يعرف سعر الصرف األجنبي بأنه السعر الذي يتم من خالله مبادلة عملة بأخرى. كما يعرف أيضا على أنه "قيمة الوحدة الواحدة من العملة األجنبية مقدرة بوحدات العملة الوطنية" كما يمكن أن نعرفه بطريقة عكسية على أنه ":قيمة وحدة واحدة من عملة وطنية مقابل وحدات من عملة أجنبي ة " ،نالح ظ أن التعري ف الث اني أض اف لألول أن س عر الص رف يعت بر أداة رب ط بين االقتص اد المحلي وباقي االقتصاديات الدولية. وما يمكن استنباطه من سعر الصرف أنه يشمل على أربعة عناصر هامة هي: -العملية :وهي تحويل عملة بلد ما إلى عملة أخرى. -المكان :يقصد به سوق الصرف. -الهدف :وهو تسوية المدفوعات الدولية. -الس عر :وه و عالق ة التحوي ل ال ذي يمكن من خالل ه الحص ول على العمل ة األجنبي ة مقاب ل العمل ة المحلية. وفي الواقع هناك طريقتان لتسعير العمالت وهما: * التسعير المباشر :هو عدد الوحدات من العملة األجنبية التي يجب دفعها للحصول على وحدة واحدة من العملة الوطنية ،وفي الوقت الراهن قليل من الدول تستعمل طريقة التسعير المباشر وأهم الدول التي تستعمل هذه الطريقة هي بريطانيا العظمى ،وفي المركز المالي في لندن ،يقاس الجنيه اإلسترليني كما يلي 1 :جنيه إسترليني = 3.476فرنك فرنسي. * التسعير غ ير المباش ر :فه و ع دد الوح دات من العمل ة الوطني ة ال واجب دفعه ا للحص ول على وح دة واح دة من العمل ة األجنبي ة ،ومعظم ال دول في الع الم تس تعمل ه ذه الطريق ة في التس عير بم ا في ذل ك الجزائر ،ففي الجزائر يقاس $األمريكي بعدد من الوحدات من الدينار كما يلي130 = $1:دج. وقد يحدث أن ال يتوفر سعر صرف عملة دولة ما بداللة سعر صرف عملة الدولة األخرى ،فيحسب عن طريق ما يسمى باألسعار المتقاطعة مثال: 1دوالر أمريكي مقابل 80دينار جزائري. 1دوالر أمريكي مقابل 0.89يورو انطالق ا من ه ذه المعطي ات يمكن الحص ول على س عر ص رف الي ورو مقاب ل ال دينار الجزائ ري ،حيث نستنتج أن 1يورو يقابله 89.88دینار. .2أشكال (أنواع) سعر الصرف يتح دد س عر ص رف أي عمل ة في س وق الص رف األجن بي وفق ا لق وى الع رض والطلب على العمالت ،فالطلب على الصادرات الجزائرية يقابله طلب على الدينار الجزائري ،ويعني أيضا عرض للعمالت األجنبي ة ،كم ا يك ون في بعض األحي ان ت دخالت للس لطات النقدي ة في تحدي د س عر الص رف المناسب لكافة العمالت األجنبية بما يحقق أهدافها ،ومن بين أشكال سعر الصرف نذكر: .1.2سعر الصرف االسمي: يعرف سعر الصرف االسمي على أنه سعر عملة أجنبية بداللة وحدات عملة محلية أو العكس، أي سعر عملة محلية بداللة وحدات من العملة األجنبية. يتم تحديد سعر الصرف االسمي تبعا لقوى العرض والطلب في سوق الصرف في لحظة زمنية معينة وبدالل ة نظ ام الصرف المعتم د في البل د ،وفي ح ال تغ ير س عر الصرف االس مي للدوالر مقاب ل ال دينار نتيجة تفاعل قوى العرض والطلب على العملة في سوق الصرف بحيث يشتري الدينار الواحد وحدات أك ثر من ال دوالر أين يص بح مثال 1دج= 0.5ب دل 1دج= 0.2نق ول أن س عر ص رف ال دينار ارتف ع، أم ا في ح ال م ا إذا تغ ير واش ترى ال دينار وح دات أق ل من ال دوالر أين يص بح مث ال 1دج= 0.1ب دل 1دج= 0.2نقول أن سعر صرف الدينار انخفض. وينقسم سعر الصرف االسمي إلى سعر الصرف الرسمي وهو السعر المعمول به فيما يخص المبادالت الجارية الرسمية ،وسعر الصرف الموازي المعمول به في األسواق الموازية ،بمعنى أنه يمكن أن يوجد أكثر من سعر صرف اسمي في نفس الوقت لنفس العملة و في بلد واحد. نس تنتج أن سعر الصرف االسمي ال يأخ ذ بعين االعتب ار مع دالت التضخم للدول ،ونتيجة إلهماله هذا األخ ير فهو إذن ال ي بين حقيق ة العمل ة ،وال يعت بر معیار يعتم د علي ه لقي اس تنافس ية ال دول في األسواق الخارجية. .2.2سعر الصرف الحقيقي يع بر س عر الص رف الحقيقي عن المع دل ال ذي يمكن من خالل ه مبادل ة س لة من الس لع والخ دمات لبلد ما مقابل سلة سلع وخدمات لبلد آخر .مثال إذا كان سعر سيارة في الجزائر هو ضعف قيمتها في اليابان فذلك يعني أن سعر الصرف الحقيقي هو 1سيارة جزائرية مقابل 2سيارات يابانية .