You are on page 1of 18

‫خطة البحث‪:‬‬

‫المقدمة‬ ‫‪‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬السياسة النقدية وأهدافها وأنواعها‬ ‫‪‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف السياسة النقدية‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع السياسة النقدية‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أهداف السياسة النقدية‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬شروط نجاج السياسة النقدية‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬السياسة النقدية بالجزائر‬ ‫‪‬‬

‫المطلب األول‪ : :‬السياسة النقدية خالل المرحلة(‪)1970-1962‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬السياسة النقدية في ظل إصالحات (‪)1982-1970‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬السياسة النقدية خالل المرحلة (‪)1988-1986‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬السياسة النقدية خالل المرحلة [ ‪] 2003 -1990‬‬ ‫‪‬‬

‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬
‫المقدمة‬

‫يقصد بالسياسة اإلقتصادية‪ ،‬اإلستراتيجية التي تقررها الحكومة لتحقيق أهدافها اإلقتصادية والمتمثلة في‬
‫‪ :‬تحقي ق النم و اإلقتص ادي‪ ،‬تخفيض مع دالت البطال ة‪ ،‬الس يطرة على نس ب التض خم تحقي ق الت وازن في‬
‫ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫وفي س عيها لتحقي ق ه ذه األه داف الذهبي ة للسياس ة اإلقتص ادية تس تخدم الس لطات أدوات ه ذه السياس ة‬
‫اإلقتصادية متمثلة في كل من السياسة النقدية والسياسة المالية‪.‬‬

‫وتعت بر السياس ة النقدي ة بمثاب ة حج ر الزاوي ة في بن اء السياس ة اإلقتص ادية الكلي ة ش أنها في ذل ك ش أن‬
‫السياس ة المالي ة‪ ،‬فهي أح د العناص ر األساس ية المكون ة له ا إذ أن له ا ت أثير على حال ة اإلقتص اد الوط ني‬
‫على المس توى الكلي‪.‬ولق د إختلفت نظ رة الفك ر اإلقتص ادي إلى السياس ة النقدي ة ع بر مراح ل تط وره‬
‫المختلف ة‪ ،‬حيث نج د أن السياس ة النقدي ة م رت بأربع ة مراح ل من حيث درج ة تأثيره ا على النش اط‬
‫اإلقتصادي وفعالية هذا التأثير‪.‬حيث نجدها ماقبل كينز في القرن التاسع عشر تنظر إلى أن النقود هي‬
‫عنص ر محاي د‪ ،‬وبالت الي ال ي ؤثر على حرك ة النش اط اإلقتص ادي‪ ،‬وإ ذا زادت كمي ة النق ود المتداول ة م ع‬
‫ثبات اإلنتاج فإن ذلك يئدي إلى إرتفاع المستوى العام لألسعار‪.‬ثم جاءت المرحلة الثانية بظهور الفكر‬
‫الكي نزي إث ر أزم ة ‪ 1929‬وم ع ظه ور األفك ار الكينزي ة ب دأ اإلهتم ام أك بر بالسياس ة المالي ة ليؤك د أن‬
‫السياس ة المالي ة هي األك ثر فعالي ة من خالل التموي ل بعج ز الميزاني ة وفي المرحل ة الثالث ة خالل مطل ع‬
‫الخمسينيات (‪ )1951‬أخذت السياسة النقدية مكانها في الطليعة بين السياسات اإلقتصادية الكلية على يد‬
‫" ميلت ون فري دمان " اإلقتص ادي األم ريكي زعيم المدرس ة النقدي ة الحديث ة أي ص عد من الخالف بين‬
‫أنص ار السياس ة النقدي ة وأنص ار السياس ة المالي ة‪ ،‬ه ذا الخالف أدى إلى ظه ور م ذهب ث الث بزعام ة‬
‫اإلقتصادي األمريكي " والتر هيللر " الذي نادى بعدم التعصب لسياسة معينة‪ ،‬بل طالب بضرورة عمل‬
‫م زج لك ل من أدوات السياس ة النقدي ة وأدوات السياس ة المالي ة ح تى يتس نى الت أثير على النش اط‬
‫اإلقتص ادي‪.‬إال أن سياس ات التث بيت الهيكلي تجع ل من السياس ة النقدي ة أك ثر إيقاع ا في خدم ة السياس ات‬
‫ال تي يض مها برن امج اإلص الح اإلقتص ادي ال ذي يطرح ه ص ندوق النق د ال دولي وخاص ة تل ك السياس ات‬
‫الهادف ة إلى عالج التضخم وتحقيق اإلستقرار اإلقتصادي‪.‬والجزائر بدورها مرت فيها السياسة النقدية‬
‫بعدة مراحل إنطالقا من سياسة نقدية في ظل إقتصاد مخطط إلى إقتصاد السوق‪.‬‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫إن السياس ة النقدي ة هي تل ك اإلج راءات ال تي تس تهدف الت أثير على حجم الكتل ة النقدي ة من أج ل تحقي ق‬
‫أهداف السياس ة اإلقتص ادية وذلك بإس تخدام أدوات السياس ة النقدي ة سواء ك انت كمي ة أو كيفي ة‪ ،‬لكن ما‬
‫نالحظ ه أن السياس ة النقدي ة نج دها أك ثر فعالي ة في ال دول المتقدم ة منه ا في ال دول النامي ة وه ذا لع دة‬
‫إعتب ارات منه ا غي اب قن وات إبالغ السياس ة النقدي ة‪ ،‬ومن هن ا ك ان على تل ك ال دول العم ل على تفعي ل‬
‫السياسة النقدية في إقتصادياتها‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬السياسة النقدية وأهدافها وأنواعها‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف السياسة النقدية‬

‫تعددت التعاريف للسياسة النقدية فقد عرفها اإلقتصادي ‪ G.LBach‬على أنها " ما تقوم به الحكومة من‬
‫عمل يؤثر بصورة فعالة في حجم وتركيب الموجودات السائلة التي يحتفظ بها القطاع غير المصرفي‬
‫سواء كانت عملة أو ودائع أو سندات حكومية"‬

‫أم ا اإلقتص ادي ‪ George Priente‬فيعرفه ا على أنه ا " مجم وع الت دابير المتخ ذة من قب ل الس لطات‬
‫النقدية قصد إحداث أثر على اإلقتصاد‪ ،‬ومن أجل ضمان إستقرار أسعار الصرف"‬

