Professional Documents
Culture Documents
مقررالجغرافيا البشرية
العمران الريفي
للعام 2021-2020م
0
جغرافية العمران الريفي
مقدمة
يعرف قاموس الجغرافي ا البش رية ،جغرافي ة ال ريفي :بأنه ا دراس ة المظ اهر الجغرافي ة للتنظيم
البشري ،والنشاط في المناطق غير الحضرية ،كما هو الحال في موضوعات جغرافية عديدة فإن ه
ليس هن اك اتف اق ت ام على تعري ف ه ذا الحق ل الجغ رافي ،وال على م ا ي دخل من ه ض منه من
موض وعات ،الجغرافي ا الريفي ة ليس ت دراس ة اص ولية بح د ذاته ا ،ولكنه ا تاخ ذ في االعتب ار
مجموعة من الجوانب االقتصادية واالجتماعية و الديموغرافي ة والحض ارية ،واس تخدام الم وارد
في البيئ ة الريفي ة ،وتع رف ( س وزان م ايهيو) في ق اموس اكس فورد الجغرافي ا الريفي ة ،بأنه ا
:دراس ه الالن د س كيب ال ريفي في ال دول المتقدم ة من حيث النش اط والتط ور وتوزي ع المحالت
العمرانية واالهتمام بقلة سكان الريف في بعض الدول االوروبية.
وتتض ح دراس ات الجغرافي ا الريفي ة والعم ران ال ريفي ،الب اكرة في كتاب ات (في دال دي البالش
والبرت ديمانجيون ) التي اتسمت اساسا االهتم ام ب الجوانب التطويري ة للمحالت العمراني ة ال تي
تع د ج زء مهم من الجغرافي ا الريفي ة ،وتح ول االهتم ام بع د ذل ك نحوالمش كالت الحقيقي ة له ذه
المحالت وتأثير التخطيط الريفي على المحالت العمرانية.
تضم جغرافية العمران الدراسة الجغرافية للمس كن ال ريفي ،س واء منف ردا او في مجموع ات من
حيث الشكل والخطة والتطور ومادة البناء والطراز المعماري ،كذلك نمو القرى ،وش كل المس كن
سواء كان مستطيال او مربعا او دائريا حسب ظ روف البيئ ة ,ال تي يق وم فيه ا وفي ك ل االح وال
البدا ان يكون المسكن عنصر حمايه لسكانه ,وق د ص نف ديم انجون المس اكن الريفي ه في فرنس ا
حسب البيئات الفرنسية والوظيفة ال تي تق دمها حيث ق ال :ان ا إختالف الش كل في ك ل منطق ة ه و
س بب اختالف ن وع الزراع ة ال تي يمارس ها الس كان في ك ل منطق ة واعطي مث ال على منطق ة
اللورين حيث المنازل البدائية وهي منازل كتليه في مظهرها ,حيث يمي ل ال زراع لالحتف اظ لك ل
شيء لديهم تحت سقف واحد ,وهناك منازل اكثر تقدما واحسن مظهرا مدمجة لدي ال زراع ذوي
االقتص اد االرقى والترب ة الخص به والمن ازل غ ير المنتظم ه ال تي تس ود في من اطق الس كان
المعتم دين علي تربي ة الماش ية مث ل من ازل جن وب فرنس ا بم ا فيه ا جب ال االلب ,حيث توض ع
الحيوان ات في الط ابق الس فلي والس كن في الط ابق الث اني ,وتخ زن الحب وب اعلى الم نزل ,في
اليابان تاخذ المس اكن اش كال بس يطة ح تى ال تح دث اض رار حين ح دوث ال زالزل ,حيث ت ؤثر
1
عوام ل المن اخ على ش كل الم نزل ال ريفي بحيث يك ون ل ه ج وانب مائل ة في الس قف في نهايت ه
لتصريف مياه االمطا ر(محمد مدحت جابر،جغرافية العمران الريفي،ص،14ص)15
كما عمل كارل ريتر في اوائ ل الق رن التاس ع عش ر علي دراس ة االس تيطان خاص ة في غ رب
اوروبا ,وخاصة في كل من المانيا وفرنسا.
قد تضمنت اعمال كارل ريتر موضوعات مثل :االنماط السكن الريفي ,واشكال االستيطان كنت
نتيجة للعالقة المتبادلة بين االنسان واالرض.
وقد قاد االلم ان معظم العم ل المبك ر في دراس ة انم اط المس اكن الريفي ة ,وتوزيعه ا ,و م واد
بنائها.
