You are on page 1of 80

‫الجمه ـورية الجزائ ـرية الديمق ـراطية الشعبيـ ـة‬

‫وزارة التعلي ـم الع ـالي و البح ـث العلمـي‬


‫المركـز الجـامعي عبد الحفيـظ بوالصـوف ميلـة‬

‫معهــد العلــوم ااقتصــادية و التجــارية و علــوم التسييــر‬


‫قسم‪ :‬علوم التسيير‬

‫المرجع ‪2018/.......... :‬‬ ‫الميدان‪ :‬العلوم ااقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫فرع‪ :‬علوم التسيير‬
‫التخصص‪ :‬إدارة مالية‬

‫المديونية الخارجية في الجزائر‪ :‬واقع و آفاق‬

‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في علوم التسيير (ل‪.‬م‪.‬د) تخصص " إدارة مالية "‬

‫‪.............................................‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬ريغي هشام‬ ‫‪ ‬بن غالم أحام‬
‫‪ ‬تمرانت أحام‬

‫‪.............................................‬‬
‫الصفة‬
‫رئيسا‬
‫الجامعة‬ ‫اسم ولقب اأستاذ‬
‫بولعراس سفيان‬
‫المركـز الجامعـي عبد الحفيظ بوالصوف ميلـة‬
‫مناقشا‬ ‫المركـز الجامعـي عبد الحفيظ بوالصوف ميلـة‬ ‫دراعو عز الدين‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫المركـز الجامعـي عبد الحفيظ بوالصوف ميلـة‬ ‫د‪ .‬ريغي هشام‬

‫‪.............................................‬‬
‫دعاء‬

‫بسم اه ا رحمن ا رحيم‬

‫ربنا ا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطئنا ربنا وا تحمل علينا إص ار ما حملته على ا ذين من قبلنا ربنا‬
‫و ا تحملنا ماا طاقة نا به و أعف عنا و أغفر نا و أرحمنا أنت موانا فانصرنا على ا قوم ا افرين"‬

‫صدق اه ا عظيم‬

‫سورة ا بقرة اآية ‪.286‬‬

‫"يارب إذا أعطيتني ماا فا تأخذ سعادتي و إذا أعطيتني قوة فا تأخذ عقلي و إذا أعطيتني نجاحا فا‬
‫تأخذ تواضعي و إذا أعطيتني تواضعا فا تأخذ إعتزازي ب رامتي‪ ،‬و اجعلني من ا ذين إذا أعطو ش روا‪،‬‬
‫و إذا أوذو فيك صبروا و إذا أذنبو استغفروا و إذا إنقلبت بهم اأيام اعتبروا‪"...‬‬

‫قال رسول اه صلى اه عليه و سلم‪:‬‬

‫"من خرج في سبيل ا علم فهو في سبيل اه حتى يرجع"‪.‬‬

‫صدق رسول اه‬

‫ا تي‬ ‫ا لهم ا تجعلنا نصاب با غرور إذا نجحنا و ا با يأس إذا أخفقنا و ذ رنا إن اإخفاق هو ا تجربة‬
‫تسبق ا نجاح‪.‬‬
‫لمة ش ر‬
‫سورة إبراهيم اآية ‪.7‬‬ ‫" ئن ش رتم أزيد م"‬

‫فا ش ر اأول واأخير ه ا علي ا عظيم ا ذي وفق ا إ ى إتمام هذا ا عمل‪ ،‬حمد ل ا حمد على مد ا‬
‫با صحة و ا عزيمة إتمامه فما ان شيء أن يجري في مل ه إا بمشيئته جل شأ ه‪.‬‬

‫سورة يس اآية ‪.82‬‬ ‫"إ ما أمر إذا أراد شيئا أن يقول ه ن في ون"‬

‫تقدم با ش ر ا جزيل و فائق ا تقدير و اإحترام و عظيم اإمت ان إ ى اأستاذ ريغي هشام ا ذي‬
‫م يبخل علي ا ب صائحه و توجيهاته ا قيمة و ا يرة و على قبو ه إشراف علي ا‪.‬‬

‫جزاك اه خي ار أستاذ ا‪ ...‬و أدامك ذخ ار لجامعة ا جزائرية‪.‬‬

‫ما تشرف با توجه بأسمى عبارات ا ش ر و ا تقدير إ ى ل من قدم ا ا مساعدة من‬


‫قريب أو من بعيد طيلة إ جازا هذا ا عمل ا متواضع و و ب لمة‪.‬‬
‫إهـــــــــــــــــــــــــداء‬

‫بسم ا ذي خلق ا قلم و علم اإ سان ما م يعلم‬


‫أحمد ا خا ق على ا م ة و ا عطاء‬
‫و أصلي على سيد ا خلق‬
‫و أتقدم باقصى لمات ا ش ر أحلى و أغلى ا بشر زهرة ا عمر أمي ا غا ية‬
‫إ ى من ل و تعب يعيل و يسد ا حاجات و يلبي ا رغبات أبي ا حبيب‬
‫ان ي خير رفيق إ ياس و عبد ا باقي و هال و شهاب سدد اه خطاهم‬ ‫إ ى أخ‬
‫إ ى شمعات ا ت ي خير مضيء في عتمة ا حياة خديجة سمية ا صاف هاجر و أب ائهم‬
‫إ ى رفيق ا درب زوجي أمين و ل عائلته ا مصو ة اأبوين عاوة و ورة ‪ ،‬أسامة و أ يس‬
‫يوسف و خا د و زوجته ريمة‬
‫و علي أن ا أ ون مجحفة فم ي جزيل ا دعاء با خير من ان ي طوال هذا ا عام معين‬
‫اأب عاوة‬
‫إ ى صديقة بدأت معها هذ ا رحلة و ها حن هيها معا رفيقتي أحام‬
‫إ ى صديقاتي ا عزيزات‪ :‬خو ة‪ ،‬رميساء‪ ،‬سلمى‪ ،‬ريان‪ ،‬ادية‪ ،‬بشرى و ور‬
‫و أخريات على ا قلب عزيزات عذ ار إن ان م ي سهو في حق أسماء‬

‫أحام بن غالم‬
‫إهـــــــــــــــــــــــــــــــداء‬

‫ا حمد ه ا ذي وفق ا هذا و م ن صل إ يه وا فضله علي ا‪.‬‬


‫والدي رحمه اه‬
‫يا من لله اه با هيبة وا وقار و علم ي ا عطاء بدون إ تظار‬
‫وحصد اأشواك عن دربي يمهد ي طريقا مليئة باأ وار‬
‫و م تمهله ا د يا أرتوي من ح ا ه‪...‬‬ ‫إ ى من أفتقد في مواجهة ا صعاب‬
‫"أبي ا غا ي‪ :‬عاوة"‬
‫والدتي أدامها اه تاجا فوق رأسي‬
‫إ ى ما ي في ا حياة‪ ...‬إ ى مع ى ا حب و ا ح ان و ا تفا ي‪...‬‬
‫إ ى بسمة ا حياة و سر ا وجود‬
‫إ ى من ان دعائها سر جاحي و ح ا ها بلسم جراحي‬
‫"امي ا غا ية‪ :‬زهية"‬
‫أخي و رفيق دربي‬
‫إن هذ ا حياة بدو ك ا شيء معك أ ون أ ا و بدو ك أ ون مثل ا شيء‪...‬‬
‫إ ى من غمري بمواقفه ا بيلة و تطلع جاحي ب ظرات اأمل‪...‬‬
‫"أخي‪ :‬فوزي"‬
‫أخواتي العزيزات‬
‫إ ى من بهم أ بر و عليهم أعتمد‪ ...‬إ ى شموع متقدمة ت ير ظلمة حياتي‪...‬‬
‫إ ى من عرفت بهم مع ى ا حياة‪...‬‬
‫"أخواتي"‬
‫إحسان و زوجها عبد ا حفيظ و أوادها‪ :‬أيمن و أ رم و ا ت وتة ا صغيرة ي ا‬
‫عيمة وزوجها شا ر‬
‫إخاص و زوجها سليم وا ت وت ا صغير قصي‬
‫بيلة وزوجها عبد ا سام و ا ت وتة ا صغيرة شهد‬
‫و أختي ا برى رحمها اه "سهام"‬
‫إ ى ا لواتي تس ن صورهن و أصواتهن أجمل ا لحظات و اأيام ا تي عشتها صديقاتي‬
‫إ ى ل من سقط إسمه سهوا من قلمي‬

‫أحام تم ار ت‬
:‫الملخص‬
‫ من أزمة مديونية خارجية خانقة كان من بين أسبابها العجز‬،‫ كغيرها من الكثير من الدول‬،‫عانت الجزائر‬
ً‫ ورغم نجاحها في تقليص مديونيتها الخارجية إلى مستويات متدنية جدا‬.‫التي ميز رصيد ميزان مدفوعاتها‬
‫نتيجة التسديد المسبق للديون بفضل إرتفاع إيرادات المحروقات الناتج عن إرتفاع أسعار النفط خالل تلك‬
‫ وما أدت إليه من عودة‬2014 ‫ إال أن األزمة النفطية الراهنة والتي بدأت منذ النصف الثاني من سنة‬،‫الفترة‬
‫العجز إلى ميزان المدفوعات يدفع إلى القلق بشأن العودة إلى خيار اإلستدانة الخارجية مع إستمرار العجز‬
.‫واستنفاذ إحتياطي الصرف الذي لعب دورا ً جد هام في تغطية العجز حتى اآلن‬
‫ الصادرات‬،‫ ميزان المدفوعات‬،‫ األزمة النفطية الراهنة‬،‫ المديونية الخارجية للجزائر‬:‫الكلمات المفتاحية‬
.‫ اإلستثمار األجنبي المباشر‬،‫خارج المحروقات‬
Résumé:
L'Algérie, comme beaucoup d'autres pays, a souffert d'une grave crise de la dette
extérieure, un de ses causes était le déficit qui caractérisait le solde de sa balance
des paiements. En dépit de son succès dans la réduction de la dette extérieure à
très bas niveaux en raison de prépaiement de la dette grâce à la haute revenu des
carburants résultant de l'augmentation des prix du pétrole au cours de cette
période, mais la crise actuelle du pétrole, qui a débuté au second semestre de
2014 a conduit au retour du déficit à la balance des paiements versés à se soucier
du retour à l'option d'emprunt à l'étranger avec la poursuite du déficit et
l'épuisement des réserves de change, qui a joué un rôle très important dans la
couverture du déficit jusqu'à présent.
Mots-clés: Dette extérieure de l'Algérie, crise pétrolière actuelle, balance des
paiements, exportations non-hydrocarbures, investissements directs étrangers.

Abstract:
Algeria, like many other countries, suffered from a severe external debt crisis,
one of its reasons was the deficit that characterized its balance of payments.
Although it succeeded in reducing its external debt to very low levels as a result
of the pre-payment of debts due to the increase in hydrocarbon revenues
resulting from the increase in oil prices during that period, the current oil crisis,
which started in the second half of 2014 and led to the return of the deficit to the
balance of payments push to concern about the return to the option of external
borrowing with the continuation of the deficit and the depletion of exchange
reserves, which played a significant role in covering the deficit so far.
Keywords: Algeria's external debt, current oil crisis, balance of payments, non-
hydrocarbon exports, foreign direct investment.
‫الفهرس‬
‫فهرس المحتويات‬

‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫دعاء‬
‫كلمة شكر‬
‫اإلهداء‬
‫‪II-I‬‬ ‫فهرس المحتويات ‪.....................................................................‬‬
‫‪IV-III‬‬ ‫قائمة الجداول و األشكال ‪.............................................................‬‬
‫أ‪-‬ب‬ ‫المقدمة ‪..............................................................................‬‬
‫‪17-01‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري حول المديونية الخارجية‬
‫‪01‬‬ ‫تمهيد الفصل ‪..........................................................................‬‬
‫‪02‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية المديونية الخارجية‪...............................................‬‬
‫‪02‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نشأة المديونية الخارجية‪.................................................‬‬
‫‪03‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم المديونية الخارجية‪..............................................‬‬
‫‪05‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أسباب ‪ ،‬آثار و مؤشرات المديونية الخارجية‪............................‬‬
‫‪05‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أسباب اللجوء للمديونية الخارجية ‪........................................‬‬
‫‪08‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬آثار المديونية الخارجية‪................................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مؤشرات المديونية الخارجية ‪............................................‬‬
‫‪17‬‬ ‫خالصة الفصل ‪........................................................................‬‬
‫‪37-18‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المديونية الخارجية في الجزائر بين الماضي و الحاضر‬
‫‪18‬‬ ‫تمهيد الفصل ‪..........................................................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬المديونية الخارجية في الجزائر قبل‪...............................2005‬‬
‫‪19‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أسباب الدين الخارجي في الجزائر ‪.......................................‬‬
‫‪20‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬آثار المديونية الخارجية في الجزائر ‪.....................................‬‬
‫‪25‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تطور الديون الخارجية في الجزائر قبل ‪..........................2005‬‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مراحل تطور الديون الخارجية ‪.............................................‬‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تطور نسب الديون الخارجية ‪..............................................‬‬
‫‪32‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬المديونية الخارجية في الجزائر بعد ‪..............................2005‬‬
‫‪32‬‬ ‫المطلب األول‪:‬تطور بعض مؤشرات اإلقتصاد الجزائري خالل الفترة ‪......2013-2006‬‬
‫‪35‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تطور الديون الخارجية خالل الفترة ‪.....2013 – 2006‬‬
‫‪37‬‬ ‫خالصة الفصل ‪........................................................................‬‬
‫‪54-38‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬آفاق اإلقتصاد الوطني الجزائري و مخاطر العودة إلى المديونية الخارجية‬
‫‪38‬‬ ‫تمهيد الفصل ‪..........................................................................‬‬
‫‪39‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬واقع اإلقتصاد الجزائري في ظل التطورات الحالية‪........................‬‬
‫‪39‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أسباب األزمة النفطية الراهنة‪............................................‬‬
‫‪40‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تداعيات األزمة النفطية على اإلقتصاد الوطني‪..........................‬‬
‫‪44‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مخاطر عودة الجزائر إلى المديونية الخارجية و سبل تحسين رصيد ميزان‬
‫المدفوعات ‪.........................................................................‬‬
‫‪44‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬طبيعة مخاطر العودة إلى المديونية الخارجية‪............................‬‬
‫‪46‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬سبل تحسين رصيد ميزان المدفوعات‪....................................‬‬
‫‪47‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تشجيع الصادرات خارج المحروقات ‪........................................‬‬

‫‪I‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪49‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تشجيع اإلستثمار األجنبي المباشر‪........................................‬‬


‫‪54‬‬ ‫خالصة الفصل ‪........................................................................‬‬
‫‪56-55‬‬ ‫الخاتمة ‪..............................................................................‬‬
‫‪59-57‬‬ ‫المراجع ‪..............................................................................‬‬

‫‪II‬‬
‫قائمة الجداول و‬
‫األشكال‬
‫قائمة الجداو و اأش ا‬

‫قائمة ا جداول‬
‫ا صفحة‬ ‫عنوان ا جدول‬ ‫رقم‬
‫ا جدول‬
‫‪11‬‬ ‫مقارنة تطور معدات ا تضخم با بلدان ا متخلفة مع مثياها في ا بلدان‬ ‫‪01‬‬
‫ا صناعية خال ا فترة ‪2001–1970‬‬
‫‪12‬‬ ‫ا تحويل ا صافي لموارد إ ى ا بلدان ا مختلفة اأ ثر مديونية خال ا فترة‬ ‫‪02‬‬
‫‪1988-1980‬‬
‫‪13‬‬ ‫تطور ا عجز في ا حساب ا جاري لبلدان ا مختلفة خال ا فترة ‪1995 -1970‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪14‬‬ ‫متوسط معدل ا نمو ا سنوي في ا بلدان ا متخلفة خال ا فترة ‪2003-1985‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪21‬‬ ‫تطور ا طاقة ا ذاتية استيراد في ا جزائر خال ا فترة ‪1994-1970‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪22‬‬ ‫تطور اإنتاج ا صناعي و ا طاقة اإنتاجية خال ا فترة ‪1991-1984‬‬ ‫‪06‬‬
‫‪23‬‬ ‫تطور نسبة اإستثمار إ ى ا ناتج ا محلي اإجما ي في ا جزائر خال ا فترة‬ ‫‪07‬‬
‫‪1993-1973‬‬
‫‪24‬‬ ‫ا عاقة بين معدل اإدخار و معدل خدمة ا دين ا خارجي لجزائر خال ا فترة‬ ‫‪08‬‬
‫‪1993-1973‬‬
‫‪24‬‬ ‫تطور ا مستوى ا عام أسعار اإستهاك خال ا فترة ‪1993-1986‬‬ ‫‪09‬‬
‫‪27‬‬ ‫تطور ا صادرات وا واردات ا جزائرية خال ا فترة (‪)1990-1985‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪28‬‬ ‫تطور مخزون ا ديون ا خارجية لجزائر لفترة (‪)2005-1995‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪31‬‬ ‫تطور نسبة ااحتياطات إ ى ا ديون ا خارجية لفترة (‪)2005-1994‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪32‬‬ ‫أسعار ا نفط ا جزائري (صحاري باند) خال ا فترة ‪2013-2004‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪33‬‬ ‫ا توزيع ا قطاعي إجما ي ا ناتج ا داخلي باأسعار ا جارية‬ ‫‪14‬‬
‫‪33‬‬ ‫إجما ي ت وين رأس ا مال ا ثابت‬ ‫‪15‬‬
‫‪34‬‬ ‫إجما ي اإدخار ا داخلي‬ ‫‪16‬‬
‫‪34‬‬ ‫اإيرادات و ا نفقات‬ ‫‪17‬‬
‫‪35‬‬ ‫ا نفقات ا عمومية‬ ‫‪18‬‬
‫‪46‬‬ ‫قيمة ا ديون ا خارجية خال ا فترة ‪2016-2014‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪46‬‬ ‫تراجع إحتياطات ا صرف خال ا فترة ‪2016-2004‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪50‬‬ ‫تدفقات اإستثمارات اأجنبية ا مباشرة ا واردة إ ى ا جزائر ‪2016-2001‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪III‬‬
‫قائمة الجداو و اأش ا‬

‫قائمة اأش ال‬

‫ا صفحة‬ ‫عنوان ا ش ل‬ ‫رقم‬


‫اش ل‬
‫‪30‬‬ ‫ا تطور ا نسبي لديون إ ى ا صادرات وا ديون إ ى ا ناتج ا محلي اإجما ي لفترة‬ ‫‪01‬‬
‫(‪)2005-1994‬‬
‫‪35‬‬ ‫تطور ا دين ا خارجي ا جزائري من ‪ 2006‬إ ى ‪2013‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪39‬‬ ‫أسعار ا نفط ا جزائري (صحاري باند) من ‪ 2014‬إ ى ‪2017‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪45‬‬ ‫تطور رصيد ميزان ا مدفوعات خال ا فترة ‪2016-2004‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪46‬‬ ‫تطور رصيد ا ميزان ا تجاري خال ا فترة ‪2016-2004‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪47‬‬ ‫تطور ا صادرات خارج ا محروقات خال ا فترة ‪2016-2004‬‬ ‫‪06‬‬
‫‪51‬‬ ‫تطور بعض مؤشرات اإستثمار اأجنبي ا مباشر في ا جزائر خال ا فترة‬ ‫‪07‬‬
‫‪2016-2001‬‬

‫‪IV‬‬
‫المقدمة‬
‫المقدمة‬

‫مقدمة عامة‪:‬‬
‫إن مشكلة المديونية باتت مسألة دولية‪ ،‬و هي تنعكس سلبا على المدينين و إذا لم يتم معالجتها من‬
‫الجذور فإن إنعكاساتها السلبية ستشمل الجميع و بإعتبار أن الحديث يجري عن مكافحة الفقر و التخلف‬
‫فإنه ينبغي على المجتمع الدولي البحث عن حلول طويلة األجل و دائمة لمشكلة المديونية و لكافة المشاكل‬
‫الحاصلة في الوقت الراهن‪.‬‬
‫و الجزائر تعتبر من بين هذه الدول حيث عاشت فترة من هذه الظاهرة و عانت من سلبياتها و إنعكست‬
‫على مختلف المؤشرات اإلقتصادية و اإلجتماعية و بحكم أن اإلقتصاد الجزائري يعتمد على قطاع‬
‫المحروقات كمورد شبه وحيد لإليرادات من العملة الصعبة فإن تأثر الصادرات باألزمات النفطية سيؤثر‬
‫بدون شك على مختلف المؤشرات اإلقتصادية الكلية‪.‬‬
‫ومن هنا يمكن طرح التساؤل الرئيسي التالي‪:‬‬
‫" ماهو واقع ومخاطر المديونية الخارجية في الجزائر؟ "‬
‫و لإلجابة على هذا التساؤل الرئيسي نطرح األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ماهي إنعكاسات المديونية الخارجية على الدول؟‬
‫‪ ‬ماهو واقع المديونية الخارجية في الجزائر؟‬
‫‪ ‬ماهي مخاطر المديونية الخارجية التي تحيط بالجزائر؟‬
‫الفرضيات‪:‬‬
‫لمعالجة إشكالية البحث تم اإلعتماد على الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تنطوي المديونية الخارجية على العديد من السلبيات على الدول التي تعاني من هذه‬
‫الظاهرة‪.‬‬
‫‪ ‬شهدت المديونية الخارجية في الجزائر إنخفاضا ً كبيرا ً خالل السنوات الماضية‪.‬‬
‫‪ ‬تحيط بالجزائر عدد من العوامل التي تشكل خطرا ً إلرتفاع المديونية الخارجية‪.‬‬
‫أهمية الدراسة وأسباب إختيار الموضوع‪:‬‬
‫تكمن أهمية هذه الدراسة في‪:‬‬
‫‪ ‬أنها تعالج موضوع في غاية األهمية وهو موضوع المديونية والتي مازالت الكثير من الدول‬
‫تعاني منها‪.‬‬
‫‪ ‬البحث في المخاطر المحيطة باإلقتصاد الجزائري والتي يمكن أن تدفع إلى العودة إلى خيار‬
‫اإلستدانة الخارجية‪.‬‬
‫أما عن أسباب إختيار هذا الموضوع فتكمن في‪:‬‬
‫‪ ‬محاولة معرفة مخاطر ظاهرة المديونية الخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬محاولة معرفة ما هو واقع المديونية الخارجية في الجزائر في الوقت الراهن و مستقبال‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى‪:‬‬
‫‪ ‬محاولة معرفة الواقع الحقيقي للدين الخارجي الجزائري‪.‬‬
‫‪ ‬محاولة معرفة هل الجزائر في ظل األزمة النفطية الراهنة في مأمن من العودة إلى خيار اإلستدانة‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬الوصول إلى توصيات على أساس النتائج المتوصل إليها‪.‬‬
‫منهج الدراسة و مصادر البيانات المستخدمة‪:‬‬
‫فيما يخص المنهج المتبع في هذه الدراسة فقد اتبعت الباحثتان المنهج الوصفي و التحليلي‪ .‬و تم إستخدام‬
‫العديد من مصادر البيانات المستخدمة في هذا البحث من منظمة الدول المصدرة للنفط‪ ،‬مؤتمر األمم‬
‫المتحدة للتجارة و التنمية‪ ،‬بنك الجزائر‪.‬‬
‫أقسام الدراسة‪:‬‬
‫من أجل اإللمام بمختلف جوانب الدراسة تم تقسيمها إلى ثالثة فصول‪:‬‬

‫أ‬
‫المقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري حول المديونية الخارجية‪.‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬المديونية الخارجية في الجزائر بين الماضي و الحاضر‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬آفاق اإلقتصاد الوطني الجزائري و مخاطر العودة إلى المديونية الخارجية‪.‬‬
‫صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫نظرا لحداثة الموضوع و صعوبته نوعا ما واجهتنا العديد من المشاكل إلعداد هذا البحث أهمها عدم توفر‬
‫مراجع تتحدث عن مخاطر العودة إلى خيار اإلستدانة الخارجية في ظل تداعيات األزمة النفطية الراهنة‪.‬‬

‫ب‬
‫الفصل األول ‪:‬‬
‫اإلطار النظري‬
‫حول المديونية‬
‫الخارجية‬
‫اإطار ا ظري حول ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل اأول‬

‫تمهيد ا فصل‪:‬‬
‫ثير من ا دول ا امية ا مدي ة في ا س وات ا ماضية أحد أبرز‬ ‫ظهرت مش لة ا مديو ية ا خارجية‬
‫ا مشا ل ا تي أصبحت تواجه حاضر و مستقبل ا ت مية اإقتصادية في هذ ا بلدان‪ ،‬بل أصبحت بعضها‬
‫أزمة حقيقية تهدد اإستقرار اإقتصادي و اإجتماعي و ا سياسي بش ل مباشر‪ .‬وسوف حاول من خال‬
‫هذا ا فصل ا تطرق إ ى ا مديو ية ا خارجية من خال ا مباحث ا تا ية‪:‬‬
‫ا مبحث اأول ‪ :‬ماهية ا مديونية ا خارجية‪.‬‬
‫ا مبحث ا ثاني ‪ :‬أسباب ‪ ،‬آثار و مؤشرات ا مديونية ا خارجية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اإطار ا ظري حول ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل اأول‬

‫ا مبحث اأول ‪ :‬ماهية ا مديونية ا خارجية‬


‫بسبب هشاشة إقتصاد دول ا عا م ا ثا ث أو مايعرف با دول ا امية جعل م ها موقع جملة من ا مشا ل‬
‫اإقتصادية‪ ،‬و حلها شأ مايعرف با مديو ية ا خارجية تغطية ا عجز ا ذي تعا ي م ه هذ اأخيرة‪.‬‬
‫وس حاول إعطاء شأة و تعاريف لمديو ية ا خارجية في ا مطا ب ا تا ية‪.‬‬
‫ا مطلب اأول ‪ :‬نشأة ا مديونية ا خارجية‬
‫و ظرا إ ى وضع ااقتصاد ا عا مي في فترة ا ثما ي ات وجد ا بأن ل ا مؤشرات وا داات ا واقعية‬
‫قد إعتبرت أن فترة ا سبعي ات هي اإمتداد ا طبيعي ل ا تطورات ا تي حصلت على ا ساحة اإقتصادية‬
‫خال ا فترة اأو ى من ا سبعي ات با قياس مع ماحصل خال فترة ا ثما ي ات‪ .‬و قد ساهمت ا سياسات في‬
‫ا بلدان ا ص اعية في سرعة اإ تعاش ااقتصادي من ا ساد ا ذي حصل بعد مايطلق عليه بهزة ا فط‬
‫اأو ى أو بصدمة أسعار ا فط عام ‪ 1974‬ا تي أدت أيضا ا ى حصول معدات مرتفعة في ا تضخم في‬
‫أواخر ا عقد ا مذ ور وقد إتبع ا ثير من ا بلدان ا ص اعية سياسة قدية ميسرة جم ع ها أسعار فائدة‬
‫حقيقية م خفضة ‪ ،‬بل و ربما هي سلبية في بعض ا بلدان أث اء عقد ا سبعي ات أما ا تدفقات ا بيرة في‬
‫رؤوس اأموال ا دو ية فقد جمت عن إعادة تدوير(‪ )Recycling‬فوائض ا دول ا مصدرة ل فط و ن‬
‫ااتجا ا تصاعدي توقف بغتة بحدوث هزة ا فط ا ثا ية ا تي حصلت على أسعار ا فط لفترة ‪-1979‬‬
‫‪ 1980‬و بإتباع سياسة قدية مشددة بصور عادة في ا بلدان ا ص اعية ا بيرة وبين أواخر عقد ا سبعي ات‬
‫دن‬ ‫و أوائل عقد ا ثما ي ات إرتفع ا دوار ا حقيقي بسعر ا فائدة ا سائدة فيها بين ا مصارف في‬
‫ا ليبر(‪ ) liber‬من(‪ (%1‬ا ى ( ‪ ) %6‬وتباطأ ا مو وا تجارة بصور حادة وا خفضت أسعار ا فط وغير‬
‫من ا سلع وعا ى مصدرو هذ اأص اف و أو ئك ا ذين يعتمدون على تحويات ا عمال ا مستثمرة من‬
‫سات وقد اتصفت هذ ا فترة بقليل من ا تعاون بين ا دول ا ص اعية ا بيرة في سياق‬ ‫ا صادرات من‬
‫‪1‬‬
‫صياغة ا سياسات‪.‬‬
‫وقد ظهرت مش لة ا مديو ية وا ديون ا دو ية في عقد ا سبعي ات وا تي ان من شأ ها أن ت تقل إ ى‬
‫افة بلدان ا عا م وأصبحت ا مش لة ا دو ية رقم (‪ )1‬على قائمة قمة ا مشا ل ااقتصادية وقدرت ا دول‬
‫على اإيفاء باا تزامات ا ما ية على ا ساحة ااقتصادية ا دو ية إذ قام عدد بير من ا بلدان ا امية‬
‫باإقتراض زيادة ااستهاك واإستثمار في مشروعات مش وك فيها حسب رأي ا ب ك ا دو ي وا دراسات‬
‫ا تي إ عتمدها بهذا ا خصوص خال هاية فترة ا ثما ي ات وبداية ا تسعي ات وم ها تقرير ا ت مية في ا عا م‬
‫عام ‪ 1991‬ا ذي ان تحت ع وان تحديات ا ت مية ما أن ااقتراض ان تمويل ا فط ا مستورد ( ا ذي‬

‫غازي عبد ا رزاق ا قاس‪" :‬ا تمويل ا دو ي"‪ ،‬دار وائل ل شر‪ ،‬اأردن‪ ،‬ط ‪ ،3‬ص ص ‪.195-193 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫اإطار ا ظري حول ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل اأول‬

‫ان مدعوما ذ ك ) وقد زاد حجم اإقراض ا مصرفي ا دو ي بما يقارب من ( ‪ ) 700‬في ا مائة خال‬
‫ا عقد ووصل إ ى حو( ‪ ) 700‬مليار دوار و م تقدم معظم ا تجاريين لبلدان ا امية إا ا قليل و لتحري‬
‫عن يفية إستخدام ا قروض و إعتمدو عوضا عن ذ ك على ضما ات ا سيادة ( ا ح ومات ) و عل‬
‫إ تاجية اإستثمار في ا بلدان ذات ا دخل ا م خفض قد إ خفضت بمقدار ا ثلث بين عقد ا ستي ات‬
‫وا سبعي ات أما دي ها ا خارجي فقد ت امى من ‪ 63‬مليار دوار عام ‪ 1970‬ا ى ‪ 562‬مليار دوار في عام‬
‫‪ 1980‬وقد برزت أزمة ا ديون في وقت تسببت فيه صدمات وهزات ا ساد ا عا مي وأسعار ا فائدة‬
‫ا حقيقية ا مرتفعة ومعدات ا تبادل ا تجاري في مطلع ا ثما ي ات في مش ات حادة تتعلق بخدمة ا ديون‬
‫با سبة لدول ا مدي ة دي ا باهضا أو بي ار و مت مدفوعات ا فوائد ا مستحقة على ا بلدان ا امية ب سبة‬
‫‪ 40%‬في ا مائة في فترة ‪ 1973 -1970‬ووصلت ا ى ‪ 14‬مليار دوار هو حوا ي‪ %3,2‬من اتجها‬
‫ا وط ي اإجما ي با مقارة بأقل من ‪ 1%‬قبل س ين اغير وفي عام ‪ 1982‬أعل ت ا م سيك من جا بها‬
‫تأجيل سداد ا ديون واضطر ثير من ا بلدان اأخرى ا ى دخول في اتفاقيات اعادة هي لة ا ديون مع‬
‫ا دائ ين ا رسميين وا ب وك ا تجارية وبحلول عام ‪ 1982‬ا ت ا ب وك ا تجارية قد وضعت فعا حدا‬
‫قروضها اإ ختيارية معظم ا بلدان ا امية أما ا مجموع ا لي لتحويات ا ما ية ا صافية في ا دول ا امية‬
‫وهو يمثل مصروف فعا من ا قروض ا طويلة اأجل مطروح م ه جملة خدمة ا ديون‪.‬‬
‫ا مطلب ا ثاني‪ :‬مفهوم ا مديونية ا خارجية‬
‫من ا ضروري أن حدد ما ا مقصود با مديو ية ا خارجية‪ .‬وذ ك أن اأرقام ا فعلية لمديو ية ا مستحقة‬
‫على ا دول ا امية تتجاوز ب ثير ما تشير إ يه ا بيا ات اإحصائية ا تي ت شرها ا مصادر ا محلية أو‬
‫ا دو ية عن ا ديون ا خارجية بلد ما أو مجموعة من ا دول‪.‬‬
‫وا مقصود با دين ا خارجي هي تلك ا تي إقترضها إقتصاد وط ي ما وا تي تزيد مدة ا قرض فيها عن‬
‫س ة واحدة أو أ ثر وت ون مستحقة اأداء لجهة ا مقرضة عن طريق ا دفع با عمات اأج بية أو عن‬
‫طريق تصدير ا سلع وا خدمات إ يها وي ون ا دفع إما عن طريق ا ح ومة ا وط ية أو ا هيئات ا رسمية‬
‫ا متفرعة ع ها أو عن طريق ا هيئات ا مستقلة واأفراد وا مؤسسات ا خاصة طا ما أن ا ح ومات ا وط ية‬
‫‪1‬‬
‫أو ا هيئات ا عامة ا رسمية ضام ة ا تزامات هؤاء اأفراد وا مؤسسات ا خاصة‪.‬‬
‫و ظ ار عدم وجود تعريف موحد وشامل لمديو ية ا خارجية فقد إشترك ل من ص دوق ا قد ا دو ي‬
‫(‪ )F.M.I‬وم ظمة ا تعاون اإقتصادي وا ت مية (‪ )O.C.D.E‬وا ب ك ا عا مي (‪ )BM‬في إعداد معجم‬

