Professional Documents
Culture Documents
ظهر االهتمام بصعوبات التعلم بصفة عامة منذ سنة 1800أي منذ القرن ال 19و قد
انطل ق االهتم ام هبا أساس ا من اجملال الط يب حيث ب دء األطب اء بدراس ة و حتلي ل ه ذه
الصعوبات و حتديد أنواعها و وضع خطط و برامج تدريبية لالطفال من اجل جتاوزها
و من ذ مطل ع الق رن ال 20منا اهتم ام علم اء النفس بدراس ة اجلوانب املص احبة لتل ك
الصعوبات
و ميكن الق ول ب ان مص طلح ص عوبات التعلم ك ان مرتبط ا باجملال الط يب من ذ س نة 1800
وص وال اىل ح دود س نة 1960حيث س اهم علم اء النفس يف منح ف رص تعليم متكافئ ة
لألطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم و جعل االهتمام هبذه الظاهرة واسعا و منتشرا
بشدة و حيظى باهتمام كبري من قبل املنظمات و الباحثني و علماء االجتماع و احلكومات
على غرار احلكومة االمرييكية
و فصل مصطلح ص عوبات التعلم عن اجملال الطيب متاما و جعله من درجا ضمن ما يعرف
بالرتبية املختصة و هو مصطلح و جمال اسسه علماء النفس
و بذلك ضم كل األطفال الذين يعانون من الصعوبات سواء مسعية او حركية او عقلية او
....بصرية او نفسية
و مع تقدم األحباث يف هذا اجملال دخلت صعوبات التعلم يف يسمى باملرحلة املعاصرة مع
دخ ول الق رن ال 21حيث مت الرتك يز على االهتم ام ب ذوي ص عوبات التعلم بداي ة من
املرحل ة االبتدائي ة و وص وال اىل املرحل ة الثانوي ة عن طري ق خل ق و اس تنباط العدي د من
األساليب احلديثة يف جمال الرتبية و التعليم
ميكننا اذا ان نستخلص هنا ان بداية االهتمام بصعوبات التعلم انطلقت أساسا يف اجملال-
الط يب و من مث ب دء دور ال رتبويني يف تنمي ة و تط وير حق ل ص عوبات التعلم خالل الق رن
العشرين
ما هي صعوبات التعلم؟
و هناك طبعا تعريفات أخرى لصعوبات التعلم لدى األطفال و اليت تصف هذا املصطلح
على انه مصطلح عام يصف الصعوبات اليت تواجه األطفال اثناء عملية التعلم حيث يعانون
من صعوبات و عوائق يف بعض العمليات املتصلة بالتعلم كالفهم و التفكري او االدراك او
االنتب اه او الق راءة و الكتاب ة او النط ق او العملي ات احلس ابية ....و تتض من ح االت
صعوبات التعلم هذه ذوي االعاقات العقلية و املضطربني انفاعليا و ذوي عيوب السمع و
البص ر و ذوي االحتياج ات اخلاص ة و االعاق ات م ع الوض ع بعني االعتب ار اال تك ون ه ذه
.االعاقات هي املسبب الرئيسي يف الصعوبة لديه
*و ميكننا ان ناخذ تعريف مجعية األطفال و الكبار ذوي صعوبات التعلم *1985
و الذي يعترب صعوبات التعلم حالة مستمرة ،ويفرتض أن تكون ناجتة عن عوامل عصبية
تت دخل يف منو الق درات اللفظي ة وغ ري اللفظي ة ،وتوج د ص عوبات التعلم كحال ة إعاق ة
واض حة م ع وج ود ق درة عقلي ة عادي ة إىل ف وق الع ادي ،وأنظم ة حس ية حركي ة متكامل ة
وفرص تعليم كافية .وتتنوع هذه احلالة يف درجة ظهورها ويف درجة شدهتا .وتؤثر هذه
احلالة خالل حياة الفرد على تقدير الذات ،الرتبية ،املهنة ،التكيف االجتماعي ،ويف أنشطة
