‪٦‬تكن ُب الياباف ‪٨‬ت ّقق كذا وكذا من ا‪١‬تكاسب‪ ،‬فخرجوا‬
‫حصلوا اآلف ُب الياباف؟!‬
‫ورجعوا‪ .‬ىل عرفوا قيمة العلم الشرعي؟ ماذا ّ‬

‫يفًت وينقطع‪.‬‬ ‫أيضا أحيانًا يكوف اإلنساف رغبتوُضعيفةُفيُالعلمُالشرعي‪ُ ،‬‬


‫فسرعاف ما ُ‬ ‫وىكذا ً‬

‫تحوؿُالنيّة‪ ،‬وكثَت من الناس قد يبدأ برغبة فإذا جاء ودرس العلوـ الشرعية ُب‬
‫أيضا ّ‬
‫وىكذا ً‬
‫ا‪١‬تعوقات‪ ،‬يذكر‪ :‬تفكَت التالميذ‬
‫تغَتت نيّتو؛ و‪٢‬تذا يقوؿ ابن عاشور‪ :‬من ِّ‬
‫كلية من الكليات ّ‬
‫منذ البتداء لستعجاؿ ٖتصيل الشهادة من غَت تفكَت ُب األىم من ذلك وىو الكماؿ‬
‫العلمي‪.‬‬

‫(‪) 66 - 11‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫متحمسا ٍب‬
‫ً‬ ‫وعاهبا‪ ،‬وىذا شيء نشاىده؛ ٕتد الطالب يأٌب‬
‫والشاىد أنو تكلم على ىذه القضية َ‬
‫بعد ذلك يشغل الشيوخ‪ ،‬ىذا ‪٤‬تذوؼ؟ احذؼ ىذا‪ ،‬نريد منكم مذكرة يا شيخ‪ .‬صارت‬
‫القضية مذكرات وتبحث عن ا﵀ذوؼ‪ ،‬أنت راغب ُب العلوـ الشرعية! ما الذي حصل؟ نيتو‬
‫تغَتت!‬
‫َّ‬
‫ٕتد الواحد ِ‬
‫ينتسب أحيانًا‪ ،‬يقوؿ‪ :‬أنا أريد أف أدرس العلوـ الشرعية‪ ،‬ما لك ُب الصداع‬
‫والدراسة بعد ىذا العمر؟ يقوؿ‪ :‬أريد أف أدرس العلوـ الشرعية‪ ،‬فإذا درس أشغلهم‪ ،‬يبحث‬
‫واتصالت‪ ،‬أين ا﵀ذوؼ؟ نريد مذكرة نصورىا‪ ،‬أين الرغبة ُب العلم الشرعي؟ ينسى ذلك!‬

‫متحمس ٍب بعد ذلك إما‬ ‫وىذا يقع فيو الكثَت من َّ‬


‫الداخلُت ُب الكليات الشرعية‪ ،‬يأٌب وىو ّ‬
‫بسبب الزمالء الذين يراىم أو غَت ذلك فتضعف ‪٫‬تتو‪ ،‬ويزىد ٔتا يدرسو‪ ،‬ويصَت ‪٫‬تُّو فقط‬
‫التخرج والنجاح‪ ،‬أو ٖتصيل الدرجات العالية والتفوؽ دوف التحصيل العلمي؛ و‪٢‬تذا ٕتد ىذا‬
‫اإلنساف ل ِ‪٫‬تَّة لو ُب العلم والبحث والطّالع والقراءة وحضور ‪٣‬تالس العلم إطالقًا‪ ،‬ولكن قد‬
‫ويتفوؽ من أجل أف يكوف‬
‫ٕتده األوؿ ألنو ٭تفظ ا‪١‬تذكرات‪٫ ،‬تُّو أف ٭تفظ ُب ىذه الدراسة َّ‬
‫اضرا‪ٍ ،‬ب بعد ذلك يًتقَّى بعد الدكتوراة إذل أستاذ مشارؾ ٍب أستاذ‪ ،‬وىكذا ُب قضايا‬
‫عيدا ٍب ‪٤‬ت ً‬
‫ُم ً‬
‫وظيفية ْتتة‪ ،‬وإذا نظرت إذل حصيلتو العلمية ٕتد أَّنا ضعيفة!‬

‫وىذه مشكلة فينبغي عن اإلنساف أف ٭تذر من ىذا‪ ،‬وإذا ُوجدت النية عند ا‪١‬تعلم وعند التلميذ‬
‫٭تصل من العلم إذا كانت لو فيو رغبة وعنده أىليَّة‪.‬‬
‫‪-‬بإذف ا﵁ عز وجل‪ -‬فإنو ّ‬

‫(‪) 66 - 12‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ولكن لألسف يأٌب الشيخ ويرى أف ىذا ِعبء ثقيل عليو‪ ،‬وأنو قد َّ‬
‫مل من التعليم ومن رؤية‬
‫الطالب‪ ،‬ويعُ ُّد األياـ مىت تنتهي‪ ،‬ومىت تأٌب اإلجازات‪ ،‬والطالب ً‬
‫أيضا ُب غاية التَّثاقُل‬
‫فيتربـ بذلك‬
‫الضجر‪ٍ ،‬ب إذا كانت ليلة الذىاب إذل ا‪١‬تدارس يضيق صدره بالعلم والدراسة‪َّ ،‬‬
‫و َّ‬
‫ويفرح بغياب الشيخ!‬

