You are on page 1of 13

‫سعر الصرف وسوق الصرف‬

‫‪ .1‬مفهوم سعر الصرف‬


‫يعرف سعر الصرف األجنبي بأنه السعر الذي يتم من خالله مبادلة عملة بأخرى‪.‬‬
‫كما يعرف أيضا على أنه "قيمة الوحدة الواحدة من العملة األجنبية مقدرة بوحدات العملة الوطنية" كما‬
‫يمكن أن نعرفه بطريقة عكسية على أنه‪ ":‬قيمة وحدة واحدة من عملة وطنية مقابل وحدات من عملة‬
‫أجنبي ة "‪ ،‬نالح ظ أن التعري ف الث اني أض اف لألول أن س عر الص رف يعت بر أداة رب ط بين االقتص اد‬
‫المحلي وباقي االقتصاديات الدولية‪.‬‬
‫وما يمكن استنباطه من سعر الصرف أنه يشمل على أربعة عناصر هامة هي‪:‬‬
‫‪ -‬العملية‪ :‬وهي تحويل عملة بلد ما إلى عملة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬المكان‪ :‬يقصد به سوق الصرف‪.‬‬
‫‪ -‬الهدف‪ :‬وهو تسوية المدفوعات الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬الس عر‪ :‬وه و عالق ة التحوي ل ال ذي يمكن من خالل ه الحص ول على العمل ة األجنبي ة مقاب ل العمل ة‬
‫المحلية‪.‬‬
‫وفي الواقع هناك طريقتان لتسعير العمالت وهما‪:‬‬
‫* التسعير المباشر‪ :‬هو عدد الوحدات من العملة األجنبية التي يجب دفعها للحصول على وحدة واحدة‬
‫من العملة الوطنية‪ ،‬وفي الوقت الراهن قليل من الدول تستعمل طريقة التسعير المباشر وأهم الدول التي‬
‫تستعمل هذه الطريقة هي بريطانيا العظمى‪ ،‬وفي المركز المالي في لندن‪ ،‬يقاس الجنيه اإلسترليني كما‬
‫يلي‪ 1 :‬جنيه إسترليني = ‪ 3.476‬فرنك فرنسي‪.‬‬
‫* التسعير غ ير المباش ر‪ :‬فه و ع دد الوح دات من العمل ة الوطني ة ال واجب دفعه ا للحص ول على وح دة‬
‫واح دة من العمل ة األجنبي ة‪ ،‬ومعظم ال دول في الع الم تس تعمل ه ذه الطريق ة في التس عير بم ا في ذل ك‬
‫الجزائر‪ ،‬ففي الجزائر يقاس ‪ $‬األمريكي بعدد من الوحدات من الدينار كما يلي‪130 = $1:‬دج‪.‬‬
‫وقد يحدث أن ال يتوفر سعر صرف عملة دولة ما بداللة سعر صرف عملة الدولة األخرى‪ ،‬فيحسب‬
‫عن طريق ما يسمى باألسعار المتقاطعة مثال‪:‬‬
‫‪ 1‬دوالر أمريكي مقابل ‪ 80‬دينار جزائري‪.‬‬
‫‪ 1‬دوالر أمريكي مقابل ‪ 0.89‬يورو‬
‫انطالق ا من ه ذه المعطي ات يمكن الحص ول على س عر ص رف الي ورو مقاب ل ال دينار الجزائ ري‪ ،‬حيث‬
‫نستنتج أن ‪ 1‬يورو يقابله ‪ 89.88‬دینار‪.‬‬
‫‪ .2‬أشكال (أنواع) سعر الصرف‬
‫يتح دد س عر ص رف أي عمل ة في س وق الص رف األجن بي وفق ا لق وى الع رض والطلب على‬
‫العمالت‪ ،‬فالطلب على الصادرات الجزائرية يقابله طلب على الدينار الجزائري‪ ،‬ويعني أيضا عرض‬
‫للعمالت األجنبي ة‪ ،‬كم ا يك ون في بعض األحي ان ت دخالت للس لطات النقدي ة في تحدي د س عر الص رف‬
‫المناسب لكافة العمالت األجنبية بما يحقق أهدافها‪ ،‬ومن بين أشكال سعر الصرف نذكر‪:‬‬
‫‪ .1.2‬سعر الصرف االسمي‪:‬‬
‫يعرف سعر الصرف االسمي على أنه سعر عملة أجنبية بداللة وحدات عملة محلية أو العكس‪،‬‬
‫أي سعر عملة محلية بداللة وحدات من العملة األجنبية‪.‬‬
‫يتم تحديد سعر الصرف االسمي تبعا لقوى العرض والطلب في سوق الصرف في لحظة زمنية معينة‬
‫وبدالل ة نظ ام الصرف المعتم د في البل د‪ ،‬وفي ح ال تغ ير س عر الصرف االس مي للدوالر مقاب ل ال دينار‬
‫نتيجة تفاعل قوى العرض والطلب على العملة في سوق الصرف بحيث يشتري الدينار الواحد وحدات‬
‫أك ثر من ال دوالر أين يص بح مثال ‪ 1‬دج= ‪ 0.5‬ب دل ‪1‬دج= ‪ 0.2‬نق ول أن س عر ص رف ال دينار ارتف ع‪،‬‬
‫أم ا في ح ال م ا إذا تغ ير واش ترى ال دينار وح دات أق ل من ال دوالر أين يص بح مث ال ‪ 1‬دج= ‪ 0.1‬ب دل‬
‫‪1‬دج= ‪ 0.2‬نقول أن سعر صرف الدينار انخفض‪.‬‬
‫وينقسم سعر الصرف االسمي إلى سعر الصرف الرسمي وهو السعر المعمول به فيما يخص المبادالت‬
‫الجارية الرسمية‪ ،‬وسعر الصرف الموازي المعمول به في األسواق الموازية‪ ،‬بمعنى أنه يمكن أن يوجد‬
‫أكثر من سعر صرف اسمي في نفس الوقت لنفس العملة و في بلد واحد‪.‬‬
‫نس تنتج أن سعر الصرف االسمي ال يأخ ذ بعين االعتب ار مع دالت التضخم للدول‪ ،‬ونتيجة إلهماله هذا‬
‫األخ ير فهو إذن ال ي بين حقيق ة العمل ة‪ ،‬وال يعت بر معیار يعتم د علي ه لقي اس تنافس ية ال دول في األسواق‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫‪ .2.2‬سعر الصرف الحقيقي‬
‫يع بر س عر الص رف الحقيقي عن المع دل ال ذي يمكن من خالل ه مبادل ة س لة من الس لع والخ دمات‬
