‫أهداف اإلنفاق في اإلسالم‬

‫املال يف نظ ر اإلس الم ميكن أن يك ون الع دل بني الن اس‪ ,‬إذا أنفق ه على حب ه و إرادت ه ح ىت‬

‫يس تطيع ينظّم لنفس ه و يبع د عن الفس د و اإلفس د‪ ,‬و الطغي ان و التس لط على عب اد اهلل و البغي بغ ري‬

‫احلق‪ .‬بل قد يكون املال سباباً يف فساد العقيدة نفسها و أدى يه إىل البغي و العدوان‪ .‬كما قال اهلل‬

‫ض َو لَ ِك ْن يَُّنِّز ُل بَِق َد ٍر َّما يَ َش اءُ ِإنَّهُ بِعِبَ ِاد ِه َخبِْي ٌر‬ ‫تعاىل‪[ :‬ولَو بس َط اهلل ِّ ِ ِ ِ ِ‬
‫ُالر ْز َق لعبَاده لََبغَ ْوا يِف ْ ْ‬
‫اَألر ِ‬ ‫َ ْ ََ‬
‫‪1‬‬ ‫بِ‬
‫صرْيٍ ]‬‫َ‬
‫حقيق ة املال ه و النعم ال ىت أنعم هبا اخلالق على املخل وق‪,‬و أه داف اإلنف اق يف اإلس الم اليت‬

‫تنفيذها لألسرته و جمتمعه من أوجه اخلري و إعترب نفسه وكيال و أمينا على املال بيده ألن املال مال اهلل‬

‫فحق على الناس أن حيفظ الألمانة و أن يفقاها فيما أمر املالك احلقيق‪ .‬كما قال اهلل‬
‫و إستخلفه عليه ‪ّ ,‬‬
‫تعال‪َ [ :‬و َأنِْف ُق ْوا مِم َّا َج َعلَ ُك ْم ُم ْستَ ْخلَ ِفنْي َ فِْي ْه]‪ . 2‬و نوجز هذه الألهداف فيما يلى‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬أن يكون اإلنفاق ابتغاء وجه اهلل و الرغبة يف نيل ثوابه و رضاه‪ :‬ويتحقق هذا احلدف مبايأيت‪:‬‬

‫‪ .1‬أال يقص د باإلنف اق املباه اة أو املراءة‪ ,‬و التظ اهر أم ام الن اس بالعط اء و الغ ىن أن ينف ق على‬

‫احملتاجني من ذوي القرىب و املساكني باإلخالص‪.‬‬

‫يتحرى املظهر يف اإلنفاقف لوجه اهلل‪.‬‬

‫‪ .2‬أال ّ‬

‫‪1‬‬
‫? الشورى ‪27 :‬‬
‫‪2‬‬
‫? احلديد ‪7 :‬‬
‫‪ .3‬ال ينتظ ر املنف ق ش كرا من أن أح د أو ثن اء على ص نعه و يكفي م ا يعوض ه اهلل ب ه من ث واب و‬

‫أجر أن ينفق خبلوص النية و الصدق يف نيل رضا اهلل سبحانه‪.‬‬

‫‪ .4‬أن يؤمن بأن ماينفق لوجه اهلل باق ال يزالون‪.‬‬

‫املن و يبعد األذى‪ :‬و ذلك بإحرتام قلب احملتجني‪.‬‬

‫‪ .5‬أن يكون ّ‬
‫ثانيا‪ :‬التعاون بني الناس و حتقيق التكافل اإلجتماعي ‪:‬‬

‫‪ .1‬من أهداف اإلنفاق يف اإلسالم حتقيق مبداء التعاون‪.‬‬

‫‪ .2‬و قد أقام رسول اهلل اجملتمع اإلسالمي األول على أساس من التعون و التكافل بني الناس‪.‬‬

