You are on page 1of 8

‫دراسات‪ ،‬العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬المجلّد ‪ ،34‬ملحق ‪2016 ،6‬‬

‫وفيين‬
‫صريين وال ُك ّ‬
‫الب ّ‬ ‫اب َّ ِ‬ ‫الج ْزم ِفي َجو ِ‬ ‫ِ‬
‫الش ْرط َب ْين َ‬ ‫عام ُل َ‬

‫يوسف محمد كوفحي*‬

‫ملخص‬
‫بالم َساِِ ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫الج ْزِم في َجواب الشرط‪ ،‬وذلك م ْن خالل كتَ َابْي ِن اثَْنْي ِن ُعنَيا َ‬
‫ام ِل َ ِ‬ ‫الف ِفي َع ِ‬ ‫الخ ِ‬ ‫قيق ِة ِ‬
‫ديم َح َ‬ ‫حث إلى تَ ْق ِ‬ ‫الب ُ‬‫ف َهذا َ‬ ‫َي ْه ِد ُ‬
‫ص َرِة في‬ ‫الف ُّ‬
‫الن ْ‬ ‫اب "اِْتِ ُ‬ ‫ابن األنباريِّ‪ِ ،‬‬
‫وكتَ ُ‬ ‫كات ِ‬ ‫البر ِ‬ ‫ِ‬
‫اب "اإلنصاف في مساِل الخالف" ألبي ّ َ‬ ‫الن َح ِاة‪ ،‬وهُ َما‪ِ :‬كتَ ُ‬ ‫الفي ِ‬
‫َّة َبْي َن ُّ‬ ‫الخ ِ‬
‫ِ‬
‫ض ِفي ِهما ِم ْن ِخ ٍ‬
‫الف َبْي َن‬ ‫وبَيان َما ُع ِر َ‬ ‫ف َع ْن مْنه ِج ِ‬
‫الكتَ َابْي ِن‪َ ،‬‬ ‫ث بال َك ْش ِ‬ ‫الب ْح ُ‬
‫ام َ‬ ‫لشر ِجي َّ ِ ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫الزبيدي‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫اختالف نحاة الكوفة والبصرة" ل َ‬
‫طرَّق‬ ‫وعلَى َمْن َه ِج ِه َك َذِل َك‪ .‬وتَ َ‬
‫الم ْسأََل ِة‪َ ،‬‬
‫ي في َ‬
‫ْي ْاب ِن األنبار ِّ ِ‬ ‫َّد على َأر ِ‬ ‫ث بالرِّ‬ ‫الب ْح ُ‬
‫ام َ‬ ‫الم ْسَأَل ِة‪ ،‬و ِم ْن َّ‬
‫ثم َق َ‬ ‫يين َح ْو َل َ‬ ‫يين وال ُكوِف َ‬‫ص ِر َ‬‫الب ْ‬‫َ‬
‫ِ‬
‫العرب‪ .‬و ْانتَ َهى‬ ‫القياس عليها لكثرة ورودها في كالم‬ ‫ِ‬ ‫النحاة فيها‪ ،‬وامكانيةَ‬ ‫ِ‬ ‫َّن آراء ُّ‬ ‫ي‬‫وب‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ار‬‫و‬ ‫ِ‬
‫الج‬ ‫على‬ ‫ِ‬
‫مل‬ ‫الح‬ ‫ِ‬
‫مسألة‬ ‫إلى‬ ‫البحث‬
‫ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِّين‪.‬‬
‫َ‬ ‫ي‬‫ف‬‫ِ‬‫و‬‫ك‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ص ِار ِل َأر ِ‬
‫ْي‬ ‫ِ‬
‫ث باالنت َ‬ ‫الب ْح ُ‬
‫َ‬
‫الكلمات الدالة‪ :‬اللغة العربية‪ ،‬نحو‪ ،‬تفكير نحوي‪ ،‬خالف نحوي‪.‬‬

‫اهرِة الحم ِل على ال ِجو ِار لِقَُّوتِها َش ِ‬


‫اهداً‬ ‫مستَنِداً بِ َذلِك على ظَ ِ‬ ‫المقدمـــة‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وحجةً‪.‬‬ ‫ُ‬
‫المدرسة ال ُكوِفي ِ‬
‫َّة‬ ‫ِ‬ ‫َّة و‬ ‫المدرسة البصري ِ‬ ‫ِ‬ ‫النحاةُ قديماً ِم َن‬ ‫تلف ُّ‬ ‫اخ َ‬ ‫ْ‬
‫َ ْ‬
‫ي وعرضه للمسألة‬ ‫منهج ابن األنبار ِّ‬ ‫الف على َحدِّ‬ ‫ِ‬
‫في قَضية العامل ل َجواب الشرط‪ ،‬وقَ ْد َوَرَد هذا الخ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫احث ِفي ِكتَ ِ‬ ‫علم الب ِ‬ ‫ِ‬
‫ي في كتابه اإلنصاف على‬ ‫منهج اإلمام ابن األنبار ِّ‬ ‫ُ‬ ‫يقوم‬ ‫وهما‪:‬‬ ‫الم َساِ ِل الخالفيَّة‪ُ ،‬‬ ‫ابين اثنين ُعنيا في َ‬ ‫َ‬
‫أي‬ ‫أي الكوفيين أوالً‪ :‬ثَُّم َي ِ‬ ‫الث طُر ٍ‬ ‫ثَ ِ‬ ‫مصنِف ِه كمال الدين أبي‬ ‫اب" اإلنصاف في مساِل الخالف" لِ ِّ‬ ‫ِ‬
‫ض رَ‬ ‫عر ُ‬ ‫ق‪ ،‬األولى‪ :‬يقدم ر َ‬ ‫كتَ ُ‬
‫أي الكوفيين وحج ِجهم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫المتَوفَّى سنة ‪255‬هـ‪ ،‬وقَ ْد‬
‫البصريين ثانياً‪ ،‬والثانية‪ :‬يبدأ بتفصيل ر َ‬ ‫ي ُ‬ ‫البركات عبد الرحمن ابن األنبار ِّ‬
‫المتعددة بقولِه (ومنهم من قال‪ )...‬أو (وقال‬ ‫ِ‬ ‫وذكر أقوالِهم‬ ‫ِ‬ ‫ي الرابعةَ والثّمانين‬ ‫كتاب ابن األنبار ِّ‬ ‫ِ‬ ‫سألة ِفي‬ ‫َكان تَرتِيب الم ِ‬
‫َ ْ ُ َ‬
‫يقة الَّتي فصَّل‬ ‫فالن‪ ،)...‬ومن ثََّم يفصِّل رأي البصريين بالطَّر ِ‬ ‫الكتاب الثَّاني‬ ‫ا‬ ‫أم‬
‫َّ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫رط‬ ‫َّ‬
‫الش‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫و‬ ‫ج‬ ‫في‬ ‫ِ‬
‫م‬‫الجز‬
‫ْ‬ ‫بعنوان (عام ُل‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يعتقد َّأنه خطأٌ في‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫د‬‫أي الكوفيين‪ ،‬والثَّالثة‪ّ ِ:‬‬
‫ير‬ ‫صنِفهِ‬ ‫ِ‬
‫ص َرِة"‪ ،‬ل ُم ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َرِة في ْ‬ ‫اِتالف ُّ‬
‫ُ‬ ‫فيها ر َ‬ ‫الب ْ‬‫اختالف ُنحاة الكوفة و َ‬ ‫الن ْ‬ ‫ُ‬ ‫فهو"‬
‫كلمات الكوفيِّين أو‬ ‫ِ‬ ‫الجواب عن‬ ‫ِ‬ ‫المتوفَّى سنة‬ ‫الشرجي َّ ِ ِ‬ ‫لطيف بن أبي بكر َّ‬ ‫عبد ال ِ‬
‫أما َ‬ ‫المسألة بقوله‪( :‬و َّ‬ ‫الزبيدي ُ‬
‫البصريِّين‪ )...‬وهكذا في ُك ِّل َمسألَ ٍة‪.‬‬ ‫الشرجي‬ ‫كتاب َّ‬ ‫ِ‬ ‫المساِل في‬ ‫ِ‬ ‫وكان ترتيُِبهَا ِمن َب ْين‬ ‫َ‬ ‫‪315‬هـ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكتب األخرى‬ ‫ي عن غيرِه َ‬
‫من‬ ‫ابن األنبار ِّ‬ ‫كتاب ِ‬ ‫َ‬ ‫يمي ُز‬
‫وما ّ‬ ‫ذكر‬‫ف بِ ِ‬ ‫صِّن ُ‬ ‫الم َ‬ ‫كن تَ ْحم ُل ع ْنواناً‪َ ،‬ب ْل ا ْكتَفَى ُ‬ ‫الرابعةَ َع ْشرةَ‪َ ،‬ولَ ْم تَ ْ‬
‫الشواهد‬ ‫الحج ِج و َّ‬ ‫مساِل الخالف‪َّ -‬أنه يذكر َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الَّتي ُعنيت في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذكر آراء ُّ‬ ‫ع بِ ِ‬ ‫َلة‪ ،‬و ِم ْن ثَُّم َش َر َ‬ ‫رقَِم المسأ ِ‬
‫كل ُ‬ ‫ُ‬ ‫الم ْسأَلَة‪.‬‬ ‫النحاة في َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ورد‬
‫وي ُ‬ ‫ِ‬ ‫الَّتي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وينظر‪ -‬كثي اًر‪ -‬بالشواهد األخرى‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫يحتج بها القوم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ثم‬‫ْ َّ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ي‬‫اب‬ ‫ت‬‫الك‬ ‫ج‬
‫َ ْ ُ َْ َ ْ َ ِ َ َْ‬‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫يم‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ت‬‫ب‬ ‫ث‬ ‫ح‬ ‫الب‬ ‫هذا‬ ‫ام‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ف‬
‫ْ ُ ََ ْ َ‬ ‫نا‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬
‫ويكثر ِم َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫الشواهد القرآنيَّة‪ .‬وال َرْي َ‬ ‫أسماء أصحاب القراءات‪ُ ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫الم ْسأَلَة‪،‬‬ ‫صنفان م ْن آراء وخالف َح ْو َل َ‬ ‫ِّ‬ ‫الم َ‬‫الحديث َع ْن ما قَ َّد َمهُ ُ‬ ‫َ‬
‫حو‬‫الن ِ‬‫الف ِفي َّ‬ ‫الخ ِ‬ ‫هر ُكتِ ِب ِ‬ ‫عد ِمن أَ ْش ِ‬ ‫صاف "ُي ُّ‬ ‫اإلن ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫كتاب‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫احث با َّلرِّد على‬ ‫الب ُ‬ ‫َ َ‬ ‫قام‬ ‫ثم‬
‫َّ‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ه‬ ‫وآليات طَرِح ِهما للمسأَلَ ِة ومعالجتِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫ْ َ َْ‬
‫ِ‬
‫الفّية ب ْين ُنحاةِ‬ ‫الخ ِ‬ ‫َغلَ ِب المساِِ ِل ِ‬ ‫مل َعلى أ ْ‬ ‫َّ‬
‫العربِي الذي ا ْشتَ َ‬ ‫البحث‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫ط‬ ‫وت‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫س‬ ‫الم‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ج‬ ‫ل‬ ‫عا‬ ‫م‬ ‫في‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ج‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ََ َ ْ َ َ‬ ‫ي وعلى َ ْ َ‬
‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ابن األنبار ِّ‬
‫صرِة وال ُكوفَ ِة" (الخزرجي‪.)5115 ،‬‬ ‫الب‬
‫َْ َ َ ْ‬ ‫ين‬ ‫رست‬ ‫د‬ ‫الم‬ ‫الح ْم ِل على‬ ‫ِ‬
‫ي إلى مسألة َ‬ ‫الرِّد على ابن األنبار ّ‬ ‫معرض َّ‬ ‫في ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ياس عليها لِ َكثَْرِة‬ ‫الق ِ‬ ‫حاة فيها‪ ،‬وامكانيةَ ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫َّن آراء ُّ‬ ‫ِ‬
‫جاء في كتاب اإلنصاف َحو َل‬ ‫رض لما َ‬ ‫وفي ما يلي َع ٌ‬ ‫الجو ِار‪ ،‬وبي َ‬
‫َّ‬ ‫العام ِل في جو ِ‬ ‫مسألة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الم العر ِب‪ِ ُ .‬‬ ‫ودها ِفي َك ِ‬
‫اب الشرط‪.‬‬ ‫ص ِار لل ُكوِفي َ‬
‫ِّين‬ ‫حث باالنت َ‬ ‫الب ُ‬ ‫وخت َم َ‬ ‫ََ‬
‫ور ِ‬
‫ُ‬
‫الشرط‬ ‫اب َّ‬ ‫أن جو َ‬ ‫الكوفيون إلى َّ‬‫َ‬ ‫ب‬‫ي‪َ " :‬ذ َه َ‬ ‫ابن األنبار ِّ‬ ‫َيقو ُل ُ‬
‫األكثرون إلى‬
‫َ‬ ‫ب‬‫يون‪ ،‬ف َذ َه َ‬‫البصر َ‬ ‫اختلف َ‬ ‫جزوم على ال ِجوار‪ ،‬و َ‬ ‫َم ٌ‬ ‫* مركز الحصيف لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها‪ ،‬إربد‪ ،‬االردن‪.‬‬
‫أن حرف‬ ‫آخرون إلى َّ‬ ‫ب‬ ‫حرف َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫تاريخ استالم البحث ‪ ،9102/4/92‬وتاريخ قبوله ‪.9102/6/01‬‬
‫َ‬ ‫الشرط‪ ،‬وَذ َه َ‬ ‫ُ‬ ‫أن العام َل فيهما‬

‫‪ 5102 ‬عمادة البحث العلمي وضمان اجلودة‪ /‬اجلامعة األردنية‪ .‬مجيع احلقوق حمفوظة‪.‬‬ ‫‪- 5342 -‬‬
‫يوسف محمد كوفحي‬ ‫الج ْزم ِفي َجو ِ‬
‫اب‪...‬‬ ‫ِ‬
‫عام ُل َ‬

