You are on page 1of 12

‫مقدمة عامة ‪:‬‬

‫ان السياسة النقدية تعتبر من أهم السياسات االقتصادية نظرا للدور الذي تلعبه في تحقيق أهداف المجتمع جنبا إلى جنب مع السياسات‬
‫األخرى وتاتي اليها من تأثيرها الكبير على النظام االقتصادي‪ .‬فأي احتالل في أداء النظام النقدي يلقي بظالله على أداء النظام‬
‫االقتصادي من حيث معدالت النمو ومستوى اإلنتاج و التشغيل و توزيع الثروة و الدخل الحقيقي‪.‬‬
‫ومن ثم فإنه ليس من الخطأ أن يسمي النظام االقتصادي الحديث بالنظام االقتصادي النقدي‪ ،‬وهذه التسمية لم تطلق على سبيل‬
‫المبالغة‪ ،‬لكنها تعبر عن واقع الحياة االقتصادية‪ ،‬والمبادالت التي تتم بين األطراف المتعاملة تخضع إلى أسلوب إدارة هذا النظام‪ ،‬فإذا‬
‫كان يتصف حسن التسيير انتعشت حركة المبادالت‪ ،‬ومساعد ذلك على التنمية االقتصادية‪ ،‬أما إذا تميز بخالف ذلك عرض النشاط‬
‫االقتصادي إلى تراجعا‪ ،‬وقد يصاب بالكساد‪.‬‬
‫وعليه فإن أي هيئة ما لديها السلطة لتنظيم هذه األداة ( النقود ) هي في الواقع تتمتع بالدور البالغ األهمية في الحياة االقتصادية ‪،‬‬
‫وهذه السلطة ليست هيكال جامدا ثمر عبره النقود‪ ،‬بل عليه إذا تنظيم نداول هذه األداة ما دامت ائير ات قوية على اإلنتاج والتشغيل‬
‫والتضخم والتوازن الخارجي كذلك لتجنبها إمكانية وقوع االختالالت االقتصادية‪ ،‬فإذا تدخلت السلطات لتعليم تداول النقود لتحقيق‬
‫أهداف معينة أو تجنب اختالالت اقتصادية سمي ذلك بالسياسة النقدية ‪ ،‬وكان االقتصادي األمريكي زعيم التطرية النقدية" ملتون‬
‫فريدمان يجد القول بأنه ال يوجد ما يسمى" بالسياسة "فكل ما تفعله الحكومات هو سياسية‪ ،‬فإذا لم تصدر نقودا فهذه سپاسية وإذا‬
‫أصدرتها فتلك سياسة أيضا‪ ،‬وهذا تعميم على كافة‪ K‬اإلجراءات التي تقوم بها الحكومة في كل الميادين المختلفة‬
‫إن مقولة تبعية السياسة النقدية للسياسة المالية لم تشع إال ردحا من الزمن‪ ،‬ساد فيه الفكر الكينزي يتعاليمه التي تدعو إلى تحقيق‬
‫مستوى عالي من التشغيل من خالل إحداث عجز في الموازنة العامة للدولة وتحويله من خالل اإلصدار الجديد وما پيره من موجات‬
‫نقدية ‪ ،‬إذ انحصر هذا الفكر ‪ -‬نظرية وتطبيقيا ‪ -‬تدريجيا ابتدتها من السبعينات‪ ،‬وبذلك تم تعيد استقاللية السياسة النقدية عن السياسة‬
‫المالية من جديد إلى الوقت الحاضر‪.‬‬
‫مع ظهور وجهة النظر المطالية بضرورة المزج بين السياستين النقدية والمالية‪ ،‬حتى يتسنى الحد من اآلثار االقتصادية السالبة‬
‫الناجمة عن المبالغة في تطبيق السياسة النقدية‪ ،‬وتحقيق قدر أكبر من الفاعلية في التأثير على وضع واتجاه النشاط االقتصادي‪ ،‬بل أن‬
‫استناد البنك والصندوق الدوليين بدرجة أكبر على السياسة النقدية عند تنه ا برامج اإلصالح االقتصادي والمالي والنقدي‬
‫برامج التثبيت والتكيف الهيكلي) في معظم الدول النامية قد جعل منها محور السياسة االقتصادية الكلية‪ ،‬وباألخص في معالجة‪K‬‬
‫مشكلتي عدم االستقرار االقتصادي والتضخم‪ .‬وفي ضوء ما سبق نالحظ أن السياسة النقدية احتلت مكان الصدارة بين السياسات‬
‫االقتصادية الكلية في نظام االقتصاد الحر‪،‬‬
‫وكون العديد من الدول النامية ما تزال حديثة العهد بعملية إدارة االقتصاد باالعتماد درجة كبيرة ‪ -‬على السياسة النقدية فإن الحاجة‬
‫تستدعي إيالء موضوع دراسة السياسة‪ K‬النقدية وفهمها أهمية كبيرة‪ ،‬وإخضاع تنفيذها للتقويم والتمحيص المستمرة حتى يتسنى‬
‫للمختصين تطويعها ونکينها مع الظروف االقتصادية واالجتماعية السائدة فيها‪.‬‬

