‫آةل العود‬

‫إعداد‪ :‬الطالب هيمث حمفوظ‬

‫"التلميذ التافه هو‪ ‬ذكل الفرد‪ ‬اذلي مل يتفوق عىل معلمه" ليوانردو دافينيش‬

‫‪ -1‬مدخل نظري إىل آةل العود‬

‫يتشابه تركيب آلة العود مع آلة اللوت‪ .‬كالً من آلتي العود واللوت األوروبي انحدرا‬
‫من أصل واحد واختلف كالً منهما وفقا ً لعادات وتقاليد المجتمعات‪ ،‬يعتقد أن‬
‫أصلهما هو آلة الباربات‪ .‬يمكن تمييز العود عن آلة اللوت بسهولة من قلة النقوش‬
‫ص َغر‪ ‬تقويرته‪ .‬إلى جانب اللوت فإنه يُرجَّح أيضا ً أن للعود والقيثار‬
‫الخشبية ‪ ‬فيه و ِ‬
‫أصول مشتركة أيضاً‪ .‬أقدم عود سليم حتى اآلن يعتقد أنه في مدينة بروكسل‪،‬‬
‫ببلجيكا‪ ،‬في متحف اآلالت الموسيقية‪ .‬تظهر األدبيات الشرقية الموسيقية كلها‬
‫وتؤكد على استخدام نوع أو أكثر من األعواد‪ .‬يعتبر العود آلة رئيسية في التخت‬
‫الموسيقي الشرقي‪ ،‬في التاريخ الحديث هناك أكثر من دولة عربية تزعم تفوقها في‬
‫صناعة األعواد مثل بغداد‪ ‬في ذلك ففيها أكثر من حرفي يقوم بصنعها‪ ،‬وبذلك غدا‬
‫العود العراقي ذا سمعة عالمية جعلت كبار الملحنين والمطربين في العالم العربي‬
‫يفضلونه على غيره‪.‬‬
‫يتألف العود من األقسام التالية‪:‬‬

‫الصندوق المصوت ويسمى أيضا ً القصعة أو ظهر العود‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الصدر أو الوجه الذي تفتح فيه فتحات` تس``مى قمري``ة لتس``اعد على زي``ادة‬ ‫‪‬‬
‫رنين الصوت وقوته‪.‬‬
‫الفرس ويستخدم لربط األوتار قرب مضرب الريشة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الرقبة أو زند العود وهي المكان الذي يضغط عليه العازف على األوتار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األنف أو العظمة وتوضع في رأس زن``د الع``ود من جه``ة المف``اتيح إلس``ناد‬ ‫‪‬‬
‫األوتار عليها ورفعها عن الزند‪.‬‬
‫المفاتيح أو المالوي وعددها ‪ 12‬أو ‪ 14‬مفتاحا وتستخدم لشد أوتار العود‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األوتار وهي خمس أوتار مزدوجة (كل خيطين متالصقين يس``ميان وت``را‬ ‫‪‬‬
‫مزدوجا و يربط كل منهما في مفت`اح على ح`دى و يع`دالن على نفس الص`وت)‬
‫ويمكن ربط وتر سادس إلى العود وحديثا يمكن ربط وتر سابع‪.‬‬
‫الريشة التي تس``تعمل في الع``زف هي ال``تي تس``اعد على ال``رنين وهي أداة‬ ‫‪‬‬
‫تسهل العزف عليه‪.‬‬
‫يمكن أن تستخدم ريشة مصنوعة من العاج` النها أفض`ل وتق`وى الص``وت‬ ‫‪‬‬
‫كما يمكن اس``تخدام الي``دين أو أدوات أخ``رى للع``زف طوره``ا الب``احث` في الع``ود‬
‫نصير شمة‪.‬‬