‫به‪،‬‬ ‫صاح ِ‬‫ِ‬ ‫َحدهما َعن‬ ‫نفك أ ُ‬ ‫رط؛ فَال َي ُّ‬ ‫الش ِ‬ ‫اب َّ‬ ‫ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫َّ‬ ‫آخرون إلى َّ‬ ‫ِ‬ ‫وفعل َّ‬ ‫الش ِ‬ ‫َّ‬
‫يقتضيان جو َ‬ ‫رط‬ ‫حرف‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫يعمالن فيه‪ ،‬وَذ َه َ‬ ‫الشرط‬ ‫َ‬ ‫رط‬
‫ِ‬
‫االبتداء‬ ‫جب أن َيعمال فيه َمعاً؛ َكما ُقلنا في‬ ‫رط يعم ُل في جو ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫الشرط‪ ،‬وفع ُل َّ‬ ‫فعل َّ‬ ‫رط يعم ُل في ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫َّ‬
‫لما اقتضياهُ معاً َو َ‬ ‫َف َّ‬ ‫اب‬
‫ك َها ُهنا" (ابن األنباري‪،‬‬ ‫بر‪ ،‬فَكذل َ‬ ‫الخ ِ‬
‫المبتَدأ َّأنهما َيعمالن في َ‬ ‫ِ‬ ‫ني إلى َّأنه‬ ‫َّ ِ‬
‫وُ‬ ‫الوقف"‬ ‫مبني على‬ ‫ٌ‬ ‫ان الماز ِّ‬ ‫ب أبو ُعثْ َم َ‬ ‫الشرط‪ ،‬وَذ َه َ‬
‫اعتمد‬ ‫ِ‬
‫أي بِقَولِه‪" :‬وا ْن‬ ‫ي َعلى هذا الر ِّ‬ ‫ابن األنبار ِّ‬ ‫وي ُّ‬
‫َ‬ ‫رد ُ‬ ‫‪َ .)0833‬‬ ‫(ابن األنباري‪.)0833 ،‬‬
‫ألن ِفع َل‬ ‫ك َّ‬ ‫عف‪َ ،‬وذل َ‬ ‫نفك ِمن ض ٍ‬
‫َ‬ ‫يين فَال َي ُّ‬ ‫البصر َ‬ ‫كثير م َن َ‬
‫ِ‬
‫عليه ٌ‬
‫ِ‬ ‫هذه اآلر ِ‬
‫اء‬ ‫تقديم ِ‬ ‫ِ‬ ‫بعد‬
‫ي َ‬ ‫ابن األنبار ِّ‬ ‫فإن َ‬ ‫ق‪َّ ،‬‬ ‫وفي هذا السِّيا ِ‬
‫عل‪ ،‬وِاذ لم َي ُكن‬ ‫الف ِ‬ ‫يعمل في ِ‬ ‫َ‬ ‫عل أال‬ ‫الشرط ِفع ٌل‪ ،‬واألص ُل في ِ‬
‫الف ِ‬ ‫َّ‬ ‫بالكوفيين ثَُّم‬ ‫اء َب ِادًِا‬ ‫تلك اآلر ِ‬ ‫أي من َ‬ ‫يذكر ُح َّجةَ ُك ِّل ر ٍّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الع َم ِل‬ ‫الف ِ‬ ‫لفعل تَأثير في أن يعم َل في ِ‬ ‫لِ ِ‬ ‫بأن قالُوا‪ :‬إَِّنما قُلنا‬ ‫ُّ‬
‫إن" له تَأْثير في َ‬ ‫عل‪ ،‬و" ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫فاحتج‬ ‫الكوفيون‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫أم‬
‫َّ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫إذ‬ ‫يين‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫الب‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫تأثير له"‬ ‫تأثير ال َ‬ ‫تأثير له إلى ما له ٌ‬ ‫في الفعل؛ فإضافةُ ما ال َ‬ ‫جاور لفعل الشرط‪،‬‬ ‫ُ ٌ‬ ‫م‬ ‫رط‬ ‫الش‬ ‫اب‬‫َ َ‬ ‫و‬ ‫ج‬ ‫َّ‬
‫ألن‬ ‫ار‬ ‫و‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫على‬ ‫َّإن ُ َ ٌ‬
‫جزوم‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫(ابن األنباري‪.)0833 ،‬‬ ‫المسألَ ِة في‬ ‫ِ ِ‬
‫كان منهُ بهذه َ‬ ‫فلما َ‬ ‫ينفك َعنهُ‪َّ ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫كاد‬
‫الزم لهُ‪ ،‬ال َي ُ‬ ‫ٌ‬
‫الشرط‬ ‫عل َّ‬ ‫الشرط َيعم ُل في ِف ِ‬ ‫حرف َّ‬ ‫َ‬ ‫ب إلى َّ‬
‫أن‬ ‫أما من َذ َه َ‬ ‫و َّ‬ ‫زم‪ ،‬فكان َمجزوماً على ال ِجوار‪،‬‬ ‫الج ِ‬
‫َ‬ ‫في‬ ‫ِ‬
‫عليه‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫حم‬ ‫ار‬ ‫و‬ ‫ِّ‬
‫الج‬
‫ألن حرف َّ‬ ‫اب َّ‬ ‫الشرط يعم ُل في َجو ِ‬ ‫وفعل َّ‬ ‫ِّ‬ ‫الح ِ‬
‫الشرط‬ ‫الشرط‪ ،‬فقال‪َّ :‬‬ ‫ين َكفَروا‬ ‫كثير‪ ،‬قا َل تعالى‪" :‬لَم َي ُك ِن الذ َ‬ ‫الجوار ٌ‬ ‫مل على ِّ‬ ‫و َ‬
‫حرف َج ٍ‬ ‫ِ‬ ‫شركين" وجهُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضعيفةٌ فال تَعم ُل في شيِين‪،‬‬ ‫زم‪ ،‬والحروف الجازمة َ‬ ‫ُ‬ ‫شركين‬
‫َ‬ ‫الدليل َّأنهُ قا َل‪ :‬و ُ‬
‫الم‬ ‫َ‬ ‫الم‬
‫منَ أهل الكتاب و ُ‬
‫الشرط هو العام ُل‪.‬‬ ‫يكون ِف ْع ُل َّ‬ ‫َ‬ ‫أن‬‫ْ‬ ‫فوجب‬ ‫ذين) فهو‬ ‫َّ‬
‫كان معطوفاً على (ال َ‬ ‫الجوار‪ ،‬وا ْن َ‬ ‫فض على ِ‬ ‫بالخ ِ‬ ‫َ‬
‫عل في‬ ‫ألنه يؤدي إلى إعمال ِ‬
‫الف ِ‬ ‫ضعيف أيضاً؛ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫القو‬ ‫وهذا‬ ‫أرجلكم‬ ‫برؤوسكم و ِ‬ ‫ِ‬ ‫امس ُحوا‬ ‫و‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫وقا‬ ‫)‬ ‫كن‬ ‫ي‬ ‫(‬ ‫اسم‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ألن‬ ‫ع‬ ‫مرفو‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ُ‬
‫ب إلى َّأنه مبني على الوقف فقال‪َّ :‬‬
‫ألن‬ ‫الف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فأما من َذ َه َ‬ ‫عل‪َّ ،...‬‬ ‫بالخفض على الجوار‪ ،‬وهي قراءةُ أَبي عمرو‪،‬‬ ‫إلى الكعبين" َ‬
‫الش ِ‬ ‫اب َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُعر ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫رط‬ ‫االسم‪َ ،‬وجو ُ‬ ‫وقع‬
‫ب بوقوعه َم َ‬ ‫ع َّإنما أ ِ َ‬ ‫المضار َ‬ ‫عل ُ‬ ‫الف َ‬ ‫وخلف‪،‬‬ ‫جعفر‪َ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫عاصم‪ ،‬وأبي‬ ‫ٍ‬ ‫كثير‪ ،‬وحمزةَ‪ ،‬ويحيى عن‬ ‫ابن ٍ‬ ‫و ِ‬
‫يكون‬ ‫وجب أن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫االسم؛ َّ‬ ‫ِ‬ ‫معطوف على قَولِ ِه‪:‬‬ ‫يكون منصوباً؛ َّ‬
‫َ‬ ‫يس من َمواضعه؛ فَ َ‬ ‫ألنهُ لَ َ‬ ‫وقع‬
‫ال َيقعُ َم َ‬ ‫ٌ‬ ‫ألنهُ‬ ‫َ‬ ‫وكان ينبغي أن‬ ‫َ‬
‫رط‪.‬‬ ‫الش ِ‬ ‫ك ِفع ُل َّ‬ ‫َمبنياً على أَصلِ ِه فَكذل َ‬ ‫اءة األُخرى‪ ،...‬ثَُّم قا َل‬ ‫القر ِ‬ ‫"فاغسلوا وجوهكُم وأيديكم" َكما في ِ‬
‫َ‬
‫فساد ِه؛‬
‫ِ‬ ‫ِّين لِ ِ‬
‫ظهور‬ ‫البصري َ‬ ‫ند َ‬ ‫معتد به ِع َ‬ ‫ليس بِ ٍّ‬ ‫وهذا القو ُل َ‬
‫ِ‬
‫من الكامل)‪:‬‬ ‫هير ( َ‬ ‫ز ٌ‬
‫يكون ُمعرباً‬ ‫لكان ينبغي أال‬ ‫َّ‬ ‫اح بِهَا َو َغي ََّرَها‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫األمر على ما َزعمتم َ‬ ‫ُ‬ ‫ألنهُ لو كان‬ ‫الرَي ُ‬‫ب ِّ‬ ‫لَع َ‬
‫أن وكي واذن‪( "...‬ابن األنباري‪.)0833 ،‬‬ ‫عد ْ‬ ‫َب َ‬ ‫ط ِر‬ ‫ور َوا ْلقَ ْ‬‫َب ْع ِدي َس َو ِافي ا ْل ُم ِ‬
‫سبق‬ ‫ي فيما‬ ‫ابن األنبار ِّ‬ ‫أن َ‬ ‫لي َّ‬ ‫ومن ها ُهنا‪َّ ،‬‬ ‫فَ َكلِمةُ "القطر" مجرورةٌ َعلى ِ‬
‫َ‬ ‫الج ّ‬ ‫فإنه من َ‬ ‫أن‬‫الجوار‪ ،‬وا ْن كان ينبغي ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يين ُمباشرةً ُم ِّفنداً ما جاؤوا‬ ‫ِ‬ ‫يرد على ُك ِّل ر ٍّ ِ‬ ‫كان ُّ‬ ‫يكون مرفوعاً‪ ،...‬وقَال اآلخر ( ِمن الب ِ‬
‫البصر َ‬ ‫أي من آراء َ‬ ‫َ‬ ‫سيط)‪:‬‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫قل َغرابةً َع َّما َجاء به‬ ‫أي ال َي ُّ‬ ‫استقل هو بِر ٍ‬ ‫َّة‪ ،‬و َّ‬ ‫به من حج ٍج عقلي ٍ‬ ‫أعُينِهَا‬ ‫ام‬ ‫َّ‬
‫َكأََّن َما َ َ َ ْ َ ْ‬
‫د‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ب‬
‫ر‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِِ‬ ‫قُ ْ ِ‬
‫إن‬‫أن ُيقا َل‪َّ :‬‬ ‫ْ‬ ‫ندي‬ ‫ع‬ ‫حقيق‬
‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ال‬‫و‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬
‫ِّ‬ ‫األنبار‬ ‫ابن‬
‫البصر َ َ ُ ُ‬
‫ل‬ ‫يقو‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫يون‬ ‫الرمة‪0835 ،‬م‪0315/‬هـ)‬ ‫األوتَ ِار َم ْحلُو ِج (ذو ّ‬ ‫طناً ب ُم ْستَ ْحصد ْ‬
‫ألنهُ ال‬ ‫رط؛ َّ‬ ‫الش ِ‬ ‫عل َّ‬ ‫اسطة ِف ِ‬‫رط بو ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫اب َّ‬ ‫إن" ُهو العام ُل ِفي َجو ِ‬ ‫فَ َكلِمةُ "محلوج" جرت على ِ‬
‫" ْ‬ ‫أن يقول‪:‬‬ ‫وكان ينبغي ْ‬ ‫َ‬ ‫الجوار‪،‬‬ ‫َ‬
‫عند وجوِد‬ ‫رط َ‬ ‫الش ِ‬ ‫اب َّ‬ ‫رط َيعم ُل في َجو ِ‬ ‫الش ِ‬‫حرف َّ‬ ‫ينفك عنهُ؛ فَ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫"محلوجاً" لِكونِه وصفاً لقوله "قطناً"‬
‫اسطة ِ‬ ‫سخن الماء بو ِ‬ ‫رط ال بِ ِه‪َ ،‬كما َّ‬ ‫الش ِ‬ ‫فعل َّ‬ ‫ِ‬
‫در‬ ‫الق ِ‬ ‫َ‬ ‫الن َار تُ ِّ ُ‬ ‫أن َّ‬ ‫وقال اآلخر (من الرجز)‪:‬‬
‫ألن‬‫ند وجوِدهما‪ ،‬ال بِهما؛ َّ‬ ‫سخين َّإنما َحص َل ِع َ‬ ‫طب؛ فالتَّ ُ‬ ‫الح ِ‬ ‫و َ‬ ‫الم ْرَم ِل (العجاج‪ ،‬د‪.‬ت)‬ ‫ِ‬
‫الع ْن َكُبوت ُ‬ ‫َن َن ْس َج َ‬ ‫َكأ َّ‬
‫إن" هو‬ ‫ك ها ُهنا؛ " ْ‬ ‫وحدها فَكذل َ‬ ‫بالن ِار َ‬ ‫سخين َّإنما َحص َل َّ‬ ‫التَّ َ‬ ‫يقول‪:‬‬
‫أن َ‬ ‫وكان ينبغي ْ‬ ‫َ‬ ‫رمل" ُجَّرت على ال ِجو ِار‪،‬‬ ‫فَ َكلِمةُ "الم ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ام ٌل‬ ‫الشر ِط ال َّأنه ع ِ‬ ‫عل َّ‬ ‫جود ِف ِ‬ ‫ند و ِ‬ ‫ِ َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫"المرمال" لِكونِ ِه وصفاً لِلنس ِج‪ ،‬ال لِ‬
‫َ‬ ‫العام ُل في َجواب الشرط ع َ ُ‬ ‫لعنكبوت‪( "...‬ابن األنباري‪،‬‬ ‫َ‬
‫َمعهُ" (ابن األنباري‪.)0833 ،‬‬ ‫‪.)0833‬‬
‫ك‪ ،‬فَ ِّإني ال أَرى فَرقاً بين تَعر ِ‬ ‫فصيل لِحج ِج ال ُكوفيين َ ِ ِ ِ‬
‫ابن‬‫يف ِ‬ ‫َ‬ ‫ك َكذل َ‬ ‫كان َذل َ‬ ‫فإن َ‬ ‫ابن‬
‫ذكر ُ‬ ‫وشواهدهم‪َ ،‬ي ُ‬ ‫َ‬ ‫بعد هذا التَّ ِ ُ َ‬ ‫َو َ‬
‫الش ِ‬
‫اب َّ‬ ‫ام َل في َجو ِ‬ ‫َن الع ِ‬
‫رط هو‬ ‫أي َمن َذ َهَبوا إلى أ َّ َ‬ ‫ي‪ ،‬ور ِ‬ ‫األنبار ِّ‬ ‫يون‬
‫أما البصر َ‬ ‫ي‪" :‬و َّ‬ ‫ابن األنبار ِّ‬ ‫يين‪َ ،‬يقو ُل ُ‬ ‫البصر َ‬ ‫جج َ‬ ‫ي ُح َ‬ ‫األنبار ِّ‬
‫ألن إعما َل‬ ‫رط‪ ،‬وَذلك – كما أرى – َّ‬ ‫الش ِ‬ ‫رط وِفع ُل َّ‬ ‫الش ِ‬
‫رف َّ‬ ‫َح ُ‬ ‫ك‬‫رط وذل َ‬ ‫الش ِ‬‫حرف َّ‬ ‫ُ‬ ‫إن العام َل هو‬ ‫بأن قالوا‪َّ " :‬إنما قُلنا َّ‬ ‫فاحتجوا ْ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫اء أكان الفع ُل‬ ‫ِ‬ ‫هون بِفعل َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب َّ‬ ‫إن" في جو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب َّ‬ ‫ِ‬ ‫حرف َّ‬ ‫َّ‬
‫الشرط‪َ ،‬سو ٌ‬ ‫الشرط َمر ٌ‬ ‫" ْ‬ ‫الشرط كما َي ْقتَضي فع َل‬ ‫الشرط يقتضي جو َ‬ ‫َ‬ ‫ألن‬
‫ِ‬
‫الحالتين‬ ‫الفع ُل واسطةً إلعمالِها‪ ،‬فَفي ِكال‬ ‫عامالً معها‪ ،‬أم كان ِ‬
‫َ‬ ‫جب أن‬ ‫ك َي ُ‬ ‫رط‪ ،‬فَ َكذل َ‬ ‫الش ِ‬‫عل َّ‬ ‫يعمل في ِف ِ‬ ‫َ‬ ‫أن‬‫جب ْ‬ ‫الشرط‪ ،‬وكما َو َ‬ ‫َّ‬
‫عل وجوداً وعدماً‪.‬‬ ‫بالف ِ‬ ‫إن" يرتبطُ ِ‬ ‫فإن إعما َل " ْ‬ ‫َّ‬ ‫رط‪.‬‬ ‫الش ِ‬‫اب َّ‬ ‫يعمل في َجو ِ‬ ‫َ‬
‫وقد َم رَأيهُ‪ ،‬قَ َام‬ ‫يين َّ‬ ‫ِ‬ ‫أن َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ب إلى َّ‬
‫البصر َ‬ ‫ي على آراء َ‬ ‫ابن األنبار ِّ‬ ‫رد ُ‬ ‫وبعد ْ‬ ‫حرف الشرط وفع َل الشرط يعمالن‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫أما َمن َذ َه َ‬ ‫و َّ‬
‫ِ‬ ‫الشرط وِفع َل‬ ‫ِ‬ ‫حرف َّ‬ ‫ِ‬ ‫في جوا ِب َّ‬
‫اهد قرآنيَّة‬ ‫وعلى ما َجاؤوا به من شو َ‬ ‫وفيين‪َ ،‬‬ ‫بالرِّد على ُح َّجة ال ُك َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫قال‪َّ :‬إنما ُقلنا ذلك َّ‬
‫ألن‬ ‫الشرط فَ َ‬

