You are on page 1of 67

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫ع المفتوح‬ ‫ر‬
‫منصة زادي للتعلم الش ي‬

‫الحقيبة العقدية‬

‫مقرر المساق السادس‬

‫ر‬
‫الرقية الشعية‬
‫تقديم‬
‫ر‬
‫الحبش‬ ‫الشيخ‪ :‬خالد بن إبراهيم‬
‫ي‬

‫‪1‬‬
‫نب بعده‪،‬‬ ‫الحمد هلل وحده والصالة والسالم عىل من ال ي‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فأهال وسهال بطالب منصة زادي يف هذا المساق الجديد (مساق الرقية‬
‫الشعية)‬ ‫ر‬
‫المسلمي يجهلون‬ ‫ر‬ ‫فكثي من‬ ‫والذي يدور حول أمر الرقية وما أدراك ما الرقية ر‬
‫أمرها ومنهم من ينكرها ويستهزئ بها مع أنها متعلقة ومرتبطة بالتوحيد ومرتبطة‬
‫بكتاب هللا عزو جل وأهميتها عظيمة وحاجة الفرد والمجتمع إليها حاجة ماسة‬
‫َ َ ُ َّ ُ‬
‫واالبتالء سنة َ من سي هللا عز وجل {ولن ْبل َونك ْم‬ ‫َ‬ ‫وقوية كلنا يعلم أن الدنيا دار ابتالء‪،‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ رر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫رَ‬
‫ش الص ِاب ِرين *‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ات‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫الث‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫اْل‬ ‫و‬ ‫ال‬‫و‬ ‫م‬ ‫ْل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ص‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫وع‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫خ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ء‬‫ٍ‬ ‫ش‬ ‫ب‬
‫ات منْ‬ ‫ِ َّ ي َ َ َ َ َ ْ ُ ْ ُ َ ٌ ِ َ ُ ٍ َّ َّ َ َّ َ ْ ِ َ ُ َ ِ ُ َ َ َ َ ْ ْ ِ َ َ َ ٌ‬
‫ّلِل و ِإنا ِإلي ِه ر ِاجعون * أول ِئك علي ِهم صلو ِ‬ ‫صابتُه َم م ِصيبة ْقالوا ِإنا ِ ِ‬
‫َ ُ ُ ُْ َُ َ‬
‫الذين إذا أ‬
‫َ ر ِ ْ َِ َ ْ َ ٌ‬
‫رب هم ورحمة وأول ِئك هم المهتدون} [البقرة‪.]157-155 :‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫وأشد َ الناس بالء هم اْلنبياء ثم الصالحون‪ ،‬وقد سئل صىل هللا عليه وسلم‪:‬‬ ‫ً‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ َّ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ُ َ ُ ْ َ َ َّ ُ ُ َ َ‬ ‫الء؟ َق َ‬ ‫الناس أ َش ُّد َب ً‬ ‫ُّ َّ‬
‫ال‪ " :‬اْلن ِبياء‪ ،‬ثم اْلمثل‪ ،‬فاْلمثل‪ ،‬فيبتىل الرجل عىل حس ِب‬ ‫ِ‬ ‫((أي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ىل َعىل َح َس ِب ِد ِين ِه‪،‬‬ ‫ِد ِين ِه‪ ،‬فإن كان ِدينه َصلبا اشتد َبالؤ ُه‪َ ،‬وإن كان ف ِد ِين ِه رقة‪ْ ،‬ابت َ‬
‫َ َِ َ َ ِ ي‬ ‫َ َ َ ْ َ ُِ ْ َ ُ ْ َ ْ َ ََّ َ َْ ُ َ ُ َ ْ ر ِ َ َ ِ يَ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫فما ييح البالء بالعبد حب ييكه يمش عىل اْلرض وما عليه خطيئة)) [أخرجه َ‬
‫اليمذي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ي‬ ‫َ ِ ِ‬
‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬
‫وابن ماجه‪ ،‬وقال اليمذي حسن صحيح]‬
‫َ واالبتالء من عالمات محبة هللا عز وجل للعبد‪ ،‬قال صىل هللا عليه وسلم‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ َ َّ ُ َ‬
‫اْللبان]‪ .‬وهو كفارة للذنوب قال‬ ‫وصححه‬ ‫ماجه‪،‬‬ ‫وابن‬ ‫مذي‪،‬‬ ‫هم)) [رواه َ‬
‫الي‬ ‫ال‬ ‫ابت‬ ‫ا‬ ‫وم‬‫ق‬ ‫((إذا أحب هللا‬
‫َ ْ ُ ْ ُ َ ُ َ ْ َ ً َ َ َ ْ ي َ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ َ َ ٌ‬
‫صىل هللا عليه وسلم‪( :‬ما ِمن مس ِل ٍم يشاك شوكة فما فوقها ِإَّل ك ِتبت له ِبها درجة‬
‫بالخي وقد يكون ر‬ ‫َ ُ َ ْ َُْ َ َ ٌَ‬
‫بالش‬ ‫ر‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ‫واالبتالء‬ ‫)‬ ‫ة‬ ‫وم ِحيت عنه بها خطيئ‬
‫رَّ رِ َ ْ َ ِ ْ ْ َ ً‬
‫‪.‬‬‫ومسلم]‬ ‫البخاري‬ ‫[رواه‬
‫{ونبلوكم بالش والخ ري ِفتنة} [اْلنبياء‪.]35 :‬‬
‫َ َُْ ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ر‬
‫وقد شع لنا اتخاذ االسباب الشعية لتفادي وقوع الباليا أو لعالجها بعد‬ ‫ر‬
‫أكيها وبما أن الفرد والمجتمع بحاجة إىل توعية يف أمور دينه كذلك‬ ‫وقوعها وما ر‬
‫هو بحاجة إىل تعلم هذا العلم النافع يف أمور الدنيا واْلخرة وال غرابة فعلم الرقية‬
‫المسلمي كيف وقد اهتم به‬ ‫ر‬ ‫والطب النبوي البد أن يدخل كل بيت من بيوت‬
‫المرسلي‪.‬‬
‫ر‬ ‫خي‬ ‫وأرشد إليه ر‬

‫‪2‬‬
‫كي فيها اإلصابة‬‫الب ر‬ ‫َ‬
‫وأهمية الموضوع عظيمة ال سيما يف هذه اْليام ي‬
‫الشيطان الرصع‪.‬‬
‫ي‬ ‫العي والسحر والمس‬‫باْلمراض العضوية والروحية وخاصة ر‬
‫الشك‬‫الشعية السليمة من ر‬ ‫وأصبح الزما االعتناء بهذا العلم وتعلمه بالطرق ر‬
‫الرف‪ ،‬وإرشاد الناس إىل معرفة الرقية‬ ‫والبدع وتوضيح الحالل والحرام ف أنواع َ‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الشعية من الرقية المحرمة‪ .‬وخاصة بسبب ما انتش من أخطاء بعض من سلكوا‬ ‫ر‬
‫معالجي ولكن بال دراية‬
‫ر‬ ‫طريق الرقية سواء من سحرة تخفوا تحت اسم الرقية أو‬
‫حب فيما يخص أمر التوحيد‪ :‬فمنهم من وقع ف ر‬
‫الشك‪.‬‬ ‫وتعلم‪َ ،‬‬
‫ي‬
‫• ومنهم من شابه السحرة وإن كان ظاهره الصالح‪.‬‬
‫• ومنهم من لبس عىل المرض وأكل أموالهم بالباطل‪.‬‬
‫• ومنهم من وقع يف أعراض النساء بحجة العالج ومتطلباته‪.‬‬
‫وغيها بدون دراية ودراسة لحالة‬ ‫• ومنهم من وصف عالجات عشبية ر‬
‫المرض واختالف حاالتهم‪.‬‬
‫ْلجل هذا كله كان واجبا علينا االهتمام بهذا الموضوع‪ ،‬ومعرفة حكم هللا يف‬
‫يرف‬‫الرف وما ال يجوز وتعليم الفرد والمجتمع كيف َ‬
‫الرف‪ ،‬وتميي ما يجوز من َ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫نفسه واهله وتعليم أحكام الرقية‪ .‬ولقد قسمت هذا المساق إىل أرب ع وحدات‬
‫رئيسة‪ .‬ضمن كل وحدة عدد من الدروس‪.‬‬
‫▪ الوحدة اْلوىل‪ :‬مقدمة تعريفية‪ ،‬وفيه سبعة دروس‪.‬‬
‫▪ الوحدة الثانية‪ :‬أحكام المعالج والمريض‪ ،‬وفيه خمسة دروس‪.‬‬
‫▪ الوحدة الثالثة‪ :‬أحكام عملية الرقية‪ ،‬وفيه خمسة دروس‪.‬‬
‫▪ الوحدة الرابعة‪ :‬عالجات بعض اْلدواء‪ ،‬وفيه أربعة دروس‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الوحدة األوىل‪ :‬مقدمة تعريفية‪:‬‬
‫الدرس األول من الوحدة األوىل‪ :‬تعريف الرقية وحقيقتها ومشروعيتها‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ثالثة عنارص‪:‬‬
‫• اْلول‪ :‬تعريف الرقية‪.‬‬
‫مشوعية الرقية‪.‬‬ ‫• الثان‪ :‬ر‬
‫ي‬
‫• الثالث‪ :‬أنها سبب وليست مؤثرة بذاتها‪.‬‬
‫• العنصر األول‪ :‬تعريف الرقية‪.‬‬
‫الرف أصلها أدعية وقراءة ونفث يكون فيه استعانة أو استعاذة‪ ،‬والقصد منها‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫أن يكون ثم دفع للبالء أو رفع للبالء باستعاذة أو باستعانة‪.‬‬
‫قسمي‪:‬‬ ‫الرف عىل‬ ‫ولهذا صارت َ‬
‫ر‬
‫رف يستعاذ فيها ويستعان باهلل جل جالله وحده‪ ،‬فهذا هو المأذون به‬ ‫َ‬ ‫‪.1‬‬
‫ر‬
‫والمشوع‪.‬‬
‫الشك وهو‬‫بغي هللا جل وعال‪ ،‬وهذا هو ر‬ ‫َ‬
‫‪ .2‬ورف يستعاذ فيها ويستعان ر‬
‫َ‬
‫[الرف وأحكامها – صالح آل الشيخ ص ‪.]3‬‬ ‫الممنوع‪.‬‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬مشروعية الرقية‪.‬‬
‫وستأن إن شاء يف درس‬ ‫َ‬ ‫مشوعة باإلجماع إذا تحققت فيها رشوطها‪،‬‬ ‫الرقية ر‬
‫ي‬
‫‪.‬‬‫الرقية‬ ‫وط‬ ‫ش‬ ‫ر‬
‫ول‪:‬‬‫الز َب ْي‪َ ،‬أ َّن ُه َسم َع َجاب َر ْب َن َع ْبد هللا‪َ ،‬ي ُق ُ‬
‫ودل عىل جواز الرقية‪ :‬ما جاء َأ ُبو ُّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ُ ْ َ ْ َِ َّ َ َ ْ َِ َ َ ُ ُّ َ ْ ‪ُ ْ َ َ :‬‬ ‫ُّ‬ ‫َ ْ َ َ َّ‬
‫(أرخص الن ِ يب صىل هللا عليه وسلم ِ يف رقي ِة الحي ِة ِلب ِ يب عم ٍرو قال أبو الزب ر ِي وس ِمعت‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ُ ُ َ َ َ ْ َ ُ ً َّ َ ْ َ ٌ َ َ ْ ُ ُ ُ‬ ‫َجاب َر ْب َن َع ْ‬
‫هللا صىل‬ ‫ول َ ِ‬ ‫س‬
‫ََ َ ِ‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫وس‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫ن‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫ب‬‫ر‬ ‫ق‬ ‫ع‬ ‫ا‬‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫ًل‬‫ج‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫غ‬ ‫د‬‫ل‬ ‫‪:‬‬ ‫ول‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫هللا‬
‫ِ‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫اع م ْن ُك ْم أ ْن َي ْن َفعَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫هللا أر ِ يف؟ قال‪(( :‬م ِن استط ِ‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا رسول ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َهللا‬
‫َ ُ َ َ ْ‬
‫أخاه فليفعل)) [رواه مسلم]‬

‫رف رسول هللا صىل هللا عليه وسلم نفسه كما ثبت يف صحيح َالبخاري‬ ‫وقد َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رض هللا عنها قالت‪( :‬كان رسول هللا صىل هللا عليه وسلم‪ِ ،‬إذا أ َوى ِإىل‬ ‫عن عائشة ي‬

‫‪4‬‬
‫اّلِل َأ َح ٌد‪َ .‬وب ْال ُم َع رو َذ َت ْري َجميعا‪ُ ،‬ث َّم َي ْم َس ُح بهماَ‬
‫ث ف َك َّف ْيه ب ‪ُ ‬ق ْل ُه َو َّ ُ‬ ‫ََ َ‬
‫ِف َر ِاش ِه‪ ،‬نف‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ت َي َد ُاه ِم ْن َج َس ِد ِه»)‪.‬‬ ‫َ ْ َ ُ َ َ ََ َ ْ‬
‫وجهه‪ ،‬وما بلغ‬
‫رض‬‫سلمة َ َ َ ي‬ ‫البخاري ومسلم ف صحيحه عن أم‬ ‫غيه بالرقية كما روى‬ ‫وقد أمر ر‬
‫َ ْ َ يَ َ ً َ ْ َ َ ْ َ ٌ‬ ‫ََ‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم رأى ِ يف بي ِتها ج ِارية ِ يف وج ِهها سفعة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫هللا عنها )أن‬
‫ْ َ ْ ُ َ َ َ ي َّ َ َّ ْ َ َ‬
‫«اسيقوا لها‪ ،‬ف ِإن ِبها النظرة»)‪.‬‬
‫رض‬ ‫عائشة ي‬ ‫بغيه كما روى البخاري ومسلم عن‬ ‫وفعله صىل َهللا عليه وسلم ر‬
‫ُ‬ ‫َ َّ‬
‫هللا عليه وسلم ُي َع روذ َب ْع َض ُه ْم‪َ ،‬ي ْم َس ُح ُه ِب َي ِم ِين ِه‪:‬‬ ‫َ‬ ‫صىل‬ ‫الن ُّ‬
‫ب‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫هللا عنها قالت (كان‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الشاف‪َ ،‬ال شف َاء إَّل شفاؤ َك‪ ،‬شف ًاء َال ُي َغادرُ‬‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ َّ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫اس‪ ،‬واش ِف أنت‬ ‫َ«أ َذ ِه ِب الباس رب الن ِ‬
‫سقما)‪.‬‬
‫• العنصر الثالث‪ :‬حقيقة الرقية‪ :‬أنها سبب وليست مؤثرة بذاتها‪.‬‬

‫النب صىل هللا عليه وسلم يف الرقية بالقرآن واْلذكار واْلدعية ما لم تكن‬ ‫"أذن ي‬
‫رشكا أو كالما ال يفهم معناه؛ لما روى مسلم يف صحيحه عن عوف بن مالك قال‪:‬‬
‫«اعر ُضوا َع َىلَّ‬
‫ال‪ْ :‬‬ ‫ف َت َرى ف َذل َك َف َق َ‬ ‫ول هللا َك ْي َ‬ ‫ُ‬
‫(ك َّنا َن ْر َف ف ْال َجاهل َّية َف ُق ْل َنا َيا َر ُس َ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َ ُ ْ َ ِ ي َ ِ ْ ي َ ُّ ِ َ ِ ِ َ َ ْ َ ُ‬
‫ر ْ ٌ‬ ‫ْ‬
‫يه ِشك)‬ ‫رقاكم‪َّ ،‬ل بأس ِبالرف ما لم يكن ِف ِ‬
‫َ‬
‫وقد أجمع العلماء عىل جواز الرف إذا كانت عىل الوجه المذكور‪ ،‬مع اعتقاد‬
‫تأثي له إال بتقدير هللا تعاىل " انتىه‪ "[ .‬فتاوى اللجنة الدائمة " ( ‪]) 155 / 1‬‬ ‫أنها سبب ال ر‬

‫‪5‬‬
‫الدرس الثاني من الوحدة األوىل‪ :‬دواعي الرقية‪:‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ستة عنارص‪:‬‬
‫• اْلول‪ :‬الرقية من ُ ر‬
‫العي ُ‪.‬‬
‫َ‬
‫الثان‪ :‬الرقية من الحمة (الحية‪ ،‬والعقرب)‪.‬‬ ‫•‬
‫ي‬
‫• الثالث‪ :‬الرقية من النملة‪.‬‬
‫• الرابع‪ :‬الرقية بالقرآن من اْلمراض المستعصية (العضوية والنفسية)‪.‬‬
‫• الخامس‪ :‬الرقية من السحر‪.‬‬
‫• السادس‪ :‬الرقية من الرصع‪.‬‬
‫• العنصر األول‪ :‬الرقية من العني‪.‬‬
‫بالعي أمر مشاهد معلوم ثابت ال شك فيه وعىل هذا إجماع علماء‬ ‫ر‬ ‫اإلصابة‬
‫الشعية عىل ذلك‪ :‬قوله تعاىل حكاية عن يعقوب عليه السالم‪:‬‬ ‫اْلمة‪ .‬ومن اْلدلة ر‬
‫َ ُ‬ ‫ُّ َ َ ر َ َ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ ُ ُ‬ ‫ب ََّل َت ْد ُخ ُلوا من َباب َ‬ ‫َّ‬ ‫ال َيا َ‬‫{ َو َق َ‬
‫اب متفرق ٍة ۖ وما أغ ِ يب عنكم‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫وا‬ ‫ل‬‫خ‬ ‫اد‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫اح‬
‫ِ ٍ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫َّ ِ ي‬
‫ْ ُ ْ ُ َّ ٍ َّ َ َ ْ َ َ َّ ْ ُ َ َ َ ْ َ ٍ ْ َ َ َ َّ ْ ُ َ َ ِّ ُ َ‬ ‫َ‬
‫اّلِل ِمن ر ْ‬ ‫ر َ‬
‫ل المتوكلون} [يوسف‪]67‬‬ ‫ّلِل ۖ علي ِه توكلت ۖ وعلي ِه فليتوك ِ‬ ‫ش ٍء ۖ ِإ ِن الحكم ِإَّل ِ ِ‬ ‫من ِ‬
‫ي‬
‫العي فأمرهم أن يدخلوا من أبواب‬ ‫فخش يعقوب عليه السالم عىل أبناءه من ر‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫متفرقة‪.‬‬
‫‪ٌ ُ َْ :‬‬
‫ي َحق))‬ ‫النب صىل هللا عليه وسلم قال ((الع ر‬ ‫رض هللا عنه عن ي‬ ‫أن هريرة ي‬ ‫وعن ي‬
‫‪َّ ُ ُ َ َ َ :‬‬
‫اّلِل صىل هللا عليه‬ ‫رض هللا عنها قالت ((كان رسول ِ‬ ‫وعن عائشة ْ ي‬ ‫[رواه البخاري ومسلم]‪،‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َُُْ َ ْ ْ َ‬
‫َ‬
‫ي)) [رواه البخاري ومسلم] [أحكام الرف والتمائم – فهد‬ ‫وسلم يأمر ِ ين أن أسي ِ يف ِمن الع ر ِ‬
‫السحيم‪.]87‬‬ ‫َ‬

‫ُ َُ‬
‫ي‬

‫• العنصر الثاني‪ :‬الرقية من احلمة (احلية‪ ،‬والعقرب)‪.‬‬


‫الب ترصب بها العقرب‬
‫َ َ‬
‫اإلبرة‬ ‫وه‬ ‫‪،‬‬ ‫يلسع‬ ‫أو‬ ‫يلدغ‬ ‫ء‬ ‫ش‬ ‫الح َم ُة‪ :‬ه سم كل ر‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫والزنبور ونحو ذلك‪[ .‬المعجم الوسيط]‪.‬‬
‫ُ ُ‬
‫الح َمة إضافة إىل‬ ‫ولقد جاءت النصوص الواضحة الجلية بالرقية من‬
‫رض هللا عنه قال‪(( :‬رخص رسول هللا‬ ‫أنس‬ ‫فعن‬ ‫‪.‬‬ ‫النصوص العامة ف جواز َ‬
‫الرف‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪6‬‬
‫[رواه مسلم‪ ،‬وروى َ‬ ‫صىل هللا عليه وسلم ف الرقية من العي ُ‬
‫والح َمة‪)) ...‬‬
‫اليخيص يف الرقية من‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫السحيم]‪.‬‬ ‫الحمة البخاري أيضا] [أحكام َ‬
‫الرف والتمائم – فهد‬ ‫ُ‬

‫َّ ْ َ‬
‫ي‬

‫• العنصر الثالث‪ :‬الرقية من النملة‪.‬‬

‫غيه عىل شكل بثور صغار‪،‬‬ ‫ه قروح تخرج يف الجنب‪ ،‬ويقال إنها تخرج يف ر‬ ‫ي‬
‫يسي‪ ،‬ثم تتقرح‪ ،‬ويسميها اْلطباء الذباب‪ ،‬وسميت نملة ْلن صاحبها يحس‬ ‫مع ورم ر‬
‫كأن نملة تدب عىل جسمه‪.‬‬
‫ص‬‫ولقد جاء النص بالرقية منها‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬عن أنس رض هللا عنه قال‪َ (( :‬ر َّخ َ‬
‫َ ْ َ ْ َ ْ ي ُ َ َ َّ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫ي والحم ِة والنمل ِة))‪[ .‬رواه مسلم]‬ ‫ِر‬ ‫ع‬‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬‫هللا ‪ -‬صىل هللا عليه وسلم ‪ ِ -‬يف الر ِ ِ‬
‫ة‬‫ي‬ ‫ق‬ ‫رسول ِ‬
‫[أحكام َ‬
‫السحيم]‬
‫ي‬ ‫الرف والتمائم – فهد‬

‫العنصر الرابع‪ :‬الرقية بالقرآن من األمراض (العضوية والنفسية)‪.‬‬ ‫•‬

‫كيت اْلمراض النفسية والروحية والعضوية يف هذا العرص‪ ،‬وتعددت أنواعها‬ ‫ر‬
‫كثي من الناس‬ ‫وأشكالها‪ ،‬واجتهد الناس يف عالجها‪ ،‬ومن أسباب هذه اْلمراض غفلة ر‬
‫الشعية‪ ،‬وكذلك غفلتهم عن االستشفاء‬ ‫عن التحصن من هذه اْلمراض باْلذكار ر‬
‫الشعية‪.‬‬ ‫من هذه اْلمراض بعد وقوعها باْلذكار ر‬
‫قال عز وجل‪َ {:‬و ُن َ ري ُل م ْن ْال ُق ْرءان َما ُه َو ش َف ٌاء َو َر ْح َم ٌة ل ْل ُم ْؤمن َ‬
‫ي} [اإلشاء‪ .]82 :‬قال‬ ‫ِ ِ ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السعدي‪" :‬فالقرآن مشتمل عىل الشفاء والرحمة‪ ...‬فالشفاء‬ ‫الشيخ عبدالرحمن َّ‬
‫الذي تضمنه القرآن عام لشفاء القلوب‪ ،‬من الشبه‪ ،‬والجهالة‪ ،‬واآلراء الفاسدة‪،‬‬
‫[تيسي‬
‫ر‬ ‫واالنحراف ر ئ‬
‫السب‪ ،‬والقصود السيئة‪ ...‬ولشفاء اْلبدان من آالمها وأسقامها"‪.‬‬
‫الكريم الرحمن – باختصار وترصف]‬

‫‪7‬‬
‫َ‬ ‫‪َّ ُ ُ َ َ َ ْ َ َ َ :‬‬
‫اّلِل صىل هللا عليه وسلم َرق ُاه‬ ‫وف صحيح مسلم ((كان ِإذا اشتَك رسول ِ‬
‫َ‬
‫اس ٍد إذا َح َس َد َو رَشر‬ ‫ش حَ‬ ‫ر‬ ‫َّ ُ ْ َ َ ْ ُ ر َ َ ْ َ َ ْ رَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ يَ‬
‫ِ ِ‬ ‫اّلِل ي ِييك و ِمن كل د ٍاء يش ِفيك و ِمن‬‫ِج ِييل‪ ،‬قال‪ِ :‬باس ِم ِ‬
‫الرقية لجميع‬ ‫كل داء يشفيك)) دليل عىل شمول ُّ‬ ‫ُك رل ذي َع ْي))‪ ،‬فقوله‪(( :‬ومن ر‬
‫ِ‬ ‫رٍ‬ ‫ِ‬
‫الشعية شفاء لألمراض النفسية والعضوية – د‪ .‬محمد السقا‪-‬‬
‫َّ‬
‫والعضوية [من مقال‪ :‬الرقية ر‬ ‫َّ‬
‫النفسية‬ ‫أنواع اْلمراض‬
‫باختصار وترصف‪ ،‬ومقال‪ :‬وصفة مجربة عالجا مدهشا لجميع اْلمراض]‬

‫• العنصر اخلامس‪ :‬الرقية من السحر‪.‬‬


‫السحر ف اللغة‪ :‬هو رصف ر‬
‫الشء عن حقيقته‪.‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫غي جائزة‪ .‬ولتعدد أنواعه اختلفت‬ ‫كثية‪ ،‬وكل أنواعه محرمة ر‬ ‫وله أنواع ر‬
‫تعريفات العلماء له‪ ،‬وممن عرفه‪ :‬اإلمام ابن قدامة حيث قال يف تعريفه‪ :‬السحر‬
‫ورف‪ ،‬وعقد تؤثر يف القلوب واْلبدان فيمرض ويقتل ويفرق ربي المرء‬ ‫هو عزائم‪َ ،‬‬
‫[الكاف‪ -‬البن قدامة ص ‪ .]164/4‬وقد ذهب أهل السنة وجمهور علماء اْلمة إىل إثبات‬ ‫ي‬ ‫وزوجه‬
‫كغيه من اْلشياء الثابتة‪.‬‬ ‫السحر وأن له حقيقة ر‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ َ ُ َ َ ٰ ْ‬ ‫َ َّ َ ُ َ َ ْ ُ‬
‫ىل ُمل ِك ُسل ْي َمان ۖ َو َما كف َر ُسل ْي َمان‬ ‫اط ري ع‬ ‫ِ‬ ‫ي‬‫الش‬ ‫و‬‫ل‬ ‫قال عز وجل‪{ :‬واتبعوا ما تت‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ٰ َّ َّ َ َ َ َ ُ ُ َ ِّ ُ َ‬
‫اط ري كفروا يعلمون الناس السحر‪[ }.....‬البقرة‪.]102 :‬‬ ‫ول ِكن الشي ِ‬
‫اّلِل َص َّىل ُ‬ ‫َ َ َ ُ َ َّ‬
‫هللا‬ ‫قالت‪( :‬سح َر رسول ِ‬ ‫َ‬
‫رض هللا عنها‬ ‫ي‬ ‫المؤمني عائشة‬
‫ر‬ ‫وعن أم‬
‫َّ‬
‫اّلِل َصىل‬
‫َ َّ َ َ َ ُ ُ َّ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ ُ ٌ ْ َ ُ َ ْ ُ َ ُ َ ُ َ ُ ْ ُ ْ َ‬
‫عل ْي ِه وسل َم رجل ِمن ب ِ يب ز َري ٍق‪ ،‬يقال له ل ِبيد بن اْلعص ِم‪ ،‬ح َب كان رسول ِ‬
‫‪.‬‬ ‫ُ َ َ ْ َ َ َّ َ ُ َ َّ ُ َ ْ َّ ُ َ َ َ ْ َ ُ رَّ ْ َ َ َ َ َ َ ُ‬
‫هللا علي ِه وسلم يخيل ِإلي ِه أنه كان يفعل الشء وما فعله) متفق عليه [أحكام الرف والتمائم‬
‫َ‬
‫ي‬
‫السحيم ص ‪]144-137‬‬
‫ي‬ ‫– فهد‬

‫‪8‬‬
‫• العنصر السادس‪ :‬الرقية من الصرع‪.‬‬
‫الرصع يف اللغة هو‪ :‬الطرح عىل اْلرض‪.‬‬

