Professional Documents
Culture Documents
عن د بن اء أي منهج الب د أن يب نى على أس س أربع ة ،يتكئ عليه ا ه ذا المنهج ،عن دما يق وم
المخططون لبناء المنهج البد أن تكون أمامهم وينطلق ون منه ا عن د بن اء أي منهج ،وإذا لم يوج د
أساس من هذه األسس أصبح هناك خلل في المنهج ،وإذا كان هناك ض عف في أح د ه ذه األس س
يكون هناك ضعفا ً بالتالي ينعكس على المنهج.
-ما هي هذه األسس األربعة؟
ً
األساس األول :األساس الفلسفي /أو يسمى (األساس العقائدي) إذا ك ان منطلق ا من عقي دة كم ا
هو مطبق في الشريعة اإلسالمية والمناهج التي تبنى وفق التصور اإلسالمي نس مي ه ذا األس اس
(األساس العقائدي) ألن ه ال يب نى على فلس فة ،والفلس فة ع ادة تك ون وض عية وقابل ة ألن تتغ ير،
وقابلة ألن تتطور ،وقابلة ألن تسقط ،وقابلة للنقد ،ولكن األس اس العقائ دي ه و ال ذي يب نى على
األس اس الش رعي الرب اني ،فالمنطلق ات أو األس س ال تي يؤس س عليه ا المنهج األس اس األول
(األساس الفلسفي) أو األساس العقائدي يسمى عادة "األساس الفكري" ،المنطل ق أو الخلفي ة ال تي
ينطلق منها المنهج ،هذا هو األساس األول.
األساس الثاني :األساس المعرفي.
األساس الثالث :األساس االجتماعي.
األساس الرابع :األساس النفسي.
إذاً هي أربع أسس رئيسة يتكئ عليها المنهج ،لنتصور أن هذا المنهج البد أن يتكئ على أربع ة
أس س رئيسة( :)1األس اس العقائ دي الفلس في الفك ري ،األس اس المع رفي ،األس اس االجتم اعي،
واألساس النفسي،
بدون هذه األسس األربعة أو إذا سقط واحد منها أثر على بناء المنهج.
وهذه األسس األربعة البد أن تكون أيضا ً واضحة عند منفذي المنهج وه و "المعلم"؛ ألن المعلم
هو الذي يقوم بتنفيذ هذا المنهج ،والبد أن يكون على وعي بأن هذا المنهج الذي يدرسه مبني على
هذه األسس األربعة ،لذلك يستند عليها وينطلق منها ،وحينما يقدم أي محتوى معرفي أو مه ارة أو
قيم أو اتجاهات تكون ممتدة ولها ارتباط باألساس ألحد هذه األسس األربع ة أو باألص ح مرتبط ة
بكل هذه األسس.
*باختصار [وسنتحدث بشكل مفصل عن األسس]:
/1األساس العقائدي :هو اإلطار المرجعي ال ذي تنطل ق من ه الفلس فة التربوي ة ال تي ي ؤمن به ا
واضع المنهج أو التي تقدم للطالب في بيئة معينة ،يؤمنون بفلسفة أو بعقيدة معينة.
/2األساس المعرفي :وهو األساس العلمي ألن لكل علم بنية معرفية ،لكل علم بن اء ،فنحن نأخ ذ
من المعرفة الحقيقة الثابتة ال نأخذ من األش ياء ال تي فيه ا أخط اء وال نق دم للطالب وف ق األس اس
المع رفي أش ياء فيه ا أخط اء ،أو أش ياء فيه ا تش ويش للطالب أو أش ياء ال تنتمي إلى لمعرف ة،
وسنتحدث عنها بإسهاب.
/3األساس االجتماعي :وهو المنطلق من القيم والعادات والتقاليد التي يؤمن به ا ه ذا المجتم ع،
بحيث ال نقدم للطالب أو ما نبني منهجنا على أساس يخالف قيم وعادات وتقاليد هذا المجتمع الذي
نقدم له هذا المنهج ،أو نقدم لطالب هذا المجتمع هذا المنهج.