‫والعجيب أنك ٕتد بعض الشباب يذىب إذل كلية شرعية ويزىد هبذه األشياء؛ فيغيب‪ ،‬ويتآمر‬
‫أحدا‪ ،‬ويفرحوف إذا غاب الشيخ‪ ،‬وٕتد‬
‫مع زمالئو بالغياب ا‪ٞ‬تماعي‪ ،‬ويأٌب الشيخ فال ‪٬‬تد ً‬
‫أحدىم يذىب ُملِحا على بعض الشيوخ‪ ،‬أو يسافر من أجل حضور درس‪ ،‬وذلك إ‪٪‬تا يعطيو‬

‫ىذا اإلنساف الذي أُحرج من وقتو شيئًا ً‬


‫يسَتا ويأٌب بال ٖتضَت‪ ،‬وىذا ُب غاية ا‪ٟ‬تماس!‬

‫وح َّربه ِمر ًارا‪،‬‬ ‫ِ‬


‫درسو سنوات طويلة وخربه َ‬
‫طيب ىذا الدرس الذي ُب الكلية اآلف‪ ،‬الشيخ ىذا قد َّ‬
‫فهو ُم ِتق ٌن لو‪١ ،‬تاذا ل تستفيد منو‪ ،‬وٖترص على ذاؾ الدرس اآلخر؟!‬

‫أيضا قلةُالصبر‪ ،‬إضافة إذل ما ٭تصل من التَّثْبِيط أحيانًا؛ إما من زمالئو أو ‪٦‬تن ٭تت ّ‬
‫ف‬ ‫وىكذا ً‬
‫بو أو غَت ذلك؛ يقولوف‪ :‬العلم ل يصلح لك‪ ،‬والدروس ل تصلح لك‪ ،‬والدورات ىذه ليست‬
‫لك‪ ،‬أو الدورات ىذه غَت ناجحة‪ ،‬والذي يقوؿ ىذا الكالـ ما حضر قط ُب يوـ واحد حىت‬
‫عوؽ عن حضور ‪٣‬تالس العلم‪،‬‬
‫أىال ألف ٭تكم‪ ،‬ويوجد من يقوؿ ىذا الكالـ ويُ ِّ‬
‫٭تكم وليس ً‬
‫فينبغي أل نستجيب‪.‬‬

‫أيضا ضعفُالهمةُعندُاإلنساف؛ أحيانًا اإلنساف ٯتر ْتالت من الرتفاع وا‪٢‬تبوط‪،‬‬


‫كذلك ً‬
‫فقد يكوف ا‪٢‬تبوط ىو ا‪٢‬تبوط‪ ،‬لذلك ٭تتاج اإلنساف لفقو التعامل مع النفس‪ ،‬سواء الضعف ُب‬

‫(‪) 66 - 13‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫العبادات أو الضعف ُب ا‪٢‬تمة ُب العلم‪ ،‬فالضعف ُب العبادات لو طريقة ُب العالج والرتقاء‬


‫أيضا لو طريقة؛ اإلنساف أحيانًا ٯترض أو يسافر أو‬
‫بالنفس شيئًا فشيئًا‪ ،‬والضعف ُب العلم ً‬
‫ينقطع أو غَت ذلك‪ ،‬فما تعود نفسو بتلك القوة ُب الطِّالع والبحث وقضاء الساعات والصرب‬
‫الطويل و‪٨‬تو ذلك‪ ،‬فيحتاج إذل شيء من التلطُّف‪ ،‬فيقرأ الكتب اليت ٯتيل إليها شيئًا فشيئًا‪،‬‬
‫والكتب ا‪٠‬تفيفة حىت يأنس‪ ،‬فيقرأ ُب اليوـ ساعة ٍب ساعتُت ٍب ثالثة حىت يرجع ‪ٟ‬تالو السابقة‪.‬‬

‫وكثَت من الناس يتعُلَّقُباألمانيُالفارغة‪ ،‬أو يكوف عنده عاطفة التعلُّم‪ُ ،‬ب ‪٤‬تبة العلم‪ ،‬لكن‬
‫ليس لو برامج قوية وجادة وليس لو ‪٫‬تة عالية‪ ،‬يقوؿ الز‪٥‬تشري‪:‬‬

‫نخفض وآ َخَر َراقِي؟‬ ‫يا َم ْن ُ٭تَا ِوؿ باألماين ُرتْػبَِيت * * * كم بَ َ‬


‫ُت ُم ٍ‬

‫ضْيػعُوُ نَػ ْوًما * * * وتَأْ َم ُل بعد َذا َؾ َ‪ٟ‬تَاقِي؟!‬


‫أَأَبِيت لَيلِي سا ِىرا وتُ ِ‬
‫ُْ ْ َ ً َ‬
‫شعرُىوُبذلك‪ ،‬يقوؿ‪ :‬أنا لست‬
‫وىكذا على كل حاؿ لربماُيشعرُاإلنسافُبالنقص‪ ،‬أو ُيُ َُ‬
‫بأىل‪ ،‬أو َّ‬
‫يتذكر ماضيو السيء أحيانًا ويقوؿ‪ :‬أنا لست بأىل للجلوس ُب ىذا اجملالس الشريفة‪.‬‬

