Professional Documents
Culture Documents
تعتبر دراسة محيط المؤسسة امرا هاما نظرا الن هذه االخيرة تجد نفسها في عالقة
.مستمرة مع محيطها فهي تأتي بوسائل نشاط مادية وبشرية ومالية ومعلوماتية ....الخ
كما تجد فيه منافذ (االسواق) فا المؤسسة جزء من المجتمع الذي توجد به با التالي
تتاثر به وتؤ ثر فيه بمعنى ان المؤسسة تتاثر با التغيرات الحادثة في محيطها وايضا
بإمكانها ان تؤثر فيه بنشاطها ويظهر تأثيرها في قدرتها على تغيير مواقف
المستهلكين فاذا ما كان لهذه المؤسسة شهرة وطنية اودولية فيكون االقبال على
سلعتها وخدمتها كبير من طرف المستهلكين كما انه في بعض الحاالت المؤسسة هي
التي تفرض منتوجاتها على السوق اذا ما انتهجت طرق االبداع اي االعتماد على
االكتشافات العلمية التي تتم داخل المؤسسة وخارجها كوسيلة للهيمنة على السوق
وعليه فان تسيير المؤسسة بمفهوم النظام المفتوح يفرض عليها كشف ومعرفة
عناصر محيطها وتشخيصها مما يقود في النهاية الى تحقيق كفاءة وفعالية
المؤسسة
1
وهناك من يقسم محيط المؤسسة الى خمسة مجموعات من المتعاملين هي الزبائن و الموردون
والعاملين و المؤسسات المنافسة با االضافة الى جماعت الضغط او التأثير كا الحكومات و
.اتحادات العمال وغيرها
المؤسسة تقوم باستعمال الموارد المختلفة من المحيط وتقدم اليه مخرجاتها Zفيهمها اذن مكان
وجود اسعار ونوعية هذه العوامل كمدخالت لها
ان المؤسسة في الواقع متكونة من شبكة من االفراد والجماعات وكل منها لها اهداف واتجاهات
قد تختلف وقد Zتتالقى نسبيا وهؤالء االفراد (عمال ،مديرين اساسا) هم اطراف في محيطها با
التالي يؤثر Zفيهم ويؤثرون فيه
ان السوق تشهد تطورا Zفي مختلف العناصر Zالمحددة للطلب والعرض مثل تغير االذواق Zحسب
التحسن الثقافي والحضاري لألفراد وكذا التفاعل واالحتكاك بين المجتمعات والتغير المستمر Zفي
التكنولوجيا Zالتي تساهم في انجاز اشياء كثيرة مثل توفير Zالراحة كما ان المؤسسات اليوم اصبحت
عملية البحث والتطوير Zفيها تلعب دورا هاما محددا ليس فقط لتوجيه الطلب واالستهالك بل ايضا
.لتوجيه عرض المؤسسات المؤثرة والمتأثرة فيما بينها
اصبح عامل الوقت جد مهما في االدارة والمؤسسة فليس في امكانها اذا لم تبع اليوم منتوجاتها
انتظار فرصة مقبلة في نفس السنة او السنوات المقبلة من اجل تحقيق نتائج ايجابية خاصة في
المنتوجات التي تتميز Zبسرعة التلف عادة او حتى التي تتميز با االستهالك المستمر او الخاضعة
.لتغيرات الموضة او التي تتميز بمنافسة مرتفعة نسبيا بين المؤسسات
ولمختلف هذه االسباب وألسباب اخرى فان المؤسسات اصبحت اليوم تسعي الى اتصال مستمر
بمختلف متغيرات المحيط من اقتصادية تطور الدخل في المجتمع وفي طبقة المستهلكين الذين
توجه اليهم منتوجاتها Zوغيرها من المتغيرات المؤثرة في حركة المؤسسة وتجدر المالحظة ان
.محيط المؤسسة ومختلف عوامله ومتعامليه صبح اكثر تعقيدا وتعددا ويطرح مصداقية المؤسسة
2
مكونات محيط المؤسسة
ألهمية ضرورة االطالع على محيط المؤسسة نالحظ ان هناك هيئات وأشخاص اعتباريين
ومعنويين من جهة ومتغيرات ذات نوعيات مختلفة اقتصادية اجتماعية وسياسية وغيرها م جهة
اخرى في تفاعل معقد واسع ومستمر يلقي بنتائجه على المؤسسة ومختلف عناصرها وهذا
المحيط يمكن تقسيمه على اكثر من مقياس وها سوف نتعرض ال مكونات محيط المؤسسة من