فهو يعكس األسعار األجنبية بداللة األسعار المحلية. كما أن سعر الصرف الحقيقي يقيس معدل التضخم في البلد ،حيث كلما كان الفرق بين سعر الصرف الحقيقي وسعر الصرف االسمي قليل كلما كان معدل التضخم منخفض. وعلي ه فس عر الص رف الحقيقي ه و الس عر ال ذي ي برز الق درة الش رائية للعمل ة ،ويفيد المتع املین االقتصاديين في اتخاذ قراراتهم. ويتم حساب سعر الصرف الحقيق وفق العالقة التالية: TCR=TCN. P* /P حیث: :TCRسعر الصرف الحقيقي :Pمستوى (مؤشر) األسعار في البلد المحلي. * :Pمستوى (مؤشر) األسعار في البلد األجنبي. :TCNسعر الصرف االسمي. ويمكن استخالص الحاالت التالية لقيمة سعر الصرف الحقيقي: -إذا ك ان يس اوي 1فه ذا يع ني أن س عر الص رف االس مي يعكس النس ابة بين المس توى الع ام لألس عار المحلية واألجنبية ،وبالتالي فالعملة المحلية مقيمة بقيمتها الحقيقية. -إذا كان سعر الصرف الحقيقي أكبر من ،1فهذا يعني أن سعر الصرف االسمي ال يعكس النسبة بين المستوى العام لألسعار المحلية واألجنبية ،وبالتالي فالعملة المحلية مقيمة بأقل من قيمتها الحقيقية. -إذا ك ان س عر الص رف الحقيقي أق ال من ،1فه ذا يع اني أن س عر الص رف االس مي ال يعكس النس بة بين المستوى العام لألسعار المحلية واألجنبية ،وبالتالي فالعملة المحلية مقيمة بأكبر من قیمتها الحقيقية. .3.2سعر الصرف الفعلي: يع بر س عر الص رف الفعلي عن المؤش ر ال ذي يقيس متوس ط التغ ير في س عر الص رف العمل ة م ا بالنسبة لعدة عموالت أخرى في فترة زمنية معينة بالمقارنة مع فترة أساس ،حيث نجد: أ .س عر الص رف الفعلي االس مي :ه و متوس ط ع دة أس عار ص رف ثنائي ة يع بر عن متوس ط التط ور االسمي في معدل تبادل عملة دولة ما مقارنة بسلة عمالت أجنبية مختارة تمثل غالبا عمالت الشركاء التجاريين الرسميين للدولة المعنية ،يعبر عنه بالعالقة التالية: n =∑ ¿1 ∝ j TCN T/TCN0 j
: jيعبر عن الدول األجنبية والتي يبلغ عددها دولة؛
∝ jيع بر عن الوزن ال ترجيحي للمع امالت التجاري ة للدول ة المحلي ة م ع ك ال دول ة أجنبي ة عملته ا ض من س الة العمالت األجنبي ة المعني ة ،وال تي يمكن حس ابها من خالل نس بة ص ادرات الدول ة المحلي ة للدول ة األجنبي ة المعني ة إلى إجم الي ص ادراتها ،أو من خالل نس بة مجم وع ص ادراتها ووارداته ا م ع الدول ة األجنبية المعنية إلى إجمالي صادراتها ووارداتها. ب .سعر الصرف الفعلي الحقيقي: يعبر سعر الصرف الفعلي الحقيقي عن تطور الجدل الحقيقي لتبادل سلة سلع محلية مع سلة سلع ل دول أجنبي ة مخت ارة ،وه و يعت بر أك ر أن واع س عر الص رف أهمي ة بالنس بة لص ناع ق رار السياس ة االقتص ادية لم ا يعكس ه من تط ور للق وة الش رائية للعمل ة المحلي ة مقارن ة ب القوة الش رائية لعمالت أهم الش ركاء التج اريين للدول ة المعني ة ،وبالت الي تط ور الق درة التنافس ية لالقتص اد المحلي م ع بقي ة االقتصاديات األجنبية التي يتعامل معها االقتصاد المعني ،حيث يعبر عنه بالعالقة التالية: n =∑ ¿1 ∝ j TCN T/TCN0 j .3أنظمة الصرف :تنقسم أنظمة الصرف إلى: .1.3نظام الصرف الثابت: يتحدد في ظله سعر الصرف وفق ما تهدف إليه السلطة النقدية الممثلة في البنك المركزي للدولة المعني ة ،وال تي تت دخل في س وق الص رف لش راء وبي ع العمل ة بم ا يمكن من تثبيته ا عن د المس توى المس تهدف .وتج در اإلش ارة هن ا أن تغ ير س عر ص رف العمل ة المعني ة إلى مس توى مس تهدف أعلى من المستوى المستهدف السابق يعني أن هنالك "رفعا" في قيمة العملة ،في حين أنه لو تغير سعر صرف العمل ة المعني ة إلى مس توى مس تهدف أدنى من المس توى المس تهدف س ابقا يعين أن هنال ك "تخفيض ا" في قيمة العملة. تاريخيا ،كان نظام الصرف الثابت أحد الركائز األساسية في النظام النقدي الدولي منذ عهد نظام قاعدة الذهب ،أين تم ربط قيمة كل عملة بنسبة محددة مع الذهب ثم مع الدوالر األمريكي في ظل نظام الص رف_ذهب ال ذي اعت بر في ه ال دوالر األم ريكي عمل ة دولي ة تعم ل نفس عم ل