‫قصة إسالم يوسف إسالم‬

‫يوسف إسالم أو املغين اإلجنليزي املعروف كات ستيفنس سابقاً يعرض قصة إسالمه‬

‫مجيعاً وهو أن اهلل قد أستخلفنا يف األرض وأرسل لنا الرسل‬ ‫‪ ‬أود أن أبدأ قصيت مبا تعرفونه ً‬
‫وأخرهم رسولنا حممد صلى اهلل عليه وسلم ليهدينا إىل الطريق القومي‪ .‬وعلى اإلنسان أن‬
‫يالحظ واجبه حنو هذا اإلستخالف وأن يسعى لتحضري نفسه للحياة اخلالدة القادمة فمن تفوته‬
‫الفرصة اآلن لن تأتيه أخرى فلن نعود ثانية حيث يقول القران الكرمي‪" :‬‬
‫صاحِل اً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْرنَا َومَس ْعنَا فَ ْارج ْعنَا َن ْع َم ْل َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫{ولَ ْو َتَرى إِ ْذ الْ ُم ْج ِر ُمو َن نَاك ُسوا ُرءُوس ِه ْم عْن َد َرهِّب ْم َربَّنَا أَبْ َ‬ ‫َ‬
‫َّم ِم ْن اجْلِن َِّة‬ ‫س ُه َد َاها َولَ ِك ْن َح َّق الْ َق ْو ُل ِميِّن أل َْمأل َّ‬ ‫ِ‬
‫إِنَّا ُموقنُو َن * َولَ ْو ِشْئنَا آلَتْينَا ُك َّل َن ْف ٍ‬
‫َن َج َهن َ‬
‫اب اخْلُْل ِد مِب َا ُكْنتُ ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِب ِ ِ‬
‫ني * فَ ُذوقُوا َا نَسيتُ ْم ل َقاءَ َي ْوم ُك ْم َه َذا إِنَّا نَسينَا ُك ْم َوذُوقُوا َع َذ َ‬
‫والن ِ ِ‬
‫َّاس أَمْج َع َ‬ ‫َ‬
‫َت ْع َملُو َن } (السجدة‪)14 :12 :‬‬
‫صاحِل اً َغْيَر الَّ ِذي ُكنَّا َن ْع َم ُل أ ََومَلْ نُ َع ِّم ْر ُك ْم َما َيتَ َذ َّك ُر‬ ‫َخ ِر ْجنَا َن ْع َم ْل َ‬
‫ِ‬
‫صطَ ِر ُخو َن ف َيها َربَّنَا أ ْ‬
‫{و ُه ْم يَ ْ‬
‫َ‬
‫ني م ْن نَص ٍري } (فاطر‪)37 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫فيه َم ْن تَ َذ َّكَر َو َجاءَ ُك ْم النَّذ ُير فَ ُذوقُوا فَ َما للظَّالم َ‬
‫نشأيت‪:‬‬
‫نشأت يف بيئة مرفهة متلؤها أضواء العمل الفين اإلستعراضي املبهرة وكانت أسريت تدين‬
‫باملسيحية وكانت تلك الديانة اليت تعلمتها فكما نعلم أن املولود يولد على الفطرة وأهله‬
‫ميجسانه أو يهودانه أو ينصرانه لذلك فقد مت تنصريي مبعىن أن النصرانية هي الديانة اليت أنشأين‬
‫والدي عليها‪ .‬وتعلمت أن اهلل موجود ولكن ال ميكننا اإلتصال املباشر به فال ميكن الوصول‬
‫إليه إال عن طريق عيسى فهو الباب للوصول إىل اهلل‪ .‬وبالرغم من إقتناعي اجلزئي هبذه الفكرة‬
‫إال أن عقلي مل يتقبلها بالكلية‪.‬‬
‫وكنت أنظر إىل متاثيل النيب عيسى فأراها حجارة ال تعرف احلياة وكانت فكرة التثليث أو‬
‫ثالثية اإلله تقلقين وحتريين ولكين مل أكن أناقش أو أجادل إحرتاماّ ملعتقدات والدي الدينية‪.‬‬

