Professional Documents
Culture Documents
كلنا يفهم عملية التعلم بأنها حلقة مكونة من (الطالب ،المعلم ،المدرسة) حين يحاول
اصالح النظم التعليمية وأساليب التعليم والتعلم& ،بينما نحن بحاجة الى الخروج الى خارج هذا
ابتداء من قدرة الدماغ على التعلم وقدرة األنسان على التأثير والتأثر& بما حوله ،وفهم
ً النطاق
االبحاث العلمية حول ماهية تعلم االنسان.
قدمت الدراسات واألبحاث في التسعينات من القرن السابق الدالئل المستقاة من العلوم
المعرفية وعلوم األحياء واألعصاب وعلم النفس التطوري والعلوم األنسانية األخرى التي ترينا
كيف يتعلم االنسان ،لذا يمكننا أن نفهم لماذا أن التعلم هو عملية أكبر من كونها مجرد الوجه
االخر للتعليم والتعلم ،أن التعلم يعني أكثر مما يدور& في المدرسة ،فهو& من المهارات
الموروثة أذ ان االنسان مطبوع على حب التعلم بالفطرة ،انها غريزة لدى األنسان تميزه عن
سائر المخلوقات& األخرى ،وبفضل تقنيات دراسة وظائف الدماغ يستطيع الباحثون والدارسون
األن أن يرقبوا& كيف يتم التعلم في الدماغ ويشاهدوا& نشاطاته اثناء التعلم من خالل عرضها
على شاشة الكومبيوتر.
أن البحوث التي إجربت حول العقل البشري في الحقبة األخيرة قادت الى بزوغ نظم
تربوية جديدة على التعلم المستند الى الدماغ Brain – based Learningوهذا النظام
في التعلم ستكون له اثارة فيما يتعلق بتوقيتات بدء الدراسة اليومية وسياسات& النظام التعليمي
واولويات الميزانية والبيئية الصفية واستخدام التكنولوجيا ،اذ أن العلم الذي يهتم بالطريقة
األفضل لتعلم الدماغ ُيعد ثورة في مجال التعلم (محمود .)284-283 : 2005 ،
ان عصر جديد من االكتشافات& ظهر من خالل نتائج ابحاث الدماغ فعلماء االعصاب
أنجوزا خرائط& الشبكة الكيمياوية للدماغ مما اشاع االمل لدى اولئك الذين يعانون من االمراض
العصبية واضطرابات& تفكك وظائف الدماغ ،واستناداً& الى هذه األبحاث فقد ولدت نظرية
التعلم المستند الى الدماغ التي تؤكد على ان كل واحد يمارس عملية التعلم ،وضرورة توفير
بيئة تعلم مناسبة الستغراق& المتعلم في الخبرة التربوية وتخليص المتعلم من الخوف وتمكينه
من المعالجة النشطة ( .)Kathie, 2010:13
يضيف ( )Frank, 2001أنه منذ منتصف القرن العشرين بدأ علماء النفس وعلماء
األعصاب يتباحثون& لربط ما تعلمه كل منهم عن العقل البشري ،واستناداً الى ذلك ومع
تسارع المعلومات في ميدان بحوث الدماغ فقد بدأ نظام تربوي& جديد نهاية االلفية الثانية
يتضمن التعلم المستند الى نتائج إبحاث الدماغ والذي يتوقع& له أن يحدث تغيرات في
ستراتيجيات التعلم والبيئات التعليمية وإ نماط التفكير والمعتقدات وغيرها (Frank, 2001 :
.)87
راجع العلماء العديد من النظريات واالفتراضات& استناداً الى نتائج ابحاث وظائف
الدماغ التي تم كشفها بأستخدام التقنيات الخاصة بالدماغ فيما يخص عمليات التعلم ،وهذه
المراجعة دحضت الكثير من المقوالت حول الدماغ بأعتباره صفحة بيضاء ،أذ أن الدماغ
مرن ويكيف& نفسه ،دائم التغير واذا قل استخدامه قل تطوره ونموه مثل باقي اعضاء الجسم ،
إن المعلومات التي توفرت& حول التعلم وتطور الدماغ ولدت حركة جديدة بأتجاه الممارسة
التربوية التعليمية التي تؤكد على مهارات التفكير وعناصر الذكاء القابلة للتعلم.
في سنة 1995الحظ الدارسون في معهد سانتافي ( ) Santafeالمقاالت الصادرة
بخصوص (العقل والدماغ) عدم التناسق بين (نظرية التعليم) و(تطبيقاتها داخل غرفة
الصف) ،وأن الطريقة التي يوظفها األفراد في إكتساب المعرفة ليس لها سند في ممارسات
قاعة الدرس التقليدية ،إذ أن العقل األنساني& مجهز لجمع المعلومات عن العالم المحيط به دون
الحاجة الى القراءة عن الدماغ ،أو األستماع الى محاضرات عنه أو دراسة نماذج نظرية له.
أن التطور واالرتقاء كما نفهمه األن زود االنسان بآليات التدبير والتنظيم& المتعددة والقوبة التي
تذهب بعيداً في شرح قدراتنا& على تعلم اللغة ،والتعاون ضمن مجموعات ،والتفكير في
مسائل وحلولها والتخطيط& للمستقبل ،وكيفية التعاطف مع االخرين .أن التجارب المسبقة لمخ
األفراد سلسلة متكاملة من المهارات التي تساعد على األتصال والتفاعل المرن ،وكان لهذه
المهارات أن تتطور& بالتعاون ألن الفرد في معظم حقب التاريخ األنساني& يعيش ضمن
مجموعات صغيرة نسبياً ،وبما ان القليل من الناس من يمتلك مثل هذه الصفات فان تطور&
المهارات والميول كان بطيئاً.
