You are on page 1of 19

‫‪ :‬صعوبات التعلم لدى األطفال‪-‬‬

‫ظهر االهتمام بصعوبات التعلم بصفة عامة منذ سنة ‪ 1800‬أي منذ القرن ال‪ 19‬و قد‬
‫انطل ق االهتم ام هبا أساس ا من اجملال الط يب حيث ب دء األطب اء بدراس ة و حتلي ل ه ذه‬
‫الصعوبات و حتديد أنواعها و وضع خطط و برامج تدريبية لالطفال من اجل جتاوزها‬
‫و من ذ مطل ع الق رن ال‪ 20‬منا اهتم ام علم اء النفس بدراس ة اجلوانب املص احبة لتل ك‬
‫الصعوبات‬
‫و ميكن الق ول ب ان مص طلح ص عوبات التعلم ك ان مرتبط ا باجملال الط يب من ذ س نة ‪1800‬‬
‫وص وال اىل ح دود س نة ‪ 1960‬حيث س اهم علم اء النفس يف منح ف رص تعليم متكافئ ة‬
‫لألطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم و جعل االهتمام هبذه الظاهرة واسعا و منتشرا‬
‫بشدة و حيظى باهتمام كبري من قبل املنظمات و الباحثني و علماء االجتماع و احلكومات‬
‫على غرار احلكومة االمرييكية‬
‫و فصل مصطلح ص عوبات التعلم عن اجملال الطيب متاما و جعله من درجا ضمن ما يعرف‬
‫بالرتبية املختصة و هو مصطلح و جمال اسسه علماء النفس‬
‫و بذلك ضم كل األطفال الذين يعانون من الصعوبات سواء مسعية او حركية او عقلية او‬
‫‪ ....‬بصرية او نفسية‬
‫و مع تقدم األحباث يف هذا اجملال دخلت صعوبات التعلم يف يسمى باملرحلة املعاصرة مع‬
‫دخ ول الق رن ال‪ 21‬حيث مت الرتك يز على االهتم ام ب ذوي ص عوبات التعلم بداي ة من‬
‫املرحل ة االبتدائي ة و وص وال اىل املرحل ة الثانوي ة عن طري ق خل ق و اس تنباط العدي د من‬
‫األساليب احلديثة يف جمال الرتبية و التعليم‬

‫ميكننا اذا ان نستخلص هنا ان بداية االهتمام بصعوبات التعلم انطلقت أساسا يف اجملال‪-‬‬
‫الط يب و من مث ب دء دور ال رتبويني يف تنمي ة و تط وير حق ل ص عوبات التعلم خالل الق رن‬
‫العشرين‬
‫ما هي صعوبات التعلم؟‬

‫توجد العديد من التعريفات ملصطلح صعوبات التعلم و وصفه‬


‫و ميكن ان نعرف هذا املص طلح عن طريق تعريف احلكومة االحتادية االمرييكية لألطفال‬
‫ذوي ص عوبات التعلم على ان ه قص ور او عج ز او ت أخر يف واح دة او اك ثر من العملي ات‬
‫النفس ية األساس ية ال يت تتطلب فهم او اس تخدام اللغ ة املكتوب ة و املنطوق ة و يظه ر ه ذا‬
‫القصور على عدة مستويات كالسمع و التفكري و الكالم و القراء و الكتابة او التهجئة او‬
‫القيام بالعمليات احلسابية و ميكن ان يكون هذا القصور او العجز يف واحدة فقط او اكثر‬
‫من هذه املستويات ‪ .‬و يرجع هذا القصور اىل اىل إعاقة يف االدراك او إصابة يف املخ او اىل‬
‫اخلل ل ال دماغي ال وظيفي البس يط او اىل عس ر الق راءة و لكن ه ال ميكن ان يعت رب نامجا عن‬
‫‪ .‬إعاقة بصرية او مسعية او حركية او ختلف عقلي او حرمان بيئي او ثقايف او اقتصادي‬

‫و هناك طبعا تعريفات أخرى لصعوبات التعلم لدى األطفال و اليت تصف هذا املصطلح‬
‫على انه مصطلح عام يصف الصعوبات اليت تواجه األطفال اثناء عملية التعلم حيث يعانون‬
‫من صعوبات و عوائق يف بعض العمليات املتصلة بالتعلم كالفهم و التفكري او االدراك او‬
‫االنتب اه او الق راءة و الكتاب ة او النط ق او العملي ات احلس ابية ‪ ....‬و تتض من ح االت‬
‫صعوبات التعلم هذه ذوي االعاقات العقلية و املضطربني انفاعليا و ذوي عيوب السمع و‬
‫البص ر و ذوي االحتياج ات اخلاص ة و االعاق ات م ع الوض ع بعني االعتب ار اال تك ون ه ذه‬
‫‪ .‬االعاقات هي املسبب الرئيسي يف الصعوبة لديه‬

‫*و ميكننا ان ناخذ تعريف مجعية األطفال و الكبار ذوي صعوبات التعلم *‪1985‬‬
‫و الذي يعترب صعوبات التعلم حالة مستمرة‪ ،‬ويفرتض أن تكون ناجتة عن عوامل عصبية‬
‫تت دخل يف منو الق درات اللفظي ة وغ ري اللفظي ة‪ ،‬وتوج د ص عوبات التعلم كحال ة إعاق ة‬
‫واض حة م ع وج ود ق درة عقلي ة عادي ة إىل ف وق الع ادي‪ ،‬وأنظم ة حس ية حركي ة متكامل ة‬
‫وفرص تعليم كافية‪ .‬وتتنوع هذه احلالة يف درجة ظهورها ويف درجة شدهتا‪ .‬وتؤثر هذه‬
‫احلالة خالل حياة الفرد على تقدير الذات‪ ،‬الرتبية‪ ،‬املهنة‪ ،‬التكيف االجتماعي‪ ،‬ويف أنشطة‬
‫‪ .‬احلياة اليومية‬

