You are on page 1of 9

‫املنهج الرتبوي يف القرآن الكرمي‬

‫القرآن الكرمي هو دستور احلياة وكتاب نور وعلم وهداية‪ ،‬ومنهج شامل‬
‫وبيان لكل جوانب احلياة وما حيتاجه االنسان من معرفة حتدد له أطر العالقة بربه‬
‫ونفسه وجمتمعه‪ ،‬وهو كتاب تربية واعداد مساوي انطالقا من اإلميان باهلل الواحد‬
‫األحد رب العاملني‪ ،‬فاهلل تعاىل هو رب العاملني‪ ,‬وكلمة الرب مشتقة من الرتبية‬
‫وهي حتمل معاين العناية والرعاية واإلصالح والتأديب‪،‬وعليه فان اهلل اخلالق تعاىل‬
‫ذك ره ه و املريب واملؤدب اإلنس ان من خالل اإلنبي اء والرس االت الس ماوية ال يت‬
‫تضمنت أمسى وأرفع القيم األخالقية اليت ترتقي باإلنسان وجتعله مؤهال ملسؤولية‬
‫خالفة اهلل يف األرض‪ ،‬واىل هذا يشري رسول اهلل (ص) بقوله‪" :‬أدبين ريب فأحسن‬
‫تأدييب"‪ .‬ورسول اهلل (ص) هو املريب األول هلذه األمة بالقرآن‪ ،‬فقد أشرف على‬
‫تربية جيل من الناس فكان ذلك اجليل ظاهرة فريدة عجيبة مل يشهد التاريخ هلا‬
‫مثيال حىت اآلن‪ ،‬حبيث استطاع هذا الرجل العظيم أن يعيد بناء اإلنسان العريب‬
‫اجلاهلي وخيرج ه من ظلم ات التص حر الفك ري والعقائ دي واألخالقي‬
‫ِ‬
‫ث‬‫(ه َو الَّذي َب َع َ‬
‫واإلجتماعي اىل نور االميان واملعرفة ومسو اخللق ومساحة الذات ُ‬
‫اب َواحْلِ ْك َم ةَ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني َر ُس والً مْن ُه ْم َيْتلُ و َعلَْي ِه ْم آيَات ه َويُ َز ِّكي ِه ْم َويُ َعلِّ ُم ُه ُم الْكتَ َ‬
‫يِف اأْل ُِّميِّ َ‬
‫ض ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ) اجلمعة‪.2-‬‬ ‫الل ُمبِ ٍ‬ ‫َوإِ ْن َكانُوا م ْن َقْب ُل لَفي َ‬
‫ك إِ َّن‬ ‫رِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫{ي ا ب أَقِ ِم الصَّاَل َة وأْم ر بِالْمعر ِ‬
‫َص ابَ َ‬
‫أ‬
‫َ َ‬‫ا‬ ‫م‬ ‫ى‬‫َ‬‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫اص‬
‫ُ َ ْْ‬‫و‬ ‫ر‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫وف‬
‫َ ُ ْ َ ُْ َ َ‬ ‫َ ُيَنَّ‬
‫األمو ِر} لقمان ‪17‬‬ ‫م‬‫ذلِك ِمن عزِ‬
‫َ َ ْ َْ ُ‬
‫ويف القرآن الكرمي جند أهداف الرتبية ومواضيعها السبعة وهي‪ :‬الرتبية العقيدية‪،‬‬
‫والرتبي ة اخلُلقي ة‪ ،‬والرتبي ة اجلس مية‪ ،‬والرتبي ة العقلي ة‪ ،‬والرتبي ة النفس ية‪ ،‬والرتبي ة‬
‫االجتماعي ة‪ ،‬والرتبي ة اجلنس ية‪ .‬وس وف نف رد حبث ا مفص ال لك ل موض وع من‬
‫مواضيع الرتبية القرآنية وأهدافها ان شاء اهلل الحقا‬
‫والشواهد القرآنية على أهداف الرتبية ومواضيعها كثرية ولكن قبل استعراضها‬
‫ال بد من اإلشارة اىل أمرين أساسيني‪:‬‬
‫األمر األول‪ :‬العبادات وآثارها الرتبوية‬
‫األمر الثاين‪ :‬األسلوب الرتبوي يف القرآن الكرمي‬
‫أوال ‪ :‬العبادات وآثارها الرتبوية‪:‬‬