وبأعالن االكتشافات& المتعلقة بالدماغ في اطارها التطوري& تغيرت النظرة الى التعلم
والى قدرة االنسان على التعلم.
يشير كاردنر& ( )Kardnerعبر نظرية الذكاء المتعدد االنواع بأننا نمتلك ستراتيجيات
حياتية متعددة من ضمنها القدرة على النظر الى أي موقف من نواحي مختلفة ويربط ذلك
بالفهم الجديد لنمو االبنية العصبية للدماغ حيث نبدأ بفهم األشكال المختلفة من الذكاء التي
تعيننا على فهم بيئاتنا بطرق مختلفة (خليل ،نت)
كشفت نتائج ابحاث علم األعصاب الكثير من اسرار الدماغ البشري مما دفع الى
ظهور نظرية التعلم المستند الى نتائج أبحاث الدماغ إذ تشير بعض هذه النتائج الى أن دماغ
الطفل يستطيع& أن يكون روابط تعليمية جديدة بمعدل مذهل يصل الى ( )3بليون في الثانية ،
وتعد تلك الروابط& العنصر الرئيس في قوة دماغ األنسان ،وان دماغ كل أنسان يحتوي على
واحد تريليون خلية دماغية ،بما فيها مائة بليون خلية عصبية نشيطة و 900بليون اخرى
تغذي وتساند& الخاليا النشيطة ،وان كل الخاليا النشيطة يمكن ان تنمو بمعدل ( )20ديندرايت
( Dendritesتشعبات الخاليا العصبية) ،لكي تخزن المعلومات بما يشبه فروع& الشجرة ،
طور& هذه
كما أن دماغ االنسان يمتلك الكثير من (مراكز الذكاء) بحيث نستطيع ان ن ّ
الذكاءات ،والدماغ& عبارة عن المخ والمخيخ والنخاع المستطيل ويرتبط كل جانب بطبقة
Callosumتنقل ماليين الرسائل في كل ثانية ما بين جانبي الدماغ ،وكلما ازداد استخدام
كال الجانبين معا كلما زادت القدرة على التعلم بسهولة (ابو رياش وزهرية -347 : 2007 ،
.)348
أن كل دماغ يعمل على األقل على اطوال اربع موجات منفصلة تردد هذه الموجات
يقاس بعدد الترددات في الثانية ،يتغير بتغير حالتنا من النشاط الى التعلم ،الراحة ،
االسترخاء ،النوم الخفيف ،النمو العميق ،هذه الموجات مقسمة الى اربع أنواع من الموجات
بتسميات اغريقية ( موجات بيتا ،ألفا ،تيتا ،دلتا) ( ،الموجة الواسعة بيتا) التي نستخدمها&
بشكل اكثر فعالية عندما نستخدم معلومات نعرفها مثل قراءة شعر نحفظه او قيادة دراجة ،
يصدر المخ هذه الموجات ،عندما نكون بكامل نشاطنا ،واعون ،وأعيننا مفتوحة ،تصدر&
هذه األمواج عندما نقوم بعملية التفكير ،التعلم ،الدراسة ،وامورنا& اليومية ،ويصدر المخ
موجات من 21-14تردد في الثانية وتزداد بأرتفاع مستوى النشاط لدى المخ (egabat,
.)google.com
وموجة (الفا) وهي موجة (االنتباه المسترخي& ) حيث يقلل المخ تلقائياً من عدد
الموجات الكهربائية وتنخفض الترددات (7-4ثانية ) وهي االفضل لتعلم معلومات جديدة
بشكل سريع ،إذ يعمل في هذه المرحلة فصا المخ (االيمن واأليسر) بتناغم تام ،أما موجات
(تيتا) عندما يقل نشاط المخ في حالة النوم الخفيف ،وموجات (دلتا) وتوافق& هذه الموجات
حالة النوم العميق (.)egabat,google .com
كما توصلت البحوث والدراسات& البيولوجية العصبية حول تكوين الدماغ البشري
وتطوره الى معلومات قيمة عن تركيب الدماغ ادت الى ظهور تفسيرات جديدة لوظائفه ،
فالدماغ يولد ( )25واط من الطاقة في حالة الوعي ،وتنتقل المعلومات فيه بسرعة ()220
ميل /ثانية وتنتقل بين جانبي الدماغ االيمن وااليسر باليين الوحدات ( )Bitsمن المعومات
في الثانية ،علما أن ما يستعمله االنسان من طاقة الدماغ البشري هي أقل من ( )%5كما أن
الدماغ قادر على تخزين ( )100تريليون معلومة ،أي اكثر بـ ( )500مرة من حجم
المعلومات في المجموع& الكاملة من الموسوعة البريطانية (شيت .)13 :1993 ،
أن الدماغ البشري ال يمثل أكثر من %2من وزن الجسم لكنه يستهلك %20تقريباً
من السعرات الحرارية الموجودة في جسم االنسان ،فكلما زاد تفكير الفرد زادت السعرات
الحرارية التي يقوم بحرقها( سوسا .)31 : 2009 ،
مناطق الحواس الخاصة Somatic Sensory :وهي :