.احلياة اليومية
و عرف صامويل كريك كذلك صعوبات التعلم سنة 1962على اهنا تأخر او اضطراب
و تعط ل يف منو واح دة او اك ثر من عملي ات التح دث و التخ اطب او اللغ ة او الق راءة او
الكتاب ة او احلس اب او أي م ادة دراس ية أخ رى و ه و ينتج عن إعاق ة نفس ية تنش ا بس بب
واح د على األق ل من ه اذين الع املني و مها اختالل األداء ال وظيفي للمخ و االض طرابات
الس لوكية او االنفعالي ة و ال تنتج ص عوبات التعلم يف الواقع عن التخلف العقلي او االعاقة
.احلسية او العوامل الثقافية او التعليمية او التدريسية
و ميكننا أيضا ان ناخذ تعريف لرينر لصعوبات التعلم و الذي عرفها من بعدين اساسسني
أوهلما البعد الطيب حيث يركز على األسباب الفيزيولوجية و العضوية لصعوبات التعلم و
اليت تتمثل يف خلل يف اجلهاز العصيب او تلف دماغي بسيط .و ثانيهما هو البعد الرتبوي
الذي يشري اىل عدم منو القدرات العقلية بصفة منتظمة مما يؤدي اىل عجز اكادميي يتمثل
يف العج ز يف الق راءة و الكتاب ة او احلس اب او اللغ ة او التهجئ ة و ال يت ال تع ود اىل ض عف
.القدرة العقلية او السمعية او البصرية
استنادا اىل هذه التعريفات اليت تعرضنا هلا ميكننا ان نعرف صعوبات التعلم عموما على اهنا
مجلة من االض طرابات اليت يعاين منه األطفال على عدة مستويات كالسمع و التهجئة و
الكتابة و القراءة و العمليات احلسابية و الذهنية و املهارات احلياتية و االجتماعية و يعود
ذلك لعدة عوامل و أسباب كاخللل يف اجلهاز العصيب او األداء الوظيفي للمخ و ال تكون
.االعاقات احلسية و احلركية هي السبب األول و الرئيسي هلذه الصعوبات
و لتكون عملية التشخيص ناجحة و سائرة على منهج و طريق واضح و صريح جيب ان تتم
:على جانبني اثنني مها
احلاالت املراد تشخيصها و نعين بذلك هنا الفئات املختلفة مثل فئة ذوي االحتياجات1-
اخلاصة على سبيل املثال
اخلصائي القائم بالتشخيص سواء كان الطبيب املتخصص او االخصائي االجتماعي او2-
السيكومرتي او اإلباء اواملعلمني او اخصائي التاهيل و التخاطب و النشاط احلركي و التدريب و
التعليم الرتبوي
كذلك جيب االملام و معرفة ما مدى مستوى ذكاء الطفل و ما مدى قابليته للتعلم و كذلك
جيب معرفة وقت و تاريخ بداية اإلصابة بشكل صحيح و دقيق و معرفة األسباب و العوامل
.بدقة
أيضا هنالك جمموعة من األسئلة اليت مينك توجيهها للمعلم حول املتعلمني لديه و اليت
قد متكن اإلجابة عنها بصورة شاملة و مفهومة و دقيقة يف املسامهة عن الكشف عن
:األطفال ذوي صعوبات التعلم و من هذه األسئلة او التساؤالت
هل هذا الطفل تصدر عنه استجابات غري مناسبة مثل املشاكسة مع اقرانه و زمالئه و الفرط يف احلركة-
و كثرة االلتفات و احلديث مع زمالئه ؟
هل هذا الطفل لديه قصور يف فهم األسئلة اليت يسمعها بصورة سليمة ؟ مثال ان تساله عن معىن كلمة-
معينة فيجيب بشكل خاطئ و غري صحيح او ان يطلب منك تكرار السؤال بعد مساعه
هل مستوى هذا الطفل خمتلف و متغري من مادة اىل أخرى ؟ مثال ان يكون حتصيله و مستواه مرتفعا يف-