‫و عرف صامويل كريك كذلك صعوبات التعلم سنة ‪ 1962‬على اهنا تأخر او اضطراب‬
‫و تعط ل يف منو واح دة او اك ثر من عملي ات التح دث و التخ اطب او اللغ ة او الق راءة او‬
‫الكتاب ة او احلس اب او أي م ادة دراس ية أخ رى و ه و ينتج عن إعاق ة نفس ية تنش ا بس بب‬
‫واح د على األق ل من ه اذين الع املني و مها اختالل األداء ال وظيفي للمخ و االض طرابات‬
‫الس لوكية او االنفعالي ة و ال تنتج ص عوبات التعلم يف الواقع عن التخلف العقلي او االعاقة‬
‫‪ .‬احلسية او العوامل الثقافية او التعليمية او التدريسية‬
‫و ميكننا أيضا ان ناخذ تعريف لرينر لصعوبات التعلم و الذي عرفها من بعدين اساسسني‬
‫أوهلما البعد الطيب حيث يركز على األسباب الفيزيولوجية و العضوية لصعوبات التعلم و‬
‫اليت تتمثل يف خلل يف اجلهاز العصيب او تلف دماغي بسيط ‪ .‬و ثانيهما هو البعد الرتبوي‬
‫الذي يشري اىل عدم منو القدرات العقلية بصفة منتظمة مما يؤدي اىل عجز اكادميي يتمثل‬
‫يف العج ز يف الق راءة و الكتاب ة او احلس اب او اللغ ة او التهجئ ة و ال يت ال تع ود اىل ض عف‬
‫‪ .‬القدرة العقلية او السمعية او البصرية‬

‫استنادا اىل هذه التعريفات اليت تعرضنا هلا ميكننا ان نعرف صعوبات التعلم عموما على اهنا‬
‫مجلة من االض طرابات اليت يعاين منه األطفال على عدة مستويات كالسمع و التهجئة و‬
‫الكتابة و القراءة و العمليات احلسابية و الذهنية و املهارات احلياتية و االجتماعية و يعود‬
‫ذلك لعدة عوامل و أسباب كاخللل يف اجلهاز العصيب او األداء الوظيفي للمخ و ال تكون‬
‫‪ .‬االعاقات احلسية و احلركية هي السبب األول و الرئيسي هلذه الصعوبات‬

‫‪ :‬عالمات صعوبات التعلم‬


‫نقص د بعالم ات ص عوبات التعلم هن ا تش خيص ص عوبات التعلم و الكش ف عنه ا و يه دف ه ذا‬
‫التش خيص و البحث للكش ف و التع رف عن ن واحي و أس باب ه ذا العج ز و القص ور و أس باب و‬
‫مس ببات ه ذه الص عوبات و ذل ك هبدف التمكن من اخ ذ اخلط وات الالزم ة و الض رورية من اج ل‬
‫عالجه ا و جتاوزه ا و العم ل على تفاديه ا يف املس تقبل و رس م خط ط عالجي ة تتناس ب و تتالئم م ع‬
‫‪ .‬احتياجات الطفل‬

‫الكش ف عن ص عوبات التعلم ل دى األطف ال ليس ب االمر اهلني او البس يط و ه ذا يع ود لع دة عوام ل‬


‫كتداخلها و تشاهبها مع أنواع أخرى من االع راض لكن يعتمد الباحثون و اخلرباء على طرق أخرى‬
‫لكشفها و التعرف عليها نستطيع ان نذكر منها طريقة قياس ما يتمكن الطفل من حتقيقه مقارنة مع‬
‫املتوقع منه و ذلك باعتبار عدة عوامل كسنه و نسبة ذكائه ‪ .‬كذلك ميكن ان نقول ان هناك بضعة‬
‫مؤش رات ميكنها ان تساعدنا يف التحديد و الكشف عن صعوبات التعلم لدى الطفل حسب عمره و‬
‫‪ :‬نستطيع ان نذكر منها النقاط التالية‬

‫‪ :‬قبل أربعة سنوات‪-‬‬


‫صعوبة يف نطق الكلمات ‪-‬‬
‫صعوبة يف التعلم و التمييز بني احلروف و األلوان و األرقام و أيام األسبوع ‪-‬‬
‫صعوبة و مشاكل يف التفريق و التمييز بني االجتاهات ‪-‬‬
‫صعوبة يف اإلمساك بالقلم و الطباشري بشكل صحيح ‪-‬‬
‫عدم القدرة على ارتداء الثياب او اإلمساك بادوات االكل او التعامل مع االزرار و ربط ‪-‬‬
‫احلذاء بشكل صحيح‬
‫‪ :‬من األربعة اىل تسعة سنوات ‪-‬‬
‫صعوبة يف نطق احلروف و الكلمات بشكل صحيح ‪-‬‬
‫عدم القدرة على التفريق بني الكلمات عند قرائتها ‪-‬‬
‫صعوبة يف التمكن من املهارات اجلديدة ‪-‬‬
‫صعوبة يف تلقن و التمكن من العمليات احلسابية كاجلمع و الطرح ‪-‬‬
‫عدم قدرة على قراءة الوقت بشكل سليم و التفريق بني أجزاء اليوم ‪-‬‬

