You are on page 1of 6

‫تفسير سورة الفجر‬

‫بسم هللا‬
‫الرحمن الرحيم‬
‫ْري (‪ )4‬هَلْ فِي َذلِكَ قَ َس ٌم‬ ‫ال َع ْش ٍر (‪َ )2‬وال َّش ْف ِع َو ْال َو ْت ِر (‪َ )3‬واللَّي ِْل إِ َذا يَس ِ‬‫‪َ ‬و ْالفَجْ ِر (‪َ )1‬ولَيَ ٍ‬
‫ت ْال ِع َما ِد (‪ )7‬الَّتِي لَ ْم ي ُْخلَ ْق ِم ْثلُهَا فِي‬‫لِ ِذي ِحجْ ٍر (‪ )5‬أَلَ ْم ت ََر َك ْيفَ فَ َع َل َربُّكَ بِ َعا ٍد (‪ )6‬إِ َر َم َذا ِ‬
‫ْالبِال ِد (‪َ )8‬وثَ ُمو َد الَّ ِذينَ َجابُوا الص َّْخ َر ِب ْال َوا ِدي (‪َ )9‬وفِرْ عَوْ نَ ِذي األوْ تَا ِد (‪ )10‬الَّ ِذينَ طَ َغوْ ا‬
‫ب (‪ )13‬إِ َّن َربَّكَ‬ ‫صبَّ َعلَ ْي ِه ْم َربُّكَ َسوْ طَ َع َذا ٍ‬ ‫فِي ْالبِال ِد (‪ )11‬فَأ َ ْكثَرُوا فِيهَا ْالفَ َسا َد (‪ )12‬فَ َ‬
‫صا ِد (‪ )14‬‬ ‫لَبِ ْال ِمرْ َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫أُقسم بفجر كل يوم ‪ ،‬إذا أضاء وأشرق ‪ ،‬وليايل عشر ذي احلجة ؛ لفضلها ‪،‬‬
‫أقسمت به من‬
‫ُ‬ ‫والزوج والفرد من كل صنف ‪ ،‬والليل إذا ذهب بظالمه ‪ .‬هل يف ما‬
‫وعقل نرَّي ‪ ،‬يدل صاحبه ويذكره بقدرة اهلل‬‫ب ٍ‬ ‫الفجر وما ذُكر ‪ ،‬قسماً لذي لُ ٍ‬
‫العظيمة ؟ فيعود إىل ربه عابداً له وحده ال شريك له ‪.‬‬
‫أمل تعلم – أيها النيب – ماذا فعل ربك بعاد ‪ ،‬ملا كذبوا رسوهلم هوداً ‪ ‬؟‬
‫فأهلكهم اهلل بريح صرصر عاتية ‪.‬‬
‫وهم أهل مدينة َإرم ذات البناء القوي املرتفع ‪ ،‬اليت مل خُي لق مثلها يف بنائها ‪ ،‬وقوة‬
‫أهلها وشدهتم ‪.‬‬
‫ومثود الذين قطعوا الصخور بوادي القرى ‪ ،‬وحنتوها بيوتاً هلم ‪ ،‬أهلكناهم‬
‫ودمرناهم ملا كذبوا رسوهلم صاحلاً وعقروا الناقة ‪ .‬وفرعون ذي اجليوش القوية‪، f‬‬
‫اليت تشد له أمره وتعينه عليه ‪ ،‬دمرناه وقومه ‪.‬فهؤالء األمم ( عاد ومثود وفرعون )‬
‫طغوا يف األرض بتكذيب الرسل واإلكثار من الذنوب واإلفساد يف األرض ‪ ،‬فأنزل‬
‫عليهم ربك رجزاً من العذاب ‪ ،‬وأحل هبم عقوبته ‪ ،‬فدمرهم وأبادهم ‪ .‬إن ربك‬
‫يرصد أعمال خلقه ‪ ،‬وجيازي كالً بسعيه ‪ ،‬يف الدنيا واآلخرة ‪.‬‬
‫بعض الدروس من اآليات ‪:‬‬
