You are on page 1of 4

‫ﻣﺣﺎﺿرات اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﺣدة ﻣدﺧل اﻟﻰ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﯾﺳﺎﻧس اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ‬

‫اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‬

‫د زﯾﻨﺐ ﺑﻌﻠﻮج‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻷوﻟﻰ أھﻣﯾﺔ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس‬
‫ﺗﻛﻣن أھﻣﯾﺔ دراﺳﺔ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ و ﻓﮭﻣﮫ وﻣﺣﺎوﻟﺔ إﺣداث اﻟﺗﻐﯾﯾر‬
‫واﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻣطﻠوب ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺳﻠوك أي ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟظواھر اﻟﻣراد ﻓﮭﻣﮭﺎ ودراﺳﺗﮭﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ وراء ﺣدوﺛﮭﺎ و ﺗﺑرز أھﻣﯾﺔ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻣن ﺧﻼل ﺟﺎﻧﺑﯾن‬
‫ھﻣﺎ ‪:‬‬
‫اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧظري‪ :‬ﯾدرس ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻓﻲ ﺟواﻧﺑﮫ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟظواھر اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻷﻧﻣﺎط اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗظﮭر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﻔرد ﺑﻐرض اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﺑﺎدئ‬
‫واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ ظﮭور ظﺎھرة ﻣﻌﯾﻧﺔ و آﻟﯾﺔ و ﻛﯾﻔﯾﺔ ظﮭورھﺎ‪.‬‬
‫اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ‪ :‬ﯾُوظّف ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻣن ﺧﻼل اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾّﺔ ﻟﮫ اﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﻘواﻧﯾن‬
‫اﻟﻧظرﯾّﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗوﺟﯾﮫ‪ ،‬واﻟﺗﺣﻛّم ﺑﺎﻟﺳﻠوﻛﯾّﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وﺗﻐﯾﯾرھﺎ ﻧﺣو اﻷﻓﺿل‪ ،‬وﯾُﺻﻣّم‬
‫ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر واﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺗﻣﯾﯾز اﻟﺳﻠوﻛﯾّﺎت اﻟﺳوﯾّﺔ ﻋن اﻟﺳﻠوﻛﯾّﺎت‬
‫اﻟﺷﺎذة‪ ،‬أي اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك إذا ﻛﺎن ﺳوﯾّﺎً أو ﻏﯾر ﺳوي‪.‬‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪ :‬أھداف ﻋﻠم اﻟﻧﻔس‬
‫ﯾﮭدف ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻛﺷﺄن أﻏﻠب اﻟﻌﻠوم اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أھداف ھﻲ اﻟﻔﮭم و‬
‫اﻟﺗﻧﺑؤ و اﻟﺿﺑط‬
‫‪.1‬اﻟﻔﮭم ‪ :‬ﯾﮭدف ﻋﻠم اﻟﻧﻔس إﻟﻰ ﺗﻔﺳﯾر و ﻓﮭم اﻟﺳﻠوك و اﻻﺳﯾﺎي اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ظﮭوره ‪ ،‬و‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﻣﻛن ﻣن ﻓﮭم آﻟﯾﺔ ﺣدوث اﻟﺳﻠوك ﺑﺣﯾث ﯾﺳﺎﻋد اﻟﻔﮭم ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﺗﻔﺳﯾرات اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‬
‫ﻟﻠظواھر اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ .2‬اﻟﺿﺑط ‪ :‬ﯾﺳﻌﻰ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﮭم ﺳﻠوك و ﻣﻌرﻓﺔ أﺳﺑﺎﺑﮫ‬
‫إﻟﻰ ﺿﺑط ھذا اﻟﺳﻠوك و اﻟﺗﺣﻛم ﺑﮫ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺛﯾرات و ارﺗﺑﺎطﺎﺗﮭﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺎت‬
‫اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أي ﻣﻌرﻓﺔ زﻣن ﺣدوث اﻟﺳﻠوك و اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ‬
‫اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟظﺎھرة ﻣﻌﯾﻧﺔ و ﻣدى ﺗﺄثيرھﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻷﺧرى ‪.‬‬
‫‪. 3‬اﻟتﻧﺑؤ‪ :‬ﯾﻘوم ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑزﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ظﮭور اﻟﺳﻠوك و ﺗوﻗﻊ ﺣدوﺛﮫ ‪ ،‬أي‬
‫وﺿﻊ اﻻﻓﺗراﺿﺎت ﻟظﮭور ﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺣدوث ﺑﻌض اﻟﻣﺛﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗؤدي‬
‫ﺑدورھﺎ إﻟﻰ ظﮭور اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ‪ :‬ﺧطوات اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس‬
‫ﻟﻛل ﻋﻠم ﻣن اﻟﻌﻠوم ﻣﻧﺎھﺞ ﺑﺣث ﺗﺧﺻﮫ ﺗﺧﺿﻊ ﺑوﺟﮫ ﻋﺎم ﻟﻠﻣﻧﮭﺞ اﻟﻌﻠﻣﻲ وﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻟﮫ‬
‫طراﺋق و ﻣﻧﺎھﺞ ﺗﻣﯾزه ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻠوم ﻧﺳﺗﻌرﺿﮭﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ 1‬ﺧطوات اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس‬
‫ﻋﻧد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺑﺣث ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻋﻠﯾﻧﺎ إﺗﺑﺎع اﻟﺧطوات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﺗﺣدﯾد ﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث‬