‫مغين البوب املشهور‪:‬‬

‫وبدأت أبتعد عن نشأيت الدينية مبعتقداهتا املختلفة شيئَاًًَ فشيئاً وإخنرطت يف جمال املوسيقى‬
 ‫والغناء وكنت أرغب يف أن أكون مغين مشهور‪ .‬وأخذتين يلك احلياة الرباقة مبباهجها ومفاتنها‬
‫فأصبحت هي إهلي‪ .‬وأصبح الثراء املطلق هو هديف تأسياً بأحد أخوايل الذي كان واسع الثراء‪،‬‬
‫وبالطبع كان للمجتمع من حويل تأثري بالغ يف ترسيخ هذه الفكرة داخلي حيث أن الدنيا‬
‫كانت تعين هلم كل شيء وكانت هي إهلهم‪.‬‬
‫ومن مث إخرتت طريقي وعزمت أن يكون املال هو هديف األوحد وأن تكون هذه احلياة هي‬
‫مبلغ املىن وهناية املطاف بالنسبة يل‪ .‬وكان قدويت يف هذه املرحلة كبار مطريب البوب العامليني‬
‫وإنغمست يف هذه احلياة الدنيوية بكل طاقيت‪ .‬وقدمت الكثري من األغاين ولكن داخي ويف‬
‫أعماق نفسي كان هناك نداء إنساين ورغبة يف مساعدة الفقراء عند حتقيقي للثراء املنشود‪.‬‬
‫ولكن النفس البشرية كما خيربنا القرأن الكرمي ال تفي بكل ما تعد به ! وتزداد طمعاً كلما‬
‫منحت املزيد‪.‬‬
‫وقد حققت جناحاً واسعاً وأنا مل أتعدى سنوايت التسعة عشرة بعد وإجتاحت صوري وأخباري‬
‫وسائل اإلعالم املختلفة فجعلوا مين أسطورة أكرب من الزمن وأكرب احلياة نفسها وكانت وسيليت‬
‫لتعدي حدود الزمن والوصول إىل القدرات الفائقة هي النغماس يف عامل اخلمور واملخدرات‪.‬‬

‫‪:‬الدخول إىل املستشفى‬

‫بعد مضي عام تقريباً من النجاح املادي و"احلياة الراقية" وحتقيق الشهرة أصبت بالسل ودخلت‬
‫املستشفى‪ .‬أثناء وجودي باملستشفى أخذت أفكر يف حايل ويف حيايت هل أنا جسد فقط وطل‬
‫عي فعله هو أن أسعد هذا اجلسد؟ ومن مث فقد كانت هذه األزمة نعمة من اهلل حىت أتفكر‬ ‫ما ّ‬
‫يف حايل‪ ,‬وكانت فرصة من اهلل حىت أفتح عيين على احلقيقة وأعود إىل صوايب‪ " .‬ملاذا أنا هنا‬
‫راقداً يف هذا الفراش؟" وأسئلة أخرى كثرية بدأت أحبث هلا عن إجابة‪ .‬وكان إعتناق عقائد‬
‫شرق أسيا سائداً يف ذلك الوقت فبدأت أقرأ يف هذه املعتقدات وبدأت ألول مرة أفكر يف‬
‫املوت وأدركت أن األرواح ستنتقل حلياة أخرى ولن تقتصر على هذه احلياة‍‍‪ .‬وشعرت أنذاك‬
‫أين على بداية طريق اهلداية فبدأت أكتسب عادات روحابية مثل التفكر والتأمل وأصبحت‬
‫نباتياً كي تسمو نفسي وأساعدها على الصفاء الروحي‪ .‬وأصبحت أؤمن بقوة السالم النفسي‬
‫‪.‬وأتأمل الزهور‪ .‬ولكن أهم ماتوصلت إليه يف هذه املرحلة هو إدراكي أين لست جسد فقط‬
‫ويف أحد األيام بينما كنت ماشياً إذا باملطر يهطل وأجدين أجري ألحتمي من املطر فتذكرت‬
 ‫مقولة كنت قد مسعتها قبل ذلك وهي أن اجلسد مثل احلمار الذي جيب تدريبه حىت يأخذ‬
‫صاحبه أين يريد وإال فإن احلمار سيأخذ صاحبه إىل املكان الذي يريده هو‪ .‬إذاً فأنا إنسان ذو‬
‫إرادة ولست جمرد جسد كما بدأت أفهم من خالل قرأيت للمعتقدات الشرقية ولكين سئمت‬
‫املسيحية بالكلية‪ .‬وبعد شفائي عدت لعامل الغناء واملوسيقى ثانية ولكن موسيقاي بدأت تعكس‬
‫أفكاري اجلديدة‪ .‬وأتذكر إحدى أغنيايت اليت قلت فيها‬
‫ليتين أعلم "‬
‫ليتين أعلم من خلق اجلنة والنار‬
‫ترى هل سأعرف هذه احلقيقة وأنا يف فراشي‬
‫أم يف حجرة مرتبة‬
‫"‪.‬بينما يكون األخرين يف حجرات الفنادق الفاخرة‬
‫‪.‬وعندها عرفت أين على الطريق السليم‬
‫"ويف ذلك الوقت كتبت أيضاً أغنية أخرى " الطريق إىل معرفة اهلل‬
‫وقد إزدادت شهريت يف عامل املوسيقى وعانيت من أوقات عصيبة ألن شهريت وغناي كانتا‬
‫تزد! ادان بينما كنت من داخلي أحبث عن احلقيقة‪ .‬ويف تلك املرحلة أصبحت مقتنعاً أن‬
‫البوذية قد تكون عقيدة نبيلة وراقية ولكين مل أكن مستعداً لرتك العامل والتفرغ للعبادة فقد‬
‫كنت ملتصقاً بالدنيا ومتعلقاً هبا ومل أكن مستعداً ألن أكون راهباً يف حمراب البوذية وأعزل‬
‫‪.‬نفسي عن العامل‬
‫وبعدها حاولت أن أجد ضاليت اليت أحبث عنها يف علم األبراج أو األرقام ومعتقدات أخرى‬
‫لكين مل أكن مقتنعاً بأي منها‪ .‬ومل أكن أعرف أي شيء عن اإلسالم يف ذلك الوقت وتعرفت‬
‫عليه بطريقة أعتربها من املعجزات‪ .‬فقد سافر أخي إىل القدس وعاد مبهوراً باملسجد األقصى‬
‫وباحلركة واحليوية اليت تعج بني جنباته على خالف الكنائس واملعابد اليهودية اليت دائماً ما‬
‫‪.‬تكون خاوية‬

