Professional Documents
Culture Documents
( )
د .منال بن شيخ
جامعة فرحات عباس سطيف – 1الجزائر-
manoula1988@yahoo.fr
*******
ملخص:
هدفت هذه الدراسة إلى إبراز آليات نقل املخاطر في شركات التأمين على األشخاص؛ وذلك من
خالل التعرف على أهم املخاطر التي تتعرض لها هذه األخيرة وما هي البدائل املتاحة أمامها لنقل
مخاطرها ؛ سواء كانت آليات تقليدية –إعادة التأمين -؛ أو آليات حديثة –التوريق -وأيهما أفضل .
وقد بينت الدراسة أن لكل آلية خصائصها ومميزاتها؛ فالتوريق يعتبر مخطط بديل إلعادة التأمين في
حالة املخاطر الكارثية؛ وفي نفس الوقت يعتبر مكمل له في كثير من الحاالت ،وبتالي يجب على شركة
التأمين اختيار البديل األفضل حسب احتياجاتها وحسب املخاطر التي تواجهها.
الكلمات املفتاحية :شركات التأمين؛ تأمينات األشخاص؛ إعادة التأمين ؛ التوريق.
Abstract:
The objective of this study is to highlight the risk transfer mechanisms in the
insurance companies by identifying the most important risks to which they are
exposed and what alternatives are available to them to transfer their risks, whether
traditional mechanisms - reinsurance - or modern mechanisms - securitization -
Best . Valuation is an alternative scheme for reinsurance in the event of
catastrophic risks; at the same time it is complementary in many cases, and as a
result the insurance company must choose the best alternative according to its
needs and the risks it faces.
key words: Insurance companies; person insurance; reinsurance; securitization
مقدمة:
تتعرض شركات التأمين على األشخاص ملخاطر متعددة؛ وذلك باعتبارها مؤسسة مالية من
جهة وبالتالي تتعرض ملختلف املخاطر التي تتعرض لها املؤسسات املالية؛ ومن جهة أخرى الطابع
الخاص الذي يميزها عن غيرها من املؤسسات املالية؛ والذي يميزها أيضا عن غيرها من شركات
التأمين .وعليه فهي تسعى ملواجهة هذه املخاطر لضمان الوفاء بالتزاماتها وتحقيق ربح مناسب يمكنها
من االستمرار والبقاء ،دون التعرض للمشاكل .حيث توجد عالقة ترابط وتداخل بين مختلف
املخاطر التي تتعرض لها شركات التأمين عل األشخاص؛ حيث بمجرد التعرض ملخاطرة ما ،يمكن أن
يؤدي ذلك بالشركة إلى مخاطر أخرى أي تحقق مخاطرة ما ،يكون في نفس الوقت سببا لتحقق
مخاطرة أخرى.
ومن أهم اآلليات التي تسمح لشركات التأمين بنقل املخاطر هي إعادة التأمين؛ فهذه األخيرة
كانت وال زالت تمثل أهم بدائل نقل املخاطر؛ لكن مع التطورات السريعة وزيادة حجم املخاطر
أصبحت هذه اآللية عاجزة أمام املخاطر الكارثية؛ فظهرت الحاجة إلى آلية جديدة أكثر حداثة
ومالئمة لهذه املخاطر .وهذا ما وفر االبتكار املالي والذي انجر عنه ظهور التوريق كآلية حديثة لنقل
املخاطر من شركات التأمين إلى السوق املالي؛ والذي بدوره مكن شركات التأمين من مواجهة املخاطر
بشكل أفضل.
إشكالية البحث :من خالل ما سبق تنبثق اإلشكالية و املتمثلة في :ما مدى فعالية التوريق في نقل
املخاطرفي شركات التامين على األشخاص؟
وتتفرع عنها التساؤالت التالية:
-ما هي أنواع املخاطر التي تتعرض لها شركات التأمين على األشخاص؟
-ما هي البدائل املتاحة لنقل املخاطر في شركات التأمين على األشخاص؟
-وهل يعتبر التوريق بديل إلعادة التأمين؟
فرضية البحث :لإلجابة على التساؤالت املطروحة و ملعالجة املوضوع تم االعتماد على:
الفرضية الرئيسية :تلجأ شركات التأمين على األشخاص إلى مجموعة من اآلليات التقليدية والحديثة
لنقل مخاطرها وذلك حسب احتياجاتها وحسب املخاطر التي تواجهها.
الفرضيات الفرعية:
-تواجه شركات التأمين على األشخاص مجموعة من املخاطر تختلف عن باقي املخاطر التي تواجهها
املؤسسات األخرى؛
-إعادة التأمين والتوريق أهم آليات نقل املخاطر في شريكة التأمين على األشخاص؛
340
بدائل نقل املخاطرفي شركات التأمين على األشخاص
-يعتبر التوريق بديل فعال إلعادة التأمين وبتالي يمكن لشركات التأمين االستغناء عن إعادة التأمين.
أهمية الدراسة :تكتس ي هذه الدراسة أهميتها من اهتمام الباحثين املتزايد بالبحث عن مواكبة
التطورات ومسايرة مختلف املستجدات في القطاع املالي؛ ال سيما في مجال نقل املخاطر وإيجاد آليات
حديثة ملواجهتها؛ كما تتجسد أهمية هذا البحث في تسليط الضوء على قطاع مهم وهو تأمينات
األشخاص والتعرف على البدائل املتاحة لتحويل املخاطر ومحاولة املقارنة بينها والتعرف على البديل
األفضل.
