You are on page 1of 31

‫مجلة العلوم التربوية والنفسية‬

‫العدد الثانـي – املجلد الثالث‬


‫يناير ‪ 2019‬م‬
‫‪ISSN: 2522-3399‬‬

‫االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع في البحوث النفسية والتربوية‬
‫في ضوء بعض املتغيرات الديموجرافية‪ :‬دراسة استكشافية‬
‫بشرى إسماعيل أحمد أرنوط‬
‫كلية التربية || جامعة امللك خالد || اململكة العربية السعودية‬
‫كلية اآلداب || جامعة الزقازيق || مصر‬
‫امللخص‪ :‬هدف البحث إلى تحديد مستوى التزام الباحثين باملعايير األخالقية واإلبداع البحثي في البحوث النفسية والتربوية‪ ،‬والتعرف على‬
‫طبيعة العالقة بين االلتزام باملعايير األخالقية واإلبداع البحثي‪ ،‬كذلك التعرف على الفروق في كل من االلتزام باملعايير األخالقية للبحث‬
‫العلمي واإلبداع البحثي لدى أفراد عينة البحث في ضوء بعض املتغيرات الديموجرافية (الجنس‪ ،‬الدرجة العلمية‪ ،‬عدد البحوث‬
‫املنشورة)‪ .‬اختارت الباحثة عينة عشوائية قوامها (‪ )142‬من الباحثين في التخصصات النفسية والتربوية‪ ،‬تراوحت أعمارهم بين (‪)57 -26‬‬
‫عام‪ .‬طبقت عليهم الباحثة مقياس االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي ومقياس اإلبداع البحثي‪ ،‬وجميع هذه األدوات من إعداد‬
‫الباحثة‪ .‬وأسفرت نتائج البحث عن وجود مستوى منخفض من االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي وكذلك اإلبداع البحثي‪ ،‬كذلك‬
‫وجدت عالقة ارتباطية موجبة قوية دالة إحصائية عند مستوى (‪ )0.001‬بين االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي واإلبداع البحثي‬
‫ً‬
‫(ر= ‪ ،)0.945‬كما وجدت فروق دالة إحصائيا عند مستوى (‪ )0.01‬بين متوسطات درجات أفراد عينة البحث في االلتزام باملعايير األخالقية‬
‫للبحث العلمي واإلبداع البحثي تعزى إلى متغيرات الجنس (لصالح اإلناث)‪ ،‬والدرجة العلمية (لصالح باحثين الدكتوراه وما بعد‬
‫الدكتوراه)‪ ،‬وعدد البحوث املنشورة (لصالح الباحثين الذين نشروا من ‪ -6‬وممن نشروا أكثر من ‪ 10‬بحوث)‪ .‬كذلك أشارت نتائج تحليل‬
‫االنحدار البسيط إلى أن االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي منبأ دال قوي لإلبداع البحثي‪ .‬وقد فسرت الباحثة النتائج التي توصلت‬
‫إليها في ضوء االطار النظري والدراسات السابقة‪ ،‬كما وضعت عدد من التوصيات‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي‪ ،‬اإلبداع البحثي‪ ،‬البحوث النفسية والتربوية‪.‬‬

‫خلفية البحث‪:‬‬
‫يعد البحث العلمي الركيزة األساسية العتماد الجامعات كمؤسسة منتجة وأحد مؤشرات الجودة بها‪ ،‬وال‬
‫ً‬
‫يختلف أثنان حول أهمية البحث العلمي في حياتنا لتحقيق رفاهية املجتمع وصحة أفراده‪ .‬فالبحث العلمي هو تحقيقا‬
‫ذو طبيعة استقصائية أو تجريبية أو نقدية يقوده سؤال أو فرضية أو موقف فكري قادر على إجراء تقييم دقيق‪،‬‬
‫نتائجه مفتوحة للتدقيق والتقييم الرسمي‪ .‬ويشمل البحث العلمي أي عمل فكري أو إبداعي تم نشره أو تقديمه أو‬
‫عرضه أو أدائه بوسيلة مكتوبة أو منطوقة أو إلكترونية أو إذاعية أو مرئية أو غيرها من الوسائط‪.‬‬
‫ويمثل البحث العلمي أهمية كبيرة في تحقيق التقدم والتفوق ولكافة املستويات‪ ،‬وذلك من خالل األسس‬
‫واملناهج والوسائل واألدوات الخاصة به والتي تساعد في حل املشكالت التي تعترض أي ميدان من ميادين الحياة‪.‬‬
‫وبهذا فإن أي مجتمع ينشد التقدم ويرغب في تحقيق نهضة فكرية واجتماعية البد له من االهتمام بالبحث العلمي‬
‫ً‬
‫باعتباره مصدرا من مصادر املعرفة (إبراهيم‪.)2000 ،‬‬
‫فالبحوث بالجامعات تخضع للسياسات واملمارسات التي تضمن حماية املشاركين في األبحاث والباحثين (من‬
‫أعضاء هيئة التدريس والطالب واملوظفين) والجامعة واملجتمع‪ .‬وتغطي هذه السياسات واملمارسات البحوث التي‬
‫تشمل البشر‪ ،‬واستخدام الحيوانات‪ ،‬والسلع الخاضعة للرقابة‪ ،‬واملواد الخطرة‪ ،‬وغيرها‪ ،‬بما يحقق نزاهة البحث‬
‫العلمي التي تتمثل في موثوقية البحث الناتجة عن سالمة أساليبه وصدق ودقة عرض نتائجه‪.‬‬

‫‪DOI: 10.26389/AJSRP.B311218‬‬ ‫(‪)21‬‬ ‫متاح عبر اإلنترنت‪www.ajsrp.com :‬‬


‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫البحث العلمي هو املحاولة الدقيقة الناقدة للتوصل إلى حلول للمشكالت التي تؤرق االنسان وتحيره‬
‫(فاندالين‪ .)1977 ،‬كذلك هو عملية فكرية منظمة يقوم بها شخص يسمى الباحث من أجل تقص ي الحقائق املتعلقة‬
‫بمسألة أو مشكلة معينة تسمى موضوع البحث باتباع طريقة علمية منظمة تسمى منهج البحث للوصول إلى حلول‬
‫مالئمة للمشكلة أو إلى نتائج صالحة للتعميم على املشاكل املماثلة تسمى نتائج البحث (صادق‪.)2004 ،‬‬
‫وهكذا فإن مفهوم البحث العلمي يؤكد على ضرورة استخدام املنهجية العلمية السليمة‪ .‬لكن السؤال هنا‬
‫يكمن في‪ :‬هل املنهجية السليمة وحدها كافية إلعالء قيمة البحث وأهميته؟‪ .‬الشك أن املنهجية العلمية السليمة‬
‫وحدها ليست كافية للحكم على قيمة البحث‪ ،‬بل باإلضافة لذلك البد أن يلتزم الباحث باألخالقيات في مختلف‬
‫خطوات البحث‪ ،‬لتكون نتائجه ذات قيمة وفائدة للمجتمع ومقبولة من أفراده ومختلف مؤسساته املعنية بالبحث‬
‫العلمي وشؤونه‪.‬‬
‫إذ تشير نزاهة البحث العلمي بمعناها العام إلى االلتزام املدروس والصادق باملعايير األخالقية والتأديبية‬
‫واملالية ذات الصلة في ترويج البحوث وتصميمها وإجرائها وتقييمها ومشاركتها‪ .‬وتشتمل على عدة مبادئ‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪.1‬الصدق‪ .2 ،‬املوثوقية‪ .3 ،‬استخدام منهجيات بحث قوية‪ .4 ،‬الحياد واالستقالل‪ .5 ،‬التواصل املفتوح‪ .6 ،‬واجب‬
‫رعاية املشاركين‪ .7 ،‬العدالة‪ .8 ،‬املعايير العالية لإلرشاد واإلشراف العلمي ‪ .9‬الوعي باملسئولية تجاه املجتمع‪ .‬وانتهاك‬
‫هذه املبادئ التسعة لنزاهة البحث العلمي والقواعد القياسية للسلوك العلمي والسلوك األخالقي في البحث العلمي‬
‫املنهي‪ ،‬يعد سوء سلوك علمي ومنهي من الباحثين )‪.)University of Cambridge, 2017‬‬
‫إن الحرية الفكرية والصدق أمران أساسيان ملشاركة وتنمية املعرفة العلمية‪ ،‬ومن أجل إثبات التزام‬
‫الباحثون في الجامعات بهذه القيم األساسية‪ ،‬يجب على جميع أعضاء املجتمع الجامعي من طلبة وأعضاء هيئة‬
‫تدريس ومعاونيهم والباحثين املنتسبين إليها بإظهار النزاهة في تعليمهم وتعلمهم وأبحاثهم وتقييمهم وسلوكهم‬
‫ً‬
‫الشخص ي‪ .‬إذ أن األفراد مسؤولون شخصيا عن الجودة الفكرية واألخالقية لعملهم‪ ،‬ولذلك يتوجب عليهم التأكد من‬
‫أن أبحاثهم تلبي معايير الجامعة ومعايير تلك الكيانات التي ترعى أي عنصر من عناصر البحث‪ ،‬كما أنهم مسؤولون عن‬
‫معرفة ما يشكل السلوك األكاديمي املناسب (‪.)University of South Africa, 2016‬‬
‫تمت مناقشة نزاهة البحث العلمي والسلوك األخالقي للباحثين على نطاق واسع‪ ،‬باعتبارها قضايا مهمة في‬
‫ُ‬
‫املجتمع العلمي‪ .‬تفهم هذه العوامل على أنها تشير إلى استخدام أساليب صادقة وقابلة للتحقق في اقتراح وتنفيذ‬
‫وتقييم البحث العلمي؛ تشتمل نزاهة البحث على االلتزام بالقواعد واللوائح واإلرشادات والقواعد واملعايير املقبولة‪،‬‬
‫وتشمل القيم في البحث العلمي الصدق والدقة والفعالية واملوضوعية‪ .‬ويجب على الباحثين نقل املعلومات بأمانة‬
‫فكرية‪ ،‬وهذا ينطوي على اإلخالص وغياب الخداع‪ .‬تتضمن الدقة في التحليل اإلحصايي وتقييم القيم املعلمية ملجتمع‬
‫البحث بشكل صحيح‪ .‬أما الفعالية تتضمن القدرة على تحقيق النتائج دون إهدار أو إساءة استخدام املوارد أو الجهود‬
‫أو األموال‪ .‬وتشير املوضوعية إلى تجنب التحيز الذي قد يتداخل في البحث‪ ،‬مثل تدخل معتقدات أو قيم الباحث‬
‫(‪.)Honderich, 2003 ; Steneck, 2007‬‬
‫وتعد نزاهة البحث العلمي شرط أساس ي للمشتغلين به في كافة مجاالته‪ .‬وتغيب النزاهة عندما ينخرط‬
‫الباحث في تحريف أو تزوير البيانات أو االنتحال العلمي والسرقات األدبية‪ .‬فقد ذكر عواد (‪ )2005‬أن السطو‬
‫األكاديمي ظاهرة خطيرة تعاني منها املؤسسات التعليمية في مختلف أقطار العالم‪ .‬ويبدو أن شبكة األنترنت نفسها قد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أسهمت في انتشار هذه الظاهرة‪ ،‬حيث تظهر عليها العديد من املواقع اإللكترونية التي تضع أمامهم كما هائال من‬
‫املواد العلمية املوجهة الحتياجاتهم املتعلقة بكتابة األبحاث‪.‬‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)22‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫لقد سادت ثالث نظريات في تاريخ املبادئ األخالقية‪ .‬تم تقديم نظرية علم األخالق في القرن الثامن عشر‬
‫بواسطة الفيلسوف كانط ‪Kant‬؛ تتناول هذه النظرية األخالق أو املعايير واملبادئ التي تحكم السلوك فيما يتعلق‬
‫بالقواعد املطلقة التي تم وضعها داخل املجتمع‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬قد يكون من غير األخالقي أن يقوم أحد الباحثين‬
‫بتشويه نتائج األبحاث أو تقديم تدخل ما أو منتج لم يظهر له نتائج قائمة على األدلة‪ .‬أما النظرية الثانية هي نظرية‬
‫العواقب املتسلسلة تتضمن مسار السلوك املستخدم لحل مشكلة ما‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬إذا كان املسار املختار لحل‬
‫املشكلة غير أخالقي‪ ،‬فقد يؤدي البحث إلى نتائج سلبية غير صادقة‪ .‬في هذه الحالة‪ ،‬قد تشمل تزييف النتائج إهدار‬
‫املال أو فقدان السمعة أو التأثيرات الضارة‪ .‬وفي القرن العشرين تطورت النظرية البراغماتية‪ .‬وتؤكد هذه النظرية أن‬
‫باطا ً‬‫ً‬
‫وثيقا بتطور املعرفة العلمية‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬األبحاث التي ظهرت في‬ ‫األخالق تتطور مع مرور الوقت وترتبط ارت‬
‫منتصف عام ‪ 1900‬تدور حول أساليب مبنية على األدلة للتقييم والتدخل‪ .‬من خالل حضور املؤتمرات وقراءة‬
‫األبحاث في الدوريات القائمة على األدلة‪ ،‬يمكن للطالب واملهنيين متابعة التقدم في املشهد املتغير باستمرار للبحث‬
‫العلمي )‪.)Goulart, Levey& Rech, 2018‬‬
‫وتستمد الواجبات األخالقية الرئيسية للباحثين من الدين واملعايير االجتماعية والقيم األخالقية العلمية‬
‫العاملية‪ ،‬وهناك التزام متأصل للباحثين باحترام االفتراضات املسبقة في أي علم من العلوم‪ ،‬باإلضافة إلى الكشف عن‬
‫النتائج الجديدة الصادقة‪ .‬فاألخالقيات هي قواعد السلوك التي تميز بين السلوك املقبول وغير املقبول‪ ،‬وتلعب‬
‫ً ً‬
‫التقاليد االجتماعية دورا هاما في ترسيخ موثوقية املعرفة العلمية‪.‬‬
‫وفقا ملعايير عالية من الصدق والصرامة‬ ‫على املستوى الدولي‪ ،‬تطلب عدة جامعات إجراء البحوث ً‬
‫والشفافية واالتصاالت املفتوحة واحترام جميع املشاركين واملوضوعات التي تمت دراستها‪ ،‬وهذا من منطلق أن معظم‬
‫املهن يحكمها قانون األخالق‪ .‬فالسلوك األخالقي يتكون من السلوكيات والقرارات التي تفيد املشاركين في البحث‬
‫دورا في التشخيص والتقييم والعالج‪ .‬ضمن الفكر األخالقي‪ ،‬تتضمن عملية‬ ‫العلمي‪ .‬وتلعب السلوكيات األخالقية ً‬
‫أيضا ً‬
‫صنع القرار النظر في مسارات بديلة للعمل‪ ،‬إلى جانب النظر في االستجابات أو النتائج املحتملة املتعلقة بكل مسار‪.‬‬
‫فقد تظهر نتائج سلبية إذا كان مسار العمل املختار يتعارض مع املبادئ األخالقية‪ .‬على الرغم من االعتراف العالمي‬
‫بالنزاهة والسلوكيات األخالقية‪ ،‬فقد كانت هناك حاالت من السلوك غير األخالقي)‪.)Chabon, Morris, 2014‬‬
‫وتوصلت دراسة (‪ )Guraya, London& Guraya, 2014‬التي قامت بمراجعة مستخلص (‪ )461‬دراسة‬
‫منشورة في قواعد البيانات األجنبية ( ‪ISI web of knowledge, Science direct, Google scholar, the Cochrane‬‬
‫)‪ ،database‬وراجعت مدى التزامها باملعايير األخالقية للبحث العلمي‪ ،‬وجدت أن (‪ )21‬دراسة فقط هي التي التزمت‬
‫بأخالقيات البحث العلمي‪ ،‬وأن األخالق هي البعد األساس ي في البحوث النظرية والتطبيقية‪.‬‬
‫وقد وجد أن هناك ما ال يقل عن (‪ )30‬ادعاء بانتهاك أخالقيات البحث العلمي في الفترة بين ‪.2015 -2012‬‬
‫وحددت البيانات التي تم الحصول عليها بموجب قواعد حرية املعلومات مئات االدعاءات باختراق املعايير األخالقية‬
‫للبحث العلمي في (‪ )23‬جامعة خالل فترة زمنية مماثلة‪ .‬تشير هذه األمثلة على انتهاكات أخالقيات البحث العلمي‪ ،‬إلى‬
‫القلق املتزايد في جميع أنحاء العالم فيما يتعلق بنزاهة البحث والسلوك األخالقي‪ .‬وبالتالي‪ ،‬من املهم أن تقوم‬
‫الجامعات واملؤسسات بتعليم الطالب والباحثين أخالقيات البحث العلمي‪ ،‬وتأكيد وجود موافقة أخالقية من اللجنة‬
‫املختصة بأخالقيات البحث العلمي بكل جامعة على األبحاث قبل نشرها‪ ،‬ومراجعة الجهود البحثية لتحديد السلوك‬
‫األخالقي ( (‪ .Briggs, 2017‬فالسرقات العلمية وعدم االلتزام بالشفافية واملوضوعية في عملية البحث واإلشراف غير‬
‫املسؤول وعدم النزاهة في تقييم البحوث والرسائل العلمية وتزوير نتائج البحث وتلفيقها واالنتحال األدبي املتزايد بين‬
‫الباحثين‪ ،‬جعل مصير البحث العلمي‪ -‬خاصة في الدول العربية‪ -‬مجهول‪.‬‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)23‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫لهذا يجب أن يقوم البحث العلمي على أساس اإلجراءات العلمية املناسبة ألسئلة البحث‪ ،‬ويجب أن توفر‬
‫األسئلة املعرفة ذات الصلة‪ ،‬وتجنب النسخ غير الضروري‪ ،‬والحصول على دعم فني أو نظري يؤدي إلى القدرة على‬
‫أيضا اإلبالغ عن مساهماته واتباع اإلرشادات الدولية في ذلك‪ ،‬وأن تكون‬ ‫تكرار الدراسات‪ ،‬كما يجب على الباحث ً‬
‫البحوث املنشورة مخططة بحذر ويراعى في كتابتها أصول الكتابة العلمية‪ ،‬مع الدقة املنهجية واألخالقية‪.‬‬
‫وللبحث العلمي معايير أخالقية تمثل مبادئ توجيهية تنص على أن البحوث يجب أن تلتزم باملبادئ األخالقية‬
‫لحماية كرامة وحقوق ورفاهية املشاركين فيها‪ .‬ولتحقيق هذا الهدف‪ ،‬يجب مراجعة األبحاث التي يشارك فيها البشر‬
‫من قبل لجنة األخالقيات بالجامعات لضمان االلتزام باملعايير األخالقية املناسبة في البحوث التي تجرى بها وتمولها‪.‬‬
‫فاألخالقيات في البحث العلمي تعد بمثابة األرض الخصبة التي تنطلق منها البحوث العلمية الرصينة والقوية؛ ونتيجة‬
‫إلدراك أهمية االلتزام بها اتجهت العديد من الجامعات العربية بوضع دليل إرشادي ألخالقيات البحث العلمي يوجه‬
‫الباحثين املنتسبين لها في أنشطتهم العلمية من تعلم وبحث وتدريس وإشراف وغيرها‪.‬‬
‫فالباحث في العلوم االجتماعية واإلدارية وعلم النفس والتربية وغيرها من العلوم االجتماعية التي تتعامل مع‬
‫البشر مثل احترام االنسان والعمل وحمايته من أي ضرر‪ .‬فالبحث العلمي يعاني من ازدحام في املكتبات العربية‬
‫بإنتاج علمي هابط في مجال العلوم االجتماعية‪ ،‬ويتمثل هذا الهبوط في االفتقار إلى األصالة‪ ،‬حيث تنعدم استقاللية‬
‫الفكر الواقعي املميز‪ ،‬وفي انتشار السرقات العلمية‪ ،‬ثم في اإلخالل باملنهج وأصوله (فريجات‪.)2001 ،‬‬
‫وهناك ثالثة أهداف ألخالقيات البحث العلمي‪ :‬الهدف األول واألهم‪ :‬هو حماية املشاركين البشريين‪ .‬والهدف‬
‫الثاني‪ :‬هو ضمان إجراء البحوث بطريقة تخدم مصالح األفراد والجماعات أو املجتمع ككل‪ .‬وأخيرا‪ ،‬الهدف الثالث‪ :‬هو‬
‫دراسة أنشطة ومشاريع بحثية محددة من أجل ضمان السالمة األخالقية‪ ،‬والنظر في قضايا مثل إدارة املخاطر‪،‬‬
‫وحماية السرية وعملية املوافقة املستنيرة من املشاركين (‪.)Guraya, London&Guraya, 2014‬‬
‫ولتوطيد مجتمع علمي رفيع املستوى من الباحثين‪ ،‬من املهم تشجيع التعليم املستمر والتعاون الوطني‬
‫والدولي ملشاركة وتطوير املعرفة‪ .‬ويعد كل من اإلبداع‪ ،‬واألخالق والنزاهة في املمارسات البحثية أمران أساسيان في‬
‫الجامعات ومؤسسات البحث العلمي في العالم‪ ،‬حيث كان موضوع متكرر في جداول أعمال السياسات الرئيسة ملراكز‬
‫األبحاث العلمية )‪)Vasconcelos, Sorenson, Watanabe, Foguel, Palácios, 2015‬‬
‫إن التالعب بنتائج البحوث وتحريف خيارات مجتمع البحث وعينته ال يقتصر على الطلبة والباحثين‬
‫املبتدئين‪ ،‬بل يقع فيه كبار الباحثين‪ ،‬ومن أمثلة ذلك االعترافات التي أوردتها مجلة (‪ )Science‬إليريك بوليمان ( ‪Eric‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ )Poelman‬الذي كان باحثا رصينا في موضوع املسنين في جامعة ‪ ،Vermont‬إذ أقر بأنه اختلق البيانات في خمسة‬
‫عشر طلب للحصول على منح فيدرالية وعشرة أبحاث منشورة (خضر‪.)1992 ،‬‬
‫ومن األسباب التي تجعل من املهم التزام الباحثين باملعايير االخالقية‪ ،‬أولها‪ :‬أن هذه القواعد األخالقية تعزز‬
‫تحقيق أهداف البحث العلمي مثل املعرفة‪ ،‬والحقيقة‪ ،‬وتجنب األخطاء‪ .‬على سبيل املثال يؤدي الحذر من تغيير‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫البيانات أو تحريفها وتلفيقها إلى تعزيز عرض الحقائق كما هي وتقليل األخطاء‪ .‬ثانيا‪ ،‬بما أن البحث غالبا ما ينطوي‬
‫على قدر كبير من التعاون والتنسيق بين العديد من األشخاص املختلفين في مختلف التخصصات واملؤسسات‪ ،‬فإن‬
‫االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي تعزز القيم األساسية للعمل التعاوني‪ ،‬مثل الثقة واملساءلة واالحترام املتبادل‬
‫والعدالة‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬إرشادات التأليف وسياسات حقوق النشر والبراءات وسياسات مشاركة البيانات وقواعد‬
‫السرية في مراجعة النظراء‪ ،‬لحماية مصالح امللكية الفكرية مع تشجيع التعاون‪ .‬أما السبب الثالث‪ ،‬تساعد املعايير‬
‫ً‬
‫األخالقية في ضمان محاسبة الباحثين أمام املجتمع‪ .‬ورابعا‪ ،‬تساعد املعايير األخالقية في البحث على بناء الدعم العام‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫للبحوث‪ .‬فمن األرجح أن يتم تمويل البحوث ودعمها ماليا إذا تم الوثوق في جودة هذه البحوث وسالمتها أخالقيا‪.‬‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)24‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫ً‬
‫وأخيرا‪ ،‬فإن العديد من أخالقيات البحث تعزز مجموعة متعددة من القيم األخالقية واالجتماعية الهامة األخرى‪،‬‬
‫مثل املسؤولية االجتماعية وحقوق اإلنسان ورعاية الحيوان واالمتثال للقانون والصحة والسالمة العامة‪ .‬إذ يمكن أن‬
‫تتسبب الهفوات األخالقية في البحوث العلمية إلى إلحاق الضرر بشكل كبير باملجتمع وأفراده (‪.)Resnik, 2015‬‬
‫وفي ضوء تعريف اإلبداع بأنه القدرة على توليد األفكار اإلبداعية من خالل الجمع بين أنواع منفصلة من‬
‫املعلومات بطرق جديدة )‪ ،)Guilford, 1959‬فإن هناك أربعة متطلبات للنجاح املنهي في العلم‪ ،‬هي‪ :‬املعرفة‪ ،‬واملهارة‬
‫التقنية‪ ،‬واالتصاالت‪ ،‬واألصالة أو اإلبداع‪ .‬نجح الكثير في تحقيق املتطلبات الثالثة األولى إلى حد كبير؛ إذ يمكن ألولئك‬
‫الذين يتمتعون بمهارة فائقة في البحث العلمي أن يكون لهم اسم كبير عن طريق إجراء التجارب الحرجة التي تختبر‬
‫أفكار شخص آخر أو عن طريق قياس ش يء أكثر دقة من أي شخص آخر‪ .‬ولكن في مجاالت العلوم املختلفة‪ ،‬هناك‬
‫حاجة إلى املزيد من اإلبداع ألن الظواهر معقدة ومتعددة املتغيرات‪.‬‬
‫وقد أشار روجرز إلى أهمية اإلبداع‪ ،‬إذ قال أن التكيف اإلبداعي هو االحتمال الوحيد الذي يمكن اإلنسان‬
‫من أن يصبح متماشيا مع التغير املتعدد الجوانب في العالم الذي نعيش فيه (الكناني‪.)2005 ،‬‬
‫وفقا لهينز (‪ )Heinze, 2007‬هناك خمسة أنواع من اإلبداع العلمي‪ ،‬هي‪ .1 :‬صياغة فكرة جديدة (أو‬
‫جديدا أو تجلب مطالبات نظرية ملستوى جديد من التطور‬ ‫ً‬ ‫إطارا إدر ً‬
‫اكيا‬ ‫مجموعة من األفكار الجديدة) التي تفتح ً‬
‫(االفتراضات األساسية ← نظرية)‪ .2 ،‬اكتشاف ظاهرة تجريبية جديدة تحفز بناء نظرية جديدة (املالحظة ←‬
‫ً‬
‫نظرية)‪ .3 ،‬تطوير منهجية جديدة‪ ،‬عن طريق املشاكل النظرية التي يمكن اختبارها إجرائيا (منهجية ← نظرية)‪ ،‬على‬
‫ً‬
‫سبيل املثال تطوير سبيرمان للتحليل العاملي الختبار نظريته في القدرات العقلية) ‪ .4‬اختراع أداة جديدة تفتح آفاقا‬
‫ً‬
‫جديدة للبحث‪ )5( ،‬توليف جديد لألفكار املتفرقة سابقا في قوانين نظرية عامة تمكن من تحليل ظواهر متنوعة في‬
‫إطار معرفي شايع (أفكار واحدة ← نظرية عامة)‪.‬‬
‫ويمكن تقسيم النماذج النظرية لإلبداع التي تناقش حاليا في األدب إلى مجموعتين‪ :‬النظريات التكوينية التي‬
‫تدرس الخصائص والقدرات البشرية الضرورية ألداء األعمال اإلبداعية‪ ،‬والنظريات التي تركز على العملية اإلبداعية‬
‫كسلسلة من الخطوات واملراحل‪.‬‬
‫نظرية املكونات لإلبداع الفردي )‪:The Componential Theory of Individual Creativity (Amabile 1997‬‬
‫ً‬
‫وفقا لهذه النظرية‪ ،‬فإن املكونات األساسية الثالثة لإلبداع الفردي هي الخبرة‪ ،‬ومهارات التفكير اإلبداعي‪ ،‬والدوافع‬
‫الجوهرية للمهمة‪ .‬ويشمل مكون الخبرة املعرفة الواقعية‪ ،‬والكفاءة التقنية واملوهبة الخاصة في مجال العمل‬
‫املستهدف‪ .‬في حين يمكن تحسين املعرفة والبراعة بمرور الوقت‪ ،‬فإن املوهبة هي أكثر أو أقل ً‬
‫شيئا متج ً‬
‫ذرا في‬
‫الشخصية الفردية‪ .‬أما املكون الثاني ‪ -‬مهارة التفكير اإلبداعي‪ -‬يعني "ش يء إضافي" موجود لدى املبدعين‪ ،‬وهناك‬
‫إجماع على أن التفكير اإلبداعي يمكن تعلمه‪ .‬إذ أكد باسادور )‪ )Basadur, 2004‬على ضرورة الفصل بين خلق الفكرة‬
‫عن التحقق من صحة الفكرة‪ ،‬ويدعي أن هذا التأجيل في الحكم يمكن التدريب عليه‪ .‬أما املكون الثالث – الدافع‪-‬‬
‫فهو يحدد ما سيفعله الشخص بالفعل‪ ،‬ويعد الدافع هو العنصر الذي يمكن أن يتأثر بشكل مباشر أكثر بالعوامل‬
‫البيئية‪ .‬أما نظرية النماذج املتسلسلة (‪ :Sequential models (Holm-Hadulla 2007‬تشير إلى أن هناك عدة نماذج‬
‫نظرية تصف العملية اإلبداعية بطريقة متسلسلة‪ .‬وفقا لواالس (‪ ،)1926‬فإن املراحل األربع في تطوير فكرة هي‪:‬‬
‫التحضير أو اإلعداد‪ ،‬الحضانة‪ ،‬اإلشراق‪ ،‬والتحقق‪ .‬وتشمل مرحلة التحضير أو اإلعداد كل من إعداد الشخصية‬
‫(املعرفة والكفاءة) والتحقيق في املشكلة في جميع االتجاهات‪ .‬أما مرحلة الحضانة هي الفترة التي يتم فيها حظر‬
‫املشكلة من الفكر الواعي‪ ،‬والتعامل معها بطريقة غير واعية‪ .‬ومرحلة اإلشراق هي مظهر "الفكرة السعيدة"‪ ،‬يمكن أن‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)25‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫ً‬ ‫يكون هذا إما ً‬