‫وحس ب ف وزي القيس ي هي " الت دخل المباش ر المعتم د من ط رف الس لطة النقدي ة به دف الت أثير على‬
‫الفعالي ة اإلقتص ادية‪ ،‬عن طري ق تغي ير ع رض النق ود وتوجي ه اإلئتم ان بإس تخدام وس ائل الرقاب ة على‬
‫النشاط اإلئتماني للبنوك"‪.1‬‬

‫إذا تعبر السياسة النقدية عن اإلجراءات الالزمة التي تمكن السلطات النقدية من ضبط عرض النقود أو‬
‫التوسع النقدي ليتماشى وحاجة المتعاملين اإلقتصاديين وهي هدف البنك المركزي في ممارسته للرقابة‬
‫على النقود‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع السياسة النقدية‬

‫في هذا الصدد يمكن التمييز بين نوعين من السياسات النقدية هما ‪:‬‬

‫السياسة النقدية التوسعية والسياسة النقدية االنكماشية‬

‫‪1‬‬
‫د‪.‬عبد المجيد قدي " المدخل إلى السياسات اإلقتصادية الكلية " ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ‪ ،2003‬ص‪.102‬‬
‫أ‪.‬السياسة النقدية اإلنكماشية‬

‫يهدف أساسا هذا النوع من السياسات النقدية إلى عالج الحالة التضخمية التي يعاني منها إقتصاد بلد ما‬
‫وبالتالي فإن هدف السياسة النقدية إتجاه التضخم هو الحد من خلق أدوات نقدية أي الحد من خلق النقود‬
‫وتخفيض المع روض النق دي وبالت الي يتم الح د من إنف اق األف راد والمؤسس ات على ش راء الس ع‬
‫والخدمات‪.‬‬

‫ويرى البعض أن أي سياسة نقدية ناجحة هي التي ال تندفع نحو إحداث التضخم في مرحلة ثم عالجه‪،‬‬
‫بل السياسة النقدية المتوازنة هي التي تعمل على الحفاظ على معدل تزايد ثابت لنمو المعروض النقدي‬
‫ألن ذلك هو الذي يحقق إستقرار مستوى األسعار‪ ،‬بإعتبار أن المعروض النقدي هو المحدد الرئيسي‬
‫لكل من المستوى العام لألسعار ومستوى الناتج القومي وكذا التوظيف أو العمالة‪.1‬‬

‫ب‪.‬السياسة النقدية التوسعية‬

‫ته دف في مجمله ا إلى عالج حال ة الرك ود أو اإلنكم اش ال تي يم ر به ا اإلقتص اد أي أن الت دفق الحقيقي‬
‫أكبر من التدفق التقدي وهنا تسعى السلطة النقدية ممثلة في البنك المركزي إلى زيادة المعروض النقدي‬
‫وبالتالي زيادة الطلب على السلع والخدمات‪ ،‬ذلك ألن زيادة كمية النقود من شأنه زيادة دخول األفراد‬
‫والمؤسسات وبالتالي تحفيز الطلب على السلع اإلستهالكية والسلع اإلستثمارية على حد سواء‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أهداف السياسة النقدية‬

‫تتمثل أهم أهداف السياسة النقدية في ‪:‬‬

‫تحقيق اإلستقرار في األسعار‪ :‬وتعتبر من أهم أهداف السياسة النقدية حيث تسعى كل دولة إلى‬ ‫‪-1‬‬
‫تفادي التضخم ومكافحته وفي نفس الوقت عالج حالة الكساد والركود اإلقتصادي‬

‫‪ -2‬تحقيق اإلستقرار النقدي واإلقتصادي‪ :‬إذ من الضروري أنى تسعى السياسة النقدية إلى تكييف‬
‫عرض النقود مع مستوى النشاط اإلقتصادي ؟‪ ،‬أي التحكم في كمية النقود بما يتالءم مع مستوى‬
‫النش اط اإلقتص ادي وبالتالي تف ادي ح دوث األزم ات النقدي ة واإلقتص ادية مم ا ي ؤدي إلى اإلس تقرار‬
‫اإلقتصادي حيث أن تحقيق اإلستقرار النقدي من شأنه أن يحقق اإلستقرار اإلقتصادي‬

‫د‪.‬عبد المجيد قدي " المدخل إلى السياسات اإلقتصادية الكلية " ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ‪ ،2003‬ص‪.115‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ -3‬المس اهمة في تحقي ق ت وازن في م يزان الم دفوعات وتحس ين قيم ة العمل ة‪ :‬يمكن أن تس اهم‬
‫السياسة النقدية في إصالح وتخفيض العجز في ميزان المدفوعات عن طريق قيام البنك المركزي‬
‫برفع سعر إعادة الخصم فيؤدي بدوره إلى قيام البنوك التجارية برفع أسعار الفائدة على القروض‬
‫مم ا ي ؤدي إلى تقلي ل اإلئتم ان والطلب المحلي على الس لع والخ دمات مم ا يخفض من ح دة إرتف اع‬
‫األسعار المحلية وبالتالي تشجيع الصادرات وتخفيض الواردات‪.‬‬

‫ومن ناحي ة أخ رى ي ؤدي إرتف اع أس عار الفائ دة داخلي ا إلى إقب ال المتع املين األج انب على إي داع‬
‫أم والهم ب البنوك الوطني ة وبالت الي دخ ول المزي د من رؤوس األم وال إلى الدول ة مم ا يس اعد على‬
‫تقليل العجز في ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫وهكذا نجد أن تقليل حجم النقود اإلئتمانية داخل اإلقتصاد الوطني من خالل رفع أسعار الفائدة يلعب‬
‫دورا كبيرا في خفض العجز في ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫‪ -4‬المس اهمة في تحقي ق ه دف التوظي ف الكام ل‪ :‬وتش ترك في ذل ك م ع السياس ة المالي ة وتق وم على‬
‫زيادة عرض النقود في حالة البطالة والكساد لتزيد من الطلب الفعال فيزداد اإلستثمار والتشغيل في‬
‫اإلقتصاد القومي‪.‬‬

‫‪ -5‬مكافحة التقلبات الدورية‪ :‬من بين األهداف الرئيسية هدف عالج التقلبات الدورية التي يتعرض‬
‫له ا اإلقتص اد الق ومي من تض خم و انكم اش والتخفي ف من ح دتها ح تى ال يت أثر اإلقتص اد الوط ني‬
‫له زات عنيف ة تنعكس س لبا على مس توى الت وازن االقتص ادي الع ام (اإلنت اج والتوظي ف وال دخل)‬
‫وبعبارة أخرى الحفاظ على اإلستقرار النقدي وذلك من خالل التعادل بين اإلدخار و اإلستثمار‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬شروط نجاج السياسة النقدية‬

