Professional Documents
Culture Documents
ُمقدّم من :
2020
دور حوكمة الشركات فى تحقيق التنمية االقتصادية فى الصين ومصر
أ.د /محمود أحمد المتيم &1د /أمانى صالح محمود المخزنجى 2
مُلخص
تعاظم االهتمام بالحوكمة في العديد من االقتصاديات المتقدمة والنامية خالل السنوات األخيرة ،وخاصة
في أعقاب االنهيارات االقتصادية واألزمات المالية التي شهدتها العديد من دول العالم ،حيث ّ
إن التطبيق
الخاطئ لمبادئ وآليات حوكمة الشركات كان سببا ً رئيسيا ً فى حدوث األزمة المالية العالمية ،كما تعاظمت
أهمية الشركات التجارية فى وقتنا الحاضر حتى صارت مؤسسات اقتصادية ذات تاثير فعّال على االقتصاد
الوطنى ،وواحدة من أهم الوسائل العالمية لتحقيق الثروات والرفاهية فى البالد ،كما أن حوكمة الشركات لها
ُ
حيث أنه اذا صلحت الشركة كنواه صلح االقتصاد ككل ، بالغ األثرعلى األفراد والمؤسسات والمجتمع ككل ،
واذا فسدت فإن تأثيرها يمتد ليضر أعدادا كبيرة من فئات االقتصاد والمجتمع ،وهونموذج إدارى مؤسسى
متطور يحمل بين طياته معايير دقيقة بأن أفضل الممارسات التى تهيئ الفرص الكبيرة لتحقيق مستويات عاليه
ُ
حيث يُؤدى اعتماد المبادئ السليمة لحوكمة الشركات إلى مكافحة الفساد وسوء اإلدارة، من األداء والمساءلة ،
و تعزيزالشفافية في الحياة االقتصادية.
وقد قام الباحثان بدراسةة دور حوكمة الشةركات على التنمية االقتصةادية فى الصةين ومصةر كدراسةة مقارنة
،وذلك من خالل نموذج قياسةى يتضةمن اسةتخدام المت ير الصةورى للصةين ومصةر معا ً من أجل زيادة كفاءة
ُ
حيث تبين وجود أثرإيجابى لبعض ُمؤشةةةرات الحوكمة على التنمية االقتصةةةادية فى كل من الصةةةين النتائج ،
ومصةر ،وهى ُمؤشةرالسةيطرة على الفسةاد ،وسةيادة القانون ،جودة التشةريعات وفعالية الحكومة فى الصةين ،
بينما كانت المؤشرات االيجابية فى مصر على الترتيب هى سيادة القانون ،جودة التشريعات ،فعالية الحكومة
،ث ّم االستقرار السياسى والسيطرة على الفساد .
الكلمات المفتاحية :حوكمة الشركات ،التنمية االقتصادية ،مؤشرات الحوكمة العالمية .
.1مقدمة :
ال تعتبر حوكمة الشررركات غاية في حد ذاتها ،إنما هى وسرريلة لخلق الثقة في السررو والنزاهة فى العمل
خاصرة فى لل عال سرادته العولمة والمنافسرة ،وهى ضررورية للشرركات التي تحتاج إلى زيادة رأس المال
واالسرررررتثمرار على المرد الطويرل ،ممرا يحقق التنميرة االقتصررررراديرة ( (G20/OECD Principles of
، CG,2015ونتيجة لذلك أضررررحى موضررررو حوكمة الشررررركات ( )Corporate Governanceمن
أبرزوأه الموضروعات في المؤسرسرات والمنلمات اإلقليمية والدولية ،وكذلك في العديد من االقتصراديات
المتقدمة والناشرئة خالل السرنوات الماضرية على حد سروا ،وال سريما فى أعقا االنهيارات االقتصرادية و
األزمات المالية المختلفة التي شرهدتها العديد من دول العال في عقد التسرعينيات من القرن العشررين ( الربيعى
، )9:2018،والتي فجرها الفسراد المالي وسرو اإلدارة واالفتقار للرقابة والخبرة والمهارة ،باإلضرافة إلي
نقص الشررفافية ،حيث أدت هذه األزمات واالنهيارات إلي تكبد عدد كبير من المسرراهمين بخسررائر مادية
فادحة مما دفع العديد من المسرتثمرين للبحث عن الشرركات التي تطبق مبادئ حوكمة الشرركات (عبد الرسرول
، )343 :2011 ،حيرث برات العرال ينلر إلى حوكمرة الشرررررركرات نلرة جرديردة ،وذلرك لردور الحوكمرة فى
زيادة الشرفافية واإلفصراع عن المعلومات المالية مما يُؤثر إيجابيا على الجان االقتصراد ،و مكافحة الفسراد
وسو اإلدارة ،والعمل على تخفيض تكلفة رأس مال المنشأة مما ينتج عنه جذ االستثمارات سوا األجنبية
أو المحليرة ،و الحرد من هرو رؤوس األموال ،ومن الفوائرد الكبر التي تنشرررررأ من تحسرررررين حوكمرة
الشرررركات هي زيادة مصرررادرالتمويل وإمكانية الحصرررول على مصرررادر أرخص ،وهو ما يزيد من أهمية
.