/3األساس النفسي :وهو ما يتعلق بج انب النم و ،م ا يتعل ق بالق درات ،باإلمكاني ات ،بمراح ل
النمو ،بالحاجات كلها داخلة في األساس النفسي ،ما نقدم للطالب منهجا ً ال يتناسب م ع قدرات ه ،ال
يتناسب مع إمكانيات هذا الطالب مثل ما نقدم للطالب أشياء ال تتناسب مع ميولهم و ال تتناسب مع
قدراتهم وال تتناسب مع حاجاتهم وإدراكاتهم العقلية ،ولنؤمن بأن هناك نمو كما هناك نمواً جس ميا ً
هناك نمواً عقليا ً فلذلك نقدم للطالب ما يتناسب مع هذا النمو.
دعونا نرجع إلى :
كما أسلفنا أن المنهج له مفهوم ضيق أو مفهوم قديم (تقليدي) ،ومفهوم واسع ( مفهوم ح ديث) ،
وتحدثنا عن المنهج وفق التصور اإلسالمي ،ثم دلفنا إلى األسس ال تي يب نى عليه ا المنهج ،حينم ا
نبني أي منهج البد أن نبنيه على أسس أربعة.
وتحدثنا في اللقاء الماضي في الحلقة الثاني ة عن األس اس األول وه و األس اس العقائ دي أو بم ا
يسمى األساس الفلسفي ،نذكر في هذا األساس بأنه اإلطار المرجعي الذي يبنى عليه التعاليم والقيم
والمبادئ التي يبنى عليها هذا المجتمع وفق هذا التصور الفلسفي أو هذا التص ور العقائ دي ،وبم ا
أننا نحن نعيش في المجتمعات المسلمة حينما يبنى منهج يبنى على "األس اس العقائ دي" ،ال نق ول
الفلسفي؛ ألن الفلسفة متغيرة وقابلة للنقد وقابلة أيضا ً للنقض ،فنقول أساسا ً عقديا ً ألنه ا من العقي دة
المستمدة من كتاب هللا ومن سنة نبيه محمد -صلى هللا عليه وآله وسلم .
بينما في األمم األخرى كل على حسب الفلسفة التي يؤمن بها ،هن اك الفلس فة الواقعي ة ،الفلس فة
المثالية ،هناك الفلسفة االشتراكية ،هناك الفلس فة الوجودي ة ،هن اك الفلس فة البراغماتي ة ،ك ل أم ة
تؤمن بفلسفة معينة تنعكس هذه الفلسفة على مناهجها.
إذاً نحن نؤمن باهلل ربا ً وباإلسالم دينا ً وبمحمداً – صلى هللا عليه وآل ه وس لم – نبي اً ،إذاً "أساس ا ً
عقدي" إذاً تبنى مناهجنا على هذا األساس ،ونستمد القيم والمبادئ والمفاهيم والمعلوم ات من ه ذا
األساس العقائدي الذي فيه التوحيد ،وفيه عبادة هللا ،وفيه أن النظرة لإلنسان والك ون والحي اة ب أن
{و َم66ا َخلَ ْقتُ
اإلنسان مخلوق ووجوده في هذه األرض لعمارتها وهو مأمور بعبادة هللا قال تع الىَ :
ُون} في ه ذا اإلط ار الع ام تؤس س المن اهج في المجتمع ات اإلس المية,إذاً ا ْل ِجنَّ َواإْل ِ ْن َ
س إِاَّل لِيَ ْعبُ6د ِ
حينما يقوم فريق ببناء منهج يعتمدون على هذا األساس الفلسفي.
ثم هن اك ننتق ل إلى األس اس الث اني ،كم ا ذكرن ا أن هن اك أربع ة أس س/1 :األس اس العقائ دي،
/2األساس االجتم اعي وه و األس اس الث اني ال ذي س نتحدث عن ه في ه ذه الحلق ة ،ثم /3األس اس
النفسي ,ثم /4األساس المعرفي.
حديثنا في هذه المحاضرة عن:
OOاألساس الثاني /األساس االجتماعي :
ما هو المجتمع؟ ثم كيف يمكن أن يراعى المجتمع عند بناء المنهج؟ من الذي يؤثر باآلخر؟ ه ل
المنهج يؤثر ب المجتمع أم المجتم ع ي ؤثر ب المنهج؟ أم أن بينهم ا عالق ة تبادلي ة؟ ك ل منهم ا ي ؤثر
باآلخر ،ما هي الثقافة؟ وما هي مكوناتها؟ ثقافة المجتمع ومكوناته تؤثر بالمنهج ،فما هي الثقاف ة؟
هذه التساؤالت سنجيب عليها أثناء هذه المحاضرة فنقول مستعينين باهلل.