أهدف الدرسة
تهدف الدراسة الى معرفة خصائص المسكن الريفي،ومكونات البناء الريفي ،واهم الدراسات
االجتماعي ة ال تي ف رقت بين س كان الري ف والمدين ة ،ثم التط رق الى عالق ة المدين ة
بالريف،والهجرة من الريف الى المدينة.
اهمية الدراسة:
منها المنهج الوظيفي الذي يدرس وظيفية الريف ،وخصائص المسكن الريفي
المنهج المورفولوجي،في دراسة التركيب الداخلي للمساكن في الري ف ومكون ات وش كل المس كن
الريفي ومواد البناء المستخدمة.
2
المنهج المقارن ،اسس التفرقة في المقارنة بين المدينة والريف.
وقد تعددت المعايير واالسس للتفرقة فمنها ما يتعلق بالحجم ,واالخر بالتوزيع ,وث الث يربطوه ا
بالوظيفة ,ولهذا فان ما يعد مستوطن ريفيا في بلد ما يعد مدينه في بلد اخر والعكس ,بسبب تباين
المس توى الحض اري بين ال دول س واء في ع دد الس كان والكثاف ة الس كانيةهو مس توى المعيش ة
والخدمات.
وفي مايلي عرض للمعايير المختلفة التي يمكن االخذ به ا لتحدي د المن اطق الريفي ة ,وال تي تم يز
الريف عن المدينة وهي:
اوال :المعي ار ال وظيفي او االقتص ادي :وه و من اص لح المع ايير لتحدي د المس توطنة الريفي ة
لوض وحه ،وعلى ض ؤ ه ذا المعي ار ,ي ري الكت اب أن المس توطنة الريفية،هي تل ك ال تي يعتم د
سكانها في معيشتهم على استثمار واستغالل التربة ,بينما يكون العكس في المناطق الحضرية.
وطبقا لهذا تعدي الزراعة النشاط االقتص ادي ال ذي يم يز النش اط االقتص ادي للس كان الري ف .
وتبعا لمكتب االحصاء التابع للوالي ات المتح ده ,يقس م الس كان غ ير الحض ريين الى مجموع تين
االولى المزارعون الريفيون والثانية الريفيون غير المزارعين .
وي رى بعض الب احثين ان ا المس توطنة الريفي ةهي ال تي يعم ل غالبي ة س كانها ,ان لم يكن جلهم
ب الحرف االولي ة ,ال تي تض م الزراع ة وال راعي والص يد وقط ع االخش اب والجم ع وااللتق اط
واالستخراج من باطن االرض ,مع سيادة حرفة الزراعة.
ويرى ماكس فيبر ان النشاط االقتص ادي الواح د او المتع دد ه و ال ذي يح دد نوعي ة المس توطنة
البشرية ,ففي الريف يوجد نشاط اقتصادي واح د يعم ل ب ه معظم الس كان ,ام ا في الم دن فتتع دد
االنشطة االقتصادية التي يمارسها السكان مع وجود سوق دائم(.الس يد خال د المط ري،جغرافي ة االس تيطان
الريفي،ص،28ص) 30
ثاني ا :المعي ار البي ئي ((لالندس كيب)) ويع رف بالمعي ار االيكول وجي عن د مدرس ه ش يكاغو
االيكولوجيا ال تي نش ات في اوائ ل الق رن العش رين على اس اس طريق ة حي اه الس كان وارتباطه ا
بطريقة بناءالمستوطنات البشرية.
طبقا لهذا المعيار :فان الريف هو مجموعة من المنازل والطرق والمبانى العامة والمحل التي
و البيئة الريفية تتصف بالبساطه الشديدة ,بسيادة المناظرالطبيعية البدائية ,وباالرتباط المباشر
والقوي باالرض والحيوانات.
3
وتخلوا من المظاهر التي توجد في المناطق الحضرية ,مث ل االزدح ام الش ديد و دخ ان المص انع
وتعطيل في الحركة والضوضاء ,كمان يسود في البيئ ة الريفي ة م واد البن اء المحلي ة مث ل الطين
واالسمنت االبيض .
ثالثا :المعي ار االحص ائي :وه و م ا يم يز الري ف والحض ر عن طري ق حجم الس كان والكثاف ة
وطبق اللي هذا المعيار تعد المستوطنة الريفية وتطلق هذا المعيار تح دي المس توطنة الريفي ة اق ل
عددا من المدينة.