‫إن نج اح السياس ة النقدي ة في أي دول ة يتوق ف على مجموع ة من العوام ل والش روط أهمه ا‪:‬‬
‫تحديد أهداف السياسة النقدية بدقة وهذا نظرا لتعارض الكثير من األهداف المسطرة‬

‫البد من ضرورة تنمية الوعي اإلدخاري لدى مختلف األعوان اإلقتصاديين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫البد من توافر أسواق مالية ونقدية منظمة ومتطورة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمل على محاربة ظاهرة اإلقتصاد الغير الرسمي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمل على إستقاللية البنك المركزي عن الحكومة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫البد من إعادة تأهيل البنوك التجارية من خالل التفتح على الشراكة بمختلف أساليبها‬ ‫‪-‬‬

‫تكثيف البيئة المصرفية‪ ،‬بمضاعفة عدد المصارف الخاصة والعمومية المحلية واألجنبية لتشجيع اقتصاد‬

‫السوق القائم على المنافسة والتنافسية‪.‬‬

‫يجب إعادة االعتبار لدور البنوك‪ ،‬بإعادة النظر في العالقة التي تربط هذه المؤسسات بالدولة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وذل ك في ح دود م ا للدول ة من حقوق وم ا عليه ا من واجب ات كب اقي المس اهمين (اح ترام الدول ة‬
‫لقواعد السوق كأساس لهذه العالقة)‪.‬‬
‫ىتحس ين وتنوي ع الخ دمات المقدم ة للم دخرين وإ تب اع سياس ة أك ثر ديناميكي ة فيم ا يتعل ق بجم ع‬ ‫‪-‬‬
‫الموارد‪ ،‬مع تكوير وسائل الدفع وتعميم استعمالها‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬السياسة النقدية بالجزائر‬

‫المطلب األول‪ : :‬السياسة النقدية خالل المرحلة(‪)1970-1962‬‬

‫أوال‪ :‬بناء المنظومة المصرفية‬

‫تم في هذا الصدد إنشاء البنوك التالية‪:‬‬

‫‪-1‬البنك المركزي الجزائري ‪: bca‬‬

‫يعت بر إنش اء بن ك الجزائ ر ح دثا تاريخي ا ومكس با عظيم ا للجزائ ر بع د إس تقاللها‪ ،‬وبالنس بة للمه ام ال تي‬
‫أس ندت ل ه فهي ال تختل ف عن المه ام التقليدي ة للبن وك المركزية‪.1‬وه و مؤسس ة عمومي ة تق ع في قم ة‬
‫الجهاز المصرفي‪.‬‬

‫‪-2‬الصندوق الجزائري للتنمية ‪: cad‬‬

‫إن الفراغ الذي أحدثه تحفظ ورفض البنوك األجنبية تمويل اإلقتصاد الوطني‪ ،‬أدى إلى التعجيل بإنشاء‬
‫" الصندوق الجزائري للتنمية " بغرض تمويل المؤسسات الوطنية‪.‬وقد أوكلت له مهام منها على وجه‬
‫الخصوص إنجاز وتنفيذ برامج اإلستثمارات المخططة من فبل إدارة التخطيط‪ ،‬تسيير ميزانية التجهيز‬
‫المخصصة من قبل الخزينة العامة‪ ،‬منح القروض القصيرة والطويلة وكذا متوسطة األجل‪.‬‬

‫‪-3‬البنك الوطني الجزائري ‪:2bna‬‬

‫ه و مؤسس ة مص رفية تجاري ة تض من الخدم ة المالي ة لمجموع ة من الش ركات‪ ،‬ويس اهم في مراقب ة‬
‫تس ييرها‪ ،‬فه و وس يلة أداء للخط ة المالي ة ومكل ف كمص رف تج اري بتنفي ذ سياس ة الحكوم ة في مي دان‬
‫الق روض القص يرة األج ل بالتنس يق م ع المؤسس ات العمومي ة األخ رى للق رض فيم ا يتعل ق ب القروض‬
‫المتوس طة والطويل ة ألج ل‪.‬ويمكن إعتب ار اله دف من إنش اء ه ذا البن ك ه و خدم ة اإلقتص اد اإلش تراكي‬
‫بص فة عام ة وتموي ل القط اع الفالحي بص فة خاص ة‪ ،‬فه و يعت بر البن ك األساس ي للدول ة ول ه مه ام‬
‫وصالحيات واسعة‪.‬‬

‫‪-4‬القرض الشعبي الجزائري ‪:3cpa‬‬

‫عبد المجيد قدي‪ " ،‬المدخل إلى السياسات اإلقتصادية الكلية "‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ‪ ،2003‬ص‪120‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد المطلب عبد المجيد‪ "،‬السياسات اإلقتصادية تحليل جزئي وكلي "‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق‪ ،‬ص‪75‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد المجيد قدي‪ " ،‬المدخل إلى السياسات اإلقتصادية الكلية "‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ‪ ،2003‬ص ‪.126‬‬ ‫‪3‬‬
‫لق د تع زز إنش اء الجه از المص رفي بإنش اء مؤسس ة الق رض الش عبي الجزائ ري ال ذي أوكلت ل ه مهم ة‬
‫تط وير نش اط المؤسس ات الص غيرة والمتوس طة للص ناعات التقليدي ة‪ ،‬التجاري ة والس ياحية باإلض افة إلى‬
‫تمويل العمليات المتعلقة بالتجهيزات وتقديم القروض الشخصية بالتقسيط‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الجزائري‪bea :‬‬
‫ّ‬ ‫‪-5‬البنك الخارجي‬

‫إن التعام ل م ع الع الم الخ ارجي جع ل الس لطات الجزائري ة تنش ئ البن ك الخ ارجي الجزائ ري بم وجب‬
‫المرسوم رقم ‪ 67/204‬الصادر بتاريخ ‪ ،01/10/1967‬وورث خمسة بنوك أجنبية هي ‪:‬قرض ليون‪،‬‬
‫الش ركة العام ة‪ ،‬البن ك الص ناعي للجزائ ر‪ ،‬بن ك البح ر األبيض‪.‬وه ذا ل دعم وترقي ة المب ادالت التجاري ة‬
‫والمالي ة ال تي ترب ط الجزائ ر بالع الم الخ ارجي‪.‬إذ تخص ص من ذ إنش ائه في ض مان اإلتفاقي ات المتعلق ة‬
‫باإلستيراد والتصدير وكذا المساهمة في تمويل و تشجيع العمليات التجارية مع الخارج‪.‬‬

