You are on page 1of 102

‫الشيخ‬ ‫لسماحة‬

‫باز‬ ‫بن‬ ‫عبدالله‬ ‫بن‬ ‫عبدالعزيز‬


‫احمة الله‬
‫بيان التوحيد‬
‫به الرسل جميط‬ ‫الده‬ ‫بعث‬ ‫الذي‬
‫وبعث به ظ تمهم محمدأصلى الله عليه وسلم‬

‫الشئ‬ ‫سط حة‬ ‫ظنيف‬


‫عبدالعزيز بن عبدالله بن؟ ز‬
‫رحمه ائ@ه‬
‫بيات التوحيد‬
‫الذي بعث الده به الرسل جميعآ‬
‫وبعث به خاتمهم محمدا صلى الده عليه وسلم‬

‫الشئ‬ ‫سماحة‬ ‫تاليف‬


‫عبدالعزيز بن عبد@ دله بن باز‬
‫رحمه @لئه‬
‫‪ 4 2 2‬ا@‬ ‫للدعوة و@لارثاد بسلطانة‪،‬‬ ‫تي @لكب ايعلىني‬
‫فهد الوطنية لمممناء‪/‬لنشر‬ ‫مكتة لللك‬ ‫فهرسة‬
‫عبد@لث@‬ ‫لز ين‬ ‫@بلاز‪ .‬عبد@‬
‫خ@لمم عمدأ‬ ‫له‬
‫يه @لرسل جميعأيحث‬ ‫@ دد‬ ‫ش‬ ‫@لتمحيد@لذي‬ ‫س@ان‬

‫@ل@لص‪.‬‬ ‫ه‪-‬‬ ‫ط‬ ‫صلى@لله عليه‬


‫رسلم‪-‬‬
‫‪2*17‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫سم‬ ‫‪ 1‬عر‪،،‬‬
‫للا ‪ 8-.‬لأ@ أ‬ ‫‪"-‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1-‬‬
‫ردمك‬
‫@لترحيد@م @لحندان‬ ‫ا‪-‬‬

‫‪2 2 / 1 67‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪0‬‬

‫دروكط‬

‫‪22‬‬

‫ا‪2‬لإيدا ‪7‬للأ‪8/‬‬
‫@‬ ‫‪11‬‬

‫يالتحلهيص @يف@طة‬ ‫حقالق @لحلف‬

‫السادسة‬ ‫الطبعة‬
‫بيان @لتوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬

‫بمتمص الله الرخصق الرحيص‬

‫مقدمة‬

‫الحمد دته رب العالمين‪ ،‬والصلاة والسلام‬


‫اله‬ ‫على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد‪ ،‬وعلى‬
‫وأصحابه أجمعين‪ ..‬أما بعد‪:‬‬

‫فهذه ثلاث كلمات في التوحيد من كتابي‬


‫متنوعة)‪:‬‬ ‫فتاوى ومقا لات‬
‫(مجموع‬
‫الأولى‪ :‬حقيقة التوحيد والشرك‪.‬‬
‫من‬ ‫والثانية‪ :‬توحيد المرسلين‪ ،‬وما يضاده‬

‫ا لكفر‬
‫توضيح معنى الشرك بالله‬
‫بعنوان‪( :‬بيان‬ ‫كتاب واحد‬ ‫رأيت جمعها في‬
‫به‬ ‫وبعث‬ ‫الرسل جميعأ‪،‬‬ ‫الله به‬ ‫بعث‬ ‫التوحيد الذي‬
‫عليه وسلم)‪ ،‬وذلك‬ ‫الله‬
‫خاتمهم محمدا صلى‬
‫مساهمة مني في بيان التوحيد‪ ،‬والتحذير من الشرك‬
‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫من‬ ‫العالم الإسلامي‪،‬‬ ‫بلاد‬ ‫من‬ ‫الذي انتثر في كثير‬


‫الأولياء والصالحين والتوسل بهم بعد موتهم‪،‬‬
‫دعاء‬

‫والبناء على القبور والنذر لها والطواف حولها‪ ،‬وغير‬


‫به‬ ‫ذلك من الأمور القادحة في التوحيد الذي‬
‫بعث الله‬

‫الرسل جميعا‪ ،‬الموضح في قول الله عز وجل‪:‬‬


‫(وما ظقت @طن واقي لنمى إلأ ليغدون @و أ الذاريك ‪،)6‬‬
‫‪5‬‬

‫وقوله تعالى‪( :‬وما أزسقنا من ق@لف س رسول إلا‬


‫لؤحى إلخه أنإلآإله الأأنا فاغبدون @*@ أ الانبياء‪،)52‬‬

‫وقوله تعالى‪@ :‬الو ولقذ سمافى@ل أفة مولاأت‬


‫ر‬

‫‪.،6‬‬ ‫اغبددا الله و(تجتنبوا الظعوت @ أ@ دنحل‬


‫‪3‬‬

‫راجيا من الله عز وجل أن ينفع بها عباده‪ ،‬وأن‬


‫يصلح أحوال المسلمين جميعأ‪ ،‬ويمنحهم الفقه في‬
‫الدين‪ ،‬إنه سميع قريب‪ .‬وصلى الله وسلم على نبينا‬
‫اله وصحبه‪.‬‬
‫محمد‪،‬‬
‫وعلى‬
‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬

‫حقيقة التوحيد والشرك‬

‫العالمين‪ ،‬ولا عدوان إلا على‬ ‫الحمد لته رب‬

‫ورسوله‬ ‫عبده‬ ‫الظالمين‪ ،‬والصلاة والسلام على‬


‫وخيرته من خلقه‪ ،‬وأمينه على وحيه‪ ،‬نبينا دامامنا‬
‫وسيدنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي‬
‫العربي المكي ثم المدني‪ ،‬وعلى آله وأصحابه‪ ،‬ومن‬

‫الدين‪.‬‬ ‫سبيله‪ ،‬واهتدى بهداه إلى‬ ‫سلك‬


‫يوم‬
‫أما بعد‪:‬‬

‫وحده‬ ‫وجل خلق الخلق‪ .‬ليعبدوه‬ ‫الله عز‬ ‫فإن‬


‫هذه الحكمة‬ ‫له‪،‬‬ ‫لا‬
‫لبيان‬ ‫ث‬
‫وأرسل الرسل‬ ‫شريك‬
‫يضادها‪،‬‬ ‫ما‬ ‫والدعوة إليها‪ ،‬وبيان تفصيلها‪ ،‬وبيان‬
‫هكذا جاءت الكتب السماوية‪ ،‬وأرسلت الرسل‬
‫البثرية من عند الله عز وجل للجن والإنس‪ ،‬وجعل‬
‫الدار طريقا للاخرة‪ ،‬ومعبرا لها‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫سبحانه‬ ‫الله‬

‫رسله‬ ‫الله‬ ‫فمن عمرها بطاعة‬


‫عليهم‬ ‫واتباع‬ ‫وتوحيده‪،‬‬
‫بيان @لتوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫الصلاة والسلام‪ ،‬انتقل من دار العمل‪ :‬وهي الدنيا‪،‬‬


‫إلى دار الجزاء‪ :‬وهي الاخرة‪ ،‬وصار إلى دار النعيم‬
‫دار لا‬ ‫والحبرة والسرور‪ ،‬دار الكرامة والسعادة‪،‬‬
‫و لا‬
‫يفنى نعيمها‪ ،‬ولا يموت أهلها‪ ،‬ولا تبلى ثيابهم‪،‬‬
‫وصحة دائمة‪،‬‬
‫يخلق شبابهم‪ ،‬بل في نعيم دائم‪،‬‬
‫لا ينفد‪،‬‬ ‫ونعيم‬ ‫مستمر‪ ،‬وحياة طيبة سعيدة‪،‬‬ ‫وشباب‬
‫أهل‬ ‫الله عز‬ ‫ينادى‬
‫@ا‬
‫الجنة‪،‬‬ ‫يا‬
‫وجل‪:‬‬ ‫عند‬
‫من‬ ‫فيهم‬
‫أن تصخو ا‬
‫أبدا‪ ،‬وان لكم‬ ‫تموتوا‬ ‫فلا‬ ‫أن تحيوا‬ ‫إن لكم‬
‫تهرموا أبدا‪،‬‬ ‫فلا‬ ‫أن تثئوا‬ ‫لكم‬ ‫الان‬ ‫تسقموا أبدا‪،‬‬ ‫فلا‬

‫حالهم‬ ‫هذه‬ ‫تبأسوا أبدا@ا‪،‬‬ ‫فلا‬ ‫أن تنعموا‬ ‫لكم‬ ‫وإن‬


‫(نز‪،‬‬ ‫يدعون‪،‬‬ ‫ما‬ ‫فيها‬ ‫ولهم‬ ‫يشتهون‪،‬‬ ‫ما‬ ‫فيها‬ ‫ولهم‬
‫لقاء‬ ‫فيها‬
‫ولهم‬ ‫‪1 3‬‬
‫‪،2‬‬ ‫أفصلت‪:‬‬ ‫@‬ ‫زحيم @‬ ‫من غفور‬

‫وجهه الكريم جل‬ ‫يثاء‪ ،‬ورؤية‬ ‫كما‬ ‫وجل‬ ‫مع الله عز‬

‫هذه‬ ‫من خالف‬


‫وتابع‬ ‫الدار‪،‬‬ ‫الرسل في‬
‫هذه الدار إلى دار‬ ‫الهوى والشيطان‪ ،‬فإنه ينتقل‬
‫من‬

‫والآلام‬ ‫الجزاء‪ ،‬دار الهوان والخسران‪ ،‬والعذاب‬


‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫لا‬ ‫والجحيم‪ ،‬التي أهلها في عذاب وشقاء دائم‪ ،‬ا‬
‫يفضى علتهتم فيموتو(ولا يخفف عتهو من عذابها@‬
‫‪ ،)6‬كما قال عز وجل‪( :‬إن@ من يآت رلبم‬ ‫‪3‬‬
‫أ فاطر‪:‬‬
‫لايصوت فيهاولا ئحئ @ أ‬
‫‪،)0‬‬‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫طه‬
‫مجرمافإن لإبهغ‬
‫وقال فيها أدضا‪@( :‬ن يستغيحوا يغا@ؤأ@لز؟ لمقل‬
‫يثموى انوجوه @مرو المثر(ب وسآبئ مرتفقا@‪@ ،‬‬
‫‪ ،)0‬وقال فيها جل وعلا‪( :‬وسقمام!‬ ‫‪2 9‬‬ ‫أ@لكهف‬

‫‪1‬‬ ‫محمد‪:‬‬ ‫@ أ‬
‫حميمافقطع أقعاه@ @‬
‫العمل‪،‬‬ ‫والمقصود‪ :‬أن هذه الدار هي دار‬
‫دار التقرب إلى الله‬
‫عز وجل بما يرضيه‪ ،‬وهي‬ ‫وهي‬
‫دار المحاسبة‪ ،‬ودار التفقه‬
‫وهي‬ ‫للنفوس‪،‬‬ ‫الجهاد‬ ‫دار‬

‫والتبصر في الدين‪ ،‬والتعاون على البر والتقوى‪،‬‬


‫والتواصي بالحق والصبر عليه‪ ،‬والعلم والعمل‪،‬‬
‫سبحانه وتعالى‪ @ :‬وما‬ ‫الله‬ ‫والمجاهدة‪ ،‬قال‬ ‫والعبادة‬
‫وما‬ ‫ظفت تبن واقيلنى إلا ليغدون @@ع مآ أرلل! حمم نن ئ@‬
‫فى‬

‫أرلل! أن يطعمون @ ان الله هو الرزأق ذو اتقؤة المتين @‬


‫الله‬ ‫فخلق‬ ‫‪،)85-6‬‬
‫‪5‬‬ ‫أ@لذ@ريك‪:‬‬
‫وهما‪:‬‬ ‫الجن والإنس‬
‫بيلن التوحيد‬
‫‪-‬‬

‫ء‬
‫الثقلان‪،‬‬
‫سبحانه‬ ‫لعبادته عز وجل‪ ،‬لم يخلقهم‬
‫إليهم‪ ،‬فإنه سبحانه هو الغني بذاته عن كل‬ ‫به‬ ‫لحاجة‬
‫كما قال سبحانه‪ :‬مالو@ يأيها الناس أشص‬ ‫سواه‪،‬‬ ‫ما‬

‫اتفقرآ إلى الله وألنه هو أنغتى اتحميدأكابم إن يمثآ‬


‫يت@تتم ويةت بخقق جديد@ وما فئك على الله بحضليز@‬
‫أو‬ ‫من قلة‪،‬‬
‫بهم‬ ‫ولم يخلقهم ليتكثر‬ ‫‪،)71-5‬‬
‫‪1‬‬
‫ا‬
‫أفاطر‬

‫سبحانه لحكمة‬ ‫ولكنه‬ ‫من ذلة‪،‬‬


‫خلقهم‬ ‫يعتز بهم‬
‫عظيمة‪ ،‬وهي‪ :‬أن يعبدوه‪ ،‬ويعظموه‪ ،‬ويخشوه‪،‬‬
‫ويثنوا عليه سبحانه بما هو أهله‪ ،‬ويعلموا أسماءه‬

‫وليتوجهوا إليه بما‬ ‫وصفاته‪ ،‬ويثنوا عليه بذلك‪،‬‬


‫ويشكروه على إنعامه‪،‬‬ ‫الأعمال والأقوال‪،‬‬ ‫يحب من‬
‫ما‬
‫سبيله‪،‬‬ ‫وليجاهدوا في‬ ‫به‪،‬‬ ‫ابتلاهم‬ ‫ويصبروا على‬
‫العمل‪،‬‬ ‫من‬ ‫يستحق عليهم‬ ‫عظمته‪ ،‬وما‬ ‫وليتفكروا في‬
‫وصمن‬ ‫سبع س@ؤت‬ ‫أتذى ظق‬ ‫كما قال عز وجل‪( :‬ال@ه‬
‫لثئ‬ ‫الله عك ص‬ ‫ألارض ثلهن يزل الامس بئنهن لغالوآ أن‬
‫@‬ ‫)‪0‬‬
‫‪1 2‬‬ ‫أ@ @لاق‬ ‫قدير وأن الله قذ@صاط بكل شئء‪@-‬ل@ا@‬
‫ناذعؤ‬ ‫لن@ننئ‬ ‫وقال تعالى‪@ :‬ال@ وينه ألانتدآبر‬
‫بيان التيحيد‬
‫ب‬
‫@‬

‫‪ ،)0‬وقال تعالى‪@ :‬الو إت فى ضفق‬ ‫‪1 8‬‬ ‫بها@هو أ الأعراف‬


‫‪0‬‬

‫السفؤت وألازض واختئف ألئل والنهار لأيت لاو لى‬

‫آلأئنب؟ء‪3‬بم ألذين يذكرون ألثه قيما وقعودم وعك جؤبهخ‬


‫وتف@ رون فى ضقق اتجؤت والأرض رئنا ما ظقت هذا‬

‫‪،)1‬‬
‫‪1 9‬‬ ‫‪1 9‬‬
‫‪،0‬‬
‫"‬

‫أ ال عمران‬ ‫لطلا سئخنك فقنا عذا@ ألئار@هو‬


‫الدار‪ ،‬لا لتبقى فيها‪،‬‬ ‫هذه‬
‫مخلوق في‬ ‫فأنت يا عبدالله‬

‫بعد‬ ‫ولا لتخلد فيها‪ ،‬ولكنك خلقت فيها لتنقل‬


‫منها‬

‫العمل‪ ،‬وقد تنقل منها قبل العمل‪ ،‬وأنت صغير لم‬


‫تجلغ‪ ،‬ولم يجب عليك العمل لحكمة بالغة‪.‬‬
‫فالمقصود أنها دار ممزوجة بالشر والخير‪،‬‬
‫ممزوجة بالأخلا@ من الصلحاء وغيرهم‪ ،‬ممزوجة‬
‫بالأكدار والأفراح‪ ،‬والافع والضار‪ ،‬وفيها الطيب‬
‫والخبيث‪ ،‬والمرض والصحة‪ ،‬والغنى والفقر‪،‬‬
‫والكافر والمؤمن‪ ،‬والعاصي والمستقيم‪ ،‬وفيها أنول‬
‫كما قال‬ ‫الئقلين‪،‬‬ ‫من المخلوقات‬
‫خلقت لمصلحة‬

‫تعالى‪ @ :‬هو الئ@ ظف لكم ثا فى ا لازعق جميحا@‬


‫‪.،9‬‬
‫‪2‬‬ ‫أ@بقرة‪:‬‬
‫التو حيد‬ ‫بيان‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫تقدم‪ :‬أن‬ ‫كما‬ ‫الخليقة‬ ‫من هذه‬


‫المقصود‬
‫يعظم الله‪ ،‬وأن يطاع في هذه الدار‪ ،‬وأن يعظم أمره‬
‫ونهيه‪ ،‬وأن يعبد وحده سبحانه وتعالى بطاعة‬
‫أوامره‪ ،‬وترك نواهيه‪ ،‬وقصده سبحانه في طلب‬
‫ورفع الشكاوى إليه‪،‬‬ ‫وعند الملمات‪،‬‬ ‫الحاجات‪،‬‬

‫في كل شيء‪ ،‬وفي‬ ‫به‬ ‫والاستعانة‬ ‫منه‪،‬‬


‫وطلب الغوث‬
‫أمور الدنيا والاخرة‪.‬‬ ‫من‬ ‫كل أمر‬
‫يا عبدالله‪،‬‬ ‫و(يجادك‬ ‫من خلقك‬ ‫فالمقصود‬
‫تقصده‬ ‫وأن‬ ‫ونهيه‪،‬‬ ‫وتعظيم أمره‬ ‫توحيده سبحانه‪،‬‬ ‫هو‬

‫دينك‬ ‫على أمر‬ ‫به‬ ‫حاجاتك‪ ،‬وتستعين‬ ‫وحده في‬


‫لذلك طائعا‬ ‫رسله‪ ،‬وتنقاد‬ ‫به‬ ‫جاء‬ ‫ما‬
‫ودنياك‪ ،‬وتتبع‬
‫ترجو‬ ‫عنه‪،‬‬
‫كارها لما نهى‬ ‫به‪،‬‬ ‫أمر‬ ‫لما‬ ‫مختارا‪ ،‬محبا‬

‫ربك‪ ،‬وتخشى عقابه سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫رحمة‬

‫هذا‬
‫والرسل أرسلوا إلى العباد ليعزفوهم‬
‫وما يحرم‬ ‫عليهم‪،‬‬ ‫الحق‪ ،‬ويعلموهم‬
‫يجب‬
‫ما‬

‫حتى لا‬
‫يقولوا‪ :‬جاءنا من بشير ولا نذير‪،‬‬ ‫ما‬
‫عليهم‪،‬‬
‫قد‬
‫جاعتهم الرسل مبشرين ومنذرين‪ ،‬كما قال‬ ‫بل‬
‫بيان @لتوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫بعثسا فى@ل أفؤ زسو‪ ،‬أت اغمدوا‬ ‫سبحانه‪( :‬ولقذ‬
‫‪ ،)6‬وقال تعالى‪:‬‬ ‫‪3‬‬
‫أ@لنحل‪:‬‬ ‫الله @ختنبوا الظعوت @‬
‫(زسلأ فبشرين ومنذريئ لئلأليهون للئاس كل الله حختما‬
‫أ@نساء‪،)0561‬‬ ‫ع@ليزا صكيما@و‬ ‫الله‬ ‫بغد الزسل وكان‬
‫رسول إلا‬ ‫من‬ ‫قبلف‬ ‫من‬ ‫وقال تعالى‪ :‬مالو وما أزسفنا‬
‫أ الانجاء‪.)052‬‬ ‫لؤحى إقه)نلإلا إله الأ أنا فاغبدون @و‬
‫فهم قد أرسلوا ليوجهوا الثقلين لما قد أرسلوا‬
‫به‪ ،‬ويرشدوهم إلى أسباب النجاة‪ ،‬ولينذروهم أسباب‬
‫الهلاك‪ ،‬وليقيموا عليهم الحجة‪ ،‬ويقطعوا المعذرة‪،‬‬
‫ولهذا أثنى على نفسه‬
‫والله سبحانه يحب أن يمدح‪،‬‬
‫بما هو أهله‪،‬‬
‫وهو غيور على محارمه‪ ،‬ولهذا حزم‬
‫الفواحش ما ظهر منها وما بطن‪.‬‬
‫فعليك‪ :‬أن تحمده سبحانه‪ ،‬وتثني عليه بما‬
‫أهله‪ ،‬فله الحمد في الأولى والاخرة‪ .‬وعليك أن‬ ‫هو‬

‫تثني عليه بأسمائه وصفاته‪ ،‬وأن تشكره على إنعامه‬

‫وأن تصبر على أصابك‪ ،‬مع أخذك بالأسباب التي‬


‫ما‬

‫محارمه‪،‬‬ ‫وعليك أن تحترم‬


‫لك‪.‬‬ ‫وأباحها‬ ‫الله‬ ‫شرعها‬
‫بيلن التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫طاعة له‬ ‫حدوده‪،‬‬ ‫عند‬ ‫تقف‬ ‫عنها‪ ،‬وأن‬ ‫تبتعد‬ ‫وأن‬


‫الرسل‪.‬‬ ‫به‬ ‫سبحانه‪ ،‬ولما جاءت‬
‫وعليك‪ :‬أن‬
‫ما‬
‫وأن تتعلم‬ ‫دينك‪،‬‬ ‫في‬ ‫تتفقه‬

‫تؤدي الواجب‬ ‫ذلك حتى‬ ‫وأن تصبر على‬ ‫خلقت له‪،‬‬

‫من يرد الله به‬


‫@ا‬
‫وعلى بصيرة‪ ،‬قال ع@سم‪:‬‬ ‫على علم‬
‫عليه وسلم‪:‬‬ ‫الله‬ ‫خيرا يفقهه في الدين‬
‫وقال صلى‬ ‫@ا‪،‬‬

‫من سلك طريقا يلتمس فيه علما‪ ،‬سهل‬


‫@ا‬
‫له به‬ ‫الله‬

‫خرجهما مسلم في صحيحه‪.‬‬


‫@ا‬
‫طريقا إلى الجنة‬
‫توحيده سبحانه‪،‬‬ ‫الأوامر وأهمها‪:‬‬ ‫وأعظم‬
‫وجل‪ ،‬وهذا هو أهم الأمور‪،‬‬ ‫وترك الإشراك‬ ‫به عز‬

‫وهو أصل دين الإسلام‪ ،‬وهو دين الرسل كلهم من‬

‫دافراده بالعبادة‪،‬‬ ‫الله‬ ‫وهو توحيد‬ ‫أولهم إلى آخرهم‪،‬‬


‫سواه‪.‬‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫دون‬

‫جميعا‬ ‫الرسل‬ ‫وهو دين‬ ‫الدين‪،‬‬ ‫أصل‬ ‫هذا هو‬

‫الصلاة‬ ‫عليهم‬ ‫محمد‬


‫من أولهم نوح‪ ،‬إلى خاتمهم‬
‫دينا سواه‪ ،‬وهو‬
‫أحد‬ ‫من‬
‫الله‬
‫والسلام‪ ،‬لا يقبل‬
‫ا لإسلام‪.‬‬
‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫دته‪،‬‬
‫الاستسلام‬ ‫من‬ ‫وسمي إسلاما‪ ،‬لما فيه‬

‫وهو‬ ‫لطاعته‪،‬‬ ‫والانقياد‬ ‫له‪،‬‬ ‫والعبودية‬ ‫له‪،‬‬ ‫والذل‬


‫جل وعلا‪،‬‬ ‫له‬ ‫توحيده‪ ،‬والإخلاص له‪ ،‬مستسلمأ‬
‫لله‪،‬‬ ‫عملك‬ ‫وأخلصت‬ ‫دته‪،‬‬ ‫وقد أسلمت وجهك‬

‫ووجهت قلبك إلى الله‪ ،‬في سزك وعلانيتك‪ ،‬وفي‬


‫خوفك وفي رجائك‪ ،‬وفي قولك وفي عملك‪ ،‬وفي‬
‫كل‬
‫الإله الحق‪ ،‬والمستحق‬ ‫هو‬ ‫أنه سبحانه‬
‫رب سو اه‪.‬‬ ‫إلله غيره ولا‬ ‫لأن يعبد ويطاع ويعظم‪،‬‬
‫لا‬

‫و(نما تختلف الشرائع‪ ،‬كما قال سبحانه‪:‬‬


‫شرعة ومتياصا@و@ المائدة‪ .‬ما)‪ ،‬أما‬
‫(لئ جعقنا مبهخ‬
‫إخلاص‬ ‫وهو‬ ‫الإسلام‪،‬‬ ‫وهو دين‬ ‫دين الله فهو واحد‪،‬‬
‫من دعاء‪،‬‬ ‫فراده بالعبادة‪،‬‬ ‫د‬ ‫دته وحده‪،‬‬ ‫العبادة‬
‫و صلا ة‪،‬‬ ‫و خوف‪ ،‬و رجاء‪ ،‬وتو كل‪ ،‬و ر غبة‪ ،‬و رهبة‪،‬‬
‫وبحمده‪:‬‬ ‫قال سبحانه‬ ‫كما‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫وصوم وغير‬
‫أ الإسراء‪،)32‬‬ ‫@( وقفئ رئك الأ لقبدوأ‬
‫إئاه @‬ ‫إلا‬

‫أي‪ :‬أمر أن لا تعبدوا إلا إياه‪ ،‬وقال سبحانه‪:‬‬


‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫‪،)0‬‬
‫‪5‬‬ ‫أ الفاتحة‬ ‫(إتاك نغد وإياك لضئتعيف @‬
‫فعفمهم‬ ‫به‪،‬‬ ‫أخبر عباده بهذاة ليقولوه‪ ،‬وليعترفوا‬
‫دته‬ ‫قائل‪ @ :‬انحتد‬ ‫فقال عز من‬ ‫كيف يثنون عليه‪،‬‬
‫نلك يوو‬ ‫الفلمى@ ألرخلن ألرحيص @‬ ‫رب‬