‫رسالة إىل أصحاب األلباب (العقول النرية) بأن يتأملوا هذا القسم املؤكد يف أربعة أمور‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الفجر ‪ ،‬وذلك من وجوه ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫لفضيلة العالمة‪ :‬محمد بن‬ ‫تفسير سورة الفجر‬
‫شامي شيبه(حفظه هللا)‬
‫منها ‪ :‬هل ّأدينا العبادة املتعلقة‪ f‬بالفجر كما أمر اهلل ‪ ،‬كصالة‪ f‬الفجر (قرآن الفجر )‬ ‫‪-‬‬
‫اليت أخرب النيب ‪ ‬عنها يف احلديث الصحيح ‪ ،‬أهنا أثقل الصالة على املنافقني ‪ ،‬فهل‬
‫أديت الواجب املتعلق بالفجر؟ ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬هل قمنا بالعبادات املندوبة يف الفجر كل يوم ؟كأذكار اليوم بعد الفجر (أذكار الصباح)‪0‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومنها ‪ :‬املتأمل ما يف طلوع الفجر من املنافع ‪ ،‬يل ولك وللخلق بالسري يف املعاش‪. f‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومنها ‪ :‬انبالج الفجر ‪ ،‬وما فيه من اآليات العظيمة ‪ ،‬الدالة على قدرة اهلل العجيبة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الليايل العشر والعناية هبا (عشر ذي احلجة ) ‪ :‬وقد قال ‪: ‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫ول اللَّ ِه َواَل‬‫ب إِلَى اللَّ ِه ِم ْن َه ِذ ِه اأْل َيَّ ِام ال َْع ْش ِر َف َقالُوا يَا َر ُس َ‬ ‫( ما ِمن أَيَّ ٍام الْعمل َّ ِ ِ‬
‫الصال ُح في ِه َّن أ َ‬
‫َح ُّ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫اد فِي َسبِ ِ‬
‫يل اللَّ ِه إِاَّل َر ُج ٌل‬ ‫ْج َه ُ‬‫ول اللَّ ِه صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه وسلَّم واَل ال ِ‬
‫ََ ََ‬ ‫َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫اد فِي َسبِ ِ‬
‫يل اللَّ ِه َف َق َ‬ ‫ال ِ‬
‫ْج َه ُ‬
‫َخ َر َج بَِن ْف ِس ِه َو َمالِ ِه َفلَ ْم َي ْر ِج ْع ِم ْن َذلِ َك بِ َش ْيء ) رواه الرتمذي (صحيح) ‪.‬‬
‫فيا أخي ‪ ،‬اعمل كثرياً من األعمال الصاحلة يف عشر ذي احلجة ‪ ،‬واحرص على ذلك ‪.‬‬
‫ومن ذلك‬ ‫ج ‪ -‬الشفع والوتر ‪ :‬فكل عبادة هي شفع أو وتر ‪ ،‬فأحسن القيام‪ f‬هبا ‪.‬‬
‫ب الْ ِو ْتر أَوتِروا يا أ َْهل الْ ُقر ِ‬ ‫ِ‬