ولكن عدد الس كان في المس توطنات الريفي ة يختل ف من بل د الى اخ ر والمالح ظ ان دول اوروب ا
وكندا والواليات المتحدة االمريكية ,ينخفض فيها سكان الريف الى عده مئات ,ومثالها في ايس لندا
التي ال يزيد حجم المستوطنة الريفية فيها عن 300نس مه ,وك ذلك ال دنمارك ال تي يق ل فيه ا حجم
المستوطنة الريفية عن 250نسمه ,كذلك السويد ويختلف حجم المحالت الريفية حتى داخ ل البل د
الواحد وهو في تغير مستمر ,اما عن الكثافة فان الريف يتص ف بكثاف ة س كانية منخفض ة مقارن ة
بالمراكز الحضرية بسبب تزايد اعداد السكان داخل المناطق الحضرية(,السيد خالد الطري،ص) 39
رابعا :المعيار االداري :والذي يشير الي ان تسميه المدينة جاءت من صفاتها االدارية كم ا
مك ان اق امت القاض ي ,فال الب د له ا من ص بغة اداري ة ,ويس تمد ه ذا االس اس اهميت ه من ان
السلطات االدارية ( الحكومة) هي التي تعيين المستوطنات وتعده مدينة او مركز ريفي او غ يره
ويعاب على هذا المعي ار ان ياخ ذ في االهتم ام مراك ز اداري ة معين ة متج اهال الب اقى .خامس ا:
المعيار التاريخي :وهو اضعف معيار القياس اذ يشترط ان تكون المدينة لها جذور ض اربه في
القدم ,وقد اكتس بت ص فتها الحض رية نتيج ه ل دور العبت ه في اه داف المنطق ة سادس ا :على
اساس المظهرالخارجي :وهو عبر العين الفا حصه تستدل على مباني المنطقة ان كانت ريفي ا او
حض رية ,كم ا في جن وب ايطالي ا ,ولكن يع اب على ه ذا المعي ار ان ه ذاتي ويع ود الى احس اس
الشخص (.صبري فارس الهيتي،زين العابدين علي صقر،جغرافية المدن،ص،10ص) 11
4
سابعا :المعيار االجتماعي :نظرآ لتجول ه بين كث يرآ من دول الع الم االس المي في تل ك الحقب ه,
وضع عبد الرحمن ابن خلدون معيارآ للتفرقه بين سكان المدن والبادية ,وهو مع اطلق عليه تس ميه
االطوار الثالثة ,التي تمر بها المجتمعات من النشأ والتكوين والنضج واالكتم ال ,ثم ط ور اله رم
والشيخوخه ,وقد قسم إبن خلدون المجتمعات الى مجتمع ات بدوي ة تتم يز بالخش ونه والت وحش و
ص عوبه العيش ,كم ا ا انهم يتص فون ب الكرم والش جاعة والتعص ب ال دموي ,ام ا المجتمع ات
الحضرية ويقصد بها سكان المناطق الحضرية ,او الم دن حيث توص ف حي اتهم ب الترف ورق ه,
ويمتازون بالتخصص والمعرفة ,والمص لحية،وق د اك د ابن خل دون علي الدراس ة اح وال الن اس
وصفاتهم وعاداته وعالقتهم واهتم بالدراسة الوصفيه (.محجوب عطية الفائدي،مبادئ علم االجتماع والمجتم ع
الريفي،ص)26
لقد اوضحت الدراسات العديدة التي ق ام به ا العلم اء ان هن اك الكث ير من االختالف ات بين طريق ة
الحياة بين الريف والمدن ومنها :
ان سكان الريف اكثر إرتباطآ من سكان المدينة ,حيث ان زياده حجم السكان وكث افتهم, -1
في المدن تؤدي الى عدم التعرف والتعارف بينهم ,وبالتالي االختالفات االجتماعية ,تبدو
كبيرة وهذا هو ما يميز المدينة ويجعلوها تفتقد المشاركة الحسية والترابط .
ويفسر روس ان تفكك المجتمع المدني وعدم ترابط سكانه ياتي بسبب انا سكانه ليس لهم ج ذور
في المدينة ,وانما قدموا من جهات شتى ,عكس الحال في المجتمع الريفي الذي يزيد فيه التع اطف
والجوار واالنتماء.
ان الريف يتصف بان سكانه اكثر تجانسا في عالقاتهم وروابطهم االجتماعية بالمقارن ة -2
بالمدن ,حيث يتميز بخصائص اللغه والعقائ د الديني ة واالراء الواح ده واالخالق و انم اط
السلوك البشري التي تكون اكثر تجانسا عنها في المدن ,والتي بعكس ذلك.
