You are on page 1of 12

‫‪ Definisi ghibah secara bahasa dan istilah‬‬

‫موسوعة األخالق اإلسالمية ‪ -‬الدرر السنية» (‪ 400 /٢‬بترقيم الشاملة آليا)‪:‬‬


‫«معنى الغيبة اصطالحا ً‪:‬‬
‫قال ابن التين‪( :‬الغيبة ذكر المرء بما يكرهه بظهر الغيب) (‪.)٤‬‬
‫إنسان مستور بما يَ ُغ ُّمه لو سمعه‪ .‬فإن كان صدقا ً‬
‫ٍ‬ ‫وعرفها الجوهري بقوله‪( :‬أن يتكلم خلف‬
‫ُس ِّم َي غيبَةً‪ ،‬وإن كان كذبا ً س ِّمي بُهتاناً) (‪.)٥‬‬
‫وقال زين الدين المناوي‪( :‬هي ذكر العيب بظهر الغيب بلفظ أو إشارة أو محاكاة) (‪»)٦‬‬

‫‪ Dampak buruk ghibah‬‬


‫«شرح رياض الصالحين البن عثيمين» (‪:)126 /٦‬‬
‫«‪ - ١٥٢٥‬وعن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬قلت للنبي صلى هللا عليه وسلم‌حسبك‌من‬
‫‌صفية‌كذا‌وكذا قال بعض الرواة‪ {:‬تعني قصيرة‪ ،‬فقال‪ :‬لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر‬
‫لمزجته قالت‪ :‬وحكيت له إنسانا ً فقال‪ :‬ما أحب أني حكيت إنسانًا وإن لي كذا وكذا رواه أبو‬
‫داود‪ ،‬والترمذي وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫ومعنى‪ :‬مزجته خالطته مخالطة يتغير بها طعمه‪ ،‬أو ريحه لشدة نتنها وقبحها‪ ،‬وهذا من أبلغ‬
‫الزواجر عن الغيبة‪ ،‬قال هللا تعالى‪{ :‬وما ينطق عن الهوى إن هو إال وحي يوحى}»‬
‫«شرح سنن أبي داود للعباد» (‪ 15 /٥٥٥‬بترقيم الشاملة آليا)‪:‬‬
‫«أورد حديث أبي برزة األسلمي رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪( :‬يا معشر‬
‫من آمن بلسانه ولم يدخل اإليمان قبله! ال تغتابوا المسلمين‪ ،‬وال تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من‬
‫اتبع عورتهم يتبع هللا عورته‪ ،‬ومن يتبع عورته يفضحه في بيته)‪.‬‬
‫قوله‪( :‬يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل اإليمان قلبه) هذا يدل على أن من يفعل مثل هذه‬
‫ت اَأل ْع َرابُ آ َمنَّا‬
‫األفعال عنده نقص في اإليمان أو نفاق؛ ألن قول هللا عز وجل في اآلية‪{ :‬قَالَ ِ‬
‫ان فِي قُلُوبِ ُك ْم} [الحجرات‪ ]١٤:‬فسرت‬ ‫قُلْ لَ ْم تُْؤ ِمنُوا َولَ ِك ْن قُولُوا َأ ْسلَ ْمنَا َولَ َّما يَ ْد ُخ ِل اِإل ي َم ُ‬
‫بتفسيرين‪ :‬فمنهم من قال‪ :‬إن المقصود بها أناس منافقون‪ ،‬وهذا هو الذي مشى عليه البخاري‬
‫رحمه هللا‪ ،‬ومنهم من قال‪ :‬إن المقصود بهم ليسوا منافقين‪ ،‬وإنما هم مؤمنون ناقصو اإليمان‪،‬‬
‫فعندهم ضعف في اإليمان وليسوا من المنافقين‪ ،‬أي‪ :‬أنهم لم يتمكن اإليمان في قلوبهم‪».‬‬
‫‪ Hukum gibah‬‬
‫«موسوعة األخالق اإلسالمية ‪ -‬الدرر السنية» (‪ 409 /٢‬بترقيم الشاملة آليا)‪:‬‬
‫«‌‌أقسام‌الغيبة‬
‫للغيبة ثالثة‌أقسام‪:‬‬
‫‪‌- ١‬الغيبة المحرمة‪:‬‬
‫وهي ذكرك أخاك المسلم في غيبته بما يكره بعيب فيه مخفي سواء كان هذا العيب خ َْلقي أم‬
‫ُخلُقي في دينه أو دنياه‪ ،‬وال شك أنه محرم في الكتاب والسنة واإلجماع‪ ،‬لألدلة الواردة سلفا ً‬
‫في هذا الباب‪.‬‬
‫قال ابن القيم – وهو يتحدث عن الغيبة ‪( :-‬وإذا وقعت على وجه ذم أخيك وتمزيق عرضه‬
‫والتفكه بلحمه والغض منه لتضع منزلته من قلوب الناس فهي الداء العضال ونار الحسنات‬
‫التي تأكلها كما تأكل النار الحطب) (‪.)١‬‬
‫‪ - ٢‬الغيبة الواجبة‪:‬‬
‫هي الغيبة التي بها يحصل للفرد نجاة مما ال يحمد عقباه أو مصيبة كانت محتملة الوقوع به‪،‬‬
‫مثل التي تطلب للنصيحة عند اإلقبال على الزواج لمعرفة حال الزوج‪ ،‬أو كأن يقول شخص‬
‫آلخر محذراً له من شخص شرير‪ :‬إن فالن يريد قتلك في المكان الفالني‪ ،‬أو يريد سرقة‬
‫مالك في الساعة الفالنية‪ ،‬وهذا من باب النصيحة‪.‬‬