ال ذهب ،واس تمر على ذل ك الح ال بعد مؤم تر بريتون وودز حتى سنة 1973عن دما تم اإلعالن رس ميا عن التخلي عن نظام الصرف الثابت والتوجه نحو نظام الصرف المرن بعد انهيار نظام بريتون وودز سنة .1973 أشكال نظام الصرف الثابت: يكون نظام الصرف الثابت وفق األشكال التالية: أ -ترتيب ات الص رف بغ ير عمل ة قانوني ة مس تقلة :تقتض ي ه ذه الترتيب ات أن تك ون العمل ة القانوني ة المتداول ة الوحي دة هي عمل ة بل د آخ ر (ال دولرة الرس مية) ،أو أن يك ون البل د عض وا في اتح اد نق دي أو اتحاد عملة يشترك أعضاؤه في عملة قانونية موحدة .وباعتماد هذا النوع من النظم تتخلى السلطات النقدية عن كل حق في السيطرة المستقلة على السياسة النقدية المحلية. ب -مجلس العملة :هو نظام نقدي يقوم على التزام قانوني صريح بصرف العملة المحلية مقابل عملة أجنبية محددة بسعر صرف ثابت ،مع فرض قيود ملزمة على سلطة اإلصدار لضمان وفائها بالتزاماته ا القانوني ة .ويع ني ذل ك ع دم إص دار العمل ة المحلي ة إال مقاب ل النق د األجن بي وأن تظ ل مكفول ة تمام ا باألصول األجنبية ،مما يترتب عليه إلغاء وظائف البنك المركزي التقليدية ،كالرقابة النقدية غيرها.غير أن ه ق د يظ ل من الممكن االحتف اظ بش يء من المرون ة في النظ ام النق دي حس ب درج ة ص رامة القواع د المصرفية التي يفرضها ترتيب مجلس العملة. ج -ترتيب ات تقليدي ة أخ رى من ن وع الرب ط الث ابت :تنط وي ه ذه الترتيب ات على رب ط العمل ة المحلي ة (رس ميا أو بحكم الواق ع) على أس اس س عر ث ابت بعمل ة بل د آخ ر أو بس لة تض م عمالت أهم ش ركائه التج اريين أو الم اليين ،م ع إعطائه ا أوزان ا ترجيحي ة تعكس التوزي ع الجغ رافي للتج ارة أو الخ دمات أو الت دفقات الرأس مالية .وفي ه ذه الحال ة ،يك ون الس عر المرك زي ق ابال لإللغ اء ،ويس مح لس عر الص رف بالتحرك في حدود ضيقة تقل عن %1±حول سعر الصرف المركزي ،أو تظل القيم القصوى والدنيا لس عر الص رف ض من ه امش ض يق مق داره %2لم دة ثالث ة أش هر على األق ل .وتظ ل الس لطة النقدي ة متأهبة للتدخل حسب الضرورة للحفاظ على سعر التعادل الثابت من خالل التدخل المباشر (بيع/شراء النقد األجنبي في السوق) أو التدخل غير المباشر (االستخدام المكثف لسياسة أسعار الفائدة ،أو فر ض قواع د تنظيمي ة على تع امالت النق د األجن بي ،أو ت دخل المؤسس ات العام ة األخ رى) .وتحظى السياس ة النقدية في هذه الترتيبات بدرجة أكبر من االستقاللية رغم محدوديتها مقارنة بترتيبات أسعار الصرف بغ ير عمل ة قانوني ة مس تقلة وترتيب ات مجلس العمل ة ،ألنه ا تظ ل تس مح للبن ك المرك زي ب أداء وظائف ه التقليدية ،وتتيح للسلطة النقدية تعديل مستوى سعر الصرف وإ ن كان بمعدل تواتر غير مرتفع نسبيا. .2.3نظام الصرف الوسيط: إن المزايا المترتبة على مرونة سعر الصرف تزداد مع تطور االقتصاديات وارتباطها على نحو وثي ق باألس واق المالي ة الدولي ة .وعلى ال رغم من أن العدي د من البل دان ال ي زال ينتهج أنظم ة لس عر الص رف الث ابت أو غيره ا من أن واع أنظم ة الرب ط ،فق د ازداد ع دد البل دان ال تي اعتم دت نظم ا أك ثر مرونة على مدار العقد السابق. ومن المرجح استمرار هذا االتجاه العام نحو زيادة المرونة في أسعار الصرف مع ازدياد عمق الروابط عبر الحدود وما تسببه من تعريض بلدان العملة المربوطة لتدفقات رأسمالية أكثر تقلب ،نظرا لما تكفله النظم المرن ة من حماي ة أفض ل ض د الص دمات الخارجي ة وم ا تحقق ه من اس تقاللية أك بر في السياس ة النقدية. نجحت بعض البل دان في التح ول بش كل ت دريجي من أس عار الص رف الثابت ة إلى األس عار المرن ة، باعتمادها أشكاال وسيطة من أنظمة الصرف كالربط المرن ،أو تثبت سعر صرف العملة إلى سلة من العمالت ونطاقات التقلب األفقية والزاحفة ،والتعويم الموجه. كم ا أن أغلبي ة ال دول ال تخت ار أي من النظ امين الث ابت والع ائم وتفض ل ب دال من ذل ك ن وع من التع ويم غ ير الكام ل في ظ ل ه ذه األنظم ة الوس يطة تت دخل الس لطات دوري ا (في بعض األحي ان