‫فوريا أو عملية أبطأ‪ .‬وأخيرا مرحلة التحقق‪ ،‬التي تشير إلى هو اختبار صالحية (جدوى وفائدة) الفكرة‪،‬‬
‫إما من قبل املبدع أو األشخاص املختلفين (‪.)Burbiel, 2009‬‬
‫ونموذج البحث عن أفكار في الذاكرة املشاركة (‪ .Search for Ideas in Associative Memory )SIAM‬يفترض‬
‫هذا النموذج أن نوعين متميزين من الذاكرة ينشطان في العملية اإلبداعية‪ ،‬هما شبكة كبيرة ثابتة من الصور‬
‫الترابطية (الذاكرة طويلة املدى (‪ ،)LTM‬مالحظة‪ :‬في هذا السياق‪ ،‬فإن "الصور" هي كائنات فكرية عامة ال ضرورة لها‪،‬‬
‫ً‬
‫باطا ً‬
‫وثيقا بالوعي)‪ً .‬‬
‫وبناء على هذا‬ ‫سواء مكونات بصرية أو مكانية)‪ ،‬وذاكرة عمل قصيرة وديناميكية (‪( )WM‬ترتبط ارت‬
‫االفتراض‪ ،‬يتم وصف توليد فكرة على النحو التالي في خطوات متعددة‪ ،‬هي‪ً :‬‬
‫بناء على املهمة املحددة‪ ،‬يتم إنشاء إشارة‬
‫بحث في الذاكرة القصيرة ‪ ،WM‬هذا يأخذ بعض الجهد الواعي‪ .2 .‬إشارة البحث تقوم بتنشيط صورة في الذاكرة‬
‫محددا‪ .3 .‬إذا كان ال يمكن تنشيط أي صورة أو إذا تم‬ ‫ً‬ ‫طويلة املدى ‪ ،LTM‬واختيار الصورة التي يتم تنشيطها ليس‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫مسبقا في العملية‪ ،‬فهذا يعتبر "فشل"‪ ،‬ويجب تنشيط صورة جديدة‪ .‬إذا تجاوز عدد مرات‬ ‫تنشيط الصورة املنشطة‬
‫معينا‪ ،‬يتم إنهاء العملية بأكملها‪( .‬حلقة ردود الفعل السلبية ‪"←1‬نفاد األفكار") ‪ .4‬إذا كانت الصورة‬ ‫حدا ً‬ ‫الفشل ً‬
‫التي تم تنشيطها في الخطوة ‪ 2‬هي "جديدة"‪ ،‬يتم تعزيز االرتباط بين هذه الصورة واملشكلة األصلية‪ .5 .‬بعد ذلك‪ ،‬يتم‬
‫إنشاء فكرة من الصورة‪ ،‬إما عن طريق الجمع بين أجزاء مختلفة من الصورة‪ ،‬أو الصورة واإلشارة‪ ،‬أو الصورة‬
‫واألفكار التي تم إنشاؤها مسبقا‪ .‬هذا هو‪ ،‬مرة أخرى‪ ،‬عملية احتمالية‪ .6 .‬إذا لم يكن من املمكن توليد فكرة أو إذا‬
‫كانت الفكرة التي تم توليدها قد تم إنشاؤها بالفعل في العملية‪ ،‬فإن هذا يعتبر "فشل"‪ ،‬ويجب إنشاء فكرة جديدة‪.‬‬
‫معينا‪ ،‬فيجب تنشيط صورة جديدة‪( .‬حلقة ردود الفعل السلبية ‪" ← 2‬الصورة‬ ‫حدا ً‬ ‫إذا تجاوز عدد مرات الفشل ً‬
‫املستنفدة"‪ ،‬قد يتم تعديل البحث عن طريق التفكير في أفكار جديدة) ‪ .7‬إذا كانت الفكرة التي تم إنشاؤها في الخطوة‬
‫‪ 5‬هي "جديدة"‪ ،‬فإن االرتباط بين هذه الفكرة والصورة وبين الفكرة واألصل تم تعزيز املشكلة‪ .8 .‬بعد ذلك‪ ،‬يتم‬
‫تخزين الفكرة في الذاكرة طويلة املدى ‪ ،WM‬وفي حالة عدم ظهور أي إزعاج‪ .9 .‬يتم إنشاء فكرة جديدة ‪ -‬الخطوة ‪5‬‬
‫(‪.)Nijstad & Stroebe, 2006‬‬
‫وقد ذكر (‪ )Broussine, 2008‬خمس عناصر من الوعي ضرورية لإلبداع في البحوث العلمية‪ ،‬هي‪ :‬قدرات‬
‫الباحث ومسؤولياته‪ ،‬ووعيه الناقد بمنهجية البحث واستخدام الطرق البديلة‪ ،‬وعالقته باملشاركين‪ ،‬واالخالقيات‪،‬‬
‫ً‬
‫وأخيرا طبيعة البيانات التي يتم التوصل إليها‪.‬‬
‫وهكذا فاإلبداع في العلم كما عرفه عيس ى (‪ )44 ،1979‬هو عملية تفكير موجهة نحو هدف خاص هو حل‬
‫مشكلة وبلوغ الذروة في انتاج األفكار التي تحلها‪.‬‬
‫وأشار روزين (‪ )2011‬إلى أن اإلبداع العلمي يرتبط عادة باكتشاف الجديد في العلم‪ ،‬وبقيام عالقات جديدة‬
‫في الطبيعة‪ ،‬وبوضع النظريات‪ ،‬وبفكرة الجدة واالكتشاف‪ .‬إذ ينظر إلى املبدع في العلم على أنه انسان استثنايي‪،‬‬
‫مختار‪ ،‬يتمتع بحدس عميق‪ ،‬وخيال غني‪ ،‬وقدرة على النظر بطريقة أخرى إلى ما هو معروف‪ ،‬وإدخال النظام‬
‫واملنظومة إلى املادة املشتتة‪ ،‬واالحاطة بها بنظرة واحدة وما شابه ذلك‪ .‬فاإلبداع بحد ذاته هو إجمال وتلخيص للمادة‬
‫العلمية‪ ،‬ال تي تراكمت في الثقافة‪ .‬واملعرفة العلمية الجديدة عند والدتها‪ ،‬تحمل في طياتها بصمات موقف العالم من‬
‫التصورات املختلفة ومن أفكار العلم املاض ي واملعاصر له‪ ،‬وآثار تواصله مع زمالئه ونقاشاته‪ ،‬وآرائه ونظراته وقيمه‪.‬‬
‫إن العلماء والباحثين املبتكرون يحظون بتقدير كبير‪ ،‬لكن الوسائل التي يحققون بها ابتكاراتهم ال يتم‬
‫توضيحها في أي دليل لطلبة الدراسات العليا أو الباحثين‪ .‬كذلك الدورات التدريبية وورش العمل حول املنهج العلمي‬
‫(التي ال يأخذها سوى عدد قليل من الباحثين) ال تذكر موضوع اإلبداع في البحث العلمي‪ .‬إن تطوير مهارات اإلبداع في‬
‫البحث العلمي هو جوهر التطور الشخص ي واملنهي للباحثين‪ ،‬وذلك ألنه يعزز املهارات البحثية التي يتعلمها الباحثين‪،‬‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)26‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫كما إنه مفتاح االبتكار فاإلبداع يحفز األفكار البحثية األصيلة‪ ،‬والتي تؤدي بدورها إلى اكتشافات واختراعات جديدة‪،‬‬
‫يمكن أن تساعد الباحثين في إبراز القدرة على توليد األفكار الجديدة والعمليات واألساليب والنتائج مما قد يمنحه‬
‫ميزة تنافسية‪.‬‬
‫والغرض من هذا البحث هو تقديم بعض االستراتيجيات التي قد تعزز اإلبداع البحثي في عالقته بدرجة‬
‫التزام الباحثين باملعايير األخالقية للبحث العلمي‪ .‬خاصة أن العلماء والباحثين في مجتمع اليوم يعانون من الكثير من‬
‫الضغوط متنوعة املصادر مثل التدريس والحصول على املنح والنشر واإلرشاد واإلشراف‪ ،‬التي قد تعارض تفكيرهم‬
‫اإلبداعي وال تترك لهم سوى القليل من الوقت للتفكير غير املوجه‪ .‬وإن كان الفكر والبحث الحر وغير املوجه متطلبات‬
‫أساسية لإلبداع في البحث العلمي‪ ،‬إال أنها حرية أكاديمية مسؤولة‪ ،‬ينظمها مجموعة معايير أخالقية عاملية للبحث‬
‫العلمي‪ ،‬خاصة في ظل تزايد انتهاكات بعض الباحثين للمعايير األخالقية للبحث العلمي باختالف درجاتهم العلمية‬
‫ودوافعهم للبحث العلمي‪ ،‬بسبب غياب الرقابة والتقاعس عن تطبيق السياسات الرادعة على من يثبت خرقهم‬
‫لألخالقيات والقوانين في أنشطتهم العلمية‪.‬‬
‫وهذا ما أكدته دراسة وصفية تحليلية أجراها فواز (‪ )2018‬بعنوان "أخالقيات البحث العلمي"‪ ،‬إذ توصلت‬
‫نتائجها إلى أن هناك الكثير من الحاالت التي تبين وجود ظاهرة االبتعاد عن أخالقيات البحث العلمي‪ ،‬مما يستلزم‬
‫إيجاد وسائل لضبط هذه األخالقيات وتعزيزها لدى الباحث‪ .‬فغياب أخالقيات البحث العلمي ليست حاالت فردية بل‬
‫هي ترقى إلى مستوى الظاهرة‪ ،‬وال تنحصر بمجتمع معين‪ ،‬فحتى الغرب يشهد العديد من حاالت االبتعاد عن أخالقيات‬
‫البحث العلمي عند كتابته‪ ،‬على الرغم من االختالفات بين املجتمعات حول نسبة انتشار هذه الظاهرة‪ .‬وقد أوصت‬
‫هذه الدراسة بضرورة إجراء دراسات إحصائية حول درجة تمسك الباحث العربي بأخالقيات البحث العلمي‪ ،‬ألن‬
‫ً‬
‫العلم واألخالق وجهان لعملة واحدة ال يستقيم البحث العلمي من دونهما‪ ،‬وإذا أردنا بحث علمي قيما يسهم في خدمة‬
‫البشرية‪ ،‬فإنه البد من االهتمام بالجانب األخالقي وتقويمه‪.‬‬
‫وعليه فقد جاء البحث الحالي كاستجابة لهذه التوصيات‪ ،‬ومحاولة للتعرف على طبيعة العالقة بين درجة‬
‫التزام الباحثين باملعايير األخالقية للبحث العلمي واإلبداع البحثي؛ وهو موضوع لم توجه له الجهود البحثية‪ -‬في حدود‬
‫علم الباحثة‪ -‬إذ أن الدراسات التي أجريت كانت دراسات قليلة وصفية تحليلية عن أخالقيات البحث العلمي‪ ،‬ولم‬
‫تتناول هذه الدراسات عالقة التزام الباحثين بأخالقيات البحث العلمي بغيرها من املتغيرات في دراسات وصفية‬
‫إحصائية‪ ،‬وهو ما يهتم به البحث الحالي‪ .‬وبناء على ما سبق يمكن طرح السؤال الرئيس التالي‪:‬‬
‫‪ -‬ما طبيعة العالقة بين درجة التزام الباحثين باملعايير األخالقية للبحث العلمي وإبداعهم البحثي؟‬
‫وينبثق عن هذا السؤال العام عدة أسئلة فرعية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما مستوى التزام الباحثين باملعايير األخالقية للبحث العلمي؟‬
‫‪ -2‬ما مستوى اإلبداع البحثي لدى أفراد عينة البحث؟‬
‫‪ -3‬ما طبيعة العالقة بين درجة التزام أفراد عينة البحث باملعايير األخالقية للبحث العلمي وإبداعهم البحثي؟‬
‫‪ -4‬هل توجد فروق جوهرية بين الذكور واإلناث من أفراد عينة البحث في درجات االلتزام باملعايير األخالقية‬
‫للبحث العلمي؟‬
‫‪ -5‬هل توجد فروق جوهرية بين الذكور واإلناث من أفراد عينة البحث في درجات اإلبداع البحثي؟‬
‫‪ -6‬هل تختلف درجات االلتزام باملعايير األخالقية في البحث العلمي لدى أفراد عينة البحث باختالف الدرجة‬
‫العلمية (ماجستير‪ ،‬دكتوراه‪ ،‬ما بعد الدكتوراه)؟‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)27‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫‪ -7‬هل تختلف درجات اإلبداع البحثي لدى أفراد عينة البحث باختالف الدرجة العلمية (ماجستير‪ ،‬دكتوراه‪ ،‬ما‬
‫بعد الدكتوراه)؟‬
‫‪ -8‬هل تختلف درجات االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي لدى أفراد عينة البحث باختالف عدد البحوث‬
‫املنشورة (‪ 5 -1‬بحث‪10 -6 ،‬بحث‪ ،‬أكثر من ‪10‬بحوث‪ ،‬لم ينشر أي بحث)؟‬
‫‪ -9‬هل تختلف درجات اإلبداع البحثي لدى أفراد عينة البحث باختالف عدد البحوث املنشورة (‪ 5 -1‬بحث‪-6 ،‬‬
‫‪10‬بحث‪ ،‬أكثر من ‪10‬بحوث‪ ،‬لم ينشر أي بحث)؟‬
‫‪ -10‬هل تتنبأ درجات االلتزام باملعايير األخالقية في البحث العلمي بدرجات اإلبداع البحثي لدى أفراد عينة البحث؟‬

