Professional Documents
Culture Documents
الحكيم برمهنسا يوغانندا - قالوا في سيرة يوغي
الحكيم برمهنسا يوغانندا - قالوا في سيرة يوغي
ﻣذﻛرات ﯾوﻏﻲ :اﻟﺳﯾرة اﻟذاﺗﯾﺔ )ﻓﻠﺳﻔﺔ وأﺳرار اﻟﮭﻧد( }ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﮭﻧد ﻓﻲ ﺳﯾرة ﯾوﺟﻲ{
ﯾدون ﻣن ﻗﺑل ،ﻻ ﺑﺎﻻﻧﻛﻠﯾزﯾﺔ وﻻ ﺑﺄﯾﺔ ﻟﻐﺔ أوروﺑﯾﺔ أﺧرى ﻣﺛل ھذا اﻟﻛﺗﺎب ﻋن اﻟﯾوﻏﺎ".
"ﻟم ﱠ
-ﻣﺟﻠﺔ اﻷدﯾﺎن اﻟﺻﺎدرة ﻋن دار اﻟﻧﺷر اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛوﻟوﻣﺑﯾﺎ
"ﻣذﻛرات ﯾوﻏﻲ :اﻟﺳﯾرة اﻟذاﺗﯾﺔ" ھو ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻛﺗﺎب ﻟﻛل اﻟﻌﺻور .ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛم ھو اﻟﺑرھﺎن
اﻟﺣﻲ ﻟﺣﯾﺎة ﺗﻛﻠﻠت ﺑﺎﻟﻧﺻر اﻟﻣﺑﯾن ،وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟم ھو ﺷﮭﺎدة ﻷﻋواﻣﻛم اﻟﻌدﯾدة اﻟﺗﻲ أﻣﺿﯾﺗﻣوھﺎ
ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻌظﯾم .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﮭﻧد ﻓﺳﯾﻛون ﻣذﻛـّرا ً ﺑﺎﻟﻧﮭر اﻟﺧﺎﻟد ﻟﻠﺣﻛﻣﺔ واﻟﮭداﯾﺔ اﻟروﺣﯾﺔ
اﻟﻣﻧﺳﺎب اﻟﯾوم ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﺑر اﻷزﻣﺎن ﻣن أﻋﺎﻟﻲ اﻟﻘﻣم اﻟﻣﻛﻠﻠﺔ ﺑﺎﻟﺛﻠوج ..ﻣن أرض اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ
اﻟﻣﻘدﺳﺔ .ﻓﻠﯾﻧطﻠﻖ ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺗﮫ اﻟﺗﻧوﯾرﯾﺔ ﺑﻘوة ﻣﺗﻌﺎظﻣﺔ ﺣﺎﻣﻼ ﻟﻛل اﻟﻘﺎرات ھداﯾﺔ وﺑرﻛﺎت اﻟﻌظﻣﺎء،
واﻟوﻋد ﺑﺎﻟﺧﻼص ﻟﻛل اﻟﺑﺷرﯾﺔ .إﻧﻧﻲ أﺗﻧﺑﺄ ﻟﻛﺗﺎﺑﻛم ھذا ﻧﺟﺎﺣﺎ ﺑﺎھرا ﺳﯾدھﺷﻛم وﯾدھﺷﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ".
اﻟﻣﺳﺗﺷرق و .ي .إﯾﻔﺎﻧز وﻧﺗز
"أﺛر ﻧﺎدر"
ﻧﯾوﯾورك ﺗﺎﯾﻣز
"رؤى ﺻﺎدﻗﺔ ...ﺳﺗﺳﺎﻋد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﮭم أﻓﺿل ﻟذاﺗﮭﺎ ...ﺳﯾرة ذاﺗﯾﺔ ﻓﻲ ذروة اﻹﺑداع وﻏﺎﯾﺔ
اﻟروﻋﺔ ...ﻣدھﺷﺔ ﺗﺄﺳر اﻟﻠب ...ﻣدوﻧﺔ ﺑﺑدﯾﮭﺔ ﻣﻣﺗﻌﺔ وإﺧﻼص ﻣﺎ ﺑﻌده إﺧﻼص".
ﻧﯾوز ﺳﻧﺗﯾﻧﺎل ،ﻓورت واﯾن ،إﻧدﯾﺎﻧﺎ
"ﺻﻔﺣﺎت ﺳﺗﮭز أوﺗﺎر ﻗﻠب اﻟﻘﺎرئ ،ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺗﺟﺎوب ﻣﻊ أﻋﻣﻖ طﻣوﺣﺎت وآﻣﺎل اﻟﻘﻠب اﻟﺑﺷري".
أل ﺗﻣﺑو دل ﻟوﻧﯾدي – روﻣﺎ
"ﺟوھرة ﻧﺎدرة ،ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﻻ ﺗﻘدر ﺑﺛﻣن .ﻟﻘد ﻛﺎن ﺑرﻣﮭﻧﺳﺎ ﯾوﻏﺎﻧﻧدا ﻣﻣﺛﻼ ﻣﺛﺎﻟﯾﺎ ﻟﺣﻛﻣﺎء وﻗدﯾﺳﻲ
اﻟﻌﺻور"...
ﺳواﻣﻲ ﺳﯾﻔﺎﻧﻧدا ،ﻣؤﺳس ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻧور اﻹﻟﮭﻲ ،رﯾﺷﯾﻛﯾش ،اﻟﮭﻧد
ﺗﻣﯾزت اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﮭﻧدﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺧﺎﻟدة وﻣﺎ ﯾﻘﺗرن ﺑﮭﺎ ﻣن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﺑﻣﻌﻠﻣﮫ
اﻟروﺣﻲ .(1)Guruوﻗد ﻗﺎدﻧﻲ اﻟدرب اﻟذي ﺳﻠﻛﺗﮫ إﻟﻰ ﺣﻛﯾم ﻣﺳﺗﻧﯾر ﺻﯾﻐت ﺣﯾﺎﺗﮫ اﻟراﺋﻌﺔ ﻣن
أﺟل اﻷﺟﯾﺎل .إذ ﻛﺎن ﻣن أوﻟﺋك اﻟﺳﺎدة اﻟﻌظﺎم اﻟذﯾن ھم ﺛروة اﻟﮭﻧد وﻣﺟدھﺎ ،واﻟذﯾن ﺑظﮭورھم
ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟﻌﺻور وﻗـّوا ﺑﻼدھم ﻣن اﻟﻣﺻﯾر اﻟذي ﺣﺎق ﺑﺑﺎﺑل وﺑﻣﺻر اﻟﻘدﯾﻣﺗﯾن.
إﻧﻧﻲ أﺟد ذﻛرﯾﺎﺗﻲ اﻷوﻟﻰ ﺗﺷﻣل اﻟﻠﻣﺣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺟﺳد ﺳﺎﺑﻖ ،وﻗد ﺟﺎءﺗﻧﻲ ﺗذﻛﺎرات ﺟﻠﯾﺔ
ﻋن ﺣﯾﺎة ﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻲ ﻛﯾوﻏﻲ (2)Yogiﺑﯾن ﺛﻠوج اﻟﮭﻣﻼﯾﺎ .وھذه اﻟﻠﻣﺣﺎت ﻟﻠﻣﺎﺿﻲ أﻣدﺗﻧﻲ ﻋن
طرﯾﻖ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﺗواﺻﻠﺔ ﺑﻠﻣﺣﺔ ﻋن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل أﯾﺿﺎ.
وﻟم ﺗﻐب ﻋن ذاﻛرﺗﻲ ﻣذﻻت اﻟطﻔوﻟﺔ ﻋدﯾﻣﺔ اﻟﺣﯾﻠﺔ ،ﻓﻘد ﻛﻧت ﻋﻠﻰ دراﯾﺔ وﺣﻧﻖ ﺑﻌﺟزي ﻋن
اﻟﺳﯾر أو اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ذاﺗﻲ ﻓﻲ ﺳﻼﺳﺔ وﯾﺳر .وﻛﺎﻧت أﻣواج اﻟﺗوﺳﻼت ﺗﻌﺗﻣل ﻓﻲ داﺧﻠﻲ ﻋﻧدﻣﺎ
أدرﻛت ﻋﺟزي اﻟﺟﺳﻣﺎﻧﻲ ،واﺗﺧذت ﺣﯾﺎﺗﻲ اﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ اﻟﻘوﯾﺔ ﺗﻌﺑﯾرا ﻧﻔﺳﯾﺎ ﺑﻛﻠﻣﺎت ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻠﻐﺎت .وﻓﻲ ﻏﻣرة اﻟﻛﻼم اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺻطﺧب ﻓﻲ داﺧﻠﻲ ﺗﻌودت أذﻧﺎي ﻋﻠﻰ ﺳﻣﺎع اﻟﻣﻘﺎطﻊ
اﻟﺑﻧﻐﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄھﻠﻲ .وﻣﺎ أوﺳﻌﮫ ﻣن ﻣﺟﺎل ﻟﻌﻘل اﻟطﻔل اﻟذي ﯾﻌﺗﺑره اﻟﻛﺑﺎر ﻣﻧﺣﺻرا ﻓﻲ
اﻟﻠﻌب واﻟﻠﮭو.
وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺟزي اﻟﺟﺳﻣﺎﻧﻲ ﻓﻘد أﺣدﺛتْ ﺛورﺗﻲ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻧوﺑﺎت ﻋدﯾدة ﻣن اﻟﺑﻛﺎء .وإﻧﻧﻲ
ﻷذﻛر اﻟﺣﯾرة اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋن ﺷﻘﺎﺋﻲ ،وﻟﻛن ھﻧﺎك ذﻛرﯾﺎت أﺳﻌد ﺗﺣﺗﺷد ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻲ :ﻛﺗدﻟﯾل
أﻣﻲ ﻟﻲ وﻣﺣﺎوﻻﺗﻲ اﻷوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻧطﻖ اﻟﻌﺑﺎرات وﻣﺷﻲ اﻟﺧطوات اﻟﻘﺻﯾرة .وھذه اﻻﻧﺗﺻﺎرات
اﻷوﻟﻰ واﻟﺗﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻧﺳﻰ ﺳرﯾﻌﺎ ھﻲ اﻷﺳﺎس اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻠﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس.
أﻣﺎ ﺗذﻛﺎراﺗﻲ اﻟﺑﻌﯾدة ﻓﮭﻲ ﻟﯾﺳت ﻓرﯾدة ﻣن ﻧوﻋﮭﺎ ،إذ ھﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﯾوﻏﯾﯾن ﻣﻣن اﺣﺗﻔظوا
ﺑوﻋﯾﮭم اﻟذاﺗﻲ دون اﻻﻧﻘطﺎع اﻟذي ﯾﺣﺻل ﺑﻔﻌل اﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟدراﻣﺎﺗﯾﻛﻲ ﻣن وإﻟﻰ "اﻟﺣﯾﺎة"
و"اﻟﻣوت" .ﻓﻠو ﻛﺎن اﻹﻧﺳﺎن ﺟﺳﻣﺎ ﻻ ﻏﯾر ﻟوﺿﻊ ﻓﻘداﻧﮫ ﻟﻠﺟﺳد ﺣدا ﻓﺎﺻﻼ ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن
إﺣﺳﺎﺳﮫ اﻟذاﺗﻲ .وﻟﻛن إن ﻛﺎن اﻟرﺳل واﻷﻧﺑﯾﺎء ﻋﻠﻰ ﻣر اﻷﺟﯾﺎل ﻗد ﻧطﻘوا ﺻدﻗﺎ ﻓﺈن اﻹﻧﺳﺎن
ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ھو روح ﻏﯾر ﻣﺎدي وﻛﻠﻲ اﻟﺣﺿور.
وذﻛرﯾﺎت اﻟطﻔوﻟﺔ اﻟﺟﻠﯾﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻛوﻧﮭﺎ ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﻓﮭﻲ ﻟﯾﺳت ﻧﺎدرة اﻟﺣدوث ،إذ ﻗد
اﺳﺗﻣﻌت أﺛﻧﺎء ﺗﻧﻘﻼﺗﻲ ﻓﻲ ﺑﻠدان ﻋدﯾدة إﻟﻰ ذﻛرﯾﺎت ﻣوﻏﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘدم ﻣن رﺟﺎل وﻧﺳﺎء ﺻﺎدﻗﯾن.
ﻟﻘد ُوﻟدتُ ﻓﻲ 5ﯾﻧﺎﯾر/ﻛﺎﻧون ﺛﺎﻧﻲ ﺳﻧﺔ ،1893وﻗﺿﯾت اﻟﺳﻧوات اﻟﺛﻣﺎﻧﻲ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﺳﻘط
رأﺳﻲ )ﻏوراﺧﺑور( ﻣن اﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺎﻟﮭﻧد اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺷرﻗﯾﺔ ﻗرب ﺟﺑﺎل اﻟﮭﻣﻼﯾﺎ .ﻟﻘد
ﻛﻧﺎ ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أطﻔﺎل :أرﺑﻌﺔ ﺻﺑﯾﺎن وأرﺑﻊ ﺑﻧﺎت .وﻛﻧت أﻧﺎ )ﻣوﻛوﻧدا ﻻل ﻏوش() (3اﻻﺑن اﻟﺛﺎﻧﻲ
واﻟطﻔل اﻟراﺑﻊ ﻟﻸﺳرة.
أﺑﻲ وأﻣﻲ ﻛﺎﻧﺎ ﺑﻧﻐﺎﻟﯾﯾن ﻣن طﺎﺋﻔﺔ )ﻛﺷﺎﺗرﯾﺎ() .(4وﻛﺎن ﻛﻼھﻣﺎ ﺗﻘﯾﺎ ﺑطﺑﯾﻌﺗﮫ ،وﻟم ﯾﺗﺧذ ﺣﺑﮭﻣﺎ
اﻟﻣﺗﺑﺎدل اﻟﮭﺎدئ اﻟرزﯾن ﻣظﮭرا طﺎﺋﺷﺎ أو ﻣﺳﺗﮭﺗرا ،ﺑل ﻛﺎن اﻟوﻓﺎق اﻷﺑوي اﻟﻛﺎﻣل اﻟﻣﺣور اﻟذي
ﺗدور ﺣوﻟﮫ ﺿوﺿﺎء وﺻﺧب ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أطﻔﺎل.
ﻛﺎن أﺑﻲ ﺑﮭﺎﻏﺎﺑﺎﺗﻲ ﺷﺎران ﻏوش طﯾب اﻟﻘﻠب رﺻﯾﻧﺎ وﺻﺎرﻣﺎ أﺣﯾﺎﻧﺎ .ورﻏم ﺣﺑﻧﺎ اﻟﻛﺑﯾر ﻟﮫ ﻓﻘد
ﻛﻧﺎ ﻛﺄطﻔﺎل ﻧراﻋﻲ ﻣﺟﺎﻻ ﻣن اﻻﺣﺗرام واﻟﺗﺑﺟﯾل .وﻛرﯾﺎﺿﻲ وﻣﻧطﻘﻲ ﺑﺎرع ،ﻓﻘد ﻛﺎن اﻟﻌﻘل
ﯾﺳﯾره ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ .أﻣﺎ أﻣﻲ ﻓﻛﺎﻧت ﻣﻠﻛﺔ اﻟﻘﻠوب ،إذ ﻋﻠﻣﺗﻧﺎ دروس اﻟﺣﯾﺎة ﻋن طرﯾﻖ اﻟﻣﺣﺑﺔ
ﻓﻘط .وﻗد أظﮭر واﻟدي ﺑﻌد وﻓﺎﺗﮭﺎ ﻓﯾﺿﺎ ً ﻣن اﻟﺣﻧﺎن اﻟداﺧﻠﻲ ،إذ ﻻﺣظت آﻧذاك أن ﻧظرﺗﮫ ﻛﺎﻧت
ﺗﺗﺣول أﺣﯾﺎﻧﺎ إﻟﻰ ﻧﻔس ﻧظرة اﻟﻌطف اﻟذي ﻟﻣﺳﻧﺎه ﻓﻲ أﻣﻲ.
وﻓﻲ ﺣﺿرة اﻷم ﺗذوﻗﻧﺎ – ﻧﺣن اﻷطﻔﺎل – اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺣﻠوة واﻟﻣرة ﻟﻸﺳﻔﺎر اﻟﻣﻘدﺳﺔ .ﻓﻘد ﻛﺎﻧت
اﻟواﻟدة ﺗﻐﺗرف ﻣن اﻟﻣﮭﺎﺑﮭﺎراﺗﺎ واﻟراﻣﺎﯾﺎﻧﺎ) (5ﻗﺻﺻﺎ ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﺗﮭذﯾب واﻟﺗﺄدﯾب ،وﻗد ﺳﺎر
اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﻘﺻﺎص ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت ﯾدا ﺑﯾد.