‫‪-6‬الصندوق الوطني للتوفير واإلحتياط ‪:2cnep‬‬

‫جاء هذا الصندوق ليحل محل صندوق التضامن للبلديات والواليات الجزائرية‪ ،‬وكلف بمهام صناديق‬
‫اإلدخار الفرنسي‪ ،‬إذ يعتبر هذا الصندوق مؤسسة إدخارية وليس مؤسسة نقدية‪.‬‬

‫إن ه ذا الص ندوق ي دير ثالث ة أن وع من الموارد هي ‪ :‬أموال اإلدخ ار‪ ،‬أم وال الهيئ ات المحلي ة‪ ،‬وأموال‬
‫المستشفيات‪ ،‬فهو يتحصل على هذه الموارد من مختلف القطاعات منها العام والخاص‬

‫ثانيا ‪ :‬دور الخزينة وعالقتها بالبنك المركزي‬

‫بقيت الخزينة العمومية تتبع الخزينة الفرنسية إلى حدود ‪ )4(29/08/1962‬أين تم الفصل بينهما‪ ،‬وقد‬
‫لعبت دورا كبيرا في إقراض المؤسسات العمومية‪ ،‬كما أنه يمكن القول بأنها حلت في كثير من األحيان‬
‫محل البنك المركزي في لعب دور الضابط للسياسة النقدية‪.‬‬

‫ووفقا لقانون المالية لسنة ‪ ،1965‬فغن البنك المركزي قد وضع كليا لخدمة الخزينة العمومية‪ ،‬يمنحها‬
‫من التسبيقات واإلئتمان غير المنتهية وبدون شروط وعلى ذلك كان البنك المركزي ال يخرج عن كونه‬
‫محاس با بس يطا للخزين ة العمومي ة‪ ،‬الش يء ال ذي قل ل من دوره في اإلقتص اد الجزائ ري‪ ،‬ونجم عن ذل ك‬

‫عبد المطلب عبد المجيد‪ " ،‬السياسات اإلقتصادية تحليل جزئي وكلي "‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق‪ ،‬ص‪.81‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪.‬بلعزوز بن علي‪ " ،‬محاضرات في النظريات والسياسات النقدية "‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،2004‬ص ‪115‬‬ ‫‪2‬‬
‫الكث ير من الالمب االت في اإلص دار النق دي وب دون مقاب ل من الس لع والخ دمات مم ا أدى إلى ظه ور‬
‫اإلختالالت النقدية‪.‬‬

‫تقييم السياسة النقدية خالل هذه المرحلة‪:‬‬

‫النتيج ة أن ه ذه المرحل ة ك انت من أص عب مراح ل إنش اء الجه از المص رفي الكفي ل ب النهوض بالتنمي ة‬
‫االقتصادية واالجتماعية المتخلفة التي ورثتها الجزائر عن االستعمار‪ ،‬فما كان على الحكومة آن ذاك‬
‫إال أن تقيم جهاز مصرفي قوي وبسرعة –خاصة‪ -‬أمام التقاعس والرفض المتعمد للبنوك األجنبية في‬
‫تمويل النشاطات االقتصادية‪ .‬أضف إلى ذلك عدم وجود تنسيق بين هذه المؤسسات المصرفية األجنبية‪،‬‬
‫واألهداف التي رسمتها الحكومة الجزائرية خالل المرحلة االنتقالية لالقتصاد الوطني‪ ،‬أي عدم وجود‬
‫تجاوب بين متطلبات االقتصاد االشتراكي‪ ،‬ونظام تسيير وأهداف هذه المصارف‪ ،‬مما اضطر بالحكوم ة‬
‫إلى وض ع هياك ل وطني ة لض مان االس تقالل الم الي والنق دي ووق ف ال نزيف الم الي ال ذي أص اب البالد‪،‬‬
‫عن طريق إقامة مؤسسات مالية جديدة أو تأميم المؤسسات المالية والمصرفية األجنبية التي تعمل داخ ل‬
‫التراب الجزائري‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬السياسة النقدية في ظل إصالحات (‪)1982-1970‬‬

‫أوال‪ :‬مرحلة اإلصالح المالي والمصرفي لسنة ‪1971‬‬

‫ع رفت ه ذه المرحل ة ابت داء من س نة‪ 1971‬إدخ ال بعض التع ديالت واإلص الحات على السياس ة النقدي ة‬
‫والمص رفية‪ ،‬تماش يا والسياس ة العام ة للـدولة والظـروف ال تي اقتض تها مصلحـة االقتص اد الوط ني –‬
‫خاصة‪-‬المصارف الوطنية التي كان عليها تمويل االستثمارات المخططة ‪،‬باإلضافة إلى إنشاء الهيئة‬
‫الفنية للمؤسسات المصرفية والهيئ ة العامة للنق د والقرض وإ عادة هيكلة بعض المص ارف الوطنية‪.‬فقد‬
‫ج اءت ه ذه اإلص الحات في إط ار المخط ط الرب اعي األول[‪ ]1973-1970‬به دف إزال ة االختالل‬
‫وتخفي ف الض غط على الخزين ة في تمويله ا لالس تثمارات‪ ،‬كم ا أج بر ق انون المالي ة المؤسس ات العمومي ة‬
‫العام ة على مرك زة حس اباتها الجاري ة وك ل عملياته ا االس تغاللية على مس توى بن ك واح د تح دده الدول ة‬
‫اع‪.‬‬ ‫ك في القط‬ ‫اص البن‬ ‫ب اختص‬ ‫حس‬
‫فاإلجراء يوطد فكرة تخصص البنوك‪ ،‬حيث يستطيع البنك مراقبة كل الحركات والتدفقات المالية لنش اط‬
‫المؤسس ة بفتح ك ل مؤسس ة حس اب ل دى بن ك واح د فق ط‪ ،‬فيق وم ه ذا األخ ير بتس يير حس اباتها ومراقب ة‬
‫حرك ة نش اطها‪ ،‬وتمويله ا في حال ة احتياجه ا لق روض بغ رض تموي ل رأس الم ال العام ل‪.‬ه ذا الوض ع‬
‫طرح إشكاال جديدا مفاده‪ ،‬هل للمصرف األدوات الالزمة للقيام بعملية المراقبة؟ وهل لهذه المؤسسات‬
‫القدرة على تسديد القروض التي تحصلت عليها؟‪.‬‬

