You are on page 1of 27

‫الوجازة والـب ـيـان‬

‫يف شرح منظومة‬

‫"حتفة األطفال والغلمان"‬


‫"الجمزورية"‬

‫مقرر السنة ألاولى ـ كلية الشريعة‬

‫جمع وإعداد‬
‫فاطمة محمد جميل عطار‬ ‫الدكتور عبدالرحمن عزيزي‬
‫مجازة بالقراءات العشر‬ ‫مجاز بقراءة إلامام عاصم‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫املقدمة‬

‫الحم ـ ـد هلل الذي أنزل الكتاب على عبـ ـ ـ ـ ــده‪.‬‬


‫َ ً‬ ‫ْ‬
‫وأش ـ ـهد أن ال إله إال هللا القائل في كتاب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه ‪ِ { :‬و َر ِت ِل ال ُق ْر َآن ت ْرتيال}‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ً‬
‫وأشهد أن محمدا ‪ ‬صفوة خلقه القائل ‪ (( :‬خيركم َم ْن ت َعلم القر َآن وعل َم ُه )) رواه البخاري‪.‬‬

‫أجل العلوم الشرعية‪ ،‬لتعلقه بالقرآن الكريم‪ ،‬فبه نقرأ القرآن‬‫وبعد ‪ :‬فإن علم التجويد من ِ‬
‫الكريم كما نزل على سيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وملا كان من أهم مقررات كلية الشريعة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مادة القرآن الكريم التي يجب على طالب الشريعة إلاملام بمفرداتها نظريا وتطبيقيا؛ ألن القرآن‬
‫الكريم هو املصدر التشريعي ألاول‪ ،‬فيجب عليه أن يتقن قراءة القرآن الكريم‪ ،‬حيث تنقسم املادة‬
‫َّ‬
‫جلهن‬ ‫إلى قسمين‪ :‬عملي ونظري(‪ ،)1‬وقد قمت بتدريس هذه املادة للطالبات في الكلية فوجدت‬
‫يحتجن ملبادئ هذا العلم‪ ،‬وقد طلب مني إعداد مفردات هذه املادة على نحو يرقى بالطلبة‪،‬‬
‫ويتمكنوا من خاللها من التميز في هذه املادة‪.‬‬
‫وقد قرر مجلس الكلية أن نبدأ في السنة ألاولى بمنظومة تحفة ألاطفال؛ ألنها الخطوة ألاولى‬
‫ً‬
‫لتعلم أحكام التجويد؛ وذلك لسهولتها وقلة عدد أبياتها حيث بلغت ( ‪ 16‬بيتا )‪ ،‬والحتوائها على‬
‫أحكام التجويد ألاساسية‪ ،‬وقد قمنا بشرح موجز لها يبين غامضها ويجلي مقاصدها؛ فقسمناها إلى‬
‫مقاطع ليسهل حفظها‪ ،‬وليلم بجميع شرحها‪ .‬وقدمنا ترجمة لإلمامين عاصم وحفص ألن ألاحكام‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تبعا لرواية حفص عن عاصم‪ ،‬وترجمة للناظم أيضا‪ ،‬وأضفنا إضافات ال غنى لطالب التجويد‬
‫عنها كتعريف التجويد وحكمه وثمرته وفائدته ونشأته‪ ،‬وأحكام الاستعاذة والبسملة‪.‬‬

‫وهللا تعالى نسأل أن يرزقنا إلاخالص في القول والعمل‬

‫(‪ )1‬املطلوب العملي‪ :‬أ ـ حفظ سورة التوبة‪ .‬ب ـ حفظ أبيات منظومة التحفة‪.‬‬
‫ـ‪2‬ـ‬
‫ترمجة اإلمام عاصم بن أبي النجود‬

‫اسمه‪ :‬عاصم بن بهدلة بن أبي النجود ألاسدي‪ ،‬وكنيته‪ :‬أبو بكر‪ ،‬أحد القراء السبعة‪ ،‬ذكر الدارقطني‬
‫وابن الجزري والدمياطي أنه من التابعين‪ ،‬ومما يدل على ذلك أن له رواية عن أبي رمثة صاحب النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم وأدرك أربعة وعشرين من الصحابة‪.‬‬

‫مولده‪ :‬ذكر الذهبي أنه ولد في إمرة معاوية أبي سفيان ‪ ‬وكان ذلك بين عام ( ‪ 16‬ـ ‪ 16‬ه )‪.‬‬

‫ً‬
‫متقنا فقد قرأ إلا ُ‬ ‫ً‬
‫أنس بن مالك ‪ .‬أما شيوخه في‬
‫ِ‬ ‫الصحابي‬ ‫على‬ ‫عاصم‬ ‫مام‬ ‫ئا‬‫سنده بالقراءات‪ :‬كان قار‬
‫عرض القراءة فثالثة‪ :‬عبدهللا بن حبيب بن ربيعة السلمي‪ ،‬وزر بن حبيش ألاسدي‪ ،‬وسعد بن إلياس الشيباني‪.‬‬
‫ً‬
‫وقرأ شيوخه الثالثة على‪ :‬عبدهللا بن مسعود‪ ،‬وقرأ‪ :‬السلمي وزر أيضا على‪ :‬عثمان بن عفان‪ ،‬وعلي بن‬
‫ً‬
‫أبي طالب‪ ،‬وقرأ السلمي أيضا على‪ :‬أبي بن كعب‪ ،‬وزيد بن ثابت‪.‬‬
‫وقرأ كل من‪ :‬عبد هللا بن مسعود‪ ،‬وعثمان بن عفان‪ ،‬وعلي بن أبي طالب‪ ،‬وأبي بن كعب‪ ،‬وزيد بن ثابت‪،‬‬
‫على رسول هللا ‪ ‬وهذا يدل على أن قراءة عاصم متصلة السند بالنبي ‪.‬‬

‫ً‬
‫مكانته العلمية وثناء العلماء عليه‪ :‬كان متقنا لعلم القراءات‪ ،‬وانتهت إليه مشيخة إلاقراء بالكوفة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أحسن الناس صوتا بالقرآن‪ ،‬فصيحا إذا تكلم‪ ،‬وكان لغويا نحويا فقهيا عاملا بالسنة‪ ،‬وكان إماما بالقرآن‬
‫والحديث‪ ،‬يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية‪ ،‬روى له أئمة أعالم منهم‪ :‬ابن حبان وعبدالرازق وابن خزيمة‬
‫وأحمد بن حنبل‪.‬‬

‫تالميذه‪ :‬تلقى القراءات على "إلامام عاصم" عدد كثير أشهرهم‪ :‬شعبة (أبو بكر بن عياش)‪ ،‬وحفص بن‬
‫سليمان بن املغيرة‪ ،‬كالهما رويا عنه بدون واسطة‪.‬‬

‫ً ً ً‬
‫زهده وحلمه‪ :‬كان إذا صلى ينتصب كأنه عود‪ ،‬وكان عابدا خيرا أبدا يصلي‪ ،‬ربما أتى حاجة فإذا رأى‬
‫ً‬
‫مسجدا قال‪ِ :‬م ْل بنا فإن حاجتنا ال تفوت ثم يدخل فيصلي‪ .‬وقال أبو بكر بن عياش‪" :‬كان ألاعمش وعاصم وأبو‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حسين سواء كلهم ال يبصرون وجاء رجل يقود عاصما فوقع وقعة شديدة فما كرهه وال قال له شيئا"‪ .‬ألامر‬
‫وحلمه‪.‬‬
‫الذي يدل على أخالقه ِ‬

‫وفاته‪ :‬توفي سنة سبع وعشرين ومائة‪.‬‬

‫ـ‪3‬ـ‬
‫ترمجة اإلمام حفص بن سليمان‬
‫اسمه‪ :‬هو حفص بن سليمان بن املغيرة بن أبي داود ألاسدي الكوفي البزاز نسبة إلى بيع البز‪ ،‬أي الثياب‪،‬‬
‫وكنيته‪ :‬أبو عمر‪.‬‬

‫مولده ‪ :‬ولد سنة تسعين للهجرة‬


‫ً‬
‫وتلقينا عن‪ :‬عاصم وكان ر َ‬ ‫ً‬
‫بيبه ‪ -‬ابن زوجته ‪ -‬وهو أشهر من روى عنه‪،‬‬ ‫شيوخه‪ :‬أخذ القراءة عرضا‬
‫وكانت القراءة التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى علي رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تالميذه‪ :‬روى القراءة عنه عرضا وسماعا أناس كثيرون منهم‪ :‬حسين بن محمد املروزى‪ ،‬وعمرو بن‬
‫الصباح‪ ،‬وعبيد بن الصباح‪.‬‬

‫رحلته في طلب العلم‪ :‬ولد ونشأ في الكوفة‪ ،‬ثم رحل إلى بغداد حين صارت عاصمة الخالفة‪ ،‬ثم رحل إلى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مكة املكرمة‪ ،‬مجاورا بيت هللا الحرام‪ ،‬حتى أصبح إماما في القراءة‪ ،‬ضابطا لها‪ ،‬ومكث مدة طويلة في تعليمها‪.‬‬
‫ً‬
‫علمه وضبطه للقراءة‪ :‬قرأ حفص على عاصم مرارا‪ ،‬وكان ألاولون يعدونه في الحفظ فوق شعبة أبي بكر‬
‫ً‬
‫بن عياش‪ ،‬ويصفونه بضبط الحروف التي قرأها على عاصم ‪ .‬وأكثر الروايات انتشارا في العالم إلاسالمي اليوم‬
‫هي رواية حفص عن عاصم‪ ،‬فعامة أهل املشرق العربي يقرؤون القرآن بروايته‪.‬‬

‫وفاته‪ :‬توفي سنة ثمانين ومائة هجرية على الصحيح‪.‬‬

‫ترمجة الناظم‪ :‬سُلَيْمَانُ هُوَ اجلَمْزُورِي‬


‫اس ـمه‪ :‬هو سليمان بن حسين بن محمد الجمزوري الشافعي‪ ،‬والجمزوري نسبة إلى جمزور‪.‬‬
‫لقبـ ـ ـ ـه‪ :‬لقب باألفندي واشتهر به وهي كلمة تركية‪ ،‬يشار بها للتعظيم‪.‬‬
‫مول ـده‪ :‬ولد ب ـ "طنطا" بمصر حوالي عام ‪ 6611‬هـ ‪.‬‬
‫شيوخه‪ :‬تفقه علي مشايخ كثيرين بطنطا‪ ،‬أخذ القراءات والتجويد على كبار شيوخ وقته‪ ،‬وله جهود‬
‫مشهوده في خدمة القراءات والتجويد‪ .‬منهم‪ :‬النور علي امليهي‪ ،‬والشيخ سيدي مجاهد ألاحمد‬
‫مؤلفاته‪:‬‬
‫‪ - 2‬فتح ألاقفال شرح تحفة ألاطفال‪.‬‬ ‫‪ - 6‬تحفة ألاطفال‪ ،‬في التجويد‪.‬‬
‫‪ - 1‬الفتح الرحماني بشرح كنز تحرير حرز ألاماني‪ ،‬في القراءات‪.‬‬ ‫‪ - 1‬كنز املعاني بتحرير حرز ألاماني‪.‬‬
‫ً‬
‫وفاته‪ :‬ال يعلم عام وفاته لكنه كان حيا عام ( ‪ 6262‬ه )‪.‬‬

