You are on page 1of 14

‫األخالق وتزكية النفس‬

‫أنا طفل مسلم‪ ،‬أحب هللا تعالى‪ ،‬وأطيع أوامره‪ ،‬وأتجنب نواهيه‪،‬‬
‫وأحب نبينا محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وأقتدى به‪ ،‬وأتبع سنته‪.‬‬
‫الدرس األول‬
‫معنى األخالق والتزكية‬

‫ا‬
‫أوًل‪ /‬األخالق‪:‬‬
‫األخالق‪ :‬مفرد ُخلق‪ ،‬وهي أوصاف اإلنسان التي يُعامل بها غيره‪.‬‬
‫أنواع األخالق‪:‬‬
‫‪ُ -‬خلق محمود )األمانة‪ ،‬الصدق‪ ،‬الرحمة)‪.‬‬
‫‪ُ -‬خلق مذموم (الخيانة‪ ،‬الكذب‪ ،‬القسوة)‪.‬‬

‫فضل ُحسن ال ُخلق‪:‬‬


‫لماذا يجب علينا أن نتمتع بأخالق حسنة؟‬
‫شعارا وهو أننا نحب نبينا محمد صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ذكرنا في مقدمة درسنا‬
‫ونقتدي به‪ .‬وها هو نبينا صلى هللا عليه وسلم يخبرنا عن جابر رضى هللا عنه‪ِ " :‬إ َّن‬
‫سا يَ ْو َم ال ِقيَا َم ِة أ َ َحا ِسنَكُ ْم أ َ ْخ َالقًا"‪.‬‬
‫ي َوأ َ ْق َربِكُ ْم ِمنِي َمجْ ِل ً‬
‫ِم ْن أ َ َحبِكُ ْم ِإلَ َّ‬
‫نستنج من ذلك يا أحبتي‪:‬‬
‫أن ُحسن ال ُخلق سبب لدخول الجنة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وكذلك الفوز بمحبة النبي صلى هللا عليه وسلم والقرب من مجلسه يوم‬ ‫‪-‬‬
‫القيامة‪.‬‬
‫صاحب ال ُخلق الطيب محبوب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صاحب ال ُخلق السيء غير محبوب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضع عالمة صح أمام التصرف الصحيح‪:‬‬
‫‪)1‬‬

‫‪)2‬‬

‫‪)3‬‬
‫ثانياا‪ /‬تزكية النفس‪:‬‬
‫التزكية‪ :‬التربية‪ ،‬وفي اللغة‪ :‬الطهارة والنماء‪.‬‬
‫يقول تعالى في سورة الشمس‪( :‬قَ ْد أ َ ْفلَ َح َم ْن زَ َّكاهَا)‪ ،‬أي زكى نفسه بالطاعة وطهرها‬
‫من األخالق السيئة‪.‬‬
‫فالتزكية‪ :‬تطهير للنفس من مساوئ األخالق‪ ،‬وزيادة ونماء لمكارم األخالق‪.‬‬

‫أقسام التزكية‪:‬‬
‫‪ -‬تخلية للنفس عن كل الذنوب والمعاصي‪.‬‬
‫‪ -‬تحلية للنفس بمكارم األخالق‪.‬‬
‫تخلية أحبتي بمعنى‪ :‬أبتعد عن كل ما يغضب أبى وأمي‪ ،‬عن كل صوت عال‪ ،‬ابتعد‬
‫عن العند‪ ،‬وعدم سماع الكالم‪ ،‬وكذلك ابتعد عن الكذب والغش والغيبة والنميمة‪،‬‬
‫وغيرها من األخالق السيئة‪.‬‬
‫والتحلية‪ :‬التحلي يعني اتصف بصفات حلوة‪ ،‬كالصدق واألمانة‪ ،‬والرحمة‪ ،‬الرفق‪،‬‬
‫طاعة الوالدين‪.‬‬
‫وصف ُخلق النبي صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫سئلت أم المؤمنين عائشة رضى هللا عنها عن ُخلق النبي صلى هللا عليه وسلم فقالت‪:‬‬ ‫ُ‬
‫"كان ُخلقه القرآن"‪.‬‬
‫واآلن أحبتي نأخذ بعض الصور التي توضح لنا ُحسن ال ُخلق‪.‬‬
‫الدرس الثاني‬
‫مراقبة هللا تعالى والعمل ابتغاء وجه الكريم‬