حس ب قواع د مح ددة مس بقا) عن طري ق ش راء أو بي ع االحتي اطي ب العمالت األجنبي ة ،كم ا ه و الح ال في نظ ام س عر الص رف الث ابت ،غ ير أنه ا تتمت ع بالمزي د من المرون ة ،وال ذي يتع ذر عليه ا في النظ ام الث ابت وتك ون فعالية السياسات النقدية والمالية تتراوح وتتغير في نظام بين النظامين القطبيين الثابت والتعويم. .3.3نظام الصرف العائم (المرن) يتوق ف تحدي د س عر الص رف في ظ ل نظ ام الص رف الع ائم على آلي ات الع رض والطلب على العمالت في سوق الصرف ،إذ أن تغير سعر الصرف إلى مستوى أعلى يعني أن هنالك "ارتفاعا" في قيمة العملة ،في حين أن تغيره إلى مستوى أدنى يعني أن هنالك "انخفاضا" في قيمة العملة .مع الغياب الت ام لت دخل الس لطات النقدي ة في س وق من أج ل مس اندة عملته ا المحلي ة أو اتخ اذ ق رارات اقتص ادية مدفوعة باعتبارات تتعلق بسعر صرف عملها ،ولذلك فإن السلطات تكون في غير حاجة إلى االحتفاظ باحتياطي كبير من العمالت األجنبية طالما أنها ال تتدخل في سوق الصرف. في ظ ل نظ ام تع ويم العمل ة تتح رر السياس ة النقدي ة وتتح رر البن وك المركزي ة من االل تزام باالحتف اظ بأسعار عمالءها عند قيم معينة أو ضمن هوامش تقلب معينة والتأثير على سعر الصرف في السوق، مما يقود إلى تحقيق استقاللية السياسة النقدية وبالتالي اختفاء العالقة الضرورية كما هو الشأن في سعر الص رف الث ابت بين م يزان الم دفوعات وعملي ة خل ق النق ود الداخلي ة ،حيث يت اح لالقتص اد في النظ ام الع ائم تقرير وتوجي ه سياس ة نقدي ة تعم ل على متابع ة وتحقيق أهداف أخ رى ،غير س عر الصرف مث ل استقرار العمالة واألسعار فلم يعد سعر الصرف قيدا على السياسة النقدية .والذي يقود بدوره إلى فعالية السياس ة النقدي ة ،فعلى س بيل المث ال سياس ة مكافح ة التض خم ال تي تعم ل على تحس ين وض عية الم يزان الجاري ،تترجم بارتفاع تقويم العملة الذي ينعكس بدوره أيضا في الحد من الضغوط التضخمية بتشجيع ال واردات والتقلي ل من الص ادرات ،وه ذا يعت بر مهم ج دا ،ك ون أن ه ذا النظ ام يس مح بالت الي بمتابع ة السياسات الداخلية التي تسعى إلى تحقيق المستوى المستهدف بين التضخم والبطالة. إن المزاي ا المحقق ة فيم ا يتعل ق باس تقاللية السياس ة النقدي ة هي مؤك دة ولكن بش كل مماث ل تش وبها بعض القيود ،فاألزمات المالية في سنوات السبعينات والتسعينات من القرن المنصرم وبالخصوص في الدول الناشئة ،قد أوضحت بشكل قوي أن رغبة الحكومات في االحتفاظ بأسعار صرف ثابتة في محيط يتميز بحري ة حرك ة رؤوس األم وال ،ق اد إلى م أزق اقتص ادية ( تج اوز س عر الص رف عن قيم ة التوازني ة خسارة احتياطات الصرف ،تغيرات غير مرغوبة في القاعدة النقدية وغيرها ) .نجد أن حرية المرونة في سعر الصرف تسمح بدرجة مهمة من الحرية في السياسات االقتصادية ،خاصة فيما يتعلق بالتسيير النقدي ألنه كما سبق التطرق إليه ،فإن البنوك المركزية تستطيع اختيار المستوى المرغوب للعرض النقدي بدون الحاجة إلى مراعاة التدخل في سوق الصرف ،ولكن في االتجاه المعاكس يجب مراعاة أن تب ني النظ ام الع ائم يمكن أن يق ود إلى إض عاف القواع د ( الح رص على رقاب ة الفعالي ات النقدي ة ) ال تي تفرضها السلطات النقدية في األنظمة الثابتة ،وينتج عنه خلق ضغوط تضخمية ،هذا باإلضافة إلى خلق حلق ة مفرغ ة حيث يؤثر االرتف اع المح دث من االنخفاض ات في س عر الصرف على األجور وبع د ذلك على أغلب األسعار بما فيها أسعار السلع غير متاجر بها ،وهذا ما يقود إلى أن خاصية سعر الصرف في القي ام ب دور المتغ يرة الفعال ة في امتص اص الص دمات الخارجي ة والمس اعدة على اس تعادة الت وازن ليست أكيدة إال في جزء منها. أشكال نظام الصرف المعوم :يأخذ نظام الصرف المعوم شكلين رئيسيين هما: أ -التعويم الموجه :تسعى السلطة النقدية في هذا النظام إلى التأثير على سعر الصرف دون مسار أو هدف محدد سلفا لهذا التأثير تجنبا لهجمات مضاربة قد تنتج عن ذلك .ومن بين المؤشرات المستخدمة في توجي ه س عر الص رف مرك ز م يزان الم دفوعات ،ومس توى االحتياطي ات الدولي ة ،وتط ورات الس وق الموازية .