‫مما الش ك في ه أن العب ادات ال يت اف رتض اهلل على عب اده تأديته ا والتزامها ال ختلو‬
‫من أه داف انطالق ا من حكم ة اهلل املتعالي ة يف الت دبري والتش ريع‪ ،‬وق د ننظ ر اىل‬
‫حكمة التشريع وغاياته واملصاحل املرجوة منه من زوايا متعددة اال اننا قد نغفل‬
‫أحيانا النظر اىل اجلانب الرتبوي الذي أراد اهلل تعاىل تعزيزه من خالل العبادة أو‬
‫التشريع‪ ،‬فلو أخذنا الصالة على سبيل املثال وهي رأس العبادات وعامود الدين‬
‫وقربان املؤمن ومعراج كل تقي‪ ،‬فقد ننظر اليها من زاوية معينة على اهنا عبادة‬
‫يراد من خالهلا التواصل مع اهلل واظهار اخلضوع والعبودية له‪ ،‬ولكن لو تأملنا‬
‫يف حكمة هذا التشريع وأبعاده أكثر لوجدنا أن الصالة هي عبادة تربوية بامتياز‪،‬‬
‫فهي‪:‬‬
‫أوال‪ ،‬ش كر هلل تع اىل على نعم ه اجلليل ة‪ ،‬والش كر ه و س لوك ترب وي اجيايب تتبن اه‬
‫{ولََق ْد آَتْينَ ا لُْق َم ا َن احْلِ ْك َم ةَ أ َِن‬
‫الفطرة السليمة ويفرضه العقل ويستحسنه العرف َ‬
‫اش ُك ْر لِلَّ ِه َو َمن يَ ْش ُك ْر فَِإمَّنَا يَ ْش ُكُر لَِن ْف ِس ِه َو َمن َك َف َر فَ ِإ َّن اللَّهَ َغيِن ٌّ مَحِ ي ٌد} لقمان‬
‫ْ‬
‫‪.12‬‬
‫وثانيا‪ ،‬هتذيب للنفس وتطويع هلا على طاعة اهلل واالبتعاد عن املعاصي واملوبقات‬
‫اب َوأَقِ ِم َّ‬
‫الص اَل َة إِ َّن َّ‬
‫الص اَل َة َتْن َهى َع ِن‬ ‫ك ِمن الْ ِكتَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫األخالقي ة {اتْ ُل َم ا أُوح َي إلَْي َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَنعُو َن} العنكبوت‪45‬‬ ‫الْ َف ْح َشاء َوالْ ُمن َك ِر َولَذ ْكُر اللَّه أَ ْكَبُر َواللَّهُ َي ْعلَ ُم َما تَ ْ‬
‫وهي ثالث ا‪ :‬مسة الص لحاء واألتقي اء املوص وفني ب اخللق الع ايل والس معة الطيب ة‬
‫ض َه ْون اً َوإِ َذا َخ اطََب ُه ُم‬
‫ين مَيْ ُش و َن َعلَى اأْل َْر ِ‬ ‫واألفعال احلميدة {و ِعب اد الرَّمْح ِن الَّ ِ‬
‫ذ‬
‫َ‬ ‫َ َُ َ‬
‫ين يَبِيتُو َن لَِرهِّبِ ْم ُس َّجداً َوقِيَاماً} (الفرقان ‪.)64- 63‬‬ ‫اهلُو َن قَالُوا ساَل ماً والَّ ِ‬
‫ذ‬
‫َ َ َ‬
‫اجْل ِ‬
‫َ‬
‫وهك ذا بالنس بة لعب ادة ثاني ة وهي الص وم ال ذي بني اهلل تع اىل الغاي ة واهلدف من ه‬
‫ين ِمن َقْبلِ ُك ْم‬
‫َ‬
‫الصيام َكم ا ُكتِب علَى الَّ ِ‬
‫ذ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫َ‬
‫بقوله {يا أَيُّها الَّ ِذين آمنُواْ ُكتِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫لَ َعلَّ ُك ْم َتَّت ُقو َن} البقرة‪183‬‬
‫فالص وم عب ادة روحي ة تربوي ة هتذيبي ة ليس املراد منه ا ص يام البط ون عن الطع ام‬
‫‪-‬وان ك ان للجس د نص يبه من فوائ د الص وم (ص وموا تص حوا)– وإمنا املطل وب‬