‫‪ - ٣‬الغيبة المباحة‪:‬‬
‫كما أن الغيبة محرمة لما فيها من أضرار تمس الفرد‪ ،‬إال أنها مباحة بضوابطها لغرض‬
‫شرعي صحيح ال يمكن الوصول لهذا الغرض إال بهذه الغيبة‪ ،‬وبدون هذه الضوابط تصبح‬
‫محرمة‪.‬‬
‫‪ Ghibah Yang Diperbolehkan‬‬
‫(اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي ال يمكن الوصول إليه إال بها وهو ستة أبواب‪:‬‬
‫األول‪ :‬التظلم‪ ،‬فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغيرهما مما له والية أو‬
‫قدرة على إنصافه من ظالمه‪ ،‬فيقول‪ :‬ظلمني فالن كذا‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬االستعانة على تغيير المنكر ورد المعاصي إلى الصواب فيقول لمن يرجو قدرته على‬
‫إزالة المنكر‪ {:‬فالن يعمل كذا‪ ،‬فازجره عنه‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬االستفتاء‪ ،‬فيقول‪ :‬للمفتي‪ :‬ظلمني أبي أو أخي أو زوجي أو فالن بكذا‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم وذلك من وجوه منها‪:‬‬
‫‪ - ١‬جرح المجروحين من الرواة والشهود‪.‬‬
‫‪ - ٢‬المشاورة في مصاهرة إنسان أو مشاركته أو إيداعه أو معاملته أو غير ذلك‪.‬‬
‫‪ - ٣‬إذا رأى متفقها ً يتردد إلى مبتدع أو فاسق يأخذ عنه العلم‪ ،‬وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك‬
‫فعليه نصيحته ببيان حاله‪.‬‬
‫‪ - ٤‬أن يكون له والية ال يقوم بها على وجهها‪ ،‬إما أن ال يكون صالحا ً لها‪ ،‬وإما أن يكون‬
‫فاسقا ً ومغفالً فيجب ذكر ذلك لمن له عليه والية عامة‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أن يكون مجاهراً بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر ومصادرة الناس وأخذ‬
‫المكس وغيرها‪.‬‬
‫فهذه ستة أسباب ذكرها العلماء وأكثرها مجمع عليها‪ ،‬دالئلها من األحاديث الصحيحة‬
‫مشهورة) (‪.)٢‬‬
‫قال ابن األمير الصنعاني‪{:‬‬
‫الذم ليس بغيبة في ستة ‪ ...‬متظلم ومعرف ومحذر‬
‫ولمظهر فسقا ً ومستف ٍ‬
‫ت ومن ‪ ...‬طلب اإلعانة في إزالة منكر (‪)٣‬‬
‫(قال عيسى ال غيبة إال في ثالث‪ :‬إمام جائر وفاسق معلن وصاحب بدعة‪.‬‬
‫قال محمد بن رشد‪ :‬إنما لم يكن في هؤالء غيبة؛ ألن الغيبة إنما هي بأن يذكر من الرجل ما‬
‫يكره أن يذكر عنه لمن ال يعلم ذلك منه‪ ،‬واإلمام الجائر والفاسق المعلن قد اشتهر أمرهما‬
‫عند الناس‪ ،‬فال غيبة في أن يذكر من جور الجائر وفسق الفاسق ما هو معلوم من كل واحد‬
‫منهما‪ ،‬وصاحب البدعة يريد ببدعته ويعتقد أنه على الحق فيها وأن غيره على الخطأ في‬
‫مخالفته في بدعته فال غيبة فيه ألنه إن كان معلنا ً بها فهو يحب أن يذكر بها‪ ،‬وإن كان‬
‫مستتراً بها فواجب أن يذكر بها ويحفظ الناس من اتباعه عليها) (‪.)٤‬‬
‫فإذا وقعت الغيبة على وجه النصيحة هلل ورسوله وعباده المسلمين فهي قربة إلى هللا من‬
‫جملة الحسنات (‪.)٥‬‬
‫‌‌_________‬
‫(‪(( )١‬الروح)) البن القيم (ص‪.)٢٤٠‬‬
‫(‪(( )٢‬رياض الصالحين)) للنووي (‪ )١٨٢ /٢‬بتصرف‪.‬‬
‫(‪(( )٣‬سبل السالم)) البن األمير الصنعاني (‪.)١٩٤ /٤‬‬
‫(‪(( )٤‬البيان والتحصيل)){ ألبي الوليد ابن رشد القرطبي (‪.)٥٧٥ /١٧‬‬
‫(‪(( )٥‬الروح)) البن القيم (ص‪».)٢٤٠‬‬

‫[[سورة الحجرات‪ : )٤٩( ‬آية ‪]]١٢‬‬


‫ْض الظَّنِّ ِإ ْث ٌم َوال تَ َجس ُ‬
‫َّس{{وا َوال يَ ْغتَبْ‬ ‫ين آ َمنُ{{وا اجْ تَنِبُ{{وا{ َكثِ{{يراً ِم َن الظَّنِّ ِإ َّن بَع َ‬
‫ي{{ا َأيُّهَ{{ا الَّ ِذ َ‬
‫ْض{ ُك ْم بَعْض{ا ً َأي ُِحبُّ َأ َح{ ُد ُك ْم َأ ْن يَْأ ُك{ َل لَحْ َم َأ ِخي{ ِه َميْت{ا ً فَ َك ِر ْهتُ ُم{{وهُ َواتَّقُ{{وا{ هَّللا َ ِإ َّن هَّللا َ تَ{ َّوابٌ‬
‫بَع ُ‬
‫َر ِحي ٌم‪)١٢( ‬‬