وقد يكون التدخل بمقتضى هذا النظام مباشرا أو غير مباشر. ب-التعويم الح ر :يتح دد س عر الص رف في ه ذا النظ ام وف ق ق وى الس وق ،ويك ون الت دخل الرس مي في سوق النقد األجنبي على أساس استنسابي وال يحدث بشكل متكرر ،وعادة ما يستهدف خفضا محدودا في معدل تغير سعر الصرف والحيلولة دون تقلباته المفرطة ،وليس تحديد مستوى معينا له. ومن بين شروط التحول نحو نظام الصرف المرن: -تطوير سوق الصرف؛ -تدخل البنك المركزي؛ -وضع ركيزة اسمية مالئمة تحل محل سعر الصرف الثابت؛ -وضع نظم فعالة لتقييم وإ دارة مخاطر سعر الصرف. .4سوق الصرف .1.4مفهومه: يمكن تعريف سوق الصرف األجنبي بأنه اإلطار المؤسسي الذي تتم خالله عمليات شراء وبيع العمالت األجنبي ة .حيث أن نس بة ض عيفة فق ط من عملي ات ش راء وبي ع العمالت األجنبي ة تتم بمت اجرة حقيقي ة للعمل ة ،في حين أن النس بة األك بر منه ا تتم بتحوي ل ودائ ع بنكي ة بعمالت أجنبي ة بين حس ابات األطراف المتعاقدة. يعمل سوق الصرف وفق 3مستويات هي: المس توى األول :المع امالت بين البن وك التجاري ة وعمالئه ا :حيث تت ولى البن وك النياب ة عن عمالئها في شراء وبيع العمالت األجنبية من أسواق الصرف لتلبية حاجياتهم المختلفة منها؛ المستوى الثاني :المعامالت بين البنوك عن طريق وسطاء :يتولى الوسطاء شراء وبيع العمالت األجنبية لحساب البنوك التجارية فيما بينها لموازنة رصيدها من العمالت األجنبية؛ المستوى الثالث :المعامالت ببن البنوك ومختلف فروعها األجنبية. ويتميز سوق الصرف بالخصائص التالية: الوحدة في الزمن :تنفذ عمليات شراء وبيع العمالت األجنبية طوال اليوم دون توقف ،وذلك كون أن انته اء أوق ات عم ل س وق ص رف في دول ة م ا يقابل ه بداي ة عم ل س وق ص رف في دول ة أخ رى وهك ذا يمكن ش راء وبي ع العمالت األجنبي ة ط وال 24س اعة في أي وقت بفع ل تط ور تكنولوجي ا االتص ال والمعلومات. الوحدة في المكان :وهو مفهوم ليس ذو بعد جغرافي بقدر ما هو مفهوم يعني امتداد شبكة تنفيذ عمليات بيع وشراء العمالت األجنبية لتشمل مختلف أنحاء العالم ،بحيث يمكن في أي سوق صرف ما تنفيذ أي عملية بغض النظر عن موقعها. الوح دة في العملي ات :تتش ابه إج راءات وأدوات وح تى التكنولوجي ا المس تخدمة في تنفي ذ عملي ات ش راء وبيع العمالت األجنبية بين مختلف أسواق الصرف العالمية. ومن أهم المتدخلون في سوق الصرف نجد: • البنك المركزي :يتدخل في سوق الصرف بغرض تحديد سعر صرف العملة من خالل القيام بعمليات السوق المفتوحة على العمالت األجنبية ،وتنفيذ أوامر الحكومة وذلك بغرض الحفاظ على مركز العملة المحلية واستقرارها. • البنوك التجارية :مهمته ا شراء وبي ع العمالت األجنبي ة لمختلف المتع املين ولحسابها الخ اص ،حيث يقوم أعوان الصرف الذين يعملون بها بجمع أوامر العمالء والقيام بمقاصات وتحويل الفائض من طلب وع رض العمالت األجنبي ة إلى الس وق ونق ل المعلوم ات ح ول األس عار المطبق ة بين مختل ف البن وك من خالل أجهزة إعالم االتصال المتوفرة لديهم ،بغرض تحقيق مكاسب لهذه البنوك. • السماسرة :وسطاء يقومون بتجميع أوامر شراء وبيع العمالت األجنبية لصالح عدة بنوك أومتعاملين آخرين ،وضمان االتصال بين مختلف البنوك وتوفير المعلومات حول األسعار المعمول بها مع االلتزام بالسرية في المعامالت. .2.4أشكال سوق الصرف: أ .سوق الصرف العاجل: هو السوق الذي تتم فيه مبادلة العمالت فيما بينها بسعر يتحدد عند التعاقد ،والتسليم فورا أو بعد ي ومين على األك ثر ،ويطل ق على س عر الص رف المتعام ل ب ه في ه ذا الس وق بس عر الص ارف العاج ل: ويمثل سعر الصرف هذا (العاجل) األساس لكل المعامالت المالية الخاصة بتجارة الصرف األجنبي. ومن أكثر أنواع المعامالت التي تتم في سوق الصرف هو المبادلة األنية ،والسوق التي تحدث فيها هذه المبادالت هو السوق األنية أو الفورية ،ويأتي عرض العمالت أساسا من صادرات السلع والخدمات، المستثمرون الذين يحولون نواتج توظيفاته في الخارج ،مقرضي العمالت والسواح األجانب ،بينما يأتي الطلب من العمالت األجنبي ة أساس ا من مس توردي الس لع والخ دمات االس تثمار في الخ ارج ،مقترض ي العمالت األجنبية ،المقيمين الذين يذهبون للخارج. ب .