‫وف االصطالح‪ :‬هو اختالل يصيب اإلنسان يف عقله بحيث ال ي‬


‫يع المصاب‬ ‫ي‬
‫وبي ما سيقوله‪ ،‬ويصاب صاحبه‬
‫ما يقول‪ ،‬فال يستطيع أن يربط ربي ما قاله‪ ،‬ر‬
‫باختالل يف الذاكرة‪ ،‬يصاحب ذلك اختالل يف حركة المرصوع‪.‬‬
‫الجب يف بدن اإلنس ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫فدخول‬
‫َّ َ َ ْ ُ ُ َ ر َ َ َ ُ ُ َ َّ َ َ َ ُ ُ َّ‬
‫واستدلوا بأدلة منها قوله تعاىل‪{ :‬ال ِذين يأ كلون الربا َّل يقومون ِإَّل كما يقوم ال ِذي‬
‫س} [البقرة‪{ ،]275 :‬الذي يتخبطه الشيطان}‪ :‬أي يرصعه‪ .‬من‬ ‫ان ِم َن ْال َم ر‬
‫َ َ َ َّ ُ ُ َّ ْ َ ُ‬
‫يتخبطه الشيط‬
‫المس أي‪ :‬الجنون‪[ .‬انظر تفسي البغوي] [أحكام َ‬
‫السحيم ص ‪]113-111‬‬
‫ي‬ ‫الرف والتمائم – فهد‬ ‫ر‬

‫‪9‬‬
‫الدرس الثالث من الوحدة األوىل‪ :‬عداوة الشيطان لإلنسان‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬
‫• اْلول‪ :‬حقيقةعداوة الشيطان لإلنسان‪.‬‬
‫الثان‪ :‬أوجه عداوة الشيطان لإلنسان‪.‬‬ ‫ي‬ ‫•‬
‫• العنصر األول‪ :‬حقيقة عداوة الشيطان لإلنسان‪.‬‬
‫تنتىه إال بزوال‬ ‫ي‬ ‫عداوة الشيطان لإلنسان عداوة أزلية بدأت يف الجنة وال‬
‫خف متسلط‪ ،‬له‬ ‫وه عداوة حقيقية من عدو قوي ي‬ ‫ه عداوة آلدم وذريته‪ ،‬ي‬ ‫الدنيا ي‬
‫جنود وعتاد وسالح ال يكل وال يمل يحركه ويقويه الحسد‬
‫الب‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫كثي من العلماء إذا ذكروا عداوة الشيطان اقترص أ كيهم عىل الوسوسة ي‬ ‫ر‬
‫الب فيها أذى ظاهر‪.‬‬ ‫يلقيها الشيطان عىل العبد‪ ،‬وي هملوا أمر العداوة الحقيقية َ‬
‫ي‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬أوجه عداوة الشيطان لإلنسان‪.‬‬
‫بب آدم فمن ذلك‪:‬‬ ‫للشيطان أوجه عديدة يف أذية ي‬
‫بالعي‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ً‬
‫ر‬ ‫وتصيبهم‬ ‫آدم‬ ‫بب‬
‫ي‬ ‫تحسد‬ ‫الشياطي‬
‫ر‬ ‫أوال‬
‫والشياطي‪ .‬يقول ابن القيم‬ ‫ر‬ ‫أعي الجن‬ ‫وقد يموت بسبب ر‬ ‫وقد يمرض العبد‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ رَ‬
‫اس ٍد ِإذا َح َسد} [الفلق‪ ]5 :‬يعم الحاسد من الجن واإلنس‪ .‬وقد جاء‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ش َ‬ ‫ر‬ ‫(وقوله‪{ :‬و ِمن‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم‬ ‫رض هللا عنها )أن‬ ‫سلمة َ َ َي‬ ‫ي َف الحديث السابق حديث أم‬
‫ْ َ ْ ُ َ َ َ ي َّ َ َّ ْ َ َ‬ ‫َْ َ َ ًَ َ ْ َ َ ْ َ ٌ‬
‫َرأى ِ يف بي ِتها ج ِارية ِ يف وج ِهها سفعة‪ ،‬فقال‪« :‬اسيقوا لها‪ ،‬ف ِإن ِبها النظرة»)‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫الحسي بن مسعود َّ‬
‫الفراء‪ :‬وقوله ((سفعة)) أي نظرة‪ ،‬يعب من الجن‪،‬‬‫‪:‬‬ ‫ر‬ ‫قال‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫الرماح)‪.‬‬ ‫عي أصابتها من نظ ِر الجن أنفذ من أسنة ِ‬ ‫يقول‪ :‬بها ر‬
‫الشياطي والجن تقتل الناس والدواب وتخنقهم‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ثانيا‪:‬‬
‫الصحان زمن حفر الخندق "استأذن رليور أهله وكان حديث‬ ‫ي‬ ‫والدليل ما وقع مع‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عهد بعرس فقدم فرأى زوجته عىل الباب فغضب‪ ،‬فقالت‪ :‬فقالت له‪(( :‬اكف ْ‬
‫ف‬
‫ََ َ َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬ ‫ََْ َ ُ ْ َ َ َ ْ ُ ْ َْْ َ َ َْ ُ‬
‫ح ََّب تنظ َر َما ال ِذي أخرج ِ يب ‪ ،‬فدخل ‪ ،‬ف ِإذا ِبحي ٍة‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫عليك رمحك ‪ ،‬وادخل البيت‬
‫َُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫يم ٍة ُم ْن َطو َي ٍة َع َىل ْال ِف َراش ‪ ،‬فأه َوى إل ْي َها ب ُّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َعظ َ‬
‫الر ْم ِح ‪ ،‬فانتظ َم َها ِب ِه [أي‪ :‬أصابها بالرمح] ثم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪10‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ْ َ َ ُّ ُ َ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ ََ ْ ََ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َََ‬
‫خرج ف َركزه ِ يف الد ِار ‪ ،‬فاضطربت علي ِه [أي تحركت عليه] فما يدرى أيهما كان أشع موتا ‪،‬‬ ‫‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ َ َّ ُ ْ ْ َ‬
‫فبي أنه قتل من‬ ‫الحية أم الفب)) فوصل الخي اىل رسول هللا صىل هللا عليه وسلم ر‬
‫الجن المتمثل يف الحية" [رواه مسلم]‪ ،‬واْلدلة كث رية يف هذا الباب‪.‬‬
‫الشياطي تسحر الناس‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ثالثا‪:‬‬
‫وتعاون الساحر إلحداث الرصر بالمسحور وقد يصل اْلذى إىل القتل‬
‫والجنون‪.‬‬
‫الشياطي تشق الناس‪.‬‬ ‫ر‬ ‫رابعا‪:‬‬
‫فالشياطي تشق حقيقة‪ ،‬وواقع يف زماننا شكاوى فمنهم من يشق منه مقدار‬ ‫ر‬
‫الكرش حينما جاء‬ ‫ي‬ ‫معلوم يوميا أو شهريا‪ ،‬وهذا قد وقع مثله يف حديث فضل آية‬
‫رض هللا عنه فقبضه‬ ‫الشيطان يشق من مال الصدقة وكان الحارس عليه أبو هريرة ي‬
‫أول مرة وتركه وأعاد الكرة ثالث مرات ليشق [رواه البخاري]‪.‬‬
‫الشياطي تحرق سواء أشخاصا أو بيوتا‪.‬‬ ‫ر‬ ‫خامسا‪:‬‬
‫حب يف الغرب ولم‬ ‫تحيق وسيارات وأشخاص َ‬ ‫وهذا حاصل ف زماننا بيوت َ‬
‫َ ي‬
‫فف‬
‫وسلم ْ َ ُي‬ ‫تفش ظاهرة االحياق‪ ،‬والدليل القوي ما وقع لرسول هللا صىل هللا عليه‬
‫ََ‬ ‫((ق َام َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫هللا صىل هللا عليه وسلم َ فس ِمعناه‬ ‫ِ‬ ‫ول‬ ‫َ‬ ‫أن الدرداء قال‪:‬‬ ‫ي‬ ‫صحيح َمسلم عن‬
‫ُ َ‬‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ َْ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وذ باهلل م ْن َك» ث َّم ق َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َي ُق ُ‬
‫هللا» ثًلثا‪َ ،‬و َب َسط َيد ُه كأنه َيتن َاو ُل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ة‬ ‫ن‬‫ع‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫«أ‬ ‫ال‬ ‫ِ ِ‬ ‫ع‬ ‫«أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ول‬
‫الص ًَلة َش ْيئا َلمْ‬ ‫ول ف َّ‬ ‫اك َت ُق ُ‬‫َ ْ َ َ َّ َ َ َ ِ َ َّ َ ُ ْ َ ‪َ َ ْ َ ْ َ ِ َ ُ َ َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫هللا قد س ِمعن‬ ‫الصًل ِة قل َنا يا رسول ِ‬ ‫شيئا‪ ،‬فلما فرغ ِمن‬
‫هللا إ ْبل َ‬ ‫ال‪« :‬إ َّن َع ُد َّ‬ ‫َ‬
‫ت َي َد َك‪ ،‬ق َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َُ ُ ُ َْ َ َ ََ َْ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫يس‪َ ،‬ج َاء‬ ‫ِ ََ َ ِ ِ ِ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫نسمعك تقوله قبل ذ ِلك‪ ،‬ورأيناك بسط‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ْ ََُ‬ ‫بش َ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ات‪ ،‬ثم قل‬ ‫ٍ‬ ‫اهلل ِ َمنك‪َ ،‬ثًلث مر‬ ‫ِ‬ ‫ىه‪ ،‬فقلت أعوذ ِب‬ ‫‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬ ‫و‬
‫ِ يَ َ َ ي‬ ‫ف‬ ‫ه‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ار‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫اب‬
‫َِ ْ ِ ُ َ ٍ َ َ ٍ‬ ‫ه‬
‫ََْ َ َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫هللا لوَّل دعوة‬ ‫ات ْ‪ ،‬ثم أردت أخذه‪ ،‬و ِ‬ ‫هللا التام ِة‪َ ،‬فلم ْيستأ ِخ ْر‪ ،‬ث ًْلث َم َّر ٍ‬ ‫َأل َعنك ِب َل ْعن ِة َ َِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ َْ َ‬
‫ب ِب ِه ِول َدان أ ْه ِل ال َم ِد َين ِة»))‪.‬‬ ‫ان ْل ْص َب َح ُموثقا َيل َع ُ‬ ‫أ ِخينا سليم‬

‫‪11‬‬
‫بب آدم‪.‬‬ ‫الشياطي يقومون برصع ي‬
‫ر‬ ‫سادسا‪:‬‬
‫لسانه وقد يعتدي عىل‬ ‫فالشيطان يرصع ويدخل جسد الشخص ويتكلم عىل‬
‫َّ َ َ ْ ُ ُ َ ر َ َ َ ُ ُ َ‬
‫والمعاض‪ ،‬قال تعاىل {ال ِذين يأ كلون الربا َّل يقومون‬ ‫عرضه وقد يسوقه إىل الجور‬
‫َ َ َ َّ ُ ُ َّ ْ َ ُ َي ْ َ ر ِّۚ‬ ‫َّ َ َ َ ُ ُ َّ‬
‫إَّل كما يقوم ال ِذي يتخبطه الشيطان ِمن المس} [البقرة‪.]275 :‬‬
‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫يد الخد ِري عن أبيه قال‪ :‬قال‬ ‫َ‬
‫أن س ِع ٍ‬ ‫ي‬ ‫ويدل عليه أيضا ما رواه مسلم عن بن‬
‫ََ َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫اّلِل وسلم عليه هللا صىل ((إذا َت َث َاو َب أحدكم ف َّ‬ ‫َّ‬
‫الصًل ِة فل َيك ِظ ْم ما ْاستطاع‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫رسول‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫فإن الشيطان يدخل)) صحيح مسلم‪.‬‬

‫ويشب ويبول يف أذنه ويعقد عىل قافيته كل ليلة‬ ‫خامسا‪ :‬الشيطان يأكل معه ر‬
‫وينفخ يف مقعدته ليوسوس الخ‪...‬‬
‫نكتف‬‫واآلفات‪ َ،‬وال َّ َ ي‬ ‫الشياطي‬
‫ر‬ ‫ما أمرنا بالتحصينات إال ليحفظنا هللا من ر َش‬
‫ان‬ ‫ط‬‫ي‬‫الش ْي َطان ۖ إ َّن َك ْيد الش ْ‬ ‫َ َ ُ ْ َ َ َّ‬
‫بما نسمع‪ ،‬إن كيد الشيطان كان ضعيفا {فق ِاتلوا أو ِلياء‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ َ َ‬
‫كان ض ِعيفا} النساء‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الدرس الرابع من الوحدة األوىل‪ :‬أهمية األوراد واألذكار‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من أربعة عنارص‪:‬‬
‫التحصي‪.‬‬
‫ر‬ ‫• اْلول‪ :‬أهمية‬
‫الثان‪ :‬أثر اْلذكار يف التحصن بالرقية‪.‬‬
‫ي‬ ‫•‬
‫• الثالث‪ :‬اْلذكار المطلقة والمقيدة‪.‬‬
‫• الرابع‪ :‬أوقات الرقية‪.‬‬

‫• العنصر األول‪ :‬أهمية التحصني‪:‬‬


‫قال ابن القيم‪" :‬اعلم أن اْلدوية الطبيعية اإللهية تنفع من الداء بعد حصوله‪،‬‬
‫وتمنع من وقوعه‪ ،‬وإن وقع لم يقع وقوعا مرصا‪ ،‬وإن كان مؤذيا‪ ،‬واْلدوية الطبيعية‬
‫إنما تنفع بعد حصول الداء‪ ،‬فالتعوذات واْلذكار إما أن تمنع وقوع هذه اْلسباب‪،‬‬
‫تأثيها‪ ،‬بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه‪[ .‬زاد المعاد‬
‫وبي كمال ر‬‫وإما أن تحول بينها ر‬
‫خي العباد (‪](169 /4‬‬
‫يف هدي ر‬
‫َ‬
‫فالرف والعوذ تستعمل لحفﻆ الصحة‪ ،‬وإلزالة المرض‪:‬‬
‫َ َ‬
‫يعب حفﻆ الصحة َ‪ :‬فكما يف البخاري من حديث عائشة ) كان‬ ‫أما اْلول ‪ -‬ي‬
‫ُ ْ ُ َ َّ‬
‫اّلِلُ‬ ‫َ َّْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َّ‬
‫اّلِل صىل هللا عليه وسلم ِإذا أوى ِإىل ِف َر ِاش ِه‪ ،‬نفث ِ يف كفي ِه ِب (قل هو‬ ‫ِ‬ ‫َرسول‬
‫َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫أ َح ٌد) َوبال ُم َع روذت ْ‬
‫ي َج ِميع ْا‪ ،‬ث َّم ي َ ْم َس َح ِب ِه َما َو ْجهه‪َ ،‬و َما بلغت يداه ِمن َج َس ِد ِه‪ ،‬قالت‬ ‫ر‬
‫ْ َْ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ِ َ َ َّ ْ َ ِ َ َ َ‬
‫ع ِائشة‪ :‬فلما اشتَك كان يأمر ِ ين أن أفعل ذ ِلك) ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ول ف َص َ‬ ‫ُ‬
‫واليمذي وابن ماجه‪َ ( :‬ما م ْن َع ْبد َيق ُ‬ ‫وكما ف سي أن داود َ‬
‫اح ك رل‬ ‫َّ ِ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ََي‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يُ َ َ ي‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫رص مع اس ِم ِه ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اّلِل ال ِذي َّل ي ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َي ْوم َو َم َس ِاء ك رل ل ْ‬
‫ض وَّل ِ يف السم ِاء‪،‬‬ ‫ر‬ ‫اْل‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ء‬ ‫ش‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ل‬ ‫ي‬
‫ِ‬ ‫ي ي‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ َّ ُ رَ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ٍ َ َّ ُ َ ُ َ ِ َ َ‬
‫اْللبان]‬ ‫ات‪ ،‬فيرصه شء) [صححه‬ ‫وهو الس ِميع الع ِليم ثًلث مر ٍ‬
‫ََْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫اآلي َتان م ْن آخر ُس َ‬ ‫ي‬ ‫وكما ف «الصحيحي»‪َ (( :‬‬
‫البق َرِة‪َ ،‬م ْن ق َرأه َما ِ يف ليل ٍة‬ ‫ورة َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫َ َ‬
‫كف َت ُاه))‪.‬‬
‫يَّل ُثمَّ‬ ‫َ ْ ََ َ َْ ً‬
‫وسلم‪( :‬من َّ نز َل َ م ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫النب صىل هللا عليه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫َوكما يف «صحيح مسلم» عن‬
‫َّ‬ ‫َ َ ُ ُ َ‬
‫ش ٌء‪َ ،‬ح َب ي ْرتح َل منْ‬ ‫ْ‬ ‫رصه ر‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ي‬ ‫ات ِمن ش ما خلق‪ ،‬لم ي‬ ‫هللا التام ِ‬ ‫ات ِ‬ ‫ق ْال‪ :‬أ َعوذ ِبك ِلم ِ‬
‫يل ِه ذ ِل َك)‪.‬‬ ‫م ِِ‬
‫َ‬

‫‪13‬‬
‫يعب إزالة المرض‪ ...:‬من الرقية بالفاتحة‪ ،‬والرقية للعقرب‬ ‫الثان ‪ -‬ي‬
‫ي‬ ‫وأما‬
‫وغيها"‪[ .‬زاد المعاد يف هدي ر‬
‫خي العباد (‪](169 /4‬‬ ‫ر‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬أثر األذكار يف التحصن بالرقية‪.‬‬
‫لألذكار والتحصينات أثر بالغ يف الوقاية قبل وقوع الداء واْلذى وكذلك بعد‬
‫وقوعه‪.‬‬
‫ويلتجء إليه سبحانه‪.‬‬
‫ي‬ ‫يستعي المسلم باهلل‬ ‫ر‬ ‫❖واْلصل أن‬
‫❖ وأن يحصن المسلم نفسه بأذكار الصباح والمساء‪.‬‬
‫المشوعة اْلخرى العامة والخاصة‪.‬‬ ‫❖ واْلذكار ر‬
‫يسي َ يف‪ ،‬مع التجائه إىل هللا واستعانته به سبحانه‪ ،‬واعتقاده‬ ‫ويشع له أن َ‬ ‫❖ ر‬
‫ه مجرد سبب‪.‬‬ ‫أن الرقية ال تؤثر بذاتها وإنما ي‬
‫❖ وال يمنع استعمال الرقية من اْلخذ باْلسباب المادية وتناول العالجات‬
‫النافعة‪.‬‬

‫• العنصر الثالث‪ :‬األذكار املطلقة واملقيدة‪.‬‬


‫قسمي‪:‬‬‫ر‬ ‫اْلذكار تنقسم إىل‬
‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ ْ ُُ‬
‫مقيدة‪ ،‬جمع ذلك قوله تعاىل‪{ :‬يا أيها ال ِذين آمنوا اذكروا‬ ‫وأذكار ْ َ ً َ َ‬ ‫أذكار مطلقة‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ْ َ‬
‫صيال} [اْلحزاب ‪]42-41‬‬
‫‪:‬‬ ‫اّلِل ِذكرا ك ِث ريا* وسبحوه بكرة وأ ِ‬
‫فالذكر المطلق بأن تذكر هللا عىل كل حال‪ ،‬قائما وقاعدا وعىل جنب‪ ،‬قال‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ ْ ُ ُ َ َّ َ َ َ ُ‬
‫وب ِهم} [آل عمران‪ ]191:‬وخرج مسلم‬ ‫هللا تعاىل‪{ :‬ال ِذين يذكرون اّلِل ِقياما وقعودا وعىل جن‬
‫ُ َ َ ْ َ َ ََّ‬ ‫َ ِ َ َّ ُّ َ َّ‬
‫رض هللا عنها قالت‪) :‬كان الن ِ يب صىل هللا علي ِه وسلم‬ ‫عن ْ عائشة ي‬ ‫َ‬ ‫وعلقه البخاري‬
‫َ ْ ُ ُ َّ َ َ ُ‬
‫اّلِل َعىل ك رل أح َي ِان ِه)‪.‬‬ ‫يذكر‬
‫وأما الذكر المقيد فهو ما قيد بزمن مثل‪ :‬الذكر أدبار الصلوات‪ ،‬والذكر عند‬
‫دخول المسجد وعند الخروج منه‪ ،‬ومن ذلك أذكار الصباح والمساء‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫أما أذكار الصباح فوقتها من بعد صالة الفجر إىل طلوع الشمس‪ ،‬وأما أذكار‬
‫المساء فمن بعد صالة العرص إىل غروب الشمس‪.‬‬
‫• العنصر الرابع‪ :‬أوقات الرقية‪.‬‬
‫معي للرقية؛ بل تفعل يف أي وقت من ليل أو نهار‪ ،‬ولو‬ ‫وليس هناك وقت ر‬
‫تحرى بها بعض أوقات اإلجابة‪ ،‬كجوف الليل اآلخر‪ :‬فهو حسن إن شاء هللا‪ ،‬لكن‬
‫معي؛ بل ْلن الرقية يف حقيقتها‪ :‬دعاء ورغبة‬ ‫ليس ْلن للرقية عالقة أو تقيدا بوقت ر‬
‫إىل هللا‪ ،‬فلو تحرى بها وقت إجابة الدعاء‪ ،‬فهو حسن‪.‬‬
‫مشوعة يف كل‬ ‫الب يرج فيها إجابة الدعاء‪ .‬مع أنها ر‬ ‫َ‬
‫وهكذا سائر اْلوقات ي‬
‫وقت‪ ،‬ولم يتقيد ورودها ف السنة بوقت دون آخر‪[ .‬موقع اإلسالم سؤال وجواب ‪]209359‬‬
‫ي‬

‫‪15‬‬
‫الدرس اخلامس من الوحدة األوىل‪ :‬العالقة بني الرقية والتوكل‪:‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من خمسة عنارص‪:‬‬
‫• اْلول‪ :‬التوكل واْلخذ باْلسباب‪.‬‬
‫مشوعية رقية اإلنسان لنفسه‪.‬‬ ‫• الثان‪ :‬ر‬
‫ي‬
‫لغيه‪.‬‬
‫ر‬ ‫اإلنسان‬ ‫رقية‬ ‫‪:‬‬ ‫الثالث‬ ‫•‬
‫َ‬
‫• الرابع‪ :‬حكم طلب َالرقية من ر‬
‫الغي (االسيقاء)‪.‬‬
‫• الخامس‪ :‬أنواع االسيقاء‪.‬‬

‫• العنصر األول‪ :‬التوكل واألخذ باألسباب‪:‬‬


‫التوكل يجمع أمرين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬االعتماد عىل هللا واإليمان بأنه مسبب اْلسباب‪ ،‬وأن قدره نافذ‬
‫وأنه قدر اْلمور وأحصاها وكتبها سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫تعاط اْلسباب فليس من التوكل تعطيل اْلسباب بل من‬ ‫الثان‪:‬‬ ‫الشء‬‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫التوكل اْلخذ باْلسباب والعمل باْلسباب‪ ،‬ومن عطلها فقد خالف رشع هللا وقدره‪،‬‬
‫فاهلل أمر باْلسباب وحث عليها سبحانه وتعاىل وأمر رسوله صىل هللا عليه وسلم‬
‫بذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫فال يجوز للمؤمن أن يعطل اْلسباب‪ ،‬بل ال يكون متوكال عىل الحقيقة إال‬
‫بتعاط اْلسباب) [فتاوى الشيخ ابن باز] وينظر [التوكل عىل هللا يف اْلزمات – للشيخ محمد صالح المنجد]‬
‫ي‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬مشروعية رقية اإلنسان لنفسه‪:‬‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم نفسه ثبت‬ ‫رف‬ ‫يرف نفسه‪ ،‬فقد َ‬ ‫يشع لإلنسان أن َ‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫رسول هللا صىل هللا‬ ‫رض هللا عنها قالت‪( :‬كان‬ ‫ي‬ ‫البخاري عن عائشة‬ ‫يف صحيح‬
‫ُ ْ ُ َ َّ ُ َ َ ٌ َ ْ ُ َ ر َ َْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‬‫وسلم‪ِ ،‬إذا أوى ِإىل ِف َر ِاش ِه‪ ،‬نف َث ِ يف كف ْي ِه ب ‪‬قل هو اّلِل أحد‪ .‬و ِبالمعوذت ِر‬ ‫ُ‬
‫عليه‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َج ِميعا‪ ،‬ث َّم ي ْم َسح ِب ِه َما وجهه‪ ،‬و َما بلغت يداه ِمن ج َس ِد ِه»)‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫• العنصر الثالث‪ :‬رقية اإلنسان لغريه‪:‬‬
‫غيه بالرقية كما روى البخاري َ ومسلم يف‬ ‫وقد أمر النب صىل هللا عليه وسلم ر‬
‫صحيحه عن أم يسلمة رض هللا عنها )أن النب صىل هللا عليه وسلم َرأى ف َب ْيتهاَ‬
‫ِي ِ‬ ‫ْ َ ْ ُ َ َ َ ي َّ َ َّ ْ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ ٌ َ َي‬ ‫ً‬
‫َج ِارَية ِ يف وج ِهها سف َعة‪ ،‬فقال‪« :‬اسيقوا لها‪ ،‬ف ِإن ِبها النظرة»)‪.‬‬
‫َ‬
‫َ ْ َ َ َ‬ ‫ور َ‬
‫غيه كما روى البخاري ومسلم عن ع ِائشة‪،‬‬ ‫ر‬ ‫النب صىل هللا عليه وسلم‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َُ ر ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫رض هللا عنها قالت‪ :‬كان الن ُّ‬
‫صىل هللا عليه وسلم يعوذ بعضهم‪ ،‬يمسحه ِبي ِم ِين ِه‪:‬‬ ‫ب‬
‫الشاف‪َ ،‬ال ش َف َاء إ ََّّل ش َف ُاؤ َك‪ ،‬ش َف ًاء َال ُي َغادرُ‬‫ْ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َِ ي ْ‬ ‫َ َ َ َّ َّ‬ ‫َ ْي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫اس‪ ،‬واش ِف أنت‬ ‫َ«أ َذ ِه ِب الباس رب الن ِ‬
‫سقما)‪.‬‬
‫• العنصر الرابع‪ :‬حكم طلب الرقية من الغري (االسرتقاء)‪:‬‬
‫الغي وهو ليس بمحرم‪ ،‬ولكنه خالف اْلفضل‬ ‫َ‬
‫(االسيقاء) وهو طلب الرقية من ر‬
‫واْلكمل‪.‬‬
‫قال علماء اللجنة الدائمة لإلفتاء"‪ :‬طلب الدعاء وطلب الرقية مباحان‪،‬‬
‫وتركهما واالستغناء عن الناس وقيامه بهما لنفسه أحسن" انتىه‪.‬فتاوى اللجنة الدائمة" (‪(261/24‬‬
‫َ َّ َ ُ َ َّ‬ ‫الصحيحي من حديث ْابن َع َّ‬
‫اّلِل صىل‬ ‫ِ‬ ‫هللا عنهما أن رسول‬ ‫رض‬ ‫اس‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫فف‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ ْ َ َّ َ ِ ْ ُ َّ َ ٍ َ ْ ُ ي َ‬
‫ون َأ ْلفا ب َغ ْي ح َساب‪ُ ،‬ه ْم َّالذينَ‬ ‫ي‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وسلم قال‪َ (( :‬يد َخل ْالجن َة ِمن َ أم ِ يب سبع َّ ُ َ ِ ر ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هللا عليه‬
‫َ َ ْ َْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّل يسيقون وَّل يتط ريون وال يكتوون وعىل رب ِهم يتوكلون)) البخاري ومسلم‪ .‬وهؤالء إنما‬
‫بغي حساب؛ لكمال توحيدهم‪ ،‬وكمال توكلهم عىل هللا‪ ،‬واستغنائهم‬ ‫يدخلون الجنة ر‬
‫عن الناس‪.‬‬
‫السبعي ألفا الذين‬ ‫ر‬ ‫وال يدخل من يطلب الرقية من اآلخرين ضمن أولئك‬
‫بغي حساب لنقصان توكله عىل هللا؛ ْلن طلب الرقية فيه نوع تذلل‬ ‫يدخلون الجنة ر‬
‫اف‪ ،‬ومن كمال التوكل والتوحيد أن ال يسأل المسلم الناس شيئا‪.‬‬ ‫وحاجة إىل الر َ‬
‫ي‬
‫بغي حساب لكمال‬ ‫قال ابن القيم رحمه هللا‪" :‬وذلك ْلن هؤالء دخلوا الجنة ر‬
‫َ‬
‫توحيدهم‪ ،‬ولهذا نف عنهم االسيقاء وهو سؤال الناس أن يرقوهم‪ ،‬انتىه‪" .‬زاد المعاد"‬
‫(‪[ .)475/1‬موقع اإلسالم سؤال وجواب ‪]217325،139092‬‬