الريف او المستوطنة الريفية تتميز بسيادة الع رف والع ادات والتقالي د س واء بين العائل ة -3
الواحده او بين افراد القرية جميع ا ,ولكنه ا ب دات تض محل بع د عص ر وس ائل االتص ال
والتطور التقني.
ان المستوطنة الريفية تتسم بقلة االختالفات الطبقية بين سكانها على عكس المدينة التي -4
تتصف بتنوع طبقات السكان.
المستوطنة الريفية تتصف زياده التعاون بين سكانها وبخاصه في االفراح وفي االحزان -5
وفي ممارس ة النش اط االقتص ادي ,بعكس الح ال في المدين ه ال تي يفتق ر س كانها الى
التعاون .
ويتعاون سكان الري ف في الزراع ة وال رعي والح رف والص يد والحص اد والش خص
الذي ال يتعاون مع البقيه يرفضه المجتمع الريفي.
5
المستوطنة الريفي ة تتم يز باهتمام ات اقتص ادية متش ابهة بين س كانها ,فهم يعمل ون الى -6
جوار بعضهم بعض و يلعبون ويقيمون الفرائض الدينية مع بعضهم البعض.
تتصف المس توطنة الريفي ه بقلت الحرك ة س واء ب المفهوم االجتم اعي او المك اني على -7
عكس الحال في المدن (السيد خالد المطري،ص.) 44
وهناك المعيار الساللي كما في بعض دول وسط افريقيا للتفرقة بين المستوطنات الريفية والمدينة,
وقد ظهرت بعد زوال االستعمار واساس ه على ل ون البش ره ,كم ا في الري ف االف ريقي .وعلى
ماتقدم يمكن القول بان المس توطنة الريفي ة هي ال تي تتم يز بنش اط اقتص ادي ف ردي غ ير متع دد
يرتبط بأنتاج الطعام من االرض مباشرة وال يعمل سكانها في الخ دمات االجتماعي ة وتفتق ر الى
وسائل المواصالت الجيده ,ومع ذلك فالقري ه ال تتص ف به ذه المع ايير كله ا ولكنه ا تجم ع اك بر
قدرمنها.
مؤقتا :وهي نتاج عالقه بين السكان والموارد مثل مساكن الرع اة والص يادون وال زراع -1
المتنقلون وغالبا ما يسكنون الخيام مثل البدو
المحالت شبه الدائمة :وهذه تكون وسطا بين المس اكن الدائم ة واي ه مح ل عمراني ة له ا -2
درجة معينة
محالت ريفية دائما وهي مساكن دائم ا :وتك ون ه ذه المس اكن ام ا مجمع ة اومبع ثره و -3
يرتبط سكانها بزراعة االرض ,وهي ما يعرف بحركات توطين البدو واكتس ابهم نم اط
حضاري اخر وحي اه اس تقرار مث ل ماحص ل في دول الخليج الع ربي وليبي ا بع د ظه ور
البترول ,فكانت هناك ضرورة التوطين البدو(.محمد مدحت جابر،ص)19
انماط المجتمعات غير الحضري:
المجتمع الشعبي :وهو الذي يميل سكانه الى حياه االستقرار واالرتباط باالرض. -1
سكان الواحات :وهي التي يسكنها سكان مرتبطين بعالقات اجتماعية قوية ب الرغم من -2
ان مساكنهم غير الئقه صحيه.
المجتم ع الب دوي :وهم فئ ة من س كان المجتم ع تعيش في الص حراء ويعتم دون على -3
الرعي ويعيشون في خيام مصنوعة من الص وف او الش عر الحيوان ات ويتنقل ون بص فة
مستمرة ,ويقول عنهم ابن خلدون (انا البادية هم اصل العمران).
سكان الريف يقسم الى قسمين : -4
أ /المجتمع الزراعي :وهم تلك الفئة من السكان الذين يعيشون في مزارع خاصة
ومهمتهم هي الزراعة ,وتوجد في المزارع خارج المدن والق رى وتاخ ذه اش كال
مختلفة معظمه ا ياخ ذ الزراع ة ع بر الطري ق كم ا ه و الح ال في منطق ه الجب ل
االخضر ,ويص ل متوس ط المزرع ة الى ح والي 50هكت ار كم ا ه و الح ال في
منطقه المرج .