‫هذا الثناء‬ ‫الدلى@و أ الفقحة‬


‫‪ ،)4‬علمهم‬ ‫‪0-‬‬ ‫‪2‬‬

‫قال‪( :‬إتاك نغبد@ أ الفقحة‬


‫‪،)5‬‬
‫العظيم‪ ،‬ثم‬
‫سبحانه وتعالى‪ ،‬فيثنوا عليه بما‬ ‫هذا‬ ‫وجههم إلى‬
‫هو‬

‫والاعتراف بأنه‬ ‫الحمد‬ ‫أهله‬


‫العالمين‪،‬‬ ‫رب‬ ‫من‬

‫والمحسن إليهم‪ ،‬ومربيهم بالنعم‪ ،‬وأنه الرحمن‪،‬‬


‫وأنه الرحيم‪ ،‬وأنه مالك يوم الدين‪ ،‬وهذا كله حق‬

‫لربنا عز وجل‪.‬‬
‫ثم قال سبحانه‪( :‬إتاك نغبد وإئاك‬
‫لنتتحص @ أ@لفانحة‪ :‬ه)‪ ،‬إياك نعبد وحدك‪،‬‬
‫سواك‪،‬‬ ‫معين‬ ‫ولا‬ ‫لا رب‬ ‫و(ياك نستعين وحدك‪،‬‬
‫هو من الله‪،‬‬ ‫العباد‬ ‫ما‬
‫الذي‬ ‫وهو‬ ‫من‬ ‫يقع‬ ‫فجميع‬
‫لذلك‪،‬‬
‫على‬ ‫وأعانهم‬ ‫هيأهم‬ ‫الذي‬ ‫وهو‬ ‫سخرهم‪،‬‬
‫ذلك‪،‬‬
‫ولهذا يقول جل‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫القوة على‬ ‫وأعطاهم‬
‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫‪1 5‬‬
‫‪،3‬‬
‫النحل‬ ‫أ‬ ‫@‬ ‫نغمة فمن الله‬ ‫من‬ ‫وما بكم‬ ‫@ال@‬ ‫وعلا‪:‬‬
‫والمعبود بالحق‬ ‫وهو المستعان‬ ‫فهو سبحانه‬
‫المنعم‪،‬‬
‫جل‬
‫نعمة‬ ‫إذا جاءتك‬ ‫ياعبدالله‪،‬‬
‫يد‬ ‫على‬
‫فكله‬ ‫أو غيره‪،‬‬ ‫ملك‪،‬‬ ‫أو كبير‪ ،‬أو مملوك أو‬ ‫صغير‬
‫ساق ذلك وي@ره‬ ‫الذي‬ ‫وهو‬ ‫جل وعلا‪،‬‬ ‫الله‬
‫نعم‬ ‫من‬

‫وحرك‬ ‫سبحانه‪ ،‬خلق من جاء بها وساقها على‬


‫يديه‪،‬‬

‫قلبه ليأتيك بها‪ ،‬وأعطاه القوة والقلب والعقل‪،‬‬


‫وجعل في قلبه ما جعل حتى أوصلها إليك‪.‬‬
‫كانت‬ ‫الله‬
‫جل وعلا مهما‬ ‫من‬ ‫فكل النعم‬
‫الخالق للعباد‪،‬‬ ‫وهو‬ ‫المعبود بالحق‪،‬‬ ‫وهو‬ ‫الوسائل‪،‬‬
‫بينهم في الدنيا‬ ‫الحاكم‬ ‫وهو‬ ‫بالنعم‪،‬‬ ‫وهو مربيهم‬
‫عن‬ ‫المنزه‬ ‫بصفات الكمال‬ ‫الموصوف‬ ‫وهو‬ ‫والآخرة‪،‬‬
‫ربوبيته‪ ،‬واحد‬ ‫والعيب‪ ،‬واحد‬ ‫النقص‬ ‫صفات‬
‫في‬ ‫في‬
‫وهو‬ ‫أسماثه وصفاته‪ ،‬جل وعلا‪،‬‬ ‫في‬ ‫واحد‬ ‫ألوهيته‪،‬‬
‫الوحدانية‬ ‫له‬ ‫جميع الوجوه‪،‬‬ ‫التوحيد‬ ‫له‬ ‫سبحانه‬
‫من‬

‫العباد‪ ،‬وتدبيره‬ ‫خلقه‬


‫وتصريفه‬ ‫لهم‪ ،‬ورزقه لهم‪،‬‬ ‫في‬
‫بيان التوحيد‬
‫‪-‬‬

‫ه‬

‫أحد سبحانه وتعالى‪،‬‬ ‫ذلك‬


‫في‬ ‫لا يشاركه‬ ‫لشئونهم‪،‬‬
‫قال جل وعلا‪:‬‬ ‫كما‬ ‫جل وعلا‪،‬‬ ‫يدبر الأمر‬
‫@‬ ‫يهل @‬ ‫مالو ألنه خلى‪ -‬شئئ وهو عك ص شئء‬
‫ذو‬ ‫هو اقزأت‬ ‫‪ ،)0‬وقال سبحانه‪@ :‬الو‬
‫الله‬ ‫إن‬ ‫‪62‬‬
‫أ الزمر‬

‫القؤة المتين لاو‪ @ ،‬أ الذاربك ‪ ،)8‬وقال سبحانه‪:‬‬


‫‪5‬‬

‫(ان كل ألته الذى‬


‫خلق ا@شنؤت والارض@ ق ستة أثار ثم‬ ‫ر‬

‫اشتوى على اتمزش يدبز الأتر ما من شفيج إلآ من بغد إدنةء‬


‫ذصل@ م أدنه رب@م فائحدوه أفلا تذكروت رفي‪ ،‬إلة‬
‫الاية‪ ،‬فهو‬ ‫‪،)4‬‬ ‫أ يون@‪،3‬‬ ‫@‬ ‫جميعا‪..‬‬ ‫مرجعكخ‬
‫لكمال إنعامه‪ ،‬وكمال إحسانه‪،‬‬ ‫المستحق للعبادة‪،‬‬
‫ر‬ ‫الأمو‬ ‫ولكونه الخلاق والرزاق‪ ،‬ولكونه مصرف‬
‫وأسمائه‬ ‫وصفاته‬ ‫ذاته‬
‫ومدبرها‪ ،‬ولكونه الكامل في‬
‫فلهذا استحق العبادة على جميع العباد واستحق‬
‫الخضوع عليهم‪.‬‬
‫الدين‬ ‫والذل‪ ،‬وسمي‬ ‫الخضوع‬ ‫والعبادة‪ :‬هي‬
‫بين يديه‪،‬‬ ‫وذل‬ ‫دله‪،‬‬
‫بخضوع‬ ‫يؤديه‬ ‫عبادة‪ ،‬لأن العبد‬
‫عبادة‪.‬‬ ‫قيل للإسلام‬ ‫ولهذا‬
‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫قد‬ ‫تقول العرب‪ :‬طريق‬
‫يعني‪ :‬مذلل‪،‬‬ ‫معبد‪،‬‬

‫يعرف‪،‬‬ ‫بين‬ ‫لها أثر‬ ‫صار‬ ‫الأقدام‪،‬‬ ‫وطاته‬


‫ورخل‬ ‫قد شذ‬
‫حتى‬ ‫عليه‪،‬‬ ‫أي‬ ‫معبد‪:‬‬ ‫بعير‬ ‫ويقال‪:‬‬
‫فصار معبدا‪.‬‬ ‫صار له أثر‬
‫الذليل المنقاد دته‪ ،‬المعطم‬ ‫هو‬ ‫والعبد‪:‬‬
‫العبد أكمل معرفة بالته وأكمل‬ ‫كان‬ ‫لحرماته‪ ،‬وكلما‬
‫عبادة‪.‬‬ ‫صار أكمل‬ ‫به‪،‬‬ ‫إيمانا‬

‫لأنهم‬ ‫ة‬ ‫الناس عبادة‬ ‫الرسل أكمل‬ ‫كان‬ ‫ولهذا‬


‫له‬
‫غيرهم‪،‬‬ ‫من‬ ‫معرفة وعلما بالته‪ ،‬وتعظيما‬ ‫أكملهم‬
‫وسلامه‬ ‫الله‬ ‫صلوات‬
‫عليهم‪.‬‬
‫عليه‬ ‫الله‬ ‫محمدأ صلى‬ ‫وصف الله نبيه‬ ‫ولهذا‬
‫فقال سبحانه‪:‬‬ ‫مقاماته‪،‬‬ ‫وسلم بالعبودية في أشرف‬
‫وقال‬ ‫‪1‬‬
‫‪،1‬‬ ‫ة‬
‫(سبحن الذى أشرى بعتد@ @‬
‫أ الإسراء‬

‫تعالى‪@( :‬تقد لله الذى أنزل عك عبد ائكئب @‬


‫أ الكهف ا)‪ ،‬وقال تعالى‪( :‬وأثم لمأقام عد الله يذعحه @و‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫إلى غير‬ ‫‪،)9‬‬
‫‪1‬‬
‫أ@لحن‬
‫الله‬
‫فالعبودية مقام عظيم وشريف‪ ،‬ثم زادهم‬
‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫بها‪،‬‬ ‫التي أرسلهم‬ ‫سبحانه بالرسالة‬ ‫عنده‬


‫فضلا من‬

‫فضل الرسالة‪،‬‬ ‫فضلان‪:‬‬


‫وفضل‬ ‫فاجتمع لهم‬
‫الخاصة‪،‬‬
‫دله‪،‬‬
‫فأكمل الناس في عبادتهم‬ ‫العبودية‬
‫الصلاة‬
‫وتقوا@ له‪ :‬هم الرسل والأنبياء عليهم‬
‫والسلام‪ ،‬ثم يليهم الصديقون الذين كمل تصديقهم‬
‫لته‬
‫ولرسله‪ ،‬واستقاموا على أمره‪ ،‬وصاروا خير‬
‫الناس بعد الأنبياء‪ ،‬وعلى رأسهم‪ :‬أبو بكر الصديق‬
‫رضي الله عنه‪ ،‬فهو رأس الصديقين‪ ،‬وأكملهم‬
‫صديقية‪ ،‬بفضله وتقواه‪ ،‬وسبقه إلى الخيرات‪،‬‬
‫صلى‬ ‫وقيامه بأمر الله خير قيام‪ ،‬وكونه قرين رسول‬
‫الله‬

‫ما‬
‫الله عليه وسلم وصاحبه في الغار‪ ،‬ومساعده بكل‬
‫وأرضاه‪.‬‬ ‫الله‬
‫استطاع من قوة‪ ،‬رضي‬
‫عنه‬

‫فالمقصود‪ :‬أن مقام العبودية‪ ،‬ومقام الرسالة‬


‫فإذا ذهبت الرساله بفضلها‪،‬‬ ‫المقامات‪،‬‬ ‫أشرف‬ ‫هما‬

‫الصديقية بالعبادة‪.‬‬ ‫بقي مقام‬


‫وتقوى وهدى‪:‬‬ ‫الناس إيمانا وصلاحأ‬ ‫فأكمل‬
‫لكمال‬ ‫ة‬
‫والسلام‬ ‫الصلاة‬ ‫الرسل والأنبياء عليهم‬ ‫هم‬
‫بيان التحيد‬
‫ب‬
‫@‬
‫لعظمته‬ ‫له‪،‬‬
‫جل‬ ‫علمهم بالثه‪ ،‬وعبادتهم‬
‫وذلهم‬
‫وعلا‪ ،‬ثم يليهم الصديقون‪ ،‬ثم الشهداء‪ ،‬ثم‬
‫الله‬
‫الصالحون‪ ،‬كما قال جل وعلا‪( :‬ومن يطع‬
‫النبثن‬ ‫والزسول فأولبهكء ألذين ألغم الله علئهم‬
‫من‬

‫والصديقين والش! والصعنيمينحسن) ول@ك رفيقا@و‬


‫بد مع توحيد الله من تصديق‬ ‫ولا‬ ‫‪،)9‬‬
‫‪6‬‬ ‫أ@لنساء‪:‬‬

‫رسله‪ ،‬ولهذا لما بعث الله نبيه محمدأ عليه الصلاة‬


‫الله‪،‬‬ ‫توحيد‬ ‫الناس أولا إلى‬ ‫صار يدعو‬ ‫والسلام‪،‬‬
‫والسلام‪.‬‬ ‫الصلاة‬ ‫رسوله محليه‬ ‫والى الإيمان بأنه‬
‫والإخلاص‪،‬‬ ‫الله‪،‬‬ ‫توحيد‬ ‫أمرين‪:‬‬ ‫فلا بد من‬

‫الصلاة‬
‫الرسل عليهم‬ ‫ولا بد مع ذلك من تصديق‬
‫وا‬

‫يصدق الرسل فهو كافر‪،‬‬ ‫ولم‬ ‫الله‪،‬‬ ‫وخد‬


‫يوحد الله‬
‫فلا بد من‬ ‫فهو كافر‪،‬‬ ‫ومن صدقهم ولم‬
‫الصلاة‬ ‫وتصديق رسله‬ ‫الأمرين‪ :‬توحيد الله‪،‬‬
‫عليهم‬
‫وا‬
‫هذا‬
‫في الشراثع‪،‬‬ ‫هو‬ ‫المقام‬ ‫في‬
‫بيان التوحيد‬
‫‪-‬‬

‫ه‬

‫به‪،‬‬ ‫وترك الإشراك‬ ‫له‪،‬‬ ‫والإخلاص‬ ‫الله‬ ‫توحيد‬ ‫وأما‬


‫الأنبياء‪،‬‬ ‫بين‬ ‫لا اختلاف فيه‬ ‫أمر‬ ‫وتصديق رسله‪ ،‬فهو‬
‫ولا نجاة إلا‬ ‫ولا‬ ‫ولا‬ ‫لا‬ ‫بل‬
‫بتو حيد‬ ‫هدى‬ ‫دين‬ ‫إسلام‬
‫به‬ ‫بما جاء‬ ‫وجل‪ ،‬دافراده بالعبادة‪ ،‬والإيمان‬ ‫الله عز‬

‫جملة وتفصيلا‬ ‫عليهم الصلاة والسلام‪،‬‬ ‫رسله‬


‫يصدق‬ ‫جل وعلا‪،‬‬ ‫وحد الله‬ ‫فمن‬
‫نوحا في‬ ‫ولم‬
‫أو‬ ‫زمانه‪ ،‬أو إبراهيم في زمانه‪ ،‬أو هودا‪ ،‬أو‬
‫صالحا‪،‬‬

‫إسماعيل‪ ،‬أو إسحاق‪ ،‬أو يعقوب‪ ،‬أو من بعدهم إلى‬


‫فهو كافر بالته‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫محمد‬ ‫نبينا‬
‫عز‬ ‫وسلم‬
‫مع توحيده‬ ‫الرسل‪،‬‬ ‫يصدق جميع‬ ‫حتى‬ ‫وجل‪،‬‬
‫دله‬
‫عز‬

‫وجل‪.‬‬
‫الله‬
‫اتباع‬ ‫مع‬ ‫هو توحيد‬ ‫ادم‪:‬‬ ‫زمن‬ ‫فالإسلام في‬
‫الصلاة‬ ‫شريعة ادم عليه‬
‫ز من‬ ‫والسلام‪ ،‬والإسلام في‬
‫عليه الصلاة‬ ‫هو توحيد الله‬
‫مع اتباع شريعة نوح‬ ‫نوح‪:‬‬
‫مع‬
‫زمن هود‪ :‬هو توحيد الله‬
‫والسلام‪ ،‬والإسلام في‬
‫اتباع شريعة هود عليه الصلاة‬
‫والسلام‪ ،‬والإسلام في‬
‫زمن صالح‪ :‬هو توحيد الله مع اتباع شريعة صالح‬
‫التو حيد‬ ‫بيان‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫الله‬ ‫صلى‬ ‫محمد‬ ‫حتى جاء نبينا‬‫الصلاة والسلام‪،‬‬ ‫عليه‬
‫الله‬ ‫زمانه‪ :‬هو توحيد‬ ‫وسلم‪ ،‬فكان الإسلام في‬ ‫عليه‬
‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫بما جاء‬ ‫مع الإيمان‬
‫وسلم‪،‬‬ ‫محمد‬ ‫به‬

‫شريعته‪.‬‬ ‫واتباع‬
‫يصدقوا محمدأ عليه‬ ‫لم‬ ‫لما‬ ‫اليهود والنصارى‬
‫صاروا بذلك كفارا ضلالا‪ ،‬دان‬ ‫والسلام‪،‬‬ ‫الصلاة‬

‫ضالون كفار‬ ‫فإنهم‬ ‫فرضنا أن بعضهم وحد‬


‫الله‪،‬‬

‫الله‬ ‫بإجماع المسلمين ة لعدم إيمانهم بمحمد صلى‬


‫عليه وسلم‪ ،‬فلو قال شخص‪ :‬إني أعبد الله وحده‪،‬‬

‫وأصدق محمدا في كل شيء إلا في تحريم الزنا‪ ،‬بأن‬


‫جعله مباحا‪ ،‬فإنه يكون بهذا كافرا حلال الدم والمال‬
‫المسلمين‪ ،‬وهكذا لو قال‪ :‬إنه يوحد الله‬
‫بإجماع‬
‫سواه‪ ،‬ويصدق الرسل‬ ‫من‬ ‫دون كل‬ ‫ويعبده وحده‬

‫صلى الله عليه وسلم إلا‬ ‫محمد‬


‫وعلى رأسهم‬ ‫جميعا‪،‬‬
‫كافرأ‬ ‫اللواط‪ :‬وهو إتيان الذكور‪ ،‬صار‬ ‫في تحريم‬
‫إقامة‬ ‫بعد‬ ‫بإجماع المسلمين‪،‬‬ ‫حلال الدم‬ ‫والمال‬
‫ينفعه‬ ‫الحجة عليه إذا كان مثله يجهل ذلك‪ ،‬ولم‬
‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫الله‬ ‫لأنه كذب الرسول‪ ،‬وكذب‬ ‫ة‬ ‫توحيده ولا إيمانه‬

‫الشيء‪.‬‬ ‫بعض‬ ‫في‬


‫وصذق الرسل‪ ،‬ولكن‬ ‫وهكذا لو وحذ‬
‫الله‪،‬‬

‫استهزأ بالرسول في شيء‪ ،‬أو استنقصه في شيء‪ ،‬أو‬


‫بعض الرسل‪ ،‬عحار كافرأ بذلك‪ ،‬كما قال جل‬
‫وعلا‪( :‬قل أبأدئه و اينه@ ورسولمى كنتر‬
‫@هو‬ ‫تستهزءوت @ لا لفنذرو) قذ كفزتم بغد‪.‬اينن@‬
‫التوحيد هو الشرك‬ ‫ضد هذا‬ ‫إن‬ ‫ئم‬ ‫‪،،6‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪،5‬‬ ‫أ@ دتوبة‪:‬‬

‫ضد‪ ،‬والضذ يبين‬


‫له‬
‫وجل‪ ،‬فإن كل شيء‬ ‫عز‬ ‫بالته‬
‫بعض الشعراء‪:‬‬ ‫بالضد‪ ،‬قال‬

‫الضد‬ ‫حسنه‬
‫والضد يظهر‬
‫الأشياء‬ ‫وبضدها تتميز‬

‫التوحيد الذي‬ ‫هو ضد‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫فالثرك بالته‬

‫والسلام‪ ،‬فالمشرك‬ ‫الصلاة‬


‫بعث الله به الرسل عليهم‬
‫مشرك ة لأنه‬
‫أشرك مع‬
‫دئه‬ ‫غيره فيما يتعلق بالعبادة‬ ‫الله‬

‫وحده‪ ،‬أو فيما يتعلق بملكه وتدبيره العباد‪ ،‬أو بعدم‬


‫تصديقه فيما أخبر أو فيما شرع‪ ،‬فصار بذلك مشركا‬
‫@ لتو حيد‬ ‫بيان‬
‫ب‬
‫‪5‬‬

‫عز وجل‬ ‫الله‬ ‫وتوحيد‬ ‫الشرك‪.‬‬ ‫من‬


‫منه‬
‫وقع‬ ‫بالثه‪ ،‬وفيما‬
‫أنه لا معبود بحق‬ ‫يعني‪:‬‬
‫الله‬ ‫لا إله إلا‬ ‫هو معنى‬ ‫الذي‬
‫بالحق‪ ،‬وتثبتها‬ ‫الله‬ ‫غير‬ ‫عن‬ ‫فهي تنفي العبادة‬ ‫الله‪،‬‬ ‫إلا‬
‫الحق‬ ‫الله هو‬ ‫سبحانه‪( :‬ذلك بأن‬ ‫وحده‪ ،‬كما قال‬ ‫لته‬

‫وقال تعالى‪.‬‬ ‫‪،)0‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬
‫أدقمان‬ ‫وأن مايدعون من دونه اقئطل @‬
‫وقال‬ ‫‪1 1‬‬
‫‪،9‬‬ ‫ة‬ ‫محمد‬ ‫أ‬ ‫(فاعلؤ أن! لآ إلهإ لا الله @‬
‫وأؤلوأ‬ ‫سبحانه‪( :‬شهد أدئه أتل! لآ إلهإ لا هو وانملبهكة‬
‫@ @ل‬ ‫ألملى قابما يالق@ط لآإ لهإ لا هو الضيز ا@يو*@‬
‫لا ئخذوآ‬ ‫عمر@ن‪ ،)@ :‬وقال سبحانه‪@ :‬الو@وقال‬
‫الله‬

‫‪ ،)0‬فتوحيد‬
‫‪1‬‬
‫إلهئن اثين إنما هو إله@ وصد@ @ أ@ دنحل‬
‫‪5‬‬

‫وعن صدق‪ ،‬وعن‬ ‫إيمان‪،‬‬ ‫عن‬ ‫إفراده بالعبادة‬ ‫الله هو‬

‫بأن عبادة غيره‬ ‫اعتقاده‬


‫ومع‬ ‫كلام‪،‬‬ ‫لا مجرد‬ ‫عمل‪،‬‬
‫غيره مشركون‪،‬‬ ‫عتاد‬ ‫باطلة‪ ،‬وأن‬
‫منهم‪،‬‬
‫ومع البماءة‬
‫حسنة فى‬ ‫أشوة‬ ‫(قد؟ لي‬‫نت‬
‫وجل‪:‬‬ ‫كما قال عز‬

‫إبرهير وا@ذين مح@@ @ قالوا لقز@م إثابر‪+‬وأ منكتم وسا لغبدون‬‫د‬

‫ائحد‪ 1‬وة وافغضا أبدا‬ ‫من برن ألله كفرنايكز ولبا ئثنا‬
‫وبحبهم‬
‫وقال تعالى‪:‬‬ ‫أ@ دممنحنة‪،)4 :‬‬ ‫حق تئرمأ يالئه صخدبر@‬
‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫إتنى بر(برتتا لغدون @‬ ‫@‬


‫@( قال إبنهيم لإله وقؤمه‬ ‫د‬

‫‪،،7‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪،6‬‬
‫‪2‬‬ ‫أ@لزخرف‪:‬‬ ‫@‬ ‫إ لا ائذى نطرق نإتمر سيهدين @‬
‫ومما يعبدون‪.‬‬ ‫الله‪،‬‬ ‫عباد غير‬ ‫من‬ ‫فتبرأ‬
‫بإفراده‬ ‫الله‪،‬‬ ‫أنه لا بد من توحيد‬ ‫فالمقصود‪:‬‬
‫عبادة غيره‪ ،‬وعابدي غيره‪،‬‬ ‫من‬ ‫بالعبادة‪ ،‬والبرا@‬
‫وبطلان الشرك‪ ،‬وأن الواجب على‬ ‫بد من اعتقاد‬ ‫ولا‬
‫بالعبادة‪،‬‬ ‫الله‬ ‫و(ن@ أن يخصوا‬ ‫من جن‬ ‫جميع العباد‬
‫الله‬ ‫فإن‬ ‫الله‪،‬‬
‫بتحكيم‬
‫شريعة‬ ‫ويؤدوا حق هذا التوحيد‬
‫سبحانه وتعالى هو الحاكم‪ ،‬ومن توحيده‪ :‬الإيمان‬
‫والتصديق بذلك‪ ،‬فهو الحاكم في الدنيا بشريعته‪،‬‬

‫قال جل‬ ‫كما‬ ‫وفي الاخرة بنفسه سبحانه وتعالى‪،‬‬


‫و تال‬ ‫‪،)7‬‬
‫‪5‬‬
‫وعلا‪( :‬إن اتحكم الأ لئه @ أ الأنعم‪:‬‬
‫‪،،0‬‬
‫‪1 2‬‬ ‫أ غانر‬ ‫الملى الكبي @‬ ‫دئه‬
‫(فالحكم‬ ‫تعالى‪:‬‬
‫فيه من شى ع فحكممز إلى‬ ‫(وما أخنلفتم‬ ‫وقال سبحانه‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫أ@ثورى‪:‬‬ ‫ألله ث@‬
‫وصرف بعض العبادة للأولياء‪ ،‬أو ا لأنبياء‪ ،‬أو‬
‫الشمس والقمر‪ ،‬أو الجن‪ ،‬أو الملائكة‪ ،‬أو‬
‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬

‫ناقض‬ ‫هذا‬
‫كل‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫أو الأشجار أو غير‬ ‫الأصنام‪،‬‬
‫له‪.‬‬ ‫الله‪،‬‬ ‫لتوحيد‬
‫ومبطل‬
‫صلى‬ ‫محمدا‬ ‫سبحانه بعث نبيه‬ ‫الله‬
‫و(ذا علم‬ ‫أن‬

‫الله عليه وسلم‪ ،‬والأنبياء قبله إلى أمم يعبدون غير‬


‫منهم من يعبد الأنبياء والصالحين‪ ،‬ومنهم من‬
‫الله‪،‬‬

‫الأصنام‬ ‫من يعبد‬ ‫الأشجار والأحجار‪ ،‬ومنهم‬ ‫يعبد‬

‫ذلك‪،‬‬ ‫الكواكب إلى غير‬ ‫من يعبد‬ ‫المنحوتة‪ ،‬ومنهم‬


‫به‬ ‫والإيمان‬ ‫توحيد الله‪،‬‬‫فقد دعوهم كلهم إلى‬
‫سبحانه‪ ،‬وأن يقولوا‪ :‬لا إله! لا الله‪ ،‬وأن يبرأوا مما‬