‫‪ .3‬مبداء التعاون حيقق وحدة األمة اإلسالمية‪ :‬فال متييز بني جنس و لون و آخر‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إشعار الفرد مبشئوليته جتاه نفسه و أسرته و رفاعرة درجة جمتمعه يف تنشيط اقتصاده‪:‬‬

‫زوج و أوالد و أب وين و‬

‫‪ .1‬ح ق الف رد أن ينف ق من مال ه على نفس ه و على من تلزم ه نفقت ه من ٍ‬

‫أقاريب‪.‬‬

‫‪ .2‬أن ال يأطي املال فاسد يف اجملتمع و يف سبيل اهلل‪.‬‬

‫‪ .3‬أن يأطي الفضل للمجتمع سوف أن يبدل الفضل خري لك‪.‬‬

‫ذر الغف اري‪ ,‬أ ّن املال مل يس تفد من ال ذهب و‬

‫‪ .4‬ت ذكر على وض يفة املال‪ :‬كم ا كالقص ة أب و ّ‬
‫الفضة و كان إذا أخذ عطاعه خلادمه عما يكفيه ملدة عام‪ ,‬و ما بقي ينفقه يف سبيل اهلل‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬ختفيف الضغط و الطلب على موارد بيت املال‪ ,‬و اإلسهام مع الدولة يف القيام بأعباعها ‪:‬‬
‫‪ .1‬يتس ع نط ق اإلنف اق الع ام يف الدول ة اإلس المية‪ ,‬و يتحم ل بيت املال أعب اء ض خمة حتت اج إىل‬

‫موارد كثرية‪.‬‬

‫‪ .2‬إذا ال تقفي موارد الدولة حلد جاجة الرعية‪ ,‬فلذالك الدولة حتتاج إىل تدعيم من األفراد‪.‬‬

‫ضوابط اإلنفاق ىف االقتصاد اإلسالمى‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬التوصط ىف إلنفاق بني الفبذير و التقتري ‪:‬‬
‫‪ .1‬مهما كان املال كثري لدى اإلنسان فهو مطالب باحلد الوسط واالعتدال ىف إنفاقه‪ ،‬فال يصرف‬
‫(والَ‬
‫املال فيما يزيد عن حاجته‪ .‬كما ال يدفع املال الذى يدل على التقتري و الشخ والبخل‪َ .‬‬
‫مل حَمْ ُسوراً )‪ .‬فذلك يدل على‬ ‫ِ‬ ‫جَت عل ي َد َك م ْغلُولَةً ِإ ِ‬
‫ك َوالَ َتْب ُسطْها ُك َّل البَ ْسط َفَت ْقعُ َد َملُ ْو ً‬
‫ىل عُنُق َ‬
‫َ‬ ‫َْ ْ َ َ‬
‫أن البخي ل ح رم نفس ه من نعم ة املال فح رم األج ر و الث وب‪ ،‬واملس رف أس اء اس تعمال املال‪،‬‬
‫فحق عليهما احلسرة واللوم‪.‬‬
‫‪ .2‬إلس راف ىف نظ ر اإلس الم س فه ي وجب على منع ه و يق ود إىل االحنراف واالنغم اس ىف حي اة‬
‫الش يَ ِط ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َو‬ ‫اللهو واجملون‪ ،‬واتباع طريق الشيطان‪َ ( .‬والَ ُتبَ ِّذ َر َتْب ذيْراً‪ِ .‬إ َّن املبَ ِّذ ِريْ َن ك اَنُو ِإ ْخ َوا َن َ‬
‫ُ‬
‫ورا) { الفرقان ‪} 67 :‬‬ ‫َكا َن َ ِ ِ‬
‫الشْيطَ ُن لَربِّه َك ُف ً‬
‫‪ .3‬و من صور اإلسراف الىت هنى عنها اإلسالم التّعاىل ىف البنيان و التوسع فيه لغري ضرورة‪.‬‬
‫‪ .4‬و هنى اإلس الم عن اإلس راف ىف الطع ام و الش رب‪ ,‬أل ّن في ه من اإلض رار بض حة األب دان‪،‬‬
‫ب امل ْس ِرفِنْي )‬
‫ُ‬
‫وتبديد للمال و النعمة‪ (.‬و ُكلُو وا ْشربو والَ تُس ِرفُو ِإنَّه الَ حُيِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ َُ َ ْ‬
‫ُ‬
‫ثانيا ‪ -‬احلد من اإلنفاق عاىل الكماليات‬
‫‪ .1‬ك ان اإلس الم ي وجب التوس ط ىف اإلنف اق الض رورى و مين ع أيض اً على إلس راف ىف غ ري‬
‫الض روريات‪ ،‬مما نطل ق علي ه (الكمالي ات) و نع ىن هبا مض اهر ال رتف ال ىت حيرص عليه ا بعض‬
‫الناس للتباهى و التفاجر‪ .‬و تكثر النفقة على ذلك غري جائزة شرعا‪.‬‬
‫‪ .2‬و من ذلك أيضا ما ينفق ىف األعراس من وسائل الزينة الباهرة‪ ،‬وما يقدم من أطايب الطعام‬
‫ينفض الس امر و ينص رف املدعوون‪ .‬وه و تقلي د ال يع رف‬
‫والش رب‪ ،‬و يلقى أك ثره بع د أن ّ‬
‫اإلسالم إال ىف نطاق حمدود بغرض إعالن الزواج‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلسراف ىف الض روريات حمورما‪ ،‬و يكون حمرما ىف غري الض روريات‪ .‬أما النفقة فيما حمرمة‬
‫فهي باإلمجاع‪ ،‬كا لنفقة على اخلمر‪ ،‬و شراء آنية و الذهاب والفضة‪.‬‬