الحوكمة بشكل خاص بالنسبة للدول النامية فى عملية التنمية االقتصادية (يوسف)15 :2007 ،
1
www.govindicators.org
−التعرف على االهمية االقتصادية والقانونية واالجتماعية لحوكمة الشركات .
−التعرف على تجربة كولومبيا فى حوكمة الشركات .
−التعرف على أثر حوكمة الشركات على النمو االقتصادى .
وقد قامت هذه الدراسة حول فرضية واحدة وهى :
▪ تساهم حوكمة الشركات فى رفع معدالت النمو االقتصادى .
منهج الدراسة :
ولتحقيق أهداف الد ارس ةةة اال االعتماد على المنال الو ةةتح والتحليلى من ض ا عرا الد ارس ةةات ال ةةا قة
واحليل ما او لت إليه من نتائل .
وجاءت نتائج الدراسة كما يلى -:
إن التطبيق الفعّال لنظم الحوكمة يؤثر على النمو االقتصةادى ،حيث إن وجود إطار جيد لحوكمة الشةركات ّ
يخلق الشةةفافية سةةواء على مسةةتوى الشةةركة أم على المسةةتوى القومى ،كما انّه يخفض من درجة الالتماثل
المعلوماتى بين المديرين التنفيذيين والمسةةةةاهمين ،وكبح نفقات الشةةةةركة ،وتحسةةةةين آداءها وبالتالى زيادة
االستثمارات ورفع معدالت النمو االقتصادى على المستوى القومى .
ج -دراسة ( عبد الرسول 2011م ) و قد تمثلت أهداف هذه الدراسة فى -:
−التعرف علي مفهوم حوكمة الشركات وخصائصها ومحدداتها .
−التعرف علي عناصر ومبادئ الحوكمة في المصارف.
−التعرف علي مالمح الحوكمة في سوال األوراال المالية.
−التعرف علي الجوانب االيجابية ومزايا حوكمة الشركات وكيفية االستفادة منها من أجل تحسين جودة
الشركات .
−التعرف علي دور الحوكمة في التنمية االقتصادية واإلصالح االقتصادؤ .
−تقديم االقتراحات والتوصيات المالئمة في هذا المجال.
واختبرت الدراسة الفروض اآلتية -:
−يؤدى تطبيق الحوكمة إلى تطوير أداء سوال االوراال المالية .
−يؤدى تطبيق الحوكمة إلى زيادة التنمية االقتصادية واإلصالح االقتصادؤ .
−يؤدى تطبيق الحوكمة إلى الحد من الفساد المالي واإلدارؤ .
كما جاءت نتائج الدراسة كاآلتى :
−بيان وجود تأثير وأهمية لمفهوم حوكمة الشركات لصالح األفراد والمؤسسات والمجتمعات في العديد
من النواحي االقتصادية والقانونية واالجتماعي ،حيث أ ّنها أضحت ضرورة حتمية تفرضها تحديات
العولمة المالية واالقتصادية.