‫يخالفها‪ ،‬وأن يبرأوا من عابدي غير الله‪ ،‬ومن‬


‫فما‬ ‫صرف بعض العبادة لغيره‬ ‫من‬ ‫معبوداتهم‪ ،‬وأن‬
‫(ولقذ بثناذ@ل‬ ‫سبحانه‪:‬‬ ‫وحده‪ ،‬كما قال الله‬

‫و(تجتنبوا الظعوت @‬ ‫الله‬ ‫أعبدوأ‬ ‫زسولا أت‬ ‫أنم‬


‫‪6).‬‬
‫‪3‬‬
‫أ@لنحل‪:‬‬

‫وبهذا تعلم أن يصنع حول القبور المعبودة‬


‫ما‬

‫دون الله‪،‬‬
‫مثل قبر البدوي‪ ،‬والحسين بمصر‬ ‫من‬

‫الحجاج‬ ‫من‬ ‫بعض الجهال‬ ‫من‬ ‫يقع‬ ‫ذلك‪ ،‬وما‬ ‫وأشباه‬


‫التو حيد‬ ‫بيلن‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫عليه‬ ‫الله‬
‫وغيرهم‪ ،‬عند قبر النبي صلى‬
‫من‬ ‫وسلم‬
‫به‬ ‫طلب المدد والنصر على الأعداء‪ ،‬والاستغاثة‬
‫الله عز‬ ‫عبادة لغير‬ ‫هذه‬ ‫أن‬ ‫ونحو ذلك‪،‬‬ ‫والشكوى إليه‬
‫ما قد‬ ‫وهكذا‬‫شرك الجاهلية الأولى‪،‬‬ ‫وجل‪ ،‬وأن‬‫هذا‬

‫يقع من بعض الصوفية من اعتقادهم أن بعض الأولياء‬


‫يتصرف في الكون‪ ،‬ويدبر هذا العالم‪ -‬والعياذ بالته‪-‬‬
‫شرك أكبر في الربوبية‪.‬‬
‫بعض الناس‪ ،‬أن‬ ‫من اعتقاد‬
‫يقع‬ ‫ما‬ ‫وهكذا‬
‫وجل‪ ،‬وأنه‬ ‫عز‬ ‫بالرب‬ ‫له صلة‬ ‫بعض المخلوقات‬
‫الله‬ ‫صلى‬ ‫يستغني بذلك عن متابعة الرسول‬
‫محمد‬

‫عليه وسلم‪ ،‬أو أنه يعلم الغيب‪ ،‬أو أنه يتصرف في‬
‫الكائنات‪ ،‬وما أشبه ذلك‪ ،‬فإنه كفر بالئه أكبر‪ ،‬وشرك‬
‫صاحبه من الملة الإسلامية إن كان‬
‫ظاهر‪ ،‬يخرج‬
‫ينتسب إليها‪.‬‬
‫ولا إيمان‪ ،‬ولا نجاة‬ ‫توحيد‪ ،‬ولا‬ ‫فلا‬
‫إسلام‪،‬‬
‫مالك الملك‪،‬‬ ‫إلا بإفراد الله بالعبادة‪ ،‬والإيمان بأنه‬
‫ومدبر الأمور‪ ،‬وأنه كامل في ذاته وصفاته وأسمائه‬
‫بيلن @لتوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬

‫ولا يقاس بخلقه‬ ‫شبيه له‪،‬‬ ‫ولا‬ ‫له‪،‬‬ ‫شريك‬ ‫لا‬ ‫وأفعاله‪،‬‬
‫ذاته‬ ‫الكمال‬ ‫فله‬
‫وصفاته‬ ‫المطلق في‬ ‫وجل‪،‬‬ ‫عز‬
‫له‪،‬‬ ‫شريك‬ ‫وعلا‪ ،‬لا‬ ‫جل‬ ‫وهو مدبر الملك‬ ‫وأفعاله‪،‬‬
‫معقب لحكمه‪.‬‬ ‫ولا‬
‫إفراده بالعبادة‪،‬‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ‫الله‪،‬‬ ‫توحيد‬ ‫هذا هو‬

‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫وهذا معنى‬


‫وهذا هو دين الرسل كلهيم‪،‬‬
‫أ@لفقحة‪،)5 :‬‬ ‫(إياك نغبد وإياك لضتعص @‬
‫ونرجو ونخاف‪ ،‬كما قال‬ ‫إياك نوحد ونطيع‪،‬‬ ‫يعني‪:‬‬
‫عنهما‪ :‬نعبدك وحدك‪،‬‬ ‫الله‬ ‫عباس‬ ‫ابن‬
‫رضي‬
‫طاعتك‪،‬‬ ‫ونرجوك ونخافك‪ @ ،‬ياك نستعين على‬
‫أمورنا‪.‬‬ ‫جميع‬ ‫وفي‬

‫فالعبادة‪ :‬هي توحيد الله عز وجل‪ ،‬والإخلاص‬


‫وترك نواهيه سبحانه وتعالى‪ ،‬مع‬
‫له في طاعة أوامره‪،‬‬
‫الإيمان الكامل بانه مستحق للعبادة‪ ،‬وأنه رب‬

‫العالمين المدئر لعباده‪ ،‬والمالك لكل شيء‪ ،‬وأنه‬


‫وأسمائه وصفاته وأفعاله‪ ،‬ولا نقص‬ ‫الكامل في‬
‫ذاته‬
‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫من ذلك‪،‬‬ ‫له‬ ‫فيه‪ ،‬ولا مشارك‬ ‫فيه‪ ،‬ولا‬


‫في شيء‬ ‫عيب‬

‫له الكمال‬
‫المطلق في كل شيء‬ ‫سبحانه وتعالى‪ ،‬بل‬
‫جل وعلا‪.‬‬

‫الرسل‬ ‫من تصديق‬ ‫أنه لا بد‬ ‫نعلم‪:‬‬ ‫ومن هذا‬

‫نبينا محمدعليه‬ ‫رأسهم‬ ‫وعلى‬ ‫به‪،‬‬ ‫جميعا فيما جاءوا‬


‫دته‬ ‫الصلاة والسلام‪ ،‬وأنه متى أخلص‬
‫العبد العبادة‬
‫و لا‬
‫وحده‪ ،‬وصذق رسله عليهم الصلاة والسلام‪،‬‬
‫سيما محمد صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وانقاد لشرعه‬
‫واستقام عليه‪ ،‬إلا في واحد أو كثر من نواقض‬
‫فإنه تبطل عبادته‪ ،‬ولا ينفعه ما‬
‫من‬ ‫معه‬
‫الإسلام‬
‫أعمال الإسلام‪.‬‬
‫أنه‬
‫فلو صذق محمدا صلى الله عليه وسلم في‬
‫مع‬ ‫كل شيء‪ ،‬وانقاد لشريعته في كل شيء‪ ،‬لكن‬
‫قال‬

‫ذلك‪ :‬مسيلمة رسول مع محمد‪ -‬أعني‪ :‬مسيلمة‬

‫الكذاب الذي خرج في اليمامة وقاتله الصحابة في‬


‫العقيدة‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫بطلت‬ ‫عنه‪-‬‬ ‫الله‬
‫الصديق رضي‬ ‫عهد‬
‫وبطلت أعماله‪،‬‬
‫قيام‬ ‫النهار‪ ،‬ولا‬ ‫صيام‬ ‫ينفعه‬ ‫ولم‬
‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬

‫من‬ ‫لأنه أتى بناقض‬ ‫ة‬ ‫ذلك من عمله‬ ‫الليل‪ ،‬ولا غير‬
‫لمسيلمة الكذاب‪،‬‬ ‫وهو تصديقه‬ ‫نواقض الإسلام‪،‬‬
‫عز‬ ‫@مبحانه في قوله‬ ‫لأن ذلك يتضمن تكذيب‬
‫الله‬

‫وجل‪@ :‬الو ماكان محمذأبا أصدمن رصالكتم ولبهن زسول‬


‫تضمن‬ ‫كما‬ ‫‪1‬‬
‫‪4‬‬
‫‪،0‬‬
‫ا@حزاب‬ ‫أ‬ ‫النبتى@‬ ‫أدثه وضاتو‬

‫قوله صلى‬ ‫تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم في‬


‫عليه‬ ‫عنه‬
‫الله عليه وسلم في الأحاديث المتواترة‬
‫بعده‪.‬‬ ‫الصلاة والسلام‪ ،‬بأنه خاتم الأنبياء ولا نبي‬
‫وتعبد‬ ‫صام النهار‪ ،‬وقام الليل‪،‬‬ ‫من‬ ‫وهكذا‬
‫عليه‬ ‫الله‬ ‫بالعبادة‪ ،‬واتبع الرسول صلى‬ ‫الله‬ ‫وأفرد‬
‫الأوقات صرف‬ ‫من‬ ‫وقت‬ ‫في أي‬ ‫بعد ذلك‬
‫وسلم‪ ،‬ثم‬
‫كأن يجعل بعض العبادة‬ ‫الله‪،‬‬ ‫بعض العبادة لغير‬
‫للنبي‪ ،‬أو للولي الفلاني‪ ،‬أو للصنم الفلاني‪ ،‬أو‬
‫للشمس‪ ،‬أو للقمر‪ ،‬أو للكوكب الفلاني‪ ،‬أو نحو‬
‫منه‪،‬‬
‫العون‬ ‫ويستمد‬ ‫النصر‪،‬‬ ‫منه‬
‫ويطلب‬ ‫ذلك‪ ،‬يدعوه‬

‫إلى التوبة‬ ‫سبقت كلها‪،‬‬ ‫بطلت أعماله‬


‫حتى يعود‬ ‫التي‬
‫تعالى‪( :‬ولؤ أشركوا‬ ‫كما قال‬ ‫وجل‪،‬‬ ‫الله عز‬ ‫إلى‬
‫بيلن التوحيد‬
‫‪-‬‬

‫ه‬
‫و قال‬ ‫ول‪،،‬‬ ‫لحبل عتهص ئا كالؤأ يقملون @ أ الأنعام‪:‬‬
‫سبحانه‪ :‬الالو ولقذ)وحى إلك @د اتذين من قتلث لبن‬
‫‪،)5‬‬‫‪6‬‬
‫ألثتركعت ليخبطن علك وليهونن من @ لحشرين @ أ@لزمر‪.‬‬

‫وهكذا لو امن بالله في كل شيء‪ ،‬وصذق الله في كل‬


‫شيء‪ ،‬إلا في الزنا‪ ،‬فقال‪ :‬الزنا مباح‪ ،‬أو اللواط‬
‫مباح‪ ،‬أو الخمر مباحة‪ ،‬صار بهذا كافرا‪ ،‬ولو فعل‬
‫الله‬ ‫كل شيء اخر من دين الله‪ ،‬فاستحلاله لما‬
‫حرم‬
‫الدين بالضرورة‪ ،‬صار باستحلاله‬ ‫من‬ ‫مما هو معلوم‬
‫أعماله‬ ‫تنفعه‬
‫الإسلام‪ ،‬ولم‬ ‫عن‬ ‫مرتدا‬ ‫هذا كافرأ بالثه‪،‬‬

‫عند جميع المسلمين‪.‬‬ ‫دله‬


‫ولا توحيده‬

‫صالحا‬ ‫وهكذا لو قال‪ :‬إن نوحا‪ ،‬أو هودا‪ ،‬أو‬


‫صار‬ ‫إبراهيم‪ ،‬أو إسماعيل أو غيرهم ليس بنبي‪،‬‬
‫أو‬
‫قد‬ ‫لكونه بذلك‬ ‫ة‬ ‫كافرا بالله‪ ،‬وأعماله كلها باطلة‬
‫الله‬ ‫كذب‬
‫عنهم‪.‬‬ ‫به‬ ‫فيما أخبر‬ ‫سبحانه‬

‫التوحيد‬ ‫الله‪،‬‬ ‫أحله‬ ‫ما‬ ‫وهكذا لو‬


‫مع‬ ‫حرم‬
‫ما‬ ‫فقال مثلأ‪ :‬أنا‬ ‫والإخلاص والإيمان بالرسل‪،‬‬
‫الله‬ ‫مما أحله‬ ‫أحل الإبل أو البقر أو الغنم أو غيرها‬
‫بيلن التوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬

‫حلا مجمعأ عليه‪ ،‬وقال‪ :‬إنها حرام‪ ،‬يكون بهذا كافرا‬


‫مرتدا عن الإسلام بعد إقامة الحجة عليه‪ ،‬إذا كان‬

‫حرم‬
‫ما‬
‫أجل‬ ‫جنس من‬ ‫يجهل ذلك‪ ،‬وصادف‬ ‫مثله قد‬

‫الله‪.‬‬

‫هما‬ ‫الحنطة أو الشعير‪ ،‬بل‬ ‫أحل‬ ‫ما‬ ‫قال‪:‬‬ ‫أو‬


‫صار كافرا‪ ،‬أو قال‪ :‬إنه‬ ‫حرام‪ ،‬وما أشبه‬
‫ذلك‪،‬‬

‫يستبيح البنت أو الأخت‪ ،‬صار بهذا كافرأ بالثه‪ ،‬مرتدا‬


‫الطاعات‪،‬‬
‫الإسلام‪ ،‬ولو صلى وصام وفعل باقي‬ ‫عن‬

‫دينه‪ ،‬كما قال‬ ‫تبطل‬ ‫من هذه الخصال‬ ‫لأن الواحدة‬


‫تعالى‪:‬أ ولؤ أشركوأ لجط عتهرئا كا@أ يضملون لإمما@و‬
‫ه@)‪.‬‬
‫أ الأفم‪:‬‬
‫وقل فيه‬ ‫الجهل‪،‬‬ ‫زمان غلب فيه‬
‫ونحن في‬
‫على علوم‬ ‫العلم‪ ،‬وأقبل الناس‪ -‬إلا‬
‫من شاء الله‪-‬‬

‫أخرى وعلى مسائل اخرى‪ ،‬تتعلق بالدنيا‪ ،‬فقل‬


‫بالثه‪ ،‬وبدينه لأنهم شغلوا بما يصدهم‬ ‫علمهم‬
‫ة‬
‫عن‬

‫وصارت أغلب الدروس في أشياء تتعلق‬ ‫ذلك‪،‬‬

‫الله‪،‬‬ ‫أما التفقه‬ ‫بالدنيا‪،‬‬


‫والتدبر لشريعته‬ ‫دين‬ ‫في‬
‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫الأكثرون‪،‬‬ ‫سبحانه‪ ،‬وتوحيده‪ ،‬فقد أعرض‬


‫عنه‬

‫وأصبح من يشتغل به اليوم هو أقل القليل‪.‬‬


‫فينبغي لك يا عبدالله‪ ،‬الانتباه لهذا الأمر‪،‬‬
‫عليه‬ ‫الله‬ ‫وسنة رسوله صلى‬ ‫الله‪،‬‬ ‫والإقبال على كتاب‬
‫توحيد الله‬ ‫تعرف‬ ‫وتعقلا‪ ،‬حتى‬ ‫دراسة وتدبرا‬ ‫وسلم‪،‬‬
‫عز‬ ‫الشرك بالته‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫وحتى تعرف‬ ‫به‪،‬‬ ‫والإيمان‬
‫ما‬ ‫وجل‪ ،‬وحتى تكون بصيرا بدينك‪ ،‬وحتى تعرف‬
‫هو سبب دخول الجنة والنجاة من النار‪ ،‬مع العناية‬
‫بحضور حلقات‬
‫أهل العلم‬ ‫مع‬ ‫العلم‪ ،‬والمذاكرة‬
‫تستفيد وتفيد‪ ،‬وحتى تكون على بينة‬ ‫والدين‪،‬‬ ‫حتى‬

‫وعلى بصيرة في أمرك‪.‬‬


‫وا لثرك شر كان‪ :‬أكبر‪ ،‬وأصغر‪.‬‬
‫فالشرك الاكبر‪ :‬ينافي توحيد الله‪ ،‬وينافي‬
‫الإسلام‪ ،‬ويحبط الأعمال‪ ،‬والمشركون في النار‪،‬‬
‫وكل عمل أو قول دلت الأدلة على أنه كفر بالته‪:‬‬
‫ما‬
‫حل‬ ‫أو‬ ‫اعتقاد‬
‫الأصنام‪،‬‬ ‫كالاستغاثة بالأموات أو‬
‫ما أحله‬
‫أو تحريم‬
‫الله‪،‬‬
‫أو تكذيب بعض‬ ‫الله‪،‬‬ ‫حرم‬
‫بيد@لتوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬

‫رسله‪ ،‬فهذه الأشياء تحبط الأعمال‪ ،‬وتوجب الردة‬


‫كما سبق بيان ذلك‪ ،‬فقال‬
‫تعالى في‬ ‫الإسلام‪،‬‬ ‫عن‬
‫سورة النساء‪:‬‬
‫ما‬ ‫وغفر‬ ‫مع‬
‫لا يففر)ن يشرك‬ ‫الله‬ ‫(إن‬
‫ثما‬ ‫اقزى‪+‬إ‬ ‫فقد‬ ‫بالثه‬ ‫يشرذ‬ ‫ومن‬ ‫يشآة‬ ‫لمن‬ ‫ذلك‬ ‫لمح@@‬

‫أن الشرك‬ ‫قد بين الله‬ ‫فهنا‬ ‫ها)‪،‬‬ ‫ة‬ ‫أ النساء‬ ‫@‬ ‫عظيما@‬
‫الله‬ ‫فأمره إلى‬ ‫على المشيئة‪،‬‬ ‫ما دونه‬ ‫يغفر‪،‬‬ ‫لا‬
‫ثم عهق‬
‫شاء‬ ‫له‬ ‫شاء‬ ‫سبحانه وتعالى‪ ،‬إن‬
‫عذبه‪ ،‬على‬ ‫صان‬ ‫غفر‬
‫أن‬ ‫قدر المعاصي التي مات عليها‪ ،‬غير تائب‪ ،‬ثم‬
‫بعد‬

‫يطقر بالنار يخرجه الله منها إلى الجنة‪ ،‬بإجماع أهل‬


‫خلافا‬ ‫والجماعة‪،‬‬ ‫السنة‬
‫ومن‬ ‫والمعتزلة‪،‬‬ ‫للخوارج‬
‫سار على نهجهم‪.‬‬
‫فقال‬ ‫أما في اية الزمر‪ ،‬فعمم وأطلق‪،‬‬
‫لا‬
‫سبحانه‪ @ @ :‬قل ئحإل@ اثذين أشرفوأ عك أ@تم‬
‫هو‬ ‫إئ@‬ ‫الذنوب جميعا‬ ‫زحمة ألئه إن ألله يغفر‬ ‫من‬ ‫نطما‬ ‫@‬

‫‪3).‬‬
‫‪5‬‬ ‫ة‬
‫أ@لزمر‬ ‫@‬ ‫الغفور الزحيم @‬
‫قال العنماء‪ :‬هذه الآية في التائبين‪،‬‬
‫أما اية‬
‫النساء‬
‫فهي في غير التائبين‪ ،‬ممن مات على الشرك‬
‫بيان التحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫قوله سبحانه‪:‬‬ ‫وهو‬ ‫المعاصي‪،‬‬ ‫مصرا على بعض‬


‫لمن يشآ@هو‬ ‫بمى وغفر ماس‪ 4‬ذلك‬ ‫(إن أدئه لايففرأن يشرك‬
‫‪8).‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪5:‬‬ ‫أ@لشا‬

‫دون الشرك‪ ،‬كالزنا‬ ‫ما‬


‫على‬ ‫مات‬ ‫من‬
‫أما‬

‫ولم‬ ‫محرمة‪،‬‬ ‫أنها‬ ‫وهو يؤمن‬ ‫والمعاصي الاخرى‪،‬‬


‫منها‪ ،‬فهذا‬ ‫يتب‬ ‫يستحلها‪ ،‬ولكنه انتقل إلى الاخرة ولم‬
‫شاء الله‬ ‫تحت مشيئة الله عند أهل السنة والجماعة‪ ،‬إن‬
‫شاء‬ ‫غفر له وأدخله الجنة لتوحيده وإسلامه‪ ،‬و(ن‬
‫عليها‬ ‫سبحانه عذبه على قدر المعاصي التي‬
‫مات‬

‫بالنار‪ ،‬من الزنا وشرب الخمر‪ ،‬أو عقوقه لوالديه‪ ،‬أو‬


‫كما سبق‬ ‫الكبائر‪،‬‬ ‫ذلك من‬ ‫غير‬ ‫قطيعة أرحامه‪ ،‬أو‬
‫ذلك‪.‬‬
‫إيضاح‬
‫إلى أن صاحب المعصية‬ ‫الخوار@‬ ‫وذهب‬
‫مخلد‬
‫في النار‪ ،‬وهو بالمعاصي كافر أيضا‪ ،‬ووافقهم‬
‫السنة‬
‫المعتزلة بتخليده في النار‪ ،‬ولكن أهل‬
‫والجماعة خالفوهم في ذلك‪ ،‬ورأوا‪ :‬أن الزاني‬
‫لا‬ ‫الكبائر‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫والسارق والعاق لوالديه وغيرهم‬
‫بيان @لتوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬

‫لم‬ ‫النار‪ ،‬إذا‬ ‫يكفرون بذلك‪ ،‬ولا يخلدون في‬


‫الله كما‬ ‫هذه‬
‫يستحلوا‬
‫المعاصي‪ ،‬بل هم‬
‫مشيئة‬ ‫تحت‬

‫جيدأ‪ ،‬وأن‬ ‫تقدم‪ ،‬فهذه أمور عظيمة ينبغي أن نعرفها‬


‫نفهمها كثيراة لأنها من أصول العقيدة‪.‬‬
‫وضده من‬ ‫دينه‪،‬‬‫وأن يعرف المسلم‬
‫حقيقة‬

‫الشرك بالثه تعالى‪ ،‬ويعلم أن باب التوبة من الشرك‬


‫والمعاصي مفتوح إلى أن تطلع الشمس من مغربها‪.‬‬
‫عن دين‬
‫الغفلة‬
‫هي‬ ‫ولكن المصيبة العظيمة‪،‬‬
‫التفقه‬ ‫الله‪،‬‬
‫الشرك‬ ‫فيه‪ ،‬فربما وقع العبد في‬ ‫وعدم‬
‫والكفر بالته وهو يبالي‪ ،‬لغلبة الجهل‪ ،‬وقلة العلم‬
‫لا‬

‫عليه‬ ‫الله‬ ‫الرسول صلى‬ ‫به‬ ‫بما جاء‬


‫الهدى‬ ‫من‬ ‫وسلم‬
‫فانتبه لنفسك‬ ‫الحق‪.‬‬
‫أيها العاقل‪ ،‬وعظم‬ ‫ودين‬

‫دته‬ ‫وأخلص‬ ‫حرمات ربك‪،‬‬


‫العمل‪ ،‬وسارع إلى‬
‫القران‬ ‫وتفقه‬ ‫بأدلته‪،‬‬ ‫الخيرات‪ ،‬واعرف دينك‬ ‫أ‬

‫في‬
‫الله‪ ،‬وبحضور حلقات‬ ‫والسنة بالإقبال على كتاب‬ ‫ا‬

‫تعرف دينك على‬ ‫حتى‬ ‫وصحبة الاخيار‪،‬‬ ‫المحلم‬ ‫د‬

‫" بصيرة‪.‬‬
‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫سؤال ربك الثبات على الهدى‬ ‫من‬ ‫أكثر‬


‫فبادر بالتوبة‪ ،‬فكل‬ ‫معصية‬ ‫في‬ ‫والحق‪ ،‬ثم‬
‫إذا وقعت‬
‫كما جاء‬ ‫الخطائين التوابون‪،‬‬ ‫خطاء‪ ،‬وخير‬
‫بني ادم‬
‫المعصية‬ ‫لأن‬ ‫في الحديث الصحيح‪،‬‬
‫نقص في‬
‫الدين‪ ،‬وضعف في الإيمان‪.‬‬
‫فالبدار البدار إلى التوبة‪ ،‬والإقلاع والندم‪،‬‬
‫سبحانه‪:‬‬ ‫القائل‬ ‫وهو‬ ‫تاب‪،‬‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫والله يتوب‬

‫أتمؤضموت لعلكؤ‬ ‫إلى الله جمجعا أته‬ ‫@ال@ وتوبوأ‬


‫وقال@ عز وجل‪ :‬مالو يأيخها‬ ‫‪،)1‬‬
‫‪3‬‬
‫أ النور‬ ‫تقلحوت @‬
‫‪،8‬‬ ‫‪1‬‬
‫تؤلة نض@حا@ أ اقحريم‬
‫الله‬ ‫توبوا إلى‬ ‫اتذبءامنما‬
‫لا‬
‫بد منها‪ ،‬وهي لازمة للعبد دائمأ‪ ،‬والرسول‬ ‫فالتوبة‬
‫الله‬ ‫صلى‬
‫عليه وسلم يقول‪@ :‬ا التوبة تهدم ما كان‬

‫رلة فبادر‬ ‫منك‬ ‫عليها‪ ،‬فكلما وقعت‬ ‫فاستقم‬ ‫لا‪،‬‬ ‫قبلها‬

‫تشغل‬ ‫دينك‪ ،‬لا‬


‫في‬ ‫وكن متفقها‬ ‫بالتوبة والإصلاح‪،‬‬
‫الاخرة‪ ،‬بل اجعل‬ ‫عن حظك من‬ ‫الدنيا‪،‬‬ ‫بحظك‬

‫الدين‪ ،‬والتبصر‬ ‫للدنيا وقتا‪ ،‬وللتعلم وللتفقه في‬


‫وسنة‬ ‫الله‬ ‫والمطالعة والمذأكرة‪ ،‬والعخاية بكتاب‬
‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬

‫رسوله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وحضور حلقات العلم‬


‫ومصاحبة الأخيار غالب وقتك‪ ،‬فهذه الأمور هي‬
‫سعادتك‪.‬‬ ‫شأنك‪،‬‬
‫وسبب‬ ‫أهم‬
‫وهناك نوع اخر وهو‪ :‬الشرك الأصغر‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الرياء‪ ،‬والسمعة في بعض العمل أو القول‪ ،‬ومثل أن‬
‫ما شاء الله‬ ‫يقول الإنسان‪:‬‬
‫وشاء فلان‪ ،‬والحلف بغير‬
‫ذلك‪،‬‬ ‫بالأمانة والكعبة والنبي وأشباه‬ ‫الله‪ ،‬كالحلف‬

‫الحذر‬ ‫فلا بد من‬ ‫فهذه وأشباهها من الشرك الأصغر‪،‬‬


‫لما قال له‬
‫من ذلك‪ ،‬قال النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫لثه‬ ‫الله وشئت‪:‬‬ ‫ما شاء‬
‫ندا؟ ما‬
‫أجعلتني‬ ‫@ا‬
‫رجل‪:‬‬
‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫وقال‬ ‫@ا‪،‬‬ ‫شاء الله وحده‬
‫وسلم‪:‬‬ ‫النبي‬
‫لا‬
‫الله وشاء فلان‪ ،‬ولكن قولوا‪:‬‬ ‫ما شاء‬ ‫@ا‬
‫تقولوا‪:‬‬
‫ما‬
‫عليه‬ ‫شاء الله ثم شاء فلان لا‪ ،‬وقال صلى‬
‫الله‬

‫من كان حالفأفليحلف بالثه أو ليصمت لما‪،‬‬


‫@ا‬
‫وسلم‪:‬‬
‫وقال‪@ :‬ا لا‬
‫و لا‬
‫بآبائكم بأمهاتكم‬
‫ولا‬ ‫تحلفوا‬
‫صادقون لما‪ ،‬و قال‬ ‫بالأنداد‪ ،‬ولا تحلفوا بالثه إلا‬
‫وأنتم‬
‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬
‫الله فقد‬ ‫@امن حلف بغير‬ ‫وسلم‪:‬‬
‫@لتو حيد‬ ‫بيان‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫الأحاديث الصحيحة‬ ‫من‬


‫هذا‬
‫إلى غير‬ ‫@ا‪،‬‬
‫أشرك‬
‫الله‬ ‫قوله صلى‬ ‫ومن ذلك‬ ‫المعنى‪،‬‬ ‫هذا‬
‫الواردة في‬
‫أخات‬ ‫ما‬ ‫أخوت‬ ‫@ا‬
‫الشرك‬ ‫عليكم‬ ‫عليه وسلم‪:‬‬
‫الرياء@ا‪ .‬وقد يكون‬ ‫@ا‬ ‫فقال‪:‬‬‫الأصغر@ا‪ ،‬فسئل‬
‫عنه‪،‬‬

‫الرياء كفرا أكبر إذا دخل صاحبه في الدين رياء‬


‫ونفاقا‪ ،‬وأظهر الإسلام لا عن إيمان ولا عن محبة‪،‬‬
‫فإنه يصير بهذا منافقا كافرا كفرا أكبر‪.‬‬
‫به‬‫وكذلد إذا حلف بغير الله‪ ،‬وعظم المحلوف‬
‫مثل تعظيم الله‪ ،‬أو اعتقد أنه يعلم الغيب‪ ،‬أو يصلح‬
‫مشركأ شركأ‬ ‫سبحانه‪ ،‬صار بذلك‬ ‫الله‬ ‫أن‬
‫يعبد مع‬
‫أكبر‪.‬‬
‫اما‬
‫الله‬ ‫إذا جرى على اللسان الحلف بغير‬
‫فإنه‬ ‫بدون هذا الاعتقاد‪،‬‬ ‫وغيرهما‪،‬‬ ‫كالكعبة والنبي‬
‫فقط‪.‬‬ ‫يكون مشركا شركا أصغر‬
‫في‬ ‫الفقه‬
‫لاياكم‬ ‫وجل أن يمنحنا‬ ‫الله عز‬ ‫وأسأل‬
‫الاستقامة‬
‫و(ياكم‬ ‫والثبات عليه‪ ،‬وأن يرزقنا‬ ‫دينه‪،‬‬

‫شرور أنفسنا‪ ،‬وسيئات‬ ‫من‬ ‫عليه‪ ،‬وأن يعيذنا لاياكم‬


‫بيلن @لتوحيد‬
‫ب‬
‫@‬

‫الفتن‪ ،‬إنه تعالى جواد‬ ‫مضلات‬ ‫ومن‬ ‫أعمالنا‪،‬‬

‫كريم‪.‬‬
‫الله‬
‫ورسوله نبينا‬ ‫عبده‬ ‫وبارك على‬ ‫وسلم‬ ‫وصلى‬
‫بإحسان إلى يوم‬ ‫وأصحابه وأتباعه‬ ‫اله‬ ‫وعلى‬ ‫محمد‪،‬‬

‫الدين‪.‬‬
‫بيان التوحيد‬
‫‪-‬‬

‫ه‬

‫توحيد المرسلين‬
‫وما يضاده من الكفر والشرك‬

‫العالمين‪ ،‬والعاقبة للمتقين‪،‬‬ ‫الحمد دنه رب‬

‫الأولين وا لاخرين‪ ،‬و على‬ ‫والصلاة والسلام على‬


‫سيد‬
‫أما‬ ‫جميع الأنبياء والمرسلين‪ ،‬وسائر الصالحين‪.‬‬
‫بعد‪:‬‬

‫به‬ ‫وجل والإيمان‬ ‫عز‬ ‫الله‬ ‫فلما كان توحيد‬


‫الصلاة‬
‫الواجبات‬ ‫والسلام‪ ،‬أهم‬ ‫وبرسله عليهم‬
‫وأعظم الفرائض‪ ،‬والعلم بذلك أشرف العلوم‬
‫وأفضلها‪ ،‬ولما كانت الحاجة إلى هذا الأصل‬
‫ذلك‬
‫الأصيل داعية إلى بيانه بالتفصيل رأيت إيضاح‬
‫ذلك‪،‬‬ ‫في هذه الكلمة الموجزة لشدة الحاجة إلى‬
‫الله‬ ‫ولأن هذا الموضوع العظيم جدير بالعناية‪ ،‬وأسأل‬
‫عز وجل أن يوفقنا جميعا لإصابة الحق في القول‬
‫والعمل‪ ،‬وأن يعيذنا جميعا من الخطأ والزلل‪.‬‬
‫التو حيد‬ ‫بيان‬
‫ب‬
‫‪5‬‬

‫المحون‬ ‫استمد‬ ‫سبحانه وتعالى‬ ‫ومن الله‬ ‫فأقول‬


‫و ا لتو‬
‫وهو‬ ‫الواجبات‪،‬‬ ‫أهم‬ ‫هو‬ ‫أن التوحيد‬ ‫ريب‬

‫الصلاة‬ ‫الرسل عليهم‬ ‫دعوة‬ ‫أول‬ ‫وهو‬ ‫أول فريضة‪،‬‬


‫وهو زبدة هذه‬
‫ذلك ربنا‬ ‫بين‬
‫كما‬ ‫الدعوة‪،‬‬ ‫والسلام‪،‬‬
‫المبين‪ ،‬وهو أصدق القائلين‪،‬‬ ‫كتابه‬ ‫وجل في‬ ‫عز‬

‫عن جميع المرسلين‪@ :‬الو ولقذ‬ ‫يقول سبحانه‬ ‫حيث‬

‫و(ضنبوأ‬ ‫الله‬ ‫فى@ل أمة زسولأ أت أغمدلا‬ ‫بعثا‬

‫‪6).‬‬
‫‪3‬‬
‫المحل‬ ‫أ‬ ‫الظفوت @‬
‫جل وعلا أنه بعث‬ ‫أوضح‬
‫في‬ ‫الأمم‬ ‫جميع‬ ‫في‬
‫كل أمة‬
‫ا‬
‫واجتنبو‬ ‫الله‪،‬‬ ‫اعبدوا‬ ‫رسولا يقول لهم‪:‬‬
‫يقول لقومه‬ ‫دعوة الرسل‪ ،‬كل واحد‬
‫هذه‬ ‫الطاكوت‪،‬‬
‫واجتنبوا‬ ‫الله‬ ‫وأمته‪ :‬اعبدوا‬

‫بين‬ ‫لأن الخصومة‬ ‫ة‬ ‫الله‬ ‫وحدوا‬ ‫المعنى‪:‬‬


‫الرسل والأمم في توحيد العبادة‪،‬‬
‫بأن‬ ‫تقز‬ ‫و! لا فا لأمم‬ ‫الله‬
‫أسحائه‬ ‫من‬ ‫كثيرأ‬ ‫ربها وخالقها ورازقها‪ ،‬وتعرف‬
‫وصفاته‪،‬‬
‫نوح إلى‬ ‫من عهد‬ ‫ولكن النز ‪ 4‬والخصومة‪،‬‬
‫بيلن التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫يومنا هذا في توحيد الله بالعبادة‪ ،‬فالرسل تقول‬


‫للناس‪ :‬أخلصوا العبادة له‪ ،‬وخدوه بها‪ ،‬واتركوا‬
‫لا‪،‬‬ ‫عبادة ما سواه‪ ،‬وأعداؤهم وخصومهم يقولون‪:‬‬
‫بل نعبده ونعبد غيره‪ ،‬ما نخصه بالعبادة‪.‬‬
‫هذا هو محل النزل بين الرسل والأمم‪ .‬الأمم‬
‫لا تنكر عبادته بالجملة‪ ،‬بل تعبده‪ ،‬ولكن النزل هل‬
‫يخص بها أم لا يخص؟ فالرسل بعثهم الله لتخصبص‬
‫الرب بالعبادة‪ ،‬وتوحيده بها‪ ،‬دون كل ما سواه‪،‬‬
‫المالك‪،‬‬ ‫لكونه عز وجل‬
‫القادر على كل شيء‪،‬‬
‫إلى غير‬ ‫بأحوالهم‪،‬‬ ‫الخلاق‪ ،‬الرزاق للعباد‪ ،‬العليم‬
‫ذلك‪.‬‬

‫والسلام‬ ‫الصلاة‬
‫الرسل عليهم‬ ‫دعت‬ ‫فلهذا‬
‫له‬ ‫إلى توحيد الله‪ ،‬و(خلاص العبادة‬ ‫الأمم‪،‬‬ ‫جميع‬
‫سواه‪.‬‬ ‫ما‬ ‫سبحانه وتعالى‪ ،‬وترك عبادة‬
‫بعمنا‬ ‫وجل‪ !:‬ولقذ‬ ‫عز‬ ‫قوله‬ ‫وهذا هو معنى‬

‫ق @ ل أفؤ زسولا أت أغبدوأ أد@ه @ختنبوأ الظعوت‪،‬‬


‫‪6).‬‬
‫‪3‬‬
‫أ@نحل‪:‬‬
‫@لتو حيد‬ ‫بيان‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫هذا‬
‫في‬ ‫عنهما‬ ‫قال ابن عباس رضي‬
‫الله‬

‫جميع‬
‫قال‬ ‫المعنى‪ :‬العبادة هي التوحيد‪ .‬وهكذا‬
‫المقصود‪،‬‬ ‫هو‬ ‫إذ‬ ‫ة‬ ‫العلماء‪ :‬إن العبادة هي التوحيد‬
‫سواه‪ ،‬كما قال‬ ‫معه‬
‫والأمم الكافرة تعبد الله وتعبد‬
‫برإبر قتا‬ ‫جل وعلا‪ ،( :‬نقال إترهيم؟له وقومم@ إتنى‬
‫@‬ ‫سيغدينأةبم‬ ‫إلا ائذى فطرق فإئي‬ ‫لإبم‬ ‫لغبدون‬

‫معبوداتهم كلها إلا‬ ‫من‬ ‫فتبرأ‬ ‫‪،)7‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪26‬‬ ‫أ@ د زخرف‬

‫خالفه‪.‬‬ ‫أي‬ ‫فاطره سبحانه‪:‬‬


‫يعبدونه‪،‬‬ ‫فعلم أنهم‬
‫غيره‪.‬‬ ‫معه‬ ‫ويعبدون‬

‫سوى خالقه‬
‫معبوداتهم‬ ‫من‬ ‫فلهذا تبرأ الخليل‬
‫سبحانه وتعالى‪ .‬وهكذا‬ ‫وهو الله‬ ‫وجل‪،‬‬ ‫عز‬ ‫وفاطره‬
‫عليه الصلاة‬ ‫الخليل‬ ‫لسان‬ ‫وجل على‬ ‫عز‬ ‫فوله‬

‫والسلام‪ !:‬وأعزلكتم وما تذعوت من دون الله وأذعؤا‬


‫ر@ث @ أ مريم‪ :‬لما‪،،‬‬
‫فعلم أنهم يعبدون الله‪ ،‬ويعبدون‬
‫غيره‪ .‬والايات في‬
‫معه‬
‫هذا‬
‫فعلمنا‬ ‫المعنى كثيرة‪،‬‬
‫الله‬ ‫من دعوة الرسل‪ :‬تخصيص‬
‫بذلك أن المحقصود‬
‫يدعى إلا‬ ‫بها‪ ،‬لا‬ ‫بالعبادة‪ ،‬د افراده‬
‫وعلا‪،‬‬ ‫جل‬ ‫هو‬
‫بيلن التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫إلا‬ ‫ولا‬ ‫له‪،‬‬ ‫ولا ينذر إلا‬ ‫ولا يستغاث إلا‬


‫يذبح‬ ‫به‪،‬‬

‫العبادات‪،‬‬ ‫ذلك من‬ ‫إلى غير‬ ‫له‪..‬‬ ‫ولا يصلى إلا‬ ‫له‪،‬‬

‫ما‬
‫سواه‪ ،‬وهذا‬ ‫فهو المستحق لها جل وعلا دون كل‬
‫معناها‪ :‬لا معبود حق‬ ‫هو معنى لا إله إلا الله‪ ،‬فإن‬
‫إلا‬
‫لأن الالهة‬ ‫أهل العلم‪،‬‬ ‫عند‬ ‫هو معناها‬

‫من‬ ‫قديم الزمان‪:‬‬ ‫من‬ ‫موجودة بكثرة‪ ،‬والمشركون‬


‫ود‪،‬‬ ‫منها‪:‬‬ ‫الله‪،‬‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫نوح يعبدون الهة‬ ‫عهد‬

‫ذ لك‪.‬‬ ‫ويغوث‪ ،‬ويعوق‪ ،‬و نسر‪ ،‬وغير‬ ‫وسول‪،‬‬


‫وهكذا‬ ‫آلهة كثيرة‪.‬‬ ‫عندها‬ ‫وهكذا العرب‬
‫عندهم الهة يعبدونها مع‬ ‫الفرس والروم وغيرهم كلهم‬
‫الله‬ ‫إله إلا‬ ‫لا‬ ‫الله‪ .‬فعلم بذلك أن المقصود بقول‪:‬‬
‫الله‪،‬‬ ‫وهو أن يوحد‬ ‫الرسل‪:‬‬ ‫بدعوة‬ ‫المقصود‬ ‫هو‬

‫سواه جل وعلا‪ ،‬ولهذا‬ ‫ما‬ ‫دون‬ ‫بالعبادة‬ ‫ويخصه‬


‫كل‬
‫يقول سبحانه في كتابه المبين‪( :‬ذلث بأت‬
‫الله‬

‫هو الحق وألث مايدعوت من @ونمى هو اتجطل @‬


‫تخصيصه‬ ‫فاتضح بذلك أن المقصود‪:‬‬ ‫‪،،0‬‬
‫‪62‬‬
‫الحج‬ ‫أ‬
‫@لتو حيد‬ ‫بيان‬
‫ب‬
‫‪5‬‬

‫سواه‪ ،‬وأنه سبحانه المعبود الحق‬ ‫ما‬


‫بالعبادة دون كل‬
‫باطل‪ ،‬ولهذا‬ ‫عبد من دونه معبود‬
‫ما‬ ‫وأن‬ ‫جل وعلا‪،‬‬

‫(رلقذ بعثنا فى@ل أئؤزسولا‬ ‫سبحانه وتعالى‪:‬‬ ‫قا@‬

‫‪،)0‬‬
‫‪36‬‬
‫النحل‬ ‫أ‬ ‫أت اعبدد@(الله @ختنبر الظعوت @‬
‫اتركو ا‬
‫الطاغوت‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫الله واجتنبو ا‬ ‫وحدوا‬ ‫أي‪:‬‬
‫عبادة الطاغوت‪ ،‬وابتعدوا عنها‪.‬‬

‫الإنس‬ ‫عبد من دون الله من‬


‫ما‬
‫والطاغوت‪ :‬كل‬
‫لم‬ ‫ما‬ ‫الجمادات‪،‬‬ ‫ذلك من‬ ‫والجن والملائكة‪ ،‬وغير‬
‫به‪.‬‬ ‫يكن يكره ذلك ولا يرضى‬

‫عبد من‬
‫ما‬
‫والمقصود‪ :‬أن الطاغوت‪ :‬كل‬
‫الله‬
‫يرضى بذلك‪،‬‬ ‫ممن‬ ‫الجمادات وغيرها‪،‬‬ ‫من‬ ‫دون‬

‫كالملائكة‪،‬‬ ‫يرضى بذلك‪،‬‬ ‫أما من لا‬


‫والأنبياء‪،‬‬
‫الشيطان الذي دعا إلى‬ ‫هو‬ ‫والصالحين‪ ،‬فالطاغوت‪:‬‬
‫عبادتهم‪ ،‬وزينها للناس‪.‬‬
‫لا‬
‫وكل صالح‬ ‫فالرسل والأنبياء والملائكة‬
‫ذلك‬ ‫أبدا‪ ،‬بل ينكر‬ ‫الله‬ ‫يرضى أن يعبد من دون‬
‫ما‬
‫ويحاربه‪ ،‬فليس بطاغوت‪ ،‬و(نما الطاغوت‪ :‬كل‬
‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫كفرعون‪،‬‬ ‫ة‬ ‫يرضى بذلك‬ ‫الله ممن‬ ‫عبد من دون‬

‫يرضى‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬أو‬ ‫ممن يدعو‬ ‫وابليس وأشباههما‬


‫الاشجار والأحجار‬ ‫من‬ ‫وهكذا الجمادات‬ ‫به‪.‬‬

‫كلها تسمى‪:‬‬ ‫الله‪،‬‬ ‫من دون‬ ‫المعبودة‬ ‫والأصنام‬


‫الله‪.‬‬ ‫عبادتها من دون‬ ‫بسبب‬
‫ة‬
‫طاغوتا‬
‫المعنى يقول سبحانه‬ ‫هذا‬
‫وتعالى‪( :‬ومآ‬ ‫وفي‬
‫رسول إلا لؤحى إليه أنإلا إله إلا أنا‬ ‫من‬ ‫قبلف‬ ‫من‬ ‫أزسلنا‬
‫مثل الاية‬ ‫وهذه الآية‬ ‫الأنبباء‪،)052‬‬ ‫أ‬ ‫@‬ ‫فآغبدون @‬
‫جميعا‪:‬‬ ‫الرسل‬ ‫فيها سبحانه أن دعوة‬ ‫يبين‬ ‫السابقة‪،‬‬
‫وحده‬ ‫دله‬ ‫هي الدعوة إلى التوحيد و(خلاص العبادة‬
‫لا‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫وعلا دون‬ ‫جل‬
‫إله‬ ‫قوله‪:‬‬ ‫سواه‪ ،‬ولو‬ ‫كل‬
‫الله‬ ‫إلا‬
‫بالعبادة‬ ‫الله‬ ‫تخصيص‬ ‫عن‬ ‫يكفي مع قطع النظر‬
‫من‬ ‫امتغ الناس‬ ‫لما‬ ‫والإيمان بأنه هو المستحق لها‪،‬‬

‫ذلك‪ ،‬ولكن المشركين عرفوا أن قولها يبطل آلهتهم‪،‬‬


‫وأن قوالا يقتضي‪ :‬أن الله هو المعبود الحق‪،‬‬
‫بذلك جل وعلا‪.‬‬ ‫والمختص‬
‫عن‬ ‫فلهذا أنكروها وعالحوها واستكبروا‬
‫بيلن @لتوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫من ذلك‪:‬‬ ‫الاستجابة لها‪ ،‬فاتضح بهذا أن المقصود‬
‫ما عبد‬ ‫تخصيص الله بالعبادة‪ ،‬د افراده بها دون جميع‬
‫أو‬ ‫ملائكة‪،‬‬ ‫أنبياء‪ ،‬أو‬ ‫من‬ ‫من دونه سبحانه وتعالى‪،‬‬
‫هو‬ ‫سبحانه‬ ‫الله‬ ‫لأن‬ ‫ة‬ ‫ذلك‬ ‫صالحين‪ ،‬أو جن أو غير‬
‫الرازق القادر المحمي المميت‪ ،‬الخالق لكل‬ ‫المالك‬

‫يعبد‬ ‫العباد‪ ،‬فهو المستحق لأن‬ ‫فيء‪ ،‬المدبر لأمور‬


‫سبحانه وتعالى‪،‬‬ ‫جل وعلا‪ ،‬وهو العليم بأحوالهم‬
‫توحيده‬ ‫الرسل لدعوة الخلق إلى‬ ‫فلذلك بعث‬
‫ولبيان أسماثه وصفاته‪ ،‬وأنه‬ ‫له‪،‬‬ ‫والإخلاص‬
‫وكمال‬ ‫لكمال علمه‪،‬‬ ‫ة‬
‫ويعطم‬ ‫يعبد‬ ‫المستحق لأن‬

‫وجل‬ ‫عز‬ ‫وكمال أسمائه وصفاته‪ ،‬ولأنه‬ ‫قدرته‪،‬‬

‫السميع‬ ‫عباده‪،‬‬ ‫النافع الفمار‪ ،‬العالم بأحوال‬


‫فهو‬ ‫وعلا‪،‬‬ ‫لدعائهم‪ ،‬الكفيل بمصالحهم جل‬
‫سواه سبحانه‬ ‫ما‬ ‫وعلا دون‬ ‫جل‬ ‫يعبد‬ ‫المستحق لأن‬

‫وتعالى‪ ،‬وقد أخبر سبحانه عن نوح وهود وصالح‬


‫وشعيب عليهم الصلاة والسلام أنهع قالوا لقرمهم‪:‬‬
‫‪،)0‬‬
‫‪5‬‬
‫أ هود‪:‬‬ ‫إ أعبدوأ الله ما ل@ م ئن إلة غير@‪1‬‬
‫التو حيد‬ ‫بيان‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫فهذا مطابق لقوله تعالى‪( :‬ولقذ بعثنافى@ل أفؤ‬


‫رسو‪ ،‬أت اغبدد@(الله و(تجتفجوا ألظعوت @هو‬
‫‪6).‬‬
‫‪3‬‬
‫النحل‬ ‫أ‬

‫والسلام‬ ‫عليه الصلاة‬


‫نبيهم‬ ‫وقد أجاب قوم‬
‫هود‬
‫ونذر ما@ان‬ ‫لنبد ألله وخده‬ ‫بقولهم‪( :‬أجئتا‬
‫الضخدقين @و‬ ‫من‬ ‫يغبد‪ .‬اباونآ فآننا بصا لقدنآ إن كنت‬
‫‪7).‬‬ ‫"‬

‫ا@حراف‪.‬‬ ‫أ‬

‫وعرفوه وهو‪ :‬أن دعوة‬ ‫علموا المعنى‬ ‫فقد‬

‫دته‬‫هود عليه الصلاة والسلام تقتضي إخلاص العبادة‬


‫وحده‪ ،‬وخلع الأوثان المعبودة من دونه‪ ،‬ولهذا‬
‫الله وخل! ونذر ما@ان‬ ‫قالوا‪( :‬قالوا أجئتا لنغبد‬
‫الصخدقين @و‬ ‫@ت‬ ‫يغبدءاباؤنآ فآننا بما لقدنا‪ -‬إن كنت‬
‫والتكذيب‪،‬‬ ‫العناد‬ ‫‪ ،)0‬فاستمروا على‬ ‫‪7‬‬ ‫أ الأعر@ف‪:‬‬
‫حتى نزل بهم العذاب‪ ،‬نسأل الله العافية‪.‬‬
‫الرسل‪ ،‬ليعبد‬ ‫والله سبحانه أنزل الكتب وأرسل‬
‫لعباده‪ ،‬ويذكر للعباد‬ ‫حقه‬
‫وليبين‬ ‫له‪،‬‬ ‫شريك‬ ‫وحده لا‬

‫أسمائه الحسنى‬ ‫من‬ ‫سبحانه‬ ‫به‬ ‫موصوف‬ ‫هو‬ ‫ما‬


‫@لتو حيد‬ ‫بيان‬
‫ب‬
‫@‬

‫وصفاته‬ ‫بأسمائه‬ ‫وصفاته العلى‪ ،‬ليعرفوه جل وعلا‬

‫جل‬ ‫علمه‬ ‫وعظيم إحسانه‪ ،‬وكمال قدرته‪ ،‬داحاطة‬


‫إلا لأن توحيد الربوبية هو‬
‫وعلا‪ ،‬وما ذاك‬
‫الأساس‬
‫والأصل لتوحيد الإلهية والعبادة‪ ،‬فلهذا بعثت الر سل‬
‫الصلاة‬
‫والسلام‪ ،‬وأنزلت الكتب السماوية من‬ ‫عليهم‬
‫الله‬
‫عز وجل‪ ،‬لبيان صفاته وأسمائه‪ ،‬وعظيم‬
‫إحسانه‪ ،‬وبيان استحقاقه أن يعظم ويدعى ويسأل‬
‫جل وعلا‪،‬‬
‫لعبادته وطاعته‪،‬‬ ‫تخضع الأمم‬
‫سواه جل‬ ‫ما‬
‫كل‬ ‫وحتى تنيب إليه‪ ،‬وحتى تعبده دون‬

‫الله عز‬ ‫كثيرا في كتاب‬ ‫موجود‬ ‫وعلأ‪ ،‬وهذا‬


‫وجل‪،‬‬
‫رسله‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫ذلك عن‬ ‫سبحانه وتعالى‬ ‫الله‬ ‫وقد ذكر‬

