‫الحياء‬

‫ُيعُّد الحياء ُخُلق اإلسالم؛ لقوله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪( :-‬إَّن ِلُكِّل ديٍن ُخُلًقا‪،‬‬
‫وإَّن ُخُلَق اإلسالِم الحياُء)‪ ،‬وُيعَّرف الحياء بأَّنه‪ُ :‬خُلق ُيؤِّثر في النفس؛‬
‫فيدفعها لترك كّل ما يمكن أن ُيسبب لها انكسار أو انقباض‪ ،‬فيترك ما من‬
‫شأنه أن يعيبه أو يجعله يقصر في أي حِّق‪ .‬وللحياء منزلٌة عاليٌة في اإلسالم‪،‬‬
‫حتى إَّن صاحب الحياء ُيعُّد على شعبة من شعب اإليمان؛ لقوله ‪-‬صلى الله‬
‫عيه وسلم‪( :-‬اِإليماُن بْضٌع وَسْبُعوَن ُشْعَبًة‪ ،‬واْلَحياُء ُشْعَبٌة ِمَن اإليماِن)‬
‫
‬
‫‪ _١‬الحياء أصل لكل خير ‪:‬‬
‫يقول ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪( :-‬الَحياُء ال َيْأتي إَّلا بَخْيٍر)‪ ،‬فصاحب الحياء‬
‫يجد في نفسه ِشَّدٌة من أن يقّصر في حِّق أحد‪ ،‬لذا ال يصدر عن صاحب الحياء‬
‫إّال كّل الخير‪ ،‬فهو عالمة على إنسانية صاحبه‬
‫
‬
‫‪_٢‬الحياء يكسو صاحبه بالوقار‪:‬‬
‫يدفع الحياء صاحبه إلى المبادرة إلى الفضائل‪ ،‬واالبتعاد عن المعاصي‪ ،‬كما‬
‫أَّن صاحب الحياء ال يصدر منه تقصيٌر بحقوق الخلق‪ ،‬وألجل هذا يكتسي‬
‫صاحب الحياء بالوقار والَمهابة بين الناس‪.‬‬
‫
‬
‫‪ _٣‬الحياء سبب لمحبة الله تعالى ‪:‬‬
‫يحرص صاحب خلق الحياء على فعل الخيرات واجتناب فعل المعاصي‬
‫واآلثام‪ ،‬وهو بهذا استحَّق أن يحَّبه الله ‪-‬تعالى ‪.‬‬
‫
‬
‫‪_٤‬الحياء سبب لدخول الجنة ‪:‬‬
‫يقول ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪( :-‬الحياُء من اإليماِن‪ ،‬واإليماُن في الجنِة‪،‬‬
‫والَبذاُء من الجفاِء‪ ،‬والجفاُء في الناِر)‪ ،‬أي أَّن الحياء عالمٌة على أن اإليمان‬
‫قد تمَّكن في نفس صاحبه‪ ،‬وهذا اإليمان ُيوصل صاحبه إلى الجنة‪.‬‬
 ‫اضرار الشائعات‬

‫الشائعات‪ ..‬سالح يمتطي صهوته الجبناء‬

‫من الظواهر السيئة التي راجت وانتشرت في مجتمعنا وأصبحت كابوسًا‬
‫مقلقًا يهدد قيمنا وحياتنا‪ ،‬ومرضًا عضاًال يقّطع أوصالنا ويلوث أخالقنا‬
‫ويزيد من نشر األدواء واآلفات فيما بيننا‪ .‬إنها ظاهرة نشر اإلشاعات‬
‫والترويج لها واختالق المعلومات الكاذبة واألخبار الزائفة وتناقل األنباء‬
‫المغلوطة واألقاويل اآلثمة والقيام ببثها والدندنة حولها وكثرة البلبلة فيها‬
‫لتحقيق أهداف خبيثة يريد مروجو هذه اإلشاعات أن يحققوها ويصلوا‬
‫إليها‪.‬‬
‫
‬
‫لقد حذرنا الله تبارك وتعالى من هذا الداء الخبيث والمرض العضال ونهانا‬
‫عنه أشد النهي وحذر منه في كثير من اآليات وما ذلك إال لعظم ُقبح اإلشاعة‬
‫وكثرة أخطارها وشدة أضرارها على الناقل والمنقول وعلى مستوى الفرد‬
‫والمجتمع وعلى المستوى العام والخاص‪.‬‬
‫
‬
‫واإلشاعة ضررها أكبر من القتل ألن القتل يقع على نفس واحدة ويهدر‬
‫نفسًا معصومة ‪،‬أما الفتنة أو اإلشاعة فإنها تهدم مجتمعًا بأكمله وتقضي‬
‫على كل الفضائل فيه‪ ،‬إن اإلشاعة بنت الجريمة وخطرها ال يقل خطرًا عن‬
‫خطر المخدرات واآلفات‪ ،‬وإذا كان هناك من يسعى إلى خلط األوراق وتدمير‬
‫البالد بالتفجيرات واستهداف التجمعات وتفخيخ األماكن العامة والمساجد‬
‫والطرقات فإن هناك أيضًا من ينحر المسلمين بنشر اإلشاعات ويوهن‬
‫عزائمهم بتلفيق المعلومات‪.‬‬