‫ـ‪4‬ـ‬
‫تعريف التجويدوحكمه ومثرته وفائدته‬

‫ً‬
‫أوال ‪ :‬تعريف التجويد‪:‬‬

‫ً‬
‫لغة ‪ :‬التحسين ‪ .‬جاء في كتاب لسان العرب‪ :‬جاد الش يء ُجودة أي صار جيدا‪ ،‬وأجدت الش يء فجاد‪،‬‬
‫والتجويد مثله‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اصطالحا ‪ :‬علم يعرف به إعطاء كل حرف حقه ومستحقه مخرجا وصفة‪ ،‬وقفا وابتداء‪ ،‬من غير تكلف‬
‫وال تعسف‪.‬‬

‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬حكم الشرع ‪ :‬ينقسم التجويد إلى قسمين ‪:‬‬
‫التجويد النظري ‪ :‬وهو العلم بقواعد علم التجويد كأحكام النون الساكنة والتنوين وامليم واملد‪ ،‬فهذا‬
‫حكمه فرض كفاية‪.‬‬
‫التجويد العملي التطبيقي‪ :‬وهو كيفية نطق القرآن الكريم النطق الصحيح كما نطقه الرسول صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فهذا حكمه فرض عين على كل مسلم بقدر ما يستطيع ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ثمرته ‪ :‬صون اللسان عن الخطأ في كتاب هللا تعالى‪.‬‬

‫ً‬
‫رابعا‪ :‬فائدته ‪ :‬الفوز برضا هللا سبحانه‪ ،‬وتحصيل ألاجر الكبير‪.‬‬

‫ـ‪5‬ـ‬
‫نشأة وتدوين علم التجويد‬
‫نشأ التجويد على وجه التحديد منذ الوهلة ألاولى التي نزل فيها القرآن الكريم على قلب سيد ألاولين‬
‫وآلاخرين نبينا محمد صلى هللا عليه وسلم في قوله تعالى‪{ :‬اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ اإلِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ‪ .‬اقْرَأْ‬

‫وَرَبُّكَ األَكْرَم الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ علم عَلَّمَ اإلِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [سورة العلق]‪.‬‬
‫هذه آلايات قرأها جبريل على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مرتلة‪ ،‬فحفظها رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم على تلك الكيفية التي تلقاها بها وأداها كما سمعها‪.‬‬
‫يشهد لذلك ما ورد عن ابن عباس رض ي هللا عنهما قال‪( :‬فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة‬
‫ً‬
‫من السماء الدنيا فجعل جبريل عليه السالم ينزل على النبي صلى هللا عليه وسلم يرتله ترتيال) (‪.)2‬‬
‫ً‬
‫فقوله‪ :‬يرتله ترتيال هذا اللفظ يحتمل كل ما يرد فيه من معان فيحتمل نزوله على مكث وتمهل‪،‬‬
‫ويحتمل بيان حروفه وحركاته‪ ،‬وإعطاء كل حرف منه حقه ومستحقه‪.‬‬
‫َ‬
‫وأ ْم ُر ُه تعالى لنبيه ‪ ‬في آية املزمل بالترتيل في قوله‪{ :‬وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيالً} تفيد التأكيد والالتزام بتلك‬
‫الكيفية التي نزل عليها القرآن وبيان أنها أفضل مراتب القراءة وحض ألامة على ألاخذ بها‪.‬‬
‫ً‬
‫ولقد كان صلى هللا عليه وسلم هو املعلم ألاول لهذه ألامة تالوة كتاب ربهم وقراءته امتثاال ألمر ربه حيث‬
‫قال سبحانه وتعالى‪{ :‬يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [سورة املائدة]‪.‬‬
‫وتواتر ذلك في السنة‪ :‬فعن ابن عباس رض ي هللا عنهما قال‪" :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يعلمنا‬
‫التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن" (‪.)3‬‬
‫وعن ابن مسعود رض ي هللا عنه قال‪" :‬كنا إذا تعلمنا من النبي صلى هللا عليه وسلم عشر آيات لم نتعلم‬
‫من العشر الذي نزلت بعدها حتى نعلم ما فيه" (‪.)4‬‬
‫ُ‬
‫وعن أ َبي بن كعب رض ي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬إن هللا أمرني أن أعرض‬
‫القرآن عليك"‪ .‬فقال‪ :‬أسماني لك ربك‪ .‬قال‪ " :‬نعم"‪ .‬فقال أبي‪ :‬بفضل هللا وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير‬
‫مما تجمعون" (‪ . )5‬قال أبو عبيد القاسم بن سالم (‪ :)6‬معنى هذا الحديث عندنا أن رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫ض القرآن سنة‪ ،‬وليس‬ ‫وسلم إنما أراد بذلك العرض على ُأ َبي ‪ ‬أن يتعلم منه القراءة ويتثبت فيها وليكون َع ْر َ‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫هذا على أن يستذكر النبي صلى هللا عليه وسلم منه شيئا بذلك العرض‪.‬‬

‫(‪ )2‬رواه اإلمام احلاكم يف املستدرك وصححه وأقره اإلمام الذهيب‪.‬‬


‫(‪ )3‬رواه اإلمام مسلم يف صحيحه‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه اإلمام احلاكم يف املستدرك‪.‬‬
‫(‪ )5‬رواه اإلمام مسلم يف صحيحيه‪.‬‬
‫(‪ )6‬قاله يف كتابـه ضاـا ا الآـر و‪ .‬وأبـو ايـد الآاسـم بـح سـألم أحـد اد ـألم ا ت ـد ح أ ـذ الآـراةة راـا ومسا ـا ـح لـي بـح ـلة اليسـا يا ولمسا يـا بـح عفـر‬
‫وسليم بح يسى‪ .‬تويف (سنة ‪ 422‬ه )‪.‬‬
‫ـ‪6‬ـ‬
‫ملا بدأت عصور التدوين كان لعلم التجويد منها حظ ونصيب فأفردت مباحثه وقواعده بالتأليف َّ‬
‫وضمن‬
‫بعض القراء كتبهم بعض أبوابه ومسائله فمنهم املقل ومنهم املكثر‪.‬‬
‫ولعل أول من أفرده بالتصنيف أبو مزاحم موس ى بن عبيد هللا الخاقاني البغدادي املتوفى ( سنة ‪122‬هـ )‬
‫في قصيدته الخاقانية الرائعة والتي من أبياتها‪:‬‬
‫يضاعف لك ُ‬‫ْ‬ ‫أيا قارئ القرآن أحسـ ـ ـ ـ ْن َ‬
‫الجزيل من ألاجر‬ ‫َ‬ ‫هللا‬ ‫أداء ُه‬ ‫ِ‬
‫اس يقرئهم مقري‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فما ُ‬
‫وما كل من في الن ِ‬ ‫كل من يتلو الكتاب يقيمه‬
‫عن ألاولين املقرئين ذوي الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتر‬ ‫وإن لنا أخ ـ ـ ـذ القراءة س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنة‬

‫ثم علي بن جعفر بن سعيد أبو الحسن السعيدي الرازي الحذاء املتوفى في حدود ( سنة ‪ 166‬هـ ) في‬
‫كتابه‪ :‬التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي‪.‬‬
‫ثم مكي بن أبي طالب القيس ي املتوفى سنة ( ‪ 114‬هـ ) وكتابه‪ :‬الرعاية لتجود القراءة‬
‫وتحقيق لفظ التالوة‪.‬‬
‫ثم أبو عمرو الداني املتوفى ( سنة ‪ 111‬هـ ) وكتابه‪ :‬التحديد في إلاتقان والتجويد‪ .‬وذكر في مقدمته سبب‬ ‫َّ‬
‫تأليفه‪ :‬بأنه راجع إلى ما رآه من إهمال القراء واملقرئين في عصره تجويد التالوة وتحقيق القراءة وتركهم‬
‫استعمال ما ندب هللا إليه وحث نبيه صلى هللا عليه وسلم وأمته عليه من تالوة التنزيل بالترسل والترتيل‪.‬‬
‫ثم شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد الجزري املتوفى سنة ( ‪ 311‬هـ ) خاتمة‬ ‫َّ‬
‫املحققين ورافع لواء القراء واملجودين وكتابه‪ :‬التمهيد في علم التجويد‪ .‬وذكر في مقدمته أن سبب تأليفه‪ :‬أنه ملا‬
‫ً‬
‫رأى الناشئة من قراء زمانه وكثيرا من منتهيهم قد غفلوا عن تجويد ألفاظهم‪ ،‬وأهملوا تصفيتها من كدره‪،‬‬
‫ً‬
‫وتخليصها من درنه‪ ،‬رأيت الحاجة داعية إلى تأليف مختصر ابتكر فيه مقاال يهز عطف الفاتر‪ ،‬ويضمن غرض‬
‫املاهر‪ ،‬ويسعف أمل الراغب‪ ،‬ويؤنس وسادة العالم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ثم أتبع ذلك بنظم املقدمة الجزرية (‪ )7‬ضمنها كثيرا من مباحث علم التجويد‪ ،‬وقد كتب لهذه املقدمة‬
‫القبول بين طالب العلم وتناولها العلماء بالشرح والتعليق حتى ربت شروحها على الحصر الدقيق‪.‬‬
‫وغير هؤالء كثير يطول حصرهم وما ذكرته فيه الكفاية‪ ،‬إذ ليس الغرض الحصر والاستقصاء بل العلم‬
‫والدراية (‪.)8‬‬

‫(‪ )7‬ستيوو مآررة لو شاة اهلل يف السنة الثانية والثالثة‪.‬‬


‫(‪ )8‬نظر كتاب‪ :‬الو يل يف حيم جتو د الآر و العل ل د‪ .‬حممد بح سيدي حممد حممد ادمني‪.‬‬
‫ـ‪7‬ـ‬
‫منهج حفص يف االستعاذة والبسملة‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬تساستعا ة (‪:)9‬‬
‫الاستعاذة هي مستحبة عند الجمهور في أول كل قراءة سواء ابتدأ القارئ التالوة من أول السورة أو في‬
‫أجزائها‪.‬‬

‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬البسملة‪:‬‬
‫البسملة واجبة في أول كل سورة‪ ،‬سوى سورة براءة (التوبة)‪ ،‬وللقارئ الخيار في وسط السورة‪ ،‬إن شاء‬
‫ُ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫بسمل وإن شاء ترك البسملة‪ ،‬وألافضل أن يبسمل تبركا بها‪ .‬قال رسول الل ِه صلى هللا عليه وسلم (ك ُّل كال ٍم أو‬
‫َ َ َ‬ ‫ْ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أ ْم ٍر ذي َب ٍال ال ُي ْف َت ُح ِب ِذك ِر الل ِه عز وجل ف ُه َو أ ْبت ُر أو قال أقطع) (‪.)10‬‬

‫ً‬
‫ثالثا ‪ :‬أحكام تساستعا ة والبسملة وأول السورة‪:‬‬
‫للقارئ الخيار في الجمع بين الاستعاذة والبسملة وأول السورة أو تفريقها وذلك في أربعة أوجه‪:‬‬
‫أ‪ -‬وصل الجميع‪ :‬أي الاستعاذة والبسملة وأول السورة نفس واحد‪ ،‬مثال ذلك‪{ :‬أَعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ‬

‫الرَّجِيمِ بِسْمِ اهللِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}‪.‬‬


‫ب‪ -‬قطع الجميع‪ :‬مثال ذلك‪{ :‬أَعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} ‪{ /‬بِسْمِ اهللِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} ‪{ /‬قُلْ أَعُوذُ‬

‫بِرَبِّ الْفَلَقِ}‪.‬‬
‫جـ‪ -‬وصل تساستعا ة بالبسملة وقطعهما عن أول السورة‪ ،‬مثال ذلك‪{ :‬أعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ‬