‫رسلهؤ‬ ‫قالت‬ ‫فقال سبحانه‪@ @ :‬‬ ‫عليهم السلام‪،‬‬


‫أفى الله شز فاطر‬
‫التمؤت لازض @ أ إلراهيم‬
‫‪،)0‬‬
‫‪1‬‬ ‫وا‬
‫وقال‬
‫جل وعلا‪ @ @ :‬واتل عليههغ نبأ لؤج إذ قال لقومهء‬
‫عليهو ققا@ى وتدبهيرى ئايت ألته فعلىألئه‬
‫يقوس بن؟ ن كبر‬
‫تونحفت فانجعوآ)‬
‫نصكنم وشر؟ بمنم‬
‫ثض لايكن أضنم لمجض‬
‫التو حيد‬ ‫بيان‬
‫‪-5-‬‬
‫تة ثر اقضوأ إلت ولا ننظرون @ فإن تو@تتر فما سأتتكو‬
‫ئن أتجير ابئ أتجرىإ لا على ألله وأمزت) ن)‪3‬ن مف‬

‫فبين عليه الصلاة‬ ‫‪،)2‬‬


‫‪7‬‬
‫أيون@‪،017‬‬ ‫الشمديئ @‬
‫أنه‬
‫وأنه متوكل عليه جل‬ ‫الله‪،‬‬ ‫على‬ ‫معتمد‬
‫والسلام‬
‫لا بد‬ ‫يبالي بتهديدهم وتخويفهم‪ ،‬وأنه‬ ‫لا‬ ‫وأنه‬ ‫وعلا‪،‬‬
‫فعلا عليه الصلاة‬
‫بفغ‬ ‫له من تبليغ‬
‫الله‪ ،‬فقد‬ ‫رسالات‬
‫والسلام‪ ،‬فعرفهم بقدرة ربه وعظمته‪ ،‬وأنه هو‬

‫المحيط بالجميع‪ ،‬والقادر على إنجائه‪ ،‬وعلى إهلاك‬


‫رسله وأنبيائه‪،‬‬ ‫حفظ‬ ‫أنه القادر على‬ ‫كما‬ ‫أعدائه‪،‬‬

‫به‬ ‫جاؤوا‬ ‫ما‬


‫احاطتهم بكلاءته‪ ،‬و(عالتهم‬
‫على تنفيذ‬ ‫@‬

‫من الهدى‪ ،‬وأنزل في هذا سورة تتعلق بنوح عليه‬


‫الله‬ ‫ر‬
‫الصلاة والسلام‪ ،‬حيث قال جل وعلا‪@ :‬‬
‫الزحمن الزحير! إتا أزسقا نوحا! ك قومه@ أن أنززقؤمك من‬

‫فتل أن يآيهر عذاب أليص @ قال يقؤص إق لكز نديرئيين @‬


‫أن اغبددأ آدئه واتقؤ وأطيعولق @ يغفر لكر ثن ذلؤبكز‬
‫ويؤخريهئم إل@ @جلى ثسئى إن @جل الله إثا جاء لايؤخرلؤكنتص‬
‫بزدفى‬ ‫فلنم‬ ‫نغلمئ @ فال رت إنئ بمؤت فوكأ بخلا وضما"ر(@‬
‫بيلن @لتوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫لتففر لهض صعلوأ‬
‫بمابئ الأ فر(مم@ @ دذ @فما عوتهم‬
‫فئ بمبم نهم ولستغشوأ ثيابهم و@صزو) واشتكبروأ‬
‫نمنبع@‬
‫لهستكبا‪ @ ،‬ئز إق دحمم جهارا@ ثئم @ن @تهلنت لنم‬
‫ت‬
‫ر@نونت لمنم @هنر(زا@ فففت أشتغفروأ رلبهخ إئم؟‬
‫بزسل ألشماه غيئ تذراز(@ وبندءيأنولي ويين‬
‫غقالا@‬
‫فال@ لالز@ن لنه‬ ‫أنهز!‬ ‫ن@‬
‫@‬ ‫ويخعل‬ ‫رنحعل ن@ خت‬

‫‪4).‬‬
‫‪1‬‬ ‫ا‪-‬‬
‫@ح‪:‬‬ ‫فثائا@ ونذخلفكز@طمار(@‪11‬‬
‫نوح عليه‬ ‫لسان نبيه‬ ‫سبحانه على‬ ‫نأوضح‬
‫وجل‪ ،‬وأنه الذي‬ ‫من صفاته عز‬ ‫الصلاة والسلام شيئأ‬
‫الأرزاق‪ ،‬والخير الكثير‪،‬‬ ‫به من‬‫بمدهم بما يمدهم‬
‫والنعم العظيمة‪ ،‬وأنه المسنحق لأن‬
‫ويطاع‪،‬‬ ‫بعبد‬
‫وعلا‪.‬‬ ‫وبعظم جل‬
‫و عن‬ ‫وتال عن هود عليه الصلاة والسلام‪،‬‬
‫تومه في سورة الشعراء‪ !:‬كذت @ا" اتمرسلين @ إد‬
‫نال @نم أخيغ هؤدالأ لنفهن @ @د في رسوأ)مبما@ فماتفوا‬

‫و@@بع@لق @ ومآ@نئلكنم طنو من يفيرثن يبزي إ‪@ ،‬ك خ‬


‫أفه‬
‫ر‬

‫انفلمين @ أنتنون بي @ م@بة لقبثين @ وتنخلألذ‬


‫@ لتو حيد‬ ‫بيان‬
‫‪-‬‬

‫ه‬

‫مصاخ لعقكخ تخلمون @ ل@نا بطشتربالمثتو خاشن @‬


‫فائقوأ الله وأطيع@دق @ أنقما ائذى أمذكر بما نغلمون )@ مذلم‬
‫د‬

‫بأنمر وكين @ وخئئ وعيودب @ إدث أضاف علئكئم عذا‪%‬‬


‫‪5).‬‬ ‫‪13‬‬ ‫يؤرعظير@ @ أ العراء‪:‬‬
‫‪1 2‬‬
‫‪3-‬‬

‫جل وعلا على لسان نبيهم هود‬


‫الله‬
‫فأوضح‬
‫عليه الصلاة والسلام كثيرا من النعم التي أنعم بها‬
‫وأن الواجب‬ ‫الجميع‪،‬‬ ‫رب‬ ‫عليهم جل وعلا‪ ،‬وأنه‬
‫وطاعة رسوله‬ ‫له‪،‬‬
‫وتصديقه‪،‬‬ ‫عليهم‪ :‬الخضوع‬
‫الريح‬ ‫ولكنهم أبوا واستكبروا فنزل بهم عذاب‬
‫الله من‬

‫العقيم‪.‬‬
‫عن صالح عليه السلام‪( :‬كنبت ثصود‬ ‫وقال‬

‫افمرسلبن لابم إد فال التم @خوهتم صخلغ ألا شقون @ إق ئى‬


‫بمليه من‬
‫رسولم أم@بر@ ئأتفوأ أدئه وأطيعون @ وما أشثلكتم‬
‫ثخير@ن @خرى الأعك رث الفلمين @ أنركرن فىما ههنآ‬
‫طلعها‬ ‫ونخل‬ ‫ءايخ@ @ فى ضت وعييلؤ@‬
‫وفطلع‬
‫فاثقو) الله‬
‫هضير@ وتخخون اتجبال بيريم فرهين @‬
‫مف‬

‫و(طيعحلز@ ولا تطيعوأ أعص أدمتريين @ الذين يفسدون فى‬


‫التو‬
‫@ ب ‪5-‬‬
‫‪2).‬‬
‫‪1 5‬‬
‫أ@لش@راء‪-0141‬‬ ‫ث@‬ ‫الأرقق ولايقحل@ون @‬
‫يتعلق‬ ‫ما‬
‫والسلام‬ ‫الصلاة‬ ‫عليه‬ ‫صالح‬ ‫فبيق‬
‫من‬ ‫وأنه أعطاهم ما أعطاهم‬ ‫العالمين‪،‬‬ ‫رب‬ ‫بالته‪ ،‬وأنه‬

‫وتصديق‬ ‫الواجب عليهم‪ :‬الرجوع إليه‪،‬‬


‫رسوله صالح‪ ،‬وطاعته فيما جاء به‪ ،‬وأن لا يطيعوا‬
‫المسرفين المفسدين في الأرض‪ ،‬ولكنهم لم يبالوا‬
‫يبالوا بهذا التوجيه‪ ،‬بل استمروا‬ ‫بهذه النصيحة‪ ،‬ولم‬
‫الله‬
‫أهلكهم‬ ‫حتى‬ ‫في عنادهم وضلالهم وكفرهم‬
‫العافية‪.‬‬ ‫الله‬ ‫بالصيحة والرجفة‪ ،‬نسأل‬

‫وذكر سبحانه وتعالى أيضأ عن خليله‪ :‬إبراهيم‬


‫الصلاة والسلام شيئأ من صفاته عز وجل‪ ،‬رأنه‬ ‫علبه‬
‫الله‪،‬‬ ‫ذكرها لقومه‪ ،‬لينيبوا إلى‬
‫وليعبدوه ويعظموه‪،‬‬
‫الشعراء‪ !:‬وأتل‬ ‫سورة‬‫حيث قال سبحانه ونعالى في‬
‫علنهنم نجأ@بزهيص @ @زنال لانيه وفوي@ه ما نغددن @‬
‫نالرأ نعبد@م@ناما فنظل لا عبهفبن @ فال هل ي@نمموكر إذ‬
‫‪ 9-‬ك@)‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫نذعون @ أؤ يخفعرنكنم أؤ حملن ‪@ 1 9‬نعرا‪:.‬‬
‫التو حيد‬ ‫بيان‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫سبحانه بهذا‬ ‫الله‬ ‫فإن‬ ‫هذا‪،‬‬ ‫عند‬


‫نبغي الوقفة‬
‫لا‬ ‫لانها‬ ‫ة‬ ‫للعبادة‬ ‫يبين لهم أن هذه الأصنام لا تصلح‬
‫لأنها‬ ‫ولا تضرة‬ ‫تسمع ولا تجيب الداعي‪ ،‬ولا تنفع‬
‫وما‬ ‫الداعين وسؤالهم‪،‬‬ ‫إحساس لها بحاجة‬ ‫جماد لا‬
‫تدعى من دون الله!‪،‬‬ ‫ضرورات‪ ،‬فكيف‬ ‫من‬ ‫لديهم‬
‫آؤ‬ ‫@‬ ‫إذ تذعون‬ ‫ي@تصحوبمو‬ ‫هل‬ ‫(فال‬ ‫فلهذا قال‪:‬‬
‫ك@‪.،‬‬ ‫‪2‬؟‬
‫‪7‬‬
‫أ@لئعراء‪:‬‬ ‫@‬ ‫يفمونكتم)و يضترون@‬
‫ة‬
‫الجواب‬ ‫عن‬ ‫حاروا وحادوا‬ ‫أجابوا؟‬ ‫ماذا‬

‫و لا‬
‫نفع‬ ‫عندها‬
‫الالهة ليس‬ ‫هذه‬ ‫يعلمون أن‬ ‫لأنهم‬
‫الداعين ولا‬ ‫دعاء‬
‫تجيبه‪.‬‬ ‫ضر‪ ،‬وليست تسمع‬
‫فلهذا قالوا‪:‬أ بل صحدنآم@بابا كتلك يفحلون @‬
‫يسمعون أو ينفعون‬ ‫ولم يقولوا‪ :‬إنهم‬ ‫‪،،4‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪@:‬‬
‫أ@لشعر@‬

‫بجواب‬ ‫الجواب‪ ،‬وأتوا‬ ‫حادوا عن‬ ‫أو يضرون‪ ،‬بل‬


‫هذه‬ ‫يدل على الحيرة والشك‪ ،‬بل والاعتراف بأن‬
‫الالهة لا تصلح للعبادة‪ ،‬فقالوا‪( :‬بل صحذنا@ @بابا‬

‫كنلك يقعلون‪@ 1 ،‬لشعرا‪ ،)4 :.‬يعني‪ :‬سرنا على‬


‫‪7‬‬

‫وهذا‬ ‫قلت لنا‪.‬‬ ‫غير نظر فيما‬ ‫من‬ ‫طريقتهم وسبيلهم‬


‫بيان التحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫وجذناءابل نا عك‬ ‫معنى قوله في الاية الأخرى‪( :‬إتا‬
‫‪،)3‬‬
‫‪2‬‬ ‫ة‬
‫أقة ل@نا عكءاثرهم فقتدوت @ @و أ@لزخرف‬
‫هذه‬
‫سلكوها واحتجوا‬ ‫طريقتهم الملعونة الخبيثة التي‬
‫بها‪ ،‬وساروا عليها‪ ،‬نسأل الله السلامة‪ ،‬ثم قال لهم‬
‫الخليل عليه السلام‪( :‬قال أفزتنر فا كنتر‬
‫تغم@ ن @ أنتر@ ابآؤ‪ -‬الأقدمون @ ف@ نهتم عدؤ لى ا لأ‬
‫‪ 5-‬س)‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫أ@لئعراء‪:‬‬ ‫@‬ ‫الفلمين @‬ ‫رب‬

‫ولهذا‬ ‫ا لأصنام‪،‬‬ ‫مراده بذلك‪ :‬معبوداتهم‬


‫من‬
‫الأ رب الفلمين @ أ الشعراء‪،)7 :‬‬
‫‪7‬‬
‫قال‪( :‬ف@ فهتلعدؤلى‬
‫فقوله‪ @ :‬إلا رب الفلمين @ @‪ ،‬يدلنا على أنه كان‬

‫الصلاة‬
‫ويعبدون‬ ‫الله‬ ‫يعبدون‬ ‫والسلام يعلم أنهم‬ ‫عليه‬
‫رث‬ ‫غيره‪ ،‬ولهذا استثنى ربه‪ ،‬ففال‪( :‬الأ‬ ‫معه‬

‫الفلمين‪ ،‬كما في الآية الأخرى‪( :‬إلا ائذى طصق @‬


‫أ@ دزخرت‪ ،)7 :‬فعلم بذلك‪ :‬أن المشركين يعبدون‬ ‫‪2‬‬

‫سواه‪ ،‬ولكن النزل بينهم وبين‬ ‫الله‪ ،‬ويعبدون‬


‫معه‬

‫الرسل في تخصيص الله بالعبادة‪ ،‬افراده بها دون كل‬


‫د‬

‫سواه جل وعلا‪.‬‬ ‫ما‬


‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫الرب‪:‬‬ ‫صفات‬ ‫م قال بعد ذلك في بيان‬


‫@ال@ الن@ ظقنى فهو تهديئ @ والذى هو يطعمنى وستقين @‬
‫و@ذا مرضت فهو يشفى الج والن@ ي@يتنى ثص تحيين @‬
‫‪1).‬‬
‫‪8‬‬
‫الثسعراء‪-87‬‬ ‫أ‬

‫أفعال الرب جل وعلا‪ :‬يشفي المرضى‪،‬‬ ‫هذه‬

‫يشاء‪،‬‬ ‫من‬ ‫ويميت ويحيى‪ ،‬ويطعم ويسقي‪،‬‬


‫ويهدي‬
‫وستر‬ ‫وهو الخلاق القادر على مغفرة الذنوب‬
‫فلهذا استحق العبادة على عباده جل وعلا‪،‬‬ ‫ة‬
‫العيوب‬
‫و لا‬ ‫لا‬
‫يخلقون‬ ‫لأنهم‬ ‫سواه؟‬ ‫ما‬
‫وبطلت عبادة كل‬
‫يرزقون‪ ،‬ولا ينفعون ولا يضرون‪ ،‬ولا يعلمون‬
‫شيئا‪،‬‬ ‫المغيبات‪ ،‬ولا يستطيعون لداعيهم أن يقثموا‬
‫الله‬
‫نفعا أو ضرا‪ ،‬كما قال سبحانه‪( :‬ذل@م‬
‫المحقل@ و(ئذلى تذعوت من دوي@‬ ‫رئبهتم‬
‫ما‬ ‫له‬

‫يضلكوت من قظمير@ إن تذعوه@ لايمتمحوا دعابهؤ‬


‫ؤ@ح@ ما اشتجابوا لكؤ ويزم اتقئمة يكفرون‬ ‫و‬

‫وبين‬ ‫‪ ،)4‬فبين عجزهم‪،‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪13‬‬ ‫@ أ فاطر‬ ‫بشر@كئم‬
‫أن دعوتهم من دون الله شرك بالثه عز وجل‪ ،‬ولهذا‬
‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫‪،)4‬‬
‫‪1‬‬ ‫أ@طر‪.‬‬ ‫قال‪( :‬ولحم القئمة يكفرون بشر@تم @و‬
‫وبين أنهم‬ ‫فبين سبحانه‪ :‬عجز هذه الآلهة جميعها‪،‬‬
‫وهنا قال‪:‬‬ ‫بهذا الدعاء قد أشركوا بالله عز وجل‪.‬‬
‫@و‬ ‫@‬ ‫(دالذى أطمع أن يغفر لى خطثتى يؤس الذيت‬

‫لي‬ ‫أنه سبحانه يغفر‬ ‫أطمع‬


‫أ@نعراء‪ ،)028‬يعني‪:‬‬
‫في الدنيا‪،‬‬‫خطيئتي يوم الدين‪ ،‬فهو جل وعلا ينفع‬
‫وينجي في الاخرة‪ ،‬أما هذه الأصنام فلا تنفع في‬
‫لا‬

‫الدنيا ولا في الاخرة‪ ،‬بل تضر‪ ،‬ولهذا قال عن‬

‫يوس‬ ‫أطمع أن يغفر لى خطئتى‬ ‫خليله إبراهيم‪( :‬والذى‬


‫وألحقنى‬ ‫حما‬ ‫لى‬ ‫همت‬ ‫رت‬ ‫الذدى@ز‪،7‬‬
‫@‬ ‫فى ألأخرين‬ ‫@جل لى لسان صحذق‬ ‫با@حيف ه‬
‫‪،)5‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪2-‬‬
‫أ@نعراء‪:‬‬ ‫@‬ ‫آلتعير@‬ ‫لرئة جنة‬ ‫لاضقنىمن‬
‫يدل على الإيمان بالاخرة‪ ،‬والدعوة إلى‬ ‫هذا كله‬

‫لا بد من‬ ‫وتنبيه العباد على أن هناك اخرة‬ ‫ذلك‪،‬‬

‫قال بعده‪:‬‬ ‫المصير إليها‪ ،‬وهنالى جزاء وحسابا‪ ،‬ولهذا‬


‫من‬ ‫لاب اثل! كان‬ ‫(@ئختئ من @ة جنة آلنغيو لإ‪ ،‬و(غفر‬
‫بالمغفرة‬ ‫له‬ ‫‪ ،)6‬دعا‬ ‫‪8‬‬
‫الفحالين @ @ أ النعراء‬
‫م@‪،‬‬
‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫كما قال‬ ‫منه‪،‬‬


‫تبرأ‬ ‫حاله‬
‫علم‬ ‫حاله‪ ،‬فلما‬
‫يعلم‬ ‫قبل أن‬
‫اعبدوأ‬ ‫ترهيص إد قال لقمه‬
‫@(‬ ‫العنكبوت‪:‬‬ ‫سور‬ ‫في‬
‫لكت@إن @ض لخوت @‬ ‫أدته دماتقوه ذلض ض@ر‬
‫إئما تعبدلف من دون الله)ؤثنا وتخلقوت إف@ إت انذين‬
‫الله‬‫عد‬ ‫تغبدوت دون الله لا يضلكولت لكغ ا فاشغوأ‬
‫ررد‬ ‫من‬

‫الزف وأغبدوو وأشكرو(لم@ إلة ترتجعوت البه@ @‬


‫فبين عليه الصلاة‬ ‫‪،،7‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪،6‬‬
‫‪1‬‬
‫العنكبوت‪:‬‬ ‫أ‬
‫والسلام‪:‬‬
‫ويعبد سبحانه‬ ‫جم مى‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫وأنه‬ ‫حق الله‪،‬‬ ‫أن العبادة‬
‫وأن‬ ‫له‪،‬‬ ‫أساس‬ ‫لا‬ ‫وتعالى‪ ،‬وأن الذي‬
‫فعلوه إفك‬
‫لا تملك‬
‫لهم رزقا أبدا‪ ،‬كما أنها لا تنفعهم‬ ‫معبوداتهم‬
‫رزقا‪ ،‬بل الله‬
‫ولا تضرهم‪ ،‬فهي أيضا تملك لهم‬
‫لا‬

‫جل وعلا هو الرزاق‪ ،‬ولهذا قال‪( :‬فابغوأ عد الله‬

‫‪ ،،7‬فهو سبحانه الذي‬ ‫‪1‬‬ ‫الونف و(غبدوه @ أ@ دنكبوت‪:‬‬

‫سواه‬ ‫ما‬
‫جل وعلا‪ ،‬دون كل‬ ‫منه‬
‫ويطلب الرزق‬ ‫يعبد‪،‬‬

‫@‬ ‫(و(شك@لا لمر إلة ترجحوت @‬ ‫سبحانه وتعالى‪:‬‬


‫‪،)7‬‬
‫‪1‬‬ ‫العنكبوت‪:‬‬ ‫@‬
‫وهو سبحانه المالك‬ ‫إليه‪،‬‬ ‫فالمرجع‬
‫لكل شيء‪ ،‬والقادر على كل شيء‪ ،‬والمستحق لأن‬
‫@ لتو حيد‬ ‫بيان‬

‫‪@-‬‬
‫منه‬
‫الذي يطلب‬ ‫وهو‬ ‫يشكر؟ لكمال إنعامه @ احسانه‪،‬‬
‫في آيات أخرى‪( :‬ان‬ ‫وعلا‪ ،‬ولهذا قال‬ ‫الرزق جل‬
‫‪،)8‬‬
‫‪5‬‬
‫أ@لذاريات‪:‬‬‫ذو ائقؤة التين @ @‬ ‫الله هو الرزأق‬
‫وجل‪ :‬م@ @ وما مبئ‬
‫@آبؤفى ألأزض إلاعلى الله‬ ‫عز‬ ‫وقال‬

‫رزقها ويغلو م@ئقرها ومستؤدعهاتم فى@تنن مبيهز@‬


‫‪.،6‬‬ ‫أ هود‬

‫سبحانه أمر الرسل‬ ‫الله‬ ‫على أن‬ ‫الدالة‬ ‫والايات‬

‫وأن يعزفوهم بخالقهم‬ ‫أن يوجهوا العباد إليه‪،‬‬


‫في‬ ‫ورازقهم دالههم‪ -‬سبحانه‪ -‬كثيرة جدأ‪،‬‬
‫موجودة‬
‫كتاب الله‪ ،‬من تأمل القران وجد ذلك واضحا بينا‪،‬‬

‫عليهم‬ ‫الناس بالله‬ ‫فالرسل أفصح الناس وأعرف‬


‫الصلاة والسلام‪ ،‬وأكملهم نشاطا في الدعوة إليه‪،‬‬
‫فليس هناك من هو أصبر منهم على الدعوة ولا أعلم‬
‫عليهم‬ ‫منهم بالثه‪ ،‬ولا أحب لهداية الأمم منهم‬
‫أكمل‬ ‫ولهذا بلغوا رسالات الله‬
‫الصلاة والسلام‪،‬‬
‫الخالق المعبود‬ ‫تبليغ وأتمه‪ ،‬وبينوا للناس‬
‫صفات‬

‫العباد‬ ‫وأسماعه سبحانه وأفعاله‪ ،‬وفصلوها كي يعلم‬


‫بيان التوحيد‬
‫‪-‬‬

‫ه‬
‫حقه‬
‫ربهم‪ ،‬وحتى يعرفوه بأسمائه وصفاته وعظيم‬
‫على عباده‪ ،‬وحتى ينيبوا إليه عن بصيرة وعلم‪ .‬ومن‬

‫هذا ما ذكره الله عن موسى عليه الصلاة والسلام‪،‬‬


‫اتفغ‬ ‫ناث@ط رئك مولمى‪ +‬أن أئت‬ ‫حيث قاد‪:‬‬
‫(@هلؤ‬
‫أ لظنمين @ قغ فرعؤن ألاينفون @ قال ل@ب إق @ضاف أن‬
‫يكذبون @ وعلصيق صذد@ ولا يخطلق لساق‪،‬زسلإ ك‬
‫قال كلأ‬ ‫@ون @ والتم فى ننمب فأضاف أن‬
‫يقتل@دؤ@‬
‫ئ@ تمع@ن @ فايا فرغؤت @قولآ إنا‬ ‫فاف@با ئايختنآإ نا محكم‬
‫أن‬ ‫أمره‬ ‫‪،،6‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪@:‬‬
‫رسول رث الفلمين @‪@ 1 ،‬لشعر@‬

‫يتذكر فينيب‬ ‫يبين له‪ :‬أنه رسول رب العالمين؟‬


‫لعله‬

‫عن ذلك‪،‬‬ ‫إلى الحق‪ ،‬لكنه لم يتذكر‪ ،‬بل أعرض‬


‫فينا مق صرك‬ ‫وبثت‬ ‫وقال‪( :‬قال ألز نرلبهث فينا لرلدا‬
‫مف‬ ‫ونعنت نغلتث ائتى نحتث وأنت‬ ‫@‬ ‫سنين‬

‫البهفريت @ قال فعلنها إبم @نا الض@آليئ @ ففرريئ منكنم‬


‫من‬

‫اتمرسلل! @ لك‬
‫و‬ ‫لضاخفتكتم فوهحي لىل@ق صكحاوححلق‬
‫من‬

‫لفمة نمثهاعك أق نجدت بنى إشر‪ 7‬يل @ قال فرعؤن ومارب‬

‫الفلميهت @ تال رث الئمنؤت والأزض رما يهنهئأإ كتم‬


‫ن‬ ‫ب‬
‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫توينين @ قال لمفاحؤلمو ألا لتمتتهعون @ فال رتيهؤدرث‬
‫عابآ@كم الأ@ليئ @ قال إن رسولكم الذى أزشل إلنكل‬
‫بهختم‬ ‫ن‬ ‫بينهمآإ‬ ‫وما‬ ‫الممثر@ و(نمغرب‬ ‫قال رت‬ ‫لمجنون @‬
‫يبين‬ ‫فانظروا كيف‬ ‫‪،،82-8‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪@:‬‬
‫أ@لنسعر@‬ ‫@‬ ‫تغقثون @‬
‫الرب‬ ‫صفات‬ ‫عليه الصلاة‬ ‫له‬
‫عز‬ ‫والسلام‬ ‫موسى‬