‫‪:‬من سن التاسعة اىل سن اخلامسة عشر ‪-‬‬


‫عسر على مستوى القراءة و على مستوى اجراء العمليات احلسابية ‪-‬‬
‫صعوبة يف التواصل و احلديث مع غريه و التعبري ‪-‬‬
‫صعوبة على مستوى الكتابة ‪-‬‬
‫خط اليد يكون رديء و دون املستوى و غري مفهوم ‪-‬‬

‫و لتكون عملية التشخيص ناجحة و سائرة على منهج و طريق واضح و صريح جيب ان تتم‬
‫‪ :‬على جانبني اثنني مها‬
‫احلاالت املراد تشخيصها و نعين بذلك هنا الفئات املختلفة مثل فئة ذوي االحتياجات‪1-‬‬
‫اخلاصة على سبيل املثال‬
‫اخلصائي القائم بالتشخيص سواء كان الطبيب املتخصص او االخصائي االجتماعي او‪2-‬‬
‫السيكومرتي او اإلباء اواملعلمني او اخصائي التاهيل و التخاطب و النشاط احلركي و التدريب و‬
‫التعليم الرتبوي‬
‫كذلك جيب االملام و معرفة ما مدى مستوى ذكاء الطفل و ما مدى قابليته للتعلم و كذلك‬
‫جيب معرفة وقت و تاريخ بداية اإلصابة بشكل صحيح و دقيق و معرفة األسباب و العوامل‬
‫‪ .‬بدقة‬
‫أيضا هنالك جمموعة من األسئلة اليت مينك توجيهها للمعلم حول املتعلمني لديه و اليت‬
‫قد متكن اإلجابة عنها بصورة شاملة و مفهومة و دقيقة يف املسامهة عن الكشف عن‬
‫‪ :‬األطفال ذوي صعوبات التعلم و من هذه األسئلة او التساؤالت‬
‫هل هذا الطفل تصدر عنه استجابات غري مناسبة مثل املشاكسة مع اقرانه و زمالئه و الفرط يف احلركة‪-‬‬
‫و كثرة االلتفات و احلديث مع زمالئه ؟‬
‫هل هذا الطفل لديه قصور يف فهم األسئلة اليت يسمعها بصورة سليمة ؟ مثال ان تساله عن معىن كلمة‪-‬‬
‫معينة فيجيب بشكل خاطئ و غري صحيح او ان يطلب منك تكرار السؤال بعد مساعه‬
‫هل مستوى هذا الطفل خمتلف و متغري من مادة اىل أخرى ؟ مثال ان يكون حتصيله و مستواه مرتفعا يف‪-‬‬
‫مادة العربية و يكون منخفض و متدين يف مادة احلساب او يف مادة اللغة الفرنسية‬
‫هل هذا الطفل خيطئ عند استعماله او توظيفه ملختلف التعبريات اللغوية كاستعمال مجل و كلمات‪-‬‬
‫خاطئة او مفككة املعىن ؟‬
‫هل يعاين هذا الطفل من صعوبة او قصور على مستوى الكالم و التعبري الشفوي ؟ كان ال يستطيع‪-‬‬
‫اخراج او نطق الكلمات و احلروف بطريقة صحيحة و سليمة ؟‬
‫هل يعاين هذا الطفل من ارتباك و عدم قدرة على حتديد االجتاهات بطريقة صحيحة كان خيلط بني‪-‬‬
‫اليمني و اليسار او االمام و اخللف ؟‬
‫هل هذا الطفل يعاين من سرعة النسيان او صعوبة يف التذكر ؟ ‪-‬‬
‫هل هذا الطفل يعاين من تشتت االنتباه و صعوبة واضحة يف الرتكيز او احلفاظ على تركيزه لفرتة طويلة‪-‬‬