‫أهداف البحث‪:‬‬
‫يهدف البحث إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد مستوى التزام الباحثين باملعايير األخالقية للبحث العلمي‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد مستوى اإلبداع البحثي لدى أفراد عينة البحث‪.‬‬
‫‪ -3‬التعرف على طبيعة العالقة بين التزام أفراد عينة البحث باملعايير األخالقية للبحث العلمي وإبداعهم البحثي‪.‬‬
‫‪ -4‬الكشف عن الفروق بين الذكور واإلناث من أفراد عينة البحث في االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي‪.‬‬
‫‪ -5‬الكشف عن الفروق بين الذكور واإلناث من أفراد عينة البحث في اإلبداع البحثي‪.‬‬
‫‪ -6‬الكشف عن الفروق في االلتزام باملعايير األخالقية في البحث العلمي لدى أفراد عينة البحث التي تعزى إلى‬
‫الدرجة العلمية (ماجستير‪ ،‬دكتوراه‪ ،‬ما بعد الدكتوراه)‪.‬‬
‫‪ -7‬الكشف عن الفروق في اإلبداع البحثي لدى أفراد عينة البحث التي تعزى إلى الدرجة العلمية (ماجستير‪،‬‬
‫دكتوراه‪ ،‬ما بعد الدكتوراه)‪.‬‬
‫‪ -8‬الكشف عن الفروق في االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي لدى أفراد عينة البحث التي تعزي إلى عدد‬
‫البحوث املنشورة (‪ 5 -1‬بحث‪10 -6 ،‬بحث‪ ،‬أكثر من ‪10‬بحوث‪ ،‬لم ينشر أي بحث)‪.‬‬
‫‪ -9‬الكشف عن الفروق في اإلبداع البحثي لدى أفراد عينة البحث التي تعزى إلى عدد البحوث املنشورة (‪5 -1‬‬
‫بحث‪10 -6 ،‬بحث‪ ،‬أكثر من ‪10‬بحوث‪ ،‬لم ينشر أي بحث)‪.‬‬
‫‪ -10‬التعرف على إمكانية التنبؤ باإلبداع البحثي من درجات االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي‪.‬‬

‫أهمية البحث‪:‬‬
‫ا‬
‫أوال‪ :‬األهمية النظرية‪:‬‬
‫‪ -1‬يعد هذا البحث من باكورة البحوث والدراسات التي تهدف إلى دراسة درجة التزام الباحثين بأخالقيات البحث‬
‫العلمي‪ ،‬ويعد موضوع هام بالجامعات العربية في القرن الحالي من أجل تجويد البحوث العربية من جهة‪،‬‬
‫واالعتماد البرامجي واملؤسس ي للجامعات على املستوى اإلقليمي والدولي من جهة ثانية لالعتراف بجهودها البحثية‪.‬‬
‫‪ -2‬تنبع أهمية البحث الحالي من موضوعه‪ ،‬إذ يعد دراسة وصفية ارتباطية مقارنة ملتغير اإلبداع البحثي‪ ،‬الذي لم‬
‫توجه له جهود الباحثين – في حدود علم الباحثة – رغم أهميته في ضوء معايير االعتماد املؤسس ي للجامعات‪،‬‬
‫والتعرف على طبيعة عالقته بمتغير التزام الباحثين باملعايير األخالقية للبحث العلمي‪.‬‬
‫‪ -3‬ندرة الدراسات التي تناولت بالبحث والدراسة متغير املعايير األخالقية للبحث العلمي‪ ،‬مما يسهم في فتح أفاق‬
‫بحثية مستقبلية في هذا املوضوع في املجتمع املحلي واإلقليمي‪.‬‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)28‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫‪ -4‬تقديم مقياسين للبيئة العربية لـمتغير املعايير األخالقية للبحث العلمي ومتغير اإلبداع البحثي‪ ،‬مما يسهم في إثراء‬
‫املكتبة العربية املختصة بالقياس النفس ي‪.‬‬
‫ا‬
‫ثانيا‪ :‬األهمية التطبيقية‪:‬‬
‫‪ -1‬في ضوء نتائج البحث الحالي سوف يتم تقديم عدد من التوصيات يمكن االستفادة منها في تغيير سياسات ولوائح‬
‫البحث العلمي بالجامعات ووضع دليل إرشادي ألخالقيات البحث العلمي‪ ،‬وتكوين لجنة األخالقيات بكل جامعة‪.‬‬
‫‪ -2‬قد تفيد نتائج البحث الحالي في توجيه انتباه املسؤولين عن البحث العلمي بالجامعات عن ضرورة وضع برامج‬
‫تدريبية وورش عمل عن أخالقيات البحث العلمي واستراتيجيات اإلبداع في البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ -3‬توجيه اهتمام املعنيين ببرامج الدراسات العليا بالجامعات لتطوير البرامج وتوصيفها‪ ،‬وإضافة مقرر" أخالقيات‬
‫البحث العلمي" للبحوث الكمية والنوعية لتدريسه بمرحلتي املاجستير والدكتوراه‪.‬‬

‫مصطلحات البحث‪:‬‬

‫االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي‪Adherence to Research Ethics Norms :‬‬


‫عرف هيل وي ‪ Hillway‬البحث العلمي بأنه" وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حل مشكلة‬
‫محددة وذلك عن طريق التقص ي الشامل والدقيق لجميع الشواهد واألدلة التي يمكن التحقق منها والتي تتصل‬
‫باملشكلة املحددة" (سهيل‪.)23 ،2008،‬‬
‫أما أخالقيات البحث العلمي عرفها (‪) McLeod, 2015‬بأنها "قواعد السلوك الصحيحة الالزمة عند إجراء‬
‫البحوث‪ ،‬وأن يكون لدى الباحثين مسؤولية أخالقية لحماية املشاركين في البحث من األذى"‪.‬‬
‫كذلك عرف فواز (‪ )561 ،2008‬أخالقيات البحث العلمي بأنها " معايير أخالقية متفق عليها يجب االلتزام بها‬
‫من قبل الباحثين وهي شرط الزم يجب توافرها من أجل رصانة البحث العلمي"‪.‬‬
‫ً‬
‫وتعرف الباحثة االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي إجرائيا بأنه" الوعي بالقواعد املهنية واملبادئ‬
‫األخالقية الراسخة وتطبيقها في أداء جميع األنشطة ذات الصلة بالبحث العلمي‪ ،‬والتزام الباحثين باملبادئ التوجيهية‬
‫للسلوك العلمي املسؤول في البحث والتأليف والترجمة واإلشراف على الرسائل العلمية وتحكيم ومناقشة البحوث‪،‬‬
‫لضمان مستوى أخالقي عال وليكونوا صادقين ويحترمون جميع األفراد والزمالء واملجتمع ككل وضمان محاسبتهم أمام‬
‫ً‬
‫املجتمع تحقيقا ملبدأ النزاهة والثقة في انتاجهم العلمي‪ .‬وتمثله الدرجة التي يحصل عليها الفرد في مقياس االلتزام‬
‫باملعايير األخالقية للبحث العلمي الذي أعدته الباحثة"‪.‬‬

‫اإلبداع البحثي‪Research Creativity :‬‬


‫عرف روشكا (‪ )17 -16 ،1989‬اإلبداع بأنه "هو النشاط أو العملية التي تقود إلى انتاج يتصف بالجدة‬
‫واألصالة والقيمة من أجل املجتمع‪ ،‬وإيجاد حلول جديدة لألفكار واملشكالت إذا ما تم التوصل إليها بطريقة مستقلة‬
‫حتى لو كانت غير جديدة على العلم واملجتمع"‪.‬‬
‫ً‬
‫وتعرف الباحثة اإلبداع البحثي إجرائيا بأنه "امتالك الباحث معرفة علمية رصينة ألساسيات وقواعد‬
‫ومنهجية البحث العلمي‪ ،‬والتحلي بالقدرات واملهارات وسرعة البديهة واملوضوعية والجرأة واملثابرة في ممارسة البحث‬
‫العلمي واجراءاته واقتراح أساليب وآليات جديدة في تصميم البحث وتنفيذه وفي جمع وتحليل البيانات وتجاوز‬
‫املعوقات ووضع الحلول للتغلب عليها‪ ،‬واالستفادة من األساليب التقنية الحديثة في تنفيذ البحث‪ ،‬واحترام رغبة‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)29‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫املشاركين في البحث ومراعاة الفروق الفردية بينهم‪ ،‬واالستفادة من مالحظات وآراء اآلخرين وإعالء املصلحة العامة‬
‫على األهداف الشخصية‪ ،‬مما يحقق الجدية واألصالة والتجديد واإلبداع في تناول املشكالت التي تؤرق املجتمع ووضع‬
‫حلول إبداعية لها وتسجيل براءات اختراع تفيد البشرية‪ .‬وتمثله الدرجة التي يحصل عليها الفرد على مقياس اإلبداع‬
‫البحثي الذي أعدته الباحثة"‪.‬‬

‫‪ -2‬منهجية البحث وإجراءاته‪:‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬
‫اعتمد البحث الحالي على املنهج الوصفي (االرتباطي املقارن) لإلجابة عن أسئلة البحث‪ ،‬وذلك للتعرف على‬
‫طبيعة العالقة بين درجة االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي واإلبداع البحثي‪ ،‬والكشف عن الفروق في االلتزام‬
‫باملعايير األخالقية للبحث العلمي واإلبداع البحثي التي تعزى إلى الجنس والدرجة العلمية وعدد األبحاث املنشورة‪.‬‬

‫مجتمع البحث‪:‬‬
‫الباحثين في مجال العلوم النفسية والتربوية بمرحلة املاجستير والدكتوراه وما بعد الدكتوراه‪.‬‬

‫عينة البحث‪:‬‬
‫تم اختيار عينة عشوائية طبقية من الباحثين في تخصص علم النفس (‪ )41‬واملناهج وطرق التدريس (‪،)28‬‬
‫واإلدارة التربوية (‪ )33‬وأصول التربية (‪ ،)17‬التربية الخاصة (‪ .)13‬بلغت عينة البحث النهائية (‪ )142‬باحث بالجامعة‪،‬‬
‫ً‬
‫(‪ )85‬منهم ذكور‪ ،‬و(‪ )57‬اناث‪ ،‬تراوحت أعمارهم بين (‪ 26‬إلى ‪ )57‬عام‪ ،‬منهم ‪ 15‬باحثا ما بين معيد ومحاضر‬
‫بالجامعة‪ ،‬و(‪ )54‬عضو هيئة تدريس بالجامعة‪ ،‬بينما (‪ )73‬منهم من الباحثين بالجامعة من غير أعضاء الهيئة‬
‫التدريسية ومعاونيهم‪ .‬وفيما يلي توزيع ألفراد عينة البحث حسب الدرجة العلمية‪ :‬بلغ عدد الباحثين بدرجة املاجستير‬
‫(‪ ،)70‬ومن درجة الدكتوراه (‪ ،)20‬ومن الباحثين ما بعد الدكتوراه (‪ .)52‬أما الباحثين حسب عدد األبحاث املنشورة‬
‫كانوا ‪ 9‬فقط في فئة عدد األبحاث (‪ ،)5 -1‬و‪ 14‬فئة عدد األبحاث (‪ ،)10 -6‬و‪ 37‬باحث في فئة عدد األبحاث (أكثر من‬
‫‪ 10‬أبحاث)‪ ،‬و‪ 82‬باحث (لم ينشروا أي بحث)‪.‬‬
‫قامت الباحثة بإرسال الرابط اإللكتروني ألدوات البحث لعينة بلغت (‪ )300‬باحث عبر تطبيق الواتساب‬
‫والفيسبوك والبريد اإللكتروني‪ ،‬أجاب عن املقاييس املستخدمة في البحث (‪ )142‬منهم فقط‪ ،‬بعد إبداء موافقتهم‬
‫ُ‬
‫الكتابية باإلجابة عن السؤال املتعلق بالرغبة في املشاركة في البحث‪ .‬وقد طلب من أفراد العينة اإلجابة عن سؤال‪:‬‬
‫هل توافق على أن يعلن عن اسم الجامعة التي تنتسب لها في نتائج البحث أم ال؟‪ ،‬كانت إجابة ‪ %87‬منهم بال‪ ،‬مما‬
‫جعل الباحثة تتخذ قرار بعدم اإلفصاح عن اسم الجامعة التي ينتمون إليها كباحثين أو كأعضاء هيئة تدريس‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫احتراما لحقوقهم وتطبيقا ألخالقيات البحث العلمي‪.‬‬