ب /المجتم ع الق روي :وهي تل ك الفئ ة من الس كان ال ذين يعيش ون في الق رى
الصغيرة ,ويعتم دون على اداء بعض الخ دمات العام ة او الوظ ائف او االعم ال
أإلنتاجية غير الزراعية ,اما الزراعه فهي مهمه ثانوية كما يعتم د بعض الس كان
6
على تربية الحيوانات ,التي يكلف بها اوالده ا اورع اة لالهتم ام به ا ,حيث ت ربي
بعي دا عن القري ة ,كم ا ه و الح ال في منطق ه الجب ل االخض ر ال تي ت ربى فيه ا
الحيوانات جنوب الجبل االخضر(.محجوب عطية الفائدي،ص،126ص.) 127
مورفولوجيةالمستوطنة الريفية :تعد دراسة المستوطنة الريفية ووحداتها السكنية ظاهر جغرافية
ذات سمة حض ارية وإجتماعي ة ,وهن اك ع دة عوام ل ت ؤثر في تش كيل موفورلوجي ة المس توطنة
الريفية وهي:
العوامل الطبيعية :حيث تعد العوامل الطبيعية اكثر العوامل المؤثره في تشكيل المسكن, -1
والمستوطنة الريفية في جميع المواضيع للبيئات الجغرافية فالمناخ ,والتربة والتضاريس
والماء كله عوامل محدده ،وتسيطر وتدعو االنسان الى التكيف معها والتصدي لها عبر
مهاراته وتقنيات وخبرات متراكما للحد من خطورتها ومن البديهي ان يكون هناك فرق كبير
بين اختيار موقع السكن في ارض سهلية منبسطة ,او اختيار ارض متضرسه ,حيث ان
المنطقة الجبلية يكون النمط المتجمع لسكان الريف عند السفوح المنبسطه حيث نجد القرية
اكثر احتشادا في المناطق الوعره كما هو الحال في اليمن.
كذلك يعد الماء احد العوامل المحدده لالحتشاد اوانتشار خاصة لسكان المناطق الجافة ,التي تعاني
من شح المياه وتواجدها حول اماكن معينه ,يجعل من انتشار مسئلة معقدة ,فمثال بيئه االهوار في
العراق نجد المساكن محتشدة تارة ,ومتفرقه و منتشرة تارة اخرى ,سبب انها بيئة مائية في كل
نواحيها ,وبستثناء بعض المناطق الوعرة.
العوامل االقتصادية :تمثل العوامل االقتص ادية في مق دمات العوام ل الم ؤثرة في تش كيل -2
المس توطنات والمس اكن في الري ف ب اختالف البيئ ات ,ويب دو وتاثيره ا واض حا خاص ة في
الزراعة ,بما ان الزراعة تحت اج الى االي دي عامل ه ف ان االم ر يتطلب تجم ع الس كان بكثاف ة
عالية في قري كبيرة مزدحمة سكان (.مازن عبدالرحمن الهيتي،جغرافية الريف ،ص)144
العوامل االجتماعية :تعدي القري ة ام المس توطنة الريفي ة ووح دة اجتماعي ة متماس كة قب ل ان -3
تكون وحدة سكنية تربط بين سكانه عالق ات متع ددة وراب ط ق وي كعالق ة ال دم وص لةالرحم
والقرابه.
وتعد العوامل اجتماعية ذات اهميه كبيره في تشكيل نمط القرية وامتدادها ودورها ,ف ان االنس ان
بفكرته كائن اجتماعي ال يستطيع العيش بمفرده اال مع ابناء جلدته من ال ذين يتص ل بهم بعالق ات
قوية.
نسيج البناء المعماري :يقصد به دراسة الوحدات السكنية من حيث الواحدات السكنية ,من
حيث مواد البناء و عدد طوابق والطراز البناء والكثافة العمرانية ,ويمكن ان نوضحها في االتي:
-1مواد البناء :تشكل دراسة مواد البناء للمسكن الريفي امرا ضروري االهميته ا فى الكش ف
عن الواقع السكني ,ويس تدل من ه على مك ان الس اكنين في الس لم االجتم اعي االقتص ادي بدالل ه
7
المادة حيث تقسم مواد البناء االولية الى طبيعية وص ناعية ,مث ل الطين والرم ل والحج ر وم واد
صناعية كاالسمنت والجبس ومواد اخرى ,مثال في ارياف مصر والعراق.