‫اهللِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} ‪{ /‬قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}‪.‬‬


‫د ‪ -‬قطع تساستعا ة عن البسملة ‪ ،‬ووصل البسملة بأول السورة‪ ،‬مثال ذلك‪{ :‬أعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ‬

‫الرَّجِيمِ} ‪{ /‬بِسْمِ اهللِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}‪.‬‬

‫(‪ )9‬نظر‪ :‬الآراةات روا تا ورش وحفص دراسة حتليلية مآارنة‪ .‬رسالة ما ستري حلليمة سال‪.‬‬
‫(‪ )10‬أ ر ه أ د يف مسنده ح أيب هر رة راي اهلل نه‪.‬‬
‫ـ‪8‬ـ‬
‫ً‬
‫رابعا ‪ :‬أحكام البسملة بين السورتين‪:‬‬
‫للبسملة بين السورتين أربعة أوجه‪ ،‬ثالثة منها جائزة‪ ،‬ووجه ممتنع‪:‬‬
‫أ ‪ -‬وصل الجميع‪ :‬أي وصل آخر السورة بالبسملة بأول السورة بنفس واحد‪ ،‬مثال ذلك‪{ :‬ولَمْ يَكُن لَّهُ‬

‫كُفُواً أَحَدٌ بِسْمِ اهللِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}‪.‬‬
‫ب ‪ -‬قطع الجميع‪ :‬أي إلاتيان بكل صيغة منها بنفس‪ ،‬مثال ذلك‪{ :‬ولَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} ‪ { /‬بِسْمِ اهللِ‬

‫الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} ‪ { /‬قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}‪.‬‬

‫جـ ‪ -‬قطع آخر السورة ووصل البسملة بأول السورة‪ ،‬مثال ذلك‪{ :‬ولَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} ‪ { /‬بِسْمِ اهللِ‬

‫الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}‪.‬‬


‫د‪ -‬أما الوجه املمتنع فهو وصل آخر السورة بالبسملة‪ ،‬وقطعهما عن أول السورة‪ ،‬فال يجوز مثال‬
‫ذلك‪ { :‬ولَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ بِسْمِ اهللِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} ‪{ /‬قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}‪.‬‬
‫وذلك ألن البسملة لالفتتاح ال لالختتام وحتى ال يظن القارئ بأن البسملة جزء من السورة السابقة (‪.)6‬‬

‫مالحظة‪ :‬ال خالف بين القراء في ترك البسملة في أول سورة التوبة بل يكتفي القارئ باالستعاذة فقط‬
‫وإذا وصلها بآخر سورة ألانفال فله ثالثة أوجه‪:‬‬
‫أ‪ -‬وصل آخر سورة ألانفال ببراءة دون سكت أو تنفس‪ ،‬مثال ذلك‪{ :‬إِنَّ اهللَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ بَرَاءةٌ مِّنَ اهللِ‬

‫وَرَسُولِهِ} ختام ألانفال وأول براءة مع إلاتيان بحكم إلاقالب‪.‬‬

‫ب‪ -‬السكت بينهما بقدر حركتين دون تنفس‪ ،‬مثال ذلك‪{ :‬إِنَّ اهللَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ س بَرَاءةٌ مِّنَ اهللِ وَرَسُولِهِ}‪.‬‬

‫جـ‪ -‬الوقف بينهما بتنفس‪ ،‬مثال ذلك‪{ :‬إِنَّ اهللَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} ‪{ /‬بَرَاءةٌ مِّنَ اهللِ وَرَسُولِهِ} ‪.‬‬

‫ـ‪9‬ـ‬
‫مقدمة املنظومة‬
‫وري‬ ‫ز‬ ‫الج ْم ُ‬ ‫ان ُه َو َ‬ ‫َد ْو ًما ُس َل ْي َم ُ‬ ‫ور‬ ‫ـ‬ ‫َي ُق ـو ُل َ اجي َ ْح َمة ْال َغ ُ‬
‫ف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رِ ر ِ‬
‫ََ ْ َ َ‬
‫ُم َح َّمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍـد َوآل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِـه ومن تال‬
‫َ‬
‫ص ِل ًيا َعلى‬ ‫ْال َح ْم ـ ـ ـ ُـد َّلله ُم َ‬
‫ِ‬
‫ُْ‬ ‫ُْ‬ ‫َّ ُْ‬ ‫َ‬
‫والت ْن ِو ِين َواملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـد ِود‬‫النون َّ‬
‫ِ‬
‫في ُّ‬
‫ِ‬ ‫َو َب ْعـ ُد‪َ :‬هذا النظم ِللم ِر ِيد‬
‫َْ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫َْ‬
‫مال‬‫ن شي ِخنا ِامل ِيه ِى ِذي الك ِ‬ ‫ع‬ ‫ألاط َف ِال‬ ‫ِب ُت ْح َف ِة‬ ‫َس َّم ْي ُت ُه‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َوألا ْج ـ َـر َوال َق ُبو َل َوالث َو َابا‬ ‫أ ْر ُجو ِب ِه أ ْن َي ْن َف َع الطال َبا‬

‫يقول راجي رحمة الغفور‪ :‬أي مؤمل إحسان ربه الكثير املغفرة الساتر على الخطايا‪ ،‬وهي صيغة مبالغة‬
‫من اسم الفاعل ( غافر )‪.‬‬
‫د ْو ًما سليمان هو الجمزوري‪ :‬على الدوام‪.‬‬
‫الحمد هلل‪ :‬الحمد‪ :‬هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري على جهة التبجيل ‪.‬‬
‫مصليا على محمد ‪ : ‬الصالة من هللا َّ‬ ‫ً‬
‫عز وجل‪ :‬ثناؤه على عبده في املإل ألاعلى‪ ،‬والصالة من املالئكة‪:‬‬
‫استغفار‪ ،‬ومن آلادميين‪ :‬تضرع ودعاء‪.‬‬
‫وآله‪ :‬آل النبي ‪ : ‬أصلها ‪ :‬أهل أو آل‪ ،‬وقد اختلف العلماء في املقصود بهم والراجح أن املقصود به ‪:‬‬
‫مؤمنو بني هاشم وبنو عبداملطلب وزوجاته ‪.‬‬
‫ً‬
‫ومن تال‪ :‬أي تبع النبي ‪ ‬وأصحابه ‪،‬ويحتمل أن يكون املعنى (تال )أي قرأ كتاب هللا عزوجل محافظا على‬
‫أدائه والعمل به ‪.‬‬
‫وبعد هذا النظم للمريد‪ :‬بعدما تقدم من حمد هللا والصالة على النبي ‪ ‬فهذا املنظوم للمريد املبتدئ‬
‫لتعلم علم التجويد‪ .‬وهو من بحر الرجز‪ ،‬وقد فرغ من النظم سنة ( ‪ 6613‬ه )‪.‬‬
‫في النون والتنوين واملدود‪ :‬جمعته وهو في أحكام النون الساكنة والتنوين وفي أحكام املدود وأحكام‬
‫امليم الساكنة والم التعريف والم ألافعال‪ .‬وكذلك أنواع إلادغام‪ ،‬ولعله اقتصر على ذكر أحكام النون والتنوين‬
‫ً‬
‫واملدود اختصارا ‪.‬‬
‫سميته بتحفة ألاطفال‪ :‬أي سمى هذا النظم بذلك؛ والتحفة‪ :‬هي الش يء الحسن‪ .‬وألاطفال‪ :‬جمع طفل‪،‬‬
‫واملراد به من لم يبلغ الحلم ‪ .‬ويقصد بذلك املبتدئون في هذا العلم ‪.‬‬
‫عن شيخنا امليهي‪ :‬هو علي بن عمر بن أحمد العوني قارئ شافعي املذهب‪ ،‬ولد في قرية (ا ِمليه) من قرى‬
‫منوف بمصر ‪ ،‬وإليها نسبته وتعلم باألزهر‪ ،‬وتعلم على يديه غالب من بالبلد علم التجويد‪ ،‬وهو فقيه مجود‬
‫ماهر جيد الحافظة‪ .‬توفي بطنطا عام ( ‪ 6261‬ه ) ‪.‬‬
‫ي الكمال‪ :‬ويقصد به الكمال البشري أي الصفات البشرية النسبية؛ ألن الكمال املطلق هلل وحده‪،‬‬
‫ويستأنس لذلك بقول النبي ‪ " :‬كمل من الرجال كثير " رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫وقد نسب العلم ألهله ‪ ،‬وذلك من باب استذكار الجميل لشيخه الذي علمه ‪.‬‬
‫ـ ‪ 01‬ـ‬
‫أرجو به‪ :‬أي أؤمل من هللا سبحانه أن ينتفع‪ :‬بهذا النظم الطالبا‪ :‬جمع طالب‪ ،‬وإنما أطلقت ألالف‬
‫للضرورة الشعرية ‪.‬‬
‫وألاجر والقبول والثوابا‪ :‬ألاجر والثواب بمعنى واحد ‪ ،‬وهو مقدار من الجزاء يعلمه هللا ‪ ،‬يتفضل به على‬
‫من يشاء من عباده ؛ نظير أعمالهم الحسنة ‪ .‬وألالف لإلطالق‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وقد يفرق بينهما بأن ألاجر ‪ :‬ما كان في مقابله العمل ‪ .‬والثواب ‪ :‬ما كان تفضال من هللا سبحانه وإحسانا ‪.‬‬
‫ويستعمل كل منهما بمعنى آلاخر ‪.‬‬

‫أَحْكَامُ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوينِ‬


‫َ ُ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َوِل َّلت ْن ِو ِين‬
‫َ ُ‬
‫ت ْسك ْن‬ ‫ِإ ْن‬ ‫ِل ُّلنو ِن‬
‫أ ْحك ٍام فخذ ت ْب ِي ِيني‬ ‫ُ (‪)11‬‬
‫أ ْرَبـ ـ ـ ـ ــع‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫النون الساكنة‪ :‬هي التي ال حركة لها وتثبت خطا ولفظا ووصال ووقفا‪ ،‬وتكون في ألاسماء وألافعال‬
‫والحروف متوسطة ومتطرفة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫والتنوين‪ :‬نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم لفظا ووصال وتسقط خطا ووقفا وال تكون إال متطرفة‪.‬‬
‫يبين الفرق بينهما الجدول آلاتي‪:‬‬

‫الفرق بين النون الساكنة والتنوين‬


‫التنوين‬ ‫النون الساكنة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يثبت لفظا ال خطا‬ ‫تثبت خطا ولفظا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يثبت وصال ال وقفا‬ ‫تثبت وصال ووقفا‬
‫يكون في ألاسماء فقط‬ ‫تكون في ألاسماء وألافعال والحروف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫دائما يكون متطرفا‬ ‫قد تأتي متوسطة ومتطرفة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫دائما يكون زائدا‬ ‫قد تكون أصلية وقد تكون زائدة‬

‫َ َ َ ُ ْ َ‬ ‫َ‬
‫أ ْرَبـ ـ ـ ـ ـ ُـع أ ْحك ٍام فخذ ت ْب ِي ِيني‪ :‬يعنى أن النون الساكنة والتنوين لهما بالنسبة ملا يقع بعدهما من الحروف‬
‫أربعة أحكام‪:‬‬
‫إلاظهـ ـار‬
‫إلادغام‬
‫إلاقالب‬
‫إلاخف ـاء‬