‫أدوات البحث‪:‬‬
‫استخدمت الباحثة األدوات التالية‪:‬‬
‫ا‬
‫أوال‪ :‬مقياس املعايير األخالقية للبحث العلمي (إعداد الباحثة)‬
‫بعد االطالع على االطار النظري والدراسات والبحوث السابقة حول موضوع البحث العلمي وأخالقياته‬
‫ومعاييره العربية والدولية‪ ،‬لم تجد الباحثة‪ -‬في حدود علمها‪ -‬مقياس خاص بقياس املعايير األخالقية للبحث العلمي في‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)30‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫البيئة العربية‪ .‬ولذلك أعدت الباحثة املقياس الحالي لقياس درجة التزام الباحثين باملعايير األخالقية للبحث العلمي‬
‫لتحقيق أهداف البحث‪.‬‬

‫الصورة املبدئية للمقياس‪:‬‬


‫يتكون املقياس الحالي من (‪ )60‬عبارة مصاغة بصورة ايجابية لقياس املعايير األخالقية في البحث العلمي التي‬
‫ينبغي على الباحثين االلتزام بها‪ .‬وذلك بعد طرح سؤال مفتوح على عينة من الباحثين حول مفهوم أخالقيات البحث‬
‫العلمي وما هي املعايير األخالقية التي ينبغي على الباحثين االلتزام بها‪ ،‬حيث أجاب (‪ )20‬باحث‪ .‬وفي ضوء إجاباتهم على‬
‫األسئلة املطروحة تم صياغة بنود مقياس املعايير األخالقية للبحث العلمي‪ .‬وتتوزع بنود املقياس على خمسة أبعاد‬
‫فرعية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫املعايير األخالقية إلجراءات البحث‪ :‬مجموعة املبادئ التي تحكم الطريقة التي يتم بها تصميم وإجراء أي‬
‫بحث يتضمن مشاركين من البشر‪ .‬وتتعلق هذه املعايير باختيار مشكلة البحث ومراعاة مبادئ الشريعة اإلسالمية عند‬
‫تطبيق البحث‪ ،‬والحصول على موافقة العينة على مشاركتهم في البحث‪ ،‬والنزاهة والشفافية عند تصميم إجراءات‬
‫البحث وتجنب املصالح الشخصية وتوظيف موارد البحث بما يخدم تحقيق أهدافه‪ ،‬ودقة ومصداقية وموضوعية‬
‫البيانات التي يتم جمعها والحفاظ على سريتها‪ ،‬واختيار وتطبيق أدوات القياس املناسبة ألفراد عينة البحث بما‬
‫يحفظ كرامة وسالمة املشاركين وتكريمهم بشكل معتدل على مشاركتهم في البحث‪ .‬وتتضمن العبارات التي أرقامها من‬
‫(‪.)20 -1‬‬
‫املعايير األخالقية للملكية الفكرية‪ :‬هي تلك املبادئ واألخالقيات املتعلقة بالتأليف وسياسات حقوق النشر‬
‫وبراءات االختراع وسياسات مشاركة البيانات وتداولها واالقتباس لحماية مصالح امللكية الفكرية مع تشجيع التعاون‬
‫فهم النصوص املنقولة وعدم بترها وأخذ موافقات كتابية قبل ترجمة ونشر الكتب واملقاييس من مؤلفها أو من دار‬
‫النشر‪ ،‬وتحديد مصادر اقتباس املعلومات وتوثيقها بشكل واضح في متن البحث وقائمة املراجع بالحد املسموح به‬
‫تحقيقا الحترام امللكية الفكرية لآلخرين‪ .‬وتشتمل على العبارات التي أرقامها من (‪.)30 -21‬‬
‫املعايير األخالقية للمسؤولية االجتماعية‪ :‬مجموعة املبادئ التي يجب على الباحث االلتزام بها لضمان إجراء‬
‫البحوث بطريقة تخدم مصالح األفراد والجماعات أو املجتمع ككل‪ ،‬ومحاسبتهم أمام املجتمع في حالة اإلخالل بها‪،‬‬
‫وتحملهم املسؤولية االجتماعية وإبالغ املجتمع عن أضرار ومخاطر أبحاثهم إن وجدت‪ ،‬ودراسة القضايا التي تالمس‬
‫واقع املجتمع وتجنب دراسة القضايا الحساسة غير املوجودة باملجتمع‪ ،‬والحرص على أن تكون أبحاثهم ذو نفع وفائدة‬
‫لصحة املجتمع ورفاهيته‪ .‬وتتكون من العبارات التي أرقامها من (‪.)40 -31‬‬
‫املعايير األخالقية لإلرشاد واإلشراف العلمي وتحكيم البحوث‪ :‬مبادئ تهدف إلى تحقيق اإلرشاد واإلشراف‬
‫العلمي املسؤول‪ ،‬من حيث احترام الباحث للمشرف واتباع توجيهاته وتعليماته ومعرفة حدود مسؤوليات وصالحيات‬
‫املشرف‪ ،‬كذلك دور املشرف العلمي تجاه الباحث الذي يشرف عليه وواجباته واحترام رأي الباحث وتنمية شخصيته‬
‫العلمية‪ ،‬وكذلك التحلي باملوضوعية واألمانة والنزاهة عند تحكيم الرسائل والبحوث العلمية دون تمييز بين الباحثين‬
‫على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو غيرها من األسباب لضمان مستوى أخالقي في سلوك الباحثين واملشرفين‪.‬‬
‫وتتضمن العبارات أرقام من (‪.)50 -41‬‬
‫املعايير األخالقية لحقوق الزمالء الباحثين‪ :‬مجموعة من األخالقيات التي تضمن السلوك األكاديمي الجيد‬
‫بين الباحثين بعضهم البعض‪ ،‬بما يحقق التعاون والتنسيق واالحترام والشفافية والتقدير واالنفتاح على أفكار وآراء‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)31‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫ً‬
‫اآلخرين والتحلي بالرؤية الثاقبة لعمل الزمالء تحقيقا ملبدأ النزاهة وعدم الخداع واملحافظة على الوعود في املشاريع‬
‫البحثية املشتركة‪ .‬وتتضمن العبارات التي أرقامها من (‪.)60 -51‬‬
‫ً‬
‫طريقة االجابة ومفتاح التصحيح‪ :‬يتم االجابة على عبارات املقياس باختيار واحدا من خمس بدائل وتصحح‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كما يلي (دائما =‪ ،5‬غالبا =‪ ،4‬أحيانا =‪ ،3‬نادرا =‪ ،2‬أبدا = ‪.)1‬‬

‫الخصائص السيكومترية للمقياس‪:‬‬


‫قامت الباحثة بإعداد نسخة من املقياس بعد إجراء تعديالت املحكمين وتطبيقها على عينة مكونة من (‪)40‬‬
‫باحث علمي‪ ،‬وذلك من أجل التحقق من الخصائص السيكومترية للمقياس‪.‬‬

‫‪ -1‬صدق املحكمين‪:‬‬
‫بعد وضع املقياس في صورته األولية تم إرساله للتحكيم من عدد من األساتذة املتخصصين في علم النفس‬
‫والقياس والتقويم النفس ي‪ ،‬للحكم على دقة ومناسبة الصياغة اللغوية للعبارات وانتمائها ألبعادها أو للمقياس ككل‪.‬‬

‫‪ -2‬االستساق الداخلي‪:‬‬
‫تم التحقق من االتساق الداخلي بحساب معامالت االرتباط بين العبارات والدرجة الكلية للبعد الذي تنتمي‬
‫إليه‪ ،‬وكذلك ارتباطها بالدرجة الكلية للمقياس‪ ،‬وارتباط األبعاد بالدرجة الكلية للمقياس‪ ،‬وكانت النتائج كما هو‬
‫موضح بالجداول التالية‪:‬‬
‫جدول (‪ )1‬معامالت االرتباط بين عبارات مقياس املعايير األخالقية للبحث العلمي والدرجة الكلية للبعد الذي‬
‫تنتمي إليه وداللتها‬
‫العبارة املعامل العبارة املعامل العبارة املعامل العبارة املعامل العبارة املعامل‬
‫‪0813‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪0.902‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪0.841‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪0.857‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪0.843‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0.672‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪0825‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪0.764‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪0.799‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪0.815‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪0.785‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪0.808‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪0.908‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪0.824‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0.844‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪0.825‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪0.773‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.818‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪0.841‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪0.863‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪0.725‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪0.815‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪0.714‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪0.792‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪0.802‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪0.836‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪0.834‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪0.790‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪0.747‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪0.881‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪0.824‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪0.708‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪0.825‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪0.767‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪0.895‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪0.779‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪0.897‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪0.795‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪0.865‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0.913‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪0.877‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪0.820‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪0.901‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪0.823‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪0.869‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪0.697‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪0.799‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪0.798‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪0.911‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪0.686‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪0.800‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪0.809‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪0.817‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪0.849‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪0.846‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪0.830‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪0.830‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪0.858‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪0.898‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪0.891‬‬ ‫‪12‬‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)32‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫جدول (‪ )2‬معامالت االرتباط بين عبارات مقياس املعايير األخالقية للبحث العلمي والدرجة الكلية للمقياس‬
‫وداللتها‬
‫العبارة املعامل العبارة املعامل العبارة املعامل العبارة املعامل العبارة املعامل‬
‫‪0812‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪0.908‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪0.811‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪0.867‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪0.825‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0.616‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪0816‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪0.754‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪0.800‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪0.777‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪0.711‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪0.792‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪0.889‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪0.833‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0.810‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪0.749‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪0.733‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.802‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪0.818‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪0.827‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪0.697‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪0.709‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪0.717‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪0.760‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪0.779‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪0.842‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪0.693‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪0.760‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪0.705‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪0.841‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪0.858‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪0.674‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪0.788‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪0.736‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪0.864‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪0.790‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪0.837‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪0.776‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪0.842‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0.910‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪0.860‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪0.794‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪0.860‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪0.808‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪0.859‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪0.580‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪0.781‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪0.749‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪0.867‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪0.697‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪0.745‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪0.793‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪0.819‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪0.834‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪0.849‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪0.760‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪0.841‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪0.858‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪0.853‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪0.877‬‬ ‫‪12‬‬
‫يتضح من الجدولين السابقين (‪ )2 ،1‬أن معامالت ارتباط العبارات بالدرجة الكلية للبعد الذي تنتمي إليه‬
‫تراوحت بين (‪ ،)0.911- 0.672‬بينما تراوحت معامالت ارتباط العبارات بالدرجة الكلية للمقياس بين (‪- 0.616‬‬
‫ً‬
‫‪)0.910‬وكانت جميعها دالة إحصائيا عند مستوى (‪ ،)0.01‬وهذا يشير إلى االتساق الداخلي للمقياس‪.‬‬
‫جدول (‪ )3‬معامالت االرتباط بين أبعاد مقياس املعايير األخالقية للبحث العلمي والدرجة الكلية للمقياس وداللتها‬
‫معامل االرتباط‬ ‫األبعاد‬
‫‪0.977‬‬ ‫املعايير األخالقية إلجراءات البحث‬
‫‪0.973‬‬ ‫املعايير األخالقية للملكية الفكرية‬
‫‪0.976‬‬ ‫املعايير األخالقية للمسؤولية االجتماعية‬
‫‪0.947‬‬ ‫املعايير األخالقية لإلرشاد واإلشراف العلمي وتحكيم البحوث‬
‫‪0.957‬‬ ‫املعايير األخالقية لحقوق الزمالء الباحثين‬
‫يتضح من الجدول السابق (‪ )3‬أن معامالت ارتباط األبعاد بالدرجة الكلية للبعد الذي تنتمي إليه تراوحت‬
‫ً‬
‫بين (‪ )0.977- 0.947‬وكانت جميعها دالة إحصائيا عند مستوى (‪ ،)0.01‬مما يشير إلى االتساق الداخلي ملقياس املعايير‬
‫األخالقية للبحث العلمي‪.‬‬

‫‪ -3‬ثبات املقياس‬
‫تم حساب ثبات ألفا كرونباخ للدرجة الكلية للمقياس وبلغت قيمة معامل ثبات ألفا كرونباخ (‪ )0.990‬أما‬
‫ثبات التجزئة النصفية سبيرمان‪-‬براون (‪( )0.960‬قيمة معامل ألفا للنصف األول ‪ 0.984‬تقترب من قيمة ألفا للنصف‬
‫الثاني ‪ .)0.979‬كذلك بلغت قيمة ألفا للبعد األول (‪ ،)0.977‬وثبات التجزئة النصفية سبيرمان – براون ‪( 0.906‬قيمة‬
‫معامل ألفا للنصف األول ‪ 0.966‬تقترب من قيمة ألفا للنصف الثاني ‪)0.961‬؛ كذلك بلغت قيمة ألفا للبعد الثاني‬
‫(‪ ،)0.950‬وثبات التجزئة النصفية جتمان ‪( 0.919‬قيمة معامل ألفا للنصف األول ‪ 0.935‬تختلف عن قيمة ألفا‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)33‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫للنصف الثاني ‪ .)0.885‬أما قيمة ألفا للبعد الثالث بلغت (‪ ،)0.948‬وثبات التجزئة النصفية سبيرمان – براون ‪0.938‬‬
‫(قيمة معامل ألفا للنصف األول ‪ 0.905‬تقترب من قيمة ألفا للنصف الثاني ‪ ،)0.906‬في حين بلغت قيمة ألفا للبعد‬
‫الرابع (‪ ،)0.935‬وثبات التجزئة النصفية جتمان ‪( 0.880‬قيمة معامل ألفا للنصف األول ‪ 0.911‬تختلف عن قيمة‬
‫ألفا للنصف الثاني ‪ .)0.884‬كذلك بلغت قيمة ألفا للبعد الخامس (‪ ،)0.934‬وثبات التجزئة النصفية سبيرمان –‬
‫براون ‪( 0.880‬قيمة معامل ألفا للنصف األول ‪ 0.898‬تقترب من قيمة ألفا للنصف الثاني ‪ ،)0.891‬مما يشير إلى تمتع‬
‫مقياس املعايير األخالقية في البحث العلمي املعد في البحث الحالي بالثبات‪ .‬وبعد التحقق من الخصائص السيكومترية‬
‫ملقياس املعايير األخالقية للبحث العلمي على أفراد العينة االستطالعية حيث يتمتع بثبات وصدق مرتفع؛ يصبح بذلك‬
‫ً‬
‫معدا للتطبيق بكل ثقة وإطمئنان على أفراد عينة البحث‪.‬‬
‫ا‬
‫ثانيا‪ :‬مقياس اإلبداع البحثي (إعداد‪ :‬الباحثة)‬
‫رغم تعدد البحوث والدراسات في مجال اإلبداع منذ فترة زمنية طويلة في مختلف قطاعات األعمال‪ ،‬اال أن‬
‫قياس درجة اإلبداع في البحوث العلمية لم يوجه إليه الباحثين واملختصين اهتمامهم من البحوث والدراسات ‪-‬في‬
‫حدود علم الباحثة‪ -‬وذلك بعد البحث والتقص ي في قواعد البيانات العربية واألجنبية على الشبكة العنكبوتية‪ .‬ولعل‬
‫هذا كان الدافع وراء إعداد هذا املقياس‪ ،‬الذي قد يشكل بوصلة لتوجيه االهتمام البحثي في املستقبل بهذا املتغير‬
‫ً‬
‫ونقل مصطلح اإلبداع إلى ميدان البحث العلمي تحقيقا ملعايير الجودة واالعتماد في الجامعات العربية‪.‬‬

‫الصورة األولية للمقياس‪:‬‬


‫ويتكون املقياس من (‪ )30‬عبارة‪ ،‬تقيس اإلبداع في البحث العلمي‪ .‬تم صياغتها بعد طرح سؤال مفتوح على‬
‫عدد من الباحثين (‪ )20‬باحث حول معنى االبداع في البحث العلمي ومظاهره‪.‬‬

‫طريقة اإلجابة ومفتاح التصحيح‪:‬‬


‫ويتم االجابة على املقياس باستخدام مقياس ليكرت الخماس ي‪ ،‬حيث يختار املستجيب واحد من االختيارات‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫التالية (دائما ‪ -‬غالبا ‪ -‬احيانا ‪ -‬نادرا ‪ -‬أبدا)‪ .‬وتصحح االجابات بإعطاء الدرجات (‪.)1 ،2 ،3 ،4 ،5‬‬

‫الخصائص السيكومترية للمقياس‪:‬‬


‫قامت الباحثة بإعداد نسخة من املقياس بعد إجراء تعديالت املحكمين وتطبيقها على عينة مكونة من (‪)40‬‬
‫باحث علمي وذلك من أجل التحقق من الخصائص السيكومترية للمقياس‪.‬‬

‫‪ -1‬صدق املحكمين‪:‬‬
‫قامت الباحثة بوضع املقياس في صورته األولية‪ ،‬ثم إرساله للتحكيم من عدد من األساتذة املتخصصين في‬
‫علم النفس والقياس والتقويم والقياس النفس ي‪ ،‬للحكم على مناسبة الصياغة اللغوية ووضوحها ومدى انتماء‬
‫العبارة للبعد وللمقياس ككل‪ ،‬وقد اتفق املحكمين على مناسبة الصياغة اللغوية للعبارات وكذلك انتمائها للمقياس‬
‫ككل ولألبعاد التي تندرج أسفلها العبارات‪.‬‬

‫‪ -2‬االستساق الداخلي‪:‬‬
‫تم التحقق من االتساق الداخلي بحساب معامالت االرتباط بين العبارات والدرجة الكلية للمقياس‪ ،‬على‬
‫ً‬
‫العينة االستطالعية التي أوضحتها الباحثة سابقا وكانت النتائج كما هو موضح بالجدول التالي‪:‬‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)34‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫جدول (‪ )4‬معامالت االرتباط بين عبارات مقياس اإلبداع البحثي والدرجة الكلية للمقياس وداللتها‬
‫العبارة املعامل العبارة املعامل العبارة املعامل العبارة املعامل العبارة املعامل‬
‫‪0831‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪0.691‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪0.718‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪0.780‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪0.830‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0.824‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪0789‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0.724‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪0.856‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0.689‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪0.632‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪0.795‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪0.866‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0.818‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0.733‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪0.777‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪0.844‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪0.824‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪0.770‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0.806‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪0.796‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪0.867‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪0.770‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪0.753‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪0.756‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪0.812‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪0.854‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪0.741‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪0.762‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪0.737‬‬ ‫‪6‬‬
‫يتضح من الجدول السابق (‪ )4‬أن معامالت ارتباط العبارات بالدرجة الكلية للمقياس تراوحت بين (‪- 0.632‬‬
‫ً‬
‫‪ ،)0.867‬وكانت جميعها دالة إحصائيا عند مستوى (‪ ،)0.01‬وهذا يشير إلى االتساق الداخلي للمقياس‪.‬‬