‫ص يام اجلوارح عن احلرام واىل ه ذا اهلدف تش ري األح اديث الش ريفة ال واردة عن‬
‫النيب األكرم (ص) واألئمة اهلداة (ع) فعن االمام الصادق (ع)‪" :‬ان الصيام ليس‬
‫من الطعام والشراب وحدمها فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب‪،‬وغضوا‬
‫أبصاركم عما حرم اهلل عليكم‪ ،‬وال تنازعوا‪ ،‬وال حتاسدوا‪،‬وال تغتابوا‪،‬وال متاروا‪،‬‬
‫وال ختالفوا‪ ،‬وال تس ابوا‪ ،‬وال تش امتوا‪ ،‬وال تظلم وا‪ ،‬وال تس افهوا‪،‬وال تض اجروا‪،‬‬
‫وال تغفلوا عن ذكر اهلل "‪.‬‬
‫وق د أش ار الن يب الك رمي يف خطب ة اس تقبال ش هر رمض ان وفض له اىل العدي د من‬
‫املض امني الرتبوية ال يت ال ب د أن تص احب الص وم وال يت تس تهدف الفرد واجملتمع‬
‫على حد سواء فقد اعترب (ص) أن عبادة الصوم ال بد أن تكون منطلقا حلسن‬
‫اخلل ق " من حس ن منكم يف ه ذا الش هر خلق ه ك ان ل ه ج واز على الص راط ي وم‬
‫ت زل في ه األق دام "‪ ،‬ومنطلق ا لإللتف ات اىل الن اس باحملب ة واخلري " وتص دقوا على‬
‫فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم وارمحوا صغاركم وصلوا أرحامكم "‪ .‬اىل‬
‫غري ذلك من األبعاد الرتبوية اليت حتفل هبا عبادة الصوم‪.‬‬
‫واذا أخ ذنا عب ادة احلج أيض ا وحاولن ا أن ن درس أبعاده ا الرتبوي ة فإنن ا جند أهنا‬
‫تس تهدف الشخص ية اإلنس انية وتتعاه دها بالرتبي ة انطالق ا من ك ون احلج حمط ة‬
‫للرج وع اىل اهلل ومراجع ة ال ذات‪ ،‬فاملناس ك الواجب ة يف احلج ب دءا ب اإلحرام‬
‫فالطواف مث السعي والرجم وغريها تريد لإلنسان املسلم أن خيرج من كل والء‬
‫أو تبعية لغري اهلل تعاىل وأن يطوف داعيا ملبيا نداء الفطرة نداء التوحيد‪ ،‬مث تريد‬
‫له أن خيرج من كربيائه وعلوه وأن يتواضع هلل مث للناس الذين جتمعه هبم وحدة‬
‫اخللق ان مل نقل وحدة الدين‪ ،‬وتريد له هذه العبادة العظيمة أن يرجم شيطان‬
‫ات فَ َمن‬ ‫نفسه ويتربأ من كل الشياطني اينما وجدوا وحلوا!‪{..‬احْلَ ُّج أَ ْش ُهٌر َّم ْعلُ َ‬
‫وم ٌ‬
‫وق والَ ِج َد َال يِف احْلَ ِّج و َم ا َت ْف َعلُ واْ ِم ْن َخرْيٍ‬‫َ‬ ‫س‬‫ُ‬‫ف‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ث‬‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬‫ال‬ ‫َ‬‫ف‬ ‫ج‬
‫َّ‬ ‫َ‬‫حْل‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ي‬‫َف رض فِ‬
‫َ َ‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫اب} البقرة‪.197‬‬ ‫ون يا أُويِل األَلْب ِ‬ ‫الت ْقوى و َّات ُق ِ‬
‫َّ‬ ‫الز ِ‬
‫اد‬ ‫َي ْعلَ ْمهُ اللّهُ َوَتَز َّو ُدواْ فَِإ َّن َخْيَر َّ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ثانيا‪ :‬األسلوب الرتبوي يف القرآن الكرمي‪:‬‬
‫جند يف القرآن الكرمي األساليب الرتبوية الكثرية واملتعددة األمناط واألشكال واليت‬