‫ــرة ــال املعــدود‪ .‬وحــذا التــاة هنــا لاــرورة وزو‬ ‫(‪ )11‬ادصــا أو آــول‪ :‬عأربعــة أحيــامع بتدنيــب العــدد أربعــة ملهالفــة املعــدود ض ــو مــذكرع دو العــدد مــح وألوــة ل‬
‫الايت‪.‬مح ( أربع ) و(ست) للارورة ال عر ة‪.‬‬
‫ـ ‪ 00‬ـ‬
‫احلكم األول اإلظهار‬
‫َْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ِلل َحل ِق ِس ٍت (‪ُ )12‬رِت َب ْت فل َت ْع ِر ِف‬ ‫أ ْح ُر ِف‬ ‫إلاظ َه ُار ق ْب َل‬ ‫فاأل َّو ُل‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ُم ْه َمل َت ِان(‪ )13‬ث َّم غ ْي ٌن خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـاء‬ ‫َح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـاء‬ ‫ف َه ٌاء ث َّم َع ْي ٌن‬ ‫َه ْم ٌز‬

‫تعريفه‪:‬‬
‫إلاظهار لغة ‪ :‬البيان والوضوح ‪.‬‬
‫ً‬
‫أما اصطالحا ‪ :‬فهو هو عبارة عن إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة زائدة ‪.‬‬

‫حروف إلاظهار‪ :‬هي حروف الحلق الستة‪ :‬الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء‪ .‬وقد رتبها في النظم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حسب ترتيبها في املخرج‪ .‬ويسمى إظهارا حلقيا‪.‬‬

‫وعلة إلاظهار‪ُ :‬ب ْع ُد مخرج حروف إلاظهار عن مخرج النون الساكنة ‪.‬‬

‫أمثلة حكم إلاظهار‬


‫التنوين‬ ‫النون الساكنة‬
‫ً‬
‫حصرا في كلمتين‬ ‫في كلمتين‬ ‫في كلمة واحدة‬
‫كُلٌ آمَن‬ ‫مَنْ آمَن‬ ‫يَنْأَوْنَ‬ ‫ء‬
‫جُرُفٍ هَار‬ ‫مَنْ هَاجَر‬ ‫مِنْهُمْ‬ ‫ه‬
‫حقيقٌ عَلى‬ ‫مَنْ عَمِلَ‬ ‫أَنْعَمْتَ‬ ‫ع‬
‫عليمٌ حَكيم‬ ‫مِنْ حَكيم‬ ‫تَنْحِتونَ‬ ‫ح‬
‫حليماً غَفوراً‬ ‫مِنْ غِل‬ ‫فَسَيُنْغِضُونَ‬ ‫غ‬
‫لطيفٌ خَبري‬ ‫مِنْ خَري‬ ‫الْمُنْخَنِقَةُ‬ ‫خ‬

‫(ست) لتآدم املعدود أي‪ :‬أحـرا سـتع دنـه لتا تآـدم املعـدود ـاز تـذكريه وتدنيثـه‪ .‬وقـال ال ـي الاـاات يف شـرحه للتحفـة‪ :‬حـذض ا للاـرورة‬
‫(‪ )12‬حذا التاة مح قوله ّ‬
‫ال عر ة‪.‬‬
‫(‪ )13‬احلرا امل ما عين غري املنآوط ‪.‬‬
‫ـ ‪ 02‬ـ‬
‫احلكم الثاني‪ :‬اإلدغام‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ‬
‫ِفي َ(ي ْر ُملون) ِع ْن َد ُه ْم ق ْد ث َبت ْت‬ ‫َ‬
‫والث ِان(‪ِ )14‬إ ْدغ ٌام ِب ِس َّت ٍة أت ْت‬
‫َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِفي ِـه ِبغ َّن ٍة بـ ـ ( َي ْن ُمو) ُع ِل َم ـ ــا‬ ‫َ‬
‫ل ِك َّن َها ِق ْس َم ِان ِق ْس ٌم ُي ْدغ َما‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫ت ْد ِغ ْم ك ُدن َيا ث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َّـم ِص ْن َو ٍان تال‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ِإال ِإذا كانا ِب ِكل َم ٍة ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬
‫َّ َ‬
‫َّ َ َّ ُ َّ َ َر َّ ْ (‪)15‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الثان إ ْد َغ ـ ـ ـ ٌ‬
‫َ َّ‬
‫ِفي ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ِم والرا ثم ك ِر نه‬ ‫ـام ِبغ ْي ِر غ َّن ْه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و‬

‫تعريفه‪:‬‬
‫إلادغام لغة ‪ :‬إلادخال ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أما اصطالحا ‪ :‬فهو عبارة عن التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا‬
‫يرتفع عنه املخرج ارتفاعة واحدة ‪.‬‬
‫قال الناظم‪ :‬أتت ‪ُ :‬ج ِم َع ْت ‪ .‬عندهم ‪ :‬عند القراء ‪ .‬ثبتت ‪ :‬اشتهرت واستفيضت ‪ .‬يدغما ‪ :‬ألالف هنا‬
‫للتثنية ‪ .‬أي النون والتنوين يجب إدغامهما ‪ .‬علما ‪ :‬ألالف هنا لإلطالق ‪ ،‬فالعرب إذا ترنمت بالشعر أطلقت‬
‫الحرف ألاخير ‪ .‬إ ا كانا ‪ :‬أي الحرف املدغم واملدغم فيه ‪.‬‬

‫ُ َ‬
‫حروف إلادغام‪ :‬ستة أحرف يجمعها قولك ( َي ْر ُمل ْون )‪.‬‬
‫علة إلادغام ‪ :‬قرب مخرج النون من أحرف إلادغام‪.‬‬
‫قسما إلادغام‪ :‬حروف إلادغام باعتبار الغنة وعدمها تنقسم إلى قسمين ‪:‬‬
‫أ‪ .‬إدغام بغنة‪ :‬وحروفه ( َي ْن ُمو )‪.‬‬
‫ب ‪ .‬إدغام بال غنة ‪ :‬وحرفاه ( الالم والراء )‪.‬‬

‫أمثلة حكم إلادغام‬


‫إدغام بال غنة‬ ‫إدغام بغنة‬
‫حروفه‬

‫التنوين‬ ‫النون الساكنة‬ ‫التنوين‬ ‫النون الساكنة‬


‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫برقٌ يَجعلون‬ ‫منْ يَقول‬ ‫ي‬
‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫حطة نغفر‬ ‫مِنْ نُورٍ‬ ‫ن‬
‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫مثالً ما‬ ‫منْ َمال‬ ‫م‬
‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫غِشَاوَةٌ ولَهُمْ‬ ‫منْ وَال‬ ‫و‬
‫هُدًى لِلْمُتَّقِنيَ‬ ‫مِنْ لَدُنْهُ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬
‫مثرةٍ رِزقا‬ ‫منْ رَهبم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ر‬

‫(‪ )14‬ادصا لواات الياة وحذضت للتهفي ‪.‬‬


‫(‪ )15‬والرا‪ :‬بالآصرا للارورة ال عر ةع أي حرا الراة‪ .‬كررنه‪ :‬بنوو التوكيد الثآيلة‪.‬‬
‫ـ ‪ 03‬ـ‬
‫مالحظات‪:‬‬

‫املالحظة ألاولى‪ :‬شرط إلادغام ‪ :‬يشترط في إلادغام أن يكون في كلمتين؛ بحيث تكون النون في آخر‬
‫الكلمة ألاولى وحرف إلادغام أول الكلمة الثانية‪ ،‬فإن كانا في كلمة واحدة امتنع إلادغام كما في الكلمات آلاتية‪:‬‬
‫{ الدُنْيا ـ بُنْيان ـ قِنْوَان ـ صِنْوَان } وال يوجد غيرها في القرآن الكريم‪ ،‬فال خالف في إظهارها ويسمى حينئذ إظها ًرا‬
‫مطلقا ‪ ،‬وقد امتنع إدغامها لألسباب آلاتية ‪:‬‬ ‫ً‬
‫‪ )6‬لئال تلتبس الكلمة باملضاعف وهو ما تكرر أحد أصوله مثل ‪ " :‬رمان "‪.‬‬
‫ً‬ ‫َ َ‬
‫‪ )2‬وللمحافظة على وضوح املعنى إذ لو أدغمت ل َتغي َر اللفظ وصار املعنى خفيا‪.‬‬
‫‪ )1‬ومراعاة للرواية ‪.‬‬

‫املالحظة الثانية‪ :‬ما يستثنى من إلادغام‪ :‬يستثنى من إلادغام لحفص عن عاصم ‪:‬‬
‫ـ ـ { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } ألنه يوجد سكت ‪ ،‬والسكت يمنع إلادغام ‪.‬‬
‫ـ ـ { يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ } و { ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ } للرواية فال يوجد فيهما إدغام لحفص من طريق‬
‫الشاطبية ‪.‬‬

‫املالحظة الثالثة‪ :‬قول الناظم‪ :‬كررنه‪ :‬أي احكم على حرف الراء أنه حرف تكرير‪ ،‬أي قابل للتكرير ‪ ،‬فال‬
‫ً‬
‫بد أن يرتعد اللسان ارتعادة واحدة كي ال ينحصر الصوت بين طرف اللسان واللثة ـ أما أن يرتعد كثيرا فهذا‬
‫ً‬
‫خطأ؛ ألنه يكون بذلك قد جعل من الحرف املشدد حروفا ومن املخفف حرفين ‪.‬‬

‫ـ ‪ 04‬ـ‬
‫احلكم الثالث‪ :‬اإلقالب [القلب]‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ ُ‬
‫ِإلاخف ِاء‬ ‫َم َع‬ ‫ِبغ َّن ٍة‬ ‫ِم ًيما‬ ‫ال َب ِاء‬ ‫ِع ْن َد‬ ‫ِإلاقال ُب‬ ‫َوالثالث‬

‫تعريفه‪:‬‬
‫إلاقالب لغة ‪ :‬تحويل الش يء عن وجهه ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اصطالحا ‪ :‬جعل حرف مكان حرف آخر مع مراعاة الغنة ‪ .‬أو قلب النون الساكنة أو التنوين ميما مخفاة‬
‫بغنة عند الباء‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قال سيبويه ‪ :‬قلب النون والتنوين ميما عند الباء من بين سائر الحروف؛ ألن العرب يقلبون النون ميما‬
‫في قولهم "العنبر" ‪.‬‬

‫حرفه‪ :‬واحد وهو الباء ‪ :‬مثاله ‪ { :‬أَنْبِئْهُمْ ــ أَنْ بُورِكَ ـ سَميعٌ بَصريٌ }‪.‬‬

‫‪ُ )6‬ب ْع ُد املخرجين لحرف النون والباء مما ال يسمح باإلدغام‪.‬‬ ‫وعلة القلب ‪:‬‬
‫‪ ) 2‬والعسر في النطق بالنون الساكنة مظهرة ثم إلاتيان بالباء ‪.‬‬