سوق الصرف األجل: ه و الس وق ال ذي تتم في ه عملي ات ش راء وبي ع العمالت في ت اريخ آج ل بحيث يتم تحدي د س عر التب ادل وت اريخ التس ليم وقيم ة العمالت المتبادل ة في وق ات إج راء العق د .والس عر المعم ول ب ه في ه ذا الس وق ه و س عر الص رف اآلج ل ويختل ف ه ذا األخ ير عن س عر الص رف العاج ل (اآلني) في الف ارق الموجود بينهما غالبا ،إذ نجد أنه: إذا كان سعر اآلجل أكبر من سعر الصرف العاجل فإن: سعر الصرف اآلجل = سعر الصرف العاجل +عالوة. إذا كان سعر الصرف اآلجل أقل من سعر الصرف العاجل فإن: سعر الصرف اآلجل = سعر الصرف العاجل – خصم. يتم التعامل فيه من خالل أسعار الصرف اآلجلة التي يتم االتفاق عليها في تاريخ الصفقة ،ثم تنفيذها في آج ال اس تحقاق مس تقبلية ،وتس تخدم بش كل ع ام من ط رف منش آت األعم ال للتح وط من تقلب ات أس عار الصرف المستقبلية ،من خالل التعاقد على سعر صرف معين للدفع في المستقبل. .3.4عمليات الصرف: من بين عمليات الصرف نجد: أ .التغطية: يقصد بها عقد اتفاق بشراء أو بيع عملة أجنبية معينة بسعر يتم االتفاق عليه على أن يتم االستالم والتس ليم في المس تقبل تجنب ا لخط ر س عر الص رف ال ذي ق د يس بب خس ائر ،فعن دما يتوق ع المتعام ل مثال ارتفاع أسعار شراء سلع أجنبية بعد مدة زمنية معينة ،فإنه يقوم بعقد اتفاق شراء قيمة ما يجب دفعه بس عر ص رف متفق علي ه أق ل مم ا يكون علي ه في المس تقبل ،ف إذا تحققت توقعات ه سيحقق ربح ا وإ ذا لم تتحقق سينتج عن عملية التغطية التي قام بها خسارة. ب .التحكيم :وفيه نميز بين نوعين هما: * تحكيم أسعار الصرف: تتعلق عملية تحكيم أسعار الصرف بإيجاد الفروقات بين مختلف أسواق الصرف من حيث أسعار شراء وبيع العمالت ،حيث يتم شراء العمالت في سوق صرف تكون فيه منخفضة السعر ،وبيعها في سوق صرف تكون فيه مرتفعة السعر بغرض تحقيق الربح .لكن استمرار عمليات شراء العمالت في السوق المنخفض السعر تؤدي إلى ارتفاع السعر ليصبح مساويا للسعر في السوق الثاني ،بينما استمرار عمليات البيع في السوق ذو السعر المرتفع يدفع إلى انخفاض السعر ليصبح مساويا للسعر في السوق اآلخر فيتطابق سعر العملة في السوقين ،وتصبح عملية التحكيم هنا ليس لها معنى. * تحكيم أسعار الفائدة: ويقصد بها االستفادة من الفروقات في أسعار الفائدة األعلى عند تحويل األرصدة النقدية السائلة إلى عملة أجنبية من خالل عملية التوظيف ،مقارنة بأسعار الفائدة على توظيف العملة المحلية حيث يتم تحويل العملة المحلية إلى العملة األجنبية ،لكن أسعار الصرف قد تتقلب خالل فترة التوظيف وتصبح في غير مصلحة المتعامل ،لذلك يجب عليه التغطية ضد خطر تقلب سعر صرف العملة المحلية مقارنة باألجنبي ة ،وذل ك من خالل تحوي ل الرص يد اإلجم الي لعميل ة االس تثمار بس عر ص رف يتف ق علي ه مس بقا يكون في مصلحته حتى ال يتالشى الربح الذي حققه نتيجة الفرق بين أسعار الفائدة المحلية واألجنبية. ج .المضاربة: بخالف التغطية والتحكيم التي يسعى فيها المتعامل إليجاد الفروقات بين مختلف أسعار الصرف ومعدالت الفائدة تجبنا للمخاطرة ،فإنه يبحث في المضاربة عن خطر سعر الصرف بغرض الحصول على ربح من تقلب ات س عر الص رف وذل ك بن اء على ت وفر المعلوم ات وتحلي ل للوض ع الم الي والتنب ؤ باتجاهات سعر الصرف مستقبال ،فإذا توقع المضارب ارتفاع سعر صرف عملة معينة فإنه يشتريها بالسعر الحالي ويبيعها في المستقبل عند ارتفاع سعرها ،والعكس اذا توقع انخفاض سعر صرف العملة فإنه يقوم ببيعها حاليا بالسعر المرتفع ويقوم بشرائها في المستقبل بالسعر المنخفض ،وعليه يحقق ربحا إذا صدقت توقعاته ويحقق خسارة إذا لم تصدق توقعاته. .5النظريات المفسرة لسعر الصرف لقد تعددت النظريات بتعدد األنظمة النقدية التي اتخذت مقاييس مختلفة يتم على أساسها اختيار القاعدة النقدية .