‫ين آ َمنُ{{وا اجْ تَنِبُ{{وا{ َكثِ{{يراً ِم َن الظَّنِّ أي‪ :‬كون{{وا في ج{{انب‬


‫يقول الحق ج ّل جالله‪ :‬ي{{ا َأيُّهَ{{ا الَّ ِذ َ‬
‫منه‪ ،‬يقال‪:‬‬

‫جنَّبه الش ّر إذا أبعده عنه‪ ،‬أي‪ :‬جعله في جانب من{{ه‪ ،‬و‪« ‬جنّب»‪ ‬يتع{{دى إلى مفع{{ولين‪ ،‬ق{{ال‬
‫ي َأ ْن نَ ْعبُ{{{{ َد اَأْل ْ‬
‫ص{{{{نا َم‪ ، »٤« ‬ومطاو ُعه‪ :‬اجتنب‪ ،‬ينقص مفع{{{{والً‪،‬‬ ‫تع{{{{الى‪َ  :‬واجْ نُ ْبنِي َوبَنِ َّ‬
‫وإبهام‪ ‬أي قبيل هو‪َّ ،‬‬
‫فإن ِمن الظن ما يجب اتبا ُعه كالظن فيم{{ا ال ق{{اطع في{{ه من العملي{{ات‪،‬‬

‫وحسن الظن باهلل تعالى‪ ،‬ومنه ما يُحرم‪ ،‬وهو ما يُوجب نقصا ً باإللهيات والنب{{وات‪ ،‬وحيث‬

‫يخالفه قاطع‪ ،‬وظن السوء بالمؤمنين‪ ،‬ومنه ما يُباح‪ ،‬كأمور المعاش‪.‬‬

‫ْض الظَّنِّ ِإ ْث ٌم‪ ،‬تعليل لألمر باالجتناب‪ ،‬قال الزجاج‪ :‬هو ظنّك بأهل الخير سوءاً‪ ،‬فأم{{ا‬
‫ِإ َّن بَع َ‬
‫نظن بهم مثل الذي ظهر عليهم‪ ،‬وقيل المعنى‪ :‬اجتنبوا اجتنابا ً كث{{يراً من‬
‫أهل الفسق فلنا أن ّ‬

‫الظن‪ ،‬وتح{{ ّرزوا من{{ه‪ ،‬إن بعض الظن إثم‪ ،‬وَأ ْولى كث{{يرُه‪ ،‬واإلثم‪ :‬ال{{ذنب ال{{ذي يس{{تحق‬
‫َّ‬
‫الظن أك{{ذبُ‬ ‫صاحبه العقاب‪ ،‬وفي الحديث عنه صلّى هللا عليه وس{{لم‪« :‬إي{{اكم والظن‪ ،‬ف{{إن‬

‫الحديث»‪ ، »١« ‬فالواجب أالَّ يعتمد على مجرد الظن‪ ،‬فيعمل به‪ ،‬أو يتكلم بحسبه‪.‬‬

‫قال ابن عطية‪ :‬وم{{ا زال أول{{و الع{{زم يحترس{{ون من س{{وء الظن‪ ،‬ويجتنب{{ون ذرائعه‪ .‬ق{{ال‬

‫النووي‪ :‬واعلم أن س{{وء الظن ح{{رام مث{{ل الق{{ول‪ ،‬فكم{{ا يح{{رم أن تح{ ّدث غ{{ي َرك بمس{اوئ‬

‫إنسان يحرم أن تُحدِّث نفس{{ك ب{{ذلك‪ ،‬وتس{{يء الظن ب{{ه‪ ،‬والم{راد‪ :‬عق{ ُد القلب وحك ُم{{ه على‬

‫{و‬ ‫ُ‬
‫وحديث النفس‪ ،‬إذا لم يستقر ويس{{تمر علي{{ه ص{{احبه‪ ،‬فمعف{ ٌّ‬ ‫غيره بالسوء‪ ،‬فأما الخواطرُ‪،‬‬

‫عنه باتفاق ألنه ال اختيا َر له في وقوعه‪ ،‬وال طريق له إلى االنفكاك عنه‪ .‬هـ‪.‬‬
‫وقال في التمهيد‪ :‬وقد َ‬
‫ثبت عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪« :‬ح { ّرم هللا من الم{{ؤمن‪:‬‬
‫ُظن ب{ه إال الخ{ير»‪ . »٢« ‬هـ‪ .‬ونق{ل أيض{ا ً أن عم{ ُر ُ‬
‫بن عب{د‬ ‫د َمه ومالَ{ه و ِع َ‬
‫رض{ه‪ ،‬وأال ي َّ‬

‫العزيز كان إذا ُذكر عنده رجل بفضل أو صالح‪ ،‬قال‪ :‬كيف هو إذا ُذكر عنده إخوانُه؟‪ ‬فإن‬

‫قالوا‪ :‬ينتقص منهم‪ ،‬وينال منهم‪ ،‬قال عمر‪ :‬ليس هو كما تقولون‪ ،‬وإن قالوا‪ :‬إنه يذ ُك ُر منهم‬

‫جميالً‪ ،‬ويُحس{{ن الثن{{اء عليهم‪ ،‬ق{{ال‪ :‬ه{{و كم{{ا تقول{{ون إن ش{{اء هللا‪ .‬هـ‪ .‬وفي الح{{ديث‬
‫أيضا ً‪« :‬خصلتان ليس فوقهما شيء من الخ{{ير‪ ،‬ح ْ‬
‫ُس{ن الظنِّ باهلل‪ ،‬وح ْ‬
‫ُس{ن الظن بعب{{اد هللا‪.‬‬

