You are on page 1of 15

‫جامعة بنغازي‬

‫قسم الجغرافيا‬ ‫كلية االداب‬

‫مقررالجغرافيا البشرية‬

‫العمران الريفي‬

‫إعداد‪:‬ربيع محمد علي العرفي‬

‫مقدمة‪ :‬لالستاذ الدكتور‬

‫محمد مختار العماري‬

‫استاذ الجغرافيا البشرية جامعة بنغازي‬

‫للعام ‪2021-2020‬م‬

‫‪0‬‬
‫‪ ‬جغرافية العمران الريفي‬

‫مقدمة‬

‫يعرف قاموس الجغرافي ا البش رية‪ ،‬جغرافي ة ال ريفي ‪ :‬بأنه ا دراس ة المظ اهر الجغرافي ة للتنظيم‬
‫البشري‪ ،‬والنشاط في المناطق غير الحضرية‪ ،‬كما هو الحال في موضوعات جغرافية عديدة فإن ه‬
‫ليس هن اك اتف اق ت ام على تعري ف ه ذا الحق ل الجغ رافي‪ ،‬وال على م ا ي دخل من ه ض منه من‬
‫موض وعات‪ ،‬الجغرافي ا الريفي ة ليس ت دراس ة اص ولية بح د ذاته ا‪ ،‬ولكنه ا تاخ ذ في االعتب ار‬
‫مجموعة من الجوانب االقتصادية واالجتماعية و الديموغرافي ة والحض ارية‪ ،‬واس تخدام الم وارد‬
‫في البيئ ة الريفي ة ‪ ،‬وتع رف ( س وزان م ايهيو) في ق اموس اكس فورد الجغرافي ا الريفي ة ‪،‬بأنه ا‬
‫‪:‬دراس ه الالن د س كيب ال ريفي في ال دول المتقدم ة من حيث النش اط والتط ور وتوزي ع المحالت‬
‫العمرانية واالهتمام بقلة سكان الريف في بعض الدول االوروبية‪.‬‬

‫وتتض ح دراس ات الجغرافي ا الريفي ة والعم ران ال ريفي‪ ،‬الب اكرة في كتاب ات (في دال دي البالش‬
‫والبرت ديمانجيون ) التي اتسمت اساسا االهتم ام ب الجوانب التطويري ة للمحالت العمراني ة ال تي‬
‫تع د ج زء مهم من الجغرافي ا الريفي ة‪ ،‬وتح ول االهتم ام بع د ذل ك نحوالمش كالت الحقيقي ة له ذه‬
‫المحالت وتأثير التخطيط الريفي على المحالت العمرانية‪.‬‬

‫مفهوم جغرافية العمران الريفي‬

‫تضم جغرافية العمران الدراسة الجغرافية للمس كن ال ريفي‪ ،‬س واء منف ردا او في مجموع ات من‬
‫حيث الشكل والخطة والتطور ومادة البناء والطراز المعماري‪ ،‬كذلك نمو القرى‪ ،‬وش كل المس كن‬
‫سواء كان مستطيال او مربعا او دائريا حسب ظ روف البيئ ة‪ ,‬ال تي يق وم فيه ا وفي ك ل االح وال‬
‫البدا ان يكون المسكن عنصر حمايه لسكانه‪ ,‬وق د ص نف ديم انجون المس اكن الريفي ه في فرنس ا‬
‫حسب البيئات الفرنسية والوظيفة ال تي تق دمها حيث ق ال‪ :‬ان ا إختالف الش كل في ك ل منطق ة ه و‬
‫س بب اختالف ن وع الزراع ة ال تي يمارس ها الس كان في ك ل منطق ة واعطي مث ال على منطق ة‬
‫اللورين حيث المنازل البدائية وهي منازل كتليه في مظهرها ‪,‬حيث يمي ل ال زراع لالحتف اظ لك ل‬
‫شيء لديهم تحت سقف واحد‪ ,‬وهناك منازل اكثر تقدما واحسن مظهرا مدمجة لدي ال زراع ذوي‬
‫االقتص اد االرقى والترب ة الخص به والمن ازل غ ير المنتظم ه ال تي تس ود في من اطق الس كان‬
‫المعتم دين علي تربي ة الماش ية مث ل من ازل جن وب فرنس ا بم ا فيه ا جب ال االلب‪ ,‬حيث توض ع‬
‫الحيوان ات في الط ابق الس فلي والس كن في الط ابق الث اني‪ ,‬وتخ زن الحب وب اعلى الم نزل ‪ ,‬في‬
‫اليابان تاخذ المس اكن اش كال بس يطة ح تى ال تح دث اض رار حين ح دوث ال زالزل‪ ,‬حيث ت ؤثر‬

‫‪1‬‬
‫عوام ل المن اخ على ش كل الم نزل ال ريفي بحيث يك ون ل ه ج وانب مائل ة في الس قف في نهايت ه‬
‫لتصريف مياه االمطا ر(محمد مدحت جابر‪،‬جغرافية العمران الريفي‪،‬ص‪،14‬ص‪)15‬‬

‫كما عمل كارل ريتر في اوائ ل الق رن التاس ع عش ر علي دراس ة االس تيطان خاص ة في غ رب‬
‫اوروبا‪ ,‬وخاصة في كل من المانيا وفرنسا‪.‬‬

‫قد تضمنت اعمال كارل ريتر موضوعات مثل‪ :‬االنماط السكن الريفي‪ ,‬واشكال االستيطان كنت‬
‫نتيجة للعالقة المتبادلة بين االنسان واالرض‪.‬‬

‫وقد قاد االلم ان معظم العم ل المبك ر في دراس ة انم اط المس اكن الريفي ة‪ ,‬وتوزيعه ا‪ ,‬و م واد‬
‫بنائها‪.‬‬

‫نحاول بعد ماتقدم‪،‬ان نطرح التساؤالت االتية‪،‬‬

‫‪-1‬ماهي معايير التفرقة بين الريف والمدينة؟‬

‫‪-2‬ماهي خصائص العمران الريفي؟‬

‫‪-3‬ماهي مكونات المسكن الريفي؟‬

‫‪-4‬هل يمكن إعتبار المعيار االجتماعي‪،‬اساس للتفرقة بين الريف والمدينة؟‬

‫أهدف الدرسة‬

‫تهدف الدراسة الى معرفة خصائص المسكن الريفي‪،‬ومكونات البناء الريفي ‪،‬واهم الدراسات‬