ّ −
أن أهمية الحوكمة تتضةح من أهدافها التي تتمثل في تحقيق الشةفافية والعدالة ومنح حق مسةاءلة إدارة
المنشةأة ،وبالتالي تحقيق الحماية للمسةاهمين وحملة السةندات جميعا مع مراعاة مصةالح العمل والعمال
والحد من اسةةت الل السةةلطة في ير المصةةلحة العامة بما يؤدؤ إلي تنمية االسةةتثمارات ،والمدخرات
وتعظيم الربحية.
د -دراسة (الناصرى & النعيمى 2012م ) وقد تمثلت أهداف الدراسة فيما يلى :
-1اوضيح اإلطار النظري لحوكمة الشركات وأهميتاا.
-2إلقاء الضوء على قوانين االستثمار فح إقليال كوردستان.
-3بيان دور الحوكمة فح جذب االستثمارات واطوير البيئة االستثمارية.
-4بيان دور الحوكمة فح الحد من مشكلة عدم اماثل المعلومات من ض ا اعزيز اإلفصاح
وقد قامت هذه الدراسة حول فرضية واحدة وهى :ا اهال حوكمة الشركات فح ادعيال االستثمار واطوير البيئة
االستثمارية فح اقليال كوردستان من ض ا االلتزام مبادئاا واتعيل آلياااا .
منهج الدراسةةة :ولتحقيق أهداف الد ارس ةةة اال االعتماد على المنال الو ةةتح من ض ا االس ةةتعانة االطاريح
والرسائل والدوريات والكتب ومواقع شبكة االنترنت ذات الع قة موضوع البحث .
وجاءت نتائج الدراسة كما يلى -:
-1اُعد الحوكمة نظام لتعزيز الرقا ة واالدارة وإطار عام لتحديد الم ة ةةتوليات والواجبات فح الوحدة االقتص ة ةةادية
مما يعمل على اح ين األداء ،وزيادة الشتافية واالفصاح فى القوائال المالية .
إن االلتزام بتطبيق الحوكمة يعد احد المعايير األسةةاسةةية التح يضةةعاا الم ةةتثمرون فح اعتبارهال عند ال يام
ّ -2
ااخاذ ق اررات االستثمار.
-3ابرز أهمية الحوكمة فح اوفير الحماية لحقوق الم ةاهمين فح الشةركات واحديد الحقوق أل ةحاب الملكية
،و زيادة ثقة الم اهمين الوحدة االقتصادية وبالتالى زيادة االستثمار.
ه -دراسة ( ابو سليم 2014م ) وقد هدفت الدراسة إلى :
.1إلقاء الضوء على أدبيات االستثمار بشكل عام واالستثمار األجنبي بشكل خاص.
. 2إلقاء الضوء على الواقع األردني بخصوص بنيته التحتية الستقطاب االستثمار.
. 3إلقاء الضوء على واقع التزام الشركات المدرجة بمبادئ حوكمة الشركات.
. 4معرفة مدى مساهمة االلتزام بتطبيق مبادئ حوكمة الشركات على استقطاب االستثماراألجنبي
. 5الخروج بنتائج مناسبة واقتراح التوصيات المالئمة .
منهجية الدراسة:
سوف يسعى الباحث إلى تحقيق أهداف الدراسة من خالل وسيلتين رئيسيتين:
. 1الدراسة النظرية ،وذلك باالطالع على المراجع المناسبة المتعلقة بموضوع الدراسة.
. 2استبانة وزعت على ف تين (المدققين والمستثمرين) .
وكانت فرضية الدراسة:
▪ ال يسهم االلتزام بتطبيق مبادئ حوكمة الشركات في استقطاب االستثمار األجنبي .
إن االلتزام بتطبيق مبادئ حوكمة الشةركات يسةهم باسةتقطاب االسةتثمار وقد جاءت نتائج الدراسةة بالتى ّ :
األجنبي المباشةةر ،حيث يولي المسةةتثمر األجنبي االهتمام بالقوائم المالية للشةةركات الملتزمة بتطبيق مبادئ
حوكمة الشةركات ،حيث تكتسةب قوائم الشةركة صةفة الدولية وبالتالي القدرة على دخول األسةواال الخارجية
والمنافسةة ،ومع تناول هذه الدراسةة دور حوكمة الشةركات فى جذب االسةتثمارات األجنبية المباشةرة ،إالّ أنّها
قد أهملت أثر حوكمة الشركات فى مكافحة الفساد المالى واالدارى وبالتالى على التنمية االقتصادية ،وهذا ما
تداركته الدراسة الحالية .