أهداف الدراسة :نطمح من خالل دراستنا هذه بالدرجة األولى إلى إبراز أهم اآلليات املتاحة لنقل
املخاطر التي تواجه شركات التأمين على األشخاص؛ وتسعى هذه الدراسة إلى تحقيق األهداف التالية:
-التعرف على مفهوم شركات التأمين على األشخاص؛ وتسليط الضوء على أهم املخاطر التي
تواجهها؛
-تقييم مدى نجاح آليات نقل املخاطر الحديثة (التوريق) مقارنة باآلليات التقليدية (إعادة
التأمين)؛
-لفت االنتباه إلى أهم املخاطر التي يمكن أن تنجر عن البدائل الحديثة.
لدفع التعويضات للمؤمن لهم أو املستفيدين عند تحقق األخطار املؤمن ضدها ،وتغطية نفقات
مزاولة النشاط التأميني ،وتحقيق ربح مناسب".1
"-هي نوع من املؤسسات املالية التي تمارس دورا مزدوجا؛ فهي شركة للتأمين تقدم الخدمة التأمينية
ملن يطلبها ،كما أنها تقوم بتحصيل األموال من املؤمن لهم في شكل أقساط؛ لتعيد استثمارها بغرض
تحقيق عوائد"2
وعليه فشركات التأمين هي مؤسسة مالية تقوم بدور مزدوج؛حيث تقدم خدمة التأمين ملن
يطلبها مقابل تلقي أقساط من املؤمن لهم ،إذن هي أداة تأمين ،كما أنها تقوم باستثمار األقساط
املتحصل عليها من املؤمن لهم نيابة عنهم مقابل عائد؛ وهذا بغرض توفير األموال الالزمة لدفع
التعويضات للمؤمن لهم أو املستفيدين عند تحقق الخطر املؤمن ضده ،وتغطية نفقات مزاولة
النشاط التأميني وتحقيق ربح.
الفرع الثاني :مفهوم التأمين على األشخاص
إن التأمين على األشخاص يمثل جميع عمليات التأمين التي يكون لحياة اإلنسان دخل فيها،
أي أن الخطر املؤمن منه يكون متعلقا بحياة اإلنسان ،فهو يوفر حماية اإلنسان ومن يساعدهم
ماديا من األخطار املختلفة التي تؤدي إلى تخفيض أو انعدام قدرة اإلنسان على العمل واإلنتاج.
-1نشأة وتطور التأمين على األشخاص :يذكر املؤرخون أن أول صور الـتأمين على األشخاص كانت
على حياة الربان واملالحين ،حيث كان أصحاب السفن يؤمنون على حياة ربان السفينة واملالحين
خالل مدة الرحلة(سنة أو أقل) .ويذكر أن أول وثيقة تأمين على الحياة كانت في انجلترا (لندن) عام
3851أصدرها املؤمن ريتشارد مارتن على حياة املؤمن عليه وليم جيبونز .ويعتبر عام 3671نقطة
تحول في تاريخ التأمين على الحياة،حيث قامت جمعية التكافؤ للتأمين على الحياة بإنجلترا بتحصيل
أقساط التأمين تبعا لعمر املؤمن على حياته باالعتماد على جداول الحياة ( )Life Tablesكأساس
لحساب األسعار وتحديد القسط.3
وبظهور الثورة الصناعية زاد الطلب على وثائق التأمين على الحياة بسبب ظهور الطبقة املتوسطة
وزيادة عدد العمال؛ وبذلك ظهر التأمين على الحياة الصناعي( ،)Industrial Life Assuranceولقد
كانت أقساط التأمين تدفع طوال حياة الفرد (املؤمن له) ويدفع مبلغ التأمين عند وفاته .وتطور
التأمين ملقابلة رغبات األفراد ومطالبهم فظهر التأمين املختلط على أن تحدد مدة التأمين ويستحق
مبلغ التأمين في نهاية املدة إذا ظل الفرد على قيد الحياة أو توفي خالل مدة التأمين ،وعرف التأمين
على الحياة في أمريكا قبل عام .3681
342
بدائل نقل املخاطرفي شركات التأمين على األشخاص
-0تعريف التأمين على األشخاص :قبل التطرق إلى تعريف التأمين على األشخاص؛ سنتعرف أوال
على تعريف التأمين من بعد ذلك نعرض أهم التعريفات التأمين على األشخاص .فالتأمين أحد
وسائل مواجهة الخطر ،ولو ال وجود الخطر لم يوجد التأمين ،وقد تعددت التعريفات التأمين نذكر
منها التعريف التالي:
التأمين":هو اتفاق يلتزم بمقتضاه الطرف األول (املؤمن) Insurerأن يؤدي إلى الطرف الثاني (املؤمن
له) insuredأو املستفيد Beneficiaryالذي اشترط التأمين لصالحه مبلغا من املال أو إيرادا أو مرتبا
أو أي عوض مالي آخر (مبلغ التأمين) Sum Insuredفي حال وقوع الحادث أو تحقق الخطر Risk
املبين بالعقد وذلك مقابل قسط Premiumأو أي دفعة مالية أخرى يؤديها املؤمن له للمؤمن.4