‫؟‬
‫‪ :‬تصنيف صعوبات التعلم و امناطها‬

‫‪ :‬يتم تصنيف صعوبات التعلم حسب املتخصصني اىل جمموعتني مها‬

‫‪ :‬صعوبة التعلم النمائية‪1-‬‬


‫و تكون هذه الصعوبات مرتبطة بشكل عام بالوظائف الدماغية و العمليات العقلية‬
‫و من أسباب حصوهلا االضطرابات الوظيفية يف اجلهاز العصيب املركزي و هلذه‬
‫االضطرابات تاثري سليب جدا على العمليات ما قبل االكادميية و اليت تقوم عليها‬
‫‪ .....‬األنشطة العقلية املعرفية للطفل كالتفكري و اللغة و االنتباه و االدراك و الذاكرة‬
‫و تظهر على األطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم النمائية مجلة من االعراض‬
‫و الصفات مثل عدم القدرة على القيام بالسلوك او التصرف الصحيح يف وضعية ما‬
‫نذكر على سبيل املثال عدم القدرة على تناول الطعام بشكل صحيح بدون مساعدة‬
‫‪.‬‬
‫كذلك تظهر على هؤالء األطفال صعوبة يف احلفاظ على االنتباه او تشتت على‬
‫مستوى االنتباه أي يكون الطفل عاجزا عن الرتكيز و وضع انتباهه يف شيئ معني‬
‫حيث يكون تفكريه مشتتا اغلب الوقت و منقسما حول عدة أشياء تكون يف‬
‫‪ .‬الغالب غري مفهومة و غري مرتابطة‬
‫كذلك يعاين األطفال ذوي هذه احلالة من ضعف على مستوى الذاكرة حيث تكون‬
‫هلم صعوبة واضحة يف التذكر فمثال ال يقدر الطفل على تذكر األشياء اليت تعلمها‬
‫بشكل سابق و هذا ما يعوقه لألسف و مينعه من اتقاهنا و التمكن منها بشكل تام‬
‫‪.‬‬
‫كما يعاين هؤوالء األطفال من ضعف واضح و صريح على املستوى اللغوي أي‬
‫استخدام و اخراج املفردات و الكلمات و احلروف بشكل خاطئ و عدم القدرة‬
‫‪ .‬على استعماهلا بشكل صحيح و سليم و مرتابط و مبعىن واضح و مفهوم‬
‫‪ :‬و تنقسم صعوبات التعلم النمائية اىل عدة صعوبات و اليت هي‬

‫‪ :‬االدراك‪-‬‬
‫حيث يواجه األطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم النمائية صعوبة واضحة على مستوى‬
‫االدراك او على مستوى العمليات االدراكية مثل ادراك األوامر و التوجيهات اليت توجه‬
‫سلوكاهتم و تساهم يف حتسينه و تطويره و هو االمر الذي من شانه ان يعرقل و يوقف عملية‬
‫‪ .‬التحسن و التطور تلك‬

‫‪ :‬االنتباه‪-‬‬
‫يعاين األطفال من هذا النوع صعوبة واضحة يف تركيز االنتباه و وضعه على شيئ واحد معينا‬
‫فكما بينا و وضحنا سابقا بان انتباههم يكون مشتتا و منقسما حيث جيدون الرتكيز على‬
‫شيئ واحد معني امرا شبه مستحيل تقريبا بالنسبة هلم و مبا ان االنتباه يعد عامال مهما جدا‬
‫و الغىن عنه يف عملية التعلم و اكتساب املعارف فان وجود صعوبة حتول دون حتققه بشكل‬
‫سليم ستلحق الضرر بكل تأكيد على مستوى هذه العمليات و ستاثر عليها بشكل سليب و‬
‫تكون عائق حيول دو حتققها بالشكل السليم و املطلوب‬
‫و غالبا ما تكون عدم القدرة على االنتباه صاحبة بعدة عوامل أخرى كالعنف و العدوانية‬
‫‪...‬‬

‫‪ :‬الذاكرة‪-‬‬
‫أي عدم القدرة على التذكر بشكل جيد و فعال او ميكن ان نسميها بشكل عام بضعف‬
‫الذاكرة مبختلف مستوياهتا احلسية او البصرية او مسعية و يسبب الضعف على مستوى هذه‬
‫العملية بشكل مؤكد صعوبة فاكتساب املعارف مبختلف أنواعها نظرا لعدم قدرهتم على تذكر‬
‫ما تعلموه بشكل سابق و ربطه مبا تعلموه مؤخرا او باجلديد الذي تعلموه و صعوبة اسرتجاع‬
‫املعلومات و صعوبة االحتفاظ هبا مما خيلق خلال واضحا على مستوى التحصيل الدراسي و‬
‫‪ .‬العلمي لدى هؤوالء األطفال بشكل سليب طبعا‬
‫‪ :‬التفكري‪-‬‬
‫هو جمموعة من العمليات العقلية كالقدرة على احلساب و التحليل و اختاذ القرارات‬
‫‪ ...‬و غري ذلك ن العمليات املعقدة‬

‫و يعاين األطفال ذوو صعوبات التعلم النمائية من مشاكل على مستوى عملية التفكري مثل‬
‫املشاكل يف العمليات العقلية كاحلكم و املقارنة و كذلك اجراء العمليات احلسابية و حل‬
‫‪ ...‬املشكالت و اختاذ القرارات و التفكري الناقد‬
‫فاالطفال ذوو صعوبات التعلم يعانون بصفة عامة من قصور واضح على مستوى التفكري و‬
‫العمليات العقلية و ليس من ختلف عقلي لكي ال يقع خلط و التباس بني هذه املصطلحات‬
‫‪.‬‬

‫‪ :‬اللغة‪-‬‬
‫و تشمل هذه الصعوبة قصورا او عدم قدرة للطفل يف فهم اللغة الشفهية او التعبري هبا أي‬
‫عن طريق استخدامها و من اهم مظاهر هذا القصور هو عدم القدرة على النطق على سبيل‬
‫‪ .‬املثال‬

‫‪ :‬صعوبات التعلم االكادميية‪2-‬‬


‫و هي تعين بصفة عامة الصعوبة يف األداء املدرسي و االكادميي كالقراءة و الكتابة و‬
‫العمليات احلسابية و التهجئة و هي مرتبطة بشكل كبري بصعوبات التعلم النمائية و ميكننا‬
‫‪ :‬ان نعدد صعوبات التعلم االكادميية بشكل خمتصر هنا‬