*تعريف األساس االجتماعي :
[أنا سأعطي تعريفا ً وإال التعريفات كثيرة لألساس االجتماعي أذكر تعريفا مختصرا ]
ً ً
[طبعا ً سأتحدث عن األساس االجتماعي في المجتمع المسلم المرتبط باألساس العقائدي السابق]
ه66و مجموع66ة القيم واألحك66ام ال66تي ج66اء به66ا الش66رع لتس66اعد اإلنس66ان على توجي66ه س66لوكه
االجتماعي إلى ما يقوي الروابط بين أفراد المجتمع ومؤسساته ويلبي حاجاته ويحل مشكالته.
المنهج يساعد في تقوية منظومة المجتمع ،البد أن يساعد فيها ،والبد أن يساعد المنهج على ح ل
مشكالت المجتمع ،هناك مشكالت تعترض المجتمع ،المنهج يساعد في حله ا من الج انب الوق ائي
أوالً ،وكذلك من الجانب العالجي ،فالمجتمع يُعوّل على المنهج ،يع ول على المدرس ة ال تي تطب ق
هذا المنهج ،والمؤسسات التربوية والتعليمية ال تي تطب ق المن اهج بأنه ا تس اعده في الرواب ط ،في
تقوية الرواب ط بين أف راد المجتم ع ،وجمعهم في بوتق ة واح دة ،وبالت الي إلى تقوي ة ه ذا المجتم ع
وحمايت ه من االنح راف ،وحمايت ه من المتغ يرات ،وحماي ة أبنائ ه من المش كالت الطارئ ة،
والمشكالت التي قد تؤثر على سير المجتمع وقد تؤدي به إلى التفكك واالنحالل.
في أي مجتمع هناك فيه أسرة " ،األسرة" هي موجودة في المجتمع كأول محض ن من محاض ن
التربية ،هناك "المدرسة" في المجتم ع ،هن اك "المؤسس ات التربوي ة" األخ رى ،هن اك "المس جد
"في المجتمع ،هناك "األندية الثقافية" ،هناك "المؤسسات الثقافية" ،هناك" اإلعالم" الموج ود في
المجتمع ،كل هذه األمور مجتمعة تكون المجتمع.
إذاً يأتي دور المنهج بأنه يعزز قيم المجتم ع ،يس اعد في تعزي ز قيم المجتم ع ،يس اعد في تقوي ة
الروابط بين أفراد المجتمع ،يساعد في حماية المجتمع.
أيضا ً يساهم المنهج في قضايا الثقافة ( ثقافة المجتمع) ،الهوية الثقافية للمجتم ع ،بتقوي ة الهوي ة
الثقافية وتماسكها ،متى ما تفككت هذه الهوية أصبح المجتم ع ب دون هوي ة ،ف المجتمع كلم ا ك انت
هويته واحدة ،مترابطة ،متماسكة ،ويعول كث يراً على المنهج ,إذاً مص مم المنهج وواض ع المنهج
البد أن يراعي األساس االجتماعي الذي فيه قضايا المجتمع ومن ضمنها ثقافة المجتمع.
-هناك عالم اس مه (رال66ف لنت66ون) تح دث عن الثقاف ة ال تي في داخ ل المجتم ع وقس م "األم66ور
الثقافية في المجتمع" إلى ثالث أقسام:
القسم األول :العموميات.
القسم الثاني :الخصوصيات.
القسم الثالث :البدائل والمتغيرات.
م ا هي ه ذه المكون ات الثالث ة؟ هي مكون66ات الثقافة ,أي مجتم ع في ه ثقاف ة المجتم ع هي في ه
عموميات وخصوصيات وبدائل ومتغيرات.
**القسم األول :العمومي66ات /م ا هي العمومي ات في المجتم ع؟ وال تي الب د أيض ا أن يراعيه ا
المنهج ,الحظوا أنه البد أن يراعي المنهج العموميات الموجودة في المجتمع .
العموميات /هي التي يؤمن بها معظم أو يطبقها معظم أفراد المجتمع ،وسميت عموميات /ألنه ا
موجودة في معظم شرائح المجتمع ,من العادات والتقاليد والقيم.