بعد عرض التأمين سنحاول اآلن تعريف التأمين على األشخاص:
"-عقد يغطي الخسائر املالية التي تنتج عن تحقق أي من أخطار الحياة .فنجدها تغطي حوادث بلوغ
أرذل العمر كما تغطي حوادث قصر العمر ،كما تغطي تلك الحوادث التي تقع لألشخاص في مجال
حياتهم مثل الزواج أو دخول الجامعة أو بلوغ عمر محدد أو الوفاة أو غيرها من حوادث الحياة"5
"-اتفاق بين طرفين يتعهد فيه الطرف األول( املؤمن أو شركة التأمين) بأن يدفع للطرف
الثاني(املؤمن له أو مؤمن عليه أو املستفيد) مبلغا من املال مرة واحدة أو يدفع بصفة دورية عند
تحقق حادث معين يتعلق بحياة شخص أو عدة أشخاص معينين خالل مدة محددة في مقابل أن
يدفع الطرف الثاني للطرف األول قسطا(أقساط سنوية أو شهرية أو ) ...وتكون قيمة القسط أقل
من مبلغ التأمين".6
أما املشرع الجزائري فقد عرف تأمينات األشخاص على النحو التالي":هي اتفاقية احتياط بين
املؤمن له واملؤمن ،ويلتزم بموجبه بأن يدفع للمكتتب أو املستفيد املعين مبلغا محددا ،في حالة
تحقق الحادث أو عند حلول األجل املنصوص عليه في العقد ،ويلتزم املكتتب بدفع األقساط حسب
جدول استحقاق متفق عليه"7
من خالل التعريفات السابقة نستنتج أن تأمين على األشخاص يشمل التأمين ضد األخطار التي
يتعرض لها األشخاص والتي تصيبهم مباشرة في حياتهم أو صحتهم ،حيث يكون الشخص هو موضوع
التأمين ويرتبط به مباشرة الخطر املؤمن ضده كالتأمين ضد املرض أو الحوادث الشخصية .وبتالي
فهو عقد يكتتب بين املكتتب واملؤمن ،يلتزم بواسطته املؤمن بدفع مبلغ محدد للمؤمن له أو
املستفيد في حالة وقوع الحدث (موت املؤمن عليه؛ مرضه أو عدم كفاية الدخل أو خالل فترة
التعاقد ،في حين يلتزم املكتتب بدفع أقساط حسب جدول استحقاق متفق عليه.
343
د.منال بن شيخ
-3أنوع التأمين على األشخاص :يتناول التأمين على األشخاص كل أنواع التأمين املتعلقة بشخص
املؤمن له ،وهناك أنواع عديدة تتمثل أهمها في التأمين على الحياة وهو األكثر شيوعا؛ تأمين املرض و
التأمين ضد الحوادث الجسمانية ،حولنا تلخيصها في الشكل املوالي:
344
بدائل نقل املخاطرفي شركات التأمين على األشخاص
وضمن هذه املخاطر وخالل أي فترة زمنية معطاة ،فإن خسائر االكتتاب ستتجاوز تصورها لها،
وهذا قد يحدث لسببين؛ هما:
-توقعاتها قد تكون معتمدة على معرفة غير مالئمة لتوزيع الخسارة؛ الخسائر قد تتجاوز توقعاتها في
السير الطبيعي ألعمالها ،وبالتالي فإن الخسائر ستتقلب حول متوسطها ،ودرجة الخسائر ستتعلق
بالطبع بخصائص توزع الخسارة ،والذي يتعلق بطبيعة الخطر املؤمن ضده. 8
الفرع الثاني :املخاطراملنتظمة Systematic risk
ويقصد بها املخاطر الخارجية ،وهي تنشأ من عالقة االستثمار الخاص للمنشأة بالنشاط
االقتصادي ككل (السوق(،حيث يتأثر العائد صعودا و هبوطا بالتغيرات في العائد السوقي. 9
وهي مخاطر تغيرات قيمة الخصوم واألصول املرتبطة بعوامل نظامية؛ قد يعود ذلك ملخاطر
َّ
السوق مثال ،حيث يمكن أن تغطى لكن ال يمكن تنويعها بشكل كامل؛ وبالتالي فاملخاطر املنتظمة
يمكن اعتبارها مخاطر غير قابلة للتنويع .وكل املستثمرين يقبلون هذا النوع من املخاطر أين تكون
األصول املمتلكة أو الحقوق املصدرة معرضة للتغير في القيمة كنتيجة لعوامل اقتصادية كثيرة.10
وبالنسبة لقطاع التأمين قد تتمثل املخاطر املنتظمة في انخفاض سعر الفائدة لألصول املستثمر
فيها ،وقد يتعلق ذلك بتغير في املستوى العام لنسب الفائدة ،أو بالتضخم ،وخاصة بالنسبة لشركات
التأمين على املمتلكات واملسؤوليات .ألن املؤمنين الذين يعتمدون هذه العوامل املنتظمة غالبيتهم
يحاولون تقدير أثر هذه املخاطر املنتظمة الهامة على األداء وتغطيتها ،وبالتالي تحديد حساسية
أدائها املالي للتغير في العوامل غير القابلة للتنويع.