-2عدد عدد الطوابق تعكس دراسة عدد الطوابق الحالة االقتصادية واالجتماعية التي تكون فيها
االسرة الريفية والتي تفرضها خصائص المعرفة والقيم االجتماعية ,والنمط السائد في الريف
وهو المساكن التقليدية غير المخططه ,و الريف العربي كامثال التتألف وحدته السكنية باكثر من
طابق تمتد طوابقه بشكل افقي بارتفاع طابق واحد ,والسبب يعود الى اسلوب البناء البدائي
ونوعية مواد البناء المستخدمة والوضع االجتماعي الذي يؤكد على الخصوصية والمنعة دون
االطالع على الجيران(.مازن عبدالرحمن،مرجع سابق ذكره،ص. ) 148
دون تخطيط والمعرفة التقنية والهندسية ,وما هي اال تراكم معرفي وحاجات دفعته ورغبته
والقيم االجتماعية الموراث التاريخي ,الذي وجد اباءهم واجدادهم قد تركوا ,ويمكن ان نقسم
مكونات المسكن الريفي الي االتي:
ب -الحوش :عباره عن مساحة مكشوفة تتوسط المسكن الريفي وتتذذذوزع في جوانبه مكونات
المسكن وهو يسمح بدخول اشعة الشمس والتيارات الهوائية التي تلطف الجو ,وتلتقي فيه
العائالت في المناسبات و اثناء تناول الطعام.
ج -الحضيرة :يرتبط وجود الحضيرة بوجود المسكن الريف لفالحي وهي عبارة عن مكان
محكم مخصص لي ايواء الحيوانات كا الغنم والماعز واالبقار والجاموس والخيول وغيرها.
د -المضيف :هو يمثل الحالة االجتماعية واالقتصادية للفالح و كلما كانت الحالة االجتماعية
واالقتصادية عاليه ومكانته مهمه في القرية وبين ابناء القبيلة كان االهتمام بالمضيف وسعته
وشكله ودوره ومكانه ذات أهمية فعالة ,وكلما كنت الحالة االجتماعية واالقتصادية بمستوى
ضعيف ,كان المضيف صغيرا ,يتسم بالبساطة وال يبدو دوره اكثر من تجمع افراد العائلة فقط,
وغالبا ما يكون المضيف في الواجهه االمامية للمسكن وله ابواب رئيسيه كبيرة (.مازن عبدالرحمن
الهيتي،ص) 163
تتنوع العالقة بين المدينة والريف اذا ان كال منهما ال يمكن االستغناء عن االخر ,واهم تلك
العالقات هي:
8
الزراعة :حيث يعتبر الكثيرين من الباحثين الريف هو مطعيم للمدينة ،كونه المسؤول أ-
عن الغذاء.
الصناعة :حيث يمد الريف المدينة بالمواد االولية لصناعة المنتجات الحيوانية كاااللبان ب-
واللحوم والجلود ،او وجود مواد تعدينية يمكن أن تقوم عليها صناعة.
التجاري ة :تم د المدين ة الري ف بالبض ائع والخ دمات ويم دها بالمنتج ات زراعي ة من ت-
محاصيل وغيرها.
-2العالقات السكانية:تتمثل في االتي :
الهجرة نحو المدينة :المالحظ ان المدينة استمدادت سكانها من الريف ,الذي أ-
كان وال يزال الممول الرئيسي لها بالسكان ,اال ان ظاهرة امدادها بس كان ال ريفين ق د ازاداد في
االونة االخيرة ,وخاصة بعد التقدم التقني ,فالريف اصبح يتب ادل المنفع ة م ع المدين ة فه و يم دها
بالطعام والمدينة تمد الريف بالبضائع والخدمات (.صبري فارس الهيتي،زين العابدين علي صقر،ص)364
وفي عام 1800لم تكن نسبة الحضر في العالم تتجاوز %3.4ولم تقل نس به الم دن ال تي يزي د
حجم كل منها على 5000نسمة ,اال حوالي ,%3وق د تط ورت نس به س كان الحض ر لتص ل الى
%13.6عام 1900م ,ثم وصلت الى %19.3ع ام 1920م ,ثم الى %24.8ع ام 1940م,
ثم %33عام 1960م ثم %49ع ام 1959م ,ثم % 51ع ام 2000م ,ومن المتوق ع ان تتج اوز
النسبه 65%عام 2025م (.صبري فارس الهيتي،زين العابدين علي صقر،ص)30
