You are on page 1of 66

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫ع المفتوح‬ ‫ر‬
‫منصة زادي للتعلم الش ي‬

‫الحقيبة العقدية‬

‫مقرر المساق السادس‬

‫ن‬
‫العي والحسد‬
‫تقديم‬
‫ر‬
‫الحبش‬ ‫اهيم‬
‫ر‬ ‫إب‬ ‫بن‬ ‫خالد‬ ‫‪:‬‬‫الشيخ‬
‫ي‬

‫‪1‬‬
‫نب بعده‪،‬‬
‫الحمد هلل وحده والصالة والسالم عىل من ال ي‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫ن‬
‫العي‬ ‫فأهال وسهال بطالب منصة زادي ن يف هذا المساق الجديد (مساق‬
‫والحسد)‪.‬‬
‫وبي لنا أن‬ ‫نعلم جميعا أن اإلسالم سىع إىل طهارة البدن وطهارة القلب‪ ،‬ن‬
‫َْ َ َ ََْ ُ َ ٌ َ ُ َ ا‬
‫ال َوَل َبنون * ِإَل‬ ‫طهارة القلب أوىل من طهارة األبدان‪ ،‬قال تعاىل ﴿يوم َل ينفع م‬
‫َ‬ ‫َ ْ ََ هَ َْ‬
‫من أت اَّلل ِبقل ٍب س ِل ٍيم﴾ [الشعراء‪ ،]89 ،88 :‬والقلب هو محل نظر هللا تعاىل إليه‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ا َ َ َْ ُ ُ َ ُ َ ُ ْ ََْ َ ُْ ََ ْ َْ ُ ُ َ ُُ ُ ْ ََ ْ َ ُ‬
‫وبكم وأعم ِالكم)‬ ‫لقوله ﷺ ( ِإن هللا َل ينظر ِإىل صو ِركم وأمو ِالكم‪ ،‬ول ِكن ينظر ِإىل قل ِ‬
‫(رواه مسلم)‪.‬‬

‫الشور ومنها أمراض القلوب كالحسد‬ ‫ولقد حذر الموىل تبارك وتعاىل من كل ر‬
‫ُ‬
‫أضار عىل الفرد والمجتمع فأمر باالستعاذة منها فقال تعاىل ﴿ق ْل‬ ‫وغيه لما لها من ن‬
‫رَ ِّ ا ا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫رَ ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫رَ ِّ َ َ َ َ‬ ‫َ ُ ُ َ ِّ َ َ‬
‫ات‬ ‫اس ٍق ِإذا وقب * و ِمن ش النفاث ِ‬ ‫أعوذ ِبرب الفل ِق * ِمن ش ما خلق * و ِمن ش غ ِ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫الع َقد * َومن رَ ِّ َ‬
‫نف ُ‬
‫اس ٍد ِإذا حسد﴾ [الفلق ‪.]5 - 1‬‬
‫‪:‬‬ ‫شح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬
‫بي الناس من غل وحسد وغش وبغضاء ولن‬ ‫انتشت أمراض القلوب ن‬ ‫ولقد ر‬
‫البي‪ ،‬ولن يؤمن‬ ‫يجتمع شمل هذه األمة إال إذا طهرت قلوب ها لتتماسك فيما بينها ن‬
‫حب يحب ألخيه المسلم ما يحبه لنفسه‪.‬‬ ‫أحدنا َ‬

‫الب تفتك باألمة أفرادا ومجتمعات مرض الحسد‬ ‫َ‬


‫فمن األمراض الخطية ي‬
‫والعي اللذان كانا سببا ن يف كثي من الجرائم مثل القتل والدمار‪.‬‬ ‫ن‬
‫الب ال تحب إال‬ ‫َ‬
‫فالحسد صفة ذميمة ال تتخلق بها إال النفوس المريضة ي‬
‫العيش منفردة واالستئثار عىل غيها بما تهواه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫والحسد بوابة اآلثام‪ ،‬وبضاعة اللئام‪ ،‬يبدأ بالقريب قبل البعيد‪ ،‬والصديق‬
‫وبي الجيان‪ ،‬ن‬
‫وبي الزمالء‪ .‬فالقريب‬ ‫بي األقارب‪ ،‬ن‬‫أكي ما يكون ن‬‫قبل العدو‪ ،‬فهو ر‬
‫الحاسد ال يحب أن يكون قريبه أحسن منه فيما يتباىه به الناس‪ ،‬ولو كان أخاه‬
‫ألبيه وأمه‪ .‬والجار الحاسد ال يحب أن يكون جاره أفضل منه ن يف مال أو جاه أو قوة‬
‫يرض الواحد منهم‬ ‫أو جمال أو علم‪ .‬والزمالء نف الدراسة أو الوظائف أو األعمال ال ن‬
‫ي‬
‫أن يتقدم عليه ن يف معلومات أو ترقيات أو مكافآت أو زيادة خي‪..‬‬
‫ولقد قسمت هذا المساق إىل خمس وحدات رئيسية‪ .‬ضمن كل وحدة عدد‬
‫من الدروس‪.‬‬
‫• الوحدة األوىل‪ :‬الحسد‪ ،‬وفيه سبعة دروس‪.‬‬
‫ن‬
‫العي‪ ،‬وفيه خمسة دروس‪.‬‬ ‫• الوحدة الثانية‪:‬‬
‫العي والحسد وطرق الوقاية‪،‬‬‫ن‬ ‫• الوحدة الثالثة‪ :‬العالجات المباحة من‬
‫وفيه خمسة دروس‪.‬‬
‫العي والحسد‪ ،‬وفيه‬‫ن‬ ‫الشكية والمحرمة ن يف‬
‫• الوحدة الرابعة‪ :‬العالجات ر‬
‫أربعة دروس‪.‬‬
‫ن‬
‫العي والحسد‪ ،‬وفيه‬ ‫الشخص من‬ ‫• الوحدة الخامسة‪ :‬برنامج التداوي‬
‫ي‬
‫أربعة دروس‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الوحدة األوىل‪ :‬الحسد‪:‬‬
‫الدرس األول من الوحدة األوىل‪ :‬تعريف احلسد وحقيقته‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ثالثة عناض‪:‬‬


‫ً‬ ‫• األول‪ :‬ن‬
‫معب الحسد لغة‪.‬‬
‫ً‬
‫اصطالحا‪.‬‬ ‫الثات‪ :‬ن‬
‫معب الحسد‬ ‫ن‬ ‫•‬
‫ي‬
‫• الثالث‪ :‬حقيقة الحسد‪.‬‬
‫ً‬
‫• العنصر األول‪ :‬معىن احلسد لغة‪:‬‬
‫ً َ ًَ‬ ‫وي ْح ُس ُده‪َ ،‬ح َس ًدا ُ‬
‫الحسد مصدره حسده َي ْحس ُده َ‬
‫وحسادة‪،‬‬ ‫وحسودا‬ ‫ِ‬
‫تمب أن تتحول إليه نعمته وفضيلته‪ ،‬أو يسلبهما‪.‬‬ ‫وح اس َده‪ :‬ن‬
‫َ‬
‫ً‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬معىن احلسد اصطالحا‪:‬‬
‫ًّ‬
‫تمب زوال النعمة عن صاحبها أيا كانت تلك النعمة‪ ،‬وهو صفة‬ ‫ن‬
‫هو ي‬
‫ً‬
‫قديما‬ ‫ذميمة ألنه من صفات إبليس ومن صفات اليهود ومن صفات رشار الخلق‬
‫ً‬
‫وحديثا؛ وألنه عدم رضا بقسمه هللا ا‬
‫عز وجل‪.‬‬
‫• العنصر الثالث‪ :‬حقيقة احلسد‪:‬‬
‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ن يف كتابه أمراض القلوب‪" :‬والتحقيق أن‬
‫الحسد هو البغض والكراهة‪ ،‬لما يراه من حسن حال المحسود وهو نوعان‪:‬‬
‫أحدهما كراهة للنعمة عليه مطلقا فهذا هو الحسد المذموم وإذا أبغض‬
‫ً‬
‫ذلك فإنه يتألم ويتأذى بوجود ما يبغضه فيكون ذلك مرضا ن يف قلبه ويلتذ بزوال‬
‫النعمة عنه وإن لم يحصل له نفع بزوالها لكن نفعه بزوال األلم الذي كان ن يف نفسه‬
‫بمباشة منه وهو راحة وأشده كالمريض فإن تلك النعمة‬ ‫ر‬ ‫ولكن ذلك األلم لم يزل إال‬

‫‪4‬‬
‫قد تعود عىل المحسود‪ ،‬وأعظم منها وقد يحصل نظي تلك النعمة ما أنعم به عىل‬
‫تمب زوال النعمة فإن من كره النعمة عىل غيه ن‬
‫تمب‬ ‫النوع ولهذا قال من قال إنه ن‬
‫زوالها‪.‬‬
‫الثات أن يكره فضل ذلك الشخص عليه فيحب أن يكون مثله‬ ‫والنوع ن‬
‫ي‬
‫ً‬
‫حسدا فن‬
‫ي‬ ‫أو أفضل منه فهذا حسد وهو الذي سموه الغبطة وقد سماه ي‬
‫النب ﷺ‬
‫َ‬ ‫الحديث المتفق عليه من حديث ابن مسعود وابن عمر ن‬
‫رض هللا عنهما قال‪( :‬ال‬ ‫ي‬
‫َ َ َ ا ن ْ َ َ ْ ن ‪ ُ َ ٌ ُ َ :‬ه ُ َ ً َ ُ ِّ َ َ َ َ َ َ ن َ ِّ َ َ ُ ٌ َ ُ ه‬
‫اَّللُ‬ ‫ي رجل آتاه اَّلل ماَل فسلط عىل هلك ِت ِه ِ يف الحق‪ ،‬ورجل آتاه‬ ‫ِ‬ ‫حسد ِإَل ِ يف اثنت‬
‫َ‬
‫ص ِب َها َو ُي َعل ُم َها) هذا لفظ ابن مسعود ولفظ ابن عمر ( َر ُج ٌل آت ُاه‬
‫ِّ‬ ‫الح ْك َم َة َف ُه َو َي ْق ن‬
‫َ ِ ي‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫وه آن َاء الل ْيل َوآن َاء الن َهار‪َ ،‬و َر ُج ٌل آت ُاه ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اَّلل الق ْرآن ف ُه َو َيتل ُ‬ ‫ُ‬ ‫هُ‬
‫اَّلل َماَل ف ُه َو ُين ِفقه آن َاء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الن َه ِار)"‪.‬‬ ‫هْ َ َ َ ا‬
‫اللي ِل وآناء‬
‫خالصة القول‪ :‬أن الحسد مرض من أمراض النفس وهو مرض غالب فال‬
‫يخلص منه إال القليل من الناس ولهذا يقال ما خال جسد من حسد لكن اللئيم‬
‫يبديه والكريم يخفيه‪.‬‬
‫وقد قيل للحسن البرصي أيحسد المؤمن؟ فقال ما أنساك أخوة يوسف ال‬
‫يرصك ما لم تعد به يدا ولسانا‪ ،‬فمن وجد ن يف‬ ‫أبا لك‪ ،‬ولكن عمه نف صدرك فإنه ال ن‬
‫ي‬
‫نفسه حسدا لغيه فعليه أن يستعمل معه التقوى والصي فيكره ذلك من نفسه‪،‬‬
‫وكثي من الناس الذين عندهم دين ال يعتدون عىل المحسود‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫قال بعض الحكماء‪ :‬بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه‪:‬‬
‫▪ أحدها‪ :‬أنه أبغض كل نعمة ظهرت عىل غيه‪.‬‬
‫▪ ثانيها‪ :‬أنه ساخط لقسمة ربه كأنه يقول‪ :‬لم قسمت هذه القسمة؟‬
‫▪ ثالثها‪ :‬أنه ضاد فعل هللا‪ ،‬أي إن فضل هللا يؤتيه من يشاء‪ ،‬وهو يبخل بفضل‬
‫هللا‪.‬‬
‫▪ ورابعها‪ :‬أنه خذل أولياء هللا‪ ،‬أو يريد خذالنهم وزوال النعمة عنهم‪.‬‬
‫▪ وخامسها‪ :‬أنه أعان عدوه إبليس‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الدرس الثاني من الوحدة األوىل‪ :‬أدلة وجود احلسد من القرآن والسنة‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬


‫• األول‪ :‬أدلة الحسد ن يف القرآن الكريم‪.‬‬
‫الثات‪ :‬أدلة الحسد ن يف السنة‪.‬‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫•‬
‫• العنصر األول‪ :‬أدلة احلسد يف القرآن الكريم‪.‬‬
‫يمان ُك ْم ُك افاراً‬ ‫َ ْ َ ُ ُّ َ‬
‫ون ُك ْم م ْن َب ْعد إ َ‬ ‫‪ َ :‬ا َ ٌ ْ َْ ْ َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب لو يرد‬ ‫تعاىل {ود ك ِثي ِمن أه ِل ال ِكت ِ‬ ‫قال هللا‬
‫َ‬
‫ْ ُْ‬ ‫ً‬
‫للمؤمني عن طريق اليهود‬ ‫ن‬ ‫َح َسدا ِم ْن ِعن ِد أنف ِس ِه ْم} [البقرة‪ ،]109 :‬وهذا تحذير‬
‫ُ‬
‫الدفي ن يف‬
‫ن‬ ‫المؤمني إىل الكفر‪ ،‬يحملهم عىل ذلك الحسد‬ ‫ن‬ ‫الذين يحاولون رد‬
‫النب من غيهم‪ ،‬فحسدوا العرب عىل إيمانهم‪ ،‬وحاولوا أن‬ ‫أنفسهم لما جاء هذا ي‬
‫كفارا‪ ،‬ولكن الحق واضح فتمسكوا به‪.‬‬ ‫يردوهم ً‬
‫ْ‬ ‫َْ َ ْ ُ ُ َ ا َ ََ َ َ ُ ُ هُ ْ َ‬
‫وقال تعاىل‪{ :‬أم يحسدون الناس عىل ما آتاهم اَّلل ِمن فض ِل ِه} [النساء‪:‬‬
‫النب ‪ -‬ﷺ ‪ -‬عىل ما رزقه هللا من النبوة العظيمة‪،‬‬ ‫‪ ،]54‬وذلك هو حسدهم ي‬
‫ً‬
‫ومنعهم الناس من تصديقهم له حسدا له لكونه من العرب‪.‬‬
‫يتمب‬‫اس ٍد إ َذا َح َس َد} [الفلق‪ ،]5 :‬فالحاسد هو الذي ن‬ ‫ح‬‫ش َ‬‫ِّ‬ ‫َ ْ رَ‬
‫وقال تعاىل‪{ :‬و ِمن‬
‫ِ ِ‬
‫زوال النعمة عن أخيه المحسود‪ ،‬وال بد أنه سوف يبذل جهده ن يف إزالتها إن قدر‪،‬‬ ‫َ‬
‫الرصر‪ ،‬ومنع الخي‪.‬‬ ‫وضر بمحاولته وسعيه نف إيصال ن‬ ‫فهو ذو رش ن‬
‫ي‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬أدلة احلسد يف السنة‪.‬‬
‫النب ﷺ قال‪:‬‬ ‫روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك ن‬
‫عنه أن َ ي‬ ‫رض هللا‬
‫َ َ ه ْ ً‬ ‫ي‬ ‫َ َ ََ َُ َ ُ ُ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ ََ َ ُ‬
‫اَّلل ِإخ َوانا‪َ ،‬وال َي ِح ُّل ِل ُم ْس ِل ٍم‬
‫ِ‬ ‫اد‬ ‫ب‬‫ع‬‫ِ‬ ‫وا‬‫ون‬ ‫ك‬‫و‬ ‫وا‪،‬‬‫ر‬‫اب‬‫د‬‫ت‬ ‫ال‬‫و‬ ‫وا‪،‬‬ ‫د‬ ‫اس‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ال‬‫و‬ ‫وا‪،‬‬‫ض‬ ‫(ال تباغ‬
‫َ ْ َ ْ ُ َ َ َ ُ َ ْ َ َ َ َ اَ‬
‫أن يهجر أخاه فوق ثالث ِة أي ٍام)‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫َ‬
‫رض هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ -‬ﷺ ‪( :-‬د اب‬ ‫ي‬
‫وعن الزبي بن العوام ‪ -‬ن‬
‫َْ ُْ َ ُ َُ ََْ ُْ‪ ُ ْ َ ُ َُ َ ُ َ َ َ ُ َ ْ َ َ ُ َ َ :‬ا‬
‫الش َع َر َو َلكنْ‬
‫ِ‬ ‫ىه الح ِالقة‪ ،‬ال أقول تح ِلق‬‫ِ َإليكم د ِّاء األم ِم قبلكم الحسد والبغضاء‪ ِ ،‬ي‬
‫اليغيب َ‬ ‫ت ْحل ُق الد َ‬
‫ين) [صحيح الجامع‪ ،1 /3361 :‬صحيح َ‬
‫واليهيب‪]2695 :‬‬ ‫ِ‬
‫رض هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ -‬ﷺ ‪ََ ( :-‬ل َي َز ُ‬
‫ال‬ ‫عن ضمرة بن ثعلبة ‪ -‬ن‬
‫ي‬ ‫ا ُ َ ْ َ َْ ََ َ َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي ما لم يتحاسدوا) [صحيح اليغيب واليهيب‪]2887 :‬‬ ‫الناس ِبخ ٍ‬

‫‪8‬‬
‫الدرس الثالث من الوحدة األوىل‪ :‬مراتب وأسباب احلسد‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬


‫• األول‪ :‬مراتب الحسد‪.‬‬
‫الثات‪ :‬أسباب الحسد‪.‬‬ ‫ن‬ ‫•‬
‫ي‬
‫• العنصر األول‪ :‬مراتب احلسد‪.‬‬
‫َ َ ُ ْ َ َ َْ َ َ ٌ‬
‫مر ِاتب الحس ِد أربعة‪:‬‬
‫َ ْ َ َ َ َ َ ََْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ْ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َْ ُ ا ْ َ ُ َ‬
‫ود‪ ،‬و ِإن كان ذ ِلك ال ينت ِقل‬ ‫اسد زوال النعم ِة ع ِن المحس ِ‬ ‫ن ي ِحب الح ِ‬ ‫األوىل‪ :‬أ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ َ َ‬
‫ِإلي ِه‪ ،‬وهذا غاية الخب ِث‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ن ْ َ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ْ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ا َُ َْ ُ ا َ‬
‫ود ِإلي ِه ِلرغب ِت ِه ِ يف ِتلك النعم ِة‪ِ ،‬مثل‬ ‫ِ‬ ‫الث ِانية‪ :‬أن ي ِحب زوال النعم ِة ع ِن المحس‬
‫َر ْغ َبته نف َدار َح َس َنة‪َ ،‬أو ْام َ َرأة َجم َيلة‪َ ،‬أ ْو و َال َية َنافذة‪ ،‬أ ْو َس َعة َن َال َها َغ ْ ُي ُه َو ُه َو ُيحبُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ ُ ِ ي َ َ ُ ٍ َ َ ْ ُ ُ ُ ْ ِ َ ِّ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ ِ َ ْ ُ َ َ ْ ُ ُ ُ َ ْ ُ ِّ ْ َ َ َ َ ُّ ُ َ‬
‫أن تكون له ومطلوبه ِتلك النعمة ال زوالها عنه‪ ،‬ومكروهه فقد النعم ِة ال تنعم غ ِيِه‬
‫ِب َها‪.‬‬
‫الن ْع َمة ل َن ْفسه َبل َي ْش َته م ْث َل َها‪َ ،‬فإ ْن َع َجزَ‬ ‫ا َ ُ ‪ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ :‬نَ ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِي ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫اسد عي‬ ‫ه الح ِ‬ ‫ْالث ِال َثة أن َ ال َيشت َ ِ ي‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫َ َ ا َ َ ْ َ َ َ َ ا‬
‫التف ُاو ُت َب ْي َن ُه َما‪.‬‬ ‫َع ْن ِمث ِلها أحب زوالها يك ال يظهر‬
‫ال ُيحبُّ‬ ‫ْ ِّ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ َ‬ ‫ا َ ُ ْ َْ ُ َ َ َْ َ ْ َ َ َْ‬
‫ه ِلنف ِس ِه ِمثل النعم ِة‪ ،‬ف ِإن لم تحصل ف ِ‬ ‫ىه أن يشت ِ ي‬ ‫َ َ الر ْ ِاب ُعة‪ :‬ال ِغبطة‪ ،‬و ِ ي‬
‫ز َوال َها َعنه‪.‬‬
‫ان فن‬ ‫َ َ َ ْ ُ ُ َ ْ َ ْ ُ ُّ َ ْ ُ ْ َ َ ن َ ْ ُ ْ َ ٍّ َ ْ َ ْ ُ ُ َ ْ ْ َ َ‬
‫َ ْ وهذا األ ِخ اي َ ُهو المعف ْو عنه ِإ َن كان ِْ يف شأ ٍن دن اي ِو ُي‪َ َ ،‬والمندوب ِ اإلي َ ِه ِإن ك ْ َِ ي‬
‫ف ِم َن الث ِالث ِة‪َ ،‬واألوىل‬ ‫وم َوغ ْ ُي َمذ ُموم‪َ ،‬والثان َية أخ ُّ‬ ‫يب‪َ ،‬والثالثة ف َيها َمذ ُم ٌ‬ ‫شأ ٍن ِد ِ ن ٍّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌِ ِ‬ ‫ٌ ي‬
‫َ‬
‫ومة محضة‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َم ْذ ُم َ‬