‫وىكذا اَلشتغاؿُبالدنياُوالحرصُعليها‪ ،‬لرٔتا يريد أف يكوف ً‬


‫تاجرا بزعمو وطالبًا للعلم‪،‬‬
‫وتاجرا"!‪ ،‬لكن أكثر العلماء ما كانوا كذلك‪ ،‬فأحيانًا اإلنساف‬
‫يقوؿ‪" :‬ابن ا‪١‬تبارؾ كاف عا‪١‬تا ً‬
‫يتعلَّق بأمور من شأَّنا أف تُقعِده وأف تكسر نفسو وتقطع عليو الطريق بعد البداية‪.‬‬

‫وىكذا الذنوبُوالمعاصي أيها األحبة‪ ،‬فإف ‪٢‬تا شأنًا ً‬


‫عظيما ُب ضعف التحصيل وكما‬
‫تعرفوف‪:‬‬

‫(‪) 66 - 14‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫شكوت إذل َوكي ٍع ُسوءَ ِحفظي * * * فأرشدين إذل ترؾ ا‪١‬تعاصي‬


‫ُ‬

‫ونور ا﵁ ل يُهدى لعاصي‬


‫ور * * * ُ‬ ‫وأخربين َّ‬
‫بأف العلم نُ ٌ‬
‫يضا األمور اليت تسبب لو اَلرتخاءُوالتثاقلُوالكسل‪ ،‬كثرة األكل وكثره النوـ والفضوؿ من‬
‫وأ ً‬
‫ىذه األشياء‪ ،‬الشافعي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يقوؿ‪" :‬ما َشبِ ُ‬
‫عت منذ ست عشرة سنة"‪ ،‬فإذا أكثر‬
‫اإلنساف من األكل فإف ذلك يُورث فتور ا‪ٟ‬تواس‪.‬‬

‫وابن ‪ٚ‬تاعة يقوؿ‪َ " :‬من َر َاـ الفالح ُب العلم وٖتصيل البُغية منو مع كثرة األكل والشرب والنوـ‬
‫مستحيال ُب العادة!"‪.‬‬
‫ً‬ ‫فقد راـ‬

‫وابن عاشور لو كالـ ُب ىذه القضية ُب كتاب (أليس الصبح بقريب )‪ ،‬يرى أف طالب العلم‬
‫٭تتاج أف يكوف ‪٢‬تم شيء من الرياضة والنشاط وا‪ٟ‬تركة‪ ،‬ويقوؿ‪ :‬من عادهتم أَّنم يسَتوف على‬
‫رسوـ معيَّنة‪ ،‬وُب غاية التثاقل‪ ،‬وىذا يسبب ضع ًفا ُب البدف يؤثر على األذىاف‪.‬‬

‫(‪) 66 - 15‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫‪ ‬ثامنًا‪ُ:‬أيهاُالمعلمَُلُتبتئس! ُ‬
‫أحيانًا اإلنساف يكوف ُب حاؿ من العلم والبذؿ لكن ل ‪٬‬تد طالبًا‪ ،‬فلرٔتا يتثبَّط وتنكسر نفسو‪،‬‬
‫فينبغي أَّل يؤثّر فيو ذلك‪.‬‬

‫ابن مالك ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬اإلماـ ُب النحو ا‪١‬تعروؼ كاف يقف على بابو ويقوؿ‪" :‬من يريد النحو؟"‬
‫ول يأتيو أحد! صاحب األلفيَّة‪َ ،‬من منَّا ل يعرؼ ابن مالك؟‬

‫نافعا وكاف ‪٬‬تلس بعد الصبح ُب ا‪١‬تسجد‬


‫وىكذا اإلماـ مالك ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يقوؿ‪" :‬كنت آٌب ً‬
‫فال يكاد يأتيو أحد"‪ ،‬والذىيب ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬ذكر ُب تر‪ٚ‬تو عطاء بن أيب رباح أ َّف أحد معاصريو‬
‫أيت عطاء وىو أرضى أىل األرض عند الناس وليس ‪٬‬تلس معو إل تسعة أو ‪ٙ‬تانية"‪ ،‬ل‬
‫قاؿ‪" :‬ر ُ‬
‫‪٬‬تلس عنده آلؼ!‬

‫بعض طالب العلم اذا جلس عنده تسعة أو ‪ٙ‬تانية أو ألقى ‪٤‬تاضرة حضرىا عشرة أو ‪٨‬تو ذلك‬
‫منُ‬
‫أو الدرس ما ٭تضره إل عدد قليل انقطع وغضب‪ ،‬ولرٔتا ٖتامل عليهم‪ ،‬مثل ىذا ل يليق؛ ُ‬
‫نوَُلُيُبالي‪ُ ..‬‬
‫كانتُلوُنُيَّةُفإ ُ‬

‫وماُصدؽُاهللَُ‬
‫ُ‬ ‫أيضا أصعب ُب ضبط النية والقصد‪ُ،‬‬
‫إذا كثُر الناس شاع غلطك‪ ،‬وكاف ىذا ً‬
‫َلُسَُّرهُأ ََُّل ُُيُ ُْ‬
‫ش َُع َُرُبمكانو‪ُ ..‬‬ ‫عب ٌُدُإ َُ‬