‫وخصلتان ليس فوقهما شي ٌء ِمن الشرِّ ‪ ،‬سُو ُء الظن باهلل‪ ،‬وسوء الظن بعباد هللا»‪. ‬‬

‫تجس{س األم{{ر‪ :‬إذا تطلّب{{ه‬


‫َوال تَ َج َّسسُوا ال تبحثوا عن عورات المس{{لمين ومع{{ايبهم‪ ،‬يق{{ال‪ّ  :‬‬

‫وبحث عن{{ه‪ ،‬تَفع { ٌل من‪ :‬الجسّ ‪ .‬وعن مجاهد‪ُ  :‬خ{{ذوا م{{ا ظه{{ر و َدع{{وا م{{ا س{{تر هللا‪ .‬وق{{ال‬

‫سهل‪ :‬ال تبحثوا{ عن طلب ما ستر هللا على‬

‫«الكثير»‪ ‬إليجاب التأ ُّمل في كل ظن‪ ،‬حتى يعلم من‬

‫عباده‪ ،‬وفي الحديث‪« :‬ال تتبعوا عورات المسلمين َّ‬


‫فإن َمن تتبَّع عورات المس{{لمين تتبَّع هللا‬

‫عورته حتى يفضحه ولو في جوف بيته»‪. »١« ‬‬

‫التجس{س علي{{ه‪ ،‬و َمن اش{{تهر بش{{رب خم{{ر‬


‫ُّ‬ ‫قال ابن عرفة‪َ  :‬من هو مستور الحال فال يح{ ّل‬

‫ونحوه فالتجسُّس عليه مطلوب أو واجب‪ .‬هـ‪ .‬قلت‪ :‬معناه‪ :‬التجسُّس عليه بالشم ونحوه ليُقام‬

‫عليه الحد‪ ،‬ال دخول داره لينظر م{{ا فيه{{ا من الخم{{ر ونح{{وه‪ ،‬فإن{{ه منهي عن{{ه‪ ،‬وأ ّم{{ا فع{{ل‬

‫عمر‪ -‬رضي هللا عنه‪ -‬فحا ٌل غالبة‪ ،‬يقتصر عليها في محلها‪ .‬وانظر الثعلبي‪ ،‬فق{{د ذك{{ر عن‬

‫عمر رضي هللا عنه أنه فعل من ذلك أموراً‪ ،‬ومجملها ما ذكرنا‪.‬‬
‫التجس {س‪ -‬ب{{الجيم‪-‬‬
‫ُّ‬ ‫وقرئ بالحاء‪ ، »٢« ‬من‪« ‬الحس»‪ ‬الذي هو أثر الجس وغايت{{ه‪ ،‬وقيل‪ :‬‬

‫التجس {س‪ -‬أي‪ :‬ب{{الجيم‪ -‬في‬


‫ُّ‬ ‫يكون بالسؤال‪ ،‬وبالحاء يكون باالطالع والنظر‪ ،‬وفي اإلحياء‪ :‬‬

‫تطلُّع األخبار‪ ،‬والتحسُّس بالمراقبة بالعين‪ .‬هـ‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪  :‬التجسُّس‪ -‬بالجيم‪ -‬في الشر‪ ،‬وبالحاء في الخير‪ ،‬وقد يتداخالن‪.‬‬

‫والحاصل‪ :‬أنه يجب ترك البحث عن أخبار الناس‪ ،‬والتم{{اس المع{{اذر‪ ،‬ح{{تى يُحس{{ن الظن‬

‫فإن التجسُّس هو السبب في الوقوع في الغيبة‪ ،‬ول{{ذلك ق َّدم{{ه الح{{ق‪ -‬تع{{الى‪ -‬على‬
‫بالجميع‪َّ ،‬‬
‫بعض{{{كم بعض{{{ا ً‬
‫ُ‬ ‫ْض{{{ ُك ْم بَعْض{{{ا ً أي‪ :‬ال ي{{{ذكر‬
‫النهي عن الغيب{{{ة‪ ،‬حيث ق{{{ال‪َ  :‬وال يَ ْغتَبْ بَع ُ‬
‫بسوء‪ .‬فالغيبة‪ :‬الذك ُر بالعيب في ظهر الغيب‪ ،‬من االغتياب‪ ،‬كال ِغ ْيلَ { ِة من االغتي{{ال‪ .‬وس{{ئل‬

‫صلّى هللا عليه وسلم عن الغيبة‪ ،‬فقال‪ِ « :‬ذ ْكرُك أخاك بما يكره‪ ،‬ف{{إن ك{{ان في{{ه فق{{د اغتبت{{ه‪،‬‬

‫وإن لم يكن فيه فقد بَهَتَّه»‪. »٣« ‬‬

‫وعن معاذ‪ :‬كنا مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ف َذ َكر القو ُم رجالً‪ ،‬فقالوا‪ :‬ال يأكل إال إذا‬

‫ُأطعم‪ ،‬وال يرحل إال إذا رُحِّ ل‪ ،‬فما أضعفه! فقال عليه السالم‪« :‬اغتبتم أخاكم»‪ ، ‬فقالوا‪ :‬ي{{ا‬

‫رسول هللا‪ ،‬أ َو غيب{{ة أن يُح{ َّدث بم{{ا في{{ه؟‪ ‬ق{{ال‪« :‬فَ َح ْس{بُكم غيب{ةً أن تُح{دِّثوا عن أخيكم بم{{ا‬

‫فيه»‪ . »٤« ‬قال أبو هريرة‪ :‬قام رجل من عند النبي صلى هللا عليه وس{{لم ف{{رَأ ْوا في قيام{{ه‬