مادة العربية و يكون منخفض و متدين يف مادة احلساب او يف مادة اللغة الفرنسية
هل هذا الطفل خيطئ عند استعماله او توظيفه ملختلف التعبريات اللغوية كاستعمال مجل و كلمات-
خاطئة او مفككة املعىن ؟
هل يعاين هذا الطفل من صعوبة او قصور على مستوى الكالم و التعبري الشفوي ؟ كان ال يستطيع-
اخراج او نطق الكلمات و احلروف بطريقة صحيحة و سليمة ؟
هل يعاين هذا الطفل من ارتباك و عدم قدرة على حتديد االجتاهات بطريقة صحيحة كان خيلط بني-
اليمني و اليسار او االمام و اخللف ؟
هل هذا الطفل يعاين من سرعة النسيان او صعوبة يف التذكر ؟ -
هل هذا الطفل يعاين من تشتت االنتباه و صعوبة واضحة يف الرتكيز او احلفاظ على تركيزه لفرتة طويلة-
؟
:تصنيف صعوبات التعلم و امناطها
:االدراك-
حيث يواجه األطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم النمائية صعوبة واضحة على مستوى
االدراك او على مستوى العمليات االدراكية مثل ادراك األوامر و التوجيهات اليت توجه
سلوكاهتم و تساهم يف حتسينه و تطويره و هو االمر الذي من شانه ان يعرقل و يوقف عملية
.التحسن و التطور تلك
:االنتباه-
يعاين األطفال من هذا النوع صعوبة واضحة يف تركيز االنتباه و وضعه على شيئ واحد معينا
فكما بينا و وضحنا سابقا بان انتباههم يكون مشتتا و منقسما حيث جيدون الرتكيز على
شيئ واحد معني امرا شبه مستحيل تقريبا بالنسبة هلم و مبا ان االنتباه يعد عامال مهما جدا
و الغىن عنه يف عملية التعلم و اكتساب املعارف فان وجود صعوبة حتول دون حتققه بشكل
سليم ستلحق الضرر بكل تأكيد على مستوى هذه العمليات و ستاثر عليها بشكل سليب و
تكون عائق حيول دو حتققها بالشكل السليم و املطلوب
و غالبا ما تكون عدم القدرة على االنتباه صاحبة بعدة عوامل أخرى كالعنف و العدوانية
...
:الذاكرة-
أي عدم القدرة على التذكر بشكل جيد و فعال او ميكن ان نسميها بشكل عام بضعف
الذاكرة مبختلف مستوياهتا احلسية او البصرية او مسعية و يسبب الضعف على مستوى هذه
العملية بشكل مؤكد صعوبة فاكتساب املعارف مبختلف أنواعها نظرا لعدم قدرهتم على تذكر
ما تعلموه بشكل سابق و ربطه مبا تعلموه مؤخرا او باجلديد الذي تعلموه و صعوبة اسرتجاع
املعلومات و صعوبة االحتفاظ هبا مما خيلق خلال واضحا على مستوى التحصيل الدراسي و
.العلمي لدى هؤوالء األطفال بشكل سليب طبعا
:التفكري-
هو جمموعة من العمليات العقلية كالقدرة على احلساب و التحليل و اختاذ القرارات
...و غري ذلك ن العمليات املعقدة
و يعاين األطفال ذوو صعوبات التعلم النمائية من مشاكل على مستوى عملية التفكري مثل
املشاكل يف العمليات العقلية كاحلكم و املقارنة و كذلك اجراء العمليات احلسابية و حل
...املشكالت و اختاذ القرارات و التفكري الناقد
فاالطفال ذوو صعوبات التعلم يعانون بصفة عامة من قصور واضح على مستوى التفكري و
العمليات العقلية و ليس من ختلف عقلي لكي ال يقع خلط و التباس بني هذه املصطلحات
.