‫إن اإلصالح الذي أدخلته الدولة على النظام المصرفي سواء تعلق األمر بتمويل االستثمارات المخططة‬
‫أو إنشاء الهيئة الفنية للمؤسسات المصرفية والهيئة العامة النقد والقرض أو إلغاء الصندوق الجزائري‬
‫للتنمي ة وتعويض ه بالبن ك الجزائ ري للتنمي ة‪ ،‬ك ل ه ذه اإلج راءات ك انت ته دف إلى ض رورة ض مان‬
‫المس اهمة الفعلي ة لك ل موارد الدول ة لتموي ل االستثمارات المبرمج ة س واء في المخطط الرب اعي األول[‬
‫‪ ]1973-70‬أو المخطط الرباعي الثاني (‪.)1977-74‬‬

‫ثانيا‪ :‬إعادة هيكلة المؤسسات المصرفية لسنة ‪1982‬‬

‫انطلقت اإلصالحات الهيكليـة للقطاع االقتصادي مع بداية الثمانينات‪ ،‬وتزامنت مع المخطط الخماسي‬
‫األول [‪ ،]1984-80‬حيث تم في س نة‪ 1983‬إع ادة هيكل ة ‪102‬مؤسس ة عموميـة‪ ،‬ليص بح ع ددها ‪400‬‬
‫مؤسسة‪ ،‬مع تغييـر نظام اتخاذ القرار الذي كان مركزيا إلى نظام ال مركزي‪.‬ولم يقتصر اإلصالح على‬
‫القطاع الحقيقي فحسب‪ ،‬كما عرفت هذه المرحلة إعادة هيكلة كل من البنك الوطني الجزائري والقرض‬
‫الشعبي الجزائ ري حيث انبثق عنهما مصرفان هم ا ‪:‬البن ك الفالحي للتنمية الريفية ‪،badr‬وبنك التنمي ة‬
‫المحلي‪ ،bdl‬فأص بح النظ ام المص رفي يض م خمس ة بن وك تجاري ة‪ ،‬ولكن ه ذا لم يح دث أي تغي ير فيم ا‬
‫يتعلق بالدور الحقيقي لوظائف المصارف‪.‬‬

‫المرحلة الثانية[‪ U:]1979 U-71‬أدخلت خالل هذه المرحلة بعض اإلصالحات والتعديالت على النظام‬
‫المصرفي وظهور الهيئة الفنية للمؤسسات المصرفية والهيئة العامة للقرض والنقد‪ ،‬والبنك الجزائري‬
‫للتنمية لتعويض الصندوق الجزائري للتنمية‪ ،‬فأسندت له مهمة تمويل االستثمارات اإلنتاجية المبرمجة‬
‫في المخططات الوطنية –خاصة – المخطط الرباعي األول والمخطط الرباعي الثاني‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة[‪ :]1985-82‬عرفت هذه المرحلة إعادة هيكلة العديد من المؤسسات الوطنية اإلنتاجية‬
‫والمالية ‪،‬منها البنك الوطني الجزائري الذي انبثق عنه البنك الفالحي للتنمية الريفية اختص في تمويل‬
‫القطاع الزراعي العام و القطاع الخاص ‪ ،‬وإ عادة هيكلة القرض الشعبي الجزائري بإنشاء بنك التنمية‬
‫المحلي المختص بالدرجة األولى في تمويل المشاريع العمومية للجماعات المحلية الوالئية والبلدية‪.‬كما‬
‫عرف االقتصاد الوطني في نهاية هذه المرحلة‪ 1985‬صعوبات مالية نتيجة انخفاض إيرادات الدولة من‬
‫العمل ة الص عبة بس بب ت دهور أس عار المحروق ات وانخف اض قيم ة ال دوالر‪ ،‬األم ر ال ذي أدى إلى توق ف‬
‫معظم المخططات التنموية‪ ،‬وال دخول في مرحلة التفكير في إع ادة النظ ر في مبادئ تسيير االقتصاد ‪.‬‬
‫في النهاي ة يمكن القـول أن الجه از المصرفي الجزائ ري‪،‬خالل هذه المرحل ة ك ان بمثاب ة جهاز محاس ب‬
‫ومسير إداري بحت أكثر مـن أنـه جهاز مصـرفي حقيقي‪ ،‬أو بتعبير آخر الجهاز المصرفي الجزائري‬
‫ك ان جهاز وس يط –حي ادي‪ -‬بين الس لطات النقدي ة (البن ك المركزي والخـزينة العام ة) وبين الـمؤسسات‬
‫االقتصادية‪ ،‬دون أن يكون له رأي أو قرار‪،‬رغم اجتهاد المشـرع الجزائري في إدخال بعـض التعـديالت‬
‫واإلص الحات –خاص ة‪ -‬في المرحل ة الثاني ة والثالث ة‪.‬فالنظ ام المص رفي و الم الي الجزائ ري المتك ون‬
‫نظريا من قناتين‪ ،‬الخزينة العامة والبنوك األولية ‪ ،‬إال أنه من الناحية العملية فال يعرف إال قناة واحدة‬
‫هي الخزينة العامة‪ ،‬فالفيض النقدي راجع أساسا إلى نشاط الخزينة‪ .‬باإلضافة إلى هذا هناك قناة غير‬
‫رسمية تمثل جهازا حقيقيا ومؤثرا على االقتصاد الوطني‪ ،‬هو الجهاز المصرفي الغير الرسمي(السوق‬
‫السوداء)‬

‫المطلب الثالث‪ :‬السياسة النقدية خالل المرحلة (‪)1988-1986‬‬

‫تحت ض غط أزم ة النف ط الخانق ة ‪،‬ف إن أول إج راء ق امت ب ه الحكوم ة الجزائري ة ض من سلس لة من‬
‫اإلجراءات التي كانت تهدف الى التحول بالنظام االقتصادي مبادئه و مؤسساته نحو اقتصاد يقوم على‬
‫أس س وقواع د الس وق ‪ ،‬ه و إص دارها لق انون بنكي جدي د‪ ،‬هدف ه األساس ي إص الح ج ذري للمنظوم ة‬
‫المصرفية ‪ ،‬محـددا بوضـوح مهام ودور البنك المركزي والبنوك التجارية كما تقتضيه قواعد و مبادئ‬
‫النظ ام المص رفي ذو المس تويين ‪،‬م ع إع ادة االعتب ار ل دور و أهمي ة السياس ة النقدي ة في تنظيمه ا لحجم‬
‫الكتلة النقدية المتداولة ‪،‬ومراقبتها تماشيا و تحقيق أهداف السياسة االقتصادية الكلية‪.‬‬