‫‪- 5342 -‬‬


‫دراسات‪ ،‬العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬المجلّد ‪ ،43‬ملحق ‪2016 ،6‬‬

‫جاء به‬ ‫ِ‬


‫ئ حقيقةَ هذا القول‪ ،‬ال ُبدَّ من اإللما ِع إلى ما َ‬ ‫َّن لِلقار ِ‬‫َيتَبي َ‬ ‫كل ما جاؤوا به‪.‬‬ ‫وشعريَّة‪ ،‬منك اًر َّ‬
‫ُ‬
‫المسألَ ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫جي في كتابه َحول هذه َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الش َر ُّ‬ ‫َما‬
‫َ َّ‬‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫الكوفيين‬ ‫ِ‬
‫كلمات‬ ‫عن‬ ‫اب‬ ‫و‬
‫َّ َ ُ‬ ‫الج‬ ‫ا‬ ‫أم‬ ‫و‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬
‫ِّ‬ ‫األنبار‬ ‫ابن‬
‫يقو ُل ُ‬
‫الش ِ‬
‫اب َّ‬ ‫يقو ُل َّ‬ ‫الكتَ ِ‬‫َه ِل ِ‬ ‫ين َكفَ ُرْوا ِم ْن أ ْ‬ ‫َِّ‬
‫رط‬ ‫أن جو َ‬ ‫الكوفيون إلى َّ‬
‫َ‬ ‫ب‬‫رجي‪َ " :‬ذ َه َ‬
‫الش ُّ‬ ‫اب‬ ‫احتجاجهم بقولِه تعالى‪" :‬لَ ْم َي ُك ِن الذ َ‬ ‫ُ‬
‫كاد ُّ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫مجزوم على ِ‬ ‫ألن قَولَه‪" :‬والم ْش ِرِ‬
‫ينفك‬ ‫زم ال َي ُ‬
‫ألن جو َاره لفعل الشرط ال ٌ‬ ‫الجوار؛ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ليس‬‫َ‬ ‫"‬ ‫ين‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫فيه؛‬ ‫لهم‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ج‬‫َّ‬ ‫ح‬‫ُ‬ ‫فال‬ ‫"‬ ‫الم ْش ِر َ‬
‫كين‬ ‫وُ‬
‫صار على‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫زم‬ ‫َّ‬
‫الج‬ ‫في‬ ‫عليه‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫كذل‬ ‫كان‬ ‫ا‬ ‫فلم‬ ‫عنهُ؛‬ ‫معطوف على قولِه‪" :‬من‬ ‫ين َكفَ ُرْوا" واَّنما هو‬ ‫َِّ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫معطوفاً على "الذ َ‬
‫ِ‬
‫الجو ِار‪.‬‬ ‫مجرور‪ ،‬ال على‬ ‫ٍ‬ ‫معطوف على‬ ‫ٌ‬ ‫الجُّر َّ‬
‫ألنهُ‬ ‫أهل الكتاب" فدخلَه َ‬
‫أن العام َل فيهما‬ ‫أكثرهم إلى َّ‬ ‫ب ُ‬ ‫يون فيه‪ ،‬ف َذ َه َ‬ ‫اختلف البصر َ‬ ‫و َ‬ ‫ؤوس ِك ْم وأ َْر ُجلِ ُك ْم إِلَى‬ ‫أما قوله تعالى‪ " :‬فَامسحوا بِر ِ‬
‫ْ َ ُْ ُ‬ ‫ال ِجو ِار‪ .‬و َّ‬
‫اب كفعله‪ ،‬فَكما َيعم ُل في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حرف الشرط؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫فيه أيضاً؛ َّ‬ ‫ال َكعب ْي ِن" فال ح َّجةَ لهم ِ‬
‫الجو َ‬ ‫ألنه يقتضي َ‬ ‫ُ‬ ‫معاً‬ ‫بالجِّر‬
‫ألنه على قراءة من ق أر َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫فكذلك في َجوابِ ِه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫رط؟‬ ‫الش ِ‬‫َّ‬ ‫وه ُك ْم وأ َْي ِدَي ُكم" واَّنما هو‬ ‫ج‬ ‫و‬
‫َ ْ ُ ُُ َ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ل‬‫س‬‫ِ‬ ‫اغ‬ ‫ف‬ ‫"‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ل‬‫قو‬ ‫على‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫عطوف‬ ‫م‬‫ليس َ‬ ‫َ‬
‫رط َع ِمال‬ ‫الش ِ‬ ‫رط وفَع َل َّ‬ ‫الش ِ‬ ‫حرف َّ‬ ‫َ‬ ‫عضهم إلى َّ‬
‫أن‬ ‫ب َب ُ‬ ‫وَذ َه َ‬ ‫بالمسح في‬ ‫ِ‬ ‫اد‬‫ر‬
‫ُ َ‬ ‫الم‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫على‬ ‫"‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ؤوس‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ب‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ل‬‫قو‬ ‫على‬ ‫معطوف‬
‫ٌ‬
‫أحدهما عن صاحبِ ِه‪،‬‬ ‫ينفك ُ‬ ‫اب‪ ،‬وال ُّ‬ ‫الجو َ‬ ‫ألنهما يقتضيان َ‬ ‫فيه؛ َّ‬ ‫ِ‬
‫الغسل‪،‬‬ ‫خفيف ُ‬ ‫ُ‬ ‫المسح‬
‫ُ‬ ‫ي‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫الغس ُل‪ ،‬وقا َل أبو زيد األنصار ِّ‬ ‫جل ُ‬ ‫األر ِ‬
‫ِ‬
‫االبتداء‬ ‫أن يعمال فيه معاً‪ ،‬كما قلنا في‬ ‫غة‪ ،‬وهو ِمن‬ ‫األثبات في اللُّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ي من الثِّ ِ‬ ‫ٍ‬
‫جب ْ‬ ‫فلما اقتضياهُ معاً َو َ‬ ‫َّ‬ ‫قات‬ ‫وكان أبو زيد األنصار ِّ َ‬
‫والمبتدأ‪.‬‬ ‫يد أبو‬ ‫معت الثِّقةَ "ير ُ‬ ‫قال‪َ :‬س ُ‬ ‫وكان سيبويه إذا َ‬ ‫َ‬ ‫شايخ سيبويه‪،‬‬ ‫َم ِ‬
‫الشر ِط‪،‬‬
‫فعل َّ‬ ‫رط يعم ُل في ِ‬ ‫الش ِ‬‫حرف َّ‬ ‫َ‬ ‫بعضهم إلى َّ‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫ب‬
‫وَذ َه َ‬ ‫ي" (ابن األنباري‪.)0833 ،‬‬ ‫األنصار ِّ‬ ‫ز ٍيد َّ‬
‫رط ِ‬
‫جازٌم‪،‬‬ ‫الش ِ‬ ‫حرف َّ‬ ‫رط‪َّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫الش ِ‬
‫اب َّ‬ ‫رط يعم ُل في َجو ِ‬ ‫الش ِ‬‫وِفع ُل َّ‬ ‫أما‬
‫ي‪" :‬و َّ‬ ‫ابن األنبار ِّ‬ ‫الشواهد َّ‬ ‫رد ِه على َّ‬ ‫أما في ِّ‬
‫َ‬ ‫الشعريَّة يقول ُ‬ ‫و َّ‬
‫أن‬ ‫ِ‬ ‫ط ِر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫هير‪َ ... :‬س َوافي ا ْل ُم ِ‬ ‫قو ُل ز ٍ‬
‫وجب ْ‬ ‫شيِين‪ ،‬فَ َ‬ ‫عيف ال يستطيعُ العم َل في‬ ‫ض ٌ‬ ‫ازم َ‬ ‫الج ُ‬ ‫الحرف َ‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫ور وا ْلقَ ْ‬
‫رط هو ِ‬
‫العام ُل‪.‬‬ ‫الش ِ‬ ‫يكون فع ُل َّ‬ ‫الغبار‪،‬‬ ‫المور" وهو‬ ‫عطوف على " ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ألنهُ َم‬ ‫يه؛ َّ‬ ‫فال ح َّجةَ لهم ِف ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫رط هو‬ ‫الش ِ‬ ‫الفهم في َّ‬ ‫عيف‪ .‬وخالفُهم في هذا َك ِخ ِ‬ ‫ض‬ ‫وهذا‬ ‫لقطر سواف‬ ‫ليس لِ ِ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ألن‬ ‫"‬ ‫ِ‬
‫المور‬ ‫"‬‫على‬ ‫ا‬ ‫عطوف‬ ‫م‬
‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫وقَولُهم‪َ ُ َ " :‬‬
‫كون‬ ‫ي‬ ‫ال‬
‫المبتَدأ‪.‬‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫وقت ُنزولِ ِه‬ ‫سمى ما تُ ِ‬
‫الرافع ل َخبر ُ‬ ‫يح منه َ‬ ‫الر ُ‬
‫سفيه ِّ‬ ‫يكون قد َّ‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫جوز ْ‬ ‫"قُلنا‪َ :‬ي ُ‬
‫قف‪ .‬وهذا‬ ‫مبني على الو ِ‬ ‫ني إلى َّأنه‬ ‫ان الماز ِّ‬ ‫الغ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ٌّ‬ ‫ب أبو ُعثْ َم َ‬ ‫وَذ َه َ‬ ‫بار سوافي" (ابن‬ ‫يح م َن ُ‬ ‫الر ُ‬
‫سمى ما تسفيه ِّ‬ ‫سوافي َكما ُي َّ‬
‫ألنه علّلَهُ‬ ‫وبطالنِ ِه؛ َّ‬ ‫ِِ‬
‫ظهور فَساده ُ‬ ‫يين لِ ِ‬ ‫البصر َ‬ ‫ند َ‬ ‫عتداً به ِع َ‬ ‫ليس ُم ّ‬ ‫َ‬ ‫األنباري‪.)0833 ،‬‬
‫ليس‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ألن‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫االسم‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫وقوع‬ ‫ع َّإنما أُعرب لِ‬ ‫ضار‬ ‫الم‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫الف‬ ‫َّ‬
‫بأن‬ ‫ين َو ُهما‪:‬‬ ‫اهدين األخير ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫رده على َّ‬ ‫أما في ِّ‬ ‫و َّ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫الف ِ‬ ‫أصل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن مو ِ‬ ‫طناً بِمستَ ِ‬ ‫ِ‬
‫عل‪.‬‬ ‫يكون َمبنياً على‬ ‫أن َ‬ ‫يبق إال ْ‬ ‫اضعه‪َ ،‬فلم َ‬ ‫حصد األ َْوتَ ِار‬ ‫الم ْرَم ِل" و"قُ ْ ُ ْ‬ ‫الع ْن َكُبوت ُ‬ ‫كأن َن ْس َج َ‬ ‫" َّ‬
‫ِ‬
‫الحروف‬ ‫بعد‬
‫الفع ُل معرباً َ‬ ‫كن ِ‬ ‫عم‪ ،‬لم َي ْ‬ ‫ي‪ :‬ال حجةَ لهم فيه؛ َّ‬
‫األمر كما َز َ‬ ‫ُ‬ ‫ولو كان‬ ‫الحمل على‬ ‫َ‬ ‫ألن‬ ‫ابن األنبار ِّ‬ ‫َم ْحلُ ْو ِج"‪ ،‬قال ُ‬
‫المعنى الَّذي َذكرهُ َم ٌ‬
‫وجود‬ ‫ازمة لَه‪ ،‬وهذا َ‬
‫عل‪ ،‬والج ِ‬
‫َ َ‬
‫للف ِ‬‫الناصب ِة ِ‬
‫َ‬ ‫قاس عليه (ابن األنباري‪.)0833 ،‬‬ ‫الشاذ الذي ال ُي ُ‬
‫ال ِجو ِار من َّ ِّ َّ‬
‫الشرجي‪ ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫ب إليه" ( َّ‬ ‫ََ َ‬‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ما‬ ‫طالن‬ ‫ب‬
‫ُ‬ ‫على‬ ‫َّ‬
‫دل‬ ‫فيها‪َ .‬‬
‫ف‬
‫ف للقارئ عندما ُيو ِازُن َ‬
‫بين‬ ‫تكش ُ‬‫بق َي َّ‬ ‫خالل ما َس َ‬ ‫ِ‬ ‫ومن‬ ‫للمسألَ ِة‬ ‫رض ُه َ‬ ‫وع ُ‬ ‫الشرجي َ‬ ‫نهج َّ‬ ‫َم ُ‬
‫عين ما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الكتابين َّ‬ ‫ِ‬ ‫نهج َّ‬ ‫ِ‬
‫المسألة هو ُ‬ ‫جاء به الش َرجي في هذه َ‬ ‫أن ما َ‬ ‫الشرجي في كتابه "اِتالف‬ ‫يختلف َم ُ‬ ‫ُ‬ ‫في الحقيقة ال‬
‫قدمها بِ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫شكل‬ ‫ي في اإلنصاف‪ ،‬ولكن الش َرجي َّ َ‬ ‫ابن األنبار ِّ‬ ‫جاء به ُ‬ ‫َ‬ ‫ي" اإلنصاف"‪ ،‬فَقد قَ َّد َم‬ ‫ابن األنبار ِّ‬ ‫كتاب ِ‬ ‫النصرة" كثي اًر عن‬ ‫ُّ‬
‫الش َرجي‬ ‫أن َّ‬ ‫ق‪ ،‬وفي اعتقادي َّ‬ ‫إضافة أو تَعلي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أي‬
‫دون ِّ‬ ‫ٍ‬
‫صر‬ ‫ُم َ‬
‫خت‬ ‫ابن‬
‫َ‬ ‫ِّين‪ ،‬وهذا ما فَعلهُ ُ‬ ‫البصري َ‬ ‫أي َ‬‫الكوفيين أوالً ثَُّم ر َ‬
‫َ‬ ‫أي‬
‫بيدي ر َ‬ ‫الز ُّ‬
‫اإلنصاف ال غير‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫كتاب‬ ‫أمامهُ إال‬ ‫ِ ِِ‬ ‫قليةَ الَّتي‬ ‫رجي األدلةَ َّ‬
‫الن َّ‬ ‫ي في "اإلنصاف" ولم َيذكر َّ‬
‫ُ‬ ‫عند تأليف كتابه لم يكن َ‬ ‫َ‬ ‫الش ُّ‬ ‫األنبار ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باإليجاز وعدم التَّفصيل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫كتابهُ‬
‫الكوفيون إطالقًا‪ ،‬فَتمي ََّز ُ‬ ‫قَ َّدمها‬
‫َ‬
‫ي‬ ‫الرُد على ِ‬
‫ابن األنبار ِّ‬ ‫َّ‬ ‫الشعريَّة والقرآنيَّة‪ ،‬ولم َنلحظ رأياً محدداً‬ ‫الشواهد َّ‬ ‫وخ ِّلوِه َكذلك من َّ‬ ‫ُ‬
‫أن‬ ‫يستطع‬ ‫لم‬ ‫ي‬
‫ِّ‬ ‫األنبار‬ ‫ابن‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫ين‬ ‫مِن‬‫ط‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫القو‬ ‫نا‬‫ل‬ ‫مكن‬‫ي‬ ‫الكوفيون‬ ‫به‬ ‫َّ‬
‫احتج‬ ‫وما‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫جي‪ ،‬بل ْأنكر رأي الكوفيين بقَ ِ‬
‫وله‬ ‫ر‬ ‫َّ‬
‫للش‬
‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ْ ّ َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الجزم في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫دون َّ‬ ‫ُكلَّهُ َّ‬
‫قيد أنملَة في َمسألة َعامل َ‬ ‫البصريين َ‬ ‫يخرَج من قَبضة َ‬ ‫يقدم دليالً‬ ‫أن َ‬ ‫كالمه هكذا َ‬ ‫ت إليه" انتهى ُ‬ ‫متأو ٌل ال ُيلتفَ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رط – تَحديداً‪ ،-‬فَع ْن َد تَقديمه لرأيه ُنالحظُ َّأنه سا َر‬ ‫الش ِ‬
‫اب َّ‬‫َجو ِ‬ ‫الكوفيين‪ ،‬و ِم َّما ُيالحظُ أيضاً‬ ‫ِّن فيه عدم صو ِ‬
‫اب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أو تعليالً ُيبي ُ‬
‫كان قد خالفَهُم في آراِِهم‪،‬‬ ‫فكيرهم‪ ،‬وان َ‬ ‫يين وتَ ِ‬ ‫البصر َ‬ ‫نهج َ‬‫على َم ِ‬ ‫وجز ِللمسألَ ِة َكما َوردت في‬ ‫في ُم ٌ‬ ‫َّ‬
‫في كتاب الش َرجي‪ ،‬أنه َنق ٌل َحر ٌ‬
‫ِ َّ‬
‫وجهة َنظرِه لم تكن إال ُوجهةً بصرَّيةً‬ ‫ِ‬ ‫طرحه لِلمسألَ ِة ِمن‬ ‫َّ‬
‫فإن‬ ‫نويه‪ ،‬ها ُهنا‪ ،‬إلى‬ ‫ي‪ .‬والب َّد من التَّ ِ‬ ‫البن األنبار ِّ‬ ‫تاب اإلنصاف ِ‬ ‫ِك ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫سألة بالتَّ ِ‬
‫بحتةً‪ ،‬ومنهج البصريين في هذه الم ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ِ‬
‫المسألة َبعد َّ‬ ‫الك ِ‬‫النظر في هذا ِ‬
‫حديد كان منهجاً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ظر في‬ ‫تاب حو َل هذه‬ ‫أن َّ َ‬ ‫َّ‬
‫عقلياً خالصاً‪ ،‬فَهُم ْلم يقدموا دليالً واحداً سماعياً كان أم نقلياً‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫نفع وفاِدة‪ .‬وحتَّى‬ ‫كبير ٍ‬ ‫كتاب اإلنصاف ُي ُّ‬ ‫ِ‬
‫ليس وراءه ُ‬ ‫عد فيما َ‬