‫ا‬
‫أوًل‪ /‬المراقبة‪:‬‬
‫المراقبة‪ :‬هي أن يستصحب المسلم في جميع أحواله اعتقاده وتقينه بأن هللا يراه‪.‬‬
‫ما معنى هذا الكالم؟ هذا يعني أن عليك أن تعرف أن هللا يراك في جميع أوقاتك في‬
‫أي مكان كنت‪.‬‬
‫يقول ابن القيم رحمه هللا‪ :‬المراقبة هي دوام علم العبد تيقنه باطالع الحق سبحانه‬
‫وتعالى على ظاهره وباطنه‪.‬‬
‫وكذلك يقول رحمه هللا‪ :‬المراقبة هي التعبد هلل باسمه الرقيب‪ ،‬الحفيظ‪ ،‬العليم‪،‬‬
‫السميع‪ ،‬البصير‪.‬‬
‫لماذا المراقبة ضرورية لكل مسلم؟ يعني لماذا معرفة أن هللا رقيب علينا مهمة‬
‫بالنسبة لنا؟‬
‫الجواب‪ :‬ألن بها يتحقق اإلخالص في العبادات واتقاء المحرمات‪.‬‬
‫ع ِلمنا أن هللا تعالى رقيب علينا ويرانا في كل وقت حين‪ ،‬هذا يجعلنا‬
‫معنى ذلك‪ :‬إذا َ‬
‫ال نكذب‪ ،‬ال نغش‪ ،‬ال نعصي والدينا‪ ،‬لن نفطر خلسة إن كنا صائمين في رمضان‪،‬‬
‫فعلمك بأن هللا رقيب مطلع عليك يجعلك تُخلص في عبادتك‪.‬‬

‫ثانياا‪ /‬العمل ابتغاء وجهه سبحانه وتعالى‪:‬‬


‫ما معنى هذا الكالم؟‬
‫الجواب‪ :‬معنى ذلك أن تجعل كل عمل تقوم به هو من أجل رضى هللا وحده‪ ،‬فإذا‪:‬‬
‫‪ -‬أعطيت تعطى هلل‪ ،‬وإذا منعت تمنع هلل‪.‬‬
‫‪ -‬إذا أحببت تحب هلل‪ ،‬وإذا أبغضت (كرهت) تبغض هلل‪.‬‬
‫‪ -‬إذا أنفقت تنفق هلل‪.‬‬
‫‪ -‬إذا أطعمت تُطعم هلل‪.‬‬
‫ال تريد جزاء من أح ِد سوى هللا‪.‬‬
‫علَى ُح ِب ِه ِم ْس ِكينا ً َو َيتِيما ً َوأ َ ِسيرا ً* ِإنَّ َما نُ ْ‬
‫ط ِع ُمكُ ْم ِل َوجْ ِه‬ ‫ام َ‬ ‫ُط ِع ُمونَ َّ‬
‫الط َع َ‬ ‫يقول تعالى ( َوي ْ‬
‫ّللا َال نُ ِري ُد ِم ْنكُ ْم َجزَ ا ًء َو َال شُكُ ً‬
‫ورا)‪.‬‬ ‫َّ ِ‬

‫منزلة المراقبة من القرآن والسنة‪:‬‬


‫من القرآن الكريم‪:‬‬
‫يقول تعالى‪:‬‬
‫‪َ ( -‬وه َُو َم َع ُك ْم أَيْنَ َما كُ ْنت ُ ْم)‪.‬‬
‫ش ْيء َرقِيبًا)‪.‬‬ ‫علَى كُ ِل َ‬ ‫ّللا َ‬ ‫‪َ ( -‬و َكانَ َّ ُ‬
‫ّللا يَ َرى)‪.‬‬ ‫‪( -‬أَلَ ْم يَ ْعلَم بِأ َ َّن َّ َ‬
‫من السنة‪:‬‬
‫قول النبي ‪:‬‬
‫‪ -‬ما ورد في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب‪ :‬في حديث جبريل الطويل‬
‫وفيه‪ :‬فأخبرني عن اإلحسان؟ قال‪" :‬اإلحسان أن تعبد هللا كأنك تراه‪ ،‬فإن لم‬
‫تكن تراه فإنه يراك"‪.‬‬
‫‪ -‬ومن اإلحسان أيضًا حديث معاذ بن جبل رضي هللا عنه أنه قال للنبي ‪" :‬يا‬
‫رسول هللا أوصني‪ ،‬قال ‪ :‬أ ُعبد هللا كأنك تراه"‪.‬‬