وﻛﻠﻔﺗﺔ اﺣﺗرام ﻧﺣو اﻟواﻟد ﻛﺎﻧت اﻷم ﺗﻠﺑﺳﻧﺎ ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﻌد ظﮭر ﻛل ﯾوم ﻻﺳﺗﻘﺑﺎﻟﮫ ﻋﻧد ﻋودﺗﮫ ﻣن
ﻣﻛﺗﺑﮫ .وﻛﺎن ﻣرﻛزه ﯾﻌﺎدل ﻧﺎﺋب رﺋﯾس ﺳﻛﺔ ﺣدﯾد ﺑﻧﻐﺎل – ﻧﺎﻏﺑور إﺣدى ﻛﺑرﯾﺎت اﻟﺷرﻛﺎت
اﻟﮭﻧدﯾﺔ .وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺳﻔر ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻋﻣﻠﮫ ،ﻓﻘد ﺳﻛﻧت أﺳرﺗﻧﺎ ﻓﻲ ﻣدن ﻋدﯾدة أﺛﻧﺎء طﻔوﻟﺗﻲ.
واﻟدﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻣد ﯾد اﻟﻌون ﻟﻠﻣﻌوزﯾن .وأﺑﻲ ﻛذﻟك ﻛﺎن ﻛرﯾﻣﺎً ،ﻟﻛن اﺣﺗراﻣﮫ ﻟﻠﻘﺎﻧون واﻟﻧظﺎم
ﻛﺎن ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟدﻗﺔ ﻓﻲ ﺻرف اﻟﻣﺎل .وﺣدث ﻣرة أن أﻧﻔﻘت أﻣﻲ ﺧﻼل أﺳﺑوﻋﯾن ﻋﻠﻰ إطﻌﺎم
اﻟﻔﻘراء ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋن دﺧل اﻷب اﻟﺷﮭري ،ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ واﻟدي:
ﻣﻧك ھو أن ﺗﺣﺗﻔظﻲ ﺑﺻدﻗﺎﺗك ﺿﻣن ﺣدود ﻣﻌﻘوﻟﺔ".
"إن ﻛل ﻣﺎ أرﺟوه ِ
ﻟﻛن ھذا اﻟزﺟر اﻟﮭﺎدئ ﻣن اﻟزوج ﻛﺎن ﻣؤﻟﻣﺎ ﻟﻸم .وﺑدون أي ﺗﻠﻣﯾﺢ ﻟﻸطﻔﺎل ﻋن اﻟﺧﻼف
اﺳﺗدﻋت ﻋرﺑﺔ أﺟرة ،وﺧﺎطﺑﺗﻧﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ" :أﺳﺗودﻋﻛم ﷲ .إﻧﻧﻲ ذاھﺑﺔ إﻟﻰ ﻣﻧزل أﻣﻲ".
اﻧﻔﺟرﻧﺎ ﻓﻲ ﻧﺣﯾب ﻣذھل وﻗد ﺷﻌرﻧﺎ ﺑﺣزن ﻋﻣﯾﻖ ،وﻟﻛن ﺧﺎﻟﻧﺎ ﺣﺿر ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب
وھﻣس ﻓﻲ أذن واﻟدي ﻧﺻﯾﺣﺔ ﺳدﯾدة ﻣﻛﺗﺳﺑﺔ وﻻ ﺷك ﻣن ﻛﻧوز اﻷﺟﯾﺎل ،ﻓﻘﺎم اﻟواﻟد
ﺑﺎﺳﺗرﺿﺎء اﻟواﻟدة ﺑﻛﻠﻣﺎت ودﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﺟﻌل اﻟواﻟدة ﺗﺻرف اﻟﻌرﺑﺔ ﺑﺳرور .وﺑذا اﻧﻘﺿﻰ اﻟﻧزاع
اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﻻﺣظﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ﺑﯾن أﺑﻲ وأﻣﻲ .وﻟﻛﻧﻲ أﺗذﻛر ﻧﻘﺎﺷﺎ ذا طﺎﺑﻊ ﻣﻣﯾز ،إذ
اﺑﺗﺳﻣت اﻟواﻟدة ﻗﺎﺋﻠﺔ:
" أرﺟو أن ﺗﻌطﯾﻧﻲ ﻋﺷر روﺑﯾﺎت ﻻﻣرأة ﻣﺳﻛﯾﻧﺔ أﺗت إﻟﯾﻧﺎ ﻟﻠﺗو طﻠﺑﺎ ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدة"
وﻛﺎن ﻻﺑﺗﺳﺎﻣﺗﮭﺎ إﻏراء ﺧﺎص ،ﻓﺄﺟﺎب أﺑﻲ:
"ﻟ َم ﻋﺷر روﺑﯾﺎت؟ روﺑﯾﺔ واﺣدة ﺗﻛﻔﻲ ".ﺛم أردف اﻟواﻟد ﺗﺑرﯾرا ﻟذﻟك:
"ﻋﻧدﻣﺎ ﺗوﻓﻲ واﻟدي وﺟدّي ﻓﺟﺄة ﺗذوﻗت ﻟﻠﻣرة اﻷوﻟﻰ ﻣرارة اﻟﻔﻘر واﻟﺣرﻣﺎن .ﻓﻘد ﻛﺎن
أﻣس
ّ إﻓطﺎري اﻟوﺣﯾد ﻗﺑل اﻟﺳﯾر ﻟﺑﺿﻌﺔ أﻣﯾﺎل ﻣوزة ﺻﻐﯾرة .وﺑﻌد اﻟﺗﺣﺎﻗﻲ ﺑﺎﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻧت ﻓﻲ
اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻣﺎل ﺑﺣﯾث اﺿطررت ﻷن أﻟﺗﻣس اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻣن ﻗﺎض ﺛري ﻛﻲ ﯾﻣﻧﺣﻧﻲ روﺑﯾﺔ واﺣدة
ﻓﻲ اﻟﺷﮭر ،ﻟﻛﻧﮫ رﻓض طﻠﺑﻲ ﻣﻌﺗﺑرا ً اﻟروﺑﯾﺔ ﻣﺑﻠﻐﺎ ً ﻻ ﯾُﺳﺗﮭﺎن ﺑﮫ!"
ﻓﻘﺎﻟت اﻷم ﺑﺑدﯾﮭﺗﮭﺎ اﻟﺣﺎﺿرة" :ﺑﺎﻟﻔﻌل أﻧك ﻣﺎ زﻟت ﺗذﻛر ﺑﻣرارة ﻋدم ﻣﻧﺢ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟك ﺗﻠك
اﻟروﺑﯾﺔ .أﺗرﻏب أﯾﺿﺎ أن ﺗﺣﺗﻔظ ھذه اﻟﻣرأة ﺑﺎﻟذﻛرى اﻟﻣؤﻟﻣﺔ ﻟرﻓﺿك إﻋطﺎءھﺎ اﻟروﺑﯾﺎت
اﻟﻌﺷر اﻟﺗﻲ ھﻲ ﻓﻲ أﻣس اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﮭﺎ؟"
ﻓﺄﺟﺎب اﻷب" :اﻟﺣﻖ ﻣﻌك ".وﺑﺗﻠك اﻹﯾﻣﺎءة اﻟﺧﺎﻟدة ﻣن اﻷزواج اﻟﻣﻐﻠوﺑﯾن ،ﻓﺗﺢ اﻷب ﺣﺎﻓظﺔ
ﻧﻘوده وﻗﺎل" :ﺗﻔﺿﻠﻲ ،ھذه ورﻗﺔ ﻣن ﻓﺋﺔ اﻟﻌﺷر روﺑﯾﺎت .أﻋطﯾﮭﺎ ﻟﺗﻠك اﻟﻣرأة ﻣﻊ دﻋﺎﺋﻲ
ﺑﺎﻟﺧﯾر".
ﻛﺎن اﻟواﻟد ﯾﻣﯾل إﻟﻰ اﻟرد ﺳﻠﺑﺎ ً ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺷروع ﺟدﯾد .وذﻟك اﻟﻣوﻗف اﻟذي اﺗﺧذه ﺗﺟﺎه ﺗﻠك
اﻟﻐرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﺎزت ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ﺑﻌطف أﻣﻲ ﻛﺎن ﻣﺛﺎﻻً ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻔظﮫ وﺣذره اﻻﻋﺗﯾﺎدﯾﯾن .ﻓﻌدم
اﻟﻘﺑول اﻟﻔوري ھو ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗﻛرﯾم ﻟﻣﺑدأ إﻣﻌﺎن اﻟﻧظر واﻟﺗﻔﻛر ﻓﻲ اﻷﻣور .وﻗد وﺟدت أﺑﻲ
ﻣﻌﻘوﻻ داﺋﻣﺎ وﻣﺗزﻧﺎ ﻓﻲ أﺣﻛﺎﻣﮫ .ﻓﻛﻧت إذا ﻣﺎ دﻋﻣت طﻠﺑﺎﺗﻲ اﻟﻣﺗﻌددة ﺑﺣﺟﺔ ﻗوﯾﺔ أو أﻛﺛر وﺿﻊ
ﺑﻐﯾر ﺗردد ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول ﯾدي اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻟﻣرﻏوﺑﺔ ،ﺳواء ﻛﺎﻧت رﺣﻠﺔ أو دراﺟﺔ ﻧﺎرﯾﺔ
)ﻣوﺗوﺳﯾﻛل(.