‫‪- 5345 -‬‬


‫يوسف محمد كوفحي‬ ‫الج ْزم ِفي َجو ِ‬
‫اب‪...‬‬ ‫ِ‬
‫عام ُل َ‬

‫نكرون‪.‬‬ ‫الم‬ ‫َّ‬ ‫الل ما َّ‬‫ي‪ ،‬من ِخ ِ‬


‫َ‬ ‫الثأني‪ُ :‬‬ ‫أي حو َل‬ ‫قدمهُ من ر ٍّ‬ ‫األنبار ِّ‬ ‫ابن‬
‫نع ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ك َ‬ ‫وكذل َ‬
‫الثالث‪ :‬البينيِّون ِمنهُ‪.‬‬ ‫ي‬‫ابن األنبار ِّ‬ ‫وتجد ُر اإلشارةُ إلى َّ‬
‫أن َ‬ ‫ُ‬ ‫الش ِ‬
‫رط‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫العام ِل في َجو ِ‬
‫اب‬ ‫ِ‬
‫حوي لم‬ ‫الن ِّ‬ ‫الح ْم ِل على ال ِجوار في تراثِنا َّ‬ ‫أن مسألةَ َ‬ ‫يب َّ‬ ‫ال ر َ‬ ‫حم ُل في‬ ‫ي ال ي ِ‬
‫ابن األنبار ِّ َ‬ ‫رداً يوحي لَنا َّ‬
‫أن َ‬ ‫ّ‬ ‫وفيين‬
‫رد على ال ُك َ‬ ‫َّ‬
‫نجدها منثورةً في ثَنايا مؤلفاتِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫نكار كل ما َّ‬ ‫لِ‬ ‫ِذهنِه إال‬
‫ُ‬ ‫كن َمسألةً خاصةً بعينها‪ ،‬فَ ُ َ‬ ‫تَ ْ‬ ‫قدموهُ من ُح َج ٍج‬ ‫لكوفيين‪ ،‬وا َ‬
‫َ‬ ‫اإلنكار‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ؤلفات َّ‬ ‫اب القُرآ ِن وقراءاتِه وم ِ‬ ‫إعر ِ‬
‫لمختلفَة في َمواضعَ‬ ‫حو ا ُ‬ ‫ُ‬ ‫اهين‪.‬‬
‫وبر َ‬ ‫َ‬
‫هذه المسألَ ِة والو ِ‬
‫قوف‬ ‫قصي ِ‬ ‫المتَ ِّتب ِع تَ ِّ‬ ‫ِِ‬ ‫كثيرٍة َي‬ ‫هذه الم ِ‬ ‫ي لَم يكن ِفي ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫صعب على الباحث ُ‬ ‫ُ‬ ‫سألة باحث ًا‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫األنبار‬ ‫ابن‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫‪،‬‬ ‫الحق‬ ‫و‬
‫عدهم َعن‬ ‫ك بِسب ِب ب ِ‬ ‫على َدقاِِِقها وأَسر ِارها وقَوانِينِها‪ ،‬وَذل َ‬ ‫كن من جهة أُخرى َيتكئُ على منه ٍج‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُمنصفاً من ِجهة‪ ،‬ولَ ْم َي ْ‬
‫َ ُ‬
‫قعيدها أو تَبويبِها‪.‬‬ ‫استقصاِِها أو تَ ِ‬ ‫األحيان على‬ ‫ِ‬ ‫كثير من‬ ‫ٍ‬ ‫حيف في‬ ‫ق‪ ،‬فَقد كان َي ُ‬ ‫علمي دقي ٍ‬ ‫ٍ‬
‫حو‬‫الن ِ‬ ‫تب َّ‬ ‫أن المسألَةَ َبقيت َهكذا في ُك ِ‬
‫وهذا ال َيعني َّ َ‬ ‫الشواِِ ِب الَّتي‬ ‫وفيين أَراها ِم َن َّ‬ ‫ِ‬
‫جابتُهُ على َكلمات ال ُك َ‬ ‫الحقيقة‪ ،‬وا َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫المسألَ ِة‬ ‫ِ‬
‫عضهم باستقصاء هذه َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والقراءات القُرآنيَّة‪َ ،‬بل قَ َام َب ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫كان‬
‫َ‬ ‫عليهم‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬ ‫األنبار‬ ‫ِ‬
‫ابن‬ ‫َّ‬
‫رد‬ ‫أن‬‫َّ‬ ‫رم‬ ‫ج‬‫َ‬ ‫فال‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الكتاب‬ ‫فو‬ ‫ص‬‫َ‬ ‫قت‬ ‫رَّن‬
‫ابن ِجِّني ِمن ِ‬
‫أكثر‬ ‫وي َع ُّد ُ‬ ‫ستقل‪ُ ،‬‬ ‫صها بِم ْب َح ٍث م ٍّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وخ َّ‬ ‫وتَبويبِها‪َ ،‬‬ ‫سألة َي ِج ُد َّ‬
‫أن‬ ‫هذه الم ِ‬
‫َ‬
‫الناظر في ِ‬
‫قاِماً على التَّعصب الم َذ َهَب ِّي‪ ،‬و َّ ُ‬
‫ِ‬
‫المسألة‪ ،‬فَقد َجع َل لها باباً في ُمؤلَِّف ِه‬ ‫ِ‬ ‫حاة اهتماماً بِ ِ‬
‫هذه‬ ‫الن ِ‬ ‫ُّ‬ ‫نهج‬
‫قلي‪ ،‬وهو َم ُ‬ ‫الع ُّ‬ ‫الدلي ُل َ‬ ‫اثنين هما‪َّ :‬‬ ‫سمين ِ‬ ‫انقسمت إلى ِق ِ‬ ‫األدلةَ َ‬
‫يء َدخ َل في َك ٍ‬
‫ثير‬ ‫يء َّ‬ ‫(المنصف)‪ ،‬بِعنوان‪" :‬إذا َجاور َّ‬ ‫ِ‬ ‫الدلي ُل َّ‬ ‫يين‪ ،‬و َّ‬
‫الش َ‬ ‫الش ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الحالة‪،‬‬ ‫وفيين‪ ،‬وفي َهذه‬ ‫نهج ال ٌك َ‬ ‫قلي وهو َم ُ‬ ‫الن ُّ‬ ‫البصر َ‬ ‫َ‬
‫جاوَرِة‪( "...‬ابن جني‪.)0823 ،‬‬ ‫الم‬ ‫حكام ِه ِأل ِ‬
‫جل‬ ‫ِمن أَ ِ‬ ‫حيث‬
‫ُ‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫األد‬ ‫إلى‬ ‫نظر‬ ‫ن‬ ‫أن‬ ‫ِ‬
‫َّة‬‫لمي‬ ‫ِ‬
‫الع‬ ‫ِ‬
‫احية‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫من‬ ‫علينا‬ ‫جب‬
‫َي ُ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫المسألة‪َ ،‬و ِمن‬ ‫ِ‬ ‫هذه‬‫قليلة على ِ‬ ‫ولَقد َذكر ابن ِجِّن ٍّي أَمثلةً غير ٍ‬ ‫قل‪،‬‬ ‫هة الع ِ‬ ‫قل‪ ،‬والظَّن واليقين من ِج ِ‬ ‫الن ِ‬‫هة َّ‬ ‫الثبوت والداللةُ من ِج ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫وص ْبيان)‬ ‫وع ْلية‪ ،‬وِد ْنيا‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ي‬‫ب‬ ‫وص‬‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫رب‬ ‫الع‬ ‫َذلِ َ‬ ‫بالن ِ‬
‫العق ُل ظَنياً‪ ،‬أًخذنا َّ‬ ‫طعي الثُّ ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ك قَو ُل َ‬ ‫قل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫بوت‬ ‫َّ‬ ‫َ‬‫ق‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ق‬ ‫الن‬ ‫كان‬ ‫فإن‬
‫ْ‬
‫ات‬‫ألنها من َذو ِ‬ ‫وع ْل َوة‪َّ ،‬‬ ‫وص ْبوان‪ ،‬وِد ْنوا‪ِ ،‬‬ ‫وص ْبوة‪ِ ،‬‬ ‫واألص ُل ِق ْنوة‪ِ ،‬‬ ‫بوت‪ ،‬والعق ُل َيقينياً‪ ،‬أخذنا‬ ‫النق ُل ظَِّن َّي الثُّ ِ‬ ‫كان َّ‬ ‫ن‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫قل‬ ‫الع‬ ‫نا‬ ‫ر‬ ‫أنك‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫كأنها قَب َل‬ ‫ارت الكسرةُ َّ‬ ‫اورت الواو ال َكسرةَ قَبلها ص ِ‬ ‫لما ج ِ‬ ‫يين‪ ،‬أَخذنا بالع ِ‬ ‫ظِّن ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫النق َل‪ ،‬وان كان َّ‬ ‫قل‪ ،‬وأنكرنا َّ‬ ‫بالع ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الواو‪َ ،‬ف َّ َ‬ ‫قل‬ ‫َ‬ ‫ليالن َ‬ ‫َ‬
‫ضعف ِه‪.‬‬
‫بالساكن حاج اًز لِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الو ِاو‪ ،‬ولَم ُي َّ‬
‫عتد‬ ‫ألنه أَسلم‪.‬‬ ‫َّ‬
‫حر‬‫رب‪َ :‬هذا ُج ُ‬ ‫الع ُ‬ ‫فض على ال ِجو ِار تَقو ُل َ‬ ‫الخ ُ‬ ‫َو ِمن َذلك َ‬ ‫يون من أَدلَّ ٍة‪َّ ،‬إنما‬ ‫جاء به ا َلبصر َ‬ ‫أن ما َ‬ ‫و ِمن ُهنا‪َ ،‬نرى جلياً َّ‬
‫صفَةُ ( ُجحر) ِلمجاورتِ ِه‬ ‫َّب َخ ِر ٍب‪ ،‬جروا ( َخ ِر ٍب)‪ ،‬و ُهو ِ‬ ‫ض ٍّ‬ ‫جد في ما قَ َّدموهُ َمنطقاً‬ ‫َّة‪ ،‬وال َن ُ‬ ‫َّ‬
‫َّة الظني ِ‬ ‫بيل األدلَّ ِة العقلي ِ‬ ‫هي ِمن قَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب) (ابن جني‪.)0823 ،‬‬ ‫ض ٍّ‬ ‫جرور ( َ‬ ‫الم َ‬ ‫َ‬ ‫َّة ال تَستنِ ُد‬ ‫ات فَردي ٍ‬ ‫يقبلُه العق ُل‪ ،‬بل كانت األدلَّةُ عبارةً عن تَصور ٍ‬
‫َ‬
‫آخر أَ ْع َمق بحثاً‬ ‫ا‬ ‫باب‬ ‫ة‬‫هذه المسألَ ِ‬ ‫ني لِ ِ‬ ‫ج‬‫ابن ِ‬ ‫فرد‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫قد‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ابن‬ ‫ذلك‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فإن َ‬ ‫الرغم من َ‬ ‫إلى أَبسط ُمقومات العقل‪ ،‬وعلى ّ‬
‫بويب في َمؤلَِّف ِه‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ت‬ ‫ال‬‫و‬ ‫اهد‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫الش‬ ‫حيث‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫صيالً ِمن َسا‬ ‫وتَ ْف ِ‬ ‫تلك التَّصورات‪ ،‬وقَ َّد َم تَصو اًر ذهنياً‬ ‫ِ‬ ‫نهج َ‬ ‫سار على َم ِ‬ ‫ي َ‬ ‫األنبار ِّ‬
‫الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخصاِِص)‪َ .‬ذكر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫رب على‬ ‫أن ال ِجو َار في َكالم َ‬ ‫فيه َّ‬ ‫( َ‬ ‫يين‬
‫البصر َ‬ ‫بين آراء َ‬ ‫أي اختالف َ‬ ‫الحقيقة َّ‬ ‫خاصاً به‪ ،‬وال أرى في‬
‫األلفاظ على‬ ‫ِ‬ ‫جاور‬ ‫ِ‬ ‫اظ وتَ ِ‬ ‫جاور األلفَ ِ‬ ‫بين‪ :‬تَ ِ‬ ‫ضر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أي ِ‬ ‫ِمن ِج ٍ‬
‫جاور األحوال‪ ،‬وتَ ُ‬ ‫َ‬ ‫احد‪،‬‬
‫فكيرهم و ٌ‬ ‫ي من جهة أخرى‪ ،‬فتَ ُ‬ ‫ابن األنبار ِّ‬ ‫هة‪ ،‬ور ِ‬
‫المنفصل ولَقد فصَّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اآلخر في ُ‬ ‫حدهما في المتصل و ُ‬ ‫ضربين‪ :‬أَ ُ‬ ‫َ‬ ‫احد‪ ،‬وا ْن اختلفت آر ُاؤهم‪.‬‬ ‫نهجهم و ٌ‬ ‫وم ُ‬ ‫ً‬
‫قليل ِمن األمثلةِ‬ ‫غير ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الباب تَفصيالً َدقيقاً‪ ،‬استناداً إلى عدد ِ‬ ‫ِ‬ ‫هذا‬ ‫آن و ِّ‬
‫الش ْع ِر‬ ‫نقليةً من القر ِ‬ ‫اهد َّ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ش‬ ‫ا‬‫مو‬ ‫د‬‫َّ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫فقد‬ ‫الكوفيون‬ ‫ا‬ ‫أم‬
‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وشع اًر‪( ...‬ابن جني‪.)5110 ،‬‬ ‫رب نث اًر ِ‬ ‫الع ِ‬ ‫على َك ِ‬
‫الم‬ ‫القاط َع على‬ ‫ِ‬ ‫تكون َّ‬
‫الدلي َل‬ ‫بأن‬
‫ً ْ‬ ‫ة‬ ‫كفيل‬ ‫اهد‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫الش‬ ‫ك‬‫النثْ ِر‪ ،‬وكانت َ‬
‫تل‬ ‫و َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الح ْم ِل َعلى‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ديث‬ ‫الح‬ ‫ل‬ ‫او‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫سييوي‬ ‫ِ‬
‫حاة‬ ‫ُّ‬
‫الن‬ ‫ام‬ ‫الحم ُل على ال ِجو ِار‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ْأريِهم الَّذي َّ‬
‫َ َ ْ ََ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫إم ُ‬ ‫أما َ‬ ‫َّ‬ ‫المسألَة وهو َ‬ ‫قدموهُ في َهذه َ‬
‫ٍ‬ ‫النحو َش ِغل َحِّي اًز غير ٍ‬
‫ث َعن َمسألة الجو ِار في‬ ‫َّ‬
‫إيج ِاز َغير واف‪ ،‬إ ْذ تَحد َ‬ ‫ال ِجو ِار ب َ‬
‫ِ‬ ‫قليل‬ ‫َ‬ ‫اب َّ‬ ‫باب من أبو ِ‬ ‫الحم ُل على ال ِجو ِار ٌ‬ ‫و َ‬
‫الن ِ‬ ‫باب َمجرى َّ‬ ‫الجر على ِ‬ ‫الم ِه َعن ِّ‬ ‫َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫في َّ‬
‫عت‬ ‫الجو ِار في باب "هذا ُ‬ ‫اختالف العلماء فيه َدلي ٌل‬ ‫َ‬ ‫يب َّ‬
‫أن‬ ‫النحوي القديم‪ ،‬وال ر َ‬ ‫رس َّ‬
‫بد ِل ِمنهُ‪،‬‬ ‫الم َ‬ ‫ِ‬
‫المنعوت والشريك على الشريك والَبدل على ُ‬
‫َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫على َ‬
‫ِ‬
‫كثير من العلماء باالهتمام وتَناولُوهُ‬
‫ِ‬
‫على وجوِده‪" ،‬فقد خصَّهُ ٌ‬
‫ِ‬
‫وجاء ِفيه ما يلي‪َ " :‬و ِم َّما‬ ‫لك" (سيبويه‪َ .)0834 ،‬‬ ‫شبهَ َذ َ‬ ‫وما أَ َ‬ ‫بعضها‬ ‫ِ‬ ‫بعض استعماالتِ ِه‪ ،‬واختلفُوا على‬ ‫ِ‬ ‫رس فاتَّفقوا على‬ ‫بالد ِ‬ ‫َّ‬
‫ضب َخ ِر ٍب‪،‬‬ ‫جه ال َك ِ‬ ‫غير و ِ‬ ‫القليل الَّذي‬ ‫ِ‬ ‫صف ِه‪ ،‬فَمن قاِِ ٍل‪َّ :‬إنه ِم َن‬ ‫اآلخر‪ ،‬كما اختلفُوا على و ِ‬
‫ٍّ‬ ‫الم‪َ :‬هذا ُج ُحر‬ ‫َجرى َنعتاً على ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ياس‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع ِ‬ ‫الم ِ‬ ‫قاس عليه لِقلَّتِ ِه‪ ،‬إلى قَاِِ ٍل‪َّ :‬إنه ِم َن‬ ‫ِ‬
‫رب وأَفصحهم‪ ،‬وهو الق ُ‬ ‫أكثر َ‬ ‫الرفعُ‪ ،‬وهو َك ُ‬ ‫فالوجهُ َّ‬ ‫يقتَص ُر فيه السَّماعُ‪ ،‬وال ُي ُ‬
‫رب‬‫الع ِ‬ ‫بعض َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ولكن‬ ‫حر َرفعٌ‪،‬‬ ‫حر‪ ،‬وال ُج ُ‬ ‫الج ِ‬ ‫نعت ُ‬ ‫رب ُ‬ ‫الخ َ‬ ‫ألَ َّن َ‬ ‫وضرورةٌ‬ ‫عر َ‬ ‫اص ِّ‬
‫بالش ِ‬ ‫قاِل‪َّ :‬إنهُ َخ ٌ‬ ‫صح‪ ،‬و ِمن ٍ‬ ‫ذوذ الَّذي ال َي ُّ‬ ‫الش ِ‬ ‫ُّ‬
‫ضيف إلى‬ ‫َ‬ ‫عت للَّذي أُ‬ ‫ولكنهُ َن ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫َّ‬
‫للض ِّ‬ ‫جر‪ .‬ولَيس بِ ٍ‬
‫نعت‬ ‫َ‬ ‫َي ُّ‬ ‫العلماء‬
‫ُ‬ ‫أنقسم‬
‫َ‬ ‫ك‪،‬‬ ‫ضروراتِ ِه‪( "...‬حداد‪َ .)0885 ،‬و َعلى َذل َ‬ ‫من َ‬
‫ألنهُ في َموض ٍع يقعُ فيه‬ ‫ب‪ ،‬و َّ‬ ‫َّ‬
‫كالض ِّ‬ ‫ألنه َنكرةٌ‬ ‫جروهُ َّ‬ ‫ب‪ ،‬فَ ُّ‬ ‫الض ِّ‬‫َّ‬ ‫َقسام (حداد‪.)0885 ،‬‬ ‫الثة أ ٍ‬ ‫إلى ثَ ِ‬
‫ٍ‬
‫ب بِمنزلَة اسم واحد‪ ،‬أال تَرى‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الض ُّ‬ ‫صار هو و َّ‬ ‫ب‪ ،‬و َّ‬ ‫الض ِّ‬ ‫عت َّ‬ ‫المقرون بِ ِه‪.‬‬
‫ألنه َ‬ ‫َن ُ‬ ‫األول‪ّ :‬‬