‫‪:‬حكاييت مع القرآن‬
‫أحضر يل أخي من القدس نسخة مرتمجة من القرآن وعلى الرغم من عدم إعتناقه اإلسالم إال‬
‫‪.‬أنه أحس بشيئ غريب جتاه هذا الكتاب وتوقع أن يعجبين وأن أجد يف ضاليت‬
 ‫وعندما قرأت الكتاب وجدت فيه اهلداية فقد أخربين عن حقيقة وجودي واهلدف من احلياة‬
‫وحقيقة خلقي ومن أين أتيت‪ .‬وعندها أيقنت أن هذا هو الدين احلق وأن حقيقة هذا الدين‬
‫ختتلف عن فكرة الغرب عنه وأهنا ديانة عملية وليست معتقدات تستعملها عندما يكرب سنك‬
‫‪.‬وتقل رغبتك يف احلياة مثل املعتقدات األخرى‬
‫ويصم اجملتمع الغريب كل من يرغب يف تطبيق الدين على حياته واإللتزام به بالتطرف ولكين مل‬
‫أكن متطرفاً فقد كنت حائراً يف العالقة بني الروح واجلسد فعرفت أهنما ال ينفصالن وأنه‬
‫باإلمكان أن تكون متديناً دون أن هتجر احلياة وتسكن اجلبال‪ ,‬وعرفت أيضاً أن علينا أن‬
‫خنضع إلرادة اهلل وأن ذلك هو سبيلنا الوحيد للسمو والرقي الذي قد يرفعنا إىل مرتبة املالئكة‪.‬‬
‫‪.‬وعندها قويت رغبيت يف إعتناق اإلسالم‬
‫وبدأت أدرك أن كل شئ من خلق اهلل ومن صنعه وأنه التأخذه سنة وال نوم وعندها بدأت‬
‫أتنازل عن تكربي ألين عرفت خالقي وعرفت أيضاً السبب احلقيقي وراء وجودي وهو‬
‫اخلضوع التام لتعاليم اهلل واإلنقياد له وهو ما يعرف باإلسالم‪ .‬وعندها إكتشفت أين مسلم يف‬
‫أعماقي‪ .‬وعند قرائيت للقرآن علمت أن اهلل قد أرسل بكافة الرسل برسالة واحدة‪ ،‬إذاً فلماذا‬
‫خيتلف املسيحيني واليهود؟ نعم‪ ،‬مل يتقبل اليهود املسيح ألهنم غريوا كالمه‪ ,‬وحىت املسيحيون‬
‫أنفسهم مل يفهموا رسالة املسيح وقالوا أنه إبن اهلل كل ما قرأته يف القرأن من األسباب‬
‫واملربرات بدا معقوالً ومنطقياً‪ .‬وهنا يكمن مجال القرآن فهو يدعوك أن تتأمل وأن تتفكر وأن‬
‫ال تعبد الشمس أو القمر بل تعبد اخلالق الذي خلق كل شيء‪ .‬فالقرآن أمر اإلنسان أن يتأمل‬
‫يف الشمس والقمر ويف كافة خملوقات اهلل‪ .‬فل الحظت إىل أي مدى ختتلف الشمس عن‬
‫القمر؟ فبالرغم من إختالف بعدمها عن األرض إال أن كل منهما يبدو وكأنه على نفس البعد‬
‫‪.‬من األرض! ويف بعض األحيان يبدو وكأن أحدمها يغطي األخر! سبحان اهلل‬
‫وعندما صعد رواد الفضاء إىل الفضاء اخلارجي والحظوا صغر حجم األرض مقارنة بالفضاء!‬