وﻛﺎن أﺑﻲ ﻣرﺑﯾﺎ ﺻﺎرﻣﺎ ﻷوﻻده ﻓﻲ ﺳﻧﻲ طﻔوﻟﺗﮭم ،إﻻ أن ﻣوﻗﻔﮫ ﺗﺟﺎه ﻧﻔﺳﮫ ﻛﺎن ﻣﺗﺳﻣﺎ
ﺑﺎﻟﺑﺳﺎطﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق واﻟﻛﻼم وﺿﺑط اﻟﻧﻔس وﺑﺎﻟﺣزم واﻟﺟﻠـَد وﺑﺎﻟﺑﻌد ﻋن اﻟﺗرف.
ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻟم ﯾزر اﻟﻣﺳرح أﺑدا ً ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ ،ﺑل ﻛﺎن ﯾﻧﺷد اﻟﺗﺳﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺎت روﺣﯾﺔ
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻓﻲ ﻣطﺎﻟﻌﺔ اﻟﺑﮭﺎﻏﺎﻓﺎد ﻏﯾﺗﺎ) .(6وﻛﺎن ﯾﺗﺣﺎﺷﻰ ﺳﺎﺋر ﺿروب اﻟﺗﺑذﯾر ،ﻓﯾﺳﺗﻌﻣل زوﺟﺎ
واﺣدا ﻣن اﻷﺣذﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺑﻠﻰ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻗﺑل اﺳﺗﺑداﻟﮫ .وﻓﻲ ﺣﯾن اﺑﺗﺎع أﺑﻧﺎؤه اﻟﺳﯾﺎرات ﺑﻌد أن ﻋم
اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ ظل أﺑﻲ ﻗﺎﻧﻌﺎ ﺑﻌرﺑﺔ اﻟﺗروﻟﻲ ﻓﻲ رﻛوﺑﮫ اﻟﯾوﻣﻲ إﻟﻰ ﻣﻛﺗﺑﮫ .أﻣﺎ ﺗﻛدﯾس اﻟﻣﺎل ﻣن أﺟل
اﻟﻧﻔوذ ﻓﻘد ﻛﺎن ﻣﻐﺎﯾرا ﻟطﺑﻌﮫ وطﺑﯾﻌﺗﮫ .وذات ﻣرة ﺑﻌد أن ﻗﺎم ﺑﺗﻧﺳﯾﻖ ﺑﻧك ﻛﻠﻛﺗﺎ اﻟﻣدﻧﻲ أﺑﻰ
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أي ﻣن أﺳﮭم اﻟﺑﻧك ﻣﻛﺎﻓﺄة ﻟﺟﮭوده ،إذ ﻛﺎن ﻣن أﻋظم أﻣﺎﻧﯾﮫ اﻟﻘﯾﺎم ﺑواﺟب وطﻧﻲ
ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎت ﻓراﻏﮫ.
وﺑﻌد ﺑﺿﻊ ﺳﻧوات ﻣن ﺗﻘﺎﻋد اﻟواﻟد ،وﻓد ﻣﺣﺎﺳب إﻧﻛﻠﯾزي إﻟﻰ اﻟﮭﻧد ﻟﻔﺣص دﻓﺎﺗر ﺷرﻛﺔ ﺳﻛﺔ
اﻟﺣدﯾد ﺑﻧﻐﺎل – ﻧﺎﻏﺑور ﻓوﺟد اﻟﻣﻔﺗش اﻟﻣﻧدھش أن أﺑﻲ ﻟم ﯾطﻠب أﯾﺔ ﻣﻛﺎﻓﺄة ﻟﻘﺎء أﻋﻣﺎﻟﮫ
اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ ،وﻗد أﺧﺑر اﻟﻣﺣﺎﺳب اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﻟﻘد ﻗﺎم ﺑﻌﻣل ﺛﻼﺛﺔ رﺟﺎل وﯾﺳﺗﺣﻖ ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻗدره 125000روﺑﯾﺔ )ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل 41250
دوﻻرا( .وأرﺳل أﻣﯾن اﻟﺻﻧدوق ﻷﺑﻲ ﺗﺣوﯾﻼ ﻣﺻرﻓﯾﺎ ﺑﮭذا اﻟﻣﺑﻠﻎ ،ﻓﻠم ﯾﻛﺗرث واﻟدي ﺑﮫ
ﻟدرﺟﺔ أﻧﮫ ﻟم ﯾذﻛر ﻋﻧﮫ ﺷﯾﺋﺎ ﻟﻸﺳرة .وﻋﻧدﻣﺎ ﻻﺣظ أﺧﻲ اﻷﺻﻐر ﺑﺷﻧو ھذه اﻟودﯾﻌﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ
إﺣدى اﻹﻓﺎدات اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ،اﺳﺗﻔﮭم ﻋﻧﮭﺎ ﻣن واﻟدي ﻓﺄﺟﺎﺑﮫ اﻟواﻟد:
"ﻟﻣﺎذا ﻧﺑﺗﮭﺞ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﻣﺎدﯾﺔ؟ إن ﻣن ﯾﺳﻌﻰ ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻘل اﻟﻣﺗزن ﻻ ﯾطرب ﻟﻠﻛﺳب وﻻ ﯾﻛﺗﺋب
ﻟﻠﺧﺳﺎرة؛ ﻓﮭو ﯾﻌﻠم أن اﻹﻧﺳﺎن ﯾﺄﺗﻲ إﻟﻰ ھذه اﻟدﻧﯾﺎ ﺻﻔر اﻟﯾدﯾن وﯾﻐﺎدرھﺎ ﻛذﻟك".
وﻗد ﺗﺗﻠﻣذ واﻟداي ﻓﻲ ﻣﺳﺗﮭل ﺣﯾﺎﺗﮭﻣﺎ اﻟزوﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠم ﺑﻧﺎرس اﻟﻌظﯾم ﻻھﯾري ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ،
ﻓﻌززت ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟروﺣﯾﺔ اﻟﻣزاج اﻟزھدي اﻟﻣﺗرﺳﺦ أﺻﻼ ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ أﺑﻲ .وﻓﻲ إﺣدى اﻟﻣرات
أدﻟت أﻣﻲ ﻷﺧﺗﻲ اﻟﻛﺑرى روﻣﺎ ﺑﮭذا اﻻﻋﺗراف اﻟﻌﺟﯾب" :إن أﺑﺎك وأﻧﺎ ﻧﻌﯾش ﻣﻌﺎ ﻛزوج وزوﺟﺔ
ﻣرة واﺣدة ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ﻓﻘط ﻣن أﺟل إﻧﺟﺎب اﻷطﻔﺎل".
وﻗد ﺗﻌرف واﻟدي ﻋﻠﻰ ﻻھﯾري ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ ﻋن طرﯾﻖ أﺑﯾﻧﺎش ﺑﺎﺑو) (7اﻟﻣوظف ﺑﺳﻛﺔ ﺣدﯾد ﺑﻧﻐﺎل
ﻧﺎﻏﺑور .وﻓﻲ ﻏوراﺧﺑور ﺳﻣﻌت ﻣن أﺑﯾﻧﺎش ﻗﺻﺻﺎ ﻣذھﻠﺔ ﻋن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻘدﯾﺳﯾن اﻟﮭﻧود،
وﻛﺎن دوﻣﺎ ﯾﺧﺗﺗم ﻛل ﻗﺻﺔ ﺑﺗﻣﺟﯾد وﺗﺑﺟﯾل ﻣﻌﻠﻣﮫ اﻟﻔﺎﺋﻖ.