‫لبلد ما مقابل سلة سلع وخدمات لبلد آخر‪ .‬مثال إذا كان سعر سيارة في الجزائر هو ضعف قيمتها في‬
‫اليابان فذلك يعني أن سعر الصرف الحقيقي هو ‪ 1‬سيارة جزائرية مقابل ‪ 2‬سيارات يابانية‪ .‬فهو يعكس‬
‫األسعار األجنبية بداللة األسعار المحلية‪.‬‬
‫كما أن سعر الصرف الحقيقي يقيس معدل التضخم في البلد‪ ،‬حيث كلما كان الفرق بين سعر الصرف‬
‫الحقيقي وسعر الصرف االسمي قليل كلما كان معدل التضخم منخفض‪.‬‬
‫وعلي ه فس عر الص رف الحقيقي ه و الس عر ال ذي ي برز الق درة الش رائية للعمل ة‪ ،‬ويفيد المتع املین‬
‫االقتصاديين في اتخاذ قراراتهم‪.‬‬
‫ويتم حساب سعر الصرف الحقيق وفق العالقة التالية‪:‬‬
‫‪TCR=TCN. P* /P‬‬
‫حیث‪:‬‬
‫‪ :TCR‬سعر الصرف الحقيقي‬
‫‪ :P‬مستوى (مؤشر) األسعار في البلد المحلي‪.‬‬
‫* ‪ :P‬مستوى (مؤشر) األسعار في البلد األجنبي‪.‬‬
‫‪ :TCN‬سعر الصرف االسمي‪.‬‬
‫ويمكن استخالص الحاالت التالية لقيمة سعر الصرف الحقيقي‪:‬‬
‫‪ -‬إذا ك ان يس اوي ‪ 1‬فه ذا يع ني أن س عر الص رف االس مي يعكس النس ابة بين المس توى الع ام لألس عار‬
‫المحلية واألجنبية‪ ،‬وبالتالي فالعملة المحلية مقيمة بقيمتها الحقيقية‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان سعر الصرف الحقيقي أكبر من ‪ ،1‬فهذا يعني أن سعر الصرف االسمي ال يعكس النسبة بين‬
‫المستوى العام لألسعار المحلية واألجنبية‪ ،‬وبالتالي فالعملة المحلية مقيمة بأقل من قيمتها الحقيقية‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ك ان س عر الص رف الحقيقي أق ال من ‪ ،1‬فه ذا يع اني أن س عر الص رف االس مي ال يعكس النس بة‬
‫بين المستوى العام لألسعار المحلية واألجنبية‪ ،‬وبالتالي فالعملة المحلية مقيمة بأكبر من قیمتها الحقيقية‪.‬‬
‫‪ .3.2‬سعر الصرف الفعلي‪:‬‬
‫يع بر س عر الص رف الفعلي عن المؤش ر ال ذي يقيس متوس ط التغ ير في س عر الص رف العمل ة م ا‬
‫بالنسبة لعدة عموالت أخرى في فترة زمنية معينة بالمقارنة مع فترة أساس‪ ،‬حيث نجد‪:‬‬
‫أ‪ .‬س عر الص رف الفعلي االس مي‪ :‬ه و متوس ط ع دة أس عار ص رف ثنائي ة يع بر عن متوس ط التط ور‬
‫االسمي في معدل تبادل عملة دولة ما مقارنة بسلة عمالت أجنبية مختارة تمثل غالبا عمالت الشركاء‬
‫التجاريين الرسميين للدولة المعنية‪ ،‬يعبر عنه بالعالقة التالية‪:‬‬
‫‪n‬‬
‫‪=∑ ¿1 ∝ j TCN T/TCN0‬‬
‫‪j‬‬

‫‪: j‬يعبر عن الدول األجنبية والتي يبلغ عددها دولة؛‬


‫‪∝ j‬يع بر عن الوزن ال ترجيحي للمع امالت التجاري ة للدول ة المحلي ة م ع ك ال دول ة أجنبي ة عملته ا ض من‬
‫س الة العمالت األجنبي ة المعني ة‪ ،‬وال تي يمكن حس ابها من خالل نس بة ص ادرات الدول ة المحلي ة للدول ة‬
‫األجنبي ة المعني ة إلى إجم الي ص ادراتها‪ ،‬أو من خالل نس بة مجم وع ص ادراتها ووارداته ا م ع الدول ة‬
‫األجنبية المعنية إلى إجمالي صادراتها ووارداتها‪.‬‬
‫ب‪ .‬سعر الصرف الفعلي الحقيقي‪:‬‬
‫يعبر سعر الصرف الفعلي الحقيقي عن تطور الجدل الحقيقي لتبادل سلة سلع محلية مع سلة سلع‬
‫ل دول أجنبي ة مخت ارة‪ ،‬وه و يعت بر أك ر أن واع س عر الص رف أهمي ة بالنس بة لص ناع ق رار السياس ة‬
‫االقتص ادية لم ا يعكس ه من تط ور للق وة الش رائية للعمل ة المحلي ة مقارن ة ب القوة الش رائية لعمالت أهم‬
‫الش ركاء التج اريين للدول ة المعني ة‪ ،‬وبالت الي تط ور الق درة التنافس ية لالقتص اد المحلي م ع بقي ة‬
‫االقتصاديات األجنبية التي يتعامل معها االقتصاد المعني‪ ،‬حيث يعبر عنه بالعالقة التالية‪:‬‬
‫‪n‬‬
‫‪=∑ ¿1 ∝ j TCN T/TCN0‬‬
‫‪j‬‬
‫‪ .3‬أنظمة الصرف‪ :‬تنقسم أنظمة الصرف إلى‪:‬‬
‫‪ .1.3‬نظام الصرف الثابت‪:‬‬
‫يتحدد في ظله سعر الصرف وفق ما تهدف إليه السلطة النقدية الممثلة في البنك المركزي للدولة‬
‫المعني ة‪ ،‬وال تي تت دخل في س وق الص رف لش راء وبي ع العمل ة بم ا يمكن من تثبيته ا عن د المس توى‬
‫المس تهدف‪ .‬وتج در اإلش ارة هن ا أن تغ ير س عر ص رف العمل ة المعني ة إلى مس توى مس تهدف أعلى من‬
‫المستوى المستهدف السابق يعني أن هنالك "رفعا" في قيمة العملة‪ ،‬في حين أنه لو تغير سعر صرف‬
‫العمل ة المعني ة إلى مس توى مس تهدف أدنى من المس توى المس تهدف س ابقا يعين أن هنال ك "تخفيض ا" في‬
‫قيمة العملة‪.‬‬
‫تاريخيا‪ ،‬كان نظام الصرف الثابت أحد الركائز األساسية في النظام النقدي الدولي منذ عهد نظام‬