‫ـ ‪ 05‬ـ‬
‫احلكم الرابع‪ :‬اإلخفاء‬
‫َْ‬ ‫الح ُر َ‬‫م َن ُ‬ ‫َْ ُ ْ َ َْ‬ ‫َو َّ ُ‬
‫وف و ِاج ٌب ِللف ِ‬
‫(‪)16‬‬ ‫اض ِل‬
‫اض ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِابع ِإلاخفاء ِعنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد الف ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫ض َّمن ُت َها‬‫الب ْيت قد َّ‬ ‫َ‬
‫ِفي ِكل ِم هذا َ ِ‬ ‫ِفي خ ْم َس ٍة ِم ْن َب ْع ِد َعش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍـر َر ْم ُز َها‬
‫ْ َ ََ َ ْ َ َ َ ْ ٌ َ‬
‫َ ْ َ َ (‪)17‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُد ْم ط ِي ًبا ِز ْد ِفي ت ًقى ضع ظ ِاملا‬ ‫ص ق ْد َس َما‬ ‫ِصف ذا ثنا كم جاد شخ‬
‫تعريفه‪:‬‬
‫إلاخفاء لغة ‪ :‬الستر ‪.‬‬
‫ً‬
‫أما اصطالحا ‪ :‬فهو عبارة عن النطق بالنون الساكنة أو التنوين بحالة بين إلاظهار وإلادغام مع بقاء‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إخفاء حقيقيا‪ .‬ويأتي في‬ ‫الغنة من غير تشديد وذلك يكون عند الحروف الباقية من حروف الهجاء‪ .‬ويسمى‬
‫كلمة وكلمتين‪.‬‬
‫حروف إلاخفاء‪ :‬خمسة عشر وهي الحروف الباقية من حروف الهجاء‪ :‬وهي الصاد والذال والثاء والكاف‬
‫والجيم والشين والقاف والسين والدال والطاء والزاي والفاء والتاء والضاد والظاء‪.‬‬

‫أمثلة حكم إلاخفاء‬


‫النون الساكنة‬ ‫النون الساكنة‬ ‫النون الساكنة‬
‫التنوين‬ ‫الحرف‬ ‫التنوين‬ ‫الحرف‬ ‫التنوين‬ ‫الحرف‬
‫في كلمتين‬ ‫في كلمة‬ ‫في كلمتين‬ ‫في كلمة‬ ‫يف كلمتني‬ ‫يف كلمة‬

‫نفسًا زكية‬ ‫فإن زللتم‬ ‫أنزل‬ ‫ز‬ ‫جباراً شقياً‬ ‫فمنْ شهد‬ ‫ينشئ‬ ‫ش‬ ‫عَمَالً صَالِحاً‬ ‫ولَمَنْ صَبَرَ‬ ‫يَنْصُرْكُمْ‬ ‫ص‬
‫سوء فاسقني‬ ‫وإن فاتكم‬ ‫ينفق‬ ‫ف‬ ‫مثالً قرية‬ ‫وإن قيل‬ ‫وينقلب‬ ‫ق‬ ‫ظلٍ ذي‬ ‫مَنْ ذَا‬ ‫لِيُنْذِرَ‬

‫جنات جترى‬ ‫وإن تبتم‬ ‫كنتم‬ ‫ت‬ ‫رجالً سلماً‬ ‫أن سيكون‬ ‫مِنْسأته‬ ‫س‬ ‫يومئذٍ مثانية‬ ‫من مثرة‪،‬‬ ‫أنْثى‬ ‫ث‬
‫مسفرة ضاحكة‬ ‫من ضل‬ ‫منضود‬ ‫ض‬ ‫عمالً دون‬ ‫من دون‬ ‫عنده‬ ‫د‬ ‫علياً كبرياً‬ ‫منْ كان‬ ‫ينْكثون‬ ‫ك‬
‫قوم ظلموا‬ ‫من ظلم‬ ‫ينظرون‬ ‫ظ‬ ‫كلمة طيبة‬ ‫فإن طنب‬ ‫ينطق‬ ‫ط‬ ‫ولكلٍ جعلنا‬ ‫منْ جاء‬ ‫ننجى‬ ‫ج‬

‫مراتب إلاخفاء من حيث القرب أو البعد عن مخرج النون ‪:‬‬


‫‪3‬ـ مرتبة متوسطة‪ :‬باقي حروف إلاخفاء‪.‬‬ ‫‪2‬ـ أبعد ما يكون‪ :‬ق ‪ ،‬ك‪.‬‬ ‫‪1‬ـ أقرب ما يكون‪ :‬ط ‪ ،‬د ‪ ،‬ت‪.‬‬
‫مالحظة مهمة‪ :‬تتأثر غنة إلاخفاء بصفات الحرف الذي بعدها فتارة تكون مفخمة وتارة تكون مرققة ‪.‬‬

‫الفرق بين إلاخفاء وإلادغام‬


‫إلادغام يكون في الحرف‬ ‫إلاخفاء يكون عند الحرف‬
‫ينتج عن إلادغام حرف أصلي‬ ‫ينتج عنه حرف فرعي يتردد بين مخرج النون والحرف الذي تخفى عنده‬
‫إلادغام يصحبه تشديد‬ ‫إلاخفاء عار عن التشديد‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫غنة إلادغام مرققة دائما‬ ‫غنة إلاخفاء تتبع ما بعدها تفخيما وترقيقا‬
‫ال يكون إال في كلمتين‬ ‫يكون في كلمة واحدة ويكون في كلمتين‬

‫(‪ )16‬ند الفااا‪ :‬أي الااقيا وا ب للفااا‪ :‬أي متعني لى ال ـهص الفااـاا رملهـا‪ :‬أي اإلشـارة للي ـاا يف كلـم‪ :‬أي يف أوا ـا كلمـات الايـت التـاي‪ .‬قـد اـمنت ا‪:‬‬
‫أي مجعت ا ‪.‬‬
‫(‪ )17‬معىن الايت‪ :‬هات أوصاا ال هص الذي سـتح املـدو والثنـاةا ا يـد يف ضعلـه و ملـه صـاحب اد ـألة السـامية واةـألل الصـاحلةا كـح يـب الآلـب وتـلود مـح‬
‫التآوى وال تلتفت ل مح ظلمك أو ال تعنه لى ظلمه ‪.‬‬
‫ـ ‪ 06‬ـ‬
‫أَحْكَامُ النُّونِ وَاملِيمِ املُشَدَّدَتَيْنِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(‪)18‬‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ً‬
‫َو َس ِم كال َح ْرف غ َّن ٍة َب َدا‬ ‫ش ِد َدا‬ ‫ن ًونا‬ ‫ث َّم‬ ‫ِم ًيما‬ ‫َوغ َّن‬

‫يجب إظهار غنة امليم والنون حال تشديدهما نحو‪{ :‬من اجلنّة والنّاس} ونحو‪{ :‬ثُمّ نظَرَ} ويسمى كل‬
‫ً‬
‫منهما حرف غنة مشددا ‪.‬‬
‫تعريف الغنة‪ :‬صوت مجهور يخرج من الخيشوم وال عمل للسان به‪.‬‬
‫مراتب الغنة ‪ :‬أربع مراتب‪:‬‬
‫‪ )6‬أكمل ما تكون ‪ :‬في املشددتين واملدغمتين ـ إدغام النون في الواو والياء‪ .‬مثاله ‪ { :‬ثمَّ ـ إنَّ ـ من‬

‫يعمل ـ من وال }‪.‬‬

‫‪ )2‬كاملة ‪ :‬في النون وامليم املخفاتين في إلاخفاء الحقيقي والشفوي وإلاقالب‪ .‬مثاله‪ { :‬من فضة ـ‬

‫يأتيكم مباء ـ أنبئهم }‪.‬‬

‫‪ )1‬ناقصة ‪ :‬في النون وامليم الساكنتين املظهرتين وإلاظهار املطلق والشفوي‪ .‬مثاله ‪ { :‬أنعمت ـ الدنيا‬

‫ـ هم يوقنون }‪.‬‬

‫‪ )1‬أنقص ما تكون ‪ :‬في النون وامليم املتحركتين ‪ .‬مثال ‪ { :‬لَمَا ـ لنَا }‬

‫مالحظة ‪ :‬مقدار الغنة حركتان في املرتبة ألاولى‪ ،‬أما املراتب الثالثة الباقية ففيها أصل الغنة فقط‪.‬‬

‫(‪ )18‬شددا‪ :‬ادل للتثنيةا بدا‪ :‬ادل مح أصا الفعاا ومعناه ‪ :‬ظ ر‪.‬‬
‫ـ ‪ 07‬ـ‬
‫أَحْكَامُ الْمِيمِ السَّاكنةِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ َ ُ ْ َ‬
‫ف ل ِي َن ٍة ِل ِذي ال ِح َجا‬ ‫يم ِإن ت ْسكن ت ِجي ق ْب َل ال ِهجا ال أ ِل ٍ‬ ‫وا ِمل‬
‫ََ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ٌ‬ ‫َ َ‬
‫ِإخف ٌاء ْادغ ٌام َوِإظ َه ٌار فقط‬ ‫ض َبط‬ ‫ِمل ْن‬ ‫أ ْحك ُام َها ثالثة‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫َو َس ِم ِه الش ْف ِو َّي(‪ِ )19‬لل ُق َّر ِاء‬ ‫ِع ْن َد ال َب ِاء‬ ‫ِإلاخف ُاء‬ ‫فاأل َّو ُل‬
‫صغ ًيرا َيا َفتىَ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫َو َسم ْإد َغ ًاما َ‬
‫ِ‬ ‫ى‬ ‫ت‬ ‫ِب ِمث ِل َها أ‬ ‫ِإ ْدغ ٌام‬ ‫َوالث ِان‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ُ‬
‫َ‬
‫ِم ْن أ ْح ُر ٍف َو َس ِم َها ش ْف ِو َّي ْه‬ ‫ِإلاظ َه ُار ِفي ال َب ِق َّي ْه‬ ‫َوالث ِالث‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫اح َذ ْر َل َدى َواو َو َفا َأ ْن َت ْخ َ‬ ‫َو ْ‬
‫فاع ِر ِف‬ ‫التح ِاد‬
‫و ِ‬ ‫ِلق ِربها‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ال أ ِلف ل ِينة ِل ِذي ال ِحجا)‬ ‫ويقصد بقوله ‪( :‬وا ِمليم ِإن ت ْسك ْن ت ِجي ق ْبل ال ِهجا‬
‫أن امليم الساكنة تقع قبل حروف الهجاء غير ألالف اللينة ‪ ،‬ألن ألالف اللينة ال تأتي قبلها ميم ساكنة‪،‬‬
‫ً‬
‫وإنما يكون ما قبلها مفتوح دائما ‪ .‬ولذي الحجا ‪ :‬أي لذي العقل ‪.‬‬
‫إذن امليم الساكنة لها عند حروف الهجاء غير ألالف اللينة وأختيها ـ حيث إنها لم تأت وبعدها أحد‬
‫ً‬
‫حروف املد قطعا ـ ثالثة أحكام‪:‬‬
‫ألاول‪ :‬إلاخفاء ‪ :‬فتخفى مع بقاء غنتها إذا وقعت قبل ( الباء ) وال يكون إال في كلمتين‪ .‬نحو ‪{ :‬يعتصمْ‬
‫َ ً‬
‫بِاهلل} ويسمى إخفاء شفويا‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬وينبغي إطباق الشفتين وعدم كزهما وكذلك عدم ترك فرجة بينهما ‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬إلادغام ‪ :‬فتدغم بغنة في مثلها ‪ .‬وال يكون إال في كلمتين‪ .‬نحو‪ { :‬لَكُمْ مَا } و{ أَمْ مَنْ أَسَّسَ }‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ويسمى إدغاما صغيرا ‪.‬‬
‫ً‬
‫الثالث‪ :‬إلاظهار‪ :‬وقد يكون في كلمة أو في كلمتين ‪ .‬فيجب إظهارها عند الستة والعشرين حرفا الباقية‪.‬‬
‫َ َ ً‬
‫ويسمى إظها ًرا شفويا‪ .‬مثال ‪ { :‬متسون } { لعلكم تتقون }‬

‫‪،‬‬ ‫مالحظة‪ :‬تجب العناية بإظهارها عند الواو والفاء نحو‪ { :‬عليهم وال } التحادها مع الواو في املخرج‬
‫{وتركهم يف } ولقربها من مخرج الفاء‪.‬‬