‫االجتماعي ة ال تي ف رقت بين س كان الري ف والمدين ة ‪،‬ثم التط رق الى عالق ة المدين ة‬
‫بالريف‪،‬والهجرة من الريف الى المدينة‪.‬‬

‫اهمية الدراسة‪:‬‬

‫‪.1‬التعرف على مفهوم جغرافية الريف ‪،‬والعمران الريفي‪.‬‬

‫‪،2‬معرفة خصائص المستوطنات الريفية‪.‬‬

‫‪،3‬التعرف على اهم المعايير لقياس التفرقه بين المدينة والريف‪.‬‬

‫‪.4‬التطرق الى انماط المجتمعات غير الحضرية ومعرفة حصائصها‪.‬‬

‫مناهج البحث في جغرافية العمران الريفي‬

‫من المناهج التي تحدد االطار العام في دراسة العمران‬

‫منها المنهج الوظيفي الذي يدرس وظيفية الريف ‪،‬وخصائص المسكن الريفي‬

‫المنهج المورفولوجي‪،‬في دراسة التركيب الداخلي للمساكن في الري ف ومكون ات وش كل المس كن‬
‫الريفي ومواد البناء المستخدمة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المنهج المقارن ‪،‬اسس التفرقة في المقارنة بين المدينة والريف‪.‬‬

‫طرق تحديد المستوطن الريفية‬


‫أثبتت الدراسات ان هناك صعوبة في التوافق العالمي علي تحديد المستوطن الريفية والحضرية‪,‬‬
‫بسب تباين المعايير التي تتبعها كل دولة في تحديد وتصنيف المدينة والقرية‪.‬‬

‫وقد تعددت المعايير واالسس للتفرقة فمنها ما يتعلق بالحجم‪ ,‬واالخر بالتوزيع ‪,‬وث الث يربطوه ا‬
‫بالوظيفة‪ ,‬ولهذا فان ما يعد مستوطن ريفيا في بلد ما يعد مدينه في بلد اخر والعكس ‪ ,‬بسبب تباين‬
‫المس توى الحض اري بين ال دول س واء في ع دد الس كان والكثاف ة الس كانيةهو مس توى المعيش ة‬
‫والخدمات‪.‬‬

‫وفي مايلي عرض للمعايير المختلفة التي يمكن االخذ به ا لتحدي د المن اطق الريفي ة‪ ,‬وال تي تم يز‬
‫الريف عن المدينة وهي‪:‬‬

‫اوال‪ :‬المعي ار ال وظيفي او االقتص ادي‪ :‬وه و من اص لح المع ايير لتحدي د المس توطنة الريفي ة‬
‫لوض وحه‪ ،‬وعلى ض ؤ ه ذا المعي ار‪ ,‬ي ري الكت اب أن المس توطنة الريفية‪،‬هي تل ك ال تي يعتم د‬
‫سكانها في معيشتهم على استثمار واستغالل التربة‪ ,‬بينما يكون العكس في المناطق الحضرية‪.‬‬

‫وطبقا لهذا تعدي الزراعة النشاط االقتص ادي ال ذي يم يز النش اط االقتص ادي للس كان الري ف ‪.‬‬
‫وتبعا لمكتب االحصاء التابع للوالي ات المتح ده ‪,‬يقس م الس كان غ ير الحض ريين الى مجموع تين‬
‫االولى المزارعون الريفيون والثانية الريفيون غير المزارعين ‪.‬‬

‫وي رى بعض الب احثين ان ا المس توطنة الريفي ةهي ال تي يعم ل غالبي ة س كانها‪ ,‬ان لم يكن جلهم‬
‫ب الحرف االولي ة‪ ,‬ال تي تض م الزراع ة وال راعي والص يد وقط ع االخش اب والجم ع وااللتق اط‬
‫واالستخراج من باطن االرض‪ ,‬مع سيادة حرفة الزراعة‪.‬‬

‫ويرى ماكس فيبر ان النشاط االقتص ادي الواح د او المتع دد ه و ال ذي يح دد نوعي ة المس توطنة‬
‫البشرية ‪ ,‬ففي الريف يوجد نشاط اقتصادي واح د يعم ل ب ه معظم الس كان‪ ,‬ام ا في الم دن فتتع دد‬
‫االنشطة االقتصادية التي يمارسها السكان مع وجود سوق دائم‪(.‬الس يد خال د المط ري‪،‬جغرافي ة االس تيطان‬
‫الريفي‪،‬ص‪،28‬ص‪) 30‬‬

‫ثاني ا‪ :‬المعي ار البي ئي ((لالندس كيب)) ويع رف بالمعي ار االيكول وجي عن د مدرس ه ش يكاغو‬
‫االيكولوجيا ال تي نش ات في اوائ ل الق رن العش رين على اس اس طريق ة حي اه الس كان وارتباطه ا‬
‫بطريقة بناءالمستوطنات البشرية‪.‬‬

‫طبقا لهذا المعيار‪ :‬فان الريف هو مجموعة من المنازل والطرق والمبانى العامة والمحل التي‬

‫توجد في بيئة معينة تعكس النمط الحضاري الذي يسود‪.‬‬

‫و البيئة الريفية تتصف بالبساطه الشديدة‪ ,‬بسيادة المناظرالطبيعية البدائية‪ ,‬وباالرتباط المباشر‬
‫والقوي باالرض والحيوانات‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وتخلوا من المظاهر التي توجد في المناطق الحضرية‪ ,‬مث ل االزدح ام الش ديد و دخ ان المص انع‬
‫وتعطيل في الحركة والضوضاء‪ ,‬كمان يسود في البيئ ة الريفي ة م واد البن اء المحلي ة مث ل الطين‬
‫واالسمنت االبيض ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المعي ار االحص ائي‪ :‬وه و م ا يم يز الري ف والحض ر عن طري ق حجم الس كان والكثاف ة‬
‫وطبق اللي هذا المعيار تعد المستوطنة الريفية وتطلق هذا المعيار تح دي المس توطنة الريفي ة اق ل‬
‫عددا من المدينة‪.‬‬