وفي ليبي ا نالح ظ ارتف اع نس به الحض ر وتن اقص س كان الري ف ,حيث بلغت نس به الس كان في
المناطق الحضرية في ليبيا عام 1955م %23لتص ل الى %78ع ام 2020م ,ومن المتوق ع
ان تصل الى %84عام 2050م ,وهو المؤشر على ارتفاع سكان المناطق الحضرية وانخفضها
في الريف (.علي احمداعتيقه،أثر البترول على االقتصاد الليبي،1969،_1956،ص)130
ولقد ادى النشاط البترولي في ليبيا الى التوسع النقدي و المالي الذي ادى ب دوره الى زي ادة الطلب
على السلع والخدمات خاصة في مدن ط رابلس وبنغ ازي ,وك ان من الط بيعي في ه ذه التغ يرات
المادية التي تجلب انتباه سكان الريف ,الذين كانوا يعانون الكثير من الحرم ان وغي اب الحاج ات
وخاصة في سنوات الجفاف ,لذلك بدات الهج رة نح و الم دن من الري ف ,ح تى انخفض ت نس بة
سكان الريف الي حوالي %30عام 1969م وهي نس بة اال توج د اال في البالد المتط ورة (.مول ود
علي بريبش،التنمية المكانية ،ودورها في توازن العمران الحضري في ليبيا،ص.)115
لقد كانت الهجرة الداخلية تعني في حقيقته الهجرة إلى م دينتي ط رابلس وبنغ ازي ,واحس اس من
الجه ات المس ؤوله في البالد بلمخ اطر والمس اواه الناجم ة عن اختالل ت وازن التوزي ع المك اني
للسكان ,فقد رأت ضرورة تنمية وتطوير المناطق الحضرية ,من مختلف االحجام لتخفي ف من
حده الهجرة ,المدن الكبرى ومحاولة القضاء على التفاوت الحضري ,ولهذا كانت اه داف التنمي ة
المكانية في ليبيا تتمثل في االتي:
تقليل فروق مستويات المعيشه بين الريف والمدن ,من خالل تطوير القرى واالرياف -1
9
اقتصاديا واجتماعيا ,وتقديم الدعم لها حتى تتمكن من االحتفاظ بسكانها
مراعاة التسلسل الهرمي في احجام المراكز العمرانية والتخفي ف من الهيمن ة الحض ارية -2
خاصة في بنغازي وطرابلس ,والتقليل من االهمية االستقطابية .
تنمية المدن التي اوهملت في السابق من خالل إيجاد مراكز صناعية وخدمية ,واداري ة -3
وثقافية،ومما ال شك فيه ان خطط التنمية حاولت تش جيع الهج رة العكس ية للتخفي ف من
العبء الذي تعانيه تل ك الم دن حيث ش اهدت البالد خط ط التنمي ة من ذ الس تينيات وح تى
منتصف الثتمنيات ,وال تي ش هدت تنفي ذ العدي د من المش اريع التنموي ة في معظم اق اليم
البالد.
المص در :ربي ع محم د على ,التغ ير في اس تخدام االراض ي الزراعي ة في مش اريع االس تطان ال زراعي في ليبي ا ,دراس ة حال ة لس هل
المرج,رسالة ماجستير ,جامعة بنغازي ,كلية االداب ,قسم الجغرافيا2013,م45،ص .
:1حس ب مس احة المس كن :منه ا نم ط الم زارع الفردي ة،اوالعزب ة وهي ع دد قلي ل من
المباني،اوالقرية،وتختلف هذه المسميات بين دول العالم،بحيث يصعب التوصل الى تعريفات
جامعة ففي اللغة العربية تنشط مسميات القرية والعزبة والنجع والكفر والنزل والضيعه والربع
10
كذلك يالحظ التوجد حدود فاصلة بين واض حه بين ه ذه االنم اط والمس ميات الريفي ه،ويمكن ان
نحدد بعض الخصائص للتفرقه بين انماط العمران الريفي
ا :السكن الريفي المنعزل،مثل المزارع الفردية ،مثل مزارع الوسط والغرب االمريكي،
ب:العزبة:تعرف في بالد الشام بالضيعه وفي مصر يطلق عليها عزب ة،والنج ع ،احيان آ ثالث ة،في
السعودية تعرف باسم البستان ،وفي بريطانيا المستوطنه،وتتصف العزبة بقلة السكان وتزي د فيه ا
مساحة االرض وقلة عدد المباني،ويعمل أغلب سكانها في الزراعة.