‫‪ :‬صعوبات القراءة‪-‬‬
‫‪ :‬او ما يعرف مبصطلح ديسلكسيا و هي تنقسم اىل نوعني اثنني‬
‫صعوبات القراءة ‪ :‬حيث يظهر عند األطفال الذين يعانون من هذه الصعوبة قدرة اقل من املتوقع‪-‬‬
‫على مس توى حتص يل مه ارات الق راءة و الكتاب ة و من جتلياهتا ع دم الدق ة يف ق راءة الكلم ات و‬
‫احلروف و اهلجاء و صعوبة فهم املفردات و الكلمات و احلروف و عدم القدرة على التمييز بينهم و‬
‫عدم القدرة على القراءة بسرعة طبيعية أي بطئ يف عملية القراءة‬

‫صعوبات الفهم ‪ :‬أي عدم قدرة الطفل على الفهم و التفرقة بني معاين العبارات و احلروف و‪-‬‬
‫اجلمل‬

‫‪ :‬صعوبة الكتابة‪-‬‬
‫او ما يعرف مبصطلح ديسجرافيا و هو يعين بكل بساطة عدم قدرة الطفل على الكتابة و أيضا لعدم‬
‫قدرته على التفكري اثناء الكتابة‬

‫‪ :‬اضطرابات االنتباه و الرتكيز‪-‬‬


‫و يقصد هبذا املصطلح عدم قدرة الطفل على احلفاظ على انتباهه بشكل مستمر فدائما جتده دائما‬
‫متشتت و مغيب الذهن و سهل التاثر بالعوامل اخلارجية كاالصوات و احلركات اليت تايت من‬
‫اخلارج ‪ .‬و ميكن ان تكون هذه االضطرابات مصحوبة مبا يسمى الفرط يف احلركة او الفرط يف‬
‫النشاط‬

‫‪ :‬صعوبة تعلم احلساب او القيام بالعمليات احلسابية‪-‬‬


‫او ما يعرف مبصطلح ديسكالكيوال و الذي يعين عدم قدرة الطفل على اكتساب مهارات‬
‫تعلم احلساب بشكل سليم او بالشكل املطلوب و هلذه الصعوبة اعراض خمتلفة نذكر منها‬
‫الصعوبة يف العد و صعوبة اجراء العمليات احلسابية كاجلمع و الطرح على سبيل املثال بشكل‬
‫سليم و الصعوبة يف التنظيم و التفريق بني األرقام املختلفة و دالالهتا‬
‫‪ :‬صعوبة احلركة‪-‬‬
‫او م ا يع رف مبص طلح ديسرباكس يا و ال ذي يع ين وج ود ما يس مى باض طراب التكام ل‬
‫احلسي لدى الطفل و لدى هذا االضطراب عدة اعراض و عالمات منها عدم قدرة الطفل‬
‫على االتزان و كذلك عدم القدرة على التنسيق و التحكم يف حركات اليد بشكل سليم و‬
‫مناسب اثناء الكتابة و ميكن ان تتمدد و تتفاقم املشكلة لدى الطفل و تصل لعدم قدرته‬
‫على التحكم بشكل سليم يف بعض احلركات املعقدة كاجلري و القفز‬

‫الف رق بني ص عوبات التعلم و مص طلحات الت اخر‪-‬‬


‫الدراس ي و ع دم الق درة على التعلم و التخل ف‬
‫‪  ‬الدراسي‬

‫خيلط الكثري من الناس بني مصطلحات صعوبات التعلم و التاخر الدراسي و عدم القدرة‬
‫على التعلم و التخل ف الدراس ي و هن اك اعتق اد س ائد ب ان ك ل ه ذه املص طلحات على‬
‫اختالفها حتمل نفس املعىن و هذا لألسف خطا شائع يقع فيه اغلبية الناس حني يتم وضعهم‬
‫‪ .‬يف مواجهة سؤال او نقاش حول هذه املصطلحات‬

‫و لكن االمر يف الواقع عكس ذلك متاما ففي احلقيقة هناك فرق واضح يف املعىن بني هذه‬
‫املصطلحات و هذا ما سندرسه و نتعرف عليه يف احلني لذلك جيب ان نطرح هذا السؤال‬

‫ما هو الفرق بني هذه املصطلحات األربعة‪ ‬؟‬


‫لإلجابة عن هذا السؤال إجابة واضحة جيب علينا ان نقدم تعريفا مفصال و واضحا لكل‬
‫هذه املصطلحات ال ‪ 4‬و قد قمنا يف وقت سابق بالتعريف بصعوبات التعلم عموما و‬
‫‪ .‬تعرفنا على ماهيتها لذلك سنمر مباشرة ملصطلح التاخر الدراسي‬
‫‪ :‬تعريف التاخر الدراسي‪-‬‬
‫ميكننا ان نعرف مصطلح التاخر الدراسي على انه ببساطة تأخر او اخنفاض يف نسبة او‬
‫معدل الذكاء و التحصيل عن النسبة الطبيعية و اليت هي النسبة املتوسطة و هذه املشكلة‬
‫تشهد شيوعا ال باس به عند األطفال يف خمتلف احناء العامل و يعود هذا لعدة أسباب و‬
‫عدة عوامل ميكن ان نعدد و نذكر منها التاخر و احلرمان االجتماعي و الثقايف على‬
‫سبيل املثال ‪ ,‬أيضا هناك عوامل أخرى ال تقل أمهية منها بل كذلك تعترب رئيسية يف‬
‫التاخر الدراسي و هي االضطراب االنفعايل و ميكننا ان نقول بعد التعرف على كل‬
‫‪ .‬هذه العوامل ان التاخر الدراسي هو حالة وظيفية‬