‫‪9‬‬
‫َ َ ُّ ٌ َ َ َ ُّ ٌ َ َ ا ُ َ ْ ُ ٌ َ‬ ‫ُّ ْ َ ْ َ َ َ ً‬ ‫ََ ْ َُ َ‬
‫وم ِلق ْو ِل ِه‬‫يه تجوز وتوسع‪ ،‬ول ِكنه مذم‬ ‫ِ ِ‬‫ف‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫األ‬
‫ِ ِ‬ ‫ة‬‫ب‬‫ت‬‫الر‬ ‫ه‬‫وتس ِمية ِ ِ‬
‫ذ‬ ‫ه‬
‫ْ َ َ َ‬ ‫َ َ َ ِّ‬ ‫َت َع َاىل‪َ { :‬و َال َت َت َم ان ْوا َما َف اضل ه ُ‬
‫اَّلل به َب ْع َض ُك ْم َع َىل َب ْ‬
‫يه ِل ِمثل ذ ِلك غ ْ ُي‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫}‬ ‫ض‬
‫ٍ‬ ‫ع‬ ‫ِِ‬
‫ي َذل َك َف ُه َو َم ْذ ُموم‪ٌ.‬‬ ‫َم ْذ ُموم‪َ ،‬و َأ اما َت َم ِّنيه َع ْ نَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬أسباب احلسد‪.‬‬
‫اليفع عىل الجنس‪ ،‬فإذا رأى‬ ‫سبب الحسد أن الطباع مجبولة عىل حب َ‬
‫لغيه ما ليس له أحب أن يزول ذلك عنه إليه ليتفع عليه أو مطلقا ليساويه‪ .‬وذكر‬
‫الغز ن‬
‫اىل يف اإلحياء سبعة أسباب للحسد‪:‬‬ ‫ي‬
‫السبب األول‪ :‬العداوة والبغضاء‪ :‬وهذا أشد أسباب الحسد‪ ،‬فإن من آذاه‬
‫شخص بسبب من األسباب وخالفه ن يف غرض بوجه من الوجوه أبغضه قلبه‪،‬‬
‫ن‬
‫التشف واالنتقام فإن عجز‬ ‫وغضب عليه‪ ،‬ورسخ نف نفسه الحقد‪ .‬والحقد ن‬
‫يقتص‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫يتشف بنفسه أحب أن يتشف منه الزمان‪.‬‬ ‫عن أن‬
‫ن‬
‫السبب الثات‪ :‬التعزز‪ :‬وهو أن يثقل عليه أن َييفع عليه غيه‪ ،‬فإذا أصاب‬ ‫ي‬
‫بعض أمثاله والية أو علما أو ماال خاف أن يتكي عليه‪ ،‬وهو ال يطيق تكيه‪ ،‬وال‬
‫تسمح نفسه باحتمال صلفه وتفاخره عليه‪ ،‬وليس من غرضه أن يتكي‪ ،‬بل غرضه‬
‫يرض َ‬ ‫مثال‪ ،‬ولكن ال ن‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫باليفع عليه‪.‬‬ ‫رض بمساواته‬ ‫أن يدفع كيه‪ ،‬فإنه قد ي‬
‫الكب‪ :‬وهو أن يكون ن يف طبعه أن يتكي عليه ويستصغره‬ ‫السبب الثالث‪ :‬ر‬
‫ويستخدمه ويتوقع منه االنقياد له والمتابعة ن يف أغراضه‪ ،‬ومن التكي والتعزز كان‬
‫أكي الكفار لرسول هللا ﷺ إذ قالوا‪ :‬كيف يتقدم علينا غالم يتيم وكيف‬ ‫حسد ر‬
‫َ ْ َ ُ ِّ َ َ َ ْ ُ ْ ُ‬
‫آن َع َىل َر ُجل ِم ْن ْال َق ْر َي َت ْ ن‬
‫ي َع ِظ ٍيم}‪.‬‬‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ئ‬
‫نطأط رؤوسنا له فقالوا‪{ :‬لوَل نزل هذا القر‬

‫‪10‬‬
‫السبب الرابع‪ :‬التعجب‪ :‬كما أخي هللا تعاىل عن األمم السالفة إذ قالوا‪:‬‬
‫شا م ْث َل ُكمْ‬
‫ً‬ ‫َ َ ئ نْ َ َ ْ ُ ْ َ ر َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪ َ ُ ْ ُ َ :‬رَ‬ ‫‪.‬‬ ‫َ َ ْ ُ ْ ا رْ ٌ ْ ُ َ‬
‫{ما أنتم َإَل ِبش ِمثلنا} وقالوا {أنؤ ِمن ِلبشي ِن ِمث ِلنا} – {ول ِي أطعتم ب ِ‬
‫اُْ ً َ ُ َ‬
‫والوح والقرب من هللا‬ ‫ي‬ ‫الرسالة‬ ‫برتبة‬ ‫يفوز‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫فتعجبوا‬ ‫}‪،‬‬ ‫ون‬‫اش‬ ‫إنكم إذا لخ ِ‬
‫بش مثلهم‪ ،‬فحسدوهم‪ ،‬وأحبوا زوال النبوة عنهم جزعا أن يفضل عليهم‬ ‫تعاىل ر‬
‫من هو مثلهم ن يف الخلقة‪ ،‬ال عن قصد تكي‪ ،‬وطلب رئاسة‪ ،‬وتقدم عداوة‪ ،‬أو سبب‬
‫آخر من سائر األسباب‪.‬‬
‫السبب الخامس‪ :‬الخوف من فوت المقاصد‪ :‬وذلك يختص‬
‫احمي عىل مقصود واحد‪ ،‬فإن كل واحد يحسد صاحبه ن يف كل نعمة تكون‬ ‫ن‬ ‫َن‬
‫بمي‬
‫الرصائر نف َ ن‬
‫الياحم عىل‬ ‫عونا له نف االنفراد بمقصوده‪ ،‬ومن هذا الجنس تحاسد ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫مقاصد الزوجية‪ ،‬وتحاسد اإلخوة يف الياحم عىل نيل الميلة يف قلب األبوين‪.‬‬
‫غب توصل‬ ‫السبب السادس‪ :‬حب الرئاسة وطلب الجاه لنفسه من ر‬
‫به إىل مقصود‪ :‬وذلك كالرجل الذي يريد أن يكون عديم النظي ن يف فن من الفنون‬
‫إذا غلب عليه حب الثناء واستفزه الفرح بما يمدح به‪ ،‬فإنه لو سمع بنظي له ن يف‬
‫َ‬
‫لساءه ذلك‪ ،‬وأحب موته‪ ،‬أو زوال النعمة عنه‪.‬‬ ‫أقص العالم‬
‫بالخب لعباد هللا تعاىل‪ :‬فإنك‬
‫ر‬ ‫السبب السابع‪ :‬خبث النفس وشحها‬
‫تجد من ال يشتغل برياسة وتكي وال طلب مال‪ ،‬إذا وصف عنده حسن حال عبد‬
‫من عباد هللا تعاىل فيما أنعم هللا به عليه يشق ذلك عليه‪ ،‬وإذا وصف له اضطراب‬
‫أمور الناس‪ ،‬وإدبارهم‪ ،‬وفوات مقاصدهم‪ ،‬وتنغص عيشهم فرح به‪ ،‬فهو أبدا‬
‫يحب اإلدبار لغيه‪ ،‬ويبخل بنعمة هللا عىل عباده كأنهم يأخذون ذلك من ملكه‬
‫وخزائنه‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الدرس الرابع من الوحدة األوىل‪ :‬الغبطة تعريفها وسببها ومراتبها‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ثالثة عناض‪:‬‬


‫• األول‪ :‬تعريف الغبطة‪.‬‬
‫ن‬
‫الثات‪ :‬سبب الغبطة‪.‬‬ ‫•‬
‫ي‬
‫• الثالث‪ :‬مراتب الغبطة‪.‬‬
‫• العنصر األول‪ :‬تعريف الغبطة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫الغبطة‪ :‬الغبطة اسم من غبطته غبطا من باب نضب إذا تمنيت مثل‬
‫وىه ليست‬‫ما ناله من غي أن تريد زواله عنه لما أعجبك منه وعظم عندك ي‬
‫وف المباح مباحة‪ .‬قال‬ ‫وف المندوب مندوبة‪ ،‬ن‬ ‫مذمومة‪ ،‬بل ىه نف الواجب واجبة‪ ،‬ن‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ يَ َي‬
‫النب‬ ‫قول‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫حم‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫وعليها‬ ‫ن‬ ‫}‬ ‫ون‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫اف‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫ال‬ ‫س‬ ‫اف‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ف‬ ‫تعاىل‪َ { :‬و ن‬
‫ً َ ه َ ُ َي‬ ‫]‬ ‫‪26‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المطففي‬ ‫[سورة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َِ َ َ َ ا ن ْ َ ْ ن َ ُ ٌ َ‬ ‫ى‬
‫ي‪ :‬رجل آتاه هللا ماَل‪ ،‬فسلطه عىل‬ ‫ن‬ ‫اث‬ ‫ف‬ ‫َل‬ ‫إ‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫َل‬‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫وآله)‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫(صىل‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ِّ ُ َ ا‬ ‫ن‬ ‫َ َ َ ن ْ َ ِّ َ َ ُ ٌ َ ُ ُ ِ ْ َ ِ ًي َ ُ َ ِ َ ْ‬
‫ص ِبها‪ ،‬ويعلمها الناس» أي ال‬ ‫ف الحق‪ ،‬ورجل آتاه هللا ِحكمة‪ ،‬ف ًهو يق ِ ي‬ ‫هلك ِت ِه ِ ّي‬
‫يسّم الحسد منافسة‪ ،‬اتساعا‬ ‫ّ‬ ‫وس ّميت الغبطة حسدا كما‬ ‫غبطة إال نف ذلك‪ُ ،‬‬
‫ي‬
‫لمقارنتهما‪.‬‬

‫• العنصر الثاني‪ :‬سبب الغبطة‪.‬‬


‫ً ًّ‬ ‫سبب الغبطة هو‪ُّ :‬‬
‫حب النعمة َ‬
‫دينيا فسببها‬ ‫الب للمغبوط‪ ،‬فإن كانت أمرا‬
‫ي‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫دنيوية فسببها حب مباحات الدنيا والتنعم‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫وحب طاعته‪ ،‬وإن كانت‬ ‫ُّ‬
‫حب هللا‬
‫ً‬ ‫ن‬
‫والثات وإن لم يكن حراما‪،‬‬
‫ي‬ ‫فيها‪ ،‬واألول ال كراهة فيه بوجه‪ ،‬بل هو مندوب إليه‪،‬‬
‫َ‬ ‫ّ ّ‬
‫إال أنه ينقص درجته ن يف الدين‪ ،‬ويحجب عن المقامات الرفيعة‪ ،‬لمنافاته الزهد‬
‫والتوكل والرضا‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫• العنصر الثالث‪ :‬مراتب الغبطة‪.‬‬
‫يشته الوصول إىل مثل ما وصل اليه المغبوط‪ ،‬من غي ميل إىل‬ ‫ي‬ ‫‪ .1‬أن‬
‫المساواة وكراهة للنقصان‪ ،‬فال ُي ُّ‬
‫حب زوالها عنه‪.‬‬
‫يشته الوصول إليه‪ ،‬مع ميله إىل المساواة وكراهته للنقصان‪،‬‬ ‫ي‬ ‫‪ .2‬أن‬
‫ًّ‬ ‫ًّ‬
‫بحيث لو عجز عن نيله وجد من طبعه حبا خفيا لزوالها عنه‪ ،‬وارتاح من‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ذلك ادراكا للمساواة ودفعا للنقصان‪ ،‬إال أنه كان كارها لهذا الحب‪ ،‬ومغضبا‬
‫ُّ‬
‫المعفو عنه»‪.‬‬ ‫عىل نفسه لذلك االرتياح‪ ،‬وتسّم هذه المرتبة‪« :‬الحسد‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫لو كانت الغبطة مقصورة عىل مجرد حب الوصول إىل مثل ما‬
‫حب مساواته له وكراهة‬ ‫للمغبوط‪ ،‬لكونه من مقاصد الدين والدنيا‪ ،‬من دون ّ‬
‫نقصانه عنه‪ ،‬فال حرج فيه بوجه‪.‬‬
‫حب المساوات وكراهة التخلف والنقصان‪ ،‬فهنا موضع الخطر‪،‬‬ ‫وإن كان مع ّ‬
‫ْ‬
‫إذ زوال النقصان ّإما بوصوله إىل نعمة المغبوط أو بزوالها عنها‪ ،‬فإذا انسدت‬
‫ْ‬ ‫ن‬
‫الطريقتي تكاد النفس ال تنفك عن شهوة الطريقة األخرى‪ ،‬إذ يبعد ان يكون‬ ‫احدى‬
‫ً‬
‫اإلنسان مريدا لمساواة غيه ن يف النعمة فيعجز عنها‪ ،‬اثم ال ينفك عن ميل إىل زوالها‪،‬‬
‫حب إذا زالت النعمة عنه كان ذلك عنده أشه من بقائها‬ ‫بل األغلب ميله إليه‪َ ،‬‬
‫ا‬ ‫عليه‪ْ ،‬إذ بزوالها يزول نقصانه وتخلفه عنه‪ ،‬فإن كان بحيث لو َ َ‬
‫ألف االمر إليه ورد‬‫ًي‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إىل اختياره‪ ،‬لسىع ن يف ازالة النعمة عنه‪ ،‬كان حاسدا حسدا مذموما‪.‬‬
‫السىع‪ ،‬ولكنه وجد من طبعه الفرح‬ ‫ي‬ ‫وإن منعه مانع العقل من ذلك‬
‫واالرتياح بزوال النعمة عن المغبوط‪ ،‬عن غي كراهة لذلك ومجاهدة لدفعه‪ ،‬فهو‬
‫ً‬
‫أيضا من مذموم الحسد‪ ،‬إن لم يكن ن يف المرتبة االوىل‪ ،‬وإن كره ما يجد ن يف طبعه‬
‫من الشور واالنبساط بزوال النعمة بقوة عقله ودنيه‪ ،‬وكان ن يف مقام المجاهدة‬

‫‪13‬‬
‫عف عنه‪ ،‬ألن دفع ذلك ليس‬ ‫فمقتص الرحمة الواسعة ان ُي ن‬
‫ن‬ ‫لدفع ذلك عن نفسه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ن يف وسعه وقدرته إال بمشاق الرياضات‪ ،‬إذ ما من إنسان إال ويرى من هو فوقه من‬
‫معارفه واقاربه ن يف بعض النعم اإللهية‪ ،‬فإذا لم يصل إىل مقام التسليم والرضا‪ ،‬كان‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫طالبا لمساواته له فيه‪ ،‬وكارها عن ظهور نقصانه عنه‪ ،‬فإذا لم يقدر ان يصل إليه‪،‬‬
‫حب ن ن‬
‫ييل هو إىل مساواته‪.‬‬ ‫مال طبعه بال اختيار إىل زوال النعمة عنه‪ ،‬وارتاح به َ‬

‫‪14‬‬
‫الدرس اخلامس من الوحدة األوىل‪ :‬قوة وخطر احلسد‪.‬‬
‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ثالثة عناض‪:‬‬
‫▪ األول‪ :‬دور الشيطان ن يف الح س د‪.‬‬
‫الثات‪ :‬قوة وخطر الحسد‪.‬‬ ‫ن‬ ‫▪‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫▪ الثالث‪ :‬كية الحسد ن‬
‫بي األمثال واإلخوة‪.‬‬
‫• العنصر األول‪ :‬دور الشيطان يف احلـســـد‪.‬‬
‫حي حسد إبليس آدم فلم يسجد‬‫الح س د أول ذنب عص هللا به نف السماء ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫حي حسد ابن آدم أخاه َ‬
‫حب قتله "‪.‬‬ ‫ن‬
‫له‪ ،‬وأول ذنب عص هللا به ف األرض ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫للحسد قوة خبيثة يقودها ابليس وجنده بحده وحديده وخيله ورجله ال‬
‫تنته اىل قيام الساعة يجند فيها الجن واإلنس فمن قوته‪:‬‬
‫ي‬
‫ن‬
‫العي‪.‬‬ ‫▪ ما يكون اصابة عن طريق‬
‫ومنه ما يكون بالمكائد والدسائس فيكمن خطره أنه قد يوصل اىل الكفر‬ ‫▪‬
‫كحال ابليس‪.‬‬
‫ابب آدم ويوسف (محاولة قتل اليهود للرسول‬‫ن‬ ‫▪‬
‫وقد يوصل إىل القتل كحال ي‬
‫بالحجر ‪-‬والسم‪.)-‬‬
‫ويوصل إىل ما يصل إليه السحر من تفريق ن‬
‫بي المرء وزوجه‪.‬‬ ‫▪‬
‫بل يصل الحسد بالحاسد إىل اللجوء للسحر ليتمم حسده وغيظه‪.‬‬ ‫▪‬
‫ومن السحر ما يقتل وقد بلغ الحسد (أن يسحر الرسول) وكذلك ما يقع من‬ ‫▪‬
‫سحر الحسد بالقتل واالمراض وغيه‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬قوة وخطر احلسد‪.‬‬
‫وقوة وخطر الحسد يكمن ن يف تربية الفرد والمجتمع إذا لم ينشأ عىل تعاليم‬
‫الدين وينشأ االبناء عىل المحبة والبعد عن الحسد ودواعيه وما يقع من االباء‬
‫واالمهات ن يف تفضيل البعض عىل االخر واالستهزاء وعدم العدل ن يف العطاء وما‬
‫يكون نف سلوكهم امام ابنائهم نف اقوالهم وافعالهم َ‬
‫الب تعلم االبناء الحسد‪.‬‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫• العنصر الثالث‪ :‬كثرة احلسد بني األمثال واإلخوة‪.‬‬
‫ن‬
‫ابب ادم ‪ -‬إخوة يوسف‪.‬‬ ‫ن‬
‫‪- 1‬بي االخوان ي‬
‫بي األغنياء‪.‬‬‫‪ -2‬ن‬
‫‪ -3‬ن‬
‫بي النساء‪.‬‬
‫‪ -4‬ن‬
‫بي الرجال‪.‬‬
‫َ‬
‫الشجاع ثم حسد‬ ‫العالم وال يحسد‬ ‫العالم‬ ‫‪ -5‬ن‬
‫ِ‬ ‫بي العلماء وكذلك يحسد ِ‬
‫أكي من حسده للفقيه والطبيب؛ ألن َ ن‬
‫الياحم بينهما عىل مقصود‬ ‫الواعظ للواعظ ر‬
‫واحد‪ .‬أخص فأصل هذه المحاسدات العداوة وأصل العداوة َ ن‬
‫الياحم بينهما عىل‬
‫ن‬ ‫ا‬
‫متناسبي فلذلك‬ ‫غرض واحد‪ .‬حيث أن الغرض الواحد ال يجمع متباعدين بل‬
‫يكي الحسد بينهما نعم من اشتد حرصه عىل الجاه وأحب الصيت ن يف جميع‬ ‫ر‬
‫أطراف العالم بما هو فيه فإنه يحسد كل من هو ن يف العالم وإن بعد ممن يساهمه‬
‫الب يتفاخر بها‪.‬‬‫نف الخصلة َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫بي أصحاب المهنة المتجاورين ن يف سكن أو سوق‪.‬‬ ‫‪ -6‬ن‬
‫بي االطفال‪.‬‬‫‪ -7‬ن‬