وهناك عدد من النظريات نافست وفسرت كيفية تحديد سعر الصرف من أوجه مختلفة. .1.5نظرية تكافؤ القوى الشرائية تش ير ه ذه النظري ة إلى أن وح دة واح دة من عمل ة م ا يت وجب أن تش ري نفس الكمي ة من الس لع والخدمات في جميع أنحاء العالم .حيث أن هذه النظرية تحدد المستوى العام لألسعار على أنه العامل الرئيس ي في تحدي د أس عار الص رف على الم دى الطوي ل ،وتم بنائه ا وف ق م ا يع رف ب"ق انون الس عر الواحد". يش ير ق انون الس عر الواح د إلى أن جمي ع الس لع يت وجب أن تب اع بنفس الس عر في مختل ف دول الع الم ،وأن أي اختالف في األس عار لنفس الس لعة بين األس واق الدولي ة س وف ي دفع من خالل عملي ة التحكيم إلى تطابق األسعار بين االقتصاديات المعنية باالختالف في األسعار. من ه ذا المنطل ق ج اءت نظري ة تك افؤ الق وى الش رائية لتؤك د على أن العمل ة الواح دة يك ون له ا نفس الق وة الش رائية في جمي ع دول الع الم ،وعلي ه ف ان س عر الص رف االس مي بين عمل تي دول تين ه و عبارة عن النسبة بين المستويات العامة لألسعار في كال البلدين ،أي: حيث أن: e:س عر الص رف على ع دم التأكي د :p ،المس توى الع ام لألس عار المحلي ة :P * ،المس توى الع ام لألسعار األجنبية. ورغم فعالية هذه النظرية في إعطاء تفسير صحيح إلى حد كبير لتحركات أسعار الصرف خصوصا على المدى الطويل إال أنها عانت من انتقادات أكدت وجود قصور في مصداقية تفسريها أهمها: -هنالك العديد من السلع والخدمات تختلف أسعارها بين االقتصاديات العالمية لكنها ال تخضع للتجارة الدولية وبالتالي لن تكون محل عملية تحكيم تسمح بتطابق أسعارها كنتيجة لذلك ومن ثم بقاء اختالف في أسعار بعض المنتجات نفسها بين الدول ،ومن ثم تختلف سلة السلع والخادمات التي تشتريها العملة الواحدة من دولة ألخرى نظرا الختالف األسعار وعدم تطابقها. -عدم بروز العديد من السلع والخدمات القابلة للمتاجرة دوليا كبدائل تامة مما يزيد من احتمال بقاء االختالف في أسعار السلعة أو الخدمة الواحدة بين الدول ،فعلى سبيل المثال يفضل بعض المستهلكين الجبن االيط الي في حين يفض ل آخ رون الجبن الفرنس ي ،ومن ثم ورغم وج ود اختالف بين س عري الجبن في كلت ا ال دولتين ،لن يك ون هنال ك وج ود لعملي ة التحكيم بحكم أن المس تهلكين ال يهتم ون للس عر بقدر ما يهتمون بنوعية وجودة المنتج ،ومن ثم فإن كمية الجبن الذي تشرتيه العملة في فرنسا لن تكون هي نفس الكمية التي تشتريها العملة في إيطاليا بحكم اختالف سعره في كال البلدين. -عدم األخ ذ بعين االعتب ار لتكاليف النقل والمعامالت وحتى الرسوم الجمركي ة التي ت دخل في تحديد س عر المنتج المت اجر ب ه دولي ا ،مم ا يع ني ع دم تط ابق س عر المنت وج بين بل دين باعتب ار س عر الص رف بينهما وبقاء االختالف في أسعار المنتج الواحد واردة بني الدول. وعموم ا ت برز أربع ة عوام ل ت ؤثر بش كل رئيس ي على مس تويات أس عار الص رف على الم دى الطوي ل هي: -مس تويات األس عار النس بية :عن د ارتف اع مس تويات األس عار المحلي ة نس بة إلى مس تويات األس عار األجنبية التي تبقى مستقرة ،فان ذلك يعني تراجع طلب األجانب على السلع المحلية مما يعني تراجع الطلب على العمل ة المحلي ة وانخف اض س عر ص رفها ،والعكس في ح ال بق اء مستويات األس عار المحلي ة ثابتة مقابل ارتفاع مستويات األسعار األجنبية ،فذلك يعني تزايد طلب األجانب على السلع المحلية ومن ثم زيادة طلب العملة المحلية بما يؤدي الرتفاع سعر صرفها. -الحواجز التجاري ة :ت ؤثر الح واجز التجاري ة كالرس وم الجمركي ة والض رائب وأنظم ة الحص ص على مستويات أسعار الصرف من حيث أنها تحد من الطلب على الواردات ومن ثم تدفع إلى تراجع عرض العملة المحلية بما يساهم في رفع مستوى سعر صرفها. -تفض يالت المس تهلكين :ت ؤثر تفض يالت المس تهلكين على مس تويات س عر الص رف من خالل ال دور ال ذي تلعب ه في اتج اه وحجم التج ارة الدولي ة ص ادرات وواردات .