‫‪ :‬تعريف عدم القدرة على التعلم‪-‬‬

‫ميكننا ان نقول ان مصطلح عدم القدرة على التعلم يعين تلك احلاالت اليت يعاين فيها‬
‫األطف ال ذوي ال ذكاء الع ادي نوع ا من البطئ يف عملية التعلم و يتم اكتش اف تل ك‬
‫‪ ...‬احلاالت و رصدها يف املدارس على سبيل املثال او يف العيادات النفسية‬
‫و تعترب حاالت األطفال الذين يعانون من عدم القدرة على التعلم حاالت غري سوية من‬
‫اجلانب النمائي و كذلك ال متلك القدرة على التعلم لذلك من الضروري االخذ بعني‬
‫‪ .‬االعتبار وجهة نظر النمو عندما يتم رصد و حتديد هذه احلاالت‬

‫‪ :‬تعريف التاخر الدراسي‪-‬‬

‫ميكننا ببساطة ان نقول ان تعريف مصطلح التاخر الدراسي هو انه عبارة عن اخنفاض‬
‫املستوىل التحص يلي للتلمي ذ و ع دم قدرت ه على جماراة و مس ايرة اقران ه و زمالئ ه على‬
‫املستوى الدراسي و املعريف و حيدث ذلك نتيجة جمموعة من العوامل ميكن ان نذكر‬
‫منه ا التخل ف العقلي او العج ز العقلي و ك ذلك العج ز اجلس ماين او االجتم اعي او‬
‫‪ ...‬االنفعايل‬

‫‪ :‬اعراض صعوبات التعلم‪-‬‬

‫التاخر و عدم القدرة على تعلم او متلك او التمكن من مهارة معينة او جمموعة من‪-‬‬
‫املهارات او املعلومات او املعارف و يظهر ذلك بصورة جلية على مستوى العالمات و‬
‫نتائج اخر السنة او على مستويات أخرى مثل السلوك و درجة تفاعل التلميذ مع‬
‫مدرسيه و اقرانه يف الوسط املدرسي‬
‫البطئ او التاخر يف اكتساب املعلومة ‪-‬‬
‫فق دان التلمي ذ للثق ة ب النفس و اعتم اده املتواص ل و الكلي على غ ريه يف أداء خمتل ف‪-‬‬
‫املهام‬
‫صعوبة و عدم سالسة يف عملية التعلم أي عدم القدرة على التعلم بنسق و صورة‪-‬‬
‫طبيعية مثل باقي اقرانه و زمالئه يف املدرسة‬

‫هناك اع راض أخ رى مص احبة لك ل تل ك العالم ات مث ل الس لوك الع دواين و ك ثرة‬


‫التغيب عن املدرس ة و االنط واء و ض عف ال ذاكرة و التش تت ال دائم لالنتب اه و ع دم‬
‫القدرة على الرتكيز‬

‫‪...‬‬
‫أسباب صعوبات التعلم‪:-‬‬
‫دائما ما كان مصطلح صعوبات التعلم حمور جدل و حبث كبريين بني العلماء‬
‫املختصني حول عدة أمور تتعلق به مثل اسبابه و العوامل املسببة هلذه الصعوبات او اليت‬
‫أدت و خللقها و ظهورها لدى األطفال ‪ ,‬و لكن رغم كثرة و تعدد األحباث من ذوي‬
‫االختصاص يف هذا الشأن فانه و اىل يومنا هذا يصعب علينا إجياد إجابة موحدة او‬
‫حمددة و واضحة هلذه اإلشكالية فهناك بعض العلماء الذين يعتقدون ان السبب الرئيسي‬
‫لصعوبات التعلم يكمن يكمن يف وجود خلل يف منطقة معينة من املخ و لكن هنالك‬
‫أيضا جمموعة أخرى من الباحثني و اليت قطعت مع هذا التصور و ذهبت اىل ان‬
‫املسبب الرئيسي لصعوبات التعلم هو باألساس نتاج خلل يف الرتكيب البنائي و‬
‫‪ .‬الوظيفي للمخ و الذي حيدث اثناء فرتة احلمل‬
‫و لكن هنالك عدة عوامل و أشياء قد اتفق عليها العلماء لتفسري أسباب صعوبات‬
‫التعلم و هي متنوعة و متعددة فهي حتتوي على عوامل بيولوجية و أخرى جينية و‬
‫أخرى وراثية و عوامل أخرى بيئية و عوامل بيداغوجية و عوامل مرتبطة بالتغذية و‬
‫‪ ....‬عوامل سيكولوجية و عوامل سوسيوثقافية‬
‫و ميكننا من خالل هذه املعلومات ان نعمد اىل تقسيم أسباب صعوبات التعلم اىل‬
‫‪ .‬عوامل فردية و عوامل بيئية‬