‫‪17‬‬
‫َ‬
‫االسيقاء‬ ‫توضيح هام لمسائل يف‬
‫مفهوم كمال التوكل‪:‬‬
‫َ‬
‫اإلسيقاء‬ ‫يسيا وليس اْلمر مقترصا عىل‬
‫أال تسال أحدا من الخلق شيئا ولو كان ر‬
‫مث ال لمع ب الت وك ّ ل ال ك ام ل‪:‬‬
‫كــمــال التوكل‬
‫أن ال تسـأل الناس شـيـئـًا‬

‫أي شيء‬ ‫استرقاء‬

‫ولو شيئ ًا‬ ‫مال أو‬ ‫عالج‬


‫اكتواء‬
‫صغيرا‬
‫ً‬ ‫مساعدة‬ ‫أودواء‬

‫اختلف العلماء يف رشح معب الحديث وكل رجح ما ذهب إليه‪ ،‬وسأشد ما‬
‫حب يسهل عىل الناس فهم واستيعاب‬ ‫جاء ف رشح معب الحديث اختصارا َ‬
‫ي‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫فمن العلماء من قال‪:‬‬
‫َ َ ْ َْ ُ َ‬
‫الغي؛ ْلن طلبهم للرقية فيه التفات‬
‫‪َّ(( -1‬ل يسيقون)) أي ال يطلبون الرقية من ر‬
‫يناف كمال التوكل عىل هللا‪ ،‬فكمال التوكل‪ :‬هو عدم‬ ‫ي‬ ‫القلب إىل المخلوق وأن هذا‬
‫االسيقاء جاء فيه نص خاص ويختلف عن‬ ‫َ‬ ‫التفات القلب إال هلل وعللوا أن اْلمر يف‬
‫غي الرقية من أمور التداوي‪.‬‬ ‫طلب العون ف ر‬
‫َ َ ْ َي ْ ُ َ‬
‫‪َّ(( -2‬ل يسيقون)) قال بعضهم‪ :‬أي ال يطلبون الرقية من ر‬
‫الغي قبل وقوع الداء‪،‬‬
‫يسي َ يف‪.‬‬
‫وأما بعد وقوع الداء فال بأس أن َ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫‪َّ(( -3‬ل َي ْس ْيقون)) أي ال يطلبون الرقية عىل ما كان عليه أهل الجاهلية من‬
‫ه المؤثرة بنفسها‪.‬‬ ‫اعتقادهم أن الرقية ي‬

‫‪18‬‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ َ ْ َْ ُ َ‬
‫الب كان عليها أهل الجاهلية‪،‬‬
‫‪َّ(( -4‬ل يسيقون)) أي ال يطلبون الرقية الشكية ي‬
‫وأما الرقية بكالم هللا والمباح فال تدخل يف المعب‪.‬‬
‫َ َ ْ َْ ُ َ‬
‫‪َّ(( -5‬ل يسيقون)) أي كمن يطلبون الرقية وال يرقون أنفسهم العتقادهم بيكة‬
‫ً‬
‫متوكال عىل هللا بل يذهب للر َ‬ ‫ّ‬
‫وتعلق قلوب هم بالر َاف (أي ال َ‬
‫اف‬
‫ي‬ ‫نفسه‬ ‫يرف‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫الغي‬
‫ر‬
‫ّ‬ ‫العتقاده بيكته وأنه‪ ...‬وأنه‪ .)....‬كل هذه ر‬
‫تبي أن اْلمر فيه خالف‪.‬‬‫وغيها ر‬ ‫الشوح ر‬
‫• العنصر اخلامس‪ :‬أنواع االسرتقاء‪.‬‬
‫الغي‪ ،‬وله ثالثة أحكام أو ثالثة أنواع‪:‬‬ ‫َ‬
‫االسيقاء هو طلب الرقية من ر‬
‫اسيقاء محرم‪ .‬وصوره‪:‬‬ ‫َ‬ ‫‪-1‬‬
‫الغي رقية رشعية أو محرمة‪.‬‬ ‫▪ أن يطلب من ر‬
‫ه الشافية‪ .‬والصحيح أنها‬ ‫بذاتها‬ ‫الرقية‬ ‫أن‬ ‫يعتقد‬ ‫وهو‬ ‫ف‬ ‫يسي َ‬
‫▪ أو َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫والشاف هو هللا‪.‬‬
‫ي‬ ‫سبب‪،‬‬
‫يشف‪.‬‬ ‫أنه‬ ‫اف‬ ‫▪ أو أن يعتقد ف الر َ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫صور االسترقاء‬
‫المحرم‬
‫ّ‬

‫االسترقاء‬ ‫االعتقاد بأن‬


‫االسترقاء‬
‫باعتقاد في‬ ‫الرقية نافعة‬
‫الشركي‬
‫الراقي‬ ‫بذاتها‬

‫اسيقاء مكروه‪ ،‬وصوره‪:‬‬‫َ‬ ‫‪-2‬‬


‫يسي َ يف قبل وقوع الداء‪.‬‬
‫▪ أن َ‬
‫االسيقاء عادة ومداومة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫▪ أو يجعل‬
‫اف‪.‬‬ ‫▪ التفات القلب إىل الر َ‬
‫ي‬

‫‪19‬‬
‫صور لالسترقاء‬
‫المكروه‬

‫استرقاء مع‬ ‫استرقاء على‬


‫استرقاء قبل‬
‫التفات القلب‬ ‫الدوام مع‬
‫وقوع الداء‬
‫للراقي‬ ‫القدرة‬

‫اسيقاء جائز‪ ،‬وصوره‪:‬‬ ‫َ‬ ‫‪-3‬‬


‫الشعية‪.‬‬ ‫اسيقاء بالرقية ر‬ ‫َ‬ ‫▪‬
‫اسيقاء يف حال الرصورة والعجز‪.‬‬ ‫َ‬ ‫▪‬
‫اف بالداء‪.‬‬ ‫اسيقاء لخية الر َ‬‫َ‬ ‫▪‬
‫ي‬
‫صور لالسترقاء‬
‫الجائز‬

‫إسترقاء‬ ‫إسترقاء في‬


‫إسترقاء بالرقية‬
‫لخبرة الراقي‬ ‫حال الضرورة‬
‫الشرعية‬
‫بالداء‬ ‫والعجز‬

‫[رسالة َ‬
‫يسيقون وعىل رب هم يتوكلون‪ -‬ص‪]15‬‬

‫‪20‬‬
‫الدرس السادس من الوحدة األوىل‪ :‬شروط الرقية‪:‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من اربعة عنارص‪:‬‬
‫• اْلول‪ :‬رشوط جواز الرقية‪.‬‬
‫الثان‪ :‬هل الرقية توقيفية أم اجتهادية‪.‬‬
‫ي‬ ‫•‬
‫• الثالث‪ :‬حكم تحديد الرقية بعدد ر‬
‫معي‪.‬‬
‫ر‬
‫والنشة‪.‬‬ ‫• الرابع‪ :‬الفرق ربي الرقية ر‬
‫وبي التميمة والتولة‬
‫• العنصر األول‪ :‬شروط جواز الرقية‪.‬‬
‫مشوعة‪ ،‬ال بد أن تتوفر فيها ر‬
‫الشوط اآلتية‪:‬‬ ‫حب تكون الرقية ر‬
‫َ‬
‫الشط اْلول‪ :‬أن تكون بالقرآن أو بذكر هللا تعاىل وباْلدعية‬‫ر‬ ‫•‬
‫ر‬
‫المشوعة‪.‬‬
‫نىه‬ ‫فال‬ ‫‪:‬‬ ‫المعروفة‬ ‫وباْلذكار‬ ‫آن‬
‫القر‬ ‫بآيات‬ ‫قال النووي رحمه هللا تعاىل‪َ :‬‬
‫الرف‬
‫ي‬
‫فيه‪ ،‬بل هو سنة" انتىه من " رشح صحيح مسلم " ( ‪.) 169 / 14‬‬
‫وقال ابن عبد الي رحمه هللا تعاىل‪ :‬ال أعلم خالفا ربي العلماء يف جواز‬
‫ّ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫الرقية‪ ....‬إذا كانت الرقية بأسماء اّلِل عز وجل‪ ،‬ومما يجوز الرف به" ‪.‬انتىه من " االستذكار‬
‫ّ‬
‫ي‬
‫" ( ‪.) 19 / 27‬‬
‫ر‬
‫• الشط ي‬
‫الثان‪ :‬أن تكون باللغة العربية أو معقولة المعب‪.‬‬
‫فال يحل للر َاف أن َ‬
‫يرف بلغة ال يعرفها‪ ،‬خشية أن تحتوي رقيته عىل محرم‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫بغي العربية‪ ،‬لكن كانت مفهومة المعب‪ ،‬وليس فيها‬ ‫من حيث ال يدري‪ .‬فإذا كانت ر‬
‫بغي العربية‪ ،‬ال سيما يف‬
‫مشوعة‪ ،‬إن شاء هللا‪ ،‬كما يجوز الدعاء ر‬ ‫ما ينىه عنه‪ :‬فىه ر‬
‫ي‬
‫غي الصالة‪.‬‬
‫ر‬
‫وسئل أيضا شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه هللا تعاىل‪ :‬عمن يقول‪ :‬يا أزران‪ :‬يا‬ ‫ُ‬
‫كياان ! هل صح أن هذه أسماء وردت بها السنة‪ ،‬ولم يحرم قولها؟‬

‫‪21‬‬
‫فأجاب‪ :‬الحمد هلل‪ .‬لم ينقل هذه عن الصحابة أحد‪ ،‬ال بإسناد صحيح‪ ،‬وال‬
‫بإسناد ضعيف‪ ،‬وال سلف اْلمة‪ ،‬وال أئمتها‪ .‬وهذه اْللفاظ ال معب لها يف كالم‬
‫يرف به‪ ،‬فضال عن أن يدعو به‪ ،‬ولو عرف‬ ‫العرب؛ فكل اسم مجهول ليس ْلحد أن َ‬
‫ي‬
‫بغي اْلسماء العربية) انتىه من " مجموع الفتاوى " (‬‫معناها‪ ،‬وأنه صحيح‪ ،‬لكره أن يدعو هللا ر‬
‫‪.) 283 / 24‬‬
‫َ ّ‬ ‫الشط الثالث‪ :‬أن يعتقد الر َ‬ ‫• ر‬
‫والمرف أن الرقية مجرد سبب‪ ،‬وال تؤثر‬
‫ي‬ ‫اف‬
‫ي‬
‫إال بإذن هللا تعاىل‪.‬‬
‫قال الحافﻆ ابن حجر رحمه هللا تعاىل‪ :‬وقد أجمع العلماء عىل جواز َ‬
‫الرف‬
‫عند اجتماع ثالثة رشوط‪ :‬أن يكون بكالم هللا تعاىل أو بأسمائه وصفاته‪ ،‬وباللسان‬
‫غيه‪ ،‬وأن يعتقد أن الرقية ال تؤثر بذاتها بل بذات هللا‬ ‫العرن أو بما يعرف معناه من ر‬ ‫ي‬
‫تعاىل"‪ .‬انتىه من [" فتح الباري " (‪ [.])195 / 10‬موقع اإلسالم سؤال وجواب ‪]223505‬‬

‫• العنصر الثاني‪ :‬هل الرقية توقيفية أم اجتهادية‪.‬‬


‫ه توقيفية أم‬ ‫هل‬ ‫عية‬ ‫اختلف أهل العلم رحمهم هللا ف حكم الرقية ر‬
‫الش‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫بشوط‪ .‬وهو اختيار شيخ‬ ‫قولي‪ :‬الراجح منهما أنها اجتهادية ر‬
‫ر‬ ‫اجتهادية‪ ،‬عىل‬
‫والسفاريب‪ ،‬ومن المعارصين الشيخ ابن باز‪ ،‬والشيخ‬ ‫ي‬ ‫اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬وابن القيم‪،‬‬
‫وغيهما‪ ،‬رحم هللا الجميع‪.‬‬ ‫ابن جيين ر‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ َّ َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َْْ‬ ‫ومن أدلتهم‪ :‬حديث َع ْوف ْبن َ‬
‫رض هللا عنه قال‪ :‬كنا نر ِ يف ِ يف‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ج‬ ‫ش‬
‫َ َ َ َي‬ ‫اْل‬ ‫ك‬ ‫ٍ‬ ‫ال‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫َّ َ ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ىل ُرقاك ْم َّل بأسَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ف ت َرى ف ذلك فق َ‬ ‫َ‬ ‫ول اّلِل ك ْي َ‬‫ْال َجاهل َّية َف ُق ْل َنا َيا َر ُس َ‬
‫ال‪« :‬اعرضوا ع َّ‬ ‫ِي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫الب لم يرد‬ ‫َ‬
‫شك» [أخرجه مسلم ‪ ]4079‬ووجه الداللة‪ :‬أنه أقر الرف َ‬ ‫ٌ‬ ‫يه رِ ْ‬‫ف‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫الر َف َ‬
‫م‬ ‫ب ُّ‬
‫ي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ه توقيفية أم اجتهادية‪ -‬للشيخ عبد هللا‬
‫ر‬
‫بها النص بشط خلوها من الشك‪[ .‬انظر‪ :‬الرف الشعية ووسائلها هل ي‬
‫َ ر‬ ‫ر‬
‫بن صالح العبيد‪ ،‬إتحاف الزميل بحكم الرقية بالتسجيل – للدكتور عامر بهجت‪ ،‬موقع اإلسالم سؤال وجواب ‪]223505‬‬

‫اختالف العلماء ال يؤدي إىل اإلنكار يف مسائل الخالف‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫يقول ابن القيم‪ :‬إذا لم يكن يف المسألة سنة وال إجماع ولالجتهاد فيها مساغ‬
‫الموقعي ‪( 365 – 3‬‬
‫ر‬ ‫لم ينكر عىل من عمل فيها مجتهدا أو مقلدا‪( .‬إعالم‬

‫ويقول العز بن عبد السالم‪ :‬من َأن شيئا مختلفا يف تحريمه إن اعتقد تحليله لم‬
‫يجز اإلنكار عليه إال أن يكون مأخذ المحلل ضعيفا (قواعد اْلحكام ‪.) 109-1‬‬

‫• العنصر الثالث‪ :‬حكم حتديد الرقية بعدد معني‪:‬‬


‫معي لعالج‬ ‫يشع تخصيص قراءة آيات معينة من القرآن الكريم بعدد ر‬ ‫ال ر‬
‫المعوذتي يف الرقية من‬ ‫ع خاص‪ ،‬كما ورد يف قراءة‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫أمراض معينة إال بدليل ش ي‬
‫الحم مثال‪ ،‬وقراءة الفاتحة يف الرقية من اللدغة‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫يأن بعض الناس إىل آيات من القرآن الكريم متفرقة‪ ،‬ينتقيها بنفسه‪،‬‬ ‫َ‬
‫أما أن ي‬
‫ر‬
‫وينشها ربي‬ ‫وينسب إليها عالج أمراض معينة‪ ،‬كأنها وصفة طبية رشعية خاصة‪،‬‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم‪ ،‬فذلك أقرب إىل‬ ‫الناس فيشتبه عليهم أن ذلك من سنة ي‬
‫االبتداع منه إىل االتباع‪ ،‬وأوىل للمسلم اجتنابه وعدم امتثاله‪ .‬والقرآن كله بركة وأجر‬
‫ً‬
‫معي آلية معينة ال بد له من دليل‪ ،‬وال نعلم دليال‬
‫وخي وشفاء‪ ،‬ولكن دعوى أثر ر‬ ‫ر‬
‫صحيحا عىل ذلك‪.‬‬
‫وقد جاء يف "فتاوى اللجنة الدائمة" "أما تخصيص آيات معينة لرقية بعض‬
‫اْلمراض بال دليل فال يجوز " انتىه‪( .‬المجموعة الثانية‪[ )76/1 :‬موقع اإلسالم سؤال وجواب ‪]123155‬‬

‫‪23‬‬
‫• العنصر الرابع‪ :‬الفرق بني الرقية وبني التميمة والتولة والنشرة‪.‬‬

‫العي‪.‬‬
‫ه ما يعلق عىل اْلوالد من خرزات وعظام ونحو ذلك لدفع ر‬ ‫ي‬ ‫التميمة‪:‬‬
‫ويحفظون بها‪.‬‬ ‫سميت تميمة العتقادهم أنهم يتم أمرهم ُ‬
‫وتعليق التمائم محرم‪ ،‬وهو من التشبه بالجاهلية‪ .‬وإن اعتقد فيها النفع والرص‬
‫العي أو‬‫من دون هللا عز وجل‪ ،‬فهذا رشك أكي‪ ،‬وإن اعتقد أنها سبب للسالمة من ر‬
‫الجن‪ ،‬فهذا رشك أصغر‪ْ ،‬لنه جعل ما ليس سببا سببا‪.‬‬
‫‪ :‬ر‬
‫(الت َولة)‪ :‬ما ُي ر‬ ‫رََ‬
‫حبب المرأة إىل‬ ‫اْلثي الجزري – رحمه هللا‬ ‫أما التولة‪ :‬قال ابن ر‬
‫َّ‬ ‫وغيه‪ ،‬وجعله من ر‬
‫الشك العتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خالف‬ ‫زوجها من السحر ر‬
‫انتىه من " النهاية يف غريب الحديث " ( ‪) 200 / 1‬‬ ‫ما قدره هللا تعاىل‪.‬‬
‫ه رشك أصغر‬ ‫ي‬ ‫العثيمي – رحمه هللا‪ - :‬وهل‬ ‫ر‬ ‫قال الشيخ محمد بن صالح‬
‫المسبب للمحبة‬ ‫ر‬ ‫أو أكي؟ نقول‪ :‬بحسب ما يريد اإلنسان منها‪ ،‬إن اتخذها معتقدا أن‬
‫فىه شك أكي‪ .‬انتىه من " القول‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫فىه شك أصغر‪ ،‬وإن اعتقد أنها تفعل بنفسها‪ :‬ي‬ ‫هو هللا‪ :‬ي‬
‫المفيد عىل كتاب التوحيد " ( ‪. (129 / 1‬‬

‫‪24‬‬
‫الدرس السابع من الوحدة األوىل‪ :‬أقسام الرقية‪:‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من أربعة عنارص‪:‬‬
‫• العنرص اْلول‪ :‬الرقية ر‬
‫الشعية‪.‬‬
‫• العنرص ي‬
‫الثان‪ :‬الرقية المباحة‪.‬‬
‫• العنرص الثالث‪ :‬الرقية المكروهة‪.‬‬
‫• العنرص الرابع‪ :‬الرقية المحرمة‪.‬‬

‫• العنصر األول‪ :‬الرقية الشرعية‪.‬‬


‫ع‪ :‬ما ورد به الدليل والنص سواء من كالم هللا أو كالم رسوله‬ ‫ر‬
‫المقصود بالش ي‬
‫والمعوذتي‬‫ر‬ ‫الكرش وخواتيم البقرة‬ ‫ي‬ ‫صىل هللا عليه وسلم مثل قراءة الفاتحة واية‬
‫جييل‪:‬‬ ‫ومنها ْرقية َ َ‬ ‫وسورة البقرة ومثل اْلدعية النبوية يف االستشفاء والتعوذات َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫‪ .1‬فقد روى مسلم ف صحيحه عن أن سعيد رض هللا عنه (أن جييل‪ ،‬أن الن َّ‬
‫ب‬ ‫ِْ ي‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ ي َّ ُ ْ َ َ ْ َ ي َ َ َ َ َ ْ ِ ِ َ‬ ‫ي‬
‫«باس ِم‬ ‫صىل هللا عليه وسلم فقال‪ :‬يا محمد اشتكيت؟ َفقال‪« :‬نعم» قال‪:‬‬
‫ُ َ ِْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ رَ ر ُ ر َ ْ‬ ‫ْ ُ ر رَ ْ ُ ْ َ‬ ‫َْ َ‬
‫ي حا ِس ٍد‪ ،‬هللا يش ِفيك‬ ‫س أو ع ر ِ‬ ‫ش ٍء يؤ ِذيك‪ِ ،‬من ش كل نف ٍ‬ ‫هللا أرِقيك َ ْ‪ِ ،‬منَ كل ي‬ ‫ِ‬
‫هللا أرِقيك»)‪.‬‬ ‫اس ِم‬‫ب ْ‬
‫َ َ َّ َ ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َِ ُ ُ َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ ر َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ي الم ٍة‪[ .‬البخاري‪3191‬‬ ‫ان َوهام ٍة‪ ،‬و ِمن كل ع ر ٍ‬ ‫‪ .2‬أعوذ بكلمات اّلِل التامة‪ ،‬من كل شيط‬
‫َ ُ ُ ِ َ ِ َ ِ ِ َّ َّ ِ ِ ْ رَ ر َ َ ٍ َ‬
‫ات ِمن ش ما خلق‪[ .‬مسلم ‪]6818‬‬ ‫ِ‬ ‫هللا التام‬ ‫ات ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ .3‬أعوذ ِبك ِلم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫‪ .4‬روى مسلم ف صحيحه عن عثمان بن أن العاص‪ ،‬أن ُه َشكا إىل َر ُ‬
‫هللا‬
‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َي ُُْ َ ْ ََ ََ ََِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫ي‬
‫هللا‬
‫صىل هللا عليه وسلم وجعا ي ِجده ِ َ يف َّجس ِد ِه َ َّمنذ أسلم فقال ل ُه رسول ِ‬
‫هللا‬ ‫«ض ْع َي َد َك َعىل الذي َتأل َم م ْن َج َ َ َ ْ ْ‬ ‫‪َ :‬‬
‫س ِدك‪ ،‬وقل ِباس ِم ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫صىل هللا عليه وسلم‬
‫َ ُ‬ ‫ََ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫فف‬ ‫‪.‬‬
‫اهلل وقد ِرت ِه ِمن ش ما أ ِجد وأح ِاذر" [رقم‪ ]5701‬ي‬ ‫ات أعوذ ِب ِ‬ ‫ثًلثا‪ ،‬وقل سبع مر ٍ‬
‫هذا العالج من ذكر هللا‪ ،‬والتفويض إليه‪ ،‬واإلستعاذة بعزته وقدرته من رش‬
‫اْللم ما يذهب به‪ ،‬وتكراره ليكون أنجع وأبلغ‪ ،‬كتكرار الدواء إلخراج المادة‪،‬‬
‫غيها‪.‬‬
‫وف السبع خاصية ال توجد يف ر‬‫ي‬

‫‪25‬‬
‫ان ُي َع رو ُذ َب ْعضَ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫هللا عليه وسلم ك‬ ‫هللا صىل‬ ‫رض هللا عنها (أن رسول ِ‬ ‫ي‬ ‫َعن عائشة‬ ‫‪.5‬‬
‫َْ َ‬ ‫َْْ َ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َّ َ َّ َّ‬ ‫ُ‬
‫أ ْهله َي ْم َسح ب َيده َويق ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫اس‪ ،‬أذ ِه ِب البأس‪ ،‬واش ِف أنت‬ ‫الن‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫«الله‬ ‫‪:‬‬ ‫ول‬ ‫ِ ِ َ َِ ِ ِ‬
‫َ ً َ ُ َ ُ َ َِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الشاف‪َّ ،‬ل شف َاء إَّل شف َ‬ ‫َّ‬
‫ادر سقما)"‪[.‬البخاري ومسلم]‬ ‫ِ‬ ‫غ‬ ‫ي‬ ‫َّل‬ ‫اء‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫اء‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِي‬
‫ال‪َ " :‬م ْن َع َاد َمريضا‪َ ،‬لمْ‬ ‫ب صىل هللا عليه وسلم‪َ ،‬ق َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫عن ابن عباس‪ ،‬عن الن ر‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪.6‬‬
‫َْ‬ ‫ِْ‬ ‫ْ ُ َّ َ ْ َ َ َ َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ِ ُ ِ َ َ ُ ُ ٍَ َ َ ِ ْ َ ِ ُ ي‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫يح ْ‬
‫ش الع ِظ ِيم أن‬ ‫ال ِع َّن ُده ْس َبع َ ِمر ْ ٍار‪ :‬أسأل اّلِل الع ِظيم رب العر ِ‬ ‫رص أجله فق‬
‫َ ْ َ َ َّ َ َ ُ‬
‫ََ‬
‫يش ِفيك‪ِ ،‬إَّل عافاه اّلِل ِمن ذ ِلك المرض [صحيح ابو داود ‪]3106‬‬
‫ُ ْ َ ُّ ْ َ ُ َ َ َ‬ ‫ُ ْ َ ُ ْ َ ُ َ َ َ َِّ‬ ‫َ َ َ َّ‬
‫" َّل ِإله ِإَّل هللا الح ِليم الك ِريم‪َّ ،‬ل ِإله ِإَّل هللا الع ِ يىل الع ِظيم‪َّ ،‬ل ِإله إال هللا رب‬ ‫‪.7‬‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ َ َ ُّ ْ‬
‫اْللبان ‪]4571‬‬
‫ي‬ ‫‪-‬‬ ‫الصغي‬
‫ر‬ ‫الجامع‬ ‫صحيح‬ ‫أحمد‪،‬‬ ‫رواه‬ ‫[‬ ‫"‬ ‫يم‬‫ِ ِ‬‫ر‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ش‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫السماوات السب ِع ورب‬

‫• العنصر الثاني‪ :‬الرقية املباحة‪.‬‬


‫النب صىل هللا عليه وسلم لبعض الصحابة عىل رقاهم‬ ‫وه من جنس ما أقره ي‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الب كانوا عليها بعد أن سمعها وكانت خالية من الشك‪ ،‬وهذا النوع يعتي مشوعا‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫إذا وافق شوط الرقية‪ ،‬ولكننا قلنا الرقية المباحة لما وقع من الخالف يف حكم‬ ‫ر‬
‫الرقية توقيفية أم اجتهادية فنخرج بهذا المسم لنسلم من المنازعات‪.‬‬
‫رف ي ْف الجاهلية‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا‬ ‫عن عوف بن مالك اْلشجع رض هللا عنه قال‪ :‬كنا َن َ‬
‫ي‬ ‫رسول هللا‪ ،‬كيف ترى ف ذلك؟ ي فقال ي‪ْ ( :‬‬
‫الر َف َما َل ْم َي ُكنْ‬‫س ب ُّ‬ ‫ىل ُر َق ُاك ْم‪ََّ ،‬ل َبأ َ‬‫اعر ُضوا َع َ َّ‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ر ْ ٌ‬
‫شك) [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫يه ِ‬‫ِف ِ‬
‫اشتهرت أشة يف ييب بالمعالجة بالرف من ذوات السموم من حيات وعقارب‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫بالنب صىل هللا‬ ‫ي‬ ‫بب النجار‪ ،‬فلما آمنت تلك اْلشة‬ ‫عمرو بن حزم من ي‬ ‫وه أشة‬ ‫ي‬
‫عليه وسلم عرضت عليه تلك الرقية‪ ،‬فلم يجد فيها ما يستوجب تحريمها فأجازها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫آل َع ْم ِرو‬ ‫الر َف‪َ ،‬ف َج َاء ُ‬ ‫هللا صىل هللا عليه وسلم َعن ُّ‬ ‫ال‪َ :‬ن َىه َر ُس ُ‬
‫ول‬ ‫ف َع ْن َجابر‪َ ،‬ق َ‬
‫ََ ُ َ َ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ ْ َ ٍِ‬
‫َّ ُ َ َ ْ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫هللا ِإنه كانت ِعندنا‬ ‫هللا صىل َّ هللا َ عليه وسلم َفقال َوا‪ :‬يا َرسول ِ‬ ‫ول ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِن ح ٍزم ِإىل رس‬
‫«ما‬‫ال‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال‪ :‬ف َع َرضوها َعل ْيه‪ ،‬فق َ‬‫ُ‬ ‫الرف‪ ،‬ق َ‬ ‫ُّ‬ ‫ن‬ ‫ع‬‫ُر ْق َي ٌة َن ْر َف ب َها م َن ال َعق َرب‪َ ،‬وإن َك ن َه ْيت َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫َ َ َ ْ ِ ي َ ِ ِ ْ َ َ َ ْ ِ ُ ْ َ ِ ْ َ ْ َ َ َ َ ُ َِ ْ َ ْ َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫أرى بأسا من استطاع ِمنكم أن ينفع أخاه فلينفعه» [رواه مسلم]‪.‬‬
‫ِ‬