‫دائما‪ ،‬يراقب قلبو وحركات النَّػ ْفس‪ ،‬ول يبارل بعد ذلك‬
‫ويصحح نيتو ً‬
‫ّ‬ ‫اإلنساف يبذؿ العلم‬
‫الناس يُقبِلوف على درسو أو ل يُقبِلوف‪ ،‬ىذا شيء ليس إليو‪.‬‬

‫(‪) 66 - 16‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬قاؿ لو أحد الشيوخ حينما كاف ُب ا‪١‬تدينة ُب ا‪ٞ‬تامعة‬
‫اإلسالمية ي ّدرس ُب ا‪١‬تسجد النبوي‪ ،‬قاؿ لو‪" :‬يا شيخ ما ٭تضر درسك إل عدد قليل‪ ،‬وفالف‬
‫ل يصل إذل قريب منك ُب العلم ومع ذلك ٭تضر لو ا‪١‬تئات!‪ ،‬قاؿ‪ :‬كم ٭تضر رل؟ قاؿ‪٨ :‬تو‬
‫عشرة‪ ،‬فأطرؽ وسكت وقاؿ‪" :‬بركة"‪ ،‬الشيخ عبد العزيز ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬بقي سنوات طويلة ل ٭تضر‬
‫لو إل ىذا العدد‪.‬‬

‫الشيخ العثيمُت ُب أوؿ أمره ما كاف ٭تضر لو إل عدد قليل‪ ،‬الشيخ ابن جربين كاف ٭تضر لو‬
‫طالب واحد لسنوات وليس من أىل البلد‪ ،‬طالب واحد! فاإلنساف ‪١‬تاذا يضجر؟!‬

‫ُ‬

‫(‪) 66 - 11‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫تاسعا‪ُ:‬أنتُأيهاُالمتعلِّمَُلُتبتئِس! ُ‬
‫‪ً ‬‬
‫خَتا‪..‬‬
‫تأمل ً‬
‫ىذا رفع للمعنويات‪ ،‬ل تبتئس‪َّ ،‬‬

‫ىذا الفقيو ُسليم الرازي ‪٦‬تن طلب العلم على كِرب السن‪ ،‬فقد طلبو بعد سن األربعُت‪ُ ،‬‬
‫و٭تفظ‬
‫يضا مثل صاحل بن كيساف والعز بن عبد السالـ‪ ،‬وعلي بن ‪ٛ‬تزة‬
‫مثل ىذا العدد من العلماء أ ً‬
‫ِ‬
‫الكسائي النَّحوي‪ ،‬اإلماـ ُب النحو ما طلبو إل بعد األربعُت!‬

‫وىذا عبد الر‪ٛ‬تن بن النَّفيس أحد ا‪ٟ‬تنابلة كاف ُب أوؿ أمره ُمغنّػيًا وكاف ذا صوت حسن‪ٍ ،‬ب‬
‫تاب من ىذا ا‪١‬تنكر وطلب العلم وحفظ كتاب [ا‪٠‬تِرؽ]‪.‬‬

‫أيضا عبد ا﵁ بن أيب ا‪ٟ‬تسن ا‪ٞ‬تُبَّائي كاف نصرانيًا وكاف أىلو نصارى‪ ،‬وأبوه من علماء‬
‫وىكذا ً‬
‫النصارى‪ ،‬وكانت النصارى تغلو فيو‪ ،‬ولكنو أسلم وحفظ القرآف وطلب العلم‪ ،‬قاؿ بعض من‬
‫رآه‪" :‬كانت لو مهابة وجاللة ُب بغداد"‪.‬‬

‫وىكذا نصَت الدين أ‪ٛ‬تد بن عبد السالـ كاف قاطع طريق‪ ،‬قاؿ عن نفسو أنو كاف ذات يوـ ُب‬
‫عصفورا َّ‬
‫يتنقل بُت ‪٩‬تلتُت‬ ‫ً‬ ‫جعا ٖتت ‪٩‬تلة أو ُب حائط ‪٩‬تل‪ ،‬فرأى‬ ‫مض ً‬‫أثناء قطعو للطريق َّ‬
‫فع ِجب وصعد إذل إحدى النَّخلتُت فرأى حيَّة عمياء والعصفور يُلقي ‪٢‬تا الطعاـ!‬
‫بانتظاـ‪َ ،‬‬
‫أيضا‬
‫فتعجب من ذلك وتاب من ذنبو وطلب العلم و‪ٝ‬تع الكثَت‪ ،‬و‪ٝ‬تع منو خلق‪ .‬وىذا نقولو ً‬ ‫َّ‬
‫للذين يًتكوف العلوـ الشرعية من أجل الوظائف‪..‬‬

‫وىذا سيبويو كاف يَ ْستَملي ا‪ٟ‬تديث على ‪ٛ‬تَّاد بن سلمة‪ ،‬وبينما ىو يستملي قوؿ النيب صلى‬
‫ئتُألخذتُعليوُليسُأباُالدرداء)‬ ‫ُِ‬
‫ليسُمنُأصحابيُإَلُمنُلوُش ُُ‬ ‫ا﵁ عليو وسلم‪( :‬‬
‫(‪) 66 - 11‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫ت يا‬
‫وا‪ٟ‬تديث ل يثبت‪ ،‬فقاؿ سيبويو‪" :‬ليس أبو الدرداء"‪ ،‬وظنو اسم ليس‪ ،‬فقاؿ ‪ٛ‬تاد‪َٟ " :‬تَْن َ‬
‫علما‬
‫سيبأويو‪ ،‬ليس ىذا حيث ذىبت؛ وإ‪٪‬تا ليس ىا ىنا استثناء"‪ ،‬فقاؿ‪" :‬ل َجَرـ‪ ،‬سأطلُب ً‬
‫ل تُػلَ ِّحنٍت فيو"‪ ،‬فلَ ِزـ ا‪٠‬تليل فَػبَػَرع!‬