‫واإلحسان يا أحبتي من أعلى مراتب الدين‪ ،‬فمراتب الدين ثالث‪:‬‬


‫‪ -‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -‬اإليمان‪.‬‬
‫‪ -‬اإلحسان‪.‬‬
‫وهو كذلك عمل المصلحين فإذا حققنا معنى اإلحسان فزنا بخيري الدنيا واألخرة‪،‬‬
‫وهو كذلك حلية األنبياء يقول تعالى‪ِ ( :‬إنَّا ن ََرىكَ ِمنَ ْٱل ُمحْ ِسنِينَ )‪.‬‬
‫نسأل هللا أن يجعلنا من عباده المتقين المحسنين‪.‬‬
‫أنواع المراقبة‪:‬‬
‫‪ )1‬المراقبة قبل العمل‪.‬‬
‫‪ )2‬المراقبة أثناء العمل‪.‬‬
‫‪ )3‬المراقبة بعد العمل‪.‬‬
‫ا‬
‫أوًل‪ /‬المراقبة قبل العمل‪:‬‬
‫ماذا يعني هذا‪ ،‬ما معنى المراقبة قبل العمل؟‬
‫هذا يجيب عليه بسؤال‪ :‬ماذا أريد من هذا العمل الذي أعمله‪ ،‬ما هي نيتي في هذا‬
‫العمل الذي أقوم به؟ يعني هل هذا العمل لوجه هللا وحده‪ ،‬أم أنه ليُقال عني كال ًما‬
‫ً‬
‫معسوال!‬ ‫حلوا‬
‫ً‬
‫سأعطيكم ا‬
‫مثاًل كي تتضح الفكرة‪:‬‬
‫‪ -‬عندما تريد أن تتصدق بصدقة‪ ،‬هل هذه الصدقة تريد بها وجه هللا تعالى‪ ،‬أم‬
‫تريد بها المدح والثناء من اآلخرين؟ هل أخرجت الصدقة كي ينظر إليك‬
‫الناس بإعجاب أم أخرجتها فقط لترضي هللا عز وجل؟‬
‫هذا هو مفهوم مراقبة هللا تعالى قبل العمل‪ ،‬أن تجعل نيتك خالصة لوجه هللا تعالى‪،‬‬
‫صا لوجه هللا تعالى‪.‬‬
‫يعني أنا أقوم بهذا العمل فقط خال ً‬
‫ثانياا‪ /‬المراقبة أثناء العمل‪:‬‬
‫ويعني هذا أن تراقب هللا خالل العمل ذاته‪.‬‬
‫ا‬
‫مثال وأنت تصلي‪ ،‬وأنت صائم‪ ،‬يجب أن تدرك أن هللا ينظر إليك ويراك‪ ،‬فال تتكلم‬
‫بكالم ال يليق‪ ،‬وال ترفع صوتك على والديك‪ ،‬وكذلك أثناء الصالة‪ ،‬تراقب هللا في‬
‫ركوعك وسجودك‪ ،‬فاهلل تعالى ينظر إليك ويراك كيف تصلي وكيف تصوم‪.‬‬
‫ثالثاا‪ /‬المراقبة بعد العمل‪:‬‬
‫فإذا كانت نيتك خالصة لوجه هللا قبل العمل‪ ،‬وفي أثناء العمل ذاته فيجب بعد العمل‬
‫كذلك أن تبقى خالصة لوجه هللا‪ ،‬فال تُعجب بصالتك‪ ،‬وال تتفاخر بصدقتك‪.‬‬
‫كيف نصل إلى مراقبة هللا تعالى؟‬
‫نصل لذلك بـ استحضار معاني أسماء هللا الحسني‪.‬‬
‫الرقيب‪ :‬يرقب كل أعمالنا‪.‬‬ ‫•‬
‫الحفيظ‪ :‬حفيظ علينا يحفظ أعمالنا‪.‬‬ ‫•‬
‫عليم‪ :‬فهو سبحانه وتعالى عالم بكل شيء‪.‬‬ ‫•‬
‫خبير‪ :‬الذي يعلم بواطن األشياء‪.‬‬ ‫•‬
‫السميع‪ :‬يسمع األصوات‪.‬‬ ‫•‬
‫البصير‪ :‬يرى المبصرات‪.‬‬ ‫•‬
‫فاصلة‪:١‬‬
‫سئل أحدهم عن المراقبة فقال‪ :‬أولها علم القلب بقرب هللا تعالى من العبد‪.‬‬
‫يعني يا أحبابي إذا استحضرنا أسماء هللا الحسني وفهمنا معناها ووصلنا بقلبنا إلى‬
‫قمة اإليمان بها‪ ،‬صار هللا سبحانه وتعالى أقرب إلينا من كل ما حولنا‪.‬‬
‫فاصلة‪:٢‬‬
‫كثرة ذكر هللا بالقلب واللسان يُورث المراقبة‪.‬‬
‫قصص عن المراقبة‪:‬‬
‫اآلن يا أحبتي سأروي لكم قصص جميلة جدًا عن المراقبة‪ ،‬فانتبهوا جيدًا ألن منها‬
‫سنفهم معنى المراقبة‪.‬‬
‫قصة ابن عمر رضي هللا وعنه وراعي الغنم‬
‫قال نافع‪ :‬خرجت مع ابن عمر في بعض نواحي المدينة ومعه أصحاب له فوضعوا‬
‫سفرة فمر بهم راع‪.‬‬
‫فقال له عبد هللا‪ :‬هلم يا راعي فأصب من هذه السفرة‪( .‬يعني تعال فكل معنا)‪.‬‬
‫فقال‪ :‬إني صائم‪.‬‬
‫فقال له عبد هللا‪ :‬في مثل هذا اليوم الشديد حره وأنت في هذه الشعاب في آثار هذه‬
‫الغنم وبين الجبال ترعى هذه الغنم وأنت صائم‪.‬‬
‫فقال الراعي‪ :‬أبادر أيامي الخالية‪( .‬أبادر أيامى الخالية يعني أبادر عملي الصالح في‬
‫األيام الخالية)‪.‬‬
‫فعجب ابن عمر وقال‪ :‬هل لك أن تبيعنا شاة من غنمك نجتزرها ونطعمك من لحمها‬
‫ما تقطر عليه ونعطيك ثمنها‪.‬‬
‫قال‪ :‬إنها ليست لي إنها لموالي‪.‬‬
‫قال‪ :‬فما عسيت أن يقول لك موالك إن قلت أكلها الذئب؟!‬
‫فمضى الراعي وهو رافع إصبعه إلى السماء وهو يقول‪ :‬فأين هللا؟‬
‫قال‪ :‬فلم يزل ابن عمر يقول‪ :‬قال الراعي‪ :‬فأين هللا؟‬
‫فما عدا أن قدم المدينة فبعث إلى سيده فاشترى منه الراعي والغنم فأعتق الراعي‬
‫ووهب له الغنم رحمه هللا‪.‬‬