‫وهيبة ا سليما ي‪" :‬إدارة ا مديو ية"‪ ،‬دار اإبت ار ل شر وا توزيع‪ ،‬عمان اأردن‪ ،‬ط ‪ ، 2016 ، 1‬ص‪.21 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪3‬‬
‫اإطار ا ظري حول ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل اأول‬

‫يعتبر ضروريا فهم مش لة ا مديو ية وحسب تعريف‪ IWGEDES‬لديون ا خارجية ا ذي تب ا هذا ا معجم‬
‫فإن‪:‬‬
‫إجما ي ا ديون ا خارجية يساوي في تاريخ معين مبلغ اإ تزامات ا تعاقدية ا جارية ا تي تقضي إ ى عملية‬
‫دفع يقوم بها مقيمو بلد صا ح غير ا مقيمين به‪ .‬وا تي تتضمن اإ تزام بتسديد أصول ا ديون مرفوقا‬
‫‪1‬‬
‫با فوائد أو من دو ها أو تسديد ا فوائد مع اأصل أو دو ه‪.‬‬
‫ويقصد با مديو ية تلك ا عملية ا تي تتميز بحر ة تدفقات رؤوس اأموال في إتجا ا بلدان ا مقترضة من‬
‫ا بلدان ا دائ ة‪ .‬وع د إ قطاع حر ة ا تدفقات تحدث أزمة ا مديو ية ا خارجية وي ون سبب هذا اإ قطاع في‬
‫‪2‬‬
‫أغلب اأحيان راجحا إ ى عدم قدرة ا بلد على ا وفاء بإ تزاماته ا خارجية‪.‬‬
‫و حددت مجموعة عمل دو ية متعددة اأطراف س ة ‪ 1988‬ا مديو ية وا ديون ا خارجية على أ ها قيمة‬
‫اإ تزامات ا قائمة وا موزعة في أي فترة من ا زمن لمقيمين في دو ة معي ة تجا غير ا مقيمين دفع‬
‫اأساس مع وبدون فائدة أو دفع فائدة مع أو بدون أساس وهذا ا تعريف ا واسع لديون ا خارجية يتطلب‬
‫ظام مرن تدوين وادارة ا ديون ‪ ،‬ويتطلب ا معرفة ا املة افة اإ تزامات ا ما ية ا خارجية لدو ة‪ .‬وا تي‬
‫تشمل ديون ا ح ومة ‪ ،‬ديون ا ب ك ا مر زي‪ .‬وديون ا مؤسسات ا عامة وا خاصة ا مضمو ة أو ا غير‬
‫ا مضمو ة من طرف ا ح ومة ‪ .‬وتشمل ذ ك ا عمليات ا ما ية اأخرى اأعوان اإقتصاديون مثل‪:‬‬
‫اإستثمار ا مباشر‪.‬‬
‫و ضمان إدارة جيدة لديون يجب عدم إغفال أي من ا م و ات اأساسية لمديو ية ‪ .‬مايستوجب إستخدام‬
‫تعريفا ضيقا* لمديو ية يشمل ل ا ديون ا متوسطة وطويلة اأجل وا مستحقة على ا ح ومة أو مضمو ة‬
‫من طرفها‪ .‬وهذا يتضمن ديون ا قطاع ا خاص أ ها تخضع فس ا قوا ين وا ترتيبات ا متعلقة با ديون‬
‫ا مستحقة على ا قطاع ا عام‪.‬‬
‫إن ا تعريف ا موسع لمديو ية يم ن أن يضيف ا ديون ا ح ومية قصيرة اأجل و ذ ك ديون ا قطاع‬
‫‪3‬‬
‫ا خاص غير ا مضمو ة‪.‬‬

‫مصطفى يوسف افي‪" :‬اأزمة ا ما ية اإقتصادية ا عا مية و حو مة ا شر ات"‪ ،‬م تبة ا مجتمع ا عربي ل شر و ا توزيع‪ ،‬ط ‪ ،2012 ،1‬ص‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.62‬‬
‫قحايرية آمال‪" :‬أسباب شأة أزمة ا مديو ية ا خارجية لدول ا امية"‪ ،‬مجلة إقتصاديات شمال إفريقيا‪ -‬عدد ‪.3‬‬ ‫‪2‬‬

‫"إدارة ا ديون ا خارجية"‪ :‬سلسلة دورية تع ي بقضايا ا ت مية في اأقطار ا عربية‪ ،‬ا عدد ا ثاثون‪ -‬يو يو‪/‬حزيران‪ ،2004 ،‬ص‪. 05 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫*إستخدم ا مؤ ف مصطلح ضيقا ن إرتأي ا أن ا مصطلح اأ سب هو واسعا‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫اإطار ا ظري حول ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل اأول‬

‫ا مبحث ا ثاني‪ :‬أسباب ‪ ،‬آثار و مؤشرات ا مديونية ا خارجية‬


‫م ت ن ا مديو ية ا خارجية ا تي قيدت ا دول ا امية ا تي جأت ها و يدت ا صدفة بل ا ت مجمل‬
‫ا ظروف ا تي عا ت م ها هذ اأخيرة‪ ،‬سواءا ا ت داخلية أو خارجية ‪ ،‬حيث جأت ها حل اأزمات‬
‫اإقتصادية ا تي وقعت فيها‪.‬‬
‫س ت اول في هذا ا مبحث أسباب و آثار و مؤشرات ا مديو ية ا خارجية‪.‬‬
‫ا مطلب اأول‪ :‬أسباب ا لجوء لمديونية ا خارجية*‬
‫و تتمثل أسباب أزمة ا ديون ا خارجية في مجموعتين‪ ،‬اأو ى‪ :‬داخلية‪ :‬و ا تي تمثلت بتزايد عجز في‬
‫ا موازين ا عامة‪ ،‬و ا عجز في ميزان ا مدفوعات‪ ،‬و ا تي أدت إ ى سياسات قدية توسعية تمويل هذ‬
‫ا عجوزات مما ان ه في ا هاية أثر على إرتفاع اأسعار‪ ،‬ا ثا ية‪ :‬خارجية و ا تي تضم ثاث‬
‫مجموعات‪ :‬اأو ى ا زيادة ا سريعة في أسعار ا فائدة باأسواق ا ما ية ا دو ية‪ ،‬و ا ساد ا عا مي‪ ،‬توسيع‬
‫أسواق ا تصدير أمام ا صادرات ا عربية‪ ،‬و تضم ا مجموعة ا ثا ية عوامل تتمثل بإ خفاض شروط ا تبادل‬
‫ا تجاري بين ا دول ا عربية و ا ص اعية‪ ،‬و تتأ ف ا مجموعة ا ثا ثة من تدفقات ا تمويل ا خارجي خاصة‬
‫‪1‬‬
‫من ا ب وك ا تجارية ا تي ا ت ت مو بسرعة‪ ،‬و بآجال استحقاق متزايدة ا قصر‪:‬‬
‫أوا‪ :‬اأسباب ا داخلية‬
‫‪ -1‬ا عجز في ا موازين ا عامة‪:‬‬
‫من ا عوامل ا داخلية ا رئيسية ا تي أدت إ ى تفاقم أزمة ا ديون ا خارجية ا عجز ا مستمر في ا موازة‬
‫ا عامة (ا عجز ا داخلي) تيجة إختاات ا هي لية –ا جا ب ا حقيقي‪ -‬و ا تي أدت إ ى توسع قدي‪ ،‬و‬
‫من ثم إ ى ارتفاع معدات اأسعار في هذ ا دول –ا جا ب ا قدي‪ ،-‬يعرف ا عجز عادة بأ ه ا فرق‬
‫ا سا ب بين اإيرادات ا عامة و ا فقات ا عامة‪ ،‬و قد واجهت ا دو ة ا عربية خاصة ا متوسطة و‬
‫ا م خفضة ا دخل عج از ما يا تيجة تزايد اإ فاق ا ح ومي مع بداية ا ثما ي ات‪ ،‬و ا ذي تزيد بمعدل س وي‬
‫حوا ي ‪ %20‬عام ‪ 1979‬و ‪ %37‬عام ‪ ،1987‬و يعود ذ ك إ ى ا توسع ا بير في ا فقات ا ح ومية من‬
‫جهة‪ ،‬و إ ى قصور اإيرادات ا محلية باإضافة إ ى ا خفاض ا مساعدات ا خارجية من جهة أخرى‪ ،‬و قد‬
‫أدت هذ ا عوامل إ ى عجز مستمر في مي از ية دول هذ ا مجموعة ( متوسطة و م خفضة ا دخل) بلغت‬
‫سبة ‪ %15,5‬من ا اتج ا محلي اإجما ي عام ‪ 1979‬ا خفض إ ى ‪ %10,5‬عام ‪ ،1986‬و با سبة‬
‫لدول ا عربية ا مصدرة ل فط فإ ه على ا رغم من تزايد ا عجز في موازين ا عامة هذ ا دول إا أ ه ما ازل‬

‫مجدي محمود شهاب‪" :‬اإتجاهات ا دو ية مواجهة أزمة ا ديون ا خارجية"‪ ،‬ا دار ا جامعية‪ ،‬لية ا حقوق‪ ،‬جامعة اإس درية‪ ،‬ص ص ‪.33-22‬‬ ‫‪1‬‬

‫* تتعلق هذ اأسباب با دول ا عربية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اإطار ا ظري حول ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل اأول‬

‫أقل حدة و تأثي ار م ه في ا دول ا عربية ا متوسطة و ا م خفضة ا دخل‪ ،‬و ترجع ا زيادة في ا عجز في دول‬
‫هذ ا مجموعة إ ى ا حفاض أسعار ا فط‪ ،‬و من ثم ا خفاض عائد ا صادرات‪ ،‬و ا تي تش ل حوا ي‬
‫‪ %90‬من اإيرادات ا لية من جهة‪ ،‬و عدم قدرة هذ ا دول على تخفيض اإ فاق تيجة خطط ا ت مية‬
‫ا تي سارت عليها هذ ا دول من جهة أخرى‪ ،‬و يجب اإشارة إ ى أن ا عجز في ا مي از يات ا ح ومية في‬
‫ا دول ا فطية قد ا يؤدي با ضرورة إ ى تفاقم أزمة مديو ية هذ ا دول‪ ،‬و ذ ك تيجة إحتياطيات‬
‫ا بيرة‪ ،‬و اإستثمارات طويلة اأجل ا تي تمل ها هذ ا دول مقارة با قروض قصيرة اأجل ا تي تحصل‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ -2‬ا عجز في ميزان ا مدفوعات‪:‬‬
‫أحد ا عوامل ا داخلية اأخرى ا تي أدت إ ى تفاقم أزمة ا ديون ا خارجية هو ا عجز ا مستمر في ميزان‬
‫مدفوعات ا دول ا عربية ا مدي ة و خاصة ا متوسطة و ا م خفضة ا دخل‪ ،‬و اشك أن ميزان ا مدفوعات‬
‫بما يع سه من ب ود و أعباء و موارد يمثل صورة صادقة إقتصاد ا قومي و خاصة درجة إ فتاحه على‬
‫ا عا م ا خارجي‪ ،‬و قد عا ت ا دول ا عربية ا متوسطة و ا م خفضة ا دخل في ا حساب ا جاري و ا تجاري‬
‫خال ا فترة ‪ ، 1986-1975‬حيث أن ا مو ا ذي حدث في ا مديو ية ا خارجية هذ ا دول ان موا با‬
‫لعجز في ا حساب ا جاري موازين ا مدفوعات‪ ،‬و قد سجلت ا حسابات ا جارية مجموعة ا دول‬
‫ا متوسطة ا دخل عج از مستمرا‪ ،‬بلغ حوا ي ‪ 7,3‬بليون دوار عام ‪ ،1984‬بي ما م يزد ا عجز في ا دول‬
‫ا م خفضة ا دخل (اأقل مو) عن ‪ 900‬مليون دوار في ا عام فسه و قد بلغ ا عجز مثا‪ ،‬في ا حساب‬
‫ا جاري حوا ي ‪ %62,2‬من ا اتج ا محلي اإجما ي في اأردن عام ‪ ،1986‬و ‪ ،%15,2‬في مصر و‬
‫‪ %51,3‬في ا يمن ا ج وبي و ‪ %38,1‬في ا يمن ا شما ي‪.‬‬
‫و على ا رغم من ا تحسن ا سبي في اأداء خال ا فترة ‪ 1987-1986‬فإن موازين مدفوعات دول هذ‬
‫ا مجموعة ا تزال تعا ي من إختاات مزم ة تتمثل في توا ي ظهور ا عجز في ا موازين ا جارية و‬
‫ا تجارية‪ ،‬اأمر ا ذي يستدعي ا بحث عن مصادر لتمويل و إ ى ا حاجة إ ى اتخاذ اإجراءات ا ازمة‬
‫تصحيح اإختاات ا تي تقف وراء ا عجز‪ .‬و تلعب ا تحويات ا خاصة و ا رسمية إ ى دول هذ‬
‫ا مجموعة دو ار بار از في تغطية جزء من ا عجز في موازين ا سلع و ا خدمات‪ ،‬و يجري تغطية ا جزء‬
‫اأخير بوساطة اإستثمارات اأج بية أو اإقتراض من ا خارج‪ ،‬مما قاد إ ى ت ار م ا مديو ية ا خارجية في‬
‫هذ ا دول‪ ،‬و تعاظم عبء خدماتها‪ ،‬فأدى في ا عديد م ها إ ى ظهور ا متأخرات‪ ،‬و با تا ي زيادة‬
‫ا ضغوط على موازين ا مدفوعات‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اإطار ا ظري حول ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل اأول‬

‫ثانيا‪ :‬اأسباب ا خارجية‬


‫ه اك أسباب أخرى أدت إ ى تزايد حجم ا ديون ا خارجية ا عربية مثل تدهور شروط ا تبادل ا تجاري لدول‬
‫ا عربية باإضافة إ ى اتساع ا قروض من ا ب وك ا تجارية و ا ذي صاحبها ارتفاع حاد في أسعار ا فائدة‪.‬‬
‫‪ -1‬ا ساد و تدهور شروط ا تبادل ا تجاري‪:‬‬
‫قد أدى تب ي ا دول ا ص اعية بعض ا سياسات اإ ماشية في هاية ا سبعي ات و بداية ا ثما ي ات إ ى‬
‫تدهور ا مو اإقتصادي في هذ ا بلدان مما أوقعها في حا ة ر ود إقتصادي مما أدى إ ى ا خفاض‬
‫ا طلب على صادرات ا دول ا امية‪ ،‬و من ضم ها ا دول ا عربية و تدهور معدات تباد ها‪ ،‬و قد أدى‬
‫هذا إ ى ا خفاض صادرات ا دول ا عربية من ا مواد اأو ية باإضافة إ ى تشبع ا سوق ا بترو ية ا عا مية‪،‬‬
‫و ا ذي أدى بدور إ ى ا خفاض حاد في أسعار ا فط ا عا مية‪ ،‬و من ثم في عائدات ا دول ا عربية‬
‫ا فطية‪ ،‬و في ا وقت فسه استمرت أسعار ا سلع ا مص عة في اإرتفاع‪ ،‬و خاصة ا سلع اإستها ية و‬
‫ا ترفيهية مما أدى إ ى جوء هذ ا دول إ ى اإقتراض ا خارجي سد مثل هذا ا عجز في ا موارد‪ ،‬قد‬
‫واجهت ا دول ا عربية غير فطية تدهو اًر مستم اًر في شروط تجارتها ا دو ية تراوح بين ‪ %23‬في اأردن و‬
‫حوا ي ‪ %5‬في ا مغرب خال ا فترة ‪.1985-1975‬‬
‫و تشير إحصائيات ص دوق ا قد ا دو ي إ ى أن اأسعار ا حقيقية لموارد ا خام ا زراعية و ا معد ية و‬
‫ا تي تمثل معظم صادرات ا دول ا عربية في عام ‪ 1985‬م ت ن فقط أقل من أسعار ‪ ،1975-1974‬بل‬
‫أقل بحوا ي ‪ %30‬من متوسط أسعار ا ثاثين س ة ماضية‪ ،‬و هذا يع ي أن ا دول ا عربية واجهت في‬
‫هاية ا سبعي ات و بداية ا ثما ي ات تدهو ار حاداً في معدات تباد ها ا تجاري‪ ،‬و حجم صادراتها مما أدى‬
‫إ ى زيادة ديو ها‪ ،‬و قد لف تدهور شروط ا تجارة ا دو ية ا عربية ما يزيد عن ‪ 23‬بليون دوار على هيئة‬
‫ا خفاض في ا فائض ا تجاري خال ا فترة ‪ ،1987-1981‬و إذا علم اأن تدهور شروط ا تجارة ما هو إا‬
‫مزيج من إ خفاض أسعار ا صادرات‪ ،‬و ارتفاع أسعار ا واردات‪ ،‬فإن إ خفاض أسعار ا صادرات ا عربية‬
‫أدى إ ى أن تخسر ا دول ا عربية ما يزيد عن ‪ 21‬بليون دوار من ا فائض ا تجاري‪ ،‬ما أن ارتفاع أسعار‬
‫ا واردات لفها ما يزيد عن ‪ 8‬بايين دوار من ذ ك ا فائض خال ا فترة فسها‪ .‬و ظ اًر أن ا خفاض‬
‫أسعار ا صادرات ان في معظمه اجما عن ا تطورات في سوق ا فط‪ ،‬فقد أ صبت ل آثار على ا دول‬
‫ا عربية ا م تجة ل فط‪ .‬ما وقعت معظم آثار ارتفاع أسعار ا واردات (حوا ي ثلثيها) على تلك ا دول‬
‫فسها‪ ،‬ظ اًر أ ها تشغل ا جا ب اأ بر من ا واردات ا عربية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫اإطار ا ظري حول ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل اأول‬

‫‪ -2‬سياسات اإقراض ا دو ية و إرتفاع أسعار ا فائدة‪:‬‬


‫ان سياسات اإقراض ا دو ية و ارتفاع أسعار ا فائدة دور رئيسي في زيادة حجم ا ديون ا خارجية لدول‬
‫ا عربية ا مدي ة‪ .‬و قد توسعت بعض ا بلدان ا عربية في اإقتراض‪ ،‬و اإعتماد على ا تدفقات ا ميسرة و‬
‫غير ا ميسرة حيث أدى اإتجا إ ى اإقتراض ا تجاري قصير اأجل و بفوائد مرتفعة إ ى زيادة اأعباء‬
‫ا ما ية على بعض ا دول ا عربية مثل مصر و ا جزائر و ا مغرب‪ .‬و قد تدفقت فوائض ا دو ة ا مصدرة‬
‫ل فط (أوبك) إ ى أسواق ا قد ا دو ية على ش ل ودائع جارية و استثمارات قصيرة اأجل و خاصة في‬
‫عامي ‪ 1979 ،1973‬و في ا مقابل قامت ا ب وك ا تجارية بإعادة إقراض هذ اأرصدة إ ى ا دول‬
‫ا امية‪ ،‬و من ضم ها ا دول ا عربية ا تي تعا ي من عجز في موازين مدفوعاتها مما ان ه دور بير في‬
‫إيجاد مش لة ا ديون ا خارجية هذ ا دول‪ ،‬في ا وقت ا ذي ان ا مستوى ا عام أسعار يزداد ارتفاعا في‬
‫هاية ا سبعي ات‪ ،‬و ا ت معدات ا فائدة ا تي تطلبها ا ب وك ا تجارية على قروضها م خفضة‪ ،‬بحيث‬
‫أصبحت معدات ا فائدة ا حقيقية سا بة في بعض اأحيان مما دفع عدداً بي اًر من ا دول ا عربية إ ى زيادة‬
‫اقتراضها تمويل فقاتها ا عامة‪ ،‬و موازين مدفوعاتها‪ .‬و ذ ك ان تيسير إجراءات اإقتراض و سرعتها‬
‫من قبل ا ب وك ا تجارية‪ ،‬مقارة باإقتراض من ا مصادر ا رسمية‪ ،‬أشرفى من توجه ا ح ومات ا عربية إ ى‬
‫ا مؤسسات ا خاصة إقتراض م ها‪ ،‬مما أدى إ ى زيادة ا صيب ا سبي لديون ا مستحقة مصادر خاصة‬
‫على حساب ا صيب ا سبي لديون ا رسمية‪.‬‬
‫و قد حدث خال فترة ا سبعي ات تغير صا ح سبة ا ديون ا مستحقة مصادر خاصة‪ ،‬و ا تي تتسم‬
‫بارتفاع أسعار ا فائدة‪ ،‬و قصر مدتها ا زم ية‪ .‬ففي عام ‪ 1972‬مثا ان صيب ا مصادر ا خاصة حوا ي‬
‫‪ %29‬من إجما ي ا ديون ا مستحقة على ا دول ا عربية و ا تي ارتفعت إ ى ‪ %48,1‬عام ‪ ،1979‬إا أ ها‬
‫بدأت في اإ خفاض تصل حوا ي ‪ %26,9‬من إجما ي ا ديون ا عربية عام ‪ ،1989‬على ا رغم من أن‬
‫صيب مصادر اإقراض ا خاصة من إجما ي ا ديون ا عربية قد إ خفض خال ا س وات اأخيرة مقارة‬
‫ب هاية ا سبعي ات و بداية ا ثما ي ات‪ ،‬و ارتفع با مقابل صيب ا مصادر ا رسمية (ا ث ائية و ا متعددة و‬
‫اأطراف)‪.‬‬
‫ا مطلب ا ثاني‪ :‬آثار ا مديونية ا خارجية‬
‫يؤ د ا تاريخ اإقتصادي على أن ا مديو ية ا خارجية خال ا قرن ا ثامن عشر وا تاسع عشر قد عبت دو ار‬
‫بي ار في است زاف ا فوائض اإقتصادية با بلدان ا متخلفة‪ .‬وأن هذ ا ظاهرة قد أدت بسبب شروطها‬
‫ا قاسية‪ ،‬إ ى تدهور حاد في مختلف ا مؤشرات اإقتصادية واإجتماعية هذ ا بلدان تصبح في هاية‬
‫ا مطاف عاما من عوامل ا وصاية واإحتال‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫اإطار ا ظري حول ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل اأول‬

‫إن ا تاريخ اإقتصادي يعيد فسه بأش ال أخرى خال ا قرن ا عشرين فتطور ظاهرة ا مديو ية ا خارجية‬
‫بش ل ا يت اسب وطاقة اقتصاديات ا بلدان ا متخلفة قد إ جر ع ه تائج سلبية لغاية وفي مختلف‬
‫‪1‬‬
‫ا مجاات اإقتصادية واإجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -1‬آثار ا مديونية ا خارجية على ا قدرة ا ذاتية إستيراد‪:‬‬
‫يتفق ا ل على ا عاقة ا وثيقة بين مستوى ا واردات ومستوى ا شاط اإقتصادي‪ ،‬حيث يم ن إبرازها على‬
‫ثاثة مستويات أساسية‪:‬‬
‫ا مستوى اأول‪ :‬مستوى اإستهاك ا محلي‬
‫ما ا ت ا بلدان ا متخلفة عاجزة عن تلبية حاجاتها ظ ار ضعف وهشاشة هيا ل إقتصادياتها أسباب‬
‫تاريخية معروفة‪ ،‬ذا فإ ها مجبرة على اإستيراد بش ل جزئي أو لي لمواد اإستها ية اأساسية‪ ،‬أي تلك‬
‫ا تي ت تج ب ميات أقل من حاجات اإستهاك ا محلي‪ ،‬أو حتى تلك ا تي اي تجها اإقتصاد أصا‪.‬‬
‫ا مستوى ا ثاني‪ :‬مستوى اإنتاج ا جاري‬
‫فا بلدان ا متخلفة أيضا مجبرة على إستيراد ا سلع ا وسيطية و قطع ا غيار ت شيط جهازها اإ تاجي وذ ك‬
‫بح م عاقات ا تبعية ا تجارية وا تق ية‪.‬‬
‫ا مستوى ا ثا ث‪ :‬اإستثمار‬
‫قامت ا بلدان ا متخلفة بعد حصو ها على استقا ها ا سياسي‪ ،‬بوضع برامج ت موية طموحة و ذ ك بهدف‬
‫ا قضاء على اإختاات ا هي لية إقتصادياتها‪ ،‬و تجاوز تلك ا تشوهات ا تي تشوبها و إعادة بعث عملية‬
‫ا ت مية اإقتصادية و ا إجتماعية بها‪ ،‬و ما ا ت هذ ا بلدان عاجزة على إ تاج مختلف ا تجهيزات‬
‫ا ضرورية مختلف ا وحدات اإ تاجية‪ ،‬فقد قامت وتقوم بإستيرادها من ا بلدان ا رأسما ية ا متطورة‪.‬‬
‫‪ -2‬آثار ا مديونية ا خارجية على اإنتاج و اإستثمار و ا توظيف في ا بلدان ا متخلفة‪:‬‬
‫ظ ار إرتباط ا وثيق بين ا واردات و ا متغيرات اأساسية من إ تاج و إستثمار و توظيف ‪ ...‬و ما ا ت‬
‫ا مديو ية ا خارجية لبلدان ا متخلفة تتزايد بوتيرة سريعة ما سبقت اإشارة ‪ ،‬و با ظر إرتفاع خدمات‬
‫ا دين ا خارجي في ظل شح ا مصادر ا خارجية‪ ،‬خاصة بعد إ فجار أزمة ا مديو ية ا خارجية في س ة‬
‫‪1982‬؛ إضطرت ا بلدان ا مدي ة لضغط على وارداتها بش ل بير وذ ك لوفاء بإ تزاماتها ا خارجية‪،‬‬
‫حيث تؤ د ا بيا ات اإحصائية ا صادرة عن ا ب ك ا عا مي‪ ،‬أ ه وخال ا فترة ‪ ،1985-1980‬فقد‬

‫روابح عبد ا باقي‪" :‬ا مديو ية ا خارجية واإصاحات اإقتصادية في ا جزائر"‪ ،‬أطروحة مقدمة يل شهادة د تو ار في ا علوم اإقتصادية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫ا عقيد ا حاج خضر‪ -‬بات ة ‪ ،‬لية ا علوم اإقتصادية و علوم ا تسيير‪ ،2006/2005 ،‬ص ص‪. 60- 48 :‬‬

‫‪9‬‬
‫اإطار ا ظري حول ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل اأول‬

‫إضطرت ا بلدان ا مدي ة لضغط على وارداتها بش ل بير وذ ك لوفاء بإ تزاماتها ا خارجية‪ ،‬حيث تؤ د‬
‫ا بيا ات اإحصائية ا صادرة عن ا ب ك ا عا مي‪ ،‬أ ه وخال ا فترة ‪ 1985-1980‬ا خفضت واردات‬
‫ا بلدان ا متخلفة بحوا ي ‪ 100‬مليار دوار‪ ،‬في حين ا ت ا وضعية أ ثر حرجا با سبة لبلدان ا مثقلة‬
‫با ديون‪ ،‬إذ تراجعت وارداتها بأ ثر من ا ثلث (‪ )3/1‬خال ا فترة ‪ .1983-1981‬ومع تراجع ا واردات‬
‫تأثرت ا مؤشرات اإقتصادية اأساسية بش ل بير‪ ،‬فبا سبة إستهاك فقد شهدت ا سلع اإستها ية‬
‫ا ضرورية إرتفاعا في اأسعار‪ ،‬في حين عرفت ا سلع ا وسيطية ا مستوردة وقطع ا غيار إ خفاضا واضحا‬
‫أدى إ ى تراجع ا طاقة اإ تاجية في ا عديد من ا قطاعات اإ تاجية‪ .‬وقد إقترن هذا ا وضع بإعادة ا ظر‬
‫في ا عديد من ا مشاريع اإستثمارية و إ غاء جزء هام م ها بسبب عدم مقدرة ا دو ة على تمويل عمليات‬
‫اإ تاج وا تجهيز مختلف ا وحدات ا ت موية ا مبرمجة ما هو ا حال با سبة لجزائر في هاية ا ثما ي ات‪.‬‬
‫‪ -3‬أثر ا مديونية ا خارجية على ا مستوى ا عام أسعار‪:‬‬
‫تؤ د ا عديد من ا دراسات على وجود عاقة وثيقة بين ا مديو ية ا خارجية واإرتفاع ا بير لمستوى ا عام‬
‫أسعار با بلدان ا مدي ة و با تا ي فإن تزايد ا مديو ية ا خارجية بهذ ا بلدان يم ن أن يفسر جزئيا اإرتفاع‬
‫ا بير لمستوى ا عام اأسعار على اعتبار أن ه اك عوامل موضوعية أخرى اإختاات ا هي لية‪،‬‬
‫ا سياسات ا قدية وا ما ية ا توسعية‪ ...‬ا تي تعتبر من ا عوامل ا مفسرة ظاهرة ا تضخم‪ ،‬و ذ ك س حاول‬
‫ا تر يز وبإختصار على ا عاقة بين ا ظاهرة ا مع ية وا مستوى ا عام أسعار في ا قاط اأربع ا تا ية‪:‬‬
‫أوا‪ :‬تميل اأسعار حو اإرتفاع حي ما تبدأ عملية سداد خدمات ا دين ا خارجي وباأخص إذا ا ت‬
‫ا مشروعات ا تي تم تمويلها عن طريق ا قروض اأج بية ا تعمل بطاقتها ا قصوى‪ ،‬وهو اأمر ا شائع‬
‫عادة في ا بلدان ا متخلفة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما ا ت معظم ا قروض‪ ،‬ما سبقت اإشارة مشروطة بعمليات توريد سلع صف مص عة أو سلع‬
‫رأسما ية من ا بلد ا مقرض‪ ،‬فإن مختلف ا دراسات و ا تقارير تؤ د أن أسعار هذ ا م تجات في بعض‬
‫اأحيان زادت بأ ثر من ‪ %100‬على إعتبار أن ا مورد يجد فسه في حا ة إحت ار‪ ،‬مما يؤدي إ ى‬
‫إ خفاض ا قوة ا شرائية لقرض إ ى ا صف في ا وقت ا ذي يدفع فيه ا بلد ا مدين سعر ا فائدة على ا قيمة‬
‫اإسمية‪ ،‬هذا دون أن سى اإرتفاع ا بير أسعار ا فائدة مع بداية ا ثما ي ات بعد رفع ا وايات ا متحدة‬
‫اأمري ية أسعار ا فائدة بهدف جلب ا مزيد من رؤوس اأموال ‪ ...‬في هذ ا حا ة ترتفع ت ا يف مختلف‬
‫ا مشاريع با بلدان ا مختلفة و ت ع س هذ ا ت لفة اإضافية سلبا على أسعار ا سلع ا محلية مما يفقد ا‬
‫ا قدرة على م افسة ا سلع اأج بية ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫اإطار ا ظري حول ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل اأول‬