*(أمثلة) /أحيان ا ً قض ايا "الملبس"" ،اللغ66ة" لغ ة المجتم ع هي قض ية من العمومي ات ،أي
مجتمع يكون له لغة ،معظم أو جُل أفراد هذا المجتم ع لغتهم واح دة إذاً هي من العمومي ات ،اللغ ة
توحد المجتم ع ،وهي من عوام ل تماس ك المجتم ع ،ومن أهم مكون ات الهوي ة الثقافي ة للمجتم ع،
فنحن نتحدث في المجتمع لغة واحدة ،إذاً تراعي مناهجنا هذه اللغة وأن تعزز هذه اللغة ،وتغ رس
هذه اللغة ،فنحن إذا تحدثنا وقلنا أن هذا المنهج يطبق على مجتمع عربي إسالمي فإنه تراعى ه ذه
اللغة؛ ألنه ا من العمومي ات ،وتع زز ،وتحبب إلى الطالب ،ويغ رس في المن اهج حب ه ذه اللغ ة
والدفاع عنها والتمسك بها؛ ألن هذه اللغة له ا ج ذور تاريخي ة في ه ذا المجتم ع ،ف أي مجتم ع ل ه
ج ذور تاريخي ة ،من ج ذوره التاريخي ة اللغ ة ،نحن في المجتمع ات العربي ة المس لمة ج ذورنا
التاريخية اللغة ،وليست أي لغة إنها (اللغ ة العربي ة) ال تي ج اء به ا الق رآن وتكف ل الق رآن بحف ظ
القرآن ،والقرآن بهذه اللغة ،إذاً اللغة توحد المجتمع وهي من العموميات.،
أيض ا ً ه ذه العمومي ات ت ؤدي إلى تماسك المجتم ع ،ت ؤدي إلى تنمية المجتم ع ونم ط التفك ير
ومنهجية التفكير لدى هذا المجتمع ،وتساعد هذه العمومي ات في النم ط الثق افي للمجتم ع،كم ا قلت
لكم منها الملبس وأحيانا ً "المسكن" واللغة أيض اً ،وجمي ع ه ذه العوام ل ال تي ت ؤدي إلى تماس ك
المجتمع وهي من العموميات.
**القس66م الث66اني :الخصوص66يات /م ا هي الخصوص يات؟ في ك ل مجتم ع خصوص يات ،من
اسمها تتضح:
معناه66ا /أنها ش ريحة من ش رائح المجتمع ،طبق ة من طبق ات المجتمع ،فئ ة من فئ ات المجتمع,
عندهم هذه الخصوصيات التي تكون نسيجهم الخاص ،نحن عندنا نسيج اجتماعي لكن أيضا ً داخل
هذا النسيج أنسجة أو مكونات خاصة تسمى الخصوصيات.
*(أمثلة) /أحيانا ً "الخصوصيات المهنية" ،و"الخصوصيات الطبقية"" ،الخصوصيات المهنية"
مثل :الخصوصيات المتعلقة ( بمجموعة المعلمين ،المهندسين ،األطباء)
أحيانا ً ؛ األطباء ،المهندسين ،العمال في مصنع م ا ،ال ذين يعمل ون في الط يران مثالً ..يجمعهم
خصوصية واحدة من ض منها "الملبس" ،من ض منها "بعض الع ادات العملي ة"" ،بعض األم ور
المتعلقة بعملهم" مختصين بها.
ً ً
كذلك األمور الطبقية المتعلقة بقضايا تحكمها أحيانا "التضاريس" ،مثال مجتمع البادي ة ،مجتم ع
الحاضرة ،مجتمع الذين على البحار (السواحل) ،يكون لهم خصوصيات معين ة؛ مثالً في الص يد،
أو مثالً في الزراعة ،مثالً في الرعي ،فهذه خصوصيات معينة داخل هذه المجتمع.
لكن نرجع ونقول أن العموميات تحاول تدمج هذه الخصوصيات ،ولكن ال نستطيع أن نلغي هذه
الخصوصيات ،إذاً المنهج يراعي هذه الخصوصية كما يراعي هذه العمومية.