‫‪26‬‬
‫ه جائزة‪:‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫إذا فكل رقية خالية من الشك واستوفت شوط الرقية الصحيحة ي‬
‫❖منها مثال اختيار بعض آيات من القران لم يرد بها نص ولكن ثبت ر‬
‫تأثيها‬
‫ولمناسبتها حالة المريض كاختيار آيات ذكر فيها السحر واإلبطال والشفاء‬
‫لقراءتها عىل المسحور‪.‬‬
‫والعي والبغضاء والنظر والنعمة عىل‬
‫ر‬ ‫❖وكذلك قراءة آيات ذكر فيها الحسد‬
‫المعيون والمحسود ونحو ذلك‪.‬‬
‫❖أو الدعاء بدعاء لم يرد يف أحاديث نبوية وإن كانت بالعامية رشط أال يكون‬
‫فيها اعتداء يف الدعاء وتجاوز‪.‬‬

‫• العنصر الثالث‪ :‬الرقية املكروهة‪.‬‬


‫َ‬
‫الب تشابه رقية أهل البدع والسحرة‪.‬‬
‫ه ي‬ ‫ي‬
‫❖أو نقلت من كتبهم وقد يكون فيها أمور مباحة‪.‬‬
‫❖أو يخالطها ما ال يعرف معناه سواء بلغة أخرى أو طريقة غريبة فيها أمور‬
‫مستحدثة ولم تعرض عىل العلماء‪.‬‬
‫❖أوكانت مشابهة ْلصحاب الطرق المنحرفة سواء يف قراءة آيات بأعداد معينة‬
‫أو كيفيات‪.‬‬

‫العنصر الرابع‪ :‬الرقية احملرمة‪.‬‬ ‫•‬


‫تحرم الرقية إذا تم مخالفة رشط من رشوط جوازها أو كانت مشتملة عىل‬
‫رشك‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الوحدة الثانية‪ :‬أحكام المعالج والمريض‬
‫الدرس األول من الوحدة الثانية‪ :‬التمييز بني الراقي وممارس السحر‪.‬‬
‫تداخلت اْلمور يف هذه اْلزمان فأصبح السحرة والمشعوذين يسمون‬
‫عيي‪ ،‬أو الر َاف فالن‪َ ،‬‬
‫حب ال ينفر منهم الناس‪ ،‬بالرغم من‬ ‫ر‬ ‫أنفسهم بالرقاة ر‬
‫الش‬
‫ي‬
‫يمي‬ ‫َ‬
‫استخدامهم للطرق المحرمة يف العالج‪ ،‬لهذا نذكر بعض عالمات السحرة حب ر‬
‫ع والساحر أو ممارس‬ ‫وبي الر َاف ر‬
‫الش‬ ‫ر‬ ‫والمشعوذ‬ ‫‪،‬‬ ‫ع‬ ‫المسلم ربي الر َاف ر‬
‫الش‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫السحر‪.‬‬
‫اق الصادق والساحر والمشعوذ الكاذب‪:‬‬‫ر‬ ‫ال‬ ‫فهذه بعض الفروق ن‬
‫بي‬
‫ي‬
‫‪ )1‬المشعوذ‪ ،‬يستخدم الطلسمات والعزائم السحرية‪ ،‬والحروف‪ ،‬واْلرقام‪ ،‬وأسماء‬
‫كبار الجن والسحرة‪ ،‬والمطالع والنجوم‪ ،‬والتخييل‪ ،‬واستحضار اْلرواح‪،‬‬
‫ع ال يستخدم كل ذلك‪.‬‬ ‫واالستكشاف‪ ..‬إلخ مما هو محظور رشعا‪ .‬والر َاف ر‬
‫الش‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الب فيها خمسُ‬ ‫الت َو َلة‪ ،‬وال –شكل‪ -‬الكف َ‬
‫ر‬
‫وال‬ ‫التمائم‬ ‫يستخدم‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫الش‬ ‫‪ )2‬والر َاف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫غي ذلك‪ .‬والمشعوذ‬ ‫والعي داخلها‪ ،‬والثعبان ملتوي عىل اْلصابع وال ر‬ ‫ر‬ ‫أصابع‬
‫يعتمد عىل ما سبق‪.‬‬
‫ع يعتقد أن الرقية ال تؤثر بذاتها‪ ،‬وإنما بإذن هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬وال‬ ‫‪ )3‬الر َاف ر‬
‫الش‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫العي‪ ،‬ويطرد الجن‪ ،‬وما الرقية‬‫أحد يملك الشفاء بمعب اليء‪ ،‬وال أحد يدفع ر‬
‫الشعية إال سبب من العالج‪ .‬والمشعوذون يعتقدون عكس ذلك‪ ،‬وهو رشك يف‬ ‫ر‬
‫التوكل‪.‬‬
‫يرف فيه من المحرمات الموجودة فيه‪ ،‬كالصور‪،‬‬ ‫الشع يطهر المكان الذي َ‬ ‫‪ )4‬الر َاف ر‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ئ‬
‫وغي ذلك‪ .‬وي رهب نفسه بالطهارة‬ ‫والتماثيل‪ ،‬والغناء والموسيف‪ ،‬والنجاسات‪ ،‬ر‬
‫يهب نفسية المريض‪ ،‬بإلقاء كلمة يف التوحيد وإخالص التعلق‬ ‫وتصحيح النية‪ ،‬ثم ر ئ‬
‫بغيه‪ ،‬واإليمان الصادق‪ ،‬واالستعانة به‪ ،‬والتوكل‬ ‫باهلل تعاىل وحده‪ ،‬وعدم التعلق ر‬
‫أكي‪ ،‬والتقرب منه بالمحافظة عىل أداء الواجبات‪،‬‬ ‫عليه والتعرف عىل ربه ر‬
‫الحصي‪ ،‬مع تيأه‬
‫ر‬ ‫واالبتعاد عن المحرمات‪ .‬والتحصن بذكره تعاىل فهو الحصن‬
‫من الحول والقوة إال باهلل تعاىل‪...‬‬

‫‪28‬‬
‫ويشك به؛ لم تستجب له‬ ‫والساحر عىل العكس من ذلك‪ ،‬بل إذا لم يكفر باهلل ر‬
‫وشياطينهم ليخدموه‪ .‬وال ر ئ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬
‫يهب نفسه بالطهارة‪ ،‬والتسمية‪ ،‬والتعوذ‬ ‫الجن‬ ‫مردة‬
‫شء من طاعة هللا‪،‬‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫الشياطي‪ ،‬وال ر ئ‬
‫يهب نفس المريض‪ ،‬وال يرشده إىل ي‬ ‫ر‬ ‫باهلل من‬
‫وغيه‪،‬‬
‫كبية مجاهرا بها‪ ،‬كتيج النساء ر‬ ‫بشك أو بمعصية ر‬ ‫ولو كان المريض متلبسا ر‬
‫يشفيه‪ ،‬وأن اْلمر إليه‪.‬‬‫َ‬ ‫بل يظهر أمامه أنه قادر عىل أن‬
‫ع يقوم بتشخيص الداء عن طريق السؤال والجواب والرقية وما‬ ‫الش‬ ‫‪ )5‬الر َاف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫يتبي له أعراض المرض عند المريض‪ ،‬وربما كان مرضه‬ ‫َ‬
‫يالحﻆ خاللها‪ ،‬حب ر‬
‫نفش يحتاج إىل أن يعرض‬ ‫ي‬ ‫مرضا عضويا يحتاج إىل الطب المادي‪ ،‬أو مرض‬
‫نفسان‪ ،‬ومن خالل ذلك يقوم بالعالج بالرقية عىل ما وصفنا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫نفسه عىل طبيب‬
‫والمشعوذ ال يقوم بتشخيص الداء بل يخي المريض بما به من مرض‪ ،‬دون‬
‫وتبي المرض‪ ،‬بل بعضهم بمجرد ما يدخل المريض‬ ‫الب تثبت ر‬ ‫معرفة اْلعراض َ‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫الب قدم منها‪ ،‬واْلمر الذي جاء من‬ ‫َ‬
‫من الباب‪ ،‬يخيه باسمه واسم أمه‪ ،‬والجهة ي‬
‫أجله‪ ،‬بل منهم من ينتفض عند رؤية المريض‪ ،‬ويتأوه لذلك‪ ،‬ويقول‪ :‬هذا‬
‫المريض به كذا وكذا‪..‬‬
‫ع‪ ،‬ال يسأل المريض عن اسم أمه‪ ،‬وال عن اسم أحد أقاربه‪ ،‬وإنما‬ ‫الش‬ ‫‪ )6‬الر َاف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫جب يعرف كيف يتعامل معه‪ ،‬فإذا‬ ‫َ‬
‫يسأله عن اسمه فقط‪ ،‬حب إذا ظهر عليه‬
‫ي‬
‫ظهر الجب ونطق عىل لسان المريض‪ ،‬فإنه يأمره وينهاه‪ ،‬وال َ‬
‫يسيسل معه يف‬ ‫ي‬
‫الحوار‪ ،‬وال يطلب منه أن يكشف عن حالة المريض‪ ،‬وعمن سحره‪ ،‬فيكذب‬
‫والجيان واْلصحاب‪..‬‬
‫ر‬ ‫الجب ليوقع العداوة ربي اْلقارب واْلرحام‪،‬‬ ‫ي‬ ‫عليه‬
‫والمشعوذ يسأل المريض عن اسمه واسم أمه أو أحد أقاربه‪ ،‬وهذا ليس من أجل‬
‫وبي‬‫والجب عند اللزوم‪ ،‬وإنما من أجل اتفاقيات بينه ر‬ ‫َي‬ ‫أن يفرق ربي المريض‬
‫الجب يف الحديث‪ ،‬ويسأله عن حالة‬ ‫ي‬ ‫سحرة الجن ومردتهم‪ ،‬ويسيسل مع‬
‫غي ذلك مما يحصل به العداوة ربي من ذكرنا من‬ ‫المريض‪ ،‬وعمن سحره إىل ر‬
‫المسلمي‪..‬‬‫ر‬

‫‪29‬‬
‫يرف يف كل وقت ما‬ ‫الشعية‪ ،‬فهو َ‬ ‫الشع ال يحدد مكانا وال زمانا للرقية ر‬ ‫‪ )7‬الر َاف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الب فيها قبور‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫النجاسة‪ ،‬أو ي‬‫َ‬
‫وف كل مكان ما عدا أماكن‬ ‫عدا أوقات الصالة‪ ،‬ي‬
‫ويرف بحضور‬ ‫يرف فيها‪،‬‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫تطهيها‪ ،‬فيجتنبها وال ي‬ ‫ر‬ ‫ومعاص وال يستطيع‬ ‫ٍ‬ ‫وشكيات‪،‬‬
‫وينبع أن يكون المكان فيه ضوء وإنارة‪ ،‬وليس يف الظالم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫بعض أقارب المريض‪،‬‬
‫والمشعوذ عىل العكس من ذلك‪.‬‬
‫يشيط عىل المريض رشوطا رشعية‪ ،‬كأن يأمره بالواجبات من صالة‬ ‫الشع َ‬ ‫‪ )8‬الر َاف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وغي ذلك‪ ،‬وينهاه عن المحرمات‪ ،‬ويأمر من يرقيهن بأن يكن متحجبات‬ ‫وزكاة ر‬
‫ر‬
‫اع هذه اْلمور‬ ‫ع‪ .‬أما المشعوذ عىل العكس من ذلك؛ فال ير ي‬ ‫بالحجاب الش ي‬
‫بتاتا‪ ،‬فال يهمه‪ ،‬بل يحب أن تأتيه النساء متيجات عاريات‪ ،‬ويرقيهن كذلك دون‬
‫محارم معهن‪.‬‬
‫ع يحقق يف نفسه ما يدعو الناس إليه من تقوى هللا‪ ،‬من امتثال‬ ‫‪ )9‬الر َاف ر‬
‫الش‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫النواه كلية‪ ،‬فأكي الذين وقعوا يف‬ ‫ي‬ ‫اْلوامر ما استطاع إىل ذلك سبيال واجتناب‬
‫مخالفات أوتوا من هذا الباب‪.‬‬
‫حب القراءة السليمة للقرآن‪ ،‬وال‬ ‫فأكيهم جهال ال يعرفون َ‬ ‫ر‬ ‫وأما المشعوذون‬
‫الشعية‪ ،‬فضال عن تحقيق التوحيد الصحيح واإليمان الصادق‪،‬‬ ‫أبسط اْلحكام ر‬
‫ولذلك يقعون يف حبال عدوهم إبليس‪.‬‬
‫يشيطه السحرة إال أن يكون أمرا رشعيا‬ ‫يشيط شيئا مما َ‬ ‫الشع‪ ،‬ال َ‬ ‫‪ )10‬الر َاف ر‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫كإقامة واجب أو انتهاء عن معصية أو دواء مباحا يفيد يف العالج وقد يشيط‬
‫شيئا مباحا بنص كأجرة أو جعالة عىل رقيته بدون استغالل للمرض ومراعاتهم‪.‬‬
‫وف‬ ‫معينة‪،‬‬ ‫بأوصاف‬ ‫البقر‬ ‫أو‬ ‫الدجاج‪،‬‬ ‫أو‬ ‫كالتيس‬ ‫ة‪،‬‬‫كثي‬ ‫أشياء‬ ‫ط‬ ‫يشي‬‫والمشعوذ َ‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫أوقات معينة‪ ،‬أو الذهب من المرأة‪ ،‬أو المبالغ الخيالية‪ ،‬وربما ال يطلب من‬
‫المريض يف أول زيارة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الدرس الثاني من الوحدة الثانية‪ :‬تنبيهات يف اختيار الراقي‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من تمهيد وأربعة عنارص‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫تمهيد‪ :‬مواصفات مطلوبة ف الرافَ‬ ‫•‬
‫ي‬ ‫َ ي‬ ‫• اْلول‬
‫اف آلخر‪.‬‬ ‫الثان‪ :‬ر‬
‫تأثي الرقية من ر ي‬ ‫ي‬ ‫•‬
‫• الثالث‪ :‬رقية المرأة الرجل والعكس‪.‬‬
‫• الرابع‪ :‬رقية المسلم للكافر ورقية الكافر للمسلم‪.‬‬
‫• متهيد‪:‬‬
‫اف‪ ،‬ومنها‬ ‫الب يتطلب توضيحها‪ ،‬منها مواصفات مطلوبة ف الر َ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫بعض اْلحكام ي‬
‫حكم رقية الكافر للمسلم ورقية المسلم للكافر‪ ،‬وكذلك حكم رقية المرأة للرجل‪،‬‬
‫تأثي الرقية من راق ْلخر‪.‬‬
‫وكذلك حقيقة ر‬
‫• العنصر األول‪ :‬مواصفات مطلوبة يف الراقي‪:‬‬
‫ع‪:‬‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫من ر‬
‫توفيها يف المعالج الش ي‬‫الب يجب توفرها أو ر‬ ‫وط ي‬
‫ً‬
‫الش‬
‫فالمشك ال يقبل منه ولن يكون معانا من هللا‪.‬‬‫ر‬ ‫‪ -1‬التوحيد أوال‬
‫‪ -2‬اإلخالص يف هذا العمل هلل‪.‬‬
‫ع الواجب معرفة عقيدة أهل السنة والجماعة والعمل بها وتحقيقها‬ ‫ر‬
‫‪ -3‬العلم الش ي‬
‫– معرفة‬
‫أحكام الصالة والصيام والزكاة عىل الوجه الذي يقبل أو تقبل به تلك العبادات‪.‬‬
‫الشعية وفتاوى العلماء وتجارب الرقاة يف هذا الباب‪.‬‬ ‫‪ -4‬العلم الخاص بالرقية ر‬
‫‪ -5‬الشجاعة وقوة النفس والشخصية فليس كل من صىل أو عىل استقامة يستطيع‬
‫أن يكون راقيا وخاصة يف أمور الجن والسحر‪.‬‬
‫‪ -6‬الصي واالحتساب وحسن الخلق‪.‬‬
‫‪ -7‬الثقة باهلل وحسن التوكل‪.‬‬
‫‪ -8‬أن يكون شبه متفرغ لحاجة الناس اليه‪.‬‬
‫ً‬
‫قوال وعمال ظاهرا وباطنا‪.‬‬ ‫‪ -9‬إتباع الكتاب والسنة‬

‫‪31‬‬
‫َ‬
‫والمقيح (‪ 25‬وما فوق)‪.‬‬ ‫كبيا يف السن لخطورة اْلمر‬ ‫‪ -10‬أن يكون ر‬
‫‪ -11‬أن يكون سليما من اْلمراض كالقلب والسكر والضغط وخاصة إذا كان يؤثر‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ -12‬أن يكون سليما من العم والصمم والبكم وعش الكالم وأن يكون سليم اليدين‪.‬‬
‫‪ -13‬أن يكون حافظا آليات الرقية بأنواعها ومتقنا للتجويد وخاصة آيات الرقية‪.‬‬
‫السية والسلوك والمظهر‬ ‫‪ – 14‬أن يكون مزىك من قبل أهل العلم والفضل حسن ر‬
‫اإلسالم‪.‬‬
‫ي‬
‫ر‬
‫‪ -15‬أن ال يكون حديث عهد باستقامة لما قد يخش عليه وعىل المرض والدين‪.‬‬
‫المتعاملي بأمور‬
‫ر‬ ‫وغيه وال من‬
‫‪ -16‬أن ال يكون من أهل االستعانة بالجن المسلم ر‬
‫والريك وما يجلب من الغرب‪.‬‬ ‫ي‬ ‫الطاقة‬
‫تشيط‪:‬‬ ‫مواصفات ال َ‬
‫اف أن يكون حافظا لكتاب هللا‪.‬‬ ‫يشيط ف الر َ‬ ‫‪ -1‬ال َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫يشيط أن يكون عالما أو لديه مؤهالت تعليمية عالية‪.‬‬ ‫‪ -2‬ال َ‬
‫يشيط أن يكون عربيا‪.‬‬ ‫‪ -3‬ال َ‬
‫يشيط لون أو هيئة خلقية‪.‬‬ ‫‪ -4‬ال َ‬
‫اف المتفرغ‬ ‫يرف لظروف طارئة أن تكون فيه صفات الر َ‬ ‫يشيط عىل من َ‬ ‫‪ -5‬ال َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫يرف أخاه)‪.‬‬‫(أخ َ‬
‫ي‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬تأثري الرقية من راقي آلخر (هل الرقية موهبة‬

‫وإهلام)‪:‬‬

‫تأن بالتعليم وإنما العلم بالتعلم‪ ،‬فمن أتقن تالوة القرآن‬ ‫اْلصل أن الرقية َ‬
‫ي‬
‫الب‬‫َ‬ ‫ة‬‫المعتي‬ ‫بالضوابط‬ ‫المأثورة‬ ‫غي‬ ‫الرف‬‫َ‬ ‫حفﻆ‬ ‫أو‬ ‫الواردة‪،‬‬ ‫النبوية‬ ‫وحفﻆ َ‬
‫الرف‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫يرف‪ ،‬وهناك أمور وخيات قد يكتسبها من الممارسة‬ ‫ذكرناها من قبل جاز له أن َ‬
‫ي‬

‫‪32‬‬
‫وسؤال أهل الخية وأيضا هناك عوامل أخرى يتفاوت بها الرقاة منها ما هو من هللا‬
‫ومنها ما هو من الشيطان‪.‬‬

‫• العنصر الثالث‪ :‬رقية الرجل للمرأة والعكس‪:‬‬


‫أما رقية الرجل للمرأة فالصحيح أنها تجوز عند الرصورة حكمها حكم المداواة‪،‬‬
‫بشوط منها‪:‬‬ ‫ر‬

‫اف معروفا بصحة المعتقد وسالمة منهجه يف الرقية‪ ،‬وأن يكون أمينا‬ ‫‪ -1‬أن يكون الر َ‬
‫ي‬
‫ثقة ال يعرف بالتساهل يف باب اْلعراض‪.‬‬
‫اف‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن يكون معها محرم أو جماعة من النساء بحيث تنتف خلوتها بالر َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫شء أثناء القراءة عليها‪ .‬ومتجنبة للطيب‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫‪ -3‬أن تكون متسية ال يظهر من بدنها ي‬
‫وغيه من وسائل الفتنة‪.‬‬ ‫ر‬
‫بغي حائل وبدون حاجة ماسة إال إذا اضطر‬ ‫‪-4‬أن ال يمس الر َ‬
‫اف شيئا من بدنها ر‬ ‫ي‬
‫حسب قاعدة الحاجة تيل ميلة الرصورة عامة كانت أو خاصة وهذا ال يكون لكل‬
‫اف بفعل الطبيب سواء بمس أو نظر‬ ‫أحد وال ف جميع الحاالت‪ ،‬وال يقاس فعل الر َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫مطلق بل له ضوابط وتقييد‪.‬‬
‫وأما رقية المرأة للرجل فالصحيح أنها تجوز ولكن نطاقها أضيق‪.‬‬
‫بالنسبة للنساء فأرى أن المرأة ضعيفة‪:‬‬
‫▪ لما يعرض عليها من الدورة الشهرية والحمل والنفاس‪.‬‬
‫▪ وتربية اْلبناء ورعاية الزوج‪.‬‬
‫▪ ونسيانها الذي قد يكون خطرا عليها‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ولكن هناك نساء أقوى من الرجال وأعىل همما يف مجال الدعوة فهذه تصلح‬
‫لهذا العمل الشاق‪ ،‬وإن فعلت تقع تحت ضوابط رقية الرجل للمرأة وزيادة‪ ،‬فتقترص‬
‫المصابي يف‬
‫ر‬ ‫المعاقي أو‬
‫ر‬ ‫المسني أو المرض‬
‫ر‬ ‫عىل رقية اْلطفال الذكور أو‬
‫لكيتهن‪.‬‬‫المستشفيات وإن كانت الحاجة الماسة ف رقيتها للنساء ر‬
‫ي‬
‫• العنصر الرابع‪ :‬رقية املسلم للكافر ورقية الكافر للمسلم‬
‫ليس هناك ما يمنع من رقية المسلم للكافر‪ ،‬والقرآن الكريم جعل هللا فيه‬
‫وغيها من اْلشياء‪ ،‬فهذه أسباب للشفاء وهللا‬ ‫شفاء‪ ،‬كما جعل يف العسل أو الزيت ر‬
‫الشاف فال بأس برقية الشخص الكافر وبخاصة إذا كنت تطمع يف إسالمه‪.‬‬ ‫ي‬ ‫هو‬
‫للمشك بسورة الفاتحة‬ ‫ر‬ ‫الصحان برقيته‬ ‫فرقية المسلم للكافر جائزة لفعل‬
‫ْ َ َ ْ َ َ ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ َْ َ ْ ُ َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وف الموسوعة الفقهية‪ :‬ال ِخالف ب ري الفقها ِء ِ يف جو ِاز رقي ِة المس ِل ِم ِللك ِاف ِر واستدلوا‬
‫ََُ‬ ‫َ َّ ْ َ َّ َّ‬ ‫ََ ْ ُ ْ ْ‬ ‫ْ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ج ال ِذي نزلوا‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫الل‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫االس‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫عنه‪،‬‬ ‫هللا‬ ‫رض‬ ‫ي‬‫ر‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫خ‬ ‫ال‬ ‫يد‬‫ع‬ ‫س‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫يث‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫بَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‬
‫ُّ‬ ‫َ َ ْ ُ ْ ْ َّ‬ ‫ِ َ َ ْ ْ َ ِْ ي َ َ ُ ُ ْ َ َ َ ِْ َ ْ ُ َ ي ر ُ ُ ْ َ ُ ُ َّ‬
‫علي ِهم فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم كانوا كفارا‪ ،‬ولم ين ِكر الن ِ يب صىل هللا عليه‬
‫َ َ ََْ‬
‫وسلم ذ ِلك علي ِه‪ .‬وهللا تعاىل أعلم‪[ .‬موقع اإلسالم سؤال وجواب ‪]6714‬‬

‫وأما رقية الكافر للمسلم فال يجوز أخذ الرقية عىل يد كافر أو مبتدع‪ْ ،‬لنه ال‬
‫الكتان فقد‬
‫ي‬ ‫بالشياطي‪ .‬واختلف يف رقية‬
‫ر‬ ‫يؤمن استعمالهما للسحر‪ ،‬واتصالهما‬
‫الكتان للمسلم إذا رقاه بذكر هللا أو بما يف كتابهم‬
‫ي‬ ‫رخص بعض أهل العلم يف رقية‬
‫مما ال رشك فيه‪.‬‬
‫الشافع‬
‫ي‬ ‫العسقالن رحمه هللا‪ " :‬وقال الربيع‪ :‬سألت‬
‫ي‬ ‫قال الحافﻆ ابن حجر‬
‫يرف بكتاب هللا وما يعرف من ذكر هللا‪ .‬قلت‪َ :‬‬
‫أيرف أهل‬ ‫عن الرقية فقال ال بأس أن َ‬
‫المسلمي؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬إذا رقوا بما يعرف من كتاب هللا وبذكر هللا‪ .‬انتىه‪.‬‬
‫ر‬ ‫الكتاب‬
‫[موقع اإلسالم سؤال وجواب ‪]149490‬‬

‫‪34‬‬
‫الدرس الثالث من الوحدة الثانية‪ :‬األجرة على الرقية‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ثالثة عنارص‪:‬‬
‫• اْلول‪ :‬حكم أخذ اْلجرة عىل الرقية‪.‬‬
‫احياف الرقية‪.‬‬ ‫• الثان‪َ :‬‬
‫ي‬
‫• الثالث‪ :‬فتح عيادات للرقية‪.‬‬
‫• العنصر األول‪ :‬حكم أخذ األجرة على الرقية‪.‬‬
‫وغيهم من العلماء عىل جواز أخذ اْلجرة عىل الرقية‪،‬‬ ‫اتفق اْلئمة اْلربعة ر‬
‫يىل ‪:‬‬ ‫واستدلوا بما ي‬
‫ََ ْ ُ ْ ْ‬
‫االس ِتد ِ‬
‫الل‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫رض هللا عنه الذي سبق ذكره ُ ووجه‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫أن سعيد الخدري‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫بحديث‬
‫َ َ َ ُ ُ‬
‫َ‬
‫وه ْم عىل قطيع م َن الغنم‪ ،‬فانطلق ف َج َع َل َيتف ُل َو َيق َرأ {ال َح ْمد ّلِل َربر‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َ َّ ِ ُ ٍ ِ‬ ‫(فصالح‬
‫َ َ َ ٌ َ َ ‪ُْ ْ َ ْ َ َ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ي}‪َ ،‬ح ََّب لكأن َما ن ِشط ِم ْن ِعقال‪ ،‬فانطلق َي ْم ِر‬ ‫َ‬ ‫ْال َع َالم َ‬
‫ش َما ِب ِه قلبة‪ ،‬قال فأوفوهم‬
‫َ َ َ َْ َُ‬ ‫َ َ ُ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ ٍ َ ْ ُ ُ ْ ْ ُ ي َ َ َ َّ‬ ‫ُ ْ َ ُ ِ ر ُ َّ‬
‫جعله ْم ال ِذي صالحوهم علي ِه‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬اق ِسموا‪ ،‬فقال ال ِذي رف‪َّ :‬ل ت ْفعلوا‬
‫َ‬ ‫َ َ ََْ ُ‬ ‫َ َ ْ ُ َ ُ َّ‬ ‫َ ََّ َ َ َ َ ُ َ َّ‬
‫اّلِل صىل هللا عليه وسلم فنذك َر له ال ِذي كان‪ ،‬فننظ َر َما َيأ ُم َُرنا‪،‬‬ ‫َحب نأ ِ ين َرسول ِ‬
‫َ َ ُ ْ َ ََّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف َقد ُموا َعىل َر ُسول اّلِل صىل هللا عليه وسلم فذك ُروا ل ُه فق َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ال‪(( :‬وما يد ِريك أنها‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ٌَْ َ َ ُُْ ْ ُ َ ْ‬
‫ارصبوا ِ يىل معكم ِبسه ٍم )) متفق عليه‪.‬‬ ‫رقية أصبتم اق ِسموا و ِ‬
‫الحديث ظاهرة يف جواز أخذ اْلجرة عىل الرقية‪ ،‬والشاهد قوله‬ ‫َ‬ ‫فالداللة يف هذا‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫صىل هللا عليه وسلم‪(( :‬أ َص ْب ُت ُم اقس ُموا َو ْ ُ‬
‫ارصبوا ِ يىل َم َعك ْم ِب َس ْه ٍم))‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقد قال البخاري يف "صحيحه" يف كتاب اإلجارة‪ " :‬باب ما يعىط يف الرقية‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم‪:‬‬ ‫عىل أحياء العرب بفاتحة الكتاب‪ .‬وقال ابن عباس عن ي‬
‫((أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب هللا)) "‬
‫قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه هللا (ال حرج يف أخذ اْلجرة عىل رقية‬
‫المريض) [مجموع فتاوى ابن باز" (‪.])338/19‬‬