‫وخرب آخر يرويو ‪ٛ‬تاد بن سلمة أنو جاء إليو سيبويو مع قوـ يكتبوف شيئًا من ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬قاؿ‬
‫الصفا‪ ،‬ف ُقلت‪" :‬صعد النيب صلى ا﵁ عليو وسلم الصفا"‪ ،‬وكاف‬‫مليت ِذكر َّ‬
‫‪ٛ‬تاد‪ :‬فكاف ُب ما أ ُ‬
‫ىو الذي يستملي فقاؿ‪" :‬الصفاء با‪٢‬تمزة"‪ ،‬فقلت‪" :‬يا فارسي ل ت ُقل الصفاء؛ ألف الصفا‬
‫مقصور"‪ ،‬فلما فرغ من ‪٣‬تلسو كسر القلم وقاؿ‪" :‬ل أكتب شيئًا حىت أُ ِ‬
‫حكم العربية"!‬

‫ومن ا‪١‬تعلوـ أف سيبويو مات وىو صغَت‪ ،‬قيل عاش اثنتُت وثالثُت سنة‪ ،‬وقيل ‪٨‬تو األربعُت‪.‬‬

‫أيضا ما جاء عن عثماف بن ِج ٍّت حينما كاف يقرأ النحو ّتامع ا‪١‬توصل‪َّ ،‬‬
‫فمر بو أبو علي‬ ‫وىكذا ً‬
‫ت قبل أف‬
‫فقصر فيها‪ ،‬فقاؿ لو أبو علي‪" :‬زبػَّْب َ‬
‫الفارسي فسألو عن مسألة ُب التَّصريف‪َّ ،‬‬
‫ُٖتص ِرـ"‪ ،‬فلَ ِزَمو من يومئذ مدة أربعُت سنة! واعتٌت بالتصريف إذل أف َّ‬
‫تصدر مكاف الفارسي فيو‬
‫ببغداد‪.‬‬

‫كنت ام ِرئًا أكتب الشعر فآٌب البوادي فأ‪ٝ‬تع منهم‪،‬‬


‫وىذا اإلماـ الشافعي ‪-‬ر‪ٛ‬تو ا﵁‪ -‬يقوؿ‪ُ " :‬‬
‫بالس ْوط‪ ،‬فضربٍت رجل من‬ ‫قدمي َّ‬
‫وحشي َّ‬
‫َّ‬ ‫مت مكة فخرجت وأنا أ٘تثَّل بشعر لِلَبِيد وأضرب‬ ‫ِ‬
‫فقد ُ‬
‫ورائي من ا‪ٟ‬تَ َجبة‪ ،‬فقاؿ‪ :‬رجل من قريش ٍب ابن ا‪١‬تطلب رضي من دينو ودنياه أف يكوف ُمعلّ ًما؟‬

‫ك ا﵁‬ ‫ما ال ِّشعر إذا استحكمت فيو * * * فع َّدت معلما؟ َّ ِ‬


‫تفقو يػُ ْعل َ‬ ‫ُ َ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫(‪) 66 - 16‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫فنفعٍت ا﵁ بكالمو؛ فكتبت ما شاء ا﵁ من ابن عيينة"‪ .‬إذل أف قاؿ‪ٍ" :‬ب ِ‬


‫قدمت على مالك‪،‬‬ ‫ُ‬
‫السَت قاؿ رل‪َّ :‬‬
‫تفقو تعلو يا ابن أخي"‪.‬‬ ‫عرضت عليو إذل كتاب ِّ‬
‫ُ‬ ‫فلما‬

‫طُت‪ ،‬يقوؿ جعفر‬


‫وىذا الشيخ ا‪ٟ‬تافظ ‪٤‬ت ّدث الكوفة أبو جعفر ‪٤‬تمد بن عبد ا﵁‪ ،‬ا‪١‬تلقب ُٔت َّ‬
‫ألعب مع الصبياف وكنت أطو‪٢‬تم فنسبح‬ ‫‪١‬تطُت دلَ لُِّقبت هبذا؟ قاؿ‪ُ :‬‬
‫كنت صبيًا ُ‬ ‫ا‪٠‬تُْلدي‪" :‬قلت َّ‬
‫مطُت دل ل ٖتضر ‪٣‬تلس العلم؟‬
‫يوما أبو نُعيم فقاؿ رل‪ :‬يا َّ‬
‫صر يب ً‬
‫و‪٩‬توض‪ ،‬فيُطيِّنوف ظهري‪ ،‬فبُ َ‬
‫طلبت ا‪ٟ‬تديث مات أبو نعيم‪ ،‬وكتبت عن أكثر من ‪ٜ‬تسمائة شيخ"‪.‬‬
‫فلما ُ‬
‫وىذا ابن حزـ يذكر سبب تعلّمو الفقو أنو شهد جنازة فدخل ا‪١‬تسجد فجلس ودل يركع‪ ،‬فقاؿ‬
‫مت وركعت‪ .‬فلما‬
‫فصل ٖتية ا‪١‬تسجد‪ ،‬وكاف قد بلغ ستًا وعشرين سنة‪ ،‬قاؿ‪ :‬ف ُق ُ‬
‫لو رجل‪ :‬قم ِّ‬
‫فبادرت بالركوع‪ ،‬فقيل رل‪ :‬اجلس‪ ،‬اجلس‪ ،‬ليس‬
‫ُ‬ ‫دخلت ا‪١‬تسجد‬
‫ُ‬ ‫رجعنا من الصالة على ا‪ٞ‬تنازة‬
‫ذا وقت صالة! وكاف بعد صالة العصر‪.‬‬