‫ولكن عدد الس كان في المس توطنات الريفي ة يختل ف من بل د الى اخ ر والمالح ظ ان دول اوروب ا‬
‫وكندا والواليات المتحدة االمريكية‪ ,‬ينخفض فيها سكان الريف الى عده مئات‪ ,‬ومثالها في ايس لندا‬
‫التي ال يزيد حجم المستوطنة الريفية فيها عن ‪ 300‬نس مه‪ ,‬وك ذلك ال دنمارك ال تي يق ل فيه ا حجم‬
‫المستوطنة الريفية عن ‪ 250‬نسمه ‪ ,‬كذلك السويد ويختلف حجم المحالت الريفية حتى داخ ل البل د‬
‫الواحد وهو في تغير مستمر‪ ,‬اما عن الكثافة فان الريف يتص ف بكثاف ة س كانية منخفض ة مقارن ة‬
‫بالمراكز الحضرية بسبب تزايد اعداد السكان داخل المناطق الحضرية‪(,‬السيد خالد الطري‪،‬ص‪) 39‬‬

‫رابعا‪ :‬المعيار االداري‪ :‬والذي يشير الي ان تسميه المدينة جاءت من صفاتها االدارية كم ا‬
‫مك ان اق امت القاض ي‪ ,‬فال الب د له ا من ص بغة اداري ة‪ ,‬ويس تمد ه ذا االس اس اهميت ه من ان‬
‫السلطات االدارية ( الحكومة) هي التي تعيين المستوطنات وتعده مدينة او مركز ريفي او غ يره‬
‫ويعاب على هذا المعي ار ان ياخ ذ في االهتم ام مراك ز اداري ة معين ة متج اهال الب اقى‪ .‬خامس ا‪:‬‬
‫المعيار التاريخي‪ :‬وهو اضعف معيار القياس اذ يشترط ان تكون المدينة لها جذور ض اربه في‬
‫القدم‪ ,‬وقد اكتس بت ص فتها الحض رية نتيج ه ل دور العبت ه في اه داف المنطق ة سادس ا‪ :‬على‬
‫اساس المظهرالخارجي‪ :‬وهو عبر العين الفا حصه تستدل على مباني المنطقة ان كانت ريفي ا او‬
‫حض رية‪ ,‬كم ا في جن وب ايطالي ا‪ ,‬ولكن يع اب على ه ذا المعي ار ان ه ذاتي ويع ود الى احس اس‬
‫الشخص ‪(.‬صبري فارس الهيتي‪،‬زين العابدين علي صقر‪،‬جغرافية المدن‪،‬ص‪،10‬ص‪) 11‬‬

‫شكل(‪ )1‬يوضح الفرق بين الريف والمدن ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫سابعا‪ :‬المعيار االجتماعي‪ :‬نظرآ لتجول ه بين كث يرآ من دول الع الم االس المي في تل ك الحقب ه‪,‬‬
‫وضع عبد الرحمن ابن خلدون معيارآ للتفرقه بين سكان المدن والبادية‪ ,‬وهو مع اطلق عليه تس ميه‬
‫االطوار الثالثة‪ ,‬التي تمر بها المجتمعات من النشأ والتكوين والنضج واالكتم ال‪ ,‬ثم ط ور اله رم‬
‫والشيخوخه‪ ,‬وقد قسم إبن خلدون المجتمعات الى مجتمع ات بدوي ة تتم يز بالخش ونه والت وحش و‬
‫ص عوبه العيش‪ ,‬كم ا ا انهم يتص فون ب الكرم والش جاعة والتعص ب ال دموي‪ ,‬ام ا المجتمع ات‬
‫الحضرية ويقصد بها سكان المناطق الحضرية‪ ,‬او الم دن حيث توص ف حي اتهم ب الترف ورق ه‪,‬‬
‫ويمتازون بالتخصص والمعرفة‪ ,‬والمص لحية‪،‬وق د اك د ابن خل دون علي الدراس ة اح وال الن اس‬
‫وصفاتهم وعاداته وعالقتهم واهتم بالدراسة الوصفيه ‪(.‬محجوب عطية الفائدي‪،‬مبادئ علم االجتماع والمجتم ع‬
‫الريفي‪،‬ص‪)26‬‬

‫لقد اوضحت الدراسات العديدة التي ق ام به ا العلم اء ان هن اك الكث ير من االختالف ات بين طريق ة‬
‫الحياة بين الريف والمدن ومنها ‪:‬‬

‫فران ك ب رج ع ام (‪1966‬م) ‪  ‬والدراس ة وي رث ع ام (‪1938‬م) ودراس ة ويلي امز ع ام( ‪1963‬م)‬


‫ريس عام (‪1965‬م ) حيث توصلت الى مجموع ة من النت ائج عن خص ائص المس توطنة الريفي ة‬
‫‪,‬هي‪:‬‬

‫ان سكان الريف اكثر إرتباطآ من سكان المدينة‪ ,‬حيث ان زياده حجم السكان وكث افتهم‪,‬‬ ‫‪-1‬‬
‫في المدن تؤدي الى عدم التعرف والتعارف بينهم‪ ,‬وبالتالي االختالفات االجتماعية ‪,‬تبدو‬
‫كبيرة وهذا هو ما يميز المدينة ويجعلوها تفتقد المشاركة الحسية والترابط ‪.‬‬

‫ويفسر روس ان تفكك المجتمع المدني وعدم ترابط سكانه ياتي بسبب انا سكانه ليس لهم ج ذور‬
‫في المدينة‪ ,‬وانما قدموا من جهات شتى ‪,‬عكس الحال في المجتمع الريفي الذي يزيد فيه التع اطف‬
‫والجوار واالنتماء‪.‬‬