‫اف أال يكون همه المال‪ ،‬بل قصده نفع‬ ‫وإن قلنا بجواز الرقية‪ ،‬فينبع للر َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫المريض واحتساب اْلجر يف ذلك‪ ،‬وهو يف ذلك مثل الطبيب كالهما سبب‪ ،‬والشفاء‬
‫الشاف سبحانه وتعاىل‪.‬‬ ‫ي‬ ‫بيد هللا‬

‫‪35‬‬
‫الرقية‪.‬‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬احرتاف‬
‫احياف الرقية‪ ،‬وقال‪ :‬كون اإلنسان يجعل مهنته‬ ‫من أهل العلم من منع من َ‬
‫الرقية‪ ،‬هذا غلط؛ ْلنه ال ُيعرف أن السلف كانوا يجعلون طائفة منهم يمتهنون‬
‫بفي عظيمة‪ ،‬فقد وقعوا‬ ‫الرقية‪ ،‬قالوا‪ :‬وأغلب الذين جعلوا الرقية مهنتهم قد فتنوا َ‬
‫وف أخطاء شنيعة أخالقية وعقدية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫يف شعوذات وبدع‬
‫َ‬
‫غيه‬ ‫ومن أهل العلم من أجاز احياف الرقية‪ ،‬وقال‪ :‬كونه ينفع نفسه وينفع ر‬
‫المسلمي‪.‬‬
‫ر‬ ‫والخي ونفع‬
‫ر‬ ‫هذا من أعظم أعمال الي‬
‫المتطوعي‬ ‫يحيفوا هذه المهنة‪ ،‬فكان ذلك لتوفر الرقاة‬ ‫أما كون السلف لم َ‬
‫ر‬
‫يف زمنهم‪ ،‬وربما لقلة اإلصابة بمثل هذه الحاالت يف زمنهم‪ ،‬فلم يكونوا بحاجة إىل‬
‫في‪.‬‬ ‫َ‬
‫رقاة محي ر‬
‫• العنصر الثالث‪ :‬فتح عيادات للرقية‪.‬‬
‫تقدم معنا جواز أخذ اْلجر عىل الرقية وحيث جازت الرقية‪ ،‬وجاز أخذ اْلجر‬
‫عليها‪ ،‬فال فرق ربي أن يكون ذلك يف البيت‪ ،‬أو يف محل مستأجر‪ ،‬أو يف دار خاصة‪،‬‬
‫دفعا للحرج والمشقة عن أهل الميل‪ .‬وال وجه لمن منع ذلك بحجة أنه لم يعرف‬
‫عن السلف التكسب بهذه الطريقة‪ ،‬فإنه إذا ثبت أن العمل مباح‪ ،‬وأن اْلجرة عليه‬
‫جائزة‪ ،‬فال يمنع منه‪[ .‬موقع اإلسالم سؤال وجواب ‪]6016‬‬

‫‪36‬‬
‫الدرس الرابع من الوحدة الثانية‪ :‬شروط وآداب املرقي‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ستة عنارص‪:‬‬
‫• اْلول‪ :‬سالمة االعتقاد‪.‬‬
‫الثان‪ :‬فعل الفرائض‪.‬‬
‫ي‬ ‫•‬
‫• الثالث‪ :‬استحضار النية‪.‬‬
‫• الرابع‪ :‬التوكل عىل هللا‪.‬‬
‫المعاض واالقالع والتوبة النصوح‪.‬‬
‫َ ي‬ ‫• الخامس‪ :‬البعد عن‬
‫وتلف الرقية بنية الشفاء ال التجربة‪.‬‬
‫ي‬ ‫• السادس‪ :‬ر‬
‫اليقي التام‬
‫• العنصر األول‪ :‬سالمة االعتقاد‪.‬‬

‫الشك وما يوقع فيه فالتوحيد‬ ‫فسالمة العقيدة أمر مهم ليتجنب اإلنسان ر‬
‫والضياع قال عز وجل مخاطبا نبيه‬ ‫الهلكة‬ ‫فيه‬ ‫ك‬‫والش‬ ‫فيه الفوز والنجاة والفالح‪ ،‬ر‬
‫وننَّ‬‫َ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ َ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ ئ ْ َ رْ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ُ َ َ َ َ ُ َ‬
‫وج ِإليك و ِإىل ال ِذين ِمن قب ِلك ل ِي أشكت ليحبطن عملك ولتك‬ ‫الكريم َ {ولق َد أ ِ ي‬
‫َ ُ َ َّ َ‬ ‫َ ْ‬
‫يوض ابنه {يا ب يب َّل‬ ‫ي‬ ‫وهو‬ ‫لقمان‬ ‫عن‬ ‫حاكيا‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬‫اشين} [الزمر‪]65 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خ‬ ‫ال‬ ‫ِمن‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الش َك لظل ٌم َع ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ رْ ْ‬
‫ظيم} [لقمان‪]13 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫إ‬‫ش ِ ِ ِ‬
‫اّلِل‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫ت ِ‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬فعل الفرائض‪..‬‬
‫‪ُ ْ َ ْ ْ َ َ ُ َ َ ُ َ ُ َّ َ :‬‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم ((أول ما يحاسب علي ِه العبد‬ ‫َ َ ُ ُ يف الحديث عن ي‬
‫وف الحديث اآلخر‪(( :‬أول ما يحاسب عليه العبد‬ ‫اْللبان]‪ .‬ي‬
‫ي‬ ‫النسان‪ ،‬وصححه الشيخ‬ ‫ي‬
‫ئ‬ ‫صًلته)) [رواه‬

‫يوم القيامة الصالة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله))‬
‫اْللبان]‪.‬‬
‫ي‬ ‫ان يف اْلوسط وصححه الشيخ‬ ‫[رواه الطي ي‬
‫المرف يف حاله هل هو‬ ‫َ‬ ‫فمن حافﻆ عىل الفرائض كان لما دونها أحفﻆ‪ ،‬فينظر‬
‫ي‬
‫محافﻆ عىل فرائض هللا أم هو مضيع لها‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫• العنصر الثالث‪ :‬استحضار النية‪..‬‬

‫اف‬ ‫المرف استحضار النية وأن هللا عز وجل‪ ،‬والشاف وأن الر َ‬
‫َ‬ ‫فيجب عىل‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫والرقية ليست إال سببا من اْلسباب‪ ،‬وأن اْلمر بيد هللا فيستمع وقلبه معلق باهلل‬
‫وموقنا بنرص هللا‪.‬‬
‫• العنصر الرابع‪ :‬التوكل على اهلل‪.‬‬

‫يناف اْلخذ باْلسباب‪ ،‬فيجب عىل اإلنسان أن يتوكل‬ ‫ي‬ ‫تقدم معنا أن التوكل ال‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اّلِل ف َت َوكلوا إ ْن ك ْن ُت ْم ُم ْؤمن َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫عىل هللا وأن يأخذ باْلسباب قال عز وجل‪َ { :‬و َ‬
‫ي}‬ ‫ِ ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ىل‬ ‫ع‬
‫‪ُ ُ ْ َ َ ُ َ َّ َ َ ْ َّ َ َ َ ْ َ َ :‬‬
‫اّلِل فهو حسبه} [الطالق ‪]3‬‬
‫‪:‬‬ ‫[المائدة‪ ،]23 :‬وقال جل شأنه {ومن يتوكل عىل ِ‬
‫• العنصر اخلامس‪ :‬البعد عن املعاصي واالقالع والتوبة النصوح‪.‬‬
‫يأن للعالج وقد عقد العزم عىل التوبة النصوح َ‬
‫واليام‬ ‫أمر هام الحظناه فيمن َ‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫شف عاد كما‬ ‫يأن ويضمر أنه إذا‬ ‫بعكس من‬ ‫شفاء‬ ‫ع‬ ‫أش‬ ‫يكون‬ ‫أنه‬ ‫ع‬ ‫الش‬ ‫الطريق ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫اّلِل ال ُي َغ ر ُي َما ب َق ْوم َح ََّب ُي َغ ر ُيوا َما ب َأ ُنفسه ْم} [الرعد‪ ]11:‬وقوله { َو َل ُنذ َيق َّن ُهم رمنَ‬
‫كان {إ َّن َّ َ‬
‫ِ‬ ‫َِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ َ ِ ْ َ ْ َ ُ َ ْ ِ َ ٍ ْ َ ْ َ َ َّ ُ َ ِ‬‫ر‬
‫ُ‬ ‫ال َعذاب اْلد ٰن دون ال َعذاب اْل ك َ ْ ْ‬
‫ي لعلهم ير ِجعون} [السجدة‪]21 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫• العنصر السادس‪ :‬اليقني التام وتلقي الرقية بنية الشفاء ال التجربة‪.‬‬

‫إحسان الظن باهلل واجب ومطلوب وحسب مقدار ظن العبد لربه يجد النتائج‬
‫فمنهم من يحسن الظن بربه ومنهم من يجلس للرقية وكله يأس وقنوط‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الدرس اخلامس من الوحدة الثانية‪ :‬أنواع املرقى عليهم‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من أربعة عنارص‪:‬‬
‫• اْلول‪ :‬رقية الطفل‪.‬‬
‫الثان‪ :‬رقية النائم والمغم عليه والغائب‪.‬‬ ‫ي‬ ‫•‬
‫• الثالث‪ :‬الرقية عىل الحائض والمستحاضة ونحوها‪.‬‬
‫• الرابع‪ :‬الرقية عىل الحيوان والجمادات‪.‬‬
‫• العنصر األول‪ :‬رقية الطفل‪.‬‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم فقد كان يفعله صىل هللا عليه‬ ‫رقية الطفل ثبت عن ي‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫رض هللا عنهما‪ ،‬فقد روى البخاري (‪ )3371‬عن اب ِن‬ ‫والحسي‬ ‫وسلم بابنيه الحسن‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب صىل هللا عليه وسلم ي َع روذ ال َح َسن َوال ُح َس ْ َ‬ ‫َّ‬
‫ال‪َ ( :‬ان الن ُّ‬ ‫َ‬ ‫َع َّباس رض هللا عنهما ق َ‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫َ َ ُ ٍ ُ ي َّ َ َ ُ َ َ ُ ر ُ َ ْ ِ ي‬
‫الت َّامة‪ ،‬منْ‬ ‫َّ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫اّلِل‬
‫ات ِ‬ ‫ُويقول‪ِ (( :‬إن أباكما كان ي ُعوذ ِبها ِإسم ِاعيل و ِإسحاق‪ :‬أعوذ ِبك ِلم ِ‬
‫ي َال َّم ٍة ))‪.‬‬ ‫ك رل َش ْي َط َ َ َّ َ ْ ر َ ْ‬
‫ان وهام ٍة‪ ،‬و ِمن كل ع ٍر‬ ‫ٍ‬
‫المعوذتي عليهما‪ ،‬ومسح أجسامهم‬ ‫ر‬ ‫ويستحب كذلك يف رقية اْلوالد قراءة‬
‫الكفي ثم النفث فيهما بريق خفيف لتمسح أبدانهم‬ ‫ر‬ ‫أثناء القراءة‪ ،‬أو قراءتهما ربي‬
‫أن سعيد‬ ‫بما تصل إليه اليد‪ ،‬أو قراءتهما يف الماء ومسحهم أو تغسيلهم به‪ ،‬فعن‬
‫َ َ َ َّ ُ ي َ َ ر‬ ‫ان َر ُس ُ‬ ‫َ َ‬
‫صىل هللا عليه وسلم يتعوذ ِمن الجان‬ ‫َ‬ ‫هللا‬
‫ََ ِ‬ ‫ول‬ ‫رض هللا عنه قال‪ ( :‬ك‬ ‫ي‬ ‫الخدري‬
‫َ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َو َع ْي اإلن َسان َح ََّب ن َزلت ال ُم َع ر‬
‫اليمذي‬ ‫اه َما ) [رواه َ‬ ‫ان‪ ،‬فل َّما ن َزلتا أخذ ِب ِهما وترك ما ِسو‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ذ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫رِ ِ ئ ِ‬
‫‪.‬‬ ‫َ‬
‫اْللبان يف صحيح اليمذي]‬ ‫والنسان وابن ماجه‪ ،‬وصححه‬ ‫( ‪) 2058‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم قبيل‬ ‫هدي ُ َّي‬ ‫المعوذتي مأخوذ من‬ ‫ر‬ ‫والنفث بالريق مع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‪( :‬كان َر ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َ‬
‫اّلِل صىل هللا عليه وسلم ِإذا‬ ‫ْ ِ‬ ‫ول‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫عنها‬ ‫هللا‬ ‫رض‬
‫ي‬ ‫ة‬‫َالنوم‪ ،‬فعن ع ِائش‬
‫َّ َ ْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اّلِل أ َح ٌد" َوبال ُم َع روذت ْي َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫أ َوى إ َىل ف َراشه َن َفث ف كف ْيه ب "ق ْل ُه َو َّ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫سح‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫‪،‬‬‫يعا‬‫م‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ِ َ ْ َِ ُ ِ َ ِ َ َ َ ْ ِ ي َ َ ُ ِ ِ‬
‫َ َ ْ َ َ ِ ُ َ َ َّ ِْ َ َ ِ َ َ َ ْ ُ ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َِب ِه َما وجهه و َما بلغت يداه ِمن ج َس ِد ِه‪ .‬قالت ع ِائشة‪ :‬فلما اشتَك كان يأمر ِ ين أن‬
‫َْ َ َ َ‬
‫أفعل ذ ِلك ِب ِه) [رواه البخاري (‪[ ])5748‬موقع اإلسالم سؤال وجواب ‪]104454‬‬
‫‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬رقية النائم واملغمى عليه والغائب‪.‬‬
‫تجوز رقية المريض وهو نائم‪ ،‬أو قراءة الرقية يف الماء وسقيه له دون إخباره‪،‬‬
‫أو ُيدهن موضع اْللم بالزيت المقروء عليه دون علم المريض أن الزيت مقروء عليه‬
‫كذلك‪ْ ،‬لن المقصود هو إيصال الرقية إىل المريض‪[ .‬فتاوى الشبكة اإلسالمية ‪]30253‬‬

‫اف‬ ‫مباشة الر َ‬


‫أما رقية الغائب‪ ،‬فقد جرت السنة وعمل السلف ف الرقية عىل ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫معان تقوم فيهما البد من اعتبارها‪ :‬من‬ ‫ٍ‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫لما‬ ‫؛‬ ‫المرف‬
‫ي‬ ‫القراءة بنفسه عىل‬
‫الخي‬ ‫التوكل عىل هللا‪ ،‬وحسن الظن به‪ ،‬والعلم بأنه سبحانه الضار النافع‪ ،‬والتماس ر‬
‫الشعية‪.‬‬ ‫واليكة والشفاء باْلسباب ر‬
‫غي‬ ‫ولم تأت السنة‪ ،‬وال كان من عمل المتقدم ري – فيما نعلم – برقية شخص ر‬
‫اف؛ والرقية نوع من العالج‪ ،‬وال ينتفع المريض بالعالج إال‬ ‫موجود‪ ،‬بل بعيدا عن الر َ‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫اف القراءة عىل‬ ‫ر‬
‫إذا تعاطاه‪ ،‬فكذلك الرقية‪ ،‬وال يمكن تصور ذلك إال بمباشة الر ي‬
‫المريض‪.‬‬
‫وإنما ينتفع من ليس موجودا بالدعاء‪ ،‬فإن الدعاء يصح وينتفع به الحارص‬
‫َّ‬
‫وسلم يف دعاء المسلم ْلخيه المسلم‬ ‫َ‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صىل‬ ‫الرسول‬ ‫ب‬ ‫رغ‬ ‫والغائب‪ ،‬بل‬
‫َ ْ َْْ ُ ْ َ َ ٌَ َْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫يه ِبظه ِر الغي ِب مستجابة‪ِ ،‬عند‬ ‫ِ‬ ‫ْوهو غائب عنه‪ ،‬فقال‪( :‬د َع َوة ال َم ْر ِء ال ُم ْس ِل ِم ِْل ِخ‬
‫َ ََ َ ْ‬ ‫ال ْال َم َل ُك ْال ُم َو َّك ُ‬‫َرأسه َم َل ٌك ُم َو َّك ٌل ُك َّل َما َد َعا ِْلخيه ب َخ ْي َق َ‬
‫ل)‪ .‬رواه‬ ‫ث‬ ‫م‬
‫ِِ ٍ‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ي‬ ‫آم‬
‫ِِ ِ ر‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬‫ب‬ ‫ل‬ ‫ِ ِ ِ رٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪.‬‬
‫مسلم (‪( (2733‬موقع اإلسالم سؤال وجواب ‪)140183 ،144109‬‬ ‫‪.‬‬

‫اف عي الهاتف أو أجهزة التواصل وبعضها‬ ‫وأما الغائب الذي يسمع رقية الر َ‬
‫ي‬
‫يسمع ويرى فهذا فيه خالف‪ ،‬وال يعتي مثل رقية الغائب الذي ال يسمع الرقية‬
‫اف عي االجهزة الصوتية سواء مسجلة أو حية عىل الهواء‪،‬‬ ‫فالذي يسمع رقية الر َ‬
‫ي‬
‫ر‬
‫وبي الرقية المباشة‪،‬‬
‫فقد ثبت نفعها وجدواها وال يستطيع أحد أن يفاضل بينها ر‬
‫ْلن اْلمر داخل تحت اْلخذ باْلسباب‪.‬‬
‫وتف‪ ،‬وقت الحاجة والرصورة أقوى‬ ‫فقد تكون الرقية بالهاتف من راق متمرس َ‬
‫ي‬
‫مباشة من شخص ال يعرف أمور الرقية‪.‬‬ ‫من رقية ر‬

‫‪40‬‬
‫• العنصر الثالث‪ :‬الرقية على احلائض واملستحاضة وحنوها‪.‬‬
‫يشيط لقارئ القرآن الطهارة من الحدث اْلكي الذي يوجب الغسل كالجنابة‬ ‫" َ‬
‫والحيض‪ ،‬وأما المريض فاْلكمل أن يكون طاهرا أيضا‪ ،‬لكن إذا مرضت الحائض‬
‫وترصرت جازت القراءة عليها زمن الحيض للحاجة‪ ،‬سواء كان المرض بالمس أو‬
‫العي " انتىه‪[ .‬فضيلة الشيخ عبد هللا بن جيين رحمه هللا‪ -‬فتاوى علماء البلد الحرام" (ص ‪.])817‬‬
‫السحر أو ر‬
‫• العنصر الرابع‪ :‬الرقية على احليوان واجلمادات‪.‬‬
‫العي‬ ‫النصوص الواردة يف االستشفاء بالقرآن الكريم‪ ،‬والوقاية أو العالج من ر‬
‫بالعموم حجة‬ ‫َ‬ ‫وغيه‪ َ ،‬والعمل‬ ‫اإلنسان َ ر‬ ‫َ‬ ‫ه نصوص عامة‪ ،‬ال تفرق َ ربي‬ ‫ي‬ ‫والحسد‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يه أ ْو ِم ْن نف ِس ِه أ ْو ِم ْن َم ِال ِه‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َ‬
‫ذلك حديث‪(ِ :‬إذا رأى أحدكم ِمن أ ِخ ِ‬ ‫رشعية كافية‪ ،‬ومن‬
‫َما ُي ْع ُ ُ َ ْ ُ َ ر ْ ُ َ َّ ْ َ ْ َ َ‬
‫جبه فلييكه ف ِإن الع ري حق) [رواه أحمد يف " المسند " (‪ )466/24‬وأصله عند ابن ماجه (‪ ،)35099‬وصححه‬ ‫ِ‬
‫اْللبان يف " السلسلة الصحيحة " (‪])2572‬‬
‫ي‬
‫وال يظهر فرق ربي القراءة عىل اإلنسان أو الحيوان‪ ،‬فالسبب فيهما واحد‪،‬‬
‫ورقيتهما – أيضا ‪ -‬واحدة‪ ،‬فيما يظهر‪.‬‬
‫وتأثر الدواب والجمادات بكتاب هللا تعاىل أمر مشهور وردت به اْلدلة‬
‫َّ ْ َ‬
‫الكثية‪ ،‬ومن ذلك أن هللا عز وجل أخي عن بعض الحجارة بقوله‪َ { :‬و ِإن ِمن َها ل َما‬ ‫ر‬
‫ْ َ ْ َ َّ‬ ‫َْ ُ‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم‪،‬‬ ‫ي‬ ‫إىل‬ ‫الجذع‬ ‫حني‬ ‫ر‬ ‫ومنه‬ ‫اّلِل } البقرة‪،74/‬‬
‫ِ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫خ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ط‬ ‫يه ِب‬
‫بتالوة سورة الكهف كما يف حديث الياء بن عازب يف‬ ‫ُ‬ ‫وتحرك الفرس لتيل السكينة‬
‫ْ‬ ‫َ ٌ َُْ ٌ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ ٌ َْ‬
‫ي‬‫ف ُو ِإ ُىل َ ْج ِان ِب ِ َه َ ِح َص ْان َم َرب َوط َّ ِبشطن ر ِ‬ ‫سورة الكه ِ‬ ‫الصحيحي قال‪( :‬كان رجل يقرأ‬ ‫ر‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ ْ ُ‬
‫فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ين ِفر فلما أصبح أن الن ِ يب صىل‬
‫آن)‪.‬‬ ‫ت ب ْال ُقرْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ ْ َ َّ َ ُ َ َ َّ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫هللا عليه وسلم فذكر ذ ِلك له فقال ِتلك الس ِكينة تيل ِ‬

‫‪41‬‬
‫العمل ن يق رقية المريض لنفسه‪.‬‬
‫ي‬ ‫الوحدة الثالثة‪ :‬ر‬
‫البنامج‬
‫الدرس األول من الوحدة الثالثة‪ :‬بعض وسائل الرقية‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من أربعة عنارص‪:‬‬
‫• اْلول‪ :‬الرقية بالتفل والنفث والنفخ ومسح الجسد باليد‪.‬‬
‫الثان‪ :‬الرقية يف الماء ثم رشبه أو رشه‪.‬‬
‫ي‬ ‫•‬
‫• الثالث‪ :‬كتابة الرقية ثم رشب ها بالماء‪.‬‬
‫الياب مع الريق‪.‬‬‫• الرابع‪ :‬خلط َ‬

‫• العنصر األول‪ :‬الرقية بالتفل والنفث والنفخ ومسح اجلسد باليد‪.‬‬

‫التفل‪ :‬شبيه بالبصاق وهو أقل منه‪.‬‬


‫يسي‪ ،‬وهو أقل من التفل‪ ،‬وقيل إنه بال ريق [النهاية‬ ‫يسي مع ريق ر‬ ‫النفث‪ :‬نفخ ر‬
‫يف غريب الحديث]‬
‫‪َّ َ ُ َ َّ َ :‬‬
‫عليه‬
‫هللا ُ َ ْ َ ُ‬ ‫اّلِل صىل‬
‫رض َهللا عنها (أن رسول ِ‬ ‫ي‬ ‫المؤمني عائشة‬ ‫ُ ر‬ ‫ثبت عن أم‬
‫َ َ ْ ُ ُ َ َ َّ ْ َ َّ َ َ ُ ُ ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اش َت ََك َيق َرأ َعىل نفسه بال ُم َع ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ‬
‫ات وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ‬ ‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫و‬ ‫َ َ َ َ َ ِ ِ ِ‬ ‫وسلم َكان ِإذا‬
‫َ َ‬ ‫ََْ َ ْ َ ُ َ‬
‫علي ِه وأمسح ِبي ِد ِه رجاء برك ِتها) [متفق عليه]‬
‫َ َ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫َ ّ ََّْ َ ْ ُ ُ ْ َْ‬
‫اف َ َوف ِم ِه‪ ،‬ف ِإذا‬ ‫الر‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫قال ابن َالقيم رحمه هللا‪( :‬فإن الرقية تخرج من ق‬
‫ًْ‬ ‫ْ ّ ِ َ ْ َ َ َ ّ ْ ِ َ َ ْ َ ِ َ ّ َ ْ ِ ي َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ رَ‬
‫س كانت أتم تأ ِث ريا وأقوى ِفعًل‬ ‫شء ِمن أجزاء باطنه من الريق والهواء والنف‬ ‫صاحبها‬
‫ْ ِ َ ِ َ ِْ َ ِ ُ ِ َ َ ْ ّ ِ ٌ ُ َ ّ َ ٌ ِ َ َ ٌ ِ ْ َ ْ ّ ْ َ َ ْ َ َْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُُ‬
‫و َنفوذا ويحصل ِب ِاالز ِدو ِاج بينهما كي ِفية مؤثرة ش ِبيهة ِبالكي ِفي ِة الح ِادث ِة ِعند تر ِكي ِب‬
‫َ‬ ‫ْ ْ‬
‫اْلد ِوي ِة)‪[ .‬زاد المعاد]‬

‫هللا عليه وسلم‪،‬‬ ‫النب صىل‬ ‫وتجوز الرقية بدون نفث أو َتفل؛ لورود ذلك عن‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ َّ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َّ َّ ي ْ‬ ‫ْ‬
‫اف‪َّ ،‬ل‬ ‫ِي‬ ‫الش‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫اش‬ ‫‪،‬‬‫اس‬
‫ِ‬ ‫الن‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫ب‬‫ال‬ ‫ب‬ ‫((أ ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ذ‬ ‫حيث كان إذا عاد مريضا يقول‪:‬‬
‫َ َ َّ َ ُ َ َ ً َ ُ َ ُ َ َ‬
‫ادر سقما)) [رواه البخاري ومسلم]‬ ‫ِشفاء ِإَّل ِشفاؤك ِشفاء َّل يغ ِ‬
‫اف جسده بعد الرقية‪ ،‬وأن يضع‬ ‫أما مسح الجسد باليد‪ ،‬فيكون بأن يمسح الر َ‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫غيه‪[ .‬أحكام الرف والتمائم – فهد‬ ‫يده عىل محل الوجع ويمسحه‪ ،‬وكذلك إذا رف ر‬
‫َ‬
‫السحيم ‪]60‬‬
‫ي‬

‫‪42‬‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬الرقية يف املاء ثم شربه أو رشه‪.‬‬
‫قال الشيخ ابن جيين رحمه هللا‪ :‬ثبت عن السلف القراءة يف ماء ونحوه‪ ،‬ثم‬
‫رشبه أو االغتسال به‪ ،‬مما يخفف اْللم أو يزيله‪ْ ،‬لن كالم هللا تعاىل شفاء‪ ،‬كما يف‬
‫ٌ‬ ‫ُ ْ ُ َ َّ َ َ ُ ُ ً َ َ‬
‫قوله تعاىل‪{ :‬قل هو ِلل ِذين آمنوا هدى و ِشفاء} [فصلت‪ ،]44:‬وهكذا القراءة يف زيت أو‬
‫دهن أو طعام ثم رشبه‪ ،‬أو اْلدهان به أو االغتسال به‪ ،‬فإن ذلك كله استعمال لهذه‬
‫القراءة المباحة َ‬
‫الب ه كالم هللا وكالم رسوله صىل هللا عليه وسلم‪ .‬الفتاوى الذهبية ‪.40/‬‬
‫ي ي‬
‫[فتاوى الشبكة اإلسالمية ‪]13188‬‬
‫قسمي‪:‬‬
‫ر‬ ‫عثيمي رحمه هللا‪" :‬النفث يف الماء ي‬
‫عىل‬ ‫ر‬ ‫قال الشيخ ابن‬
‫القسم اْلول‪ :‬أن يراد بهذا النفث التيك بريق النافث‪ ،‬فهذا ال شك أنه حرام‬
‫الشك‪ْ ،‬لن ريق اإلنسان ليس سببا لليكة والشفاء وال أحد يتيك بآثاره إال‬ ‫ونوع من ر‬
‫غيه فال يتيك بآثاره‪.‬‬ ‫محمد صىل هللا عليه وسلم‪ ،‬أما ر‬
‫الثان‪ :‬أن ينفث اإلنسان بريق تال فيه القرآن الكريم مثل أن يقرأ‬ ‫ي‬ ‫القسم‬
‫يرف به المريض فيقرأ الفاتحة وينفث يف‬ ‫الفاتحة‪ ،‬والفاتحة رقية وه من أعظم ما َ‬
‫ي‬
‫الماء فإن هذا ال بأس به‪ ،‬وقد فعله بعض السلف‪ ،‬وهو مجرب ونافع بإذن هللا‪،‬‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم ينفث يف يديه عند نومه ب {قل هو هللا أحد}‪،‬‬ ‫وقد كان ي‬
‫والمعوذتي فيمسح بها وجهه وما استطاع من جسده صلوات هللا وسالمه عليه‬ ‫ر‬
‫عثيمي ‪ ،107/1‬موقع اإلسالم سؤال وجواب ‪]21581‬‬
‫ر‬ ‫اـه‪[ .‬فتاوى الشيخ ابن‬