:اللغة-
و تشمل هذه الصعوبة قصورا او عدم قدرة للطفل يف فهم اللغة الشفهية او التعبري هبا أي
عن طريق استخدامها و من اهم مظاهر هذا القصور هو عدم القدرة على النطق على سبيل
.املثال
:صعوبات القراءة-
:او ما يعرف مبصطلح ديسلكسيا و هي تنقسم اىل نوعني اثنني
صعوبات القراءة :حيث يظهر عند األطفال الذين يعانون من هذه الصعوبة قدرة اقل من املتوقع-
على مس توى حتص يل مه ارات الق راءة و الكتاب ة و من جتلياهتا ع دم الدق ة يف ق راءة الكلم ات و
احلروف و اهلجاء و صعوبة فهم املفردات و الكلمات و احلروف و عدم القدرة على التمييز بينهم و
عدم القدرة على القراءة بسرعة طبيعية أي بطئ يف عملية القراءة
صعوبات الفهم :أي عدم قدرة الطفل على الفهم و التفرقة بني معاين العبارات و احلروف و-
اجلمل
:صعوبة الكتابة-
او ما يعرف مبصطلح ديسجرافيا و هو يعين بكل بساطة عدم قدرة الطفل على الكتابة و أيضا لعدم
قدرته على التفكري اثناء الكتابة
خيلط الكثري من الناس بني مصطلحات صعوبات التعلم و التاخر الدراسي و عدم القدرة
على التعلم و التخل ف الدراس ي و هن اك اعتق اد س ائد ب ان ك ل ه ذه املص طلحات على
اختالفها حتمل نفس املعىن و هذا لألسف خطا شائع يقع فيه اغلبية الناس حني يتم وضعهم
.يف مواجهة سؤال او نقاش حول هذه املصطلحات
و لكن االمر يف الواقع عكس ذلك متاما ففي احلقيقة هناك فرق واضح يف املعىن بني هذه
املصطلحات و هذا ما سندرسه و نتعرف عليه يف احلني لذلك جيب ان نطرح هذا السؤال
ميكننا ان نقول ان مصطلح عدم القدرة على التعلم يعين تلك احلاالت اليت يعاين فيها
األطف ال ذوي ال ذكاء الع ادي نوع ا من البطئ يف عملية التعلم و يتم اكتش اف تل ك
...احلاالت و رصدها يف املدارس على سبيل املثال او يف العيادات النفسية
و تعترب حاالت األطفال الذين يعانون من عدم القدرة على التعلم حاالت غري سوية من
اجلانب النمائي و كذلك ال متلك القدرة على التعلم لذلك من الضروري االخذ بعني
.االعتبار وجهة نظر النمو عندما يتم رصد و حتديد هذه احلاالت
ميكننا ببساطة ان نقول ان تعريف مصطلح التاخر الدراسي هو انه عبارة عن اخنفاض
املستوىل التحص يلي للتلمي ذ و ع دم قدرت ه على جماراة و مس ايرة اقران ه و زمالئ ه على
املستوى الدراسي و املعريف و حيدث ذلك نتيجة جمموعة من العوامل ميكن ان نذكر
منه ا التخل ف العقلي او العج ز العقلي و ك ذلك العج ز اجلس ماين او االجتم اعي او
...االنفعايل
التاخر و عدم القدرة على تعلم او متلك او التمكن من مهارة معينة او جمموعة من-
املهارات او املعلومات او املعارف و يظهر ذلك بصورة جلية على مستوى العالمات و
نتائج اخر السنة او على مستويات أخرى مثل السلوك و درجة تفاعل التلميذ مع
مدرسيه و اقرانه يف الوسط املدرسي
البطئ او التاخر يف اكتساب املعلومة -
فق دان التلمي ذ للثق ة ب النفس و اعتم اده املتواص ل و الكلي على غ ريه يف أداء خمتل ف-
املهام
صعوبة و عدم سالسة يف عملية التعلم أي عدم القدرة على التعلم بنسق و صورة-
طبيعية مثل باقي اقرانه و زمالئه يف املدرسة
...