‫ﺗﺣدﯾد إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﺣث‬


‫ﺗﺣدﯾد اﻟﻔروض‬
‫ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﯾﻧﺔ‬

‫ﺗﺣدﯾد أدوات اﻟﺑﺣث‬


‫اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‬
‫ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‬
‫‪2‬اﻟﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس‬

‫ﯾﻌﺗﻣد اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻧﺎھﺞ اﻟﺑﺣﺛﯾﺔ ﻧذﻛر ﺑﻌض ﻣﻧﮭﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‬
‫اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﺗﺗﺑﻌﻲ‪:‬‬
‫ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗﺗﺑﻊ ظﺎھرة ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺧﻼل اﻟﻣراﺣل اﻟﻌﻣرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ و ﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣب ھذا اﻟﻧﻣو‬
‫ﻣن ﻣﺷﻛﻼت ﻧﻔﺳﯾﺔ أو ﺗﺗﺑﻊ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟدى اﻷطﻔﺎل ذوي اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﺿطرب أو‬
‫اﻟﻌدواﻧﻲ أو ﺗﺗﺑﻊ ﺣﺎﻟﺔ ﻣرﯾض ﺧﻼل ﻣراﺣل ﺣﯾﺎﺗﮫ‪ ،‬وﯾﺗطﻠب ھذا اﻟﻣﻧﮭﺞ ﺻﺑرا طوﯾﻼ ﻣن‬
‫اﻟﺑﺎﺣث ﻷﻧﮫ ﯾﺳﺗﻐرق ﻣدة طوﯾﻠﺔ ﻣن اﻟزﻣن ‪.‬‬
‫اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻻﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻲ‬
‫ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﺗﺷﺧﯾص وﻋﻼج اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن اﺿطراﺑﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ أو ﺧﻠﻘﯾﺔ أو‬
‫ﻣﺷﻛﻼت ﺳوء اﻟﺗواﻓق وأھم اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻧﮭﺞ دراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﺔ واﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ‬
‫وﻏﯾرھﻣﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫ﯾﺳﺗﺧدم ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس و ﺑواﺳطﺗﮫ ﻧﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‬
‫واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت و ﯾﺗﻌدى ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت إﻟﻰ رﺑطﮭﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺿﮭﺎ و ﻣﻌرﻓﺔ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ‬
‫ذﻟك أي ھذه اﻟظﺎھرة‬
‫اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ‬
‫ھو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات واﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺧذھﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﻣن أﺟل ﺗوﻓﯾر اﻟظروف اﻟﻼزﻣﺔ‬
‫ﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻐﯾرات واﻟﺗﺟرﺑﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﺧﺑرﯾﺔ أو ﺗﺟرﺑﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟراﺑﻌﺔ ‪ :‬ﻣدارس ﻋﻠم اﻟﻧﻔس‬