‫قاعدة الذهب‪ ،‬أين تم ربط قيمة كل عملة بنسبة محددة مع الذهب ثم مع الدوالر األمريكي في ظل نظام‬
‫الص رف_ذهب ال ذي اعت بر في ه ال دوالر األم ريكي عمل ة دولي ة تعم ل نفس عم ل ال ذهب‪ ،‬واس تمر على‬
‫ذل ك الح ال بعد مؤم تر بريتون وودز حتى سنة ‪ 1973‬عن دما تم اإلعالن رس ميا عن التخلي عن نظام‬
‫الصرف الثابت والتوجه نحو نظام الصرف المرن بعد انهيار نظام بريتون وودز سنة ‪.1973‬‬
‫أشكال نظام الصرف الثابت‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يكون نظام الصرف الثابت وفق األشكال التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬ترتيب ات الص رف بغ ير عمل ة قانوني ة مس تقلة‪ :‬تقتض ي ه ذه الترتيب ات أن تك ون العمل ة القانوني ة‬
‫المتداول ة الوحي دة هي عمل ة بل د آخ ر (ال دولرة الرس مية)‪ ،‬أو أن يك ون البل د عض وا في اتح اد نق دي أو‬
‫اتحاد عملة يشترك أعضاؤه في عملة قانونية موحدة ‪ .‬وباعتماد هذا النوع من النظم تتخلى السلطات‬
‫النقدية عن كل حق في السيطرة المستقلة على السياسة النقدية المحلية‪.‬‬
‫ب‪ -‬مجلس العملة‪ :‬هو نظام نقدي يقوم على التزام قانوني صريح بصرف العملة المحلية مقابل عملة‬
‫أجنبية محددة بسعر صرف ثابت‪ ،‬مع فرض قيود ملزمة على سلطة اإلصدار لضمان وفائها بالتزاماته ا‬
‫القانوني ة‪ .‬ويع ني ذل ك ع دم إص دار العمل ة المحلي ة إال مقاب ل النق د األجن بي وأن تظ ل مكفول ة تمام ا‬
‫باألصول األجنبية‪ ،‬مما يترتب عليه إلغاء وظائف البنك المركزي التقليدية‪ ،‬كالرقابة النقدية غيرها‪.‬غير‬
‫أن ه ق د يظ ل من الممكن االحتف اظ بش يء من المرون ة في النظ ام النق دي حس ب درج ة ص رامة القواع د‬
‫المصرفية التي يفرضها ترتيب مجلس العملة‪.‬‬
‫ج‪ -‬ترتيب ات تقليدي ة أخ رى من ن وع الرب ط الث ابت‪ :‬تنط وي ه ذه الترتيب ات على رب ط العمل ة المحلي ة‬
‫(رس ميا أو بحكم الواق ع) على أس اس س عر ث ابت بعمل ة بل د آخ ر أو بس لة تض م عمالت أهم ش ركائه‬
‫التج اريين أو الم اليين‪ ،‬م ع إعطائه ا أوزان ا ترجيحي ة تعكس التوزي ع الجغ رافي للتج ارة أو الخ دمات أو‬
‫الت دفقات الرأس مالية‪ .‬وفي ه ذه الحال ة‪ ،‬يك ون الس عر المرك زي ق ابال لإللغ اء‪ ،‬ويس مح لس عر الص رف‬
‫بالتحرك في حدود ضيقة تقل عن ‪ %1±‬حول سعر الصرف المركزي‪ ،‬أو تظل القيم القصوى والدنيا‬
‫لس عر الص رف ض من ه امش ض يق مق داره ‪ %2‬لم دة ثالث ة أش هر على األق ل‪ .‬وتظ ل الس لطة النقدي ة‬
‫متأهبة للتدخل حسب الضرورة للحفاظ على سعر التعادل الثابت من خالل التدخل المباشر (بيع‪/‬شراء‬
‫النقد األجنبي في السوق) أو التدخل غير المباشر (االستخدام المكثف لسياسة أسعار الفائدة‪ ،‬أو فر ض‬
‫قواع د تنظيمي ة على تع امالت النق د األجن بي‪ ،‬أو ت دخل المؤسس ات العام ة األخ رى)‪ .‬وتحظى السياس ة‬
‫النقدية في هذه الترتيبات بدرجة أكبر من االستقاللية رغم محدوديتها مقارنة بترتيبات أسعار الصرف‬
‫بغ ير عمل ة قانوني ة مس تقلة وترتيب ات مجلس العمل ة‪ ،‬ألنه ا تظ ل تس مح للبن ك المرك زي ب أداء وظائف ه‬
‫التقليدية‪ ،‬وتتيح للسلطة النقدية تعديل مستوى سعر الصرف وإ ن كان بمعدل تواتر غير مرتفع نسبيا‪.‬‬
‫‪ .2.3‬نظام الصرف الوسيط‪:‬‬
‫إن المزايا المترتبة على مرونة سعر الصرف تزداد مع تطور االقتصاديات وارتباطها على نحو‬
‫وثي ق باألس واق المالي ة الدولي ة‪ .‬وعلى ال رغم من أن العدي د من البل دان ال ي زال ينتهج أنظم ة لس عر‬
‫الص رف الث ابت أو غيره ا من أن واع أنظم ة الرب ط‪ ،‬فق د ازداد ع دد البل دان ال تي اعتم دت نظم ا أك ثر‬
‫مرونة على مدار العقد السابق‪.‬‬
‫ومن المرجح استمرار هذا االتجاه العام نحو زيادة المرونة في أسعار الصرف مع ازدياد عمق الروابط‬
‫عبر الحدود وما تسببه من تعريض بلدان العملة المربوطة لتدفقات رأسمالية أكثر تقلب‪ ،‬نظرا لما تكفله‬
‫النظم المرن ة من حماي ة أفض ل ض د الص دمات الخارجي ة وم ا تحقق ه من اس تقاللية أك بر في السياس ة‬
‫النقدية‪.‬‬
‫نجحت بعض البل دان في التح ول بش كل ت دريجي من أس عار الص رف الثابت ة إلى األس عار المرن ة‪،‬‬
‫باعتمادها أشكاال وسيطة من أنظمة الصرف كالربط المرن‪ ،‬أو تثبت سعر صرف العملة إلى سلة من‬
‫العمالت ونطاقات التقلب األفقية والزاحفة‪ ،‬والتعويم الموجه‪.‬‬