‫‪16‬‬
‫الدرس السادس من الوحدة األوىل‪ :‬هل أنت حاسد أم حمسود؟‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬


‫▪ األول‪ :‬هل أنت حاسد‪.‬‬
‫الثات‪ :‬أم أنت محسود‪.‬‬‫ن‬ ‫▪‬
‫ي‬
‫• العنصر األول‪ :‬هل أنت حاسد؟‬
‫كثي من الحساد يجهل حقيقة نفسه أنه حاسد وحاقد ال يرى سلوكه‬
‫وخطاه وكذلك المحسود ال يتنبه عما يدور حوله من أقوال الناس وافعالهم‬
‫تجاهه‪.‬‬
‫أما صفات الحاسد وتنبه أن تكون فيك ر‬
‫أكي خصالها قال عمر بن عبد العزيز‪:‬‬
‫ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد‪ّ ،‬‬
‫غم دائم‪ ،‬ونفس متتابع‪.‬‬
‫وكان يقال‪ :‬الحاسد إذا رأى نعمة بهت‪ ،‬وإذا رأى مصيبة شمت‪ .‬وكان يقال‪:‬‬
‫ى‬
‫يتملق الرجل إذا ن‬
‫حرص‪ ،‬ويغتابه إذا غاب‪ ،‬ويشمت‬ ‫من عالمات الحسود أن‬
‫بالمصيبة إذا نزلت‪.‬‬
‫‪ّ :‬‬
‫ستة ال تخطئهم الكآبة‪:‬‬ ‫وكان يقال‬
‫‪ .1‬فقي حديث عهد ن‬
‫بغب‪،‬‬
‫‪ .2‬و ر‬
‫مكي يخاف عىل ماله التلف‪،‬‬
‫‪ .3‬والحسود‪،‬‬
‫‪ .4‬والحقود‪،‬‬
‫‪ .5‬وطالب مرتبة فوق قدره‪،‬‬
‫‪ .6‬وخليط أهل أدب غي أديب ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ومن عالمات الحاسد‪:‬‬
‫ً‬
‫تراه ال ييك غالبا حال رؤيته ما يعجبه‪ ،‬سواء كان األمر متعلقا بأشخاص‬ ‫▪‬
‫أو أمور عينية‪ ،‬كالدار والدابة والمركوب ونحوه‪.‬‬
‫تراه كثي التضجر والشكوى من قدر هللا‪ ،‬وقلما يحدث بنعم هللا سبحانه‬ ‫▪‬
‫وتعاىل عليه‪.‬‬
‫تراه قليل الذكر‪ ،‬كثي الكالم ن يف المال‪ ،‬منهمكا ومتكالبا عىل الدنيا‬ ‫▪‬
‫وحطامها‪.‬‬
‫كيا ثابتا قد يصل لدرجة الذهول‪ ،‬خاصة عىل ما يعجبه‬ ‫تراه يركز بعينيه تر ن‬ ‫▪‬
‫ن يف المال واألهل‪.‬‬
‫تراه عابس الوجه‪ ،‬يغلب عىل مالمحه الكآبة وصفرة الوجه أو اسوداده‪،‬‬ ‫▪‬
‫دائم الحزن كثي الفضول والتطفل‪.‬‬
‫ش‪.‬‬‫تجده فضوىل جدا ومتطفل ويريد أن يعرف تفاصيل كل ر ئ‬ ‫▪‬
‫ي‬
‫شء له ويرى نفسه االفضل وأن كان ال‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫▪‬
‫أنات يحب نفسه ويتمب كل ي‬ ‫ي‬
‫يستحق‪.‬‬
‫كثي النظر اىل ما عند الغي ويتأثر بما يرى بحزن واكتئاب‪.‬‬ ‫▪‬
‫ئ‬
‫الخاط إذا علم أو سمع بخي أو نعمة نالها غيه وال‬ ‫كثي الكالم واالنتقاد‬ ‫▪‬
‫ينصح بخي أو صواب‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬أم أنت حمسود‪.‬‬
‫فاعلم ان كل ذي نعمة محسود فإن كنت غنيا او ذكيا أو قويا أو جميال أو‬
‫ذا حسب أو نسب فتنبه لمن حولك وخذ حذرك ممن يتأملك ويسألك وينتقصك‬
‫ويسأل عن أحوالك بفضول ومن يغوص ن يف أعماق قلبك ومن ينصحك باالبتعاد‬
‫عما يصلحك ويرفعك ومن يثبط همتك ويضعف باراجيفه عزيمتك إال إن كان‬
‫محقا‪.‬‬
‫شء‬ ‫الب تنصب عليك فإن كان كل ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫الب تقع عليك والباليا ي‬
‫وتنبه للحوادث ي‬
‫بقضاء وقدر فكذلك لكل حادث سبب فتعرف عىل اعراض االصابة بالحسد‬
‫والعي من ضيق وهم وحزن وبكاء ليس له سبب وأمراض ال تشخص واالم ال‬ ‫ن‬
‫الب تعيشها‪.‬‬ ‫توجد وتعطيل غريب نف حياتك وعراقيل ال يعقل أن تقع بالكيفية َ‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪19‬‬
‫الدرس السابع من الوحدة األوىل‪ :‬وسائل دفع احلسد عن احملسود وعالجه‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ثالثة عناض‪:‬‬


‫• األول‪ :‬وسائل دفع الحسد‪.‬‬
‫ن‬
‫الثات‪ :‬الوق اي ة م ن الح س د‪.‬‬ ‫•‬
‫ي‬
‫• الثالث‪ :‬عالج الحسد‪.‬‬
‫• العنصر األول‪ :‬وسائل دفع احلسد‪.‬‬
‫عالج الحسد بالوقاية اوال ذكر ابن القيم أن رش الحاسد يندفع عن‬
‫بعشة أسباب؛ لخصها الشيخ ‪ -‬رحمه هللا ‪ -‬فقال‪:‬‬ ‫المحسود ر‬
‫ُّ‬
‫التعوذ باهلل من رشه‪ ،‬والتحصن به واللجوء إليه‪.‬‬ ‫األول‪:‬‬
‫ن‬
‫الثات‪ :‬تقوى هللا وحفظه عند أمره ونهيه‪ ،‬فمن َ‬
‫اتف هللا حفظه ولم يكله‬ ‫ي‬
‫إىل غيه‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬الصي عىل عدوه‪ ،‬فال يقاتله وال يشتكيه‪ ،‬وال يحدث نفسه بأذاه‪،‬‬
‫فما نرص عىل حاسده بمثل الصي‪ ،‬والتوكل عىل هللا‪ ،‬وال يستطيل اإلمهال له‪،‬‬
‫وتأخي االنتقام منه‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬التوكل عىل هللا؛ فمن توكل عىل هللا فهو حسبه‪ ،‬فالتوكل من أقوى‬
‫َ‬
‫الب يدفع بها العبد ما ال يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم‪ ،‬فمن‬
‫األسباب ي‬
‫كان هللا كافيه وواقيه فال مطمع فيه لعدوه وال ن‬
‫يرصه‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬فراغ القلب من االشتغال به‪ ،‬والفكر فيه‪ ،‬فيمحوه من باله‪ ،‬وال‬
‫يلتفت إليه‪ ،‬وال يخافه‪ ،‬وال يشغل قلبه بالفكر فيه‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫السادس‪ :‬اإلقبال عىل هللا‪ ،‬واإلخالص له‪ ،‬وجعل محبته ورضاه واإلنابة‬
‫ً‬
‫معمورا بذكر ربه والثناء عليه‪،‬‬ ‫إليه ن يف محل خواطر نفسه وأمانيها‪ ،‬ويكون قلبه‬
‫غي متشاغل بغيه‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫الب سلطت عليه أعداءه‪ ،‬فما سلط‬ ‫السابع‪ :‬تحريه التوبة من الذنوب ي‬
‫عىل العبد أحد إال بذنبه‪ ،‬فعليه المبادرة إىل التوبة واالستغفار‪ ،‬فما نزل بالعبد بالء‬
‫إال بذنب‪ ،‬وال رفع إال بتوبة‪.‬‬
‫عجيبا ن يف دفع‬
‫ً‬ ‫الثامن‪ :‬الصدقة واإلحسان مهما أمكن؛ فإن لذلك ً‬
‫تأثيا‬
‫وش الحاسد‪ ،‬فال يكاد األذى والحسد يتسلط عىل متصدق‪ ،‬فإن أصابه‬ ‫البالء‪ ،‬ر‬
‫شء كان معامال باللطف والمعونة والتأييد‪.‬‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ن‬
‫التاسع‪ :‬إطفاء نار الحاسد ً ي‬
‫والباع والظالم باإلحسان إليه‪ ،‬فكلما ازداد‬
‫وشه وبغيه‪ ،‬ازددت إليه إحسانا وله نصيحة‪ ،‬وعليه شفقة؛ لقوله تعاىل‪:‬‬ ‫أذاه ر‬
‫ْ َ ْ ه َ َ َ ْ َ ُ ا ِّ َ َ‬
‫‪:‬‬
‫ىه أحسن السيئة} ]المؤمنون ‪[.96‬‬ ‫{ادفع ِبال ِ يب ِ ي‬
‫واليحل بالفكر ن يف األسباب إىل‬
‫العاش‪ :‬تجريد التوحيد هلل تعاىل‪َ ،‬‬ ‫ر‬
‫المسبب العزيز الحكيم‪ ،‬والعلم بأنها بيد هللا تعاىل‪ ،‬فهو الذي يرصفها عنه وحده‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬الـــــــــوقـايـــة مـن الـــحــســد‪.‬‬
‫‪ 1‬االستعاذة من رش الحاسد‪.‬‬
‫‪ 2‬تقوى هللا عز وجل دائما ن يف الش والعلن‪.‬‬
‫‪ 3‬الصي عىل الحاسد والعفو عنه‪.‬‬
‫‪ 4‬التوكل عىل هللا وهذا ال يمنع األخذ باألسباب‪.‬‬
‫‪ 5‬ال يخاف المحسود من الحاسد‪.‬‬
‫‪ 6‬اإلخالص هلل تعاىل‪.‬‬
‫‪ 7‬التوبة من الذنوب‪.‬‬
‫‪ 8‬اإلحسان للحاسد‪.‬‬
‫‪ 9‬صحة العقيدة‪.‬‬
‫(ف حال معرفته)‪ .‬وهذا يكون بالحكمة والموعظة الحسنة‬ ‫‪ 10‬تحذير الحاسد ن‬
‫ي‬
‫وباألسلوب الحسن‬

‫• العنصر الثالث‪ :‬عالج احلسد‪.‬‬


‫‪ –1‬بالتعوذ باهلل من رشه‪.‬‬
‫‪ -2‬بأخذ أثر الحاسد واالغتسال به‪.‬‬
‫الشعية باألذكار ر‬
‫الشعية واآليات القرآنية‪.‬‬ ‫‪- 3‬الرقية ر‬
‫‪ - 4‬التحرز من الحاسد واجتنابه بقدر الحاجة‪.‬‬
‫‪ -5‬الكتمان‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الوحدة الثانية‪ :‬ر ن‬
‫العي‪:‬‬
‫الدرس األول من الوحدة الثانية‪ :‬تعريف وأقسام العني‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬


‫ن‬
‫العي‪.‬‬ ‫• األول‪ :‬تعريف‬
‫ن‬
‫العي‪.‬‬ ‫ن‬
‫الثات‪ :‬أقسام‬ ‫•‬
‫ي‬

‫• العنصر األول‪ :‬تعريف العني‪.‬‬


‫تعريف "هو نظر باستحسان أو بغض فتنبعث جواهر لطيفة غي مرئية من‬
‫الرصر ونفس العائن ال يتوقف تأثيها عىل‬ ‫عي العائن لتتصل بالمعيون فيحصل ن‬
‫ن‬
‫ر‬
‫الشء‪ ،‬فتؤثر نفسه فيه‪ ،‬وإن لم يره" [زاد‬
‫الرؤية‪ ،‬بل قد يكون أعّم‪ ،‬فيوصف له ي‬
‫المعاد‪ :‬ج‪ /4‬ص‪.]149‬‬

‫• العنصر الثاني‪ :‬أقسام العني‪.‬‬


‫أعي الناس بالنظر وإبصارهم ر‬
‫العي اإلنسية‪ :‬تقع من ن‬‫ن‬ ‫‪:‬‬ ‫ً‬
‫للشء‪ ،‬فقد‬
‫ي‬ ‫أوال‬
‫العي نفسه‪ ،‬وقد يكون بغي النظر كالكالم والوصف وتخيل‬ ‫ن‬ ‫يكون بسبب نظر‬
‫ّ‬ ‫وتذكر الموصوف بالسماع والتفكر أو اإلحساس ا‬
‫باليد أو بالشم فتكون هذه‬
‫الحواس أدوات ّ‬
‫تصور لتلك النفس ولتلك الروح حالة الموصوف فتؤثر تلك الروح‬ ‫ّ‬
‫نف الموصوف حسب خبثها ا‬
‫وقوتها‪.‬‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ً‬
‫ثانيا‪:‬‬
‫العي والحسد اللذان تقعان من الج ن‪ ،‬فقد صح‬ ‫العي الجنية‪:‬‬
‫ََ ن َْ َ َ ًَ ن َ ْ َ َ ْ َ ٌ‬ ‫ا‬ ‫َ ْ ُ ِّ َ َ َ َ َ ن َ ه ُ َ ْ َ ‪ َ :‬ا ا‬
‫ض اَّلل عنها أن الن ِ يب ﷺ رأى ِ يف بي ِتها ج ِارية ِ يف وج ِهها سفعة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫عن أم سلمة‪ ،‬ر ِ‬
‫ا َ ا ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫فقال «اسيقوا لها‪ ،‬ف ِإن ِبها النظرة»‬ ‫‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫يعب‪ :‬من الجن‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫قال الحسي بن مسعود الفراء‪ :‬وقوله‪ :‬سفعة‪ .‬أي نظرة‪ ،‬ي‬
‫عي أصابتها من نظر الجن أنفذ من أسنة الرماح‪.‬‬ ‫يقول‪ :‬بها ن‬
‫رض هللا عنه‪ ،‬أن النب ﷺ‪( :‬كان يتعوذ من الجان‪ ،‬ومن ن‬
‫عي‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫أت سعيد ي‬ ‫وعن ي‬
‫اإلنسان)‪[ .‬زاد المعاد‪ :‬ج‪ /4‬ص‪]149‬‬

‫القيم‪[ :‬وقوله‬ ‫بأعي الجان وحسدهم‪ ،‬قال ابن ّ‬ ‫ن‬ ‫وكم من الناس قد أصيب‬
‫َ‬ ‫تعاىل‪َ { :‬ومن رَ ِّ َ‬
‫اس ٍد ِإذا َح َسد} [سورة الفلق‪ .]5:‬يعم الحاسد من الجن واإلنس‪ ،‬فإن‬ ‫شح ِ‬ ‫ِ‬
‫المؤمني عىل ما آتاهم هللا من فضله كما حسد إبليس‬ ‫ن‬ ‫الشيطان وحزبه يحسدون‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ا ا َ َ‬
‫وه َعد ًّوا}‬ ‫أبانا آدم وهو عدو لذريته كما قال تعاىل‪ِ { :‬إن الش ْيطان لك ْم َعد ٌّو فات ِخذ‬
‫[سورة فاطر‪.]6:‬‬

‫ثالثا‪ :‬ن‬ ‫ً‬


‫أعي الحيوانات‪ :‬بعض الحيوانات تصيب الناس بأعينها ونظرها‬
‫وتؤثر وقد تقتل بها‪.‬‬
‫نوعان من ا‬
‫الحيات وهما‪:‬‬
‫األبي (ذنبه ِق َص ِي)‪.‬‬
‫‪َ -1‬‬
‫خط ن‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫ي أسودين) وهما يلتمسان البرص‪ :‬أي أنها‬ ‫الطفيتي (عىل ظهره‬ ‫‪- 2‬ذي‬
‫ن‬
‫الجني‪.‬‬ ‫تسقط‬‫تعّم‪ ،‬ويسقطان الحبل‪ :‬أي أنها ِ‬ ‫ِي‬
‫األفاع أنها إذا وقع‬ ‫من‬ ‫نوع‬ ‫عن‬ ‫اشتهر‬ ‫قد‬ ‫أمر‬ ‫هذا‬ ‫[و‬ ‫‪:‬‬ ‫م‬ ‫قال اإلمام ابن ّ‬
‫القي‬
‫ي‬
‫ن‬
‫حب تؤثر يف إسقاط‬ ‫برصها عىل اإلنسان هلك‪ ،‬فمنها ما تشتد كيفيتها وتقوى َ‬
‫األبي (ذنبه ِق َص ِي)‬
‫(ف َ‬ ‫الجني‪ ،‬ومنها ما تؤثر نف طمس البرص‪ ،‬كما قال النب ﷺ‪ :‬ن‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫ي أسودين) من الحيات‪( :‬إنهما يلتمسان البرص‬ ‫خط ن‬ ‫ن‬
‫الطفيتي (عىل ظهره‬ ‫وذي‬
‫ن‬
‫(الجني)) [زاد المعاد‪ :‬ج‪ /4‬ص‪.]149‬‬ ‫(تعّم)‪ ،‬ويسقطان الحبل‬ ‫ِي‬

‫‪24‬‬
‫ا‬
‫وىه بقعة الجن فإذا غشيتكم‬ ‫ي‬ ‫الجن‬ ‫من‬ ‫الكالب‬ ‫(أن‬ ‫وقد روي عن ابن عباس‪:‬‬
‫ً‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫يعب أعينا) [التمهيد‪ :‬ج‪ /14‬ص‪]229‬‬
‫بشء فإن لها أنفسا ي‬‫فألقوا لها ي‬
‫ً‬
‫ومن واقعنا وجدنا إصابات لبعض الناس من نظرات القطط خاصة وغالبا‬
‫كل لقمة يرفعها ذلك‬‫يحدث ذلك وقت الطعام حيث تكون جائعة وتنظر إىل ِّ‬
‫ْ‬
‫الشخص إىل فمه فتحدث بعض اإلصابات من ذلك ولو أنه أعطاها ما يدفع عنها‬
‫ً‬
‫حسنا‪.‬‬ ‫الجوع لكان‬

‫‪25‬‬
‫الدرس الثاني من الوحدة الثانية‪ :‬خطر العني وقوتها وأثر ذلك‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬


‫ن‬
‫العي والحسد‪.‬‬ ‫• األول‪ :‬قوة‬
‫ن‬
‫العي والحسد‪.‬‬ ‫الثات‪ :‬شعة‬‫ن‬ ‫•‬
‫ي‬
‫• العنصر األول‪ :‬قوة العني واحلسد‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫الب‬‫للعي والحسد قوة ال يمكن أن يحرصها أحد ّبمقياس وحب المجاالت ي‬
‫ن‬
‫للعي والحسد قوة خارقة ال يصدقها كثي من الناس فقد تهد‬ ‫يؤثران فيها‪ ،‬كذلك‬
‫َ‬ ‫نن‬ ‫ن ّ‬
‫العاىل‬
‫ي‬ ‫الجبل‬ ‫تسقط‬ ‫أي‬ ‫)‬‫الحالق‬ ‫ل‬‫تستي‬ ‫‪،‬‬‫حق‬ ‫الجبل‪ .‬قال رسول هللا ﷺ‪( :‬العي‬
‫[صحيح الجامع‪.]4146 :‬‬

‫وقد ذكر الشيخ ابن باز رحمه هللا قصة رجل أصاب بعينه عمارة حيث قال‬
‫ن‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫َا‬ ‫‪ :‬ا‬
‫ثب َمن ال أت ِهم أن شخصا جاء إىل آخر‪ -‬يف بالد من بالد الخليج‬ ‫"حد ن‬
‫َ َي‬ ‫رحمه هللا‬
‫موت كلها!!!‬‫– َف َم ار عىل بيته ونظ َر نف َح ْوش فيه غنم‪ ،‬وتكلم بكالم فإذا ىه ضع َ‬
‫ه‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الغنم‪ ،‬فلما جاء صاحب الغنم‪ ،‬سأله أهله‪ :‬ما هو؟‬
‫ْ ه‬ ‫ا ه‬
‫كالما… ومات‪ ،‬فقال‪ :‬فالن؟؟؟‬ ‫كلم ً‬ ‫مر علينا فالن واطل ْع عليها وات‬ ‫قالوا‪ :‬ا‬
‫يبب‪َ ،‬‬
‫يع ِّمر بيت‪ ،‬ما أدري له‬ ‫قالوا‪ :‬فالن‪ ..‬فذهب إليه‪ ،،،،‬فإذا هو عىل رأس بيت‪ ،‬ن‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫فعلت ما فعلت‪ ،،،،،‬أنت ُم ا‬
‫خي‪ :‬إماّ‬ ‫غنّم؟‬ ‫‪:‬‬
‫وَل لغيه‪ ،،،،،‬فقال أنت مررت عىل‬
‫ي‬
‫فيل من العمارة وسقطت العمارة نسأل‬ ‫دعب أنزل‪ ،،،،،‬ن ن‬ ‫فيك أو نف العمارة؟ فقال‪ :‬ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫شء عظيم‪ ....‬للنظر له أشياء خبيثة … نسأل هللا العافية] …‬ ‫ر‬
‫هللا العافية‪ ....‬هذا ي‬
‫[انته كالمه من رشيط مسجل]‬

‫‪26‬‬
‫ن‬
‫العي (بالحوادث‪ ،‬االنتحار‪ ،‬جلطات…الخ) وترصع وتصيب‬ ‫وقد تقتل‬
‫بالشلل والجنون… الخ‪.‬‬

‫قوتها‪( :‬شمولها)‪ :‬فقد تشمل كل األشة وقد تنتقل إىل المواليد عىل‬ ‫ومن ّ‬
‫شف‬ ‫العي نف أمه فعندما قرأنا عىل أمه ن‬
‫ن‬ ‫شكل أمراض وكم قرأنا عىل طفل كان أصل‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وشفيت أمه‪.‬‬

‫• العنصر الثاني‪ :‬سرعة العني واحلسد‪.‬‬

‫للعي شعة ن يف اإلتالف كما ذكرنا ن يف قصة العمارة وكما جاء ن يف الحديث أنها‬
‫ن‬
‫الشء أنه قد يتحدث اثنان بالهاتف‬ ‫أشع رشء بعد القدر ومن شعة وصولها إىل ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫بالمشق واآلخر بالمغرب فيصيب أحدهما اآلخر ألمر أعجبه أو أغاظه‬ ‫ر‬ ‫أحدهما‬
‫فيصاب اآلخر ن يف نفس اللحظة مع بعد المسافة‪.‬‬
‫ن‬
‫سني عديدة‪ ،‬فقد‬ ‫الشء‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫ومن قوة العي طول بقائها فقد تالزم الشخص أو ي‬
‫ن‬
‫الثالثي‬ ‫ن‬
‫الثات من عمرها إىل أن بلغت‬ ‫ن‬
‫بنفش امرأة الزمتها العي من الشهر ي‬
‫ي‬ ‫رأيت‬
‫حب شفيت بعدها والحمد هلل‪.‬‬ ‫ً‬
‫عاما َ‬

‫‪27‬‬
‫الدرس الثالث من الوحدة الثانية‪ :‬جماالت تأثري العني وأمثلة ذلك‪.‬‬
‫ن‬
‫العي والحسد‪:‬‬ ‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من مجاالت تأثي‬
‫ن‬
‫يؤثران يف جميع المجاالت دينية أو دنيوية‪ ،‬حسية أو معنوية وألخص‬
‫ن‬
‫اآلت‪:‬‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫بعضها ي‬
‫كي‪ -‬الفهم واالستيعاب‪ -‬الدراسة… الخ‪.‬‬ ‫▪ تؤثر نف العقول‪ :‬الذكاء‪ -‬الحفظ‪َ -‬‬
‫الي ن‬
‫ي‬
‫▪ تؤثر ن يف الرزق‪ :‬المال‪ -‬طرق الكسب‪ -‬الوظيفة والمركز… الخ‪.‬‬
‫والبشة‪-‬الجسد… الخ‪.‬‬ ‫ر‬ ‫▪ تؤثر ن يف الجمال‪ :‬الشعر‪ -‬الوجه‪ -‬اللون‬
‫▪ تؤثر ن يف الدين‪ :‬القرآن‪ -‬العبادات‪ -‬خشوع‪ -‬االستقامة‪-‬الخ‪.‬‬
‫▪ تؤثر ن يف األخالق‪ :‬حياء‪ -‬صدق‪ -‬أدب‪ -‬مكارم األخالق‪ -‬تواضع‪ -‬طيبة… الخ‪.‬‬
‫ً‬
‫عموما والنفور ن‬
‫بي األزواج‪-‬‬ ‫▪ تؤثر ن يف الحياة الزوجية واألشية‪ :‬سعادة األشة‬
‫الحمل والوالدة وسقوط األجنة‪ -‬تربية ّ‬
‫وبر األبناء… الخ‪.‬‬
‫▪ تؤثر ن يف األعمار‪ :‬طول األعمار‪ -‬نسبة العمر إىل المظهر‪ -‬تقتل (تدخل الرجل‬
‫القي)‪.‬‬
‫▪ تؤثر ن يف األجساد‪ :‬القوة والنشاط والشعة‪-‬الصحة والعافية‪ -‬المهارات‪-‬‬
‫الطبخ –الخ‪.‬‬
‫▪ تؤثر ن يف الحيوانات‪ :‬تدخل الجمل القدر‪ ،‬تسقط الطي‪-‬تميت وتمرض‪-‬الخ‪.‬‬
‫▪ تؤثر ن يف النباتات واألشجار والثمار‪ :‬تتلف‪ -‬تحرق‪ -‬تذبل وتميت‪-‬الخ‪.‬‬
‫للنساء(حىل‬ ‫الزينة‬ ‫أدوات‬ ‫‪-‬‬‫بأنواعها‬ ‫األجهزة‬ ‫‪-‬‬‫ات‬‫ر‬ ‫السيا‬ ‫‪:‬‬‫الجمادات‬ ‫ف‬ ‫▪ تؤثر ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ونحوه)‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الدرس الرابع من الوحدة الثانية‪ :‬أعراض وعالمات اإلصابة بالعني واحلسد‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬


‫الب يستدل بها المعالج عند سؤاله للمريض‪.‬‬ ‫• األول‪ :‬األعراض َ‬
‫ي‬
‫الب ُي س تدل بها المعالج من منامات المريض‪.‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫الثات‪ :‬األعراض َ‬ ‫•‬

‫وأكي من يعرفها المعالج وذلك‬ ‫العي ر‬ ‫ن‬ ‫هناك أعراض تظهر عىل من اصابته‬
‫المرض‪ ،‬وتواترت عنده هذه األعراض ن يف اإلصابات‬ ‫ن‬ ‫لكية ما رأى وسمع من حاالت‬‫ر‬
‫ن‬
‫بالعي أو الحسد‪.‬‬
‫الجهال ينكرون ذلك كما قال اإلمام ابن ّ‬ ‫أن بعض ّ‬ ‫ا‬
‫القيم‪[ :‬وهذا علم ال‬ ‫حيث‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫خواص الناس والمحجوبون منكرون له وال يعلم تأثي ذلك وارتباطه‬ ‫يعرفه إال‬
‫ّ‬
‫بالطبيعة إال من له نصيب من ذوقه] [بدائع الفوائد‪ :‬ج‪ /2‬ص‪ -367‬رش الحاسد إذا حسد]‪.‬‬

‫• العنصر األول‪ :‬األعراض التي يستدل بها املعاجل عند سؤاله‬


‫للمريض‪.‬‬
‫الب يستدل بها المعالج عند سؤاله للمريض وليس ن‬
‫معب هذا أن‬ ‫بعض األعراض َ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ي‬
‫محسودا فمنها‪:‬‬ ‫من عنده بعض هذه األعراض أنه البد أن يكون معيونا أو‬
‫– التثاؤب المتتابع بدون نعاس‪.‬‬
‫– الجشاء (التكري ع) الكثي مع عدم األكل ويزداد عند قراءة القرآن‪.‬‬
‫ى‬
‫– الهرش (الحكة)‪.‬‬
‫كية البصق (التفل)‪.‬‬‫– ر‬

‫– ظهور حبوب ودمامل‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ن‬
‫العي‪.‬‬ ‫– ظهور آثار عىل الجسم عىل شكل‬
‫– الحرارة أو اليودة بدون سبب‪.‬‬
‫– ضيق الصدر‪.‬‬
‫– الخمول والكسل واألرق‪.‬‬
‫– الوسوسة‪.‬‬
‫– انتفاخ الجسم (السمنة) مع قلة األكل‪.‬‬
‫– بعض حاالت الشطان‪.‬‬
‫ّ‬
‫النفسية‪ :‬كالجنون والوهم والخوف‪.‬‬ ‫– بعض الحاالت‬
‫– النسيان والنعاس عند المذاكرة أو قراءة القرآن أو الذهاب للمدرسة أو عند‬
‫االمتحانات أو الصداع‪.‬‬
‫– حساسية األنف والجيوب األنفية‪.‬‬
‫– العطاس الكثي بدون زكام وخاصة نف األمور َ‬
‫الب أصيب فيها‪.‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫– تساقط الشعر‪.‬‬
‫ن‬
‫العيني وشحوب الوجه مع عدم اإلجهاد‪.‬‬ ‫– سواد تحت‬
‫– الصداع الدائم‪.‬‬
‫ّ‬
‫–ظهور بقع تحت الجلد كالكدمات بنية اللون أو زرقاء وخاصة ن يف الفخذ أو‬
‫الذر ن‬
‫اعي‪.‬‬
‫–آالم عند فم المعدة عجز عنها األطباء‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫العصب‪.‬‬
‫ي‬ ‫– مشاكل القولون‬
‫ن‬
‫اإلبطي والعورة‪.‬‬ ‫مفاح ن يف‬
‫ئ‬ ‫– تسلخ‬
‫– الرغبة نف الخروج من ن ن‬
‫الميل وكراهية البقاء فيه‪.‬‬ ‫ي‬
‫– الشعور بالموت واليأس‪.‬‬
‫َ‬
‫وتأت النتائج سليمة‬
‫– اإلصابة بأمراض مختلفة متنقلة شديدة ال يشخصها الطب ي‬
‫مع وجود األلم‪.‬‬
‫عضويا ألفضل األدوية ولو زيد ن يف الجرعات‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫– عدم استجابة جسم المريض مرضا‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫يأت منها‬
‫النمل والصحيح أنه الذر يف الميل فجأة مع عدم وجود منافذ ي‬ ‫– ظهور‬
‫ً‬
‫ملفتا لك ريته‪.‬‬ ‫ويكون‬
‫كية بكاء األطفال‪.‬‬ ‫– ر‬
‫ُ‬
‫العنصر الثاني‪ :‬األعراض التي يـسـتدل بها املعاجل من منامات‬ ‫•‬
‫املريض‪.‬‬
‫وىه ما تواتر‬ ‫المريض‬ ‫منامات‬ ‫من‬ ‫المعالج‬ ‫بها‬ ‫تدل‬ ‫س‬ ‫الب ُ‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫بعض األعراض ي‬
‫عند الرقاة وما علم من أخبار من سبقنا ومنه رؤية‪:‬‬
‫–القطط‪.‬‬
‫ر‬
‫الحشات‪.‬‬ ‫–‬
‫– العقرب‪.‬‬
‫– الكالب‬
‫– جن ينظرون‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫– الوزغ‪.‬‬
‫عي ن يف المنام أو نساء متغطيات… الخ‪.‬‬
‫– الذر أو النمل‪ –.‬رؤية ن‬
‫العائني من معارفه أو أقاربه ن يف النوم ينظرون إليه بنظرات حاقدة‬
‫ن‬ ‫– رؤية بعض‬
‫أو يسمع كلمات يقولونها عنه ويرى أعينهم بطريقة بشعة‪ –.‬قبور وأموات‪.‬‬
‫ّ‬
‫ن‬
‫العي أو الحسد أو كالهما‪.‬‬ ‫عي‪ –.‬رؤية من يشك بحسده‪ –.‬آيات ن يف‬ ‫– سماع أنها ن‬

‫‪32‬‬
‫الدرس اخلامس من الوحدة الثانية‪ :‬الوسوسة وعالقتها بالعني واحلسد‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬


‫العي والحسد ن‬
‫بي الوسوسة والحقيقة‪.‬‬ ‫ن‬ ‫• األول‪:‬‬
‫ن‬
‫الثات‪ :‬منشأ الوسوسة وعالجها‪.‬‬ ‫•‬
‫ي‬
‫• العنصر األول‪ :‬العني واحلسد بني الوسوسة واحلقيقة‪.‬‬
‫بالعي والحسد سواء من حقيقة وجودهما‬ ‫ن‬ ‫اعتقادات الناس ن يف التصديق‬
‫أو تأثيهما أو اعتقاد أن كل مصيبة أو بالء بسببهما فمنهم المنكر مع أنه من أهل‬
‫التوحيد بل ويسميها خزعبالت فهو ال يصدق بها أو بتأثيها فتجده مصاب ولكنه‬
‫ال يلتفت إىل حقيقة إصابته‪.‬‬
‫ومنهم من يؤمن ويصدق بها كخي ن يف كتاب هللا وسنة مصطفاه ولكنه ال‬
‫يصىل لن يصاب‬ ‫ي‬ ‫يصدق بعظيم خطرها ويتهاون فيها ويعتقد أن المؤمن الذي‬
‫األكي وهم مرصوفون عن التداوي بالقرآن حال البالء‬ ‫ر‬ ‫بالعي والحسد وهذا حال‬ ‫ن‬
‫والمرض‪.‬‬
‫وعاش من أصيب بهما فغالب‬ ‫ر‬ ‫بالعي والحسد أو رأى‬ ‫ن‬ ‫ومنهم من أصيب‬
‫هؤالء يقع ن يف الوسوسة بأن كل من نظر إليه قد يصيبه أو أن أي بالء حل به بسبب‬
‫العي كما جاء ن يف‬
‫ن‬ ‫العي والحسد وقد يعذر بعضهم خاصة إذا كان ممن تشع إليهم‬ ‫ن‬
‫َ َ ْ َ َ ُ َ ه ا َََ َ ْ َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َْ َ َ ْ‬
‫اَّلل! ِإن ولد جعف ٍر‬‫رض هللا عنها قالت‪ :‬يا رسول ِ‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ٍ‬ ‫الحديث (عن أسماء ِب َنت عمي‬
‫ْ‬
‫ا ُ ْ َ رَ ْ ٌ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ْ نُ َ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ ُ َ‬
‫شء س ِابق القد ِر‬ ‫‪:‬‬
‫ش َع ْ ِ ُإلي ْ ِهم العي أفأسي ِ يف لهم؟ فقال «نعم‪ ،‬ف ِإنه لو كان ي‬ ‫َت ِ‬
‫العي [‪ ،]1858‬ح‪]2059[ :‬‬ ‫ن‬ ‫اليمذي ن يف‪ :‬الطب‪ ،‬باب‪ :‬ما جاء ن يف الرقية من‬ ‫ي» [هذا الحديث رواه َ‬ ‫ل َس َبقته ال َع ْ نُ‬
‫ٌ‬
‫وجوه‬
‫ٍ‬ ‫من‬ ‫محفوظ‬ ‫وقال‪" :‬هذا حديث حسن صحيح"‪ .‬وقال ابن عبد الي‪" :‬حديث أسماء بنت عميس الخثعمية‬
‫الهيثّم‪" :‬رجاله رجال الصحيح"]‪.‬‬ ‫ا‬
‫ي‬ ‫صحاح"‪ ،‬وقال‬
‫ٍ‬ ‫صلة‬‫مت‬ ‫ثابتة‬

‫‪33‬‬
‫َ‬
‫ألسماء‬ ‫وللحديث شاهد عن جابر بن عبد هللا يقول‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ََ َ ْ َ َ ن َ ن ْ َ َ ُ‬ ‫بنت ُع َم ْ‬
‫ح ض ِارعة‪ ،‬ت ِصيبهم الحاجة؟» قالت‪ :‬ال‪،‬‬ ‫بب أ يِ‬
‫ي‬ ‫ام‬ ‫س‬ ‫ج‬ ‫أ‬ ‫ى‬‫ر‬ ‫أ‬ ‫اىل‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ٍُ ُ ي‬‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫«ارقيهم»‪ ،‬قالت‪ :‬ف َعرضت عليه‪ ،‬فق َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫العي ت ْشع إل ْيهم‪ ،‬ق َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ا‬
‫«ارقي ِهم‪».‬‬ ‫ال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ولكن‬
‫[رواه مسلم]‬
‫ن‬
‫بالعي والحسد وخطرهما‬ ‫ومنهج المؤمن التوسط ن يف األمر فهو يصدق‬
‫ويحتاط ويحذر ولكنه ن يف نفس الوقت متوكل عىل هللا ويحسن الظن به ويفوض‬
‫ن‬
‫للعي والحسد مجاال إىل قلبه وعقله بكل ما يصيبه وال يجعل‬ ‫أمره إليه وال يجعل‬
‫للخوف ووسوسة الشيطان مكانا‪.‬‬

‫• العنصر الثاني‪ :‬منشأ الوسوسة وعالجها‪.‬‬


‫منشأ الوسوسة الشيطان وجنده من االنس والجن والنفس وقوله‪ِ { :‬م َن‬
‫‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ن‬ ‫ْ ا َ ا‬
‫اس} [سورة الناس آية ‪ ]6‬يعب أن الوسواس نوعان إنس وجن؛ فإن‬ ‫‪:‬‬
‫ال ِجن ِة والن ِ‬
‫والجب ال يحتاج إليها;‬ ‫ن‬ ‫األذن‪،‬‬ ‫بواسطة‬ ‫اإلنس‬ ‫إلقاء‬ ‫لكن‬ ‫‪،‬‬‫الخف‬ ‫الوسوسة اإللقاء ن‬
‫‪َ ََ َ :‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫الشيطات‪ ،‬يف قوله {وكذ ِلك‬ ‫ن‬ ‫الوح‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫اكهما‬ ‫َ‬
‫اشي‬ ‫الوسوسة‪،‬‬ ‫ف‬ ‫اشياكهما ن‬ ‫ونظي َ‬
‫ُ ْ َ َْ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ض زخ ُرف الق ْو ِل‬ ‫وح َب ْع ُض ُه ْم إ َىل َب ْ‬
‫ع‬ ‫ي‬‫ي األ ْنس َو ْالج ِّن ُ‬ ‫ب َع ُد ّوًا َش َياط نَ‬ ‫ٍّ‬ ‫ن‬
‫َ َ ْ َ ُ ِّ َ‬
‫جعلنا ِلكل‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ْ َ ِ َي‬ ‫َ ِ ُ ُ َ ِ َ ُِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ُ ً َ َ‬
‫غ ُرورا َول ْو ش َاء َرُّبك َما ف َعلوه فذ ْره ْم َو َما َيف ُيون} [سورة األنعام آية‪ .]112 :‬وهللا أعلم‬
‫[الدرر السنية ن يف االجوبة النجديةج‪]13‬‬