‫ان الريف يتصف بان سكانه اكثر تجانسا في عالقاتهم وروابطهم االجتماعية بالمقارن ة‬ ‫‪-2‬‬
‫بالمدن‪ ,‬حيث يتميز بخصائص اللغه والعقائ د الديني ة واالراء الواح ده واالخالق و انم اط‬
‫السلوك البشري التي تكون اكثر تجانسا عنها في المدن‪ ,‬والتي بعكس ذلك‪.‬‬
‫الريف او المستوطنة الريفية تتميز بسيادة الع رف والع ادات والتقالي د س واء بين العائل ة‬ ‫‪-3‬‬
‫الواحده او بين افراد القرية جميع ا‪ ,‬ولكنه ا ب دات تض محل بع د عص ر وس ائل االتص ال‬
‫والتطور التقني‪.‬‬
‫ان المستوطنة الريفية تتسم بقلة االختالفات الطبقية بين سكانها على عكس المدينة التي‬ ‫‪-4‬‬
‫تتصف بتنوع طبقات السكان‪.‬‬
‫المستوطنة الريفية تتصف زياده التعاون بين سكانها وبخاصه في االفراح وفي االحزان‬ ‫‪-5‬‬
‫وفي ممارس ة النش اط االقتص ادي‪ ,‬بعكس الح ال في المدين ه ال تي يفتق ر س كانها الى‬
‫التعاون ‪.‬‬
‫ويتعاون سكان الري ف في الزراع ة وال رعي والح رف والص يد والحص اد والش خص‬
‫الذي ال يتعاون مع البقيه يرفضه المجتمع الريفي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المستوطنة الريفي ة تتم يز باهتمام ات اقتص ادية متش ابهة بين س كانها‪ ,‬فهم يعمل ون الى‬ ‫‪-6‬‬
‫جوار بعضهم بعض و يلعبون ويقيمون الفرائض الدينية مع بعضهم البعض‪.‬‬
‫تتصف المس توطنة الريفي ه بقلت الحرك ة س واء ب المفهوم االجتم اعي او المك اني على‬ ‫‪-7‬‬
‫عكس الحال في المدن (السيد خالد المطري‪،‬ص‪.) 44‬‬

‫وهناك المعيار الساللي كما في بعض دول وسط افريقيا للتفرقة بين المستوطنات الريفية والمدينة‪,‬‬
‫وقد ظهرت بعد زوال االستعمار واساس ه على ل ون البش ره‪ ,‬كم ا في الري ف االف ريقي‪ .‬وعلى‬
‫ماتقدم يمكن القول بان المس توطنة الريفي ة هي ال تي تتم يز بنش اط اقتص ادي ف ردي غ ير متع دد‬
‫يرتبط بأنتاج الطعام من االرض مباشرة وال يعمل سكانها في الخ دمات االجتماعي ة وتفتق ر الى‬
‫وسائل المواصالت الجيده‪ ,‬ومع ذلك فالقري ه ال تتص ف به ذه المع ايير كله ا ولكنه ا تجم ع اك بر‬
‫قدرمنها‪.‬‬

‫انواع المحالت العمرانية‪:‬‬

‫مؤقتا‪ :‬وهي نتاج عالقه بين السكان والموارد مثل مساكن الرع اة والص يادون وال زراع‬ ‫‪-1‬‬
‫المتنقلون وغالبا ما يسكنون الخيام مثل البدو‬
‫المحالت شبه الدائمة‪ :‬وهذه تكون وسطا بين المس اكن الدائم ة واي ه مح ل عمراني ة له ا‬ ‫‪-2‬‬
‫درجة معينة‬
‫محالت ريفية دائما وهي مساكن دائم ا‪ :‬وتك ون ه ذه المس اكن ام ا مجمع ة اومبع ثره و‬ ‫‪-3‬‬
‫يرتبط سكانها بزراعة االرض ‪ ,‬وهي ما يعرف بحركات توطين البدو واكتس ابهم نم اط‬
‫حضاري اخر وحي اه اس تقرار مث ل ماحص ل في دول الخليج الع ربي وليبي ا بع د ظه ور‬
‫البترول‪ ,‬فكانت هناك ضرورة التوطين البدو‪(.‬محمد مدحت جابر‪،‬ص‪)19‬‬
‫انماط المجتمعات غير الحضري‪:‬‬
‫المجتمع الشعبي‪ :‬وهو الذي يميل سكانه الى حياه االستقرار واالرتباط باالرض‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫سكان الواحات‪ :‬وهي التي يسكنها سكان مرتبطين بعالقات اجتماعية قوية ب الرغم من‬ ‫‪-2‬‬
‫ان مساكنهم غير الئقه صحيه‪.‬‬
‫المجتم ع الب دوي‪ :‬وهم فئ ة من س كان المجتم ع تعيش في الص حراء ويعتم دون على‬ ‫‪-3‬‬
‫الرعي ويعيشون في خيام مصنوعة من الص وف او الش عر الحيوان ات ويتنقل ون بص فة‬
‫مستمرة‪ ,‬ويقول عنهم ابن خلدون (انا البادية هم اصل العمران)‪.‬‬
‫سكان الريف يقسم الى قسمين ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أ‪ /‬المجتمع الزراعي‪ :‬وهم تلك الفئة من السكان الذين يعيشون في مزارع خاصة‬
‫ومهمتهم هي الزراعة‪ ,‬وتوجد في المزارع خارج المدن والق رى وتاخ ذه اش كال‬
‫مختلفة معظمه ا ياخ ذ الزراع ة ع بر الطري ق كم ا ه و الح ال في منطق ه الجب ل‬
‫االخضر‪ ,‬ويص ل متوس ط المزرع ة الى ح والي ‪ 50‬هكت ار كم ا ه و الح ال في‬
‫منطقه المرج ‪.‬‬
‫ب‪ /‬المجتم ع الق روي‪ :‬وهي تل ك الفئ ة من الس كان ال ذين يعيش ون في الق رى‬
‫الصغيرة‪ ,‬ويعتم دون على اداء بعض الخ دمات العام ة او الوظ ائف او االعم ال‬
‫أإلنتاجية غير الزراعية‪ ,‬اما الزراعه فهي مهمه ثانوية كما يعتم د بعض الس كان‬

‫‪6‬‬
‫على تربية الحيوانات‪ ,‬التي يكلف بها اوالده ا اورع اة لالهتم ام به ا‪ ,‬حيث ت ربي‬
‫بعي دا عن القري ة ‪ ,‬كم ا ه و الح ال في منطق ه الجب ل االخض ر ال تي ت ربى فيه ا‬
‫الحيوانات جنوب الجبل االخضر‪(.‬محجوب عطية الفائدي‪،‬ص‪،126‬ص‪.) 127‬‬