الفرع الثالث :مخاطراالئتمان Credit risk
تعد مخاطر االئتمان من أهم املخاطر التي تواجهها املؤسسات املالية .وعليه سنحاول عرض
مفهوم مخاطر االئتمان ،وذلك من خالل تقديم التعريف التالي" :مخاطر االئتمان هي احتمال عدم
وفاء أحد املقترضين أو الطرف املقابل بالتزاماته وفقا للشروط املتفق عليها" .11وعليه فمخاطر
االئتمان هي مخاطر عدم أداء املقترض التزاماته وفق الشروط املتفق عليها ،وقد تنشأ مخاطر
االئتمان من عدم قدرة أو عدم رغبة املقترض في السداد وفقا لالتفاق األولي املتعاقد عليه.12وهذا قد
يؤثر على املستثمرين ،أو على مالك القرض.ويرتبط هذا الخطر بنوعية املوجودات واحتمال التخلف
عن السداد ،وبسبب هذا الخطر ،هناك عدم تأكد من صافي الدخل والقيمة السوقية لحقوق
امللكية الناشئة عن عدم الدفع وتأخر سداد أصل الدين والفائدة .والخطر الحقيقي من االئتمان هو
االنحراف في أداء املحفظة عن قيمها املتوقعة .وبناء عليه ،فإن مخاطر االئتمان قابلة للتنويع ولكن
يصعب إلغاؤها تماما ،ألن معدالت التخلف عن السداد نفسها تظهر الكثير من التذبذب .وهذا ألن
345
د.منال بن شيخ
جزءا من مخاطر عدم سداد القرض قد ينجم ،في الواقع ،عن املخاطر املنتظمة .وباإلضافة لذلك،
فإنه وعلى الرغم من األثر املفيد للتنويع على عدم التأكد الكلي ،ال تزال الخسائر تمثل مشكلة
بالنسبة للدائنين.وهذا ينطبق بشكل خاص على شركات التأمين التي تعتمد بشكل كبير على
املوجودات غير السائلة .وفي مثل هذه الحاالت ،ال يمكن نقل أو تحويل مخاطر االئتمان بسهولة ومن
الصعب تقدير حجم الخسائر بدقة.13
الفرع الرابع :مخاطرالسيولة Liquidity risk
تنشأ من الفشل أو العجز عن الوفاء بااللتزامات املالية الحالية واملستقبلية من بسبب نقص
في النقد أو ما يعادله من األصول النقدية ،وبالتالي تحدث مخاطر السيولة عند العجز عن الوفاء
باالحتياجات الفورية من السحب في األجل القصير ،أو في حالة قصور التدفقات النقدية الداخلة
عن مقابلة التدفقات النقدية الخارجة ،وعليه فمخاطر السيولة تتلخص في العجز عن تسييل أي
أصل من األصول ،بسرعة وبدون أي خسائر .أما بالنسبة لشركات التأمين فيمكن وصف مخاطر
السيولة على أنها مخاطر أزمات التوظيف ( ،)fundingcrisisففي بعض الحاالت ُينظر إليها بدقة
أكبر كاحتمال ألزمات التوظيف .وفي حاالت أخرى ال يمكن تجنبها ألنها مرتبطة بحدث غير متوقع مثل
مطالبات التعويضات الكبيرة أو انخفاض قيمة األصول أو الخسارة الناجمة عن أزمات الثقة أو
األزمات القانونية ،ألن املؤمنين يتعاملون في األسواق أين يمكن أن يتلقوا مطالبات مجمعة تعود
لكوارث طبيعية ،أو طلبات كبيرة السترداد أو التنازل عن وثائق التأمين على الحياة بصفة خاصة،
والتي تعود لتغير نسب الفائدة.14
الفرع الخامس :املخاطرالتشغيلية Operational risks
تظهر هذه املخاطر نتيجة عدم الدقة في تنفيذ العمليات املختلفة أو ارتكاب األخطاء،أو فشل
أنظمة التشغيل في االستجابة لتعليمات أو قوانين معينة أو نتيجة الخداع أو االحتيال .وتعرف
املخاطر التشغيلية كالتالي":احتمال الخسارة التي قد تنشأ عن فشل أو عدم كفاية العمليات
الداخلية ،أو من األشخاص ،أو األنظمة،أو بسبب أحداث خارجية"15
وأما عن التأمين على الحياة فلم تتطور إعادة التأمين بها إال في القرن التاسع عشر عند ارتفاع
مبالغ التأمين وزيادة الطلب على وثائق تأمين بمبالغ كبيرة ،ويرجع تاريخ أول اتفاقية إعادة من هذا
الفرع إلى عام 3585عن طريق الشركة السويسرية "سويسري" Swiss Reالتي بدأت نشاطها عام
3578؛ أما إنجلترا فلم تستخدم اتفاقيات إعادة التأمين على الحياة إال بعد الحرب العاملية
األولى. 18ثم توالى بعد ذلك إنشاء شركات إعادة التأمين التي سرعان ما انتشرت في معظم البالد
الصناعية ،ومن املعروف أن أكبر الشركات العاملية لإلعادة في الوقت الحاضر هي تلك الشركات التي
أنشئت في تلك الفترة مثل Swiss Reحيث تتمتع بمالءة مالية ومركز مالي أقوى مما تتمتع به دول
عديدة من العالم.