‫(‪ )19‬سيح الفاة يف قوله ( ال ْفوي ) للارورة ال عر ة ‪.‬‬


‫ـ ‪ 08‬ـ‬
‫حُكْمُ المِ ألْ وَالمِ الْفِعْلِ‬
‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫فل َت ْع ِر ِف‬ ‫ِإظ َها ُر َها‬ ‫أوال ُه َما‬ ‫ِلال ِم أ ْل َحاال ِن ق ْب َل ألا ْح ُر ِف‬
‫َ ْ‬ ‫ُ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫(اب ِغ َح َّج َك َوخف َع ِق َيم ُه)‬ ‫من ْ‬
‫ِِ‬ ‫ق ْب َل ا ْرَب ٍع َم ْع َعش َر ٍة خذ ِعل َم ُه‬
‫َ (‪)21‬‬ ‫َ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وعشر ٍة أيضا ورمزها ف ِع‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫أ ْرَب ِع‬ ‫ِفي‬ ‫ِإ ْدغ ُام َها‬ ‫ثا ِن ِيه َما‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ ْ ُ َ َ ُ ْر َ ً ْ َ َ ْ (‪)22‬‬
‫دع سوء ظ ٍن ز ش ِريفا ِللكرم‬ ‫ِط ْب ث َّم ِص ْل ُر ْح ًما ت ُف ْز ِضف ذا ِن َع ْم‬
‫َ ْ َّ ْ (‪)20‬‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َّ ُ ْ‬
‫َوالال َم الاخ َرى(‪َ )23‬س ِم َها ش ْم ِس َّي ْه‬ ‫َوالال َم الاولى َس ِم َها قم ِريه‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َّ‬
‫ْ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ َ‬
‫ِفي ن ْح ِو ق ْل ن َع ْم َوقل َنا َوال َتقى‬
‫َ‬ ‫ُمطلقا‬ ‫ِف ْع ٍل‬ ‫وأظ ِه َرن ال َم‬

‫الالمات السواكن التي وردت في القرآن العظيم ‪:‬‬


‫‪ ‬الم الحرف ‪ :‬وهي ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫‪ )6‬الم ألامر ‪ :‬وهي الم ساكنة زائدة عن بنية الكلمة تقع قبل الفعل املضارع ‪ ،‬وتسبق بالفاء أو الواو أو ثم‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مثل‪{ :‬فلْيكتب} {وليأخذوا} {ثم ليقضوا}‪ .‬وحكمها إلاظهار وجوبا‪ ،‬وإن ابتدأ بها اختبارا فإنه يبتدئ بها‬
‫مكسورة؛ ألن العرب ال تبدأ بساكن ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ )2‬الم (هل) و(بل) ‪ :‬وهي الالم الساكنة الواقعة في هل وبل‪ ،‬وحكمها إلاظهار وجوبا‪ ،‬إال إذا وقع بعدها الم أو‬
‫راء فيجب إلادغام‪ ،‬وتقع الالم بعدهما‪ ،‬أما أن تأتي الراء بعدهما فلم يرد ذلك في القرآن في الم (هل)‪،‬‬
‫وإنما جاءت الراء بعد الم (بل) فقط‪ .‬كقوله تعالى‪{ :‬هل لكم من ما ملكت أميانكم}{بل رفعه}{بل ال يؤمنون}‬
‫‪ )1‬الم ال التعريف (الم املعرفة)‪ :‬وهي الم ساكنة زائدة عن بنية الكلمة مسبوقة بهمزة وصل مفتوحة عند‬
‫البدء‪ ،‬تتصل باالسم ولها عند حروف الهجاء حالتان ‪:‬‬
‫ً‬
‫ألاولى‪ :‬إلاظهار وجوبا عند الهمز والباء والغين والحاء والجيم والكاف والواو والخاء والفاء والعين والقاف‬
‫والياء وامليم والهاء نحو‪ :‬آلايات‪ .‬البر‪ .‬الغنى‪ .‬الحليم‪ .‬الجليل‪ .‬الكريم‪ .‬الودود‪ .‬الفتاح‪ .‬العليم‪ .‬القادر‪ .‬اليمين‪.‬‬
‫امللك‪ .‬الهادي‪ .‬وتسمى حينئذ الالم القمرية‪ .‬وسبب إلاظهار هو ُب ْع ُد املخرج‪.‬‬
‫التائبون‪َّ .‬‬‫الرحمن‪َّ .‬‬ ‫الثواب‪َّ .‬‬
‫الصالة‪َّ .‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫الضالين‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬إلادغام وجوبا في بقية ألاحرف نحو‪ :‬الطامة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫الدين‪َّ .‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الليل‪ .‬وتسمى حينئذ الالم الشمسية‪.‬‬ ‫السائحون‪ .‬الظاملون‪ .‬الزجاجة‪ .‬الشياطين‪ِ .‬‬ ‫الذاكرين‪ .‬الناس‪ِ .‬‬
‫وسبب إلادغام هو قرب املخرج ‪.‬‬

‫(‪ )20‬ضع ‪ :‬أي احفظ ا مد وت مح الو ي‪.‬‬


‫(‪ )21‬س َّيح امليم للارورة ال عر ة‪.‬‬
‫(‪ )22‬ب ‪ :‬أي كح يب النفس والروو ا صا ‪ :‬صلة ادرحام تيسب صاحا ا الفوز والسعادة يف الدار ح ا واستا صاحب اةري ودت نـك سـوة الظـحع دنـه ـورد‬
‫امل الك و د ا النار ا وزر اي املنللة حسح اد ألة الذي عفو و صفح دنه واسيك بعلمه وبربه ‪.‬‬
‫(االو ـ ُاال رى) هيذا تلفظ بالنآاا للارورة ال عر ةا ومواضآة لاع جهاات العرب ال ي تنآا حركة اجهمل ل الساكح الذي قالها كروا ة ورش‪.‬‬ ‫(‪ )23‬قوله ُ‬
‫ـ ‪ 09‬ـ‬
‫َْ َ‬ ‫ْ َّ َ‬
‫قول الناظم ‪ ( :‬وأظ ِه َرن ال َم ِف ْع ٍل ُمطلقا) أي الم الفعل‪ :‬وهي الالم الساكنة الواقعة في فعل ‪،‬سواء كان‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ماضيا مثل‪{ :‬جعلْنا } {الْتقى} أو مضار ًعا مثل‪:‬‬
‫ً‬ ‫ماضيا أو مضارعا أو أمرا‪ .‬وحكمها إلاظهار وجوبا سواء كان‬
‫ً‬
‫{وال يلْتفت } { يَلْتَقطْهُ} أو أمرا مثل‪ { :‬قلْ هو اهلل أحد} {قلْ نعم}‪ .‬وذلك بإعطائها زمن صفة البينية‪ .‬إال إذا وقع‬
‫بعدها الم أو راء فيجب إلادغام ‪.‬‬
‫َ َ َ‬
‫وقد أخذ أهل ألاداء على الناظم في هذا البيت وما سبقه من أبيات نظمها في الحديث عن الالمات‬
‫ً‬
‫السواكن ‪ :‬أنه تكلم عنها ولم يتمم ألاحكام املندرجة تحت هذا املبحث‪ ،‬وأنه ضرب مثاال بـ {قلْ} وهي تدغم إذا‬
‫جاء بعدها الم أو راء‪.‬‬
‫ً‬
‫وأما الم تساسم ‪ :‬وهي الالم الساكنة الواقعة في أصل بنية الاسم‪ ،‬وتكون متوسطة دائما‪ ،‬مثل‪{ :‬سلْطان}‬
‫ً‬
‫وحكمها إلاظهار وجوبا ‪.‬‬

‫يف املِثْلَيْنِ وَاملُتَقَارِبَيْنِ وَاملُتَجَانِسَيْنِ‬


‫َ‬ ‫َ ْْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫َح ْرف ِان ف ِاملثال ِن ِف ِيه َما أ َحق‬ ‫َّاتف ْق‬ ‫ات َواملخ ِار ِج‬ ‫الصف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ ْن ِفي‬
‫َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫ات اخ َتلفا ُيل َّق َبا‬ ‫الصف ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو ِفي‬ ‫تقا َرَبا‬ ‫َمخ َر ًجا‬ ‫َيكونا‬ ‫َوِإ ْن‬
‫ََ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ َ (‪)24‬‬
‫ات ح ِققا‬ ‫لصف ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ‬
‫ِفي مخ َر ٍج دون ا ِ‬ ‫َّاتفقا‬ ‫َيكونا‬ ‫أ ْو‬ ‫ُم ْتقا ِرَب ْي ِن‬
‫َأ َّو ُل ُكل َف َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫الص ِغ َير َس ِم َي ْن‬ ‫ٍ‬ ‫َسك ْن‬ ‫ِبامل َت َجا ِن َس ْي ِن ث َّم ِإ ْن‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ْ (‪)25‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ك ٌّل ك ِب ٌير واف َه َم ْن ُه ِباملثل‬
‫ُ‬ ‫ف ُق ْل‬ ‫الح ْرف ِان ِفي ك ٍل‬ ‫أ ْو ُح ِر َك‬

‫الحرفان امللتقيان لهما ثالث حاالت ‪:‬‬


‫ً‬
‫الحالة ألاولى‪ :‬أن يكونا من مخرج واحد ومتفقين في جميع الصفات‪ ،‬على أن يكون ألاول ساكنا والثاني‬
‫ً‬
‫متحركا ويسمى "إدغام متماثلين"‪ .‬مثل ‪ { :‬وليكتب بينكم} {يدرككُّم} {يوجههُّ}‪ .‬ويشترط في إلادغام املتماثلين ‪:‬‬
‫‪ )6‬أال يكون الحرف ألاول حرف مد نحو‪{ :‬قالوا وهم } { يف يوم} وإال وجب إلاظهار‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ )2‬أو هاء سكت في قوله تعالى‪{ :‬ماليه هلك} فإن فيها وجهان وصال ‪ :‬إلادغام وإلاظهار أي السكت ‪.‬‬
‫ً‬
‫الحالة الثانية‪ :‬أن يتقاربا في املخرج مع اتفاقهما في بعض الصفات‪ ،‬على أن يكون ألاول ساكنا والثاني‬
‫ً‬
‫متحركا ‪ ،‬ويسمى " إدغام متقاربين" ‪ .‬وعند حفص ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إدغام الالم في الراء ‪{ :‬وقل رب} { بل ربكم}‪ .‬ويستثنى من ذلك ‪{ :‬بل ران} لوجود السكت ‪.‬‬
‫ب‪ -‬القاف في الكاف ‪{ :‬خنلقكم} ‪.‬‬
‫ً‬
‫ت‪ -‬الالم الشمسية في (‪ )61‬حرفا؛ ألن الالم مع الالم متماثلين ‪.‬‬
‫ث‪ -‬النون الساكنة في حروف (لم يرو) ‪.‬‬

‫(‪ )24‬بدل التثنية ا دة لى احلرضني امللتآيني مبعىن ُمسِّيا النوو هي نوو التوكيد اةفيفة ا واملثا ‪ :‬مجع مثال‪.‬‬
‫(‪ )25‬النوو هي نوو التوكيد اةفيفة ا والْ ُمثُا‪ :‬مجع مثال‪.‬‬
‫ـ ‪ 21‬ـ‬
‫ً‬
‫الحالة الثالثة ‪ :‬أن يتفقا في املخرج ويختلفا في بعض الصفات‪ .‬على أن يكون ألاول ساكنا والثاني‬
‫ً‬
‫متحركا ويسمى " إدغام متجانسين " ‪ .‬ويقسم إلى قسمين ‪:‬‬
‫ـ الدال في التاء {قد تبني}‬ ‫ـ التاء في الطاء {هلمت طائفة}‬ ‫‪1‬ـ إدغام متجانسين صغير كامل في‪:‬‬
‫{أثقلت دَعَوَا}‬ ‫ـ التاء في الدال‬ ‫ـ الذال في الظاء {إذ ظلموا}‬