‫‪:‬اإلشكالية‬

‫على الرغم من اختلف المدارس االقتصادية حول دور السياسة‪ K‬النقدية في تحقيق النمو االقتصادي و حدود هذا الدور إال أن هناك‬
‫اتفاق على أن السياسة النقدية ‪ -‬في مضمونها األساسي ‪ -‬هي التحكم في عرض النقود وإدارته على النحو الذي يقتضيه لتحقيق معدل‬
‫نمو حقيقي امثل ‪ ،‬مع المحافظة على استقرار األسعار‪ ،‬والحجم األمثل لمعدل النمو و ليس هو المعدل األعلى دائما‪ ،‬ولكنه المعدل‬
‫الذي ال يتعارض مع مقتضيات االستقرار النقدي‪ ،‬والذي ال يسمح إال بارتفاع طفيف وهادئ في مستوى األسعار‪ .‬من خالل ما سبق‬
‫تتضح معالم اإلشكالية التي تريد معالجتها وهي ‪:‬‬
‫ما مدى تأثير السياسة النقدية على االنتعاش االقتصادي في الجزائر ؟ التوضيح أكثر لمعالم هذه اإلشكالية طرحتنا األسئلة الفرعية‬
‫التالية‬
‫‪ -‬ما هو اإلطار النظري لسياسة النقدية وما يتعلق بأهدافها و أداوتهما ؟ ب‪ -‬ما هي أهم النظريات و النماذج الخاصة بالنمو‬
‫االقتصادي ؟ ج‪ -‬هل هناك تأثير لسياسة النقدية الجزائرية على النمو االقتصادي ؟‬
‫‪ ‬الفرضيات‪:‬‬
‫تقوم هذه الدراسة على العديد من الفرضيات والتي ستعمل على اختبار مدى صحتها من عدمه‪ ،‬كذلك من خلل تحليل هذا الموضوع‪،‬‬
‫وتمثل هذه الفرضيات في‬
‫• أظهرت التجارب العالمية وجود اختالف واضح في االعتماد على أدوات السياسة النقدية في ضوء الظروف االقتصادية الداخلية‬
‫والخارجية لكل بلد‪ ،‬وهذا يعني أن انتقاء أدوات السياسة النقدية المناسب استخدامها في ضوء هیکل وظروف االقتصاد الجزائري‪،‬‬
‫يستدعي الدراسة والتحليل العلمي لتلك األدوات‪ ،‬وتقويم نتائج تنفيذها حتى يتسنى للمختصين التعرف إلى أكثر أدوات السياسة النقدية‬
‫مالئمة لوضع االقتصاد الجزائري وأهدافه المستقبلية ‪.‬‬
‫• تتوقف فعالية السياسة النقدية على مدل تهيئة المناخ القانوني والمؤسساتي‪ ،‬وتوفر األدوات الممكنة ومرونتها في الوقت المناسب‪K‬‬
‫لتصحيح االختالالت التي يعاني منها االقتصاد‪ : .‬عمل السياسة النقدية لمعالجة المشاكل االقتصادية تختلف من بلد آلخر‪ ،‬وهذا حسب‪K‬‬
‫درجه نمائه وتطور جهازه المصري والمالي‪.‬‬
‫• تزداد فعالية السياسة‪ K‬النقدية عندما يتم التنسيق بينها وبين السياسة المالية في تحقيق األهداف االقتصادية العامة مثل النمو والتشغيل‬
‫وتوازن ميزان المدفوعات و استقرار األسعار و مكافحة‪ K‬التضخم‬
‫• قدرة السياسة النقدية على تحقيق النمو االقتصادي‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تكمن أهمية الدراسة في معرفة نوع من أنواع السياسات االقتصادية السياسة النقدية التي تقوم بها الدول من أجل الرفع من االنتعاش‬
‫االقتصادي‪ ،‬و بالتالي تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية التي تعود بالفائدة على جميع مكونات االقتصاد الوطني من مؤسسات‪ K‬و‬
‫أفراد ‪ ،‬بالحد من التضخم و البطالة و زيادة متوسط الدخل الفردي‬
‫تأتي كذلك أهمية الدراسة من واقع معرفة‪ K‬أن موضوع السياسة النقدية من المواضيع التي تم تلق أهمية من قبل الباحثين في الدول‬
‫النامية‪ ،‬مع ما تشكله تلك السياسة‪ K‬من دور فاعل في كثير من البلدان في سبيل تحقيق االستقرار االقتصادي وزيادة معدل النمو إذ تعد‬
‫الجزائر من الدول الحديثة العهد بالنظام المصري عامة‪ ،‬وانتهاج السياسات‪ K‬االقتصادية الكلية وباألخص النقدية منها‪ ،‬السيما أن إنشاء‬
‫بنك مركزي لم يتم إال في بداية السبعينيات من القرن الماضي‪ ،‬كما أن | السياسات‪ K‬االقتصادية الكلية ذات الطابع النقدي لم يتم األخذ‬
‫بما فعليا إال من منتصف التسعينيات‪ ،‬جراء التزام الحكومة بتنفيذ برنامج اإلصالح االقتصادي والمالي واإلداري‪ ،‬بالتعاون مع‬
‫صندوق النقد والبنك الدوليين‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‬
‫تتمثل أهم أهداف التي نصبوا إليها من خالل قيامنا بهذه الدراسة ‪:‬‬
‫ا‪ -‬توضيح أهمية السياسة النقدية في تحقيق أهداف السياسة االقتصادية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعرف على أهم المفاهيم و النظريات و النماذج التي عرفها الفكر االقتصادي حول السياسة النقدية و االنتعاش االقتصادي ‪.‬‬
‫ج‪ -‬البحث في العالقة التي تربط بين السياسة النقدية و االنتعاش االقتصادي ‪.‬‬
‫د معرفة مدى استحاية المؤشرات االقتصادية الكلية االقتصاد الجزائري لسياسة النقدية ‪.‬‬
‫‪ -‬ه‪ -‬تحديد العوامل والمحادثات‪ K‬المحلية والخارجية التي تؤثر في فاعلية ونجاح السياسة النقدية ‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل وتقويم مدى نجاح السياسة النقدية في الفترة (‪2014-1990‬م)‪| .‬‬
‫تحديد اطار الدراسة‪:‬‬
‫ارتأينا أن تكون الدراسة التطبيقية حول االقتصاد الجزائري ‪ ،‬من الفترة ممتدة من سنة ‪ 1990‬إلى ‪ ،2014‬فهي المرحلة التي ظهر‬
‫فيها التأثير الملموس لسياسة النقدية العتماد الدولة على االقتصاد السوق المفتوح بعدما كان موجه من طرف الدولة و يعتمد في‬
‫األساس على سياسة‪ K‬اإلنفاق الحكومي بشكل كبير أسباب اختيار الموضوع يعود اختيارنا لهذا الموضوع لعدة أسباب وهي‬
‫•عد مشكلة االعتماد ‪ -‬بدرجة كبيرة ‪ -‬على أدوات السياسة النقدية في ظل محدودية‬