الفرع الثاني :تعريف إعادة التأمين
تلعب إعادة التأمين دورا مهما في صناعة التأمين ومن الناحية العملية نجد أن كافة فروع
التأمين تحتاج إلعادة التأمين؛ الذي لواله الضطرت شركات التأمين إلى تحديد عملياتها ونشاطاتها
التأمينية ،فشركات إعادة التأمين تتقاسم املخاطر مع شركات التأمين .وعليه سنحاول تقديم بعض
التعاريف الخاصة بإعادة التأمين:
347
د.منال بن شيخ
ً
-أن عملية إعادة التأمين Reinsuranceهي":دفع شركة التأمين جزءا يتفق عليه من أقساط التأمين
التي تحصل عليها من املستأمنين إلى شركة إعادة التأمين ،تضمن لها نظير أقساط إعادة التأمين هذه
تحمل جزء من الخسائر في حال وقوع الخطر املؤمن ضده 19
-كما يعرف بأنه" :اللفظ الذي يطلق على أنواع الحماية والتسهيالت-املناظرة للتأمين-التي تنظمها
فيما يبنها شركات التأمين وشركات إعادة التأمين املتخصصة على هيئة عقود بغرض تنمية محفظة
التأمين وإعادة التأمين20
"-إن عملية إعادة التأمين هي عملية مقاسمة املسؤولية عن الخطر املؤمن منه ونتائجه ،بين شركة
التأمين التي توصف بالشركة املسندة The ceding Companyوبين شركة متخصصة هي شركة
إعادة التأمين والتي توصف بمعيد التأمين The re-insurerوتتم هذه العملية بموجب عقد تلتزم
الشركة املسندة بموجبه بأن تأخذ على عاتقها مسؤولية تغطية جزء من قيمة تغطية الخطر –
وتسند الجزء الباقي من هذه القيمة إلى معيد التأمين لكي يتولى املسؤولية عن تغطيته ،مقابل جزء
يتناظر معه من قيمة القسط .وتعرف عملية املقاسمة هذه بعملية اإلسناد .The cession
كما يعرف الجزء الذي تحتفظ به شركة التأمين لحسابها من قيمة تأمين الخطر باالحتفاظ The
،retentionونتيجة ذلك يتحمل كل طرفي هذا العقد جزءا من الخسارة الناتجة عن وقوع الحوادث
املرتبطة بالخطر املسند وبمقدار تحدده شروط العقد .وكما تتم عملية املقاسمة بإسناد جزء من
قيمة تأمين الخطر ملعيد التأمين ،فإنها قد تتم أيضا بإسناد جزء من الناتجة عن تحقق الحوادث
املرتبطة به ،وبصرف النظر عن قيمة تأمينه .فتحدد شركة التأمين مقدار الخسارة التي يمكنها
تحملها؛ والتي تعرف بشريحة الخسارة األولى أو االحتفاظ األساس ي The Undelying Retentionعلى
أن يكون معيد التأمين مسؤوال عن الخسارة الزائدة عن هذا االحتفاظ وضمن السقف املحدد في
العقد"21
-يقصد بإعادة التأمين" :قيام شركة التأمين بقبول األخطار ذات املبالغ الكبيرة ومن ثم توزيع هذا
الخطر بإعادة تأمين جزء أو أجزاء منه لدى شركات تأمين أخرى تقوم باملشاركة بالجزء املخصص
لها في تحمل األخطار بحدود األجزاء التي تقبلها وذلك مقابل دفع عمولة متفق عليها للشركة األولى،
وبالجزء املعاد تأمينه.
وبناء عليه يمكننا تعريف إعادة التأمين بأنه :عقد بين شركة التأمين املباشرة وشركة إعادة
التأمين تلتزم بمقتضاه شركة التأمين املباشرة بدفع حصة من أقساط التأمين املستحقة لها من
املستأمنين لشركة إعادة التأمين مقابل التزام شركة إعادة التأمين بتحمل حصة من املخاطر التي
تلتزم بها شركة التأمين املباشرة .
348
بدائل نقل املخاطرفي شركات التأمين على األشخاص
ومن خالل التعاريف السابقة يمكن تحديد العناصر الرئيسة في عقد إعادة التأمين وهي:
-املؤمن املباشر Direct Insuranceوهي شركة التأمين األصلية التي قبلت العملية التأمينية كبيرة
الحجم ،فاحتفظت بجزء لنفسها و تنازلت عن الجزء املتبقي لصالح شركات تأمين أخرى ،و يطلق
على املؤمن املباشر عدة تسميات ( الشركة املتنازلة ،الشركة املحولة ،الشركة املسندة).
-معيد التأمين Reinsureهو الطرف الثاني في عملية إعادة التأمين ،حيث يتمثل في إحدى شركات
ا لتأمين التي قبلت إعادة تأمين جزء من العملية لديها ،و يطلق عليها عدة تسميات (شركة إعادة
التأمين ،الشركة املشترية ،الشركة املتنازل لها ،الشركة الضامنة).