‫• العنصر الثالث‪ :‬كتابة الرقية ثم شربها باملاء‪.‬‬


‫غي مرصة‬ ‫ال حرج يف كتابة آيات من القرآن يف صحن أو ورق بمادة طاهرة ر‬
‫كالزعفران أو ماء الورد‪ ،‬ثم رشب هذا الماء أو وضعه عىل موضع اْللم‪ ،‬لورود ذلك‬
‫عن جماعة من السلف‪.‬‬
‫الع ْري‪" :‬ورأى‬
‫قال ابن القيم رحمه هللا ف "زاد المعاد" (‪ )170/4‬عن الرقية من َ‬
‫ي‬
‫ر‬
‫جماعة من السلف أن تكتب له اآليات من القرآن‪ ،‬ثم يشب ها‪ .‬قال مجاهد‪ :‬ال بأس‬
‫ويذكر عن ابن‬ ‫أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه المريض‪ ،‬ومثله عن أن قالبة‪ُ ،‬‬
‫ي‬

‫‪43‬‬
‫أثر من القرآن‪،‬‬‫عباس رض هللا عنهما‪ :‬أنه أمر أن يكتب المرأة تعش عليها والدها ٌ‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ثم يغسل وتسف‪.‬‬
‫وقال أيوب‪ :‬رأيت أبا قالبة كتب كتابا من القرآن ثم غسله بماء وسقاه رجال كان به‬
‫وجع" انتىه‪.‬‬
‫الشعية‬ ‫وقال الشيخ ابن باز رحمه هللا‪ " :‬أما كتابة اآليات واْلدعية ر‬
‫فيشبه المريض فال حرج يف‬ ‫بالزعفران ف صحن نظيف أو أوراق نظيفة ثم يغسل ر‬
‫ي‬
‫كثي من سلف اْلمة‪ ،‬كما أوضح ذلك العالمة ابن القيم رحمه هللا‬ ‫ذلك‪ ،‬وقد فعله ر‬
‫بالخي واالستقامة" انتىه من‬
‫ر‬ ‫المعروفي‬
‫ر‬ ‫وغيه‪ ،‬إذا كان القائم بذلك من‬
‫يف زاد المعاد ر‬
‫‪.‬‬ ‫‪/‬‬
‫["فتاوى إسالمية" (‪[ ]( 30 1‬موقع اإلسالم سؤال وجواب ‪]118865‬‬

‫• العنصر الرابع‪ :‬خلط الرتاب مع الريق‪.‬‬


‫الياب ويمسح‬ ‫بشء من الريق ثم يوضع ف َ‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫وصورة ذلك أن ينفث عىل اإلصبع ي‬
‫به المريض يف أثناء الرقية‪.‬‬
‫النب‬
‫عنها َأن َ ي‬ ‫رض هللا‬‫ي‬ ‫َ‬ ‫ومما يدل عىل هذه الكيفية ما رواه البخاري عن عائشة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ ُ‬
‫اّلِل‪ ،‬ت ْر َبة أ ْر ِضنا‪ِ ،‬ب ِريق ِة ب ْع ِضنا‪،‬‬
‫صىل هللا عليه ْوسلم كان يقول للمريض‪ِ ( :‬ب ْس ِم ِ‬
‫ُي ْش َف َسق ُ‬
‫يم َنا‪ِ ،‬ب ِإذ ِن َ ررب َنا)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أن عمر عن سفيان‪ :‬زيادة يف أوله «كان إذا اشتك‬ ‫وف رواية لمسلم عن ابن ي‬ ‫ي‬
‫النب صىل هللا َ عليه وسلم‬ ‫الشء منه‪ ،‬أو كانت به قرحة أو جرح‪ ،‬قال‬ ‫ر‬ ‫اإلنسان‬
‫َ‬ ‫ْ ي َّ ُ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫ي‬
‫اّلِل‪ ،‬تربة أر ِضنا‪ِ ،‬ب ِريق ِة‬
‫سفيان سبابته باْلرض ثم رفعها ( ِبس ِم ِ‬ ‫بإصبعه هكذا‪ ،‬ووضع‬
‫ْ َرَ‬ ‫َْ َ ُ ْ َ َ َُ‬
‫يمنا‪ِ ،‬ب ِإذ ِن ربنا)‪.‬‬ ‫بع ِضنا‪ ،‬يشف س ِق‬
‫قال النووي رحمه هللا‪ :‬معب الحديث‪ :‬أنه أخذ من ريق نفسه عىل إصبعه‬
‫الشء‪ ،‬فيمسح بها عىل موضع‬ ‫الياب فيعلق بها بعض ر‬ ‫السبابة ثم يضعها عىل َ‬
‫ي‬
‫الجري ح أو العليل ويقول هذا الكالم حالة المسح‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الدرس الثاني من الوحدة الثالثة‪ :‬كيفية الرقية‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬
‫• اْلول‪ :‬اْلدعية واْلذكار يف الرقية‪.‬‬
‫الثان‪ :‬ما يستخدم يف الرقية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫•‬
‫• العنصر األول‪ :‬األدعية واألذكار يف الرقية‪.‬‬
‫وف‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫ويرف‬‫َ‬ ‫• يضع المريض يده عىل الموضع الذي فيه اْللم من جسده‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫َّ َ ر َ َّ ُ َ َ َ‬ ‫َ ْ َُْ َ ْ َ ْ‬
‫هللا صىل هللا عليه‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫َ‬
‫ول ِ‬ ‫اص الثق ِ يف أنه شكا ِإىل رس ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحديث عن عثمان ب ِن أ ِ ين الع‬
‫ُْ ْ َ ََ َ َُ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ ُ َ‬
‫هللا صىل هللا عليه وسلم‪:‬‬ ‫وسلم وجعا ي ِجده ِ يف ج َس ِد ِه منذ أسل َم فقال له رسول ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َّ َ ْ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ َّ‬
‫ات‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ق‬‫و‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ث‬‫ًل‬ ‫ث‬ ‫هللا‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫اس‬
‫ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ق‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫«ضع يدك عىل‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ْ رَ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َُ ُ‬
‫اذر» [رواه مسلم]‪.‬‬ ‫اهلل وقد ِرت ِه ِمن ش ما أ ِجد وأح ِ‬ ‫أعوذ ِب ِ‬
‫ر‬
‫وغيها‪.‬‬ ‫• يكي من الدعاء والترصع ويلح يف المسألة بالتكرار يدعو باْلدعية المأثورة ر‬
‫يرف نفسه وينوي رقية أهله بجلوسهم معه يستمعون قراءته ويسألهم عن‬ ‫• أن َ‬
‫ي‬
‫الب‬ ‫َ‬
‫العي أو السحر ركز عىل اآليات ي‬ ‫التغيات حسب رقيته فإن تأثروا بآيات ر‬ ‫ر‬
‫يتأثرون بها‪.‬‬

‫• العنصر الثاني‪ :‬ما يستخدم يف الرقية‪.‬‬


‫َ‬
‫ويرف نفسه باآليات المعروفة بآيات الرقية العامة أو‬ ‫وعسل‬ ‫وزيت‬ ‫بماء‬ ‫يأن‬‫• أن َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الب يذكر فيها الحسد‬ ‫َ‬
‫العي أو السحر (اآليات ي‬‫الخاصة ويختار من اآليات آيات ر‬
‫أو السحر) أو آيات الشفاء ونحوها من آيات القرآن الذي هو شفاء‪ ،‬فيقرأ وهو‬
‫متوجه إىل القبلة إن أمكن‪ ،‬ويكون عىل وضوء وهو أفضل وينفث عىل نفسه‬
‫يكي النفث خالل القراءة يكون أبلغ وأقوى‬ ‫حال القراءة أو ف نهايتها وإن كان ر‬
‫ي‬
‫فينفث عىل نفسه وعىل الماء والزيت والعسل ويستخدمهم‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫يشب من الماء المقروء ويغتسل به سواء يف الحمام أو خارجه إن أمكن مع جواز‬ ‫ر‬ ‫•‬
‫االغتسال يف الحمام‪.‬‬
‫يأكل من الزيت المقروء إن كان زيت زيتون أو زيت سمسم ويدهن جسده من‬ ‫•‬
‫حب العورات دهنا خفيفا سواء مرة أو ثالث مرات‬ ‫الزيت بأنواعه كامل الجسم َ‬
‫التأثي أقوى‪.‬‬
‫ر‬ ‫وكلما كرر الدهان كان‬
‫يتغي الماء‬
‫تسخي الماء وال ر‬
‫ر‬ ‫يشبه مع الماء المقروء بعد‬ ‫يأكل من العسل أو ر‬ ‫•‬
‫تسخي مع مراعاة مريض‬‫ر‬ ‫بتسخي أو تييد فكالم هللا يؤثر وال يبطله‬
‫ر‬ ‫المقروء‬
‫السكر‪.‬‬
‫َ‬
‫والموسيف‬ ‫تطهي الميل من المحرمات صور االرواح والمجسمات‬ ‫مراعاة‬ ‫•‬
‫ر‬
‫والتلفاز والقنوات‪.‬‬
‫رش الميل بالماء المقروء سواء أركانه أو كله‪.‬‬ ‫•‬
‫رف نفسه أو أحد أفراد أشته ينصح بإيقاف الرقية واالستعانة‬ ‫ف حال رصعه إذا َ‬ ‫•‬
‫ي‬
‫اف متمكن يرقيه ويرشده بينامج يواظب عليه‪.‬‬ ‫َ‬
‫بر ي‬

‫‪46‬‬
‫الدرس الثالث من الوحدة الثالثة‪ :‬األطعمة واملشروبات املستعملة يف‬
‫الرقية‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬
‫• اْلول‪ :‬الرقية باْلطعمة المباركة‪.‬‬
‫الثان‪ :‬الرقية بمطعومات أخرى‪.‬‬‫ي‬ ‫•‬
‫• العنصر األول‪ :‬الرقية باألطعمة املباركة‪.‬‬
‫األول‪ :‬ماء زمزم‪ :‬فماء زمزم ماء مبارك وقد ورد يف فضله أحاديث منها قوله‬
‫َّ‬
‫وف رواية‪ِ (( :‬إن َها‬ ‫‪.‬‬ ‫َّ َ ُ َ َ َ ٌ َّ َ َ َ ُ ُ ْ‬
‫صىل هللا عليه وسلم (( ِإنها مباركة ِإنها طعام طع ٍم)) [رواه مسلم (‪])2473‬‬
‫ي‬ ‫َ َ ُ ُ ْ َ َ ُ ُ ْ‬
‫النب صىل‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫آخر‬ ‫حديث‬ ‫وف‬
‫ي‬ ‫الطيالش بإسناد صحيح]‪.‬‬
‫ي‬ ‫داود‬ ‫أبو‬ ‫رواه‬ ‫[‬ ‫))‬ ‫م‬‫طعام طع ٍم‪ ،‬و ِشفاء س ٍ‬
‫ق‬
‫‪ َ َ َ ْ َ ُ َ :‬رُ َ َ ُ‬
‫شب له))‪[ .‬أخرجه أحمد‪ ،)372 ،357 / 3( ،‬وابن ماجه (‪)3062‬‬ ‫هللا عليه وسلم قال ((ماء زمزم‪ِ ،‬لما ِ‬
‫وغيهم‬
‫واْللبان ر‬
‫ي‬ ‫[وراجع أقوال العلماء فيه يف اإلرواء (‪ ،320 / 4‬وما بعدها‪ ،‬حسنه جماعة من العلماء منهم اإلمام ابن عيينة وابن القيم‬
‫ر‬
‫بكية طرقه]‪.‬‬

‫وغيي من االستشفاء بماء‬ ‫قال الحافﻆ ابن القيم رحمه هللا‪" :‬وقد جربت أنا ر‬
‫ُ‬
‫زمزم أمورا عجيبة‪ ،‬واستشفيت به من عدة أمراض فيأت بإذن هللا‪ ،‬وشاهدت من‬
‫ر‬
‫يتغذى به اْليام ذوات العدد قريبا من نصف شهر أو أكي وال يجد جوعا" زاد المعاد (‪3‬‬
‫‪.(129 /‬‬
‫وغيه من اْلمراض بإذن‬ ‫فىه الشك سبب عظيم من أسباب الشفاء من السحر ر‬ ‫ي‬
‫هللا‪ ،‬إذا شب ها الشخص مصدقا بكالم الرسول صىل هللا عليه وسلم‪ ،‬وأراد هللا له‬ ‫ر‬
‫الشفاء بها‪ ،‬فإن هللا قد يعطل بعض اْلسباب عن مسبباتها لحكمة‪ ،‬كما لو رشب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المجرب فلم ييأ‪ ،‬فليس ذلك عيبا يف الدواء‪ ،‬وإنما هو قدر هللا الذي‬ ‫المريض الدواء‬
‫لم يكتب النفع ف هذا الدواء‪ ،‬لحكمة يعلمها سبحانه‪[ .‬موقع اإلسالم سؤال وجواب ‪]13792‬‬
‫ي‬

‫‪47‬‬
‫الثان‪ :‬الحبة السوداء‪ :‬الحبة السوداء شفاء من كل داء‪ ،‬والستخدامها عدة‬
‫ن‬
‫ي‬
‫طرق عند أهل المعرفة‪:‬‬
‫▪ فقد تؤكل ِرصفا‪.‬‬
‫فتشب‪.‬‬ ‫▪ وقد تدق وتعجن مع العسل ر‬
‫العقاقي ويدهن بها الموضع‪.‬‬ ‫ر‬ ‫▪ وقد تخلط ببعض‬
‫يشب ماؤها‪.‬‬ ‫▪ وقد ُتغىل ف ماء مدة ثم ر‬
‫ي‬
‫غي ذلك من طرق استخداماتها‪.‬‬ ‫يشب نقيعها‪ ،‬إىل ر‬ ‫▪ وقد تنقع ثم ر‬
‫فجائز أن يكون بخورها ودخانها ينفع المريض‪ ،‬ويكون المسحور أو المعيون‬
‫العي بداء يف بدنه‪ ،‬فإذا ما عولج ببخار الحبة السوداء‪،‬‬ ‫قد أصيب بسبب السحر أو ر‬
‫أو دخانها‪ :‬عوف بإذن هللا‪ ،‬فمثل هذا لو ثبت بالطب أو التجربة فال بأس به‪[ .‬موقع‬
‫ي‬
‫اإلسالم سؤال وجواب ‪]241971‬‬
‫َ َّ َ ُ ً‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫رض هللا عنه أن رجال‬ ‫يد ي‬ ‫الثالث‪ :‬العسل‪ :‬روى البخاري ومسلم عن أ ين س ِع ٍ‬
‫َ َ ً ُ َّ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َْ َُ ََ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َّ‬ ‫ََ‬
‫أج يشت َِك بطنه‪ .‬فقال‪( :‬اس ِق ِه عسال)‪ ،‬ثم أن‬ ‫أن الن ِ يب صىل هللا عليه وسلم فقال‬ ‫ّ‬
‫ي‬
‫اّلِل‪َ ،‬و َك َذ َب َب ْطنُ‬
‫ال‪َ ( :‬ص َد َق َّ ُ‬‫ت‪َ .‬ف َق َ‬ ‫َ َ ً ‪ُ ْ َ َ َ َ َ ُ َ َ َّ ُ .‬‬ ‫الثان َي َة َف َق َ‬
‫ال‪ْ ( :‬‬ ‫َّ‬
‫اس ِق ِه عسال) ثم أتاه فقال فعل‬ ‫َ ِ‬
‫َ َ ً َ َ َ ُ ََََ‬ ‫يك‪ْ ،‬‬ ‫َ‬
‫اس ِق ِه عسال)‪ ،‬فسقاه فيأ‪.‬‬ ‫أ ِخ‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬الرقية مبطعومات أخرى‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬الملح‪ :‬سئل الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه هللا‪ :‬قال السائل‪ :‬جاء‬
‫إىل شخص بملح وقال يىل‪ :‬انفث فيه فنفثت‪ :‬فأجاب "هذا ليس فيه بأس‪ ،‬والناس‬ ‫ي‬
‫توسعوا فيها ‪-‬يعب ف الرقية‪ -‬وما دام لها أثر فإنها تصلح "‪ .‬انتىه باختصار من "فتاوى الشيخ‬
‫ي ي‬
‫محمد بن إبراهيم" (‪[ )94 /1‬موقع اإلسالم سؤال وجواب ‪]241971‬‬

‫الخامس‪ :‬ماء الورد‪ :‬وجاء يف "فتاوى اللجنة الدائمة"‪ " :‬القراءة عىل العسل‬
‫واللي ونحوها ودهن الجسم بالمسك وماء الورد المقروء عليه آيات قرآنية‪ -‬فال‬
‫بأس به‪ ،‬وعليه عمل السلف الصالح " [انتىه موقع اإلسالم سؤال وجواب ‪]118865‬‬

‫‪48‬‬
‫نوعي‪:‬‬
‫ر‬ ‫السادس‪ :‬البخور‪ :‬استعمال البخور ونحوه عىل‬
‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫الس َ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬
‫غي مفهومة‪،‬‬ ‫ر‬ ‫تمتمات‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫عليه‬ ‫مون‬ ‫ت‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫هان‪،‬‬ ‫والك‬ ‫رة‬ ‫ح‬ ‫يستخدمه‬ ‫نوع‬ ‫اْلول‪:‬‬
‫فهذا ال يجوز استعماله‪ ،‬وال التداوي به‪.‬‬
‫غي اعتقاد يف‬ ‫ٌ ُ‬
‫والثان ‪:‬نوع يستعمل فيه البخور ِلطرد اْلرواح الخبيثة‪ ،‬من ر‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫البخور وال تمتمات تقال عند صعود دخانه‪ .‬فهذا إن ثبت نفعه بالتجربة فال بأس‬
‫به؛ ْلنه من باب التطبب‪ ،‬ومبب الطب عىل التجارب‪.‬‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫وما ث َبت بالتجربة نف ُعه‪ :‬فال بأس ْبه ما لم َيكن فيه محذور‪ِ ،‬لقوله صىل هللا‬
‫ر ْ ٌ‬
‫يه ِشك )) رواه مسلم‬ ‫ف‬ ‫الر َف َما َل ْم َي ُك ْ‬
‫ن‬ ‫ُّ‬ ‫ب‬ ‫س‬‫ىل ُر َق ُاك ْم‪ََّ ،‬ل َبأ َ‬
‫َّ‬ ‫ََ‬
‫ع‬ ‫وا‬‫ض‬
‫‪ُ ْ :‬‬
‫عليه وسلم ((اع ِر‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫(‪[ )2200‬موقع اإلسالم سؤال وجواب ‪]241971‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الدرس الرابع من الوحدة الثالثة‪ :‬تنبيهات ونصائح يف الرقية‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ثالثة عنارص‪:‬‬
‫• اْلول‪ :‬الخلوة بالمرأة من أجل الرقية‪.‬‬
‫الثان‪ :‬لمس المرأة والنظر إليها يف أثناء الرقية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫•‬
‫يقي‪.‬‬ ‫بغي ر‬ ‫• الثالث‪ :‬اتهام اآلخرين ر‬
‫• العنصر األول‪ :‬اخللوة باملرأة من أجل الرقية‪.‬‬
‫غيها اال للرصورة القصوى‪.‬‬ ‫ال يجوز الخلوة بالمرأة اْلجنبية ال ْلجل الرقية وال ر‬
‫فإنما يكون ذلك يف حضور محرمها لقوله‬ ‫َ‬ ‫وإذا أراد أن يقرأ الرجل عىل امرأة‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ َ َّ‬
‫صىل هللا عليه وسلم‪َّ() :‬ل يخلون رجل ِبامرأ ٍة ِإَّل مع ِذي مح ٍرم)) [رواه البخاري ومسلم] أو‬
‫‪.‬‬
‫العثيمي (‪.(33/17‬‬ ‫ف وجود من تؤمن الفتنة بوجوده‪ .‬مجموع فتاوى ورسائل‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬ملس املرأة والنظر إليها يف أثناء الرقية‪.‬‬
‫اف من حاجة الطبيب يف المداواة‬ ‫الرقية مداواة وطب ولكن الختالف حاجة الر َ‬
‫ي‬
‫بقولي‪:‬‬
‫ر‬ ‫واللمس والنظر‪ ،‬جاءت الفتاوى‬
‫يرف المرأة ولكن بدون لمس أي جزء من جسدها‪.‬‬ ‫▪ اْلول‪ :‬يجوز للرجل أن َ‬
‫ي‬
‫ويرف الرجل الرجل‪( .‬موقع الشيخ ابن باز رحمه هللا(‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أة‬‫ر‬ ‫الم‬ ‫أة‬ ‫ر‬‫الم‬ ‫ترف‬‫▪ واْلفضل أن َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫▪ وجاءت الفتوى أيضا بالجواز للرصورة ولكن بحائل وال يكون عىل مناطق‬
‫غيها من العورات فموضع الرأس أو القدم يختلف عن‬ ‫العورات المغلظة أو ر‬
‫المواضع اْلخرى‪.‬‬
‫عثيمي هل يجوز لمس المرأة اْلجنبية حال القراءة عليها؟‬ ‫ر‬ ‫▪ وسئل الشيخ ابن‬
‫▪ الجواب‪ :‬ال يجوز أيضا مس المرأة اْلجنبية حال القراءة عليها؛ ْلنه ال ي‬
‫داع‬
‫لذلك‪ ،‬ثم لو فرض أن دعت الحاجة إىل هذا‪ ،‬كما لو كان المرض يف عضو‬
‫معي كاليد والقدم‪ ،‬وأراد أن يضع يده عىل هذا الموضع من اْللم‪ ،‬ويقول‪:‬‬ ‫ر‬
‫(أعوذ بعزة هللا وقدرته من رش ما تجده)‪ ،‬أقول‪ :‬إن دعت الحاجة إىل ذلك‬

‫‪50‬‬
‫بشط أن يأمن اإلنسان نفسه‪ ،‬فإن خاف من ثوران الشهوة‪ ،‬أو‬ ‫فال بأس‪ ،‬ر‬
‫التمتع بالمس فإن ذلك حرام عليه‪.‬‬
‫ثم إن المواضع يف البدن تختلف‪ ،‬بعضها مسه فتنه وال شك‪ ،‬وبعضها دون‬
‫ذلك‪ ،‬ويختلف أيضا وضع اليد عىل موضع اْللم‪ ،‬بينما إذا كان هناك حائل‪،‬‬
‫إخوان القراء من أن‬ ‫فإن أحذر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫أو كانت المماسة مباشة‪ ،‬وعىل كل حال ي‬
‫يضعوا أيديهم عىل أي موضع من بدن المرأة ال ر‬
‫مباشة وال من وراء حائل‪،‬‬
‫خيا حصل بدون لمس‪ .‬نعم‪.‬‬ ‫وإذا أراد هللا يف قراءتهم ر‬

‫• العنصر الثالث‪ :‬اتهام اآلخرين بغري يقني‪.‬‬


‫ر‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫بشء عنده ولم ييك‪،‬‬ ‫يمكن لإلنسان أن يحسد نفسه؛ إذا أعجب ًاإلنسان ي‬
‫ر‬
‫الشء فإنه يمكنه‬ ‫(أي‪ :‬لم يدع باليكة‪ ،‬بأن يقول‪ :‬بارك هللا فيه‪ ،‬مثال) وتأثر هذا ي‬
‫أن يعرف أنه قد حسد نفسه‪.‬‬
‫ْلحد أن يجزم أن فالنا هو الذي حسده إال إذا تيقن من ذلك بأن رآه‬ ‫ٍ‬ ‫وال يمكن‬
‫الشء ويبدي أعجابه به وال ييك فيحدث تلفا أو مرضا أو ما شابه‪ ،‬كأن‬ ‫ر‬
‫ينظر إىل ي‬
‫يدخل أحد محله فيبدي إعجابه به وال ييك عليه فيكش ما فيه أو يتلف‪.‬‬
‫ْلحد أن‬
‫ٍ‬ ‫مباشة‪ ،‬أما إذا طال الفصل‪ :‬فال يمكن‬ ‫التأثي ر‬
‫ر‬ ‫وهذا يف حال أن يكون‬
‫يجزم عىل فالن أنه حسده‪.‬‬
‫ه‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫عية‬ ‫ش‬ ‫غي ر‬ ‫ويوجد طرق يستعملها بعض الناس لمعرفة العائن لكنها ر‬
‫ي‬
‫والشياطي لمعرفة‬ ‫ر‬ ‫شيطانية‪ ،‬وذلك مثل التخيل أثناء القراءة‪ ،‬أو االستعانة بالجن‬
‫ذلك‪.‬‬
‫قال علماء اللجنة الدائمة‪ :‬تخيل المريض للعائن أثناء القراءة عليه وأمر القارئ‬
‫الب تتخيل له‬ ‫َ‬ ‫له بذلك‪ :‬هو عمل‬
‫فىه ي‬ ‫بالشياطي‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫شيطان ال يجوز؛ ْلنه استعانة‬
‫ي‬
‫بالشياطي؛ وْلنه‬
‫ر‬ ‫اإلنش الذي أصابه‪ ،‬وهذا عمل محرم؛ ْلنه استعانة‬ ‫ي‬ ‫يف صورة‬
‫نش الخوف والرعب ربي الناس‪ ،‬فيدخل يف‬ ‫يسبب العداوة ربي الناس‪ ،‬ويسبب ر‬ ‫ر‬

‫‪51‬‬
‫َ ْ ر ََ ُ ُ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ ُ َ َ َ ٌ َ ْ ْ َ ُ ُ َ‬
‫ال ِمن ال ِجن فزادوهم رهقا }‬
‫س يعوذون ِب ِرج ٍ‬‫قوله تعاىل‪{ :‬وأنه كان ِرجال ِمن ِاْلن ِ‬
‫[الجن‪].6:‬‬
‫وقالوا‪ :‬ال تجوز االستعانة بالجن َ يف معرفة نوع اإلصابة ونوع عالجها؛ ْلن‬
‫ون بر َجال منَ‬ ‫َ َّ ُ َ َ َ ٌ َ ْ ْ َ ُ ُ َ‬
‫س يعوذ ِ ِ ْ ٍ َِ‬ ‫ِ‬ ‫االستعانة بالجن رشك‪ ،‬قال تعاىل‪ { :‬وأنه كان ِرجال ِمن ِاْلن‬
‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ رَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪ ْ َ َ ْ َ َ :‬رُ ُ ُ‬ ‫ْ ر ََ ُ ُ ْ َ َ‬
‫ال ِجن فزادوهم رهقا} الجن ‪ َ ،6‬وقال تعاىل { ويوم يحشهم ج ِميعا يا معش ال ِجن ق ِد‬ ‫‪/‬‬
‫َ ََ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ ُ ْ َ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ‬ ‫ْ َ ْ رَ ْ ُ ْ َ ْ ْ‬
‫ض وبلغنا‬ ‫ٍ‬ ‫س ربنا استمتع بعضنا ِببع‬ ‫ِ‬ ‫س وقال أو ِلياؤهم ِمن ِاْلن‬ ‫ِ‬ ‫َاستكيتم ِم َن ِاْلن‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ين فيها إال َما ش َاء اّلِل إن َرَّبك َحكيمٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ال الن ُار َمث َواك ْم خالد َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت لنا ق َ‬‫َ‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫َ َ َ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫أجلنا ال ِذي أجل‬
‫يم } اْلنعام ‪ ،128/‬ومعب استمتاع بعضهم ببعض‪ :‬أن اإلنس عظموا الجن وخضعوا‬ ‫َعل ٌ‬
‫ِ‬
‫لهم واستعاذوا بهم والجن خدموهم بما يريدون وأحرصوا لهم ما يطلبون‪ ،‬ومن‬
‫ذلك إخبارهم بنوع المرض وأسبابه مما يطلع عليه الجن دون اإلنس‪ ،‬وقد يكذبون‬
‫فإنهم ال يؤمنون‪ ،‬وال يجوز تصديقهم‪[ .‬مجلة الدعوة " العدد‪( .)1682( :‬موقع اإلسالم سؤال وجواب ‪])45659‬‬