‫‪ -3‬ثبات املقياس‪:‬‬
‫تم حساب ثبات ألفا كرونباخ للدرجة الكلية للمقياس وبلغت قيمة معامل ثبات ألفا كرونباخ (‪ )0.978‬أما‬
‫ثبات التجزئة النصفية سبيرمان‪-‬براون (‪( )0.949‬قيمة معامل ألفا للنصف األول ‪ 0.956‬تقترب من قيمة ألفا للنصف‬
‫الثاني ‪.)0.962‬‬
‫وبعد التحقق من الخصائص السيكومترية ملقياس اإلبداع البحثي على أفراد العينة االستطالعية حيث تمتع‬
‫ً‬
‫بثبات وصدق مقبولين؛ ويصبح بذلك معدا للتطبيق بكل ثقة واطمئنان على أفراد عينة البحث‪.‬‬

‫األساليب اإلحصائية‪:‬‬
‫ً‬
‫من أجل التحقق من فروض البحث الحالي وتحقيقا ألهدافه‪ ،‬استخدم الباحثان األساليب اإلحصائية‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬املتوسط واالنحراف املعياري‪.‬‬
‫‪ -2‬اختبار " ت " ‪.T test‬‬
‫‪ -3‬تحليل التباين األحادي‪.‬‬
‫‪ -4‬معامل ارتباط بيرسون‪.‬‬
‫‪ -5‬تحليل االنحدار البسيط‪.‬‬

‫‪ .3‬عرض نتائج البحث ومناقشتها وتفسيرها‪:‬‬

‫نتائج السؤال األول ومناقشتها وتفسيرها‪:‬‬


‫ينص السؤال األول على" ما مستوى التزام الباحثين باملعايير األخالقية للبحث العلمي؟" ولإلجابة عن هذا‬
‫السؤال تم حساب الفروق بين املتوسط الحسابي واملتوسط النظري باستخدام االختبار التايي لعينة واحدة والجدول‬
‫التالي يوضح النتائج التي تم الحصول عليها‪.‬‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)35‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫الجدول (‪ )5‬يوضح املتوسط الحسابي واالنحراف املعياري لدرجات أفراد العينة على مقياس املعايير األخالقية‬
‫للبحث العلمي‬
‫قيم " مستوى‬ ‫الوسط الوسط االنحراف درجة‬
‫املتغيرات‬
‫الداللة‬ ‫ت"‬ ‫الحسابي الفرض ي املعياري الحرية‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪6.890‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪16.272‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪50.591‬‬ ‫املعايير األخالقية إلجراءات البحث‬
‫‪0.000 16.030 141‬‬ ‫‪7.175‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪25.042‬‬ ‫املعايير األخالقية للملكية الفكرية‬
‫‪0.000 18.244 141‬‬ ‫‪7.176‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪24.014‬‬ ‫املعايير األخالقية للمسؤولية االجتماعية‬
‫املعايير األخالقية لإلرشاد واإلشراف العلمي‬
‫‪0.000 17.605 141‬‬ ‫‪6.745‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪25.035‬‬
‫وتحكيم البحوث‬
‫‪0.000 18.495 141‬‬ ‫‪6.534‬‬ ‫‪35‬‬ ‫املعايير األخالقية لحقوق الزمالء الباحثين ‪24.859‬‬
‫الدرجة الكلية لاللتزام باملعايير األخالقية‬
‫‪0.000 33.327 141‬‬ ‫‪43.070‬‬ ‫‪270 149.542‬‬
‫للبحث العلمي‬
‫يتبين من الجدول (‪ )5‬أن الدرجة الكلية لاللتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي جاءت منخفضة بمتوسط‬
‫حسابي يقدر بـ (‪ ،)149.542‬وهي قيمة منخفضة عن قيمة املتوسط النظري الذي يقدر ب (‪ ،)270‬وانحراف معياري‬
‫يقدر ب (‪ ،)43.070‬وباستخدام اختبار (ت) لعينة واحدة ملقارنة املتوسط الحسابي باملتوسط النظري اتضحت داللة‬
‫الدرجة الكلية لاللتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي حيث بلغت قيمة (ت) ‪.33.327‬‬
‫كذلك كانت درجة البعد األول املعايير األخالقية إلجراءات البحث‪ ،‬والبعد الثاني املعايير األخالقية للملكية‬
‫الفكرية‪ ،‬والبعد الثالث املعايير األخالقية للمسؤولية االجتماعية‪ ،‬والبعد الرابع املعايير األخالقية لإلرشاد واإلشراف‬
‫العلمي وتحكيم البحوث‪ ،‬والبعد الخامس املعايير األخالقية لحقوق الزمالء الباحثين جاءت منخفضة (‪،50.591‬‬
‫‪ )24.859 ،25.035 ،24.014 ،25.042‬على الترتيب عن املتوسط الفرض ي لكل بعد والذي بلغ (‪،35 ،35 ،35 ،60‬‬
‫‪ )35‬على التوالي‪.‬‬
‫وتشير نتائج السؤال األول على امتالك أفراد عينة البحث مستوى منخفض من االلتزام باملعايير األخالقية‬
‫إلجراءات البحث وحقوق امللكية الفكرية واملسؤولية االجتماعية واإلرشاد واإلشراف وتحكيم الرسائل والبحوث‬
‫العلمية وحقوق الزمالء الباحثين‪ ،‬مما يؤكد ضرورة توجيه انتباه املسؤولين واملعنيين بالبحث العلمي بالجامعة‬
‫وبالدراسات العليا ضرورة عقد الدورات التدريبية لتنمية وعي الباحثين املنتسبين للجامعة باملعايير األخالقية للبحث‬
‫ً‬
‫العلمي وأهمية مراعاتها في أنشطتهم العلمية سعيا لتحقيق أهداف البحث العلمي من جهة ومن جهة آخرى أهداف‬
‫الجامعة وحصولها على تصنيف عالمي في مجال البحث العلمي‪.‬‬
‫وقد ترجع نتيجة هذا السؤال إلى نقص وعي الباحثين في الجامعة ببعض املعايير األخالقية التي يجب االلتزام‬
‫بها في بحوثهم العلمية‪ ،‬وكذلك أهمية االلتزام بأخالقيات البحث العلمي وإدراك أنها تصب في مصلحة البحث‬
‫ً‬
‫والباحث أوال قبل الجامعة واملجتمع حيث توفر عليه الوقت والجهد وتهديه وترشده وتحميه من املساءلة املجتمعية‬
‫عن نتائج أبحاثه وسلوكه العلمي غير املسؤول‪ .‬كذلك قد تعود نتيجة هذا السؤال إلى عدم وجود دليل ألخالقيات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫البحث العلمي بالجامعة ليكون مرشدا وهاديا لهم في مختلف تصرفاتهم وسلوكياتهم وأنشطتهم العلمية‪ ،‬وكذلك عدم‬
‫وجود لجنة األخالقيات بالجامعة على غرار الجامعات األجنبية التي تجيز البحوث واألنشطة العلمية للباحثين‬
‫ً‬
‫بالجامعة أخالقيا قبل نشره باملجالت العلمية املحكمة‪.‬‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)36‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫نتائج السؤال الثاني ومناقشتها وتفسيرها‪:‬‬


‫ينص السؤال الثاني على " ما مستوى اإلبداع البحثي لدى أفراد عينة البحث؟ " ولإلجابة عن هذا السؤال‬
‫تم حساب الفروق بين املتوسط الحسابي واملتوسط النظري باستخدام االختبار التايي لعينة واحدة والجدول التالي‬
‫يوضح النتائج التي تم الحصول عليها‪.‬‬
‫الجدول (‪ )6‬يوضح املتوسط الحسابي واالنحراف املعياري لدرجات اإلبداع البحثي‬
‫االنحراف‬ ‫الوسط‬ ‫الوسط‬
‫مستوى الداللة‬ ‫قيم " ت "‬ ‫املتغير‬
‫املعياري‬ ‫الفرض ي‬ ‫الحسابي‬
‫اإلبداع في البحث‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪9.943‬‬ ‫‪20.560‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪72.845‬‬
‫العلمي‬
‫يتبين من الجدول (‪ )6‬أن الدرجة الكلية لإلبداع في البحث العلمي لدى أفراد العينة جاءت منخفضة‬
‫بمتوسط حسابي يقدر بـ (‪ ،)72.845‬وهي قيمة منخفضة عن قيمة املتوسط النظري الذي يقدر ب (‪ ،)90‬وانحراف‬
‫معياري يقدر ب (‪ ،)20.560‬وباستخدام اختبار (ت) لعينة واحدة ملقارنة املتوسط الحسابي باملتوسط النظري اتضحت‬
‫داللة الدرجة الكلية لإلبداع في البحث العلمي حيث بلغت قيمة (ت) ‪ 9.943‬عند مستوى داللة (‪.)0.01‬‬
‫هذه النتيجة تشير إلى انخفاض مستوى اإلبداع في البحث العلمي لدى أفراد عينة البحث‪ ،‬وهذا يعني نقص‬
‫في املعرفة العلمية الرصينة املتعلقة بالبحث العلمي ومنهجيته ودراسة املشكالت التقليدية ونقص الجدية والتجديد‬
‫في املشكالت التي تبحث والحلول التي يضعونها للمشكالت‪ ،‬والتقليدية في إجراءات البحث وأساليب تنفيذه‪ ،‬وكذلك‬
‫نقص الجدية في األساليب والطرق واألدوات املستخدمة في تصميم البحوث وجمع البيانات وتحليلها وغيرها من‬
‫اإلجراءات‪ .‬وعليه فإن الجامعات بحاجة إلى تخطيط ورش عمل ودورات تدريبية لتبصير الباحثين بها باستراتيجيات‬
‫اإلبداع واالبتكار في البحث العلمي‪ ،‬وتشجيعهم لتسجيل براءات اختراعات في جوانب العلم وميادين الحياة املختلفة‬
‫لتكون بحوثهم أكثر قيمة علمية وفائدة مجتمعية‪ .‬وكذلك لتنمية عناصر اإلبداع لديهم من االصالة وتوليد األفكار‬
‫البحثية الجديدة‪ ،‬والطالقة الفكرية واللفظية واالرتباطية والشكلية والتعبيرية‪ ،‬واملرونة وعدم الوقوف على طريقة أو‬
‫أسلوب واحد أو حل واحد فقط للمشكلة موضوع الدراسة‪ ،‬بل الباحث املبدع يغير باستمرار استراتيجيات البحث‬
‫وإجراءاته ويغير تفكيره بما يساهم في تحقيق أهداف البحث‪ .‬كذلك تنمية حساسيتهم للمشكالت وإدراك طبيعتها من‬
‫واقع املجتمع‪ ،‬وامليل إلى التفاصيل وربط عدد من األفكار وتدريبه على التفكير فيها في نفس الوقت دون تشويش أو‬
‫ارت باك‪ ،‬إذ أن تنمية هذه العناصر تؤهل الباحثين لإلنتاج اإلبداعي في كافة انشطتهم العلمية‪ ،‬خاصة أن اإلبداع‬
‫ً‬
‫أصبح اليوم ضرورة من ضرورات الحياة اليومية‪ ،‬وال غنى للباحثين وال الجامعات عنها تحقيقا لرؤية ورسالة وأهداف‬
‫الجميع‪.‬‬
‫كذلك فإن انخفاض مستوى اإلبداع البحثي لدى الباحثين قد يكون نتيجة لغياب السياسات التي تعزز‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اإلبداع واإلنتاج العلمي املتميز إقليميا وعامليا‪ ،‬ونقص صرف املكافآت والجوائز التشجيعية والتقديرية للباحثين‬
‫املبتكرين واملتميزين‪ .‬فاملبدع وغير املبدع يحصل على الدرجات العلمية دون تمييز‪ ،‬ويترقون لدرجات علمية أعلى‬
‫ً‬
‫بنفس اآللية‪ .‬بل قد يكون الباحثين املتميزين علميا يتعرضون ملضايقات نتيجة الحقد والجحود املنهي من بعض‬
‫الزمالء‪ ،‬وانتقاص من شأن انتاجهم العلمي وجهودهم املبذولة في البحث العلمي‪ ،‬وإنكار فضلهم في أسبقية دراسة‬
‫موضوعات جديدة ومبتكرة‪ ،‬وسرقة أعمالهم من أبحاث ومؤلفات من اآلخرين وغيرها من التصرفات التي تندرج تحت‬
‫سوء السلوك األكاديمي بالجامعات‪.‬‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)37‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫ويمكن تفسير انخفاض مستوى اإلبداع البحثي لدى أفراد عينة البحث في ضوء نظريات اإلبداع‪ .‬فقد‬
‫أشارت املدرسة السلوكية أن املبدع يصل إلى االستجابات املبدعة من خالل االرتباط مع نوع التعزيز الذي يعزز به‬
‫ً‬
‫هذا السلوك انطالقا من تكوين عالقة ارتباطية بين املثيرات واالستجابات املبدعة‪ .‬والباحثين في الجامعات العربية‬
‫يفتقدون التعزيز الذي يقودهم نحو التفكير اإلبداعي‪ ،‬وخاصة التعزيز الفارقي الذي يقوي األنشطة العلمية املرغوبة‬
‫ويستبعد األنشطة العلمية غير املرغوبة‪ ،‬مما قلل من الدافعية بين الباحثين لإلبداع واالبتكار‪.‬‬
‫كذلك من خالل املمارسة السلبية السائدة بين الباحثين من نقل النصوص واالقتباس من اآلخرين دون‬
‫مراعاة حقوق امللكية الفكرية‪ ،‬وتجاوز االقتباس في البحوث النسب املسموح بها‪ ،‬ونقص قيام املشرفين بدورهم‬
‫املسؤول تجاه الباحثين‪ ،‬بل أن البعض قد ينشر عمل الباحثين الذي يشرف عليهم دون علمهم وباسمه الشخص ي‪،‬‬
‫والتمييز بين الباحثين عند مناقشة الرسائل العلمية وتحكيم البحوث وفق أسس علمية موضوعية‪ ،‬أدى كل ذلك‬
‫وغيره إلى تثبيت السلوكيات األكاديمية الخاطئة وغير األخالقية بين الباحثين‪ .‬ومن ثم نتيجة ذلك افتقار الباحثين ملا‬
‫أطلقت عليه املدرسة اإلنسانية التحقيق الذاتي‪ ،‬أو الشحنة الدافعة لإلبداع في بحوثهم وكافة األنشطة العلمية‪.‬‬
‫فاإلبداع من وجهة نظر املدرسة اإلنسانية هو عالقة بين الفرد السليم والوسط املشجع واملناسب من أجل النزوع إلى‬
‫تحقيق الذات التي هي امليزة األساسية لإلنسان‪ .‬فاإلبداع العلمي للباحثين هو نتاج بين العوامل الداخلية البيولوجية‬
‫والنفسية وبين ما هو خارجي اجتماعي‪.‬‬
‫ً‬
‫كذلك في ضوء نظرية التعلم االجتماعي أللبرت باندورا‪ ،‬الذي يؤكد أن السلوك متعلم اجتماعيا من خالل‬
‫النمذجة والقدوة واملالحظة‪ .‬فالباحثين يفتقدون للقدوة التي تقدم لهم نموذج يحتذى به في اإلبداع واالبتكار في‬
‫بحوثهم‪ .‬فالنماذج السائدة في بعض الجامعات نماذج محبطة‪ ،‬يرفضون املوضوعات البحثية الجديدة‪ ،‬ويميلون إلى‬
‫النمطية والتقليدية‪ ،‬مما جعل الباحثين يفتقدون إلى الثقة واالهتمام باالبتكار والتجديد في بحوثهم العلمية‪ ،‬وأصبح‬
‫ً‬
‫الكثير من الباحثين مقلدين لغيرهم‪ ،‬ال يضيفون جديدا ألبحاثهم‪ ،‬وتزايدت قضايا االنتحال العلمي‪ ،‬والسرقات األدبية‬
‫على مستوى الباحثين واساتذتهم على حد سواء‪ ،‬نتيجة لالكتفاء بما هو موجود ونقص الدافعية في بذل مزيد من‬
‫الجهد البحثي‪.‬‬