و -دراسة ( تباني 2015م ) وقد تمثلت أهداف الدراسة فيم يلى :
.1توضيح مفهوم الحوكمة وطريقة قياسها .
.2تحديد مفهوم االستثمار األجنبى المباشر ودوره فى التنمية االقتصادية واالجتماعية .
.3توضيح دور الحوكمة فى جذب االستثمارات وتطوير مناخ االستثمار .
.4تسةةليي الضةةوء على واقع الحوكمة فى الدول العربية ومنطقة شةةمال أفريقيا وانعكاس ذلك على حجم
تدفق االستثمار األجنبى المباشر .
منهجية الدراسة:
اعتمد الباحث على المنهج الوصةةةفى التحليليى ،وهذا المنهج يعتمد عليه كثيرا ً فى الدراسةةةات و األبحاث التى
تتناول وصف واقع ملموس ،وممارسات ظاهرة معينة .
وقد اختبرت الدراسة الفروض اآلتية :
قام الباحث باختبار فرضية واحدة وهى
−تدعم الحوكمة الرشيدة تنافسية الدول فى جذب االستثمار األجنبى المباشر .
كمةا جاءت نتةائج الدراسةةةةة كمةا يلى -:أظهرت نتةائج الدراسةةةةة تدنى مسةةةةتوى الحوكمةة فى الدول العربية
المنتمية إلى شةةةمال أفريقيا ،وذلك بسةةةبب الفسةةةاد وعدم االسةةةتقرار السةةةياسةةةي مما أفقدها جاذبيتها كمنطقة
اسةةتيراتيجية لجذب االسةةتثمار األجنبى المباشةةر ،وجعلها ير قادرة على منافسةةة باقى دول العالم ،وبالتالى
تحقق الفرضية البحثية القائمة على دور الحوكمة فى جذب االستثمار األجنبى المباشر.
.10مساهمة الدراسة الحالية :
وتتمثل مساهمة الدراسة الحالية فى تغطية عدة فجوات هى :
أن الدراسة الحالية تتناول فترة زمنية حديثة وفقا ً لخر البيانات المتاحة . -فجوة زمنية :حيث ّ
-فجوة مكانية :حيث تناولت الدراسةة الحالية دولتين هما مصةر والصةين لم تسةبق دراسةتهما بالتفصةيل
حيث أشةارت بعض الدراسةات إلى مصةر ولم تتخذها كنموذج للدراسةة ُ سةواء بشةكل فردى أو ُمقارن ،
،حيث لم تتطرال إلى االصةةةدارت الحديثة بشةةةأن حوكمة الشةةةركات فى مصةةةر ومدى توافقها على
المستوى الدولى كما تتناولت الدراسة الحالية التطور التاريخى لمبادئ حوكمة الشركات على الصعيد
الدولى والوقوف على التنقيحةات الحديثةة لمبةادئ حوكمةة الشةةةةركات دوليةا ً ومدى تطةابقهةا لتلةك المبةادئ
فى مصر والصين .
-فجوة قياسةةةية :حيث أن الدراسةةةة الحالية وضةةةعت نموذج قياسةةةى لدولتين معا ً باسةةةتخدام المت ير
الصةةورى ،وذلك بقياس أثر مؤشةةرات الحوكمة ال ُمتمثلة فى السةةيطرة على الفسةةاد ،سةةيادة القانون ،
جودة التشةريع ،فاعلية الحكومة ،االسةتقرار السةياسةى ،وإبداء الرأى والمسةاءلة على أهم مؤشةرات
التنمية االقتصةةادية وهى متوسةةي نصةةيب الفرد من الناتج المحلى االجمالى باألسةةعار الثابتة ،االنفاال
االسةةتهالكى الحكومى العام ،صةةافى تدفقات االسةةتثمار األجنبى المباشةةر كنسةةبة من الناتج المحلى
االجمالى ،اجمالى تكوين رأس المال الثابت ،صافى التجارة كنسبة من الناتج المحلى االجمالى .