‫‪ -2‬إزاةل الغموض عن العود مع الباحث نصري مشة‪ :‬التعمل ال يتوقف عىل العمر و ال عىل الصحة‬
‫اجلسدية و النفسية‬
 ‫كان العود حكرا على فناني البالط لكن في السياق االبيستيمولوجي من طور آلة‬
‫العود سواء على مستوى االداء أو الغرض هم علماء المسلمين أمثال زرياب الذي‬
‫أضاف الوتر الخامس و ابن سيناء الذي وظفه في العالج النفسي للمرضى‪ّ .‬أما‬
‫فيما بعد‪ ,‬حين أضحى اختصاص̀ا وصارت الموسيقى العربية علما مستقال بذاته و‬
‫ليس مجرد وسيلة أو مكون من مكونات علوم أخرى برز عدة باحثين و عدة‬
‫مؤدين سحروا الجمهور العربي كفريد األطرش في مصر و أحمد القلعي في‬
‫تونس‪.‬‬
‫أما من أزال الغموض عن طريقة العزف على العود و بسط المفاهيم هو الباحث‬
‫العازف‪ ,‬أستاذ المعهد العالي للموسيقى بتونس في التسعينات‪ ,‬نصير شمة‪.‬‬
‫نجا نصير شمه من الموت بأعجوبة عندما كان في العشرين من عمره‪ ،‬اذ اعتقل‬
‫من قبل النظام العراقي نهاية ثمانينيات القرن الماضي‪ ،‬بسبب هروبه من الخدمة‬
‫العسكرية و نقل الصحف للمقاومة واتهامه بمعارضة النظام‪ ،‬فحكم عليه باإلعدام‬
‫مع المئات و كانت نجاته الحد الفاصل` بين نصير شمة العازف و نصير شمة‬
‫الباحث` حيث كانت كل اعماله في ارتباط وثيق بقضاي̀ا اإلنسان‪.‬‬
‫تلقى أول دروس العزف على العود في بغداد وعمره ‪ 11‬سنة‪ ،‬على يد أستاذه‬
‫األول حسين الناموس‪ ،‬وكان والده صاحب متجر ورجل دين محافظًا‪ ،‬لكنه لم‬
‫يعترض على طموح ابنه الفني‪.‬‬
‫استطاع أن يشكل عالقة فريدة مع العود‪ ،‬فوضع شمه الوتر الثامن‪ ،‬وتمكن من أن‬
‫يخترع عدة طرق للعزف‪ ،‬حتى وصل إلى مرحلة العزف بيد واحدة مؤلفا ً بهذه‬
‫الطريقة مقطوعته الموسيقية "قصة حب شرقية"‪ ،‬حيث ابتكر هذه الطريقة ليتمكن‬
‫أحد أصدقائه الذي فقد ذراعه أثناء الحرب من مواصلة عزفه على العود‪.‬‬

‫مدخل موسيقي إلى آلة العود‬ ‫‪-3‬‬

‫السلم الموسيقي‪ ‬هو عبارة عن تتابع النغمات ‪ ‬صعوداً وهبوطا ً ويتكون من‬
‫سبع درجات` نغمية‪ ‬وهي‪ :‬دو ‪ -‬ري ‪ -‬مي ‪ -‬فا ‪ -‬صول ‪ -‬ال ‪ -‬سي‪ .‬أما‬
‫العالمة الثامنة فهي جواب العالمة األولى وتحمل نفس التسمية دو‪ .1‬العالمة‬
‫القياسية نغما ً والمعتمدة تقع على السلم الرابع من آلة‪ ‬البيانو‪ ,‬لذلك تعتبر‬
 ‫عالمة دو‪ 4‬العالمة القياسية‪ .‬وبناء على ذلك‪ ،‬فسلسلة العالمات` السبعة‬
‫والمسماة أوكتاف" من دو إلى سي تتكرر وصوالً إلى ثمانية أوكتافات‬
‫ضمن الحدود المسموعة نغميا ً لألذن البشرية‪.‬‬