أسباب صعوبات التعلم:-
دائما ما كان مصطلح صعوبات التعلم حمور جدل و حبث كبريين بني العلماء
املختصني حول عدة أمور تتعلق به مثل اسبابه و العوامل املسببة هلذه الصعوبات او اليت
أدت و خللقها و ظهورها لدى األطفال ,و لكن رغم كثرة و تعدد األحباث من ذوي
االختصاص يف هذا الشأن فانه و اىل يومنا هذا يصعب علينا إجياد إجابة موحدة او
حمددة و واضحة هلذه اإلشكالية فهناك بعض العلماء الذين يعتقدون ان السبب الرئيسي
لصعوبات التعلم يكمن يكمن يف وجود خلل يف منطقة معينة من املخ و لكن هنالك
أيضا جمموعة أخرى من الباحثني و اليت قطعت مع هذا التصور و ذهبت اىل ان
املسبب الرئيسي لصعوبات التعلم هو باألساس نتاج خلل يف الرتكيب البنائي و
.الوظيفي للمخ و الذي حيدث اثناء فرتة احلمل
و لكن هنالك عدة عوامل و أشياء قد اتفق عليها العلماء لتفسري أسباب صعوبات
التعلم و هي متنوعة و متعددة فهي حتتوي على عوامل بيولوجية و أخرى جينية و
أخرى وراثية و عوامل أخرى بيئية و عوامل بيداغوجية و عوامل مرتبطة بالتغذية و
....عوامل سيكولوجية و عوامل سوسيوثقافية
و ميكننا من خالل هذه املعلومات ان نعمد اىل تقسيم أسباب صعوبات التعلم اىل
.عوامل فردية و عوامل بيئية
:العوامل الفردية1-
:و تكون هذه العوامل متعلقة و مرتبطة بالطفل نفسه باالساس و تنقسم اىل
:العجز الوظيفي الدماغي -
و من اهم و ابرز أسباب هذا العجز هو االضطرابات و املشاكل اليت حتدث ما قبل
الوالدة أي اثناء فرتة احلمل او حىت اثناء عملية الوالدة ,فبنية اجلنني اثناء فرتة احلمل
تكون سهلة التاثر بالعوامل اخلارجية و باحلالة الصحية لالم بصفة خاصة حيث يكون
دماغ اجلنني معرضا حلدوث مشاكل و اليت من املمكن ان تسبب تلفه او ان تؤدي اىل
حدوث بعض التشوهات اخللقية لديه ,و بعض تلك االضرار تضهر مبرور الوقت
.الزمن و ليس بشكل فوري و منها صعوبات التعلم
:عوامل جينية-
اثبتت عدة دراسات ان من ابرز عوامل و مسببات صعوبات التعلم هي العوامل اجلينية
أي تلك العوامل اليت تنتقل بشكل و صفة وراثية بني افراد االسرة أي بني االب او االم
اىل األبناء و غريهم فهذه الصعوبات ميكن توارثها و انتقاهلا بشكل جيين بني افراد
االسرة شاهنا شان لون العيون او الشعر او البشرة و غريها من اخلصائص الفيزيولوجية
...اخل
املختصر هنا ان صعوبات التعلم لدى األطفال من املمكن بنسبة ليست بالقليلة ان
تكون قد انتقلت لديهم بشكل وراثي من احد افراد عائلتهم فلو اخذنا مثال طفل
يعاين من صعوبة القراءة او احلساب او غريها من صعوبات التعلم الشائعة فمن املمكن
.ان تكون انتقلت اليه من احد االبوين الذي يعاين من نفس الصعوبة
:العوامل السيكولوجية-
و هلذه العوامل جمموعة من املسببات مثل الفوارق الفردية كالتذكر و االدراك و نسبة
الذكاء و كذلك توجد اخلصائص الوجدانية أي مدى تقبل الطفل و رغبته يف تعلم
.املواد املدرسة و جتاه املدرس نفسه