‫الوعي االجتماعي والنادي الكبير في مستوى التنمية االقتصادية واالجتماعية وضعف دور الجهاز المصري في النشاط االقتصادي‪،‬‬
‫ومحدودية الخبرة في انتهاج السياسة‪ K‬النقدية وتقويمها من المشاكل التي تواجه الجزائر‪ ،‬وهذا يفرض إجراء العديد من الدراسات‬
‫التحليلية والعلمية للسياسة‪ K‬النقدية وتعليقاتها في واقع األقتصاد الجزائري |‬
‫• كون االنتعاش االقتصادي الشغل الشاغل و الهدف األساسي لمختلف السياسات‪ K‬التي تضعها الدول‬
‫• األزمة المالية الحالية ولجوء الدول الى السياسة النقدية بضخ المزيد من الكتلة النقدية في االقتصاد و معرفة مدى نجاح هذه‬
‫السياسية إبراز أهمية السياسة النقدية في الدفع باالنتعاش االقتصادي ومعرفة مخاطر إهمال هذا النوع من السياسات‪ K‬على االقتصاد‬
‫مثل االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫منهجية البحث‪:‬‬
‫ولإلجابة عن أسئلة الدارسة و اإللمام جميع جوانبها واختبار صحة الفرضيات اعتمدنا على بعض الناجح منها ‪ :‬المنهج االستقرائي ‪:‬‬
‫عن طريق استقراء الدراسات و األبحاث و الكتب و الدورات باللغة العربية و األجنبية السابقة و تصفح المواقع االلكترونية التي‬
‫عالجت الموضوع أو جزء منه‬
‫منهج التحليلي الوصفي ‪ ،‬بهدف تحليل البيانات التي تحتوي على مشكل الدراسة ‪ ،‬وفي هذا اإلطار تعتمد على بيانات بنك الجزائر و‬
‫الديوان الوطني لإلحصائيات الوكالة الوطنية لتطوير االستماره مع االستفادة من مختلف أدوات التحليل االقتصادي والقياسي‪ ،‬بما‬
‫يكفل دراسة وتحليل كافة ‪ .‬البيانات المالية والنقدية واالقتصادية المتاحة في فترة الدراسة‪ ،‬بهدف تحديد العوامل التي تحكم وضع‬
‫االقتصاد الجزائري وتحديد اتجاهاته‪ ،‬ودور أدوات السياسة النقدية في ذلك‪ ،‬بغرض الوصول إلى تحديد التوليفة المناسبة من‬
‫السياسات النقدية لتحقيق االستقرار والنمو االقتصاديين وشروط ومقومات نجاح تنفيذها وآلية تطبيقها‪.‬‬
‫‪ :‬محتويات الدراسة‪:‬‬
‫بعد مشكلة االعتماد ‪ -‬بدرجة كبيرة ‪ -‬على أدوات السياسة النقدية في ظل محدودية | الوعي االجتماعي والتدني الكبير في مستوى‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية وضعف دور الجهاز المصرفي في النشاط االقتصادي‪ ،‬ومحدودية الخيرة في انتاج السياسة النقدية‬
‫وتقويمها من المشاكل التي تواجه الجمهورية اليمنية‪ ،‬وهذا يفرض إجراء العديد من الدراسات التحليلية والعلمية للسياسة النقدية‬
‫وتطبيقاتها في الجمهورية اليمنية‬
‫لذلك سيتم تناول الموضوع على النحو اآلتي‪:‬‬
‫تحتوي الدراسة على مقدمة عامة تتبعها فصلين نظريين حيث خصص الفصل األول عموميات للجانب النظري للسياسة النقدية و‬
‫عموميات حول االنتعاش االقتصادي أما الفصل الثاني فخصصناه لتأثير السياسة النقدية على اقتصاد الجزائر کموضوع الدراسة من‬
‫سنة ‪ 1990‬إلى ‪. 2014‬‬
‫وتنتهي الدراسة باستخالص أهم النتائج التي تم التوصل إليها‪ ،‬والمقترحات األساسية لزيادة كفاءة تطبيق السياسة النقدية في االقتصاد‬
‫الجزائري ‪..‬‬
‫تمهيد ‪:‬‬
‫تعتبر السياسة النقدية أحد الركائز األساسية التي تقوم عليها السياسية االقتصادية‪ ،‬حيث يتم استخدامها لتحقيق أهداف هذه األخيرة ‪،‬‬
‫لقيام البنك المركزي بإتباع استراتيجية معينة من خالل استخدام مختلف األدوات المتاحة ألجل بلوغ األهداف المنشودة و المسطرة‬
‫السياسية االقتصادية‪ .‬من خالل هذا الفصل سوف نتطرق إلى مفهوم السياسة النقدية بشكل عام ‪ ،‬حيث قسم هذا الفصل إلى أربعة‬
‫مباحث ‪ ،‬األول يتناول مفهوم السياسة النقدية ‪ ،‬سنتطرق فيه إلى تعريفها ‪ ،‬ثم األهداف األولية و الوسطية للسياسة النقدية ‪ ،‬فمناقشة‬
‫األهداف النهائية المعروفة بالمربع السحري لكالدور‪ ،‬ومن خالل المبحث الثاني سنتطرق إلى السياسة النقدية في الفكر االقتصادي‬
‫(التحليل الكالسيكي و النيوكالسيكي و التحليل الكينزي) و في المبحث الثالث سنتناول أدوات السياسة النقدية بنوعيها الكمية (غير‬
‫مباشرة) و الوسائل النوعية المباشرة) ‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم السياسة النقدية من خالل هذا البحث سيتم تسليط الضوء على ماهية السياسة‪ K‬النقدية و ذلك بالتطرق إلى تعريفها‬
‫و اإلستراتيجية الحديثة التي تقوم عليها‪ ،‬ثم األهداف األولية و الوسيطية هذه السياسة بعدها تتم مناقشة األهداف النهائية المعرفة‬
‫بالمربع السحري المتمثلة في تحقيق االستقرار في المستوى العام لألسعار ‪ ،‬التشغيل الشام ‪ ،‬تحقيق معادالت عالية من النمو‬
‫االقتصادي وتحقيق التوازن في ميزان المدفوعات‪ .‬المطلبه األول رعاية السياسة النقدية‬
‫من خالل هذا المطلب نحاول التعرض لماهية السياسة النقدية من خالل مختلف التعريفات التي أطلقها االقتصاديون‪ ،‬ثم استعراض‬
‫اإلستراتيجية الحديثة التي تقوم عليها‬
‫‪ 1‬تعريف السياسة النقدية ‪:‬‬
‫تنوعت و اختلفت تعاريف السياسة النقدية من مدرسة إلى أخرى ‪ ،‬إال أنها تلتقي كلها في العناصر المكونة للسياسة ‪ ،‬و هي‬
‫اإلجراءات المتخذة من طرف الهيئة المصدرة و األهداف النهائية المرحو تحقيقها وهذه مجموعة من التعاريف المختلفة للسياسة‬
‫النقدية‪:‬‬