القريةVillageوتعرف باسم النزل في مناطق والكفر في مناطق كما في مصر،والحله كما في
التخصص الوظيفي للقرية انها في الحرف االولية ،وعدم معرفتها بالوظائف االخرى في الحرف
المدنيه او الموجودة في المدن ،فنجد قسم صغير من السكان يعمل في تج ارة التجزئةوالجمل ةوفي
العمل المكتبي ،ويظهرذلك بوضوح في القرية االوربية ،ففي القري ة ع ادة توج د مدرس ة ابتدائي ة
واعدادية،ومكتب للبريد ومحط ة لخدم ة الس يارات،وبعض المح ال ل بيعض وإص الح الس يارات
وربما بنك ومتجر عام ومحل جزارة(السيد خالد المصري،ص)245
مستوطنات دائمة،هو نتاج مراحل طويلة من التطور البشري،ويرتبط وجوده ا بزي ادة الم وارد
الطبيعية،ومقدرة االنسان على االستثمارفي الطبيعة لمعيشته،
المس توطنات المؤقته،وهي ال تي تش غل فيه ا المس توطنة موس مآ معين اوج زء من الموس م،مث ل
مناطق الصيادين البدائيين،والرعاةالمتجولين،مثل رع اة الرن ه في ش مال روس يا،والس كا وش مال
اسكندنافيا ،حيث يقيمون في مساكن ثابتة يقع نص فها تحت االرض ،ف إذا ح ل الص يف اتجه وا
في جماعات صغيرة نحو الشمال حيث مراعي الرنة.
11
أ -القرى الزراعية،وتعتبر اكثر انماط القرى سيادة وإنتشار في العالم،وتشكل نمط مجتمعي ا
من االستيطان ال ريفي،وهي ال تي تتم يز ب ان االس تيطان من اج ل الزراع ة،وتنتش ر في
غ رب وش رق الع الم ،وتختل ف في كثاف ة النش اط الزراعي وهي ع ادة م اتعرف بق رى
المستوطنات الجديدة مشاريع االستيطان الزراعي في ليبيا.الشكل(.)4
ب -قرى الرعي :وهي المناطق التي يخصص فيها االنسان كل جهده لمراقبةالحيوانات
وإطعامها،وتوفير السقاية لها،وحمايتها من الحيوانات المفترسه ويتميز هذا انمط بتنقله
المستمر،مثل مزارع رعاة البقر في امريكا(.خالد السيد المطري ،ص)344
12
الخالصة
:1اليوجد إلى معي ار مح دد ،للتفرق ة بين المس توطنات او المن اطق الحض رية والريفي ة،فهن اك
تباين بين الدول في تصنيف المنطقة ريف اوحضر
:2هناك تباين ايضا في تصنيف المناطق الريفية،اودرجات العمران الريفي ،فم ايتعبر قري ة في
بلد نجده يختلف في بلد اخر،خاصة بين الدول المتقدمة،والدول النامية ،والمتخلفة.
:3لعب العام ل الط بيعي دوره في تحدي د حجم اوش كل او مك ان ،المس كن ال ريفي ،خاص ة
المناخ،ومظاهر السطح.
: 4على مستوى العالم نالحظ ،ان هناك تزايد في اعداد المهاجرين من الريف الى المدن،خاصة
من فئة الشباب،مايسبب مشاكل اقتصادية سواء في منطقة المقصد او المغادره،والمالحظ ان
:6تركيز الدول على التخطيط الحضري والتنمية المدنية ،وتجاهل الريف يجعل من سكان
13
المصادر
اعتيقه،علي احم د ،أث ر الب ترول على االقتص ادالليبي 1969_1956م،دار الطليع ة للطباع ة -1
والنشر،بيروت،ط 1972،م.
بريبش،مولود علي،التنمية المكانية ودوره ا في ت وازن العم ران الحض ري في ليبيا ،فص ل -2
في كتاب ،التخطيط الحضري المس تمر ،تحري ر،س عد خلي ل القزي ري ،دار ومكتب ة الفض يل
للنشر والتوزيع ،بنغازي،ط2010 ,1م.
جابر،محمد مدحت ،جغرافية العمراالريفي والحضري ،مكتبة االنجلوا المص رية ،الق اهرة،ط -3
2006 ،1
-ص بري ف ارس ،زين العاب دين علي ص قر ،جغرافي ة الم دن ،منش ورات جامع ة عم ر -4
المختار،البيضاء 2014،م.
_5الفائدي ،محج وب عطية ،مب ادءي علم االجتم اع والمجتم ع ال ريفي ،منش ورات جامع ة
عمر المختار،البيضاء،ط1992 ،1م.
14