‫إن ا تأثير ا سلبي لعوامل ا خارجية ؛ ا مذ ورة سلفا؛ على مستويات اأسعار ا محلية يعرف با تضخم‬
‫ا مستورد ؛ ويم ن قياسه با عاقة ا تا ية ‪:‬‬
‫ا تضخم ا مستورد = ا خسائر ا ناجمة عن إرتفاع أسعار ا واردات×‪ /100‬إجما ي اإنفاق ا قومي‬
‫بأسعار ا خارجية‬
‫ثا ثا‪ :‬ا شك أيضا في أن ضعف ا قدرة اإستيرادية لدو ة تيجة إرتفاع خدمة ا ديون ا خارجية ‪ ،‬ه أثر‬
‫اأ بر على إرتفاع أسعار ا سلع ا ضرورية صيا ة و تجديد وسائل اإ تاج حيث سيؤدي إ ى إ خفاض‬
‫عرض ا سلع مما يؤدي في ا هاية إ ى إرتفاع اأسعار‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬مع زيادة ضغط ا مديو ية و جوء ا بلدان ا مختلفة إ ى تب ي برامج لتصحيح ا هي لي ما س رى‬
‫احقا ؛ من بين ما يشترطه ص دوق ا قد ا دو ي تخفيض قيمة ا عملة زيادة ا قدرة ا ت افسية لسلع‬
‫ا محلية‪ ،‬مما يؤدي إ ى زيادة ا صادرات من جهة‪ ،‬و إ خفاض ا طلب ا محلي على ا واردات ا تي ترتفع‬
‫قيمتها با عملة ا محلية مما يعيد ا توازن ا مفقود لميزان ا تجاري ‪ .‬غير أن هذا اإجراء شأ ه شأن ا عديد‬
‫من ا تدابير أو اإجراءات ا تي يتضم ها ا برامج ها آثار تضخمية آ ية ‪ ،‬و ذا فإ ه يس مستغربا أن‬
‫تقترن هذ ا ظاهرة ؛ أن ظاهرة ا تضخم با بلدان ا مختلفة ا تي تعا ي من أزمة ا مديو ية أو ا تي إعتمدت‬
‫ب ارمج لتصحيح اإقتصادي‪.‬‬
‫ا جدول رقم (‪ : )01‬مقارة تطور معدات ا تضخم با بلدان ا متخلفة مع مثياها في ا بلدان ا ص اعية‬
‫ا سبة‪%:‬‬ ‫خال ا فترة ‪2001–1970‬‬
‫‪02‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪79-70‬‬ ‫ا سنوات‬
‫ا بيان‬
‫‪1,5‬‬ ‫‪2,3‬‬ ‫‪1,5‬‬ ‫‪2,5‬‬ ‫‪3,1‬‬ ‫‪3,0‬‬ ‫‪4,6‬‬ ‫‪3,3‬‬ ‫‪4,3‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫م‪.‬ا تضخم‪.‬‬
‫ب‪.‬ا صناعية‬
‫‪5,4‬‬ ‫‪5,8‬‬ ‫‪10,2‬‬ ‫‪21,7‬‬ ‫‪50,7‬‬ ‫‪46,8‬‬ ‫‪36,2‬‬ ‫‪70,5‬‬ ‫‪38,6‬‬ ‫‪26,6‬‬ ‫‪18,1‬‬ ‫م‪.‬ا تضخم‪.‬‬
‫ب‪.‬ا متخلفة‬
‫‪9,3‬‬ ‫‪14,2‬‬ ‫‪9,0‬‬ ‫‪33,9‬‬ ‫‪34,6‬‬ ‫‪31,2‬‬ ‫‪24,3‬‬ ‫‪12,7‬‬ ‫‪20,4‬‬ ‫‪16,2‬‬ ‫‪12,7‬‬ ‫‪-‬أفريقيا‬
‫‪1,9‬‬ ‫‪1,8‬‬ ‫‪7,7‬‬ ‫‪11,9‬‬ ‫‪14,7‬‬ ‫‪10,3‬‬ ‫‪7,6‬‬ ‫‪31,3‬‬ ‫‪25,3‬‬ ‫‪13,1‬‬ ‫‪9,5‬‬ ‫‪-‬آسيا‬
‫‪8,7‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪9,2‬‬ ‫‪35,9‬‬ ‫‪210,2‬‬ ‫‪208,8‬‬ ‫‪129,1‬‬ ‫‪177,5‬‬ ‫‪131,9‬‬ ‫‪54,8‬‬ ‫‪34,8‬‬ ‫‪-‬أمري ا‬
‫ا جنوبية‬

‫ا مصدر‪ :‬من إعداد ا باحثتان إست ادا إ ى‪:‬‬


‫ا تقرير ا عربي ا موحد س ة ‪ 1987‬س ة ‪ 1984‬ص ‪.241‬‬ ‫‪-‬‬
‫ا تقرير ا عربي ا موحد س ة ‪ 1998‬لفترة ‪ 1995-1991‬ص ‪.204‬‬ ‫‪-‬‬
‫ا تقرير ا عربي ا موحد س ة ‪ 2003‬لفترة ‪ 2002 -1998‬ص ‪.240‬‬ ‫‪-‬‬

‫إن ماحظة ا بيا ات في ا جدول أعا تسمح ا بإيداء ا عاقات ا تا ية‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫اإطار ا ظري حول ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل اأول‬

‫‪ -‬إن معدل ا تضخم في ا بلدان ا متخلفة ا تقل من ‪ %18,1‬خال ا فترة ‪ 1979-1970‬إ ى‬


‫‪ %70,5‬س ة ‪ 1988‬يعرف بعد ذ ك مرحلة تذبذب و ن يبقى مرتفعا وذ ك حتى س ة ‪،1955‬‬
‫أين شهد مرحلة معا سة تماما‪ ،‬إذ إ تقل من ‪ %21,7‬س ة ‪ 1995‬إ ى مستوى ‪ %5,4‬س ة‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ -‬تؤ د ا بيا ات اإحصائية حقيقة أساسية وهي أ ه وفي ا وقت ا ذي تعا ي فيه ا بلدان ا متخلفة من‬
‫اإرتفاع ا فاحش في معدل ا تضخم‪ ،‬فإن ا بلدان ا ص اعية م يتجاوز فيها سبة ‪ %5‬خال ا فترة‬
‫‪.2002-1988‬‬
‫‪ -‬إقتران معدل ا تضخم ا مرتفع بم اطق جغرافية تتر ز فيها ا مديو ية ا خارجية؛ حيث تشير ا بيا ات‬
‫اإحصائية أن ا م طقة اأ ثر تضر ار هي م طقة أمري ا ا اتي ية‪ ،‬أين تجاوز معدل ا تضخم بها س ة‬
‫‪ 1988‬سبة ‪%177‬؛ ورغم إ خفاضها ا سبي س ة ‪ 1991‬إ ى مستوى ‪%129‬؛ إا أ ه عاود اإرتفاع‬
‫بقوة س تي ‪ 1944‬و ‪ 1995‬يصل إ ى‪ 208,8 :‬و‪ %210,2‬على ا توا ي؛ يعرف بعد ذ ك هذا ا معدل‬
‫إ خفاضا محسوسا في ا فترة ا احقة‪ .‬هذا مع اإشارة أن معدل ا تضخم يختلف من بلد آخر داخل فس‬
‫ا م طقة‪ ،‬فمثا با سبة لب ارزيل س ة ‪ 1985‬ان معدل ا تضخم يقدر ب‪ %220‬في ا وقت ا ذي تجاوز‬
‫‪ %205,0‬في أوت س ة ‪ 1985‬في بو يفيا‪ .‬إن ارتفاع معدل ا تضخم بهذ ا بلدان ا ت ه آثار سلبية‬
‫على اإ تاج وا عما ة وعلى مستويات ا معيشة لس ان‪.‬‬
‫‪ -4‬أثر ا مديونية ا خارجية على ا تدفق ا صافي لموارد ‪:‬‬
‫ن‬ ‫ا يم ن إرجاع ا عجز بميزان مدفوعات ا بلدان ا مختلفة إ ى خدمات ا دين ا خارجي فقط ‪ ،‬و‬
‫مساهمة هذا اأخير في ا عجز ا يم ن في فس ا وقت ا تغاضي ع ها ‪ ،‬على إعتبار أن خدمات ا دين‬
‫با سبة بعض ا بلدان ا مختلفة بلغت مستويات حرجة اأمر ا ذي يش ل ضغطا حقيقيا على ميزان‬
‫ا مدفوعات ‪:‬‬
‫ا جدول رقم (‪ : )02‬ا تحويل ا صافي لموارد إ ى ا بلدان ا مختلفة اأ ثر مديو ية خال ا فترة ‪-1980‬‬
‫‪1988‬‬
‫‪1988‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪1986‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫‪1984‬‬ ‫‪1983‬‬ ‫‪1982‬‬ ‫‪1981‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫ا سنوات‬ ‫ا بيان‬

‫‪50,1‬‬ ‫‪38,4‬‬ ‫‪28,7‬‬ ‫‪22,9‬‬ ‫‪10,2‬‬ ‫‪4,5‬‬ ‫‪18,3‬‬ ‫‪35,1‬‬ ‫‪30,6‬‬ ‫لبلدان ا متخلفة‬

‫‪39,3‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪32,2‬‬ ‫‪32,4‬‬ ‫‪25,1‬‬ ‫‪14,3‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫‪18,3‬‬ ‫‪8,8‬‬ ‫ا مثقلة‬ ‫لبلدان‬
‫با ديون‬
‫‪source: Marc raffinot dette exterieure et ajustement structurel – edicef / aupelf 1991:p51.‬‬

‫‪12‬‬
‫اإطار ا ظري حول ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل اأول‬

‫إن زيادة ضغط ا مديو ية ا خارجية قد و د أحد ا ت اقضات اأساسية وهي أ ه وفي ا وقت ا ذي تحتاج فيه‬
‫هذ ا بلدان رؤوس اأموال تمويل مختلف برامجها ا ت موية وتعضيد مدخراتها ا محلية جدها أصبحت‬
‫مصد ار رؤوس اأموال‪ .‬هذا يع ي أن اإ تزامات ا خارجية ا اتجة عن ا مديو ية أصبحت تلتهم ا قسط‬
‫اأ بر إن م قل ا ل أو أ ثر ا موارد ا ما ية ا تي تحصل عليها ا بلدان ا مدي ة‪ ،‬هذا اأمر ا ذي دفع‬
‫رئيس ا ب ك ا عا مي ا سابق في خطابه بتاريخ ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1986‬في ا مؤتمر ا م عقد بمدي ة ريودي‬
‫جا يرو با ب ارزيل إذا بقيت اأمور على ماهي عليه (قاصدا بذ ك ظاهرة تحويل رؤوس اأموال باتجا‬
‫ع سي ممرها ا طبيعي)‪ ،‬فإن معو ات ا ت مية سوف تأ ل فسها‪ ،‬حيث أصبحت هذ ا ظاهرة تش ل عبئا‬
‫ثقيا على ميزان ا مدفوعات‪ ،‬بل وأصبحت ع ص ار أساسيا مفس ار لعجز با بلدان ا متخلفة‪.‬‬
‫‪ -5‬أثر ا مديونية على ا حساب ا جاري لبلدان ا متخلفة‪:‬‬
‫إن ا متتبع ا ميزان ا جاري با بلدان ا مختلفة ياحظ إستدامة ا عجز به على ا رغم من ا برامج ا ت موية‬
‫ا تي اتبعتها هذ ا بلدان لخروج من ا حلقة ا مفرغة إستدا ة _ت مية _ عحز إستدا ة إذا ان هذا اأخير‪،‬‬
‫أي ا عجز‪ ،‬مبر ار في ا فترات اأو ى من ا ت مية اإقتصادية و اإجتماعية إا أ ه و بعد مرور أ ثر من‬
‫أربعة عقود من ا ت مية فإن هذا ا مبرر تراجع و ظ ار دخول ع اصر جديدة في معاد ة ا عجز ا خارجي‬
‫يأتي في مقدمتها ا ضغوط ات ا اجمة عن اإ تزامات ا خارجية لبلدان ا مدي ة فضا عن مظاهر ا فساد‬
‫اإداري و هروب رؤوس اأموال من هذ ا بلدان ما سبقت اإشارة ذ ك و ا تي إقترت بظاهرة ا مديو ية‬
‫ا خارجية ‪.‬‬
‫ا جدول رقم (‪ :)03‬تطور ا عجز في ا حساب ا جاري لبلدان ا مختلفة خال ا فترة ‪1995 -1970‬‬
‫‪95‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪80‬‬ ‫ا س وات ‪70‬‬ ‫ا بيان‬
‫ا عجز في ح‪/‬ج ‪-78,8 -67,9 -101,7 -67,2 -82,8 -40,8 -68,6 -12,9‬‬
‫لبلدان ا متخلفة‬
‫ا مصدر‪ :‬من إعداد ا باحثتان إست ادا إ ى‪:‬‬
‫رمزي ز ي –ا تاريخ ا قدي لتخلف‪ -‬مجلة عا م ا معرفة‪ -‬ا مر ز ا قطري لتخطيط ا ويت ‪.87‬‬ ‫‪-‬‬
‫مصرف قطر ا مر زي –ا تقرير ا س وي س ة ‪ -1995‬قطر ‪.95‬‬ ‫‪-‬‬

‫يتبين من ا معطيات ا سابقة با جدول أن ا عجز تضاعف في ا عديد من ا مرات فمن ‪ 12,6‬مليار دوار‬
‫س ة ‪ 1970‬ا تقل إ ى ‪ 68,6‬مليار س ة ‪ ،1980‬أي أ ه تضاعف بأ ثر من خمسة مرات رغم ا تراجع‬
‫ا سبي فيما بعد؛ غير أ ه أخذ في اإرتفاع؛ حيث بلغ ا ذروة بأ ثر من ‪ 100‬دوار س ة ‪ 1993‬يعادوا‬
‫مرة أخرى اإ خفاض‬
‫‪ -6‬أثر ا مديونية ا خارجية على معدات ا نمو اإقتصادي‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫اإطار ا ظري حول ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل اأول‬

‫يتفق ا جميع على أن ضغط ا مديو ية ا خارجية ه ا ع اس سلبي على معدات ا مو اإقتصادي‪،‬‬
‫فتراجع ا قدرة ا ذاتية على اإستيراد‪ ،‬وتراجع معدات اإستثمار واإ تاج وابطال جزء هام من ا تدفق‬
‫ن عاقتها وثيقة‬ ‫ا صافي لموارد إ ى ا بلدان ا متخلفة فضا عن عوامل أخرى بيرة ومت وعة و‬
‫با ظاهرة‪ ،‬لها ساهمت بطريقة مباشرة في تحقيق معدات مو متواضعة بهذ ا بلدان رغم ا جهود ا بيرة‬
‫ا تي بذ ت في هذا ا مجال تخفيض ا فجوة بي ها و بين ا بلدان ا متقدمة‪.‬‬
‫ا جدول رقم (‪ : )04‬متوسط معدل ا مو ا س وي في ا بلدان ا متخلفة خال ا فترة ‪2003-1985‬‬
‫ا سبة‪%:‬‬
‫‪02‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪85‬‬ ‫ا سنوات‬
‫ا بيان‬

‫‪4,6 3,9 5,7 3,8 3,3 5,7 6,1 6,1 4,9 3,5 3,5 3,9‬‬ ‫معدل ا نمو‬
‫اإقتصادي‬

‫ا مصدر‪ :‬من إعداد ا باحثتان إست ادا إ ى‪:‬‬


‫مؤسسة ا قد ا قطرية ا تقارير س وات ‪.99-98-95-94-92 -90‬‬ ‫‪-‬‬
‫ا تقرير ا عربي ا موحد س ة ‪ 2003‬س وات ‪ 2001‬و ‪.2002‬‬ ‫‪-‬‬
‫ب ك ا مغرب ا تقرير ا س وي ‪ 2004‬س ة ‪.2003‬‬ ‫‪-‬‬

‫إن ماحظة ا بيا ات أعا تؤ د على أن معدات ا مو اإقتصادي م ت ن في ا مستوى ا مطلوب با ظر‬
‫لبرامج ا ت موية ا طموحة هذ ا بلدان و ذ ك معدات ا مو ا ديموغرافي ا مرتفعة جدا‪ ،‬خاصة خال‬
‫عشرية ا سبعي يات وا ثما ي ات‪.‬‬
‫وبا ظر لتدهور ا مستمر في مختلف ا مؤش ارت اإقتصادية وارتفاع خدمات ا دين ا خارجي بمعدات‬
‫تفوق طاقة ا بلدات ا متخلفة‪ ،‬أعل ت ا م سيك س ة ‪ 1982‬عدم مقدرتها على ا وفاء بإ تزاماتها ا خارجية‬
‫معل ة بذ ك عن إ فجار أزمة ا مديو ية ا خارجية‪ ،‬تتوا ى بعد هذا ا تاريخ ا حلول و ا مقترحات تلو اأخرى‬
‫ا مختلفة لتخفيف من حدة اأزمة ا تي أصبحت تهدد ا ظام ا ما ي وا قدي ا دو ي‪.‬‬
‫ا مطلب ا ثا ث‪ :‬مؤشرات ا مديونية ا خارجية‬
‫تم تطوير مؤشرات ا مديو ية لمساعدة على ا تشاف مخاطرها‪ ،‬وبا تا ي ا مساعدة في إدارتها‪ .‬وع دما‬
‫تستخدم هذ ا مؤشرات تحليل إستدامة ا مديو ية في ا سي اريوهات‪ ،‬فإ ها تساعد على تقييم ثقل مديو ية‬
‫أي دو ة وام ا ية تحو ها إ ى دو ة ذات مديو ية شديدة أو مثقلة با ديون‪ .‬ويتم إستخدام ا مؤشرات في‬
‫إطار دي امي ي إعطاء صورة املة عن إتجاهات ا مديو ية وتحديد مخاطرها‪ .‬ما تستخدم مع متغيرات‬
‫إقتصادية أخرى مثل ا مو ا متوقع ومتغيرات ما ية أخرى مثل أسعار ا فائدة وحدود ا تبادل‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫اإطار ا ظري حول ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل اأول‬

‫با رغم من فائدة هذ ا مؤشرات‪ ،‬توجد مشا ل مفاهيمية في تحديد ا مستويات ا حرجة أو حتى ا مجاات‬
‫ا مقبو ة و ا محبذة هذ ا مؤشرات‪ .‬وعلى ا رغم من أن تحليل ا مؤشرات يتم عبر ا زمن و با عاقة مع‬
‫ا متغي ارت اإقتصادية ا لية‪ ،‬فإ ها تش ل ظاما إ ذار ا مب ر من اأزمات ا محتملة‪ .‬و مقارة هذ‬
‫ا مؤشرات عبر ا زمن يم ن أن يوضح وجود مشا ل في خدمة ا مديو ية‪ .‬ما يم ن مقارة مؤشرات‬
‫مجموعات متجا سة من ا دول ل شف على مجاات هذ ا مؤشرات تع س اإقتراب من مستويات أدت‬
‫إ ى مصاعب مديو ية في بعض ا دول‪ ،‬وبا تا ي يم ن استخدامها في هذا اإطار مؤشرات إ ذار مب ر‪.‬‬
‫أ‪ -‬مؤشر ا دين إ ى ا صادرت‪:‬‬
‫مؤشر ا مديو ية ا لية ا قائمة في هاية ا س ة إ ى صادرات ا بلد من سلع وخدمات‪ ،‬يم ن إعتبار مؤشر‬
‫استدامة‪ ،‬حيث أن ارتفاع هذا ا مؤشر يدل على أن ا ديون باتت أ بر من موارد ا بلد اأساسية من‬
‫ا عمات ا صعبة‪ ،‬ويدل ذ ك على أن ا بلد قد يواجه مشا ل في ا وفاء با تزاماته ا ما ية تجا ا دائ ين‪.‬‬
‫وتجدر اإشارة إ ى أن ا مؤشرات ا تي تعتمد مخزون ا مديو ية تعا ي قاط ضعف عديدة‪ .‬فا بلدان ا تي‬
‫تستخدم ا مديو ية غرض اإستثمار مع فترات إدارة طويلة‪ ،‬قد تظهرها ا مؤشرات بأ ها تعا ي مديو ية‬
‫ن مع إرتفاع ا مو وا صادرات ا اجمة عن مردود اإستثمار‪ ،‬فإن هذ ا مديو ية قد ت خفض‬ ‫مرتفعة‪.‬‬
‫احقا‪ .‬و يم ن أن يصحح هذا ا مؤشر باستخدام تدفق ا صاد ارت بعد فترة اإدارة ا طويلة مثل إستخدام‬
‫متوسط ا فترات ا متعددة‪ .‬واذا ا ت ا مديو ية تتضمن سبة بيرة من ا قروض ا ميسرة‪ ،‬فإن خدمة‬
‫ا مديو ية اترتفع ما و ا ت ا فائدة مرتفعة‪ .‬و ي يتم اأخذ بعين اإعتبار ا عبئ ا داخلي (ت لفة‬
‫ا فرصة ا بديلة)‪ ،‬فيفترض حساب ا قيمة ا حا ية لمديو ية بعد خصم تدفقات خدمة ا مديو ية‪ ،‬باستخدام‬
‫سعر فائدة تجاري بمخاطرة محايدة‪ .‬ويع ي ارتفاع هذ ا سبة أن ا بلد يتجه حو مسار غير مستدام‪.‬‬
‫ب – مؤشر ا قيمة ا حا ية لدين إ ى ا مداخيل ا ح ومية‪:‬‬
‫مؤشر ا قيمة ا مستقبلية خدمة ا دين ا مخصوم بسعر فائدة تجاري بمخاطرة حيادية على ا مداخيل ا جبائية‬
‫لح ومة يقيس اإستدامة في ا بلدان ذات اإقتصاد ا م فتح وا تي تعا ي من قيد ا مي از ية ا اجم عن‬
‫ارتفاع خدمة ا مد يو ية‪ .‬قد يدل ارتفاع هذا ا مؤشر س وات عديدة على أن ا دو ة تواجه مشا ل جبائية‬
‫وما ية خدمة ا مديو ية‪.‬‬
‫ج – مؤشر اإحتياطي إ ى ا ديون ا قصيرة‪:‬‬
‫مؤشر سيو ة معرف على أساس مخزون اإحتياطي من ا عمات اأج بية ا تي تحت تصرف ا سلطات‬
‫‪1‬‬
‫ا قدية‪ ،‬إ ى مخزون ا ديون قصيرة اأجل‪.‬‬

‫إدارة ا ديون ا خارجية‪ :‬مرجع سبق ذ ر ‪ ،‬ص ص ‪. 16-15 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪15‬‬
‫اإطار ا ظري حول ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل اأول‬

‫د – مؤشر خدمة ا دين إ ى ا صادرات‪:‬‬


‫يعتبر مؤشر استدامة أ ه يقيس سبة ا صادرات ا تي تحول إ ى خدمة ا مديو ية و ذ ك مدى هشاشة‬
‫خدمة ا دين إ خفاض غير متوقع لصادرات‪ .‬ما يع س أهمية ا ديون ا قصيرة في خدمة ا مديو ية‪ .‬إن‬
‫ا مستوى ا مستدام هذا ا مؤشر يتحدد بمستوى أسعار ا فائدة و ذ ك ب ية آجال ا مديو ية‪ .‬حيث أن ارتفاع‬
‫سبة ا ديون ا قصيرة ترتفع من هشاشة خدمة ا مديو ية‪.‬‬
‫ه – مؤشر ا دين إ ى ا ناتج ا محلي اإجما ي‪:‬‬
‫سبة ا دين ا قائم إ ى ا اتج ا محلي اإجما ي‪ ،‬تع س سبة ا موارد اإجما ية ا متاحة خدمة ا مديو ية‬
‫عبر قل ا موارد من إ تاج ا سلع ا محلية إ ى إ تاج ا صادرات‪ .‬ويم ن لبلد أن ت ون سبة ا دين إ ى‬
‫ا صادرات مرتفعة بي ما سبة ا دين إ ى ا اتج ا محلي م خفضة‪ ،‬إذا ا ت ا سلع ا مصدرة تش ل سبة‬
‫ضئيلة من ا اتج‪.‬‬
‫إذا ان مؤشر سبة ا دين إ ى ا اتج ا يخضع ا تقادات مشابهة مؤشر سبة ا دين إ ى ا صادرات وا تي‬
‫ترت ز على تذبذب أسعار ا صادرات ودرجة ا قيم ا مضافة في ا صادرات‪ ،‬فإن استخدام سعر صرف‬
‫‪1‬‬
‫مختل قد يشو دقة هذا ا مؤشر ا ذي يتأثر بدرجة ت مية ا بلد وب سبة ا ديون ا ميسرة‪.‬‬

‫ميثم صاحب عجام‪ ،‬علي محمد سعود‪" :‬ا مديو ية ا خارجية لدول ا امية اأسباب و اإستراتيجيات"‪ ،‬دار و م تبة ا دي ل شر و ا توزيع‪ ،‬ط‪،1:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،2013‬ص ص‪.112 -111 :‬‬

‫‪16‬‬
‫اإطار ا ظري حول ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل اأول‬

‫خاصة ا فصل‪:‬‬
‫تعرف ا ديون ا خارجية على أ ها اإ تزامات ا تعاقدية ا تي تقع على عاتق ا دو ة اتجا ا خارج و من أبرز‬
‫أسبابها عجز ا مي از ية ا عامة باإضافة ميزان ا مدفوعات و إرتفاع أسعار ا فائدة و ذ ك ا ساد ا عا مي‬
‫حيث ت طوي على ا ثير من اآثار ا سلبية إقتصاديا و إجتماعيا سواء ا مستوى ا عام أسعار أو‬
‫اإستثمار أو ا توظيف ذا وضعت جملة من من ا مؤشرات تساعد على تقييم ثقل ا مديو ية في أي دو ة و‬
‫ذ ك لمقارة بين دول متجا سة و تعد مؤشر إ ذار مب ر مؤشر ا دين لصادرات و ذ ك مؤشر ا دين‬
‫ل اتج ا محلي اإجما ي‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫المديونية الخارجية‬
‫في الجزائر بين‬
‫الماضي والحاضر‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫تمهيد ا فصل‪:‬‬
‫تعتبرر المديو يررة حرد ررا الملرا ل الترري تعرا ي م ررا العديررد مرن الرردول و التري تشررع جميع را لح ررا بلررت‬
‫الشبل‪ .‬و الجزائر غير ا من ال ثير من الدول عا ت من مل ة المديو ية و ما ي طوي ع ي را مرن شر بيات‬
‫المشتوى اإقتصرادي و اإجتمراعي‪ .‬و شروت تطررى ولر واقري المديو يرة الخارجيرة مرن خر ل‬ ‫خطيرة ع‬
‫المبحثين التاليين‪:‬‬
‫ا مبحث اأول‪ :‬ا مديونية ا خارجية في ا جزائر قبل سنة ‪.2005‬‬
‫ا مبحث ا ثاني‪ :‬ا مديونية ا خارجية في ا جزائر بعد ‪.2005‬‬

‫‪18‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫ا مبحث اأول‪ :‬ا مديونية ا خارجية في ا جزائر قبل سنة‪2005‬‬


‫ون ول ما يتبادر ول الذ ن لدى معالجة مل ة المديو ية الخارجية ل جزائر و التشاؤل عن مدى التلابه‬
‫و اإخت ت في شباب و آثار ذ الظا رة في الجزائر مي مثي ت ا في الب دان المتخ فة‪.‬‬
‫و ش حاول لرح شباب و آثار المديو ية الخارجية و ا تطورات ا قبل ش ة ‪.2005‬‬
‫ا مطلب اأول‪ :‬أسباب ا دين ا خارجي في ا جزائر‬
‫وقعت الجزائر غير ا من الدول ال امية في مصيدة المديو ية الخارجية‪ ،‬حيث فتحت اأشواى المالية‬
‫مصرع ا إقراض الش طات الجزائرية بحجة الت مية التي وعتمدت ا الح ومة‪ .‬و اك‬ ‫وال قدية اأج بية ع‬
‫‪1‬‬
‫عدة عوامل داخ ية وخارجية ش مت في ورتفاع الديون الخارجية ل جزائر‪:‬‬
‫ا عوامل ا داخلية‪ :‬تتمثل ا العوامل الداخ ية في‪:‬‬
‫ت ولوجيا‬ ‫‪ .1‬في الشبعي ات ان موذج الت مية يتط ب ثافة بيرة من رس المال بإرت از ع‬
‫اإشتدا ة من الخارج أ ه يفوى الطاقة‬ ‫ش ي وشيطية ازمة ل تلغيل‪ ،‬ذا يحفز ع‬ ‫متقدمة وع‬
‫المح ية في التمويل‪.‬‬
‫‪ .2‬ما في الثما ي ات مي وشتمرار ظا رة التضخا‪ ،‬واإ خفاض الم موس في مو ال اتج الداخ ي‬
‫اإجمالي‪ ،‬ل ذلك دى ول ال جوء ثر ول اإقتراض بمعدات بيرة لتمويل الملاريي العالقة‪.‬‬
‫‪ .3‬شوء توظيت القروض‪ ،‬أن في معظا اأوقات وقترت عم ية اإقتراض بزيادة في اإشت ك‬
‫الترفي وخاصة من قبل صحاب ال فوذ‪.‬‬
‫قطاع التجارة الخارجية‬ ‫‪ .4‬العجز المشتمر في ميزان المدفوعات‪ ،‬أن اإشتدا ة المفرطة ثرت ع‬
‫حشاب الصادرات وقد‬ ‫زيادة الواردات الش عية ع‬ ‫مشتوى الشياشة ال قدية مما دى ول‬ ‫وع‬
‫دى ذا اإخت ل التجاري ول عجز متواصل في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫ا عوامل ا خارجية‪ :‬يم ن حصر العوامل الخارجية في‪:‬‬
‫‪ .1‬ورتفاع شعار الفائدة و زيادة عبائ ا الحقيقة‪.‬‬
‫ورتفاع شعار الواردات و و خفاض شعار المواد المصدرة‬ ‫‪ .2‬و خفاض اأشعار العالمية ي بمع‬
‫البترول يؤدي بل ل مبالر ول عجز ميزان المدفوعات الذي يزيد بدور من الميل ول اإشتدا ة‬
‫وضعات قدرة الب د عن الوفاء بأعباء ديو ا و ذا ما يعرت بتد ور‬ ‫الخارجية‪ ،‬مما يؤدي ول‬
‫التبادل التجاري ل ب دان المدي ة‪.‬‬

‫ريغي لاا‪" :‬التحرير اإقتصادي و شواى العمل" طروحة مقدمة ل يل ل ادة د تو ار ع وا‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ -‬ع ابة‪ ، 2015-2014 ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.197 -196 :‬‬