"أﻟم ﺗﺳﻣﻊ ﺑﺎﻟظروف اﻟﺧﺎرﻗﺔ اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺢ ﻓﯾﮭﺎ واﻟدك ﺗﻠﻣﯾذا ﻟﻼھﯾري ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ؟"
ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ أﺻﯾل أﺣد أﯾﺎم اﻟﺻﯾف وأﻧﺎ أﺟﻠس ﻣﻊ أﺑﯾﻧﺎش ﻓﻲ ﻓﻧﺎء ﻣﻧزﻟﻧﺎ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻓﺎﺟﺄﻧﻲ ﺑﮭذا
اﻟﺳؤال اﻟﻣﺣﯾّر .ﻓﮭززت رأﺳﻲ ﺑﺎﺑﺗﺳﺎﻣﺔ وﻛﻠﻲ ﺷوق ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣزﯾد ،ﻓﻘﺎل:
"ﻗﺑل أن ﺗوﻟد ﺑﺳﻧوات ﺳﺄﻟت أﺑﺎك – رﺋﯾﺳﻲ اﻷﻋﻠﻰ – أن ﯾﻣﻧﺣﻧﻲ إﺟﺎزة ﻟﻣدة أﺳﺑوع ﻣن
واﺟﺑﺎﺗﻲ اﻟﻣﻛﺗﺑﯾﺔ ﻛﻲ أﻗﺿﯾﮭﺎ ﻓﻲ زﯾﺎرة ﻣﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ ﺑﻧﺎرس ،وﻟﻛﻧﮫ ﺳﺧر ﻣن ﻓﻛرﺗﻲ وﺳﺄﻟﻧﻲ
ﻗﺎﺋﻼ’ :ھل ﺗرﻏب ﻓﻲ أن ﯾﺳﺗﺣوذ اﻟﮭوس اﻟدﯾﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠك؟ رﻛـّـز اھﺗﻣﺎﻣك ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠك إن
ﻛﻧت ﺗﺑﻐﻲ اﻟﺗﻘدم واﻟﺗرﻗﻲ‘.
"وﺳرت ﻣﻛﺗﺋﺑﺎ إﻟﻰ ﺑﯾﺗﻲ ﻓﻲ طرﯾﻖ ﻣظﻠل ﺑﺎﻷﺷﺟﺎر ﺣﯾث اﻟﺗﻘﯾت ﺑﺄﺑﯾك وﻗد ﺻرف اﻟﺧدم ﻣﻊ
اﻟﻌرﺑﺔ وﺳﺎر ﺑﺟﺎﻧﺑﻲ ﻣﺣﺎوﻻ ﻣواﺳﺎﺗﻲ وﻣوﺿﺣﺎ ﻓواﺋد اﻟﻌﻣل ﻟﺑﻠوغ اﻟﻧﺟﺎح اﻟدﻧﯾوي .وﻟﻛﻧﻲ
أﺻﻐﯾت إﻟﯾﮫ ﺑذھن ﺷﺎرد ،إذ ﻛﺎن ﻗﻠﺑﻲ ﯾردد :ﻻھﯾري ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ ،ﻻ أﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻌﯾش دون
رؤﯾﺗك!
"ﺳرﻧﺎ ﺣﺗﻰ ﺑﻠﻐﻧﺎ ﺣﻘﻼ ھﺎدﺋﺎ ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﺷﻣس اﻷﺻﯾل ﺗﺗوج اﻟﻧﺑﺎت اﻟطوﯾل اﻟﻣﺗﻣﺎوج ،ﻓوﻗﻔﻧﺎ
اﻟﻌظﯾم)(8 ﻧﺗﺄﻣل ذﻟك اﻟﻣﻧظر اﻟراﺋﻊ .وﻓﺟﺄة ﺑزغ ﻓﻲ اﻟﺣﻘل ﻋﻠﻰ ﻗﯾد ﺧطوات ﻣﻧﺎ ﺷﻛ ُل ﻣﻌﻠﻣﻲ
وﻗﺎل ﻣﺧﺎطﺑﺎ أﺑﺎك:
ﻗﺎس ﺟدا ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣوظﻔك‘!
’ﺑﮭﺎﻏﺎﺑﺎﺗﻲ ،إﻧك ٍ
"وﻗد دوى ﺻوﺗﮫ ﻓﻲ آذاﻧﻧﺎ اﻟذاھﻠﺔ ﺛم اﺧﺗﻔﻰ ﺷﻛﻠﮫ ﺑﻧﻔس اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ اﻟﺗﻲ ظﮭر ﺑﮭﺎ.
ﻓﺟﺛوت ﺳﺎﺟدا وأﻧﺎ أھﺗف’ :ﻻھﯾري ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ! ﻻھﯾري ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ،.
"أﻣﺎ أﺑوك ﻓﻘد أﺻﺑﺢ ﻟﺑﺿﻊ ﻟﺣظﺎت ذاھﻼ ﻋدﯾم اﻟﺣرﻛﺔ .ﺛم ﻗﺎل ﺑﻌد ﻟﺣظﺔ:
’أﺑﯾﻧﺎش ،ﺳﺄﺳﻣﺢ ﻟﯾس ﻟك ﻓﻘط ،ﺑل ﻟﻧﻔﺳﻲ أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟذھﺎب إﻟﻰ ﺑﻧﺎرس ﻏدا .ﻓﯾﺟب أن أﺗﻌرف
ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻌظﯾم ﻻھﯾري ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ اﻟذي ﻟﮫ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺳﯾد ذاﺗﮫ ﺑﺈرادﺗﮫ ﻛﻲ ﯾﺗﺷﻔﻊ ﻟك!
وﺳوف أﺻطﺣب زوﺟﺗﻲ وأطﻠب ﻣن ذﻟك اﻟﻣﻌﻠم أن ﯾﻠﻘﻧﻧﺎ ﻣﺑﺎدئ طرﯾﻘﮫ اﻟروﺣﻲ .ﻓﮭل ﻟك أن
ﺗﺄﺧذﻧﺎ إﻟﯾﮫ‘؟
"أﺟﺑﺗﮫ :ﺑﻛل ﺳرور! واﻟﻔرح ﯾﻐﻣر ﻗﻠﺑﻲ ﻟﻼﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻣﻌﺟزة ﺗﻠﺑﯾﺔ ﻟﺻﻠواﺗﻲ وﻟﻠﺗﺣول اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ
اﻟﺳرﯾﻊ ﻟﻸﺣداث .وﻓﻲ ﻣﺳﺎء اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ رﻛﺑت ﻣﻊ أﺑوﯾك اﻟﻘطﺎر إﻟﻰ ﺑﻧﺎرس ،وإذ وﺻﻠﻧﺎ ﺑﻌد
ذﻟك ﺑﯾوم أﺧذﻧﺎ إﺣدى ﻋرﺑﺎت اﻟﻧﻘل ﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ﻣﺎ وﺳرﻧﺎ ﺑﻌدھﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗدام ﻓﻲ أزﻗﺔ ﺿﯾﻘﺔ إﻟﻰ
ﻣﻧزل ﻣﻌﻠﻣﻲ اﻟﻣﻧﻌزل .وإذ دﺧﻠﻧﺎ ﺣﺟرﺗﮫ اﻟﺻﻐﯾرة اﻧﺣﻧﯾﻧﺎ أﻣﺎم اﻟﻣﻌﻠم اﻟذي ﻛﺎن ﻣﺗرﺑﻌﺎ ﻓﻲ
وﺿﻊ اﻟﻠوﺗس اﻻﻋﺗﯾﺎدي وﻗد رﻣش ﻋﯾﻧﯾﮫ اﻟﻧﻔﺎذﺗﯾن ﺛم ﺳددھﻣﺎ ﻧﺣو أﺑﯾك ﻗﺎﺋﻼ’ :ﺑﮭﺎﻏﺎﺑﺎﺗﻲ،
إﻧك ﻗﺎس ﺟدا ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣوظﻔك‘!
"وﻛﺎﻧت ﺗﻠك ﻧﻔس اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ ﻣﻧذ ﯾوﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﻘل اﻟﻣﻌﺷب .ﺛم أﺿﺎف’ :إﻧﻧﻲ
ﻣﺳرور ﻷﻧك ﺳﻣﺣت ﻻﺑﯾﻧﺎش ﺑزﯾﺎرﺗﻲ وأﻧك راﻓﻘﺗﮫ أﯾﺿﺎ ً ﻣﻊ زوﺟﺗك‘.
"وﻟﻔرط ﺳرور أﺑوﯾك ﻓﺄﻧﮫ ﻟﻘﻧﮭﻣﺎ اﻟﺗدرﯾب اﻟروﺣﻲ ﻟﻌﻠم ﻛرﯾﺎ ﯾوﻏﺎ) .(9وﻛﺄﺧوﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻠﻣذة
ﻓﻘد أﺻﺑﺣت وأﺑوك ﺻدﯾﻘﯾن ﺣﻣﯾﻣﯾن ﻣﻧذ ﯾوم اﻟرؤﯾﺎ اﻟﻣﺟﯾدة .وﻗد أﺑدى ﻻھﯾري ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ
اھﺗﻣﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻣوﻟدك .وﺑﻛل ﺗﺄﻛﯾد ﻓﺈن ﺣﯾﺎﺗك ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺣﯾﺎة ذﻟك اﻟﻣﻌﻠم اﻟﻌظﯾم اﻟذي ﻻ ﺗﺧﯾب
ﺑرﻛﺎﺗﮫ أﺑدا".