‫وهكذا أصبحت سياسة االئتمان المصرفي تخضع لمتطلبات و حاجات االقتصاد الكلي وليس الحتياجات‬
‫المؤسسات ‪ ،‬األمر الذي نتج عنه نوع من االستقاللية و المرونة في تعديل هيكل أسعار الفائدة األسمى‬
‫المطبقة من طرف المصارف‪ ،‬مع ضبط و تعديل إجراءات التعامل مع المؤسسات فيما تعلق بشروط‬
‫ان‪.‬‬ ‫منح االئتم‬
‫وبم وجب ق انون‪ 86/12‬المتعل ق بنظ ام البن ك والق رض‪ ،‬تم إدخ ال تع ديالت جذري ة على الوظيف ة‬
‫المص رفية‪ ،‬حيث تق وم فلس فة ه ذا الق انون في اتج اه إرس اء المب ادئ العام ة والقواع د التقليدي ة للنش اط‬
‫يس ير‬
‫المص رفي‪ .‬أم ا من الناحي ة التطبيقي ة فينص التش ريع ص راحة على توحي د اإلط ار الق انوني ال ذي ّ‬
‫النشاط الخاص بكل المؤسسات المصرفية والمالية مهما كانت طبيعتها القانونية ‪.‬‬

‫ودون الخوض في تفاصيل بنود ومواد هذا القانون‪ ،‬يمكن إيجاز أهم المبادئ و القواعد األساسية التي‬
‫تضمنها القانون في النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬تقليص دور الخزينة المتعاظم في تمويل االستثمارات واشراك الجهاز المصرفي في توفير الموارد‬
‫المالية الضرورية للتنمية االقتصادية ‪ ،‬إال أن القانون لم يضع آليات تنفيذ ذلك ‪.‬‬

‫‪ -‬أع اد الق انون للبن ك المرك زي وظائف ه التقليدي ة و دوره كبن ك البن وك‪ ،‬وإ ن ك انت ه ذه المه ام تعوزه ا‬
‫اآلليات و األدوات التنفيذية‪ ،‬ومن ثم تبدو في أحيان كثيرة مقيدة ‪.‬‬

‫‪ -‬بموجب هذا القانون تم الفصل بين البنك المركزي كمقرض أخير وبين نشاطات البنوك التجارية ‪،‬‬
‫األمر الذي سمح بإقامة نظام مصرفي على مستويين‪.‬‬

‫‪ -‬أع اد الق انون للمص ارف ومؤسس ات التموي ل دوره ا في تعبئ ة االدخ ار وتوزي ع الق روض في إط ار‬
‫المخطط الوطني للقرض‪ ،‬كما سمح للبنوك إمكانية تسلم الودائع مهما كان شكلها ومدتها‪ ،‬وأصبح أيضا‬
‫بإمكانها القيام بإحداث االئتمان دون تحديد لمدته أو لألشكال التي يأخذها‪ ،‬كما استعادت المصارف حق‬
‫متابعة استخدام القرض وكيفية استرجاعه ‪ ،‬و الحد من مخاطره ‪،‬خاصة عدم السداد‬

‫‪ -‬تنص مراسيم القانون على إنشاء هيئات رقابة وهيئات استشارية على النظام المصرفي‪.‬‬

‫و في النهاية فالخروج من مرحلة كان فيها االقتصاد الوطني تحت احتكار مبادئ نظام يتميز بالتخطيط‬
‫المرك زي الش ديد ‪،‬ج اء ق انون المص ارف والق رض بتأس يس المخط ط الوط ني للق رض‪ ،‬باعتب ار ه ذا‬
‫األخ ير يح دد األه داف ال واجب بلوغه ا فيم ا يخص تعبئ ة الم وارد واألولوي ات ال تي يجب مراعاته ا في‬
‫توزيع القروض‪،‬و تحديد مستوى تدخل البنك في تمويل االستثمارات‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬قانون إستقاللية البنوك لسنة ‪1988‬‬

‫لم يخ ل ق انون ‪ 1986‬من النق ائص و العي وب‪ ،‬فلم يس تطيع التكي ف م ع اإلص الحات ال تي ق امت به ا‬
‫السلطات العمومية‪،‬خاصة بعد صدور القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية سنـة‪.1988‬‬
‫وعلي ه‪ ،‬ف إن بعض األحك ام ال تي ج اء به ا لم تع د تتم اش وه ذه الق وانين‪ ،‬كم ا أن ه لم يأخ ذ باالعتب ار‬
‫المستجدات التي طرأت على مستوى التنظيم الجديد لالقتصاد‪ .‬وكان من الالزم أن يكيف القانون النقدي‬
‫م ع ه ذه القوانين بالش كل الذي يس مح بانس جام البنوك كمؤسس ات م ع الق انون ‪،‬وفي هذا اإلطار بال ذات‬
‫ج اء الق انون ‪ 88/06‬المع دل والمتمم للق انون ‪.86/12‬و على ه ذا األس اس يمكن تحدي د المب ادئ و‬
‫القواعد التي قام عليها قانون ‪1988‬في النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬إعطاء االستقاللية للبنوك في إطار التنظيم الجديد لالقتصاد والمؤسسات‪.‬‬

‫‪ -‬دعم دور البنك المركزي في ضبط و تسيير السياسة النقدية إلحداث التوازن في االقتصادي الكلي‪.‬‬

‫‪ -‬يعتبر البنك شخصية معنوية تجارية تخضع لمبدأ االستقاللية المالية والتوازن المحاسبي‪ .‬وهذا يعني‬
‫أن نش اط البن ك يخض ع ابت داء من ه ذا الت اريخ إلى قواع د التج ارة ويجب أن يأخ ذ أثن اء نش اطه بمب دأ‬
‫الربحية والمردودية‪ ،‬ولكي يحقق ذلك‪ ،‬يجب أن يكيف نشاطاته في هذا االتجاه‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن للمؤسسات المالية غير المصرفية أن تقوم بتوظيف نسبة من أصولها المالية في اقتناء أسهم أو‬
‫سندات صادرة عن مؤسسات تعمل داخل التراب الوطني أو خارجه‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن لمؤسسات القرض أن تلجأ إلى الجمهور من أجل االقتراض على المدى الطويل‪ ،‬كما يمكنها‬
‫أن تلجأ إلى طلب ديون خارجية‪.‬‬