‫آن ) رواه أبوداود من حديث‬ ‫صالة الوتر ‪ .‬وقد قال ‪ ( ‬إِ َّن اللَّهَ ِو ْت ٌر يُح ُّ َ ْ ُ َ َ ْ‬
‫مير بك ‪ ،‬إالّ تأمل فيه القدرة‬ ‫علي ‪( ‬صحيح) ‪ .‬وما من شيء مما خلق اهلل من الشفع والوتر ُّ‬
‫العظيمة للذي خلقه سبحانه ‪.‬‬
‫د‪ -‬الليل إذا يس ِر ‪ :‬فماذا قدمت يف هذا الليل ‪ ،‬من العبادات ؟‬
‫الصاَل ةُ فِي جو ِ‬
‫ف اللَّْي ِ‬
‫ل ) رواه مسلم عن ايب هريرة‬ ‫الصاَل ِة ال َْم ْكتُوبَِة َّ‬
‫الصاَل ِة َب ْع َد َّ‬ ‫وقد قال ‪ ( : ‬أَفْ َ‬
‫ض ُل َّ‬
‫َْ‬
‫‪.‬‬

‫أيها املسلم ‪ ،‬اعلم أن العبد إذا عاش يف هذه الدنيا ‪ ،‬مهما طال عمره أو قصر‬ ‫‪-2‬‬
‫و ُكلِّف ‪ ،‬فإن أعماله مرصودة ‪ .‬فلينتبه كل ٍ‬
‫واحد منا لنفسه يف قوله وفعله !‬
‫أحدنا يف ٍ‬
‫رقابة‬ ‫ص َد العمل والقول واجلزاء على ذلك ؛ حىت يعيش ُ‬ ‫وليتذكر َر ْ‬
‫حلركاته وسكناته ‪ ،‬فما كان صاحلاً َع ِملَه ‪ ،‬وماكان غري صاحل انتهى‪ f‬منه ‪.‬‬
‫اجعل ‪ -‬أخي‪ -‬هذه اآليات نصب عينيك ‪ ،‬عند كل عمل ‪:‬‬
‫‪َ ‬ما يَ ْلفِظُ ِم ْن قَوْ ٍل إِال لَ َد ْي ِه َرقِيبٌ َعتِي ٌد ‪ ‬ق(‬ ‫صا ِد ‪‬الفجر(‪)14‬‬
‫ك لَبِ ْال ِمرْ َ‬
‫‪ ‬إِ َّن َربَّ َ‬
‫‪َ  )18‬ونَ ْكتُبُ َما قَ َّد ُموا ‪ ‬يس (‪. )12‬‬
‫اآليـــــات‬

‫‪-2-‬‬
‫لفضيلة العالمة‪ :‬محمد بن‬ ‫تفسير سورة الفجر‬
‫شامي شيبه(حفظه هللا)‬
‫ان إِ َذا َما ا ْبتَاَل هُ َربُّهُ فَأ َ ْك َر َمهُ َونَ َّع َمهُ فَيَقُو ُل َربِّي أَ ْك َر َم ِن (‪َ )15‬وأَ َّما إِ َذا َما ا ْبتَاَل هُ‬
‫‪ ‬فَأ َ َّما اإْل ِ ْن َس ُ‬
‫فَقَد ََر َعلَ ْي ِه ِر ْزقَهُ فَيَقُو ُل َربِّي أَهَان َِن (‪َ )16‬كاَّل َبلْ اَل تُ ْك ِر ُمونَ ْاليَتِي َم (‪َ )17‬واَل ت ََحاضُّ ونَ َعلَى‬
‫ال ُحبًّا َج ّمًا (‪َ )20‬كاَّل إِ َذا‬ ‫اث أَكْاًل لَ ّمًا (‪َ )19‬وتُ ِحبُّونَ ْال َم َ‬ ‫ين (‪َ )18‬وتَأْ ُكلُونَ التُّ َر َ‬ ‫طَ َع ِام ْال ِم ْس ِك ِ‬
‫صفًّا (‪َ )22‬و ِجي َء يَوْ َمئِ ٍذ بِ َجهَنَّ َم يَوْ َمئِ ٍذ‬ ‫صفًّا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ت اأْل َرْ ضُ َد ًّكا َد ًّكا (‪َ )21‬و َجا َء َربُّكَ َو ْال َملَ ُ‬ ‫ُد َّك ِ‬