‫تراعي أحوال الفئات املستهدفة وامكانياهتم وقدراهتم العلمية واإلستيعابية نذكر‬
‫منها‪:‬‬
‫َّات جَتْ ِري‬ ‫َن هَل م جن ٍ‬ ‫‪ .1‬الرتبية بالرتغيب‪{ :‬وب ِّش ِر الَّ ِذين آمنُواْ وع ِملُواْ َّ حِل ِ‬
‫الص ا َات أ َّ ُ ْ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ََ‬
‫ِمن حَتْتِ َه ا األَْن َه ُار ُكلَّ َم ا ُر ِزقُواْ ِمْن َه ا ِمن مَثََر ٍة ِّر ْزق اً قَالُواْ َهـ َذا الَّ ِذي ُر ِز ْقنَ ا ِمن َقْب ُل‬
‫اج ُّمطَ َّهَرةٌ َو ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن} البقرة‪25‬‬ ‫و‬‫َز‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫يه‬‫وأُتُواْ بِِه متشاهِب اً وهَل م فِ‬
‫َُ َ َ ُ ْ َ َ ٌ‬ ‫َ‬
‫ف نُ َع ِّذبُ هُ مُثَّ يُ َر ُّد إِىَل َربِِّه َفُي َع ِّذبُ ُه‬ ‫ال أ ََّما َمن ظَلَ َم فَ َس ْو َ‬ ‫‪ .2‬الرتبي ة ب الرتهيب‪{ :‬قَ َ‬
‫َع َذاباً نُّ ْكراً} الكهف‪87‬‬
‫ات‬ ‫الص احِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ .3‬الرتبي ة ب الرتغيب وال رتهيب مع ا‪{ :‬فَأ ََّما الَّ ِ‬
‫ين َآمنُ واْ َو َعملُ واْ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬
‫ض لِ ِه وأ ََّما الَّ ِ‬
‫اس تَ ْكَبُرواْ َفُي َع ِّذبُ ُه ْم‬‫اس تَن َك ُفواْ َو ْ‬ ‫ين ْ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫زيد ُهم ِّمن فَ ْ َ‬ ‫ور ُه ْم َويَ ُ‬
‫ُج َ‬ ‫َفُي َوفِّي ِه ْم أ ُ‬
‫صرياً} النساء‪17‬‬ ‫ون اللّ ِه ولِياً والَ نَ ِ‬ ‫ع َذاباً أَلُيماً والَ جَيِ ُدو َن هَل م ِّمن د ِ‬
‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ .4‬الرتبية بالعقوبة الدنيوية‪{ :‬إِمَّنَا َج َزاء الَّ ِذين حُيَ ا ِربُو َن اللّ هَ َو َر ُس ولَهُ َويَ ْس َع ْو َن يِف‬
‫َ‬
‫ض فَس اداً أَن ي َقَّتلُ واْ أَو يص لَّبواْ أَو ُت َقطَّع أَي ِدي ِهم وأَرجلُهم ِّمن ِخ ٍ‬
‫الف أ َْو‬ ‫ْ َُ ُ ْ َ ْ َُُْْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫األ َْر ِ َ‬
‫يم} املائدة‬ ‫ظ‬‫اآلخ ر ِة ع َذاب ع ِ‬ ‫الد ْنيا وهَل م يِف ِ‬ ‫ُّ‬ ‫يِف‬ ‫ي‬ ‫ز‬ ‫ك هَل م ِ‬
‫خ‬ ‫ض َذلِ‬
‫يُن َف ْواْ ِم َن األ َْر ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُْ‬ ‫ُْ ْ ٌ‬ ‫َ‬
‫‪33‬‬
‫ص لِي ِه ْم نَاراً ُكلَّ َم ا‬
‫ْ‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫و‬‫س‬ ‫ا‬‫َ‬‫ن‬‫‪ .5‬الرتبية بالعقوبة األخروية‪{ :‬إِ َّن الَّ ِذين َك َفرواْ بِآياتِ‬
‫َ ُ َ َْ‬
‫اب إِ َّن اللّ هَ َك ا َن َع ِزي زاً‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫ْ‬ ‫و‬‫ق‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ذ‬