‫عىل الوسواس ن يف كثي من‬ ‫ي‬ ‫يغلب‬ ‫رجل‬ ‫أنا‬ ‫‪:‬‬ ‫‪29‬‬ ‫س‬ ‫باز‬ ‫ابن‬ ‫فتاوى‬ ‫وف‬
‫ي‬
‫ن‬
‫يعارضب هذا الوسواس بأن الطريق من‬ ‫ن‬ ‫األحيان؟ فعندما أريد أن أذهب من طريق‬
‫ي‬
‫الجهة األخرى‪ ،‬وعندما أريد أن آكل الطعام يوسوس يىل الشيطان بأن هنا الطعام‬
‫توجيه وجزاكم هللا خيا؟‬ ‫يرص‪ .‬فأرجو‬ ‫ليس بصالح وأنه ن‬
‫ي‬
‫ُ ْ َُ ُ‬
‫وذ ب َربِّ‬
‫هللا ْجال وعال‪{ْ :‬قَ ال أع ِ‬ ‫الجواب‪ :‬الوساوس من الشيطان‪ ،‬كما قال‬
‫َ ا‬
‫الناس} (‪{ )3‬م ْن رَ ِّ َ ْ َ‬
‫ش الوسواس الخناس} [الناس‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫{إ‬ ‫)‬ ‫‪2‬‬‫(‬ ‫}‬ ‫اس‬
‫ا‬
‫الن‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫{م‬
‫ا‬
‫الناس} (‪َ )1‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬

‫‪34‬‬
‫ن‬
‫‪ .]4-1‬وهو الشيطان‪ .‬فعليك يا ي‬
‫أح أن تتعوذ باهلل منه‪ ،‬وأن تحذر مكائده‪ ،‬وأن‬
‫تجزم نف األمور; فإذا سلكت طريقا فاجزم‪ ،‬وامض فيه َ‬
‫حب تعلم يقينا أن فيه شيئا‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫يرصك فاتركه‪.‬‬
‫وهكذا الطعام إذا لم تعلم أنه محرم فكل ودع عنك الوساوس‪ ،‬وهكذا‬
‫الوضوء إذا توضأت فاجزم ودع عنك أن توسوس فتقول‪ :‬ما كملت‪ ،‬ما فعلت؛‬
‫امض ما دمت ترى أنك قد أكملت فالحمد هلل‪ ،‬وهكذا ن يف صالتك‪.‬‬
‫شء‪ ،‬وأعلم أنها من الشيطان‪ ،‬فإذا وقع ن يف نفسك‬
‫ي‬
‫فاحذر الوساوس نف كل ر‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫شء من ذلك فتعوذ باهلل من الشيطان‪ ،‬وامض يف سبيلك‪ ،‬واجزم عىل ذلك حب‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫وحب ال يتمكن من التسلط عليك بسبب لينك معه؟ نعوذ‬ ‫ترغم عدوك الشيطان‪َ ،‬‬
‫باهلل من رشه ومكائده‪.‬‬
‫ن‬
‫بالعي والحسد الوسوسة وهذا أمر متواتر عند الرقاة‬ ‫من أعراض االصابة‬
‫طب أو نصائح اال‬ ‫حسب نوع االصابة وقد تكون شديدة وال يفيد معها عالج ي‬
‫معي ومخصوص‬ ‫ن‬ ‫للعي والحسد ويحدث ايضا ن يف سحر‬ ‫ن‬ ‫بالرقية ر‬
‫الشعية‬
‫وينته برقية السحر‪.‬‬
‫ي‬ ‫بالوسوسة والجنون‬

‫‪35‬‬
‫الوحدة الثالثة‪ :‬العالجات المباحة من ر ن‬
‫العي والحسد وطرق الوقاية‬
‫الدرس األول من الوحدة الثالثة‪ :‬طرق الوقاية من العني واحلسد‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬


‫• األول‪ :‬وقاية العائن والحاسد لنفسه‪.‬‬
‫ن‬
‫الثات‪ :‬وقاية للمعيون‪.‬‬ ‫•‬
‫ي‬
‫• العنصر األول‪ :‬وقاية العائن واحلاسد لنفسه‪.‬‬
‫بالبكة إذا رأى شيئا أعجبه‪.‬‬
‫‪- 1‬الدعاء ر‬
‫شء‪.‬‬ ‫‪- 2‬قول (بارك هللا) إن أعجبه ي‬
‫كبة الدعاء أن يذهب هللا عنه ما يجده ن يف نفسه عند رؤية ما يعجبه‪( .‬لمن‬ ‫‪ -3‬ر‬
‫ابتىل بهذا) وآخرها لم يفد‪.‬‬
‫ي‬
‫َ‬
‫ن‬
‫بالعي أن يجتنب ويتحرز‬ ‫ينبىع إذا ُع ِرف أحد باإلصابة‬
‫ي‬
‫قال بعض العلماء‪ :‬أنه ن‬
‫ً‬
‫وينبىع لإلمام منعه من مداخلة الناس ويأمره بلزوم بيته فإن كان فقيا رزقه ما‬ ‫ن‬ ‫منه‬
‫ي‬
‫[شح النووي عىل صحيح مسلم‪ :‬ج‪ /14‬ص‪.]173‬‬‫يكفيه ويكف أذاه عن الناس‪ .‬ر‬

‫‪-4‬اإلكثار من األذكار وتالوة القرآن والتفكر ن يف نعيم اآلخرة والرضا والقناعة‬


‫بنصيبه‪.‬‬
‫وغض البرص قدر االستطاعة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كف اللسان‬ ‫‪ّ -5‬‬

‫سببا فيما يحدث‪.‬‬ ‫ن‬


‫شيطات يكون ً‬ ‫ّ‬
‫بمس‬ ‫ً‬
‫مصابا‬ ‫يرف نفسه فقد يكون‬
‫ي‬ ‫‪ -6‬أن ي‬

‫‪36‬‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬وقاية للمعيون‪.‬‬
‫عوذ باهلل من ش الحاسد والعائن ً‬ ‫ّ‬
‫الت ّ‬
‫دوما وخاصة عند مالقاة من اشتهر بعينه‬ ‫‪-1‬‬
‫أو حسده‪.‬‬
‫الب قد ُيصاب بسببها وخاصة أمام أولئك الذين اشتهروا‬ ‫َ‬
‫‪- 2‬سب المحاسن ي‬
‫ن‬
‫بالعي‪.‬‬ ‫باإلصابة‬
‫رض هللا عنه رأى ًّ‬ ‫أن عثمان ن‬‫ا‬ ‫قصة ‪ :1‬ذكر البغوي نف كتابه رشح ّ‬
‫صبيا‬ ‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫نة‬‫الس‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫الب تكون يف الذقن لئال تصيبه‬ ‫مليحا‪ ،‬فقال‪ :‬دسموا نونته (أي‪ :‬سودوا النقرة َ‬ ‫ً‬
‫ي‬
‫ن‬
‫العي)‪.‬‬
‫إت ألدع لبس الثوب‬ ‫قصة ‪ :2‬قال سفيان الثوري قال‪ :‬قال محارب بن دثار‪ :‬ن‬
‫ي‬
‫ات حسد لم يكن‪.‬‬ ‫الجديد مخافة أن يظهر نف جي ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وىه‪( :‬الصباح‬ ‫الناس‬ ‫الب أهملها ر‬
‫أكي‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫‪- 3‬التحصينات واألذكار المقيدة والمطلقة ي‬
‫ميل‪ -‬الطعام‪ -‬الحمام وعند نزع المالبس (من‬ ‫والمساء‪ -‬الخروج والدخول ألي ن ن‬
‫ن‬
‫أعي الجن)…الخ‪.‬‬
‫ر ن‬
‫والمعوذتي‪.‬‬ ‫‪- 4‬قراءة سورة البقرة‬
‫‪- 5‬الكتمان‪ .‬قال ابن الجوزي‪" :‬وكتمان األمور ن يف كل حال فعل الحازم أي العاقل"‬
‫[صيد الخاطر]‪.‬‬

‫بالتبيك عند دخول البيت أو نحوه‬‫‪- 6‬ال بأس من وضع عبارات تذكر الغافل ر‬
‫أو أن يقال لإلنسان قل بارك هللا ثم يخيه الخي أو يريه ويطلعه عىل أمر‪.‬‬
‫‪- 7‬الصدقة والدعاء باليكة عىل كل نعمة فقد ن‬
‫يعي المرء نفسه‪.‬‬
‫المعاص والعجب بالنفس واحتقار اآلخرين‪..‬‬
‫ي‬ ‫‪ -8‬االبتعاد عن‬

‫‪37‬‬
‫الدرس الثاني من الوحدة الثالثة‪ :‬العالج بالرقية الشرعية وبالطب احلديث‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬


‫• األول‪ :‬الرقية باألدعية والكالم الطيب وكل مباح‪.‬‬
‫ن‬
‫العي‪.‬‬ ‫الثات‪ :‬العالج بالطب الحديث من‬ ‫ن‬ ‫•‬
‫ي‬
‫• العنصر األول‪ :‬الرقية باألدعية والكالم الطيب وكل مباح‪.‬‬
‫الشعية والرقية باألدعية والكالم الطيب وكل‬ ‫يكون ذلك باللجوء إىل الرقية ر‬
‫نسي َ يف من‬
‫أمرت النب ﷺ‪ ،‬أو أمر أن َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫الصحيحي عن عائشة قالت‪:‬‬ ‫فف‬ ‫ن‬
‫مباح‪ :‬ي‬
‫بب جعفر‬ ‫اليمذي‪ :‬أن أسماء بنت عميس قالت‪( :‬يا رسول هللا! إن ن‬ ‫العي‪ .‬وذكر َ‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫شء يسبق القضاء لسبقته‬ ‫أفأسي َف لهم؟ فقال‪( :‬نعم فلو كان ر‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫العي‬ ‫تصيبهم‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اليمذي‪ :‬حديث حسن صحيح]‬‫العي))‪[ .‬قال َ‬ ‫ن‬
‫نصه‪ :‬وقد أجمع العلماء عىل جواز‬ ‫قال اإلمام ابن حجر نف فتح الباري ما ّ‬
‫ي‬
‫الرف عند اجتماع ثالثة رشوط‪:‬‬ ‫َ‬

‫‪ .1‬أن يكون بكالم هللا أو بأسمائه وصفاته‪.‬‬


‫العرت أو بما يعرف معناه‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ .2‬أن تكون باللسان‬
‫ّ‬
‫‪ .3‬أن يعتقد أن الرقية ال تؤثر بذاتها بل بتقدير هللا عز وجل‪ .‬وحيث أن القرآن‬
‫كله شفاء‪.‬‬
‫وكما قال ابن القيم‪" :‬فالقرآن هو الشفاء التام من جميع األمراض القلبية‬
‫كل أحد يؤهل وال يوفق لالستشفاء به… إىل‬ ‫والبدنية وأمراض الدنيا واآلخرة وما ّ‬
‫وف القرآن سبيل الداللة‬ ‫أن قال‪ :‬فما من مرض من أمراض القلوب واألبدان إال ن‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫ن‬
‫عىل دوائه وسببه‪ ،‬والحمية منه لمن رزقه هللا فهما يف كتابه" [زاد المعاد ج‪.]4‬‬
‫‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫وكذلك الرقية باألذكار الواردة وغيها ومنها رقية جييل فقد روى مسلم‬
‫النب ﷺ‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد‬ ‫رض هللا عنه أن جييل َ‬
‫أت‬ ‫نف صحيحه عن أت سعيد ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫شء يؤذيك من ش كل نفس‬ ‫اشتكيت‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬بسم هللا أرقيك من كل ي‬
‫عي حاسد‪ ،‬هللا يشفيك بسم هللا أرقيك ‪.‬‬ ‫أو ن‬
‫النب ﷺ وهو مريض‪،‬‬ ‫عىل‬ ‫أها‬‫ر‬‫ق‬ ‫يل‬ ‫جي‬ ‫أن‬ ‫يوضح‬ ‫ما‬ ‫ماجه‬ ‫ابن‬ ‫رواية‬ ‫وف‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫النب ﷺ وهو‬ ‫رض هللا عنه قال‪ :‬أت جييل عليه السالم ي‬ ‫فعن عبادة بن الصامت ي‬
‫شء يؤذيك‪ ،‬من حسد حاسد ومن كل‬ ‫يوعك‪ ،‬فقال‪ :‬بسم هللا أرقيك‪ ،‬من كل ر‬
‫ي‬
‫اف ثقة‪.‬‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫عي هللا يشفيك‪ ،.‬وحسنه‬‫ن‬
‫األلبات فيقرأ المعيون عىل نفسه أو يسي يف عند ر ي‬‫ي‬

‫• العنصر الثاني‪ :‬العالج بالطب احلديث من العني‪.‬‬


‫ن‬
‫العي عن طريق الطب؟‬ ‫هل تعالج‬
‫نعم وهذا ثابت ومشاهد ن يف الطب القديم والطب الحديث وكما أن‬
‫شء كذا يكون حالنا مع‬ ‫ر‬
‫االغتسال بغسل العائن ليس فيه من القرآن واألدعية ي‬
‫الطب‪ ،‬سواء كان بأعشاب أم بعقاقي أو غي ذلك‪ ،‬المقصود أن هناك أدوية كثية‬
‫العي بإذن هللا ثابتة ن يف السنة وبعضها بالتجربة وأدوية أخرى منها ما هو‬
‫ن‬ ‫تعالج‬
‫محرم أو رشك ومنها ما هو مباح وال رشك فيه وهذا ال بأس بالعمل به‪.‬‬
‫بالك الحديث‪.‬‬
‫عالج ي‬ ‫▪‬
‫وبالكهرباء‪.‬‬ ‫▪‬
‫ن‬
‫لمستحرصات طبية بالبخار‪.‬‬ ‫باالستنشاق‬ ‫▪‬
‫بالمضادات الحيوية‪.‬‬ ‫▪‬
‫وبالحقن واإلشاعات‪ ،‬وبالكيماوي‪.‬‬ ‫▪‬

‫‪39‬‬
‫الدرس الثالث من الوحدة الثالثة‪ :‬العالج النبوي للعني‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬


‫ن‬
‫للعي والحسد‪.‬‬ ‫ر‬ ‫•‬
‫األول‪ :‬العالج الش ي‬
‫ع والمباح‬
‫ن‬
‫الثات‪ :‬العالج باالغتسال‪.‬‬
‫ي‬ ‫•‬
‫• العالج الشرعي واملباح للعني واحلسد‪.‬‬
‫ع ما ورد به الدليل من الكتاب والسنة سواء غسل العائن أو‬ ‫ر‬
‫نقصد بالش ي‬
‫الرقية ر‬
‫الشعية أو األذكار النبوية‪.‬‬
‫والمباح كل ما لم يمنعه ر‬
‫الشع وإن لم يرد به نص سواء أقره من وقف عليه‬
‫من العلماء أو مالم يقفوا عليه‪.‬‬

‫• العنصر الثاني‪ :‬العالج باالغتسال‪.‬‬


‫الن ِّ‬‫ا‬ ‫بالعي أمر حق قد يحدث لإلنسان‪َ .‬عن ْابن َع اباس‪َ ،‬‬ ‫ن‬
‫بﷺ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلصابة‬
‫ْ‬
‫اس ُت ْغسل ُتمْ‬ ‫ي‪َ ،‬وإذا ْ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ش ٌء َس َاب َق ال َق َد َر َس َب َق ْت ُه ال َع ْ نُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ نُ َ ٌّ َ ْ َ‬
‫ان ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫قال (العي حق‪ ،‬ولو ك‬ ‫‪:‬‬
‫َ ْ ُ‬
‫سلوا) رواه مسلم‪.‬‬‫فاغ ِ‬
‫َ ْ َ َ َ‬
‫العي‪ ،‬ومن طرق العالج االغتسال‪ .‬عن ع ِائشة‬ ‫ن‬ ‫وقد رشع هللا العالج من‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُْ َُ َْ ُ ََََ ا ُ ُا ََْ ُ ْ ُ ْ‬ ‫َ ن َ هُ ََْ َ َ ْ‬
‫ائن فيتوضأ ثم يغت ِسل ِمنه الم ِعي " رواه أبو‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ر‬‫م‬ ‫ؤ‬ ‫ي‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ت‬ ‫ض اَّلل عنها قال‬ ‫رِ ي‬
‫األلبات ن يف " سلسلة األحاديث الصحيحة " ( ‪ .) 61 / 6‬وهذه أفضل الطرق‪.‬‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫داود ( ‪ ،) 3880‬وصحح إسناده‬

‫قال ابن القيم‪" :‬وهذا مما ال يناله عالج األطباء‪ ،‬وال ينتفع به من أنكره‪ ،‬أو‬
‫ً‬
‫سخر منه‪ ،‬أو شك فيه‪ ،‬أو فعله مجربا ال يعتقد أن ذلك ينفعه" [زاد المعاد‪ :‬ج‪/4‬‬
‫ص‪.]157‬‬

‫‪40‬‬
‫ىه كيفية اغتسال العائن؟‬
‫ما ي‬
‫وهل هو اغتسال كامل أم غسل المواضع المذكورة ن يف الحديث فقط؟‬
‫وهل داخلة اإلزار تقصد بها العورة؟ وهل يجزئ الوضوء فقط؟‬
‫وما صفته ن يف هذه الحالة؟‬
‫ن‬
‫العي‬ ‫الشع العائن بالوضوء أو االغتسال لدفع نضر‬ ‫اإلجاب ة‪ :‬فإنه قد أمر ر‬
‫رض‬ ‫بعد وقوعها‪ ،‬ثم يغتسل المصاب بالماء الذي توضأ به العائن‪ ،‬فعن عائشة ن‬
‫ي‬
‫ن‬
‫المعي‪ ..‬رواه أبو داود‪ ،‬قال‬ ‫هللا عنها قالت‪ :‬كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغسل منه‬
‫ن‬
‫األلبات‪.‬‬
‫ي‬ ‫النووي ن يف األذكار‪ :‬بإسناد صحيح عىل رشط البخاري ومسلم وصححه‬

‫أت أمامة سهل بن حنيف أنه قال‪ :‬رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف‬ ‫وعن ي‬
‫يعب من شدة بياضه فلبط أي‬ ‫ن‬ ‫يغتسل فقال‪ :‬ما رأيت كاليوم وال جلد مخبأة‬
‫ي‬
‫فأت رسول هللا ﷺ فقيل‪ :‬يا رسول هللا؛ هل لك‬ ‫ضع وسقط عىل األرض سهل‪َ ،‬‬
‫ً‬
‫ن يف سهل بن حنيف وهللا ما يرفع رأسه‪ ،‬فقال‪ :‬هل تتهمون له أحدا؟ قالوا‪ :‬نتهم‬
‫ً‬
‫عامر بن ربيعة‪ ،‬قال‪ :‬فدعا رسول هللا ﷺ عامرا‪ ،‬فتغيظ عليه وقال عالم يقتل‬
‫‪:‬‬
‫أحدكم أخاه؟! أال بركت‪ ،‬اغتسل له‪ ،‬فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه‬
‫وأطراف رجليه وداخلة إزاره ن يف قدح‪ ،‬ثم صب عليه‪ ،‬فراح سهل مع الناس ليس به‬
‫ن‬
‫األلبات‪.‬‬ ‫بأس‪ .‬رواه مالك وأحمد وابن ماجه‪ ،‬وصححه‬
‫ي‬