‫نتائج السؤال الثالث ومناقشته‪:‬‬


‫ينص السؤال الثالث على "ما طبيعة العالقة بين درجة التزام أفراد عينة البحث باملعايير األخالقية‬
‫للبحث العلمي وإبداعهم البحثي؟ " ولإلجابة عن هذا السؤال تم حساب معامل االرتباط (بطريقة بيرسون) بين‬
‫الدرجات الخام ألفراد عينة الدراسة (ن=‪ )142‬على مقياس املعايير األخالقية في البحث العلمي (األبعاد‪ -‬الدرجة‬
‫الكلية) ودرجاتهم على مقياس اإلبداع في البحث العلمي‪ ،‬والجدول التالي يوضح النتائج التي تم التوصل إليها‪:‬‬
‫جدول (‪ )7‬معامالت االرتباط ومستوى داللتها بين املعايير األخالقية في البحث العلمي واالبداع البحثي‬
‫اإلبداع في البحث العلمي‬ ‫املتغير‬
‫‪**0.923‬‬ ‫املعايير األخالقية إلجراءات البحث‬
‫‪**0.918‬‬ ‫املعايير األخالقية للملكية الفكرية‬
‫‪**0.908‬‬ ‫املعايير األخالقية للمسؤولية االجتماعية‬
‫‪**0.932‬‬ ‫املعايير األخالقية لإلرشاد واإلشراف العلمي وتحكيم البحوث‬
‫‪**0.930‬‬ ‫املعايير األخالقية لحقوق الزمالء الباحثين‬
‫‪**0.945‬‬ ‫الدرجة الكلية للمعايير األخالقية في البحث العلمي‬
‫** دال عند مستوي (‪.)0.01‬‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)38‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫ً‬
‫يتضح من الجدول السابق (‪ )7‬وجود ارتباط موجب قوي دال إحصائيا بين درجات أفراد عينة البحث في‬
‫مقياس املعايير األخالقية للبحث العلمي ودرجاتهم على مقياس اإلبداع في البحث العلمي‪ .‬مما يشير إلى أنه كلما التزم‬
‫الباحثين باملعايير األخالقية للبحث العلمي زاد مستوى إبداعهم في البحوث التي يجرونها‪.‬‬
‫وهذا يتفق مع ما ذكره هاريس ‪ Harris‬من أن اإلبداع يتكون من عدة مراحل‪ ،‬هي‪ :‬وجود الحاجة إلى حل‬
‫ً‬
‫مشكلة‪ ،‬جمع املعلومات‪ ،‬والتفكير في املشكلة‪ ،‬تخيل الحلول‪ ،‬وتحقيق الحلول أي اثباتها تجريبيا‪ ،‬وتنفيذ األفكار‬
‫(عيس ى‪ .)1979 ،‬فاإلبداع في البحث العلمي يحتاج إلى التزام الباحثين باألخالقيات في كل مرحلة من مراحله‪.‬‬
‫وهذا يتفق مع تعريف روشكا (‪ )16 ،1989‬لإلبداع بأنه الوحدة املتكاملة من العوامل الذاتية واملوضوعية‬
‫التي تقود إلى تحقيق إنتاج جديد وأصيل وذي قيمة من قبل الفرد أو الجماعة‪.‬‬
‫فالتزام الباحث باملعايير األخالقية املتعلقة بإجراءات البحث يمكنه ذلك من اختيار مشكالت تالمس واقع‬
‫املجتمع ومعاناة أفراده ويسعى للجدية والتفرد والتميز في املوضوعات البحثية‪ ،‬واستخدام أساليب وطرق جديدة في‬
‫دراستها والسعي لحلولها بطرق إبداعية‪ ،‬كذلك يراعي حقوق اإلنسان والحيوان كمشاركين في البحث‪.‬‬
‫واحترام الباحث لحقوق امللكية الفكرية لآلخرين وانجازاتهم والحفاظ عليها سواء عند النقل أو االقتباس أو‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫النشر والترجمة وغيرها من األنشطة العلمية فإن هذا يجعل بحثه فريدا متميزا تتوافر فيه الشفافية والنزاهة‪ ،‬وال‬
‫يسعى ألن يكون مجرد ناقل لجهود اآلخرين بل مبدع ومبتكر‪ ،‬ومن ثم يتجنب االحتيال األدبي الذي قد يقع فيه غيره‬
‫من الباحثين الذين ال يلتزمون باألخالقيات في البحث العلمي‪ ،‬فاإلبداع يتضمن عناصر األصالة والتجديد في ذات‬
‫الوقت‪.‬‬
‫ً‬
‫كذلك شعور الباحث باملسؤولية االجتماعية أثناء تصميم البحث وإجراءات تنفيذه يجعله أكثر حرصا على‬
‫تجنب األضرار التي قد تلحق باألفراد أو باملجتمع وتقليل املخاطر للحد األدنى‪ ،‬فيستخدم أساليب وطرق مبتكرة‬
‫ويستفيد من التكنولوجيا الحديثة ويستخدم املوارد املتاحة له في الجامعة واملجتمع بحكمة ووعي وفعالية لتحقيق‬
‫أهداف البحث في وضع حلول واقعية نافعة ومبتكرة للمشكالت‪.‬‬
‫كذلك التزام الباحث بمسؤولياته تجاه بحثه‪ ،‬ومعرفته بمسؤوليات مشرفه وصالحياته في اإلشراف وقيام‬
‫ً‬
‫املشرف نفسه بواجباته تجاه الباحث ليكون إشرافه مسؤوال يساهم في تنمية قدرات الباحث وثقته بنفسه ويحترم‬
‫آرائه‪ ،‬يمكن الباحث من االبتكارية في بحثه من خالل اإلشراف العلمي الداعم واملؤيد له‪ ،‬كذلك تقييم الرسائل‬
‫ً‬
‫والبحوث العلمية بموضوعية ووفقا ملعايير واضحة ومحددة تضمن النزاهة والشفافية للبحث العلمي دون تمييز‬
‫بسبب الجنس أو العرق أو غيرها من األسباب‪ ،‬يزيد من جودة عملية البحث العلمي ويجعل الجامعة تتبوأ مكانة‬
‫مرموقة ضمن التصنيف العالمي في مجال البحث العلمي‪.‬‬
‫ومما يضمن االبداع البحثي هو احترام حقوق الزمالء من الباحثين الذي يضمن التعاون والثقة والوفاء‬
‫بالوعود والحفاظ على االتفاقات املبرمة وخاصة في املشاريع البحثية الجماعية التي يتعاون فيها أكثر من باحث‪ ،‬مما‬
‫يزيد من التعامل النزيه والشفاف بين الباحثين بالجامعة ومن ثم تجويد عملية البحث العلمي دون تمييز بين الباحثين‬
‫بعضهم البعض‪ ،‬مما يحقق رؤية الجامعات العربية‪.‬‬
‫فالشخص املبدع هو الذي يمتلك القدرة على اكتشاف عالقات جديدة‪ ،‬واستنطاق تلك العالقات واإلفصاح‬
‫عنها‪ ،‬الربط بين العالقات الجديدة والعالقات القديمة التي سبق للغير اكتشافها‪ ،‬وتوظيف العالقات الجديدة‬
‫لتحقيق أهداف معينة‪ ،‬واالحجام عن األخذ عن اآلخرين‪ ،‬إال بالقدر الذي يخدم ويحقق اإلبداع‪ .‬وهذه ما هي إال‬
‫أخالقيات البحث العلمي‪.‬‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)39‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫نتائج السؤال الرابع ومناقشته‪:‬‬


‫ينص السؤال الرابع على "هل توجد فروق جوهرية بين الذكور واإلناث م أفراد عينة البحث في درجات‬
‫االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي؟" ولإلجابة عن هذا السؤال تم حساب املتوسطات الحسابية واختبار " ت‬
‫"‪ ،‬وفيما يلي النتائج التي تم التوصل إليها‪:‬‬
‫جدول (‪ )8‬املتوسطات واالنحرافات املعيارية وقيمة "ت " للفروق في االلتزام باملعايير األخالقية في البحث العلمي‬
‫ستعزى إلى الجنس‬
‫إناث‬ ‫ذكور‬ ‫العينة‬
‫مستوى‬ ‫قيمة‬
‫(ن = ‪)57‬‬ ‫(ن = ‪)85‬‬
‫الداللة‬ ‫"ت"‬
‫املتوسط االنحراف املتوسط االنحراف‬ ‫املتغيرات‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪5.451 15.892 58.877 14.081 45.035‬‬ ‫املعايير األخالقية إلجراءات البحث‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪5.171‬‬ ‫‪7.337 28.649 6.429 22.623‬‬ ‫املعايير األخالقية للملكية الفكرية‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪5.198‬‬ ‫املعايير األخالقية للمسؤولية االجتماعية ‪7.048 27.526 6.271 21.659‬‬
‫املعايير األخالقية لإلرشاد واإلشراف‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪4.521‬‬ ‫‪6.882 27.965 5.922 23.071‬‬
‫العلمي وتحكيم البحوث‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪3.753‬‬ ‫املعايير األخالقية لحقوق الزمالء الباحثين ‪6.965 27.263 5.724 23.247‬‬
‫الدرجة الكلية للمعايير األخالقية في‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪5.098 42.855 170.281 37.441 135.635‬‬
‫البحث العلمي‬
‫يتضح من الجدول السابق (‪ )8‬وجود فروق دالة إحصائيا عند مستوى (‪ )0.01‬بين متوسطات درجات أفراد‬
‫عينة البحث في االلتزام باملعايير األخالقية باختالف الجنس (ذكور‪ -‬إناث)‪ .‬حيث كانت اإلناث أعلى من الذكور في‬
‫متوسطات درجاتهن على األبعاد الفرعية وكذلك الدرجة الكلية ملقياس املعايير األخالقية للبحث العلمي‪ .‬وقد ترجع‬
‫نتيجة هذا السؤال إلى أساليب التنشئة االجتماعية السائدة في املجتمع العربي التي تؤكد على ضرورة التزام اإلناث‬
‫باألخالقيات والقواعد وإال تعرضت للعقاب الرادع‪ ،‬ومن ثم فإن الباحثات زاد حرصهن لعدم الوقوع في تجاوزات‬
‫ً‬
‫علمية‪ .‬وهذا قد يرجع أيضا لسمات شخصية األنثى وأساليب تفكيرها من ميل للمحافظة على معايير املجتمع‬
‫ً‬
‫وتقاليده وأعرافه خوفا من وقوع العقاب عليها إذا خالفت أو أخطأت‪.‬‬
‫فنجد الباحثات حريصات على االلتزام باملعايير األخالقية في إجراءات البحث‪ ،‬وحقوق امللكية الفكرية‬
‫واملسؤولية االجتماعية‪ ،‬وفي اإلشراف على طلبة املاجستير والدكتوراه والتحكيم واملشاركة في املناقشات العلمية‬
‫وكذلك احترام حقوق الزمالء والباحثين سواء في البحوث الفردية أو الجماعية التي تشتركن فيها مع غيرهن من‬
‫الزمالء‪.‬‬

‫نتائج السؤال الخامس ومناقشته‪:‬‬


‫ينص السؤال الخامس على "هل توجد فروق جوهرية بين الذكور واإلناث م أفراد عينة البحث في‬
‫درجات اإلبداع في البحث العلمي؟" ولإلجابة عن هذا السؤال تم حساب املتوسطات الحسابية واختبار " ت "‪ ،‬وفيما‬
‫يلي النتائج التي تم التوصل إليها‪:‬‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)40‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫جدول (‪ )9‬املتوسطات واالنحرافات املعيارية وقيمة "ت " للفروق في اإلبداع البحثي ستعزى إلى الجنس‬
‫إناث‬ ‫ذكور‬
‫مستوى‬ ‫العينة‬
‫قيمة " ت "‬ ‫(ن = ‪)57‬‬ ‫(ن = ‪)85‬‬
‫الداللة‬ ‫املتغيرات‬
‫املتوسط االنحراف املتوسط االنحراف‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪4.509‬‬ ‫‪21.249‬‬ ‫‪81.754‬‬ ‫‪17.848‬‬ ‫‪66.871‬‬ ‫اإلبداع في البحث العلمي‬
‫يتضح من الجدول السابق (‪ )9‬وجود فروق دالة إحصائيا عند مستوى (‪ )0.01‬بين متوسطات درجات أفراد‬
‫عينة البحث في اإلبداع في البحث العلمي باختالف الجنس (ذكور‪ -‬إناث)‪ .‬حيث كانت اإلناث أعلى من الذكور في‬
‫متوسطات درجاتهن على مقياس اإلبداع في البحث العلمي‪ .‬وهذا يشير إلى أن اإلناث من أفراد عينة البحث لديهم‬
‫مهارات ومعرفة علمية قوية ورصينة عن البحث العلمي ومنهجيته وطرقه وأساليبه‪ ،‬كما أنهن يستخدمن أساليب‬
‫لجمع البيانات وتحليلها مبتكرة وجديدة‪ ،‬ويسعون في بحوثهن لوضع حلول إبداعية للمشكالت‪ ،‬ويستخدمن األساليب‬
‫التكنولوجية املتطورة في أبحاثهن‪ ،‬والبحث العلمي يحتل جل اهتمامهم ونشاطهم‪ ،‬ويلتزمن باملعايير األخالقية في كل‬
‫خطوة من خطوات البحث العلمي‪.‬‬

‫نتائج السؤال الساس ومناقشته‪:‬‬


‫ينص السؤال السادس على " هل تختلف درجات االلتزام باملعايير األخالقية في البحث العلمي لدى أفراد‬
‫عينة البحث باختالف الدرجة العلمية (ماجستير‪ ،‬دكتوراه‪ ،‬ما بعد الدكتوراه)؟ "‪ .‬لإلجابة عن هذا السؤال تم‬
‫حساب املتوسطات الحسابية واختبار تحليل التباين االحادي ‪ ،ANOVA‬وفيما يلي النتائج التي تم التوصل إليها‪:‬‬
‫جدول (‪ )10‬نتائج تحليل التباي األحادي للفروق بين املتوسطات في االلتزام باملعايير األخالقية في البحث العلمي‬
‫حسب الدرجة العلمية (محاضر‪ ،‬دكتوراه‪ ،‬ما بعد الدكتوراه)‬
‫متوسط‬ ‫درجات‬ ‫مجموع‬
‫قيمة ف الداللة‬ ‫املصدر‬ ‫املتغير‬
‫املربعات‬ ‫الحرية‬ ‫املربعات‬
‫‪98453.102‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪196906.204‬‬ ‫بين املجموعات‬ ‫االلتزام باملعايير‬
‫‪0.000 211.661 465.144‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪64655.043‬‬ ‫داخل املجموعات‬ ‫األخالقية في البحث‬
‫‪141‬‬ ‫‪261561.246‬‬ ‫املجموع‬ ‫العلمي‬

‫جدول (‪ )11‬املتوسطات واالنحرافات املعيارية وقيمة "ت " لدرجات االلتزام باملعايير األخالقية في البحث العلمي‬
‫حسب الدرجة العلمية‬
‫ما بعد الدكتوراه‬ ‫دكتوراه‬ ‫ماجستير‬ ‫العينة‬
‫(ن= ‪)52‬‬ ‫(ن = ‪)20‬‬ ‫(ن = ‪)70‬‬
‫املتوسط االنحراف املتوسط االنحراف املتوسط االنحراف‬ ‫املتغيرات‬
‫االلتزام باملعايير األخالقية في البحث‬
‫‪25.730‬‬ ‫‪197.500‬‬ ‫‪36.465‬‬ ‫‪139.700‬‬ ‫‪9.029‬‬ ‫‪116.729‬‬
‫العلمي‬
‫يتضح من الجدولين السابقين (‪ )11 ،10‬وجود فروق ذات داللة إحصائية في االلتزام باملعايير األخالقية في‬
‫البحث العلمي تعزى إلى الدرجة العلمية (ماجستير‪ ،‬دكتوراه‪ ،‬ما بعد الدكتوراه)‪ .‬حيث كان متوسط الدرجات التي‬
‫حصل عليها باحثين ما بعد الدكتوراه (‪ )197.500‬أعلى من متوسط درجات باحثين الدكتوراه (‪ ،)139.700‬وكذلك‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)41‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫أعلى من متوسط درجات باحثين املاجستير (‪ )116.729‬في االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي‪ .‬ولتحديد مصدر‬
‫الفروق في االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي والتي تعزى إلى الدرجة العلمية‪ ،‬تم إجراء اختبار شيفيه ‪،Scheffe‬‬
‫ويشير جدول (‪ )12‬إلى نتائج داللة الفروق‪.‬‬
‫جدول (‪ )12‬نتائج "شيفيه" للمقارنات البعدية بين متوسطات درجات أفراد عينة البحث في االلتزام باملعايير‬
‫األخالقية للبحث العلمي حسب الدرجة العلمية‬
‫ما بعد الدكتوراه‬ ‫دكتوراه‬ ‫ماجستير‬ ‫الدرجة العلمية‬ ‫املتغير‬
‫‪-*80.771‬‬ ‫‪*-22.971‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ماجستير‬
‫االلتزام باملعايير األخالقية‬
‫‪*-57.800‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪*22.971‬‬ ‫دكتوراه‬
‫للبحث العلمي‬
‫‪-‬‬ ‫‪*57.800‬‬ ‫‪*80.771‬‬ ‫ما بعد الدكتوراه‬
‫توضح نتائج املقارنات البعدية املبينة بجدول (‪ )12‬أن االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي أعلى لدى‬
‫الباحثين ما بعد الدكتوراه بمتوسط فروق بلغ (‪ )80.771‬عن باحثين الدكتوراه وباحثين املاجستير‪ ،‬حيث كان‬
‫الباحثين ما بعد الدكتوراه وباحثين الدكتوراه أعلى من باحثين املاجستير في االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي‪.‬‬
‫وقد ترجع نتيجة هذا السؤال إلى زيادة خبرة الباحثين في مرحلة الدكتوراه وما بعد الدكتوراه بأخالقيات‬
‫البحث العلمي في االقتباس والنشر والترجمة وغيرها من األنشطة البحثية‪ ،‬نتيجة مرورهم بخبرة املناقشة وتحكيم‬
‫رسالة املاجستير أو تحكيم البحوث في املجالت املحكمة العربية واألجنبية‪.‬‬
‫كذلك قد ترجع إلى زيادة وعيهم بأهمية االلتزام بأخالقيات البحث العلمي وضرورتها‪ ،‬وعلمهم أن بعض‬
‫املشرفين واملجالت العلمية املحكمة‪ ،‬يقومون بمراجعة البحث على برامج االحتيال األدبي لتحديد نسبة االقتباس وإن‬
‫تجاوزت النسبة املسموح بها يرفض البعض وال ينشر‪ ،‬فهذا قد زاد من حرص باحثين الدكتوراه وما بعد الدكتوراه‬
‫بمخاطر وأضرار تجاوز أخالقيات البحث العلمي‪ ،‬األمر الذي قد يعرضهم للمساءلة القانونية والتشهير بهم في مجتمع‬
‫الجامعة وخارجها‪ .‬عكس باحثين املاجستير الذي ما زال وعيهم باملعايير األخالقية وضرورة االلتزام بها يحتاج لتنمية‬
‫وتوعية‪.‬‬

‫نتائج السؤال السابع ومناقشته‪:‬‬


‫ينص السؤال السابع على " هل تختلف درجات اإلبداع البحثي لدى أفراد عينة البحث باختالف الدرجة‬
‫العلمية (ماجستير‪ ،‬دكتوراه‪ ،‬ما بعد الدكتوراه)؟"‪ .‬لإلجابة عن هذا السؤال تم حساب املتوسطات الحسابية‬
‫واختبار تحليل التباين االحادي ‪ ،ANOVA‬وفيما يلي النتائج التي تم التوصل إليها‪:‬‬
‫جدول (‪ )13‬نتائج تحليل التباي األحادي للفروق بين املتوسطات في اإلبداع في البحث العلمي حسب الدرجة‬
‫العلمية (محاضر‪ ،‬دكتوراه‪ ،‬ما بعد الدكتوراه)‬
‫متوسط‬ ‫درجات‬
‫الداللة‬ ‫قيمة ف‬ ‫مجموع املربعات‬ ‫املصدر‬ ‫املتغير‬
‫املربعات‬ ‫الحرية‬
‫‪21119.461‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪42238.922‬‬ ‫بين املجموعات‬
‫اإلبداع في‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪169.066‬‬ ‫‪124.918‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪17363.670‬‬ ‫داخل املجموعات‬
‫البحث العلمي‬
‫‪141‬‬ ‫‪59602.592‬‬ ‫املجموع‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)42‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫جدول (‪ )14‬املتوسطات واالنحرافات املعيارية وقيمة "ت " لدرجات اإلبداع في البحث العلمي حسب الدرجة‬
‫العلمية‬
‫ما بعد الدكتوراه‬ ‫دكتوراه‬ ‫ماجستير‬
‫العينة‬
‫(ن= ‪)52‬‬ ‫(ن = ‪)20‬‬ ‫(ن = ‪)70‬‬
‫املتغيرات‬
‫االنحراف املتوسط االنحراف‬ ‫املتوسط االنحراف املتوسط‬

‫‪14.021‬‬ ‫‪95.192‬‬ ‫‪18.477‬‬ ‫‪66.950‬‬ ‫‪3.511‬‬ ‫‪57.929‬‬ ‫اإلبداع في البحث العلمي‬