‫ـ الثاء في الذال {يلهث ذلك}‬ ‫ـ الباء في امليم {اركب معنا}‬


‫‪ .2‬إدغام متجانسين صغير ناقص‪ :‬حرف الطاء في التاء‪{ :‬فرطتم}{أحطت} {بسطت}{فرطت} فالطاء حرف‬
‫قوي مطبق مستعلي أما التاء فحرف ضعيف وال يصح إدغام القوي بالضعيف إال إذا وردت الرواية بذلك‪ ،‬لذا‬
‫ً‬
‫ندغم وجوبا فنطبق على طاء ونلغي القلقلة ونفتح على تاء‪ ،‬مع إبقاء صفة الاستعالء وإلاطباق في الطاء ‪.‬‬

‫مالحظة ‪:‬‬
‫ً‬
‫إلادغام الكامل ‪ :‬هو ما ذهب فيه الحرف املدغم ذاتا وصفة ‪.‬‬
‫إلادغام الناقص ‪ :‬هو ما ذهبت فيه ذات الحرف املدغم وبقيت صفته ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إلادغام الصغير ‪ :‬أن يدغم الحرفان ويكون ألاول ساكنا والثاني متحركا ‪.‬‬
‫إلادغام الكبير ‪ :‬هو إدغام حرف متحرك بحرف متحرك ‪.‬‬

‫ـ ‪ 20‬ـ‬
‫أقْسَامُ املَدِّ‬
‫َ‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َأ ْ‬ ‫َْ‬
‫َو ُهو‬ ‫َو َس ِم أ َّوال ط ِبي ِع ًّيا‬ ‫ل ُه‬ ‫َوف ْر ِع ٌّي‬ ‫ص ِل ٌّي‬ ‫َوامل ُّد‬
‫ُ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ ٌ َ‬ ‫َ‬
‫ت ْج َتل ْب‬ ‫الح ُروف‬ ‫َوال ِب ُدو ِن ِه‬ ‫ت َوقف ل ُه َعلى َس َب ْب‬ ‫َما ال‬
‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫َيكو ْن‬ ‫َجا َب ْع َد َم ٍد فالط ِب ِيع َّي‬ ‫َح ْر ٍف َغ ْي ُر َه ْم ٍز أ ْو ُسكو ْن‬ ‫بل أ ُّي‬
‫َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ُ ُ ن ُ ْ َ (‪)27‬‬ ‫َ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫سبب كهم ٍز أو سكو ٍ مسجال‬ ‫َعلى‬ ‫َم ْوقوف‬ ‫الف ْر ِع ُّي‬ ‫َوآلاخ ُر‬
‫وح َيها‬
‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫م ْن َل ْفظ َ‬ ‫َ َ (‪)26‬‬ ‫َ ََ ٌ‬ ‫ُ‬
‫ُح ُروف ُه‬
‫اي) وه َي ِفي ن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫(و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِعيها‬ ‫ثالثة‬
‫ط َو َف ْت ٌح َق ْب َل َأ ْلف ُي ْل َتز ْمَ‬ ‫َ ْ ٌ‬
‫شر‬ ‫ض ْم‬ ‫َق ْب َل ْال َيا َو َق ْب َل ْالواو َ‬ ‫َوالك ْس ُر‬
‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ ٌ َ‬ ‫م ْن َها ْال َيا َو َو ٌاو ُسكناَ‬
‫اح ق ْب َل ك ٍل أ ْع ِل َنا‬ ‫ِإن ان ِفت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الل ُين‬ ‫و ِ‬
‫َ‬

‫تعريف املد ‪ :‬هو إطالة الصوت بحرف من حروف املد ‪.‬‬


‫وينقسم إلى قسمين ‪:‬‬
‫‪ .6‬مد أصلي ‪ :‬وهو املد الطبيعي الذي ال تقوم ذات حرف املد إال به وال يتوقف على سبب من همز أو‬
‫سكون‪ ،‬ومقداره حركتان ‪.‬‬
‫‪ .2‬مد فرعي ‪ :‬وهو الذي يتوقف على سبب من همز أو سكون‪ .‬وسيأتي بيانه‪.‬‬

‫حروف املد‪ :‬مد ثالثة‪ ( :‬واي)‬


‫ً‬
‫ـ ألالف اللينة وال يكون ما قبلها إال مفتوحا‪.‬‬
‫ـ الواو الساكنة املضموم ما قبلها‪.‬‬
‫ـ الياء الساكنة املكسور ما قبلها‪.‬‬
‫وقد اجتمعت الثالثة في لفظ {نُوحِيهَا} وإن سكنت الواو والياء وانفتح ما قبلهما نحو‪{ :‬خوف}‬

‫{بيت} ُسميا حرفي لين‪.‬‬

‫(‪ )26‬ضعي ا‪ :‬ادصا حذا حرا العلة من ا وهي (الياة) دنه أمر ضتصاح (ضع ا) ا لينه أوات ا ارورة شعر ة‪ .‬نظر ‪:‬ااط حتفة اد فال حلسح الوراقي املصري‪.‬‬
‫(‪ )27‬مساأل ‪ :‬عين مطلآا‪.‬‬
‫ـ ‪ 22‬ـ‬
‫أحكامُ املَدِّ‬
‫الل ُز ْ‬‫َ ْ َ ْ ُ ُ ُ َ ْ َ َ ُ َ ُّ‬ ‫َت ُد ْ‬ ‫َ ََ ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫وم‬ ‫وهي الوجوب والجواز و‬ ‫وم‬ ‫ثالثة‬ ‫أ ْحك ٌام‬ ‫ِلل َم ِد‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِفي ِكل َم ٍة َوذا ِب ُم َّت ِص ْل ُي َعد‬ ‫ف َو ِاج ٌب ِإ ْن َج َاء َه ْم ٌز َب ْع َد َمد‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َو َجائ ٌز َم ٌّد َو َق ْ‬
‫ك ٌّل ِب ِكل َم ٍة َو َهذا امل ْنف ِص ْل‬ ‫ص ٌر ِإ ْن ف ِص ْل‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ ُ نُ‬ ‫َ‬
‫ن ْس َت ِع ُين‬ ‫ك َت ْعل ُمو َن‬ ‫َوق ًفا‬ ‫َ‬
‫َو ِمثل ذا ِإن ع َرض السكو‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ُ َ (‪)29‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫َب َد ْل ك َآم ُنوا َوِإ َيم ًانا خذا‬ ‫أ ْو ق ِد َم ال َه ْم ُز َعلى امل ِد َوذا‬
‫ُ َ (‪)30‬‬ ‫َ ْ ً ْ‬ ‫َ (‪)28‬‬ ‫ُّ ُ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫صال َو َوق ًفا َب ْع َد َم ٍد ط ِوال‬ ‫و‬ ‫السكون أ ِصال‬ ‫َوال ِز ٌم ِإ ِن‬

‫ينقسم املد الفرعي إلى‪ :‬واجب وجائز والزم‪.‬‬

‫فاألول‪ :‬املد الواجب هو املد املتصل‪ :‬وهو ما تقدم فيه حرف املد على الهمز واتصال في كلمة واحدة‬
‫نحو‪{ :‬جاء} {قروء} {جيء}‪ .‬ومقدار مده‪ :‬أربع حركات أو خمس عند حفص من طريق الشاطبية ‪.‬‬

‫والثاني‪ :‬املد الجائز وهو ثالثة أنواع ‪:‬‬


‫ً‬
‫‪ .6‬املد املنفصل‪ :‬وهو ما وقع بعده الهمز منفصال عنه في كلمة أخرى نحو‪{ :‬يا أيها}{قولوا آمنا}{ويف‬

‫أنفسكم}‪ .‬ومقدار مده‪ :‬أربع أو خمس حركات عند حفص من طريق الشاطبية‪ .‬وأما وجه القصر فهو من طريق‬
‫الطيبة‪.‬‬
‫‪ .2‬املد العارض‪ :‬وهو الذي عرض فيه بعد حرف املد أو اللين سكون للوقف نحو‪{ :‬نستعني} {متاب}‬

‫{املفلحون} {بيت}{خوف}‪ .‬ومقداره حركتان أو أربع أو ست‪.‬‬


‫‪ .1‬املد البدل‪ :‬وهو ما تقدم فيه الهمز على حرف املد نحو‪{ :‬آمنوا} {إمياناً} {أوتوا}‪ .‬ومقدار مده‪:‬‬
‫حركتان ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والثالث‪ :‬الالزم‪ :‬وهو أن يأتي حرف املد وبعده سكون الزم وصال ووقفا نحو ‪{ :‬دابّة} {ءاآلن} {امل}‪.‬‬
‫وله أقسام أربعة يبينها في ألابيات التالية‪.‬‬

‫(‪ )28‬أصله ‪ :‬ذو ا وأبدلت نوو التوكيد اةفيفة ألفا ‪.‬‬


‫ُصأل‪ :‬عين سيوو أصلي وليس بعارض‪.‬‬ ‫(‪ )29‬أ ِّ‬
‫(‪ُِّ )30‬وال‪ :‬ضعا ماض ماين للما ول ا و عين ‪ :‬ال مآدار مده للوما ند احملآآني مح أها ادداة مبآدار ست حركاتا وادل لإل ألة‪.‬‬
‫ـ ‪ 23‬ـ‬
‫أقسام املد الَّالزم‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫َم َع ْه‬ ‫َو َح ْر ِف ٌّي‬ ‫ِكل ِم ٌّي‬ ‫َو ِتل َك‬ ‫أق َس ُام ال ِز ٍم ل َد ْي ِه ْم أ ْرَب َع ْه‬
‫ُت َف َّ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ‬
‫ص ُل‬ ‫أ ْرَب َعة‬ ‫ف َه ِذ ِه‬ ‫ُمث َّق ُل‬ ‫ُمخ َّفف‬ ‫ِكال ُه َما‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َم ْع َح ْر ِف َم ٍد ف ْه َو ِكل ِم ٌّي َوق ْع‬ ‫اج َت َم ْع‬ ‫ْ‬ ‫ُسكو ٌن‬ ‫ف ِإ ْن ِب ِكل َم ٍة‬
‫َو ْسط ُه ف َح ْر ِف ٌّي َب َدا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َوامل ُّد‬ ‫وف ُو ِج َدا‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ‬
‫أو ِفي ثال ِث ِي الح ُر ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ٌ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َمخ َّفف ك ٌّل ِإذا ل ْم ُي ْدغ َما‬ ‫أ ْد ِغ َما‬ ‫ِإ ْن‬ ‫ُمث َّق ٌل‬ ‫ِكال ُه َما‬
‫ْان َح َ‬ ‫َ‬ ‫و ُج ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ‬
‫ص ْر‬ ‫ود ُه َو ِفي ث َم ٍان‬ ‫الس َو ْر‬
‫ُّ‬ ‫الال ِز ُم ال َح ْر ِف ُّي أ َّو َل‬ ‫و‬
‫ص‬ ‫والطو ُل َأ َخ ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫َو َع ْي ُن ذو َو ْج َه ْي ِن‬ ‫ص)‬ ‫وف َ(ك ْم َع َس ْل َن َق ْ‬ ‫َ ْ َ َُ ُ ُ ُ‬
‫يجمعها حر‬
‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ُّ َ‬
‫َم ًّدا ط ِبي ِع ًّيا أ ِلف‬ ‫ف َم ُّد ُه‬ ‫الح ْر ِف الثال ِثي ال أ ِلف‬ ‫َو َما س َوى َ‬
‫ِ‬
‫(حي َطاهر) َقد ْان َح َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َو َذ َ‬
‫ص ْر‬ ‫ِفي لف ِظ ٍ ِ ٍ ِ‬ ‫الس َو ْر‬ ‫ُّ‬ ‫اك أ ْيضا ِفي ف َوا ِت ِح‬
‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫(صل ُه ُس َح ْي ًرا َم ْن قط ْع َك) ذا اش َت َه ْر‬ ‫ِ‬ ‫َو َي ْج َم ُع الف َوا ِت َح ألا ْرَب ْع َعش ْر‬