‫قصة بائعة اللبن مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى هللا عنه‬
‫في ذات ليلة خرج الخليفة الراشد عمر بن الخطاب‪ ،‬رضى ه‬
‫َّللا عنه‪ ،‬مع خادمه ‪-‬‬
‫أسلم‪ -‬ليتفقد أحوال المسلمين في جوف الليل‪ ،‬وفي إحدى الطرق جلس ليستريح من‬
‫التجوال إلى جانب أحد الجدران‪ ،‬فإذا به يسمع امرأة تقول‪ :‬قومي إلى ذلك اللبن‬
‫فامذقيه – أي اخلطيه – بالماء‪.‬‬
‫ع ْز َمة أمير المؤمنين اليوم؟!‬
‫ت ما كان من َ‬‫فقالت االبنة‪ :‬يا أ ُ هماه‪ ،‬وما علم ِ‬
‫قالت األم‪ :‬وما كان من عزمته؟‬
‫َاب اللبن بالماء‪.‬‬
‫قالت‪ :‬إنه أمر مناديًا فنادى‪ :‬ال يُش ُ‬
‫فقالت األم‪ :‬يا بُنيّتي‪ ،‬قومي إلى اللبن فا ْمذقيه بالماء فإنك في موضع ال يراك عمر‪،‬‬
‫وال منادي عمر‪.‬‬
‫وَّللا ما كنت ألطيعه في المأل وأعصيه في الخالء‪ ،‬إن كان عمر ال‬ ‫فقالت الصبيّة‪ :‬ه‬
‫يرانا‪ ،‬فربّ أمير المؤمنين يرانا‪.‬‬