و تنطوي هذه العوامل أيضا على املميزات العضوية كالسمع و البصر و احلركة و
النطق الذي ميكن ان يتسبب خلل ما يف واحد منها او اكثر يف حدوث صعوبات
.التعلم لدى الطفل
:العوامل الكيميائية-
من املمكن ان تكون صعوبات التعلم نتيجة خللل او مشكلة ما يف التوازن الكيميائي
احليوي يف اجلسم حيث يف احلاالت الطبيعية حيوي جسم االنسان على عناصر كيميائية
بنسبة حمددة حيث حتافظ على سالمته و اتزانه و حدوث خلل على مستوى هذه
النسب كالزيادة او النقصان من املمكن ان حيدث خلال وظيفيا على مستوى املخ و
.الذي سيكون احد أسباب و عوامل إصابة الطفل بصعوبات التعلم
:عوامل غذائية-
حسب العلماء و اخلرباء من املمكن ان يكون نقص التغذية او سوء التغذية لدى
الطفل و عدم مد جسمه باحتياجاته الضرورية من الغذاء احد لفرتة طويلة سببا يف
حدوث اعاقات و صعوبات يف التعلم لديه و عدم قدرة على التمكن من بعض
.املهارات و املعلومات مثل غريه من األطفال
:العوامل البيئية2-
:البيئة البيولوجية او الرحم-
يعد الرحم من اهم العوامل املؤثرة يف التكوين اجلسماين و العقلي للطفل و
على شكله و صحته كيف ال و هو البيئة األوىل اليت عاش فيها الطفل األشهر
و املراحل األوىل من حياته ,لذلك من البديهي ان عادات االم اثناء فرتة
احلمل ستؤثر على اجلنني و نقصد هنا عاداهتا الغذائية و الصحية فان كانت
االم متبعة لنظام غذائي صحي و متوازن اثناء تلك الفرتة فذلك سينعكس
إجيابيا على اجلنني و العكس صحيح و كذلك العادات املضرة كالتدخني و
شرب الكحول و تعاطي املخدرات ستؤثر على اجلنني بشكل سليب بكل
.تأكيد و العكس صحيح لو ابتعدت االم عن تلك العادات اثناء فرتة احلمل
:البيئة السوسيوثقافية -
و نعين هبا ظروف االسرة االقتصادية و االجتماعية و الثقافية فهي البيئة األوىل
اليت يتكون و يعيش فيها الطفل و يرتعرع و يتم فيها تربيته و يكتسب منها
القيم و املهارات اليت يدخل هبا اجملتمع فهي مبثابة املدرسة األوىل للطفل فمدى
تفاعل االسرة مع عملية التعلم هو من اهم عوامل جناح الطفل يف الدراسة فلو
مل تكن العائلة واعية بأمهية التعليم لطفلها و أمهية و ضرورة التواصل مع االطار
الرتبوي و توفري املناخ النفسي و املعنوي املناسب له لذلك فذلك سيكون
.عامال من عوامل ظهور صعوبات التعلم و العكس صحيح
و حسب الباحثني فان الوضعية الثقافية و االقتصادية لتلك العائالت هلا دخل
و ودور كبري يف نوعية و مستوى ذلك التفاعل فحسب األحباث فان
العائالت ميسورة احلال و ذات وضعيات ثقافية و اقتصادية متيسرة تتفاعل
إجيابيا بشكل كبري مع عملية التعلم مقارنة بالعائالت الغري ميسورة احلال و اليت
يكن تفاعلها مع تلك العملية سلبيا يف اغلب احلاالت مما يساهم يف تشكل
.صعوبات التعلم لدى أبنائها
:البيئة املدرسية-
تعترب املدرسة جمتمعا مصغرا و عائلة و منزال ثانيا بالنسبة للطفل الذي يتلقى
فيها خطواته األوىل يف اجملتمع و املهارات الالزمة للعيش فيه و التفاعل مع