‫‪19‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫‪ .3‬الر ود التضخمي الشائد في العالا الرشمالي الذي ثر ثي ار في اأوضاع المالية فإ خفاض حجا‬
‫ظ ور صعوبات ع‬ ‫العم ت اأج بية في فترة تزايدت في ا مدفوعات خدمة الدين دى ول‬
‫مشتوى اإقتراض الخارجي‪.‬‬
‫ربعة عوامل رئيشية ‪:‬‬ ‫ويرجي ورتفاع شبة خدمات الدين خ ل مرح ة اأزمة ول‬
‫‪ ‬ا خفاض ويرادات صادرات المحروقات بشبب اإ خفاض المفاجئ أشعار المحروقات في اأشواى‬
‫العالمية‪.‬‬
‫‪ ‬تغيرات شعار الصرت الدوار بال شبة ل جزائر‪ ،‬حيث تقدر شبة صادرات المحروقات ول‬
‫الصادرات ال ية ‪.%95‬‬
‫‪ ‬ارتفاع قيمة الواردات‪ ،‬تيجة تد ور اأداء اإقتصادي ل مؤششات من ج ة‪ ،‬و ارتفاع فاتورة المواد‬
‫الغذائية المشتوردة‪ ،‬حيث شج ت الجزائر عج از بي ار في ذا المجال‪ ،‬ما ن ملتريات الجزائر‬
‫بالعم ت غير الدوار تمثل ثر من ‪.%60‬‬
‫‪ ‬ارتفاع شعار الفائدة الحقيقية الموجبة‪ ،‬لصالح الدول المص عة‪ ،‬في مقابل معدل فائدة حقيقي‬
‫شالب ل دول ال امية‪.‬‬
‫ا مطلب ا ثاني‪ :‬آثار ا مديونية ا خارجية في ا جزائر‬
‫ا شرز‬ ‫جمت عن المديو ية الخارجية العديد من اآثار اإقتصادية‪ ،‬اإجتماعية و الشياشية‪ ،‬غير‬
‫‪1‬‬
‫م ا‪:‬‬ ‫ع‬
‫‪ -1‬آثار ا مديونية ا خارجية على ا قدرة ا ذاتية إستيراد‪:‬‬
‫ت بية حاجاته الذاتية من الواردات من مصادر الخاصة‪،‬‬ ‫قصد بالقدرة الذاتية لإشتيراد‪ ،‬مقدرة الب د ع‬
‫اإشتيراد من خ ل‪:‬‬ ‫دون ال جوء ل مصادر اأج بية‪ ،‬ويم ن قياس طاقة الب د ع‬
‫‪ -‬معامل ا واردات‪ :‬ويعرت بالتغير في الدخل القومي الذي له ع قة بالتغير في الواردات من الش ي‬
‫والخدمات وذلك بال ظر ل ع قة الوثيقة بين اذين المؤلرين‪ ،‬حيث ن ل و ماش و توشي في‬
‫مشتوى الدخل القومي بل ل ويجابي و ش بي‪ ،‬و يعرت يضا‬ ‫الواردات شي ع س حتما ع‬
‫بالميل المتوشط لإشتيراد‪.‬‬
‫رفي مقدرت ا الذاتية‬ ‫ب‪ -‬خدمة ا دين إ ى ا واردات‪ :‬حيث تبرز ل ا ذ الع قة قدرة الدولة ع‬
‫لإشتيراد في حالة ا خفاض خدمات الدين الخارجي و ا عدام ا باعتبار ا م افشا اما ل واردات و‬
‫يم ن تتبي التطور التاريخي ل ذين المؤلرين من خ ل البيا ات الموجودة بالجدول د ا‬

‫روابح عبد الباقي‪ ،‬مرجي شبى ذ ر‪ ،‬ص ص ‪.126-118 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪20‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫ا جدول رقم (‪ :)05‬تطور الطاقة الذاتية ل شتيراد في الجزائر خ ل الفترة ‪1994-1970‬‬


‫الوحدة‪% :‬‬
‫‪94‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪70‬‬ ‫ا سنوات‬
‫ا بيان‬
‫‪32,1‬‬ ‫‪24,4‬‬ ‫‪22,2‬‬ ‫‪23,3‬‬ ‫‪20,8‬‬ ‫‪21,4‬‬ ‫‪18,7‬‬ ‫‪28,9‬‬ ‫‪34,3‬‬ ‫‪36,2‬‬ ‫‪38,4‬‬ ‫‪33,4‬‬ ‫‪31,2‬‬ ‫معامل ا واردات*‬
‫‪32,9‬‬ ‫‪74,7‬‬ ‫‪73,6‬‬ ‫‪75,2‬‬ ‫‪71,5‬‬ ‫‪60,1‬‬ ‫‪43,7‬‬ ‫‪33,0‬‬ ‫‪26,9‬‬ ‫‪26,6‬‬ ‫‪17,5‬‬ ‫‪10,4‬‬ ‫‪03,6‬‬ ‫خدمةا دين‪ /‬ا واردات‬

‫ا مصدر‪ :‬من وعداد الباحثتان وشت ادا ول ‪:‬‬


‫روابح عبد الباقي –المديو ية الخارجية ل جزائر‪ -‬محاولة ل تح يل و الت بؤ –رشالة ماجيشتير‪ -‬جامعة قش طي ة ‪.1994‬‬

‫يتضح من المعطيات ال مية ن معامل الواردات قد ل د ارتفاعا مشتم ار خ ل فترة الشبعي يات‪ ،‬وا ه و‬
‫خ ل علرية الثما ي ات‪ ،‬و خاصة الم تصت اأول م ا‪ ،‬قد عرت ا خفاضا محشوشا قبل ن يعود‬
‫اإرتفاع مجددا في الم تصت الثا ي من الثما ي ات و اأول من التشعي ات‪ ،‬ون ذا التذبذب ا يم ن‬
‫تفشير بإ خفاض خدمات الدين الخارجي؛ و و ما و تيجة ارتفاع ال اتج المح ي اإجمالي‪ ،‬الذي ب غ‬
‫الذروة خ ل ش وات ‪.1990-1989-1987‬‬
‫الواردات فقد عرفت؛ ي اأخرى‪ ،‬ارتفاعا مشتم ار خ ل الفترة ‪-1973‬‬ ‫ما بال شبة لخدمة الدين ول‬
‫مشتوى ل ا في الش ة اأخيرة‪ ،‬ي ش ة ‪ 1991‬ب ‪ %75‬قبل ن تتراجي ول‬ ‫‪ ،1991‬ين ب غت ع‬
‫خدمة الدين الخارجي‬ ‫مشتوى ‪ %33‬تقريبا ش ة ‪ 1994‬وذلك بفعل اآثار اإيجابية إعادة الجدولة ع‬
‫الذي ا خفض ول ال صت تقريبا‪.‬‬
‫¾ من‬ ‫يع ي ارتفاع المؤلرين ع ‪ ،‬ن الجزائر ان بإم ا ا رفي قدرت ا الذاتية من اإشتيراد ول‬
‫الواردات آ ذاك تقريبا؛ خاصة خ ل الش وات ‪1993-1992-1991-1990‬؛ لو ان خدمة الدين ا ت‬
‫قل ب ثير لما ي ع يه او ا ت معدومة‪ ،‬بعبارة خرى ن خدمات الدين الخارجي صبحت م افشا بي ار‬
‫عم يات اإ تاج و اإشتثمار و التلغيل‪.‬‬ ‫ل واردات الوط ية مما ي ع س ش با ع‬
‫‪ -2‬آثار ا مديونية ا خارجية على اإنتاج و اإستثمار و ا عما ة‪:‬‬
‫اإ تاج و اإشتثمار‪ ،‬حيث تؤ د البيا ات ال مية ان‬ ‫ان لتراجي القدرة الذاتية لإشتيراد ثر البالغ ع‬
‫‪ 50,8‬م يار دي ار ثا ‪ 39,9‬م يار‬ ‫الواردات الجزائرية ا خفضت من ‪ 61‬م يار دي ار ش ة ‪ 1984‬ول‬
‫الترتيب‪ ،‬ي ه و في ظروت ث ثة ش وات تق صت الواردات الوط ية‬ ‫دي ار ش تي ‪ 1986‬و ‪ 1987‬ع‬
‫ب ‪ 21‬م يار دي ار وب شبة تتجاوز ‪ %34‬وذلك ظ ار ا خفاض اإيرادات الوط ية من العم ة الصعبة‬
‫مشتوى ل ا في اأشواى‬ ‫بشبب مايعرت بالصدمة البترولية المعا شة‪ ،‬ين ب غت شعار المحروقات د‬
‫الدولية م ذ ‪ 1973‬و ارتفاع خدمات الدين من ج ة ثا ية‪.‬‬
‫ون تق يص الدولة ل واردات الوط ية ب دت ت قي ل الضغوطات اأج بية التي تمس باختيارات ا الت موية‬
‫المدى القصير‪ ،‬قد ولد آثار‬ ‫آ ذاك‪ ،‬إعتقاد الخبراء ن اأزمة طارئة و ن اأشعار شتعود لإرتفاع ع‬
‫درة واضحة في المواد اأشاشية و‬ ‫الحياة اليومية ل ش ان‪ ،‬حيث دى ذا اإجراء ول‬ ‫ش بية ل غاية ع‬

‫‪21‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫ارتفاع شعار ا المح ية‪ ،‬ما دى ول وغ ى ثر من ‪ 600‬وحدة و تاجية من القطاع الخاص‪ ،‬في حين‬
‫تخفيض و تاج ا‬ ‫جبرت العديد من الوحدات اأخرى رغا مية ال ثير م ا من ال احية اإشتراتيجية ع‬
‫اشتيراد المواد‬ ‫ما و اللأن بال شبة لوحدة رزيو إ تاج زيت محر ات الشيارات ظ ار لعجز الدولة ع‬
‫اأولية الضرورية لعم يات اإ تاج و ي الحقيقة التي يقر ا برامج الح ومة لش ة ‪ .1992‬و يعود ذا‬
‫الضعت ال بير إشتغ ل اآلة اإ تاجية ول مل ل التموين بوشائل اإ تاج من مواد ولية‪ ،‬قطي غ ريار‬
‫والتج يزات التي يعا ي م ا الب د وضعية تبعية بيرة ل خارج و و مل ل مرتبط ج ه في اأمد القصير‬
‫بمل ل عوص و درة الموارد المالية الخارجية‪.‬‬
‫محص ة ذلك ي تراجي محشوس في معدات اإ تاج التي صبحت شالبة في ال ثير من اأحيان و‬
‫و خفاض حاد في الطاقات اإ تاجية ل مؤششات العمومية بشبب عوامل ت ظيمية و تلريعية موضوعية‬
‫و خرى فرزت ا زمة المديو ية الخارجية التي وزدادت تعقيدا مي الم تصت اأول من التشعي ات لأشباب‬
‫المذ ورة ش فا ما يتضح من البيا ات د ا ‪.‬‬
‫ا جدول رقم (‪ :)06‬تطور اإ تاج الص اعي و الطاقة اإ تاجية خ ل الفترة ‪1991-1984‬‬
‫ش ة اأشاس‪100=48 :‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪84‬‬ ‫ا سنوات‬
‫ا بيان‬
‫‪99,8‬‬ ‫‪103,8‬‬ ‫‪102,9‬‬ ‫‪107,4‬‬ ‫‪107,1‬‬ ‫‪107,7‬‬ ‫‪102,8‬‬ ‫‪100‬‬ ‫مؤشر اإنتاج ا لي‬
‫‪93,0‬‬ ‫‪97,7‬‬ ‫‪67,9‬‬ ‫‪107,7‬‬ ‫‪105,8‬‬ ‫‪107,3‬‬ ‫‪103,2‬‬ ‫‪100‬‬ ‫مؤشر اإنتاج خارج قطاع ا محروقات‬
‫‪58,0‬‬ ‫‪60,3‬‬ ‫‪59,8‬‬ ‫‪64,4‬‬ ‫‪64,6‬‬ ‫‪67,0‬‬ ‫‪67,1‬‬ ‫‪65,9‬‬ ‫معدل إستعمال ا طاقة اإنتاجية (إجما ي)‬
‫‪53,9‬‬ ‫‪56,6‬‬ ‫‪56,8‬‬ ‫‪63,1‬‬ ‫‪64,2‬‬ ‫‪67,5‬‬ ‫‪68,8‬‬ ‫‪67,4‬‬ ‫معدل استعمال ا طاقة اإنتاجية (خارج ق ا محروقات)‬
‫‪source:O.N.S –collection statistique n- 40 ,Alger 1992.‬‬

‫ون البيا ات اإحصائية في الجدول تؤ د‪:‬‬


‫• ن ل من مؤلر اإ تاج اإجمالي و مؤلر اإ تاج خارج قطاع المحروقات قد عرف ا مرح تين‬
‫حظ تحش ا واضحا في المؤلرين‪ ،‬حيث ارتفعا بأ ثر من ‪7,4‬‬ ‫متميزتين‪ :‬اأول ‪1986-1984‬؛ ين‬
‫درجات‪ .‬ما خ ل المرح ة الثا ية ‪1991-1987‬؛ ف حظ تراجعا اما بال شبة ل مؤلر الثا ي الذي‬
‫تق ص ب ‪ 7‬قاط مقارة بش ة اأشاس وبتراجي طفيت ب ‪ 0,2‬درجة بال شبة ل مؤلر اأول‪ ،‬ي مؤلر‬
‫اإ تاج اإجمالي‪.‬‬
‫• ون معدل وشتعمال الطاقة اإ تاجية قد ل د و اآخر تذبذب شبي مي تراجي بير في اية الفترة‪ .‬ون‬
‫الصورة شتزداد حتما قتامة في الفترة ال حقة التي وقترت بتزايد حدة زمة المديو ية الخارجية ل جزائر و‬
‫ذلك قبل وعتماد الجزائر لخيار وعادة الجدولة ل تخفيت من حدة اأزمة‪ ،‬حيث ن البيا ات اإحصائية‬
‫ل ديوان الوط ي لإحصاء؛ تبرز ل ا ن المؤلر العاا و مؤلر اإ تاج خارج قطاع المحروقات قد عرفا‬
‫معدات وشتغ ل‬ ‫تد ور مشتم ار خ ل الفترة ‪ ،1994-1991‬و فس الم حظة يم ن ن ت طبى ع‬
‫قل من ‪ ،%50‬وتزداد اأوضاع شوءا خ ل الفترة ال حقة التي‬ ‫الطاقة اإ تاجية التي ا خفضت ول‬

‫‪22‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫تضاعفت في ا متاعب المؤششات العمومية بشبب التدابير التي وعتمدت ا الح ومة في وطار برامج‬
‫التصحيح ال ي ي؛ ما ش رى احقا‪ .‬ون ما زاد الطين ب ة ما يقال؛ و وقتران ذ الوضعية بتراجي بير‬
‫ولغاء‬ ‫في معدات اإشتثمار‪ ،‬حيث ه وتحت ضغط المديو ية الخارجية لجأت الح ومة الجزائرية ول‬
‫العديد من الملاريي اإشتثمارية واإحتفاظ بالق يل م ا التي تبدو ضرورية و ذلك محص ة للح اإيرادات‬
‫الوط ية‪.‬‬
‫ا جدول رقم (‪ :)07‬تطور شبة اإشتثمار ول ال اتج المح ي اإجمالي في الجزائر خ ل الفت ر ر ر ررة‬
‫‪1993-1973‬‬
‫‪82‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ا سنوات‬
‫‪37,3‬‬ ‫‪37,0‬‬ ‫‪39,1‬‬ ‫‪42,5‬‬ ‫‪52,1‬‬ ‫‪46,8‬‬ ‫‪43,1‬‬ ‫‪45,2‬‬ ‫‪39,7‬‬ ‫‪40,3‬‬ ‫اإستثمار ا لي ‪ /‬ا ناتج ا محلي اإجما ي‬
‫‪93‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪84‬‬ ‫ا سنوات‬
‫‪29,2‬‬ ‫‪30,8‬‬ ‫‪31,8‬‬ ‫‪28,1‬‬ ‫‪24,0‬‬ ‫‪27,2‬‬ ‫‪30,0‬‬ ‫‪33,5‬‬ ‫‪33,2‬‬ ‫‪35,1‬‬ ‫اإستثمار ا لي ‪ /‬ا ناتج ا محلي اإجما ي‬

‫ا مصدر‪ :‬من وعداد الباحثتان وشت ادا ول ‪:‬‬


‫روابح عبد الباقي –المديو ية الخارجية ل جزائر‪ -‬محاولة ل تح يل و الت بؤ –رشالة ماجيشتير‪ -‬جامعة قش طي ة ‪.1994‬‬

‫ن معدات اإشتثمار خ ل فترة الشبعي ات ل دت ارتفاعا مشتم ار لتتراجي‬ ‫يتضح من المعطيات ع‬


‫بل ل شبي خ ل الفترة ‪ ،1986-1980‬ليزداد بعد ا ذا التراجي حدة خ ل الفترة ‪،1990-1987‬‬
‫و ي الفترة التي وتشمت بإلتداد زمة المديو ية الخارجية والظروت الدولية غير م ئمة‪ .‬ذا مي الع ا ن‬
‫تد ور معدات اإشتثمار قد رافق ا ا خفاض واضح لمعدات اإدخار؛ خاصة خ ل ش وات ‪،1988‬‬
‫ن مشه من خ ل‪:‬‬ ‫ذا مي اإلارة ول‬ ‫‪ 1989‬و ‪1990‬؛ ما يتضح من البيا ات د ا‬
‫‪ ‬و شياى الب دان المتخ فة وراء التمويل اأج بي في ظل ش ولة تج يد القروض اأج بية؛ خاصة في‬
‫ل دخار المح ي‪ ،‬و ظ ار لذلك حدث ما يعرت ع د البعض‬ ‫فترة الشبعي ات؛ حيث جع ته بدي‬
‫ية بل ل‬ ‫بعم ية وشترخاء في تعبئة اإدخار المح ي؛ في الوقت الذي مت فيه القوى اإشت‬
‫متشارع‪.‬‬
‫وضعات قدرات ا‬ ‫‪ ‬ون زيادة عبء التمويل الخارجي‪ ،‬ما و اللأن بال شبة ل جزائر قد دى ول‬
‫ت وين المدخرات المح ية‪ ،‬ذلك ن اأعباء الشالفة صبحت تفترس شبا امة من ال اتج‬ ‫ع‬
‫المح ي اإجمالي‪ ،‬و ي تمثل بالتالي قصا في الموارد المتاحة التي ان من المم ن ن تؤدي‬
‫ول تدعيا القدرة اإدخارية‪.‬‬
‫اإدخار المح ي وذا شب ا معدل خدمة الدين ول وجمالي ال اتج‬ ‫ويم ن قياس ثر المديو ية الخارجية ع‬
‫ما ارتفعت‬ ‫شبة يضا من ال اتج المح ي اإجمالي‪ ،‬حيث ه و‬ ‫المح ي ول معدل اإدخار المح ي‬
‫ن معدل اإدخار ان اإم ان ن ي ون بر من ذلك في حالة‬ ‫شبة ذا المؤلر ما دل ذلك ع‬
‫غياب و ا خفاض خدمات الدين الخارجي والع س صحيح‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫ا جدول رقم (‪ :)08‬الع قة بين معدل اإدخار و معدل خدمة الدين الخارجي ل جزائر خ ل الفترة‬
‫‪1993-1973‬‬
‫‪93‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ا سنوات‬
‫ا بيان‬
‫‪28,3‬‬ ‫‪32,3‬‬ ‫‪37,4‬‬ ‫‪26,6‬‬ ‫‪27,0‬‬ ‫‪29,7‬‬ ‫‪37,4‬‬ ‫‪39,2‬‬ ‫‪43,1‬‬ ‫‪37,5‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪34‬‬ ‫معدل اإدخار ا محلي‪ /‬ا ناتج ‪.‬م‪.‬‬
‫اإجما ي ‪1‬‬
‫‪18,2‬‬ ‫‪19,38‬‬ ‫‪20,8‬‬ ‫‪15,12‬‬ ‫‪10,70‬‬ ‫‪8,16‬‬ ‫‪9,4‬‬ ‫‪9,7‬‬ ‫‪9,50‬‬ ‫‪7,70‬‬ ‫‪5,53‬‬ ‫‪3,4‬‬ ‫معدل خدمة ا دين‪ /‬ا ناتج ‪.‬م‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫اإجما ي ‪2‬‬
‫‪64,31‬‬ ‫‪60,0‬‬ ‫‪55,61‬‬ ‫‪56,84‬‬ ‫‪39,63‬‬ ‫‪27,76‬‬ ‫‪25,16‬‬ ‫‪24,74‬‬ ‫‪22,04‬‬ ‫‪20,53‬‬ ‫‪15,36‬‬ ‫‪8,8‬‬ ‫معدل خدمة ا دين‪ /‬معدل اإدخار‬
‫ا محلي‬

‫ا مصدر‪ :‬من وعداد الباحثتان وشت ادا ول ‪:‬‬


‫روابح عبد الباقي –المديو ية الخارجية ل جزائر‪ -‬محاولة ل تح يل و الت بؤ –رشالة ماجيشتير‪ -‬جامعة قش طي ة ‪.1994‬‬ ‫‪-‬‬
‫لوالي صالح –الديون الخارجية و الت مية‪ -‬التجربة الجزائرية‪ -‬رشالة ماجيشتير‪ -‬جامعة بات ة‪.1990 -‬‬ ‫‪-‬‬

‫ون البيا ات ال مية في الجدول تشمح ل ا بإيداء الم حظات التالية‪:‬‬


‫‪ ‬ن معدل اإدخار عرت مرح تين متميزتين اأول ‪ 1980-1973 :‬ل د في ا ورتفاعا مشتمرا‪،‬‬
‫حيث ب غ ش ة ‪ %41,1 ،1980‬ثا المرح ة الثا ية‪ :‬و ي مرح ة ع شية ل دت في ا معدات‬
‫اإدخار ا خفاض مشتمر رغا اإرتفاع ال شبي خ ل ش تي ‪ 1991‬و ‪.1992‬‬
‫‪ ‬اإرتفاع ال بير لمعدل الدين ول ال اتج المح ي اإجمالي‪ ،‬حيث ل د قطة و عطات امة خ ل‬
‫فترة التشعي ات وذ ب غ الذروة ش ة ‪.1991‬‬
‫‪ ‬ون الم حظة الثالثة تبرز ل ا وبل ل ج ي مشا مة اأعباء ال اتجة عن الدين الخارجي في تد ور‬
‫معدات اإدخار المح ي‪ ،‬حيث صبحت خدمة الدين م افشا بار از لإدخار المح ي‪.‬‬
‫و ظ ار ل ع قة الوثيقة بين اإدخار و اإشتثمار و اإ تاج و العمالة فقد تأثرت شوى التلغيل ش با‬
‫ط ب المواد‬ ‫باإ خفاض الحاد لإشتثمار و اإ تاج بصورة خاصة بفعل عدا مقدرة المؤششات ع‬
‫اأولية و تجديد صول ا اإ تاجية و توشيع ا في ظل التزايد ال بير لمعدات ال مو الديمغرافي في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ -3‬آثار ا مديونية ا خارجية على ا مستوى ا عام أسعار‪:‬‬
‫توجد ع قة وثيقة بين زمة المديو ية الخارجية و اإرتفاع ال ائل ل مشتوى العاا لأشعار في‬
‫الب دان المدي ة‪ ،‬و قد وضح ا ذلك بل ل مفصل في الفصل الشابى‪ ،‬و بالفعل و بالعودة ول‬
‫حظ ن المشتوى العاا لأشعار قد ل د معدات مو متشارعة ث اء فترة‬ ‫التجربة الجزائرية‪،‬‬
‫زمة المديو ية الخارجية‪.‬‬
‫ا جدول رقم (‪ :)09‬تطور المشتوى العاا أشعار اإشت ك خ ل الفترة ‪1993-1986‬‬
‫‪93‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪86‬‬ ‫الش وات‬
‫‪20,5 31,7 25,9 16,6 9,3 5,9 7,5 12,4‬‬
‫أسعار‬ ‫ا قياسي‬ ‫ا رقم‬ ‫متوسط‬
‫اإستهاك‬

‫‪24‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫يتضح من العم يات اإحصائية ن متوشط الرقا القياشي لأشعار ل د قطة و عطات امة ش ة ‪1990‬‬
‫و ذلك بعد اإ خفاض ال شبي خ ل الفترة ‪1989-1987‬؛ حيث ارتفي من ‪ 5,9‬ش ة ال ‪ 1988‬ال‬
‫ه بقي ع د مشتويات‬ ‫‪ 25,9‬و ‪ 31,7‬ش تي ‪ 1991‬و ‪ ،1992‬و رغا اإ خفاض ال شبي احقا ول‬
‫مرتفعة؛ مما دى ول وضعات القدرة اللرائية ل عمال وتوزيي الثروة لصالح صحاب الدخول الغير ثابتة؛‬
‫الميزان‬ ‫ذا فض عن و خفاض القدرة الت افشية ل ش ي الم تجة مح يا‪ ،‬اأمر الذي يؤثر بدور ش با ع‬
‫التجاري و بالتالي ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫ا مطلب ا ثا ث‪ :‬تطور ا ديون ا خارجية في ا جزائر قبل ‪2005‬‬
‫ا فرع اأول‪ :‬مراحل تطور ا ديون ا خارجية‬
‫ا التطورات‬ ‫في محاولت ا لدراشة تطور المديو ية الخارجية ل جزائر‪ ،‬خذ ا بعين ااعتبار‬
‫الجزائر‪ ،‬لذلك ورتأي ا ن قشا تطور المديو ية الخارجية ل جزائر ول‬ ‫ااقتصادية الدولية وا ع اش ا ع‬
‫ث ث فترات ‪:‬‬
‫‪ ‬تطور المديو ية الخارجية في الفترة ( ‪.) 1985 - 1967‬‬
‫‪ ‬تطور المديو ية الخارجية في الفترة ( ‪.) 1993 - 1986‬‬
‫‪ ‬تطور المديو ية الخارجية في الفترة ( ‪.) 2005 – 1994‬‬
‫وقبل ذ المراحل عرفت الجزائر مرح ة ا تقالية تمتد من ش ة ‪ ،1962‬حيث تمت ذ المرح ة‬
‫اا تقالية من ااقتصاد ااشتعماري ول ااقتصاد االت ار ي‪ ،‬خ ل ذ الفترة وضي ما يشم بالتشيير‬
‫الذاتي‪ ،‬فتا ت وين مؤششات عمومية‪ ،‬وتأميا عدة مؤششات خاصة‪ .‬وقد شيرت ذ المؤششات العمومية‬
‫من طرت مشؤولين معي ين مر زيا‪ ،‬لا ي ن ل ا وتصال مبالر بميدان التشيير اأمر الذي دى ول‬
‫ا خفاض اإ تاج‪ ،‬وخاصة في ميدان الزراعة‪ ،‬وعرت العرض عجز بيرا‪ ،‬و صبح يشتورد من الخارج جزء‬
‫ا ا ت بداية اإرتباط المالي بالخارج‪ ،‬ولجأت الجزائر ول اإقتراض‬ ‫اا من اإحتياجات يم ن القول‬
‫من جل تمويل الواردات‪.‬‬
‫أ‪ -‬ا مرحلة اأو ى (‪: )1985 - 1967‬لا ت ن الديون الخارجية في الشتي ات تلمل وا قروض ال يئة‬
‫الفرشية ل تعاون الص اعي‪ ،‬وتضات ولي ا بعض القروض الح ومية لب دان المعش ر اللرقي‪ ،‬وقرضا من‬
‫الص دوى ال ويتي ل ت مية ااقتصادية م حه ل جزائر في بداية الشبعي ات‪ ،‬وباشتث اء ذا اأخير ا ت‬
‫التموي ت تجارية بحتة تقدم ا الب دان الممو ة بالتج يزات والخدمات المرتبطة ب ا في وطار الملاريي‬
‫الص اعية‪ .‬وقد ب غ مخزون الديون الخارجية ش ة‪1971‬حوالي ‪1260‬م يون دوار مري ي‪ ،‬وفي ش ة‬
‫ول قرض في الشوى الدولية لرؤوس اأموال‪ .1‬وقد دى اارتفاع المتزايد لحجا‬ ‫‪ 1974‬تا الحصول ع‬

‫المج س الوط ي ااقتصادي وااجتماعي‪ ":‬ملروع تقرير حول‪:‬المديو ية الخارجية لب دان ج وب البحر اأبيض المتوشط عائى ماا الت مية اأورو‬ ‫‪1‬‬

‫متوشطية" ‪.‬الدورة العامة الخامشة علر ‪ ،‬ص‪.39:‬‬

‫‪25‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫و دات ااشتثمارات العمومية خ ل ذ الفترة ول توجه الح ومة حو التمويل الخارجي‪ ،‬وذلك بشبب‬
‫عدا توفر التمويل الداخ ي ال زا من جل تغطية ذ ااشتثمارات‪ ،‬ما لوحظ ن عم ية ااشتدا ة‬
‫الخارجية ا ت تتا بصورة امر زية‪ ،‬وعن طريى الب وك التجارية والمؤششات العمومية‪ ،‬مي الع ا ن ذ‬
‫العم يات ا ت تتط ب ترخيص مشبى من طرت الب ك المر زي الجزائري الذي ان يرس لج ة ااقتراض‬
‫الم فة بت ظيا عم يات ااشتدا ة الخارجية ل مؤششات العمومية والب وك التجارية في اأشواى الدولية‬
‫القروض التجارية «قروض‬ ‫الحصول ع‬ ‫لرؤوس اأموال‪ ،‬ما لوحظ ن ذ العم يات تر زت ع‬
‫الموردين و الملترين»‪ .‬واعتماد الجزائر ل قروض التجارية دون غير ا من القروض اأخرى ان بشبب‬
‫الميزة التي تميزت ب ا ذ القروض والتي تشمح ل مقترض الجزائري اختيار المورد الذي يتعامل معه ب ل‬
‫الجزائر التعامل مي موردين معي ين مقابل‬ ‫حرية‪ ،‬ومي ذلك فقد الترطت بعض الب وك الدولية ع‬
‫ذا ال وع من القروض‪ .‬وقد شاعدت الظروت ااقتصادية ل جزائر من خ ل ارتفاع شبة‬ ‫الحصول ع‬
‫القروض الخارجية خ ل ذ الفترة التي بد حجم ا‬ ‫م ءت ا المالية وقاب يت ا ل شداد في الحصول ع‬
‫يزداد من ش ة أخرى‪.‬‬
‫ارتفاع حجا‬ ‫ن زمتي ال فط لش تي ‪ 1979 - 1973‬قد شاعدتا ع‬ ‫وتجدر اإلارة ول‬
‫المداخيل ل دولة بالعم ة الصعبة‪ ،‬بشبب اارتفاع ال اا في شعر البرميل الواحد ل فط‪ ،‬وقد ا ت ذ الفترة‬
‫ا الفترات التي ل دت في ا المديو ية الخارجية تزايدا بي ار حيث تضاعفت بمقدار ‪ 6‬مرات ما بين‬ ‫من‬
‫‪17,4‬م يار دوار‪ .1‬حيث شتعمل اادخار اأج بي‬ ‫(‪ ) 1979 - 1973‬من ‪ 2,9‬م يار دوار ول‬
‫متمث في قروض من طرت الب وك اأج بية من جل تمويل جزء من ااشتثمارات الضخمة‪ ،‬ويرجي ذلك‬
‫ول وفرة اإقراض الخارجي‪ ،‬وش ولة الحصول ع يه و و ما دى بالمشؤولين آ ذاك ول ااعتقاد بإم ا ية‬
‫ية عالية في اأج ين القصير والمتوشط‪ ،‬مي وم ا ية اإشتمرار في تحقيى ت مية‬ ‫التمتي بمشتويات اشت‬
‫دون ملا ل في تشديد قشاط وفوائد الديون في اأجل الطويل‪.‬‬
‫اية‬ ‫حوالي ‪12‬م يار دوار في‬ ‫ففي ذ الفترة ازدادت الديون من ‪1,4‬م يار دوار عاا ‪ 1967‬ول‬
‫المخطط الرباعي الثا ي ( ‪ ،) 1977 - 1974‬لترتفي بعد ذلك ول حوالي ‪20‬م يار دوار في اية ش ة‬
‫‪ ، 1985‬و ذا ما يؤ د ارتباط مديو ية الجزائر بااشتثمارات المخططة‪ ،‬ول ن ذ الديون لا ت ن لتل ل‬
‫خطر و حرج حيث ا ت تشدد في وقات ا المحددة‪ .‬وفي الفترة الممتدة ما بين ش تي ‪1985 - 1980‬‬
‫وجدت الجزائر فش ا في وضعية شيئة اتجا المديو ية الخارجية‪ ،‬ذ الوضعية غير الم اشبة اشتق لية‬
‫تخفيض حجا المديو ية‬ ‫ول‬ ‫القرار ااقتصادي الداخ ي والخارجي جع ت الش طات الجزائرية تشع‬