‫وتابع‪ :‬لما سمع عمر بن الخطاب ذلك أ ُ ِ‬


‫عجب بالفتاة لمراقبتها وخشيتها هلل‪ ،‬وقال‪ :‬يا‬
‫أسلم‪ ،‬حدّد الباب بعالمة‪ ،‬وأعرف الموضع‪ ،‬ثم مضى‪.‬‬
‫امض إلى الموضع فانظر من القائلة؟ ومن المقول لها؟ وهل‬ ‫ِ‬ ‫فلما أصبح قال‪ :‬يا أسلم‪،‬‬
‫ً‬
‫عجوزا‪ ،‬وابنتها أم عمارة‪،‬‬ ‫لهما من بعل ‪-‬زوج‪ ،-‬فذهب أسلم إلى المكان‪ ،‬فوجد امرأة‬
‫أن ليس لهما رجل‪ ،‬ثم عاد فأخبر عمر بن الخطاب‪.‬‬ ‫وعلم ْ‬
‫أزوجه‪،‬‬
‫واستطرد‪ :‬دعا عمر بن الخطاب أوالده‪ ،‬فقال‪ :‬هل فيكم من يحتاج إلى امرأة ّ‬
‫ولو كان بأبيكم َحركة إلى النساء ما سبقه منكم أحد إلى هذه الجارية‪ ،‬فقال عبد ه‬
‫َّللا بن‬
‫عمر‪ :‬لي زوجة‪ ،‬وقال أخوه عبد الرحمن‪ :‬لي زوجة‪ ،‬وقال ثالثهما عاصم‪ :‬يا أبتاه ال‬
‫زوجة لي فز ّ ِوجني‪.‬‬
‫فزوجها من عاصم‪ ،‬فولدت لعاصم بنتًا‪ ،‬ولدت هذه البنت ابنة‬ ‫فبعث إلى الجارية ّ‬
‫صارت أ هما لـ "عمر بن عبد العزيز"‪ ،‬خامس الخلفاء الراشدين ‪ -‬رضى ه‬
‫َّللا عنه‪.‬‬
‫الدرس الثالث‬
‫األ ُخوة في هللا‬
‫معنى األخوة في هللا‪:‬‬
‫األخوة عبادة نتقرب بها إلى هللا‪ ،‬كما نتقرب إليه بالصالة والصوم‪ ،‬تنبثق من التقوى‬
‫ومن اإلسالم‪ ،‬أساسها االعتصام بحبل هللا ومنهجه‪.‬‬

‫ما معنى هذا الكالم؟؟‬

‫الجواب‪ :‬هذا يعني أن المسلم يحب في هللا‪ ،‬ويكرهه ويعادي في هللا‪ ،‬يعني المسلم‬
‫يحب أخاه المسلم‪ ،‬ويكره من يعادي اإلسالم والمسلمين من الكفار والمنافقين‪.‬‬

‫فاألخوة يا أحبابي عبارة عن رابطة توحد المسلمين من جميع بالد العالم‪ ،‬تعتمد على‬
‫حب أخيك المسلم‪ ،‬أساسها كما قلنا االعتصام بحبل هللا ومنهجه‪.‬‬

‫أدلة األخوة من القرآن والسنة‪:‬‬


‫ذُكر في القرآن الكريم‪ ،‬وكذلك في السنة النبوية الشريفة أدلة واضحة على مفهوم‬
‫أخوة الدين منها‪:‬‬