‫وقلت لألستاذ الذي ربَّاين‪ُ :‬دلٍَّت على دار الفقيو أيب عبد ا﵁ بن‬
‫انصرفت وقد حزنت‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫قاؿ‪ :‬ف‬
‫فبدأت بو عليو‪ ،‬وتتابعت‬
‫ُ‬ ‫َد ُّحوف‪ .‬قاؿ‪ :‬فقصدتو وأعلَ ْمتُو ٔتا جرى‪َّ ،‬‬
‫فدلٍت على [موطأ مالك]‪،‬‬
‫وبدأت با‪١‬تناظرة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪٨‬توا من ثالث أعواـ‪،‬‬
‫قراءٌب عليو وعلى غَته ً‬
‫وىذا الشيخ خالد األزىري ا‪١‬تلقب بالوقَّاد وىو من كبار النُحاة‪ ،‬اشتغل بالعلم على كِرب‪ ،‬قيل‬
‫يوما فتيلة على ُكَّراس‬
‫السرج ُب األزىر‪ ،‬فسقطت منو ً‬ ‫كاف عمره ستًا وثالثُت سنة‪ ،‬وكاف يُوقد ُّ‬
‫كب على الطلب‪ ،‬وبَػَرع وأشغل الناس‪،‬‬ ‫وعَته با‪ٞ‬تهل‪ ،‬فًتؾ ال ِوقَادة وان َّ‬
‫أحد الطلبة فشتمو َّ‬
‫صنِّف مثلو‪ ،‬وصنَّف كتابًا ُب إعراب [ألفية ابن‬‫حافال على [التوضيح] ما ُ‬ ‫شرحا ً‬
‫وصنَّف ً‬

‫(‪) 66 - 63‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫شرحا على [اآلجرومية]‪ ،‬وآخر على [قواعد اإلعراب] لبن ىشاـ‪ ،‬وآخر على‬
‫مالك]‪ ،‬ووضع ً‬
‫[ا‪ٞ‬تزريَّة] ُب التجويد‪ ،‬ولو [ا‪١‬تقدمة األزىرية] مع شرحها‪ ،‬وكثُر النفع بالتصانيف حىت صار‬
‫عامال فيو‪.‬‬
‫يخا لألزىر بعد أف كاف ً‬
‫ش ً‬
‫كم بلغتم من العمر أنتم؟ فالطريق مفتوح‪ ،‬تستطيع أف تكوف عالػ ًما‪ ،‬وا﵁ عز وجل أعطاؾ‬
‫وأَْوَلؾ‪ ،‬وأنت ل شك أنك ُب ‪ٟ‬تظتك أعلم من كل عادل حينما كاف { َواللَّوُُأَ ْخ َر َج ُك ْم ُِم ْنُ‬
‫بطُ ِ‬
‫وفُأ َُّم َهاتِ ُك ْم ََُلُتَػ ْعلَ ُمو َفُ َش ْيئًا}‪ ،‬فالصرب وا‪١‬تواصلة‪..‬‬ ‫ُ‬
‫صل ما ل‬ ‫قد يكوف اإلنساف ليس بذلك ا‪ٟ‬تاذؽ أو كثَت الذكاء‪ ،‬ولكنو مع َّ‬
‫الدواـ والتكرار‪ُ ،‬٭تَ َّ‬
‫٭تصلو األذكياء‪.‬‬
‫ِّ‬

‫(‪) 66 - 61‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫عاشرا‪ُ:‬نظرةُفيُالواقع ُ‬
‫‪ً ‬‬
‫اآلف إذا نظرنا إذل ا‪١‬تراحل التعليمية عندنا‪ :‬ابتدائي ومعهد أو ابتدائي متوسط‪ ،‬ثانوي‪ ،‬ا‪ٞ‬تامعة‪،‬‬
‫أحدا درس ُب ا‪١‬تعهد العلمي ا‪١‬تتوسط‪ ،‬والثانوي‪ٍ ،‬ب‬
‫أف ً‬‫٭تصلوف فيها‪ ،‬أنا أقوؿ لكم َّ‬
‫‪٧‬تد الناس ّ‬
‫مثال أو ُب أصوؿ الدين وضبط ما درسو فإنَّو يكوف عالػ ًما‪ ،‬لو ضبطو‬
‫درس ُب كلية الشريعة ً‬
‫فعال وأتقنو يكوف عالػمػًا‪ .‬لكن الواقع ىو ما ذكرتو ُب ثنايا الكالـ!‬
‫ً‬