‫ت لِ َحيَاتِي (‪ )24‬فَيَوْ َمئِ ٍذ اَل يُ َع ِّذبُ‬ ‫ان َوأَنَّى لَهُ ال ِّذ ْك َرى (‪ )23‬يَقُو ُل يَا لَ ْيتَنِي قَ َّد ْم ُ‬ ‫َيتَ َذ َّك ُر اإْل ِ ْن َس ُ‬
‫ط َمئِنَّةُ (‪ )27‬ارْ ِج ِعي إِلَى َرب ِِّك‬ ‫ق َوثَاقَهُ أَ َح ٌد (‪ )26‬يَا أَيَّتُهَا النَّ ْفسُ ْال ُم ْ‬ ‫َع َذابَهُ أَ َح ٌد (‪َ )25‬واَل يُوثِ ُ‬
‫ضيَّةً (‪ )28‬فَا ْد ُخلِي فِي ِعبَا ِدي (‪َ )29‬وا ْد ُخلِي َجنَّتِي(‪30‬‬ ‫اضيَةً َمرْ ِ‬ ‫َر ِ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫ونعمه باخلريات ‪ ،‬فيقول ريب أكرم ِن‬ ‫فأما اإلنسان‪ f‬إذا ما امتحنه ربه ‪ ،‬فأكرمه باملال ‪ّ ،‬‬
‫ملنزليت عنده ‪ .‬وأما إذا ما اختربه ‪ ،‬فضيّق عليه رزقه ‪ ،‬فيقول ريب أهان ِن هلواين عليه ‪ .‬كال !‬
‫فليس األمر كما يرى ‪ .‬فليس اإلعطاء تكرمياً ‪ ،‬وليس التضييق إهانةً ‪ .‬ولكنكم ال تكرمون‬
‫اليتيم وال تكفلونه مما رزقكم اهلل ‪ ،‬وال حيض بعضكم بعضاً على إطعام املسكني ‪،‬‬
‫وتلمونه مل ـاً شديداً من أي جهة‬‫واإلحسان إليه و كفالته ‪ .‬وتأكلون املرياث أكالً كثرياً ‪ُّ ،‬‬
‫ّ‬
‫حصل ‪ ،‬من حالل أو حرام ‪ .‬وحتبون املال حباً كثرياً ‪.‬‬
‫حقاً ! إذا ُحركت األرض حركةً قوية‪،‬وزلزلت زلزلةً شديدة ‪ ،‬فلم يبق عليها مرتفع كلياً ‪.‬‬
‫وجاء ربك لفصل القضاء بني العباد ‪ ،‬واملالئكة‪ f‬صافّون صفاً بعد صف ‪ .‬وجيء يوم‬
‫القيامة بنار جهنم ‪ ،‬فإذا رآها العبد تذكر ذنوبه ‪ ،‬وال ينفعه‪ f‬التذكر عند ذلك ‪ .‬يقول هذا‬
‫اآلمث ‪ :‬يا ليتين قدمت اإلميان والعمل الصاحل (طاعة ريب) هلذه احلياة الباقية ‪ .‬فيوم القيامة ال‬
‫عذب مثل عذاب اهلل أح ٌد ملن عصاه ‪ ،‬وليس أح ٌد أشد قبضاً ووثقاً مثل إيثاق اهلل ‪ ،‬ملن‬ ‫يُ ِّ‬
‫كفر به وأعرض عنه ‪.‬‬
‫ويقال للنفس املطمئنة باإلميان ‪ :‬يا أيتها النفس املؤمنة اآلمنة اليوم‪ f‬من العذاب ‪ ،‬املطمئنة‬
‫باإلميان باهلل وذكره وحمبته ‪ ،‬ارجعي إىل ربك وثوابه‪ ، f‬وما أعد لعباده يف جنته ‪ ،‬راضيةً يف‬
‫نفسها مبا أعده اهلل هلا ‪ ،‬قد رضيت عن اهلل ورضي اهلل عنها وأرضاها ‪ ،‬فادخلي يف مجلة‬
‫عبادي املؤمنني املتقني ‪ ،‬وادخلي جنيت دار النعيم املقيم ‪ ،‬أ ُِح ّل عليكم رضواين فال أسخط‬