‫مورفولوجيةالمستوطنة الريفية‪ :‬تعد دراسة المستوطنة الريفية ووحداتها السكنية ظاهر جغرافية‬
‫ذات سمة حض ارية وإجتماعي ة‪ ,‬وهن اك ع دة عوام ل ت ؤثر في تش كيل موفورلوجي ة المس توطنة‬
‫الريفية وهي‪:‬‬

‫العوامل الطبيعية‪ :‬حيث تعد العوامل الطبيعية اكثر العوامل المؤثره في تشكيل المسكن‪,‬‬ ‫‪-1‬‬
‫والمستوطنة الريفية في جميع المواضيع للبيئات الجغرافية فالمناخ ‪,‬والتربة والتضاريس‬
‫والماء كله عوامل محدده ‪ ،‬وتسيطر وتدعو االنسان الى التكيف معها والتصدي لها عبر‬
‫مهاراته وتقنيات وخبرات متراكما للحد من خطورتها ومن البديهي ان يكون هناك فرق كبير‬
‫بين اختيار موقع السكن في ارض سهلية منبسطة‪ ,‬او اختيار ارض متضرسه‪ ,‬حيث ان‬
‫المنطقة الجبلية يكون النمط المتجمع لسكان الريف عند السفوح المنبسطه حيث نجد القرية‬
‫اكثر احتشادا في المناطق الوعره كما هو الحال في اليمن‪.‬‬

‫كذلك يعد الماء احد العوامل المحدده لالحتشاد اوانتشار خاصة لسكان المناطق الجافة‪ ,‬التي تعاني‬
‫من شح المياه وتواجدها حول اماكن معينه‪ ,‬يجعل من انتشار مسئلة معقدة‪ ,‬فمثال بيئه االهوار في‬
‫العراق نجد المساكن محتشدة تارة‪ ,‬ومتفرقه و منتشرة تارة اخرى‪ ,‬سبب انها بيئة مائية في كل‬
‫نواحيها‪ ,‬وبستثناء بعض المناطق الوعرة‪.‬‬

‫العوامل االقتصادية‪ :‬تمثل العوامل االقتص ادية في مق دمات العوام ل الم ؤثرة في تش كيل‬ ‫‪-2‬‬
‫المس توطنات والمس اكن في الري ف ب اختالف البيئ ات‪ ,‬ويب دو وتاثيره ا واض حا خاص ة في‬
‫الزراعة‪ ,‬بما ان الزراعة تحت اج الى االي دي عامل ه ف ان االم ر يتطلب تجم ع الس كان بكثاف ة‬
‫عالية في قري كبيرة مزدحمة سكان ‪(.‬مازن عبدالرحمن الهيتي‪،‬جغرافية الريف‪ ،‬ص‪)144‬‬
‫العوامل االجتماعية‪ :‬تعدي القري ة ام المس توطنة الريفي ة ووح دة اجتماعي ة متماس كة قب ل ان‬ ‫‪-3‬‬
‫تكون وحدة سكنية تربط بين سكانه عالق ات متع ددة وراب ط ق وي كعالق ة ال دم وص لةالرحم‬
‫والقرابه‪.‬‬

‫وتعد العوامل اجتماعية ذات اهميه كبيره في تشكيل نمط القرية وامتدادها ودورها‪ ,‬ف ان االنس ان‬
‫بفكرته كائن اجتماعي ال يستطيع العيش بمفرده اال مع ابناء جلدته من ال ذين يتص ل بهم بعالق ات‬
‫قوية‪.‬‬

‫نسيج البناء المعماري‪ :‬يقصد به دراسة الوحدات السكنية من حيث الواحدات السكنية‪ ,‬من‬
‫حيث مواد البناء و عدد طوابق والطراز البناء والكثافة العمرانية‪ ,‬ويمكن ان نوضحها في االتي‪:‬‬

‫‪ -1‬مواد البناء‪ :‬تشكل دراسة مواد البناء للمسكن الريفي امرا ضروري االهميته ا فى الكش ف‬
‫عن الواقع السكني‪ ,‬ويس تدل من ه على مك ان الس اكنين في الس لم االجتم اعي االقتص ادي بدالل ه‬

‫‪7‬‬
‫المادة حيث تقسم مواد البناء االولية الى طبيعية وص ناعية‪ ,‬مث ل الطين والرم ل والحج ر وم واد‬
‫صناعية كاالسمنت والجبس ومواد اخرى‪ ,‬مثال في ارياف مصر والعراق‪.‬‬

‫‪ -2‬عدد عدد الطوابق تعكس دراسة عدد الطوابق الحالة االقتصادية واالجتماعية التي تكون فيها‬
‫االسرة الريفية والتي تفرضها خصائص المعرفة والقيم االجتماعية‪ ,‬والنمط السائد في الريف‬
‫وهو المساكن التقليدية غير المخططه‪ ,‬و الريف العربي كامثال التتألف وحدته السكنية باكثر من‬
‫طابق تمتد طوابقه بشكل افقي بارتفاع طابق واحد‪ ,‬والسبب يعود الى اسلوب البناء البدائي‬
‫ونوعية مواد البناء المستخدمة والوضع االجتماعي الذي يؤكد على الخصوصية والمنعة دون‬
‫االطالع على الجيران‪(.‬مازن عبدالرحمن‪،‬مرجع سابق ذكره‪،‬ص‪. ) 148‬‬

‫مكونات المسكن الريفي‪:‬‬

‫حرص الفالح في مسكنه أن يلبي كل متطلباته ورغباته في مستقره التقليد ((العشوائي))‬

‫دون تخطيط والمعرفة التقنية والهندسية‪ ,‬وما هي اال تراكم معرفي وحاجات دفعته ورغبته‬
‫والقيم االجتماعية الموراث التاريخي‪ ,‬الذي وجد اباءهم واجدادهم قد تركوا‪ ,‬ويمكن ان نقسم‬
‫مكونات المسكن الريفي الي االتي‪:‬‬