‫كثَتا ما نفكر ُب برامج علمية‪ ،‬ولرٔتا كتبنا أشياء‪ٍ ،‬ب إذا نظر اإلنساف َّ‬
‫وتفكر فيما يوجد من‬ ‫ً‬
‫وىيَّأوا‬
‫معاىد وكليات‪ ،‬وجد أف ىذه وضعها علماء واختاروا ‪٢‬تا ا‪١‬تناىج‪ ،‬واختاروا ‪٢‬تا الشيوخ‪َ ،‬‬
‫للطالب ما ٭تتاجوف إليو‪ ،‬يعٍت ‪٬‬تلس الطالب ما عليو إل أف ‪٬‬تلس ُب مكاف واحد والشيوخ‬
‫يأتوف إليو‪ٜ ،‬تسة يتعاقبوف ُب أوؿ النهار‪ ،‬وكل شيء مهيَّأ من مسكن ومكافأة و‪٨‬تو ذلك‪،‬‬
‫فبماذا يتعلَّل؟!‬

‫لكن لألسف كما قلت النية أو ضعف ا‪٢‬تمة ىي اليت ٕتعل اإلنساف ل ينتفع‪ ،‬إذا نظرنا إذل‬
‫متفرقة‪ ،‬ذات مستويات متفاوتة وطريقة التعليم‬
‫الدروس الػ ُمقامة ُب ا‪١‬تساجد ‪٧‬تد أَّنا ُب الغالب ّ‬
‫فيها ما فيها ُب الغالب‪..‬‬

‫و‪٢‬تذا ىنا اقتراحُلَ َعلَُّوُُيتحقق‪ :‬أف ىذه الدروس ينبغي أف تُػَرتَّب‪٨ ،‬تن عندنا ىنا ً‬
‫مثال ىذه‬
‫الدورات ُمَّرتَبة‪ ،‬لكن الدروس اليت ُب األماكن اليت تَػ ُع ُّج بالشيوخ وبالدروس و‪٣‬تالس العلم مثل‬
‫وضع‬
‫مثال ُب بعض ا‪١‬تساجد يُ َ‬
‫الرياض أو القصيم‪ ،‬ىذه لو أَّنا ُرتػِّبَت لكانت أنفع؛ يعٍت يوجد ً‬
‫يدرسوف للمبتدئُت‪ ،‬وىذه العلوـ والكتب اليت يُ َد ِّر ُسوَّنا فمن‬
‫برامج ويػُتَّػ َفق مع الشيوخ أف ىؤلء ّ‬

‫(‪) 66 - 62‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫أراد يذىب إذل ىؤلء‪ ،‬وىؤلء الشيوخ ُب ىذا ا‪١‬تسجد أو ُب ا‪١‬تساجد ُب شرؽ وغرب البلد أو‬
‫ُب مشالو أو ُب جنوبو ُب ىذا ا‪١‬تسجد وىذا ا‪١‬تسجد يُ َد ِّر ُسوف للمتوسطُت‪ ،‬وىؤلء الشيوخ‬
‫مثال إذا كاف ل يستطيع أف يُ َد ِّرس إل‬
‫ص َدىم الناس‪ ،‬وُب الفقو ‪٬‬تدوف ً‬ ‫ي َد ِّرسوف للمتق ّدمُت وي ْق ِ‬
‫ُ ُ‬
‫احدا يوجد ‪ٜ‬تسة أو ستة يُ َد ِّر ُسوف الفقو ُب ىذا ا‪١‬تسجد ويػُ َق َّسم عليهم أبواب الفقو‪.‬‬ ‫يوما و ً‬
‫ً‬
‫فالطالب الذين يأتوف ل ِسيَّما من خارج البلد يستطيع خالؿ أربع سنوات أف يػُْن ِهي ‪ٚ‬تلة من‬
‫الفنوف والكتب‪.‬‬

‫تيسر ىذا؛ يعٍت ما ُوِجد من يقوـ بو وأرجو أف يوجد من يػَُرتِّب ىذا ويقوـ بو و٭تتسب‪،‬‬
‫فإذا ما َّ‬
‫مثال مسجد‬
‫أقل من أف يوجد ّتوار ا‪ٞ‬تامعة ً‬ ‫و٭تتاج إذل شيء من اإلقناع‪ ،‬فإذا ما ُوِجد فال َّ‬
‫تُػ َقاـ فيو برامج على ا‪١‬تستويات الثالثة‪ ،‬ويكوف فيو مكتب للتوجيو أف ىذه الكليات الشرعية‬
‫ا‪١‬توجودة الذي يُ ْد َرس فيها ىو كذا وكذا وكذا‪ ،‬واألشياء اليت ل تُ ْد َرس كذا؛ أنت ُب ىذه‬
‫الكلية ٖتتاج كذا وكذا‪.‬‬