مدخل نظرية االنظمة وتقسيم Zالمحيط الى مباشر اوقريب Zومحيط بعيد با النسبة للمؤسسة
ويشمل االطراف والمتغيرات Zالتي تتعامل بشكل مباشر مع لمؤسسة وهي مجموعة من االنظمة
الفرعية تحت النظام االوسع وهو محيط المؤسسة االبعد ونالحظ ان المحيط المباشر يشمل حسب
:االتجاهات عددا من المتعاملين ويكون المحيط المباشر كمايلى
سوق السلع والخدمات :وهي نقطة االلتقاء بين المؤسسات Zالمنتجة والمستهلكين واالطراف
.المختلفة في النظام االقتصادي
.سوق التموين :وهو نقطة التقاء المؤسسة ومورديها Zوهي ايضا نظام فرعي من النظام ككل
سوق العمل :وهو نقطة اللقاء بين المؤسسة كطالب للعمل و االفراد Zالمستعدين قادرين Zعلى
.العمل وهو نظام جزئ مشترك من االنظمة الديموغرافي Zو االقتصادي و االجتماعي
سوق المال :وهو نقطة التقاء بين المستثمرين او مستعملي Zاالموال الذين يطلبونها من جهة
.وعارضي Zاالموال او المدخرين من جهة اخرى وهو من االنظمة الفرعية للنظام االقتصادي
نظام التكوين و التربية خارج المؤسسة :وهو نظام فرعي من النظام العلمي التقني ونظام Zالقيم
.في المجتمع حيث يقوم بنقل المعارف االفكار االقتصادية السياسية والفلسفة لإلفرادZ
النظام القانوني :وهو نظام فرعي من النظام السياسي Zاالجتماعي وحتى الثقافي حيث يحدد
الحقوق والواجبات للمؤسسات ولمختلف Zالمتعاملين االقتصاديين معها وهي عناصر ترتبطZ
.بعادات وتقاليد المجتمع
وبشكل عام فان متابعة المتغيرات خاصة المتعلقة با المحيط المباشر للمؤسسة تتحدد على
اساسها اهداف المؤسسة استراتجياتها Zوبرامج االستثمارات Zوبرامج ادخال تقنيات ومنتوجات
3
جديدة وهي عناصر سوف تجعل المؤسسة في حاجة الى طلب اكثر لعوامل االنتاج المختلفة من
.اجل تنفيذ استراتجيتها Zواهدافها
الوسط الغير مباشر يمكن توزيعه الى انظمة متفاعلة وتكون نظاما شامال تحوي نظام الوسط
:المباشر Zويمكن عرض الوسط الغير مباشر في اربع مجموعات رئيسية كما يلي
ويضم هذا النظام مختلف العمليات واالنشطة االقتصادية التي تسمح با االنتاج وتوزيع Zواستغالل
الموارد الطبيعية او الموارد Zالمرتبطة با الطبيعة مباشرة من اجل العملية االقتصادية وللمؤسسة
تفاعالت وتداخالت مع هذا النظام با عتبارها كنظام اقتصادي بدورها Zوتخضع فيه الهم القيود
.والشروط التي تسعى الى التكيف معها
وهو النظام الذي يحدد افراد المجتمع و في نفس الوقت قيمه وثقافته وتقاليده وهذا النظام يترجم
حالة تطور المجتمع من جانب الكمية او العدد او النوعية او التكوين والوضعية المهنية وفئات
.....االعمار
وهو نظام لخلق وتطوير Zونقل المعارف وحفظها ،وهو الذي يتم فيه البحث عن قوانين طبيعية
تؤثر في االنظمة المادية و واإلنسانية وكذا استعمالها في تطبيقات تقنية لتحقيق اهداف محددة
..تسمح بدفع التطور Zالتقني الذي يدفع بدوره الى تحكم اسن في الموارد وتحسين حياة المؤسسة
وهو النظام الذي تتحدد فيه العالقات بين المجموعات واالفراد Zوكذا تقسيم او توزيع السلطة
فيما بينها وتتكون فيه العالقات االجتماعية والمؤسسة تتاثر بهذا النظام
:االثار االجتماعية
4
يمكن حصر االثار االجتماعية التي تمس المحيط في نقاط مختلفة اساسية ومنها االيجابي Zوالسلبي
وتختلف درجة التأثير طبقا الختالف نوع النظام االقتصادي وكذالك باختالف حجم المؤسسة