‫يتضح من الجداول السابقة (‪ )14 ،13‬وجود فروق ذات داللة إحصائية في اإلبداع في البحث العلمي تعزى‬
‫إلى الدرجة العلمية (ماجستير‪ ،‬دكتوراه‪ ،‬ما بعد الدكتوراه)‪ .‬حيث كان متوسط الدرجات التي حصل عليها باحثين ما‬
‫بعد الدكتوراه (‪ )95.192‬أعلى من متوسط درجات باحثين الدكتوراه (‪ ،)66.950‬وكذلك أعلى من متوسط درجات‬
‫باحثين املاجستير (‪ )57.929‬في اإلبداع في البحث العلمي‪ .‬ولتحديد مصدر الفروق في اإلبداع البحثي والتي تعزى إلى‬
‫الدرجة العلمية‪ ،‬تم إجراء اختبار شيفيه ‪ ،Scheffe‬ويشير جدول (‪ )15‬إلى نتائج داللة الفروق‪.‬‬
‫جدول (‪ )15‬نتائج "شيفيه" للمقارنات البعدية بين متوسطات درجات أفراد عينة البحث في اإلبداع البحثي‬
‫حسب الدرجة العلمية‬
‫ما بعد الدكتوراه‬ ‫دكتوراه‬ ‫ماجستير‬ ‫الدرجة العلمية‬ ‫املتغير‬
‫‪-*37.264‬‬ ‫‪-*9.021‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ماجستير‬
‫‪-*28.242‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪*9.021‬‬ ‫دكتوراه‬ ‫اإلبداع في البحث العلمي‬
‫‪-‬‬ ‫‪*28.242‬‬ ‫‪*37.264‬‬ ‫ما بعد الدكتوراه‬
‫توضح نتائج املقارنات البعدية املبينة بجدول (‪ )15‬أن اإلبداع البحثي أعلى الباحثين ما بعد الدكتوراه‬
‫بمتوسط فروق بلغ (‪ )37.264‬عن باحثين الدكتوراه واملاجستير‪ ،‬حيث كان الباحثين ما بعد الدكتوراه وباحثين‬
‫الدكتوراه أعلى من باحثين املاجستير في اإلبداع البحثي‪.‬‬
‫فمن عناصر اإلبداع األصالة والجدية التي يتعلمها الباحث من خالل الخبرة والتدريب الذي يزيد من وعيه‬
‫بأهمية االبتعاد عن التقليدية في البحث العلمي والبحث عن موضوعات حديثة من واقع املجتمع ومشكالت أفراده‬
‫واستخدام أساليب جديدة ومتطورة في تنفيذ البحث وجمع البيانات وتحليلها‪ ،‬وبناء أدوات قياس جديدة وهذا‬
‫ضروري لباحثين الدكتوراه وما بعدها‪ ،‬أما باحث املاجستير ما زال في مرحلة التعليم واكتساب الخبرة في البحث‬
‫العلمي وعليه فهو ليس مطالب في بحثه باإلبداع واالبتكار مثل باحثين الدكتوراه وما بعدها‪.‬‬

‫نتائج السؤال الثام ومناقشته‪:‬‬


‫ينص السؤال الثامن على " هل تختلف درجات االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي لدى أفراد عينة‬
‫البحث باختالف عدد البحوث املنشورة (‪ 5 -1‬بحث‪10 -6 ،‬بحث‪ ،‬أكثر م ‪10‬بحوث‪ ،‬لم ينشر أي بحث)؟"‪ .‬لإلجابة‬
‫عن هذا السؤال تم حساب املتوسطات الحسابية واختبار تحليل التباين االحادي ‪ ،ANOVA‬وفيما يلي النتائج التي تم‬
‫التوصل إليها‪:‬‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)43‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫جدول (‪ )16‬نتائج تحليل التباي األحادي للفروق بين املتوسطات في اإلبداع في البحث العلمي حسب عدد‬
‫البحوث املنشورة (‪ 5 -1‬بحث‪10 -6 ،‬بحث‪ ،‬أكثر م ‪10‬بحوث‪ ،‬لم ينشر أي بحث)‬
‫متوسط‬ ‫درجات‬ ‫مجموع‬
‫قيمة ف الداللة‬ ‫املصدر‬ ‫املتغير‬
‫املربعات‬ ‫الحرية‬ ‫املربعات‬
‫‪77033.347‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪231100.042‬‬ ‫بين املجموعات‬ ‫االلتزام باملعايير‬
‫‪0.000 348.988‬‬ ‫‪220.733‬‬ ‫‪138‬‬ ‫األخالقية للبحث داخل املجموعات ‪30461.204‬‬
‫‪141‬‬ ‫‪261562.246‬‬ ‫املجموع‬ ‫العلمي‬
‫جدول (‪ )17‬املتوسطات واالنحرافات املعيارية وقيمة "ت " لدرجات االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي‬
‫حسب عدد البحوث املنشورة‬
‫لم ينشر أي بحث‬ ‫عدد البحوث (‪ )5-1‬عدد البحوث (‪ )10-6‬أكثر م ‪10‬بحوث‬ ‫العينة‬
‫(ن= ‪)82‬‬ ‫(ن= ‪)37‬‬ ‫(ن = ‪)14‬‬ ‫(ن = ‪)9‬‬
‫املتوسط االنحراف املتوسط االنحراف املتوسط االنحراف املتوسط االنحراف‬ ‫املتغيرات‬
‫االلتزام باملعايير‬
‫‪7.831 115.902 22.657 199.784 15.654 205.143 21.875 163.000‬‬
‫األخالقية للبحث العلمي‬
‫يتضح من الجداول السابقة (‪ )17 ،16‬وجود فروق ذات داللة إحصائية في االلتزام باملعايير األخالقية‬
‫للبحث العلمي تعزى إلى عدد البحوث املنشورة‪ .‬حيث كان متوسط الدرجات التي حصل عليها الباحثين الذين نشروا‬
‫من (‪ )10-6‬بحوث (‪ )205.143‬أعلى من متوسط درجات الباحثين الذين نشروا أكثر من عشرة بحوث (‪،)199.784‬‬
‫وكذلك أعلى من متوسط درجات الباحثين الذين نشروا (‪ )5 -1‬بحث (‪ ،)163.000‬ومن الباحثين الذين لم ينشروا أي‬
‫بحث (‪ )115.902‬في االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي‪ .‬ولتحديد مصدر الفروق في االلتزام باملعايير األخالقية‬
‫للبحث العلمي والتي تعزى إلى عدد البحوث املنشورة‪ ،‬تم إجراء اختبار شيفيه ‪ ،Scheffe‬ويشير جدول (‪ )18‬إلى نتائج‬
‫داللة الفروق‪.‬‬
‫جدول (‪ )18‬نتائج "شيفيه" للمقارنات البعدية بين متوسطات درجات أفراد عينة البحث في االلتزام باملعايير‬
‫األخالقية للبحث العلمي حسب عدد البحوث املنشورة‬
‫لم ينشر أي‬ ‫أكثر م ‪10‬‬ ‫(‪)10-6‬‬ ‫(‪)5-1‬‬ ‫عدد البحوث‬
‫املتغير‬
‫بحث‬ ‫بحوث‬ ‫بحث‬ ‫بحث‬ ‫املنشورة‬
‫‪*47.097‬‬ ‫‪-*36.784‬‬ ‫‪-*42.143‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪ )5-1‬بحث‬
‫‪*89.240‬‬ ‫‪5.359‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪*42.143‬‬ ‫(‪ )10-6‬بحث‬ ‫االلتزام باملعايير األخالقية‬
‫‪*83.881‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-*5.359‬‬ ‫أكثر من ‪ 10‬بحث ‪*36.784‬‬ ‫للبحث العلمي‬
‫‪-‬‬ ‫‪*83.881-‬‬ ‫‪*89.240-‬‬ ‫لم ينشر أي بحث ‪*47.097-‬‬
‫توضح نتائج املقارنات البعدية املبينة بجدول (‪ )15‬أن االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي أعلى لدى‬
‫الباحثين الذين نشروا بحوث من (‪ )10 – 6‬وكذلك أكثر من ‪ 10‬بحوث بمتوسط فروق بلغ (‪ 784 ،36 ،42.143‬على‬
‫التوالي) عن االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي لدى الباحثين الذين لم ينشروا غير (‪ )5 -1‬بحث وكذلك الذين‬
‫لم ينشروا أي بحث‪.‬‬
‫ويمكن تفسير هذه النتيجة في ضوء أن خبرة الباحثين تزداد بإجراء البحوث العلمية ونشرها في مجالت‬
‫علمية محكمة مصنفة ذات معامل تأثير مرتفع‪ ،‬وتؤكد مثل هذه املجالت على ضرورة التزام الباحثين بأخالقيات‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)44‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫البحث العلمي في تصميم البحث وإجراءاته واالقتباس والنقل عن اآلخرين حيث تقوم بالتحقق من نسبة االقتباس‬
‫بالبحث (بحيث ال تتجاوز ‪ )%30‬كشرط إلرسال البحث للتحكيم‪ .‬كذلك فإن الباحثين اليوم لديهم وعي متزايد‬
‫بضرورة مراعاة أخالقيات البحث العلمي من أجل أن تكون بحوثهم قوية ورصينة كمطلب أساس ي للترقيات في‬
‫جامعات اململكة عامة وجامعة امللك خالد خاصة والتي تعد من توصيات املجلس العلمي بالجامعة‪ ،‬األمر الذي زاد‬
‫من حرص الباحثين بعد الدكتوراه على االلتزام باملعايير األخالقية في منهجية البحث وإجراءاته‪ ،‬واحترام حقوق‬
‫امللكية الفكرية لآلخرين في النقل واالقتباس والنشر والترجمة وتسجيل براءات االختراع وغيرها‪ ،‬وتنامي املسؤولية‬
‫االجتماعية‪ ،‬والسلوك اإلشرافي املسؤول والحكم على الرسائل والبحوث بشفافية وموضوعية‪ ،‬واحترام حقوق الزمالء‬
‫الباحثين تحقيقا ملبدأ النزاهة والتعاون فيما بينهم‪ .‬وإدراك أهمية النشر العلمي في مجالت مصنفة الذي يساعد‬
‫الجامعات في الحصول على االعتماد والتصنيف‪.‬‬

‫نتائج السؤال التاسع ومناقشته‪:‬‬


‫ينص السؤال التاسع على "هل تختلف درجات اإلبداع البحثي لدى أفراد عينة البحث باختالف عدد‬
‫البحوث املنشورة (‪ 5 -1‬بحث‪10 -6 ،‬بحث‪ ،‬أكثر م ‪10‬بحوث‪ ،‬لم ينشر أي بحث)؟"‪ .‬لإلجابة عن هذا السؤال تم‬
‫حساب املتوسطات الحسابية واختبار تحليل التباين االحادي ‪ ،ANOVA‬وفيما يلي النتائج التي تم التوصل إليها‪:‬‬
‫جدول (‪ )19‬نتائج تحليل التباي األحادي للفروق بين املتوسطات في اإلبداع البحثي حسب عدد البحوث‬
‫املنشورة (‪ 5 -1‬بحث‪10 -6 ،‬بحث‪ ،‬أكثر م ‪10‬بحوث‪ ،‬لم ينشر أي بحث)‬
‫متوسط‬ ‫درجات‬ ‫مجموع‬
‫الداللة‬ ‫قيمة ف‬ ‫املصدر‬ ‫املتغير‬
‫املربعات‬ ‫الحرية‬ ‫املربعات‬
‫‪16327.385‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪48982.155‬‬ ‫بين املجموعات‬
‫اإلبداع في‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪212.155‬‬ ‫‪76.960‬‬ ‫‪138‬‬ ‫‪10620.437‬‬ ‫داخل املجموعات‬
‫البحث العلمي‬
‫‪141‬‬ ‫‪59602.592‬‬ ‫املجموع‬
‫جدول (‪ )20‬املتوسطات واالنحرافات املعيارية وقيمة "ت " لدرجات اإلبداع البحثي حسب عدد البحوث املنشورة‬
‫لم ينشر أي بحث‬ ‫عدد البحوث (‪ )5-1‬عدد البحوث (‪ )10-6‬عدد البحوث أكثر م‬ ‫العينة‬
‫(ن= ‪)82‬‬ ‫‪( 10‬ن= ‪)37‬‬ ‫(ن = ‪)14‬‬ ‫(ن = ‪)9‬‬
‫املتوسط االنحراف املتوسط االنحراف املتوسط االنحراف املتوسط االنحراف‬ ‫املتغيرات‬
‫اإلبداع في‬
‫‪4.428 57.537 11.224 96.459 13.975 98.286 15.644 75.667‬‬ ‫البحث‬
‫العلمي‬
‫يتضح من الجداول السابقة (‪ )20 ،19‬وجود فروق ذات داللة إحصائية في اإلبداع البحثي تعزى إلى عدد‬
‫البحوث املنشورة‪ .‬حيث كان متوسط الدرجات التي حصل عليها الباحثين الذين نشروا من (‪ )10-6‬بحوث (‪)98.286‬‬
‫أعلى من متوسط درجات الباحثين الذين نشروا أكثر من عشرة بحوث (‪ ،)96.459‬وكذلك أعلى من متوسط درجات‬
‫الباحثين الذين نشروا (‪ )5 -1‬بحث (‪ ،)75.667‬ومن الباحثين الذين لم ينشروا أي بحث (‪ )57.537‬في اإلبداع البحثي‪.‬‬
‫ولتحديد مصدر الفروق في اإلبداع البحثي والتي تعزى إلى عدد البحوث املنشورة‪ ،‬تم إجراء اختبار شيفيه ‪،Scheffe‬‬
‫ويشير جدول (‪ )21‬إلى نتائج داللة الفروق‪.‬‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)45‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫جدول (‪ )21‬نتائج "شيفيه" للمقارنات البعدية بين متوسطات درجات أفراد عينة البحث في اإلبداع البحثي‬
‫حسب عدد البحوث املنشورة‬
‫لم ينشر أي‬ ‫أكثر م ‪10‬‬ ‫(‪)5-1‬‬ ‫عدد البحوث‬
‫(‪ )10-6‬بحث‬ ‫املتغير‬
‫بحث‬ ‫بحوث‬ ‫بحث‬ ‫املنشورة‬
‫‪*18.130‬‬ ‫‪-*20.793‬‬ ‫‪-*22.619‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪ )5-1‬بحث‬
‫‪*40.749‬‬ ‫‪1.826‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪*22.619‬‬ ‫(‪ )10-6‬بحث‬ ‫اإلبداع في البحث‬
‫‪*38.923‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-*1.826‬‬ ‫أكثر من ‪ 10‬بحث ‪*20.793‬‬ ‫العلمي‬
‫‪-‬‬ ‫‪*38.923-‬‬ ‫‪*40.749-‬‬ ‫لم ينشر أي بحث ‪*18.130-‬‬
‫توضح نتائج املقارنات البعدية املبينة بجدول (‪ )21‬أن اإلبداع البحثي أعلى لدى الباحثين الذين نشروا‬
‫بحوث من (‪ )10 – 6‬وكذلك أكثر من ‪ 10‬بحوث بمتوسط فروق بلغ (‪ 793 ،20 ،22.619‬على التوالي) عن اإلبداع‬
‫البحثي لدى الباحثين الذين لم ينشروا غير (‪ )5 -1‬بحث وكذلك الذين لم ينشروا أي بحث‪.‬‬
‫تتفق نتيجة هذا السؤال مع منطلق االتجاه الذي يركز على دراسة اإلنتاج اإلبداعي باعتباره النتائج امللموس‬
‫للعملية اإلبداعية‪ ،‬ومحك واضح لإلبداع‪ .‬حيث وضعت عدة محكات للحكم على اإلبداع العلمي‪ ،‬هي‪ :‬عدد املنشورات‬
‫والتقارير العلمية‪ ،‬العضوية في الجمعيات املهنية‪ ،‬الجوائز العلمية واإلدارية‪ ،‬عدد براءات االختراع املسجلة‪ ،‬تقديرات‬
‫الكفاية اإلنتاجية من املشرفين والرؤساء (عيس ى‪.)1979 ،‬‬
‫وقد ترجع نتيجة هذا السؤال إلى أنه بزيادة خبرة الباحثين من خالل إجراء البحوث القوية والرصينة‪،‬‬
‫تمكنهم في بحوثهم املستقبلية من اختيار مشكالت واقعية حديثة كموضوعات لبحوثهم واالبتعاد عن التقليدية‬
‫والنمطية في بحوثهم سواء في التصميم املستخدم في بحوثهم‪ ،‬أو أدوات القياس‪ ،‬أو الطرق واألساليب والوسائل التي‬
‫تحقق لهم استخدام املوارد املتاحة بفاعلية من خالل الجمع بين األصالة وتجديد وسائل وطرق البحث التقليدية‪،‬‬
‫وتعلم استراتيجيات اإلبداع وامتالك مقومات االبتكار بزيادة إجراء بحوث ما بعد الدكتوراه‪ .‬ومن جهة ثانية فإن نظام‬
‫الترقيات اآلن بجامعات اململكة يشجع االبتكار واالبداع في البحوث املقدمة كأحد متطلبات الترقيات ومساهمة هذه‬
‫البحوث في تقدم املجتمع وصحة ورفاهية أفراده‪.‬‬

‫نتائج ومناقشة السؤال العاشر‪:‬‬


‫ينص السؤال العاشر على " هل تتنبأ درجات االلتزام باملعايير األخالقية في البحث العلمي بدرجات اإلبداع‬
‫البحثي لدى أفراد عينة البحث؟"‪ .‬والختبار صحة هذا الفرض تم استخدام تحليل االنحدار البسيط‪ ،‬وجاءت النتائج‬
‫على النحو التالي‪:‬‬
‫جدول (‪ )22‬معامالت بيتا املعيارية واالختبار التائي ملعرفة داللة أثر االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي على‬
‫اإلبداع البحثي‬
‫معامل‬
‫الداللة‬ ‫القيمة التائية‬ ‫معامل بيتا املعياري‬ ‫الخطأ املعياري‬ ‫املتغيرات‬
‫بيتا‬
‫‪0.223‬‬ ‫‪1.224‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4.392‬‬ ‫الثابت‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪34.101‬‬ ‫‪0.945‬‬ ‫‪0.058‬‬ ‫‪1.979‬‬ ‫اإلبداع البحثي‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)46‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫جدول (‪ )23‬ملخص النموذج‬