‫التوازن ال قدي في الجزائر"‪ ،‬مج ة بحوث اقتصادية عربية‪ ،‬الجمعية العربية ل بحوث‬ ‫ب عزوز بن ع ي‪ ":‬ا ع اس اإص حات ااقتصادية ع‬ ‫‪1‬‬

‫ااقتصادية ‪ ،‬العددان ‪30‬و‪31‬خريت ‪ ،2003‬ص‪.29:‬‬

‫‪26‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫الخارجية بواشطة التشديدات المشبقة خصوصا في الفترة ما بين ‪ ،1985 - 1980‬حيث عرفت المديو ية‬
‫اتجا ا متذبذبا بين الصعود وال بوط ‪.1‬‬
‫ب‪ -‬ا مرحلة ا ثانية ( ‪: )1993 - 1986‬تعتبر ذ المرح ة من خطر المراحل التي مرت ب ا‬
‫الجزائر‪ ،‬والتي ل دت ا الع قات ااقتصادية والمالية الدولية حيث تميزت ذ الفترة باا خفاض المفاجئ‬
‫أشعار البترول خاصة في الش وات ‪ ،1991 - 1990 - 1989 - 1986‬وبأزمة شياشية و م ية حادة‪،‬‬
‫اارتفاع المشتمر ل ديون الخارجية حيث ا تق ت من ‪19,8‬م يار دوار ش ة ‪ 1985‬ول‬ ‫فأدى ذلك ول‬
‫‪25,7‬م يار دوار ش ة ‪.2 1993‬‬
‫ون ذا اارتفاع في الديون الخارجية قاب ه ا خفاض في ويرادات صادرات المحروقات حيث شجل‬
‫وجمالي الصادرات ا خفاضا بر ‪ %35‬ش ة ‪ 1986‬مقارة بالمشتوى الذي ا ت ع يه ش ة ‪،1985‬‬
‫والجدول رقا (‪ )10‬التالي يبين تطور الصادرات الجزائرية من ( ‪ ،) 1990 -1985‬ما ن فاتورة‬
‫الواردات ي اأخرى ا ت بيرة تيجة تد ور اأداء ااقتصادي ل مؤششات من ج ة وارتفاع فاتورة المواد‬
‫الغذائية المشتوردة حيث تراوحت قيمة وجمالي الواردات بين ‪10,08‬م يار دوار و‪13,12‬م يار دوار‬
‫خ ل فس الفترة‪.‬‬
‫ا جدول رقم (‪ :)10‬تطور الصاد ارت والواردات الجزائرية خ ل الفترة (‪)1990-1985‬‬
‫ا وحدة ‪:‬م يار دوار‪.‬‬
‫ا سنوات‬
‫‪1990‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫‪1988‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪1986‬‬ ‫‪1985‬‬
‫ا بيان‬

‫‪13,89‬‬ ‫‪10,49‬‬ ‫‪8,54‬‬ ‫‪10,19‬‬ ‫‪9,14‬‬ ‫‪14,07‬‬ ‫إجما ي ا صادرات‬

‫‪12,49‬‬ ‫‪11,76‬‬ ‫‪10,59‬‬ ‫‪10,08‬‬ ‫‪11,78‬‬ ‫‪13,12‬‬ ‫إجما ي ا واردات‬

‫‪+ 32,4‬‬ ‫‪+ 22,83‬‬ ‫‪- 16,19‬‬ ‫‪+ 11,49‬‬ ‫‪-35‬‬ ‫ـــ‬ ‫نسبة تغير ا صادرات‪%‬‬

‫‪Source: Revue MediaBanke, N°12, Bank Of Algeria, juin/juillet 1994,p:22‬‬


‫ولقد شعت الح ومة م ذ بداية الصدمة ال فطية المعا شة في عاا ‪ 1986‬حت مارس ‪ 1994‬ول احتواء‬
‫التجارة والمدفوعات‪ ،‬و تيجة ل ذ الشياشات ا ت حجاا الواردات‬ ‫الواردات من خ ل تطبيى قيود ع‬
‫قل بحوالي ‪ %19,28‬في عاا ‪ 1988‬ع ا في عاا ‪. 1985‬‬
‫ج‪ -‬ا مرحلة ا ثا ثة (‪ :)2005- 1994‬ون الوضعية التي آلت ولي ا الجزائر في ش ة ‪ 1994‬حيث‬
‫ي عن تشديد ديو ا‪ ،‬قد فص ت في الجدال القائا بين صار وعادة‬ ‫وجدت فش ا ماا توقت لبه‬

‫ال المي بوجعدار‪ ":‬زمة المديو ية الخارجية ل جزائر ‪ ،‬شباب ا و ثار ا" ‪ ،‬مج ة الع وا اإ شا ية ‪،‬دار ال دى ‪ ،‬عين م ي ة ‪،‬العدد‪ ،12‬ديشمبر‪.1999‬‬ ‫‪1‬‬

‫اقتصاديات الدول ال امية" ‪ ،‬طروحة د تو ار دولة في الع وا ااقتصادية ‪ ،‬ية الع وا ااقتصادية‬ ‫ب عزوز بن ع ي‪ ":‬ثر تغير شعر الفائدة ع‬ ‫‪2‬‬

‫وع وا التشيير ‪،‬جامعة الجزائر ‪ ،2004،‬ص‪.255:‬‬

‫‪27‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫الجدولة و صار وعادة تحويل الديون‪ ،‬الذي تواصل لمدة خمس ش وات في الفترة الممتدة بين ‪1988‬و‬
‫‪ ، 1993‬حيث ن وعادة جدولة الديون الخارجية ل جزائر فرضت فش ا حتمية وجرت ذ العم ية بل ل‬
‫شي ي من خ ل‪:‬‬
‫تطبيى برامج اشتقرار يعرت باتفاى شتا د باي ( فريل ‪ -1994‬مارس ‪ ) 1995‬ي يه برامج تعديل‬
‫شاس اتفاى تمويل موشي تلمل مدته ث ث ش وات ( فريل ‪ – 1995‬مارس ‪ .)1998‬وقد‬ ‫ي يع‬
‫شمحت ذ العم ية بإعادة جدولة ‪16‬م يار دوار تيجة وجراء عم ية وعادة تحويل الديون الخاصة مي‬
‫ذلك شمحت‬ ‫ادي ل دن‪ ،‬وعم يتي تحويل الديون العمومية التي جزت مي ادي باريس‪ ،‬وضافة ول‬
‫اإجراءات الموا بة لبرامج التعديل ال ي ي بتعبئة موارد وضافية قدرت ب‪2.6‬م يار دوار م حت ا‬
‫مؤششات بروتن وودز (ص دوى ال قد الدولي والب ك الدولي لإ لاء والتعمير ) ‪ ،1‬ويم ن توضيح تطور‬
‫وجمالي الديون الخارجية من ‪ 2005 – 1995‬من خ ل الجدول التالي‪:‬‬
‫ا جدول رقم(‪ :)11‬تطور مخزون الديون الخارجية ل جزائر ل فترة (‪.)2005-1995‬‬
‫ا وحدة ‪ :‬م يار دوار‬
‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫ا سنة‬ ‫ا سنو‬

‫‪17,191‬‬ ‫‪21.82‬‬ ‫‪23.35‬‬ ‫‪22.64‬‬ ‫‪22.57‬‬ ‫‪25.26‬‬ ‫‪28.32‬‬ ‫‪30.47‬‬ ‫‪31.22‬‬ ‫‪33.65‬‬ ‫‪31.57‬‬ ‫مبلغ ا ديون‬

‫‪Source: revue mediabanke, N76, Bank Of Algeria, fevrier/mars,2005, p:05‬‬


‫فإن الديون الخارجية قد ارتفعت مابين ش وات ‪ 1995‬ول ‪1996‬‬ ‫مث ما و واضح في الجدول ع‬
‫‪ 33.65‬م يار دوار ش ة ‪ 1996‬ثا عاودت‬ ‫بحيث ا تق ت من ‪29.49‬م يار دوار ش ة ‪ 1994‬ول‬
‫اا خفاض وبل ل مشتمر وبتداءا من ش ة‪ 1997‬ول غاية ش ة ‪ 2001‬من ‪ 31.22‬م يار دوار ول‬
‫‪ 22.57‬م يار دوار‪ ،‬وبعد ا ارتفعت ش تي ‪ 2002‬و ‪ 2003‬لتصل ول ‪ 23.35‬م يار دوار في اية‬
‫‪ ،2003‬ثا عاودت اا خفاض مرة ثا ية ش ة‪ 2004‬لتصل ول ‪ 21.82‬م يار دوار ويفشر ذا التذبذب‬
‫في اارتفاع واا خفاض في مخزون الديون الخارجية خ ل ذ الفترة ول ‪:‬‬
‫تضخا‬ ‫‪ -‬ون تأجيل ااشتحقاقات فيما يخص صل الديون وبعض الفوائد يؤدي بطبيعة الحال ول‬
‫مخزون الديون‪ ،‬باإضافة ول التمويل الذي حص ت ع يه الجزائر من مؤششات بروتن وودز‪ ،‬ذا بال شبة‬
‫لفترة (‪)1996 – 1994‬‬
‫ون اارتفاع الطفيت بين ش تي ‪ 2002 -2001‬و ‪ 2003 – 2002‬يرجي شاشا ول تراجي قيمة الدوار‬
‫ماا اأورو (‪ ،)% 20‬و ذلك تعبئة المؤششات اأج بية قروضا غير مؤم ة من طرت الدولة‪ ،‬و ذا‬

‫المج س الوط ي ااقتصادي و ااجتماعي‪":‬ملروع تقرير حول ‪:‬المديو ية الخارجية لب دان ج وب البحر اأبيض المتوشط عائى ماا الت مية‬ ‫‪1‬‬

‫اأورو متوشطية" ‪ ،‬ص‪.49:‬‬

‫‪28‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫اارتفاع لأورو لحى بالجزائر خشائر في الصرت قدرت بر ‪ 1.9‬م يار دوار مي اية ديشمبر ‪،1 2003‬‬
‫و اشتمر اا خفاض وبل ل قياشي في مخزون الدين الخارجي في اية ‪2005‬حشب تقديرات ص دوى‬
‫حوالي ‪16.6‬م يار دوار‪ ،‬ي با خفاض قدر ‪ 5.22‬م يار دوار عما ان ع ه في‬ ‫ال قد الدولي ول‬
‫‪ ،2004‬ي ب شبة ا خفاض تقدر ب( ‪ )%23.9‬في مخزون الديون الخارجية ل جزائر‪ ،‬و و ما يع ي ن‬
‫حجا الدين الخارجي ل جزائر بالقيمة ااشمية ش ة ‪ 2005‬صبح يشاوي تقريبا حجا الدين ش ة‪ .1983‬ذا‬
‫الجزائر‬ ‫مذ رة بين الجزائر وروشيا حول ولغاء الديون الروشية المترتبة ع‬ ‫باإضافة ول التوقيي ع‬
‫والمقدرة بحوالي ‪4.7‬م يار دوار بتاريخ ‪10‬مارس ‪ ،2006‬وفي مقابل ذلك التزمت الجزائر بلراء ش ي‬
‫صفقة بقيمة ‪3.5‬م يار دوار تقت ي ا الجزائر من‬ ‫وخدمات من روشيا تعادل مب غ الدين‪ ،‬وتا ااتفاى ع‬
‫بر صفقة تبرم ا الجزائر مي دائ ي ا فيما يخص م فات‬ ‫روشيا في ل ل عتاد عش ري ‪ ،‬وتعتبر ذ‬
‫تحويل المديو ية‪.‬‬
‫ا فرع ا ثاني‪ :‬تطور نسب ا ديون ا خارجية‬
‫ا ي في مجرد ذ ر قيمة الدين الخارجي أي ب د ن ح ا ع يه بأ ه ضخا و م اشب دون ن‬
‫ربط قيمة الدين الخارجي ول قيمة الصادرات من الش ي والخدمات‪ ،‬وال ال اتج الوط ي الخاا باإضافة‬
‫شبة ااحتياطيات الدولية ول وجمالي الدين الخارجي‪.‬‬ ‫ول‬
‫نسبة ا دين ا خارجي إ ى إجما ي ا صادرات‪ :‬ا ت ذ ال شبة بيرة حيث تلير البيا ات المتاحة‬ ‫‪-‬‬
‫ن ذ ال شبة قد ب غت مشتوى حرجا‪ ،‬وذ ب غت ‪ %92.2‬عاا ‪ 1975‬و ‪ %97‬عاا ‪ 1982‬و‬ ‫ول‬
‫‪ %284‬عاا ‪ 1988‬و ‪ %275‬عاا ‪،1992‬‬
‫ولتوضيح ثر قم ا بتمثيل البيا ي ل ذا التطور ال شبي متمثل في الل ل التالي‪:‬‬

‫المج س الوط ي ااقتصادي وااجتماعي‪ " ،‬ملروع تقرير حول ‪ :‬الظرت ااقتصادي وااجتماعي ل شداشي الثا ي من ش ة ‪ ،"2003‬الدورة‬ ‫‪1‬‬

‫العامة‪ ،24‬جوان ‪.2004‬‬

‫‪29‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫ا ش ل رقم (‪: )01‬التطور ال شبي ل ديون ول الصادرات والديون ول ال اتج المح ي اإجمالي‬
‫ل فترة (‪)2005-1994‬‬
‫ا نسبة ا مئوية‬

‫‪400‬‬

‫‪300‬‬

‫‪200‬‬

‫‪100‬‬

‫‪0‬‬
‫ا سنوات‬
‫‪1994‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2005‬‬

‫الديون‪/‬الصادرات‬ ‫الديون‪/‬ال اتج المح ي اإجمالي‬

‫لقد عرفت شبة الديون ول الصادرات من الش ي والخدمات ا خفاضا مشتمر من ‪ %307‬ش ة‬
‫‪ %280‬بعد ا خفاض قيمة‬ ‫‪ %212‬ش ة ‪ ،1997‬ثا عاودت اارتفاع ش ة ‪ 1998‬ول‬ ‫‪ 1994‬ول‬
‫الصاد ارت بشبب بوط شعار المحروقات‪ ،‬ثا بد ت في اا خفاض م ذ ش ة ‪ 1999‬لتشتقر في ش وات‬
‫شبة ‪ %60‬ش ة‬ ‫‪ 2002 . 2001 . 2000‬تقريبا‪ ،‬ثا ا خفضت بدرجة محشوشة ووص ت ول‬
‫‪ 2004‬بشبب تغيرات شعر صرت الدوار ماا اأورو‪ ،‬وارتفاع شعار المحروقات‪ ،‬والتزاا الجزائر بخدمات‬
‫ديو ا‪ ،‬وتلير توقعات ص دوى ال قد الدولي ول ا خفاض ا في حدود‪%36‬ب اية ‪ 2005‬و و ا خفاض‬
‫محشوس وقياشي لا تل د الجزائر م ذ مدة‪.‬‬
‫ال اتج المح ي‬ ‫ب‪ -‬نسبة ا دين ا خارجي إ ى ا ناتج ا محلي اإجما ي‪:‬تعتبر شبة الدين الخارجي ول‬
‫ثر المؤلرات دالة‪ ،‬ارتباطه بمتغير شاشي و و ال اتج المح ي اإجمالي‪ ،‬وقد ل دت‬ ‫اإجمالي من‬
‫ذ ال شبة تزايدا م حوظا في بداية اأزمة‪ ،‬حيث ب غت ‪ %29‬عاا ‪ 1975‬و‪ % 31.7‬عاا ‪1982‬‬
‫و‪ %45.6‬عاا ‪ 1988‬و ‪ %73‬عاا ‪ 1991‬و ‪ %75.3‬عاا ‪ .11992‬حيث ن ارتفاع ذ ال شبة و ما‬
‫التمويل الخارجي في ت فيذ ملروعات الت مية‪ ،‬وفي ع ج‬ ‫ن الجزائر قد تزايد اعتماد ا ع‬ ‫يدل ع‬
‫بعض المل ت ااقتصادية التي تواج ا‪ ،‬وبالتالي ازدادت حقوى اأجا ب في ال اتج المح ي اإجمالي‪.‬‬
‫ما تطور ذا المؤلر في الش وات اأخيرة‪ ،‬فقد شج ت ا خفاضا اما ش ة ‪ 2004‬فقد ب غت ‪%26.4‬‬
‫مقارة بمشتوا ا ش ة ‪ 1995‬حيث ب غت ‪ ،%76.1‬و ذا راجي ول ت اقص وجمالي الدين الخارجي خ ل‬
‫ذ الفترة من ج ة‪ ،‬وال التطور الحاصل في ال اتج المح ي اإجمالي من ج ة خرى‪ .‬وفي المقابل تلير‬
‫وحصائيات ص دوى ال قد الدولي ب اية ‪2005‬ول ا خفاض ذ ال شبة ول ‪ ،%16.4‬و ذا اا خفاض‬

‫ال المي بوجعدار‪ ،‬مرجي شبى ذ ر‪ ،‬ص‪.98 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪30‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫العالا الخارجي‪ ،‬وعن قص في صيب اأجا ب‬ ‫و ما يعبر عن تحرر الجزائر جزئيا من اعتماد ا ع‬
‫من ال اتج المح ي اإجمالي طي ة ش وات اا خفاض‪.‬‬
‫نسبة ااحتياطيات ا دو ية إ ى إجما ي ا دين ا خارجي ‪:‬حشب ذا المؤلر يم ن القول ه ما‬ ‫ج‪-‬‬
‫مواج ة عباء‬ ‫قوة وضعية الشيولة الخارجية‪ ،‬ومن ثا طاقة الب د ع‬ ‫ارتفعت ذ ال شبة د ّل ذلك ع‬
‫الديون في وقات ا الحرجة‪.‬‬
‫ا جدول رقم (‪: )12‬تطور شبة ااحتياطات ول الديون الخارجية ل فترة (‪)2005-1994‬‬
‫‪*2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫ا سنوات‬

‫‪16.6‬‬ ‫‪21.82‬‬ ‫‪23.35‬‬ ‫‪22.64‬‬ ‫‪22.57‬‬ ‫‪25.26‬‬ ‫‪28.31‬‬ ‫‪30.47‬‬ ‫‪31.22‬‬ ‫‪33.65‬‬ ‫‪31.57‬‬ ‫‪29.49‬‬ ‫ا ديون (مليار‪)$‬‬

‫‪**60‬‬ ‫‪43.25‬‬ ‫‪32.94‬‬ ‫‪23.1‬‬ ‫‪17.96‬‬ ‫‪11.91‬‬ ‫‪4.41‬‬ ‫‪6.84‬‬ ‫‪8.05‬‬ ‫‪4.23‬‬ ‫‪2.11‬‬ ‫‪2.64‬‬ ‫ااحتياطات( مليار‪)$‬‬

‫‪361‬‬ ‫‪198.2‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪79.58‬‬ ‫‪47.15‬‬ ‫‪15.58‬‬ ‫‪22.45‬‬ ‫‪25.78‬‬ ‫‪12.57‬‬ ‫‪6.68‬‬ ‫‪8.95‬‬ ‫ديون‬ ‫ااحتياطات‪/‬‬
‫(‪)%‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪28.9‬‬ ‫‪29.7‬‬ ‫‪23.2‬‬ ‫‪22.92‬‬ ‫‪15.4‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪9.6‬‬ ‫‪11.9‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اإحتياطات‬ ‫تغطية‬
‫لواردات باأشهر‬

‫المصدر‪ :‬من وعداد الباحثتان وشت ادا ول ‪:‬‬


‫الشطر الثا ي‪Revue Media Bank, N° 76, op cit, p:05 :‬‬
‫الشطر الثالث‪Revue strategica, Business & Finance, N° 01 octobre2004, p: 48 :‬‬
‫الشطر الرابي‪ :‬التقرير اإقتصادي العربي الموحد لش ة ‪.2005‬‬
‫الشطر الخامس‪ :‬التقرير اإقتصادي العربي الموحد لش ة ‪.2001‬‬

‫فمن خ ل الجدول يتضح ل ا ما ي ي ‪:‬‬


‫عاا‬ ‫ون احتياطيات الصرت عرفت تطور م حوظا فقد تضاعفت ‪ 16‬مرة تقريبا من عاا ‪ 1994‬ول‬
‫‪ 2004‬حيث ا تق ت من ‪2.64‬م يار دوار ول ‪43.25‬م يار دوار‪ ،‬و ذا التطور ان بير في الش وات‬
‫من (‪ 2000‬ر ‪ )2005‬تيجة ارتفاع شعار العالمية ل بترول‪ ،‬ذا التزايد في حجا ااحتياطات تزامن مي‬
‫شبة احتياطيات ول وجمالي الديون‪،‬‬ ‫ا خفاض في قيمة الديون خ ل فس الفترة و و ما ا ع س ع‬
‫فبعد ما ا ت ‪ %8.95‬ش ة ‪ 1994‬ا تق ت ول ‪ %25.78‬ش ة ‪ 1997‬ثا ول ‪ %102‬ش ة ‪، 2002‬‬
‫‪ %198.2‬ش ة ‪ 2004‬حيث ن قيمة ااحتياطيات تجاوزت وأول مرة قيمة الديون ش ة‬ ‫ووص ت ول‬
‫‪ ،2002‬و صبحت ضعف ا تقريبا ش ة ‪ ،2004‬و ذا بالرغا من الدفي المشبى لر ‪1.218‬م يار دوار من‬
‫حجا الديون المتوشطة والطوي ة اأجل ش ة ‪ ، 2004‬واذا تطرق ا ول تقديرات ص دوى ال قد الدولي عن‬
‫حجا الديون الخارجية وااحتياطات ش ة‪ ،2005‬جد ن قيمة ااحتياطيات تزيد عن ث ثة ضعات حجا‬
‫الدين‪.‬‬
‫ون ا يار شعار المحروقات ش ة ‪ 1998‬وفي الث ثي اأول من ‪ ،1999‬وضعت تعبئة الموارد‬
‫الخارجية دت ول تد ي ااحتياطيات من العم ة الصعبة التي ا خفضت من ‪8.05‬م يار دوار في اية‬
‫‪ 1997‬ول ‪ 6.8‬م يار دوار في اية ‪ ،1998‬لتصل ول ‪ 4.4‬م يار دوار في اية ‪ ، 1999‬وتجدر‬

‫‪31‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫قروض جديدة‪ ،‬وتحشن شعر صرت‬ ‫عدا ال جوء ول‬ ‫ا خفاض مخزون الديون يعود ول‬ ‫اإلارة ول‬
‫‪1‬‬
‫الدوار خ ل ذ الفترة‪.‬‬
‫ارتفاع شبة تغطية ااحتياطيات ل واردات باأل ر خ ل فترة الدراشة‬ ‫ما تلير معطيات الجدول ول‬
‫ن الجزائر بإم ا ا ن تشتمر في ااشتيراد لمدة ‪ 21‬ل ار دون‬ ‫و ذا يدل مث خ ل ش ة‪ 2005‬ع‬
‫حصي ة الصادرات و قروض خارجية جديدة‪ .‬و و ما يبعث باارتياح في حالة تد رور‬ ‫ااعتماد ع‬
‫حصي ة الصادرات‪.‬‬
‫ا مبحث ا ثاني‪ :‬ا مديونية ا خارجية في ا جزائر بعد ‪2005‬‬
‫ون المؤرخ ل ذ الظا رة في الجزائر ي حظ ن الظروت العامة التي لأت في ا‪ ،‬وال مو الشريي الذي تمت‬
‫عن التغير الجذري الذي عرفته ب ية المديو ية و وقت ار ا بمعدات مرتفعة لخدمات الدين‬ ‫به‪ ،‬فض‬
‫غاية‬ ‫تطور الديون ول‬ ‫الخارجي لا ي ن مخالفا ل شياى العاا لمديو ية الب دان المتخ فة‪ .‬وش تطرى ول‬
‫‪ 2013‬و ذ ر شباب تراجي الديون بعد ‪.2005‬‬
‫ا مطلب اأول‪ :‬تطور بعض مؤشرات اإقتصاد ا جزائري خال ا فترة ‪2013-2006‬‬
‫ل دت ذ الفترة ورتفاعا بي ار في شعار ال فط من متوشط ‪ 66,05‬م يار دوار ل برميل ش ة ‪ 2006‬ول‬
‫متوشط ‪ 109,38‬م يار دوار ل برميل ش ة ‪ 2013‬مي وشتث اء ش ة ‪ 2009‬حيث و خفض متوشط شعر‬
‫البترول ول ‪ 62,35‬م يار دوار بشبب زمة الر ن العقاري اأمري ية ثا شرعان ما عاود اإرتفاع‪.‬‬
‫ا جدول رقم (‪ :)13‬شعار ال فط الجزائري (صحاري ب د) خ ل الفترة ‪2013-2004‬‬
‫الوحدة‪ :‬م يار دوار‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫ا سنة‬
‫‪109,38‬‬ ‫‪111,49‬‬ ‫‪112,92‬‬ ‫‪80,35‬‬ ‫‪62,35‬‬ ‫‪98,96‬‬ ‫‪74,66‬‬ ‫‪66,05‬‬ ‫ا سعر‪ /‬برميل‬
‫ا مصدر‪ :‬من وعداد الباحثتان وشت ادا ول ‪:‬‬
‫)‪OPEC Annual Statistical Bulletin 2010/2011. (http://www.opec.org‬‬ ‫(معطيات من ش ة ‪ 2006‬ول ش ة ‪:)2010‬‬
‫)‪OPEC Annual Statistical Bulletin 2015. (http://www.opec.org‬‬ ‫(معطيات من ش ة ‪ 2011‬ول ش ة ‪:)2013‬‬

‫و بال ظر ول ورتباط مخت ت المؤلرات اإقتصادية في الجزائر بإيرادات الصادرات من المحروقات فإ ا‬


‫شبيل المثال‪:‬‬ ‫شتتأثر و بدون لك ب ذا اإرتفاع ف جد ع‬
‫ا‬ ‫‪ ‬وجمالي ال اتج الداخ ي‪ :‬ل د عدة تغيرات و ان قطاع خدمات خارج اإدارة العمومية و‬
‫قطاع حيث ورتفي بر ر ‪ 2119‬م يار دي ار‪ ،‬ثا ي يه قطاع خدمات اإدارة العمومية ب ر ‪1846,6‬‬
‫م يار دي ار‪ ،‬ثا قطاع المحروقات بإرتفاع قدر ‪ 1085,8‬م يار دي ار‪ ،‬ثا الف حة ب ر ‪986,5‬‬

‫المج س الوط ي ااقتصادي وااجتماعي ‪،‬ملروع تقرير حول ‪:‬الظرت ااقتصادي وااجتماعي ل شداشي الثا ي من ش ة ‪،1999‬الدورة العامة‬ ‫‪1‬‬

‫‪،15‬ماي ‪،2000‬ص‪.11:‬‬

‫‪32‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫م يار دي ار‪ ،‬ثا ي يه قطاع الب اء و األغال العمومية ب ر ‪ 945,9‬م يار دي ار‪ ،‬و في اأخير‬
‫قطاع ص اعة الم توجات الص اعية بإرتفاع ‪ 321,1‬م يار دي ار‪.‬‬
‫ا جدول رقم (‪ :)14‬التوزيي القطاعي إجمالي ال اتج الداخ ي باأشعار الجارية‬
‫الوحدة‪ :‬م يار دي ار‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫الش ة‬
‫‪4968,0‬‬ ‫‪5536,4‬‬ ‫‪5242,1‬‬ ‫‪4180,4‬‬ ‫‪3109,1‬‬ ‫‪5000,1‬‬ ‫‪4089,3‬‬ ‫‪3882,2‬‬ ‫المحروقات‬

‫‪1627,8‬‬ ‫‪1421,7‬‬ ‫‪1183,2‬‬ ‫‪1015,3‬‬ ‫‪931,3‬‬ ‫‪722,8‬‬ ‫‪704,2‬‬ ‫‪641,3‬‬ ‫الف حة‬
‫‪765,5‬‬ ‫‪728,6‬‬ ‫‪663,8‬‬ ‫‪617,4‬‬ ‫‪570,7‬‬ ‫‪483,0‬‬ ‫‪463,7‬‬ ‫‪444,4‬‬ ‫ص اعة‬
‫الم توجات‬
‫الص اعية‬
‫‪1620,2‬‬ ‫‪1491,2‬‬ ‫‪1333,3‬‬ ‫‪1257,4‬‬ ‫‪1094,8‬‬ ‫‪967,8‬‬ ‫‪825,1‬‬ ‫و ‪674,3‬‬ ‫ب اء‬
‫لغال‬
‫عمومية‬
‫‪3827,4‬‬ ‫‪3205,6‬‬ ‫‪2862,6‬‬ ‫‪2586,3‬‬ ‫‪2349,1‬‬ ‫‪2189,3‬‬ ‫‪1910,7‬‬ ‫‪1708,4‬‬ ‫خدمات‬
‫خارج‬
‫اإدارة‬
‫العمومية‬
‫‪2524,5‬‬ ‫‪2654,4‬‬ ‫‪2386,6‬‬ ‫‪1587,1‬‬ ‫‪1197,2‬‬ ‫‪1034,3‬‬ ‫‪782,4‬‬ ‫‪677,9‬‬ ‫خدمات‬
‫اإدارة‬
‫العمومية‬
‫‪16569,3‬‬ ‫‪16115,4‬‬ ‫‪14526,6‬‬ ‫‪11991,6‬‬ ‫‪9968,0‬‬ ‫‪10993,8‬‬ ‫‪9306,2‬‬ ‫‪8520,6‬‬ ‫المجموع‬
‫ا مصدر‪ :‬من وعداد الباحثتان وشت ادا ول ‪:‬‬
‫(معطيات من ‪ 2006‬ول ‪ )2008‬ب ك الجزائر ‪:‬التقرير الش وي ‪ ،2008‬التطور اإقتصادي و ال قدي ل جزائر‪ ،‬طبي في شبتمبر ‪.2009‬‬
‫(معطيات من ‪ 2009‬ول ‪ )2013‬ب ك الجزائر ‪:‬التقرير الش وي ‪ ،2013‬التطور اإقتصادي و ال قدي ل جزائر‪ ،‬طبي في وفمبر ‪.2014‬‬

‫متوشط‬ ‫‪ ‬وجمالي ت وين رس المال ورتفي من متوشط ‪ 1967,3‬م يار دي ار ش ة ‪ 2006‬ول‬


‫‪ 5638,4‬م يار دي ار ش ة ‪.2013‬‬
‫ا جدول رقم (‪ :)15‬وجمالي ت وين رس المال الثابت‬
‫الوحدة‪ :‬م يار دي ار‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫ا سنة‬
‫‪5638,4 4992,4 4620,3 4350,2 3811,4 3065,1 2444,9 1967,3‬‬ ‫ا قيمة‬
‫ا مصدر‪ :‬من وعداد الباحثتان وشت ادا ول ‪:‬‬
‫(معطيات من ‪ 2006‬ول ‪ )2008‬ب ك الجزائر ‪:‬التقرير الش وي ‪ ،2008‬التطور اإقتصادي و ال قدي ل جزائر‪ ،‬طبي في شبتمبر ‪.2009‬‬
‫(معطيات من ‪ 2009‬ول ‪ )2013‬ب ك الجزائر ‪:‬التقرير الش وي ‪ ،2013‬التطور اإقتصادي و ال قدي ل جزائر‪ ،‬طبي في وفمبر ‪.2014‬‬

‫‪33‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫متوشط‬ ‫‪ ‬وجمالي اإدخار الداخ ي ورتفي من متوشط ‪ 4870,1‬م يار دي ار ش ة ‪ 2006‬ول‬


‫‪ 7645,8‬م يار دي ار ش ة ‪.2013‬‬
‫ا جدول رقم (‪ :)16‬وجمالي اإدخار الداخ ي‬
‫الوحدة‪ :‬م يار دي ار‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫ا سنة‬
‫‪7645,8 7611,0 6963,2 5810,3 4614,7 6343,9 5295,2 4870,1‬‬ ‫ا قيمة‬
‫ا مصدر‪ :‬من وعداد الباحثتان وشت ادا ول ‪:‬‬
‫(معطيات من ‪ 2006‬ول ‪ )2008‬ب ك الجزائر ‪:‬التقرير الش وي ‪ ،2008‬التطور اإقتصادي و ال قدي ل جزائر‪ ،‬طبي في شبتمبر ‪.2009‬‬
‫(معطيات من ‪ 2009‬ول ‪ )2013‬ب ك الجزائر ‪:‬التقرير الش وي ‪ ،2013‬التطور اإقتصادي و ال قدي ل جزائر‪ ،‬طبي في وفمبر ‪.2014‬‬