‫غرف النوم‬ ‫أ‪-‬‬

‫ب‪ -‬الحوش ‪:‬عباره عن مساحة مكشوفة تتوسط المسكن الريفي وتتذذذوزع في جوانبه مكونات‬
‫المسكن وهو يسمح بدخول اشعة الشمس والتيارات الهوائية التي تلطف الجو‪ ,‬وتلتقي فيه‬
‫العائالت في المناسبات و اثناء تناول الطعام‪.‬‬

‫ج‪ -‬الحضيرة‪ :‬يرتبط وجود الحضيرة بوجود المسكن الريف لفالحي وهي عبارة عن مكان‬
‫محكم مخصص لي ايواء الحيوانات كا الغنم والماعز واالبقار والجاموس والخيول وغيرها‪.‬‬

‫د‪ -‬المضيف‪ :‬هو يمثل الحالة االجتماعية واالقتصادية للفالح و كلما كانت الحالة االجتماعية‬
‫واالقتصادية عاليه ومكانته مهمه في القرية وبين ابناء القبيلة كان االهتمام بالمضيف وسعته‬
‫وشكله ودوره ومكانه ذات أهمية فعالة‪ ,‬وكلما كنت الحالة االجتماعية واالقتصادية بمستوى‬
‫ضعيف‪ ,‬كان المضيف صغيرا‪ ,‬يتسم بالبساطة وال يبدو دوره اكثر من تجمع افراد العائلة فقط‪,‬‬
‫وغالبا ما يكون المضيف في الواجهه االمامية للمسكن وله ابواب رئيسيه كبيرة‪ (.‬مازن عبدالرحمن‬
‫الهيتي‪،‬ص‪) 163‬‬

‫عالقة المدينة بالريف‪:‬‬

‫تتنوع العالقة بين المدينة والريف اذا ان كال منهما ال يمكن االستغناء عن االخر‪ ,‬واهم تلك‬
‫العالقات هي‪:‬‬

‫العالقة االقتصادية‪ :‬وتنقسم الي ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪8‬‬
‫الزراعة‪ :‬حيث يعتبر الكثيرين من الباحثين الريف هو مطعيم للمدينة ‪ ،‬كونه المسؤول‬ ‫أ‪-‬‬
‫عن الغذاء‪.‬‬
‫الصناعة‪ :‬حيث يمد الريف المدينة بالمواد االولية لصناعة المنتجات الحيوانية كاااللبان‬ ‫ب‪-‬‬
‫واللحوم والجلود‪ ،‬او وجود مواد تعدينية يمكن أن تقوم عليها صناعة‪.‬‬
‫التجاري ة‪ :‬تم د المدين ة الري ف بالبض ائع والخ دمات ويم دها بالمنتج ات زراعي ة من‬ ‫ت‪-‬‬
‫محاصيل وغيرها‪.‬‬
‫‪ -2‬العالقات السكانية‪:‬تتمثل في االتي ‪:‬‬
‫الهجرة نحو المدينة‪ :‬المالحظ ان المدينة استمدادت سكانها من الريف‪ ,‬الذي‬ ‫أ‪-‬‬

‫كان وال يزال الممول الرئيسي لها بالسكان‪ ,‬اال ان ظاهرة امدادها بس كان ال ريفين ق د ازاداد في‬
‫االونة االخيرة‪ ,‬وخاصة بعد التقدم التقني‪ ,‬فالريف اصبح يتب ادل المنفع ة م ع المدين ة فه و يم دها‬
‫بالطعام والمدينة تمد الريف بالبضائع والخدمات‪ (.‬صبري فارس الهيتي‪،‬زين العابدين علي صقر‪،‬ص‪)364‬‬

‫وفي عام ‪1800‬لم تكن نسبة الحضر في العالم تتجاوز ‪ %3.4‬ولم تقل نس به الم دن ال تي يزي د‬
‫حجم كل منها على ‪5000‬نسمة‪ ,‬اال حوالي ‪ ,%3‬وق د تط ورت نس به س كان الحض ر لتص ل الى‬
‫‪ %13.6‬عام ‪1900‬م‪ ,‬ثم وصلت الى ‪ %19.3‬ع ام ‪ 1920‬م ‪ ,‬ثم الى ‪ %24.8‬ع ام ‪1940‬م‪,‬‬
‫ثم ‪ %33‬عام ‪ 1960‬م ثم ‪ %49‬ع ام ‪1959‬م‪ ,‬ثم ‪% 51‬ع ام ‪2000‬م‪ ,‬ومن المتوق ع ان تتج اوز‬
‫النسبه ‪ 65%‬عام ‪ 2025‬م‪ (.‬صبري فارس الهيتي‪،‬زين العابدين علي صقر‪،‬ص‪)30‬‬

‫وفي ليبي ا نالح ظ ارتف اع نس به الحض ر وتن اقص س كان الري ف‪ ,‬حيث بلغت نس به الس كان في‬
‫المناطق الحضرية في ليبيا عام ‪ 1955‬م ‪ %23‬لتص ل الى ‪ %78‬ع ام ‪2020‬م‪ ,‬ومن المتوق ع‬
‫ان تصل الى ‪ %84‬عام ‪2050‬م‪ ,‬وهو المؤشر على ارتفاع سكان المناطق الحضرية وانخفضها‬
‫في الريف ‪ (.‬علي احمداعتيقه‪،‬أثر البترول على االقتصاد الليبي‪،1969،_1956،‬ص‪)130‬‬

‫ولقد ادى النشاط البترولي في ليبيا الى التوسع النقدي و المالي الذي ادى ب دوره الى زي ادة الطلب‬
‫على السلع والخدمات خاصة في مدن ط رابلس وبنغ ازي‪ ,‬وك ان من الط بيعي في ه ذه التغ يرات‬
‫المادية التي تجلب انتباه سكان الريف‪ ,‬الذين كانوا يعانون الكثير من الحرم ان وغي اب الحاج ات‬
‫وخاصة في سنوات الجفاف‪ ,‬لذلك بدات الهج رة نح و الم دن من الري ف ‪ ,‬ح تى انخفض ت نس بة‬
‫سكان الريف الي حوالي ‪ %30‬عام ‪1969‬م وهي نس بة اال توج د اال في البالد المتط ورة ‪ (.‬مول ود‬
‫علي بريبش‪،‬التنمية المكانية ‪،‬ودورها في توازن العمران الحضري في ليبيا‪،‬ص‪.)115‬‬