‫ينقسم املد الالزم إلى أربعة أقسام‪:‬‬


‫‪ ‬الزم كلمي مثقل‪ :‬هو أن يأتي بعد حرف املد حرف ساكن مدغم في كلمة واحدة نحو‪{ :‬احلاقّة}‬

‫{الطّامّة}‪.‬‬

‫‪ ‬الزم كلمي مخفف‪ :‬هو أن يأتي بعد حرف املد حرف ساكن في كلمة واحدة ‪{ :‬ءاآلن} وال يوجد في‬
‫ً‬
‫القرآن غيرها ‪ ،‬وقد وردت في وضعين من سورة يونس‪ .‬فتمد ألالف املبدلة هنا من همزة الوصل لزوما‬
‫عند جميع القراء بالطول ـ ست حركات ـ ولها وجه آخر وهو التسهيل ‪ .‬وإلابدال هو املقدم أداء‪.‬‬
‫‪ ‬الزم حرفي مثقل‪ :‬وهو أن يأتي حرف في فواتح بعض السور هجاؤه ثالثة أحرف‪ ،‬أوسطها حرف مد‪،‬‬
‫والثالث مدغم في الحرف الذي بعده ‪ ،‬نحو ‪ :‬الالم من {امل}‪.‬‬
‫‪ ‬الزم حرفي مخفف‪ :‬وهو أن يأتي حرف في فواتح بعض السور هجاؤه على ثالثة أحرف ‪ ،‬أوسطها حرف‬
‫مد ‪ ،‬ولكن الحرف الثالث ساكن ‪،‬نحو ‪ :‬قاف من {ق} ‪.‬‬
‫والالزم الحرفي بنوعيه ال يكون إال في الحروف الثالثية التي وسطها ساكن من حروف فواتح السور وهي‬
‫ثمانية‪ :‬يجمعها لفظ (كم عسل نقص) أو ( نقص عسلكم)‪.‬‬
‫مقدار املد في الالزم‪ :‬مقدار كل من ألاقسام ألاربعة ست حركات على الراجح املشهور‪ ،‬إال (عين) ففيها‬
‫الطول والتوسط‪ ،‬والطول أرجح ‪.‬‬
‫وأما ما كان من حروف فواتح السور على حرفين؛ وذلك خمسة أحرف يجمعها لفظ (حي طهر) فيمد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مدا طبيعيا ‪.‬‬
‫ً‬
‫وأما ألف فال مد فيه أصال ‪.‬‬
‫ـ ‪ 24‬ـ‬
‫ً‬
‫وقد جمع العلماء الحروف املقطعة في أوائل السور ـ وعددها ‪ 61‬حرفا قد وردت في تسع وعشرين سورة‬
‫ً‬
‫ـ بقولهم ( نص حكيم قاطع له سر ) أو كما قال صاحب التحفة ‪ ( :‬صله سحيرا من قطعك ) ويقصد بقوله‬
‫هذا ‪ :‬من قطعك فال تقطعه بل بادر إلى صلته وذلك بالدعاء له في الثلث ألاخير من الليل‪.‬‬

‫ملحظ‪:‬‬
‫ً‬
‫ولم يذكر الشيخ الجمزوري رحمه هللا في منظومته مد الصلة وال مد العوض وسوف نذكرهما تتميما‬
‫للفائدة ‪:‬‬
‫مد العوض ‪ :‬هو مد في حالة الوقف على تنوين النصب فقط ‪ ،‬مثل ‪{ :‬رحيماً} ويمد مقدار حركتين‬
‫فقط‪.‬‬
‫مد الصلة ‪ :‬وهو مد خاص بصلة هاء الضمير التي للمفرد املذكر الغائب ‪ ،‬وتتصل باألسماء وألافعال‬
‫والحروف ‪ .‬وينقسم إلى قسمين ‪:‬‬
‫‪1‬ـ مد صلة صغرى ‪ :‬وهو إذا لم يأت بعد الهاء همز ‪ ،‬مثل ‪ { :‬له ما يف }‪ .‬وهذا يلحق باملد ألاصلي ألنه‬
‫ال يجوز مده أكثر من حركتين ‪.‬‬
‫‪2‬ـ مد صلة كبرى ‪ :‬وهو أن يأتي بعد الهاء همز قطع ‪ ،‬مثل ‪{ :‬ماله أخلده}‪ .‬وهذا القسم يلحق باملد‬
‫الفرعي ‪.‬‬
‫ويشترط ملد الصلة أن تكون متحركة وقبلها متحرك وبعدها متحرك‪.‬‬
‫ويستثنى أربع كلمات خرجت عن القاعدة لورود الرواية بذلك‪:‬‬
‫{يرضه لكم} فقد تحقق فيها الشرط ولكنها ال تمد‪ ،‬بل تنطق مضمومة فقط ‪.‬‬
‫{فيه مهاناً} لم يتحقق فيها الشرط ولكنها تمد بمقدار حركتين‪ ،‬كما ثبت ذلك بالتلقي ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫{أرجه وأخاه} ال تمد‪ ،‬بل تلفظ ساكنة وصال ووقفا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫{فألقه إليهم} ال تمد‪ ،‬بل تلفظ ساكنة وصال ووقفا ‪.‬‬

‫ـ ‪ 25‬ـ‬
‫اخلامتة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت َن ِاهي‬ ‫ِبال‬ ‫ت َم ِام ِه‬ ‫َعلى‬ ‫النظ ُم ِب َح ْم ِد الل ِه‬ ‫ذا‬ ‫َوت َّم‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ُي ْت ِق ُن َها‬ ‫تا ِريخ َها ُبش َرى ِمل ْن‬ ‫الن َهى‬‫ُّ‬ ‫ن ٌّد َبدا ِل ِذ‬ ‫أ ْب َيات ُه‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫أ ْح َم َدا‬ ‫ِخ َت ِام ألان ِب َي ِاء‬ ‫َعلى‬ ‫السال ُم أ َب َدا‬ ‫الصالة و‬ ‫ث َّم‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َس ِام ِع‬ ‫وك ِل‬ ‫ق ِار ٍئ‬ ‫َوك ِل‬ ‫الص ْح ِب َوك ِل ت ِاب ِع‬ ‫َو َّ‬ ‫آلال‬
‫و ِ‬
‫َ‬

‫ثم يختم الشيخ الجمزوري رحمه هللا منظومته كما بدأها بالحمد هلل سبحانه ثم الصالة والسالم على‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ‪.‬‬
‫ً‬
‫عدد أبيات املنظومة ‪ :‬رمز لعدد أبياتها بقوله ‪" :‬ند بدا" أي‪ 16 :‬بيتا‪ ،‬وهذا على حساب الجمل‪:‬‬
‫ا = ‪ 6‬مجموعه ‪16 :‬‬ ‫د=‪1‬‬ ‫ب=‪2‬‬ ‫د=‪1‬‬ ‫ن = ‪26‬‬
‫والند ‪ :‬هو نبت طيب الرائحة‪ ،‬بدا ‪ :‬بمعنى ظهر أي عبقت رائحته ‪ .‬لذي ‪ :‬لصاحب ‪ ،‬النهى ‪ :‬العقل ‪.‬‬
‫ً‬
‫وأما تاريخ تأليفها فهو ‪ :‬عام ألف ومائة وثمانية وتسعين من الهجرة النبوية ‪ .‬وقد رمز لذلك أيضا بقوله‪:‬‬
‫" بشرى ملن يتقنها "‪ .‬وقيمة هذه الحروف بحساب الجمل‪:‬‬
‫ل = ‪16‬‬ ‫ي = ‪66‬‬ ‫ر = ‪266‬‬ ‫ش = ‪166‬‬ ‫ب=‪2‬‬
‫ق = ‪666‬‬ ‫ت = ‪166‬‬ ‫ي = ‪66‬‬ ‫ن = ‪26‬‬ ‫م = ‪16‬‬
‫مجموعهم ‪.6613‬‬ ‫ا=‪6‬‬ ‫ه=‪2‬‬ ‫ن = ‪26‬‬

‫جدول حساب الجمل‬

‫ي‬ ‫ط‬ ‫ح‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫ب‬ ‫ا‬
‫‪66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬
‫ر‬ ‫ق‬ ‫ص‬ ‫ف‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ك‬
‫‪266‬‬ ‫‪666‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪26‬‬
‫غ‬ ‫ظ‬ ‫ض‬ ‫ذ‬ ‫خ‬ ‫ث‬ ‫ت‬ ‫ش‬
‫‪6666‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪366‬‬ ‫‪466‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪266‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪166‬‬

‫وصلى هللا على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‬

‫ـ ‪ 26‬ـ‬
‫المحتويات‬

‫املقدمة ‪2 ............................... ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫ترجمة إلامام عاصم بن أبي النجود ‪1 ................. ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫ترجمة إلامام حفص بن سليمان ‪1 ..................... ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫وري ‪1 ............ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬ ‫ُ ََْ ُ ُ َ َ ْ ُ‬


‫ترجمة الناظم‪ :‬سليمان هو الجمز ِ‬
‫تعريف التجويدوحكمه وثمرته وفائدته ‪2 ........... ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫نشأة وتدوين علم التجويد ‪1 ............................... ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫منهج حفص في الاستعاذة والبسملة ‪3 ................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫مقدمة املنظومة ‪66.............. ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ َ َ َّ ْ‬ ‫َ ْ َ ُ ُّ‬
‫أحكام النو ِن الس ِاكن ِة والتن ِ‬
‫وين ‪66...................... ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫الحكم ألاول إلاظهار ‪62........................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫الحكم الثاني‪ :‬إلادغام ‪61..................................... ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫الحكم الثالث‪ :‬إلاقالب [القلب] ‪62..................... ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫الحكم الرابع‪ :‬إلاخفاء ‪61...................................... ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫َُ َ‬ ‫َأ ْح َك ُام ُّ‬
‫النو ِن َوا ِمل ِيم املش َّد َدت ْي ِن ‪64........................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫اكنة ‪63....................................... ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬ ‫َأ ْح َك ُام ْ ِامليم َّ‬
‫الس ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ ْ‬ ‫ُ ْ ُ‬
‫الم ال ِف ْع ِل ‪61.................................. ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫الم أل و ِ‬
‫حكم ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ‬
‫في ا ِملثل ْي ِن َوامل َتق ِارَب ْي ِن َوامل َت َجا ِن َس ْي ِن ‪26................... ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫أق َس ُام امل ِد ‪22........................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫ُ َ‬
‫أحكام امل ِد ‪21........................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ‬
‫أقسام املد الالزم ‪21............. ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫الخاتمة ‪21............................. ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫ـ ‪ 27‬ـ‬

You might also like