‫‪ :‬العوامل الفردية‪1-‬‬
‫‪ :‬و تكون هذه العوامل متعلقة و مرتبطة بالطفل نفسه باالساس و تنقسم اىل‬
‫‪ :‬العجز الوظيفي الدماغي ‪-‬‬
‫و من اهم و ابرز أسباب هذا العجز هو االضطرابات و املشاكل اليت حتدث ما قبل‬
‫الوالدة أي اثناء فرتة احلمل او حىت اثناء عملية الوالدة ‪ ,‬فبنية اجلنني اثناء فرتة احلمل‬
‫تكون سهلة التاثر بالعوامل اخلارجية و باحلالة الصحية لالم بصفة خاصة حيث يكون‬
‫دماغ اجلنني معرضا حلدوث مشاكل و اليت من املمكن ان تسبب تلفه او ان تؤدي اىل‬
‫حدوث بعض التشوهات اخللقية لديه ‪ ,‬و بعض تلك االضرار تضهر مبرور الوقت‬
‫‪ .‬الزمن و ليس بشكل فوري و منها صعوبات التعلم‬
‫‪ :‬عوامل جينية‪-‬‬
‫اثبتت عدة دراسات ان من ابرز عوامل و مسببات صعوبات التعلم هي العوامل اجلينية‬
‫أي تلك العوامل اليت تنتقل بشكل و صفة وراثية بني افراد االسرة أي بني االب او االم‬
‫اىل األبناء و غريهم فهذه الصعوبات ميكن توارثها و انتقاهلا بشكل جيين بني افراد‬
‫االسرة شاهنا شان لون العيون او الشعر او البشرة و غريها من اخلصائص الفيزيولوجية‬
‫‪ ...‬اخل‬
‫املختصر هنا ان صعوبات التعلم لدى األطفال من املمكن بنسبة ليست بالقليلة ان‬
‫تكون قد انتقلت لديهم بشكل وراثي من احد افراد عائلتهم فلو اخذنا مثال طفل‬
‫يعاين من صعوبة القراءة او احلساب او غريها من صعوبات التعلم الشائعة فمن املمكن‬
‫‪ .‬ان تكون انتقلت اليه من احد االبوين الذي يعاين من نفس الصعوبة‬
‫‪ :‬العوامل السيكولوجية‪-‬‬
‫و هلذه العوامل جمموعة من املسببات مثل الفوارق الفردية كالتذكر و االدراك و نسبة‬
‫الذكاء و كذلك توجد اخلصائص الوجدانية أي مدى تقبل الطفل و رغبته يف تعلم‬
‫‪ .‬املواد املدرسة و جتاه املدرس نفسه‬
‫و تنطوي هذه العوامل أيضا على املميزات العضوية كالسمع و البصر و احلركة و‬
‫النطق الذي ميكن ان يتسبب خلل ما يف واحد منها او اكثر يف حدوث صعوبات‬
‫‪ .‬التعلم لدى الطفل‬
‫‪ :‬العوامل الكيميائية‪-‬‬
‫من املمكن ان تكون صعوبات التعلم نتيجة خللل او مشكلة ما يف التوازن الكيميائي‬
‫احليوي يف اجلسم حيث يف احلاالت الطبيعية حيوي جسم االنسان على عناصر كيميائية‬
‫بنسبة حمددة حيث حتافظ على سالمته و اتزانه و حدوث خلل على مستوى هذه‬
‫النسب كالزيادة او النقصان من املمكن ان حيدث خلال وظيفيا على مستوى املخ و‬
‫‪ .‬الذي سيكون احد أسباب و عوامل إصابة الطفل بصعوبات التعلم‬
‫‪ :‬عوامل غذائية‪-‬‬
‫حسب العلماء و اخلرباء من املمكن ان يكون نقص التغذية او سوء التغذية لدى‬
‫الطفل و عدم مد جسمه باحتياجاته الضرورية من الغذاء احد لفرتة طويلة سببا يف‬
‫حدوث اعاقات و صعوبات يف التعلم لديه و عدم قدرة على التمكن من بعض‬
‫‪ .‬املهارات و املعلومات مثل غريه من األطفال‬