-املبلغ املعاد تأمينه ReinsureSumيمثل املبلغ الذي تنازلت عنه شركة التأمين املسندة من عملية
التأمين لصالح شركة إعادة التأمين .
-املبلغ املحتفظ به Retentionيمثل املبلغ الذي احتفظت به الشركة املسندة حيث يقع تحت
مسؤوليتها وتتسلم األقساط عنه .
-قسط إعادة التأمين Reinsurance Rationقسط تدفعه الشركة املسندة لشركة إعادة التأمين
و يؤلف جزء من التأمين األصلي وهو يتناسب طردا ً مع املبلغ املتنازل عنه لصالح شركة إعادة
التأمين.
-عمولة إعادة التأمين Reinsurance Commissionهو مبلغ مستحق للشركة املسندة من شركة
إعادة التأمين نتيجة تنازل الشركة املسندة عن جزء من عملية التأمين لصالح شركة إعادة التأمين.
يتمثل هذا املبلغ بنسب ة معينة من القسط املستحق لشركة إعادة التأمين و تتفاوت النسب حسب
نوع التأمين.
-عقد إعادة التأمين Reinsurance Contractهو وثيقة قانونية تنظم العالقة بين الشركة
املسندة وشركة إعادة التأمين ،وعلى هذا األساس ال يستطيع املؤمن له األصلي أن يطالب شركة
إعادة التأمي ن بأي مبلغ وبأية مطالبات نتيجة تحقق خطر حيث يستطيع فقط مطالبة الشركة
املسندة سواء كانت شركة إعادة التأمين ستدفع نصيبها من الخسائر أم ال.
الفرع الثالث :طرق إعادة التأمين :يمكن إجراء عمليات إعادة التأمين بين املؤمن املباشر
وشركة إعادة التأمين بأكثر من طريقة في الحياة العملية ،وأبرزها ما يلي22:
-1الطريقة االختيارية :وتعتبر هذه الطريقة من أقدم الطرق التي تم إتباعها في عمليات إعادة
التأمين،وتعتمد هذه الطريقة على إعطاء الحرية املطلقة لكل من املؤمن املباشر وشركات إعادة
التأمين ،فاملؤمن املباشر يكون له الحق في االحتفاظ بالعمليات التأمينية كلها أو جزء منها أو إعادة
349
د.منال بن شيخ
تأمينها كلها أو جزء منها،باإلضافة إلى الحق في نسبة الجزء الذي يقوم بإعادة تأمينه واختيار معيد
التأمين الذي يقوم بإعادة التأمين لديه.
ومن ناحية أخرى نجد أن لشركة إعادة التأمين الحرية الكاملة في أن تقبل أو ترفض كل أو
جزء العمليات التي تعرض عليها.أما شروط إعادة التأمين لهذه لطريقة فإنها تخضع للمفاوضة بين
املؤمن املباشر وشركة إعادة التأمين.
-0الطريقة اإلجبارية :تنص بعض قوانين اإلشراف والرقابة على أسواق التأمين املحلية في بعض
الدول علي ضرورة التزام شركات التأمين العاملة في السوق املحلي بإعادة نسبة معينة من عملياتها
التأمينية املقبولة لدى واحدة أو أكثر من شركات إعادة التأمين املتخصصة .وفي إطار هذا املفهوم
السابق إلعادة التأمين اإلجبارية يكون املؤمن املباشر مجبرا علي التنازل في كل العمليات املكتتب فيها،
واملتفق عليها وفي املقابل يكون معيد التأمين ملزما بقبول إعادة التأمين لهذه العمليات.
-3طريقة االتفاقية :بمقتض ى هذه الطريقة يتم االتفاق املسبق بين الطرفين على عدة بنود منها- :
نوع العمليات التأمينية التي سوف يعاد تأمينها.
-النسب املقرر تأمينها من تلك العمليات املتفق عليها.
-شروط إعادة التأمين.
املطلب الثاني :إعادة التأمين على الحياة
تأمينات الحياة غالبا ما تكون طويلة األجل وغالبا ما يعاد تأمينها على أساس اتفاقية فائض
الحد أو الحصص ونادرا ما تستخدم االتفاقيات غير النسبي .وتعتبر خسارة تأمينات الحياة خسارة
كلية ألن مبلغ التأمين يدفع عند الوفاة أو البقاء على قيد الحياة.