‫كل ما ميلك ‪:‬‬

‫ثالثا – ال يتنفق اإلنسان ّ‬
‫‪ .1‬اإليقاء على أكثر ما ميلكه اإلنسان مبدأ أقره اإلسالم‪ ،‬فال جيوز أن ينفق املرء مله كله‪ ،‬جىت‬
‫ولو كان ذلك ىف جمال الصدقة و العطاء‪.‬‬
‫‪ .2‬وم ا ينفق ه املرء ىف وج وه اخلري يكون من املال الزائ د عن احلاج ة‪ ،‬بع د القي ام حبق وق النفس و‬
‫العيال‪.‬‬
‫‪ .3‬و قد هنى املواىل سبحانه عن اإلسراف ىف التصدق بعد أداء الزكاة الواجبة‪.‬‬

‫السعة‬
‫رابعا – اإلنفاق على حسب ّ‬
‫ضوابط اإلنفاق العام ‪:‬‬
‫يقص د باإلنف اق الع ام ‪ :‬إخ راج ج زء من املال من بيت م ال املس لمني بقص د إش باع‬
‫حاجة عامة‪ .‬و قد يكون هذا اإلنفاق نقدا‪ ،‬و قد يكون عينا‪ ،‬ألن املوارد املالية نفسها تتنوع‬
‫عيين‪.‬‬
‫نقدي و ّ‬‫بني ّ‬
‫‪ .1‬أن يكون ويل األمر قدوة للناس ىف اإلنفاق العام‪ ،‬وىف إنفاقه الشخص كذلك‪.‬‬
‫‪ .2‬تنظيم استهالك السلع الرئسية‬
‫‪ .3‬توظيف املال العام واستثماره‪ ،‬وحتصيله‪ ،‬واحملافظة عليه‬
‫‪ .4‬االتزام باإلنفاق عاى املصارف الىت حددها الرشع‬
‫‪ .5‬مالئمة اإلنفاق العام للحالة اإلقتصادية السئدة‬
 ‫‪ .6‬خلو اإلنفاق من املعامالت الربوبية‬
‫‪ .7‬معاونة الدول الفقريةز‬

‫‪.1‬‬