أوالً :التطور التاريخى لحوكمة الشركات فى كل من الصين و مصر.
.1لمحة تاريخية عن حوكمة الشركات فى الصين :
برزت حوكمة الشركات في الصين و تطورت مع تحول الصين من االقتصاد المخطي المركزى إلى
اقتصاد السوال ،واالتجاه إلى الخصخصة ،والشروع فى بناء سوال رأس المال الصينى()Jiang Fu,2014
،وقد ت ّم تطوير حوكمة الشركات في الصين على مدى 30عاما يمكن تقسيمها إلى أربع مراحل هى
(: )OECD,2011
أ -هيمنة الشركات المملوكة للدولة (1983-1949م)
ب -الفصل بين الحكومة والمؤسسة (1993- 1984م)
ج -التجريب في هيكل المشروعات الحديثة (2005-1994م)
د -السعي المستمر لحوكمة الشركات من عام 2006م فصاعدا
وفيما يلى سردها بالتفصيل :
أ -هيمنة الشركات المملوكة للدولة (1983-1949م) :
انقسةةمت هذه المرحلة إلى فترتين األولى هى عهد ما قبل اإلصةةالح من عام ( 1949م 1979 -م ) حيث
كةةانةةت أ لةةب الشةةةةركةةات الصةةةةينيةةة مملوكةةة للةةدولةةة ،وتةةديرهةةا الحكومةةة من التصةةةةنيع إلى التوزيع
واالسةةةتهالك( ، ) Wu,1994حيث كانت وظيفة المدير في هذه المرحلة هى التنسةةةيق واإلشةةةراف على الع ّمال
لتنفيةذ خطةة اإلنتةاج التي وضةةةةعتهةا الحكومةة المركزيةة و المحليةة ( ، )Yong Kang,2008والثةانيةة هى فترة
االصةةةةالح التى بةدأت من عةام 1979م ،حيةث كةانةت السةةةةمةة الرئيسةةةةيةة لهةذه المرحلةة هي الالمركزيةة
( ، )OECD,2011وعلى الر م من ظهور الشةةةةركةات العةائليةة أوائةل ومنتصةةةةف 1970م( ، )Watts,2005
وكذلك ظهورالقطاع الخاص وتنوع الملكية في عالم الشةركات الصةينية ،إالّ ّ
أن االقتصةاد الصةينى كانت تهيمن
عليه الشةركات المملوكة للدولة حتى عام 1980م ،وكانت الدولة المسةيطر األعظم على كل جوانب االقتصةاد
تقريبا ،ولم تكن حوكمة الشركات على النمي ال ربي موجودة في الصين آنذاك ( . )Jiang Fu,2014
ب -الفصل بين الحكومة والمؤسسة (1993- 1984م) :
كانت بداية اصةةةالح الشةةةركات فى الصةةةين ألول مرة فى اكتوبر عام 1984م ،وذلك عندما نادت اللجنة
المركزية للحزب الشةيوعى بضةرورة فصةل تدخل الحكومة فى عمل المؤسةسةات( ، )Zhang,1998ث ّم بدأ تنفيذ
مبادرات اإلصةالح عام 1984م مع سةياسةة منح الحكم الذاتي للشةركات ،حيث ت ّم السةماح لهم باالحتفاظ بجزء
معين من الربح ( ، )Yuan,2003ث ّم تاله نظام العقود اإلدارية في منتصف الثمانينيات ،والحد من ملكية الدولة
للمشةةةةروعةات بحلول عةام 1989م ،وقةد تزامن ذلةك مع انشةةةةاء بورصةةةةتى األوراال المةاليةة فى الصةةةةين
.