‫دائما ُب كل‬
‫وتوجد فيو معلومات ُٖتَدَّث ْتيث أنو تُعرؼ الدروس اليت ُب البلد وأين وصلوا ً‬
‫فصل دراسي‪ْ ،‬تيث إذا جاء طالب جديد يُقاؿ لو‪ :‬ماذا تريد؟ ُب الفقو نػُ َو ِّج ُهك إذل فُالف‬
‫ضر ىنا واحضر ىنا‬
‫اح ُ‬
‫يدرس أربعة أياـ باألُسبوع وىذا يوـ فَ ْ‬
‫ومبَّ َسط وكذا‪ ،‬ىذا ّ‬
‫فد ْر ُسو ‪٥‬تُْتَصر ُ‬
‫َ‬
‫مثال‪ ،‬ىنا من ا‪١‬تعامالت وىنا من العبادات‪ ،‬وىذا الدرس مناسب ‪١‬تستواؾ‪ ،‬وىكذا معلومات‬
‫ً‬
‫ُ‪٤‬تَ َّدثَة؛ ىؤلء يَ ْد ُر ُسوف النحو ووصلوا إذل كذا‪ ،‬وذاؾ بدأ من أولو فاحضر ىنا ً‬
‫يوما باألسبوع‬
‫آخ ُره على أولِو‪.‬‬
‫مثال‪ ،‬إذا كاف العلم ٭تتمل ذلك ول يعتمد ِ‬
‫يوما باألسبوع ً‬ ‫وىنا ً‬

‫(‪) 66 - 63‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫كل ٍ‬
‫أحد ْتسبو‪..‬‬ ‫وصى ُّ‬
‫أيضا يعرفوف أحواؿ الطالب وما درسوا وما ىي خلفيَّتهم‪ ،‬فيُ َ‬
‫وىكذا ً‬

‫دروسا كثَتًة ُمتف ِرقَة قد بُ ِدأ هبا من‬


‫متحمسا ‪٬‬تد ً‬
‫ً‬ ‫ولكن الواقع أف الكثَتين مساكُت؛ يذىب‬
‫قليال‪ ،‬و٘تضي أربع سنوات ودل‬
‫و٭تضر عند ىذا ً‬
‫قليال وينقطع ىذا الدرس ُ‬
‫و٭تضر عند ىذا ً‬
‫قبل ُ‬
‫يظن أف الدراسة ُب ا‪ٞ‬تامعة أَّنا جملرد‬
‫ضهم ُّ‬
‫َّعلُم‪ ،‬وبَػ ْع ُ‬
‫ٮترج بكبَت طائل ول يعرؼ طريقة ُب التػ َ‬
‫أخذ الشهادة وأف الدراسة ا‪ٟ‬تقيقية ُب ا‪١‬تساجد‪ ،‬وىذ الكالـ غَت صحيح‪.‬‬

‫(‪) 66 - 64‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫‪ ‬كتبُفيُطلبُالعلم ُ‬
‫جدا لكن أذْ ُكر ‪ٚ‬تلة‬
‫كالما عن طلب العلم؛ ىي كثَتة ً‬
‫أخَتا بعض الكتابات اليت ٕتدوف فيها ً‬
‫ً‬
‫منها‪:‬‬

‫‪[ -‬مقدمة اجملموع] للنووي‪.‬‬


‫‪[ -‬مقدمة ابن خلدوف]‪.‬‬
‫‪[ -‬مدخل ‪١‬تذىب اإلماـ أ‪ٛ‬تد] لبن بدراف‪.‬‬
‫الصبح بقريب] لبن عاشور‪ ،‬كثَت من األشياء قد ل ٖتتاج إليها؛ يتكلم‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬كتاب [أَلَْي َ‬
‫س‬
‫عن أشياء قبل ‪٨‬تو مائة سنة أو أكثر ٕتاوزناىا على بعض التَّ ُّ‬
‫حفظات على بعض‬
‫القضايا‪.‬‬
‫للشوكاين‪.‬‬
‫ومنتهى األََرب] َّ‬ ‫[أدب الطَّلَب ُ‬ ‫‪-‬‬
‫[تذكِرة َّ‬
‫السامع وا‪١‬تتكلِّم] لبن َ‪ٚ‬تَاعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرب‪.‬‬
‫[جامع بياف العلم] لبن عبد َّ‬ ‫‪-‬‬
‫َّعلم] للزرنوجي‪.‬‬ ‫[تعليم الػمتػ ِ‬
‫َّعلم طرؽ التػ َ‬
‫َُ‬ ‫‪-‬‬
‫[ ِحليَةُ طالب العلم] للشيخ بكر أبو زيد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫جدا ‪١‬تعاصرين وغَت معاصرين ُب ىذا الباب‪..‬‬


‫وىناؾ كتب أخرى كثَتة ً‬

‫صاتكم وصربكم؛ وىذا ‪٦‬تّا يقتضيو العلم؛ الصرب!‬


‫وأشكركم على ُحسن إنْ َ‬
‫‪..‬وصلى ا﵁ على نبينا ُ‪٤‬تَ َّمد‪..‬‬

‫(‪) 66 - 65‬‬
‫الشيخ‪ُ:‬خالدُالسبت ُ‬ ‫ال َػم ْنػ َه ِجيَُّةُفِيُطَلَ ُِ‬
‫بُال ِْعل ِْمُ ُ‬
‫ُ‬

‫انتهىُبفضلُاهللُتعالى ُ‬

‫معُتحياتُفريقُمشروعُالتفريغ‪ُ،‬لمزيدُمنُالمعلوماتُالرجاءُزيارةُىذاُالرابط‪ُ :‬‬
‫ُ‬

‫‪ُ http://www.shbaboma.com/vb/forumdisplay.php?f=88‬‬

‫ُ‬

‫(‪) 66 - 66‬‬

You might also like