‫‪- 5343 -‬‬


‫دراسات‪ ،‬العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬المجلّد ‪ ،43‬ملحق ‪2016 ،6‬‬

‫أن َيقَ َع ِفي‬ ‫وليس بِ ُممتَنِ ٍع ْ‬ ‫اب القرآن)‪َ " :‬‬ ‫في ِكتابِ ِه (التبيا ِن في إعر ِ‬ ‫ب ُرَّماني‪،‬‬ ‫لت‪ :‬هذا َح ُّ‬ ‫ك ُق َ‬ ‫رما ٍن‪ ،‬فَإذا كا َن لَ َ‬ ‫ب ّ‬ ‫َّأنك تَقو ُل‪ :‬هذا َح ُّ‬
‫اء في القرآ ِن و ِّ‬ ‫القرآ ِن لِ ِ‬ ‫الرمان إلى َن ِ‬
‫ي‪،‬‬ ‫العكبر ّ‬ ‫ثر" ( ُ‬ ‫الن ِ‬‫عر و َّ‬ ‫الش ِ‬ ‫كثرتِه‪ ،‬فَقد َج َ‬ ‫َ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫الح ُّ‬‫الرما ُن إَّنما لَك َ‬ ‫يس لَك ُّ‬ ‫ك ولَ َ‬ ‫فس َ‬ ‫أضفت ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫فَ‬
‫د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫ب‪َ ،‬ما‬ ‫ض ٍّ‬ ‫حر َ‬ ‫ك َيقعُ على ُج ِ‬ ‫ك‪ ،‬فَكذلِ َ‬ ‫ذه ثَالثةُ أَثوابِ َ‬ ‫لك‪َ :‬ه ِ‬ ‫و ِمث ُل َذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‬ ‫العكبر ِّ‬ ‫البقاء ُ‬ ‫ند أبي َ‬ ‫الحمل على الجو ِار ع َ‬ ‫و ِمن قَضايا َ‬ ‫ضِّبي‪ ،‬وليس َ‬
‫لك‬ ‫حر ّ‬ ‫ب الُّرما ِن‪ ،‬تَقو ُل‪ :‬هذا ُج ُ‬ ‫َيقعُ على َح ِّ‬
‫الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫وغ ِ ِ‬ ‫الجو ِار ِفي القرآ ِن ال َكر ِيم َ‬ ‫الجر على ِ‬ ‫ك َذل َ ِ‬
‫رب‬ ‫يرِه من َكالم َ‬ ‫َُ‬ ‫حر‬‫أن قلت‪ُ :‬ج ُ‬ ‫ك من ْ‬ ‫منع َ‬
‫ب‪َ ،‬فلم َي ْ‬ ‫ض ٍّ‬‫حر َ‬ ‫ك ُج ُ‬ ‫الضب إَّنما لَ َ‬ ‫ُّ‬
‫ي‪ ،‬د‪.‬ت) و(ابن جني‪َ )0823 ،‬و ِم َن‬ ‫اسم م ٍ‬ ‫ب بِمنزلَ ِة ٍ‬ ‫الض ُّ‬‫حر و َّ‬
‫كبر‬
‫ُ ّ‬ ‫الع‬ ‫(‬ ‫"‬ ‫ه‬
‫ر‬
‫ُ َ ُ‬‫ث‬‫ون‬ ‫نظمه‬ ‫رب على‬ ‫الخ ُ‬ ‫جر َ‬ ‫فرد‪ ،‬فا ْن َّ‬ ‫ُ‬ ‫الج ُ‬ ‫ضِّبي‪ ،‬و ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫الحروف َبعضها إلى َبعض‪َ ،‬ومنها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َمع إضافَة َّ‬
‫الض ِّ‬ ‫ضفت ُّ‬ ‫الض ِّ‬‫َّ‬
‫لب ُ‬ ‫الجِّر َق ُ‬ ‫األمثلة على َهذا َ‬ ‫ومع َهذا‬ ‫ب‪َ .‬‬ ‫حر إلي َ‬ ‫الج َ‬ ‫ب َكما أَ َ‬
‫ات َغير مأجور ٍ‬ ‫السالم‪" :‬ارِجعن مأزور ٍ‬ ‫ِ‬ ‫قَو ُل َّ ِ‬ ‫سر َنحو قَولِهم‪ :‬بِهم‬
‫ات"‪،‬‬ ‫َ َ‬ ‫الرسول َعليه َّ ُ ْ َ َ‬ ‫سر ال َك َ‬ ‫الجَّر َكما أَ َتب ُعوا ال َك َ‬ ‫الجَّر َ‬ ‫إَّنهم أَ َتبعوا َ‬
‫للتآخي‪ ،‬و ِ‬ ‫ك حدث ِ‬ ‫ِ‬
‫وبِدارِهم وما أَ َ‬
‫"‬
‫القياس َموزورات‪،‬‬ ‫ات ولَكن َذل َ َ‬ ‫واألَص ُل‪َ :‬موزور ٌ‬ ‫شبه هذا‪( ...‬سيبويه‪.)0834 ،‬‬
‫ات" (ابن هشام‪،‬‬ ‫ك التَّغيي ِر ح َدث لِالزِدوا ِج بمأجور ٍ‬ ‫ولَكن َذلِ َ‬ ‫تاب) ِفي َموض ٍع‬ ‫الك ِ‬ ‫مل على الجو ِار في( ِ‬ ‫الح ِ‬ ‫ولَقد ج ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫كر َ‬ ‫اء ذ ُ‬ ‫َ َ‬
‫لك َجمعُ (غداة) َعلى َغدايا‬ ‫د‪.‬ت) و(ابن جني‪َ )0823 ،‬و ِمن َذ َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الموض ِع ال َعلى االسم الذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آخر في باب " َهذا َما َيجري َعلى َ‬ ‫َ‬
‫العشايا‬ ‫بالغدايا و َ‬ ‫َ‬ ‫جاورتِها َعشايا ِفي قَولِهم‪ :‬إَّني آلتيةٌ‬ ‫ل ُم َ‬
‫ِ‬ ‫أن َجُّروا َهذا‬ ‫ْ‬ ‫لى‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫ار‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫الج‬ ‫رب‬‫ُ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫هم‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫م‬‫ََ‬ ‫ح‬ ‫د‬ ‫َ‬‫ق‬‫و‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫فيه‬ ‫اء‬
‫َ َ‬ ‫وج‬ ‫‪،‬‬ ‫"‬ ‫ه‬ ‫قَبلَ‬
‫ي‪ ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫العكبر ّ‬ ‫( ُ‬ ‫صح َمعناهُ" (سيبويه‪،‬‬ ‫كيف َما َي ُّ‬ ‫ونحوهَ‪ ،‬فَ َ‬ ‫رب‪َ ،‬‬ ‫ب َخ ٍ‬ ‫ض ِّ‬ ‫حر َ‬ ‫ُج ُ‬
‫ول‬ ‫يث) َكما ِفي قَ ِ‬ ‫و ِمن األمثِلَ ِة على هذه المسألَ ِة (التَّأن ِ‬
‫َ‬ ‫‪.)0834‬‬
‫َ‬
‫عض أَصابعه (ابن جني‪َ ،)5110 ،‬وقو ُل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع ِ‬ ‫مام والع ِ‬ ‫أن َه ِذ ِه المسألَةَ َجديرةٌ باالهتِ ِ‬ ‫ك َّ‬ ‫وال َش َّ‬
‫رب‪َ :‬ذ َهَبت َب ُ‬ ‫َ‬ ‫ك‬‫ناية‪ ،‬وَذل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫المبرد‪ ،‬د‪.‬ت)‬ ‫ُ‬ ‫(‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫ت‬ ‫‪.‬‬ ‫د‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫ُ ّ‬‫كبر‬ ‫الع‬ ‫(‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫‪0850‬‬ ‫ير‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫ير‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫كثير ِمن‬ ‫كون ُمطَّ ِرداً ِفي ٍ‬ ‫كاد َي ُ‬ ‫رب ُوروداً َي ُ‬ ‫الع ِ‬ ‫لوروِدها في َكالم َ‬
‫ِ‬
‫الزَب ِ‬‫لما أَتَى َخَب ُر ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫اض َع ْ‬‫ير تََو َ‬ ‫َّ‬ ‫وجمعاً وتَحليالً‬ ‫المسألَة َبحثاً َ‬ ‫ابن جِّن ِّي بهذه َ‬ ‫األَحيا ِن‪ ،‬فانشغا ُل ُ‬
‫المدنية وال ِجَبا ُل ُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫وتَفصيالً ُيوحي باستِقاللَِّيتِها وباستِثناِِها‪ ،‬فَ َّ‬
‫الخشعُ‬ ‫ور‬ ‫ُس ُ‬ ‫غوي‬
‫اموس لُ ٌّ‬ ‫كأنها َن ٌ‬
‫عوِة‬ ‫ي َحديثَهُ َعن َه ِذ ِه َ ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫امة تَِق ُ‬ ‫اعدة ع ٍ‬ ‫ضمن قَ ٍ‬ ‫قنينه ِ‬ ‫جدر التَّ ُ‬
‫المسألَة بالد َ‬ ‫لعكبر ِّ‬ ‫َويمضي أبو البقاء ا ُ‬ ‫ف َعلى هذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قعيد لَه وتَ ُ‬ ‫َي ُ‬
‫حويون له َباباً‬ ‫الجر على الجو ِار‪" :‬وقَد َجع َل َّ‬
‫الن‬ ‫ياس على ِّ‬ ‫الق ِ‬ ‫إلى ِ‬ ‫ِ‬
‫المشكل‪.‬‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫رب‪َ ،‬حتَّى‬ ‫ب َخ ٍ‬ ‫ض ٍّ‬ ‫حر َ‬ ‫أصلُوه بِقولِهم‪ُ :‬ج ُ‬ ‫ليه َمساِِ َل ثَُّم َّ‬ ‫ورتَّبوا ع ِ‬
‫َ‬ ‫الم ْسأل َة‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ذ‬‫األفذاذ الَّذين تَناولوا َه ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫بية‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫وثَ َّمة َنفر من ُن ِ‬
‫حاة‬ ‫ٌ‬
‫اإلتباع فيها َجماعةٌ ِمن‬ ‫َ‬ ‫أجاز‬
‫َ ِ َ َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫الج‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫ثنية‬ ‫َّ‬
‫ت‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫از‬ ‫و‬‫ج‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫اختلفُوا‬ ‫الح ْم ِل‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫إ‬
‫َْ ً َ‬ ‫ا‬ ‫اد‬ ‫ن‬‫ِ‬
‫ت‬ ‫اس‬ ‫ة؛‬ ‫آني‬
‫ُ ّ‬‫ر‬ ‫الق‬ ‫ِ‬
‫اآليات‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬
‫ََ َ‬ ‫د‬‫ٍ‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫يج‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫خ‬‫ط ِار تَ ْ‬ ‫ِفي إِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َعلى ِ‬
‫المسموِع‪َ ،‬ولو كان ال َوجهَ لَهُ في‬ ‫المفرد َ‬ ‫ُح ّذاقهم قياساً على ُ‬ ‫بن َمسعدةَ‬ ‫ش َسعيد ُ‬ ‫خرَج األَخفَ ُ‬ ‫اع‪ .‬فقد َّ‬ ‫الجو ِار أو َ‬
‫اإلتب ِ‬
‫العكبري‪،‬‬ ‫ياس بِ ٍ‬ ‫الق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أرجلِ ُكم" بال َك ِ‬ ‫ِ‬
‫المسموِع فَقط" ( ُ‬ ‫القتص ُروا فيه على َ‬ ‫َ‬ ‫حال‬ ‫ام َس ُحوا‬ ‫سر في اآلية ال َكريمة‪َ " :‬و ْ‬ ‫قراءةَ َمن قَ أَر و" ُ‬
‫ِ‬ ‫ؤوس ُكم و ِ‬ ‫بِر ِ‬
‫د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫اإلتباع وهو َمعنى‬ ‫ِ‬ ‫الجُّر على‬ ‫جوز َ‬ ‫وي ُ‬ ‫أرجل ُكم" بِقولِه‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عاة ِ‬ ‫ي َّأنه ِمن ُد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ياس على‬ ‫الق ِ‬ ‫العكبر ِّ‬ ‫و ِم ّما ُي ْلحظُ من َكالم ُ‬ ‫أجود من‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫أسلم‬
‫ُ‬ ‫صب‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫و‬ ‫"‪.‬‬ ‫ب‬‫ٍّ‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫خ‬ ‫ٍّ‬
‫ب‬
‫َ ُ ُ َ َ‬ ‫ض‬ ‫حر‬ ‫ج‬ ‫ذا‬ ‫ه‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫حو‬ ‫ن‬
‫ُ َ‬ ‫سل‬ ‫الغ‬
‫وعلى لِ ِ‬
‫سان‬ ‫آن َ‬ ‫روِد ِه ِفي القُر ِ‬ ‫الجو ِار‪ ،‬وذلِ َ ِ ِ‬
‫ك لكثرة ُو ُ‬ ‫َ‬
‫مل على ِ‬ ‫الح ِ‬‫َ‬ ‫هذا االضطراب" (األخفش‪.)0858 ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أجازوا‬ ‫حو‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ا‬ ‫أن جماعةً ِمن ح َّ‬
‫ذ‬ ‫َّ‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫‪.‬‬‫ر‬‫ا‬ ‫ع‬ ‫رب َنث اًر ِ‬
‫وش‬ ‫ِ‬ ‫الع‬ ‫األخفش‬ ‫ارك‬
‫المثنى‪ ،‬فَقد َش َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ومن َهؤالء أبو عبيدةَ معمر بن ُ‬
‫الم ْس ُموِع‪ ،‬وفي َهذا‬ ‫د‬‫ياسا َعلى المفرِ‬ ‫اع ِفي التَّثْنِي ِة والجم ِع ِ‬
‫ق‬ ‫اإلتب‬ ‫حد قَولِهم‪" :‬هذا ُج ْح ُر‬ ‫اءةَ َعلى ِّ‬ ‫ِ‬ ‫أيه السَّابِ ِ‬ ‫في ر ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫وخرج القر َ‬ ‫ق َّ‬
‫الح ْم ِل َعلى ال ِجو ِار ِع ْن َد تِل ُكم‬ ‫َ‬ ‫لى‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫ياس‬ ‫َدلِي ٌل جلِ ٌّي على جو ِاز ِ‬
‫الق‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضبٍّ َخ ِر ٍب" (أبو عبيدة‪.)0851 ،‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ود َعا إلَْيه‪.‬‬ ‫ي َ‬ ‫العكبر ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َومنهم أَيضاً الزَّجاج الذي أطلَ َ‬ ‫َّ‬
‫صر لَهُ ُ‬ ‫ماعة‪ ،‬وهذا ما ْانتَ َ‬ ‫الج َ‬ ‫َ‬ ‫ق َعلى َهذه الظاه َرة اسم‬
‫ث ابن هشامٍ‬ ‫َّ‬
‫حد‬ ‫ت‬ ‫قد‬ ‫ف‬ ‫حسب‪،‬‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫كبر‬ ‫الع‬ ‫ند‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫هذا‬ ‫قف‬ ‫ي‬ ‫ال‬‫و‬ ‫سن ِجداً على َما َحكى‬ ‫اب َح ٌ‬ ‫المطَ َابقَ ِة َب ٌ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫اب ُ‬ ‫وب ُ‬ ‫المطَ َابقة" َوقَال‪َ " :‬‬ ‫" ُ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعن ال ِجو ِار‬ ‫الرفع في " َخ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫يء ُيعطى‬ ‫َ‬ ‫الش‬ ‫أن‬‫َّ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ني‬ ‫ا‬ ‫الث‬ ‫ة‬‫د‬
‫َُ‬ ‫القاع‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫نية‬ ‫ا‬ ‫الث‬ ‫ة‬ ‫د‬‫َ‬ ‫القاع‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫جروهُ‬ ‫رب" َو ُّ‬ ‫ضبٍّ َخ ِرب" فَتَرُكوا َّ َ‬ ‫حر َ‬ ‫سيبويه‪ُ " :‬ج ُ‬
‫كر ِفي َهذا‬ ‫اورهُ" (ابن هشام‪ ،)0888 ،‬ولَقد َذ َ‬ ‫كم الشيء إذا َج َ‬
‫َّ ِ‬
‫ُح َ‬ ‫وكل ٍ‬
‫أمر‬ ‫طابقَ ِة‪ ،‬ثَُّم َجعل ِمنهُ ِقراءةَ من قَ أَر‪ُّ " :‬‬
‫َ َ‬ ‫الم َ‬ ‫حرصاً َعلى ُ‬
‫ِ‬
‫رب‪َ .‬و ِمن َذل َ‬ ‫الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫الموضوِع شو َ ِ‬ ‫اف و َّ ِ‬ ‫كسر القَ ِ‬ ‫مستق ٍر" بِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك قَو ُل‬ ‫اهد من القُرآ ِن و َكالم َ‬ ‫َ‬ ‫سحوا‬ ‫ام ُ‬ ‫الراء َنعتاً لـ"أمر"‪ ،‬وقَولهُ تَعالى‪" :‬و ْ‬
‫أمرأني‪َ ،‬وقَولُهم‪ِ :‬ر ْجس نِ ْجس‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ص‬ ‫أل‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ني‪،‬‬ ‫ومر‬
‫َ‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫ني‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫هن‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫رب‬ ‫ِ‬ ‫الع‬
‫َ‬ ‫الزّجاج‪،‬‬ ‫أرجلَ ُكم" ( َّ‬ ‫ض "و ُ‬ ‫اءة َمن َخفَ َ‬
‫ؤوس ُكم وأرجلَ ُكم" في ِقر ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫بِر ِ‬
‫ُ‬
‫الج ِيم‪ ،‬واألص ُل َن ِجس بفت ٍح فكسرٍة (ابن‬ ‫كون ِ‬ ‫وس ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ون‬ ‫ُّ‬
‫الن‬ ‫ِ‬
‫كسر‬ ‫بِ‬ ‫‪.)0824‬‬
‫هشام أيضاً َع ِن جِّر الجواري ِفي‬ ‫ٍ‬ ‫ابن‬
‫ث ُ‬ ‫هشام‪ ،)0888 ،‬وتَح َّد َ‬ ‫وب ْحثاً‬ ‫النحاة اهتماماً َ‬
‫ثر ُّ ِ‬ ‫من أ ْك ِ‬ ‫العكبرِي ْ‬
‫ِ‬
‫وي َعت ُّد أبو البقاء ُ‬ ‫ُ‬
‫الذ َه ِب) (ابن هشام‪ ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫ذور َّ‬ ‫ُمؤلَِّف ِه ( َشرُح ُش ِ‬ ‫ابن ِجن ِّي‪ ،‬فَهو يع ُّد ِممن أَجاز َهذهِ‬ ‫الم ْسأَلة َبعد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َُ َ‬ ‫نايةً في هذه َ‬ ‫وع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ونثرِه‪َ ،‬جاء‬ ‫رب َن ِ‬ ‫الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫المسألَةَ في ِك ِ‬
‫المسألَة‪ ،‬ولَكَّنهُ‬ ‫يوطي فَقد كا َن لَهُ َبحثُهُ أَيضاً لهذه َ‬ ‫الس ُّ‬ ‫أما ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ظمه ِ‬ ‫تاب اهلل تَعالى‪ ،‬و َكالم َ‬ ‫َ‬