‫والنتيج ة أن اإلص الحات االقتص ادية و المالي ة ع رفت مرحل ة نوعي ة هام ة س نة ‪ ، 1988‬فبع د إص دار‬
‫النصوص القانونية المتعلقة باستقاللية المؤسسات العمومية‪ ،‬بما فيها البنوك‪ ،‬التي أصبحت تسير وفقا‬
‫للمبادئ التجارية والمردودية‪ ،‬على أساس أن هذا قانون يعتبر مؤسسات القرض هي مؤسسات عمومية‬
‫اقتص ادية ‪ ،‬وه ذا م ا ي درج البن وك ض من دائ رة المت اجرة لتحفيزه ا قص د النظ ر في عالقته ا م ع‬
‫المؤسسات العمومية االقتصادية التي تحددها القواعد التقليدية ‪،‬كما يسمح هذا القانون لمؤسسات القرض‬
‫والمؤسسات المالية باللجوء إلى القروض متوسطة األجل في السوق الداخلية و السوق الخارجية‪ ،‬وفي‬
‫ذات الوقت ألغي التوطين اإلجباري الوحيد‪ ،‬كما تخلت الخزينة العامة عن تمويل استثمارات المؤسسات‬
‫العمومية االقتصادية‪،‬ليوكل ذلك للنظام المصرفي‪ ،‬فكان هذا انطالقا لظهور قواعد جديدة في التسيير‬
‫االقتص ادي تفص ل بين دور األع وان االقتص ادية ودور الدول ة في تعبئ ة وتموي ل وت راكم راس الم ال‪.‬و‬
‫من هن ا يمكن الق ول أن اس تقاللية البن وك بص فتها مؤسس ات اقتص ادية عمومي ة ق د تمت فعال في س نة‬
‫‪.1988‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬السياسة النقدية خالل المرحلة [ ‪] 2003 -1990‬‬

‫أوال‪ :‬قانون القرض والنقد ‪10/90‬‬

‫وضع قانون ‪90/10‬المتعلق بالقرض والنقد النظام المصرفي الجزائري على مسار تطور جديد‪ ،‬تميز‬
‫بإع ادة تنش يط وظيف ة الوس اطة المالي ة وإ ب راز دور النق د والسياس ة النقدي ة‪ ،‬ونتج عن ه تأس يس نظ ام‬
‫مصرفي ذو مستويين‪ ،‬و أُعيد للبنك المركزي كل صالحياته في تسيير النقد واالئتمان في ظل استقاللية‬
‫واسعة‪ ،‬وللبنوك التجارية وظائفها التقليدية بوصفها أعوانا اقتصادية مستقلة‪ .‬كما تم فصل دائرة ميزاني ة‬
‫الدول ة عن ال دائرة النقدي ة من خالل وض ع س قف لتس ليف البن ك المرك زي لتموي ل عج ز الميزاني ة‪ ،‬م ع‬
‫تحـديد م دتها‪ ،‬واس ترجاعها إجباري ا في ك ل س نة‪ ،‬وك ذا إرج اع دي ون الخزين ة العمومي ة تج اه البن ك‬
‫المركزي المتراكمة لغاية ‪ 1990 /04 /14‬وفق جدول يمتد على ‪15‬سنة‪ .‬وإ لغاء االكتتاب اإلجباري‬
‫من ط رف البن وك التجاري ة لس ندات الخزين ة العام ة‪ ،‬ومن ع ك ل ش خص معن وي أو ط بيعي غ ير البن وك‬
‫والمؤسسات المالية من أداء هذه العمليات‪.‬‬

‫مبادئ قانون القـرض و النقد ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫من أهم مبادئ قانون القرض و النقد هو الفصل بين دائـرة الميزانية ودائـرة االئتمان فقد كانت الخزينة‬
‫في النظام الموجه تلعب الـدور األساسي في تمـويل استثمارات المـؤسسات العمومية‪ ،‬حيث ُه ّمش النظام‬
‫المصرفي وكان دوره يقتصـر على تسجيل عبـور األموال من دائرة الخزينة إلى المؤسسات‪ ،‬وخلق مثل‬
‫هـذا األم ر غموض ا كب يرا على مس توى نظ ام التموي ل‪ ،‬فج اء قانـون النقـد والقـرض ليض ع ح دا ل ذلك‪،‬‬
‫فأبعـدت الخزينة عن منح القـروض لالقتصاد‪ ،‬ليبقى دورها يقتصر على تمـويل االستثمارات العمومية‬
‫المخططة من طـرف الدولة‪.‬‬

‫و علي ه أص بح النظ ام المص رفي ه و المس ؤول عن منح الق روض في إط ار مهام ه التقليدي ة‪ ،‬ويس مح‬
‫الفصل بين هاتين الدائرتين ببلوغ األهـداف التالية‪:‬‬

‫استعـادة البنـوك والمؤسسات المالية‪ ،‬لوظائفها التقليـدية و المتمثلة في منـح القروض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تراجع التزامات الخزينة في تمويل االقتصاد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أصبح تـوزيع القـروض ال يخضع إلى قـواعد إدارية‪ ،‬وإ نما يـرتكز أساسا على مفهوم الجدوى‬ ‫‪‬‬
‫االقتصادية للمشروع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬واقع استقاللية بنك الجزائر حسب األمر‪11-03‬‬

‫جاء هذا القانون بعد أن الحظت السلطات الضعف الذي ال زال يتخبط فيه أداء الجهاز البنكي‪ ،‬وخاصة‬
‫بعد الفضائح المتعلقة ببنك الخليفة وبنك الصناعة والتجارة الجزائري‪ ،‬والذي كشف على ضعف آليات‬
‫الرقابة والتحكم من طرف البنك المركزي باعتباره المسئول كسلطة نقدية وربما تقرير المجلس‬
‫االقتصادي واالجتماعي كان واضحا في ذلك حينما حدد طبيعة اإلصالح بإتباع الخطوات التالية ‪:‬‬

‫وضع نصوص تشريعية و تنظيمية لتأطير هذه الوظيفة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫وهذا من خالل تطهير محافظ البنوك العمومية؛‬