‫َعجْ{{ زاً‪ ،‬فق{{الوا‪ :‬ي{{ا رس{{ول هللا‪ ،‬م{{ا أعج{{ز فالن{{اً! فق{{ال علي{{ه الس{{الم‪َ« :‬أ َك ْلتُم لحْ َم أخيكم‬

‫واغتبتموه»‪. » ‬‬

‫قال النووي‪ :‬الغيبة‪ :‬ك ّل ما أفهمت به غي َرك نقصان مسلم عاقل‪ ،‬وهو حرام‪ .‬هـ‪ .‬قوله‪ :‬م{{ا‬

‫والتع{{ريض واإلش{{ارة ب{{العين‬


‫َ‬ ‫أفهمت ‪ ...‬الخ‪ ،‬يتن{{اول اللف{{ظ الص{{ريح والكناي{{ة والرم{{ َز‬

‫والرأس‪ ،‬والتحكية بأن يفعل مثلَه‪ ،‬كالتعارج‪ ،‬أو يحكي كال َمه على هيئت{{ه ليُض{{حك غ{{يره‪،‬‬

‫فهذا كله حرام‪ ،‬إن فهَم المخاطَ ب تعيين الشخص المغتاب‪ ،‬وإال فال بأس‪ ،‬وهللا تعالى أعلم‪.‬‬

‫وال فرق بين غيبة الحي والميت‪ ،‬لما ورد‪َ « :‬من شت َم ميتا ً أو اغتابه فكأنما ش{{تم أل{{ف ن{{بي‪،‬‬
‫ألف ملَك‪ ،‬وأحبط هللا له عم{{ل س{{بعين س{{نة‪ ،‬ووض{{ع على قدم{{ه‬
‫و َمن اغتابه فكأنما اغتاب َ‬
‫سبعين كيةً من نار»‪. »١« ‬‬

‫والسامع للغيبة كالمغتاب‪ ،‬إالَّ أن يُ َغ{{ير أو يق{{وم‪ ،‬وورد عن الش{{يخ أبي الم{{واهب التونس{{ي‬

‫الش{{اذلى أن الن{{بي ص{{لى هللا علي{{ه وس{{لم ق{{ال له‪« :‬ف{{إن ك{{ان وال ب{{د من س{{ماعك غيب{{ة‬

‫الناس‪ -‬أي‪ :‬وقع منك‪ -‬فاقرأ سورة اإلخالص والمع{{وذتين‪ ،‬واه{ ِد ثوابه{{ا للمغت{{اب ف{{إن هللا‬

‫يُرضيه عنك بذلك»‪ . ‬هـ‪.‬‬

‫ب الن{{اس‪ .‬هـ‪ .‬وتش{{بيههم ب{{الكالب في‬


‫وعن ابن عب{{اس رض{{ي هللا عنه‪ :‬الغيب{{ة إدا ُم كال ِ‬
‫التمزي{{ق والتخري{{ق‪ ،‬فهم يُمزق{{ون أع{{راض الن{{اس‪ ،‬ك{{الكالب على الجيف{{ة‪ ،‬ال يطيب لهم‬

‫مجلسٌ إال بذكر عيوب الناس‪ .‬وفي الحديث‪« :‬رأيت ليلة ُأس{{ري بي رج{{االً لهم أظف{{ار من‬
‫نحاس‪ ،‬يَ ْخ ُ‬
‫مش{ون وج{{وههم ولح{{و َمهم‪ ،‬فقلت‪َ  :‬م ْن ه{{ؤال ِء ي{{ا جبري{{ل؟‪ ‬فق{{ال‪ :‬ه{{ؤالء ال{{ذين‬

‫يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم»‪. »٢« ‬‬

‫َأي ُِحبُّ َأ َح ُد ُك ْم َأ ْن يَْأ ُك َل لَحْ َم َأ ِخي ِه َميْتاً‪ ،‬ه{{ذا تمثي{{ل وتص{{وير لم{{ا ينالُ{{ه المغت{{اب من ِع{‬
‫{رض‬
‫ِ‬
‫ب على أفحش وجه‪ .‬وفيه مبالغات‪ ،‬منها‪ :‬االستفهام الذي معناه التقرير‪ ،‬ومنها‪ :‬فع{{ ُل‬
‫المغتا ِ‬
‫ما هو الغاية فى الكراهة موصوالً بالمحبة‪ ،‬ومنها‪ :‬إسناد الفعل إلى َأ َح ُد ُك ْم إشعاراً َّ‬
‫بأن أحداً‬

‫ِمن األحدين ال يُحبُّ ذلك‪ ،‬ومنها‪ :‬أن{{ه لم يقتص{{ر على تمثي{{ل االغتي{{اب ب{{أ ك{{ل لحم مطل{{ق‬

‫اإلنس{{ان‪ ،‬ب{{ل جعل{{ه أخ {ا ً لآلك{{ل‪ ،‬ومنها‪ :‬أن{{ه لم يقتص{{ر على أك{{ل لحم األخ ح{{تى جعل{{ه‬

‫ميتا ً‪ .‬وعن قتادة‪ :‬كما تكره إن وجدت جيفة ُم َد ّودة أن تأكل منها كذلك فا ْك َره لحم أخيك‪ .‬هـ‪.‬‬

‫ول َّما قررهم بأن أحداً منهم ال يُحب أكل جيفة أخيه عقَّب ذلك بقوله‪ :‬فَ َك ِر ْهتُ ُم{{وهُ أي‪ :‬وحيث‬

‫كان األمر كما ُذكر فقد كرهتموه‪ ،‬فكما تحققت كراهتُكم له باستقامة العقل فا ْك َرهوا م{{ا ه{{و‬