فتفض يل المس تهلكين المحل يين للس لع األجنبي ة مقارن ة بالس لع المحلي ة رغم ارتف اع أس عارها يزي د من ع رض العمل ة المحلي ة بم ا يس اهم في تراجع مستوى سعر صرفها. -مس تويات اإلنتاجي ة :يس اهم ارتف اع مس توى اإلنتاجي ة في اقتص اد دول ة م ا مقارن ة بمس توياتها في الخ ارج إلى دف ع األس عار المحلي ة لالنخف اض بم ا يس اهم في تزاي د الطلب األجن بي على الس لع المحلي ة وبالتالي ارتفاع سعر صرف العملية المحلية. .2.5نظرية تعادل أسعار الفائدة: تعم ل نظري ة تع ادل أس عار الفائ دة على تفس ير تغ يرات أس عار الص رف على الم دى القص ير من خالل الترك يز على ت دفقات رؤوس األم وال ال تي تح ددها أس عار الفائ دة محلي ا ودولي ا .إذ أن ه ونتيج ة للحجم الكب ير للمع امالت المتعلق ة باألص ول المالي ة وال ذي يتج اوز بش كل كب ير ج دا مع امالت التج ارة الدولية ،فإن تغيرات سعر الصرف التي تتم يوميا من مستوى آلخر تفسرها ديناميكية العرض والطلب على األص ول المالي ة المقوم ة بمختل ف العمالت األجنبي ة وال تي تحركه ا المس تويات المختلف ة ألس عار الفائدة بين االقتصاديات العالمية. كم ا أنه حس ب هذه النظري ة ال يمكن للمستثمرين الحصول على معدالت مردودي ة مرتفعة في الخ ارج عن تل ك الممكن تحقيقه ا في الس وق المحلي ،ألن الف رق بين مع دالت الفائ دة يتم التع ويض بالف ارق بين سعر الصرف اآلني وسعر الصرف اآلجل ،ويمكن أن تتم العمليات على النحو التالي: يمكن للمستثمرين توظيف أموالهم Mفي أسواقهم المحلية لمدة سنة مثال ،ويحصلون في نهاية التوظي ف على )( M(1+idحيث idمع دل الفائ دة) يجب أن يك ون ه ذا المبل غ مس اويا حس ب ه ذه النظري ة للمبل غ المحصل عليه عند تحويل األموال إلى عمالت صعبة أجنبية بسعر الصرف اآلني (نقدا) وتوظيفها في األس واق األجنبي ة بمع دل فائ دة ieوإ ع ادة بيعه ا ألج ل بش كل يمكن من الحص ول مج ددا على مبل غ من العملة المحلية ،ويمكن أن نعبر عن ذلك رياضيا. M )M(1+ID) = CC ( 1+ie)CT ........(1 حيث أن: : CCسعر الصرف اآلني (نقدا). : CTسعر الصرف اآلجل. : ieمعدل الفائدة الخارجي االسمي. : idمعدل الفائدة الداخلي االسمي. المعادلة ( )1تؤدي إلى أن: CT 1+id = )2(........ CC 1+ i e نطرح ( )1من طرفي المعادلة ( )2ونحصل على: CT 1+i −1= d −1 CC 1+ie
ويمكننا كتابة المعادلة كما يلي:
CT −CC =i d +i e CC تسمح هذه النظرية بربط األسواق النقدية الوطنية بأسواق الصرف. .3.5نظرية األرصدة: تقوم هذه النظرية على اعتبار أن قيمة العملة الخارجية تتحدد على أساس ما يطرأ على أرصدة م يزان الم دفوعات من تغ ير وليس على أس اس كمي ة النق ود وس رعة ت داوها .وبالت الي ف إذا حق ق م يزان الم دفوعات لدول ة م ا فائض ا ف إن ذل ك يع ني زي ادة الطلب على العمل ة الوطني ة وه ذا ي ؤدي إلى ارتف اع قيمتها الخارجية ،ويحدث العكس عند حدوث عجز في ميزان المدفوعات الذي يدل على زيادة العرض من العملة الوطنية وبالتالي انخفاض قيمتها الخارجية. يس تدل البعض على ص حة ه ذه النظري ة من خالل تجرب ة ألماني ا م ع الم ارك خالل الح رب العالمي ة األولى ،حيث أنه رغم الزيادة المعتبرة في كمية النقود المتداولة وسرعة تداولها وارتفاعها فإن العملة األلماني ة لم تت أثر ولم تع رف قيمته ا الخارجي ة لالنخف اض والس بب في ذل ك ه و تع ادل ج انب م يزان الم دفوعات ال ذي لم يس مح له ا بزي ادة وارداته ا عن ص ادراتها ،أو بعب ارة أخ رى لم يكن هن اك رص يد دائن أو مدين في ميزان المدفوعات يؤثر على القيمة الخارجية للعملة. ترتكز هذه النظرية على األسس التالية: -يعتبر وضع ميزان المدفوعات العامل الحاسم في تحديد سعر صرف العملة الوطنية. -يتحدد سعر الصرف وفقا لقوى العرض والطلب. -میزان المدفوعات متغير مستقل وسعر الصرف متغير تابع. لكن ورغم دور هذه النظرية في تفسير سعر الصرف إال أنه يؤخذ عليها أنها توجد عالقة تأثير متبادلة بين ميزان المدفوعات وسعر الصرف من خالل تأثير كل من الصادرات والواردات بشكل مباشر في سعر صرف العملة ،وكذلك تغيير القيمة الخارجية للعملة يؤثر بشكل واضح في الصادرات والواردات.