))Ellman,1988
ج -التجريب في هيكل المشروعات الحديثة (2005-1994م) :
أصةةدرت اللجنة الدائمة للمؤتمر الشةةعبي أول قانون للشةةركات الصةةينية في ديسةةمبر 1993م ،وتحديد
تعظيم مصةالح المسةاهمين كهدف أسةاسةي لممارسةة الشةركات ،وكان هذا القانون هو األول الشةامل الذؤ يرسةم
بشةكل كامل جميع الحقوال والمسةؤوليات للعالقات فى الشةركات الحديثة في الصةين ،واألهم من ذلك أنه كان
أول قانون أعمال رئيسةةةي في الصةةةين لم يفرال فى التشةةةريعات بين الشةةةركات القائمة وفقا ً لهياكل ملكيتها )
.)Wang,2006
و كنتيجة لذلك اسةةتمر عدد الشةةركات ير الحكومية ينمو باطراد ( ، ) OECD,2011وعلى الر م من
االتجاه نحو خصخصة الشركات المملوكة للدولة ،وزيادة الملكية الخاصة ،إالّ ّ
أن كلمة الخصخصة كانت من
المحرمات السياسية فى وقت متفرال من التسعينيات ( ، )World Bank,1997كما كان قانون حوكمة الشركات
فى الصةةةين بعيد األثر عن حوكمة الشةةةركات واالقتصةةةاد ككل ( ، )OECD,2011حيث واصةةةلت الشةةةركات
المملوكة للدولة التمتع بمعاملة تفضةةةيلية خالل عمليات الطرح العام لاوراال المالية ،ولذا اسةةةتمرت على قيد
الحياة حتى بعد صةةدو قانون الشةةركات وقد قدمت هي ة تنظيم االوراال المالية جهودا عديدة لمعالجة النقص في
.
الضوابي والتوازن بين الشركات المدرجة ،لحماية مصالح المستثمرين ( ) Ho,2003
و بعد انضةمام الصةين لمنظمة التجارة العالمية ) (WTOفي نهاية عام 2001م واصةلت الحكومة الصةينية
تحسةين مبادئ وسةياسةات حوكمة الشةركات إلعداد الشةركات الصةينية على المنافسةة مع المنافسةين األجانب
( ، ) Thomas, 2004حيةث نشةةةةرت هي ةة تنظيم األوراال المةاليةة الصةةةةينيةة ( )CSRCالمبةادئ التوجيهيةة
الستقالل مجلس اإلدارة في الشركات المدرجة في أ سطس 2001م .
د -السعي المستمر لحوكمة الشركات من عام 2006م فصاعدا:
بدأت الحكومة الصةةينية برنامج لتعميم كامل على أسةةهم الشةةركات المدرجة في البورصةةة ،ويتطلب من
الشةركات المدرجة تعميم أسةهمها ير القابلة للتداول ،مع التعويضةات التي يوافق عليها أصةحاباألسةهم القابلة
للتداول ،ومن المالحظ أن الشركات المدرجة التي خضعت لهذه العملية تميزت بآداء أفضل في سوال األوراال
المالية من تلك التي لم تخضةةةع لهذه الت ييرات ،مما يعني أن هذا التعميم قدسةةةاعدالشةةةركات المملوكة للدولة
المدرجة على كسةب ثقة المسةتثمرين ،وبالتالي ت ّم فتح الباب لتحسةين حوكمة الشةركات في الصةين بشةكل عام ،
وبالتالي تفتقر حوافزهم للتأثير حوكمة الشةةةركات ،ولكنها لم تكن قوية بما يكفي لعكس اتخاذ القرارات على
.