‫نظيره باستقامة الدين‪.‬‬


‫َواتَّقُوا هَّللا َ في ترك ما أ ِمرتم باجتنابه‪ ،‬والندم على ما ص َدر منكم منه‪ ،‬ف{{إنكم إن اتقيتم وتُبتم‬

‫تقبَّل هللا ت{{وبتكم‪ ،‬وأنعم عليكم بث{{واب المتقين الت{{ائبين‪ِ ،‬إ َّن هَّللا َ تَ{ َّوابٌ َر ِحي ٌم مب{{الغ في قب{{ول‬

‫التوبة‪ ،‬وإفاضة الرحمة‪ ،‬حيث جعل التائب َك َمن ال َذنَب لَهُ‪ ،‬ولم يخص تائبا ً دون تائب‪ ،‬بل‬

‫يعم الجميع‪ ،‬وإن كثرت ذنوبه‪.‬‬

‫رُوي َّ‬
‫أن س{{لمان ك{{ان يخ{{دم رجلين من الص{{حابة‪ ،‬ويُص{{لح طعا َمهم{{ا‪ ،‬فن{{ام عن ش{{أنه‬

‫يوم{اً‪ ،‬فبعث{{اه إلى رس{{ول هللا ص{{لى هللا علي{{ه وس{{لم فق{{ال‪« :‬م{{ا عن{{دي ش{{يء»‪ ‬فأخبرهم{{ا‬

‫سلمان‪ ،‬فقاال‪ :‬لو بعثناه إلى ب{{ئر َس{ميح ٍة لَغ{{ار َماُؤ ها‪ .‬فلم{{ا ج{{اءا إلى رس{{ول هللا ص{{لى هللا‬

‫علي{{{ه وس{{{لم ق{{{ال لهما‪« :‬م{{{الى َأرى حُم{{{ َرةَ اللَّحم في َأ ْفوا ِه ُكم{{{ا؟»‪ ‬فق{{{اال‪ :‬م{{{ا تناولن{{{ا‬

‫لَحْ ماً‪ ،‬فقال‪« :‬إنكما قد ا ْغتَبتُما‪َ ،‬من اغتاب مسلما ً فقد أكل لحمه»‪ ، ‬ثم قرأ اآلية‪. »١« ‬‬

‫وقيل‪ :‬غيبة الخلق إنما تك{{ون بالغيب{{ة عن الح{{ق‪ .‬هـ‪ .‬قال{{ه النس{{في‪ .‬ق{{ال بعض{{هم‪ :‬والغيب{{ة‬

‫صاعقة الدين‪ ،‬ف َمن أراد أن يُف ّرق حسناته يمينا ً وشماالً فليغتب الناس‪ .‬وقيل‪ :‬مث{ ُل ص{احب‬

‫الغيبة مثل َمن نص{{ب منجنيق{ا ً فه{{و ي{{رمي ب{{ه حس{{ناته يمين{ا ً وش{{ماالً‪ ،‬ش{{رقا ً وغرب{اً‪ .‬هـ‪.‬‬

‫واألحاديث والحكايات في ذم الغيبة كثيرة‪ ،‬نجانا هللا منها بحفظه ورعايته‪.‬‬

‫وهل هي من الكبائر أو من الصغائر؟ خالف‪ ،‬ر ّجح ب َعضٌ أنها من الصغائر لعموم البلوى‬
‫بها‪ ،‬قال بعضهم‪ :‬هي فاكهةُ الق{{راء‪ ،‬ومرات{ ُع النس{{اء‪ ،‬وبس{ ُ‬
‫{اتين المل{{وك‪ ،‬ومزبل{{ة المتقين‪،‬‬

‫وإدام كالب الناس‪ .‬هـ‪. »٢« ‬‬


‫َّ‬
‫الظن فيما لم يصدر‬ ‫الناس بعين الجمع ع َذرهم فيما يصد ُر منهم‪ ،‬وحسَّن‬
‫َ‬ ‫اإلشارة‪َ  :‬من نظر‬

‫منهم‪ ،‬وعظَّم الجميع‪ ،‬و َمن نظرهم بعين الفرق طال خص{مه معهم فيم{ا فَعل{وا‪ ،‬وس{اء ظنُّه‬

‫بهم فيما لم يفعلوا‪ ،‬وص َّغرهم حيث لم ي{ َر منهم م{{ا ال يُعجب{{ه‪ ،‬فالس{{المةُ‪ :‬النظ{{ر إليهم بعين‬
‫الجم{{ع‪ ،‬وإقام{{ةُ الحق{{وق عليهم في مق{{ام الف{{رق‪ ،‬قيام{{ا ً بالحكم{{ة في عين الق{{درة‪ .‬وفي‬

‫الحديث‪« :‬ثالثة دبّت لهذه األمة الظن‪ ،‬والطيرة‪ ،‬والحسد»‪ ‬قيل‪ :‬فما النجاة؟‪ ‬قال‪:‬‬


‫َ‬
‫حسدت فال تبغ»‪ »٣« ‬أو كما‪ -‬ق{{ال علي{{ه‬ ‫فامض‪ ،‬وإذا‬
‫ِ‬ ‫«إذا ظننت فال تحقّق‪ ،‬وإذا تَطَي َ‬
‫َّرت‬
‫السالم‪ .‬ق{ال القش{يري‪ :‬النفسُ ال تُص{ َّدق‪ ،‬والقلب ال ي َّ‬
‫ُك{ذب‪ ،‬والتمي{ي ُز بينهم{ا ُم ْش{ ِكلٌ‪ ،‬و َمن‬