*(مالحظ66ة مهمة) /أن المنهج حينم ا نص مم منهج نق ول لمن ه ذا المنهج؟ ه ل ه و للعام ة أو
للخاصة؟ بمعنى هذا المنهج سيدرس في التعليم العام ،سيدرسه كل الطالب في المرحلة االبتدائية،
في المرحلة المتوسطة والثانوية ،أو أن ه ذا المنهج س يدرس مثالً في كلي ة الطب ،كلي ة الهندس ة،
هذا المنهج خاص بكلية الزراعة مثالً ،هذا المنهج خاص بالكليات العسكرية مثالً؛
إذاً لهم خصوص ية ,الب د أن يك ون ه ذا المنهج ل ه خصوص ية ت راعي الخصوص ية الثقافي ة
للمستهدفين من المنهج ،بمعنى أننا لو ص ممنا منهج ا ً لكلي ة الطب ،القض ايا الموج ودة في المنهج
البد أن تراعي طبيعة عمل الطبيب ،نعطيه عموميات بما يتعلق مثالً لو نريد أن نصمم منهج ا ً في
العلوم الشرعية مثالً نعطيه األشياء التي يحتاجها في حياته مثل :الصالة وغيره ا مث ل العب ادات،
مثل ما يتعلق بفقه المعامالت ،ولكن أيضا ً نراعي قضية تخصصه بأننا نضمن هذا المنهج القضايا
التي يحتاجها في عمله كطبيب ,يحتاجها في عمله كمهندس ،يحتاجها في عمله كفي الشرطة مثالً،
أو كفي السلك العسكري مثالً ،هناك خصوصيات معينة واضعة للمنهج.
--ول ذلك هن اك تس اؤل؟؟ ه ل أي منهج يص لح ألي دارس؟ وأي طبق ة وأي مجتم ع؟ نق ول :ال
المنهج يب نى على حس ب احتياج ات ه ذه الفئ ة ،فهن اك منهج ألص حاب االحتياج ات الخاص ة،
أص حاب اإلعاق ات مثالً ،هن اك منهج خ اص ب التعليم الع ام ال ذي يدرس ه غالبي ة أو ك ل طالب
المجتمع بالمستوى العام.
لكن هن اك من اهج للم دارس الخاص ة ،أو ال تي كم ا ذك رت مثالً أص حاب ال ذين يحت اجون إلى
مناهج خاصة تراعي اإلشكاليات الموجودة عندهم مثالً :للصم ،للبكم ،للذين يعانون من ص عوبات
تعلم ،أو أحيانا ً ال ذين يع انون من اض طرابات عقلي ة معين ة ،أو كم ا ذك رت من الفئ ات الخاص ة
لألطباء والمهندس ين والم زارعين ...الخ( ,المهم) /أن ه ذا ي دخل من ض من الخصوص يات ال تي
يراعيها المنهج.
**القسم الثالث :المتغيرات والبدائل/
المتغيرات والبدائل :هي الطارئة ،األشياء التي تكون طارئة ،وال ت رقى إلى أنه ا تك ون خاص ة
بفئة معينة ،وال ترقى أيضا ً بأن تكون من العموميات,
فأيضا ً المنهج يراعي هذه البدائل وهذه المتغيرات ،بمعنى أن ه يعطي (ج وانب وقائي ة)( ,يع زز
بعض األش ياء) الب دائل والمتغ يرات ال تي تف د أوت أتي إلى المجتم ع وهي من الع ادات الحس نة
يعززها.
وبالمقابل جانب وقائي لهذه البدائل والمتغيرات التي تطرأ على المجتم ع ،ح تى ال تن دس داخ ل
هذا المجتمع ،ثم تصبح عادة ،ثم تنتقل من الخصوصيات ،ثم تنتقل إلى العموميات وال يغفل عنه ا
المنهج ،وال يغفل عنها واضعو المنهج ،وال يغفل عنها المعلمون (المنفذون لهذا المنهج).
هناك متغيرات وبدائل تطرأ في المجتمع أحيان ا ً تك ون متغ يرات إيجابي ة وأحيان ا ً تك ون س لبية،
مثل /قضايا اللباس ،وقضايا العادات ،وقضايا بعض القيم ،وبعض م ا يتعل ق ب الملبس ،م ا يتعل ق
بعادات األكل ،ما يتعل ق بع ادات الس كن ،م ا يتعل ق بع ادات ليس ت موج ودة في المجتم ع ،ب دائل
( متغيرات ) هي أساسا ً غير موجودة في المجتمع ،طرأت على المجتم ع نتيج ة وس ائل اإلعالم،
نتيج ة االحتك اك ،نتيج ة ظ اهرة العولم ة مثالً ،هن ا يق ف المنهج ،وتطبيق ات المنهج تس اعد في
تعزيز االيجابيات التي تدخل للمجتمع ،وفي الحصانة والوقاية ض د المتغ يرات ال تي ت أتي وت ؤثر
في المجتمع.