‫ورب‬ ‫السملوات‬ ‫ورب‬ ‫العالمين‪،‬‬ ‫كب‬ ‫وجل‪ ،‬وأنه‬


‫و رب‬ ‫الخلائقما كلها‪،‬‬ ‫ورب‬ ‫وما بينهما‪،‬‬ ‫الأرض‬
‫عدو الله هذه‬
‫المشرق والمغرب!‪ ،‬حتى يعلم‬
‫سبق‬ ‫الصفات لعله يرجع إلى الحق والصواب‪ ،‬ولكن‬
‫ويموت‬ ‫على طغيانه وضلاله‪،‬‬ ‫الله أنه يستمر‬ ‫في علم‬
‫العافية‪.‬‬ ‫الله‬ ‫على كفره وعناده‪ ،‬نسأل‬
‫أنه‬ ‫وموسى‬ ‫سبحانه وتعالى لهارون‬ ‫وبين الله‬

‫وأنه حافظهما وناصرهما‬ ‫ويرى‪،‬‬ ‫يسمع‬ ‫معهما‬


‫الجبار العنيد‬ ‫هذا‬
‫ومؤيدهما‪ ،‬فلهذا أقدما على دعوة‬
‫@‬ ‫أنارنبهم الاصكك @‬ ‫@الو‬ ‫قال‪:‬‬ ‫المتكبر المتغطرس الذي‬
‫شره وكيده‪.‬‬ ‫من‬ ‫فصانهما وحماهما‬ ‫‪،،0‬‬
‫‪2 4‬‬ ‫أ النازعك‬
‫الله‬ ‫حفظ‬ ‫أن‬
‫وعنايته‬ ‫هذا كله من‬ ‫شك‬ ‫ولا‬
‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫برسله وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام‪ :‬رجل متكبر‬


‫هذا‬ ‫أنه‬
‫رب العالمين‪ ،‬ومع‬ ‫طاغية‪ ،‬ملك لعين يذعي‬
‫عليه‪ ،‬وأن الواجب‬ ‫حق الله‬‫أقدما على دعوته وبيان‬
‫دعا‬
‫أبى واستكبر‪ ،‬ثم‬ ‫عليه‪ :‬أن ينيب إلى الله‪ ،‬ولكنه‬
‫إليه‬ ‫ما دعا‬ ‫إلى‬
‫جمع السحرة والسحر إلى غير‬ ‫من‬

‫عجزه‪ ،‬ونصر‬ ‫وأظهر‬ ‫كيده‪،‬‬ ‫الله‬


‫أب@طل‬ ‫ذلك‪ ،‬حتى‬

‫عليه‬ ‫الصلاة‬ ‫وهارون‪ -‬عليهما‬


‫والسلام‪-‬‬ ‫موسى‬

‫لما‬ ‫وعلى سحرته‪ ،‬ثم صارت العاقبة‪-‬‬


‫استمر في‬
‫الطغيان‪ -‬أن أغرقه الله‬
‫في البحر‪،‬‬ ‫جنده‬
‫وجميع‬
‫بني‬ ‫من‬ ‫معهما‬ ‫ومن‬ ‫وهارون‬ ‫موسى‬ ‫وخلص‬
‫إ سر ا ئيل‪.‬‬
‫الله من‬ ‫البالغة‪ ،‬في انتقام‬ ‫الله‬ ‫ايات‬ ‫هذه من‬

‫أعدائه‪ ،‬ونصره لأوليائه‪ :‬رجلان ليس معهما إلا‬


‫ويستحيي‬ ‫لفرعون‪ ،‬يذئح أبناءهم‬ ‫جماعة مستعبدون‬

‫دعوة‬ ‫العذاب‪ ،‬يقدمان على‬ ‫سوء‬ ‫ويسومهم‬ ‫نساءهم‪،‬‬


‫له‪،‬‬ ‫جبار‪ ،‬وبيان الحق‬ ‫ملك‬
‫من‬ ‫عليه‬ ‫ما هو‬ ‫نكار‬ ‫د‬

‫ظلمه وبطشه‪ ،‬بل ويثبتهما‬ ‫الله من‬ ‫فيحميهما‬ ‫الباطل‪،‬‬


‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫@‬

‫ويؤيدهما جل وعلا‪ ،‬وينطقه بما يقيم‪ -‬الحجة عليه‪،‬‬


‫ولهذا قال في الاية الأخرى‪( :‬مالم فمن ربهما‬
‫يموسى@‪ ،‬قال رئنا الئ@ @كلطئ ص يئتي @ل ثم هدىلأتج‬
‫لا‬ ‫قال فما بال اتقررن الاؤك @@بم قال عفمها عد@ق ق كتنب‬
‫يضحل ربئ ولايذمى@ آئذى جحل لي الازضى@فه ا ودس@ك‬
‫لكغ فيهاسبلأوانزل من الشمآ تآء فأخرتجا به ازوجافن ثبات‬
‫شتئ ‪@ 5‬طوأ و(زعؤأ آنفمكغ إن فى ذلك لأيمتى لاؤلي‬
‫تلىة‬ ‫اف@ @ @مئهاظقنبهئم وفيها نعيدكتم ويتهانخرجكتم‬
‫‪5).‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪9-‬‬
‫‪4‬‬ ‫طه‪:‬‬ ‫@ أ‬
‫أخرى@‬
‫والسلام‬ ‫الصلاة‬
‫الرسل عليهم‬ ‫والمقصود‪ :‬أن‬
‫وبينوا أسماء الرب وصفاته‬ ‫بينوا الحق وأوضحوه‪،‬‬
‫العبادة‪ ،‬وأنه‬ ‫الدالة على قدرته العظيمة واستحقاقه‬
‫الخالق المالك الرازق المحيي المميت المدبر لكل‬
‫شيء جل وعلا‪ ،‬وبينوا أيضا علو الله وفوقيته على‬
‫خلقه‪.‬‬

‫اتن لى‬ ‫مالو‬ ‫هامان‪:‬‬


‫ولهذا قال فرعون لوزيره‬
‫فأطلع‬ ‫صحرصا لعلى أئلغ الالشئب @ أسمبب السمؤت‬
‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫‪.)+،6‬‬
‫‪3‬‬ ‫أ غافر‬ ‫الثآله مودمى@و‬
‫أن الله فوق السماء جل وعلا‪.‬‬ ‫أخبره‪:‬‬
‫الكلام‬ ‫الجبار أن يتطاول بهذا‬ ‫هذا‬ ‫ولهذا أراد‬
‫الساقط‬
‫له‪ .‬ومن‬ ‫لا قيمة‬
‫الله‬ ‫هذا ما‬
‫ذكره‬ ‫الذي‬ ‫القبيح‬
‫وعلا عن عيسى عليه الصلاة‬ ‫جل‬
‫والسلام‬
‫سورة المائدة‪ ،‬حيث قال سبحانه‪:‬‬ ‫والحواريين في‬
‫ي@تطيح‬ ‫هل‬ ‫ئعيسى اتن مزير‬ ‫(إذ تاد اتحوارنوت‬
‫الله إن‬ ‫اتقوأ‬ ‫فن الشمآ دال‬ ‫رتث أن يرل عننا مآ@دة‬
‫أن نأ@ل منها وذطمبن‬ ‫@نتم فؤمين لا‪7‬بم قالوأ لزلد‬

‫عحدتتنا ونكون علتها من‬


‫قلوبنا ونحلم أن قذ‬

‫الشهدين @ ل عيمى أبق صيتج ا@ ز رثنا أتىذعلينامآلدة‬


‫ضن الشصا لكون لناعيدا لاولناوإخرناوءاية ئنك واشزقنا‬
‫و)نت ضير ألززقين @ تال الئماإق مرلها عييهغ فمن يكفز لغا‬

‫منكخ ياقض أعذبل! عذا@با لا أعذب@ @حدص ا من ألفلمين @ @‬


‫هذا‬ ‫‪،)511-2‬‬
‫‪1 1‬‬ ‫أ المائدة‬
‫الله‬ ‫قدرة‬ ‫من‬ ‫بيان شيء‬ ‫ففي‬
‫جل وعلا‪ ،‬وأنه سبحانه القادر على كل شيء‪ ،‬وأنه‬
‫سبحانه في العلو‪ ،‬لأن الإنزال يكون من الأعلى إلى‬
‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫المائدة‬
‫ذلك‬ ‫وطلب إنزالها‪ ،‬كل‬ ‫فإنزال‬ ‫الأسفل‪،‬‬
‫في العلو‪ ،‬فهم‬ ‫ربهم‬
‫عرفوا أن‬ ‫قد‬
‫القوم‬ ‫دليل على أن‬

‫ممن‬ ‫وأضرابهم‬ ‫الجهمية‬ ‫به من‬ ‫أعرف‬


‫وأعلم‬ ‫بالته‪،‬‬
‫وعيسى بين‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫أنكر العلو‪ ،‬فالحواريين طلبوا‬
‫ولهذا قال‪:‬‬ ‫أيضا‪،‬‬ ‫ذلك‪ ،‬والله بين ذلك‬
‫لهم‬
‫على‬ ‫فدل ذلك‬ ‫‪،)5‬‬
‫‪1 1‬‬ ‫أ الماندة‬ ‫@‬ ‫(إنى مزلهاعلتكغ‬
‫أن ربنا جل وعلا يطلب من أعلى‪ ،‬وأنه في العلو‬
‫سبحانه وتعالى فوق السفوات‪ ،‬وفوق جميع‬
‫استوى عليه استواء يليق‬ ‫قد‬
‫الخلائق‪ ،‬وفوق العرش‪،‬‬
‫من صفاته‬ ‫خلقه‬ ‫بجلاله وعظمته‪ ،‬لا يشابه‬
‫في شيء‬
‫جل‬
‫المعنى ايات كثيرات مصزحة‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫دل‬

‫ذلك ايات‬ ‫خلقه‪ ،‬ومن‬ ‫سبحانه وتعالى على‬ ‫الله‬ ‫بعلو‬


‫الاستواء السبع المعروفة التي فيها قوله سبحانه في‬
‫سو رة ا لأعر اف‪( :‬إت رثبهم أدئه أئذى ظق آلشنؤت‬
‫أثامر ثم اشتوى على الضش يغشى التل!‬ ‫ستة‬ ‫فى‬ ‫وألأزض@‬
‫"‬
‫آلئهار يظبو حثيثا وا لشتس واتقمر وألجوم مسخزت بأصي‬
‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫ألا له تقلق وألانس تبارك الله رثت الفلين @ @‬


‫‪ ،)0‬وفي هذه الآية يبين علوه‪ ،‬وأنه‬ ‫‪4‬‬ ‫أ الأعراف‬
‫‪5‬‬

‫الخلاق الرزاق‪ ،‬وأنه صاحب الخلق والأمر سبحانه‬


‫وتعالى‪ ،‬وأنه الذي يغشي الليل النهار‪ ،‬وأنه خالق‬
‫عظيم‬ ‫العباد‬ ‫النجوم ة ليعلم‬ ‫الشصى والقمر‪ ،‬وخالق‬
‫سبحانه‪ ،‬وأنه‬ ‫علمه‬ ‫شأنه‪ ،‬وكمال قدرته‪ ،‬وكمال‬
‫فوو جميع خلقه‪ ،‬المستحق لأن يعبد سبحانه‬ ‫العالي‬
‫وتعا لى‪.‬‬
‫(وإد قال‬ ‫ومن هذا الباب قول الله عز وجل‪:‬‬

‫لهيه@‬ ‫يعيسي ابن عييم‪ .‬أنت تقت للئاس اتخذوفى وأنى!‬ ‫الله‬

‫بحق‬ ‫من دمرن أدئه قال ستخنلى ما يكون لى أن أقول ما لتس لى‬
‫إن كنت ققتلإفقذعلتتإتغلم ط فى@س ولا أىلر@افى‬
‫نقسذ إتك أنت عئغ انفيوب @ ما ققت التم إلا ما أعىتنى بمتأن‬

‫اغبدوأ ريئ ورئتم كنت عليتهغ‬


‫فلئا‬ ‫شهيدا ئا دئت‬ ‫الله‬
‫فيهتم‬
‫توثيتنى كنت أنت لزييب علتهغ وأنت في ص شتض شهيذ@‬
‫ا‬

‫إ ن تحذتجهتم فإتهئم عبابز لمان تغفر لهخ فإنك أنت اتحسيز‬


‫‪ ،)8‬فانظر كيف بئن‬
‫‪1 1‬‬ ‫‪6-‬‬ ‫‪1 1‬‬ ‫@ أ@ دماندة‬
‫"‬

‫لطكيص @‬
‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬

‫هذه الصفات العظيمة دثه عز وجل‪ ،‬الداعية إلى‬


‫عبادته وحده‪ ،‬دون كل ما سواه‪ ،‬وأنه علام الغيوب‪،‬‬
‫وأنه العزيز الحكيم‪ ،‬وأنه الرقيب على عباده والشهيد‬
‫نبيه عيسى‪ ،‬وعيسى لا‬ ‫وأنه يعلم ما في نفس‬ ‫عليهم‪،‬‬
‫في نفسه سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫ما‬
‫يعلم‬
‫وأن‬ ‫إثبات الصفات‪،‬‬ ‫على‬ ‫دلالة‬ ‫أيضا‬ ‫هذا‬
‫وفي‬
‫وصفاته على الوجه‬ ‫الله‬ ‫جاءوا بإثبات أسماء‬ ‫الأنبياء‬
‫يوصف بأن‬ ‫جل وعلا‬ ‫سبحانه وتعالى‪ ،‬وأنه‬ ‫به‬ ‫اللائق‬
‫تشابه نفوس المخلوقين‪،‬‬ ‫لا‬ ‫وجل‬ ‫به عز‬ ‫تليق‬ ‫له نفسا‬

‫لا‬ ‫أنه سبحانه‬


‫قدم وله أصابع‬ ‫وله‬ ‫يد‬ ‫وله‬ ‫له وجه‬ ‫كما‬

‫الكتاب‬ ‫هذا‬
‫في‬ ‫تشابه صفات المخلوقين‪ ،‬جاء بعض‬
‫المطهرة ذكر الوجه واليد‬ ‫السنة‬
‫العزيز‪ ،‬وجاء في‬
‫على أنه سبحانه‬ ‫والقدم والأصابع‪ ،‬كل ذلك دليل‬
‫من ذلك‬
‫موصوف بصفات الكمال‪ ،‬وأنه لا يلزم‬
‫وجل‪:‬‬ ‫قال عز‬ ‫مشابهته للخلق‪ ،‬ولهذا‬
‫@‬ ‫لتس كقن@ لثفء@ فو ال@ميع اقصحير@‬ ‫ا‬
‫نفسه‬
‫عن‬ ‫سبحانه وتعالى‪ ،‬فنفى‬ ‫‪،)1‬‬
‫‪1‬‬
‫أ الورى‪:‬‬
‫بيان التحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫فدل ذلك‬ ‫والبصر‪،‬‬ ‫السمع‬ ‫لنفسه‬ ‫المماثلة‪ ،‬ثم أثبت‬


‫له‬
‫لا شبيه له فيها‪ ،‬ولا مثيل‬ ‫على أن صفاته وأسماءه‬
‫فيها‪ ،‬بل هو جل وعلا الكامل في ذاته وأسمائه‬
‫وصفاته وأفعاله‪ ،‬فهو المستحق لأن يعبد ويعظم جل‬
‫ضعيفة وناقصة‪ ،‬أما‬ ‫وعلا‪ ،‬أما المخلوقون فصفاتهم‬
‫كامل‬ ‫فعلمه‬
‫هو جل وعلا فهو الكامل في كل شيء‪،‬‬
‫المخلوقين‬ ‫صفات‬ ‫أن‬ ‫شك‬ ‫كلها‪ ،‬ولا‬ ‫كاملة‬ ‫وصفاته‬
‫لا‬
‫قال‬ ‫أبدا بوج! من الوجوه‪ ،‬ولهذا‬ ‫صفاته‬ ‫تماثل‬
‫تفربوأ دئه الائثال ان الله يغلو وأنت@ لا‬ ‫فلا‬ ‫@الو‬ ‫سبحانه‪:‬‬

‫هو‬ ‫(فل‬‫‪ ،،4‬وقال عز وجل‪:‬‬ ‫‪7‬‬


‫لغمون @ أ@لفحل‪:‬‬
‫الله)حذ@ أدله الض@‬
‫مد@ لغ يلذ ولتم‬
‫الإخلاص‪:‬‬ ‫أ‬ ‫يولذ@ ولت@ يكن ئ@م @ فوا أحا@‬
‫هو‬
‫ا للش كمثد@‬ ‫وقال سبحانه‪:‬‬ ‫كاملة‪،،‬‬

‫‪.،1‬‬
‫‪1‬‬ ‫الئورى‪:‬‬ ‫أ‬ ‫@‬ ‫السميع اقصير@‬
‫في كتاب‬ ‫ما ورد‬ ‫السنة والجماعة جم بتون‬
‫الله‬ ‫وما‬ ‫الله‪،‬‬
‫من‬ ‫الصلاة والسلام‬ ‫عليه‬ ‫رسول‬ ‫صح عن‬
‫الله‬ ‫أسماء‬
‫جل وعلا‪،‬‬ ‫به‬ ‫وصفاته على الوجه اللائق‬
‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫و لا‬‫من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمئيل‬
‫زيادة ولا نقصان‪ ،‬بل يه بتونها كما جاءت‪ ،‬ويمرونها‬
‫لله‬
‫ثابتة‬ ‫وأنها‬ ‫حق‪،‬‬ ‫الإيمان بأنها‬ ‫جاءت‪ ،‬مع‬
‫كما‬

‫لا‬ ‫سبحانه وتعالى‪،‬‬ ‫به‬ ‫سبحانه على الوجه اللائق‬


‫خلقه‪ ،‬كما قال عز وجل‪@ :‬ال@ لتس كقلم@‬
‫يثابه ف@ها‬
‫أقصي @ @ أ@نورى‬
‫ختء@ هو الشميع‬
‫‪1 1‬‬

‫من‬ ‫وهذه مسائل من مسائل التوحيد‪ ،‬وهي‬


‫المسائل‪ ،‬والله سبحانه وتعالى بثن في كتابه‬ ‫أهم‬
‫كثيرة‬ ‫في مواضع‬ ‫ذلك‬ ‫العزيز أسماعى وصفاته‪ ،‬وكرر‬
‫أسمائه‪،‬‬
‫وتعالى بعظيم‬ ‫سبحانه‬ ‫الله‬
‫يعرف‬ ‫حتى‬
‫أفعاله جل وعلا‪ ،‬فأفعاله كلها‬ ‫وعظيم‬ ‫صفاته‬
‫وعظيم‬
‫وصفاته كلها على‪،‬‬ ‫حسنى‪،‬‬ ‫جميلة‪ ،‬وأسماؤه كلها‬
‫على‬ ‫فيعبدونه‬
‫يعلم العباد ربهم وخالقهم‪،‬‬ ‫وبذلك‬
‫وينيبون إليه على علم‪ ،‬وأنه يسمع دعاعصم‪،‬‬ ‫بصيرة‪،‬‬
‫مضطرهم‪ ،‬وأنه على كل شيء قدير سبحانه‬ ‫ويجيب‬

‫وتعا‬
‫جل وعلا‬ ‫الله‬ ‫هذا ما‬
‫موسى‬ ‫قوم‬ ‫عن‬ ‫ذكره‬
‫التو حيد‬ ‫بيان‬
‫‪-‬‬

‫ه‬
‫لما‬
‫سبحانه‬ ‫عبدوا العجل‪ ،‬أوضح لهم‬ ‫بني إسرائيل‬ ‫من‬

‫فعلوه‪ ،‬فقال جل وعلا‪:‬‬ ‫ما‬ ‫وبطلان‬ ‫فساد أمرهم‪،‬‬


‫بغدءمن صليهز‬ ‫م@ممى من‬ ‫(دماتخذتوم‬
‫خواز ألز يروأ أت! لا يكمهئم ولا يهديهئم سبيلا اثخذوه‬
‫‪ 0).‬فبثن‬‫‪1 48‬‬ ‫و@انوأ طئمايت @ @و أ الأعر@ف‬

‫أن يكون‬ ‫يجب‬ ‫أن الإلله المستحق للعبادة‬ ‫لنا‪:‬‬

‫وأن يكون سميعأ بصيرا‪ ،‬وأن يكون يهدي‬


‫متكلما‪،‬‬

‫السبيل‪ ،‬وأن يكون بيده القدرة على كل شيء‪،‬‬


‫الله‪،‬‬ ‫جماد يعبد من دون‬ ‫والعلم لكل شيء‪ ،‬أما عجل‬
‫و لا‬
‫الداعي‪،‬‬ ‫لا يجيب‬ ‫فهذا من فساد العقول‪ ،‬عجل‬
‫ولا يضر‪،‬‬ ‫جوابا‪ ،‬ولا ينفع‬ ‫يرد‬ ‫كلامأ‪ ،‬ولا‬ ‫يبين‬

‫يعبد من دون الله؟!‬ ‫فكيف‬


‫يقول جل وعلا‪:‬‬ ‫وفي الآية الأخيرة‪،‬‬
‫لأ‬
‫ضز(ولا‬
‫(أفلا يرؤن) يزجع إلخهص فولأ ولا يضلك لهئم‬
‫‪9).‬‬
‫‪8‬‬ ‫أطه‬ ‫@‬ ‫نقعا@‬
‫أي‪:‬‬ ‫أنه لا‬
‫يرجع لهم قولا‪ ،‬ومعنى يرجع‪:‬‬
‫أن هذا‬ ‫ردك الله‪،‬‬ ‫الله‪:‬‬ ‫فإن رجعك‬ ‫يرد‪،‬‬
‫يعني‪:‬‬
‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫قولا لمن كلمه وخاطبه‪ ،‬ولا يملك‬ ‫لا يرد‬ ‫العجل‬
‫كانت‬ ‫العبادة لو‬ ‫له‬ ‫فكيف تصرف‬ ‫نفعا‪،‬‬ ‫ولا‬ ‫ضرأ‬
‫كثير‬ ‫الله‬
‫العقول سليمة!‪ ،‬وهذا المعنى في كتاب‬
‫جدا‪ ،‬يبين الله سبحانه وتعالى لعباده أنه المستحق‬
‫لكل‬ ‫المالك‬ ‫العظيمة‪ ،‬وأنه‬ ‫للعبادة‪ ،‬لكماله وقدرته‬
‫دعاء‬
‫شيء والقادر على كل شيء‪ ،‬الذي‬
‫يسمع‬
‫الداعين‪ ،‬ويقدر على قضاء حاجتهم‪ ،‬ويجيب‬

‫يشاء‬ ‫من‬ ‫ويهلي‬ ‫الضر والنفع‪،‬‬ ‫ويملك‬ ‫مضطرهم‪،‬‬


‫إلى صراط مستقيم‪ ،‬سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫عليه‬ ‫الله‬ ‫وقد بعث الله نبينا محمدا صلى‬
‫وسلم‬
‫بعثه‬ ‫دامام المرسلين‪،‬‬ ‫وأفضلهم‪،‬‬ ‫الخلق‪،‬‬ ‫وهو سيد‬
‫الله‪،‬‬ ‫توحيد‬ ‫من‬ ‫المرسلين الأولين‪:‬‬ ‫به‬ ‫بما بعث‬
‫صفاته‬ ‫وبيان‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫والدعوة إلى‬ ‫له‪،‬‬
‫والإخلاص‬
‫وعلا‪ ،‬فكانت‬
‫جل‬ ‫يعبد‬ ‫وأسمائه‪ ،‬وأنه المستحق لأن‬
‫قال جل وعلا‪( :‬قل جأئها‬ ‫كاملة‪،‬‬ ‫دعوته دعوة‬
‫الأعرات‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ألاسى إنى رسول ألثهإ ل@غ جميحا@‬
‫أشرف الكتب‬ ‫وهو‬ ‫عليه كتابا عظيما‪،‬‬ ‫وأنزل‬ ‫‪،،8‬‬
‫‪1 5‬‬
‫بيلن التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫ا لتوحيد‪ ،‬وأنه‬ ‫فيه أدلة‬ ‫بين‬ ‫وأعظمها وأنفعها وأعمها‪،‬‬


‫المالك‬
‫لكل‬ ‫الرب العظيم‪ ،‬القادر على كل شيء‪،‬‬
‫ذلد‬ ‫شيء‪ ،‬النافع الضار‪ ،‬وأمر نبيه أن يبقغ الناس‬
‫في ايات كثيرات‪ ،‬من تدبر القران عرفها‪ ،‬كما قال‬

‫سبحانه‪( :‬ولين سأتتهم فن ظق آلشسشت والازض‬


‫ليقولن الله @و أ دقمان ‪،)0‬‬
‫وقال سبحانه‪( :‬تل من‬
‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬

‫من ألشا والأزض أئن يتلك‬


‫يزقكم‬
‫الئمضع والأضر وم@‬
‫اتميت وتحر@ج أتميت مف ألن ومن يدثر ألأض‬ ‫ملن‬ ‫الى‬ ‫@قرفي‬
‫ننقون @ بوض‪ ،،1 :‬فأمر الله‬
‫‪3‬‬‫أ‬ ‫أفلا‬ ‫فقل‬ ‫أدله‬ ‫فسي@لون‬

‫أقروا‬ ‫بما‬ ‫أن‬


‫نبيه صلى الله عليه‬
‫وسلم‬
‫به‬ ‫عليهم‬ ‫يحتج‬
‫من أفعال‬
‫وأنه‬ ‫و ميت‪،‬‬ ‫الرب وقدرته‪ ،‬وأنه يحيي‬
‫جحدوا في توحيد العبادة‬ ‫ما‬ ‫المدبر الرزاق على‬
‫وأ نكر‬