‫كم ا أن أغلبي ة ال دول ال تخت ار أي من النظ امين الث ابت والع ائم وتفض ل ب دال من ذل ك ن وع من التع ويم‬
‫غ ير الكام ل في ظ ل ه ذه األنظم ة الوس يطة تت دخل الس لطات دوري ا (في بعض األحي ان حس ب قواع د‬
‫مح ددة مس بقا) عن طري ق ش راء أو بي ع االحتي اطي ب العمالت األجنبي ة‪ ،‬كم ا ه و الح ال في نظ ام س عر‬
‫الص رف الث ابت‪ ،‬غ ير أنه ا تتمت ع بالمزي د من المرون ة‪ ،‬وال ذي يتع ذر عليه ا في النظ ام الث ابت وتك ون‬
‫فعالية السياسات النقدية والمالية تتراوح وتتغير في نظام بين النظامين القطبيين الثابت والتعويم‪.‬‬
‫‪ .3.3‬نظام الصرف العائم (المرن)‬
‫يتوق ف تحدي د س عر الص رف في ظ ل نظ ام الص رف الع ائم على آلي ات الع رض والطلب على‬
‫العمالت في سوق الصرف‪ ،‬إذ أن تغير سعر الصرف إلى مستوى أعلى يعني أن هنالك "ارتفاعا" في‬
‫قيمة العملة‪ ،‬في حين أن تغيره إلى مستوى أدنى يعني أن هنالك "انخفاضا" في قيمة العملة‪ .‬مع الغياب‬
‫الت ام لت دخل الس لطات النقدي ة في س وق من أج ل مس اندة عملته ا المحلي ة أو اتخ اذ ق رارات اقتص ادية‬
‫مدفوعة باعتبارات تتعلق بسعر صرف عملها‪ ،‬ولذلك فإن السلطات تكون في غير حاجة إلى االحتفاظ‬
‫باحتياطي كبير من العمالت األجنبية طالما أنها ال تتدخل في سوق الصرف‪.‬‬
‫في ظ ل نظ ام تع ويم العمل ة تتح رر السياس ة النقدي ة وتتح رر البن وك المركزي ة من االل تزام باالحتف اظ‬
‫بأسعار عمالءها عند قيم معينة أو ضمن هوامش تقلب معينة والتأثير على سعر الصرف في السوق‪،‬‬
‫مما يقود إلى تحقيق استقاللية السياسة النقدية وبالتالي اختفاء العالقة الضرورية كما هو الشأن في سعر‬
‫الص رف الث ابت بين م يزان الم دفوعات وعملي ة خل ق النق ود الداخلي ة‪ ،‬حيث يت اح لالقتص اد في النظ ام‬
‫الع ائم تقرير وتوجي ه سياس ة نقدي ة تعم ل على متابع ة وتحقيق أهداف أخ رى‪ ،‬غير س عر الصرف مث ل‬
‫استقرار العمالة واألسعار فلم يعد سعر الصرف قيدا على السياسة النقدية‪ .‬والذي يقود بدوره إلى فعالية‬
‫السياس ة النقدي ة‪ ،‬فعلى س بيل المث ال سياس ة مكافح ة التض خم ال تي تعم ل على تحس ين وض عية الم يزان‬
‫الجاري‪ ،‬تترجم بارتفاع تقويم العملة الذي ينعكس بدوره أيضا في الحد من الضغوط التضخمية بتشجيع‬
‫ال واردات والتقلي ل من الص ادرات‪ ،‬وه ذا يعت بر مهم ج دا‪ ،‬ك ون أن ه ذا النظ ام يس مح بالت الي بمتابع ة‬
‫السياسات الداخلية التي تسعى إلى تحقيق المستوى المستهدف بين التضخم والبطالة‪.‬‬
‫إن المزاي ا المحقق ة فيم ا يتعل ق باس تقاللية السياس ة النقدي ة هي مؤك دة ولكن بش كل مماث ل تش وبها بعض‬
‫القيود‪ ،‬فاألزمات المالية في سنوات السبعينات والتسعينات من القرن المنصرم وبالخصوص في الدول‬
‫الناشئة‪ ،‬قد أوضحت بشكل قوي أن رغبة الحكومات في االحتفاظ بأسعار صرف ثابتة في محيط يتميز‬
‫بحري ة حرك ة رؤوس األم وال‪ ،‬ق اد إلى م أزق اقتص ادية ( تج اوز س عر الص رف عن قيم ة التوازني ة‬
‫خسارة احتياطات الصرف‪ ،‬تغيرات غير مرغوبة في القاعدة النقدية وغيرها )‪ .‬نجد أن حرية المرونة‬
‫في سعر الصرف تسمح بدرجة مهمة من الحرية في السياسات االقتصادية‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالتسيير‬
‫النقدي ألنه كما سبق التطرق إليه‪ ،‬فإن البنوك المركزية تستطيع اختيار المستوى المرغوب للعرض‬
‫النقدي بدون الحاجة إلى مراعاة التدخل في سوق الصرف‪ ،‬ولكن في االتجاه المعاكس يجب مراعاة أن‬
‫تب ني النظ ام الع ائم يمكن أن يق ود إلى إض عاف القواع د ( الح رص على رقاب ة الفعالي ات النقدي ة ) ال تي‬
‫تفرضها السلطات النقدية في األنظمة الثابتة‪ ،‬وينتج عنه خلق ضغوط تضخمية‪ ،‬هذا باإلضافة إلى خلق‬
‫حلق ة مفرغ ة حيث يؤثر االرتف اع المح دث من االنخفاض ات في س عر الصرف على األجور وبع د ذلك‬
‫على أغلب األسعار بما فيها أسعار السلع غير متاجر بها‪ ،‬وهذا ما يقود إلى أن خاصية سعر الصرف‬
‫في القي ام ب دور المتغ يرة الفعال ة في امتص اص الص دمات الخارجي ة والمس اعدة على اس تعادة الت وازن‬
‫ليست أكيدة إال في جزء منها‪.‬‬
‫أشكال نظام الصرف المعوم‪ :‬يأخذ نظام الصرف المعوم شكلين رئيسيين هما‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أ‪ -‬التعويم الموجه‪ :‬تسعى السلطة النقدية في هذا النظام إلى التأثير على سعر الصرف دون مسار أو‬
‫هدف محدد سلفا لهذا التأثير تجنبا لهجمات مضاربة قد تنتج عن ذلك‪ .‬ومن بين المؤشرات المستخدمة‬