‫يعرفها ‪ GEORGE PARENTE‬على أنها مجموعة التدابير المتحدة من قبل السلطات النقدية قصد إحداث أثر على االقتصاد و من‬
‫أجل ضمان استقرار أسعار الصرف‬
‫‪.‬و عرفها ‪ EINAIG‬بأنها تشمل على جميع القرارات واإلجراءات النقدية بصرف النظر عما إذا كانت أهدافها تقادية ‪ ،‬وكذلك جميع‬
‫اإلجراءات غير النقدية التي تدفع إلى التأثير في النظام النقدي‪. . 1‬‬

‫و يعرفها ‪ Kent‬على أنها مجموعة الوسائل التي تتبعها اإلدارة النقدية لمراقبة عرض النقد يهدف بلوغ هدف اقتصادي‪ ،‬تهدف‬
‫االستخدام الكامل ومن خالل التعاريف السابقة يمكن إعطاء تعريف شامل للسياسة النقدية‪ ،‬بأنها مجموعة اإلجراءات و القرارات التي‬
‫تقوم بها السلطات النقدية ‪ ،‬للتأثير على المتغيرات النقدية و سلوك األعوان االقتصاديين لتحقيق األهداف االقتصادية المسطرة‪.‬‬
‫‪ 1 . 1‬إستراتيجية السياسة النقدية الحديثة ‪ :‬استخدام البنك المركزي استراتيجيات عاليادة تطورت بمرور الوقت‪ ،‬إلى أن وصلت‬
‫اليوم إلى ما يعرف باإلستراتيجية الحديثة ‪ ،‬حيث تعتمد هذه اإلستراتيجية على استخدام األهداف األولية و األهداف الوسطية للوصول‬
‫إلى األهداف النهائية‪ ،‬باستخدام األدوات المالئمة لكل هدف‪.‬‬
‫حيث أدى ارتفاع معدالت التضخم في الدول الصناعية الكبرى منذ النصف الثاني من الستينات‪ ،‬حيث توصلت هذه الدول إلى التغير‬
‫في معدل النمو النقدي سيؤدي حتما إلى التغير في كل من مستوى األسعار و الناتج‪ ،‬وهو ما يؤثر على سير النشاط االقتصادي وبهذا‬
‫فقد تم التوجه إلى استخدام المحاميع النقدية كهدف التحكم في السياسة النقدية بدال من سعر الفائدة الذي كان سائد قيل هذه المرحلة‪ .‬و‬
‫هكذا قامت اإلستراتيجية الحديثة لسياسة النقدية بوضع هدف يتمثل في معدل نمو سنوي الكتلة النقدية ‪ ،‬و بناءا على اتجاه و درجة‬
‫الفرق بين األهداف و التقديرات ترفع أو خفض معدل المحاميع النقدية ‪ ،‬و بالتالي التحكم في نمو العرض النقدي‪ ،‬و يقوم البنك‬
‫المركزي بالتحكم في معدل الفائدة على األرصدة النقدية لدى البنوك لكن هذه اإلجراءات لم تؤدي دورها ولم تلق نجاحا كبيرا‪ ،‬و‬
‫تعرضت النتقادات عديدة بسبب فقدان التحكم في أسعار الفائدة و فقد السيطرة على العرض النقدي و لذلك تم تزويدها بإجراءات‬
‫جديدة منها‪: :‬‬
‫توسيع الهامش‪ K‬الذي يسمح فيه لمعدل الفائدة بالتقلبات ضمنة‪: .‬‬
‫استخدام مجموعة احتياطات البنوك كهدف أولي لضبط مجموع األحتباطات و العرض النقدي‪،‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬األهداف األولية والوسطية‪:‬‬
‫تسعى السياسة النقدية إلى تحقيق بمجموعة من األهداف المختلفة و التي تنقسم إلى أهداف أولية ووسطية لتحقيق األهداف النهائية ‪،‬‬
‫ومن هنا نتطرق إلى األهداف األولية و الوسطية‬
‫‪ - 1‬مجمعات االحتياطات النقدية ‪ :‬تعرف القاعدة النقدية على أنها األصول التي يمكن استخدامها في المعامالت‪ K،‬و تكون من مزاوية‬
‫استخداماتها من العملة في التداول و االحتياطي النقدي لدى البنوك المركزية و فيما يخص المجمع االحتياطي األكثر فعالية و سهولة‬
‫فبقي الجدل قائما حوله نظرا ألن هذه الفاعلية تتعلق بالتجربة و ليس بالتنظير فقط ‪ ،‬و كذا پذي تحكم السلطات النقدية في الفحاميع‪،‬‬
‫( النقود المتداولة ‪ -‬الودائع ‪ -‬االحتياطات المصرفية)‪.‬‬
‫‪ 2-‬ظروف سوق النقد‪:‬‬
‫تكون هذه المجموعة من االحتياطات الحرة‪ ،‬معامل األرصدة ‪ ،‬و أسعار الفائدة األخرى التي يمارس عليها البنك المركزي وقاية‬
‫قوية‪ ،‬و نعني بظروف السوق النقد عموما قدرة المفترضون و مواقفهم السريعة أو البطيئة في معدل نمو اإلتمان و مامی ارتفاع أو‬
‫انخفاض من أسعار الفائدة و شروط اإلقراض األخرى فيما يخص االحتياطات الحرة فإنها تمثل االحتياطات الفائضة للبنوك لدى‬
‫البنك المركزي مطروحا منها االحتياطات التي اقترض منها هذه البنوك من البنك المركزي‪ ،‬و تسمى ضافي االفتراض‪ ،‬وقد‬
‫استعملت ظروف سوق النقد كأرقام قياسية مثل معادالت الفائدة على أذونات الخزانة و األوراق التجارية ‪ ،‬معدل الفائدة الذي تفرضه‬
‫البنوك على العمالء ‪ ،‬و معدل الفائدة على قروض البنوك فيما بينها ‪:‬‬
‫‪ -3‬األهداف الوسطية ‪ :‬تعرف بأنها المتغيرات النقدية المراقبة من طرف السلطة النقدية ‪ ،‬و التي من خالل ضبطها مكن الوصول‬
‫إلى األهداف النهائية المستوى المناسب لإلنتاج و الدخل و تتمثل فوائد األهداف الوسيطة في أنحا متغيرات نقدية يمكن للبنوك‬
‫المركزية التأثير عليها كم أنها تعتبر بمثابة إعالن اإلستراتيجية السياسة النقدية ‪ ،‬و يشترط في األهداف الوسيطة أن تعكس شكل جيد‬