**العالقة التبادلية بين المنهج وبين المجتمع:
المنهج يحاف ظ على العقي دة اإلس المية[إذا قلن ا مجتم ع إس المي] ال تي تتض من القيم واألخالق
والمبادئ التي يؤمن بها أفراد هذا المجتمع.
المنهج يساعد في صون حقوق المواطن وحفظ كرامت ه وال دفاع عن حريت ه بتط بيق ش رع هللا
القويم في جميع مجاالت الحياة.
المنهج يحقق حاجات المجتمع بحماية ثرواته الطبيعية وإنمائها والمحافظة عليها لألجيال قادمة.
أن يساهم المنهج في توعية الطالب بالخدمات العامة مثالً هناك خ دمات عام ة ومراف ق عام ة
يستفيد منها كل أفراد المجتمع ،يساهم المنهج في إكساب الطالب قيم المحافظ ة على ه ذه األش ياء
العامة ،مثل :الحدائق والمالعب التي يرتادها الناس هي مشاعة لجميع أفراد المجتمع.
غرس قيم التكافل االجتماعي بين أبن اء المجتم ع ،مث ل :اإلحس ان إلى الج ار ،والتع اون ،كفال ة
اليتيم ،مساعدة الضعيف ،إعان ة المحت اج ،نص رة المظل وم ،إغاث ة المله وف [ه ذه قيم اجتماعي ة
طبع اً] ،ف المنهج ب دوره يس اعد في بثه ا بين أف راد المجتم ع وتعزيزه ا وتقويته ا والحث عليه ا
وإكسابها الطالب من خالل المحتوى الذي يقدمه هذا المنهج.
إبراز أهمية العمل واإلنتاج؛ وأن المجتمع يكون مجتمعا ً منتجا ً وال يكون مجتمعا ً مستهلكاً ،وهذا
من خالل المنهج يحتاج إلى أن المنهج يعزز هذه القيمة ،بأن قيمة اإلنت اج ،وقيم ة المحافظ ة على
الوقت ،وقيمة تقدير اآلخرين ،واحترام اآلخرين ،هذه مجموعة قيم موج ودة في المجتم ع ،المنهج
يساعد في تعزيزها وتقويتها.
أيضا ً في تطوير المعارف ونش ر الثقاف ة العام ة بين أف راد المجتم ع من خالل وس ائل االتص ال
المتطورة ،واآلن أصبح في المجتمع وسائل متطورة ،وسائل إعالمية متطورة ،توظ ف في خدم ة
المجتمع ،يأتي المنهج بدوره بأنه يعزز هذه األشياء بأنه ي دعو إليه ا ،بأن ه ينمي مه ارات التفك ير
لدى الطالب بأنهم كيف يوظفون هذه الوسائل في خدمة المجتمع؟ وفي تماسك المجتمع.
الحظوا أننا ندور في األساس االجتم اعي ،وك ل ه ذه القض ايا خاص ة في األس اس االجتم اعي
للمنهج ،ماذا يريد المجتمع من المنهج؟ وماذا يريد المنهج من المجتمع؟
عالقة تبادلي ة ،المجتم ع يع ول على المنهج بأن ه كم ا ذك رت يس اعد في تماس ك المجتم ع ،في
غ رس القيم والتقالي د الموج ودة في المجتم ع ،ك ذلك المنهج يحت اج من المجتم ع بأن ه يطب ق ه ذه
األشياء المذكورة في المنهج ،ويحتاج أيض ا ً إلى أن ه يُعطى تقويم ا ً ويعطى تغطي ة راجع ة للمنهج
بحيث أن المنهج يكون مصاحب للتغيرات التي تحدث في المجتمع.