خمتلف مكوناته و لذلك من الضرورة ان حتتوي املدرسة على كل األسباب و
العوامل االزمة لتحقيق تلك األهداف بشكل ناجع و سليم و وجود خلل يف
هذه العوامل او يف بعضها من املمكن ان يسبب و خيلق لدى الطفل صعوبات
يف التعلم
:و من هذه العوامل ميكننا ان نذكر
الفضاء املدرسي :أي املكان الذي تتم فيه عملية التعلم و التنشئة للطفل و*
نظرا ألمهية هذه املهمة من الضروري ان حيتوي هذا الفضاء على الشروط و
العوامل الالزمة اليت متكن الطفل من االندماج السليم داخلها و ختطي خمتلف
.الصعوبات اليت تواجهه
و من هذه العوامل نذكر املشاريع البيداغوجية و األنشطة احملفزة كالرسم و
...املوسيقى و املسرح و األلعاب و النوادي و الرحالت و الزيارات امليدانية
الربامج التعليمية :من الضروري ان تكون الربامج التعليمية و املدرسية اليت*
تدرس للطفل مالئمة ملرحلته العمرية و مستواه الذهين و املعريف و كذلك
جيب ان تكون قريبة الهتمامات الطفل و عامله و ذلك للمسامهة يف حتفيزه و
خلق احلب و الرغبة يف التعلم لديه و ان يتم تدريسها بطرق متنوعة و ممتعة
.بالنسبة له ال بالطرق التقليدية الرتيبة كالتلقني
عدم توفر الربامج التعليمية على هذه العوامل و الشروط سيكون على االغلب
سببا رئيسيا يف نشئة صعوبات التعلم لدى األطفال يف املدرسة و نفورهم منها
.
األساليب املعتمدة يف التدريس :ونقصد هنا تلك األساليب النابعة و*
اخلارجة من شخصية املعلم نفسه ال من األساليب البيداغوجية فمدى قدرة
املعلم على حتفيز املتعلمني و اشعارهم باألمان و التواصل معه له دور رئيسي
.يف عملية التعلم لدى الطفل
فلو مل ميلك املعلم القدرة على التواصل مع املتعلمني و حتفيزهم و خلق الرغبة
و الدافعية يف التعلم لديهم و بدال من ذلك كانت قدرته على التواصل و
التحفيز معدومة و جل اعتماده يكون على التلقني و العنف اللفظي و املادي
و التخويف للمتعلمني فان ذلك سيكون حتما احد عوامل ظهور صعوبات
.التعلم لديهم كلهم او لدى اغلبهم على اقل تقدير
الطرق البيداغوجية و الوسائل الديداكتيكية :من ابرز أسباب ظهور*
صعوبات التعلم لدى الطفل املرتبطة بالبيئة و الوسط املدرسي هي االعتماد
على البيداغوجيات التقليدية التلقينية و عدم التنويع يف الطرق و الوسائل
البيداغوجية يف التدريس و عدم اخذ الفروقات الفردية بني املتعلمني بعني
.االعتبار إضافة اىل سوء االعداد و التحضري للدرس
عالقة الطفل مبعلمه و أصدقائه :من الضروري االخذ بعني االعتبار اجلانب*
العاطفي لدى الطفل يف عالقته مبعلمه و أصدقائه حيث جيب ان تتميز تلك
العالقة باحلب و االحرتام و األمان و املراعاة بني كل األطراف من اجل
.ضمان حتقيق افضل النتائج املمكنة
اما لو كانت تلك العالقة سيئة و سلطوية فحسب و تتسم بالكره و اخلوف
و عدم اإلحساس باألمان فذلك بنسبة كبرية سيكون سببا يف خلق صعوبات
.التعلم و ظهورها لدى الطفل
.