‫ُ‬ ‫ي‬‫ض جت جلُ ودهم ب َّدلْناهم جلُ وداً َغيره ا لِ‬ ‫نَ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬
‫َح ِكيماً} النساء‪56‬‬
‫ك َهـ َذا‬ ‫ص مِب َ ا أ َْو َحْينَ ا إِلَْي َ‬
‫ص ِ‬
‫َح َس َن الْ َق َ‬
‫كأْ‬ ‫ص َعلَْي َ‬ ‫‪ .6‬الرتبي ة بالقص ة‪{ :‬حَنْ ُن َن ُق ُّ‬
‫ني} يوسف‪3‬‬ ‫ِِ‬ ‫الْ ُقرآ َن وإِن ُك ِ ِ ِ ِ‬
‫نت من َقْبله لَم َن الْغَافل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫{مث ل الَّ ِذ ِ‬
‫ت‬‫ين يُنف ُق و َن أ َْم َواهَلُ ْم يِف َس بِ ِيل اللّ ه َك َمثَ ِل َحبَّة أَنبَتَ ْ‬
‫‪ .7‬الرتبي ة باملث ل‪َ ُ َ َّ :‬‬
‫يم}‬ ‫ِ ِ‬ ‫اع ِ‬ ‫س بع س نَابِل يِف ُك ِّل س نبلَ ٍة ِّمئَ ةُ حبَّ ٍة واللّ ه ي ِ‬
‫ف ل َمن يَ َش اءُ َواللّ هُ َواس ٌع َعل ٌ‬ ‫ض ُ‬ ‫َ َ َُُ‬ ‫ُُ‬ ‫ََْ َ َ‬
‫البقرة‪261‬‬
‫َّخ ُذواْ إِلـه ِ ا ْثَن ِ إِمَّنَا ه و إِله و ِ‬
‫اح ٌد‬ ‫ال اللّه الَ َتت ِ‬
‫َُ ٌ َ‬ ‫َ نْي نْي‬ ‫{وقَ َ ُ‬ ‫‪ .8‬الرتبية باجلدل (احلوار)‪َ :‬‬
‫ون} النحل‪51‬‬ ‫فَإيَّاي فَارهب ِ‬
‫َ ْ َُ‬
‫ان َوإِيتَ اء ِذي الْ ُق ْرىَب َو َيْن َهى‬
‫‪ .9‬الرتبية باملوعظة‪{ :‬إِ َّن اللّ ه ي أْمر بِالْع ْد ِل وا ِإلحس ِ‬
‫َ َ ُُ َ َ ْ َ‬
‫َع ِن الْ َف ْح َشاء َوالْ ُمن َك ِر َوالَْب ْغ ِي يَعِظُ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَ َذ َّكُرو َن} النحل‪90‬‬
‫ِ ِ‬
‫‪ .10‬الرتبي ة بالق دوة‪{ :‬لََق ْد َك ا َن لَ ُك ْم يِف َر ُس ول اللَّه أ ْ‬
‫ُس َوةٌ َح َس نَةٌ لِّ َمن َك ا َن‬
‫َيْر ُجو اللَّهَ َوالَْي ْو َم اآْل ِخَر َوذَ َكَر اللَّهَ َكثِرياً} األحزاب‪21‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ب َعلَى‬ ‫الص يَ ُام َك َم ا ُكت َ‬
‫ب َعلَْي ُك ُم ِّ‬ ‫‪ .11‬الرتبية بالعبادة‪{ :‬يَا أَيُّ َه ا الذ َ‬
‫ين َآمنُ واْ ُكت َ‬
‫ين ِمن َقْبلِ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم َتَّت ُقو َن} البقرة‪183‬‬ ‫َّ ِ‬
‫الذ َ‬
‫اع َق ِة َع ٍاد‬
‫اع َقةً ِّمثْ ل ص ِ‬
‫َ َ‬
‫‪ .12‬الرتبية باألحداث‪{ :‬فَ ِإ ْن أ َْعرض وا َف ُق ل أَن َذرتُ ُكم ص ِ‬
‫ْ ْ ْ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ود} فصلت‪13‬‬ ‫َومَثُ َ‬
‫ك َع ِن اخْلَ ْم ِر َوالْ َمْي ِس ِر قُ ْل فِي ِه َم ا إِمْثٌ َكبِ ٌري‬ ‫‪ .13‬الرتبية بتدرج األحكام‪{ :‬يَ ْس أَلُونَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو َمنَافِ ُع لِلن ِ‬
‫ك‬ ‫ك َم ا َذا يُنف ُق و َن قُ ِل الْ َع ْف َو َك َذل َ‬ ‫َّاس َوإِمْثُُه َما أَ ْكَبُر ِمن نَّ ْفعِ ِه َما َويَ ْس أَلُونَ َ‬
‫ات لَ َعلَّ ُك ْم َتَت َف َّكُرو َن} البقرة‪219‬‬ ‫يبنِّي اللّه لَ ُكم اآلي ِ‬
‫ُ ُ ُ ُ َ‬
‫ِ‬
‫ت} الغاشية‬ ‫‪ .14‬الرتبية باملالحظة والنظر‪{ :‬أَفَاَل يَنظُ ُرو َن إِىَل اإْلِ بِ ِل َكْي َ‬