‫ھﻧﺎك ﻋدة ﻣدارس ﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺣﯾث ﻧظرﺗﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻌواﻣل واﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻔﺳر اﻟظواھر اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وھﻲ‪:‬‬
‫‪1-‬اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺗﺣﺎول ھذه اﻟﻣدرﺳﺔ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺳﻠوك ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ ﺗﺄﺛﯾر اﻟدﻣﺎغ واﻟﺟﮭﺎز اﻟﻌﺻﺑﻲ‬
‫واﻟﮭرﻣوﻧﺎت ﻋﻠﻰ ﺳﻠوك اﻟﻔرد ﻓﺄﺻﺣﺎب ھذا اﻻﺗﺟﺎه ﯾرون أن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺟري داﺧل اﻟﺟﺳم واﻟدﻣﺎغ ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻛﯾر اﻟﻔرد وﻣﺷﺎﻋره وﻣزاﺟﮫ وأﻣﺎﻟﮫ‬
‫وﺳﻠوﻛﮫ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻓﮭم ﯾرون اﻧﮫ ﯾﺟب دراﺳﺔ وظﺎﺋف اﻟدﻣﺎغ واﻟﺟﮭﺎز اﻟﻌﺻﺑﻲ ﻟﻛﻲ ﻧﻔﮭم‬
‫اﻟﺳﻠوك وﻻ ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﻓﮭم اﻟﺳﻠوك دون ﻓﮭم اﻟﺟﺳم ‪.‬‬
‫‪2-‬اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ‪:‬‬
‫ﯾرى أﺗﺑﺎع ھذه اﻟﻣدرﺳﺔ أن اﻟﺳﻠوك ھو ﻣوﺿوع ﻋﻠم اﻟﻧﻔس وذﻟك ﻷﻧﻧﺎ ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﻣﻼﺣظﺗﮫ‬
‫ودراﺳﺗﮫ دراﺳﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺛﯾرات اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك وھو ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛونً‬
‫ﻣﻛﺗﺳب أو ﻣﺗﻌﻠـم ﻣﺛل اﻟﻛﺗﺎﺑـﺔ واﻟﻣﺷﻲ‪،‬أﻣﺎ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﻓﻼ ﯾدرﺳﮭﺎ وذﻟك ﻷﻧﮫ‬
‫ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﮭﺎ‪،‬ﻛﻣﺎ أﻛدت ھذه اﻟﻣدرﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﯾن اﻟﻣﺛﯾر واﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ وذﻟك ﻻن‬
‫اﻟﺳﻠوك ھو اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت ﻟﻣﺛﯾرات ﯾﺗﻌرض ﻟﮭﺎ اﻟﻛﺎﺋن اﻟﺣﻲ ﻣﺛﺎل ذﻟك ﺗﻌرض طﻔل ﻟﻣﺛﯾر اﻷﻟم‬
‫ﯾودي إﻟﻰ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﺑﻛﺎء‪ ،‬وﺗرى أن اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﻌﻘد ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻرﺗﺑﺎطﺎت ﺑﯾن‬
‫ﻣﺛﯾرات واﺳﺗﺟﺎﺑﺎت وﯾﻣﻛن ﺗﺟزﺋﺗﮫ وﺗﺣﻠﯾل ﻣﺛﺎل إن ﺗﺣﻔظ ﻗﺻﯾدة ﺷﻌر ﻓﺄﻧك ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﺟزأ‬
‫اﻟﻘﺻﯾدة إﻟﻰ أﺑﯾﺎت ﺗﺣﻔظﮭﺎ‬
‫‪3-‬اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ‬
‫ظﮭرت اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻛرد ﻓﻌل ﻋﻠﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ أھﻣﻠت دور اﻟﻣﻌرﻓﺔ‬
‫واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠوك ﻓﮭﻲ ﺗرى أن اﻟﻔرد ﻟﯾس ﻣﺳﺗﺟﯾب ﺳﻠﺑﻲ ﻟﻠﻣﺛﯾرات اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ وإﻧﻣﺎ‬
‫ھو ﯾﻔﻛر وﯾﻔﺳر وﯾﺟري اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﻗﺑل أن ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﻠﻣﺛﯾر وﺗﺗﻔق ﻣﻊ‬
‫اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺣول أھﻣﯾﺔ دراﺳﺔ اﻟﺳﻠوك وﯾﺷﺑﮫ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس اﻟﻣﻌرﻓﯾﯾون اﻟﻌﻘل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﺑﺟﮭﺎز‬
‫اﻟﺣﺎﺳوب ﻓﺎﻟﻔرد ﯾﺗﻌرض ﻟﻣﺛﯾرات ﻣن اﻟﺑﯾﺋﺔ وھذه اﻟﻣﺛﯾرات ﺗﺷﻛل اﻟﻣدﺧﻼت وﯾﺟري ﻋﻠﯾﮭﺎ‬
‫ﻋدد ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ وﯾﺗم ﻧﻘل ﺑﻌض اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت إﻟﻰ اﻟذاﻛرة اﻟﻘﺻﯾرة اﻟﻣدى ﺣﯾث‬
‫ﺗﺗﻌرض إﻟﻰ ﻋدد ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺎت ﻣﺛل اﻟﺗﻌرف واﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ واﻟﺗﻔﺳﯾر ﺛم ﯾﺗم اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﻣﺛﯾر أو‬
‫ﺗﺧزﯾن ﻣﺧرﺟﺎت اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻓﻲ اﻟذاﻛرة طوﯾﻠﺔ اﻟﻣدى‬
‫‪4-‬ﻣدرﺳﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ‬
‫أﺳس ھذه اﻟﻣدرﺳﺔ ﻋﺎﻟم اﻟﻧﻔس اﻟﻧﻣﺳﺎوي ﺳﯾﺟﻣوﻧد ﻓروﯾد ﺣﯾث أﻛدت ﻋﻠﻰ دور اﻟﺧﺑرات‬
‫واﻟدواﻓﻊ اﻟﻼﺷﻌورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣرك اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ وھﻲ ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻣدى ﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗذﻛرھﺎ وھذا دﻋﺎه إﻟﻰ ﺗﻘﺳﯾﻣﮭﺎ إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻓﮭﻧﺎك ﻣﺳﺗوى اﻟﺷﻌور وﯾﺷﯾر إﻟﻰ‬
‫اﻟذﻛرﯾﺎت واﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﯾﺳﮭل ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد ﺗذﻛرھﺎ ‪،‬وھﻧﺎك ﻣﺳﺗوى ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﺷﻌور وﯾﺷﯾر إﻟﻰ‬
‫اﻟذﻛرﯾﺎت واﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﯾﺻﻌب ﺗذﻛرھﺎ وﻟﻛن ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻔرد أن ﯾﺗذﻛرھﺎ ﺑﺷﻲ ﻣن اﻟﺟﮭد‪،‬‬
‫وھﻧﺎك ﻣﺳﺗوى اﻟﻼﺷﻌور وﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻣﺟﻣل اﻷﻓﻛﺎر واﻟرﻏﺑﺎت واﻟﻣﺧﺎوف اﻟﻣﻛﺑوﺗﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﻋﻣل اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ ﻛﺑﺗﮭﺎ وإﺑﻌﺎدھﺎ ﻋن ﻣﺟﺎل اﻟﺷﻌور أو اﻟوﻋﻲ وذﻟك ﻻن ﺗذﻛرھﺎ ﯾﺳﺑب ﻟﮫ‬
‫اﻟﻘﻠق واﻟﺗوﺗر‬
‫‪5-‬اﻟﻣدرﺳﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‬
‫ﺗرﻛز اﻟﻣدرﺳﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺟواﻧب اﻟﻘوة ﻋﻧد اﻹﻧﺳﺎن ﻓﮭﻲ ﺗﻧظر إﻟﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ﯾﺗﻣﺗﻊ‬
‫ﺑﺎﻹرادة اﻟﺣرة واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات واﻧﮫ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ وﺳﻠوﻛﮫ‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﮭو ﻟﯾس أﺳﯾرا ﻟﻠﻣﺛﯾرات اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ أو اﻟدواﻓﻊ اﻟﻼﺷﻌورﯾﺔ ‪،‬وﺗرى أن اﻟداﻓﻊ اﻷﺳﺎﺳﻲ‬
‫ﻋﻧد اﻹﻧﺳﺎن ھو اﻟﻧزﻋﺔ إﻟﻰ اﻟﻧﻣو وﺗﺣﻘﯾق اﻟذات ﻓﺎﻹﻧﺳﺎن داﺋم اﻟﺑﺣث ﻋن اﻷﻋﻣﺎل‬
‫واﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋده ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﺑق طﺎﻗﺎﺗﮫ إﻟﻰ أﻗﺻﻰ ﻣدى ﻣﻣﻛن وﻗد ﯾﺗﻌرض اﻟﻔرد إﻟﻰ‬
‫اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻌوﻗﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ إﻻ أن ﻧزﻋﺗﮫ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﺑﻘﻰ ھﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟذات‪.‬‬

You might also like