ﻏﺎدر ﻻھﯾرى ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ ھذا اﻟﻌﺎﻟم ﺑﻌد دﺧوﻟﻲ إﻟﯾﮫ ﺑﻘﻠﯾل .وﻛﺎﻧت ﺻورﺗﮫ اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﻓﻲ إطﺎر
ﻣزﺧرف ﺗزﯾّن دوﻣﺎ ﻣﺣراب أﺳرﺗﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدن اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ دﻋت ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻋﻣل واﻟدي اﻧﺗﻘﺎﻟﻧﺎ
إﻟﯾﮭﺎ .وﻛم ﻣن ﺻﺑﺎح وﻣﺳﺎء ﺟﻠﺳت ﻣﻊ أﻣﻲ ﻧﺗﻌﺑد أﻣﺎم ھﯾﻛل ﻣرﺗﺟل وﻧﻘدم اﻟزھور
اﻟﻣﻐﻣوﺳﺔ ﻓﻲ ﻋﺟﯾﻧﺔ ﺧﺷب اﻟﺻﻧدل اﻟطﯾب اﻟراﺋﺣﺔ ﻣﻊ اﻟﺑﺧور واﻟﻠﺑﺎن إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﺷواﻗﻧﺎ
اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺗﻛرﯾﻣﺎ ﻟﻺﻟوھﯾﺔ اﻟﺗﻲ ظﮭرت ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻻھﯾري ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ.
وﻛﺎن ﻟﺻورﺗﮫ أﺑﻠﻎ اﻷﺛر ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ .وﻛﻧت ﻛﻠﻣﺎ ﺗﻘدم ﺑﻲ اﻟﻌﻣر ﺗطور ﺗﻔﻛﯾري ﺑﺎﻟﻣﻌﻠم .وﻓﻲ
اﻟﺗﺄﻣل ﻛﻧت ﻏﺎﻟﺑﺎ أرى رﺳﻣﮫ اﻟﻔوﺗوﻏراﻓﻲ ﯾﺑرز ﻣن إطﺎره وﯾﺗﻣﺛل ﺑﺷرا ﺳوﯾﺎ ﻣﺗرﺑﻌﺎ أﻣﺎﻣﻲ،
ﺣﺗﻰ إذا ﻣﺎ ﺣﺎوﻟت ﻟﻣس ﻗدﻣﻲ اﻟﺟﺳم اﻟﻣﻧﯾر ﺗﻐﯾّر وﺗﺣول ﺛﺎﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﺻورﺗﮫ .وإذ ﺗﺣوﻟت
اﻟطﻔوﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺷﺑﺎب وﺟدت ﻻھﯾري ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ ﻗد ﺗﺑدل ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻲ ﻣن ﺷﻛل ﻓﻲ إطﺎر إﻟﻰ وﺟود
ﺣﻲ ﻣﺎﻧﺢ ﻟﻼﺳﺗﻧﺎرة اﻟروﺣﯾﺔ .وﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧت أﺗوﺟﮫ إﻟﯾﮫ ﺑﺎﻟدﻋﺎء ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﺷداﺋد أو اﻟﻣﺣن
ﻛﻧت أﺟد ﻓﻲ داﺧﻠﻲ إرﺷﺎده اﻟﻣواﺳﻲ.
ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻛﻧت أﺷﻌر ﺑﺎﻟﺣزن ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن ﻣوﺟودا ﺑﺟﺳﻣﮫ اﻟﻣﺎدي ،وﻟﻛﻧﻲ ﻛﻔﻔت ﻋن ذﻟك
ﺣﯾﻧﻣﺎ أدرﻛت وﺟوده اﻟﻛﻠﻲ .وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﻛﺎن ﯾﻛﺗب ﻟﺗﻼﻣﯾذه اﻟﻣﺗﻠﮭﻔﯾن ﺷوﻗﺎ ﻟرؤﯾﺗﮫ اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
"ﻟﻣﺎذا ﺗﺄﺗون ﻟرؤﯾﺔ ﻋظﺎﻣﻲ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﻧﻲ ﻣﻌﻛم وﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول ﺑﺻرﻛم اﻟروﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟدوام؟"
وﻗد ﺑورﻛت ﺣول اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻣن ﻋﻣري ﺑﺷﻔﺎء ﻋﺟﯾب ﻋن طرﯾﻖ ﺻورة ﻻھﯾري ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ ،وﻗد
ﻋزز ذﻟك اﻻﺧﺗﺑﺎر ﻣن ﯾﻘﯾﻧﻲ وﺿﺎﻋف ﺣﺑﻲ ﻟﮫ .ﻓﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﻧت ﻓﻲ ﻣﻧزل اﻷﺳرة ﻓﻲ إﯾﺷﺎﺑور
ﺑﺎﻟﺑﻧﻐﺎل أﺻﺑت ﺑﺎﻟﻛوﻟﯾرا اﻵﺳﯾوﯾﺔ ،وﻗد ﯾﺄس اﻷطﺑﺎء ﻣن ﺷﻔﺎﺋﻲ .وﺑﺟﺎﻧب ﻓراﺷﻲ وﻗﻔت أﻣﻲ
ﺗﺣﺛﻧﻲ ﺑﻘوة ﻛﻲ أﺗطﻠﻊ إﻟﻰ ﺻورة ﻻھﯾري ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓوق رأﺳﻲ وﺗﻘول" :اﺳﺟد ﻟﮫ
ﺑﻌﻘﻠك ".وﻛﺎﻧت ﺗﻌﻠم أﻧﻧﻲ ﻛﻧت ﺿﻌﯾﻔﺎ ﻟدرﺟﺔ أﻧﻧﻲ ﻟم أﺗﻣﻛن ﻣن رﻓﻊ ﯾدي ﺑﺎﻟﺗﺣﯾﺔ ،ﻓﻘﺎﻟت:
"إﻧك إن أﻋرﺑت ﻋن ﺧﺷوﻋك ورﻛﻌت أﻣﺎﻣﮫ ﻓﻲ روﺣك ﻓﻠن ﺗﻔﻘد ﺣﯾﺎﺗك!"
ﻧظرت إﻟﻰ ﺻورﺗﮫ ﻓرأﯾت ﺑﮭﺎ ﻧورا وھﺎﺟﺎ ﯾﺧطف اﻷﺑﺻﺎر ،ﻏﻣر ﺟﺳﻣﻲ واﻟﻐرﻓﺔ ﻣﻌﺎ .وﻓﻲ
ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ ﺑﺎﻟذات ﻓﺎرﻗﻧﻲ اﻟﻐﺛﯾﺎن واﺧﺗﻔت اﻷﻋراض اﻟﻘوﯾﺔ اﻷﺧرى ﻓﺄﺻﺑﺣت ﺳﻠﯾﻣﺎ ﻣﻌﺎﻓﻰ.
وﻋﻠﻰ اﻟﻔور ﺷﻌرت ﺑﻘوة ﻣﻛﻧﺗﻧﻲ ﻣن اﻻﻧﺣﻧﺎء وﻟﻣس ﻗدﻣﻲ واﻟدﺗﻲ ﺗﻘدﯾرا ﻟﺛﻘﺗﮭﺎ اﻟﻣطﻠﻘﺔ
ﺑﻣﻌﻠﻣﮭﺎ .وﻗد ﺿﻐطت أﻣﻲ ﺑرأﺳﮭﺎ ﻣرارا وﺗﻛرارا ﻋﻠﻰ اﻟﺻورة اﻟﺻﻐﯾرة ﻣرددة:
"أﺷﻛرك أﯾﮭﺎ اﻟﻣﻌﻠم اﻟﻛﻠﻲ اﻟﺣﺿور ﻷن ﻧورك ﻗد ﺟﻠب اﻟﺷﻔﺎء إﻟﻰ وﻟدي!" وﻗد ﺗﺣﻘﻘت إذ ذاك
أن أﻣﻲ ﻗد رأت أﯾﺿﺎ اﻟﺑرﯾﻖ اﻟﺳﺎطﻊ اﻟذي أﺑرأﻧﻲ ﻓورا ﻣن ﻣرض ﻓﺗﺎك ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة.