الفرع األول :أهداف إعادة التأمين على الحياة Life Reassurance
الهدف الرئيس ي إلعادة التأمين على الحياة هو حماية الشركة املسندة من التقلبات في معدل
الوفاة أو اإلصابة املرضية املعاكسة ،فتستطيع شركة التأمين على الحياة أن تحدد احتفاظها عند
املستوى املعقول بناء على الخبرة والدراسة اإلكتوارية ،كما أن إعادة التأمين من أثر إجهاد األعمال
التأمينية الجديدة على الشركة املتنازلة واملقصود بأجهاد األعمال الجديدة مثل عمولة السمسار
واملصروفات اإلدارية وبناء االحتياطي الالزم على الوثيقة وقد يزيد مجموع هذه العوامل على أول
قسط تتقاضاه شركة التأمين فيدفع املعيد نصيبه في العمولة املبدئية .وتساعد إعادة التأمين
االختياري في اكتتاب األخطار الضخمة .كما أن معيد التأمين يكون خبيرا في األخطار دون املستوى
عندما تكون صحة املؤمن عليه دون املستوى فيساعد معيد التأمين في تسعير هذه األخطار ووضع
الشروط؛ وقد تتعرض شركات التأمين على الحياة لنتائج سيئة من حادث واحد مثل وفاة عدد من
350
بدائل نقل املخاطرفي شركات التأمين على األشخاص
املؤمن عليهم في حادث معين لذلك قد تشتري حماية الكوارث ضد وفاة عدد من األشخاص في حادث
واحد.23
الفرع الثاني :أسس إعادة التأمين على الحياة
هناك طريقتان يتم على أساسها إعادة التأمين على الحياة؛ وهما طريقة الشروط األصلية
وطريقة القسط على خطر الوفاة
- 1الشروط األصلية Original termsبموجب هذه الطريقة فإن الشركة املسندة تتنازل عن
األعمال التأمينية إلى معيد التأمين بنفس الشروط األصلية كما وردت بوثيقة التأمين األصلية.
وحقيقة األمر أن هذه الطريقة تعتبر عملية مشاركة وهي غير شائعة في الوقت الحاضر ألن
الشركة املسندة تريد االحتفاظ بأكبر قدر ممكن من أقساط التأمين األصلية بهدف االستثمار وعلى
سبيل املثال فإن معيد التأمين بتسليم نسبة من أقساط التأمين عن كل خطر يتحمل نفس النسبة
عن كل خطر ويكون مسؤوال عن حصته من املطالبات في حالة الوفاة أو البقاء على قيد الحياة أو
التصفية بالنسبة لوثيقة التأمين املختلط.
-0القسط على خطر الوفاة Risk Premiumكما هو واضح من االسم فإن اإلعادة تكون على خطر
الوفاة فقط وتمنح تغطية اإلعادة على أساس املبلغ املعرض للخطر ويسمى أيضا إجهاد الوفاة
Death strainويعرف بأنه الفرق بين مبلغ التأمين بموجب وثيقة التأمين على الحياة واالحتياطات
املتراكمة على هذه الوثيقة ،فعند استالم شركة التأمين األصلية-املسندة -ألول قسط تقوم باحتجاز
جزء منه كاحتياطي على الوثيقة ملقابلة خسارة الوفاة ويكون املبلغ املعرض للخطر كبير عند بداية
الوثيقة ألن القسط املبدئي للوثيقة تسدد منه عمولة املنتج واملصاريف اإلدارية وقسط إعادة
التأمين وعمل االحتياطي الالزم للوثيقة .وبمرور السنين فإن املبلغ املعرض للخطر يتناقص نتيجة
لبناء وعمل االحتياطات على الوثيقة سنة تلو األخرى من األقساط املحصلة ...ومن ثم فإن املبلغ
املعاد تأمينه يقل بناء على تناقص املبلغ املعرض للخطر كنتيجة لزيادة االحتياطي بمرور الزمن ،كما
أن سعر القسط يزداد بزيادة عمر املؤمن عليه وبهذه الطريقة فإن الشركة املسندة تدفع فقط
للغطاء التأميني الذي تحتاجه على أساس سنة بسنة ،ولكنها تحصل على تغطية كاملة ضد نتائج
الوفاة املعاكسة تكون تكلفة قسط خطر الوفاة منخفضة بالنسبة للقسط الكلي الذي تحصل عليه
الشركة املسندة.
املبحث الثالث :التوريق كبديل لنقل املخاطر
أدت التطورات االقتصادية واملالية املختلفة إلى ظهور مجموعة من اآلليات و األدوات
بغرض تحسين اإلدارة املالية لشركات التأمين؛ ومن أبرز هذه اآلليات توريق املخاطر التأمينية ،وهي
351
د.منال بن شيخ
ظاهرة جديدة نسبيا حيث استخدم التوريق بكثرة في البنوك لكنه جديد بالنسبة للتأمينات؛ أما
بالنسبة للتأمينات الحياة فهو أحدث.
املطلب األول :مفهوم توريق مخاطرالتأمين
إن التوريق في التأمين يعتمد على تحويل املخاطر املتعلقة بنشاط التأمين نحو السوق املالية.
ويتم تصنيفه حسب نوع املخاطر إلى توريق مخاطر الحياة وتوريق مخاطر غير الحياة؛ وكذلك
املخاطر الكارثية و غير الكارثية.