‫عليكم بعده أبدا ‪.‬‬
‫بعض الدروس من اآليات ‪:‬‬
‫إن النعم كالغِىن والصحة واألوالد وغريها ‪ ،‬هي ابتالء واختبار ‪ .‬فهل حنن شاكرين‬ ‫‪-1‬‬
‫هلل على ذلك ‪ ،‬فنضع هذه النعم يف طاعة اهلل ؟ أم أننا غري شاكرين ؟‬

‫‪-3-‬‬
‫لفضيلة العالمة‪ :‬محمد بن‬ ‫تفسير سورة الفجر‬
‫شامي شيبه(حفظه هللا)‬
‫واعلم أن اهلل قد يُعط العبد من الدنيا ‪ ،‬مع أن العبد عاص هلل ‪ ،‬مقيم على معصيته ‪ ،‬فذلك‬
‫ت اللَّهَ ُي ْع ِطي ال َْع ْب َد ِم ْن‬
‫استدراج ‪ ،‬كما قال ‪ ‬يف حديث عقبة بن عامر ‪ ( : ‬إِذَا َرأَيْ َ‬
‫اج ) رواه أمحد والبيهقي يف الشعب (صحيح) ‪.‬‬ ‫ب فَِإنَّما ُهو ْ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ُّ‬
‫است ْد َر ٌ‬ ‫الد ْنيَا َعلَى َم َعاصيه َما يُح ُّ َ َ‬
‫وإن املصائب‪ f‬كالفقر واألمراض ‪ ،‬هي ابتالء للعبد ‪ ،‬هل يصرب أم ال ‪.‬‬
‫علي ريب ملنزليت عنده ومكانيت ‪ ،‬أو‬ ‫لكن ! ليحذر العبد أن يقول ‪ :‬إمنا أنعم ّ‬
‫ضيّق علي هلواين ‪ .‬فإن اهلل يُعطي الدنيا من حُي ب ومن ال حُي ب ‪ ،‬وال يُعط الدين‬
‫إال من حُي ب ‪ .‬فافهم هذا رحمك هللا ‪.‬‬
‫أخي المسلم ‪ ،‬هل لك عناية باأليتام كما يلي ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫حض الناس على إكرام اليتيم ووعظهم يف ذلك ‪ ،‬و ترهيبهم من اإلساءة إىل‬ ‫أ‪-‬‬
‫اليتيم ‪ ،‬وتذكريهم هبذه اآلية ‪ ‬كَاَّل بَ ْل اَل تُ ْك ِر ُمونَ ا ْليَتِي َم ‪ ‬وإن اإلكرام لليتيم‬
‫أوسع من جمرد إطعامه وكسوته ‪ ،‬فيكرم يف اجمللس ويف القول ويف النفقة ويف مقاعد‬
‫الدراسة ‪ ،‬ويف كل شيء ‪ .‬وما حظي وحظك من إكرام اليتيم ؟ ‪.‬‬
‫ْجن َِّة‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫كفالة اليتيم ‪ :‬فقد قال ‪ ‬يف حديث سهل بن سعد ‪ ( : ‬أَنَا َو َكاف ُل الْيَت ِيم في ال َ‬ ‫ب‪-‬‬
‫رواه البخاري وغريه ‪.‬‬ ‫السبَّابَِة َوال ُْو ْسطَى )‬
‫صَب َع ْي ِه َّ‬
‫ال بِِإ ْ‬
‫َه َك َذا َوقَ َ‬

‫فهل كفلت يتيماً ؟ اذهب إىل مجعيات الرب أو غريها ‪ ،‬واكفل يتيماً ‪ .‬وفـــقك هللا ! ‪.‬‬
‫اعنت باملساكني ‪ ،‬وأوسع عليهم مبا يلي ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫حض الناس على إطعام املساكني واإلحسان إليهم ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫أ‪-‬‬
‫الس ِ‬
‫اعي َعلَى اأْل َْر َملَ ِة‬ ‫أطعم املسكني ‪ ،‬فقد قال ‪ ‬يف حديث أيب هريرة ‪َّ ( : ‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫َوال ِْم ْس ِكي ِن َكال ُْم َج ِاه ِد فِي َسبِ ِيل اللَّ ِه ‪ ...‬احلديث ) رواه مسلم ‪.‬‬
‫انتبه أن يصل حبُّك للدرهم والدينار والدنيا ‪ ،‬درجة العبودية‪ f‬؛ فينسى أحدنا ربه ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫س َع ْب ُد الدِّينَا ِر‬ ‫ِ‬
‫وال يهمه إال املال ‪ .‬وقد قال ‪ ‬يف حديث أيب هريرة ‪ ( : ‬تَع َ‬
‫س َوإِ َذا‬ ‫ط س ِخ َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫و َعب ُد الدِّر َه ِم و َعب ُد الْ َخ ِم ِ‬
‫س َوا ْنتَ َك َ‬
‫ط تَع َ‬ ‫يصة إِ ْن أُ ْعط َي َرض َي َوإِ ْن ل ْ‬
‫َم ُي ْع َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ش ‪ ..‬احلديث ) رواه البخاري ‪.‬‬ ‫ِش َ‬
‫يك فَاَل ا ْنَت َق َ‬

‫‪-4-‬‬
‫لفضيلة العالمة‪ :‬محمد بن‬ ‫تفسير سورة الفجر‬
‫شامي شيبه(حفظه هللا)‬
‫إثبات صفة اجمليء هلل ‪ ‬على ما يليق جبالله وعظمته ( جييء للفصل بني اخلالئق‬ ‫‪-5‬‬
‫يوم القيامة‪ ) f‬وهذا اإلثبات بال متثيل وال تعطيل وال حتريف وال تشبيه ‪ ‬ل َْي َ‬
‫س‬
‫يع الْبَ ِص ُير ‪‬الشورى (‪. )11‬‬ ‫َك ِمثْلِ ِه َشيء و ُهو َّ ِ‬
‫السم ُ‬ ‫ٌْ َ َ‬
‫َّم َي ْو َمئِ ٍذ ل ََها َسْبعُو َن أَل َ‬
‫ْف ِز َم ٍام َم َع‬ ‫ِ‬
‫قال ‪ ‬يف حديث ابن مسعود ‪ُ ( : ‬ي ْؤتَى ب َج َهن َ‬ ‫‪-6‬‬
‫ْف َملَ ٍك يَ ُج ُّرو َن َها ) رواه مسلم ‪.‬‬
‫ُك ِّل ِز َم ٍام َس ْبعُو َن أَل َ‬
‫ض ربَّك بعبادته وحده ال شريك له ‪ ،‬وطاعته وطاعة رسوله ‪ ، ‬واجتناب‬ ‫اِْر ِ‬ ‫‪-7‬‬
‫ضيَّةً ‪. ‬‬ ‫اضيَةً َمرْ ِ‬‫معاصيه سبحانه لريضى عنك ‪َ ‬ر ِ‬
‫وليكن ذلك من اآلن قبل أن متوت ‪ ،‬أسرع ! أسرع ! قبل فوات األوان ‪ ،‬وقبل الندم ‪،‬‬
‫ت لِ َحيَاتِي ‪. ‬‬ ‫يقول نادماً ‪ ‬يَا لَ ْيتَنِي قَ َّد ْم ُ‬

‫‪-5-‬‬
‫لفضيلة العالمة‪ :‬محمد بن‬ ‫تفسير سورة الفجر‬
‫شامي شيبه(حفظه هللا)‬

‫‪-6-‬‬

You might also like