وﻣن ﺑﯾن أﺛﻣن ﻣﻘﺗﻧﯾﺎﺗﻲ ﻧﻔس ھذه اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﻧﺎوﻟﮭﺎ ﻻھﯾرى ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻟواﻟدي ،وھﻲ
ﺗﺣﻣل ﺧﻔﻘﺔ ﻗدﺳﯾﺔ ﻣﺑﺎرﻛﺔ .وﻟﻠﺻورة ﻗﺻﺔ ﻋﺟﯾﺑﺔ ﺳﻣﻌﺗﮭﺎ ﻣن ﻛﺎﻟﻲ ﻛوﻣﺎر روي اﻟذي ﻛﺎن
أﺧﺎ ً ﻷﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﻠﻣذة.
ﯾﺑدو أن اﻟﻣﻌﻠم ﻛﺎن ﻏﯾر راﻏب ﻓﻲ أن ﺗؤﺧذ ﺻور ﻟﮫ .ﻟﻛن أﺣدھم ﻗﺎم – ﺧﻼﻓﺎ ﻟرﻏﺑﺗﮫ -
ﺑﺎﻟﺗﻘﺎط ﺻورة ﻟﮫ ﻣﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن ﺗﻼﻣﯾذه ﻣن ﺑﯾﻧﮭم ﻛﺎﻟﻲ ﻛوﻣﺎر روي .وﻗد ﺑﮭت اﻟﻣﺻور
ﺣﯾﻧﻣﺎ اﻛﺗﺷف أن ﻟوح اﻟﺗﺻوﯾر اﻟذي ظﮭرت ﻋﻠﯾﮫ ﺻور اﻟﺗﻼﻣﯾذ ﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ وﺳطﮫ ﺳوى ﻓراغ
أﺑﯾض ﺣﯾث ﺗوﻗﻊ اﻟﻣﺻور أن ﯾﺟد ﻣﻼﻣﺢ ﻻھﯾرى ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ .وﻗد ﻧوﻗﺷت ھذه اﻟظﺎھرة ﻏﯾر
اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ.
ﻏﯾر أن ﻏﺎﻧﻐﺎدھﺎر ﺑﺎﺑو اﻟﺗﻠﻣﯾذ واﻟﻣﺻور اﻟﺑﺎرع ﺗﺑﺎھﻰ ﺑﺄن اﻟﺷﻛل اﻟﺷﺎرد ﻟن ﯾﺗﻣﻛن ﻣن
اﻹﻓﻼت ﻣن آﻟﺔ ﺗﺻوﯾره .ﻓﻔﻲ اﻟﺻﺑﺎح اﻟﺗﺎﻟﻲ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣﻌﻠم ﯾﺳﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌده اﻟﺧﺷﺑﻲ ﻓﻲ
وﺿﻊ اﻟﻠوﺗس وﺧﻠﻔﮫ ﺳﺗﺎرة ،أﺗﻰ ﻏﺎﻧﻐﺎدھﺎر ﺑﺂﻟﺔ ﺗﺻوﯾره ،وﺑﻌد اﺗﺧﺎذ ﻛل اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﻼزﻣﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔل ﻟﮫ اﻟﻧﺟﺎح أﺧذ ﻟﮫ – ﺑﻧـ َ َﮭم – اﺛﻧﺗﻲ ﻋﺷرة ﺻورة .ﻟﻛﻧﮫ ﻣرة أﺧرى وﺟد ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ
اﻷﻟواح رﺳم اﻟﺳﺗﺎرة واﻟﻣﻘﻌد اﻟﺧﺷﺑﻲ دون ﺷﻛل اﻟﻣﻌﻠم.
وﺑدﻣوع وﻛﺑرﯾﺎء ﻣﺣطم ﻗﺻد ﻏﺎﻧﻐﺎدھﺎر ﺑﺎﺑو ﻣﻌﻠﻣﮫ .واﻧﻘﺿت ﺳﺎﻋﺎت ﻗﺑل أن ﯾﻘطﻊ ﻻھﯾري
ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ ﺣﺑل اﻟﺳﻛون ﺑﺗﻌﻠﯾﻖ ذي ﻣﻐزى!
"إﻧﻧﻲ روح ،ﻓﮭل ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺟﮭﺎز ﺗﺻوﯾرك اﻟﺗﻘﺎط ﻏﯾر اﻟﻣﻧظور ،اﻟﻛﻠﻲ اﻟوﺟود؟"
أﺟﺎب ﻏﺎﻧﻐﺎدھﺎر ﺑﺎﺑو" :أرى أﻧﮫ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ! وﻟﻛﻧﻧﻲ ﯾﺎ ﺳﯾدي اﻟﻘدﯾس أطﻣﻊ ﻣن ﻛل ﻗﻠﺑﻲ ﻓﻲ
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺻورة ﻟﮭﯾﻛﻠك اﻟﺟﺳﻣﺎﻧﻲ .ﻟﻘد ﻛﺎﻧت رؤﯾﺗﻲ ﻗﺎﺻرة ﻓﻠم أدرك ﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﯾوم أن
اﻟروح اﻹﻟﮭﻲ ﯾﺳﻛن ﺑك ﺑﻛﻠﯾﺗﮫ".
ﻓﻘﺎل ﻻھﯾري ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ" :ﺗﻌﺎل إذا ً ﻓﻲ ﺻﺑﺎح اﻟﻐد ،وﺳﺄﺟﻠس ﺧﺻﯾﺻﺎ ﻟك".
وﺻوب ﺟﮭﺎز ﺗﺻوﯾره .وﻓﻲ ھذه اﻟﻣرة ظﮭر اﻟﺷﻛل اﻟﻣﻘدس ﺟﻠﯾﺎ ً
ّ ﺟﺎء اﻟﻣﺻور ﻣرة أﺧرى
ﻋﻠﻰ اﻟﻠوح دون أن ﺗﺣﺟﺑﮫ اﻷﺳرار اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ .وﻟم ﯾﺟﻠس اﻟﻣﻌﻠم ﻗط ﻟﻠﺗﺻوﯾر ﺑﻌد ذﻟك ،أو
ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻟم أر ﻟﮫ ﺻورة أﺧرى.
وھذه اﻟﺻورة ذاﺗﮭﺎ ﻣﻧﺷورة ﻓﻲ ھذا اﻟﻛﺗﺎب) .(10وﺗﻘﺎطﯾﻊ ﻻھﯾري ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ اﻟوﺳﯾﻣﺔ ذات
اﻟﻘﺎﻟب اﻟﻌﺎم ﻻ ﺗﻧﺑﺊ ﺑﺳﮭوﻟﺔ ﻋن اﻟﺳﻼﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺣدر ﻣﻧﮭﺎ .وﺗﺗﺟﻠﻰ ﻏﺑطﺗﮫ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻓﻲ اﻟوﺻﺎل
اﻹﻟﮭﻲ ﻓﻲ اﺑﺗﺳﺎﻣﺗﮫ اﻟﻣﻠﻐزة .أﻣﺎ ﻋﯾﻧﺎه ﻧﺻف اﻟﻣﻔﺗوﺣﺗﯾن دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اھﺗﻣﺎﻣﮫ اﻟطﻔﯾف ﺑﺎﻟﻌﺎﻟم
اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻓﮭﻣﺎ أﯾﺿﺎ ﻧﺻف ﻣﻐﻠﻘﺗﯾن إﺷﺎرة إﻟﻰ اﺳﺗﻐراﻗﮫ ﻓﻲ اﻟﻐﺑطﺔ اﻟﺑﺎطﻧﯾﺔ .وإذ ﻛﺎن ﻣﺗرﻓﻌﺎ ً
ﻋن اﻹﻏراءات اﻟدﻧﯾوﯾﺔ اﻟزھﯾدة ﻓﻘد ﻛﺎن ﯾﻘظﺎ ﻓﻲ ﻛل اﻷوﻗﺎت ﻟﻠﻣﺷﻛﻼت اﻟروﺣﯾﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﯾن
اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﯾﻘﺻدوﻧﮫ ﻟﻔﺿﻠﮫ وﻛرﻣﮫ.