**ولو ضربنا مثاالً وقلنا /هل يمكن أن نقرر منهجا ً على المجتمع في العص ر الحاض ر ،وه ذا
المقرر مقرر قبل خمسين سنة على نفس المجتمع؟
بالطبع ال ،لماذا؟ ألن هناك تطورات حدثت في المجتمع ،هن اك قض ايا ح دثت خ ارج المجتم ع
أث رت ب المجتمع ،إذاً ال يمكن أن يثبت المنهج ،الب د أن المنهج يخض ع للتط وير ،وقب ل التط وير
التقويم ،هل هذا المنهج يساهم أو يحقق ما يريده المجتمع؟
هذه الب د أن المنهج يخض ع لعملي ة تق ويم ,ن ري حاج ات المجتم ع!! ،م اذا يري د المجتم ع من
المنهج؟ ثم نعم ل ه ل يحققه ا؟ إذا لم يحققه ا نط ور ه ذا المنهج ،ونع دل ه ذا المنهج بم ا يحتاج ه
المجتمع؛ ألن المجتمع أي مجتمع معرض للمتغيرات ،واآلن ونحن في العص ر الحاض ر ال يمكن
أن تعزل المجتم ع ،ال يمكن أن نع زل المجتم ع أي مجتم ع عن عالم ه الخ ارجي ،أص بح الت أثير
والتبادل واالحتكاك أكثر ،وأصبح كما يقال العالم كأنه قرية واحدة أو كأنه مجتمع واحد،
ولذلك يبقى دور المنهج في حماية هذا المجتمع ،في تعزيز قيم هذا المجتمع ،في إب راز قيم ه ذا
المجتمع ،ويبقى المنهج في مراقبة المتغيرات التي تحدث في المجتم ع كم ا أس لفت إذا ك انت ه ذه
المتغيرات جيدة أو التي أتت إلى المجتمع نتيجة هذا االحتكاك مناسبة فإنه يعززها.
إذاً /هل يبقى المنهج ويثبت سنوات طويلة؟
نقول :ال ،البد أن يخضع المنهج للتقويم والتطوير ,ويساهم المجتمع في تط وير ه ذا المنهج من
خالل التغذي ة الراجع ة ال تي يق دمها أف راد المجتم ع له ذا المنهج ،ومن أف راد المجتم ع( :أولي اء
األم ور ،والمؤسس ات التربوي ة األخ رى ،والمؤسس ات المختص ة ب البحث العلمي ،والجامع ات،
واألبحاث العلمية ...وغيرها) تساهم في تق ويم ه ذا المنهج بأنه ا ت درس حاج ات المجتم ع وتق وم
المناهج في ضوءها.
إذن نختم ونقول /أن األساس الثاني من أسس بناء المنهج هو (األساس االجتماعي) ،واألس اس
االجتماعي هو من األسس التي الب د أن يراعيه ا واض ع المنهج ،بحيث يس اعد المنهج في تراب ط
المجتمع ،وفي إبراز هوية المجتمع ،وحماية المجتمع ،وتعزيز القيم الموجودة داخل المجتمع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحلقة ( ) 4ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الزال حديثنا عن المناهج وطرق التدريس العامة ،وكما ذكرنا في حلق ات ماض ية أن مقررن ا
هذا هو عبارة عن شقين الشق األول /هو المناهج ,والشق اآلخر /طرق التدريس.
وك ان ح ديثنا في البداي ة عن (مفه وم المنهج) ثم انتقلن ا إلى (أس س بن اء المنهج) وتح دثنا عن
أساسين من أسس بناء المنهج ؛ األساس األول /وهو (األساس العقائدي) وهو ما يس مى باألس اس
(الفلسفي) أو يسمى تسمية أخرى هو األساس (الفكري) ،ثم انتقلنا بعده إلى (األساس االجتماعي)
.
وكما ذكرنا أن المنهج يبنى على أسس أربع ة/1 :األس اس العقائ دي وتح دثنا عن ه /2 ،األس اس
االجتماعي أيضا ً تحدثنا عنه ،ثم /3األساس النفسي ثم /4األساس المعرفي .
سيكون حديثنا في هذه الحلقة عن األساس الثالث وهو :
OOاألساس الثالث /األساس النفسي :
ماذا يعنى باألساس النفسي؟ ماذا نقص د باألس اس النفس ي عن د بن اء المنهج؟ م اذا يُقص د بكلم ة
(النفس)ِ؟ تساؤالت كثيرة؟!! ،ما هي األشياء التي البد أن يراعيها مصمم المنهج عند بناء المنهج
وهي متعلقة باألساس النفسي؟ هل لقضايا النمو ( النمو الجسمي ،النم و العقلي ،النم و النفس ي ،
النمو االجتماعي) له عالقة بالمنهج ؟
نعم له عالقة ,ولذلك أساس من أسس المنهج األربعة هو األساس النفسي الذي له عالق ة ب النمو
العقلي له عالقة بالدوافع له عالقة بالميول له عالقة بالحاجات له عالقة بالقدرات كل هذه األم ور
تكون نصب عيني مصمم المنهج .