‫‪ ‬اإيرادات و ال فقات‪ :‬ورتفعت اإيرادات اإجمالية بمتوشط ‪ 3639,8‬م يار دي ار ش ة ‪ 2006‬ول‬


‫متوشط ‪ 5940,9‬م يار دي ار ش ة ‪ ،2013‬و ويرادات صادرات المحروقات ورتفعت بمتوشط‬
‫متوشط ‪ 3678,1‬ش ة ‪ ،2013‬ما ويرادات خارج‬ ‫‪ 2799‬م يار دي ار ش ة ‪ 2006‬ول‬
‫المحروقات ورتفعت من متوشط ‪ 840,5‬ول متوشط ‪ 2262,8‬م يار دي ار ش ة ‪.2013‬‬
‫ا جدول رقم (‪ :)17‬اإيرادات و ال فقات‬
‫الوحدة‪ :‬م يار دي ار‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫الش ة‬
‫ويرادات ‪5940,9 6339,3 5790,1 4392,9 3676,0 5111,0 3687,8 3639,8‬‬ ‫وجمالي‬
‫المي از ية و ال بات‬
‫‪3678,1 4184,3 3979,7 2905,0 2412,7 4088,6 2796,8 2799,0‬‬ ‫ويرادات‬
‫المحروقات‬
‫‪2262,8 2155,0 1810,4 1487,8 1263,3 1022,1‬‬ ‫‪883,1‬‬ ‫خارج ‪840,5‬‬ ‫ويرادات‬
‫المحروقات‬
‫ا مصدر‪ :‬من وعداد الباحثتان وشت ادا ول ‪:‬‬
‫(معطيات من ‪ 2006‬ول ‪ )2008‬ب ك الجزائر ‪:‬التقرير الش وي ‪ ،2008‬التطور اإقتصادي و ال قدي ل جزائر‪ ،‬طبي في شبتمبر ‪.2009‬‬
‫(معطيات من ‪ 2009‬ول ‪ )2013‬ب ك الجزائر ‪:‬التقرير الش وي ‪ ،2013‬التطور اإقتصادي و ال قدي ل جزائر‪ ،‬طبي في وفمبر ‪.2014‬‬

‫‪ ‬عرفت ال فقات العمومية اإجمالية ورتفاعا بمتوشط ‪ 2453‬م يار دي ار ش ة ‪ 2006‬ول متوشط‬
‫‪ 6092,1‬م يار دي ار ش ة ‪ ،2013‬و ال فقات الجارية ورتفعت بمتوشط ‪ 1437,9‬م يار دي ار‬
‫متوشط ‪ 4204,3‬م يار دي ار ش ة ‪ ،2013‬ما فقات رس المال ورتفعت‬ ‫ش ة ‪ 2006‬ول‬
‫بمتوشط ‪ 1015,1‬م يار دي ار ش ة ‪ 2006‬ول متوشط ‪ 1887,8‬م يار دي ار ش ة ‪.2013‬‬

‫‪34‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫الجدول رقا (‪ :)18‬ال فقات العمومية‬


‫الوحدة‪ :‬م يار دي ار‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫الش ة‬
‫‪6092,1 7058,1 5853,6 4466,9 4246,3 4175,7 3108,5 2453,0‬‬ ‫وجمالي ال فقات‬
‫‪4204,3 4782,6 3879,2 2659,0 2300,0 2227,3 1673,9 1437,9‬‬ ‫ال فقات الجارية‬
‫‪1887,8 2275,5 1974,4 1807,9 1946,3 1948,4 1434,6 1015,1‬‬ ‫فقات رس المال‬
‫ا مصدر‪ :‬من وعداد الباحثتان وشت ادا ول ‪:‬‬
‫(معطيات من ‪ 2006‬ول ‪ )2008‬ب ك الجزائر ‪:‬التقرير الش وي ‪ ،2008‬التطور اإقتصادي و ال قدي ل جزائر‪ ،‬طبي في شبتمبر ‪.2009‬‬
‫(معطيات من ‪ 2009‬ول ‪ )2013‬ب ك الجزائر ‪:‬التقرير الش وي ‪ ،2013‬التطور اإقتصادي و ال قدي ل جزائر‪ ،‬طبي في وفمبر ‪.2014‬‬

‫جميي ذ المؤلر ر ررات‪.‬‬ ‫شت تج ن ورتفاع شعار ال فط ثرررت ع‬


‫ا مطلب ا ثاني‪ :‬تطور ا ديون ا خارجية خال ا فترة ‪2013 - 2006‬‬
‫حوالي ‪ 5,603‬م يار دوار ش ة ‪،2006‬ع‬ ‫وشتمرت المديو ية الخارجية في اإ خفاض لتصل ول‬
‫ع س ما ا ت ع يه ش ة ‪ 2005‬حيث قدرت ب ‪ 17,191‬م يار دوار و ذلك أن الجزائر شددت ع‬
‫دفعة واحدة و بصورة مشبقة باتفاى مي الدول الدائ ة ‪ 11,588‬م يار دوار‪ .‬و وشتمرت باإ خفاض ول‬
‫غاية ش ة ‪ 2013‬حيث قدرت ب ‪ ،3,396‬و ذا راجي ول وقرار الرئيس عبد العزيز بوتف يقة عاا ‪2005‬‬
‫حيث قرر وقت اإشتدا ة من الخارج و الشداد المشبى ل امل الديون الخارجية‪.‬‬
‫و ان تطور الدين الخارجي التالي‪:‬‬
‫ا ش ل رقم (‪ :)02‬تطور الدين الخارجي الجزائري من ‪ 2006‬ول ‪:2013‬‬

‫الدين‬
‫ا دين‬
‫‪6‬‬ ‫‪5,603‬‬ ‫‪5,585‬‬ ‫‪5,687‬‬
‫‪5,474‬‬
‫‪5,536‬‬
‫‪5‬‬
‫‪4,41‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪3,694‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3,396‬‬

‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬ ‫ا سنوات‬
‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬

‫ا مصدر‪ :‬من وعداد الباحثتان باإعتماد ع ‪:‬‬


‫‪Source :Banque d'Algérie, bulletin statistique trimestriel, N9 décembre 2009‬‬ ‫(من الش ة ‪ 2006‬ول ‪(:2008‬‬
‫‪Source: rapport 2013 evolution economique et monetaire en algerie, octobre 2014‬‬ ‫) من الش ة ‪ 2009‬ول ‪( 2013‬‬

‫‪35‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫وا ت جت الجزائر وشتراتيجية تق يص المديو ية الخارجية عن طريى تشديدات مشبقة امة‪ ،‬خصوصا مابين‬
‫‪ 2004‬و ‪ .2006‬و ا ت ش ة ‪ 2006‬حاشمة حيث عرفت ا خفاضا قويا ل دين العمومي الخارجي‪ .‬ذا‬
‫ما شمح بتق يص معتب ر ل تعرض المالي ل جزائر تجا باقي العالا‪ ،‬و ذلك قبل بداية اأزمة المالية الدولية‬
‫وا بق يل‪.‬‬
‫ص بة‪ ،‬فإن مشتوى‬ ‫و إحدى ورشاءات ص بة الوضعية المالية الخارجية الصافية ل جزائر‪ ،‬التي تبق‬
‫مشتوى تاريخيا‪ ،‬يلير ول‬ ‫اية ‪ 3,396( 2013‬م يار دوار)‪ ،‬و و د‬ ‫وجمالي الدين الخارجي في‬
‫اشتمرار تق يص المديو ية الخارجية في وضي مالي دولي يتميز م ذ عدة ش وات بحدة المخاطر الشيادية‪.‬‬
‫اية ‪،)2010‬‬ ‫بعد اشتقرار بين ‪ 2006‬و ‪ 2010‬حول ‪ 5,6‬م يار دوار (‪ 5,536‬م يار دوار في‬
‫التوالي (‪ 3,396‬م يار دوار مقابل‬ ‫ا خفض قائا وجمالي الدين الخارجي في ‪ 2013‬ل ش ة الثالثة ع‬
‫‪ 3,694‬م يار دوار في اية ‪ 2012‬و ‪ 4,410‬م يار دوار في اية ‪.1 )2011‬‬
‫و ذا راجي ول ارتفاع شعر ال فط الخاا في اأشواى العالمية في عاا ‪ 2006‬ول زيادة عوائد الصادرات‬
‫ال فطية في معظا الدول العربية المقترضة المصدرة ل فط‪ .‬و ا فردت الجزائر بين ذ الدول في اشتخداا‬
‫التوالي‪ .‬فقد‬ ‫جزء من عوائد صادرات ا ال فطية في تق يص مديو يت ا الخارجية و ذلك ل عاا الثالث ع‬
‫قامت بالتفاوض مي ادي باريس و ادي ل دن بغرض الشداد المب ر لجزء بير من مديو يت ا الخارجية‪،‬‬
‫حيث ثمرت ج ود الجزائر عن تق يص دي ا العاا الخارجي من حوالي ‪ 17,2‬م يار دوار في عاا‬
‫‪ 2005‬ول ‪ 5,6‬م يار دوار في عاا ‪ .2006‬ما في تو س‪ ،‬فقد ا خفض الدين العاا الخارجي من ‪19‬‬
‫م يار دوار في عاا ‪ 2005‬ول حوالي ‪ 18‬م يار دوار في عاا ‪ 2006‬بعد ن قامت بالشداد المب ر‬
‫عوائد خصخصة لر ة اإتصاات التو شية ‪.2‬‬ ‫لجزء من مديو يت ا الخارجية في ضوء الحصول ع‬

‫‪1‬‬
‫‪Banque d'Algie, rapport 2013, evolution economique et monetaire en algerie, oktober 2014.‬‬
‫التقرير اإقتصادي العربي الموحد ‪ ،2007‬م ظمة اأقطارالعربية المصدرة ل بترول‪ ،‬ص‪.177 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪36‬‬
‫المديو ية الخارجية في الجزائر بين الماضي والحاضر‬ ‫الفصل الثا ي‬

‫خاصة ا فصل‪:‬‬
‫موذج الت مية في الشبعي ات و ت اثت التضخا في الثما ي ات‬ ‫تعود شباب الدين الخارجي في الجزائر ول‬
‫و العجز المزمن في ميزان المدفوعات و ورتفاع شعار الفائدة العالمية و ان ل ا فس اآثار العامة ع‬
‫الجزائر فتطورت من قروض ال يئة الفرشية ل تعاون الص اعي في مرح ته اأول ول مشتوى بر بشبب‬
‫زيد من ‪ 26,7‬م يار دوار ش ة ‪ 1993‬و في‬ ‫تد ور الوضي اإقتصادي و و خفاض شعر البترول ول‬
‫المرح ة الموالية تا وعادة جدولت ا زيد من ‪ 16‬م يار دوار و ل ن من مجمل المؤلرات اإقتصادية في‬
‫ميزان المدفوعات قبل ش ة ‪ 2013‬ورتفاع شعار ال فط بعد ش ة ‪ 2005‬تا وتباع شياشة التشديد المشبى‬
‫ل ديون و تابعة الشياشة رغا زمة ‪ 2014‬ل فط بإشتخداا وحتياطي الصرت‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬آفاق‬
‫اإلقتصاد الوطني‬
‫الجزائري و مخاطر‬
‫العودة إلى المديونية‬
‫الخارجية‬

‫الفصل األول ‪:.‬‬


‫آفاق اإقتصاد ا وط ي ا جزائري و مخاطر ا عودة إ ى ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل ا ثا ث‬

‫تمهيد ا فصل‪:‬‬
‫على ضوء ا همية ا تي ي تسبها قطاع ا محروقات في ا جزائر و إعتبار إقتصاد يعتمد بش ل بير على‬
‫عوائد ا فط و ا تي تتغير بش ل مستمر حيث أن هذ ا تغيرات ت ع س بصورة لية على ميزان ا مدفوعات‬
‫ب ل فصو ه ا ذي هو ا مسبب ا ول لمديو ية فمن ا م طقي أن تراجع ميزان ا مدفوعات سيؤول ا ى‬
‫ا لجوء إ ى اإستدا ة فوجب ا خروج باإقتصاد إ ى سياسات أوسع من ذ ك تخلق تحر ار من ا بترول‪ .‬و‬
‫من خال هذا ا فصل س ت اول ع صرين هامين هما‪:‬‬
‫ا مبحث اأول‪ :‬واقع اإقتصاد ا جزائري في ظل ا تطورات ا حا ية‬
‫ا مبحث ا ثاني‪ :‬مخاطر عودة ا جزائر إ ى ا مديونية ا خارجية‬

‫‪38‬‬
‫آفاق اإقتصاد ا وط ي ا جزائري و مخاطر ا عودة إ ى ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل ا ثا ث‬

‫ا مبحث اأول‪ :‬واقع اإقتصاد ا جزائري في ظل ا تطورات ا حا ية‬


‫إن أبرز ما يميز ااقتصاد ا جزائري هو ا تبعية ا دائمة و ا متازمة لبترول و إ هيار أسعار هذا ا خير‬
‫هو أبرز ما يعا يه في ا وقت ا راهن و ا ذي خلف ا عديد من ا تداعيات على هذا اإقتصاد‪.‬‬
‫ا مطلب اأول‪ :‬أسباب اأزمة ا نفطية ا راهنة‬
‫عرفت ا جزائر غيرها من ا دول ا مصدرة ل فط أزمة بترو ية جد حادة بسبب ا هيار أسعار ا فط في‬
‫ا سواق ا عا مية‪.‬فبعد س وات من اإرتفاع ا بير في أسعار ا فط خال س وات ماقبل ا زمة من متوسط‬
‫‪ 66,05‬دوار لبرميل س ة ‪ 2006‬إ ى متوسط ‪ 109,38‬دوار لبرميل س ة ‪ 2013‬شهد ا صف ا ثا ي‬
‫من س ة ‪ 2014‬بداية ا زمة حيث إ خفضت ا سعار تحت عتبة ‪ 100‬دوار لبرميل واستمر هذا‬
‫اإ خفاض خال ا فترة ا احقة با رغم من إرتفاع متوسط ا سعر إ ى ‪ 54,12‬دوار لبرميل س ة ‪2017‬‬

‫ا ش ل رقم (‪ :)03‬أسعار ا فط ا جزائري (صحاري با د) من ‪ 2014‬إ ى‬

‫‪120‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪109,96 108,95 110,36‬‬ ‫‪106,74‬‬
‫‪97,1‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪110,52‬‬ ‫‪108,09 112,66‬‬
‫‪100,86‬‬ ‫‪79,6‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪87,61‬‬
‫دوار‪/‬برميل‬

‫‪60‬‬ ‫‪52,79‬‬ ‫‪54,12‬‬


‫‪62,93‬‬
‫‪40‬‬
‫‪44,28‬‬
‫‪20‬‬

‫‪0‬‬

‫‪2014‬‬

‫ا مصدر‪ :‬من إعداد ا باحثتان إست ادا إ ى‪:‬‬


‫‪Opec bulletin 1-2/15, p:61.‬‬ ‫(معطيات س ة ‪ 2014‬من جا في إ ى ديسمبر)‬
‫‪Opec Monthly Oil Market Report – January 2018, p:2.‬‬ ‫( معطيات س تي ‪ 2015‬و ‪)2016‬‬
‫‪Platts and direct communication, Opec Secretariat assessments,2016, p:23.‬‬ ‫(معطيات س ة ‪)2017‬‬

‫و قد أرجع ا دارسون أسباب هذا اإ هيار أو هذ ا زمة ا فطية إ ى عاملين أساسيين هما عامل ا عرض و‬
‫‪1‬‬
‫عامل ا طلب‪.‬‬

‫ص دوق ا قد ا دو ي‪ :2015 -‬تقرير آفاق اإقتصاد ا عا مي‪ :‬مو غير متوازن – عوامل قصيرة ا جل و طويلة ا جل‪ .‬واش طن (إبريل)‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫‪.28‬‬

‫‪39‬‬
‫آفاق اإقتصاد ا وط ي ا جزائري و مخاطر ا عودة إ ى ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل ا ثا ث‬

‫فعلى جانب ا عرض ا تسبت ثاث من ا عوامل أهمية خاصة‪:‬‬


‫• ا زيادة ا مفاجئة في إ تاج ا فط داخل م ظمة ا بلدان ا مصدرة ل فط (أوبك)‪ :‬ويرجع أحد أسباب هذ‬
‫ا زيادات إ ى تعافي إ تاج ا فط بوتيرة أسرع من ا متوقع في بعض ا بلدان أعضاء أوبك‪ ،‬بما فيها ا عراق‪،‬‬
‫و ذ ك يبيا في بعض ا حيان‪ ،‬بعد إ قطاعها و تراجعها في وقت سابق‪.‬‬
‫• زيادة اإ تاج خارج م ظمة أوبك‪ :‬برغم اتساق هذ ا زيادات إ ى حد بير مع ا توقعات في ا صف‬
‫ا ثا ي من س ة ‪ ،2014‬فقد فاقت ا توقعات في س ة ‪ 2013‬و مطلع س ة ‪ 2014‬وبوجه عام‪ ،‬ارتفع‬
‫اإ تاج خارج أوبك ب حو ‪ 1,3‬مليون برميل يوميا في س ة ‪ .2013‬و ترجع معظم ا زيادات في ا عرض‬
‫إ ى تزايد اإ تاج في أمري ا ا شما ية‪ ،‬يتصدر إ تاج ا فط ا صخري في ا وايات ا متحدة‪.‬‬
‫• تحول غير متوقع في دا ة ا عرض داخل أوبك‪ :‬قررت ا بلدان أعضاء أوبك في وفمبر ‪ 2014‬أا‬
‫تخفض اإ تاج استجابة بدء توافر عرض موجب من ا تدفقات ا صافية (ا فرق بين اإ تاج ا عا مي و‬
‫اإستهاك ا عا مي)‪ .‬و بدا من ذ ك‪ ،‬قررت ا حفاظ على ا مستوى ا مستهدف من إ تاجها ا جماعي و هو‬
‫‪ 30‬مليون برميل يوميا‪ ،‬برغم تزايد مخزون ا فط (ا مقترن با عرض ا موجب من ا تدفقات ا صافية)‪.‬‬
‫وعلى جانب ا طلب تباطأ مو استهاك ا فط على مستوى ا عا م ثي ار خال عام ‪ 2013‬إ ى حو ‪0,7‬‬
‫مليون برميل يوميا (بزيادة مقدارها ‪ %0,7‬من عام ‪ ،)2013‬أي حوا ي صف ا مو ا ذي تحقق في‬
‫‪ 2012‬و‪.2013‬‬
‫يرجع ا تباطأ في ا ساس إ ى تراجع اإستهاك من جديد في بلدان م ظمة ا تعاون و ا ت مية في ا ميدان‬
‫اإقتصادي (بصفة رئيسية في أوروبا و ا محيط ا هادئ) بعد زيادة اإستهاك بصورة غير عادية في‬
‫‪( 2013‬أخذ ا طلب على ا فط في بلدان م ظمة ا تعاون و ا ت مية في ا ميدان اإقتصادي يتراجع بوجه‬
‫عام م ذ ‪.)2005‬‬
‫و ظل مو إستهاك ا فط في اقتصاديات ا سواق ا صاعدة م خفضا فبلغ حو ‪ 1,1‬مليون برميل يوميا‬
‫ه وفر صافي مو اإستهاك بأ مله‪.‬‬ ‫(بزيادة مقدارها ‪ %2,5‬عن ا عام ا سابق)‬
‫ا مطلب ا ثاني‪ :‬تداعيات اأزمة ا نفطية على اإقتصاد ا وطني‬
‫تهدف ع اصر تحليل ا وضع لسداسي ا ول من س ة ‪ 2017‬إ ى عرض ا خصائص ا رئيسية تطور‬
‫ا وضعية ا قدية و ا ما ية إقتصاد ا وط ي بعد قرابة ثاثة س وات من ا صدمة ا خارجية ‪ ،‬سي ون‬
‫ا تر يز على وجه ا خصوص‪ ،‬على تطور ا وضع ا قدي و على ا سيو ة ا مصرفية ذات ا صلة‬
‫با حسابات ا خارجية و ا خزي ة ا عمومية‪.‬‬
‫‪ -1‬ميزان ا مدفوعات‪:‬‬
‫ارتفع متوسط سعر ا بترول في س ة ‪ ،2017‬يبلغ ‪ 53,97‬دوار‪ ،‬مقابل ‪ 45‬دوار في س ة ‪ .2016‬في‬
‫حين شهدت ميات ا محروقات ا مصدرة‪ ،‬تراجعا خال س ة ‪ ،2017‬بعدما ارتفعت ب ‪ %10,8‬خال س ة‬

‫‪40‬‬
‫آفاق اإقتصاد ا وط ي ا جزائري و مخاطر ا عودة إ ى ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل ا ثا ث‬

‫‪ ،2016‬و في ا مقابل‪ ،‬عرفت ا صادرات من ا محروقات في س ة ‪ ،2017‬ارتفاعا تبلغ ‪ 31,6‬مليار‬


‫دوار‪ ،‬مقابل ‪ 27,9‬مليار دوار في س ة ‪ ،2016‬وا خفضت قليا ا صادرات خارج ا محروقات‪ ،‬تبلغ‬
‫‪ 1,3‬مليار دوار‪ ،‬مقابل ‪ 1,4‬مليار دوار في س ة ‪ ،2016‬وعليه ارتفع إجما ي ا صادرات في ‪،2017‬‬
‫يبلغ ‪ 32,9‬مليار دوار‪ ،‬مقابل ‪ 29,3‬مليار دوار في س ة ‪ ،2016‬أما ا واردات من ا سلع‪ ،‬فقد واصلت‬
‫ا خفاضها في س ة ‪ ،2017‬و و بتواضع‪ ،‬تبلغ ‪ 48,7‬مليار دوار‪ ،‬مقابل ‪ 49,4‬مليار دوار في س ة‬
‫‪.2016‬‬
‫عرفت ا واردات من ا سلع ا غذائية ارتفاعا متواصا م ذ ا صف ا ثا ي من س ة ‪ ،2016‬في ا مقابل‪،‬‬
‫واصلت ا واردات من سلع «ا تجهيز ا ص اعي» في س ة ‪ 2017‬اإ خفاض ا مسجل في س ة ‪،2016‬في‬
‫فس ا وقت‪ ،‬تواصل تراجع واردات ا م تجات « صف ا مص عة»‪.‬‬
‫أخي ار شهدت واردات مجموعة «ا طاقة» ارتفاعا في س ة ‪ 2017‬بحوا ي ‪ %9‬مقارة ب ‪.2016‬‬
‫أدى تراجع ا واردات و ارتفاع إيرادات ا صادرات‪ ،‬إ ى تقلص عجز ا ميزان ا تجاري (ا سلع)‪ ،‬حيث بلغ‬
‫‪ 14,3‬مليار دوار في س ة ‪ ،2017‬مقابل ‪ 20,13‬مليار دوار في س ة ‪.2016‬‬
‫وعليه‪ ،‬أظهر ا رصيد اإجما ي ميزان ا مدفوعات في ‪ ،2017‬عج از قدر ‪ 23,3‬مليار دوار‪ ،‬مقابل‬
‫‪ 26,3‬مليار دوار في ‪ .2016‬يرجع ذ ك أساسا إ ى تقلص ا عجز في ا حساب ا جاري ب ‪ 4,69‬مليار‬
‫‪1‬‬
‫دوار‪.‬‬
‫‪ -2‬إحتياطات ا صرف‪:‬‬
‫أدت ا عجوزات ا قياسية في ا مدفوعات ا مسجلة في س تي ‪ 2015‬و ‪ 2016‬إ ى تراجع حاد إحتياطات‬
‫ا رسمية لصرف‪ ،‬حيث ا تقلت من ‪ 178,94‬مليار دوار في هاية ديسمبر ‪ 2014‬إ ى ‪ 144,13‬مليار‬
‫دوار في هاية ديسمبر ‪ 2015‬ثم إ ى ‪ 114,14‬مليار دوار في هاية ‪.2016‬‬
‫مع ذ ك‪ ،‬ا يزال مستوى احتياطات ا صرف عال‪ ،‬ممثا ما يقارب ‪ 23‬شه ار من ا واردات من ا سلع‬
‫وا خدمات‪ .‬و قد سمح هذا ا مستوى من اإحتياطات‪ ،‬بتخفيف آثار ا صدمة ا بترو ية ا بيرة على‬
‫اإقتصاد ا وط ي‪.‬‬
‫في حين‪ ،‬قد يؤدي استمرار ا صدمة ا خارجية إ ى تآ ل صابة ا وضعية ا ما ية ا خارجية لجزائر بش ل‬
‫سريع‪ ،‬خصوصا أن مستوى ا واردات ا يزال عا يا‪ ،‬مما يمثل عامل خطر إضافي على ا مدى ا متوسط‬
‫ميزان ا مدفوعات ا خارجية‪ .‬يدعو هذا ا مستوى لواردات من ا سلع و ا خدمات‪ ،‬غير ا قابل إستمرار‪،‬‬
‫إ ى تح م أفضل في مستوى اإستيعاب ا محلي‪.‬‬

‫ب ك ا جزائر‪ ،‬ا مجلس ا شعبي ا وط ي‪" :‬حوصلة حول ا تطورات ا قدية و ا ما ية س ة ‪ 2016‬و توجهات س ة ‪ ،"2017‬فيفري ‪ ،2018‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.09-08 :‬‬

‫‪41‬‬
‫آفاق اإقتصاد ا وط ي ا جزائري و مخاطر ا عودة إ ى ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل ا ثا ث‬

‫فيما يخص ا دين ا خارجي‪ ،‬و بعد ا دفع ا مسبق و ا معتبر في س ة ‪ ،2006‬عرف إجما ي ا دين‬
‫ا خارجي لجزائر‪ ،‬ا ذي سجل في ‪ 2015‬أد ى مستوى ه (‪ 3,02‬مليار دوار)‪ ،‬ارتفاعا طفيفا يصل‬
‫‪ 3,85‬مليار دوار في هاية س ة ‪.2016‬‬
‫بلغ قائم ا دين ا خارجي متوسط و طويل ا جل ‪ 1,86‬مليار دوار في هاية ‪ ،2016‬مقابل ‪ 1,2‬مليار‬
‫دوار في هاية ‪ .2015‬يرجع هذا اإرتفاع ا طفيف مستوى ا دين ا خارجي متوسط و طويل ا جل إ ى‬
‫(أوا) تعبئة ‪ 991‬مليون دوار في س ة ‪ ،2016‬ا م و ة أساسا من اإستدا ة دى ا ب ك اإفريقي لت مية‪،‬‬
‫(ثا يا) سداد أصل قدر ‪ 309‬مليون دوار و (ثا ثا) تأثير ا تقييم صا ح ا جزائـ ـ ـ ـر (‪ -16‬مليون دوار)‬
‫على قائم ا ديون في ‪ ،2015‬بعد ا خفاض قيمة ا ورو مقابل ا دوار في س ة ‪.2016‬‬
‫أما قائم ا دين ا خارجي قصير ا جل‪ ،‬ا ذي يتجاوز قائم ا دين متوسط و طويل ا جل لس ة ا ثا ثة على‬
‫ا توا ي‪ ،‬فقد ارتفع بش ل طفيف في ‪ 2016‬يصل ‪ 1,99‬مليار دوار‪ ،‬مقابل ‪ 1,82‬مليار دوار في هاية‬
‫‪ .2015‬تت ون هذ ا ديون قصيرة ا جل‪ ،‬أساسا من ا قروض ا مم وحة لعديد من ا عوان اإقتصاديين‬
‫‪1‬‬
‫ا مقيمين وارداتهم من ا سلع و ا خدمات‪.‬‬
‫‪ -3‬ا ما ية ا عامة‪:‬‬
‫جم عن اإرتفاعات في اإيرادات خارج ا محروقات ب ‪ 1067,4‬مليار دي ار (‪ ،)%74,5+‬وبدرجة أقل‬
‫في إيرادات ا محروقات (‪ 238,2+‬مليار دي ار)‪ ،‬خال ا سداسي ا ول من س ة ‪ 2017‬مقارة ب فس‬
‫ا فترة من س ة ‪ ،2016‬ا متزام ة مع إ خفاض ا فقات ا عمومية ب ‪ 223,8‬مليار دي ار (‪ ،)%5,5-‬عج از‬
‫في ا مي از ية قدر ‪ 254,5‬مليار دي ار (‪ 384,1‬مليار دي ار با سبة لرصيد اإجما ي لخزي ة ا عمومية)‪،‬‬
‫مقابل عج از ب ‪ 1783,7‬مليار دي ار في ا سداسي ا ول من س ة ‪ 1769( 2016‬مليار دي ار با سبة‬
‫لرصيد اإجما ي لخزي ة ا عمومية)‪ .‬في حين ‪ ،‬يجدر با ذ ر أ ه م يتم إدراج‪ ،‬في اإيرادات خارج‬
‫ا محروقات في جوان ‪ ،2016‬ا رباح ا مقدرة ب ‪ 610‬مليار دي ار‪ ،‬ا مدفوعة من طرف ب ك ا جزائر‪ ،‬بي ما‬
‫تم تسجيل ا رباح ا مدفوعة في ‪ 2017‬في هذ اإيرادات إ ى غاية جوان ‪.2017‬‬
‫ه ذا تج اإرتفاع ا قوي في اإيرادات خارج ا محروقات إ ى غاية جوان ‪ ،2017‬أساسا عن ارتفاع‬
‫اإيرادات غير ا ضريبية‪ ،‬م ها أرباح ب ك ا جزائر ا مدفوعة لخزي ة ا عمومية و ا تي بلغت ‪ 920‬مليار‬
‫دي ار‪.‬‬
‫أخي ار و ما ان متوقعا‪ ،‬فذ تماما في ا سداسي ا ول من س ة ‪ ،2017‬ص دوق ضبط اإيرادات‪ ،‬ا ذي‬
‫ان قائمه يبلغ ‪ 740‬مليار دي ار في هاية ديسمبر ‪ .2016‬ان هذا ا ص دوق يهدف إ ى وضع قيد‬
‫ن اإ خفاض‬ ‫ا ت فيذ‪ ،‬سياسات ما ية ظرفية تتصدى إ ع اسات ا توجه ا ت ازي سعار ا محروقات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Banque d'Algie, rapport annuel 2016, evolution economique et monetaire en algerie, september 2017.‬‬

‫‪42‬‬
‫آفاق اإقتصاد ا وط ي ا جزائري و مخاطر ا عودة إ ى ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل ا ثا ث‬