وﺑﻌﯾد ﺷﻔﺎﺋﻲ ﺑﻔﺿل ﷲ وﺻورة اﻟﻣﻌﻠم رأﯾت رؤﯾﺎ روﺣﯾﺔ ﻣؤﺛرة .ﻓﺈذ ﻛﻧت أﺳﺗوي ﻓوق
ﻓراﺷﻲ ذات ﺻﺑﺎح اﺳﺗﻐرﻗت ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻌﻣﯾﻖ ﻣﺗﺳﺎﺋﻼ:
"ﻣﺎ اﻟذي ﯾﻛﻣن ﺧﻠف ظﻠﻣﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾن اﻟﻣﻐﻣﺿﺗﯾن؟"
اﻛﺗﺳﺣﺗﻧﻲ ﻗوة ھذا اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟدﻗﯾﻖ اﻟﻌﻣﯾﻖ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻔور ﺗﻸﻷت وﻣﺿﺔ ھﺎﺋﻠﺔ ﻣن اﻟﻧور ﻟﺑﺻري
اﻟداﺧﻠﻲ أظﮭرت ﻟﻲ اﻷﺷﻛﺎل اﻟﻣﻘدﺳﺔ ﻟﻘدﯾﺳﯾن ﯾﺗرﺑﻌون ﻣﺗﺄﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﻛﮭوف اﻟﺟﺑﺎل .وراﺣت
ﺗﻣر ﻛﺻور ﺳﯾﻧﻣﺎﺋﯾﺔ ﻣﺻﻐرة ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﻣﺷﻌﺔ وﺳط ﺟﺑﯾﻧﻲ .وھﺗﻔت ﺑﺻوت ﻋﺎل:
"ﻣن أﻧﺗم؟"
ﻓﺟﺎء اﻟﺟواب اﻟﺳﻣﺎوي اﻟذي ﺗﻌﺟز اﻟﻛﻠﻣﺎت ﻋن وﺻﻔﮫ" :ﻧﺣن رﺟﺎل ﷲ :ﯾوﻏﯾو اﻟﮭﻣﻼﯾﺎ".
ﻓﻘﻠت ﻣﺗﻠﮭﻔﺎ:
"آه ﻛم ﺗﮭﻔو ﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠﻣﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﮭﻣﻼﯾﺎ ﻟﻼﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ ﺣﻠﻘﺗﻛم اﻟﻣﺑﺎرﻛﺔ!" وﺗﻼﺷت اﻟرؤﯾﺎ ﻏﯾر
أن اﻷﺷﻌﺔ اﻟﻔﺿﯾﺔ اﻣﺗدت ﻋل ﺷﻛل دواﺋر ﺗزداد اﺗﺳﺎﻋﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺿﺎء اﻟﻼﻧﮭﺎﺋﻲ .ﻓﻘﻠت:
"ﻣﺎ ھذا اﻟﺗوھﺞ اﻟﻌﺟﯾب؟" وﺟﺎء اﻟرد ھﺎﻣﺳﺎ:
ﯾـُطﻠﻖ ﻟﻘب ﻏورو Guruﻓﻲ اﻟﮭﻧد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠم اﻟروﺣﻲ اﻟﻣﺳﺗﻧﯾر .وﺗﺻف اﻟﻔﻘرة 17ﻣن ﻛﺗﺎب اﻟﻐوروﻏﯾﺗﺎ اﻟﻐورو )(1
وﺻﻔﺎ دﻗﯾﻘﺎ وﻣﻼﺋﻣﺎ ﺑﺄﻧﮫ )ﻣﺑدد اﻟظﻼم( .واﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن اﻟﻛﻠﻣﺗﯾن اﻟﺳﻧﺳﻛرﯾﺗﯾﺗﯾن )ﻏو :اﻟظﻼم( و )رو :اﻟذي ﯾﺑدد(.
اﻟﯾوﻏﻲ Yogiھو ﻣﻣﺎرس اﻟﯾوﻏﺎ )اﻻﺗﺣﺎد( :اﻟﻌﻠم اﻟﻘدﯾم ﻟﻠﺗﺄﻣل ﻋﻠﻰ ﷲ .راﺟﻊ اﻟﻔﺻل ) 26ﻋﻠم اﻟﻛرﯾﺎ ﯾوﻏﺎ(. )(2
ﻲ ﻣرﺷدي
ﺗﻐﯾر إﺳﻣﻲ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1915إﻟﻰ ﯾوﻏﺎﻧﻧدا ﺣﯾﻧﻣﺎ اﻧﺧرطت ﻓﻲ ﺳﻠك اﻟﺳواﻣﻲ اﻟﻘدﯾم .وﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1935ﺧﻠﻊ ﻋﻠ ّ )(3
اﻟﻠﻘب اﻟدﯾﻧﻲ )ﺑرﻣﮭﻧﺳﺎ( راﺟﻊ اﻟﻔﺻل 24و اﻟﻔﺻل .42
اﻟﻛﺷﺎﺗرﯾﺎ ھﻲ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟطﺑﻘﺎت اﻟﮭﻧدوﺳﯾﺔ .وھﻲ ﻓﻲ اﻷﺻل طﺑﻘﺔ اﻟﺣﻛﺎم واﻟﻣﺣﺎرﺑﯾن. )(4
اﻟﻘوى اﻟﺧﺎرﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺗﻠﻛﮭﺎ اﻟﻣﻌﻠﻣون اﻟﻌظﻣﺎء ﻣﺷروﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﻼﺛﯾن :ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻌﺟزات. )(8
اﻟﻛرﯾﺎ ﯾوﻏﺎ ھو ﺗدرﯾب ﯾوﻏﻲ ﻟﻘﻧﮫ ﻻھﯾري ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ ﺑﻐﯾﺔ ﺗﮭدﺋﺔ ﻋﺎﺻﻔﺔ اﻟﺣواس وﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣرﯾد ﻋﻠﻰ ﺑﻠوغ اﺗﺣﺎد ﻣﺗزاﯾد )(9
ﺑﺎﻟوﻋﻲ اﻟﻛوﻧﻲ .راﺟﻊ اﻟﻔﺻل .26
) (10راﺟﻊ اﻟﻔﺻل .33إن ﻧﺳﺧﺎ ﻣن ھذه اﻟﺻورة ﺑﺎﻟذات )ﺻورة ﻻھﯾري ﻣﮭﺎﺳﺎﯾﺎ( ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن اﻟﻣﻘر اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ
ﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟذات ﻓﻲ ﻟوس اﻧﺟﻠوس ﺑﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ ،اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة.
ﻓﻲ ﻣظﮭر اﻟﺣﺎﻛم اﻟﻛوﻧﻲ .ﻣن اﻷﺻل )اس( ﯾﺣﻛم ،ﯾﺳود .وﺗﺷﻣل ﻛﺗب اﻟﮭﻧود أﻟف إﺳم ) (11إﺳوارا ھو اﻻﺳم اﻟﺳﻧﺳﻛرﯾﺗﻲ
ﯾﺣﻣل ﻛل ﻣﻧﮭﺎ ﻟوﻧﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻔﻠﺳﻔﯾﺔ .وﷲ ﻓﻲ ﻣظﮭر اﺳوارا ھو اﻟذي ﺗـُﺧﻠﻖ اﻷﻛوان وﺗﻧﺣل ﺑﺈرادﺗﮫ ﻓﻲ أدوار
ﻛوﻧﯾﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ.
) (12ﺗﺷﺗﻖ ﻓﺎﻋﻠﯾﺎت اﻟﺻوت اﻟﻼﻣﺗﻧﺎھﯾﺔ ﻣن اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﺧﺎﻟﻘﺔ )أوم( وھﻲ اﻟﻘوة اﻟﻛوﻧﯾﺔ اﻟﻣﮭﺗزة ﺧﻠف ﺳﺎﺋر اﻟﻘوى اﻟذرﯾﺔ .ﻓﻛل
ﻛﻠﻣﺔ ﯾﺗم اﻟﻧطﻖ ﺑﮭﺎ ﺑﺈدراك ﻧﻘﻲ وﺟﻠﻲ وﺗرﻛﯾز دﻗﯾﻖ وﻋﻣﯾﻖ ﻟﮭﺎ ﻗﯾﻣﺔ ﺗﺟﺳﯾدﯾﺔ .ﻓﺎﻟﺗﻛرار اﻟﺟﮭﯾر أو اﻟﺧﻔﯾض أو اﻟﺻﺎﻣت
ﻟﻠﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻠﮭﻣﺔ ﺛﺑﺗت ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﻧﮭﺞ Coueismوﻓﻲ ﻣﻧﺎھﺞ ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻠﺷﻔﺎء اﻟﻧﻔﺳﺎﻧﻲ .واﻟﺳر ﻓﻲ ذﻟك ﯾﻌود إﻟﻰ
ﺗﺻﻌﯾد أو ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ اﻟﺳرﻋﺔ اﻟﺗﻣوﺟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘل.
No comments:
Post a Comment