‫إعادة تنظيم الجهاز البنكي بعد تطهيره مباشرة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫وهذا حتى يتكيف مع كل النشاطات والوظائف التي نجدها في البنوك عالميا‪ ،‬من خالل إستراتيجية‬
‫طموحة تعتمد على تكوين الموارد البشرية وإ دخال وسائل المعلوماتية وسياسة تسويق مصرفي اتجاه‬
‫العمالء تسمح بتعبئة ادخار العائالت وتوفير القروض الالزمة لتمويل االستثمارات المنتجة‪.‬كما يتحتم‬
‫على الجهاز البنكي التوجه إلى التخصص وإ ضفاء التنافسية‪ ،‬من خالل مختلف المنتجات المالية التي‬
‫يطرحها في السوق لتلبية كل االحتياجات التمويلية لالقتصاد‪ ،‬وهذا ما يعني فتح المجال للمشاركة‬
‫الخاصة سواء الوطنية أو األجنبية‪.‬‬

‫إعادة تنظيم النظام البنكي باالستناد على نواة صلبة من البنوك العمومية المطهرة ماليا‬ ‫‪-‬‬

‫والعصرية‪ ،‬ذلك أنها ستتحمل عبء إعادة الهيكلة االقتصادية والصناعية للمشاركة في إعادة انطالق‬
‫االقتصاد الوطني ‪.‬‬

‫أهمية إيجاد بورصة للقيم باعتبارها مرحلة مالية مهمة في مواكبة إعادة البناء االقتصادي‪ :‬إذ‬ ‫‪-‬‬
‫أن البلد الذي هو في حاجة كبيرة إلى أموال للتنمية االقتصادية يصبح لوجود مؤسسات فيه‪،‬‬
‫مثل البورصة والسوق المالية أهمية بالغة في استيعاب األموال المدخرة الضرورية‬
‫لالستثمارات والهياكل القاعدية الحيوية‪.‬‬
‫العمل على وضع منتجات مالية جذابة‪ :‬وهذا يسمح باحتواء األموال المكتنزة‪ ،‬خاصة عند‬ ‫‪-‬‬
‫القطاع الخاص وتكثيف المجهودات اتجاه أسواق البورصات األجنبية‪.‬‬

‫أهداف األمر رقم ‪: 03/11‬‬

‫السماح للبنك المركزي باستخدام أفضل لصالحياته‪ :‬ويتم ذلك من خالل‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفصل بين اإلدارة ومجلس النقد والقرض داخل بنك الجزائر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توسيع صالحيات مجلس النقد والقرض‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقوية استقاللية اللجنة البنكية وهذا بإضافة أمانة عامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تكثيف التشاور بين بنك الجزائر و الحكومة في المسائل المالية‪ :‬وهذا بعد أن طرح القانون‬ ‫‪-‬‬
‫الجديد‪:‬‬
‫إثراء محتوى وشروط المناقصات للعالقات االقتصادية والمالية وتسيير بنك الجزائر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إنشاء لجنة مختلطة بين البنك ووزارة المالية لتسيير اإليرادات الخارجية والمديونية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تمويل إعادة االعمار المرتبطة باألحداث المأساوية داخل البلد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيولة المعلومات المالية وتأمين مالي أحسن للبلد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السماح بحماية أحسن للبنوك فيما يخص توظيف وادخار الجمهور‪ :‬وهذا من خالل النقاط‬ ‫‪-‬‬
‫التالية‪:‬‬
‫تقوية شروط ومعايير اعتماد البنوك ومسيري البنوك والجزاءات الالزمة للمخالفين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مضاعفة الجزاءات بالنسبة لالنحرافات المتعلقة بالنشاطات البنكية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫منع تمويل نشاطات المؤسسات العائدة لمؤسسي ومسيري البنك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقوية صالحيات جمعية البنوك والمؤسسات المالية ‪ abf‬واعتماد قوانينها األساسية من طرف‬ ‫‪-‬‬
‫بنك الجزائر‪.‬‬
‫تقوية وتوضيح شروط عمل إدارة الخطر‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫كما حدد القانون الجديد الشروط الالزمة لنجاح ما جاء به وهي‪:‬‬

‫االعتماد على التكوين والسماح للقدرات والكفاءات التي يحوزها بنك الجزائر على البروز‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضرورة توافر نظام معلومات فعال يستند إلى عملية تحويل كفؤة سريعة ومؤمنة للمعلومات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمل على تمويل االقتصاد بواسطة موارد السوق والتي تتطلب نظاما بنكيا قويا وبعيدا عن‬ ‫‪-‬‬
‫كل الضغوط‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫السياس ة النقدي ة من أهم األدوات ال تي تس تخدمها الدول ة للت أثير في النش اط االقتص ادي بش كل مباش ر‪،‬‬
‫وذل ك من خالل التحكم في ع رض النق ود بم ا يتالءم ومتطلب ات النش اط االقتص ادي‪ ،‬إذ يت ولى البن ك‬
‫المركزي باعتباره سلطة نقدية لها صالحية التخطيط للسياسة النقدية واالشراف على تنفيذها متبنيا في‬
‫ذل ك اس ترتيجية تس اعده على التحكم في سياس ته النقدي ة وتوجيهه ا على النح و ال ذي يس اعده على بل وغ‬
‫أهدافه النهائية عبر أهداف وسيطة تتالءم معها‪ ،‬مستخدما في ذلك األدوات التي تتناسب مع األهداف‬
‫المسطرة‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫د‪.‬عب د المجي د ق دي " الم دخل إلى السياس ات اإلقتص ادية الكلي ة " دي وان المطبوع ات الجامعي ة‬ ‫‪-‬‬
‫الجزائر ‪2003‬‬
‫د‪.‬عبد المطلب عبد المجيد " السياسات اإلقتصادية تحليل جزئي وكلي " مكتبة زهراء الشرق‬ ‫‪-‬‬
‫د‪.‬بلعزوز بن علي " محاضرات في النظريات والسياسات النقدية " ديوان المطبوعات الجامعية‬ ‫‪-‬‬
‫‪2004‬‬
‫د‪.‬زينب عوض اهلل‪ ،‬د‪.‬أسامة محمد الفولي " أساسيات اإلقتصاد النقدي والمصرفي" منشورات‬ ‫‪-‬‬
‫الحلبي بيروت ‪2002‬‬
‫د‪ .‬يع دل بخ راز فري دة " تقني ات وسياس ات التس يير المص رفي " دي وان المطبوع ات الجامعي ة‬ ‫‪-‬‬
‫‪2000‬‬
‫جريدة الخبر الصادرة بتاريخ ‪.13/05/2002‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Banque d'Algérie (2001) « Instruction n004/2001 modifiant n0 01/2001‬‬
‫‪relative au régime de réserve obligatoire » Revue Media Bank n053‬‬

You might also like