‫ا قوي سعار ا بترول و مدته‪ ،‬ا مترافق مع ا مستوى ا مرتفع ل فقات ا عمومية‪ ،‬عجا من تآ له ا لي‬
‫‪1‬‬
‫خال ا فترة ا ممتدة من ‪ 2014‬إ ى م تصف ‪.2017‬‬
‫‪ -4‬ا وضعية ا نقدية‪:‬‬
‫ترابطا مع ا عجوزات ا معتبرة أرصدة اإجما ية ميزان ا مدفوعات (تقلص اإحتياطي ا قدي)‪ ،‬ان مو‬
‫ا تلة ا قدية (‪ )M2‬ضعيفا جدا في ‪ 2015‬و ‪ %0,13( 2016‬و ‪ %0,82‬على ا توا ي)‪.‬‬
‫على ع س س تي ‪ 2015‬و ‪ ،2016‬ارتفعت ا تلة ا قدية (‪ )M2‬ب ‪ %4,27‬خال ا سداسي ا ول من‬
‫‪ %4,8( 2017‬با سبة ‪ M2‬خارج ودائع قطاع ا محروقات)‪ ،‬خص هذا اإرتفاع في ا سيو ة ا قدية و‬
‫شبه ا قدية ا لية‪ ،‬سويا ل من ا تداول ا قدي (‪ )%3,66‬و ا ودائع تحت ا طلب على مستوى ا مصارف‬
‫(‪ )%5,90‬و م ار ز ا ص وك ا بريدية (‪ )%11,36‬و ا ودائع جل (‪ ،)%3,83‬حيث أن على مستوى‬
‫ا مصارف‪ ،‬تمثل ا ودائع تحت ا طلب ‪ %46,33‬من إجما ي ا ودائع تحت ا طلب و جل (خارج ا ودائع‬
‫ضمان) و تمثل ا ودائع جل ‪ .%53,67‬من جهة أخرى‪ ،‬و لمرة ا و ى م ذ هاية ‪ ،2014‬م ترتفع‬
‫حصة ا تداول ا قدي في ا تلة ا قدية ‪ ،M2‬بل ا خفضت قليا‪ ،‬م تقلة من ‪ %32,55‬إ ى ‪%32,36‬‬
‫(‪ .)%0,6-‬لتذ ير‪ ،‬ا تقلت هذ ا حصة‪ ،‬في غضون س تين‪ ،‬من ‪ %26,73‬في هاية ‪ 2014‬إ ى‬
‫‪ %32,55‬في هاية س ة ‪.2016‬‬
‫با مثل‪ ،‬حسب ا قطاع ا قا و ي‪ ،‬خارج قطاع ا محروقات‪ ،‬أين ا خفضت ا ودائع تقريبا ب ‪ ،%10‬خص‬
‫اإرتفاع في إجما ي ا ودائع على مستوى ا مصارف‪ ،‬سويا ل من ودائع ا قطاع اإقتصادي ا عمومي‬
‫خارج ا محروقات (‪ )%8,28‬و ودائع ا قطاع ا خاص و ا سر (‪ .)%3,66‬حسب ا هي ل‪ ،‬إن حصص‬
‫ا قطاع اإقتصادي ا عمومي و حصص ا قطاع ا خاص و ا سر في ا ودائع تحت ا طلب على مستوى‬
‫ا مصارف (‪ 3952,5‬مليار دي ار)‪ ،‬متساوية تقريبا (‪ %43,8‬و ‪ .)%43,6‬بي ما با سبة لودائع تحت‬
‫ا طلب على مستوى ا مصارف (‪ 4578,0‬مليار دي ار)‪ ،‬تمثل حصة ا قطاع ا خاص و ا سر تقريبا ثاثة‬
‫أضعاف تلك ا خاصة با قطاع اإقتصادي ا عمومي (‪ 3338,4‬مليار‪ ،‬مقابل ‪ 1145,9‬مليار دي ار)‪.‬‬
‫تسمح دراسة مقابات ا تلة ا قدية (‪ )M2‬بتحديد ا عمليات ا تي تؤثر على تطورها و ذا تطور ا سيو ة‬
‫ا مصرفية‪.‬‬
‫ترابطا مع عجز ا رصيد اإجما ي ميزان ا مدفوعات و في وضعية إستقرار سبي سعر صرف ا دي ار‬
‫مقابل ا دوار ا مري ي‪ ،‬إ خفض صافي ا موجودات ا خارجية (إحتياطات ا صرف معبر ع ها با دي ار) ب‬
‫‪2‬‬
‫‪ %8,8‬في ا سداسي ا ول من س ة ‪( 2017‬تقلص اإحتياطي ا قدي)‪.‬‬

‫ا توجهات ا قدية و ا ما ية خال ا سداسي ا ول من س ة ‪ ،2017‬ص‪.05:‬‬ ‫‪1‬‬

‫ا توجهات ا قدية و ا ما ية خال ا سداسي ا ول من س ة ‪ ،2017‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.14-13:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪43‬‬
‫آفاق اإقتصاد ا وط ي ا جزائري و مخاطر ا عودة إ ى ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل ا ثا ث‬

‫ا مبحث ا ثاني‪ :‬مخاطر عودة ا جزائر إ ى ا مديونية ا خارجية وسبل تحسين‬


‫رصيد ميزان ا مدفوعات‬
‫إن اإقتصاد ا سليم هو ا ذي ا ي هار بسهو ة أمام ا زمات بل يبحث عن حلول ها و هذا ما جرى مع‬
‫ا زمة ا متعلقة با دين ا خارجي فقد ان سببها عجز ميزان ا مدفوعات ذا وجب إيجاد حلول ت طلق من‬
‫هذا ا سبب‪.‬‬
‫ا مطلب اأول‪ :‬طبيعة مخاطر ا عودة إ ى ا مديونية ا خارجية‬
‫إن ا سبب ا رئيسي ا ذي جعل ا جزائر تلجأ سابقاً إ ى ا دين ا خارجي هو ما شهد ميزان ا مدفوعات من‬
‫عجز دائم‪ ،‬ذا س ر ز على دور هذا ا خير في تش يل خطر ا عودة إ ى ا مديو ية ا خارجية‪.‬‬
‫ُيعرف ميزان ا مدفوعات بأ ه "بيان يسجل قيمة ا حقوق و ا ديون ا اشئة بين دو ة معي ة و ا عا م‬
‫ا خارجي‪ ،‬تيجة قيام جميع أ واع ا مبادات اإقتصادية‪ ،‬ا تي ت شأ بين ا مقيمين في هذ ا دو ة و‬
‫‪1‬‬
‫ا مقيمين في ا خارج‪ ،‬خال فترة معي ة إتفق على تحديدها بس ة"‪.‬‬
‫واذا أخذ ا ا فترة ‪ 2016-2004‬احظ أن رصيد ميزان ا مدفوعات في ا جزائر شهد إرتفاعا من ‪9.25‬‬
‫مليار دوار س ة ‪ 2004‬إ ى ‪ 36.99‬مليار دوار س ة ‪ 2008‬بفعل تحسن رصيد ا ميزان ا تجاري ا اتج‬
‫عن إرتفاع إيرادات ا صادرات من ا محروقات ا اتج بدور عن إرتفاع أسعار ا فط خال هذ ا فترة‪ .‬وفي‬
‫س ة ‪ 2009‬إ خفض رصيد ميزان ا مدفوعات إ ى ‪ 2.839‬مليار دوار تيجة إ خفاض رصيد ا ميزان‬
‫ا تجاري ا اتج عن إ خفاض إيرادات ا صادرات من ا محروقات بفعل إ خفاض أسعار ا فط بسبب أزمة‬
‫ا رهن ا عقاري ا مري ية ا تي تحول إ ى أزمة عا مية‪ .‬إا أن أسعار ا فط سرعان ما عاودت اإرتفاع‬
‫وعاد رصيد ميزان ا مدفوعات إ ى اإرتفاع س تي ‪ 2010‬و‪ 2011‬إ ى ‪ 15.326‬مليار دوار و‪20.141‬‬
‫مليار دوار على ا توا ي‪ .‬ثم عاود اإ خفاض في ا س تين ا موا يتين إ ى ‪ 12.057‬مليار دوار و‪0.134‬‬
‫مليار دوار على ا توا ي‪ .‬وبداية من س ة ‪ ،2014‬وهي ا س ة ا تي شهدت شوء ا زمة ا فطية‪ ،‬بدأ ميزان‬
‫ا مدفوعات يشهد رصيداً سلبياً بـ ‪ -5.881‬مليار دوار‪ -27.5881 ،‬مليار دوار و‪ -26.031‬مليار‬
‫دوار س وات ‪ 2015 ،2014‬و‪ 2016‬على ا توا ي‪.‬‬

‫عبد ا ريم جابر ا عيساوي‪" :‬ا تمويل ا دو ي"‪ ،‬دار صفاء ل شر و ا توزيع ‪ ،2011‬ط ‪ ،2 :‬ص‪.233 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪44‬‬
‫آفاق اإقتصاد ا وط ي ا جزائري و مخاطر ا عودة إ ى ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل ا ثا ث‬

‫ا ش ل رقم (‪ :)04‬تطور رصيد ميزان ا مدفوعات خال ا فترة ‪2016-2004‬‬


‫‪50‬‬
‫‪40‬‬
‫‪30‬‬
‫‪20‬‬
‫م يار دوار‬

‫‪10‬‬
‫‪0‬‬
‫‪-10‬‬ ‫‪2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016‬‬
‫‪-20‬‬
‫‪-30‬‬
‫‪-40‬‬

‫ا مصدر‪ :‬من إعداد ا باحثتان إست ادا إ ى‪:‬‬


‫(معطيات من ‪ 2004‬إ ى ‪ )2008‬ب ك ا جزائر ‪:‬ا تقرير ا س وي ‪ ،2008‬ا تطور اإقتصادي و ا قدي لجزائر‪ ،‬طبع في سبتمبر ‪.2009‬‬
‫(معطيات من ‪ 2009‬إ ى ‪ )2013‬ب ك ا جزائر ‪:‬ا تقرير ا س وي ‪ ،2013‬ا تطور اإقتصادي و ا قدي لجزائر‪ ،‬طبع في وفمبر ‪.2014‬‬
‫(معطيات من ‪ 2014‬إ ى ‪ )2016‬ب ك ا جزائر ‪:‬ا تقرير ا س وي ‪ ،2016‬ا تطور ااقتصادي و ا قدي لجزائر‪ ،‬طبع في سيبتمبر ‪.2017‬‬

‫و يعتبر ا ميزان ا تجاري أهم مؤثر في ميزان ا مدفوعات‪ 1.‬ويسمى ذ ك با حساب ا تجاري و يضم ا‬
‫‪2‬‬
‫من ميزان ا تجارة ا م ظورة وغير ا م ظورة‪.‬‬
‫وقد عرف رصيد ا ميزان ا تجاري تطورات بيرة خال ا فترة ‪ .2016-2004‬حيث شهدت ا فـ ـترة‬
‫‪ 2008-2004‬إرتفاعاً بي اًر في ا رصيد من ‪ 14.27‬مليار دوار إ ى ‪ 40.60‬مليار دوار وهذا بفعل‬
‫إرتفاع إيردات ا صادرات من ا محروقات ا اتج عن إرتفاع أسعار ا فط خال هذ ا فترة‪ .‬وفي س ة‬
‫‪ 2009‬إ خفض إ ى ‪ 7.784‬مليار دوار ثم عاود اإرتفاع في ا س تين ا احقتين بـ ‪ 18.205‬مليار‬
‫دوار و‪ 25.961‬مليار دوار على ا توا ي ثم إ خفض بعدها إ ى ‪ 9.384‬مليار دوار س ة ‪ .2013‬وفي‬
‫س ة ‪ ،2014‬وهي س ة بدا ية شوء ا زمة ا فطية‪ ،‬إ خفض رصيد ا ميزان ا تجاري إ ى حوا ي صف‬
‫مليار دوار‪ ،‬يتحول ا رصيد بعدها إ ى رصيد سا ب بـ ‪ -18.083‬مليار دوار و‪ -20.127‬مليار دوار‬
‫س تي ‪ 2015‬و‪ 2016‬على ا توا ي‪.‬‬

‫محمد أمين زعر‪" :‬ا دول ا عربية وت ويع ا صادرات"‪ ،‬سلسلة دورية تع ى بقضايا ا ت مية في ا دول ا عربية‪ ،‬ا عدد ا مئة و ا خامسة و ا ثاثون‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2017‬ص‪.9 :‬‬
‫زيه عبد ا مقصود محمد مبروك‪" :‬اآثار اإقتصادية إستثمار ا ج بي" دار ا ف ر ا جامعي‪ ،‬ط‪ ،2007 ،1:‬ص‪.197 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪45‬‬
‫آفاق اإقتصاد ا وط ي ا جزائري و مخاطر ا عودة إ ى ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل ا ثا ث‬

‫ا ش ل رقم(‪ :)05‬تطور رصيد ا ميزان ا تجاري خال ا فترة ‪2016-2004‬‬


‫‪50‬‬
‫‪40‬‬
‫‪30‬‬
‫‪20‬‬
‫م يار دوار‬

‫‪10‬‬
‫‪0‬‬
‫‪-10‬‬ ‫‪2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016‬‬

‫‪-20‬‬
‫‪-30‬‬

‫ا مصدر‪ :‬من إعداد ا باحثتان إست ادا إ ى‪:‬‬


‫(معطيات من ‪ 2004‬إ ى ‪ )2008‬ب ك ا جزائر ‪:‬ا تقرير ا س وي ‪ ،2008‬ا تطور اإقتصادي و ا قدي لجزائر‪ ،‬طبع في سبتمبر ‪.2009‬‬
‫(معطيات من ‪ 2009‬إ ى ‪ )2013‬ب ك ا جزائر ‪:‬ا تقرير ا س وي ‪ ،2013‬ا تطور اإقتصادي و ا قدي لجزائر‪ ،‬طبع في وفمبر ‪.2014‬‬
‫(معطيات من ‪ 2014‬إ ى ‪ )2016‬ب ك ا جزائر ‪:‬ا تقرير ا س وي ‪ ،2016‬ا تطور ااقتصادي و ا قدي لجزائر‪ ،‬طبع في سيبتمبر ‪.2017‬‬

‫وبا رغم من ا عجز ا ذي أصبح يميز رصيد ميزان ا مدفوعات إا أن ا جزائر م تلجأ إ ى اإستدا ة‬
‫ا خارجية تمويل هذا ا عجز با ظر إ ى اإحتياطي ا قدي ا هام ا تي تم ت وي ه خال ا س وات ا سابقة‬
‫تيجة إرتفاع أسعار ا فط وا ذي أسهم بصورة بيرة من خال إستخدامه في إستبعاد خيار ا لجوء إ ى‬
‫خيار اإستدا ة ا خارجية‪.‬‬
‫ا جدول رقم(‪ :)19‬قيمة ا ديون ا خارجية خال ا فترة ‪ 2016-2014‬با مليار دوار أمري ي‬
‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫اسة‬
‫‪3,849‬‬ ‫‪3,020‬‬ ‫‪3,735‬‬ ‫ا دين‬
‫ا مصدر‪ :‬من إعداد ا باحثتان إست ادا إ ى‪:‬‬
‫ب ك ا جزائر ‪:‬ا تقرير ا س وي ‪ ،2016‬ا تطور ااقتصادي و ا قدي لجزائر‪ ،‬طبع في سيبتمبر ‪.2017‬‬

‫ا جدول رقم (‪ :)20‬تراجع إحتياطات ا صرف خال ا فترة ‪ 2016-2004‬با مليار دوار‬
‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫ا سنة‬
‫‪114,138‬‬ ‫‪144,133‬‬ ‫‪178,938‬‬ ‫‪194,012‬‬ ‫‪190,661‬‬ ‫‪182,224‬‬ ‫‪162,221‬‬ ‫‪148,910‬‬ ‫‪143,10‬‬ ‫‪110,18‬‬ ‫‪77,78‬‬ ‫‪56,18‬‬ ‫‪43,11‬‬ ‫ا رصيد‬

‫ا مصدر‪ :‬من إعداد ا باحثتان إست ادا إ ى‪:‬‬


‫(معطيات من ‪ 2004‬إ ى ‪ )2008‬ب ك ا جزائر ‪:‬ا تقرير ا س وي ‪ ،2008‬ا تطور اإقتصادي و ا قدي لجزائر‪ ،‬طبع في سبتمبر ‪.2009‬‬
‫(معطيات من ‪ 2009‬إ ى ‪ )2013‬ب ك ا جزائر ‪:‬ا تقرير ا س وي ‪ ،2013‬ا تطور اإقتصادي و ا قدي لجزائر‪ ،‬طبع في وفمبر ‪.2014‬‬
‫(معطيات من ‪ 2014‬إ ى ‪ )2016‬ب ك ا جزائر ‪:‬ا تقرير ا س وي ‪ ،2016‬ا تطور ااقتصادي و ا قدي لجزائر‪ ،‬طبع في سيبتمبر ‪.2017‬‬

‫ا مطلب ا ثاني‪ :‬سبل تحسين رصيد ميزان ا مدفوعات‬


‫رغم أن ميزان ا مدفوعات ه ا عديد من ا ب ود إا أ ا س تطرق إ ى ب دين هامين فيه من أجل إيجاد حلول‬
‫شبه جذرية لمديو ية ا خارجية أا وهما تشجيع ا صادرات خارج ا محروقات ذ ك من أجل ترقية و تحسين‬
‫ا ميزان ا تجاري و ذا ا تطرق إ ى تشجيع اإستثمار ا ج بي تحسين و رفع حساب رؤوس ا موال‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫آفاق اإقتصاد ا وط ي ا جزائري و مخاطر ا عودة إ ى ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل ا ثا ث‬

‫ا فرع اأول‪ :‬تشجيع ا صادرات خارج ا محروقات‬


‫إذا إخذ ا ا فترة ‪ 2016-2004‬احظ إرتفاعاً في قيمة ا صادرات خارج ا محروقات من ‪ 0.67‬مليار‬
‫دوار إ ى ‪ 1.393‬مليار دوار‪ ،‬ورغم هذا اإرتفاع فإن سبة ما تمثله هذ ا صادرات في ا صادرات ا لية‬
‫تبلغ فقط ‪.%4.75‬‬

‫الشكل رق (‪ :)06‬تطور الصادرات خارج المحروقات خال الفترة ‪2016-2004‬‬


‫‪1,8‬‬
‫‪1,6‬‬
‫‪1,4‬‬
‫‪1,2‬‬
‫م يار دوار‬

‫‪1‬‬
‫‪0,8‬‬
‫‪0,6‬‬
‫‪0,4‬‬
‫‪0,2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016‬‬

‫ا مصدر‪ :‬من إعداد ا باحثتان إست ادا إ ى‪:‬‬


‫(معطيات من ‪ 2004‬إ ى ‪ )2008‬ب ك ا جزائر ‪:‬ا تقرير ا س وي ‪ ،2008‬ا تطور اإقتصادي و ا قدي لجزائر‪ ،‬طبع في سبتمبر ‪.2009‬‬
‫(معطيات من ‪ 2009‬إ ى ‪ )2013‬ب ك ا جزائر ‪:‬ا تقرير ا س وي ‪ ،2013‬ا تطور اإقتصادي و ا قدي لجزائر‪ ،‬طبع في وفمبر ‪.2014‬‬
‫(معطيات من ‪ 2014‬إ ى ‪ )2016‬ب ك ا جزائر ‪:‬ا تقرير ا س وي ‪ ،2016‬ا تطور ااقتصادي و ا قدي لجزائر‪ ،‬طبع في سيبتمبر ‪.2017‬‬

‫وبا ظر إ ى هذا ا ضعف‪ ،‬ا بد من ترقية ا صادرات خارج ا محروقات‪ ،‬خاصة من طرف ا قطاع‬
‫ا خاص‪ ،‬لمساهمة في تحسين قيمة ا صادرات ا لية وبا تا ي رصيد ا ميزان ا تجاري وم ه رصيد ميزان‬
‫ا مدفوعات‪.‬‬
‫و عل ما يسجل من إ خفاض في مساهمة ا قطاع ا خاص في ا مبادات ا تجارية خارج ا محروقات ب سبة‬
‫ا تتجاوز ‪ 3‬با مئة من إجما ي ا صادرات ا جزائرية إ ى ا خارج‪ ،‬يستدعي إعادة ا ظر في ا سبل ا فيلة‬
‫بتطوير هذا ا قطاع و تسهيل شاطه على ا مستوى ا محلي في ا بداية من خال دعم تسيير بجملة من‬
‫ا ت ظيمات و ا لوائح و ا قوا ين تستقطب اإستثمارات ا ج بية و تشجع ا محلية‪ ،‬وهو ماي فل مو هذا‬
‫ا قطاع و زيادة مساهمته في ترقية ا تجارة ا خارجية ا جزائرية‪ ،‬و يم ن إجمال أهم ا سبل ا فيلة بزيادة‬
‫فاعلية هذا ا قطاع و ا رفع من ت افسيته من خال ما يأتي‪:‬‬
‫• ضرورة بقاء ا مؤسسات اإقتصادية ا جزائرية ا خاصة على إطاع شامل حول ا سواق ا خارجية‬
‫موا بة ا تطورات ا مستحدثة فيها و محاو ة اإستقرار في تلك ا سواق حتى ا تتعرض م تجاتها لم افسة‬
‫ا حادة و ا تخلف ا ت و وجي و هذا ما يجرها إ ى ا ساد‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫آفاق اإقتصاد ا وط ي ا جزائري و مخاطر ا عودة إ ى ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل ا ثا ث‬

‫• يستحسن لمؤسسات اإقتصادية ا جزائرية في ا قطاع ا خاص اإعتماد على ا فاءات و ا مهارات‬
‫ا محلية لجزائر‪ ،‬و ذا مواردها ا بشرية إ تساب ت و وجيا حديثة و تحصيلها و ا بحث في تطويرها‬
‫لخروج من ا تبعية‪.‬‬
‫• ت ييف تعبئة و تغليف ا سلع ا معدة لتصدير من طرف ا خواص بحسب وسيلة ا قل ا مستخدمة قلها‪.‬‬
‫• إ شاء هيئة على مستوى جميع مؤسسات ا قطاع ا خاص تأخذ على عاتقها مهام إيداع و تقديم م توج‬
‫يتحلى بجميع ا مواصفات و مقاييس ا جودة ا تي تتوافر في ا م توجات ا م افسة ا موجودة في ا سواق‬
‫ا عا مية‪ ،‬ما تقوم بإعادة ا ظر في سياسة ا تسعير جعل ا م توج ا يتأثر با ت لفات ا اجمة عن إستخدام‬
‫ا جودة‪ ،‬من دون أن سى ا مساعدات ا ما ية ا تي يجب أن تقدمها ا هيئات ا مصرفية‪.‬‬
‫• إيجاد برامج تصدير فعال يخدم ا مؤسسة اإقتصادية ا خاصة من خال ت مية صادراتها على ا مدى‬
‫ا طويل‪.‬‬
‫• تأسيس و اات تجارية تقوم بما تقوم به ا ممثليات ا تجارية و ا دبلوماسية‪ ،‬و ا تي تهدف أساسا إ ى‬
‫ترقية ا قطاع ا تصديري ا جزائري لخواص‪.‬‬
‫• تأسيس معاهد م لفة بت وين إطارات متخصصة في ا تسويق ا دو ي‪ ،‬تو ل إ يها مهمة إختيار ا طريقة‬
‫ا مثلى بيع ا م توج ا جزائري و إيصا ه إ ى ا سواق ا خارجية مصمما بحسب أذواق ا مستهل ين ا جا ب‬
‫مع متابعة وعيته‪ ،‬ما تقوم بحساب سبة ا خسارة ا محتملة‪.‬‬
‫• يجب على ا مؤسسات ا جزائرية ا عاملة في ا قطاع ا خاص أن تحاول جاهدة تسليم ا بضائع سليمة‪ ،‬و‬
‫في ا ظروف ا حس ة ا تي يفرضها ا مستورد ا ج بي باإضافة إ ى إحترام مواعيد ا تسليم‪ ،‬و هذا له بغية‬
‫ترك إ طباع جيد دى ا متعاملين ا جا ب‪.‬‬
‫• ت ييف ا قا ون ا تجاري بما يخدم مصا ح ا مصدرين ا خواص و يساعدهم على إقتحام ا سواق‬
‫ا خارجية‪.‬‬
‫• إيجاد قا ون موحد يعلو جميع ا قوا ين و ا تشريعات ا وط ية‪ ،‬و ي ظم جميع ا معامات ا تجارية و‬
‫اإستثمارية ا دو ية‪ ،‬بما يساهم في إستقطاب اإستثمار ا ج بي و يشجع اإستثمار ا خاص‪.‬‬
‫• يجب على ا دو ة أن تقوم بمتابعات ما ية مستمرة لمؤسسات اإقتصادية ا جزائرية‪ ،‬و ذ ك تغطية‬
‫ا مخاطر من جهة‪ ،‬ووضع تسهيات لب وك من أجل مسا دة ا مصدرين ا خواص و وصو هم لهدف‬
‫ا مرغوب فيه من جهة أخرى‪.‬‬
‫• تسهيل آ يات ا عمل بين ا ب وك و ا مؤسسات ا مصدرة ا شطة في ا قطاع ا خاص من خال تخفيض‬
‫أسعار ا فائدة با سبة إ ى ا تمويل ا موجه لتصدير مع تمديد آجال تسديد ا قروض ا مم وحة ه‪.‬‬
‫• ت سيق عمل ا ب وك و شر ات ا تأمين في مجال ا تصدير من أجل تخفيض عبء ا تمويل على‬
‫ا مصدرين ا خواص و ذا ا تأمين‪ ،‬و ا بحث‪ ،‬و ا ترويج‪...‬إ خ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫آفاق اإقتصاد ا وط ي ا جزائري و مخاطر ا عودة إ ى ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل ا ثا ث‬

‫• إقامة ظام جبائي مائم و مشجع تطوير ا قطاع ا تصديري ا جزائري‪.‬‬


‫• إجراء دراسات و بحوث متعلقة با سواق ا خارجية‪ ،‬ا م توجات ا م افسة‪ ،‬ا سعار‪...‬إ خ‪ ،‬و تقييمها‪ ،‬ما‬
‫يساعد على إم ا ية ا تصدير‪ ،‬و ذ ك ا مشار ة في ا معارض و ا صا و ات ا مقامة في ا خارج‪.‬‬
‫• ا عمل على تسريع اإجراءات ا جمر ية و تخفيفها قدر ا مستطاع دى استيراد ا مواد ا و ية ا معدة‬
‫‪1‬‬
‫إ تاج أو تصدير ا سلع إ ى ا خارج‪ ،‬خاصة مسيري ا قطاعات ا شطة في مجال ا خصخصة‪.‬‬
‫ا فرع ا ثاني‪ :‬تشجيع اإستثمار اأجنبي ا مباشر‬
‫يعتبر اإستثمار ا ج بي ا مباشر من أهم أش ال تدفقات رؤوس ا موال ا دو ية و واحدة من أ ثر‬
‫ثار ا اشئة ع ه سواء لمستثمر أو ما‬ ‫أش ال اإستثمار جدا في ا وساط اإقتصادية و ا سياسية ظ ار‬
‫أملته ا دول ا مست ضيفة من تحقيقه آثار ا مرغوبة و تحريك عجلة ا ت مية في إقتصادياتها‪ .‬و يعرف‬
‫اإستثمار ا ج بي ا مباشر على أ ه وع من أ واع اإستثمار يتم خارج موط ه بحثا عن دو ة مستقلة سعيا‬
‫وراء تحقيق جملة من ا هداف اإقتصادية و ا ما ية و اإجتماعية و سياسية سواء هدف مؤقت أول‬
‫‪2‬‬
‫جل محدد أو آجال طويلة أو غير مباشر مل ا دو ة واحدة أو عدة دول أو شر ة أو عدة شر ات‪.‬‬
‫حيث ش لت اإستثمارات ا ج بية ا مباشرة مصد ار رئيسيا لتمويل في ا دول ا امية‪ ،‬ما ساهمت في‬
‫دفع عجلة ا ت مية اإقتصادية و اإجتماعية فيها‪ .‬و يختلف اإستثمار ا ج بي ا مباشر عن ا واع‬
‫ا خرى من ا تدفقات ا رأسما ية ا خاصة و ه يست د إ ى حد بير‪ ،‬على ا رؤية ا مستقبلية ا طويلة ا مدى‬
‫لمستثمرين إم ا ية تحقيق ا رباح من خال أ شطتهم اإقتصادية‪.‬‬
‫و تثبت ا تجارب ا مختلفة أهمية اإستثمار ا ج بي ا مباشر و ا دور ا ذي يم ن أن يلعبه في تحقيق‬
‫‪3‬‬
‫م افع هامة لدول ا متلقية ه‪ ،‬و من تلك ا م افع‪:‬‬
‫• توفير مصدر متجدد و بشروط جيدة لحصول على ا عمات أو رؤوس ا موال ا ج بية تمويل برامج‬
‫و خطط ا ت مية‪.‬‬
‫• اإسهام في ت مية ا مل ية ا وط ية و رفع مساهمة ا قطاع ا خاص في ا اتج ا قومي و خلق طبقة جديدة‬
‫من رجال ا عمال و ذ ك عن طريق قيام أفراد ا مجتمع با مساهمة في مشروعات اإستثمار أو استحداث‬
‫مشروعات جديدة مسا دة لمشروعات اإستثمارية ا ج بية‪.‬‬
‫• تسهيل حصول ا دول ا مضيفة على ا تقا ة ا حديثة و ا مطورة خاصة بعض أ واع ا ص اعات‪.‬‬

‫سفيان بن عبد ا عزيز‪ ":‬دعم و تطوير ا قطاع ا خاص آ ية ترقية ا تجارة ا خارجية ا جزائرية خارج ا محروقات"‪ ،‬مجلة بحوث اقتصادية عربية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ا عددان ‪ /62-61‬شتاء‪ -‬ربيع‪ ،2013 ،‬ص ص‪.191 -189 :‬‬


‫فريد ا جار‪" :‬اإستثمار ا دو ي و ا ت سيق ا غربي"‪ ،‬مؤسسة شباب ا جامعة‪ ،‬اإس درية‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص‪.85 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫حسان خضر اإستثمار ا ج بي ا مباشر‪-‬تعاريف و قضايا‪ :-‬سلسلة دورية تع ى بقضايا ا ت مية في ا قطار ا عربية‪ ،‬ا عدد‪،2004 ،33‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص ص‪.11-10 :‬‬

‫‪49‬‬
‫آفاق اإقتصاد ا وط ي ا جزائري و مخاطر ا عودة إ ى ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل ا ثا ث‬

‫• توفير فرص عمل جديدة‪ ،‬فضا عن ا مساعدة في ت مية و تدريب ا موارد ا بشرية في ا دول ا مضيفة‪.‬‬
‫وان ان ذ ك يتوقف على ما تضعه تلك ا دول من ضوابط و شروط‪.‬‬
‫• تز ية ا م افسة بين ا شر ات ا محلية‪ ،‬و ما يصاحب هذا ا ت افس من م افع عديدة تتمثل في خفض‬
‫اإحت ار و تحفيز شر ات على تحسين وعية ا خدمات و ا م تجات‪.‬‬
‫• ا مساعدة في فتح أسواق جديدة لتصدير ا سيما أن ا شر ات متعددة ا ج سيات ديها أفضل إم ا يات‬
‫ل فاذ إ ى أسواق ا تصدير بما تمتل ه من مهارات تسويقية عا ية‪.‬‬
‫• اإسهام في تحسين وضعية ميزان ا مدفوعات عن طريق زيادة فرص ا تصدير وتقليص ا واردات و‬
‫تدفق رؤوس ا موال ا ج بية‪.‬‬
‫و يبقى ا ع صر ا خير هو ا هم حيث أن بحث ا يتمحور حول يف يؤثر اإستثمار ا ج بي على ميزان‬
‫ا مدفوعات حيث يم ن ه أن يؤثر بطريقة مباشرة على ا دول ا مضيفة أث اء دخو ه ها بزيادة حساب‬
‫رؤوس ا موال ما يحسن من ميزان ا مدفوعات و يقضي على ا عجز فيه‪ ،‬أما بطريقة غير مباشرة حيث‬
‫أن قيام ا شر ات متعددة ا ج سيات سيؤول إ ى زيادة ا اتج ا محلي فيرفع من مستوى ا صادرات و يقلص‬
‫من مستوى ا واردات‪ ،‬فيجعل من ا ميزان ا تجاري في حا ة جيدة‪.‬‬
‫وبا سبة لجزائر احظ إرتفاع تدفقات اإستثمارات ا ج بية ا مباشرة إ يها خال ا فترة ‪2016-2001‬‬
‫من ‪ 1113.1‬مليون دوار إ ى ‪ 1546.0‬مليون دوار‪ .‬وبا رغم من هذا اإرتفاع فإن سبة ما تمثله هذ‬
‫اإستثمارات من ا تدفقات ا عا مية تبلغ ‪ %0.09‬فقط‪ ،‬و‪ %0.22‬من ا تدفقات إ ى ا دول ا امية‬
‫و‪ %2.60‬من ا تدفقات إ ى إفريقيا‪.‬‬
‫ا جدول رقم(‪ :)21‬تدفقات اإستثمارات ا ج بية ا مباشرة ا واردة إ ى ا جزائر ‪2016-2001‬‬
‫ا وحدة‪:‬با مليون دوار‬
‫ا جزائر‬
‫ا حصة‬
‫اإقتصاديات‬
‫من‬ ‫إفريقيا‬ ‫ا عا مية‬ ‫ا سنوات‬
‫ا قيمة‬ ‫ا نامية‬
‫من ا عا مية اإقتصاديات من إفريقيا‬
‫ا نامية‬
‫‪5,33‬‬ ‫‪0,51‬‬ ‫‪0,14‬‬ ‫‪1113,1‬‬ ‫‪20888,1‬‬ ‫‪216607,5‬‬ ‫‪772782,6‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪5,43‬‬ ‫‪0,62‬‬ ‫‪0,18‬‬ ‫‪1065,0‬‬ ‫‪19606,5‬‬ ‫‪171859,2‬‬ ‫‪594929,3‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪2,40‬‬ ‫‪0,31‬‬ ‫‪0,11‬‬ ‫‪637,9‬‬ ‫‪26564,9‬‬ ‫‪203894,7‬‬ ‫‪558863,9‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪4,17‬‬ ‫‪0,33‬‬ ‫‪0,13‬‬ ‫‪881,9‬‬ ‫‪21134,4‬‬ ‫‪267304,7‬‬ ‫‪697169,9‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪3,04‬‬ ‫‪0,34‬‬ ‫‪0,12‬‬ ‫‪1145,3‬‬ ‫‪37656,7‬‬ ‫‪339991,9‬‬ ‫‪958515,8‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪4,33‬‬ ‫‪0,46‬‬ ‫‪0,13‬‬ ‫‪1888,2‬‬ ‫‪43643,9‬‬ ‫‪411896,3‬‬ ‫‪1411171‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪2,84‬‬ ‫‪0,32‬‬ ‫‪0,09‬‬ ‫‪1743,3‬‬ ‫‪61432,8‬‬ ‫‪537893,9‬‬ ‫‪1909234‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪3,61‬‬ ‫‪0,44‬‬ ‫‪0,18‬‬ ‫‪2631,7‬‬ ‫‪72823,5‬‬ ‫‪592713,0‬‬ ‫‪1499133‬‬ ‫‪2008‬‬