‫قال ابن بطال ن يف رشح صحيح البخاري‪ :‬فيه من الفقه أنه إذا عرف العائن أنه‬
‫يقص عليه بالوضوء ألمر النب عليه السالم بذلك‪ ،‬وأنها ر‬
‫نشة ينتفع بها‪ .‬اه ‪.‬‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫وقال النووي ن يف المجموع‪ :‬االستغسال أن يقال للعائن وهو الناظر بعينه‬
‫يىل الجلد بماء‪ ،‬ثم يصب ذلك الماء عىل‬ ‫باالستحسان اغسل داخلة إزارك مما ي‬
‫المعي‪ ،‬وهو المنظور إليه‪.‬‬ ‫ن‬

‫‪41‬‬
‫ن‬
‫ومعب غسل داخلة الغزار‪:‬‬ ‫وأما صفة الوضوء أو الغسل المطلوبة‬
‫وف حديث الزهري‪ :‬اغتسل له إال أنه فش الغسل بفعل‬ ‫فقد قال فيه الباح‪ :‬ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الوضوء‪ ،‬والوضوء غسل األعضاء المخصوصة به‪ ،‬وروي عن يحب بن يحب عن‬
‫معب الوضوء الذي أمر به رسول هللا ﷺ فقال‪ :‬يغسل الذي يتهم‬ ‫ابن نافع نف ن‬
‫ي‬
‫للرجل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه ورجليه وداخلة إزاره‪.‬‬
‫بشء من ماء‬ ‫يأت بمشكلة‪ ،‬يمكن االغتسال ر‬ ‫يمكن تكرار الغسل رشط اال َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫العائن أو أثره كلباس أو شعر‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الدرس الرابع من الوحدة الثالثة‪ :‬العالج بالطب النبوي وما ورد به الدليل‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬


‫• األول‪ :‬المقصود بالطب النبوي‪.‬‬
‫ن‬
‫الثات‪ :‬أمثلة لبعض ما ُيستخدم يف الطب النبوي‪.‬‬ ‫ن‬ ‫•‬
‫ي‬
‫• العنصر األول‪ :‬املقصود بالطب النبوي‪.‬‬
‫ً‬
‫سواء كان‬ ‫المقصود بالطب النبوي كل ما ورد به الدليل ن يف كتاب أو سنة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عموما كما ن يف قوله ﷺ‪( :‬تداووا عباد هللا‪،‬‬‫ً‬ ‫مفصال أو مجمال‪ِ .‬أذن الشارع بالتداوي‬
‫فإن هللا لم يضع داء إال وضع له دواء‪ ،‬غي داء واحد‪ ،‬الهرم) [أخرجه أحمد ن يف المسند‪:‬‬
‫األلبات ن يف صحيح الجامع ‪.565/1‬‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫‪ .]278/4‬والحديث صحيح كما قاله‬

‫أت سعيد الخدري أن رسول هللا ﷺ قال‪( :‬ما خلق هللا من داء إال‬ ‫وعن ي‬
‫وجعل له شفاء‪ ،‬علمه من علمه‪ ،‬وجهله من جهله‪ ،‬إال السام) والسام‪ :‬الموت [رواه‬
‫وف هذه األحاديث حث عىل المداواة‪.‬‬ ‫ابن ماجه] ن‬
‫ي‬
‫ا‬
‫وأن األدوية ما ىه إال وسائل جعلها هللا طريقا للشفاء‪ .‬ن‬
‫وف قوله ﷺ‪( :‬علمه‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫المسلمي عىل البحث واالستقصاء‬ ‫من علمه‪ ،‬وجهله من جهله)‪ .‬حث لألطباء‬
‫النب ﷺ الشفاء بموافقة‬ ‫الكتشاف أدوية ألمراض لم يعرف لها بعد دواء‪ .‬وقد ربط ي‬
‫ن‬
‫وينبىع أال يزيد وال ينقص‪.‬‬ ‫ن‬
‫معي يعمل به‪،‬‬ ‫الدواء للداء‪ ،‬فلكل دواء مقدار‬
‫ي‬

‫‪43‬‬
‫ُ‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬أمثلة لبعض ما يستخدم يف الطب النبوي‪.‬‬
‫ع وورد به الدليل‪:‬‬ ‫الش‬ ‫ن‬
‫أمثلة عىل بعض ما يستخدم ف الطب ر‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ا‬
‫رض هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪ِ ( :‬إن َها‬ ‫ذر ن‬ ‫‪- 1‬ماء زمزم‪ :‬وعن أت ٍّ‬
‫ْ ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ ٌََ َ َ َ َ ُ ُ ْ َ يَ‬
‫الطيالش (‪ ،)457‬وأحمد (‪ ،)175 /5‬ومسلم (‪/7‬‬ ‫ي‬ ‫ىه طعام طع ٍم‪ ،‬و ِشفاء سق ٍم)؛ أخرجه‬ ‫مباركة‪ ،‬و ِ ي‬
‫ْ‬
‫‪ ،)154‬وليس عندهما‪َ ( :‬وشف ُاء ُسقم)‪ .‬وعن ابن عباس ن‬ ‫َ‬
‫رض هللا عنهما قال‪ :‬قال‬ ‫َ ي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫رسول هللا ﷺ‪َ ( :‬خ ْ ُي َماء َعىل َو ْجه األ ْرض َم ُاء ز ْم َز َ‬
‫َ‬
‫يه ط َع ٌام ِم َن الط ْع ِم‪َ ،‬و ِشف ٌاء‬ ‫ف‬
‫ِ ِ‬ ‫‪،‬‬‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ات (‪ ،)1 /112 /3‬وعنه الضياء ن يف المختارة (‪ ،)2 /114 /67‬السلسلة الصحيحة‬ ‫الس َقم ‪)...،‬؛ رواه الطي ن‬
‫م َن ا‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )45 /3‬رقم‪: (1056).‬‬
‫ْ‬ ‫ُ ََ‬ ‫َ ا َ ُ ً ََ ا ا َ ه‬ ‫‪- 2‬العسل‪ :‬فعن أت سعيد ن‬
‫رض هللا عنه‪ ،‬أن رجًل أت الن ِ يب صىل هللا علي ِه‬ ‫ََ ي‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ً ُ ا ََ ا ََ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫َ َ هَ ََ َ َ‬
‫ح يشت ِ يك بطنه‪ ،‬فقال‪« :‬اس ِق ِه عسًل» ثم أت الث ِانية‪ ،‬فقال‪« :‬اس ِق ِه‬ ‫ي‬ ‫وسلم فقال‪ َ :‬أ ِ‬
‫َ‬
‫ت؟ ف َق َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ا َ ُ َ َ‪ُ َ ْ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ً ُا َ ُ ا َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫‪:‬‬
‫عسًل» ثم أتاه الث ِالثة فقال «اس ِق ِه عسًل» ثم أتاه فقال قد فعل‬
‫َ َ ً َ َ َ ُ ََََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ هُ َ ََ َ َْ ُ َ‬
‫«صدق اَّلل‪ ،‬وكذب بطن أ ِخيك‪ ،‬اس ِق ِه عسًل» فسقاه فيأ) أخرجه البخاري رقم‪،)5360( :‬‬
‫ومسلم رقم‪: (2217).‬‬
‫ب ْب ُن َأ ْب َجرَ‬ ‫‪- 3‬الحبة السوداء‪ :‬عن خالد بن سعد قال‪َ :‬خ َر ْج َنا َو َم َع َنا َغال ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫يق‪ ،‬فقال لنا‪:‬‬ ‫يض‪َ ،‬ف َع َاد ُه ْاب ُن َأت عتَ‬ ‫الم ِد َين َة َو ُه َو َمر ٌ‬ ‫الطريق‪َ ،‬ف َقد ْم َنا َ‬ ‫َ َ َ ن ا‬
‫فم ِرض ِ يف‬
‫ٍ‬ ‫َ ِي ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الس ْو َداء‪ ،‬فخذوا م ْن َها خ ْم ًسا أ ْو َس ْب ًعا ف ْ‬ ‫َع َل ْي ُك ْم ب َهذه ُ‬
‫اس َحقوها‪ ،‬ث ام اقط ُروها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الح َب ْي َبة ا‬
‫ِ‬ ‫َ ِ ِِ‬
‫الجانب‪َ ،‬فإ ان َعائ َش َة‪َ ،‬ح اد َث ْت نب‪َ :‬أ انهاَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الجانب َوف هذا َ‬‫ن‬ ‫َ‬
‫نف أ ْنفه ب َق َط َرات زْيت‪ ،‬ف هذا َ‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫ِي‬ ‫ِ‬ ‫ا َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِي‬ ‫ِي ِ ِ ِ ا ِ ه ٍ ِي‬
‫الس ْو َد َاء ش َف ٌاء م ْن ُكلِّ‬ ‫الح اب َة ا‬
‫ول‪« :‬إن هذه َ‬ ‫هللا َع َل ْيه َو َس هل َم َي ُق ُ‬ ‫ب َصىل ُ‬ ‫َس ِم َع ِت الن ا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ْ ُ ‪ َ َ :‬ا ُ َ َ ‪ُ ْ َِ :‬‬ ‫ا‬
‫ِي‬
‫َد ا َ‬
‫اء‪ِ ،‬إَل ِمن الس ِام» قلت وما السام؟ قال الموت)؛ أخرجه البخاري رقم‪: (5363).‬‬ ‫ٍ‬

‫‪44‬‬
‫سمعت أبا ُأ ِّت بن أمِّ‬ ‫ُ‬ ‫أت عبلة قال‪:‬‬ ‫‪- 4‬السنا والسنوت‪ :‬عن إبراهيم بن‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ََ َ َْ َ ه‬
‫ول‪:‬‬ ‫ي َي ُق ُ‬ ‫اَّلل َعل ْي ِه َو َسل َم ‪ -‬ال ِق ْبل َت ْ ن‬ ‫اَّلل ‪َ -‬ص هىل ه ُ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُّ ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫حرام – وكان قد صىل همع رس ِ‬
‫َ ا‬ ‫الس َنا َو ا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ول‪َ " :‬عل ْيك ْم ب ا‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫اَّلل َعل ْيه َو َسل َم ‪َ -‬يق ُ‬ ‫اَّلل ‪َ -‬صىل ه ُ‬ ‫َ ْ ُ َ ُ َ ه‬
‫وت‪ ،‬ف ِإن‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫الس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِمعت رسول ِ‬
‫َ‪ َ ُ َ َ :‬ه َ َ ا ُ َ َ ْ ُ‬ ‫ا‬
‫فيه َما ش َف ًاء م ْن ُك ِّل َداء إَل ا َ‬
‫ال‪" :‬ال َم ْوت")‪،‬‬ ‫اَّلل‪ ،‬وما السام؟ ق‬ ‫السام" ِقيل يا رسول ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫العسل الذي يكون فن‬ ‫السنوت‪ :‬الشبت‪ ،‬وقال آخرون‪ :‬بل هو َ‬ ‫ُّ‬ ‫قال ابن أت عبلة‪ :‬ا‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫السمن‪ ،‬وهو قول الشاعر‪:‬‬ ‫زقاق ا‬
‫ا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُّ‬
‫وهم يمنعون جارهم أن يقردا‬ ‫هم السمن بالسنوت ال ألس فيهم؟‬
‫النب ﷺ قال‪ ِ ( :‬ن يف َع ْج َو ِة‬ ‫ِّ‬
‫عنها‪ ،‬عن َ ي‬ ‫رض هللا‬ ‫ي‬
‫‪- 5‬العجوة‪ :‬عن عائشة ن‬
‫ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ٌ ْ ُ‬ ‫اْ‬ ‫ْ َ َ َا َ ُْ ْ َ ََ‬
‫س ِشفاء ِمن كل ِسح ٍر‪ ،‬أو سم)؛ أخرجه أحمد (‪77 /6‬‬ ‫يق الن ُف ِ‬ ‫الع ِالي ِة‪ ،‬أول البكرِة ن عىل ِر ِ‬
‫الشيخي‪ ،‬لوال أن يف رشيك بن عبد‬
‫ن‬ ‫ا ن‬ ‫ِّ‬
‫األلبات رحمه هللا‪“ :‬قلت‪ :‬وهذا إسناد جيد‪ ،‬وهو عىل رشط‬ ‫و‪ 105‬و‪ ،)152‬وقال‬
‫َ‬ ‫ي ً‬
‫أت نمر – ضعفا من ِقبل حفظه”‪ ،‬وذكر له شواهد؛ السلسلة الصحيحة (‪ )655 /4‬رقم‪: (2000).‬‬ ‫هللا – وهو ابن ي‬

‫رض هللا عنها قالت‪:‬‬ ‫‪- 6‬القسط الهندي‪ :‬عن أم قيس بنت محصن ن‬
‫ْ ِّ َ ا‬ ‫ي‬ ‫ََْ ُْ َ َ‬
‫الهن ِدي‪ ،‬ف ِإن‬ ‫ود‬ ‫ُ‬
‫النب صىل هللا عليه وآله وسلم يقول‪( :‬عليكم ِبهذا الع‬
‫َ َ َ ْ ُ ََ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ ْ َ َ ُ َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫سمعت َ َ ي‬
‫َ ُ ْ َ ُ‬ ‫ف َ َْ‬
‫ات الجن ِب) "ودخلت عىل‬ ‫يه سبعة أش ِفي ٍة‪ :‬يستعط ِب ِه ِمن العذرِة ْ‪ ،‬ويلد ِب ِه ِمن ذ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال عل ْيه‪ ،‬فدعا ب َم ٍاء ف َر ا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب صىل هللا عل ْيه و َسل َم بابن ىل ل ْم يأ كل الط َعام‪ ،‬ف َب َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫الن ِّ‬ ‫ا‬
‫ش‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِي‬ ‫ِ‬ ‫َِ ي‬
‫عل ْي ِه" [أخرجه البخاري ومسلم]‪.‬‬
‫َ‬

‫رض هللا‬ ‫اليمذي وابن ماجه عن عمر بن الخطاب ن‬ ‫‪- 7‬زيت الزيتون‪ :‬روى َ‬
‫َ ي‬
‫َ اُ ْ َ َ َُ َ‬ ‫ُُ اْ َ َ ا ُ‬
‫عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪( :‬كلوا الزيت واد ِهنوا ِب ِه ف ِإنه ِمن شج َر ٍة مبارك ٍة)‪[ .‬ورواه‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫األلبات رحمه هللا بمجموع طرقه]‪.‬‬
‫ي‬ ‫رض هللا عنه‪ ،‬والحديث صححه‬
‫أت سيد ي‬
‫أحمد واليمذي أيضا من طريق ي‬

‫‪45‬‬
‫رض هللا عنه‪ ،‬عن ِّ‬
‫النب‬ ‫‪- 8‬ألبان البقر وسمنها‪ :‬وعن عبد هللا بن مسعود ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ :‬ا َ َ ُّ ْ ُ ِّ َ َ َ ُ َ َ ٌ ْ ُ ِّ َ‬
‫اء)؛ أخرجه‬
‫ان البق ِر ف ِإنها ت ِرم ِمن كل شج ٍر‪ ،‬وهو ِشفاء ِمن كل د ٍ‬
‫ﷺ قال (عليكم ِبألب ِ‬
‫الحاكم (‪ ،)403 /4‬السلسلة الصحيحة (‪)582 /4‬‬
‫ٌ‬ ‫َا َ ً َ َ ْ َ َ‬ ‫‪- 9‬ألبان اإلبل وأبوالها‪ :‬عن أنس ن‬
‫رض هللا عنه‪( :‬أن ناسا كان ِب ِهم سقم‪،‬‬ ‫ي‬
‫المد َين َة َوخ َم ٌة‪َ ،‬ف َأ ْن َ َزل ُهمُ‬ ‫اَّلل آو َنا َو َأ ْطع ْم َنا‪َ ،‬ف َل اما َص ُّحوا‪َ ،‬ق ُالوا‪ :‬إ ان َ‬ ‫َ ُ ‪ َ ُ َ َ :‬ه‬
‫قالوا يا رسول ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َصىل هللاُ‬ ‫ه‬ ‫الن ِّ‬ ‫َ َ َ ا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫رْ‬ ‫َ‬ ‫َ اَ ن َْ َُ َ‬
‫َ‬
‫اع َ ِ ي‬‫«اشبوا أ َلبانها» َ فلما ص َ َح َوا قتَلوا ر ِ ي‬ ‫‪:‬‬ ‫الحرة ِ يف ذو ٍد له‪ ،‬فقال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫َعل ْي ِه َو َسل َم َو ْاستاقوا ذ ْود ُه‪ ،‬ف َب َعث ِ ن يف آث ِار ِه ْم‪ ،‬فقط َع أ ْي ِد َي ُه ْم َوأ ْر ُجل ُه ْم‪َ ،‬و َس َم َر‬
‫ن‬ ‫َ َا َ ُ َ َ َ َ ا ٌ ‪َ َ َ َ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ َ ُ ْ َ َ َْ ُ ا ُ َ ْ ُ ْ َ ْ ُ َ‬
‫أعينهم‪ ،‬فرأيت الرجل ِمنهم يك ِدم األرض ِب ِلس ِان ِه حب يموت" قال سًلم فبلغ ِ يب‬
‫َ‬ ‫ُ ََْ َ َ ه‬ ‫َ ِّ ْ ن َ َ ِّ ُ ُ َ َ َ َ ُ ا ُّ َ ه‬ ‫َ ا َ ا َ َ َ ََ‬
‫س حدث ِ يب ِبأشد عقوب ٍة عاقبه الن ِ يب صىل هللا علي ِه وسلم‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫أن الحجاج قال ِألن‬
‫َ َ ا َ ُ َ َ َ َ َ َ َ ٍ َ َ َ َ َ َ ْ ُ َ ا ُ َ ْ ُ َ ِّ ْ ُ َ َ‬
‫فحدثه ِبهذا فبلغ الحسن‪ ،‬فقال‪« :‬و ِددت أنه لم يحدثه ِبهذا»)؛ أخرجه البخاري رقم ‪:‬‬
‫‪(5361).‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪- 10‬اإلثمد – كحل‪ :‬عن جابر ن‬
‫رسول هللا صىل‬ ‫رض هللا عنه قال‪ :‬سمعت‬ ‫ي‬
‫َْ اْ َ ا ُ َ ْ ُ َْ َ َ َُْ ُ‬ ‫ََْ ُْ ْ ْ‬ ‫ه‬
‫اإلث ِم ِد ِعند النو ِم‪ ،‬ف ِإنه يجلو البرص وين ِبت‬ ‫‪:‬‬
‫هللا عليه وآله وسلم يقول (عليكم ِب ِ‬
‫الشع َر)؛ أخرجه ابن ماجه رقم‪ ،)3496( :‬السلسلة الصحيحة (‪ )359 /2‬رقم‪: (724).‬‬
‫ا َ‬
‫ا‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ا‬
‫سمعت مليكة بنت عمرو – وذكر أنها‬ ‫وعن زهي بن معاوية‪ ،‬عن امرأته أنها‬
‫َ‬ ‫الغنم عىل أهلها نف إ ْمرة عمر بن الخطاب ن‬ ‫َ‬ ‫ا‬
‫وضعت لها‬ ‫رض هللا عنه ‪ :-‬أنها‬ ‫ت‬ ‫رد‬
‫ي‬ ‫ا‬ ‫ي ِ َ‬ ‫من وجع بها َس َ‬
‫بقر‪ ،‬وقالت‪ :‬إن رسول هللا صىل هللا عليه وآله وسلم قال‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫من‬
‫ن‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ ُ َ ٍ َ ٌ َ َ ْ ُ َ َ َ ٌ َ ُ‬
‫يعب‪ :‬البقر؛ السلسلة الصحيحة (‪ .)46 /4‬إىل‬ ‫(ألبانها ِشفاء‪ ،‬وسمنها دواء‪ ،‬ولحومها داء)؛ ي‬
‫غي ذلك‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الدرس اخلامس من الوحدة الثالثة‪ :‬العالج باألعشاب وبالتوجيه واالرشاد‬
‫النفسي‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬


‫• األول‪ :‬العالج بالمباحات باألعشاب والتبخي‪.‬‬
‫النفش‪.‬‬ ‫واالرشاد‬ ‫بالتوجيه‬ ‫العالج‬ ‫‪:‬‬ ‫ن‬
‫الثات‬ ‫•‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫• العنصر األول‪ :‬العالج باملباحات وباألعشاب والتبخري‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ :‬ا هَ َْ َ ا َ َ ا‬
‫الد َواءَ‬ ‫ا ْ َ َ َ‪ ُ ُ َ َ َ :‬ه‬ ‫َ ْ َ‬
‫اَّلل ﷺ ( ِإن اَّلل أنزل الداء و‬ ‫قاعدته‪ :‬عن أ ِ يت الدرد ِاء قال قال رسول ِ‬
‫ن‬ ‫)‬ ‫ام‬‫ر‬‫َو َج َع َل ِل ُك ِّل َد ٍاء َد َو ًاء‪َ ،‬ف َت َد َاو ْوا َو َال َت َد َاو ْوا ب َح َ‬
‫األلبات‬
‫ي‬ ‫الشيخ‬ ‫قال‬ ‫‪،‬‬‫)‬ ‫‪3874‬‬ ‫(‬ ‫داود‬ ‫ابو‬ ‫رواه‬ ‫[‬ ‫ِ ٍ‬
‫رحمه هللا تعاىل‪ " :‬الحديث صحيح – من حيث معناه – لشواهده]‬

‫تجي التداوي بكل ما هو مباح رشيطة أال يكون نجسا وال‬ ‫ن‬ ‫وجاءت الفتاوى‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫محرما وال يعتقد فيه هناك بعض القراء يصفون أدوية تباع عند العطارين توضع‬
‫ِّ‬
‫كالشب ونحوه؟‬ ‫ويبخر به غرف البيت‬ ‫عىل جمر ثم يتبخر به المريض ُ‬
‫ٍ‬
‫أكي الطب بالتجارب‪ ،‬إذا وجد أشياء تنفع الناس‬ ‫الجواب‪ :‬إذا نفع فال بأس ر‬
‫ن‬ ‫مش ً‬
‫وبا إذا ُ‬ ‫ً‬
‫ودهونا أو ر‬ ‫ً‬
‫توقيف‬
‫ي‬ ‫ليس‬ ‫الطب‬ ‫بأس‬ ‫ال‬ ‫ونفعت‬ ‫ربت‬ ‫ج‬ ‫ا‬
‫بخور‬ ‫بالتجارب‬
‫شء مباح استعمله‬ ‫الشع فإذا كان ر‬ ‫ً‬
‫محرما من ر‬ ‫ً‬
‫نجسا وال‬ ‫بشط أن ال يكون‬ ‫لكن ر‬
‫ي‬
‫ع‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الشء الذي ليس فيه محذور ش ي‬ ‫ونفعه من الحبوب المباحة أو غي ذلك من ي‬
‫[الشيخ عبد العزيز ابن باز]‬

‫‪47‬‬
‫ومثاله‪:‬‬
‫ن‬
‫العي‬ ‫‪ 1-‬السدر فلم يرد به دليل ويستخدم لحل المربوط عن أهله وإلصابات‬
‫مع بعض األعشاب كما هو مجربكما جاءت بذلك الفتاوى‪.‬‬
‫‪ - 2‬الشب اغتساال وبخورا‪.‬‬
‫‪ - 3‬الحبة السوداء‪.‬‬
‫‪- 4‬المسك دهانا وبخورا‬
‫‪- 5‬اللبان‬
‫‪- 6‬الحرمل‬
‫‪- 7‬استخدام الملح‬
‫‪ -8‬ماء البحر‪.‬‬

‫• العنصر الثاني‪ :‬العالج بالتوجيه واالرشاد النفسي‪.‬‬


‫‪- 1‬التوجيه والنصائح لمن أصيب ن‬
‫بعي أثرت عليه بوسواس‪.‬‬
‫‪- 2‬التوجيه لمن أصيب بإحباط ويأس‪.‬‬
‫‪- 3‬التوجيه بالنصائح الدينية وحلول ديننا الحنيف لكل المشاكل‪.‬‬
‫‪- 4‬التوجيه إىل اللجوء إىل الخالق واالطراح ن‬
‫بي يديه وطلب الفرج‪.‬‬
‫ن‬
‫اإليمات‪.‬‬ ‫لتخط العقبات واالرتقاء باإلرادة مع الوازع‬ ‫النفش‬ ‫‪- 5‬التوجيه‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫العي عىل نفس المريض‪.‬‬ ‫ن‬ ‫‪ -6‬التوجيه بتبسيط ما أثرت به‬

‫‪48‬‬
‫الوحدة الرابعة‪ :‬العالجات الشكية والمحرمة نف ر ن‬
‫العي والحسد‪:‬‬ ‫ي‬
‫الدرس األول من الوحدة الرابعة‪ :‬استخدام التمائم واللجوء إىل السحرة‬
‫والعرافني‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬


‫ن‬
‫العي‪.‬‬ ‫للتحصي ودفع رش‬
‫ن‬ ‫• األول‪ :‬التمائم وكل ما يعلق‬
‫افي‪.‬‬ ‫ن‬
‫الثات‪ :‬اللجوء إىل السحرة والعر ن‬ ‫•‬
‫ي‬
‫• العنصر األول‪ :‬التمائم وكل ما يعلق للتحصني ودفع شر العني‪.‬‬
‫من طرق ذلك‪:‬‬
‫‪- 1‬اشتهر تعليق الثوم عىل المنازل‪.‬‬
‫‪- 2‬تعليق الخرز الزرق عىل كل رشء وعليه رسمة ن‬
‫عي‪.‬‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫العي‪.‬‬ ‫‪- 3‬تعليق أحذية قديمة وبعضها مصغرة جديدة لدفع‬
‫ر‬
‫وانتشت االن عىل المالبس النسائية والشنط‪.‬‬ ‫‪- 4‬خمسة وخميسة‬
‫‪- 5‬حدوة الحصان‪.‬‬
‫العي اعتقادا ن يف فص الخاتم وبعضها منقوشة وبعضها‬
‫ن‬ ‫‪- 6‬لبس خواتم معينة لدفع‬
‫مصنوعة من عظام حيوانات‪.‬‬
‫عي الهدهد‪.‬‬ ‫‪- 7‬غائط الكالب أو فرس البحر أو ن‬
‫‪- 8‬تعليق المعادن كالرصاص والنحاس والفضة ونحوها‪.‬‬
‫ن‬
‫العي‪.‬‬ ‫حب‬‫‪- 9‬تعليق األحجار الكريمة واعتقاد أنها ترد اي طاقة َ‬

‫‪49‬‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬اللجوء إىل السحرة والعرافني‪.‬‬
‫‪ -1‬للكشف وهذا محرم‪.‬‬
‫ن‬
‫العي والحسد وما ينتج عنه من‬ ‫‪ -2‬تصديقهم ن يف اتهام اآلخرين بإصابة‬
‫مفاسد‪.‬‬
‫وشكية (صلوات‬‫‪ -3‬قبول ما يفرضه الساحر من أعمال وأقوال محرمة ر‬
‫وأدعية معينة ال تجوز)‬
‫‪ -4‬استخدام طالسم السحرة سواء تميمة أو محوا أو تبخيا‪.‬‬
‫ن‬
‫المنجمي وأصحاب الطوالع واليوج‪.‬‬ ‫‪ -5‬التعلق بأقوال‬

‫‪50‬‬
‫الدرس الثاني من الوحدة الرابعة‪ :‬دعاء غري اهلل والتعاويذ والرقى الشركية‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬


‫ن‬
‫العي والعائن‪.‬‬ ‫• األول‪ :‬دعاء غي هللا من األموات واألحياء لدفع نضر‬
‫الشكية والمحرمة‪.‬‬ ‫َ‬
‫والرف ر‬ ‫ن‬
‫الثات‪ :‬التعاويذ‬ ‫•‬
‫ي‬
‫• العنصر األول‪ :‬دعاء غري اهلل من األموات واألحياء لدفع ضرر العني‬
‫والعائن‪.‬‬
‫من طرق ذلك‪:‬‬
‫ن‬
‫العي والحسد‪.‬‬ ‫‪- 1‬دعاء األنبياء واألولياء بالحفظ من‬
‫أضحتهم والطواف عىل قبورهم‪.‬‬‫‪- 2‬دعاء األموات والذهاب إىل ن‬

‫وضي ح وبكل شجر أو حجر لطلب اليكة والحماية‬ ‫‪- 3‬التمسح بجدار قي ن‬
‫العتقادهم بذلك‪.‬‬
‫‪- 4‬اللجوء وشد الرحال إىل من يرون أنه من األولياء لطلب الشفاء منه واعتقاد‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪- 5‬التوسل والتعلق بكل من سمعوا أن لديه قدرة شفائية ولو كان طفال أو‬
‫معتوها‪.‬‬

‫• العنصر الثاني‪ :‬التعاويذ والرقى الشركية واحملرمة‪.‬‬


‫ال‪ُ :‬ك انا َن ْر َف فن‬‫ىع‪َ ،‬ق َ‬ ‫َْ‬
‫األ ْش َج ِ ِّ‬ ‫أخرج مسلم نف صحيحه َع ْن َع ْوف ْبن َ‬
‫ُ ي َ َ ُ َ ِي ْ ِي‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫م‬
‫ِ َ ِ َ ِ ٍ‬ ‫ي‬
‫َ‬
‫ىل رقاك ْم‪َ ،‬ل بأسَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫هللا ك ْيف ت َرى ف ذ ِلك فقال‪« :‬اعرضوا ع ا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ا ََُْ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫اه ِلي ِة فقلنا يا رسول ِ‬ ‫الج ِ‬
‫ر ْ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الر َف َما ل ْم َيك ْ‬
‫ب ُّ‬
‫يه ِشك»‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ِ‬

‫‪51‬‬
‫فهذا الحديث يدل عىل جواز َ‬
‫الرف‪ ،‬ما لم يكن بها رشك‪ ،‬وما لم تكن ذريعة‬
‫للشك‪.‬‬‫ر‬
‫ن‬
‫العي‪.‬‬ ‫‪- 1‬تعاويذ رشكية‪ :‬تقرأ عىل المريض أو الصحيح لدفع وعالج‬
‫شء من القرآن واألدعية الصحيحة (كتب السحرة)‬ ‫رف رشكية وقد يكون معها ر‬ ‫‪َ -2‬‬
‫ي‬
‫رف مريبة وممن ال يعرف حاله وممن تنكر ترصفاته وطلباته (ما يقع فيه كثي‬ ‫‪َ -3‬‬
‫الشعية)‬ ‫من الجهال نف حال لجأهم إىل الرقية ر‬
‫ي‬
‫‪ -4‬كتب السحر وما فيها وأهل البدع وما يراه البعض ن يف المنامات من طرق عالجية‬
‫(يغي الكثي بأن هللا خاطبه بطريق عالجه ولكنها‬‫الشع محرمة َ‬ ‫ميان ر‬ ‫ولكنها نف ن‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫محرمة يف رشعنا أو مالئكة زارته وعلمته يف اليقظة)‬

‫‪52‬‬
‫الدرس الثالث من الوحدة الرابعة‪ :‬العالج بالنجاسات وبطرق الكفار وأصحاب‬
‫العقائد الباطلة‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬


‫نن‬
‫(كخيير)‪.‬‬ ‫• األول‪ :‬العالج بالنجاسات والمحرمات‬
‫ن‬
‫الثات‪ :‬التداوي بطرق الكفار وأهل األوثان والعقائد الباطلة‪.‬‬ ‫•‬
‫ي‬

‫• العنصر األول‪ :‬العالج بالنجاسات واحملرمات (كخنزير)‪:.‬‬


‫‪ :‬ا ه َ َْ َ َ ا َ َ ا‬
‫الد َو َاء َو َج َعلَ‬ ‫ا ْ َ َ َ‪ ُ ُ َ َ َ :‬ه‬ ‫َ ْ َ‬
‫اَّلل ﷺ ِ(إن اَّلل أنزل الداء و‬ ‫عن أ ِ يت الدرد ِاء قال قال رسول ِ‬
‫ن‬
‫األلبات رحمه هللا تعاىل‪ " :‬الحديث‬ ‫)‬‫ام‬‫ر‬‫ِل ُك ِّل َد ٍاء َد َو ًاء‪َ ،‬ف َت َد َاو ْوا َو َال َت َد َاو ْوا ب َح َ‬
‫ي‬ ‫الشيخ‬ ‫قال‬ ‫داود‪،‬‬ ‫ابو‬ ‫رواه‬ ‫ِ ٍ‬
‫صحيح – من حيث معناه – لشواهده " انته من " التعليقات الرضية عىل الروضة الندية)‪. " (3/154‬‬
‫ن‬
‫العي‪.‬‬ ‫‪ -1‬اشتهر أن رشب البول يمنع إصابة‬
‫ن‬
‫بالعي‪.‬‬ ‫الخيير ولو قطعة صغية تمنع اإلصابة‬ ‫‪ -2‬أن أكل لحم ن ن‬
‫ن‬
‫العي‪.‬‬ ‫‪ -3‬أخذ أثر من العائن من غائطه أو بوله له أثر ن يف عالج ودفع‬
‫‪ -4‬استخدام دم حيض اغتساال أو تجفيفا ن يف حجاب‪.‬‬
‫‪ -5‬غائط الحيوانات‪.‬‬
‫‪ -6‬مركبات األعشاب بنجاسة (الفاسوخ الفاسخ‪(.‬‬
‫‪ -7‬التبخي واالغتسال بما يجلب من السحرة وما يخالطة من نجاسات‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬التداوي بطرق الكفار وأهل األوثان والعقائد‬
‫الباطلة‪.‬‬
‫َ‬
‫الب يعبدون فيها الهتهم من سجود وقر ن‬
‫ابي‬ ‫‪- 1‬سواء بالطقوس المختلفة ي‬
‫َ‬
‫واسيضاء‪.‬‬
‫ن‬
‫المرض‪.‬‬ ‫ن‬
‫والشياطي لترصع‬ ‫‪- 2‬باالستعانة بالجن‬
‫‪- 3‬باالستعانة بالكواكب وروحانياتها‪.‬‬
‫‪- 4‬بالطاقة المزعومة والتنويم‪.‬‬
‫‪- 5‬التبخي واالغتسال بالماء المقدس (الكنيسة‪ -‬مياه طينية يتيكون بها ‪-‬‬
‫تراب المقابر ‪ -‬بالدم) والتبخي بأعشاب ممزوجة ومقرونة بنجاسات‬
‫وبتالوات كفرية)‬
‫‪ -6‬استخدام المعادن والزئبق والنحاس والرصاص بأشكال مختلفة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الدرس الرابع من الوحدة الرابعة‪ :‬واجب العلماء واجملتمع جتاه العني واحلسد‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬


‫ن‬
‫العي والحسد‪.‬‬ ‫• األول‪ :‬واجب العلماء واالطباء تجاه‬
‫ن‬
‫العي والحسد‪.‬‬ ‫الثات‪ :‬واجب المجتمع تجاه‬‫ن‬ ‫•‬
‫ي‬

‫• العنصر األول‪ :‬واجب العلماء واالطباء جتاه العني واحلسد‪.‬‬


‫ً‬
‫أوال‪ :‬واجب العلماء‪:‬‬
‫نخص العلماء ألن هذا الباب عظيم وسكت عنه الكثي ولم يذكره‬
‫ويوفيه حقه وخطره إال القليل‪:‬‬
‫‪ -1‬تحذير الرسول ﷺ منه واألمر بالتعوذ منه‪.‬‬
‫‪ -2‬العلماء هم الذين يبلغون رسالة األنبياء‪.‬‬
‫ن‬
‫العي والحسد والوقاية منه‪ ،‬بعد قول بعض العلماء‬ ‫‪ -3‬وجوب توضيح خطر‬
‫ن‬
‫للعي تأثي عىل العبد طالما‬ ‫بأن الناس يصيبهم الوهم والوسوسة وليس‬
‫أنه مع هللا‪ ..‬الخ‬
‫ثانيا‪ :‬واجب األطباء‪:‬‬
‫وواجب األطباء خاصة وأوجه الخطاب للطبيب المسلم المؤمن المصدق‬
‫ن‬ ‫ه َ ْ َ ْ ن َ ا ْ َ ْ نَ َ ٌّ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ن‬
‫األلبات]‪.‬‬
‫ي‬ ‫صححه‬ ‫[‬ ‫)‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫إ‬ ‫ف‬
‫ِ ِ‬‫‪،‬‬‫ي‬‫ع‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫اَّلل‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫وا‬ ‫يذ‬‫العي حق قال ‪-‬ﷺ‪( :-‬است ِع‬ ‫بأن‬
‫ْ َ ْ نُ َ ٌّ َ َ ْ َ َ رَ ْ ٌ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ ُ ْ َ ْ نُ َ َ‬
‫شء سابق القدر سبقته العي‪ ،‬و ِإذا‬ ‫وقال َ‪ْ -‬ﷺ‪( :ُ -‬العي حق‪ ،‬ولو كان ي‬ ‫ْ ُْ ُْ‬
‫استغ ِسلت ْم فاغ ِسلوا) [رواه مسلم]‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫بالرصورة للطبيب المسلم أنه مؤتمن عىل أرواح‬ ‫وكما هو معلوم من الدين ن‬
‫ا‬
‫الناس وأنه ضامن فهناك أصل ن يف السنة النبوية ن يف هذه المسألة‪ ،‬وهو حديث‬
‫‪ ََ ْ َ :‬ا َ ََْ َُْ ْ‬
‫عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ (من تطبب ولم يعرف‬
‫ن‬ ‫ا‬ ‫والنسات وابن ماجه ن‬
‫ئ‬ ‫)‬ ‫ب َف ُه َو َضام ٌ‬
‫ن‬ ‫م ْن ُه ط ٌّ‬
‫األلبات]‪.‬‬
‫ي‬ ‫نه‬ ‫وحس‬ ‫‪،‬‬‫كالم‬ ‫إسناده‬ ‫وف‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫داود‬ ‫أبو‬ ‫رواه‬ ‫[‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن ضمان الطبيب وأمانته ن يف عمله أن َيييث قبل إجراء العمليات والقطع‬
‫الشعية‬‫والبي بأن يعط مجاال للتشخيص والكشف عن حالة المريض بالرقية ر‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫َ‬
‫العي والحسد وال يحتاج األمر إىل قطع وبي وعمليات‬ ‫ن‬ ‫فقد تكون اإلصابة بسبب‬
‫بالعي والحسد‪.‬‬‫ن‬ ‫لمرض من حاالت االصابة‬ ‫ن‬ ‫وكم وقع‬

‫• العنصر الثاني‪ :‬واجب اجملتمع جتاه العني واحلسد‪.‬‬


‫نواح‬
‫ي‬ ‫البد من توعية المجتمع من هذا الخطر العظيم المستمر من‬
‫ن‬
‫محاضات أو لقاءات وندوات أو دروس‪.‬‬ ‫متعددة سواء‬
‫ن‬
‫العي والحسد وااليمان به‪.‬‬ ‫‪ -1‬خطر‬
‫ن‬
‫العي والحسد‪.‬‬ ‫‪ -2‬تربية األجيال عىل البعد عن مسببات‬
‫‪ -3‬األخذ عىل يد العائن والحاسد‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الوحدة الخامسة‪ :‬برنامج التداوي الشخص من ر ن‬
‫العي والحسد‪:‬‬ ‫ي‬
‫الدرس األول من الوحدة اخلامسة‪ :‬جلسات التأمل والكشف والتشخيص‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬


‫ن‬
‫العي والحسد‪.‬‬ ‫• األول‪ :‬جلسة التأمل والتصديق(التيقن) ن‬
‫برصر‬
‫الثات‪ :‬جلسة الكشف والتشخيص واالستعانة بالتفكر والتذكر وبالدعاء‪.‬‬ ‫ن‬ ‫•‬
‫ي‬
‫• العنصر األول‪ :‬جلسة التأمل والتصديق(التيقن) بضرر العني‬
‫واحلسد‪:‬‬
‫يشتك منها وتمر عليه والتفكر‬ ‫‪ -1‬البد أن يتأمل الشخص نف األحوال َ‬
‫الب‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫طب‪.‬‬ ‫تفسي‬ ‫لها‬ ‫يجد‬ ‫لم‬ ‫خاصة نف االصابات َ‬
‫الب‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫شء‪ ،‬ويصدق ويؤمن‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫حسد يصيب العبد يف كل ي‬ ‫‪ -2‬البد أن يتيقن أن العي وال‬
‫وضرها‪.‬‬‫العي والحسد ن‬‫ن‬ ‫بما جاء ن يف كتاب هللا وسنة نبيه ن يف شأن‬
‫ن‬
‫العي والحسد عن أحوالهم‬ ‫ن‬
‫والمجربي إلصابات‬ ‫‪ -3‬يتفكر ويسأل أهل العلم‬
‫الب عرضت عليهم وكيف ترصفوا فيها‪.‬‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬جلسة الكشف والتشخيص‪:‬‬
‫ال بد من تعلم كيفية الرقية وكيف تكون البداية‪:‬‬
‫العي والحسد‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ذهب لمن يشك فيهم بإصابة‬ ‫‪ -1‬يتطلب استحضار ن‬
‫ي‬
‫(عي ن يف العلم ‪-‬‬‫ن‬ ‫العي والحسد الذي يمكن أن يصاب به‬ ‫ن‬ ‫‪ -2‬التشخيص بنوع‬
‫الجمال ‪ -‬الرزق الخ)‬
‫صحب ‪-‬‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫بعي ن‬
‫ن‬ ‫مرض‬ ‫‪ -3‬الدعاء وىه طريقة فعالة ومثاله (اللهم إن كان ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫َ ي‬
‫أخالف الخ)‬ ‫ن‬
‫ديب ‪-‬‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪57‬‬
‫الدرس الثاني من الوحدة اخلامسة‪ :‬أخذ أثر العائن وتقوية اإلرادة باللجوء إىل‬
‫اهلل‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬


‫• األول‪ :‬أخذ أثر العائن أو من يشك فيه وطرقه‪.‬‬
‫ن‬
‫الثات‪ :‬تقوية اإلرادة باللجوء إىل هللا واإليمان بالقدر والتصي‪.‬‬ ‫•‬
‫ي‬

‫• العنصر األول‪ :‬أخذ أثر العائن أو من يشك فيه وطرقه‪:‬‬


‫ر ن‬
‫بالعي والحسد وتجده يلجأ‬ ‫بعض الناس يبحث عن العالج لإلصابة‬
‫إىل الرقاة للرقية مع أنه يستطيع الوصول إىل أقرب طريق للعالج مما‬
‫أصابه‪:‬‬
‫‪- 1‬إذا علم العائن فالتداوي بوضوئه أبلغ عالج‪.‬‬
‫‪- 2‬طلب الوضوء منه بالصفة المعلومة ومحاولة أخذ األثر خفية إن أت أو‬
‫خش الفتنة‪.‬‬‫ر‬
‫ي‬
‫‪- 3‬استخدام الرقية مع الغسل‪.‬‬
‫ن‬
‫تسخي الماء وتدفئته‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪- 5‬زيادة ماء العائن وتقسيمه الستخدام متكرر‪.‬‬
‫‪- 6‬االحتفاظ بأثر العائن ومائه‪.‬‬
‫‪- 7‬االغتسال بأثر شخص واحد أو بأثر جماعة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬تقوية اإلرادة باللجوء إىل اهلل واإلميان بالقدر‬
‫والتصرب‪:‬‬
‫‪- 1‬قوة اإلرادة وقوة النفس تحد من أثر اإلصابة وتعجل ن يف الشفاء‪.‬‬
‫‪- 2‬الصي والتصي عند التداوي من أكي عوامل الشفاء (قوة العزيمة وعدم‬
‫التوقف)‪.‬‬
‫ن‬
‫بيقي كامل وعدم اليأس والقنوط والدعاء وهو موقن‬ ‫‪ -3‬اللجوء إىل هللا‬
‫باإلجابة‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الدرس الثالث من الوحدة اخلامسة‪ :‬الرقية على النفس واألهل وطرقها‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ثالثة عناض‪:‬‬


‫األول‪ :‬كيفية الرقية عىل النفس واألهل‪.‬‬ ‫•‬
‫الثات‪ :‬استخدام المباحات وضوابطها‪.‬‬‫ن‬ ‫•‬
‫ي‬
‫الثالث‪ :‬الحذر من الخوف والوسوسة واليأس‪.‬‬ ‫•‬
‫العنصر األول‪ :‬كيفية الرقية على النفس واألهل‪:‬‬ ‫•‬
‫بعض الناس يسأل عن كيفية الرقية ومتطلباتها‪:‬‬
‫‪- 1‬األفضل أن يكون متوضئا وعىل طهارة مستقبال القبلة‪.‬‬
‫‪ -2‬ن‬
‫يحرص ماء وزيت زيتون وعسل مما يحتاجه لالستخدام والقراءة عليه‪.‬‬
‫ويشب من الماء الممزوج‬‫‪- 3‬االفضل أن يدهن جسمه كامال بالزيت المقروء ر‬
‫بعسل‪.‬‬
‫ن‬
‫الشاف وأن كل ما يفعله‬ ‫هو‬ ‫هللا‬ ‫وأن‬ ‫وحده‬ ‫باهلل‬ ‫واعتقاده‬ ‫نيته‬ ‫ن‬
‫يستحرص‬ ‫‪-4‬‬
‫ي‬
‫من رقية وعالجات أنها أسباب ال ن‬
‫ترص وال تنفع إال بإذن هللا‪.‬‬
‫‪- 5‬القراءة بصوت منخفض ومرتفع‪.‬‬
‫‪- 6‬يختار اآليات واألدعية المناسبة لحالته أو حالة مريضه‪.‬‬
‫‪- 7‬يضع يده عىل رأسه أو ما اشتك من جسده‪.‬‬
‫‪- 8‬النفث ورش الماء أثناء الجلسة‪.‬‬
‫‪- 9‬استخدام بعض األجهزة المساعدة (سبيكر‪-‬مايك‪-‬سماعات‪-‬أدوات‬
‫مساج‪ -‬الخ)‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫• العنصر الثاني‪ :‬استخدام املباحات يف الرقية وضوابطها‪:‬‬
‫تقدم معنا أن نتداوى بكل مالم يحرمه ر‬
‫الشع‪:‬‬
‫‪- 1‬التداوي بالمباحات‪.‬‬
‫‪- 2‬التداوي بالمكروهات (كالثوم والبصل)‪.‬‬
‫‪- 3‬عدم االعتقاد ن يف األسباب‪.‬‬
‫‪- 4‬التوسع نف المباحات يبعد عن ر‬
‫المشوع‪.‬‬ ‫ي‬
‫يفص إىل محرم أو رشك‪.‬‬‫‪- 5‬البعد عن كل مباح ن‬
‫ي‬
‫• العنصر الثالث‪ :‬احلذر من اخلوف والوسوسة واليأس‪:‬‬
‫إذا بدأت العالج لنفسك ولغيك تنبه لهذه األمور‪:‬‬
‫ن‬
‫وتحصي‪.‬‬ ‫‪- 1‬ال بد من هدوء وسكينة‬
‫شء مفزع‪.‬‬ ‫‪- 2‬عدم الخوف من توقع حصول ر‬
‫ي‬
‫‪- 3‬عدم االلتفات إىل ما يطرأ وقت الرقية من حركات ال ارادية وتشنجات‬
‫وضخات أو سقطات‪.‬‬
‫‪- 4‬ال توسوس حال العالج وبعد الجلسة مما حصل وشعرت به أو رأيته عىل‬
‫عي أم مس قديم أو جديد وتبحث عن التفاصيل‬ ‫مريضك وتتساءل أسحر أم ن‬
‫وتتجول بفكرك ن يف ما يعود عليك بوسوسة‪.‬‬
‫‪ -5‬ال تيأس مهما حدث ن يف الرقية ومن تكرارها أياما وشهورا وسنوات واألمر‬
‫لم ينته بعد‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الدرس الرابع من الوحدة اخلامسة‪ :‬أسئلة ونصائح‪.‬‬

‫عناض الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ثالثة عناض‪:‬‬


‫العي والحسد بالمس والسحر‪.‬‬ ‫ن‬ ‫األول‪ :‬عالقة‬ ‫•‬
‫ن‬
‫بالعي والحسد؟‬ ‫الثات‪ :‬هل يصاب الكفار ويصيبون‬ ‫ن‬ ‫•‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫للعي‪.‬‬ ‫‪:‬‬
‫الثالث المزاح بالكالم الموقع‬ ‫•‬
‫العنصر األول‪ :‬عالقة العني واحلسد باملس والسحر‪:‬‬ ‫•‬
‫ن‬ ‫عالقة وطيدة ر ن‬
‫وكثبا ما يحتار المريض يف حالته عند الرقاة‬‫ر‬ ‫بي الثالثة‬
‫خاصة‪:‬‬
‫▪ فمنهم من يشخصه ن‬
‫بعي‪.‬‬
‫▪ ومنهم من يشخص بمس‪.‬‬
‫▪ ومنهم من يشخص بسحر‪.‬‬
‫ن‬
‫بالعي‬ ‫ن‬
‫شياطي‪ ،‬والسحر له خدام موكلون‪ ،‬والمس قد يصيب‬ ‫ن‬
‫العي يتبعها‬
‫أي ن‬
‫أعي الجن وقد يسحر كما يسحر اإلنس‪.‬‬

‫• العنصر الثاني‪ :‬هل يصاب الكفار ويصيبون بالعني واحلسد‪:‬‬


‫أكي مما يصاب به المسلمون ولكنهم غافلون‬ ‫بالعي والحسد ر‬ ‫ن‬ ‫▪ يصاب الكفار‬
‫أكي ن يف اإلصابات النفسية واالنتحار واالكتئاب‬ ‫عما يقع عليهم وب هم فهم ر‬
‫أكي ألنهم ال يتحصنون وإن فعلوا‬ ‫الب لم يجدوا لها سبيال وهم ر‬ ‫َ‬
‫واألمراض ي‬
‫يغب عنهم شيئا‪.‬‬ ‫ن‬
‫فتحصينهم ال ي‬
‫ْ‬
‫بالعي والحسد وأعينهم وحسدهم قوي قال تعاىل‪َ { :‬و ِإن‬ ‫ن‬ ‫▪ كذلك يصيبون‬
‫ْ َ ْ ُ ُ َ ا َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ه َ َ َ ُ َ ُ نْ ُ َ َ‬
‫اس َعىل‬ ‫يلقونك ِبأ ْب َص ِار ِه ْم} وقال تعاىل‪{ :‬أم يحسدون الن‬‫يكاد ال ِذين كفروا ل ِ‬

‫‪62‬‬
‫ََ ُ ُ َ‬ ‫ُّ َ َ ْ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫اه ُم ه ُ‬ ‫َ َ ُ‬
‫اَّلل ِم ْن فض ِل ِه} وقال تعاىل‪َ { :‬ودوا ل ْو تكف ُرون ك َما كف ُروا فتكونون‬ ‫ما آت‬
‫َس َو ًاء}‪.‬‬
‫ا َ‬ ‫َ َ َ َُْْ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ ْ ُ ْ ْ َ ُ ُ َ َ رَ‬
‫ش ٍء‪ ،‬ما حسدتكم عىل السًل ِم‬ ‫وقال – ﷺ (ما حسدتكم اليهود عىل ي‬ ‫▪‬
‫َ اْ‬
‫والتأ ِم ن‬
‫ي) رواه ابن ماجه‪.‬‬
‫ِ‬
‫▪ سئل فضيلة الشيخ عبد هللا بن جيين‪ :‬هل صحيح أن الكافر ال‬
‫بالعي؟ وما هو الدليل؟ فأجاب‪ :‬ليس بصحيح‪ ،‬بل‬ ‫ن‬ ‫يصيب المسلم‬
‫ن‬
‫الثمي من فتاوى الشيخ بن جيين}‬ ‫نن‬
‫{الكي‬
‫ن‬
‫العي حق‪.‬‬ ‫ن‬
‫بالعي‪ ،‬فإن‬ ‫الكافر كغيه قد يصيب‬
‫• العنصر الثالث‪ :‬املزاح بالكالم املوقع للعني‪:‬‬
‫ن‬
‫العي أن نكف أنفسنا وأعيننا‬ ‫نصيحة ذهبية فيها وقاية ورعاية وحفظ من‬
‫ن‬
‫العي‪.‬‬ ‫وألسنتنا ن يف مزاحنا وتساهلنا ن يف أمر‬
‫ن‬
‫العي والحسد ويرى أنه مزاح وأنه‬ ‫فكثي من الناس تعود الممازحة بألفاظ‬
‫للصحات سهل بن‬
‫ي‬ ‫ال يقصد شيئا‪ ،‬والصحيح اال يمزح بمثل هذه األمور فما وقع‬
‫حنيف وقع بمزحة كادت تقتله لم يحسده عامر بن ربيعة ولم يقصد اإلصابة‬
‫بالعي بل قالها مازحا وبالطبع ال يعقل أن يمزح أحد مع أخيه بسالح يشهره ن يف‬
‫ن‬
‫وجهه‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫املقطع اخلتامي‪.‬‬

‫وفيه‪ :‬أهم الوصايا والتوجيهات‪:‬‬


‫األوىل‪ :‬ملخص المساق‪.‬‬ ‫•‬
‫الثانية‪ :‬مساقات ذات صلة‪.‬‬ ‫•‬
‫الثالثة‪ :‬أهم الكتب المتعلقة بهذا المساق‪.‬‬ ‫•‬
‫ملخص املساق‪.‬‬ ‫•‬
‫يتكون المساق من خمس وحدات‪:‬‬
‫الوحدة األوىل‪ :‬الحسد‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ o‬الدرس األول‪ :‬تعريف الحسد وحقيقته‪.‬‬
‫الثات‪ :‬أدلة وجود الحسد من القرآن والسنة‪.‬‬ ‫‪ o‬الدرس ن‬
‫ي‬
‫َ‬
‫‪ o‬الدرس الثالث‪ :‬مراتب وأسباب الحسد والدوافع ي‬
‫الب تقود اليه‪.‬‬
‫‪ o‬الدرس الرابع‪ :‬الغبطة تعريفها وسببها ومراتبها‪.‬‬
‫‪ o‬الدرس الخامس‪ :‬قوة وخطر الحسد وأمثلة ذلك‪.‬‬
‫‪ o‬الدرس السادس‪ :‬هل أنت حاسد أم محسود؟‬
‫‪ o‬الدرس السابع‪ :‬وسائل دفع الحسد عن المحسود وعالجه‪.‬‬
‫ن‬
‫العي‪:‬‬ ‫الوحدة الثانية‪:‬‬ ‫•‬
‫ن‬
‫العي‪.‬‬ ‫‪ o‬الدرس األول‪ :‬تعريف وأقسام‬
‫ن‬
‫العي وقوتها وأثر ذلك‪.‬‬ ‫الثات‪ :‬خطر‬ ‫‪ o‬الدرس ن‬
‫ي‬
‫العي وأمثلة ذلك‪.‬‬ ‫ن‬ ‫‪ o‬الدرس الثالث‪ :‬مجاالت تأثي‬
‫ن‬
‫بالعي والحسد‪.‬‬ ‫‪ o‬الدرس الرابع‪ :‬أعراض وعالمات اإلصابة‬
‫بالعي والحسد‪.‬‬‫ن‬ ‫‪ o‬الدرس الخامس‪ :‬الوسوسة وعالقتها‬

‫‪64‬‬
‫العي والحسد وطرق الوقاية‪:‬‬ ‫ن‬ ‫• الوحدة الثالثة‪ :‬العالجات المباحة من‬
‫العي والحسد‪.‬‬ ‫ن‬ ‫‪ o‬الدرس األول‪ :‬طرق الوقاية من‬
‫الشعية وبالطب الحديث‪.‬‬ ‫الثات‪ :‬العالج بالرقية ر‬ ‫‪ o‬الدرس ن‬
‫ي‬
‫للعي‪.‬‬ ‫ن‬ ‫‪ o‬الدرس الثالث‪ :‬العالج النبوي‬
‫‪ o‬الدرس الرابع‪ :‬العالج بالطب النبوي وما ورد به الدليل‪.‬‬
‫النفش‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ o‬الدرس الخامس‪ :‬العالج باألعشاب وبالتوجيه واالرشاد‬
‫العي والحسد‪:‬‬ ‫ن‬ ‫الشكية والمحرمة ن يف‬ ‫• الوحدة الرابعة‪ :‬العالجات ر‬
‫‪ o‬الدرس األول‪ :‬استخدام التمائم واللجوء إىل السحرة والعر ن‬
‫افي‪.‬‬
‫الشكية‪.‬‬‫والرف ر‬ ‫َ‬ ‫الثات‪ :‬دعاء غي هللا والتعاويذ‬ ‫‪ o‬الدرس ن‬
‫ي‬
‫‪ o‬الدرس الثالث‪ :‬العالج بالنجاسات وبطرق الكفار وأصحاب العقائد‬
‫الباطلة‬
‫ن‬
‫العي والحسد‪.‬‬ ‫‪ o‬الدرس الرابع‪ :‬واجب العلماء والمجتمع تجاه‬
‫العي والحسد‪:‬‬‫ن‬ ‫الشخص من‬ ‫• الوحدة الخامسة‪ :‬برنامج التداوي‬
‫ي‬
‫‪ o‬الدرس األول ‪ :‬جلسات التأمل والكشف والتشخيص‪.‬‬
‫الثات‪ :‬أخذ أثر العائن وتقوية اإلرادة باللجوء إىل هللا‪.‬‬ ‫‪ o‬الدرس ن‬
‫ي‬
‫‪ o‬الدرس الثالث‪ :‬الرقية عىل النفس واألهل وطرقها‪.‬‬
‫‪ o‬الدرس الرابع‪ :‬أسئلة ونصائح‪.‬‬
‫• مساقات ذات صلة‪.‬‬
‫• السحر والسحرة نف ن‬
‫ميان ر‬
‫الشيعة‪ ،‬للشيخ‪ :‬عادل المقبل‪.‬‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الحبش‪.‬‬ ‫• الرقية ر‬
‫الشعية‪ ،‬للشيخ‪ :‬خالد‬
‫ي‬

‫‪65‬‬
‫أهم الكتب املتعلقة بهذا املساق‪.‬‬ ‫•‬
‫وقد صنف العلماء جملة من المصنفات‪ ،‬ومن الكتب المصنفة‪:‬‬
‫ن‬
‫والعي والحسد‪ ،‬للعالمة‪ :‬عبد العزيز بن عبد هللا بن باز‪.‬‬ ‫عالج السحر‬ ‫•‬
‫الحسد حقيقته وأنواعه ومصادره والوقاية منه وعالجه‪ ،‬د‪ .‬سعد سعيد‪.‬‬ ‫•‬
‫ن‬
‫العي الحق‪ ،‬محمد سنجاب األثاري‪.‬‬ ‫•‬
‫ن‬
‫مصطف العدوي‪.‬‬ ‫فقه الحسد‪،‬‬ ‫•‬

‫‪66‬‬

You might also like