‫في توجي ه س عر الص رف مرك ز م يزان الم دفوعات‪ ،‬ومس توى االحتياطي ات الدولي ة‪ ،‬وتط ورات الس وق‬
‫الموازية‪ .‬وقد يكون التدخل بمقتضى هذا النظام مباشرا أو غير مباشر‪.‬‬
‫ب‪-‬التعويم الح ر‪ :‬يتح دد س عر الص رف في ه ذا النظ ام وف ق ق وى الس وق‪ ،‬ويك ون الت دخل الرس مي في‬
‫سوق النقد األجنبي على أساس استنسابي وال يحدث بشكل متكرر‪ ،‬وعادة ما يستهدف خفضا محدودا‬
‫في معدل تغير سعر الصرف والحيلولة دون تقلباته المفرطة‪ ،‬وليس تحديد مستوى معينا له‪.‬‬
‫ومن بين شروط التحول نحو نظام الصرف المرن‪:‬‬
‫‪-‬تطوير سوق الصرف؛‬
‫‪-‬تدخل البنك المركزي؛‬
‫‪-‬وضع ركيزة اسمية مالئمة تحل محل سعر الصرف الثابت؛‬
‫‪-‬وضع نظم فعالة لتقييم وإ دارة مخاطر سعر الصرف‪.‬‬
‫‪ .4‬سوق الصرف‬
‫‪ .1.4‬مفهومه‪:‬‬
‫يمكن تعريف سوق الصرف األجنبي بأنه اإلطار المؤسسي الذي تتم خالله عمليات شراء وبيع‬
‫العمالت األجنبي ة‪ .‬حيث أن نس بة ض عيفة فق ط من عملي ات ش راء وبي ع العمالت األجنبي ة تتم بمت اجرة‬
‫حقيقي ة للعمل ة‪ ،‬في حين أن النس بة األك بر منه ا تتم بتحوي ل ودائ ع بنكي ة بعمالت أجنبي ة بين حس ابات‬
‫األطراف المتعاقدة‪.‬‬
‫يعمل سوق الصرف وفق ‪ 3‬مستويات هي‪:‬‬
‫المس توى األول‪ :‬المع امالت بين البن وك التجاري ة وعمالئه ا‪ :‬حيث تت ولى البن وك النياب ة عن‬
‫عمالئها في شراء وبيع العمالت األجنبية من أسواق الصرف لتلبية حاجياتهم المختلفة منها؛‬
‫المستوى الثاني‪ :‬المعامالت بين البنوك عن طريق وسطاء‪ :‬يتولى الوسطاء شراء وبيع العمالت‬
‫األجنبية لحساب البنوك التجارية فيما بينها لموازنة رصيدها من العمالت األجنبية؛‬
‫المستوى الثالث‪ :‬المعامالت ببن البنوك ومختلف فروعها األجنبية‪.‬‬
‫ويتميز سوق الصرف بالخصائص التالية‪:‬‬
‫الوحدة في الزمن‪ :‬تنفذ عمليات شراء وبيع العمالت األجنبية طوال اليوم دون توقف‪ ،‬وذلك كون أن‬
‫انته اء أوق ات عم ل س وق ص رف في دول ة م ا يقابل ه بداي ة عم ل س وق ص رف في دول ة أخ رى وهك ذا‬
‫يمكن ش راء وبي ع العمالت األجنبي ة ط وال ‪ 24‬س اعة في أي وقت بفع ل تط ور تكنولوجي ا االتص ال‬
‫والمعلومات‪.‬‬
‫الوحدة في المكان‪ :‬وهو مفهوم ليس ذو بعد جغرافي بقدر ما هو مفهوم يعني امتداد شبكة تنفيذ عمليات‬
‫بيع وشراء العمالت األجنبية لتشمل مختلف أنحاء العالم‪ ،‬بحيث يمكن في أي سوق صرف ما تنفيذ أي‬
‫عملية بغض النظر عن موقعها‪.‬‬
‫الوح دة في العملي ات‪ :‬تتش ابه إج راءات وأدوات وح تى التكنولوجي ا المس تخدمة في تنفي ذ عملي ات ش راء‬
‫وبيع العمالت األجنبية بين مختلف أسواق الصرف العالمية‪.‬‬
‫ومن أهم المتدخلون في سوق الصرف نجد‪:‬‬
‫• البنك المركزي‪ :‬يتدخل في سوق الصرف بغرض تحديد سعر صرف العملة من خالل القيام بعمليات‬
‫السوق المفتوحة على العمالت األجنبية‪ ،‬وتنفيذ أوامر الحكومة وذلك بغرض الحفاظ على مركز العملة‬
‫المحلية واستقرارها‪.‬‬
‫• البنوك التجارية‪ :‬مهمته ا شراء وبي ع العمالت األجنبي ة لمختلف المتع املين ولحسابها الخ اص‪ ،‬حيث‬
‫يقوم أعوان الصرف الذين يعملون بها بجمع أوامر العمالء والقيام بمقاصات وتحويل الفائض من طلب‬
‫وع رض العمالت األجنبي ة إلى الس وق ونق ل المعلوم ات ح ول األس عار المطبق ة بين مختل ف البن وك من‬
‫خالل أجهزة إعالم االتصال المتوفرة لديهم‪ ،‬بغرض تحقيق مكاسب لهذه البنوك‪.‬‬
‫• السماسرة‪ :‬وسطاء يقومون بتجميع أوامر شراء وبيع العمالت األجنبية لصالح عدة بنوك أومتعاملين‬
‫آخرين‪ ،‬وضمان االتصال بين مختلف البنوك وتوفير المعلومات حول األسعار المعمول بها مع االلتزام‬
‫بالسرية في المعامالت‪.‬‬
‫‪ .2.4‬أشكال سوق الصرف‪:‬‬
‫أ‪ .‬سوق الصرف العاجل‪:‬‬
‫هو السوق الذي تتم فيه مبادلة العمالت فيما بينها بسعر يتحدد عند التعاقد‪ ،‬والتسليم فورا أو بعد‬
‫ي ومين على األك ثر‪ ،‬ويطل ق على س عر الص رف المتعام ل ب ه في ه ذا الس وق بس عر الص ارف العاج ل‪:‬‬
‫ويمثل سعر الصرف هذا (العاجل) األساس لكل المعامالت المالية الخاصة بتجارة الصرف األجنبي‪.‬‬
‫ومن أكثر أنواع المعامالت التي تتم في سوق الصرف هو المبادلة األنية‪ ،‬والسوق التي تحدث فيها هذه‬
‫المبادالت هو السوق األنية أو الفورية‪ ،‬ويأتي عرض العمالت أساسا من صادرات السلع والخدمات‪،‬‬