‫ربكم‬ ‫هذا هو‬ ‫إذا كنتم مقرين بأن‬


‫الأمور‪،‬‬ ‫ويدبر‬ ‫الضر والنفع‪،‬‬ ‫يملك‬ ‫الذي‬
‫ويحيي‬
‫تتركون الإشرالى‬ ‫لا‬ ‫ويرزق عباده‪ ،‬فكيف‬ ‫ويميت‪،‬‬

‫سواه جل وعلا!‪،‬‬ ‫ما‬ ‫وتعبدونه وحده دون‬ ‫به‪،‬‬


‫ومن‬
‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫إن‬ ‫فيهآ‬ ‫ومن‬ ‫الازض‬ ‫قل فمن!‬ ‫قوله سبحانه‪@ :‬‬ ‫هذا‬

‫قل أفلا تدبرت @و‬ ‫دله‬


‫@نتص تغموت @ سكيقولون‬
‫والايات بعدها‪.‬‬ ‫‪،،5‬‬
‫‪8‬‬ ‫لمه‪،‬‬
‫أ@لمؤمنون‬

‫رسوله‬ ‫لعباده على‬ ‫من الله‬ ‫تذكير‬ ‫هذا‬


‫يد‬ ‫فكل‬
‫وبأسمائه‬ ‫حقه‪،‬‬
‫وسلم بعظيم‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫محمد‬

‫المستحق لأن يعبدث لكمال‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫وصفاته‪ ،‬وأنه‬


‫وأنه النافع‬ ‫وكمال إحسانه‪،‬‬ ‫علمه‪،‬‬ ‫قدرته‪ ،‬وكمال‬
‫أفعاله‬
‫القادر على كل شيء‪ ،‬المتفرد في‬ ‫وهو‬ ‫الضار‪،‬‬
‫وصفاته عن المشابه والنظير جل وعلا‪.‬‬ ‫وأسمائه‬
‫الصلاة‬ ‫نبيه محمدأ عليه‬ ‫الله‬ ‫ولما بعث‬
‫والسلام‪ ،‬بدأ دعوته بالتوحيد‪ ،‬كالرسل السابقين‬
‫سواء‪ ،‬فقال لقريش‪@ :‬ا يا فوم‪ ،‬قولوا‪ :‬لا إله إلا‬
‫الله‬

‫بالصلاة أو الزكاة‬ ‫أمرهم‬ ‫ما‬


‫بدأهم‪،‬‬
‫شبه ذلك‪.‬‬ ‫أولا‪ ،‬أو ترك الخمر أو الزنا أو‬
‫فإذا‬ ‫الأساس‪،‬‬ ‫لأنه‬ ‫ة‬
‫بالتوحيد‬ ‫بدأهم‬ ‫بل‬ ‫لا‪،‬‬
‫بعد ذلك‪.‬‬ ‫جاء غيره‬ ‫صلح الأساس‬
‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫الله‬ ‫وهو توحيد‬ ‫بدأهم بالأساس العظيم‪:‬‬


‫وبرسله‪.‬‬ ‫به‬ ‫والإيمان‬ ‫له‪،‬‬ ‫وا لإخلاص‬
‫وأساس الدين في شريعة كل‬ ‫الملة‬ ‫فأساس‬
‫الله‪ ،‬والإخلاص له‪ ،‬فتوحيد الله‬ ‫توحيد‬ ‫رسول‪:‬‬
‫محل‬ ‫وهو‬ ‫المسلمين‪،‬‬ ‫هو دين جميع‬ ‫والإخلاص‬
‫الصلاة‬ ‫رسالتهم عليهم‬ ‫وزبدة‬ ‫دعوتهم جميعا‪،‬‬
‫عليه الصلاة‬ ‫الرسول‬ ‫كما سلف‪ ،‬ولما قال‬
‫والسلام‬
‫لما‪،‬‬ ‫الله‬ ‫إله إلا‬ ‫لا‬ ‫قولوا‪:‬‬ ‫@ا‬
‫والسلام لقومه‪:‬‬
‫هم عليه‬ ‫خلاف ما‬ ‫لأنه‬ ‫ة‬
‫واستغربوه‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫استنكروا‬
‫من‬ ‫على الشرك‪ ،‬وعبادة لأوثان‬
‫ا‬ ‫ساروا‬ ‫فقد‬
‫واباؤهم‪،‬‬
‫لحي‬ ‫عمرو بن‬ ‫دينهم‬ ‫عليهم‬ ‫طويل‪ ،‬بعدما غير‬ ‫ث@ر‬

‫مكة‪ ،‬فيقال‪ :‬أنه سافر‬ ‫رئيسا في‬ ‫كان‬ ‫الخزاعي الذي‬


‫هناك‪ ،‬فجاء‬ ‫الشام‪ ،‬ووجد الناس يعبدون الأصنام‬ ‫إلى‬
‫تقليدا‬ ‫مكة ودعا الناس إلى عبادة الأصنام؟‬ ‫إلى‬
‫له‪:‬‬ ‫هناك‪،‬‬ ‫للكفار‬
‫جدة‪ ،‬تجد‬ ‫إيت‬ ‫ويقال‪ :‬إنه قيل‬
‫وادع العرب‬ ‫فخذها ولا تهب‪،‬‬ ‫معدة‪،‬‬ ‫فيها أصناما‬
‫عبادتها تجب‪.‬‬ ‫إلى‬
‫بيدن لتو حيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬

‫فاستخرجها ونشرها بين العرب فعبدوها وهي‪:‬‬


‫كا نت‬
‫وسول‪ ،‬ويغوث‪ ،‬ويعوق‪ ،‬ونسر‪ ،‬ا لتي‬ ‫ود‪،‬‬

‫وعبدت‬ ‫العرب‪،‬‬ ‫بين‬ ‫معبودة في قوم نوح‪ ،‬فاشتهرت‬


‫من دون الله ة بسبب عمرو بن لحي المذكور‪ ،‬ثم‬
‫أوجدوا أصناما وأوثانا أخرى‪ ،‬في سائر القبائل‬
‫يعبدونها مع التم‪ ،‬يسألونها قضاء الحوائج‪ ،‬ويجعلونها‬
‫آلهة مع الله‪ ،‬ويتقربون إليها بأنو ‪ 3‬القربات ث كالذبح‪،‬‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫وغير‬‫وا لنذر‪ ،‬وا لدعو ات‪ ،‬وا لتمسح‪،‬‬
‫ومن ذلك العزى‪ :‬لأهل مكة‪ ،‬ومناة‪ :‬لأهل‬
‫المدينة ومن حولهم‪ ،‬واللات‪ :‬لأهل الطائف من‬
‫و‬

‫ة‬
‫حولهم‪ ،‬إلى غير ذلك من الأوثان والأصنام الكثير‬
‫في العرب‪ ،‬فلما دعاهم هذا النبي الكريم رسولنا‬
‫عليه الصلاة والسلام إلى توحيد الله وترك الهتهم‪،‬‬
‫(لجعل الألهةإ لها وصدآ‬ ‫ا‪:‬‬
‫وقالو‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫أنكروا‬
‫و علا‬ ‫وقال جل‬ ‫‪،)0‬‬ ‫‪5‬‬
‫أص‬ ‫@‬ ‫إن هذا لمثئئ جماب ‪5‬‬
‫لا‬
‫عنهم في سورة الصافات‪( :‬إنهم كانوأ إفا قيل لهتم‬
‫إله إلا آدته يستتكبردن @ ويقولون إشالاكونمءالهتنا لشاعي‬
‫بيان التحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫يا أخي‪،‬‬ ‫فانظر‬ ‫‪،)6‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪،5‬‬ ‫أ@لصافات‪:‬‬ ‫@و‬ ‫تخونلم @‬
‫كيف غلب عليهم الجهل حتى جعلوا الدعوة إلى‬
‫عنه‪،‬‬
‫توحيد الله أمرا عجابا!‪ ،‬واستكبروا‬
‫واستغربوه‪ ،‬وعادوا من دعاهم إليه حتى قاتلوه‪،‬‬
‫من‬
‫على قتله‪ ،‬فأنجاه الله‬
‫وانتهى الأمر أن جمع رأيهم‬
‫إلى المدينة عليه‬ ‫أظهرهم‬ ‫من بين‬ ‫وهاجر‬ ‫مكرهم‪،‬‬
‫فلم‬ ‫يوم بدر‬ ‫أيضا‬ ‫قتله‬ ‫ثم حاولوا‬ ‫الصلاة والسلام‪،‬‬
‫مما‬ ‫بأشد‬ ‫أحد‬ ‫ذلك‬ ‫يفلحوا‪ ،‬وحاولوا‬
‫قبل‪،‬‬ ‫يوم‬
‫فكفاه الله مكرهم وكيدهم‪ ،‬ثم حاولوا يوم الأحزاب‬
‫استئصال الدعوة والقضاء على الرسول وأصحابه‪،‬‬
‫من‬
‫وأنجاه الله‬
‫فأبطل الله كيدهم‪ ،‬وفرق شملهم‪،‬‬
‫شرهم ومكائدهم‪ ،‬ونصر دينه‪ ،‬وأيد دعوته‪ ،‬وأعانه‬
‫على جهاد أعدائه‪ ،‬حتى أقر الله عينه قبل وفاته عليه‬
‫الصلاة والسلام بانتصار دين الله وظهور الحق‪،‬‬
‫وانتشار التوحيد في الأرض‪ ،‬والقضاء على الأوئان‬
‫السنة الثامنة‬
‫والأصنام‪ ،‬بعدما فتح الله عليه مكة في‬
‫في‬ ‫ذلك‬ ‫من الهجرة في رمضان‪ ،‬ودخل الناس بعد‬
‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬

‫ودخول‬ ‫مكة‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫أفواجا‪،‬‬ ‫الله‬


‫فتح‬ ‫بسبب‬ ‫دين‬

‫قريش في الإسلام‪ ،‬ثم تتابعت العرب في الدخول في‬


‫الصلاة‬ ‫أفضل‬ ‫إليه عليه‬ ‫دعا‬ ‫ما‬ ‫وقبول‬ ‫الله‪،‬‬
‫دين‬
‫و علا‪،‬‬ ‫له‬ ‫الله‪،‬‬
‫جل‬ ‫والإخلاص‬ ‫من توحيد‬ ‫والسلام‪،‬‬
‫والتمسك بشريعته سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫عليه‬ ‫محمدا‬ ‫والمقصود‪ :‬أن رسولنا ونبينا‬
‫إليه الرسل قبله‬ ‫دعت‬ ‫ما‬
‫إلى‬ ‫دعا‬
‫والسلام‬ ‫الصلاة‬

‫والإخلاص‬ ‫الله‪،‬‬ ‫توحيد‬ ‫إلى‬


‫من نوح‬ ‫ومن بعده‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫ما‬
‫له‪ ،‬وترك عبادة سواه‪.‬‬
‫هذه أول دعوته‪ ،‬وهذه زبدتها‪ ،‬وهي أهم‬
‫واجب‪ ،‬وأول واجب‪ ،‬وأعظم واجب‪ ،‬وكان بنو ادم‬
‫السلام‬ ‫نوح عليه‬ ‫عهد‬ ‫إلى‬ ‫عهد آدم‬ ‫من‬ ‫على التوحيد‬
‫فلما‬ ‫ابن عباس وجماعة‪،‬‬ ‫عشرة قرون‪ ،‬كما قال‬

‫بعث‬ ‫اختلفوا بسبب الشرك الذي وقع في قوم نوح‪،‬‬


‫الله الرسل‪ ،‬قال الله عز وجل‪( :‬كان الاس أثة وصدة‬

‫‪3).‬‬
‫‪2 1‬‬
‫أ@لبقرة‬ ‫@‬ ‫نجحث الله ا لبتن مبشرلرو ومذ رين‬

‫الناس أمة واحدة على التوحيد‬ ‫كان‬ ‫المعنى‪:‬‬


‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫فى آية أخرى‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬كما قال‬ ‫والإيمان‪ ،‬فاختلفوا‬


‫وحدة‬ ‫الأ أئة‬ ‫في سورة يون@‪( :‬وما؟ ن ألناس‬
‫‪9).‬‬
‫‪1‬‬
‫أ يون@‪:‬‬ ‫فاختلفها@‬
‫كانوا على التوحيد والإيمان‪،‬‬ ‫أنهم‬ ‫فالمعنى‪:‬‬
‫بينهم‪،‬‬
‫بعد ذلك‬ ‫هذا هو القول الحق‪ ،‬ثم اختلفوا‬
‫وسول‪،‬‬ ‫بسبب دعوة الشيطان إلى عبادة‪ ،‬وذ‪،‬‬
‫فلما‬ ‫ويغوث‪ ،‬ويعوق‪ ،‬ونسر‪،‬‬
‫وقع الشرك في قوم‬
‫في الصالحين وتزيين الشيطان‬ ‫غلوهم‬ ‫بسبب‬ ‫نوح‪،‬‬
‫نوحا عليه‬ ‫إليهم‬ ‫الله‬ ‫من دون الله‪ ،‬بعث‬ ‫لهم عبادتهم‬
‫والإخ@ ص‬
‫الله‬ ‫توحيد‬ ‫الصلاة والسلام‪ ،‬فدعاهم إلى‬
‫سواه جل وعلا‪.‬‬ ‫ما‬ ‫له‪ ،‬وترك عبادة‬

‫أول رسول‬ ‫فكان نوح عليه الصلاة والسلام‬


‫فيها‪،‬‬ ‫أرسله الله إلى أهل الأرض بعدما وقع الثرك‬
‫أحاديث‬ ‫أما‬
‫على أنه نبي‬ ‫ضعيفة تدل‬ ‫فجاءت‬ ‫ادم‬
‫لضعف‬ ‫عليهاث‬ ‫لا يعتمد‬ ‫لكنها‬ ‫مكقم‪،‬‬ ‫ورسول‬
‫إليه بشرع‪ ،‬وأنه على‬ ‫أوحي‬ ‫ولا شك أنه‬ ‫أسانيدها‪،‬‬
‫عليه الصلاة‬ ‫شريعة‬
‫وكانت ذريته‬ ‫والسلام‪،‬‬ ‫من ربه‬
‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫@‬

‫على شريعته وعلى توحيد الله‪ ،‬والإخلاص له‪ ،‬ثم‬


‫بعد ذلك بعشرة قرون أو ما شاء الله من ذلك‪ ،‬وقع‬
‫قوم نوح في ود‪ ،‬وسو ‪ ،3‬ويغوث‪،‬‬ ‫الثرك في‬
‫ويعوق‪ ،‬ونسر‪ ،‬كما تقدم‪.‬‬
‫وقد جاء في الاثار المشهورة عن ابن عباس‬
‫ونسر ا‬ ‫وسو ا عأ‪ ،‬ويغوث‪ ،‬ويعوق‪،‬‬ ‫ود ا‪،‬‬ ‫وغيره‪ :‬أن‬
‫الشيطان‬ ‫هلكوا أوحى‬ ‫فلما‬ ‫كانوا رجالا صالحين‪،‬‬
‫إلى قومهم‪ :‬أن انصبوا إلى مجالسهم أنصابأ‪،‬‬
‫تعبد‪ ،‬حتى إذا هلك‬
‫وسموها باسمائهم‪ ،‬ففعلوا ولم‬
‫أولئك ونسخ العلم عبدت من دون الله عز وجل‪ ،‬أي‬
‫المتبصرون جاء الشيطان‬ ‫العلماء‬
‫لما ذهب العلم وقل‬
‫إنما صورت‪،‬‬ ‫هذه الأصنام‬ ‫إلى الناس فقال لهم‪ :‬إن‬
‫وكانت تدعى ويستغاث بها‪،‬‬ ‫لأنها كانت تنفع‪،‬‬
‫الناس بسبب ذلك‪.‬‬
‫ويستسقى بها‪ ،‬فوقع الشرك في‬
‫وبهذا يعلم‪ :‬أن نوحا عليه الصلاة والسلام‬
‫أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض‪ ،‬بعد وقوع‬
‫جاء في الصحيحين وغيرهما‪:‬‬ ‫كما‬ ‫الشرك فيها‪،‬‬
‫بيان التوحيد‬
‫‪-‬‬

‫ه‬
‫من أن أهل الموق@ يوم القيامة يقولون‪:‬‬
‫يا نوح‪ ،‬أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض‪،‬‬
‫الحديث‪.‬‬ ‫@ا‬
‫إلى ربك‪..‬‬ ‫لنا‬
‫فاشفع‬
‫ذلك عليه الصلاة‬ ‫ثبتت نبوته قبل‬ ‫فقد‬ ‫أما‬
‫ادم‬
‫ذر‪،‬‬ ‫أبي‬ ‫حديث‬ ‫والسلام بدلاثل أخرى‪،‬‬
‫في‬ ‫وجاء‬
‫الله‬‫النبي صلى‬ ‫حبان وغيره أنه سأله‬
‫عند أبي حاتم بن‬

‫عليه وسلم عن الرسل وعن الأنبياء‪ ،‬فقال النبي صلى‬


‫الأنبياء مائة وأربعة وعشرون ألفا‪،‬‬ ‫@ا‬
‫الله عليه وسلم‪:‬‬
‫والرسل ثلاثمائة وثلاثة عثر@ا‪ ،‬وفي رواية أبي‬
‫ثلاثمائة وخمسة عشر@ا‪ .‬ولكنهما حديثان‬ ‫@ا‬ ‫أمامة‪:‬‬

‫ولهما شواهد ولكنها‬ ‫أهل العلم‪،‬‬ ‫عند‬


‫ضعيفان‬
‫بعضها أنه قال‬‫وفي‬ ‫ذكرنا‬ ‫ضعيفة أيضا‪،‬‬
‫انفا‪،‬‬ ‫كما‬

‫و في‬ ‫عليه الصلاة والسلام‪ :‬ألف نبي فاكثر‬


‫لما@ @‬ ‫@ا‬

‫أن الأنبياء ثلاثة الاف @ا‪،‬‬ ‫بعضها‪:‬‬ ‫@ا‬


‫وجميع‬
‫ابن الجوزي‬ ‫عد‬
‫الباب ضعيفة‪ ،‬بل‬ ‫هذا‬
‫الأحاديث في‬
‫الموضوعات‪ ،‬والمقصود‪ :‬أنه‬ ‫من‬ ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫حديث‬
‫فلا‬ ‫عليه‪،‬‬ ‫يعتمد‬ ‫خبر‬ ‫الأنبياء والرسل‬ ‫عدد‬
‫لي@ في‬
‫ب ن التوحيد‬
‫‪5-‬‬

‫يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى‪ ،‬لكنهم جثم‬


‫غفير‪ ،‬قص الله علينا أخبار بعضهم ولم يقص علينا‬
‫أخبار البعض الاخر‪ ،‬لحكمته البالغة جل وعلا‪،‬‬

‫دعوا إلى‬ ‫جميعهم‬ ‫أنهم‬ ‫والفائدة العظمى‪ :‬أن نعرف‬


‫له‬
‫وأنهم‬ ‫سبحانه وتعالى‪،‬‬ ‫والإخلاص‬ ‫الله‪،‬‬ ‫توحيد‬
‫الدعوة‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫ذلك‪،‬‬
‫قبل‬ ‫من‬ ‫فمنهم‬ ‫إلى‬ ‫أممهم‬ ‫دعوا‬
‫إلا القليل‪،‬‬ ‫يتبعه‬ ‫لم‬ ‫من‬ ‫ردها‪ ،‬ومنهم‬ ‫من‬ ‫ومنهم‬
‫بذلك نبينا‬ ‫أخبر‬ ‫كما‬ ‫أحد بالكلية‪،‬‬ ‫يجبه‬ ‫لم‬ ‫من‬ ‫ومنهم‬
‫عليه الصلاة‬
‫والسلام‪.‬‬ ‫محمد‬

‫الصلاة‬ ‫عليه‬ ‫خاتمهم وأفضلهم‬ ‫وهو‬ ‫ونبينا‬


‫ما جرى له‬ ‫قد‬
‫الخصومة‬ ‫من‬ ‫مع قومه‬ ‫علم‬ ‫والسلام‬
‫مكة‬
‫هو‬ ‫كثيرا‬ ‫أوذي‬ ‫وقد‬ ‫المكرمة‪،‬‬ ‫والنزل في‬
‫الله من بين‬ ‫فأنجاه‬ ‫قتله‪،‬‬ ‫أجمعوا على‬ ‫حتى‬ ‫وأصحابه‬
‫الغزوات‬ ‫جرى من‬
‫جرى ما‬ ‫المدينة‬ ‫وفي‬ ‫أظهرهم‪،‬‬
‫وأيده عليهم عليه‬ ‫الله‬ ‫حتى نصره‬ ‫والجهاد العظيم‬
‫الصلاة والسلام‪.‬‬
‫الرسل‬ ‫أن دعوة‬ ‫يتضح للجميع‬ ‫وبذلك‬
‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫له‪،‬‬ ‫والإخلاص‬ ‫الله‬


‫جميعهم‪ :‬هي دعوة إلى‬
‫توحيد‬

‫وأن الأنبياء جميعا والمرسلين كلهم دعوا إلى‬


‫توحيد الله والإخلاص له‪ ،‬والإيمان بأسمائه وصفاته‬

‫في‬ ‫ربوبيته‪ ،‬واحد‬ ‫في‬ ‫سبحانه واحد‬ ‫وأفعاله‪ ،‬وأنه‬


‫كل‬ ‫دون‬ ‫العبادة‬ ‫استحقاقه‬
‫في‬ ‫أسمائه وصفاته‪ ،‬واحد‬
‫و لا‬ ‫لا‬ ‫يستحقها غيره‬ ‫وعلا‪ ،‬فلا‬ ‫سواه جل‬ ‫ما‬
‫نبي‬
‫ملك‬
‫المخلوقات‪ ،‬فالعبادة‬ ‫من‬ ‫ولا صالح ولا غيرهم‬
‫حق الله جل وعلا‪ ،‬ولها خلق الخلق سبحانه وتعالى‪،‬‬
‫وبها أرسل الزسل‪ ،‬كما قال سبحانه وتعالى‪( :‬وما‬
‫ضلقمت تطن ؤ قي لنى إلآ ليغبدون @ أ@لذاريك‪،)6 :‬‬
‫‪5‬‬

‫وقال تعالى‪( :‬ولقذ بعثحا فى@ل أثؤ زسولا أت‬


‫فلعبادة‬ ‫‪،)0‬‬
‫‪36‬‬
‫النحل‬ ‫أ‬ ‫أغبددأ الله وآتجمنبوا الظع@ت @‬
‫الخليقة‪،‬‬ ‫خلقت‬ ‫الله‬
‫الرسل‪،‬‬ ‫وأرسبلت‬ ‫وتوحيده‬
‫قال تعالى‪( :‬ا@ر كأأصكث‬ ‫كما‬ ‫وأنزلت الكتب‪،‬‬
‫ثم فضلت مق ت@ ن صيهرخبير@ ألا تقبوا إلا ا@ة إشنى‬ ‫‪.‬‬

‫‪ ،)2‬وقال سبحانه‪:‬‬ ‫نذير وبشير@و أ هود‪:‬‬


‫‪،1‬‬
‫ل@‬ ‫نه‬

‫ولينذددا ولغلموآ هو إلهوروصد‬


‫أثصا‬ ‫بهء‬ ‫للناس‬ ‫(هذا بلغ‬
‫بيان التوحيد‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫‪2).‬‬
‫‪5‬‬
‫إبراهم‬ ‫أ‬ ‫مهو‬ ‫ولذ@ أؤلوا الألبت رت‪،‬‬
‫آياته‬ ‫وقد أبان الله سبحانه في كتابه العزيز‬
‫من‬

‫ومخلوقاته ما يدل على قدرته العظيمة‪ ،‬وألوهيته‬


‫وأنه المستحق للعبادة سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫وربوبيته‪،‬‬

‫وجد‬ ‫ومخلوقاته‬ ‫الله‬ ‫تدلر كاب‬


‫من‬ ‫من‬

‫يدل‬ ‫ما‬
‫الآيات المتلوة والحسية والأخبار المنقولة‬
‫وأن‬ ‫على أنه سبحانه المستحق للعبادة جل وعلا‪،‬‬

‫الرسل كلهم بلغوا ذلك ودعوا إليه‪ ،‬وأن الشرك الذي‬


‫الناس إلى يومنا هذا‪،‬‬
‫وقع في قوم نوح لم يزل في‬
‫فلم يزل في الناس من يعبد الأصنام والأوثان‪ ،‬ويغلو‬
‫كما هو‬ ‫الله‪،‬‬
‫مع‬ ‫في الصالحين والأنبياء‪ ،‬يعبدهم‬
‫نوح‬ ‫من عهد‬ ‫معلوم عند كل من نظر في أخبار العالم‬
‫هذا‪.‬‬ ‫إلى يومنا‬
‫كلام‬ ‫ومن‬ ‫وجل‪،‬‬ ‫الله عز‬ ‫كتاب‬ ‫من‬ ‫وبما ذكرنا‬
‫وأزكى التسليم‪،‬‬ ‫الصلاة‬ ‫أفضل‬ ‫عليه‬ ‫محمد‬
‫رسوله‬
‫وقد عرف‬ ‫أقسام‪،‬‬ ‫يتضح أن التوحيد‬ ‫واقع العالم‬ ‫ومن‬

‫وسنة رسوله‬ ‫الله‪،‬‬ ‫أهل العلم بالاستقراء لكتاب‬ ‫ذلك‬


‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫عليه الصلاة والسلام‪.‬‬


‫ثلاثة‪:‬‬
‫فهو أقسام‬
‫الله‬ ‫ا لإيمان بأن‬ ‫وهو‬ ‫الأول‪ :‬توحيد الربوبية‪:‬‬
‫وجل واحد في أفعاله‪ ،‬وخلقه وتدبيره لعباده‪،‬‬ ‫عز‬