‫لقد كانت الهجرة الداخلية تعني في حقيقته الهجرة إلى م دينتي ط رابلس وبنغ ازي‪ ,‬واحس اس من‬
‫الجه ات المس ؤوله في البالد بلمخ اطر والمس اواه الناجم ة عن اختالل ت وازن التوزي ع المك اني‬
‫للسكان‪ ,‬فقد رأت ضرورة تنمية وتطوير المناطق الحضرية‪ ,‬من مختلف االحجام لتخفي ف من‬
‫حده الهجرة‪ ,‬المدن الكبرى ومحاولة القضاء على التفاوت الحضري‪ ,‬ولهذا كانت اه داف التنمي ة‬
‫المكانية في ليبيا تتمثل في االتي‪:‬‬

‫تقليل فروق مستويات المعيشه بين الريف والمدن‪ ,‬من خالل تطوير القرى واالرياف‬ ‫‪-1‬‬

‫‪9‬‬
‫اقتصاديا واجتماعيا‪ ,‬وتقديم الدعم لها حتى تتمكن من االحتفاظ بسكانها‬

‫مراعاة التسلسل الهرمي في احجام المراكز العمرانية والتخفي ف من الهيمن ة الحض ارية‬ ‫‪-2‬‬
‫خاصة في بنغازي وطرابلس‪ ,‬والتقليل من االهمية االستقطابية ‪.‬‬
‫تنمية المدن التي اوهملت في السابق من خالل إيجاد مراكز صناعية وخدمية‪ ,‬واداري ة‬ ‫‪-3‬‬
‫وثقافية‪،‬ومما ال شك فيه ان خطط التنمية حاولت تش جيع الهج رة العكس ية للتخفي ف من‬
‫العبء الذي تعانيه تل ك الم دن حيث ش اهدت البالد خط ط التنمي ة من ذ الس تينيات وح تى‬
‫منتصف الثتمنيات‪ ,‬وال تي ش هدت تنفي ذ العدي د من المش اريع التنموي ة في معظم اق اليم‬
‫البالد‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2‬توضح توزيع مشاريع االستيطان الزراعي في الجبل االخضر في ليبيا‪.‬‬

‫المص در‪ :‬ربي ع محم د على‪ ,‬التغ ير في اس تخدام االراض ي الزراعي ة في مش اريع االس تطان ال زراعي في ليبي ا‪ ,‬دراس ة حال ة لس هل‬
‫المرج‪,‬رسالة ماجستير‪ ,‬جامعة بنغازي‪ ,‬كلية االداب‪ ,‬قسم الجغرافيا‪2013,‬م‪45،‬ص ‪.‬‬

‫انماط تصنيف المستوطنه الريفية حسب االسس التالية‬

‫‪:1‬حس ب مس احة المس كن‪ :‬منه ا نم ط الم زارع الفردي ة‪،‬اوالعزب ة وهي ع دد قلي ل من‬
‫المباني‪،‬اوالقرية‪،‬وتختلف هذه المسميات بين دول العالم‪،‬بحيث يصعب التوصل الى تعريفات‬

‫جامعة ففي اللغة العربية تنشط مسميات القرية والعزبة والنجع والكفر والنزل والضيعه والربع‬

‫والمحلة‪،‬وهذه اليقابلها مسميات واضحه في اللغة االنجليزية‪،‬فهناك مسميات المستوطنة‬

‫‪settlement‬والعزبة ‪Hamlat‬اوالقرية ‪viIlage‬اوالمزعه الكب يرة ال تي تهتم بتربي ة الخي ول‬


‫كما في الغرب االمريكي‪.Ranch‬‬

‫‪10‬‬
‫كذلك يالحظ التوجد حدود فاصلة بين واض حه بين ه ذه االنم اط والمس ميات الريفي ه‪،‬ويمكن ان‬
‫نحدد بعض الخصائص للتفرقه بين انماط العمران الريفي‬

‫ا‪ :‬السكن الريفي المنعزل‪،‬مثل المزارع الفردية ‪،‬مثل مزارع الوسط والغرب االمريكي‪،‬‬

‫ب‪:‬العزبة‪:‬تعرف في بالد الشام بالضيعه وفي مصر يطلق عليها عزب ة‪،‬والنج ع‪ ،‬احيان آ ثالث ة‪،‬في‬
‫السعودية تعرف باسم البستان ‪،‬وفي بريطانيا المستوطنه‪،‬وتتصف العزبة بقلة السكان وتزي د فيه ا‬
‫مساحة االرض وقلة عدد المباني‪،‬ويعمل أغلب سكانها في الزراعة‪.‬‬

‫القرية‪Village‬وتعرف باسم النزل في مناطق والكفر في مناطق كما في مصر‪،‬والحله كما في‬

‫السودان‪،‬وهي تجمع من المساكن اكبر من القرية‪،‬اكبر من العزبة وعدد سكان اكبر‪،‬واليعني‬

‫التخصص الوظيفي للقرية انها في الحرف االولية ‪،‬وعدم معرفتها بالوظائف االخرى في الحرف‬
‫المدنيه او الموجودة في المدن ‪،‬فنجد قسم صغير من السكان يعمل في تج ارة التجزئةوالجمل ةوفي‬
‫العمل المكتبي ‪،‬ويظهرذلك بوضوح في القرية االوربية ‪،‬ففي القري ة ع ادة توج د مدرس ة ابتدائي ة‬
‫واعدادية‪،‬ومكتب للبريد ومحط ة لخدم ة الس يارات‪،‬وبعض المح ال ل بيعض وإص الح الس يارات‬
‫وربما بنك ومتجر عام ومحل جزارة(السيد خالد المصري‪،‬ص‪)245‬‬

‫الشكل (‪)3‬يبين إحدى القرى في الهند‬

‫‪:2‬انماط المستوطنات الريفية حسب مدة السكن‪:‬‬

‫وتقسم الى مستوطنات دائمة ومستوطنات مؤقته‬

‫مستوطنات دائمة‪،‬هو نتاج مراحل طويلة من التطور البشري‪،‬ويرتبط وجوده ا بزي ادة الم وارد‬
‫الطبيعية‪،‬ومقدرة االنسان على االستثمارفي الطبيعة لمعيشته‪،‬‬