‫ف ُخل َق ْ‬
‫‪17‬‬
‫مِم‬
‫ت‬ ‫وس ى َه ْل أَتَّبِعُ َ‬
‫ك َعلَى أَن ُت َعلِّ َم ِن َّا عُلِّ ْم َ‬ ‫ال لَ هُ ُم َ‬
‫‪ .15‬الرتبي ة بالص حبة‪{ :‬قَ َ‬
‫ُر ْشداً} الكهف‪66‬‬
‫اه ُم الْ َمآلئِ َك ةُ ظَالِ ِمي أَْن ُف ِس ِه ْم‬
‫ين َت َوفَّ ُ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫‪ .16‬الرتبية من خالل تغيري البيئة‪{ :‬إ َّن الذ َ‬
‫ض اللّ ِه َو ِاس َعةً‬ ‫َر‬‫أ‬ ‫ن‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫مَل‬‫َ‬
‫أ‬ ‫ا‬
‫ْ‬ ‫و‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ض‬‫ِ‬ ‫َر‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫يِف‬ ‫ني‬ ‫ف‬‫ض عِ‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫َّا‬
‫ن‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ا‬
‫ْ‬ ‫و‬ ‫ُ‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫م‬‫نت‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫يم‬‫قَ الُواْ فِ‬
‫َ ْ ْ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ ْ‬
‫صرياً} النساء‪97‬‬ ‫اءت م ِ‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫َّم‬
‫ن‬ ‫ه‬‫ج‬ ‫م‬ ‫اه‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫أ‬ ‫م‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫اجرواْ فِيها فَأُولَـئِ‬‫َفته ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ ََ ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ ُ َ ْ‬
‫‪..‬وغري ذلك من الوسائل الرتبوية‪.‬‬
‫وال ب د من اإلش ارة اىل األس لوب ال وعظي اهلادئ ال ذي يقدم ه الق رآن الك رمي‬
‫ويدعو اىل امتثاله واألخذ به‪ ،‬وذلك عندما حيدثنا عن لقمان (ع) وتعاهده لولده‬
‫اص رِب ْ َعلَى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالوعظ والرتبية{يَا بُيَنَّ أَق ِم الصَّاَل َة َوأْ ُم ْر بِالْ َم ْعُروف َوانْهَ َع ِن الْ ُمن َك ِر َو ْ‬
‫ض‬‫ش يِف اأْل َْر ِ‬
‫َّاس َوال مَتْ ِ‬ ‫َّك لِلن ِ‬‫ص ِّع ْر َخ د َ‬‫ت‬ ‫اَل‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫و‬ ‫ُم‬ ‫أْل‬ ‫ا‬ ‫ما أَص ابك إِ َّن ذلِك ِمن ع زِ‬
‫م‬
‫َ َ َ َ َ َ ْ َْ ُ َ َ‬
‫ُ‬
‫ب ُك َّل خُمْتَ ٍال فَ ُخو ٍر} لقمان ‪18-17‬‬ ‫َمَرحاً إِ َّن اللَّهَ اَل حُيِ ُّ‬
‫وب العودة اىل الش واهد القرآني ة على املنهج ال رتبوي يف الق رآن الك رمي نس تعرض‬
‫جمموعة من اآليات القرآنية ونبني اهلدف الرتبوي منها‪:‬‬
‫َش دَّهُ َوأ َْوفُ واْ بِالْ َع ْه ِد‬
‫َح َس ُن َحىَّت َيْبلُ َغ أ ُ‬
‫أ‬
‫َ ْ‬‫ي‬‫ه‬‫ال الْيتِي ِم إِالَّ بِ الَّيِت ِ‬
‫{والَ َت ْقَربُواْ َم َ َ‬
‫‪َ .1‬‬