‫سبحانه وتعالى‪،‬‬ ‫كما شاء‬ ‫عباده‬ ‫وأنه المتصرف في‬


‫بعلمه وقدرته جل وعلا‪.‬‬
‫الأسماء والصفات‪ :‬وأنه‬ ‫توحيد‬ ‫والثالي‪:‬‬
‫الحسنى والصفات‬ ‫سبحانه وتعالى موصوف بالأسماء‬
‫العلى‪ ،‬وأنه كامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله‬
‫وعلا‪ ،‬وأنه لا شبيه له‪ ،‬ولا نظير له‪ ،‬ولا ند له‬
‫جل‬
‫عز‬

‫يستحق سبحانه‬ ‫العبادة‪ :‬وأنه‬ ‫توحيد‬

‫سواه جل‬ ‫ما‬ ‫له‪ ،‬دون‬ ‫شريك‬ ‫يعبد وحده لا‬ ‫وتعالى أن‬
‫وعلا‪.‬‬

‫سبحانه وتعالى‪:‬‬ ‫الله‬ ‫شئت قلت‪ :‬توحيد‬ ‫ان‬ ‫@‬

‫ورازق‬ ‫الجميع‪،‬‬ ‫الجميع‪ ،‬وخالق‬ ‫هو الإيمان بأنه‬


‫رب‬

‫جميع أفعاله سبحانه‬ ‫في‬ ‫له‬ ‫شريك‬ ‫الجميع‪ ،‬وأنه‬


‫لا‬
‫التو حيد‬ ‫بيان‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫لا‬ ‫ورزقه للعباد‪،‬‬ ‫خلقه‬ ‫له‬ ‫شريك‬ ‫لا‬
‫في‬ ‫وتعالى‪،‬‬
‫شريك له في تدبير الأمور‪ ،‬وهو المالك لكل شيء‬
‫وتعالى‪ :‬مالو لثه ملك‬
‫قال س@بحانه‬
‫وعلا‪ ،‬كما‬
‫جل‬
‫الشنؤت وألازض وما فيهن وهو عك كل شرش قديرأ@ @و‬
‫‪ ،)0‬فهو المالك لكل شيء‪ ،‬والمتصرف‬ ‫‪1 2‬‬ ‫أ الماندة‬ ‫‪0‬‬

‫في كل شيء جل وعلا‪ ،‬له الأمر كله‪ ،‬وله الخلق‬


‫الله‬ ‫ئنتئ والاض تبارك‬ ‫كله‪ ،‬كما قال تعالى‪( :‬ألا‬
‫له‬

‫المو صوف‬ ‫وهو‬ ‫رت الفالين @ أ الأعر@ف‪،)4 :‬‬


‫‪5‬‬

‫فلا‬ ‫والمسمى بالأسماء الحسنى‪،‬‬ ‫بصفات الكمال‪،‬‬


‫ذاته‬
‫الكامل في‬ ‫شبيه له من خلقه في شيء‪ ،‬بل‬
‫هو‬

‫يعبد‬ ‫وأسمائه وصفاته وأفعاله‪ ،‬وهو المستحق أن‬

‫والخوف والرجاء‬ ‫الدعاء‬ ‫من‬ ‫ويخص بالعبادة‪،‬‬


‫والصوم والذبح‬ ‫والتوكل والرغبة والرهبة والصلاة‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫والنذر وغير‬
‫الله‬ ‫هذا كله‬
‫التوحيد‪ ،‬توحيد‬ ‫داخل في‬
‫مسمى‬

‫وهو‬ ‫سبحانه وتعالى‪ ،‬توحيد الأنبياء والمرسلين‪،‬‬


‫نبينا‬ ‫خاتمهم وسيدهم دامامهم‬ ‫به‬ ‫جاء‬ ‫التوحيد الذي‬
‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫الصلاة والسلام‪.‬‬ ‫عليه‬ ‫محمد‬

‫فنقول‪ :‬توحيد‬ ‫أخرى‬ ‫بعبارة‬ ‫نأتي‬ ‫ويمكن أن‬


‫ينقسم إلى‬ ‫جميعهم‬ ‫الرسل‬ ‫به‬ ‫جاءت‬ ‫الذي‬ ‫الله‬

‫توحيد في المعرفة والإثبات‪:‬‬


‫الإيمان بأسماء الله وصفاته وذاته جل‬ ‫فمعناه‪:‬‬

‫لشئونهم‬ ‫وتدبيره‬ ‫لهم‪،‬‬ ‫وعلا‪ ،‬وخلقه للعباد ورزقه‬


‫سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫المعرفة والإثبات‪ :‬أن‬ ‫هذا هو التوحيد في‬
‫ربوبيته‪،‬‬ ‫في‬ ‫واحد‬ ‫وتصدق بأن الله سبحانه‬ ‫تؤمن‬
‫وهو‬ ‫أسماثه وصفاته وتدبيره لعباده‪،‬‬ ‫في‬ ‫واحد‬
‫بصفات الكمال‬ ‫الخالق لهم والرازق لهم والموصوف‬
‫ذلك‪ ،‬و لا‬
‫المنزه عن النقص والعيب‪ ،‬لا شريك في‬
‫له‬

‫شبيه له‪ ،‬ولا نذ له جل وعلا‪.‬‬

‫والطلب‪:‬‬ ‫نوحيد القصد‬


‫إفراد‬ ‫وهو‬ ‫الثاني‪:‬‬
‫وطلبك وصلاتك وصومك‪،‬‬ ‫قصدك‬ ‫الله‬
‫سبحانه في‬
‫جل وعلا‪،‬‬ ‫وجهه‬ ‫بها إلا‬ ‫لا تقصد‬ ‫وسائر عباداتك‪،‬‬
‫التو حيد‬ ‫بيان‬
‫ب‬
‫‪5‬‬
‫لا‬ ‫تتقرب بها‪،‬‬ ‫وهكذا صدقاتك‪ ،‬وسائر أعمالك‬
‫التي‬
‫و لا‬ ‫تدعو إلا إياه‪،‬‬ ‫فلا‬ ‫جل وعلا‪،‬‬ ‫وجهه‬ ‫بها إلا‬ ‫تقصد‬

‫له‬ ‫له‪،‬‬
‫القربات إلا‬ ‫بأنول‬ ‫ولا تتقرب‬ ‫تنذر إلا‬
‫شفاء‬ ‫سبحانه‪ ،‬ولا تطلب‬
‫المرضى والنصر على‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫الأعداء إلا منه عز وجل‪ ،‬توحده في كل‬
‫بنوعين‪،‬‬ ‫فهذه أنول التوحيد‪ ،‬لك أن تعبر عنها‬
‫ولك أن تعئر عنها‬ ‫أنول‪،‬‬ ‫ولك أن تعبر عنها بثلاثة‬
‫انفا‪.‬‬ ‫تقدم فيما ذكرناه‬ ‫كما‬ ‫بنوع واحد‪،‬‬
‫والتعبير‪ ،‬وإنما‬ ‫مشاحة‬ ‫ولا‬
‫في الاصطلاح‬
‫الله به‬ ‫بعث‬ ‫التوحيد الذي‬ ‫هو‬ ‫ما‬
‫المقصود‪ :‬أن نعرف‬
‫بين‬ ‫الكتب‪ ،‬ووقعت فيه الخصومة‬ ‫به‬ ‫الرسل‪ ،‬وأنزل‬
‫توحيد العبادة‪.‬‬ ‫وهو‬ ‫الرسل وأممهم‪،‬‬
‫وخالق الخلق‬ ‫الجميع‬ ‫رب‬ ‫أما كونه سبحانه‬
‫وصفاته‬ ‫وأسمائه‬ ‫ذاته‬
‫ورازقهم‪ ،‬وأنه كامل في‬
‫له‪،‬‬
‫ولا مثيل‬ ‫نذ له‪،‬‬ ‫وأفعاله‪ ،‬وأنه لا شبيه له‪ ،‬ولا‬

‫بل‬ ‫الرسل والأمم‪،‬‬ ‫الخلاف بين‬ ‫فيه‬ ‫فهذا لم يقع‬


‫وما‬ ‫به‪،‬‬ ‫مقرون‬ ‫قريش وغيرهم‬ ‫من‬ ‫جميع المشركين‬
‫بيان التوحيد‬
‫ه‬ ‫ب‬

‫الربوبية فمكابرة‪ ،‬يعلم‬ ‫إنكار فرعون وادعائه‬ ‫من‬ ‫وقع‬


‫(لقذعقت‬ ‫في نفسه أنه مبطل‪،‬‬
‫كما قال له موسى‪:‬‬

‫مآ أنزل فؤد إلأ رت الشمؤت والازض بصحابر@‬


‫أمثاله‪:‬‬ ‫وقال سبحانه فيه‬ ‫‪،)2‬‬
‫وفي‬ ‫‪1‬‬
‫أ الإسراء‪:‬‬
‫‪0‬‬

‫وعا@ئأ@‬ ‫ظتصا‬
‫(وجحدو(بها و(سيقنتها أنفسهخ‬
‫ائذى‬ ‫أ@لنملى‪ 1 :‬وتال تعالى‪( :‬تد نقلم إت! لخزند‬ ‫‪،4‬‬
‫‪1‬‬

‫ئايت الله‬ ‫بكذبونث ولبهن ألطاليئ‬ ‫لا‬


‫يقولون فإخهم‬
‫الثانوية‬ ‫ما ادعته‬ ‫وهكذا‬ ‫‪،)3‬‬
‫‪3‬‬
‫غحدون @ @ الأنعم‪:‬‬
‫وهم مع‬ ‫إلهية النور والظلمة‪ ،‬فمكابرة أيضا‪،‬‬ ‫من‬

‫يقولوا‪ :‬إنهما متساويان‪،‬‬ ‫ذلك‬


‫فليس في العالم‬ ‫لم‬
‫من يقول‪ :‬إن هناك إلهين متساويين في التصرف‬
‫والتدبير‪ ،‬وأما إنكار الملاحدة لرب العالمين كليأ‪،‬‬
‫أعداء‬ ‫من‬ ‫للاخرة‪ ،‬فليس هذا بمستغرب‬ ‫انكارهم‬ ‫@‬

‫الشياطين عليهم‬ ‫استيلاء‬ ‫بسبب‬ ‫لفساد عقولهم‬ ‫الله‪،‬‬

‫الله‬ ‫اجتالتهم عن فطرة‬


‫التي فطر عليها الناس‪،‬‬ ‫حتى‬

‫تقر‬ ‫وان أنكروا بألسنتهم فقلوبهم‬ ‫الملاحدة‪،‬‬ ‫وهؤلاء‬


‫كما‬
‫شيء‪،‬‬ ‫بذلك الجمادات‪ ،‬وكل‬ ‫أقر‬ ‫كما‬ ‫بذلك‪،‬‬
‫بيان @لتحيد‬
‫ب‬
‫@‬
‫وألازضى‬ ‫(تسئح له ا@ؤت ألشتع‬ ‫سبحانه وتعالى‪:‬‬ ‫قال‬

‫@تيءولبهن لانفقهون‬ ‫ومن فهن ول فن لثئ إلايسبح‬


‫وقال‬ ‫‪،)4‬‬
‫‪4‬‬ ‫تسبيحهئم إئ!؟ ن صليما غفور(@ الإصراء‪:‬‬
‫أ‬

‫جل وعلا‪( :‬ألؤتر أت الله يممتجد ل! من السمؤت‬


‫فى‬

‫ومن فى الازض والشقس و(نقمر والنجوم @تجال والشجر‬


‫والذوآب و@ ثير من ان س@ كثيز حق علقه اتحذالب @‬
‫‪ ،)0‬الآية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أ@لحج‬ ‫‪8‬‬

‫من‬ ‫العالمين‬ ‫رب‬ ‫أنكر‬ ‫من‬ ‫والمقصود‪ :‬أن‬


‫الكفرة المجرمين‪ ،‬فهو في الحقيقة مكابر لفطرته‬
‫وعقله‪ ،‬فإن الفطرة والعقل يشهدان بوجود رب‬

‫ولا‬ ‫لا شبيه له‪،‬‬ ‫متصرف في الكون‪ ،‬مدبر للعباد‪،‬‬


‫يقول‬ ‫عما‬ ‫شريك له‪ ،‬ولا نذ له سبحانه وتعالى‬
‫قد‬
‫إن المشركين‬ ‫قلنا‪:‬‬ ‫الظالمون علوأ‬
‫كبيرا‪ ،‬ولهذا‬
‫ولم‬ ‫والصفات‪،‬‬ ‫أقروا بتوحيد الربوبية‪ ،‬والأسماء‬
‫الله‬ ‫يعلمون أن‬ ‫ذلك‬
‫جل وعلا خالق‬ ‫لأنهم‬ ‫ة‬
‫ينكروا‬
‫منزل المطر‪،‬‬ ‫أمورهم‪،‬‬ ‫ومدبر‬ ‫العباد ورازقهم‪،‬‬
‫كما‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫المميت‪ ،‬الرزاق للعباد وغير‬ ‫المحيي‬
‫بيان التوحيد‬
‫‪-95‬‬

‫تقدم‬
‫ما‬ ‫عليك يا عبدالله‪ -‬إذا عرفت‬
‫الأصل الأصيل‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫بيان‬ ‫تقدم‪ -‬أن تبذل وسعك في‬
‫من‬ ‫يعلمه‬ ‫حتى‬ ‫يضاحه للخلق‪،‬‬ ‫د‬ ‫الناس‪،‬‬ ‫بين‬ ‫ونشره‬
‫وخالف‬ ‫به‬ ‫أشرك‬ ‫من‬ ‫وحتى يعبد الله وحده‬ ‫جهله‪،‬‬
‫وسرت‬ ‫الرسل‪،‬‬ ‫اتبعت‬ ‫قد‬ ‫تكون بذلك‬ ‫وحتى‬ ‫أمره‪،‬‬
‫أداء للأمانة‬ ‫الله‪،‬‬
‫الدعوة إلى‬
‫التي‬ ‫على منهاجهم في‬
‫حملتها‪.‬‬
‫على يديك‬ ‫من هداه الله‬ ‫مثل أجور‬ ‫لك‬ ‫فيكون‬
‫(ومن‬ ‫جل وعلا‪:‬‬ ‫الله‬ ‫كما قال‬ ‫إلى يوم القيامة‪،‬‬
‫من‬ ‫وقال إشنى‬ ‫مفن دلمحا إلى الله وعمل صخلحا‬ ‫@خسن قؤلا‬
‫قل‬ ‫وقال سبحانه‪@ :‬الو‬ ‫‪،)3‬‬
‫‪3‬‬ ‫أفصلت‬ ‫المتملمين @و‬
‫اتبعنى‬ ‫ومن‬ ‫سبيلى أدعواإ لى الله عك بصيرة أنا‬ ‫هذء‬

‫‪،)8‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬

‫وستحن الله ومآ أنا من المشريمف @‬


‫أ يو‪-‬ف‬

‫وقال جل وعلا‪ :‬مالو اخ إك سبيل رنلث بالح@ة‬


‫و(ئمؤعظة @طسنة وخدئهص بالتى هى أخسن @‬
‫عليه وسلم في‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫النبي‬ ‫وقال‬ ‫‪،)5‬‬
‫‪1 2‬‬
‫النحل‬ ‫أ‬
‫التو حيد‬ ‫بيان‬
‫ب‬
‫@‬

‫الحديث الصحيح‪ :‬من دل على خير فله مثل أجر‬ ‫@ا‬

‫فاعله رواه مسلم في صحيحه‪ ،‬وقال لعلي رضي‬


‫@ا‬

‫الله‬
‫فوالله لأن يهدي‬ ‫إلى‬ ‫لما بعثه‬ ‫الله‬
‫@ا‬
‫بك‬ ‫خيبر‪:‬‬ ‫عنه‬

‫لك من حمر‬ ‫رجلا واحدا خير‬


‫@ا‬
‫متفق على‬ ‫النعم‬
‫صحته‪.‬‬

‫للفقه‬ ‫وجل أن يوفقنا جميعا‬ ‫الله عز‬ ‫وأسأل‬ ‫هذا‬

‫يعيذنا جميعا‬ ‫وأن‬ ‫يرضيه‪،‬‬ ‫ما‬


‫والاستقامة على‬ ‫دينه‬ ‫في‬
‫أسأله‬ ‫كما‬ ‫الفتن‪،‬‬ ‫ومن مضلات‬ ‫غضبه‪،‬‬ ‫أسباب‬ ‫من‬

‫وأن يصلح‬ ‫سبحانه أن ينصر دينه ويعلي‬


‫كلمته‪،‬‬

‫أحوال المسلمين ويولي عليهم خيارهم‪ ،‬إنه سبحانه‬


‫وتعالى جواد كريم‪ .‬والحمد دثه رب العالمين‪،‬‬
‫نبينا محمد‪،‬‬
‫وصلى الله وسلم على عبده ورسوله‬
‫وعلى اله وأصحابه‪ ،‬والتابعين لهم إلى يوم الدين‪.‬‬
‫التو حيد‬ ‫بيان‬

‫‪5‬‬
‫ل‬ ‫ب‬

‫توضيح معنى الشرك بالده‬

‫الشرك‪ ،‬وما تمسير قوله‬ ‫ما‬


‫هو‬ ‫السؤال‪:‬‬
‫يأيفا ائذجمتءامنوا اتقوا أدئه واتتغو) إلته‬ ‫تعالى‪@ :‬الو‬
‫)‪ 5‬ا لاية‪.‬‬ ‫اتوسيله‪@ ..‬هو‬
‫"‬

‫‪3‬‬ ‫أ@لمائدة‬

‫تشريك غير‬ ‫اسمه‪ :‬هو‬ ‫الجواب‪ :‬الشرك على‬


‫أو غيرها‪،‬‬ ‫الأصنام‬ ‫كأن يدعو‬ ‫العبادة‪،‬‬ ‫في‬ ‫الله‬
‫مع‬
‫الله‬

‫يصوم‬ ‫يستغيث بها‪ ،‬أو ينذر لها‪ ،‬أو يصلي لها‪ ،‬أو‬
‫لها‪ ،‬أو يذبح لها‪ ،‬ومثل‪ :‬أن يذبح للبدوي‪ ،‬أو‬
‫لفلان‪ ،‬أو يطلب المدد‬
‫من‬ ‫للعيدروس‪ ،‬أو يصلي‬
‫عبدالقادر‪ ،‬أو‬ ‫الرسول صلى الله عليه وسلم‪ ،‬أو‬
‫من‬

‫الأموات‬ ‫من‬ ‫من العيدروس في اليمن‪ ،‬أو غيرهم‬


‫دعا‬ ‫شركا‪ ،‬وهكذا إذا‬ ‫كله‬ ‫فهذا‬
‫يسمى‬ ‫والغائبين‪،‬‬
‫أو طلبهم‬ ‫بهم‪،‬‬
‫استغاث‬ ‫الكواكب‪ ،‬أو المحجن‪ ،‬أو‬
‫من هذه‬ ‫المدد‪ ،‬أو ما أشبه ذلك‪ ،‬فإذا فعل شيئا‬
‫العبادات مع الجمادات‪ ،‬أو مع ا لأموات‪ ،‬أو الغائبين‬
‫بيلن @لتحيد‬
‫ب‬
‫@‬

‫جل وعلا‪:‬‬ ‫الله‬ ‫قال‬


‫صار هذا شركا بالثه عز وجل‪،‬‬
‫ه@)‪،‬‬
‫(ولؤ أشركوأ لحبط عتهص ئا كان@أ يحملون @ أ الأنعام‪.‬‬
‫وقال سبحانه‪( :‬ولقذ أوحى إلك @حلد ائذين @ت قبلث‬
‫@‬ ‫@‬ ‫يطشرين‬ ‫من‬ ‫وليهونن‬ ‫علك‬ ‫ألثركت لجبطن‬ ‫لن‬

‫عبادة‬ ‫الله‬ ‫الشرك‪ :‬أن يعبد غير‬ ‫ومن‬ ‫‪،)5‬‬


‫‪6‬‬ ‫أ@ دزمر‬

‫فإنه يسفى‪ :‬شركا‪ ،‬ويسمى‪ :‬كفرا‪ ،‬فمن‬ ‫كاملة‪،‬‬

‫ة‬ ‫الله‬ ‫بالكلية وجعل عبادته لغير‬ ‫عن الله‬ ‫أعرض‬


‫كالأشجار‪ ،‬أو الأحجار‪ ،‬أو الاصنام‪ ،‬أو الجن‪ ،‬أو‬
‫بعض الأموات من الذين يسمونهم بالأولياء‪ ،‬يعبدهم‬
‫أو يصلي لهم أو يصوم لهم وينسى الله بالكلية فهذا‬
‫أعظم كفرأ وأشد شركا‪ ،‬نسأل الله العافية‪ ،‬وهكذا من‬

‫إله والحياة‬ ‫هناك‬ ‫ويقول‪ :‬ليس‬ ‫وجود الله‪،‬‬ ‫ينكر‬


‫مادة‬
‫كالشيوعيين‪ ،‬والملاحدة المنكرين لوجود‬ ‫ة‬

‫هؤلاء أكفر الناس وأضلهم وأعظمهم شركا‬ ‫الله‪،‬‬

‫العافية‪.‬‬ ‫الله‬ ‫وضلالا نسأل‬


‫الاعتقادات‬ ‫هذه‬ ‫أهل‬ ‫والمقصود‪ :‬أن‬
‫بالثه‬ ‫كفرأ‬ ‫كلها تسمى‪ :‬شركا‪ ،‬وتسمى‪:‬‬ ‫وأشباهها‬
‫التو حيد‬ ‫بيان‬
‫‪9‬‬
‫‪5‬‬ ‫ب‬

‫الناس‪ ،‬لجهله فيسمي‬ ‫وجل‪ ،‬وقد يغلط بعض‬ ‫عز‬

‫دعوة الأموات والاستغاثة بهم‪ .‬وسيلة‪ ،‬ويظنها‬


‫جائزة‪ ،‬وهذا غلط عظيما لأن هذا العمل من أعظم‬
‫الجهلة أو الم@ركين‪:‬‬ ‫بعض‬ ‫سماه‬ ‫الشرك بالله‪ ،‬دالأ‬
‫الله‬
‫عليه‬ ‫وسيلة‪ ،‬وهو دين الم@ركين الذي ذمهم‬
‫وعابهم به‪ ،‬وأرسل الرسل وأنزل الكتب لإنكاره‬
‫الله عز‬ ‫والتحذير منه‪ ،‬وأما الوسيلة المذكورة في قول‬
‫وجل‪ :‬مالو يهأئها ائذلى بم منوا اتقوا أدته وابتغواإ لته‬

‫‪5).‬‬
‫‪3‬‬ ‫أ المائدة‬ ‫اتوسيلة م@و‬
‫فالمراد بها‪ .‬التقرب إليه سبحانه بطاعته‪،‬‬
‫وهذا هو معناه‬
‫أهل اسم‬
‫جميعا‪ ،‬فالصلاة قربة‬ ‫عند‬

‫إلى الله فهي وسيلة‪ ،‬والذبح دته وسيلة‪ ،‬كالأضاحي‪،‬‬


‫والهدي‪ ،‬والصوم وسيلة‪ ،‬والصد قات وسيلة‪ ،‬ودكر‬
‫الله‬
‫قوله جل‬ ‫وهذا هو معنى‬ ‫وقراءة القران وسيلة‪،‬‬
‫يأيفا الذلىءامنوا اققوا الله واتتغوأ إليه‬ ‫وعلا‪ :‬مالو‬
‫يعني‪ :‬ابتغوا القربة إليه‬ ‫‪،،0‬‬
‫‪35‬‬ ‫أ المائده‬ ‫اتوسيلة @و‬
‫هكذا‬ ‫بطاعته‪،‬‬
‫والبغوي‬ ‫جرير‬ ‫قال ابن كثير وابن‬
‫التو حيد‬ ‫بيان‬
‫ب‬
‫@‬

‫أئمة التفسير‪ ،‬والمعنى‪ :‬التمسوا القربة‬ ‫وغيرهم‬


‫من‬

‫لكم‪،‬‬ ‫الله‬
‫شرع‬ ‫مما‬
‫كنتم‬ ‫أينما‬ ‫واطلبوها‬ ‫بطاعته‬ ‫إليه‬
‫وهكذا قوله‬ ‫ذلك‪،‬‬
‫من صلاة وصوم وصدقات وغير‬
‫الاية الأخرى‪@ :‬الو أؤليهك أ@ذين يدعوه‬ ‫سبحانه في‬
‫يبغوت إك رئهو أئوسيلة أخهم أقرب ويرتجون رخمت!‬
‫الر سل‬ ‫أ الإصراء‪ ،751‬هكذا‬ ‫عذابم@ @و‬ ‫ويخالؤت‬

‫من‬ ‫شرعها‬ ‫بالوسائل التي‬ ‫الله‬ ‫يتقربون إلى‬ ‫وأتباعهم‬


‫ذلك‬ ‫جهاد وصوم وصلاة وذكر وقراءة قران إلى غير‬
‫من وجوه الوسيلة‪ ،‬أما ظن بعض الناس أن الوسيلة‬
‫هي التعلق بالأموات والاستغاثة بالأولياء فهذا ظن‬
‫باطل‪ ،‬وهذا اعتقاد‬
‫المشركين الذين قال الله فيهم‪.‬‬
‫ولا@مهؤ‬ ‫مالو ويغبدوت من دوت ألئه مما‬
‫لا@رهتم‬
‫‪،،8‬‬
‫‪1‬‬
‫ألوص‪.‬‬ ‫الله @و‬ ‫عند‬
‫ويقولوت هوك شفعونا‬
‫لا‬ ‫فرد عليهم سبحانه بقوله‪ :‬مالو‬
‫قل أننئوت أدله بما‬
‫عما‬ ‫يغلم فى السنؤت ولا فى ألازضن سئحنل! و@ك‬
‫)‪1‬‬
‫‪1 8‬‬
‫ألوص‬ ‫@‬ ‫يشركوت‬
‫بيلن @لتوحيد‬
‫‪5-‬ول‬

‫الفهرس‬

‫الموضوع‬

‫مقدمة‬

‫حقيقة التوحيد والشرك‬


‫توحيد المرسلين وما يضاده من ا لكفر وا لشرك‬
‫توضيح معنى الشرلى بالته‬
‫‪@ 6‬ه‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2-..-*8-‬‬ ‫ردمدا‬

You might also like