‫المس توطنات المؤقته‪،‬وهي ال تي تش غل فيه ا المس توطنة موس مآ معين اوج زء من الموس م‪،‬مث ل‬
‫مناطق الصيادين البدائيين‪،‬والرعاةالمتجولين‪،‬مثل رع اة الرن ه في ش مال روس يا‪،‬والس كا وش مال‬
‫اسكندنافيا‪ ،‬حيث يقيمون في مساكن ثابتة يقع نص فها تحت االرض ‪،‬ف إذا ح ل الص يف اتجه وا‬
‫في جماعات صغيرة نحو الشمال حيث مراعي الرنة‪.‬‬

‫حسب الوظيفة يمكن ان نقسم القرى الى االتي‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫أ‪ -‬القرى الزراعية‪،‬وتعتبر اكثر انماط القرى سيادة وإنتشار في العالم‪،‬وتشكل نمط مجتمعي ا‬
‫من االستيطان ال ريفي‪،‬وهي ال تي تتم يز ب ان االس تيطان من اج ل الزراع ة‪،‬وتنتش ر في‬
‫غ رب وش رق الع الم‪ ،‬وتختل ف في كثاف ة النش اط الزراعي وهي ع ادة م اتعرف بق رى‬
‫المستوطنات الجديدة مشاريع االستيطان الزراعي في ليبيا‪.‬الشكل(‪.)4‬‬
‫ب‪ -‬قرى الرعي‪ :‬وهي المناطق التي يخصص فيها االنسان كل جهده لمراقبةالحيوانات‬
‫وإطعامها‪،‬وتوفير السقاية لها‪،‬وحمايتها من الحيوانات المفترسه ويتميز هذا انمط بتنقله‬
‫المستمر‪،‬مثل مزارع رعاة البقر في امريكا‪(.‬خالد السيد المطري ‪،‬ص‪)344‬‬

‫الشكل ( ‪ )4‬يوضح أشكال المستوطنات الريفية بمنطقة المرج شرق ليبيا‬

‫المصدر‪ :‬ربيع الذرعاني‪ ,‬مصدر سابق ذكره‪,‬ص‪.122‬‬

‫‪12‬‬
‫الخالصة‬

‫من خالل العرض السابق توصلنا الى االتي‪:‬‬

‫‪:1‬اليوجد إلى معي ار مح دد ‪،‬للتفرق ة بين المس توطنات او المن اطق الحض رية والريفي ة‪،‬فهن اك‬
‫تباين بين الدول في تصنيف المنطقة ريف اوحضر‬

‫‪ :2‬هناك تباين ايضا في تصنيف المناطق الريفية‪،‬اودرجات العمران الريفي ‪،‬فم ايتعبر قري ة في‬
‫بلد نجده يختلف في بلد اخر‪،‬خاصة بين الدول المتقدمة‪،‬والدول النامية ‪،‬والمتخلفة‪.‬‬

‫‪ :3‬لعب العام ل الط بيعي دوره في تحدي د حجم اوش كل او مك ان ‪،‬المس كن ال ريفي ‪،‬خاص ة‬
‫المناخ‪،‬ومظاهر السطح‪.‬‬

‫‪: 4‬على مستوى العالم نالحظ ‪،‬ان هناك تزايد في اعداد المهاجرين من الريف الى المدن‪،‬خاصة‬

‫من فئة الشباب‪،‬مايسبب مشاكل اقتصادية سواء في منطقة المقصد او المغادره‪،‬والمالحظ ان‬

‫دول العالم المتقدم هي االعلى من حيث معدالت الهجرة‪.‬‬

‫‪:5‬قلة الدراسات التي تبحث في العمران الريفي‪،‬مقارنة بالعمران الحضري‪.‬‬

‫‪ :6‬تركيز الدول على التخطيط الحضري والتنمية المدنية ‪،‬وتجاهل الريف يجعل من سكان‬

‫الريف يشعرون بغياب العدالة االجتماعية خاصة في الدول النامية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المصادر‬

‫اعتيقه‪،‬علي احم د‪ ،‬أث ر الب ترول على االقتص ادالليبي ‪1969_1956‬م‪،‬دار الطليع ة للطباع ة‬ ‫‪-1‬‬
‫والنشر‪،‬بيروت‪،‬ط ‪1972،‬م‪.‬‬

‫بريبش‪،‬مولود علي‪،‬التنمية المكانية ودوره ا في ت وازن العم ران الحض ري في ليبيا‪ ،‬فص ل‬ ‫‪-2‬‬
‫في كتاب ‪،‬التخطيط الحضري المس تمر‪ ،‬تحري ر‪،‬س عد خلي ل القزي ري‪ ،‬دار ومكتب ة الفض يل‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬بنغازي‪،‬ط‪2010 ,1‬م‪.‬‬

‫جابر‪،‬محمد مدحت‪ ،‬جغرافية العمراالريفي والحضري‪ ،‬مكتبة االنجلوا المص رية‪ ،‬الق اهرة‪،‬ط‬ ‫‪-3‬‬
‫‪2006 ،1‬‬
‫‪-‬ص بري ف ارس‪ ،‬زين العاب دين علي ص قر‪ ،‬جغرافي ة الم دن‪ ،‬منش ورات جامع ة عم ر‬ ‫‪-4‬‬
‫المختار‪،‬البيضاء‪ 2014،‬م‪.‬‬

‫‪_5‬الفائدي‪ ،‬محج وب عطية‪ ،‬مب ادءي علم االجتم اع والمجتم ع ال ريفي‪ ،‬منش ورات جامع ة‬
‫عمر المختار‪،‬البيضاء‪،‬ط‪1992 ،1‬م‪.‬‬

‫‪ .6‬المطري‪،‬السيدخالد‪ ،‬جغرافية االستيطان الريفي‪ ،‬الدارالسعودية‪ ،‬للنشروالتوزيع‪ ،‬الرياض‪،‬ط‪1‬‬


‫‪1999،‬م‬

‫‪14‬‬

You might also like