‫‪.‬اخلارجي أصبحوا مؤمنني باهلل ألهنم شاهدوا أيات قدرته‬
‫وكلما قرات املزيد من القرآن عرفت الكثري عن الصالة والزكاة وحسن املعاملة ومل أكن قد‬
‫إىل‬
‫إعتنقت اإلسالم بعد ولكين أدركت أن القرآن هو ضاليت املنشودة وأن اهلل قد أرسله ّ‬
‫ولكين أبقيت ما بداخلي سرأً مل أبح به إىل أحد‪ .‬وبأ فهمي يزداد ملعانيه‪ .‬عندما قرأت أنه ال‬
‫‪.‬حيل للمؤمنني أن يتخذوا أولياء من الكفار متنيت أن ألقى إخواين يف اإلميان‬
 ‫إعتناق اإلسالم‪:‬‬
‫ويف ذلك الوقت فكرت يف الذهاب إىل القدس مثلما فعل أخي‪ ,‬وهناك بينما أنا جالس يف‬
‫املسجد سألين رجل ماذا تريد؟ فأخربته بأين مسلم وبعدها سألين عن أمسي فقلت له ‪":‬‬
‫ستيفنس" فتحري الرجل‪ .‬وأنضممت إىل صفوف املصلني وحاولت أن أقوم باحلركات قدر‬
‫املستطاع‪ .‬بعد عوديت إىل لندن قابلت أخت مسلمة أمسها نفيسة وأخربهتا برغبيت يف إعتناق‬
‫اإلسالم فدلتين على مسجد نيو رجينت‪ .‬وكان ذلك يف عام ‪ 1977‬بعد عام ونصف تقريباً من‬
‫علي أن أختلص من كربيائي وأختلص من‬ ‫قرأيت للقرآن‪ .‬وكنت قد إيقنت عند ذلك الوقت أنه ّ‬
‫الشيطان وأجته إىل إجتاه واحد‪ .‬ويف يوم اجلمعة بعد الصالة إقرتبت من اإلمام وأعلنت الشهادة‬
‫بني يديه‪ .‬فبال! رغم من حتقيقي للثراء والشهرة إال أين مل أصل إىل اهلداية إال عن طريق‬
‫القرآن‪ .‬واألن أصبح بإمكاين حتقيق اإلتصال املباشر مع اهلل خبالف احلال يف املسيحية والديانات‬
‫األخرى‪ .‬فقد أخربتين سيدة هندوسية ذات مرة‪ " :‬أنت ال تفهم اهلندوسية فنحن نؤمن بإله‬
‫واحد ولكننا نستخدم هذه التماثيل للرتكيز‪ ".‬ومعىن كالمها أنه جيب أن تكون هناك وسائط‬
‫لتصلك باهلل‪ .‬ولكن اإلسالم أزال كل هذه احلواجز‪ ,‬والشيء الوحيد الذي يفصل بني املؤمين‬
‫وغريهم هو الصالة‪ .‬فهي السبيل إىل الطهارة الروحية‪.‬‬

‫وأخرياً أود أن أقول أن كل أعمايل أبتغي هبا وجه اهلل وأدعو اهلل أن يكون يف قصيت عربة ملن‬
‫يقرؤها‪ .‬وأود أن أقرر أين مل أقابل أي مسلم قبل إقتناعي باإلسالم ومل أتأثر بأي شخص‪ .‬فقد‬
‫قرأت القرآن والحظت أنه ال يوجد إنسان كامل ولكن اإلسالم كامل وإذا قمنا بتطبيق القرآن‬
‫وتعاليم الرسول عليه الصالة والسالم فسوف ننجح يف هذه احلياة‪ .‬أدعو اهلل أن يوفقنا يف إتباع‬
‫سبيل الرسول عليه الصالة والسالم‪ .‬آمني‬