‫األهداف النهائية المتوحاة و أن تكون قابلة للضبط من طرف البنك المركزي‪ ،‬كما يجب أن تكون واضحة و سهلة اإلستعاب‪ K‬من‬
‫طرف الجمهور‪ ،‬و تمثل األهداف الوسطية في ‪:‬‬
‫مستوى معدل الفائدة ‪:‬‬
‫ويتعلق تحديد معدالت الفائدة ينمو الكتلة التفقدية‪ ،‬كما يعتبر من أهم محددات سلوك العائالت و المستثمرين فيما يخص االدخار و‬
‫االستثمار‪ ،‬لذا يجب على السلطات العامة االهتمام بتقلبات معدالت الفائدة‪ ،‬و المشكل المطروح هنا هو كيفية تحديد المستوى األمثل‬
‫لهذه المعدالت خاصة و أنه يتأثر معادالت‪ K‬الفائدة السائدة في الخارج في ظل اقتصاد السوق‪ ،‬إلى جانب عرض و طلب رؤوس‬
‫األموال و كذا ارتباطه بالسياسة النقدية للدولة‪ ،‬هذه األخير التي يجب عليها أن تعمل على إبقاء تغير معادالت الفائدة ضمن هوامش‬
‫غير واسعة نسبيا‪ ،‬تحقق التوازن في األسواق و تتفادى وقوع ضغوط تضخمية أو كساد وهناك عدة أنواع من معدالت الفائدة من‬
‫بينها‬
‫المعدالت الرئيسية ‪ :‬و هي معدالت التي تقترض بها البنوك التجارية من البنك المركزي‪ ،‬و يسند إليها في تحديد ميعادالت اإلقراض‬
‫بين البنوك‬
‫معدالت السوق النقدي‪ :‬يتم على أساسها‪ K‬تداول األوراق المالية قصيرة األجل و القابلة للتداول ‪ ،‬کسندات الخزينة و شهادات‪ K‬اإليداع‪.‬‬
‫معدالت التوظيف في األجل القصير الحسابات على الدفاتر ‪.‬‬
‫المعدالت المدنية ‪ :‬و هي التي تطبق على القروض الممنوحة ‪:‬‬
‫سعر صرف النقد مقابل العمالت األخرى‪ :‬يعتبر سعر الصرف النقدي مؤثر هام على األوضاع االقتصادية للبالد‪ ،‬حيث يكون هدف‬
‫للسلطة النقدية ‪ ،‬و يعمل انخفاض سعر الصرف على تحسين وضعية ميزان المدفوعات لكنه في المقابل يشجع الضغوطات‬
‫التضخمية‪ ،‬أما في حالة ارتفاع سعر الصرف فهذا يفرض ضغطا‬
‫‪ -4‬القطاع المالي ‪ :‬يؤدي هذا القطاع دورا مهما في االقتصاد لما يقوم من توفير األموال الالزمة لتمويل المشروعات االقتصادية ‪،‬‬
‫حيث أن القطاع المالي يتلقى الودائع و يقوم باإلقراض‪ ،‬و يتولى البنك المركزي إدارة السياسة النقدية‬
‫كما أن القطاع المالي الخاص يقترض من الجهاز المصري إما قروضا لالستهالك أو لالستثمار أو لالستغالل‪ ،‬كما يودع موارده‬
‫المالية لدى قطاع المالي الخاص أو العام ‪ ،‬و هذا يحتاج واضع السياسة النقدية في أي بلد سواء متقدمية أو متخلفة إلى معلومات‬
‫تتعلق معامالت هذا القطاع الذي له صلة كبيرة يعرض النقود‪| .‬‬
‫‪ -5‬القطاع الخارجي‪ :‬أصبحت اقتصاديات العالم مرتبطة ببعضها البعض‪ ،‬و هكذا تزايدت الحاجة إلى القطاع الخارجي للتبادل‬
‫التجاري‪ ،‬و يؤدي هذا التبادل إلى تدفقات رأس مالية بالنسبة للمصدرين‪ ،‬كما يسرب أموال خارج البالد في حالة الواردات‪ ،‬و في‬
‫كلتا الحالتين سيكون هناك تأثير مهما على النشاط االقتصادي للدولة إما بزيادة عرض النقود في حالة زيادة الصادرات عن الواردات‬
‫أو بانخفاض عرض النقود في حالة العكسية‪.‬‬
‫و خالصة لما سبق ذكره ترتبط هذه القطاعات مع بعضها البعض من خالل دخولها في تعامالت و مبادالت سواء كان ذلك في سوق‬
‫العمالة أو سوق السلع و الخدمات أو أسواق المال‪ ،‬علما أن أداة التداول في هذه األسواق هي النقود و بالتالي فإن أثر السياسة النقدية‬
‫سيكون واضحا في هذه األسواق من خالل تأثيرها على الكتلة النقدية ‪.‬‬
‫انكماشيا ‪ ،‬مما يؤدي إلى خروج بعض المؤسسات‪ K‬غير القادرة على التأقلم و بالتالي انخفاض في مستويات النمو لذلك تعمل السلطات‬
‫النقدية على استقرار سعر الصرف لضمان استقرار وضعية البالد اتجاه الخارج ‪ ،‬عن طريق ربط عمالئما يعمالت‪ K‬قوية قابلة‬
‫للتحويل‪ ،‬و الحرص على استقرار سعر الصرف العمالئها‪ ، K‬لكن رغم ذلك فإن موجات المضاربة الشديدة على العمالت‪ K‬الصعب‬
‫السيطرة و التحكم في هذا الهدف‪.‬‬
‫‪ .‬المجمعات‪ K‬النقدية ‪ :‬هي عبارة عن مؤثرات الكمية النقود المتداولة و التي تعكس قدرة األعوان الماليين المتقدمين على األنفاق و‬
‫بالنسبة للتقدين فإن تثبیت معدل نمو الكتلة النقدية في مستوى قريب من معدل نمو اإلنتاج يعثير الهدف الرئيسي للسياسة النقدية و ذلك‬
‫لعدة مزايا أهمها‪:‬‬
‫أ‪ .‬تفادي حدوث عدم استقرار من جانب عرض النقود‬
‫ب‪ .‬التقليل من االضطرابات الناجمة‪ K‬عن مصادر غير المعرض النقدي ‪.‬‬
‫ج‪ ،‬ضمان الثبات النسبي لمستوى األسعار على المدى الطويل‬
‫‪ -‬و يرتبط عدد المجمعات‪ K‬النقدية الطبعة االقتصاد و كذا درجة تطور الصناعة المصرفية و المنتجات المالية‪ ،‬و تعير هذه المجمعات‪K‬‬
‫گمصادر معلومات عن وتيرة نمو مختلف السيوالت‪ .‬و تكون المجمعات النقدية عموما ‪L , M3 , M2 , M1‬‬