‫‪- 5348 -‬‬


‫يوسف محمد كوفحي‬ ‫الج ْزم ِفي َجو ِ‬
‫اب‪...‬‬ ‫ِ‬
‫عام ُل َ‬

‫َعلى ِ‬ ‫ص ومغنِي اللَّبِ ِ‬ ‫معي لَ َّخص ِفيه بعض ما ِفي َ ِ‬


‫األندلسي‪.)0834 ،‬‬ ‫ّ‬ ‫الجو ِار (القُرطبي‪ )0822 ،‬و(‬ ‫يب‬ ‫الخصاِ ِ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫حث َج ٌّ‬ ‫َب ٌ‬
‫الحمل على ال ِجوار ال‬ ‫اهد َ‬ ‫أن َشو َ‬ ‫ُنوه ها هنا‪ ،‬إلى َّ‬ ‫أن أ ِّ‬ ‫وال ُب َّد ْ‬ ‫ِّيوطي‪.)0852 ،‬‬ ‫وغيرهما (الس ّ‬
‫َِ‬
‫غير‬‫دد ُ‬ ‫الجر على ال ِجو ِار فَ َحسب‪َ ،‬بل هناك َع ٌ‬ ‫تصر على ِّ‬ ‫تَ ْق ُ‬ ‫فهوم‬‫حت م ِ‬
‫فارس تَ َ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ند ِ‬
‫ابن‬ ‫الجو ِار ِع َ‬ ‫الحم ُل َعلى ِ‬ ‫اء َ‬ ‫ولَقد َج َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫قليل م َن الشواهد َعلى هذه الظاهرِة في َغ ْير‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الجر‪ ،‬وذلك‬ ‫ّ‬ ‫اوجة‪َ ،‬يقو ُل‬ ‫المز َ‬ ‫صَّنفه اإلتبا ِع و ُ‬ ‫لك في ُم َ‬ ‫اوجة‪َ ،‬وَذ َ‬ ‫المز َ‬ ‫اإلتبا ِع و ُ‬
‫الجو ِار‪( ،...،‬حداد‪)0885 ،‬؛‬ ‫صب على ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫الجوار و َّ‬ ‫فع َعلى ِ‬ ‫كالر ِ‬ ‫الهما َعلى‬ ‫ِ‬ ‫اإلتباع والمز ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫اوجة‪ ،‬وك ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫تاب‬
‫في فَات َحته‪َ " :‬هذا ك ُ‬
‫الجر َعلى ال ِجو ِار لِ َكثْرِة‬ ‫ِّ‬ ‫ب على‬ ‫ص َّ‬ ‫النحاة ْان َ‬
‫أن اهتمام ُّ ِ‬
‫َ‬ ‫ّإال َّ‬ ‫احد‪.‬‬ ‫وي و ٍ‬ ‫ون كلمتان متواليتان َعلى َر ٍّ‬ ‫جهين‪ ،‬أَ َح ُد ُهما‪ :‬أن تك َ‬ ‫َو ِ‬
‫النثْ ِر‪.‬‬ ‫الش ْع ِر و َّ‬ ‫آن و ِّ‬ ‫اه ِده ِم َن القُر ِ‬ ‫َشو ِ‬ ‫ك َعلى‬ ‫عد َذل َ‬ ‫تكون َب َ‬ ‫ُ‬ ‫الرويان ثَُّم‬ ‫ختلف َّ‬ ‫اآلخر أن َي َ‬ ‫ُ‬ ‫والوجهُ‬
‫اِز‪َّ ،‬‬ ‫الح ْم َل على ال ِجو ِار في القرآ ِن ال َكر ِيم َج ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َو ِ‬
‫ألن‬ ‫وهكذا‪ ،‬فإ َّن َ‬ ‫تكون الكلمةُ الثانيةُ ذات َم ْعنى َم ْعروف ّإال‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫جهين‪ :‬أَحدهما ْ‬
‫ِ‬ ‫اضح ِة‬
‫الجو ِار ُبعداً عن التَّكلف والتَّعقيد؛ إ ْذ ثَ ّمةَ َش َو ُ‬
‫اهد‬ ‫مل على ِ‬ ‫الح ِ‬ ‫في َ‬ ‫تكون الثَّانيةُ َغ َير و َ‬ ‫َ‬ ‫َّأنها كاإلتبا ِع لما ْقبلَها‪ ،‬واآلخر‪ْ :‬‬
‫أن‬
‫اها أو إِ ْل َغاِِها‪،‬‬ ‫ناص ِمن ْإن َك ِار َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫رب ُسِِ َل َعن‬ ‫الع ِ‬
‫َغ ْير َقليلة َعلى َهذه الظاهرِة ال َم َ‬ ‫عض َ‬ ‫أن َب َ‬ ‫وي َّ‬ ‫ق‪َ .‬و َكذا ُر َ‬ ‫الم ْعنى وال بِْنية اال ْشتقا ِ‬ ‫َ‬
‫ياس َعليها‪ .‬و ِمن ُهنا‪ ،‬فاأل َْولَى‬ ‫الق ِ‬ ‫اهد تَجعلُنا ن َذ َهب إلى ِ‬ ‫وهي َشو ُ‬ ‫َ‬ ‫كرت ِفي‬ ‫المَنا‪ .‬وقَد َذ ُ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ه‬‫هذا اإلتبا ِع فقا َل‪ :‬هو شيء نتد بِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫ألن في‬ ‫ِ‬
‫ون ْنأَى بِه َعن التَّكلُف والتَّ ِأويل‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ص‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اه‬ ‫ظ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ذ‬‫َ‬ ‫ْخ‬
‫ْ ُ‬ ‫أ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫أن‬ ‫يكون‬ ‫روف لِ‬‫ك وصَّنفته على الح ِ‬ ‫َ‬ ‫ِكتابي َهذا ما انتهى إلي ِمن َذلِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫س‪.‬‬ ‫المقَ َّد ِ‬ ‫ذا‬ ‫ه‬ ‫اه ِرِه وتّكلُفاً ال ي ْنب ِغي ِ‬
‫ل‬ ‫ظِ‬ ‫تَأْويِِل ِه ُ ً َ ْ َ‬
‫ن‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫روج‬ ‫خ‬ ‫شاء اهللُ تَعالى" (ابن فارس‪ ،‬د‪.‬ت)‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫مأخذ‬ ‫أقرب‬
‫َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ً ْ‬ ‫ألطف و َ‬ ‫َ‬
‫مل على ال ِجو ِار ِس ِ‬ ‫ليه‪ ،‬فَعلى ر ِ َّ‬ ‫وع ِ‬ ‫ِ‬
‫يبويه‪،‬‬ ‫بالح ِ َ‬ ‫أقروا َ‬ ‫ذين ّ‬ ‫أس ال َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الفارسي‬
‫ِّ‬ ‫لي‬ ‫ع‬
‫َ َ ٍّ‬ ‫ا‬ ‫أب‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫رب‬‫ِ‬ ‫الع‬
‫َ‬ ‫الم‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫في‬ ‫ِ‬
‫ار‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫ج‬ ‫ال‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫شيو‬ ‫ؤكد‬
‫مما ُ ُ‬
‫ي‬ ‫ِو َّ‬
‫َّ‬
‫بن المثنى‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫معمر ُ‬ ‫ُ‬ ‫األخفش وأبو عبيدهَ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬
‫أقروا به َكذل َ‬ ‫ذين ُّ‬ ‫من ال َ‬ ‫َو َ‬ ‫نشد‪:‬‬
‫كا َن ُي ُ‬
‫أن‬‫يب َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ي (حداد‪ .)0885 ،‬وال ر َ‬ ‫العكبر ِّ‬ ‫البقاء ُ‬ ‫يعيش‪ ،‬وأبو َ‬ ‫ابن‬
‫و ُ‬ ‫"قَ ْد ُيؤخذ الجار بجرم الجار" (السِّيوطي‪)0888 ،‬‬
‫الن ِ‬
‫حاة‪.‬‬ ‫حول ُّ‬ ‫الء ِمن فُ ِ‬ ‫هؤ ِ‬ ‫و(النيسابوري‪.)0822 ،‬‬
‫مل‬ ‫الح ِ‬ ‫الق ِ‬ ‫ك‪ ،‬فَال َغرو إِذن ِمن ِ‬ ‫ذلك َك ِذلَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫من َّ‬
‫ياس َعلى َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫كان َ‬ ‫فإن َ‬ ‫يعيش يتخذهُ دليالً قوي ًا‬ ‫فابن‬
‫حويين إليه‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫الن‬ ‫كثير َ‬ ‫َويلجأُ ٌ‬
‫ذه الظَّاهرِة قَد ال‬ ‫اهد السَّماعيَّة على َه ِ‬ ‫الشو ُ‬ ‫على ال ِجو ِار‪ ،‬فَ َّ‬ ‫يين في‬ ‫البصر َ‬ ‫وحجةُ َ‬ ‫نازِع‪ُ " :‬‬ ‫اب التَّ ُ‬ ‫إعمال الثَّاني في َب ِ‬ ‫ِ‬ ‫على‬
‫لقياس عليه وج ِ‬ ‫ِ‬ ‫آن ِ‬ ‫تُحصى ِمن قر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫عله‬ ‫َ‬ ‫ثر‪ ،‬وهذا َكفي ٌل ل ِ َ‬ ‫ون ٍ‬‫عر َ‬ ‫وش ٍ‬ ‫وليس في إعماله‬ ‫المعمول‪َ ،‬‬ ‫أقرب إلى َ‬ ‫ُ‬ ‫رجيح إعمال الثاني َّأنه‬ ‫تَ ِ‬
‫ستنبطُ‬ ‫ٍ‬ ‫ك بِضوابطَ و ٍ‬ ‫اع َدةً من قَواعد العربي ِ‬ ‫قَ ِ‬ ‫األو ِل والثَّاني‬ ‫ِ‬ ‫تَغيير المعنى‪ ،‬إذ ال فَ َ ِ‬