ووزنها Zاالقتصادي Zوالمالي في المجتمع كما ان المناطق الصناعية الكبرى التي تشمل عدة
.مؤسسات Zوانواع من الصناعات ،يكون تأثيرها با الطبع اقوى Zمن اثر المؤسسات منفردة
اوال:توفير Zالشغل :ان انشاء مؤسسات اقتصادية يعمل على توفير Zمنا صب شغل يزيد عددها
اوينقص تبعا لحجمها وبا الحيز الزمني الذي توجد فيه يسمح بدون شك بامتصاص البطالة من
المجتمع المعني اال ان التكنولوجيا المستعملة فيها لها دور في تحديد نسبة العمالة .ونجد هذا
.خاصة في الدول النامية
للمؤسسات الهامة في المجتمع دور هام في تحديد االجور فبقوة المؤسسة ووزنها Zالمالي تقوم
برفع اجورها خاصة عند محاولتها Zاستقطاب اليد العاملة الى مكان تقل فيه هذه األخيرة فيكون
لذالك االثر غير مباشر على االجور Zفي المؤسسات Zالباقية لمختلف قطاعات النشاط االقتصاديZ
.مما يودي في اغلب االحيان الى هجرة القطاع الزراعي الى الصناعي
بظهور مؤسسات Zفي جهات معينة من نفس البلد ينفصل السكان الذين يستعملون فيها عن نمط
حياتهم السابقة .حيث تفرض عليهم هذه المؤسسات نظم معينة من وقت العمل ووقت Zالراحة وما
ينتج عنه من تغير عادة هؤالء وهذا ما يحدث مثال في الريف عندما تغزوه المؤسسات الصناعية
في الدول النامية نظر ا الن اآلالت قد انتجت في مجتمعات تتميز بنمط عيش مختلف عن انماط
الدول النامية .ونالحظ هذا في الجزائر مثال االتجاه نحو تفكك االسرة نظرا لبقاء افرادها في
.المؤسسة خارج البيت
بسياسة البيع والديون التي تتبعها المؤسسة تؤثر على استهالك المجتمع كما ونوعا فزيادة
المبيعات وتنوعها Zيؤدي الى المنافسة .وبا التالي انخفاض االسعار مع التنوع في السلع
المعروضة .ويعمل االشهار على خلق عادات استهالكية جديدة في الدول النامية وتلعب ايضا
وسائل االعالم خاصة وعلى راسها المرئية منها دورا هاما لما توفره من معلومات واتصال
.مباشر Zبا المستهلك
با االضافة الى األثار االجتماعية السابق ذكرها فللمؤسسة دور مهم في تغيير وجه النشاط
االقتصادي Zالوطني ألنها تعبر عن جزء من اعوا ن هذا االقتصاد، Zومن االثار االقتصادية
:للمؤسسة في المجتمع
5
اوال دفع عجلة التعمير :بظهور مؤسسات Zاقتصادية في جهات ريفية او في امكنة تتميز Zبتأخر
عمراني تعمل على التعمير وذالك بإنشاء المساكن لعمالها واعدادها للطرق والمرافق Zالعامة
حيث يتم انشاء المدارس والمستشفيات وقد Zيؤدي هذا الى ظهور Zتجمعات سكانية او مدن جديدة
وهذا يحدث مثال في الجزائر مثال منطقة الحجار بعنابة وحاسي Zالرمل وحاسي Zمسعود في
الجنوب مثال حيث انشئت فيها مركبات صناعية كبرى وهذا يخل ضمن سياسة التنمية من جانب
.الدولة
بزيادة عدد السكان في منطقة ما وهو ما ينتجه ظهور Zمؤسسات اقتصادية جديدة يجعل من
الضروري Zاقامة منشئات تجارية لتلبية حاجات العمال الجدد ويتبعها Zمختلف مرافق الحياة
.الضرورية
بنفس الطريقة التي تؤثر بها المؤسسات Zعلى االجور فإنها تقوم با التأثير على اسعار المنتوجات
.ويظهر Zهذا االثر خاصة في المنتوجات المتكاملة وينتج عن هذا مزايا اقتصادية واجتماعية
وفي االخير فان كل من هذه االثار على المحيط يظهر من خالل تشابك النشاط االقتصاديZ
للمجتمع وكذالك Zيبين ان المؤسسات Zذات الوزن الكبير او المكان الحساس في هذا النشاط يكون
.لها االثر الكبير في محيطها
بواسطة العامل1.