‫ت عليه من حظوظه بقيةٌ‪ -‬وإن قلّت‪ -‬فليس له أن يَ{ َّدعي بي{ َ‬


‫{ان القلب‪ -‬أي‪ :‬اس{{تفتاءه‪ -‬ب{{ل‬ ‫بَقِيَ ْ‬

‫يته َم نفسه ما دام عليه شيء من نفسه‪ ،‬ويجب أن يتهم نَ ْف َسه في كل م{{ا يق{{ع ل{{ه من نقص{{ان‬

‫غيره‪ ،‬هذا أمير المؤمنين عم ُر قال وهو يخطب الن{{اس‪ُ « :‬ك{ ّل الن{ ِ‬


‫{اس أفق{{ه من عم{{ر ح{{تى‬

‫النساء»‪ . »٤« ‬هـ‪.‬‬

‫التجس {س عن أخب{{ار الن{{اس من عالم{{ة اإلفالس‪ ،‬ق{{ال‬


‫ُّ‬ ‫قول{{ه تع{{الى‪َ  :‬وال تَ َجس ُ‬
‫َّس {وا‪ ..‬الخ‪،‬‬

‫التجس{س‬
‫ُّ‬ ‫القشيري‪ :‬العارف ال يتف ّرغ من شهود الح ِّ‬
‫ق إلى شهود الخلق‪ ،‬فكي{{ف يتف{ ّرغ إلى‬

‫عن أحوالهم؟! ألن َمن اش{{تغل بنفس{{ه ال يتف{ َرغ إلى الخل{{ق‪ ،‬و َمن اش{{تغل ب{{الحق ال يتف{رّغ‬

‫لنفسه‪ ،‬فكيف إلى غيره؟! هـ‪.‬‬

‫ض ُك ْم بَعْضاً‪ ،‬ليست الغيبة خاص{{ة باللس{{ان في ح{{ق الخاص{{ة‪ ،‬ب{{ل‬


‫قوله تعالى‪َ  :‬وال يَ ْغتَبْ بَ ْع ُ‬
‫تكون أيضا ً بالقلب‪ ،‬وحديث النفس‪ ،‬فيُعاتبون عليها كما تُع{{اتَب العام {ةُ على غيب{{ة اللس{{ان‪،‬‬

‫وتذ ّكر قضية الجنيد مع الفقير الذي رآه يسأل‪ ،‬وهي مش{{هورة‪ ،‬وتق { ّدمت حكاي{{ة أبي س{{عيد‬

‫أن َمن وج{{د في قلب{{ه غيب{ةً ألخي{{ه‪ ،‬ولم يعم{{ل في‬


‫الخراز‪ ،‬ونقل الكواشي عن أبي عثمان‪َّ  :‬‬

‫صرف ذلك عن قلبه بالدعاء له خاصة‪ ،‬والتضرُّ ع إلى هللا بأن يُخلِّ َ‬
‫صه منه أخاف أن يبتليه‬

‫هللا في نفسه بتلك المعايب‪ .‬هـ‪ .‬قال القشيري‪ :‬وعزي ٌز رؤي{ةُ َمن ال يغت{{اب أح{{داً بين ي{ديك‪.‬‬

‫هـ‪ .‬وقد أبيحت الغيبة في أمور معلوم{{ة‪ ،‬منها‪ :‬التح{{رُّ ز من{{ه لئال يق{{ع االغ{{ترار بكالم{{ه أو‬

‫صحبته‪ ،‬والترك أسلم وأنجى‪.‬‬


‫بيان األسباب التي بها يتيسر قيام الليل‬

‫اعلم أن قيام الليل عسير على الخلق إال على من وفق للقيام بش{{روطه الميس{{رة ل{{ه ظ{{اهراً‬

‫وباطنا ً فأما الظاهرة فأربعة أمور األول َأ ْن اَل يُ ْكثِ َر اَأْل ْك َل فَيُ ْكثِ َر ال ُّشرْ َ‬
‫ب فَيَ ْغلِبَهُ النوم ويثقل‬

‫عليه القيام كان بعض الشيوخ يقف على المائدة كل ليلة ويقول معاش{{ر المري{{دين ال ت{{أكلوا‬

‫كثيراً فتشربوا كثيراً فترقدوا كثيراً فتتحسروا عند الموت كث{{يراً وه{{ذا ه{{و األص{{ل الكب{{ير‬

‫وهو تخفيف المعدة عن ثقل الطعام الثاني أن ال يتعب نفسه بالنهار في األعم{{ال ال{{تي تعي{{ا‬
‫ك ْالقَ ْيلُولَةَ‬
‫بها الجوارح وتضعف بها األعصاب فإن ذلك أيضا ً مجلبة للنوم الثالث َأ ْن اَل يَ ْت ُر َ‬
‫ار فَِإنَّهَا ُسنَّةُ لالستعانة على قيام اللي{{ل (‪ )١‬الراب{{ع أن ال يحتقب األوزار بالنه{{ار ف{{إن‬
‫بِالنَّهَ ِ‬
‫ذلك مما يقسي القلب ويحول بينه وبين أسباب الرحمة قال رج{{ل للحس{{ن ي{{ا أب{{ا س{{عيد إني‬

‫أبيت معافى وأحب قيام الليل وأع{د طه{وري فم{ا ب{الي ال أق{وم فق{ال ذنوب{ك قي{دتك وك{ان‬

‫الحسن رحمة هللا إذا دخل السوق فسمع لغطهم ولغوهم يقول أظن أن ليل هؤالء لي{{ل س{{وء‬

‫فإنهم ال يقيلون وقال الثوري حرمت قي{{ام اللي{{ل خمس{{ة أش{{هر ب{{ذنب أذنبت{{ه قي{{ل وم{{ا ذاك‬