‫‪52‬‬
‫الدرس اخلامس من الوحدة الثالث‪ :‬الرقية بالوسائل احلديثة‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬
‫اْلشطة المسجلة‪ ،‬وعي الهاتف وعي القنوات‬ ‫• اْلول‪ :‬الرقية عي سماع ر‬
‫الفضائية‪.‬‬
‫الثان‪ :‬الرقية الجماعية بمكيات الصوت‪.‬‬
‫ي‬ ‫•‬
‫• العنصر األول‪ :‬الرقية عرب مساع األشرطة‪ ،‬وعرب اهلاتف‪ ،‬وعرب القنوات‬

‫الفضائية‪.‬‬

‫ينبع أن تكون المواد الصوتية سواء كانت رأشطة أو‬ ‫ي‬ ‫من أهل العلم من قال‪:‬‬
‫مواد صوتية عىل جهاز الحاسب أو عي الهاتف‪ ،‬أو عي القنوات الفضائية مجرد‬
‫المشوعة إنما تكون‬ ‫وسيلة تعليمية للرقية‪ ،‬وليست وسيلة للرقية ذاتها‪ْ ،‬لن الرقية ر‬
‫اف‪ ،‬ومسح موضع اْللم‪،‬‬ ‫والمرف‪ ،‬ولذلك رشع فيها النفث عىل الر َ‬ ‫َ‬ ‫اف‬‫مباشة بي الر َ‬
‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر َ ي‬
‫اف يده عليه‪ ،‬وهو ما ال يمكن حصوله إذا كانت الرقية مسجلة‪.‬‬ ‫أو وضع الر ي‬
‫اْلشطة أو‬‫والذي يظهر والعلم عند هللا أن جميع هذه الوسائل من سماع ر‬
‫تأثي قوي‪ ،‬وذلك من واقع الخية‬ ‫الرقية عي الهاتف أو عي القنوات الفضائية لها ر‬
‫والتجربة‪ ،‬ومن خالل كالم المرض أنفسهم‪.‬‬
‫وقد سئل فضيلة الشيخ عبد هللا بن عبد الرحمن الجيين –رحمه هللا‪ -‬هذا‬
‫بالشيط؟‬‫بالشيط فهل تجوز الرقية ر‬ ‫انتشت عندنا رأشطة تدعو إىل الرقية ر‬ ‫السؤال‪ :‬ر‬
‫اْلشطة؟‬ ‫وما حكم بيع هذه ر‬
‫حب ُي َب رينوا ما فيها‬
‫اْلشطة عىل بعض العلماء‪َ ،‬‬ ‫االجاب ة‪ :‬ال شك أن ُتعرض تلك ر‬
‫من الصواب والخطأ‪ ،‬فقد ورد أن النب صىل هللا عليه وسلم قال‪(( :‬اعرضوا َّ‬
‫عىل‬‫ي‬ ‫ي‬
‫بالر َف ما لم تكن رشكا)) فإذا عرضت عىل أحد العلماء المعتيين‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُرقاكم؛ ال بأس ُّ‬
‫ُ‬
‫وعرف أنها تشتمل عىل آيات قرآنية‪ ،‬وأحاديث نبوية‪ ،‬وأدعية مأثورة‪ ،‬فال مانع من‬
‫بيعها‪ ،‬وال مانع من الرقية بها‪[ .‬رقم الفتوى (‪])1605‬‬

‫‪53‬‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬الرقية اجلماعية مبكربات الصوت‪.‬‬
‫الشعية فيقومون‬ ‫َ‬
‫بالرف ر‬ ‫وه ما يقوم بها بعض من يرقون‬ ‫الرقية الجماعية ي‬
‫بجمع من سيقرؤون عليهم يف مكان واحد‪ ،‬ويقرؤون عليهم بمكي الصوت‬
‫لكيتهم‪ ،‬وقد ذكر بعض القراء أن ذلك ُج ررب فأفاد‪ ،‬وحصل‬ ‫(الميكرفون) وذلك ر‬
‫المصابي‪.‬‬
‫ر‬ ‫لكثي من‬
‫الشفاء ر‬
‫وذلك أن سماع المرصوع لتلك اآليات واْلدعية واْلوراد يؤثر يف الجان الذي‬
‫اإلنش‪ ،‬أو أن القرآن الذي هو شفاء كما وصفه‬ ‫ي‬ ‫يالبسه‪ ،‬فيحدث أنه يترصر ويفارق‬
‫هللا ‪-‬تعاىل‪ -‬فيؤثر يف السامع‪ ،‬ولو لم يحصل من القارئ نفث عىل المريض‪.‬‬
‫اف يقرب من المريض‪ ،‬ويقرأ عنده‬ ‫الشعية ه أن الر َ‬ ‫ومع ذلك فإن الرقية ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اآليات‪ ،‬وينفث عليه‪ ،‬ويمسح أثر الريق عىل جسده بيده‪ ،‬ويسمعه اآليات واْلدعية‬
‫يرف كل واحد منفردا فهو أفضل‪ ،‬وإن‬ ‫مب تيش أن َ‬ ‫حب يتأثر بسماعها‪ ،‬فعىل هذا َ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫تأثي‬
‫تأثيها أقل من ر‬ ‫شق عليه فعل ما ذكر من القراءة قرأ يف المكي‪ ،‬مع العلم بأن ر‬
‫القراءة الفردية‪ ،‬وهللا أعلم‪[ .‬من كالم الشيخ عبد هللا الجيين ‪ -‬الفتاوى الذهبية]‬

‫كثية فأدت إىل‬ ‫أسب استخدامها مع ما فيها من فوائد ر‬ ‫ولكن هذه الطريقة ر ئ‬
‫حب يف الرقية الفردية سيؤدي إىل منع‬ ‫الوقوع ف محاذير (كل ما يساء استخدامه َ‬
‫ي‬
‫تأثيها‬
‫كبي وقد يكون ر‬ ‫خي ر‬ ‫غي محمودة) ولو أحسن استخدامها لكان فيها ر‬ ‫ونتائج ر‬
‫أكي من الرقية الفردية إذا كانت بالطريقة السليمة‬
‫أما ما أشيع أن الجن يخرجوا من مريض ويدخلوا يف مريض يف الرقية الجماعية‬
‫غي صحيح فمن المحال أن يحدث ذلك يف حال الرقية وتالوة كالم هللا وال‬ ‫فهذا ر‬
‫يحدث يف االسواق والطرقات‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الوحدة الرابعة‪ :‬عالجات بعض األدواء‪:‬‬
‫الدرس األول من الوحدة الرابعة‪ :‬عالج العني‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬
‫العي قبل وقوعها‪.‬‬ ‫المشوعة التقاء ر‬ ‫• اْلول‪ :‬الطرق ر‬
‫العي بعد وقوعها‪.‬‬ ‫الثان‪ :‬عالج إصابة ر‬ ‫ي‬ ‫•‬
‫• العنصر األول‪ :‬الطرق املشروعة لعالج العني قبل وقوعها‪.‬‬
‫‪ )1‬تقوى هللا عز وجل‪ ،‬وحفﻆ أوامر هللا ونهيه‪ ،‬فذلك من أعظم اْلمور الواقية‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم لعبد هللا بن عباس‬ ‫ي‬ ‫للمسلم‪ ،‬ويدل عىل ذلك قول‬
‫َّ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ‬ ‫َّ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ‬ ‫ْ َ‬
‫اليمذي‬ ‫ك)) [رواه َ‬ ‫احف ِﻆ اّلِل ت ِجده تجاه‬ ‫احف ِﻆ اّلِل يحفظك‪،‬‬ ‫رض هللا عنه ما‪(( :‬‬ ‫ي‬
‫وقال‪ :‬حديث حسن صحيح]‪ ،‬فمن حفﻆ هللا حفظه هللا عز وجل‪.‬‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم‪َ (( :‬م ْن‬ ‫البقرة َ‪َ :‬قال ي‬ ‫اْلخي رتي من سورة‬ ‫ر‬ ‫اآليتي‬
‫ر‬ ‫‪ )2‬قراءة‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ََْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َََ ْ ََ‬
‫آخر سور ِة البقرة ِف ليل ٍة كفتاه)) [رواه البخاري ومسلم]‬ ‫ي ِمن ِ‬ ‫قرأ اآليت ر‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َّ َ َ ُ ُ َّ‬ ‫ََُْ َ‬ ‫‪ )3‬قراءة آية الكرش‪َ :‬ع ْ‬
‫اّلِل صىل هللا‬ ‫رض هللا عنه‪ ،‬قال‪ :‬وكل ِ يب رسول ِ‬ ‫َ َ َي‬ ‫ة‬‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫َ َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ‬ ‫َ َ َ َ َ ْ ُ‬ ‫ْ ََ ِ َ َ َ َ‬
‫آت فجعل يحثو ِمن الطع ِام فأخذته‪،‬‬ ‫ان ٍ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫عليه وسلم ِب ِحف ِﻆ زك ِاة رمضان‪ ،‬فأت‬
‫اج‪َ ،‬و َع َىلَّ‬ ‫ال‪ :‬إ رن ُم ْح َت ٌ‬ ‫اّلِل صىل هللا عليه وسلم َق َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ ُ َ َّ َ َ ْ َ َ َّ َ َ‬
‫ي‬ ‫َ ِ ي‬ ‫ول ِ‬ ‫اّلِل ْلرفعنك ِإىل رس ِ‬ ‫وقلت‪ :‬و ِ‬
‫َ َ َّ‬ ‫َ‬
‫َ َ ٌ َ َ ٌ َ َ ‪ُ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ُ ْ َّ َ َ :‬‬ ‫ال َ‬
‫ع َي ٌ‬
‫ب صىل هللا‬ ‫الن ُّ‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫‪،‬‬‫ة‬ ‫يد‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ش‬ ‫ة‬ ‫اج‬ ‫ح‬ ‫ىل‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫ِي‬ ‫َ ََ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫َ َ ‪َّ َ ُ َ َ : ُ ْ ُ :‬‬
‫اّلِل‪،‬‬ ‫عليه وسلم‪« :‬يا أبا هريرة‪ ،‬ما فعل أ ِس ريك الب ِارحة»‪ ،‬قال قلت يا رسول ِ‬
‫َ َ َ َ ً َ َ ً َ َ ً َ َ ْ ُ ُ َ َ َّ ْ ُ َ َ ُ َ َ ‪َ َ َ َ ْ َ ُ َّ َ َ :‬‬
‫شكا حاجة ش ِديدة‪ ،‬و ِعياَّل‪ ،‬فر ِحمته‪ ،‬فخليت س ِبيله‪ ،‬قال «أما ِإنه قد كذبك‪،‬‬
‫َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ ْ ُ َ َّ ُ َ َ ُ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫اّلِل صىل هللا عليه وسلم ِإنه‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو َس َي ُعود»‪ ،‬فعرفت أنه سيعود‪ِ ،‬لقو ِل رس‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ ُ ُ َ ُ ْ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ‬ ‫الط َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ َ ْ ُ َ َّ‬
‫ول‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ىل‬ ‫َِ‬‫إ‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ف‬‫ر‬ ‫ْل‬ ‫‪:‬‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ق‬‫ف‬ ‫‪،‬‬‫ه‬ ‫ت‬ ‫ذ‬ ‫خ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ام‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫سيعود‪ ،‬فرصدته‪ ،‬فجاء يحثو ِمن‬
‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ‪ َ ْ َ :‬ر ُ ْ َ ٌ َ َ َ َّ َ ٌ َ‬ ‫َّ‬
‫ال‪ ،‬ال أ ُعود‪ ،‬ف َر ِح ْمته‪،‬‬ ‫اّلِل صىل هللا عليه وسلم‪ ،‬قال دع ِ يب ف ِإ ين محتاج وع يىل ِعي‬ ‫ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َّ‬ ‫ال ىل َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ت‪ ،‬فق َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ َ ُ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫اّلِل صىل هللا عليه وسلم‪« :‬يا أبا‬ ‫ِ‬ ‫ول‬ ‫ِي‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬‫ه‬ ‫فخليت س ِبيل‬

‫‪55‬‬
‫ُ ْ ُ ‪ُ ُ ْ َ َ ً َ َ ً َ َ ً َ َ َ َ َّ َ ُ َ َ :‬‬ ‫ََُْ َ َ َ َ َ َ ُ َ‬
‫اّلِل شكا حاجة ش ِديدة‪ ،‬و ِعياَّل‪ ،‬فر ِحمته‪،‬‬ ‫هريرة‪ ،‬ما فعل أ ِس ريك»‪ ،‬قلت يا رسول ِ‬
‫َ َ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ ُ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ ْ ُ َ َ ُ َ َ ‪ُ ُ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ َّ َ َ :‬‬
‫فخليت س ِبيله‪ ،‬قال «أما ِإنه قد كذبك وسيعود»‪ ،‬فرصدته الث ِالثة‪ ،‬فجاء يحثو‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ ُ ُ َ ُ ْ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ َّ‬
‫الط َ‬
‫ات‪،‬‬ ‫آخر ثال ِث مر ٍ‬ ‫اّلِل‪ ،‬وهذا ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ىل‬ ‫إ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ف‬‫ر‬ ‫ْل‬ ‫‪:‬‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ذ‬ ‫خ‬ ‫أ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ام‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ِمن‬
‫ت‪ :‬ماَ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ َ ْ ُ ُ َ َ ُ ُ َّ َ ُ ُ َ ‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ات ينفعك اّلِل ِبها‪ ،‬قل‬ ‫أنك تزعم ال تَعود‪ ،‬ثم تعود قال د ْع ِ يب أعلمك ك ِلم ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ َ َ ُّ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ َ َ ‪ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ :‬ر ‪َ َ ُ َّ :‬‬
‫َ‬
‫الج القيوم}‬ ‫ش {اّلِل ال ِإله ِإَّل هو ي‬ ‫ي‬ ‫هو؟ قال ِإذا أويت ِإىل ِفر ِاشك‪ ،‬فاقرأ آية الكر ِ‬
‫َ ََّ َ ْ َ َ َ َ َّ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َّ َ ٌ َ َ َ ْ َ َ َّ َ‬
‫اّلِل ح ِافﻆ‪ ،‬وال يقربنك‬ ‫[البقرة‪ ،]255 :‬حب تخ ِتم اآلية‪ ،‬ف ِإنك لن ي َزال عليك ِمن ِ‬
‫َ ُ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ٌ َ ََّ ُ ْ َ َ َ َّ ْ ُ َ َ ُ َ ْ َ ْ ُ َ َ‬
‫اّلِل صىل هللا‬ ‫شيطان حب تص ِبح‪ ،‬فخليت س ِبيله‪ ،‬فأصبحت فقال ِ يىل رسول ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُ ْ ُ َ َ ُ َ َّ َ َ َ َّ ُ ُ َ ِّ‬ ‫َ ََ َ َ ُ َ َ َ َ‬
‫اّلِل‪ ،‬زعم أنه يعلم ِ يب‬ ‫عليه وسلم‪« :‬ما فعل أ ِس ريك الب ِارحة»‪ ،‬قلت يا رسول ِ‬ ‫‪:‬‬
‫َّ ُ َ َ َ َّ ْ ُ َ َ ُ َ َ ‪َ ْ َ َ َ : َ َ : ُ ْ ُ َ َ :‬‬ ‫َكل َمات َي ْن َف ُ‬
‫ه»‪ ،‬قلت قال ِ يىل ِإذا أويت‬ ‫َ ْ ِي‬ ‫ا‬ ‫«م‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫‪،‬‬‫ه‬ ‫يل‬ ‫ب‬
‫َِ‬‫س‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫خ‬ ‫ف‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫اّلِل‬ ‫ب‬
‫َِ ي ْ ْ َ ِ‬ ‫ع‬ ‫ِ ٍ‬
‫ُ‬
‫اآلية‪{ :‬اّلِل ال إله إَّل ه َو َ ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ش م ْن أ َّولها َح ََّب تخت َم َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫إ َىل ف َراشك فاق َرأ َ‬
‫َ‬
‫الج‬ ‫ي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫الك‬ ‫ة‬ ‫آي‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َّ َ ٌ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫اّلِل ح ِافﻆ‪ ،‬وال يقربك شيطان‬ ‫الق ُّيوم} [البقرة‪ ،]255 :‬وقال ِ يىل‪ :‬لن يزال عليك ِمن ِ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫َ ََّ ُ ْ َ َ َ ُ َ ْ َ َ رَ ْ َ َ‬
‫ش ٍء عىل الخ ر ِي ‪ -‬فقال الن ِ يب صىل هللا عليه وسلم‪:‬‬ ‫ي‬ ‫حب تص ِبح ‪ -‬وكانوا أحرص‬
‫ُ ُْ َ َ ََ َ َ ََُْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ ُ َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ َ ُ ٌ َ ْ َ ُ َ ْ ُ َ‬
‫ال يا أبا هريرة»‪،‬‬ ‫اطب منذ ثال ِث لي ٍ‬ ‫«أما ِإنه قد صدقك وهو كذوب‪ ،‬تعلم من تخ ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ َ َ َْ ٌ‬
‫والنسان يف الكيى وابن خزيمة]‬ ‫ي‬
‫ئ‬ ‫معلقا‪،‬‬ ‫البخاري‬ ‫[رواه‬ ‫»‬ ‫ان‬ ‫قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪« :‬ذاك شيط‬
‫َ َ َ ُ ُ َّ‬
‫رض هللا عنه قال‪( :‬كان رسول ِ‬
‫اّلِل‬ ‫ي‬ ‫أن سعيد‬ ‫ي‬ ‫المعوذتي‪ :‬عن‬ ‫ر‬ ‫‪ )4‬اإلكثار من قراءة‬
‫َ َ‬ ‫ان‪َ ،‬وم ْن َع ْري اإل ْن َ‬ ‫َ َ َ َّ ُ َ ْ َ ر‬
‫ان‪َ ،‬ح ََّب ن َزل ِت‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صىل هللا عليه وسلم «يتعوذ ِمن الج‬
‫َ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫ْ ُ َ ر ََ‬
‫والنسان‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وصححه‬ ‫ي‬
‫ئ‬ ‫مذي‪،‬‬ ‫َ‬
‫الي‬ ‫[رواه‬ ‫)‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫اه‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ا‪،‬‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ِِ‬ ‫ب‬ ‫ذ‬ ‫خ‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬‫ت‬ ‫ل‬
‫ز‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ان‬ ‫المعوذ ِ‬
‫ت‬
‫واْللبان]‪.‬‬
‫ي‬ ‫السيوط‬
‫ي‬
‫‪ )5‬التييك‪ :‬ويدل عليه قوله صىل هللا عليه وسلم لعامر بن الربيعة عندما عان‬
‫اْللبان]‪ .‬وقوله صىل هللا عليه وسلم‪:‬‬ ‫ي‬ ‫سهل بن حنيف‪(( :‬أال بركت)) [رواه ابن ماجه وصححه‬
‫َ ُ ْ ُ ُ ََْ ْ ُ ََْ َ‬ ‫َْ َ َْ َ‬ ‫َ ََ َ َ ُ ُ ْ ْ َْ‬
‫جبه فليدع ِباليك ِة)) [رواه أحمد والحاكم‪،‬‬ ‫يه ما يع ِ‬
‫(( ِإذا رأى أحدكم ِمن نف ِس ِه أو م ِال ِه أو أ ِخ ِ‬
‫اْللبان]‪.‬‬
‫ي‬ ‫وقال‪ :‬صحيح‪ ،‬وصححه‬

‫‪56‬‬
‫َُ ُ‬ ‫ر‬ ‫ْ رَ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ َ‬
‫‪:‬‬
‫ات ِمن ش)‪ ،‬ونحو (أعوذ‬ ‫هللا التام ِ‬‫ات ِ‬ ‫‪ )6‬التعوذات النبوية‪ :‬نحو‪( :‬أعوذ ِبك ِلم ِ‬
‫ي َال َّم ٍة)‪.‬‬ ‫الت َّامة‪ ،‬م ْن ُك رل َش ْي َطان َو َه َّامة‪َ ،‬وم ْن ُك رل َع ْ‬
‫َّ َّ‬
‫اّلِل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫رٍ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ات ِ‬ ‫ِبك ِلم ِ‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬عالج إصابة العني بعد وقوعها‪.‬‬

‫العي بعد وقوعها فله حالتان‪:‬‬


‫أما عالج إصابة ر‬
‫يسي‪ ،‬وهو أمر العائن‬ ‫فف هذه الحالة العالج ر‬ ‫اْلوىل‪ :‬أن يعرف العائن‪ ،‬ي‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم‬ ‫ي‬ ‫رض هللا عنهما عن‬
‫ي‬ ‫للمعي‪ .‬فعن ابن عباس‬ ‫ر‬ ‫باالغتسال‬
‫َ َ َ َْ َ َ َ ََْ ُ َْْ ُ َ َ ْ ُْ ُْْ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قال‪ْ (( :‬ال َع ْ ُ‬
‫ي َحق َول ْو كان ر‬
‫شء سابق القدر سبقته الع ري و ِإذا استغ ِسلتم فاغ ِسلوا‬‫ي‬ ‫ر‬
‫)) [رواه مسلم] قال ابن عبد الي‪ :‬يؤمر العائن باالغتسال للذي عانه وجوبا‪[ .‬التمهيد‬
‫‪241/6‬و‪]70-19/13‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬أن ال يعرف العائن‪ ،‬فالعالج هو االلتجاء إىل هللا عز وجل‬
‫النب صىل هللا‬ ‫أن‬ ‫عنها‬ ‫هللا‬ ‫رض‬ ‫سلمة‬ ‫أم‬ ‫فعن‬ ‫‪.‬‬‫وعة‬ ‫الرف ر‬
‫المش‬ ‫والمداومة عىل َ‬
‫عليه وسلم رأى ف بيتها جارية ف وجهها سفعة يفقال‪ْ (( :‬اس َ ْي ُقوا َل يَها‪َ ،‬فإ َّن بهاَ‬
‫ِ ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫َّ ْ َ َ‬
‫النظرة)) [ رواه البخاري ومسلم]‬

‫‪ -‬ويمكن للمريض أن يطلب النصح من الرقاة يف حالته فهناك طرق تفيد يف‬
‫معرفة العائن‬
‫َ‬
‫بالعي‬
‫ر‬ ‫‪ -‬ويمكن استخدام بعض اْلعشاب واْلدوية ي‬
‫الب ثبت نفعها يف اإلصابة‬
‫وغيها‪.‬‬
‫كالحجامة والسدر وماء زمزم ر‬