‫معامل االرتباط‪R‬‬ ‫معامل التحديد ‪R2‬‬ ‫الخطأ املعياري للتقدير‬ ‫املجاالت‬
‫‪0.945‬‬ ‫‪0.893‬‬ ‫‪14.169‬‬ ‫اإلبداع البحثي‬
‫جدول (‪ )24‬تحليل االنحدار اإلبداع البحثي مع االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي‬
‫النسبة‬ ‫درجة‬ ‫مصادر‬
‫الداللة‬ ‫متوسط املربعات‬ ‫مجموع املربعات‬ ‫املجاالت‬
‫الفائية‬ ‫الحرية‬ ‫التباي‬
‫‪233455.369‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪233455.369‬‬ ‫االنحدار‬
‫اإلبداع‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪1162.880‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪28105.878‬‬ ‫املتبقي‬
‫‪200.756‬‬ ‫البحثي‬
‫‪141‬‬ ‫‪261561.246‬‬ ‫الكلي‬
‫يتضح من جدول تحليل انحدار املتغير املستقل (االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي) على املتغير التابع‬
‫(اإلبداع البحثي)‪ ،‬أن هناك عالقة خطية ذات داللة إحصائية بين متغيري االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي‬
‫واإلبداع البحث وكانت النسب الفائية كما هي موضحة في الجدول (‪.)23‬‬
‫ويبين لنا جدول (‪ )22‬معامالت بيتا معادلة خط االنحدار التي تمثل أثر االلتزام باملعايير األخالقية للبحث‬
‫العلمي في اإلبداع البحثي‪ ،‬حيث بلغ معامل االرتباط الخطي البسيط باستخدام معامل ارتباط بيرسون لاللتزام‬
‫باملعايير األخالقية للبحث العلمي مع اإلبداع البحثي (‪ ،)0.945‬مما يشير الى وجود تأثير للمتغير املستقل (االلتزام‬
‫باملعايير األخالقية للبحث العلمي) على املتغير التابع (اإلبداع البحث) لدى الباحثين أفراد عينة البحث بنسبة مساهمة‬
‫‪ %94.5‬من التباين الكلي لإلبداع البحثي‪.‬‬
‫وفيما يلي معادلة التنبؤ باإلبداع البحثي من االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي‪:‬‬
‫اإلبداع البحثي= ‪ ×0.945 +1.979‬االلتزام باملعايير األخالقية للبحث العلمي‪.‬‬

‫تتفق نتيجة هذا السؤال مع ما ذكره روشكا (‪ )27 ،1989‬أن املعيار الرئيس ي لتقويم اإلبداع هو أن يكون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫النتاج فيه جديدا واصيال‪ ،‬وذا قيمة للمجتمع في الوقت ذاته‪.‬‬
‫كما تتفق مع ما ذكره إبراهيم (‪ )2000‬من أن الحداثة واملوضوعية يصدران عن سلوك أخالقي في انتاج‬
‫بحوث علمية بحثية‪.‬‬
‫وتشير نتيجة هذا السؤال إلى أنه كلما زاد التزام الباحثين بأخالقيات البحث العلمي في اإلجراءات‪ ،‬واحترام‬
‫امللكية الفكرية لآلخرين‪ ،‬وتنامى الشعور باملسؤولية االجتماعية واملساءلة االجتماعية إن تجاوز هذه األخالقيات‪،‬‬
‫وكذلك احترام حقوق االنسان والحيوانات املشاركين في البحث‪ ،‬والقيام بالسلوك اإلشرافي املسؤول على طلبة‬
‫الدراسات العليا‪ ،‬واحترام حقوق الزمالء والتعاون مع الباحثين وتقديرهم واملحافظة على العقود واالتفاقات في‬
‫ً‬
‫املشاريع البحثية الجماعية‪ ،‬الشك أن هذا يجعل الباحث متميزا في أنشطته العلمية ويجعله يتجنب السلوك‬
‫األكاديمي الس يء الذي يتنافى مع أخالقيات البحث العلمي الذي من املمكن أن يعرضه للمساءلة القانونية واملجتمعية‪.‬‬
‫وإلدراك أهمية التزام الباحثين باألخالقيات في أنشطتهم العلمية اتجهت الجامعات اآلن إلنشاء لجنة األخالقيات‬
‫بالجامعة‪ .‬فااللتزام األخالقي هو الطريق السريع للتميز واإلبداع العلمي والبحثي‪.‬‬
‫وهذا يتفق مع ما ذكره (‪ )Rudowicz, 2003‬من أن االلتزام باملعايير الثقافية واالجتماعية هي جزء من‬
‫عملية اإلبداع في كافة املجاالت‪ .‬إذ يعد التزام الباحثين بأخالقيات البحث العلمي هي جزء أساس ي وهام من إبداعهم‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)47‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫في كافة األنشطة العلمية التي يقومون بها من تدريس وتعلم وبحث إشراف ونشر وتحكيم رسائل وتقييم بحوث‬
‫وعالقات بالزمالء واملشاركين وغيرها‪.‬‬
‫ويمكن تفسير هذه النتيجة في ضوء خصائص املبدع من حيث الحساسية للمشكالت والقدرة على إيجاد‬
‫الحلول لها‪ ،‬ومالحظة التناقضات في البيئة‪ ،‬وإدراك مشكالت جديدة‪ ،‬والنظر للمألوف والشايع من منظور جديد‪،‬‬
‫وحب التجريد‪ ،‬واملالحظة الشديدة‪ ،‬وتلخيص اآلراء‪ ،‬والتركيز على النقد البناء‪ ،‬واالستقاللية في التفكير‪ ،‬وتحليل دقيق‬
‫للمعلومات‪ ،‬وسرعة الوصول لها‪ ،‬وال يحب التقليد (السويدان والعدلوني‪ .)2004 ،‬ومثل هذه الصفات والخصائص‬
‫تزداد كلما التزام الباحثين باألخالقيات‪ ،‬بل أن االلتزام باألخالقيات في مراحل البحث العلمي وخطواته شرط للوصول‬
‫لإلنتاج العلمي املبدع‪.‬‬
‫وذلك ألنه خالل العملية اإلبداعية يشترك التفكير االفتراقي‪ ،‬والتفكير االتفاقي النمطي في عالقة وثيقة‬
‫ومتبادلة‪ .‬أما الدور القيادي في اإلبداع فيرجع للتفكير املنطلق االفتراقي خاصة بفعل املرونة التي تسمح بالقدرة على‬
‫ً‬
‫تحويل أو تغيير الفكرة وفق الشروط املستجدة‪ ،‬أو وفق املعلومات الجديدة‪ .‬وتسمح املرونة أيضا خالل البحث عن‬
‫ً‬
‫الحل بتكوين فرضيات جديدة وإظهار املسائل التي كانت خفية وغير مرئية‪ .‬ولذلك ينبغي على التفكير أن يوجه توجيها‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مرنا متحررا ملا يسمى (قسر نظر الفرضية)‪ ،‬التي تكف الباحث عن أن يرى وجوها أخرى جديدة عما هو موجود في‬
‫فرضيته (روشكا‪.)1989 ،‬‬
‫ومن منطلق ما أشار إليه عكاشة (‪ )2001‬أن النشاط اإلبداعي يعتمد على ثالث دعائم‪ ،‬هي‪ :‬الوظائف‬
‫الخاصة باإلدراك واالستعداد لحل املشكالت األساسية واليومية في حياتهم وحياة اآلخرين‪ ،‬واملرونة وسرعة حل‬
‫ً‬
‫املشكالت‪ ،‬ووظيفة إدراك املشكالت وتعتمد على االصالة واملرونة والتجديد بشرط االستفادة من املاض ي‪ ،‬ثم أخيرا‬
‫التقييم إذ ال يمكن للمبدع تحقيق إبداعه بدون تقييم لذاته أو تقييم اآلخرين له‪.‬‬
‫فإن التزام الباحثين باملعايير األخالقية في مراحل بحوثهم وتصميماتهم‪ ،‬يوفر الدعائم األساسية لإلبداع‬
‫العلمي فيما يقومون به من أنشطة سواء في التعلم والتدريس والبحث واحترام حقوق الزمالء واملشاركين واالحساس‬
‫باملسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫توصيات البحث‪:‬‬
‫تقدم الباحثة التوصيات التالية في ضوء ما توصل إليه البحث من نتائج‪:‬‬
‫ضرورة وضع دليل إرشادي للمعايير األخالقية للباحثين توجههم في كافة أنشطتهم العلمية من أجل تحقيق مبدأ‬ ‫‪-1‬‬
‫النزاهة والشفافية وقيم األمانة والثقة في انتاجهم‪.‬‬
‫نشر الوعي من خالل عقد الندوات والدورات التدريبية لكافة الباحثين من أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم من‬ ‫‪-2‬‬
‫الجنسين بمختلف درجاتهم العلمية حول أخالقيات البحث العلمي‪ ،‬وجعل الحصول على دورة (أخالقيات‬
‫البحث العلمي) مطلب للحصول على الدرجة العلمية أو الترقية العلمية‪.‬‬
‫االهتمام بتكثيف تقديم الدورات التدريبية عن استراتيجيات اإلبداع واالبتكار في البحوث العلمية الفردية‬ ‫‪-3‬‬
‫والجماعية‪.‬‬
‫تكوين لجنة األخالقيات بالجامعة للموافقة على البحوث املنسوبة لجامعة امللك خالد قبل إرسالها للنشر أو‬ ‫‪-4‬‬
‫تشكيل لجنة الحكم عليها (رسائل املاجستير والدكتوراه)‪.‬‬
‫إضافة مقرر دراس ي لطلبة الدراسات العليا بمرحلتي املاجستير بعنوان (أخالقيات البحث العلمي في البحوث‬ ‫‪-5‬‬
‫الكمية)‪ ،‬وفي مرحلة الدكتوراه مقرر بعنوان (أخالقيات البحث العلمي في البحوث النوعية وبراءات االختراع)‪.‬‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)48‬‬ ‫أرنوط‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫‪ -6‬وضع سياسات شفافة وعادلة تضمن تشجيع ومكافأة الباحثين املتميزين واملبدعين الذين يساهمون في تطوير‬
‫وتجويد البحث العلمي بالجامعات‪.‬‬
‫‪ -7‬تعديل لوائح الترقيات بالجامعات‪ ،‬وكذلك سياسات منح الدرجات العلمية‪ ،‬بما يكفل عدم املساواة بين الباحثين‬
‫املبدعين واملبتكرين وغيرهم ممن ال يبذلون جهود في بحوثهم وال يساهمون في اإلضافة للمعرفة العلمية‪.‬‬

‫املراجع‪:‬‬
‫ا‬
‫أوال‪ :‬املراجع العربية‪:‬‬
‫‪ -‬إبراهيم‪ ،‬مروان عبد الحميد (‪ .)2000‬أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل الجامعية‪ .‬األردن‪ :‬مؤسسة الوراق‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬خضر‪ ،‬عبد الفتاح (‪ .)1992‬أزمة البحث العلمي في العالم العربي‪ .‬الرياض‪ :‬مكتب صالح الحجيالن‪.‬‬
‫‪ -‬روزين‪ ،‬فاديم (‪ .)2011‬التفكير واإلبداع‪ .‬ترجمة‪ :‬نزار عيون السود‪ ،‬منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب‪،‬‬
‫دمشق‪.‬‬
‫‪ -‬روشكا‪ ،‬ألكسندر (‪ .)1989‬اإلبداع العام والخاص‪ .‬ترجمة‪ :‬غشان أبو فخر‪ ،‬سلسلة عالم املعرفة‪ ،‬ع ‪،144‬‬
‫املجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫‪ -‬سهيل‪ ،‬حسن أحمد (‪ .)2008‬البحث العلمي أساليب ومناهج‪ .‬بغداد‪ :‬دار النور للنشر‪.‬‬
‫‪ -‬السويدان‪ ،‬طارق؛ العدلوني‪ ،‬محمد (‪ .)2004‬مبادئ اإلبداع‪ .‬ط‪ ،3‬مهندسو الحياة‪.‬‬
‫‪ -‬صادق‪ ،‬محمد (‪ .)2004‬البحث العلمي بين املشرق العربي والعالم الغربي‪ .‬القاهرة‪ :‬املجموعة العربية للتدريب‬
‫والنشر‪.‬‬
‫‪ -‬عكاشة‪ ،‬أحمد (‪ .)2001‬آفاق اإلبداع الفني‪ :‬رؤية نفسية‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الشروق‪.‬‬
‫‪ -‬عواد‪ ،‬محمد أمين (‪ .)2005‬أخالقيات البحث العلمي‪ .‬ورقة عمل مقدمة في امللتقى الحواري ملجلس االعتماد‪،‬‬
‫وزارة التعليم العالي‪ ،‬التعليم العالي والعوملة‪ -‬نحو ميثاق عمل أخالقي‪ ،‬الثالثاء ‪ ،2005 /11 /22‬عمان‪ ،‬اململكة‬
‫األردنية الهاشمية‪.‬‬
‫‪ -‬عيس ى‪ ،‬حسن أحمد (‪ .)1979‬اإلبداع في الفن والعلم‪ .‬سلسلة عالم املعرفة‪ ،‬ع ‪ ،24‬املجلس الوطني للثقافة‬
‫والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫‪ -‬فاندالين‪ ،‬ديوبولد (‪ .)1977‬مناهج البحث في التربية وعلم النفس‪ .‬ترجمة‪ :‬محمد نبيل نوفل وآخرون‪ .‬القاهرة‪:‬‬
‫مكتبة االنجلو املصرية‪.‬‬
‫‪ -‬فريجات‪ ،‬غالب (‪ .)2001‬ثقافة البحث العلمي‪ .‬األردن‪ :‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬فواز‪ ،‬فرح خير هللا (‪ .)2018‬أخالقيات البحث العلمي‪ ،‬مجلة العلوم اإلسالمية‪.592 -551 ،18 ،‬‬
‫‪ -‬الكناني‪ ،‬ممدوح عبد املنعم (‪ .)2005‬سيكولوجية اإلبداع وأساليب تنميته‪ .‬عمان‪ :‬دار املسيرة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫ا‬
‫ثانيا‪ :‬املراجع األجنبية‬
‫‪-‬‬ ‫‪Briggs H. (2017). Fake research comes under scrutiny. British Broadcasting Corporation. Retrieved‬‬
‫‪from http://www.bbc.com/news/science-environment-39357819 Accessed in 2018 (April 11).‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Broussine, M. (2008). Creative methods in organizational research. SAGE Publications Ltd: London.‬‬

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
‫(‪)49‬‬ ‫أرنوط‬
‫ م‬2019 ‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير‬

- Burbiel, J. (2009). Creativity in research and development environments: A practical review. Int.
Journal of Business Science and Applied Management, 4 (2), 35- 51.
- Chabon S, Morris JF. (2004). A consensus model for making ethical decisions in a less-than-ideal
world. The ASHA Leader, 18-9.
- Goulart, B.;Levey, S.& Rech, R. (2018). The role of ethics and research integrity in the training of health
professionals and in the development of human research. Rev. CEFAC, 20 (5), São Paulo Sept./Oct.
2018. http://dx.doi.org/10.1590/1982-0216201820513518.
- Guilford, J. (1959). Three Faces of Intellect. American Psychologist, 14 (8), 469-479 · DOI:
10.1037/h0046827.
- Guraya, S.; London, N.& Guraya, S. (2014). Ethics in medical research. Journal of Microscopy and
Ultrastructure, 2 (3), 121-126.
- Heinze, T. (2007). Creativity capabilities and the promotion of highly innovative research in Europe
and the United States. Final Report, Reference Number: EU-NEST/CREA-511889,
https://www.crea.server.de/.
- Honderich, T. (2003). Consequentialism, moralities of concern and selfishness. Unpublished
manuscript. Retrieved March 3, 2018 at http://www.ucl.ac.uk/~uctytho/ted9.htm.
- Levey S, Cheng LR, Langdon HW. (2013). The relationship between ethical principles and clinical
practice in working with Culturally and Linguistically Diverse (CLD) Populations. Speech and Hearing
Review: A Bilingual Annual, 71-104.
- McLeod, S. (2015). Psychology research ethics. Retrieved from
https://www.simplypsychology.org/Ethics.html.
- Nijstad, B., & Stroebe, W. (2006). How the group affects the mind: A cognitive model of idea
generation in groups. Personality and Social Psychology Review, 10 (3), 186-213.
- Resnik, D. (2015). What is Ethics in Research & Why is it Important?. Retrieved from:
https://www.niehs.nih.gov/.
- Rudowicz, E. (2003). Creativity and culture: A two way interactions. Scandinavian Journal of
Educational Research, 46 (3), 273- 290.
- Steneck, N. (2007). Introduction to the responsible conduct of research. ORI: EUA. Available from:
https://ori.hhs.gov/sites/default/files/rcrintro.pdf. Accessed in 2018 (April 11).
- University of Cambridge. (2017). Research Integrity and Good Research Practice Checklist for
Supervisors of Research Students. Available from:
http://www.researchintegrity.admin.cam.ac.uk/sites/www.researchintegrity.admin.cam.ac.uk/files/r
esearch_integrity_and_good_research_practice_checklist_for_supervisors_of_research_students_08.1
5.pdf. Accessed in 2018 (April 11).
- University of South Africa. (2016). Policy on Research Ethics. UNISA.

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
)50( ‫أرنوط‬
‫ م‬2019 ‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير‬

- Vasconcelos, S., Sorenson, M., Watanabe, E., Foguel, D., Palácios M. (2015). Brazilian science and
research integrity: where are we? What next?. An Acad Bras Cienc, 87 (2):1259-69. doi:
http://dx.doi.org/10.1590/0001-3765201520150165.

Adherence to Ethical Standards of Scientific Research and its Relation to Creativity in Educational
Researches in the light of Some Demographic Variables: Exploratory Study

Abstract: This study aimed to determine the level of adherence to the research ethical standards and research creativity in
psychological and educational studies, and to identify the nature of the relationship between adherence to ethical standards
and research creativity, as well as to identify the differences in both adherence to the research ethical standards and
research creativity due to (gender, scientific degree, number of publications) variables. The researcher selected a random
sample of (142) of the researchers in psychological and educational disciplines. There ages ranged between (26- 57) years.
The researcher applied the scale of adherence to the research ethical standards and scale of research creativity, all of these
tools prepared by the researcher. The results showed that there was a low level of adherence to the research ethical
standards as well as low level of research creativity. Also there was a statistical significant strong positive correlation
between adherence to research ethical standards and research creativity (R = 0.945), and also found statistically significant
differences (0.01) among the average scores in adherence to the research adherence to ethical standards and research
creativity due to gender (in favor of females), Scientific degree (in favor of doctoral and post-doctoral researchers), and the
number of published researches (in favor of researchers who published more than 6 research and more who are publish
more than Of 10 research). The results of the simple regression analysis also indicated that adherence to the research ethical
standards is a statistical and powerful indicator of research creativity. The researcher explained the findings in light of the
theoretical framework and previous studies, and developed a number of recommendations.
Keywords: Adherence to research ethical standards, Research creativity, Psychological and Educational studies.

‫االلتزام بالمعايير األخالقية للبحث العلمي وعالقته باإلبداع‬


‫في البحوث النفسية والتربوية‬
)51( ‫أرنوط‬

You might also like