‫الذنب قال رأيت رجالً يبكي فقلت في نفسي هذا مراء وق{{ال بعض{{هم دخلت على ك{{رز بن‬

‫وبرة وهو يبكي فقلت أتاك نعي بعض أهلك فقال اشد فقلت وجع يؤلمك ق{{ال أش{{د قلت فم{{ا‬

‫ذاك قال بابي مغلق وستري مسبل ولم أقرأ حزبي البارحة وما ذاك إال بذنب أحدثت{{ه وه{{ذا‬

‫ألن الخير يدعو إلى الخير والشر ي{{دعو إلى الش{{ر والقلي{{ل من ك{{ل واح{{د منهم{{ا يج{{ر إلى‬

‫الكثير ولذلك قال أبو سليمان الداراني ال تفوت أحداً صالة الجماعة إال ب{{ذنب وك{{ان يق{{ول‬

‫االحتالم بالليل عقوبة والجنابة{ بعد وقال بعض العلماء إذا صمت يا مسكين فانظر عند من‬

‫تفطر وعلى أي شيء تفطر فإن العبد ليأكل أكلة فينقلب قلبه عم{ا ك{ان علي{ه وال يع{ود إلى‬

‫حالته األولى فالذنوب كلها تورث قساوة القلب وتمنع من قيام الليل وأخصها بالتأثير تناول‬
‫الح{{رام وت{{ؤثر اللقم{{ة الحالل في تص{{فية القلب وتحريك{{ه إلى الخ{{ير م{{ا ال ي{{ؤثر غيره{{ا‬

‫ويعرف ذلك أهل المراقبة للقلوب بالتجربة بعد شهادة الشرع له ولذلك قال بعض{{هم كم من‬

‫أكلة منعت قيام ليلة وكم من نظرة منعت قراءة سورة وإن العبد ليأك{{ل أكل{{ة أو يفع{{ل فعل{{ة‬

‫فيحرم بها قيام سنة وكما إن الصالة تنهي عن الفحشاء والمنكر فك{{ذلك الفحش{{اء تنهى عن‬

‫الصالة وسائر الخيرات وقال بعض السجانين‬

‫‪--------‬‬

‫ص‪ - 356‬كتاب إحياء علوم الدين ‪ -‬فضيلة قيام الليل ‪ -‬المكتبة الشاملة‬

‫‪--------‬‬

‫‪ Gibah Dapat Mencegah Kebaikan‬‬


‫جامع األصول الطرق الصوفية‪/‬للسيد أحمد النقشبندي الخالدي‪/120‬‬
‫وأما الغيبة فقال هللا تعالى‪ :‬أيحب أحدكم أن يأكل للحم أخيه ميتا‪ .‬فأوحى هللا تعالى‬
‫إلى موسى (عم) من مات وهو تائب من الغيبة فهو آخر من يدخل الجنة» ومن‬
‫مات وهو مصر عليها فهو أول من يدخل النار‪.‬‬
‫وقيل و َمثل الذين يغتابون الناس كمثل من نصب منجنيقا ً يرمي به حستاته شرقا ً‬
‫وغرباً‪.‬‬
‫وقيل يعطى الرجل كتابه فيرى فيه حسنات لم يعملها فيقال‪ :‬هذا بما اغتابك الئاس‬
‫وأنت ال تشعر‪.‬‬
‫وسثل القوري عن قوله عم من بغض أهل البيت للحمين فقال‪ :‬هم الذين يغتابون‬
‫الناس ويأكلون لحومهم‪.‬‬
‫وذكرت الغيبة عند عيد هللا بن الميارك فقال‪ :‬لو كنت مغتابا ً أحداً الغتبت والد ّ‬
‫ي‬
‫ألنهما أحق الناس بحستاتي‬
‫ى وقال‪ :‬بلغني أنك أهديت إلى حسناتك فكافتتك بقدر اإلمكان‪.‬‬
‫وقال عليه السالم‪ :‬من ألقى جلباب الحياء فال غيبة له‪.‬‬
‫وقال عليه السالم‪ :‬ليس للفاسق غيبة‬
‫وقال الجنيد رأيت فقيراً عليه العياء وهو يسأل فقلت{ في نفسي لو أن هذا عمل‬
‫عمالً يصون به وجهه لكان أحب إليهء فلما انصرفت إلى بيتي وشرعت في وردي‬
‫ثقل علي جميع أنواعه قئمت عنهاءفرايت{ ذلك الفقير وقد جيء به على خوان وقيل‬
‫لي كل لحمة فقد أغتبته فقلت إنما قلت ذلك في نفسي فقيل لي بمثلك ال يليق به ذلك‬
‫فاستحله» فلما أصحيت{ ذهيت ولم أزل أطوف حتى وجدته في موضع يتلفظ في‬
‫كناسة البقالين في النهر عروقا ً من البقل» فسلمت عليه فقال لي‪ :‬يا أبا اقاسم تعود»‬
‫فقلت ال فقال غفر هللا لنا ولك الحمد وفيه أحاديث ال تحصى‬
‫ض ُك ْم بَعْضاً‪ ،‬ليست الغيبة خاصة باللسان في حق‬
‫‪ ‬قوله تعالى‪َ  :‬وال يَ ْغتَبْ بَ ْع ُ‬
‫الخاصة‪ ،‬بل تكون أيضا ً بالقلب‪ ،‬وحديث النفس‪ ،‬فيُعاتبون عليها كما تُعاتَب‬
‫العامةُ على غيبة اللسان‪،‬‬
‫‪ ‬وقال الثوري حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته قيل وما ذاك الذنب قال‬
‫رأيت رجالً يبكي فقلت في نفسي هذا مراء‬

You might also like