‫حيث ‪ . M1.‬النقد المتداول ‪ +‬الشيكات السياحية ‪ +‬الودائع تحت الطلب‪.‬‬

‫‪ M1 : M2 +‬الودائع للفترة القصيرة الودائع االدخارية حسابات ودائع سوق النقد أسهم صناديق سوق النقود التعاونية ‪.‬‬

‫و‪ M2: M3 +‬الودائع طويلة األجل اتفاقيات إعادة الشراء احتياطات ومقیاس‬

‫و يشمل ‪ a +M3‬أذونات الحزينة قصيرة األجل‪ +‬األوراق التجارية مستندات التوقير ‪ -‬القبوالت البنكية‬
‫و المشكل الذي يبقى مطروحا هو عن أي المجمعات‪ K‬النقدية التي يمكن ضبطها بسهولة و بدون غموض أو تعقيد‪ ،‬لكن المالحظ أن‬
‫المجمع النقدي الموسع هو‪ M3‬الذي أصبح يجذب البنوك المركزية في كال الدول المتقدمة و التامية المسلم الثالجه األهدافه النسائية‬
‫للسياسة النقدية تعشير األهداف األولية و الوسطية في اإلستراتيجية الحديثة للسياسة النقدية أدوات مساعدة التحقيق األهداف النهائية‬
‫للسياسة النقدية و تعرف هذه األهداف اختصارا بالمربع السحري الكالدور ‪ ،‬و المتمثلة في تحقيق االستقرار في المستوى العام‬
‫لألسعار العمالة الكاملة تحقيق معدالت عالية من النمو االقتصادي و تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫‪ -1‬تحقيق االستقرار في المستوى العام لألسعار ‪ :‬يجمع االقتصاديون في الوقت الحاضر على أن الهدف الرئيسي للسياسة النقدية‬
‫ينبغي أن يكون هو الحفاظ على استقرار األسعار و على القدرة الشرائية للعملة المحلية‪ ،‬و يعني هذا أن التضخم ينبغي أن يظل‬
‫منخفضا كأن يتراوح مثال بين ‪ %1‬و‪ % 4‬سنويا و أن تلتزم الحكومة بعدم تطبيق سياسات تمويل العجز عن طريق زيادة المعروض‬
‫النقدي‪ ،‬حيث أنه في حالة عدم التأكد من تقلبات أسعار السلع و الخدمات هذا يؤثر سلبا على االستقرار و النمو االقتصادي‪ ،‬و بالتالي‬
‫يصعب التخطيط لسياسة النقدية‬
‫‪ 2-‬العمالة الكاملة ‪ :‬و يعتبر هذا الهدف مهما لسببين‪ ،‬السبب األول يتمثل في أن معدل البطالة المرتفع بسبب مشاكل اجتماعية‪،‬‬
‫فتصبح العائالت تواجه مشاكل مالية حقيقية‪ ،‬و السبب الثاني يتمثل في أن معدل بطالة مرتفع يضيع لالقتصاد عناصر إنتاج تتمثل في‬
‫اليد العاملة غير المستغلة‪ ،‬و التي مورد اقتصادي هام و لمحاربة البطالة و تحقيق هدف التشغيل الكامل يجب أن تمس إجراءات‬
‫السياسة النقدية تنشيط االقتصاد لزيادة االستثمار و بالتالي زيادة العمالة‪ ،‬إلى جانب تنشيط الطلب الفعال‬
‫‪ -3‬تحقيق معدالت عالية من النمو االقتصادي‪ : ‬يلعب النمو االقتصادي الهدف الرئيسي للسياسة النقدية ‪ ،‬حيث يتوقف على عدة‬
‫عوامل معظمها‪ K‬ليست في متناول سياسة االقتصاد الكلي ‪ ،‬و يمكن للسياسة النقدية التأثير على عامل مهم من هذه العوامل و مثمثل‬
‫في االستثمار و ذلك عن طريق العمل على تحقيق سعر فائدة حقيقي منخفض إلى حد ما‪ ،‬طبعا دون أن يكون هذا سببا في إحداث‬
‫تضخم و إال كانت النتيجة عكسية و يرتبط هذا الهدف باألهداف النهائية األخرى للسياسة النقدية ‪ ،‬خاصة هدف التشغيل الكامل‪ ،‬حيث‬
‫أن النمو االقتصادي يكون سبب في امتصاص الفائض من عمالة إلى جانب أن استقرار األسعار وتحسن میزان المدفوعات عامالن‬
‫أساسيان لنمو االقتصادي‬
‫‪ 4-‬تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات‪ :‬يعرف ميزان المدفوعات بأنه بيان إحصائي بلخ بطريقة منهجية العامالت‪ K‬االقتصادية‬
‫لالقتصاد ما مع بقية العالم في فترة محادثة يكون هذا لميزان في صالح البلد عندما تكون إيراداته أكبر من نفقائه للعالم الخارجي و‬
‫سعی كل الدول إلى جعل هذا الميزان لصالحها بحالف المحافظة على مخزونها الذهبي و احتیاطانهما‪ K‬ال من العملة الصعبة ‪1‬‬
‫ففي حالة حدوث عجز في ميزان المدفوعات ‪ ،‬يمكن للسياسة النقدية عالج هذا العجز عن طريق قيام البنك المركزي يرفع سعر‬
‫إعادة الخصم ‪ ،‬الذي يدفع بالبنوك التجارية إلى رفع أسعار الفائدة على القروض التي ينجم عنها تقليل حدة االئتمان و الطلب المحلي‬
‫على السلع و الخدمات‪ ،‬و بالتالي انخفاض المستوى العام لألسعار داخل الدولة مما يشجع الصادرات المحلية و يقلل الطلب على‬
‫السلع األجنبية‪ ،‬كما أن ارتفاع أسعار الفائدة داخليا يجلب المزيد من رؤوس األموال مما يساعد على معايية العجز في ميزان‬
‫المدفوعات‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬المعلومات الالزمة لوضع السياسة النقدية‪:‬‬
‫إنه من البديهي بأن تحتاج السلطات النقدية للعديد من المعلومات المهمة‪ K‬و التي تتعلق بعدد من الوحدات و ذلك قصد وضع و إدارة و‬
‫تقييد السياسة النقدية المناسبة ‪ ،‬ومن خالل هذا المطلب سوف تحاول التطرق إلى كل وحدة على حدى‬
‫‪ 1‬القطاع الحكومي ‪ :‬يحتاج واضع السياسة‪ K‬النقدية الى معلومات من القطاع الحكومي الذي يزال يشغل حيزا هاما في االقتصاد على‬
‫الرغم من تنامي دور اقتصاد السوق إال أن دور القطاع الحكومي يبقى عامال أساسيا في توجيه و تحريك االقتصاد و دلك انطالقا من‬
‫رسم السياسات االقتصادية و القيام بتنفيذها فقطاع الحكومة يؤثر على السياسة النقدية عن طريق اإلنفاق العام ‪ ،‬خاصة الدعم أو‬
‫اإلعالنات التي نقدمها الدولة إلى بعض األفراد لعالج باالقتراض من األفراد و المشروعات المختلفة و من الجهاز المصري ‪ ،‬كما‬
‫نقوم أيضا بعملة اإلقراض باإلضافة إلى من القوانين و التشريعات المختلفة و المؤثرة في الواقع األقتصادي‬
‫‪-2‬القطاع العائلي‪ :  ‬يقصد به قطاع األسر المستهلكة أو قطاع المتفقين على االستهالك ‪ ،‬فهذا القطاع يحصل على الدخول النقدية من‬
‫بيع خدمية عناصر اإلنتاج القطاع األعمال‪ ،‬كما أن قطاع العائالت پنوم باالدخارات وال ينتج عنها انخفاض في اإلنفاق الكلي إذ تحول‬
‫بواسطة الجهاز المصري إلى قطاع األعمال لزيادة اإلنفاق االستثماري و پذلك يحتاج واضعو السياسة‪ K‬النقدية إلى دراسة سلوك‬
‫أصحاب االدخار و كمية الودائع لهذا القطاع‬
‫‪ -3‬قطاع األعمال‪ : ‬يتأثر قطاع األعمال العام أو الخاص بتوجيهات‪ K‬الدولة و قوانينها ‪ ،‬ويؤثر على سياسة النقدية | بوجهين‪ ،‬األول‬
‫عن طريق االستثمار فيقوم بالطلب على النقود و هذا حسب معدالت‪ K‬الفائدة‪ ،‬أما الوجه الثاني فهو اإلنتاج حيث يؤثر على وضع قطاع‬
‫العالم الخارجي بالزيادة في حالة الصادرات‪ ،‬و باالنخفاض في حالة الواردات استيراد مواد أولية مثال)‪.‬‬
‫‪ 4-‬القطاع المالي ‪ :‬يؤدي هذا القطاع دورا مهما في االقتصاد لما يقوم من توفير األموال الالزمة لتمويل المشروعات االقتصادية ‪،‬‬
‫حيث أن القطاع المالي يتلقى الودائع و يقوم باإلقراض‪ ،‬و يتولى البنك المركزي إدارة السياسة النقدية‬
‫كما أن القطاع المالي الخاص يقترض من الجهاز المصري إما قروضا لالستهالك أو لالستثمار أو لالستغالل‪ ،‬كما يودع موارده‬
‫المالية لدى قطاع المالي الخاص أو العام ‪ ،‬و هذا يحتاج واضع السياسة النقدية في أي بلد سواء متقدمية أو متخلفة إلى معلومات‬
‫تتعلق معامالت هذا القطاع الذي له صلة كبيرة يعرض النقود‪| .‬‬
‫‪ 5-‬القطاع الخارجي أصبحت اقتصاديات العالم مرتبطة ببعضها البعض‪ ،‬و هكذا تزايدت الحاجة إلى القطاع الخارجي للتبادل‬
‫التجاري‪ ،‬و يؤدي هذا التبادل إلى تدفقات رأس مالية بالنسبة للمصدرين‪ ،‬كما يسرب أموال خارج البالد في حالة الواردات‪ ،‬و في‬
‫كلتا الحالتين سيكون هناك تأثير مهما على النشاط االقتصادي للدولة إما بزيادة عرض النقود في حالة زيادة الصادرات عن الواردات‬
‫أو بانخفاض عرض النقود في حالة العكسية‪.‬‬
‫و خالصة لما سبق ذكره ترتبط هذه القطاعات مع بعضها البعض من خالل دخولها في تعامالت و مبادالت سواء كان ذلك في سوق‬
‫العمالة أو سوق السلع و الخدمات أو أسواق المال‪ ،‬علما أن أداة التداول في هذه األسواق في التنقود و بالتالي فإن أثر السياسة النقدية‬
‫سيكون واضحا في هذه األسواق من خالل تأثيرها على الكتلة النقدية ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬النظريات النقدية في الفكر االقتصادي‪ :‬النظرية النقدية في محاولة شرح الدور الذي يمكن أن تؤديه النقود في تحديد‬
‫مستوى النشاط االقتصادي في بالد ما‪ ،‬و تحديدا تبحث في أثر عرض النقود و الطلب عليها و تأثيرها على األسعار و معدالت الفائدة‬
‫و اإلنتاج و التشغيل و قد أحدث دور النقود جدال واسعا بين االقتصاديين سواء من الناحية النظرية أو العملية‪ ،‬و فيما يلي نستعرض‬
‫ألهم النظريات النقدية‬
‫المطلب األول ‪ :‬النظرية النقدية الكالسيكية ‪ :‬قامت‪ K‬النظرية على مجموعة من الفرضيات و التي على أساسها ثم بناء معادلة التبادل‬
‫('‪) Fisher‬ومعادلة األرصدة النقدية المعروفة بمعادلة ( ‪) Cambridge‬‬

‫‪.‬ثبات حجم المعامالت‪ ،‬أي أن حجم المعامالت و مست وی نشاط االقتصادي يتم تحديده بعوامل موضوعية و أن النقود ليس‬ ‫‪-‬‬
‫لها أي تأثير في تحقيق التوازن االقتصادي فهي وسيلة للمبادلة فقط و دورها محايد في االقتصاد‬
‫مرونة األجور و األسعار‬ ‫‪-‬‬

‫االقتصاد يتوازن عند مستوى التشغيل الكامل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وجود عالقة سببية التغيير في المستوى العام لألسعار تابع‬ ‫‪-‬‬

‫التغير في كمية النقود‬ ‫‪-‬‬

‫کمتغير مستقل و ثبات سرعة دوران النقود على المدى القصير‬ ‫‪-‬‬

‫و لقد كانت هناك محاوالت كثيرة لشرح و تفسير هذه النظرية أو ما يعرف بالنظرية الكمية و من أشهرها معادلة ‪ Fisher‬ومحاولة‬
‫‪ Marshall‬التي استندت إلى فكرة التفصيل النقدي ‪.‬‬