‫‪ :‬العوامل البيئية‪2-‬‬
‫‪ :‬البيئة البيولوجية او الرحم‪-‬‬
‫يعد الرحم من اهم العوامل املؤثرة يف التكوين اجلسماين و العقلي للطفل و‬
‫على شكله و صحته كيف ال و هو البيئة األوىل اليت عاش فيها الطفل األشهر‬
‫و املراحل األوىل من حياته ‪ ,‬لذلك من البديهي ان عادات االم اثناء فرتة‬
‫احلمل ستؤثر على اجلنني و نقصد هنا عاداهتا الغذائية و الصحية فان كانت‬
‫االم متبعة لنظام غذائي صحي و متوازن اثناء تلك الفرتة فذلك سينعكس‬
‫إجيابيا على اجلنني و العكس صحيح و كذلك العادات املضرة كالتدخني و‬
‫شرب الكحول و تعاطي املخدرات ستؤثر على اجلنني بشكل سليب بكل‬
‫‪ .‬تأكيد و العكس صحيح لو ابتعدت االم عن تلك العادات اثناء فرتة احلمل‬
‫‪ :‬البيئة السوسيوثقافية ‪-‬‬
‫و نعين هبا ظروف االسرة االقتصادية و االجتماعية و الثقافية فهي البيئة األوىل‬
‫اليت يتكون و يعيش فيها الطفل و يرتعرع و يتم فيها تربيته و يكتسب منها‬
‫القيم و املهارات اليت يدخل هبا اجملتمع فهي مبثابة املدرسة األوىل للطفل فمدى‬
‫تفاعل االسرة مع عملية التعلم هو من اهم عوامل جناح الطفل يف الدراسة فلو‬
‫مل تكن العائلة واعية بأمهية التعليم لطفلها و أمهية و ضرورة التواصل مع االطار‬
‫الرتبوي و توفري املناخ النفسي و املعنوي املناسب له لذلك فذلك سيكون‬
‫‪ .‬عامال من عوامل ظهور صعوبات التعلم و العكس صحيح‬
‫و حسب الباحثني فان الوضعية الثقافية و االقتصادية لتلك العائالت هلا دخل‬
‫و ودور كبري يف نوعية و مستوى ذلك التفاعل فحسب األحباث فان‬
‫العائالت ميسورة احلال و ذات وضعيات ثقافية و اقتصادية متيسرة تتفاعل‬
‫إجيابيا بشكل كبري مع عملية التعلم مقارنة بالعائالت الغري ميسورة احلال و اليت‬
‫يكن تفاعلها مع تلك العملية سلبيا يف اغلب احلاالت مما يساهم يف تشكل‬
‫‪ .‬صعوبات التعلم لدى أبنائها‬
‫‪ :‬البيئة املدرسية‪-‬‬
‫تعترب املدرسة جمتمعا مصغرا و عائلة و منزال ثانيا بالنسبة للطفل الذي يتلقى‬
‫فيها خطواته األوىل يف اجملتمع و املهارات الالزمة للعيش فيه و التفاعل مع‬
‫خمتلف مكوناته و لذلك من الضرورة ان حتتوي املدرسة على كل األسباب و‬
‫العوامل االزمة لتحقيق تلك األهداف بشكل ناجع و سليم و وجود خلل يف‬
‫هذه العوامل او يف بعضها من املمكن ان يسبب و خيلق لدى الطفل صعوبات‬
‫يف التعلم‬
‫‪ :‬و من هذه العوامل ميكننا ان نذكر‬
‫الفضاء املدرسي ‪ :‬أي املكان الذي تتم فيه عملية التعلم و التنشئة للطفل و*‬
‫نظرا ألمهية هذه املهمة من الضروري ان حيتوي هذا الفضاء على الشروط و‬
‫العوامل الالزمة اليت متكن الطفل من االندماج السليم داخلها و ختطي خمتلف‬
‫‪ .‬الصعوبات اليت تواجهه‬
‫و من هذه العوامل نذكر املشاريع البيداغوجية و األنشطة احملفزة كالرسم و‬
‫‪ ...‬املوسيقى و املسرح و األلعاب و النوادي و الرحالت و الزيارات امليدانية‬
‫الربامج التعليمية ‪ :‬من الضروري ان تكون الربامج التعليمية و املدرسية اليت*‬
‫تدرس للطفل مالئمة ملرحلته العمرية و مستواه الذهين و املعريف و كذلك‬
‫جيب ان تكون قريبة الهتمامات الطفل و عامله و ذلك للمسامهة يف حتفيزه و‬
‫خلق احلب و الرغبة يف التعلم لديه و ان يتم تدريسها بطرق متنوعة و ممتعة‬
‫‪ .‬بالنسبة له ال بالطرق التقليدية الرتيبة كالتلقني‬
‫عدم توفر الربامج التعليمية على هذه العوامل و الشروط سيكون على االغلب‬
‫سببا رئيسيا يف نشئة صعوبات التعلم لدى األطفال يف املدرسة و نفورهم منها‬
‫‪.‬‬
‫األساليب املعتمدة يف التدريس ‪ :‬ونقصد هنا تلك األساليب النابعة و*‬
‫اخلارجة من شخصية املعلم نفسه ال من األساليب البيداغوجية فمدى قدرة‬
‫املعلم على حتفيز املتعلمني و اشعارهم باألمان و التواصل معه له دور رئيسي‬
‫‪ .‬يف عملية التعلم لدى الطفل‬
‫فلو مل ميلك املعلم القدرة على التواصل مع املتعلمني و حتفيزهم و خلق الرغبة‬
‫و الدافعية يف التعلم لديهم و بدال من ذلك كانت قدرته على التواصل و‬
‫التحفيز معدومة و جل اعتماده يكون على التلقني و العنف اللفظي و املادي‬
‫و التخويف للمتعلمني فان ذلك سيكون حتما احد عوامل ظهور صعوبات‬
‫‪ .‬التعلم لديهم كلهم او لدى اغلبهم على اقل تقدير‬
‫الطرق البيداغوجية و الوسائل الديداكتيكية ‪ :‬من ابرز أسباب ظهور*‬
‫صعوبات التعلم لدى الطفل املرتبطة بالبيئة و الوسط املدرسي هي االعتماد‬
‫على البيداغوجيات التقليدية التلقينية و عدم التنويع يف الطرق و الوسائل‬
‫البيداغوجية يف التدريس و عدم اخذ الفروقات الفردية بني املتعلمني بعني‬
‫‪ .‬االعتبار إضافة اىل سوء االعداد و التحضري للدرس‬
‫عالقة الطفل مبعلمه و أصدقائه ‪ :‬من الضروري االخذ بعني االعتبار اجلانب*‬
‫العاطفي لدى الطفل يف عالقته مبعلمه و أصدقائه حيث جيب ان تتميز تلك‬
‫العالقة باحلب و االحرتام و األمان و املراعاة بني كل األطراف من اجل‬
‫‪ .‬ضمان حتقيق افضل النتائج املمكنة‬
‫اما لو كانت تلك العالقة سيئة و سلطوية فحسب و تتسم بالكره و اخلوف‬
‫و عدم اإلحساس باألمان فذلك بنسبة كبرية سيكون سببا يف خلق صعوبات‬
‫‪ .‬التعلم و ظهورها لدى الطفل‬
.

You might also like