You are on page 1of 2

‫الوشاية‪:‬‬

‫وهي أش ّد أنواع ال ّنميمة حرمة وإثماً‪ ,‬وهي نقل الكالم إلى السّلطان وتنبع‬
‫خطورتها من كون ال ّسلطان ذو قدرة على البطش واالنتقام‪ ،‬وإيقاع ّ‬
‫الظلم‪،‬‬
‫أمّا ال ّنمام فهو ناقل الكالم بين ال ّناس بغرض إيقاع العداوة‪ 1‬واإلفساد بينهم‪،‬‬
‫وهو أشد خطراً على ال ّناس من المغتاب‪ ،‬كون ال ّنميمة يتع ّدى أثرها إلى‬
‫المجتمع‪ ،‬فتتسبّب بقطع األرحام‪ ،‬وتعكير صفو النفوس‪ ،‬وتوقع العداوة‬
‫‪.‬بين الناس‬
‫ومن أهداف الوشاية‬
‫‪:‬المفاخرة‬

‫وهو إرادة التص ُّنع والمباهاة والمفاخرة بأن يرفع نفسه بتنقيص غيره‪ ،‬فيقول‪ :‬فالن جاهل‬
‫وفهمه ركيك وكالمه ضعيف ونحو ذلك‪ ،‬وغرضه منه أن يثبت في ضمن ذلك فضل نفسه‬
‫ورفعة مقامه‪ ،‬ويرى الناسُ أ ّنه أعلم منه‪ ،‬أو يحذر أن يعظم عندهم مثل تعظيمه فيقدح فيه‬
‫‪.‬لذلك؛ حتى ينقص مقامه عندهم‬

‫‪:‬إرادة السّوء بالمحكيِّ عنه‬


‫قصد ال ّشرّ به‪ ،‬فيشي به لدى المحكيِّ له‪ ،‬وكذلك إظهار الواشي الحبَّ للمحكيِّ له؛ إمّا‬
‫ألسباب مالية ليقترب بذلك إليه‪ ،‬أو ألسباب جاهية ومنصبية‬
‫‪ ‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم (إذا أصبح ابن آدم فإن األعضاء كلها تكفر اللسان‪،‬‬
‫تقول‪ :‬اتق هللا فينا‪ ،‬فإنما نحن بك‪ ،‬فإن استقمت استقمنا‪ ،‬وإن اعوججت اعوججنا) رواه‬
‫‪.‬الترمذي‬

‫سبل الوقاية من الوشاية‬


‫تنقسم هذه السّبل إلى قسمين‬
‫أ‪ -‬سبل تتعلَّق بالمحكيِّ له (السامع)‬
‫عدم قبول قول الواشي فيما يحكيه‪ ،‬ف ُي َك َّذب وال ُي ْق َبل قول السّوء منه؛ ألن قبول قول السّوء‬
‫‪.‬أش ُّد من قول السّوء‬
‫‪.‬أن ينهي المحكيُّ له الواشي عن الوشاية وأن ينصحه ويقبِّح له ذلك‪ ‬‬
‫‪.‬ذأن يبغض المحكيُّ له الواشي في هللا‪ ‬‬
‫‪.‬أال يظن المحكيُّ له السوء بالمحكيِّ عنه‬
‫‪.‬أال تحمل الوشاية المحكيَّ له على التجسُّس والبحث والتح ُّقق من تلك الوشاية‪ ‬‬
‫‪.‬أال يرضى المحكيُّ له لنفسه ما نهى عنه الواشي‪ ،‬فال يحكي وشايته‬
‫‪ ‬‬
‫ب‪ -‬سبل تتعلَّق بالواشي‬
‫أن يعلم الواشي تعرُّ ضه لسخط هللا ‪ -‬تعالى ‪ -‬ومقته بسبب نقل تلك األخبار‪( .‬الوشايات)‪ ‬‬
‫‪.‬أن يعلم الواشي أنه ال يرضى لنفسه ما ال يرضاه لغيره‪ ‬‬
‫‪.‬أالَّ يُكثِر اإلنسان المزاح والضحك‪ ،‬خاصة في أمور الغيبة والنميمة‪ ‬‬
‫نفسه وتربيتها على القناعة‪ ،‬وقد ذكر الزبيدي أنّ القناعة دواء الحرص‪ ‬‬
‫تعويد الواشي َ‬
‫ّ‬
‫‪".‬والطمع‪ ،‬وأ ّنها دواء مر َّكب من ثالثة أركان أساسية‪" :‬الصّبر‪ ،‬والعلم‪ ،‬والعمل‬
‫الزبيدي‪164 /8 ،‬‬

‫قال عمر بن عبد العزيز رحمه هللا‪ :‬أنه دخل عليه رجل فذكر له عن رجل شيًئ ا‪ ،‬فقال له‪ ‬‬
‫عمر‪ :‬إن شئت نظرنا في أمرك ‪ ،‬فإن كنت كاذبًا فأنت من أهل هذه اآلية‪َ { ﴿ :‬ياَأ ُّي َها الَّذ َ‬
‫ِين‬
‫آ َم ُنوا ِإن َجاء ُك ْم َفاسِ ٌق ِب َن َبٍأ َف َت َب َّي ُنوا } ﴾ [الحجرات‪ .]6 :‬وإن كنت صاد ًقا فأنت من أهل هذه‬
‫َّاز َّم َّشاء ِب َنمِيم ‪ }11‬سورة القلم﴾‪ ،‬وإن شئت عفونا عنك‪ ،‬فقال‪ :‬العفو يا أمير‬ ‫اآلية‪َ { ﴿ :‬هم ٍ‬
‫‪.‬المؤمنين ال أعود إليه أب ًدا‬
‫ّ‬
‫والكذاب في ساعة ما ال يفسد السّاحر في سنة) ألن فعله‬ ‫قال يحي بن أبي كثير‪( :‬يُفسد ال ّنمام‬
‫‪.....‬فساد سريع‪ ،‬ومكره عريض‪ ،‬وتحريضه وشيك‬
‫ما أحوجنا نحن المسلمون إلى محاربة هذا السّلوك القبيح واألخذ على أيدي الم ّشائين بين‬
‫ال ّناس بالوشاية وال ّنميمة ح ّتى تسلم مجتمعاتنا من أحد أهم أسباب الفرقة والبغضاء وخراب‬
‫البيوت وتدميرها وح ّتى يحيا الجميع في أمن وسالم فالب ّد من اجتثاث هذه األمراض من‬
‫‪.‬جسد األمة‬

You might also like