‫‪ 1‬معادلة التبادل ‪ ) )FISHER‬يعتبر ‪ Fisher‬رائد النظرية الكمية في النقود‪،‬و الذي أعطى لتلك النظرية صياغتها الحديثة األكثر‬
‫اكتماال من خالل معادلته‪ +‬المشهورة بمعادلة التبادل‪ ،‬التي تفسر العالقة بين كمية النقود و بين المستوى العام لألسعار‪ ،‬و صياغة هذه‬
‫معادلة رياضيا كانت كما يلي‪:‬‬

‫‪M.V=TP‬‬

‫‪ :P‬المستوى العام لألسعار وهو متغير تابع‬

‫‪ : M‬كمية النقود وهو متغير مستقل‬

‫‪ :IT‬حجم المبادالت (ثابت)‪.‬‬

‫‪ :V‬سرعة دوران النقود (ثابت)‪.‬‬

‫ومن المعادلة نستنتج أنه كلما تغيرات كمية النقود‪ ،‬تغير المستوى العام لألسعار بنفس االتجاه‪ ،‬طبعا مع شرط ثبات كل من كمية‬
‫الميادالت و سرعة دوران النقود‬
‫‪ -2‬معادلة األرصدة النقدية معادلة (‪ : )Cambridge‬صيغة هذه المعادلة من ط‪KK‬رف االقتص‪KK‬ادي االيط‪KK‬الي الفري‪KK‬د مارش‪KK‬ال ‪ ،‬إذ ق‪KK‬دم‬
‫صباغة أخرى للطلب على النقود و تستند أيضا إلى نظرية كمية النقود و صيغت على النحو التالي‪:‬‬
‫‪M=K.P.Y‬‬
‫حيث استبدل ‪( T‬حجم المبادالت) ب ‪.Y‬و الذي يمثل كمية السلع والخدمات‪ K‬النهائية المنتجة خالل مدة زمنية معينة ‪.‬‬
‫وتختلف هذه المعادلة عن معادلة ‪ Fisher‬بمفهوم ‪ K‬و الذي هو في الحقيقة يساوي ( ‪ )1‬و يمثل ا في معادل‪KK‬ة فيش‪KK‬ر الرغب‪KK‬ة في إنف‪KK‬اق‬
‫النقود أي عدد مرات إنفاق الوح‪KK‬دة النقدي‪K‬ة خالل الس‪KK‬نة‪ ،‬في حين ‪ K‬يمث‪KK‬ل الوح‪KK‬دة التقادي‪K‬ة ال‪K‬تي يحتف‪KK‬ظ به‪KK‬ا الف‪KK‬رد خالل الس‪KK‬نة تعت‪K‬بر‬
‫النظرية النقدية الكالسيكية خطوة مهمة في التحليل النقدي‪ ،‬نظرا لألفكار المهمة‪ K‬التي جاءت ما گالشبيه إلى خطورة اإلفراط النق‪KK‬دي و‬
‫نسيه في خلق الموجات التضحية باالرتفاع الكبير في األس‪KK‬عار‪ ،‬إلى ج‪KK‬انب تبي‪KK‬ان أهم التفص‪KK‬يل النق‪KK‬دي و أث‪KK‬ره على االقتص‪KK‬اد‪ ،‬لكن و‬
‫ككل نظرية لم تخل النظرية الكالسيكية من انتقادات بسبب عدم واقعية بعض فرضها نما‪ ،‬ومن أهم هذه الفرضيات نذكر‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تفترض النظرية أن المستوى العام لألسعار متغير تابع للتغير في كمية النق‪KK‬ود‪ ،‬ومن‪KK‬ه ال يمكن لألس‪KK‬عار أن تتغ‪KK‬ير نتيج‪KK‬ة لعوام‪KK‬ل‬
‫أخرى‪ ،‬و هذا غير صحيح‪ ،‬فقد تتغير ألسباب أخرى مثل فشل موسم زراعي ‪ ،‬ارتفاع تكاليف اإلنتاج‪...‬‬
‫ب ‪ -‬عدم صحة افتراض ثبات سرعة النقود‪ ،‬حيث ذلك غير واقعي‪ ،‬و دلت البيانات عن االقتصاد األمريكي أن س‪KK‬رعة دوران النق‪KK‬ود‬
‫تنقلب في األحل القصير بدرجة غير تالية ‪.‬‬
‫ت ‪ -‬لم تأخذ بعين االعتبار عدة متغيرات هامة كمعدل الفائدة‬
‫ث ‪ -‬عدم واقعية افتراض ثبات الحجم الحقيقي لإلنتاج الذي يستند إلى افتراض حالة التوظيف الكامل ‪-‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬النظرية النقدية المغرية‪.‬‬
‫تعد النظرية الكنزية بمنزلة ثورة حقيقية في القطاعين النقدي و االقتصادي ففي الوقت الذي تؤمن فيه النظرية الكالسيكية يحيادية‬
‫النقود‪ ،‬تقوم النظرية الكينزية على أساس أهمية الدور الذي تلعبه النقود في االقتصاد‪ ،‬بمعنى أن التغير في كمية النقود يؤثر بالتبعية‬
‫في المتغيرات االقتصادية سواء العمالة و اإلنتاج و االستهالك االدخار ‪ ،‬االستثمار‪ ،‬و بالتالي يؤثر في الوضع االقتصادي ككل‪.‬‬
‫كما أن كينز يعتبر أن السياسة المالية أكثر فعالية و تأثيرا في حل المشكالت االقتصادية إال أنه أفر للسياسة‪ K‬النقدية يلعب دور المساعد‬
‫و يعود تأكيده على دور السياسة النقدية إلى جانب السياسة المالية إليمانه على خالف الكالسيك بأن للنقود وظيفة أخرى مهمة على‬
‫غرار التبادل ‪ ،‬و إنما هي مخزن للقيمة جاعال النقود الدور المحرك في التغير االقتصادي من خالل الدخل و اإلنتاج و األستخدام ‪ ،‬إذ‬
‫أن االحتفاظ بالنقود من طرف األفراد دون استثمارها يؤدي إلى ارتفاع سعر الفائدة و بالتالي انكماش في حجم االستثمار ومن ثم‬
‫نقص في الطلب الكلي الفعال و الذي ينعكس بدوره على مستويات الدخل و اإلنتاج ‪ ،‬و هكذا بعد التفصيل النقدي طبقا لتحليل الكينزي‬
‫مصدرا مهما من مصادر التقلبات االقتصادية و تقوم النظرية النقدية الكينزية أو كما تعرف بنظرية تفضيل السيولة على عدة‬
‫فرضيات‬
‫اهميتها ‪:‬‬
‫‪ -‬الطلب على النقود يكون الشالت دوافع هي ‪ :‬المعامالت‪ K،‬االحتياط ‪ ،‬و المضاربة‬
‫‪ -‬سعر الفائدة يحدد عن طريق السوق التي تحدد الطلب على السيولة و عرضها‪.‬‬
‫‪-‬معدل العائد للنقود يساوي صفر‪.‬‬
‫بما أن في التحليل الكينزي الطلب على النقود ‪ M0‬هو الطلب لغرض المعامالت ‪ L1‬و الطلب لغرض المضارية ‪L2‬‬

‫أي أن‬

‫( ‪) M1=L1 + L2‬‬
‫و هذا يعني بأن الكمية الزائدة في عرض النقود وفي ظل ثبات الدخل سیکون ‪DMs=L2‬‬