-لو طلبت منك أن تصمم منهج ا ً في الفق ه مثال ,ه ل ت ذهب وتص مم المنهج ؟ ال يمكن ذل ك ؛ الب د أن
تسأل لمن هذا المنهج؟ البد أن أعرف من الذي سيدرس هذا المنهج و س يكون بين ي دي من؟ حينم ا أق ول
لك إن هذا المنهج سيقدم لطالب في الصف السادس االبتدائي ,ستسأل س ؤال آخ ر؛ في أي مجتم ع ؟ ه ل
هو من المجتمع السعودي أو المجتمع المصري أو المجتمع الليبي أو غير ذلك!! الب د أن تس أل ألن ك في
سؤالك راعيت المجتمع "األساس االجتماعي" ,وبالتالي حينما أقول (الفقه) بالطبع راعيت في ه "األس اس
العقائدي" ألنه فقه ولمجتمع مسلم . .
حينم ا أق ول لطالب الص ف الس ادس ،الب د أن يك ون ل دى مص مم المنهج معرف ة ووعي ت ام
بخص ائص ه ذه المرحل ة بخص ائص طالب الص ف الس ادس ,إذا لم يع رف خصائص هم النفس ية
ويعرف حاجاتهم وميولهم وقدراتهم وإمكانياتهم س يخرج المنهج جاف ا ً ربم ا يك ون عقيم ا ً ربم ا ال
يؤدي أو ال يحقق األهداف المرسومة من أجله .
إذن البد أن يدرس واضع المنهج "الجانب النفسي" لدى المتعلم قدراته إمكانيات ه ه و ط الب في
الصف األول أو طالب في الصف الثالث أو ط الب في الجامع ة أو ط الب في الدراس ات العلي ا أو
طالب في المرحلة الثانوية ...كل مرحلة وكل عمر له قدراته له إمكانياته له حاجاته ل ه مي ول ل ه
رغبات له قدرة على أن يتقبل هذه المعلومة أو ال يتقبلها.
فمثالً /أطرح هذا التساؤل؟!! ه ل يمكن أن نق دم لطالب في الص ف األول االبت دائي أو الص ف
الثاني "مفاهيم مجردة" ؟! مثالً هل يمكن أن أدرس طالب في الصف الث اني عن "الحلم و األن اة"
؟!
أو أبدأ له بالمفاهيم الحسية الملموسة ك أن أق ول "س يارة" ك أن أق ول "قلم" ب الطبع إدراك ه ذا
الطالب في هذا المستوى ال ي درك األش ياء المعنوي ة المج ردة ,إذاً ت ؤخر يؤخره ا واض ع المنهج
حتى ينضج نفسيا ً وينضج عقليا ً حتى يستطيع أن يدرك هذه المفاهيم .
تساؤل /ولعلي أطرح تساؤل ثم أجيب ،هل هناك عالقة بين هذه األسس األربع ة أو ك ل أس اس
منعزل عن اآلخر ؟
هذه األسس بينها عالقة مترابطة (األساس العقائدي ,األساس االجتماعي )...,ال يمكن أن تع زل
أساسا ً عن أساس آخر ،لكن لكل أساس طبيعة ومكونات البد أن يراعيها واضع المنهج .
إذن البد أن يراعي األساس النفسي وتعرفون أن مراحل النمو ( تبدأ حينما يدخل المدرسة مثالً
مرحلة الطفولة ،الطفولة المتأخرة ،المراهقة ،بداية المراهقة ،المراهقة المتأخرة فترة الشباب )
فترات معينة يعيشها اإلنسان وكل فترة فيها جوانب نفسية معينة ،فيها إمكانيات وقدرات؛ ال أحمل
الطالب فوق ما يطيق.
ً
كذلك مثالً نرجع لمثال القض ايا الفقهي ة /ألفت كتاب ا للص ف الس ادس ه ل يمكن أن تض من ه ذا
الكتاب قضايا فقهية عميقة؟! أوقضايا فقهية خالفي ة؟! ال يمكن أن ي دركها ه ذا المتعلم!! ،الب د أن
أختار له ما يناسبه وما يتماشى مع الجانب النفسي لديه.
** مرجع /هذا الكتاب أعرضه لكم في ه ذه المحاض رة ه و ( أس66س بن66اء المن66اهج التربوي66ة
وتصميم الكتاب التعليمي) هو لمؤل ف اس مه /محم66د الخوال66ده ,من جامع ة ال يرموك طبعت ه دار
المسيرة .
المحاضرة مقتبسة نصيا ً من محاضرات مقرر مناهج وطرق تدريس للدكتور محمد شد ّيد
البشري ،الطبعة األولى