يرتبط العامل بالمؤسسة عند تقديمه لها قوة عمله التي تظهر قي شكل عمل يتبلور Zفي المنتجات
التي يشارك Zفي انتاجها وتتوقف Zكمية ونوعية العمل المقدم خاصة علي نوعية قوة العمل المنفقة
6
والتي تتكون من مجموعة عوامل فيزيولوجية ومعنوية وهذه االخير تتمثل في كل ما يتلقاه الفرد
من تربية وتعليم وتكوين خالل حياته باالضافةالي عناصر وراثية تتعلق بالعاداة والتقاليد
وبخصائص الوالدين العقلية كما وكلما كانت مستوى Zالتعليم والتعليم Zذات مستوى جيد كان
االنسان المتحصل ذا كفاءة وبدورها Zبساهم في رفع مستوى Zاالنتاج في المؤسسة كما ونوعا
بواسطة المستهلك2.
من بين اهداف المؤسسة من نشاطها طرح منتجاتها في السوق اذ يتلقاها المستهلك الذي يتوقف
تصرفه بطبيعته المكتسبة والموروثة فاذا كان افراد المجتمع يتمتعون بمستوى تكويني Zكاف فانهمZ
ال يجيدون صعوبة في اقتناء االشياء التي يحتاجونها من سلع وخدمات التي تعرضها المؤسساتZ
من جهة وفهم Zطرق استعمالها الدعاية واشهارها Zمن جهة اخرى وبالتالي Zايجابي على منتوجاتهاZ
والعكس يكون التأثير سلبيا في حالة نقص التكوين
بواسطة المسير3.
يعد مسير او مديرها عضو االساسي في تنظيم ادارة نشاطها Zواذا كان هذا العضو يتمتع بكفاءة
ونزاهة كافية وذو روح ومبادرة فان المؤسسة سوف تتمكن من الحصول على احسن اذا توفرت
العناصر االساسية االخرى في حين ان النقض في مستوى تكوين الكفاءة المسير تؤدي Zالى سوء
.النتائج وعدم االستمرار Zطويال لذا فيسعى Zالمجتمع فرض التطور ZاالقتصاديZ
تعد المواد االولية سواء على شكلها الخام او بعد التحويل من اهم العناصر التي يتوقف عليه نشاط
المؤسسة كما ونوعا اال ان هذه الموارد تلعب دورا هاما خاصة في التطور التقني اذ اصبحت
عملية مراقبة وتسير Zالمخزونات ذات اهمبة في حياة المؤسسة كما ان نوعية وكمية المواد تتعلق
بكفاءات افراد المجتمع والمؤسسات التي تحضرها وبمدى Zتطورها التكنولوجي حيث تشهد بعص
المجتمعات نقصا فادحا في هذه المواد في تقوم بإنتاجه اصطناعيا او بإنتاج االت ووسائل
.استعمال هذه المواد بشكل يضمن االقتصاد Zفيها الى اقصى الحدود
تستعمل المؤسسة من ضمن العوامل االنتاج وسائل تتمثل في اآلالت والمعدات تكون قد انتجت
في مؤسسات اخرى داخل اوخارج الوطن ويتوقف مستوى Zاالنتاج في المؤسسة المستعملة لهذه
الوسائل وهنا ايضا يلعب العنصر البشري دور اساسي Zفي اختراع وانتاج اآلالت او في
.استعمالهاZ
ومن هذه العناصر نالحظ ان االهمية الذي يتميز بها االنسان في المؤسسة اذ يعتبر العنصر
.الفعال والمحرك Zفيها وتتوقف Zعليه نتائجها بشكل كبير
ومع التطور Zالذي شهدته المؤسسات االقتصادية اليوم فأنها تجد نفسها في متوسط هذه الحوانب
واالطراف Zحتي تضمن استمرارها وتطورها Zفي محيط تزداد فيه المنافسة بمختلف Zالعوامل
7
المادية .بحيث تصبح استقاللية المؤسسة في تحديد اهدافها Zمحدودة ومقيدة بها وهذا يمر بتحليل
:وتحديد Zاالهداف والربط بين
8