‫‪،‬و هذا ما يجعل األعوان االقتصاديين يوظفون هذه النقود المعروضة في السندات و بالتالي يزيد الطلب على‬
‫السندات‪ ،‬و من خالل زيادة الطلب عليها ترتفع قيمتها السوقية و بما أن هناك عالقة | عكسية بين السعر السوقي و معدل الفائدة‬
‫لستاد‪ ،‬یؤدي إلى انخفاض معدل الفائدة من إلى و ذلك من خالل المنحنى رقم ‪ 1‬يتحدد االستثمار وفق گيلز على أساس معامل القائدة‬
‫و الكفاية الحادية لرأس المال ‪ ،‬حيث أن انخفاض معدل الفائدة يؤثر على االستثمار و ذلك من خالل إقبال المنتجين على االستثمارات‬
‫و عليه سورنفع االستثمار من إلى أنحاء اليمين ( الحظ المنحنی ‪ )2‬إن زيادة االستثمار عند گیئر من شأنها أن تؤثر على الطلب‬
‫الفعال الذي يتحدد وفق قيمة االستهالك و االستثمار إذ لهما عالقة طردية مع الدخل ‪ ،‬فزيادة االستثمار تعني زيادة الدخل وهو ما‬
‫يظهر في المنحنى ‪ 3‬هذا ما يجعلنا نتوصل إلى أن زيادة كمية النقود يترتب عنها حدوث زيادة في الدخل وفق التحليل الكينزي‪ ،‬و‬
‫يمكن أن تحدث الحالة العكسية عند التحفيض من كمية النقود‪ ،‬و بالتالي فإن النقود غير محايدة وفقا لكر و أن التحليل الكنزي يقر بأن‬
‫السياسية النقدية تأثير على معدل الفائدة و بالتالي على االستثمار و كذلك على حجم التشغيل و اإلنتاج و الدحل الوطني و بالتالي على‬
‫االقتصاد ككل‪.‬‬
‫العلوم العالم المطرية النقدية المعاصرة (مدرسة شيكاغو)‬

‫بيتزعم هذه المدرسة االقتصادي األمريكي ‪ ، Milton Friedman‬حيث تبني التحليل الكالسيكي في نظرية الطلب على النقود لكن‬
‫بأكثر شمولية و أكثر اتساع و في نفس الوقت لم يهمل التحليل الكينزي و أخذ ببعض جوانبه‬
‫السندات‪ ،‬و من خالل زيادة الطلب عليها ترتفع قيمتها السوقية و بما أن هناك عالقة عكسية بين السعر السوقي و معدل الفائدة لستاد‪،‬‬
‫یؤدي إلى انخفاض معدل الفائدة من إلى و ذلك من خالل المنحنى رقم ‪1‬‬
‫يتحدد االستثمار وفق گيلز على أساس معامل القائدة و الكفاية الحادية لرأس المال ‪ ،‬حيث أن انخفاض معدل الفائدة يؤثر على‬
‫االستثمار و ذلك من خالل إقبال المنتجين على االستثمارات و عليه سيرتفع االستثمار من إلى أنحاء اليمين ( الحظ المنحنی ‪ )2‬إن‬
‫زيادة االستثمار عند گینز من شأنها أن تؤثر على الطلب الفعال الذي يتحدد وفق قيمة االستهالك و االستثمار إذ لهما عالقة طردية‬
‫مع الدخل ‪ ،‬فزيادة االستثمار تعني زيادة الدخل وهو ما يظهر في المنحنى ‪3‬‬
‫هذا ما يجعلنا نتوصل إلى أن زيادة كمية النقود يترتب عنها حدوث زيادة في الدخل وفق التحليل الكينزي‪ ،‬و يمكن أن تحدث الحالة‬
‫العكسية عند التحفيض من كمية النقود‪ ،‬و بالتالي فإن النقود غير محايدة وفقا لكر و أن التحليل الكنزي يقر بأن السياسية النقدية تأثير‬
‫على معدل الفائدة و بالتالي على االستثمار و كذلك على حجم التشغيل و اإلنتاج و الدحل الوطني و بالتالي على االقتصاد ككل‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬النظرية النقدية المعاصرة (مدرسة شيكاغو)‪:‬‬

‫بيتزعم هذه المدرسة االقتصادي األمريكي ‪ ، Milton Friedman‬حيث تبني التحليل الكالسيكي في نظرية الطلب على النقود لكن‬
‫بأكثر شمولية و أكثر اتساع و في نفس الوقت لم يهمل التحليل الكينزي و أخذ ببعض جوانبه و قبل دراسة محتوى النظرية البد من‬
‫اإلشارة إلى أهم الفرضيات التي ترتكز عليها و هي ‪:‬‬
‫‪ 1-‬استقاللية الكمية النقدية ( عرض النقود) عن طلب على النقود‬
‫‪ 2-‬استقرار حالة الطلب على النقود‪.‬‬
‫‪ -3‬رفض فكرة مصيدة السيولة عن بناء دالة الطلب التقدي‪.‬‬
‫‪ 4-‬يتوقف الطلب على النقود على نفس االعتبارات التي تحكم ظاهرة الطلب على السلع و الخدمات‪ ،‬إلى جانب سرعة التداول‬
‫التقادي عند الكالسيك‬
‫‪ 5-‬عدم خضوع األعوان االقتصاديين للخداع النقدي‪.‬‬
‫آخر هي نظرية رأس المال‪ ،‬فمن بين حائزي األصول النهائية الذين تمثل النقود بنسبة لهم شكال من أشكال الثروة و بين مؤسسات‬
‫األعمال الذين تمثل النقود بالنسبة لهم سلعة رأسمالية مثل األالت و المخزون‪. .‬‬
‫و لقد افترض أن األفراد يرغبون الكمية حقيقية من األرصدة ‪ ،‬و ليس لكمية اسمية و بالتالي‬

‫کتب دالة الطلب على النقود عند ‪ Friedman‬بالصيغة التالية ‪:‬‬

‫)‪Md/p = f (yp,Ib-Im,Ie-Im,πe-Im,m-Im,v‬‬

‫حيث‪ Md/p‬الطلب على النقود بأرصدة حقيقية ‪:‬‬


‫‪ : yp‬الدخل الدائم‬

‫‪ :πe‬معدل التضخم المتوقع‬ ‫‪ : Im‬العوائد المتوقعة من النقود‪.‬‬

‫‪ : m‬الثروة البشرية‬ ‫‪ : Ib‬العوائد المتوقعة من السادات‪.‬‬

‫‪ :v‬أذواق و تفضيالت األفراد‪.‬‬ ‫‪ :Ie‬العوائد المتوقعة من األسهم‬

‫و بتحليل أعمى يرى فريدمان أن الطلب على أرصدة حقيقية من النقود يتأثر إيجابيا بثروة األفراد و التي عبر عنها بالدخل الدائم‪ ،‬و‬
‫يقصد به الدخل المتوقع الحصول عليه على المدى الطويل حيث يكون أقل تقلب من الداخل الجاري عند الكالسيك‪ ،‬و هذا يعني أن‬
‫الطلب على النقود لن ينقلب بشكل واضح في الدورات االقتصادية المختلفة و لقد أوضح النقديون أن التغير في المعروض النقدي له‬
‫آثار واسعة النطاق على الطلب الكلي و من ثم الناتج الوطني و األسعار و هذه اآلثار تختلف في المدى القصير عنها في المدى‬
‫الطويل‪ ،‬حيث يمس عرض النقود في المدى الطويل أثره بصفة خاصة على المستوى العام لألسعار فقط كما في الحالة الكالسيكية‪،‬‬
‫غير أنه في المدى القصير تمارس النقود أثرا مباشرا و هاما على اإلنفاق الكلي ومن ثم على الدخل الوطني و يمكن توضيح أثر‬
‫عرض التقود على مستوى الدخل من خالل الشكل التالي ‪:‬‬

You might also like