‫أسس علميَّة تُ َ‬ ‫َّة وذل َ‬ ‫إعمال َّ‬ ‫ين‬‫المعنى َب َ‬ ‫رق في َ‬ ‫ُ َ‬
‫سمح بِذل َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫رب حرمةَ المجاورِة‪ِ ،‬و ِم َّما َي ُّ‬ ‫ب بِه ِرعاية جان ِب القُ ِ‬ ‫ِ‬
‫أج َل‬ ‫ك ْ‬ ‫غويةً‪ ،‬فاللغةُ تَ ُ‬ ‫علميةً لُ َّ‬ ‫اسةً َّ‬ ‫اسة الظاه َرِة در َ‬ ‫م ن در َ‬ ‫دل على‬ ‫ُ َ‬ ‫وتَكتس ُ‬
‫وتنوعها‪ ،‬فَال يقتصر على ِ‬ ‫ِ‬ ‫امتدادها وتَطورِها‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِر ِ‬
‫بلي‬‫عيار القَ ِّ‬ ‫الم ِ‬ ‫َ ُ‬ ‫خرب‪،‬‬ ‫ب‬‫ض ٍّ‬ ‫حر َ‬ ‫نب القُرب والمجاورِة َّأنهم قَالوا‪ُ :‬ج ُ‬ ‫عايتهم جا َ‬ ‫َ‬
‫غة؛ قَ ْد‬ ‫قييد للُّ ِ‬‫فإنه تَقوقُعٌ وتَ ٌ‬ ‫كان هذا‪َّ ،‬‬ ‫اه ِد َّ ِ‬ ‫للشو ِ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫النحويَّة‪ ،‬وا ْن َ‬ ‫كن‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ي‬ ‫لم‬ ‫ن‬ ‫ا‬‫و‬ ‫بلها‪،‬‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ما‬ ‫اب‬‫َ‬ ‫ر‬ ‫إع‬ ‫األوصاف‬
‫َ‬ ‫ا‬‫و‬ ‫فأتبع‬
‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫بارد‬ ‫شنء‬ ‫وماء‬
‫ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫المجاورِة‬ ‫اعاة القُ ِ‬ ‫ليل على مر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫استعمالها فَّنّياً و َأد ّبياً‪،‬‬ ‫رونتَها‪ ،‬ويح ّد م ِن ْ‬ ‫وم َ‬ ‫ُيفقدها قَُّوتَها ُ‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫رب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الد‬ ‫ن‬ ‫َ َ‬‫م‬ ‫و‬ ‫‪...‬‬ ‫ليه‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫عنى‬ ‫الم‬
‫َ‬
‫وج َم ًاال‪.‬‬ ‫صاحةً َ‬ ‫بيانا وفَ َ‬ ‫ض ِعفُها ً‬ ‫وي ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫عطوف‬ ‫وصدر ز ٍيد‪ ،‬فَأجازوا ِفي ال َم‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ه‬
‫ر‬ ‫د‬ ‫ص‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ت‬ ‫شن‬
‫َ َ‬ ‫خ‬ ‫‪:‬‬ ‫هم‬ ‫قَوُ‬
‫ل‬
‫الحمل على الجوار يلزم معه إلغاء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الخفض‪ ،‬فاختير الخفض ُهنا حمالً على ِ‬ ‫َو ِ‬
‫إن كثرة الشواهد على َ‬ ‫الباء‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫جودهما َ ُ‬ ‫جهين أَ َ‬
‫إلنكار هذه‬ ‫المكلف؛ ْ‬ ‫َّ‬ ‫المبرر بالتَّأويل والتَّ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫جاوَرِة‪ ،‬وكا َن إعما ُل‬ ‫كم َّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫وان كانت زاِدةً في ُح ِ‬
‫فسير ُ‬ ‫هني ُ‬ ‫التصور الذ ّ‬ ‫الم َ‬ ‫الساقط للقرب و ُ‬
‫َّ‬
‫أشد الوضو ِح‬ ‫شك‪ -‬واضحةٌ َّ‬ ‫لغوية‪ ،‬وهي ظَاهرةٌ –بال ٍّ‬ ‫الظاهرة الُّ ّ‬ ‫جاورِة‪( "...‬ابن يعيش‪،‬‬ ‫الم َ‬
‫ِ ِ‬
‫حن بصدده أَولى للقُرب و ُ‬
‫الثاني ِفيما َن ِ ِ ِ‬
‫ُ‬
‫الظاهرة‬ ‫تعمال الُّلغوي ِفي ذلك العص ِر‪ ،‬وتَهميش هذه َّ‬ ‫االس ِ‬
‫َ ْ‬ ‫في ْ‬ ‫د‪.‬ت)‪.‬‬
‫اِر الَّتي ال ُيقاس‬ ‫الضر ِ‬ ‫موجودة أو َّأنها من َّ‬ ‫ٍ‬
‫ال يعني َّأنها ُ‬
‫غير‬ ‫اءات‬‫القر ِ‬ ‫مل على ال ِجوا ِر َكثيرةٌ في ِ‬ ‫الح ِ‬
‫الشواه ُد على َ‬
‫و َّ ِ‬
‫بحث علمي‪ .‬وعليه‪،‬‬ ‫بي أكثر منه ٌ‬ ‫عصب م َذ َه ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫َع ْليها‪ ،‬وِفي َهذا تَ‬ ‫العلماء‬
‫ُ‬ ‫النحاةُ و‬ ‫عر (حداد‪ .)0885 ،‬فَقد َخَّرَج ُّ‬ ‫الش ِ‬‫القرآنيَّة و ِّ‬
‫قل‬ ‫لغوي َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫فالقاعدة الَّتي يجب ْ‬ ‫مل على ال ِجو ِار‪ِ ،‬منها َعلى س ِ‬ ‫بالح ِ‬ ‫اءات قر َّ‬ ‫ِقر ٍ‬
‫عما ُل ال ّ‬ ‫االست َ‬ ‫قاس عليها هو ْ‬ ‫أن ُي َ‬ ‫بيل‬ ‫َ‬ ‫آنيةً َكثيرةً َ‬
‫وبناء متكام ٌل‬ ‫ٌ‬ ‫نظام‬
‫ٌ‬ ‫ألن اللغةَ ِمن حيث هي‬ ‫أو َكثُر‪ ،‬وذلك َّ‬ ‫صر‪.‬‬ ‫الح ِ‬ ‫مثيل ال َ‬ ‫التَّ ِ‬
‫أج َزاِه بِ َكثْرٍة وقَد َي ْ‬ ‫ِ‬ ‫اق ُذو القوِة ِ‬ ‫ِقراءةُ َمن قَ أَر " َّ‬
‫اآلخر‬
‫ُ‬ ‫ظهَر‬ ‫ض ْ‬ ‫ومترابطُ األجزاء‪ ،‬قَ ْد َيظهر َب ْع ُ‬ ‫ُ‬ ‫فض‬ ‫المت ْي ِن" فَ َخ َ‬ ‫ّ َ‬ ‫الرْز ُ‬‫أن اللَهَ هو َّ‬
‫مثال‪،‬‬ ‫ال ً‬ ‫األب َد ِ‬ ‫ِ‬
‫عدد‬ ‫كت‬ ‫ة‬‫ٍ‬ ‫غوي‬ ‫ل‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬
‫ِّة‬‫داللي‬ ‫باب‬‫ٍ‬ ‫ألس‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ة‬‫ر‬ ‫ند‬ ‫بِ‬ ‫الفراء‪ ،)0854 ،‬وقَد‬ ‫أن ُيرفَ َع ( َّ‬ ‫الوجهُ ْ‬ ‫تين وبِ ِه َ‬
‫ْ‬ ‫ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ش‪ ،‬و َ‬ ‫األعم ُ‬
‫َ‬ ‫أخذ‬ ‫الم َ‬ ‫َ‬
‫هن‬ ‫وشهرةً وقُرًبا ِم ْن ِذ ِ‬ ‫وضوحا ُ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬
‫األكثر‬ ‫الب ِ‬
‫ديل‬ ‫بي َي ْل َجأ إلى َ‬ ‫فالعر ُّ‬ ‫َ‬ ‫رب ال ِجو ِار"‬ ‫اآلية َعلى قُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخفض ِفي ِ‬
‫هذه‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬
‫إن‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫اتم‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫َبو‬ ‫أ‬ ‫ال‬ ‫قَ‬
‫الم َعقّد‪ ،‬فَندرُة‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫الغريِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ديل‬ ‫الب‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫فر‬ ‫ن‬ ‫وي‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫اع‬‫ِ‬ ‫ش‬‫ََ‬ ‫وم‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬
‫ق‬ ‫ل‬‫المتَ‬ ‫النحاس‪.)0855 ،‬‬ ‫( َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ َ َ‬ ‫ُ‬
‫رب ال َي ْعنِي َّأنه لَْيس‬ ‫الع ِ‬ ‫َ‬ ‫ة‬‫مثال‪ِ -‬في لُ َغ ِ‬ ‫ً‬ ‫‪-‬‬ ‫تعمال َب َدل اال ْشتِ ِ‬
‫مال‬ ‫اس ِ‬ ‫ْ‬ ‫ف"‬‫اص ٍ‬‫الريح ِفي يوٍم ع ِ‬
‫َْ َ‬
‫ذلك ِفي قَولِه تَعالى‪" :‬ا ْشتَ َّد ْ ِ‬
‫ت بِه ِّ ُ‬ ‫َو َك َ‬
‫القياس ع ِ‬
‫ليه‪.‬‬ ‫امها وال يم ِكن ِ‬ ‫ِمن نِظَ ِ‬ ‫جر‬
‫اتبع إعرَابه فَ َّ‬ ‫اء َبعد ِ‬ ‫اص ٍ‬‫ع ِ‬
‫ُْ ُ َ ُ َ‬ ‫اليوم َ‬ ‫لما َج َ‬ ‫يح َف َّ‬
‫للر ِ‬
‫عت ِّ‬‫ف هو َن ٌ‬ ‫َ‬