‫المستثمرون الذين يحولون نواتج توظيفاته في الخارج‪ ،‬مقرضي العمالت والسواح األجانب‪ ،‬بينما يأتي‬
‫الطلب من العمالت األجنبي ة أساس ا من مس توردي الس لع والخ دمات االس تثمار في الخ ارج‪ ،‬مقترض ي‬
‫العمالت األجنبية‪ ،‬المقيمين الذين يذهبون للخارج‪.‬‬
‫ب‪ .‬سوق الصرف األجل‪:‬‬
‫ه و الس وق ال ذي تتم في ه عملي ات ش راء وبي ع العمالت في ت اريخ آج ل بحيث يتم تحدي د س عر‬
‫التب ادل وت اريخ التس ليم وقيم ة العمالت المتبادل ة في وق ات إج راء العق د‪ .‬والس عر المعم ول ب ه في ه ذا‬
‫الس وق ه و س عر الص رف اآلج ل ويختل ف ه ذا األخ ير عن س عر الص رف العاج ل (اآلني) في الف ارق‬
‫الموجود بينهما غالبا‪ ،‬إذ نجد أنه‪:‬‬
‫إذا كان سعر اآلجل أكبر من سعر الصرف العاجل فإن‪:‬‬
‫سعر الصرف اآلجل = سعر الصرف العاجل ‪ +‬عالوة‪.‬‬
‫إذا كان سعر الصرف اآلجل أقل من سعر الصرف العاجل فإن‪:‬‬
‫سعر الصرف اآلجل = سعر الصرف العاجل – خصم‪.‬‬
‫يتم التعامل فيه من خالل أسعار الصرف اآلجلة التي يتم االتفاق عليها في تاريخ الصفقة‪ ،‬ثم تنفيذها في‬
‫آج ال اس تحقاق مس تقبلية‪ ،‬وتس تخدم بش كل ع ام من ط رف منش آت األعم ال للتح وط من تقلب ات أس عار‬
‫الصرف المستقبلية‪ ،‬من خالل التعاقد على سعر صرف معين للدفع في المستقبل‪.‬‬
‫‪ .3.4‬عمليات الصرف‪:‬‬
‫من بين عمليات الصرف نجد‪:‬‬
‫أ‪ .‬التغطية‪:‬‬
‫يقصد بها عقد اتفاق بشراء أو بيع عملة أجنبية معينة بسعر يتم االتفاق عليه على أن يتم االستالم‬
‫والتس ليم في المس تقبل تجنب ا لخط ر س عر الص رف ال ذي ق د يس بب خس ائر‪ ،‬فعن دما يتوق ع المتعام ل مثال‬
‫ارتفاع أسعار شراء سلع أجنبية بعد مدة زمنية معينة‪ ،‬فإنه يقوم بعقد اتفاق شراء قيمة ما يجب دفعه‬
‫بس عر ص رف متفق علي ه أق ل مم ا يكون علي ه في المس تقبل‪ ،‬ف إذا تحققت توقعات ه سيحقق ربح ا وإ ذا لم‬
‫تتحقق سينتج عن عملية التغطية التي قام بها خسارة‪.‬‬
‫ب‪ .‬التحكيم‪ :‬وفيه نميز بين نوعين هما‪:‬‬
‫* تحكيم أسعار الصرف‪:‬‬
‫تتعلق عملية تحكيم أسعار الصرف بإيجاد الفروقات بين مختلف أسواق الصرف من حيث أسعار‬
‫شراء وبيع العمالت‪ ،‬حيث يتم شراء العمالت في سوق صرف تكون فيه منخفضة السعر‪ ،‬وبيعها في‬
‫سوق صرف تكون فيه مرتفعة السعر بغرض تحقيق الربح‪ .‬لكن استمرار عمليات شراء العمالت في‬
‫السوق المنخفض السعر تؤدي إلى ارتفاع السعر ليصبح مساويا للسعر في السوق الثاني‪ ،‬بينما استمرار‬
‫عمليات البيع في السوق ذو السعر المرتفع يدفع إلى انخفاض السعر ليصبح مساويا للسعر في السوق‬
‫اآلخر فيتطابق سعر العملة في السوقين‪ ،‬وتصبح عملية التحكيم هنا ليس لها معنى‪.‬‬
‫* تحكيم أسعار الفائدة‪:‬‬
‫ويقصد بها االستفادة من الفروقات في أسعار الفائدة األعلى عند تحويل األرصدة النقدية السائلة‬
‫إلى عملة أجنبية من خالل عملية التوظيف‪ ،‬مقارنة بأسعار الفائدة على توظيف العملة المحلية حيث يتم‬
‫تحويل العملة المحلية إلى العملة األجنبية‪ ،‬لكن أسعار الصرف قد تتقلب خالل فترة التوظيف وتصبح‬
‫في غير مصلحة المتعامل‪ ،‬لذلك يجب عليه التغطية ضد خطر تقلب سعر صرف العملة المحلية مقارنة‬
‫باألجنبي ة‪ ،‬وذل ك من خالل تحوي ل الرص يد اإلجم الي لعميل ة االس تثمار بس عر ص رف يتف ق علي ه مس بقا‬
‫يكون في مصلحته حتى ال يتالشى الربح الذي حققه نتيجة الفرق بين أسعار الفائدة المحلية واألجنبية‪.‬‬
‫ج‪ .‬المضاربة‪:‬‬
‫بخالف التغطية والتحكيم التي يسعى فيها المتعامل إليجاد الفروقات بين مختلف أسعار الصرف‬
‫ومعدالت الفائدة تجبنا للمخاطرة‪ ،‬فإنه يبحث في المضاربة عن خطر سعر الصرف بغرض الحصول‬
‫على ربح من تقلب ات س عر الص رف وذل ك بن اء على ت وفر المعلوم ات وتحلي ل للوض ع الم الي والتنب ؤ‬
‫باتجاهات سعر الصرف مستقبال‪ ،‬فإذا توقع المضارب ارتفاع سعر صرف عملة معينة فإنه يشتريها‬
‫بالسعر الحالي ويبيعها في المستقبل عند ارتفاع سعرها‪ ،‬والعكس اذا توقع انخفاض سعر صرف العملة‬
‫فإنه يقوم ببيعها حاليا بالسعر المرتفع ويقوم بشرائها في المستقبل بالسعر المنخفض‪ ،‬وعليه يحقق ربحا‬
‫إذا صدقت توقعاته ويحقق خسارة إذا لم تصدق توقعاته‪.‬‬
‫‪ .5‬النظريات المفسرة لسعر الصرف‬
‫لقد تعددت النظريات بتعدد األنظمة النقدية التي اتخذت مقاييس مختلفة يتم على أساسها اختيار‬
‫القاعدة النقدية‪ .‬وهناك عدد من النظريات نافست وفسرت كيفية تحديد سعر الصرف من أوجه مختلفة‪.‬‬