‫‪57‬‬
‫الدرس الثاني من الوحدة الرابعة‪ :‬عالج السحر‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬طرق عالج السحر‪ ،‬وهما طريقان‪:‬‬
‫استخراج السحر‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ر‬ ‫• اْلوىل‪ُّ :‬‬
‫• الثانية‪ :‬النشة‪.‬‬
‫• الطريقة األوىل‪ :‬استخراج السحر‪.‬‬
‫فالعالج اْلبلغ لمن أصيب بالسحر هو بذل الجهد يف معرفة مكان السحر ثم‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم أنه سأل ربه يف ذلك‪ ،‬وكان يدعو‬ ‫ي‬ ‫استخراجه‪ .‬كما صح عن‬
‫ُ‬
‫هللا جل وعال‪ ،‬فدل عليه‪ ،‬فاستخرجه من ئبي ذروان‪ ،‬فلما استخرجه ذهب ما به‬
‫فكأنما نشط من عقال‪ ،‬فهذا من أبلغ ما يعالج به المطبوب‪.‬‬
‫َ ََّ َ َ‬ ‫الن ُّ‬ ‫َ َ ْ ‪َّ َ ُ :‬‬ ‫َ ْ َ َ َ‬
‫ب صىل هللا عليه وسلم َحب كان‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫َِ‬ ‫س‬ ‫((‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫عنها‬ ‫هللا‬ ‫رض‬
‫ي‬ ‫ة‬ ‫فعن ع َ ِائش‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الش َء َو َما َيف َعله‪َ ،‬ح ََّب كان ذات َي ْوم د َعا‪َ ،‬ود َعا ث َّم ق َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُي َخ َّي ُل إ َل ْي ِه أ َّن ُه َيف َع ُل ر ْ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ال‪ :‬أش َع ْر ِت‬
‫َ َ ُ َْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ٍُ ُ َ ْ َ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ي َ ئ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َّ َ ِ َ ْ َ‬
‫ش واآلخر ِعند‬ ‫ي‬ ‫الن َفقعد أحدهما ِ َعند رأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان رج‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ان؟ أت‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫يه ِشف‬ ‫ان ِفيما ِف ِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫أن اّلِل أفت‬
‫ال‪:‬‬
‫َ‬
‫ال‪َ :‬و َم ْن َط َّب ُه؟ ق َ‬ ‫وب؟ ق َ‬ ‫ال‪َ :‬م ْط ُب ٌ‬ ‫الر ُجل؟ ق َ‬ ‫َ‬
‫ال أ َحد ُه َما ِلآلخر‪َ :‬ما َو َج ُع َّ‬ ‫ُ‬ ‫ىل‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫ر ْج َ َّ‬
‫ال َف َأ ْينَ‬
‫ف َط ْل َعة َذ َكر‪َ .‬ق َ‬ ‫ال‪ :‬ف ُم ِ ُشط َو ُم َش َاقة َو ُج ر‬ ‫يمِا َذا؟ َق َ‬ ‫ال‪ :‬ف َ‬ ‫اْل ْع َصم‪َ .‬ق َ‬ ‫َِ ُ ي ْ ُ َ‬
‫ل ِبيد بن‬
‫ُ َّ َ َ ٍ َ َ َ ٍ َ َ َ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ئْ ِ َ ْ َ َ ِ َ َ َ َ َ َّ ِ ي‬
‫ال‪ :‬ف بي ذروان‪ .‬فخ َرج إل ْيها الن ُّ‬ ‫ُه َو؟ َق َ‬
‫ب صىل هللا عليه وسلم ثم رجع فق َال ِل َع ِائشة‬
‫َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ِ ي َ ِْ ُ ِ َ َ َ َّ ُ ُ ُ ُ ِ َّ َ ِ ي َ ُ ْ ُ ْ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ‬
‫ي‪ .‬فقلت‪ :‬استخرجته؟ فقال‪ :‬ال‪ ،‬أما أنا فقد‬ ‫ِ‬ ‫اطَ ر‬‫َِح ر َي رجع‪ :‬نخ َلها كأنه َ ْرءوس َالشي ِ‬
‫رَ ًّ ُ َّ ُ َ ْ ْ ئ ُْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫اّلِل‪َ ،‬‬ ‫شفان َّ ُ‬
‫شيت أن ي ِث ري ذ ِلك عىل الناس شا‪ ،‬ثم د ِفنت ال ِبي)) [رواه البخاري (‪)3268‬‬ ‫ِ‬ ‫خ‬ ‫و‬ ‫ِي‬
‫‪ َ َّ َ َ ْ َ َ ُ ِ َّ َ ُّ َّ َ َ َ :‬ئْ َ َ ََّ ْ َ ْ َ َ ُ‬
‫البي حب استخرجه))‬ ‫وف رواية ((فأن الن ِ يب صىل هللا علي ِه وسلم ِ‬ ‫ومسلم (‪ .])2189‬ي‬
‫اختالف يف الروايات‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫[البخاري ‪ ،]5765‬عىل‬
‫• الطريقة الثانية‪ :‬النشرة‪.‬‬
‫فإذا لم يستطع المسحور إخراج السحر‪ ،‬ولم َي ْه َت ِد إليه‪ .‬فعليه بالطريقة الثانية‪:‬‬
‫نشة ْلنها ر‬ ‫شة ه‪ :‬بمعب الرقية والعالج للمريض‪ ،‬وسميت ر‬ ‫والن رْ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫الن رْ َ‬
‫ينش‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫ة‬‫ش‬ ‫وه‬‫ي‬
‫بها عن المريض ما خامره من الداء‪ ،‬أي يكشف عنه‪ ،‬ويزال‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫النشة رصب من الرقية والعالج‪ ،‬يعالج من كان‬ ‫قال الخطان –رحمة هللا ‪ :-‬ر‬
‫ي‬
‫يظن به مس من السحر‪.‬‬
‫وه نوعان‪:‬‬ ‫ر َ‬ ‫ْ‬
‫وقال ابن القيم –رحمة هللا ‪ :-‬والنشة حل السحر عن المسحور‪ ،‬ي‬
‫النوع اْلول‪ :‬حل سحر بسحر مثله‪ ،‬وهو الذي من عمل الشيطان‪ ،‬فإن السحر‬
‫والمنتش بما يحب‪ ،‬فيبطل عمله عن المسحور‪.‬‬ ‫ر‬ ‫من عمله‪ ،‬فيتقرب إليه ر‬
‫الناش‬
‫الن رْ َ‬ ‫ُّ‬
‫شة بالرقية والتعوذات والدعوات واْلدوية المباحة‪ ،‬فهذا جائز‪ ،‬بل‬ ‫والثان‪:‬‬
‫ي‬
‫المفتي" (ص‪.])208 ،207‬‬ ‫ر‬ ‫مستحب " انتىه‪ .‬من ["فتاوى إمام‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫الن رْ َ‬
‫ال‪( :‬ه َو‬ ‫وه حل السحر‪ ،‬فق‬ ‫ي‬ ‫ة‬‫ش‬ ‫النب صىل هللا عليه وسلم عن‬ ‫ي‬ ‫وقد سئل‬
‫ُّ‬
‫بالن رْ َ‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫م ْن َع َ‬
‫شة يف هذا الحديث‪،‬‬ ‫اْللبان]‪ .‬والمقصود‬ ‫ي‬ ‫ان) [رواه أبو داود (‪ )3868‬وصححه‬ ‫ِ‬ ‫ط‬ ‫ي‬ ‫الش‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫ِ ُّ ْ ِ‬
‫شة المحرمة‪.‬‬ ‫الن ر َ‬
‫ه‬ ‫وقال ابن القيم –رحمة هللا‪ :-‬من أنفع عالجات السحر اْلدوية اإللهية؛ بل ي‬
‫تأثيها يكون‬ ‫تأثي اْلرواح الخبيثة السفلية‪ ،‬ودفع ر‬ ‫أدويته النافعة بالذات‪ ،‬فإنه من ر‬
‫وتأثيها‪،‬‬
‫الب تبطل فعلها ر‬ ‫َ‬ ‫بما يعارضها ويقاومها من‪ :‬اْلذكار‪،‬‬
‫واآليات‪ ،‬والدعوات ي‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫ر َ‬
‫وكلما كانت أقوى وأشد‪ ،‬كانت أبلغ ف النشة‪[ .‬الطب النبوي‪ -‬البن القيم]‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫كثية ال حرص لها‪ ،‬وقد تقدم‬ ‫المشوعة من اآليات واْلذكار النبوية ر‬ ‫ر‬ ‫والرف‬
‫بعضها ف عالج العي‪( .‬أحكام َ‬
‫السحيم‪ ،‬وموقع اإلسالم سؤال وجواب ‪)92810‬‬ ‫ي‬ ‫الرف والتمائم ‪ -‬فهد‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫ومن العالجات النبوية الوقائية من السحر‪َ :‬التصبح بسبع تمرات من تمر‬
‫َ َّ‬ ‫العجوة‪ ،‬فقد روى البخاري‪ ،‬ومسلم عن َس ْعد ْ‬
‫رض هللا عنه قال‪:‬‬ ‫َي‬ ‫اص‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫َ ُ ُ ِ َ ِ ْ ِ َي َ َ ٍ‬ ‫ن‬ ‫ب‬
‫َ ْ َ ً َْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ُ َ ُ َ َّ‬
‫ات عجوة لم‬ ‫صىل هللا عليه وسلم يقول‪( :‬من تص َبح َ ِبسب ِع تم َر ٍ‬ ‫َ‬
‫اّلِل‬
‫ِ‬ ‫س ِمعت رسول‬
‫َ ُ َّ ُ َ َ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫هللا صىل هللا‬ ‫ول ِ‬ ‫يرصه ذ ِلك اليوم سم وَّل ِسحر) روى مسلم عن عائشة‪ ،‬أن رس‬ ‫‪.‬‬
‫َ ً َ ْ َّ َ ِ ْ َ ٌ َ َّ َ ْ ُ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َّ‬
‫ال‪ِ ( :‬إن ِ يف َع ْج َو ِة ال َع ِال َي ِة ِشفاء ‪ -‬أو ِإنها ِترياق‪ -‬أول البكرِة)‪.‬‬ ‫عليه وسلم ق‬
‫عثيمي رحمه هللا‪ :‬يف بعض ألفاظ الحديث أن هذه التمرات قيدت‬ ‫ر‬ ‫قال ابن‬
‫وف بعضها قيدت بتمر العالية‪.‬‬ ‫بتمر العجوة ي‬

‫‪59‬‬
‫فمن العلماء من قال إنه يتقيد بهذا التمر وليس ذلك ثابتا لكل تمر‪.‬‬
‫تمر يتصبح به اإلنسان؛ فإنه إذا‬‫ومنهم من أخذ بالحديث المطلق وهو أن أي ٍ‬
‫سم وال سحر‪.‬‬ ‫تصبح بسبع تمرات ال يصيبه ف ذلك اليوم ٌ‬
‫ي‬
‫يعب‪ :‬تصبح بها فإن كان الحديث‬ ‫وعىل كل حال فاإلنسان إذا أفطر بهذه السبع‪ ،‬ي‬
‫مطلقا حصل له ذلك‪ ،‬وإن لم يكن مطلقا وكان مقيدا بتمر العجوة أو بتمر العالية‬
‫فإن هذه السبع ال ترصه‪( .‬موقع اإلسالم سؤال وجواب رقم ‪.)198413‬‬

‫‪60‬‬
‫الدرس الثالث من الوحدة الرابعة‪ :‬عالج الصرع واألمراض العضوية‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬
‫• اْلول‪ :‬عالج الرصع‪.‬‬
‫الثان‪ :‬عالج من اْلمراض العضوية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫•‬
‫• العنصر األول‪ :‬عالج الصرع‪:‬‬
‫العثيمي‪( :‬والرصع نوعان‪:‬‬ ‫ر‬ ‫يقول الشيخ العالمة محمد بن صالح‬
‫النوع اْلول‪ :‬رصع بسبب تشنج اْلعصاب‪ :‬وهذا مرض عضوي يمكن أن‬
‫الب تسكنه أو تزيله بالمرة‪.‬‬ ‫ر َ‬
‫العقاقي ي‬ ‫الماديي بإعطاء‬
‫ر‬ ‫يعالج من قبل اْلطباء‬
‫اإلنش فيرصعه‬ ‫ي‬ ‫الجب عىل‬
‫ي‬ ‫الشياطي والجن‪ :‬يتسلط‬ ‫ر‬ ‫الثان‪ :‬بسبب‬‫ي‬ ‫النوع‬
‫وي دخل فيه ويرصب به عىل اْلرض ويغم عليه من شدة الرصع وال يحس‪ .‬ويتلبس‬
‫الجب بنفس اإلنسان ويبدأ يتكلم عىل لسانه‪ ،‬والذي يسمع الكالم يقول‬ ‫ي‬ ‫الشيطان أو‬
‫الجب! وله ذا تجد يف بعض كالمه االختالف ال يكون‬ ‫ي‬ ‫اإلنش ولكنه‬
‫ي‬ ‫أن الذي يتكلم‬
‫الجب‪.‬‬‫ي‬ ‫يتغي بسبب نطق‬ ‫ككالمه وهو مستيقﻆ ْلنه ر‬
‫والخي‪ .‬وأحيانا يخاطبهم‬ ‫ر‬ ‫هذا النوع من الرصع عالجه بالقراءة من أهل العلم‬
‫اإلنش‪ .‬وأحيانا ال يتكلم‬‫ي‬ ‫ويبي السبب الذي جعله يرصع هذا‬ ‫الجب ويتكلم معهم ر‬ ‫ي‬
‫الصالحي ‪-‬‬ ‫وقد ثبت هذا!! أعب رصع الجب لإلنش بالقرآن والسنة والواقع) ( رشح رياض‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫المجلد ‪ - 1‬ص ‪) 178 ،177‬‬
‫الشياطي وغوائلهم سواء رصعهم أو‬
‫ر‬ ‫فعىل المسلم إذا أراد أن يسلم من كيد‬
‫ً‬ ‫وسوستهم فعليه أن َ‬
‫يليم بالكتاب والسنة علما وعمال‪ ،‬وأن يتحصن بما ورد من‬
‫ومساء‪ ،‬وأن يداوم عىل ذكر هللا عز وجل‪ ،‬فإن ذلك هو‬‫ً‬ ‫اْلذكار ر‬
‫الشعية صباحا‬
‫العي بعض اْلذكار الواردة‪.‬‬
‫الحصي بإذن هللا‪ .‬وقد تقدم معنا يف العالج من ر‬
‫ر‬ ‫الحصن‬
‫[أحكام َ‬
‫السحيم ص ‪]124‬‬
‫ي‬ ‫الرف والتمائم – فهد‬

‫‪61‬‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬عالج من األمراض العضوية‪:‬‬
‫الب تعالج بالرقية؛ ُ‬
‫كالح َمة‬ ‫َ‬
‫اْلمراض العضوية ي‬ ‫ُ‬
‫تقدم معنا الكالم عالج بعض‬
‫والنملة‪ ،‬ومما ورد النص فيه لعالج الح َمة‬
‫رض هللا عنه يف قصة اللديغ‪ ،‬وقد تقدم معنا يف أول‬ ‫أن سعيد ي‬ ‫‪ -‬حديث ي‬
‫المساق‪.‬‬
‫أما عالج مرض النملة بالرقية فقد ورد فيه نصوص منها‪ :‬وقد تقدم معنا أنها‬
‫غيه عىل شكل بثور صغار‪ ،‬مع ورم‬ ‫"قروح تخرج يف الجنب‪ ،‬ويقال إنها تخرج يف ر‬
‫يسي‪ ،‬ثم تتقرح"‪.‬‬ ‫ر‬
‫رض هللا عنه قال‪( :‬رخص رسول هللا صىل هللا عليه وسلم يف الرقية‬ ‫أنس ي‬ ‫‪ -‬عن‬
‫والح َمة والنملة)‪[ .‬رواه مسلم] وقد تقدم أيضا‪.‬‬ ‫من العي ُ‬
‫ر‬
‫وجاءت نصوص بالرقية لمن به قرحة أو جرح عىل وجه العموم‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم كان يقول للمريض‬ ‫ي‬ ‫رض هللا عنها أن‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫عن عائشة‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اّلِل‪ُ ،‬ت ْر َب ُة أ ْرضنا‪ ،‬بريقة ب ْعضنا‪ ،‬يشف َسق ُ‬
‫يمنا‪ِ ،‬ب ِإذ ِن َربنا)‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫( ِب ْس ِم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫أن عمر عن سفيان‪ :‬زيادة يف أوله «كان إذا اشتك‬ ‫وف رواية لمسلم عن ابن ي‬ ‫ي‬
‫النب صىل هللا َ عليه وسلم‬ ‫الشء منه‪ ،‬أو كانت به قرحة أو جرح‪ ،‬قال‬ ‫ر‬ ‫اإلنسان‬
‫َ‬ ‫ْ ي َّ ُ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫ي‬
‫اّلِل‪ ،‬تربة أر ِضنا‪ِ ،‬ب ِريق ِة‬
‫سفيان سبابته باْلرض ثم رفعها ( ِبس ِم ِ‬ ‫بإصبعه هكذا‪ ،‬ووضع‬
‫ربنا)‪ .‬وقد تقدم أيضا [أحكام َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫يم َنا‪ ،‬بإذن َ ر‬ ‫َب ْعض َنا‪ُ ،‬ي ْش َف َسق ُ‬
‫السحيم ‪]170-168‬‬
‫ي‬ ‫فهد‬ ‫–‬ ‫والتمائم‬ ‫الرف‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪62‬‬
‫الدرس الرابع من الوحدة الرابعة‪ :‬عالج االكتئاب والوسواس واألمراض‬
‫النفسية‪..‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ثالثة عنارص‪:‬‬
‫• اْلول‪ :‬تعريف االكتئاب‪.‬‬
‫الثان‪ :‬تعريف الوسواس القهري‪.‬‬
‫ي‬ ‫•‬
‫• الثالث‪ :‬العالج من االكتئاب والوسواس القهري‪.‬‬
‫• العنصر األول‪ :‬تعريف االكتئاب‪:‬‬
‫طب يشمل نطاقا واسعا من االضطرابات النفسية‪.‬‬ ‫االكتئاب‪ :‬مصطلح ي‬
‫السي يف‬
‫ر‬ ‫يف أخف حاالته‪ :‬يتسبب االكتئاب يف مزاج هابط ال يمنعك من‬
‫حياتك الطبيعية‪ ،‬لكنه يصعب عليك القيام باْلمور ويجعلها تبدو أقل قيمة‬
‫التفكي يف‬
‫ر‬ ‫يف أعنف حاالته‪ :‬فإن االكتئاب قد يهدد الحياة‪ ،‬وقد يدفعك إىل‬
‫قتل نفسك أو التوقف عن الرغبة يف الحياة‪.‬‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬تعريف الوسواس القهري‪:‬‬
‫أما الوسواس القهري فهو‪ :‬فكر متسلط وسلوك جيي يظهر بتكرار لدى الفرد‬
‫ويالزمه ويستحوذ عليه وال يستطيع مقاومته‪ ،‬رغم وعيه بغرابته وعدم فائدته‪،‬‬
‫داخىل للقيام‬
‫ي‬ ‫ويشعر بالقلق والتوتر إذا قاوم ما توسوس به نفسه‪ ،‬ويشعر بإلحاح‬
‫به [ويكيبيديا]‬

‫• العنصر الثالث‪ :‬العالج من االكتئاب والوسواس القهري‪:‬‬


‫‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ً‬
‫فكثي ممن يصابون بهذه االمراض لم‬ ‫ر‬ ‫الصحيحة‬ ‫بالعقيدة‬ ‫العالج‬ ‫أوال‬
‫يتعلموا التوحيد لم يتعلموا الصي لم يتعلموا االيمان بالقدر وسنة االبتالء لم‬
‫يتعلموا التوكل واالحتساب قلوب هم معلقة بالدنيا والماديات أناس منعمون لم‬
‫يتعلموا آيات القرآن وأحاديث المصطف عليه الصالة والسالم وأمثال هؤالء‬
‫عالجهم يف التوحيد أوال‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ثانيا‪ :‬العالج بالقرآن الكريم‪ :‬أنزل هللا تعاىل القرآن الكريم شفاء لكافة اْلمراض‪،‬‬
‫سواء اْلمراض البدنية‪ ،‬أو النفسية‪ ،‬أو القلبية كالكفر والشك‪ ،‬قال هللا تعاىل‪{ :‬‬
‫ي } اإلشاء‪ ،82 /‬وقال تعاىل‪ُ { :‬ق ْل ُهوَ‬ ‫َو ُن َ ري ُل م َن ْال ُق ْرآن َما ُه َو ش َف ٌاء َو َر ْح َم ٌة ل ْل ُم ْؤمن َ‬
‫ِ ِ ِر‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ ُ ُ ًِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫آمنوا هدى و ِشفاء } فصلت‪.44 /‬‬ ‫ل َّلذ َ‬
‫ين َ‬
‫ِ ِ‬
‫فكذلك له أسباب وعالجات‬ ‫كما أن لالكتئاب أسبابا وعالجات حسية؛‬
‫َ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ ْ َ َ ُ ر رَ ْ َ ََّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ َ ُ َ ُ ِّ‬
‫ش ٍء حب ِإذا‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ك‬ ‫اب‬ ‫و‬‫ب‬ ‫أ‬ ‫م‬‫ه‬‫ِ‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ح‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫وا‬‫ر‬ ‫ك‬ ‫تعاىل {فلما نسوا ما ذ‬ ‫َ‬ ‫قال‬ ‫ُ‬ ‫رشعية‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ ْ َ ُ ًَْ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ف ِر ُحوا ِب َما أوتوا أخذناه ْم َبغتة ف ِإذا ه ْم ُم ْب ِل ُسون} [اْلنعام‪ ]44 :‬قال مجاهد يف معب‬
‫"مبلسون"‪ :‬هو االكتئاب‪[ .‬الدر المنثور]‬

‫ووقاء من كل داء‪.‬‬ ‫دواء‬ ‫والتوبة‬ ‫واالستغفار‬ ‫الكتاب‬ ‫وامر‬ ‫بأ‬ ‫ام‬ ‫َ‬
‫وااللي‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ان ْبن أن ْال َ‬ ‫َ ْ َُْ َ‬
‫الث َق ِ ر‬
‫ف‬ ‫باْلدعية َ ُالنبوية‪ َّ :‬روى مسلم عن عثم َ َِ ِ ي َ ُ ُ ِ َ ي‬
‫اص‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫العالج‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ثالثا‪:‬‬
‫اّلِل صىل هللا عليه وسلم وجعا ي ِجده ِ يف ج َس َ ِد ِه‬ ‫ِ‬ ‫ول‬
‫ِ‬ ‫رض َ هللا عنه أنه شكا ِإىل رس‬
‫اّلِل صىل هللا عليه وسلم‪َ (( :‬ض ْع َي َد َك َع َىل َّالذي َتأ َّلمَ‬ ‫ُ ْ ُ ي ْ َ َ َ َ َ َ ُ َ ُ ُ َّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫منذ أسلم‪ ،‬فق ُال له رسول ِ‬
‫ش‬ ‫اّلِل َوق ْد َرت ِه ِم ْن رَ ر‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫ب‬ ‫وذ‬ ‫ع‬‫اّلِل ‪ -‬ثًلثا ‪َ -‬وق ْل ‪َ -‬س ْب َع َم َّرات ‪ :-‬أ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫م‬ ‫اس‬ ‫م ْن َج َسد َك َوق ْل‪ :‬ب ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫َما أ ِجد وأح ِاذ ُر ))‪.‬‬ ‫َ‬
‫َ َ ‪َّ ُ ُ َ َ َ :‬‬
‫اّلِل صىل‬ ‫عنه قال َّقال رسول ِ‬ ‫رض هللا‬‫ي‬ ‫أحمد عن َابن مسعود‬ ‫َ‬ ‫وروى اإلمام‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ن ع ْبدك َو ْاب ُن‬ ‫ي‬ ‫إ‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫ال‪ :‬الله َّ‬ ‫اب أ َحدا قط هم َوَّل َحزن فق َ‬ ‫هللا عليه وسلم‪َ (( :‬ما أ َص َ‬
‫ْ‬ ‫ر‬ ‫َّ ُ ْ ُ َ َ ْ ٌ َّ َ َ ُ َ َ ْ َ ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ ْ ُ ََ َ َ ََ َ َ‬
‫اض ِ يف حكمك عد َل ِ ي َف قضاؤك‪ ،‬أسأل َك ِبكل ْ اس ٍم‬ ‫اصي ِ يَب ِ َب ْي ِد َ َّك َم ُ َ ٍَ‬ ‫عب ِدَك وابن أم ِتك ن َ ْ ِ‬
‫َ َ ْ ْ َ َْ َ‬ ‫ْ َ ْ َ ْ ََْْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ه َو لك َس َّم ْيت ِب ِه نف َسك أ َو عل ْمته أحدا ِمن خل ِقك أو أنزلته ِ يف ِكت ِابك أو استأثرت‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫يع َق ْلب َو ُن َ‬ ‫َْ َ ْ َ ْ َ َ ُْْ َ‬ ‫به ف ع ْلم ْال َغ ْ‬
‫ور َصد ِري َو ِجًل َء ُح ْز ِ ين‬ ‫آن َرب َ‬ ‫ر‬‫ق‬‫ال‬ ‫ل‬‫ع‬‫ج‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ي‬
‫َِ ِ َ َِ ي َ ِ َ ِ ر َّ ِ َ ْ ِ َ َ َّ ُ َ َّ ُ َ ُ ْ َ ُ َ َ ْ َ َ ِ ُ َ َ َ ِ ُ ي ََ‬
‫اْللبان يف " الصحيحة‬ ‫وذهاب هم‪ِ .‬إَّل أذهب اّلِل همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا))‪ ،‬وصححه‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫" (‪.)199‬‬
‫وعىل هذا؛ فالرقية ر‬
‫الشعية بآيات القرآن الكريم أو اْلدعية‪ ،‬كل ذلك نافع يف‬
‫جميع أدواء القلب والبدن‪ ،‬سواء كانت عضوية أو نفسية‪.‬‬
‫الشعية ه أول ما ر‬
‫يباشه المسلم من‬ ‫فمهما كان الداء‪ ،‬فإن هذه العالجات ر‬
‫ي‬
‫العالج‪ .‬فإن زال البالء‪ :‬فالحمد هلل‪ .‬وإن لم يزل‪ :‬فربما يزول باْلدوية الطبية‬

‫‪64‬‬
‫المباحة؛ فإن هللا ما أنزل من داء إال وأنزل له دواء‪ ،‬وهذا الدواء الميل قد يكون‬
‫َ‬
‫الب يتناولها اإلنسان‪.‬‬ ‫ر‬
‫الرقية الشعية‪ ،‬وقد يكون اْلدوية المباحة ي‬
‫رابعا‪ :‬العالج يف العيادات الطبية‪ ،‬النفسية أو العضوية‪ :‬والعالج يف العيادات‬
‫الشعية وهو‬ ‫َ‬
‫والرف ر‬ ‫الطبية‪ ،‬النفسية أو العضوية‪ ،‬ال يتناف مع العالج بالقرآن‬
‫معمول به قديما وحديثا يف االعشاب العالجية‪،‬‬
‫فهما سببان لحصول الشفاء‪ ،‬يتكامالن وال يتضادان‪ .‬ولكن ولألسف الشديد هناك‬
‫وبي اْلطباء‬
‫انقطاع ب ري الرقاة ر‬

‫منقطعة‬

‫العالقة بين الراقي‬


‫عدائية‬ ‫والطبيب النفسي!‬

‫تشويه وتكذيب‬
‫الشعية‪،‬‬ ‫َ‬
‫بالرف ر‬ ‫فالذي ننصح به‪ :‬عدم التفريق ربي مستدعيات العالج‬
‫فمب أصيب اإلنسان بحالة مرضية – مهما‬ ‫ومستدعيات العالج باْلدوية النفسية‪َ ،‬‬
‫الشعية‪،‬‬ ‫َ‬
‫والرف والتعاويذ ر‬ ‫ع بالقرآن‬ ‫كان توصيفها – فإنه يستعمل أوال العالج ر‬
‫الش‬
‫ي‬
‫بشي‪ ،‬وهو مع ذلك‪ :‬ال َييك‬ ‫فإن استمر به الداء‪ ،‬فإنه يعرض نفسه عىل طبيب ر‬
‫ر‬
‫الرقية الشعية‪ ،‬وإنما يضيف إليها العالج باْلدوية‪[ .‬موقع اإلسالم سؤال وجواب ‪]225855‬‬
‫العي بعض اْلذكار الواردة‪.‬‬ ‫وقد تقدم معنا عند الكالم عىل عالج ر‬

‫‪65‬‬
‫املقطع اخلتامي‪.‬‬
‫نب بعده أما بعد‪:‬‬
‫• الحمد هلل وحده والصالة والسالم عىل من ال ي‬
‫• هذا هو‪ :‬خاتمة الدروس‪.‬‬
‫وفيه‪ :‬ملخص المساق وأهم الكتب‪:‬‬
‫• اْلوىل‪ :‬ملخص المساق‪.‬‬
‫• الثانية‪ :‬مساقات ذات صلة‪.‬‬
‫• الثالثة‪ :‬أهم الكتب المتعلقة بهذا المساق‪.‬‬
‫• ملخص املساق‪.‬‬
‫يتكون هذا المساق من أرب ع وحدات‪:‬‬

‫الوحدة اْلوىل‪ :‬مقدمة تعريفية‬ ‫▪‬


‫ومشوعيتها‪.‬‬ ‫‪ o‬الدرس اْلول‪ :‬تعريف الرقية وحقيقتها ر‬
‫دواع الرقية‪.‬‬
‫ي‬ ‫الثان‪:‬‬
‫‪ o‬الدرس ي‬
‫‪ o‬الدرس الثالث‪ :‬عداوة الشيطان لإلنسان‪.‬‬
‫‪ o‬الدرس الرابع‪ :‬أهمية اْلوراد واْلذكار‪.‬‬
‫‪ o‬الدرس الخامس‪ :‬العالقة ربي الرقية والتوكل‪.‬‬
‫‪ o‬الدرس السادس‪ :‬رشوط الرقية‪.‬‬
‫‪ o‬الدرس السابع‪ :‬أقسام الرقية‪:‬‬
‫الوحدة الثانية‪ :‬أحكام المعالج والمريض‬ ‫▪‬
‫اف وممارس السحر‬ ‫‪ o‬الدرس اْلول‪ :‬التميي بي الر َ‬
‫ي‬ ‫ر ر‬
‫اختيار الرافَ‬ ‫الثان‪ :‬تنبيهات يف‬
‫ي‬ ‫‪ o‬الدرس ي‬
‫‪ o‬الدرس الثالث‪ :‬اْلجرة عىل الرقية‪.‬‬
‫َ‬
‫المرف‬ ‫‪ o‬الدرس الرابع‪ :‬رشوط وآداب المريض‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫المرف عليهم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫‪ o‬الدرس الخامس‪ :‬بعض أنواع‬

‫‪66‬‬
‫العمىل يف رقية المريض لنفسه‬
‫ي‬ ‫الوحدة الثالثة‪ :‬الينامج‬ ‫▪‬
‫‪ o‬الدرس اْلول‪ :‬وسائل الرقية‪.‬‬
‫الثان‪ :‬كيفية الرقية‪.‬‬
‫‪ o‬الدرس ي‬
‫والمشوبات المستعملة يف الرقية‪.‬‬‫ر‬ ‫‪ o‬الدرس الثالث‪ :‬اْلطعمة‬
‫‪ o‬الدرس الرابع‪ :‬تنبيهات ونصائح يف الرقية‪.‬‬
‫‪ o‬الدرس الخامس‪ :‬الرقية بالوسائل الحديثة‪.‬‬
‫الوحدة الرابعة‪ :‬عالجات بعض اْلدواء‪:‬‬ ‫▪‬
‫‪ o‬الدرس اْلول‪ :‬عالج ر‬
‫العي‪.‬‬
‫الثان‪ :‬عالج السحر‪.‬‬
‫‪ o‬الدرس ي‬
‫‪ o‬الدرس الثالث‪ :‬عالج الرصع واْلمراض العضوية‪.‬‬
‫‪ o‬الدرس الرابع‪ :‬عالج االكتئاب والوسواس واْلمراض النفسية‪.‬‬
‫▪ مساقات ذات صلة‪.‬‬
‫ميان ر‬
‫الشيعة – عادل المقبل‪.‬‬ ‫▪ السحر والسحرة يف ر‬
‫ر‬
‫الحبش‪.‬‬ ‫والعي – خالد‬
‫ر‬ ‫▪ الحسد‬
‫ي‬
‫• أهم الكتب املتعلقة بهذا املساق‪.‬‬
‫وقد صنف العلماء جملة من المصنفات‪ ،‬ومن أهم الكتب يف هذا الباب‪:‬‬
‫السحيم‪.‬‬ ‫فهد‬ ‫–‬ ‫والتمائم‬ ‫• أحكام َ‬
‫الرف‬
‫ي‬
‫• إتحاف الزميل بحكم الرقية بالتسجيل – د‪ .‬عامر بهجت‪.‬‬
‫الشعية‪ -‬خالد عبد الرحمن‪.‬‬‫• الفتاوى الذهبية ف الرقية ر‬
‫ي‬
‫الشعية‪ -‬ميثاء الشمري‪.‬‬ ‫• النوازل ف الرقية ر‬
‫ي‬

‫‪67‬‬

You might also like