‫‪- 5331 -‬‬


‫دراسات‪ ،‬العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬المجلّد ‪ ،43‬ملحق ‪2016 ،6‬‬

‫َعلى‬ ‫استِ ْداللِ ِهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫الع َر ّبية في أَثَْناء ْ‬
‫ِ‬
‫وع ٍي تَ ٍّام بِنظام َ‬ ‫كانوا َعلى ْ‬ ‫ُ‬ ‫الخ ِاتم ُة‬
‫َ‬
‫ؤى‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يان ُحجتِ ِهم‬ ‫الكوفيين ِفي َب ِ‬‫ِّ‬ ‫األم ِر‪َّ ِ،‬‬ ‫وجملةُ َذراب ِ‬
‫ُر ً‬ ‫كانوا ْأو َس َع‬ ‫ُ‬ ‫هم‬ ‫أن‬ ‫ك‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ال‬
‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫رط‬ ‫الش‬ ‫اب‬ ‫و‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫م‬‫ز‬ ‫الج‬
‫َْ‬ ‫امل‬ ‫َع‬ ‫أن قو َل‬ ‫ْ‬ ‫ة‬ ‫ََ‬ ‫ُْ‬
‫الُّلغةَ‬ ‫ونظَاِِ ِرها‪َّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫اِل َ‬ ‫البصرِّيين ِفي تِل ُكم المس ِ‬
‫ََ‬
‫ِ‬
‫عد أُفُقاً م َن َ‬ ‫و ْأب َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫زوم َعلى الجوار يتّكئُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الج ْزم في َجواب الش ْرط بأنهُ َم ْج ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل َعامل َ‬
‫ِ ِ‬
‫ٍ‬
‫ومتناه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َّق في قَالَ ٍب ذ ْه ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يقوم َعلى ظَاهرٍة‬ ‫يدة‪ ،‬وَذلك َّ‬ ‫سد ٍ‬ ‫جة ِ‬ ‫ليل ساط ٍع وح ٍ‬ ‫َعلى َد ٍ‬
‫ني َم ْحدود ُ‬ ‫أن تُضي َ‬ ‫حب م ْن ْ‬ ‫أ ْر ُ‬ ‫ألنه ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫كانوا أقوى َدلِيالً‬ ‫أن ال ُكوفيِّين ُ‬ ‫ُشير‪َ ،‬ها ُهنا‪ ،‬إِلى َّ‬ ‫أن أ َ‬ ‫وحسبي ْ‬ ‫وهي‬ ‫وحديثاً‪َ ،‬‬ ‫لغويين قديماً َ‬ ‫حاة والُّ ِّ‬ ‫الن ِ‬ ‫ارسين ِم َن ُّ‬
‫الد َ‬ ‫غلت َّ‬ ‫غوي ٍة َش ْ‬ ‫لُ ّ‬
‫أقره‬
‫أصالً‪ ،‬و ّ‬ ‫جود ْ‬ ‫فالحم ُل على ال ِجوار مو ٌ‬ ‫البصريِّين‪َ ،‬‬ ‫وحجةً من َ‬ ‫ُ‬ ‫يان ِفي‬ ‫لع ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ظاهرةٌ واض َحةٌ ل َ‬ ‫مل َعلى ال ِجو ِار‪ ،‬وبِ َما َّأنها َ‬ ‫الح ِ‬‫ظاهرةُ َ‬ ‫َ‬
‫حاة‪ ،‬فما الضَّير أن نأْخ َذ – وهو األصوب– بِأدلةِ‬ ‫الن ِ‬‫ُّ‬ ‫بار‬ ‫ِ‬ ‫عدد ِمنِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫جلياً‪ٌ -‬‬ ‫إليها– كما ظَهر ّ‬ ‫قد َدعا ْ‬ ‫بي فَ ْ‬ ‫الع َر ّ‬
‫االستعمال َ‬ ‫ْ‬
‫ون ْن ِك َر‬
‫اهد القرآنيَّة‪ُ ،‬‬ ‫الشو َ‬ ‫أقصد َّ‬ ‫بوت‪ ،‬و ُ‬ ‫عية الثُّ ِ‬ ‫طّ‬ ‫ال ُكوفيِّين قَ ْ‬ ‫بي فال‬ ‫َ ّ‬‫ر‬ ‫الع‬ ‫ِ‬
‫ظام‬ ‫الن‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫نية‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫اخل‬ ‫د‬ ‫ة‬
‫ً‬
‫ً ّ َ‬ ‫بي‬
‫ر‬ ‫ع‬ ‫ة‬‫ر‬ ‫اه‬ ‫ظ‬
‫َ‬ ‫ها‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫وص‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫حاة‬ ‫ُّ‬
‫الن‬
‫هنية الظنيَّة الَّتي ّ‬‫َّ‬ ‫ماالت ِّ‬ ‫االحتِ ِ‬ ‫بية ِمعيار ٍ‬ ‫دة عر ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ياس ع ْليها و ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فاختالفُهم‬ ‫يون‪ْ ،‬‬ ‫البصر َ‬ ‫قد َمها َ‬ ‫الذ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ية ال‬ ‫ْ‬ ‫األخذ بِها َكقَاع َ‬ ‫َغ ْرَو م َن الق ِ َ‬
‫الجّر‬ ‫على‬ ‫ا‬ ‫ياس‬ ‫ِ‬
‫ق‬‫و‬ ‫وه‪،‬‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َشاِِبةَ ِفيها‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫فيما َ َ ُ َ ٌ َ َ ََ َ َ َ ُ‬
‫د‬ ‫ق‬ ‫ما‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫اع‬ ‫ن‬‫ق‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫لى‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫لي‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ين‬‫ب‬
‫ص ِب على ال ِجو ِار‪َ ،‬نقول‪:‬‬ ‫الرف ِع َعلى ال ِجوار‪ ،‬و َّ‬ ‫َعلى ال ِجو ِار‪ ،‬و َّ‬ ‫المبيِن‬ ‫َّ ِ ِ ُِّ‬ ‫ِ‬ ‫الب َ َّ‬ ‫و ِم ْن ُهنا‪َّ ،‬‬
‫الن ْ‬ ‫احث اتكأ َعلى َهذه الظاهرة لتَعلقها ُ‬ ‫فإن َ‬
‫زم َعلى ال ِجو ِار‪.‬‬ ‫لثام َعن َم ْرِج ّ‬ ‫ليل ال ُكوفي واماطَ ِة الِّ ِ‬ ‫الد ِ‬‫ف َع ْن قُوِة ّ‬ ‫بِال َك ْش ِ‬
‫الج ُ‬‫َ‬ ‫عيتهم‬ ‫ّ‬
‫رط‪َ ،‬فلَ ْم‬‫لش ِ‬ ‫اب ا َّ‬ ‫زم ِفي َجو ِ‬ ‫الج ِ‬ ‫حديد َع ِ‬ ‫السليم ِة ِفي تَ ِ‬ ‫لغوي ِة َّ‬
‫الُّ ّ‬
‫امل َ‬
‫ادر؛ َب ْل‬ ‫الس ِ‬‫افل َّ‬ ‫الغ ِ‬
‫كالم َ‬ ‫ناكف َ ِ‬ ‫يكن كالمهم كالم الم ِ‬
‫العابث‪ ،‬وال َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُُ‬ ‫َ ْ‬

‫أبحاث اليرموك‪ ،‬ج‪،01‬ع‪.9‬‬ ‫المصادر والمراجع‬


‫الخزرجي‪ ،‬ر‪ .)9113( .‬حقيقة الخالف في خمس مساِل من‬
‫اإلنصاف‪ ،‬مجلة كلية التربية األساسية‪ ،‬العراق‪ ،‬ع‪.20‬‬ ‫ابن األنباريِّ‪ ،‬ع‪ .)0211( .‬اإلنصاف في مساِل الخالف‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫ذو الرُّمة‪ ،‬غ‪0219( .‬م‪0419/‬هـ)‪ .‬الديوان‪ ،‬شرح أحمد بن حاتم‬ ‫حسن حمد‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫الباهلي‪ ،‬رواية أبي العباس ثعلب‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد القدوس أبو‬ ‫ابن جني‪ ،‬ع‪0490( .‬هـ ‪ .)9110-‬الخصاِص‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد‬
‫صالح‪ ،‬مؤسسة اإليمان‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫الحميد هنداوي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب الثقافي‪.‬‬
‫الزجَّاج‪ ،‬إ‪ .)0261( .‬إعراب القرآن‪ ،‬تحقيق إبراهيم األبياري‪ ،‬القاهرة‪،‬‬‫َّ‬ ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪0131( .‬هـ‪ ،)0224-‬المنصف‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم مصطفى وعبد‬
‫(د‪.‬ن)‪.‬‬ ‫هلل أمين‪( ،‬د‪.‬م)‪ ،‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباقي الحلبي‪.‬‬
‫سيبويه‪ ،‬ع‪ .)0211( .‬الكتاب‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السالم هارون‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫ابن فارس‪ ،‬أ‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬اإلتباع والمزاوجة‪ ،‬تحقيق‪ :‬كمال مصطفى‪،‬‬
‫(د‪.‬ن)‪.‬‬ ‫(د‪ ،‬م)‪( ،‬د‪ ،‬ن)‪.‬‬
‫َّ‬
‫السيوطي‪ ،‬ع‪0112( .‬هـ‪0232-‬م)‪ .‬األشباه والنظاِر في النحو‪،‬‬ ‫ابن هشام‪ ،‬ع‪0402( .‬هـ ‪ .)0222-‬مغني اللبيب عن كتب‬
‫تحقيق‪ :‬طه عبد الرؤوف سعد‪( ،‬د‪.‬م)‪ ،‬مكتبة الكليات األزهرية‪.‬‬ ‫األعاريب‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محي الدين عبد الحميد‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫الشرجي‪ ،‬ع‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬اِتالف النصرة في اختالف نحاة الكوفة‬ ‫َّ‬ ‫المكتبة العصرية ‪.‬‬
‫والبصرة‪ ،‬تحقيق‪ :‬طارق الجنابي‪ ،‬بيروت‪ ،‬عالم الكتب‪.‬‬ ‫ب في معرفة كالم العرب‪ ،‬ومعه‬ ‫ه‬ ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ‪(.‬د‪.‬ت)‪ .‬شرح شذور َّ‬
‫الذ‬
‫ََ‬
‫العجاج‪ ،‬ع‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬الديوان‪ ،‬رواية عبد الملك بن قريب وشرحه‪،‬‬ ‫ب لمحمد محي‬ ‫ََ‬‫ه‬‫ذ‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫شذور‬ ‫ح‬‫شر‬ ‫كتاب منتهى األرب بتحقيق‬
‫تحقيق‪ :‬عبد الحفيظ السطلي‪ ،‬توزيع مكتبة أطلس‪ ،‬دمشق‪.‬‬ ‫الدين عبد الحميد‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المكتبة التجارية الكبرى‪.‬‬
‫العكبري‪ ،‬ع‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬التبيان في إعراب القرآن‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي محمد‬ ‫المفصل‪( ،‬د‪.‬م)‪ ،‬إدارة الطباعة‬ ‫َّ‬ ‫ابن يعيش‪ ،‬ي‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬شرح‬
‫البيجاوي عيسى البابي الحلبي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫المنيرية‪.‬‬
‫الفرَّاء‪ ،‬ي‪ .)0231( .‬معاني القرآن‪ ،‬تحقيق‪ :‬مجموعة من العلماء‪،‬‬ ‫أبو عبيدة‪ ،‬م‪ .)0231( .‬مجاز القرآن‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد سيزكين‪،‬‬
‫القاهرة‪( ،‬د‪.‬ن)‪.‬‬ ‫القاهرة‪( ،‬د‪.‬ن)‪.‬‬
‫القرطبي‪ ،‬م‪ .)0266( .‬تفسير القرطبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬مجموعة من‬ ‫األخفش‪ ،‬س‪ .)0232( .‬معاني القرآن‪ ،‬تحقيق‪ :‬فاِز فارس‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫العلماء‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬ن)‪.‬‬ ‫(د‪.‬ن)‪.‬‬
‫المبرد‪ ،‬م‪0111( .‬هـ)‪ .‬المقتضب‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد الخالق‬ ‫األندلسي‪ ،‬م‪ .)0211( .‬تفسير البحر المحيط‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ن)‪.‬‬
‫عضيمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المجلس األعلى للشؤون اإلسالمية‪ ،‬لجنة‬ ‫جرير‪ ،‬ع‪ .)0230( .‬الديوان‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتور نعمان أمين طه‪،‬‬
‫إحياء التراث اإلسالمي‪.‬‬ ‫القاهرة‪ ،‬دار المعارف‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬الكامل في اللغة واألدب‪ ،‬بيروت‪ ،‬مكتبة المعارف‪.‬‬ ‫حداد‪ ،‬ح‪.)0229( .‬الحمل على ال ِجوار بين القبول واالعتراض‪،‬‬

‫‪- 5330 -‬‬


‫يوسف محمد كوفحي‬ ِ ‫الج ْزم ِفي َجو‬
...‫اب‬ ِ
َ ‫عام ُل‬

.‫ مطبعة السنة المحمدية‬،)‫م‬.‫ (د‬،‫عبد الحميد‬ َّ


،‫ بغداد‬،‫ غازي زاهد‬:‫ تحقيق‬،‫ إعراب القرآن‬.)0233(.‫ أ‬،‫النحاس‬
.)‫ن‬.‫(د‬
‫ محمد محي الدين‬:‫ تحقيق‬،‫ مجمع األمثال‬.)0222( .‫ أ‬،‫النيسابوري‬

Apocopate Form In Apodosis Between Al Basrah And Al Kufah Schoole

Yousef M. Koufahi*

ABSTRACT

This research aims to present the truth of disagreement in Apocopate Form in Apodosis, through two books
are interested in controversial issues among syntactic, they are “ Al-Insaf Fi Masa’el Al-Khilaf” Book for Aby
Al-barakat Ibin Al-Anbari, and “ I’tilaf Al-Nusrah Fi Ikhtilaf Nohat Al Kufah and Al Basrah” Book for Al-
Sharaji Al-Zubaidi, the research exposes the method of the two books and illustrates the controversial issue
between Al Basrah and Al Kufah Schools, then the research responded to Al-Anbari opinion in the issue, and
also on his method; the research took up the Grammatical Juxtaposition Issue and illustrated the syntactics’
opinion and measurement possibility due to the plenty of mentions in Arab speech, the research ends with the
victory of Al Kufah School’s opinion.

Keywords: Arabic Language, Syntax, syntactic Thinking, syntactic Disagreement.

________________________________________________
* Al-Haseef Center for Feaching Arabic Language, Irbid, Jordan. Received on 29/4/2015 and Accepted for Publication on
18/6/2015.

- 5335 -

Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)

You might also like