‫‪50‬‬
‫آفاق اإقتصاد ا وط ي ا جزائري و مخاطر ا عودة إ ى ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل ا ثا ث‬

‫‪4,21‬‬ ‫‪0,58‬‬ ‫‪0,23‬‬ ‫‪2753,8‬‬ ‫‪65346,1‬‬ ‫‪473892,7‬‬ ‫‪1190006‬‬ ‫‪2009‬‬


‫‪3,77‬‬ ‫‪0,36‬‬ ‫‪0,17‬‬ ‫‪2301,2‬‬ ‫‪61087,3‬‬ ‫‪642689,7‬‬ ‫‪1383779‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪3,91‬‬ ‫‪0,38‬‬ ‫‪0,16‬‬ ‫‪2580,4‬‬ ‫‪66018,0‬‬ ‫‪687511,2‬‬ ‫‪1591146‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪1,93‬‬ ‫‪0,22‬‬ ‫‪0,09‬‬ ‫‪1499,4‬‬ ‫‪77501,1‬‬ ‫‪670998,1‬‬ ‫‪1592598‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪2,26‬‬ ‫‪0,25‬‬ ‫‪0,12‬‬ ‫‪1684,0‬‬ ‫‪74550,5‬‬ ‫‪674658,2‬‬ ‫‪1443230‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪2,11‬‬ ‫‪0,21‬‬ ‫‪0,11‬‬ ‫‪1506,7‬‬ ‫‪71254,0‬‬ ‫‪703780,4‬‬ ‫‪1323863‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪-0,95‬‬ ‫‪-0,08‬‬ ‫‪-0,03‬‬ ‫‪-584,0‬‬ ‫‪61494,8‬‬ ‫‪752329,0‬‬ ‫‪1774001‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪2,60‬‬ ‫‪0,24‬‬ ‫‪0,09‬‬ ‫‪1546,0‬‬ ‫‪59373,0‬‬ ‫‪646030,4‬‬ ‫‪1746423‬‬ ‫‪2016‬‬
‫)‪Source : http://unctadstat.unctad.org (19/02/2018‬‬
‫و مؤشرات أخرى تقييم واقع اإستثمارات ا ج بية ا مباشرة في ا جزائر احظ إ خفاض ما تمثله هذ‬
‫اإستثمارات في ا ت وين ا خام رأس ا مال ا ثابت من ‪ %8.90‬س ة ‪ 2001‬إ ى ‪ %0.82-‬س ة ‪،2015‬‬
‫وهو فس إتجا سبة تلك اإستثمارات إ ى ا اتج ا محلي اإجما ي حيث إ خفضت من ‪ %2.02‬إ ى‬
‫‪ %0.93‬خال فس ا فترة‪.‬‬

‫ا ش ل رقم (‪ :)07‬تطور بعض مؤشرات اإستثمار اأجنبي ا مباشر في ا جزائر‬


‫خال ا فترة ‪)%( 2016-2001‬‬
‫ا سبة إ ى ا اتج ا محلي اإجما ي‬ ‫ا سبة في ا ت وين ا خام رأس ا مال‬

‫‪8,90‬‬
‫‪7,64‬‬ ‫‪6,96‬‬
‫‪5,26‬‬ ‫‪5,25‬‬
‫‪4,30‬‬ ‫‪4,96‬‬ ‫‪4,91‬‬ ‫‪3,93‬‬ ‫‪4,07‬‬
‫‪3,90‬‬
‫‪2,33‬‬ ‫‪2,35‬‬ ‫‪1,91‬‬
‫‪2,02‬‬ ‫‪1,87‬‬ ‫‪1,03‬‬ ‫‪1,11‬‬ ‫‪1,61‬‬ ‫‪1,29‬‬ ‫‪1,54‬‬ ‫‪2,01‬‬ ‫‪1,43‬‬ ‫‪1,29‬‬
‫‪0,94‬‬ ‫‪0,72‬‬ ‫‪0,80‬‬ ‫‪0,70‬‬ ‫‪0,93‬‬
‫‪-0,35‬‬
‫‪-0,82‬‬

‫‪2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016‬‬

‫(‪Source : http://unctadstat.unctad.org (19/02/2018‬‬ ‫ا مصدر‪ :‬من إعداد ا باحثتان إست ادا إ ى‪:‬‬

‫إن تلك ا مستويات ا متد ية من تدفقات اإستثمارات ا ج بية ا مباشرة إ ى ا جزائر رغم ل ا جهود ا مبذو ة‬
‫تشجيعها تدل أن ا م اخ ا م اسب و ا واضح لمستثمرين ا جا ب م يتوفر بعد‪ .‬فا خبراء اإقتصاديون‬
‫إعتبروا أن ه اك مفارقة بيرة بين مسار اإستثمار ا ذي تفرض عليه قاعدة ‪ ،49/51‬و بين عمليات‬
‫ا تجارة ا خارجية و اإستيراد بقاعدة ‪ %70‬لشريك ا ج بي مقابل ‪ %30‬لشريك ا جزائري‪ .1‬و با تا ي فإن‬
‫اإ طباع ا سائد هو تشجيع عمليات اإستيراد على حساب اإستثمارات‪ ،‬اهيك عن اإجراءات‬
‫ا بيروقراطية ا تي تعترض عملية اإستثمار على مستوى ا تمويل‪ ،‬ا عقار‪ ،‬ا وثائق ا مطلوبة إ شاء‬

‫ا جريدة ا رسمية‪ :‬قا ون ا ما ية ا ت ميلي س ة ‪ 2009‬ا مادة ‪.58‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪51‬‬
‫آفاق اإقتصاد ا وط ي ا جزائري و مخاطر ا عودة إ ى ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل ا ثا ث‬

‫ا مؤسسات‪ ،‬و هو ما يدفع ا مؤسسات ا ج بية‪ ،‬عادة‪ ،‬إ ى تفضيل ا عمليات ا تجارية و توجيه إستثماراتهم‬
‫‪1‬‬
‫إ ى دول أخرى‪.‬‬
‫و أحدثت قاعدة ‪ 51/49‬ا ثير من ردود ا فعل‪ .‬ففي حين إعتبر ا بعض أن هذ ا قاعدة تش ل عائقا أمام‬
‫مثل تلك اإستثمارات مثلما هو ا حال مع رئيس بعثة ص دوق ا قد ا دو ي زين زيدان ا ذي زار ا جزائر و‬
‫قال أن ا جزائر مطا بة با قيام بمجهودات أ بر تحسين م اخ اإستثمار و تخفيض ا تضخم و ا تبعية‬
‫لمحروقات‪ .‬و أوضح أ ه با رغم من قيام ا جزائر باإصاحات على عدة مستويات‪ ،‬إا أ ها مطا بة أيضا‬
‫بتحسين م اخها اإقتصادي‪ ،‬خاصة ما تعلق باإستثمارات ا ج بية‪ .‬و أ د أن من بين ا قاط ا تي يجب‬
‫على ا جزائر أن تراعيها هو قا ون ‪ 49/51‬حيث صح بتطبيق هذ ا قاعدة فقط على ا قطاعات ا حساسة‬
‫و إ غائها من ا قطاعات ا خرى لسماح باستقطاب أ بر قدر مم ن من اإستثمارات‪ .‬و أوضح أن دراسة‬
‫مست ‪ 88‬بلد قام بها ا ب ك ا عا مي مؤخ ار أثبتت أ ه ا يوجد بلد في ا عا م سوى ا جزائر يطبق مثل هذ‬
‫ا قوا ين على ل ا قطاعات‪ 2.‬واعتبر ا ب ك ا عا مي و ص دوق ا قد ا دو ي و ا عديد من ا متعاملين‪ ،‬بأن‬
‫هذ ا قاعدة أضرت با عديد من ا مشاريع‪ ،‬خاصة في ظل صعوبة إيجاد ا شريك ا جزائري ا قادر على‬
‫‪3‬‬
‫ضمان ا تمويل ا مشترك و ا تسيير و ا قدرة اإستيعابية ا محدودة لشر ات ا جزائرية‪.‬‬
‫وبصفة عامة ي بغي على ا جزائر أن تحسن أ ثر من م اخ اإستثمار فيها‪ .‬ويقصد بم اخ اإستثمار‬
‫"مجمل ا وضاع و ا ظروف اإقتصادية و اإجتماعية‪ ،‬ا سياسية‪ ،‬ا مؤسسية و ا قا و ية ا تي يم ن أن‬
‫تأثر على قرار اإستثمار و على فرص جاح ا مشروع اإستثماري في دو ة ما و قطاع معين‪ ،‬و تعد هذ‬
‫ا ظروف و ا وضاع ع اصر متداخلة تؤثر و تتأثر ببعضها ا بعض و معظمها ع اصر متغيرة يخلق‬
‫تفاعلها أو تداعيها أوضاعا جديدة بمعطيات مختلفة و تترجم محصاتها عوامل جاذبة أو طاردة رأس‬
‫‪4‬‬
‫ا مال"‪.‬‬
‫ومن أبرز ا عوامل ا تي تساعد على تحسين ا م اخ اإستثماري وجذب اإستثمار ا ج بي ا مباشر و ا تي‬
‫ي بغي توفرها هي‪:‬‬
‫‪ -1‬إتباع سياسة تحرر إقتصادي و زيادة دور ا قطاع ا خاص و تشجيعه‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم تمييز في ا معاملة بين اإستثمارات ا وط ية و ا ج بية‪.‬‬
‫‪ -3‬تقرير ا مزايا و ا حوافز ا مشجعة إستثمار سواءا في صورة إعفاءات ضريبية أو جمر ية أو ما‬
‫يتصل بتسعير ا م تجات أو ا خدمات ا ازمة لمشروع اإستثماري‪.‬‬

‫جريدة ا خبر‪ ،‬ا عدد ‪ 4 ،7034‬أفريل ‪ ،2013‬ص‪.7:‬‬ ‫‪1‬‬

‫جريدة ا خبر‪ ،‬ا عدد ‪ 12 ،6892‬وفمبر‪ ،2012‬ص‪.7:‬‬ ‫‪2‬‬

‫جريدة ا خبر‪ ،‬ا عدد ‪ 4 ،7034‬أفريل ‪ ،2013‬ص‪.7:‬‬ ‫‪3‬‬

‫م اخ اإستثمار في ا دول ا عربية ‪ :2011‬تقرير ا مؤسسة ا عربية ضمان اإستثمار و إئتمان ا صادرات‪ ،‬ص‪.15:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪52‬‬
‫آفاق اإقتصاد ا وط ي ا جزائري و مخاطر ا عودة إ ى ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل ا ثا ث‬

‫‪ -4‬تسهيل تملك ا مشروعات اإستثمارية أراضي و ا عقارات ا ازمة مباشرة شاطها و تيسير إقامة‬
‫ا مستثمرين ا جا ب داخل ا دو ة ا مضيفة‪.‬‬
‫‪ -5‬توافر ا ب ية ا ساسية و ا مرافق ا ساسية ا صا حة من طرق و مواصات و وسائل إتصال و‬
‫غيرها و ذ ك تسهيل مزاو ة ا شاط اإستثماري‪.‬‬
‫‪ -6‬توافر اإستقرار ا سياسي في ا دو ة ا مضيفة و إتساع حجم ا ممارسات ا ديمقراطية فيها‪.‬‬
‫‪ -7‬ا تأمين ا امل لمشروعات اإستثمارية من ا مخاطر غير ا تجارية مع تقرير تعويضات ا مائمة‬
‫في حا ة وقوع هذ ا مخاطر‪.‬‬
‫‪ -8‬توفير ا بيئ ة اإدارية تسهيل إجراءات ا موافقة على ا مشروع و م ح تراخيص ا ب اء و ا تشغيل و‬
‫ا بعد عن ا روتين و ا معوقات ا بيروقراطية ا معرقلة سرعة إتمام اإجراءات ا ح ومية‪.‬‬
‫‪ -9‬خلق بيئة طيبة لسياسة ا عامة لدو ة ا مضيفة ا مر ا ذي يجعل ا مستثمر ا ج بي يشعر بأن‬
‫سياسات ا دو ة ا ما ية و ا قدية و اإقتصادية تتمتع باإستقرار و ا بعد عن مفاجآت غير‬
‫متوقعة‪.‬‬
‫توحيد ا جهة ا تي يتعامل معها ا مستثمر و أن ت ون مقترحاته إيـ ـزاء معوقات اإستثمار‬ ‫‪-10‬‬
‫‪1‬‬
‫محل إعتبار دى مسؤو يـ ـ ـن‪.‬‬

‫زيه عبد ا مقصود محمد مبروك‪" :‬اآثار اإقتصادية إستثمار ا ج بي" دار ا ف ر ا جامعي‪ ،‬ط‪ ،2007 ،1:‬ص ص‪.93-92 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪53‬‬
‫آفاق اإقتصاد ا وط ي ا جزائري و مخاطر ا عودة إ ى ا مديو ية ا خارجية‬ ‫ا فصل ا ثا ث‬

‫خاتمة ا فصل‪:‬‬
‫إن ما يعيشه اإقتصاد ا جزائري في ا فترة ا راه ة من أزمة بترو ية خا قة حيث إ هارت أسعار في ا سواق‬
‫ا عا مية خلف ا عديد من ا ضرار على هذا اإقتصاد و م ها ا تأثير ا سلبي على ميزان ا مدفوعات ا ذي‬
‫أصبح يعا ي من عجز و ا ذي يعتبر أحد أسباب ا لجوء إ ى اإستدا ة ا خارجية‪ .‬و يم ن إعتبار تشجيع‬
‫ا صادرات خارج ا محروقات و تشجيع اإستثمارات ا ج بية ا مباشرة من بين أهم ا حلول ا تي يم ن من‬
‫خا ها ا قضاء على هذا ا عجز‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫خاتمة عامة‪:‬‬
‫أثبتت تجربة المديونية الخارجية أن لها إنعكاسات سلبية خطيرة على الدول المدينة و تعود أسباب هذه‬
‫الظاهرة إلى العديد من العوامل‪ .‬وعانت الجزائر سابقا من أزمة مديونية خارجية خانقة كغيرها من الكثير‬
‫من الدول وهذا بسبب العجز المستمر في ميزان المدفوعات‪ ،‬إال أن إرتفاع أسعار النفط و تحسن إيرادات‬
‫الصادرات و المحروقات ساعد الجزائر على تسديد مسبق لمديونيتها الخارجية مما أدى إلى إنخفاضها‬
‫بصورة كبيرة إال أن إنخفاض أسعار النفط مرة أخرى يث ير القلق في مايخص آفاق المديونية الخارجية‪.‬‬
‫إختبار الفرضيات‪:‬‬
‫بعد عرض هذا البحث و اإلحاطة قدر اإلمكان لبعض جوانبه‪ ،‬يمكننا إجراء إختبار لفرضياته كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الفرضية األولى‪ :‬تم التأكد من صحتها فالمديونية الخارجية تنطوي على العديد من السلبيات على‬
‫الدول التي تعاني من هذه نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬تؤكد العديد من الدراسات على وجود عالقة وثيقة بين المديونية الخارجية واإلرتفاع الكبير‬
‫للمستوى العام لألسعار بالبلدان المدينة‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف قدرة اإلستيراد للدولة نتيجة إلرتفاع خدمة الديون الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬الضغوطات الناجمة عن اإللتزامات الخارجية للبلدان المدينة فضال عن مظاهر الفساد اإلداري‬
‫و هروب رؤوس األموال‪.‬‬
‫‪ ‬الفرضية الثانية‪ :‬تم التأكد من صحتها حيث إنخفضت المديونية الخارجية في الجزائربصورة‬
‫كبيرة في السنوات األخيرة نتيجة للتسديد المسبق لها خصوصا ما بين ‪ 2004‬و ‪ 2006‬وكانت‬
‫سنة ‪ 2006‬حاسمة حيث عرفت إنخفضا قويا للدين العمومي الخارجي‪ .‬وبلغت قيمة الدين‬
‫الخارجي سنة ‪ 2016‬حوالي ‪ 4‬مليار دوالر بعد أن كان يبلغ ‪ 23,35‬مليار دوالر سنة ‪.2003‬‬
‫‪ ‬الفرضية الثالثة‪ :‬تم التأكد من صحتها حيث تعاني الجزائر في الوقت الراهن من أزمة نفطية‬
‫تمثلت في إنهيار أسعار النفط و إنخفاض إيرادات الصادرات النفطية التي يعتمد عليها اإلقتصاد‬
‫الجزائري و هو ماأدي إلى عجز كبير في ميزان المدفوعات و هذا األخير يدفع من دون شك‬
‫للجوء إلى خيار اإلستدانة الخارجية إال أن رصيد إحتياطي الصرف الذي تتمتع بيه الجزائر حال‬
‫دون اللجوء إلى ذلك الخيار‪ ،‬في المقابل فإن إستمرار العجز في ميزان المدفوعات مع تآكل‬
‫إحتياطات الصرف سيدفع من دون شك إلى ذلك الخيار إذا لم تتوفر الحلول الالزمة إلستبعاده‪.‬‬

‫النتائج‪:‬‬
‫بعد الدراسة والتحليل لهذا الموضوع توصلنا إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬إن اإلقتصاد الجزائري ركيزته األساسية هي الصادرات من المحروقات و بالتالي يتأثر‬
‫بتقلبات هذه الصادرات و هو الحال الذي يعيشه في الوقت الراهن في ظل األزمة النفطية‬
‫الراهنة‪.‬‬
‫‪ )2‬عانت الجزائر في فترة سابقة من أزمة مديونية خانقة إنعكست سلبا و بصورة كبيرة على‬
‫مختلف المؤشرات اإلقتصادية و اإلجتماعية‪ .‬إال أنه و بفضل إرتفاع أسعار النفط خالل‬
‫السنوات الماضية قامت الجزائر بتسديد مسبق للديون الخارجية مما أدى إلى تراجعها‬
‫بصورة كبيرة‪.‬‬
‫‪ )3‬بالرغم من عجز ميزان المدفوعات الذي كان أحد تداعيات األزمة النفطية الراهنة إال أن‬
‫الجزائر لم تلجأ إلى المديونية الخارجية بالنظر إلى إحتياطي الصرف الضخم الذي تتمتع‬
‫به‪.‬‬
‫‪ )4‬على الجزائر أن تنتهج أساليب فعالة لمعالجة العجز في ميزان المدفوعات بعيدا عن‬
‫الصادرات من المحروقات و من بين هذه األساليب تشجيع الصادرات خارج المحروقات‬
‫و تشجيع اإلستثمار األجنبي المباشر‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬

‫‪55‬‬
‫الخاتمة‬

‫بعد تحديد أبرز النتائج المستخلصة من هذه الدراسة يمكن إقتراح بعض التوصيات‪:‬‬
‫‪ )1‬على الجزائر أن تعمل جاهدة و بشتى السبل على تقليص درجة إعتماد إقتصادها على‬
‫إيرادات الصادرات من المحروقات و التي هي عرضة للتقلبات من خالل تنويع‬
‫إقتصادها‪.‬‬
‫‪ )2‬ضرورة توسيع دائرة حوافز استقطاب االستثمار األجنبي كوسيلة لتفادي اللجوء إلى‬
‫خيار االستدانة الخارجية بالنظر لقدرة اإلستثمارات األجنبية على تعويض قلة رأس المال‬
‫‪.‬‬
‫‪ )3‬بالرغم من إرتفاع أسعار النفط في الوقت الحالي فوق عتبة ‪ 70‬دوالر (حتى كتابة هذه‬
‫السطور) و بالتالي ستتحسن مختلف المؤشرات اإلقتصادية من دون شك إال أنه اليجب‬
‫التعويل على هذا اإلرتفاع بالنظر إلى إحتمال تكرر إنخفاض األسعار مرة أخرى‪.‬‬
‫‪ )4‬تنويع مداخيل اإلقتصاد الوطني و تشجيع الصادرات خارج المحروقات‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمة ا مراجع‬
‫أوا‪ :‬ا مراجع با لغة ا عربية‬
‫ا تب‪:‬‬
‫‪ )1‬عبد ا ريم جابر ا عيساوي‪" :‬ا تمويل ا دو ي"‪ ،‬دار صفاء ل شر و ا توزيع ‪ ،2011‬ط ‪.2‬‬
‫‪ )2‬غازي عبد ا رزاق ا قاس‪" :‬ا تمويل ا دو ي"‪ ،‬دار وائل ل شر‪ ،‬اأردن‪ ،‬ط ‪.3‬‬
‫‪ )3‬فريد ا جار‪" :‬اإستثمار ا دو ي و ا ت سيق ا غربي"‪ ،‬مؤسسة شباب ا جامعة‪ ،‬اإس درية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ )4‬مجدي محمود شهاب‪" :‬اإتجاهات ا دو ية مواجهة أزمة ا ديون ا خارجية"‪ ،‬ا دار ا جامعية‪ ،‬لية‬
‫ا حقوق‪ ،‬جامعة اإس درية‪.‬‬
‫‪ )5‬مصطفى يوسف افي‪" :‬اأزمة ا ما ية اإقتصادية ا عا مية و حو مة ا شر ات"‪ ،‬م تبة ا مجتمع‬
‫ا عربي ل شر و ا توزيع‪ ،‬ط ‪.2012 ،1‬‬
‫‪ )6‬ميثم صاحب عجام‪ ،‬علي محمد سعود‪" :‬ا مديو ية ا خارجية لدول ا امية اأسباب و‬
‫اإستراتيجيات"‪ ،‬دار و م تبة ا دي ل شر و ا توزيع‪ ،‬ط‪.2013 ،1‬‬
‫‪ )7‬زيه عبد ا مقصود محمد مبروك‪" :‬اآثار اإقتصادية إستثمار اأج بي" دار ا ف ر ا جامعي‪،‬‬
‫ط‪.2007 ،1:‬‬
‫‪ )8‬وهيبة ا سليما ي‪" :‬إدارة ا مديو ية"‪ ،‬دار اإبت ار ل شر وا توزيع‪ ،‬عمان اأردن‪ ،‬ط ‪.2016 ، 1‬‬
‫ا رسائل ا جامعية‪:‬‬
‫‪ )1‬بلعزوز بن علي‪":‬أثر تغير سعر ا فائدة على اقتصاديات ا دول ا امية" ‪ ،‬رسا ة د تو ار دو ة في‬
‫ا علوم ااقتصادية ‪ ،‬لية ا علوم ااقتصادية وعلوم ا تسيير ‪،‬جامعة ا جزائر‪.2004،‬‬
‫‪ )2‬روابح عبد ا باقي‪" :‬ا مديو ية ا خارجية واإصاحات اإقتصادية في ا جزائر"‪ ،‬أطروحة مقدمة‬
‫يل شهادة د تو ار في ا علوم اإقتصادية‪ ،‬جامعة ا عقيد ا حاج خضر‪ -‬بات ة ‪ ،‬لية ا علوم‬
‫اإقتصادية و علوم ا تسيير‪.2006/2005 ،‬‬
‫‪ )3‬ريغي هشام‪" :‬ا تحرير اإقتصادي و أسواق ا عمل" أطروحة مقدمة يل شهادة د تو ار علوم‪،‬‬
‫جامعة باجي مختار‪ -‬ع ابة‪.2015-2014 ،‬‬
‫ا تقارير‪:‬‬
‫‪ )1‬ب ك ا جزائر‪:‬ا تقرير ا س وي ‪ ،2008‬ا تطور اإقتصادي و ا قدي لجزائر‪ ،‬طبع في سبتمبر‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ )2‬ب ك ا جزائر‪:‬ا تقرير ا س وي ‪ ،2013‬ا تطور اإقتصادي و ا قدي لجزائر‪ ،‬طبع في وفمبر‬
‫‪.2014‬‬

‫‪57‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ )3‬ب ك ا جزائر‪:‬ا تقرير ا س وي ‪ ،2016‬ا تطور ااقتصادي و ا قدي لجزائر‪ ،‬طبع في سيبتمبر‬
‫‪.2017‬‬
‫‪ )4‬ب ك ا جزائر‪ ،‬ا مجلس ا شعبي ا وط ي‪" ،‬حوصلة حول ا تطورات ا قدية و ا ما ية س ة ‪ 2016‬و‬
‫توجهات س ة ‪ ،"2017‬فيفري ‪.2018‬‬
‫‪ )5‬ا تقرير اإقتصادي ا عربي ا موحد ‪ ،2007‬م ظمة اأقطا ار عربية ا مصدرة لبترول‪.‬‬
‫‪ )6‬ا توجهات ا قدية و ا ما ية خال ا سداسي اأول من س ة ‪.2017‬‬
‫‪ )7‬ص دوق ا قد ا دو ي‪ .2015 -‬تقرير آفاق اإقتصاد ا عا مي‪ :‬مو غير متوازن – عوامل قصيرة‬
‫اأجل و طويلة اأجل‪ .‬واش طن (إبريل)‪.‬‬
‫‪ )8‬ا مجلس ا وط ي ااقتصادي وااجتماعي ‪،‬مشروع تقرير حول ‪:‬ا ظرف ااقتصادي وااجتماعي‬
‫لسداسي ا ثا ي من س ة ‪،1999‬ا دورة ا عامة ‪،15‬ماي ‪.2000‬‬
‫‪ )9‬ا مجلس ا وط ي ااقتصادي وااجتماعي‪ ":‬مشروع تقرير حول‪:‬ا مديو ية ا خارجية بلدان ج وب‬
‫ا بحر اأبيض ا متوسط عائق أمام ا ت مية اأورو متوسطية" ‪.‬ا دورة ا عامة ا خامسة عشر‪.‬‬
‫‪ )11‬ا مجلس ا وط ي ااقتصادي وااجتماعي‪" ،‬مشروع تقرير حول ‪ :‬ا ظرف ااقتصادي‬
‫وااجتماعي لسداسي ا ثا ي من س ة ‪ ،"2003‬ا دورة ا عامة ‪ ،24‬جوان ‪.2004‬‬
‫‪ )11‬م اخ اإستثمار في ا دول ا عربية ‪ ،2011‬تقرير ا مؤسسة ا عربية ضمان اإستثمار و إئتمان‬
‫ا صادرات‪.‬‬
‫ا مجات و ا دوريات‪:‬‬
‫‪" )1‬إدارة ا ديون ا خارجية"‪ ،‬سلسلة دورية تع ي بقضايا ا ت مية في اأقطار ا عربية‪ ،‬ا عدد ا ثاثون‪-‬‬
‫يو يو‪/‬حزيران‪.2004 ،‬‬
‫‪ )2‬بلعزوز بن علي‪ ":‬ا ع اس اإصاحات ااقتصادية على ا توازن ا قدي في ا جزائر"‪ ،‬مجلة‬
‫بحوث اقتصادية عربية‪ ،‬ا جمعية ا عربية لبحوث ااقتصادية ‪ ،‬ا عددان ‪30‬و‪31‬خريف ‪.2003‬‬
‫‪ )3‬حسان خضر‪" :‬اإستثمار اأج بي ا مباشر‪-‬تعاريف و قضايا‪ ،"-‬سلسلة دورية تع ى بقضايا‬
‫ا ت مية في اأقطار ا عربية‪ ،‬ا عدد‪.2004 ،33‬‬
‫‪ )4‬سفيان بن عبد ا عزيز‪ ":‬دعم و تطوير ا قطاع ا خاص آ ية ترقية ا تجارة ا خارجية ا جزائرية‬
‫خارج ا محروقات"‪ ،‬مجلة بحوث اقتصادية عربية‪ ،‬ا عددان ‪ /62-61‬شتاء‪ -‬ربيع‪.2013 ،‬‬
‫‪ )5‬قحايرية آمال‪" :‬أسباب شأة أزمة ا مديو ية ا خارجية لدول ا امية"‪ ،‬مجلة إقتصاديات شمال‬
‫إفريقيا‪ -‬عدد ‪.3‬‬
‫‪ )6‬محمد أمين زعر‪" :‬ا دول ا عربية و ت ويع ا صادرات"‪ ،‬سلسلة دورية تع ي بقضايا ا ت مية في‬
‫ا دول ا عربية‪ ،‬ا عدد ا مائة و ا خامس و ا ثاثون‪.2017 -‬‬

‫‪58‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫دار‬، ‫ مجلة ا علوم اإ سا ية‬، "‫أسبابها وأثارها‬، ‫"أزمة ا مديو ية ا خارجية لجزائر‬:‫) ا هاشمي بوجعدار‬7
.1999‫ ديسمبر‬،12‫ا عدد‬، ‫ عين مليلة‬، ‫ا هدى‬
:‫ا جرائد‬
.2012‫ وفمبر‬12 ،6892 ‫ ا عدد‬،‫) جريدة ا خبر‬1
.2013 ‫ أفريل‬4 ،7034 ‫ ا عدد‬،‫) جريدة ا خبر‬2
:‫ا مواقع اإ ترونية‬
http://unctadstat.unctad.org (19/02/2018( )1
‫ ا مراجع با لغة ا فرنسية‬:‫ثانيا‬
1) Banque d'Algérie, bulletin statistique trimestriel, N9 décembre 2009.
2) Banque d'Algie, rapport 2013, evolution economique et monetaire en
algerie, oktober 2014.
3) Banque d'Algie, rapport annuel 2016, evolution economique et monetaire
en algerie, september 2017.
4) Rapport 2013 evolution economique et monetaire en algerie, octobre
2014.

‫ ا مراجع با لغة اإنجليزية‬:‫ثا ثا‬

1) OPEC Annual Statistical Bulletin 2010/2011.(http://www.opec.org).


2) OPEC Annual Statistical Bulletin 2015. (http://www.opec.org).
3) Opec Bulletin 1-2/15.
4) Opec Monthly Oil Market Report – January 2018.
5) Platts and direct communication, Opec Secretariat assessments,2016.
6) Revue MediaBanke, N°12, Bank Of Algeria, juin/juillet 1994.
7) Revue mediabanke, N76, Bank Of Algeria, fevrier/mars, 2005.

59

You might also like