‫إِ َّن الْ َع ْه َد َكا َن َم ْس ُؤوالً} اإلسراء‪34‬‬
‫* اهلدف الرتبوي‪ :‬الوفاء بالعهود وااللتزام باملواعيد‬
‫وء‬ ‫س‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫و‬‫ف‬
‫ُ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫خَي‬ ‫و‬ ‫م‬‫ه‬ ‫ب‬
‫َّ‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫خَي‬‫و‬ ‫ل‬ ‫وص‬‫ي‬ ‫َن‬
‫أ‬ ‫ه‬ ‫‪{ .2‬والَّ ِذين ي ِ‬
‫ص لُو َن م ا أَم ر اللّ ه بِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ََ ْ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫اب} الرعد‪21‬‬ ‫احلِس ِ‬
‫َ‬
‫* اهلدف الرتبوي‪ :‬صلة الرحم التزاور واأللفة بني األقارب‬
‫ض الظَّ ِّن إِمْثٌ َواَل جَتَ َّس ُس وا‬ ‫‪{ .3‬ي ا أَيُّه ا الَّ ِذين آمنُ وا ِ ِ‬
‫اجتَنبُ وا َكث رياً ِّم َن الظَّ ِّن إِ َّن َب ْع َ‬
‫َ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ض ُكم َب ْعض اً أَحُيِ ُّ‬
‫َح ُد ُك ْم أَن يَأْ ُك َل حَلْ َم أَخي ه َمْيت اً فَ َك ِر ْهتُ ُم وهُ‬ ‫بأَ‬ ‫َواَل َي ْغتَب بَّ ْع ُ‬
‫ِ‬
‫يم} احلجرات‪12‬‬ ‫اب َّرح ٌ‬ ‫َو َّات ُقوا اللَّهَ إِ َّن اللَّهَ َت َّو ٌ‬
‫* اهلدف الرتبوي‪ :‬النهي عن سوء الظن والتجسس والغيبة‬

‫ند ُك ِّل َم ْس ِج ٍد و ُكلُواْ َوا ْشَربُواْ َوالَ تُ ْس ِرفُواْ إِنَّهُ الَ‬


‫آد َم ُخ ُذواْ ِزينَتَ ُك ْم ِع َ‬
‫‪{ .4‬يَا بَيِن َ‬
‫ِ‬ ‫حُيِ ُّ‬
‫ني} األعراف ‪31‬‬ ‫ب الْ ُم ْس ِرف َ‬
‫* اهلدف ال رتبوي‪ :‬تتض من ه ذه اآلي ة ه دفني ترب ويني األول االهتم ام ب املظهر‬
‫والنظاف ة البدني ة الشخص ية‪ ،‬واهلدف الث اين اإلعت دال يف األك ل والش رب وجتنب‬
‫اإلسراف والتبذير‬
‫ور َوإِ َذا َمُّروا بِاللَّ ْغ ِو َمُّروا كَِراماً} الفرقان‪72‬‬ ‫‪ِ َّ .5‬‬
‫الز َ‬
‫ين اَل يَ ْش َه ُدو َن ُّ‬
‫{والذ َ‬‫َ‬
‫* اهلدف ال رتبوي‪ :‬النهي عن ش هادة الباط ل وال زور واإلبتع اد عن جمالس اللغ و‬
‫واإلمث‪.‬‬

‫ك أَالَّ َت ْعبُ ُدواْ إِالَّ إِيَّاهُ َوبِالْ َوالِ َديْ ِن إِ ْح َس اناً إِ َّما َيْبلُغَ َّن ِع َ‬
‫ند َك الْ ِكَب َر‬ ‫ض ى َربُّ َ‬
‫{وقَ َ‬
‫‪َ .6‬‬
‫ُف َوالَ َتْن َه ْرمُهَا َوقُل هَّلَُم ا َق ْوالً َك ِرمياً} اإلسراء‬ ‫َح ُدمُهَا أ َْو كِالَمُهَا فَالَ َت ُق ل هَّلَُم ا أ ٍّ‬
‫أَ‬
‫‪23‬‬
‫* اهلدف الرتبوي‪ :‬بر الوالدين واإلحسان اليهما وعدم اإلساءة اليهما بالقول أو‬
‫الفعل‪.‬‬
‫إىل غري ذلك من اآليات القرآنية الغنية بالفوائد واألهداف اليت تريد لإلنسان‪-‬‬
‫ش رط األخ ذ هبا‪ -‬أن يس لك س بل الكم ال يف ال دنيا ليص ل اىل م رتقى الف وز يف‬
‫اآلخرة‪.‬‬
‫واحلمد هلل رب العاملني‪،،‬‬
‫الشيخ حممد قانصو‬
‫كاتب وباحث لبناين‬

You might also like