‫أما عن األصوات التي تصدرها أوتار آلة العود الخمس فتفسرها هذه الوثيقة‬
‫من كتاب تعلم العود دون معلم و المرفق في صيغة ‪pdf‬‬
 ‫‪ -4‬املامرسة و التعمل اذلايت‬
‫هناك أكرث من طريق ٍة لتتع ّمل العزف عىل أي آ ٍةل موسيقية‪ ،‬ومهنا‪:‬‬
‫التعمل اذلايت‪ :‬يعين أن متسك اآلةل املوسيقية وتقوم ابكتشاف األصوات اخملتلفة ودرجات الصوت والتكنيك‬
‫اخلاص عن طريق املامرسة اذلاتية‪ ،‬مع العمل أ ّن هذه الطريقة ليست الطريقة املثىل لتصبح عازف ًا حمرتف ًا عىل‬
‫وٍيل وكخطو ٍة أوىل يف العزف عىل اآلةل املوسيقية‪.‬‬ ‫اآلةل املوسيقية آكةل العود‪ ،‬ولكن ميكننا اعامتدها أك ٍ‬
‫ساس أ ٍّّ}‬

‫أساسيات العزف عىل آةل العود وضعية املسكة‪:‬‬

‫تعترب من أ ّمه أساسيات البدء يف العزف عىل العود‪ ،‬مع العمل أن العديد من األشخاص اذلين يقومون ابلعزف‬
‫عىل آةل العود خيطئون يف املسكة الصحيحة للعود‪ ،‬فللعود مسكته اخلاصة ووضعيته اخلاصة بني يدي‬
‫العازف‪ ،‬إذ جيب اختيار الطريقة الصحيحة ملسكة العود حىت يتسىن للعازف العزف بطريق ٍة حصيح ٍة‬
‫وسلسةل‪.‬‬
‫مواقع النغامت‪:‬‬
‫نغامت موسيقي ٍة أساسية يه‪( :‬ادلو‪ ،‬ري‪ ،‬يم‪ ،‬فا‪ ،‬صول‪ ،‬ال‪ ،‬يس) ولها مواقعها‬ ‫بشلك عام سبع ٍ‬ ‫للموسيقى ٍ‬
‫املعروفة‪ ،‬فيجب عىل لك من يو ّد تعمل العزف عىل آةل العود أن يعرف املواقع الصحيحة لهذه النغامت عىل‬
‫رقبة وأواتر العود‪.‬‬
‫الوضعيات الثالثة للعزف عىل آةل العود‪:‬‬
‫كام نعمل أ ّن العزف عىل آةل العود يعمتد عىل استخدام لكتا اليدين‪ ،‬فاليد األوىل متسك الريشة وترضب عىل‬
‫األواتر‪ ،‬واليد الثانية متسك رقبة العود للتحمّك ابلنغامت املوسيقية ابستخدام مواضع األصابع‪ ،‬وهناكل ثالثة‬
‫ثلث يعترب‬‫وضعيات أساسي ٍة لليد اليت متسك رقبة العود‪ ،‬إذ ميكننا تقسمي رقبة العود إىل ثالثة أقسا ٍم ولك ٍ‬
‫ٍ‬
‫وضعية‪ ،‬فالوضعية األوىل يه الثلث األول من الرقبة‪ ،‬والوضعية الثانية يه املنطقة الوسطى أو الثلث‬
‫األوسط‪ ،‬والوضعية الثالثة يه منطقة الثلث األخري األقرب إىل بطن العود أو (الصندوق املصوت)‪ ،‬وللك‬
‫وضعي ٍة ومنطق ٍة أصواهتا ّ‬
‫اخلاصة واخملتلفة‪ ،‬يف اخلتام ال ميكننا الاعامتد عىل الطريقة النظرية لتعمل العزف عىل‬
‫آةل العود‪ ،‬بيد أ ّن الطريقة العملية يه الطريقة األجدى للوصول إىل الاحرتافية يف العزف عىل العود‪.‬‬

‫و فامي ييل أرفق لمك سيدي أكرث من مقطع فيديو تفسريي توضيحي عىل أمل أن نلتقي و نعمل عىل‬
‫مستوى املامرسة‪:‬‬