نطاال الشركة والتي قد تضر بمصلحة ص ار المساهمين ( ) Yu,2008
.2لمحة تاريخية عن حوكمة الشركات فى مصر :
استندت حوكمة الشركات فى مصر على اإلطار القانونى لبعض القوانين التى نشأت منذ عام 1980م ،والتى
ت ُوصف بأنّها عفى عليها الزمن ،وهى تنقسم إلى مجموعتين رئيسيتين من القوانين هما(األنصارى-: )2006،
أ -القوانين التى تحكم تأسةةيس الشةةركات فى مصةةر ،وهى قانون الشةةركات رقم 159لعام 1981م وهو قانون
مدنى فرنسةى ،بينما سةاد القانون األمريكى فى سةوال المال وقوانين اإليداع والقيد المركزى ،ويتواجد مفهوم
حوكمة الشةةركات فى مصةةرضةةمن نسةةيج عدد من القوانين الحاكمة ولوائحها التنفيذية وتعديالتها ،ومن أهمها
قةانون سةةةةوال رأس المةال رقم ( ) 95لعةام 1992م ،وقةانون الشةةةةركةات رقم ( ) 95لعةام 1981م ،وقةانون
االسةتثمار رقم ( )8لعام 1992م ،وقانون شةركات القطاع العام رقم ( ) 203لعام 1991م الذى أدخل مصةر
على شرفات عهد جديد من االصالح االقتصادى وبداية الخصخصة ) نرمين أبو العطا) 21 :2006،
ب -القوانين التى تحكم الشةةةةركةات المةدرجةة فى بورصةةةةتى القةاهرة واألسةةةةكنةدريةة ،بةالقرار رقم ( )30بتةاري
2002/6/18م بشةأن قواعد قيد وشةطب األوراال المالية ببورصةتى األوراال المالية بالقاهرة واالسةكندرية وهو
حجر األساس فى إرساء قواعد ومبادئ حوكمة الشركات فى مصر( الهي ة العامة لسوال المال 2008 ،م ) .
ج .إلزام الشةركات ال ُمقيدة ببورصةة األوراال المالية المصةرية بدعداد قوائمها المالية وفقا ً لمعايير المحاسةبة المصةرية
عدّلت بموجب قرارات وزارية متعددة هى ،والتى وصةةل عددها حتى الن إلى 35معيارا ً محاسةةبيا ً صةةدرت و ُ
قرار وزير االقتصاد رقم 503لسنة 1997م ،وقرار وزير التجارة الخارجية رقم 345لسنة 2002م .
د .إصةةدار وزارة االسةةتثمار دليل قواعد ومعايير حوكمة الشةةركات بمصةةر فى اكتوبر2005م ( الهي ة العامة لسةةوال
المال 2008 ،م ).
ه .إصةدار الهي ة العامة لسةوال المال المصةرؤ ش مشةروع القواعد التنفيذية لحوكمة الشةركات المقيدة ببورصةتى
القاهرة واإلسكندرية ش فى نوفمبر2006م (الهي ة العامة لسوال المال 2006 ،م ).
وير الباحثان أنه من الضررور التطر لموضرو الخصرخصرة فى مصرر للعبور منه إلى نافذة الحوكمة ،
وذلك لتوضيح العالقة الوثيقة بين الخصخصة والحوكمة ،فى لل تحديات العولمة المستمرة
.1الخصخصة وحوكمة الشركات :
زاد االهتمام الميداني بمفهوم حوكمة الشركات تماشيا ً مع ظهور برامج الخصخصة من أجل تحقيق
التنمية المستدامة (آمين ، )2013،حيث دفعت الخصخصة الحكومات والشركات إلى تلبية مطالب المساهمين
ومن ضمنها االلتزام بتطبيق قواعد الحوكمة وذلك لجذب االستثمار فى أسهمها المطروحة فى البورصة ،و
تحفيز كل من المديرين والعاملين لداء عملهم بكفاءة وفاعلية (على ، )692 :2009،كما ت ُعتبر الحوكمة
مرحلة ضرورية وموازية ومتالزمة لمرحلة الخصخصة ،فنظرا ً لتحول العديد من الدول من النظم
االشتراكية إلى النظم الرأسمالية ،والتى تعمد بدرجة كبيرة على الشركات الخاصة لتحقيق معدالت مرتفعة
ومتواصلة من النمو االقتصادى ،وخلق فرص عمل جديدة (إضاءات ، ) 2010 ،و قد أثارت االستثمارات
الخاصة القائمة على السوال الحاجة إلى ترتيبات جديدة وجيدة إلدارة الشركات ( ، ) Megginson,1994
كما تأتى أهمية الحوكمة فى التأكيد على كفا ة تطبيق برامج الخصخصة وحسن توجيه الحصيلة منها إلى
االستخدا األمثل لها ،ومنعا أل من حاالت الفساد التى قد تكون مرتبطة بذلك ( شلبى ، ) 43 :2007 ،
فالشركات الخاصة التي ليس لديها نلا فعال لحوكمة