‫‪ .1.5‬نظرية تكافؤ القوى الشرائية‬
‫تش ير ه ذه النظري ة إلى أن وح دة واح دة من عمل ة م ا يت وجب أن تش ري نفس الكمي ة من الس لع‬
‫والخدمات في جميع أنحاء العالم‪ .‬حيث أن هذه النظرية تحدد المستوى العام لألسعار على أنه العامل‬
‫الرئيس ي في تحدي د أس عار الص رف على الم دى الطوي ل‪ ،‬وتم بنائه ا وف ق م ا يع رف ب"ق انون الس عر‬
‫الواحد"‪.‬‬
‫يش ير ق انون الس عر الواح د إلى أن جمي ع الس لع يت وجب أن تب اع بنفس الس عر في مختل ف دول‬
‫الع الم‪ ،‬وأن أي اختالف في األس عار لنفس الس لعة بين األس واق الدولي ة س وف ي دفع من خالل عملي ة‬
‫التحكيم إلى تطابق األسعار بين االقتصاديات المعنية باالختالف في األسعار‪.‬‬
‫من ه ذا المنطل ق ج اءت نظري ة تك افؤ الق وى الش رائية لتؤك د على أن العمل ة الواح دة يك ون له ا‬
‫نفس الق وة الش رائية في جمي ع دول الع الم‪ ،‬وعلي ه ف ان س عر الص رف االس مي بين عمل تي دول تين ه و‬
‫عبارة عن النسبة بين المستويات العامة لألسعار في كال البلدين‪ ،‬أي‪:‬‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ e:‬س عر الص رف على ع دم التأكي د‪ :p ،‬المس توى الع ام لألس عار المحلي ة‪ :P * ،‬المس توى الع ام‬
‫لألسعار األجنبية‪.‬‬
‫ورغم فعالية هذه النظرية في إعطاء تفسير صحيح إلى حد كبير لتحركات أسعار الصرف خصوصا‬
‫على المدى الطويل إال أنها عانت من انتقادات أكدت وجود قصور في مصداقية تفسريها أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬هنالك العديد من السلع والخدمات تختلف أسعارها بين االقتصاديات العالمية لكنها ال تخضع للتجارة‬
‫الدولية وبالتالي لن تكون محل عملية تحكيم تسمح بتطابق أسعارها كنتيجة لذلك ومن ثم بقاء اختالف‬
‫في أسعار بعض المنتجات نفسها بين الدول‪ ،‬ومن ثم تختلف سلة السلع والخادمات التي تشتريها العملة‬
‫الواحدة من دولة ألخرى نظرا الختالف األسعار وعدم تطابقها‪.‬‬
‫‪ -‬عدم بروز العديد من السلع والخدمات القابلة للمتاجرة دوليا كبدائل تامة مما يزيد من احتمال بقاء‬
‫االختالف في أسعار السلعة أو الخدمة الواحدة بين الدول‪ ،‬فعلى سبيل المثال يفضل بعض المستهلكين‬
‫الجبن االيط الي في حين يفض ل آخ رون الجبن الفرنس ي‪ ،‬ومن ثم ورغم وج ود اختالف بين س عري‬
‫الجبن في كلت ا ال دولتين‪ ،‬لن يك ون هنال ك وج ود لعملي ة التحكيم بحكم أن المس تهلكين ال يهتم ون للس عر‬
‫بقدر ما يهتمون بنوعية وجودة المنتج‪ ،‬ومن ثم فإن كمية الجبن الذي تشرتيه العملة في فرنسا لن تكون‬
‫هي نفس الكمية التي تشتريها العملة في إيطاليا بحكم اختالف سعره في كال البلدين‪.‬‬
‫‪ -‬عدم األخ ذ بعين االعتب ار لتكاليف النقل والمعامالت وحتى الرسوم الجمركي ة التي ت دخل في تحديد‬
‫س عر المنتج المت اجر ب ه دولي ا‪ ،‬مم ا يع ني ع دم تط ابق س عر المنت وج بين بل دين باعتب ار س عر الص رف‬
‫بينهما وبقاء االختالف في أسعار المنتج الواحد واردة بني الدول‪.‬‬
‫وعموم ا ت برز أربع ة عوام ل ت ؤثر بش كل رئيس ي على مس تويات أس عار الص رف على الم دى الطوي ل‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ -‬مس تويات األس عار النس بية‪ :‬عن د ارتف اع مس تويات األس عار المحلي ة نس بة إلى مس تويات األس عار‬
‫األجنبية التي تبقى مستقرة‪ ،‬فان ذلك يعني تراجع طلب األجانب على السلع المحلية مما يعني تراجع‬
‫الطلب على العمل ة المحلي ة وانخف اض س عر ص رفها‪ ،‬والعكس في ح ال بق اء مستويات األس عار المحلي ة‬
‫ثابتة مقابل ارتفاع مستويات األسعار األجنبية‪ ،‬فذلك يعني تزايد طلب األجانب على السلع المحلية ومن‬
‫ثم زيادة طلب العملة المحلية بما يؤدي الرتفاع سعر صرفها‪.‬‬
‫‪ -‬الحواجز التجاري ة‪ :‬ت ؤثر الح واجز التجاري ة كالرس وم الجمركي ة والض رائب وأنظم ة الحص ص على‬
‫مستويات أسعار الصرف من حيث أنها تحد من الطلب على الواردات ومن ثم تدفع إلى تراجع عرض‬
‫العملة المحلية بما يساهم في رفع مستوى سعر صرفها‪.‬‬
‫‪ -‬تفض يالت المس تهلكين‪ :‬ت ؤثر تفض يالت المس تهلكين على مس تويات س عر الص رف من خالل ال دور‬
‫ال ذي تلعب ه في اتج اه وحجم التج ارة الدولي ة ص ادرات وواردات‪ .‬فتفض يل المس تهلكين المحل يين للس لع‬
‫األجنبي ة مقارن ة بالس لع المحلي ة رغم ارتف اع أس عارها يزي د من ع رض العمل ة المحلي ة بم ا يس اهم في‬
‫تراجع مستوى سعر صرفها‪.‬‬