‫من القرآن الكريم‪:‬‬


‫قول هللا تعالى‪:‬‬

‫• (إِنَّ َما ْال ُمؤْ ِم ُنونَ إِ ْخ َوة(‪.‬‬


‫ص َبحْ تُم ِب ِن ْع َم ِت ِه‬ ‫علَ ْيكُ ْم ِإ ْذ كُنت ُ ْم أ َ ْع َدا ًء فَأَلَّ َ‬
‫ف َبيْنَ قُلُو ِبكُ ْم فَأ َ ْ‬ ‫• ( َوا ْذكُ ُروا ِن ْع َمتَ َّ ِ‬
‫ّللا َ‬
‫إِ ْخ َوانًا)‪.‬‬
‫علَى سُ ُرر ُّمتَقَا ِبلِينَ (‪.‬‬ ‫ُورهِم ِم ْن ِغل ِإ ْخ َوانًا َ‬ ‫صد ِ‬ ‫• ( َونَزَ ْعنَا َما فِي ُ‬

‫من السنة‪:‬‬

‫قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬

‫• "المسلم أخو المسلم"‪.‬‬


‫• " وهللا في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"‪.‬‬
‫• "ال يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثالث"‪.‬‬
‫ومن السنة كذلك قول النبي ‪" :‬ال يؤمن أحدكم‪ ،‬حتى يحب ألخيه ما يحب لنفسه"‪،‬‬
‫وهذا الحديث هام جدًا يا أحبابي وعلينا جميعًا حفظه جيدًا‪.‬‬

‫والحديث الشريف يعني ‪ :‬أن تحب ألخيك ما تحب لنفسك‪ ،‬فهو أصل من أصول‬
‫اإليمان؛ حيث قال النبي صلى هللا عليه وسلم (ال يؤمن) يعني‪ :‬من أصول وأساسيات‬
‫اإليمان أن تحب ألخيك المسلم ما تحب لنفسك‪.‬‬

‫• يعني تحب التفوق في الدراسة لزميلك كما تحب ذلك لنفسك‪.‬‬


‫• تحبي أن ترى صديقتك المسلمة جميلة كما تحبي أن ترى نفسك‪.‬‬
‫• أي أن تحب الخير للمسلمين كما نحبه ألنفسنا‪ ،‬ال نحسدهم على نعمة وال‬
‫نحزن على شيء عندهم وليس لدينا منه‪ ،‬بل ندعو لهم بالبركة فيما رزقهم‬
‫هللا وندعو ألنفسنا أن يرزقنا هللا من فضله‪.‬‬

‫حقوق وواجبات األخوة في هللا‪:‬‬


‫‪ )1‬إخالص المحبة في هللا وهلل‪.‬‬
‫‪ )2‬حقوق مالية‪ :‬من كان في حاجة أخيه كان هللا في حاجته‪.‬‬
‫‪ )3‬الوالء والنصرة وعدم الخذالن‪.‬‬
‫‪ )4‬المواساة وحسن العشرة‪.‬‬

‫ثمرات األخوة في هللا‪:‬‬


‫‪ )1‬دخول الجنة‪.‬‬
‫‪ )2‬نيل رضى ومحبة هللا‪.‬‬
‫‪ )3‬تذوق حالوة اإليمان‪.‬‬

‫أسباب ضعف األخوة بين المسلمين‪:‬‬


‫‪ )1‬الحسد‪.‬‬
‫‪ )2‬سوء الظن‪.‬‬
‫‪ )3‬التكبر‪.‬‬
‫‪ )4‬الغيبة والنميمة‪.‬‬
‫‪ )5‬عدم إفشاء السالم‪.‬‬
‫‪ )6‬االستهزاء والسخرية‪.‬‬
‫العالج‪:‬‬
‫‪ )1‬الحرص على النوم كل يوم سليم الصدر‪.‬‬
‫‪ )2‬الحرص على اإلصالح بين المتخاصمين‪.‬‬
‫‪ )3‬الحذر من سوء الظن‪.‬‬
‫‪ )4‬إفشاء السالم‪.‬‬

‫تم بحمد هللا‬

You might also like