‫‪ -‬مس تويات اإلنتاجي ة‪ :‬يس اهم ارتف اع مس توى اإلنتاجي ة في اقتص اد دول ة م ا مقارن ة بمس توياتها في‬
‫الخ ارج إلى دف ع األس عار المحلي ة لالنخف اض بم ا يس اهم في تزاي د الطلب األجن بي على الس لع المحلي ة‬
‫وبالتالي ارتفاع سعر صرف العملية المحلية‪.‬‬
‫‪ .2.5‬نظرية تعادل أسعار الفائدة‪:‬‬
‫تعم ل نظري ة تع ادل أس عار الفائ دة على تفس ير تغ يرات أس عار الص رف على الم دى القص ير من‬
‫خالل الترك يز على ت دفقات رؤوس األم وال ال تي تح ددها أس عار الفائ دة محلي ا ودولي ا‪ .‬إذ أن ه ونتيج ة‬
‫للحجم الكب ير للمع امالت المتعلق ة باألص ول المالي ة وال ذي يتج اوز بش كل كب ير ج دا مع امالت التج ارة‬
‫الدولية‪ ،‬فإن تغيرات سعر الصرف التي تتم يوميا من مستوى آلخر تفسرها ديناميكية العرض والطلب‬
‫على األص ول المالي ة المقوم ة بمختل ف العمالت األجنبي ة وال تي تحركه ا المس تويات المختلف ة ألس عار‬
‫الفائدة بين االقتصاديات العالمية‪.‬‬
‫كم ا أنه حس ب هذه النظري ة ال يمكن للمستثمرين الحصول على معدالت مردودي ة مرتفعة في الخ ارج‬
‫عن تل ك الممكن تحقيقه ا في الس وق المحلي‪ ،‬ألن الف رق بين مع دالت الفائ دة يتم التع ويض بالف ارق بين‬
‫سعر الصرف اآلني وسعر الصرف اآلجل‪ ،‬ويمكن أن تتم العمليات على النحو التالي‪:‬‬
‫يمكن للمستثمرين توظيف أموالهم ‪ M‬في أسواقهم المحلية لمدة سنة مثال‪ ،‬ويحصلون في نهاية التوظي ف‬
‫على )‪( M(1+id‬حيث ‪ id‬مع دل الفائ دة) يجب أن يك ون ه ذا المبل غ مس اويا حس ب ه ذه النظري ة للمبل غ‬
‫المحصل عليه عند تحويل األموال إلى عمالت صعبة أجنبية بسعر الصرف اآلني (نقدا) وتوظيفها في‬
‫األس واق األجنبي ة بمع دل فائ دة ‪ ie‬وإ ع ادة بيعه ا ألج ل بش كل يمكن من الحص ول مج ددا على مبل غ من‬
‫العملة المحلية‪ ،‬ويمكن أن نعبر عن ذلك رياضيا‪.‬‬
‫‪M‬‬
‫)‪M(1+ID) = CC ( 1+ie)CT ........(1‬‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ : CC‬سعر الصرف اآلني (نقدا)‪.‬‬
‫‪ : CT‬سعر الصرف اآلجل‪.‬‬
‫‪ : ie‬معدل الفائدة الخارجي االسمي‪.‬‬
‫‪ : id‬معدل الفائدة الداخلي االسمي‪.‬‬
‫المعادلة (‪ )1‬تؤدي إلى أن‪:‬‬
‫‪CT 1+id‬‬
‫=‬
‫‪)2(........ CC 1+ i e‬‬
‫نطرح (‪ )1‬من طرفي المعادلة (‪ )2‬ونحصل على‪:‬‬
‫‪CT‬‬ ‫‪1+i‬‬
‫‪−1= d −1‬‬
‫‪CC‬‬ ‫‪1+ie‬‬

‫ويمكننا كتابة المعادلة كما يلي‪:‬‬


‫‪CT −CC‬‬
‫‪=i d +i e‬‬
‫‪CC‬‬
‫تسمح هذه النظرية بربط األسواق النقدية الوطنية بأسواق الصرف‪.‬‬
‫‪ .3.5‬نظرية األرصدة‪:‬‬
‫تقوم هذه النظرية على اعتبار أن قيمة العملة الخارجية تتحدد على أساس ما يطرأ على أرصدة‬
‫م يزان الم دفوعات من تغ ير وليس على أس اس كمي ة النق ود وس رعة ت داوها‪ .‬وبالت الي ف إذا حق ق م يزان‬
‫الم دفوعات لدول ة م ا فائض ا ف إن ذل ك يع ني زي ادة الطلب على العمل ة الوطني ة وه ذا ي ؤدي إلى ارتف اع‬
‫قيمتها الخارجية‪ ،‬ويحدث العكس عند حدوث عجز في ميزان المدفوعات الذي يدل على زيادة العرض‬
‫من العملة الوطنية وبالتالي انخفاض قيمتها الخارجية‪.‬‬
‫يس تدل البعض على ص حة ه ذه النظري ة من خالل تجرب ة ألماني ا م ع الم ارك خالل الح رب العالمي ة‬
‫األولى‪ ،‬حيث أنه رغم الزيادة المعتبرة في كمية النقود المتداولة وسرعة تداولها وارتفاعها فإن العملة‬
‫األلماني ة لم تت أثر ولم تع رف قيمته ا الخارجي ة لالنخف اض والس بب في ذل ك ه و تع ادل ج انب م يزان‬
‫الم دفوعات ال ذي لم يس مح له ا بزي ادة وارداته ا عن ص ادراتها‪ ،‬أو بعب ارة أخ رى لم يكن هن اك رص يد‬
‫دائن أو مدين في ميزان المدفوعات يؤثر على القيمة الخارجية للعملة‪.‬‬
‫ترتكز هذه النظرية على األسس التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يعتبر وضع ميزان المدفوعات العامل الحاسم في تحديد سعر صرف العملة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬يتحدد سعر الصرف وفقا لقوى العرض والطلب‪.‬‬
‫‪ -‬میزان المدفوعات متغير مستقل وسعر الصرف متغير تابع‪.‬‬
‫لكن ورغم دور هذه النظرية في تفسير سعر الصرف إال أنه يؤخذ عليها أنها توجد عالقة تأثير متبادلة‬
‫بين ميزان المدفوعات وسعر الصرف من خالل تأثير كل من الصادرات والواردات بشكل مباشر في‬
‫سعر صرف العملة‪ ،‬وكذلك تغيير القيمة الخارجية للعملة يؤثر بشكل واضح في الصادرات والواردات‪.‬‬

You might also like