الفرع األول :تعريف توريق مخاطرالتأمين
قدمت عدة تعاريف تلخص مضمون التوريق في مجال التأمين؛ نذكر منها ما يلي:
"-التوريق في مجال التأمين يسمح بتمويل مخلفات الكوارث عند وقوعها؛ ألن شركات التأمين غالبا ما
تكون غير قادرة على تعويض جميع الضحايا في اآلجال املحددة .وفي الواقع ،فإن أموالها الخاصة،
وكذلك أموال معيدي التأمين ،غير كافية لتعويض جميع املؤمن عليهم .ونتيجة لذلك ،تلجأ شركات
التأمين إلى السوق املالية حيث هناك املستثمرين الذين يرغبون في املضاربة وشراء األوراق املالية،
وتمويل جزء من الضرر الذي تم تحويله إلى أوراق مالية للجزء املؤمن عليه"24
"-التوريق هو مخطط بديل يسمح بتقسيم خطر التأمين إلى مخاطر أخرى ،لتوثيقه بدقة وتوزيعه
بشكل منفصل ،ويشمل هذا املخطط أدوات منظمة ووسائل مهيكلة ،وعليه فاألوراق املالية املرتبطة
بالتأمين (األوراق املالية املشتقة في مجال التأمين) " )Insurance Linked Securities) "ILSتعطي
املستثمر حق املساهمة املباشرة في محافظ مخاطر التأمين".25
"-تهدف عملية التوريق أساسا إلى نقل املخاطر الشديدة إلى األسواق املالية .وهي توفر بدائل عن
أنشطة إعادة التأمين التقليدية ،وبالتالي فهي من بين أساليب إدارة املخاطر الجديدة املعروفة باسم
بدائل نقل املخاطر .وهذا ال يعني استبدال عملية إعادة التأمين ،ولكن الغرض منه توفير بدائل
لتوفير حماية أفضل للمؤمنين26
"-وتستخدم تقنيات التوريق على نطاق واسع في تأمينات الحياة وإعادة التأمين على غير الحياة .و
تتمثل في اللجوء إلى األسواق املالية لتغطية مخاطر التأمين ،حيث تحول األصول املالية إلى أوراق
مالية قابلة للتداول في سوق رأس املال .وقد تطورت هذه العملية بفضل تطور التقنيات املالية
وأسواق األسهم .ولذلك فهي تستخدم أساسا في البلدان األكثر تقدما حيث يتم تطوير النظام املالي
بشكل خاص"27
352
بدائل نقل املخاطرفي شركات التأمين على األشخاص
يتم إصدار سندات الكوارث من قبل الشركة الناقلة املختصة ،أو ذات الغرض الخاص (.)SPV
كما تلتزم هذه الشركة الناقلة بنقل املخاطر ضمن عقد التحوط .يلزم هذا العقد SPVبتعويض
املحول (شركة التأمين) ،مقابل دفع قسط التأمين ،بعد وقوع أحد أو جميع الكوارث الطبيعية
مسبقا .يتم التعويض بالرجوع إلى عقد التغطية ،و أمور أخرى :فترة الخطر ،طبيعة ً املحددة
األحداث الكارثية املغطاة وآلية التعويض .يتم االحتفاظ بأموال إصدار سندات الكوارث من قبل
الشركة الناقلة SPVوتشكل ضمانات لعقد التحوط .لتستثمر بطريقة سائلة وخالية من املخاطر
املتعلقة بالثقة .ولضمان تنظيم هذا النوع من املعامالت يجب أن تكون SPVهيكل مستقل والغرض
الوحيد منها هو نقل املخاطر من املحول (شركة التأمين) إلى املستثمرين.
في األصل سندات الكوارث قابلة لالسترداد ؛ حيث يتم تخفيض املبلغ الرئيس ي املسترد بمقدار
املبلغ املدفوع من قبل SPVبموجب عقد التحوط .هذا التخفيض هو صفر إذا لم تحدث أي كارثة
طبيعية أو إذا حدثت كارثة طبيعية لكن بمعدل كثافة غير كافي لتفعيل عقد التحوط .يكون
التخفيض من أصل السداد جزئيا أو كليا وفقا لكثافة الحدث.
353
د.منال بن شيخ
-التغطية باالعتماد على سندات الكوارث أكبر مقارنة بإعادة التأمين التي يتم شراؤها من قبل شركات
التأمين .هذا يعني أن سوق سندات الكوارث ال يمكن أن تتأثر بحدوث الكوارث؛ في حين سوق إعادة
التأمين نفسها تتأثر بشكل كبير عند حدوث الكوارث الطبيعية.
-الخطر املحدق بهذه العملية (سندات الكوارث) هو موضوع النمذجة املفصلة،فهناك العديد من
الشركات املتخصصة املعترف بها في هذا املجال -املخاطر الكارثية .هذه الشركات مستقلة عن شركات
التأمين .نهجهم ينقسم بشكل تخطيطي إلى 1مراحل.
ً
تتمثل الخطوة األولى في إنشاء مكتبة أحداث كارثية تقدم تمثيال لسيناريوهات مختلفة ممكنة من
ال واقع .كل حدث في املكتبة يتميز باحتمال حدوثه وبمعلمات فيزيائية .على سبيل املثال ،يتم وصف
زلزال بواسطة املعلمات بما في ذلك خط طول مركزه وخطه وشدته واتجاهه .املكتبة تضم جميع
"أحداث الكوارث" املعروفة في املاض ي .كما تشمل األحداث لم تالحظ في املاض ي ،ولكن من املمكن أن
تحدث .يتم إنشاء هذه األحداث األخيرة وفقا لنماذج متسقة مع الحالة الراهنة ملعرفة أضرار
الكوارث الطبيعية املعنية.
الخطوة الثانية هي تقييم الضرر املالي الذي يسببه كل حدث بالنسبة ملحفظة معينة من ممتلكات
املؤمن .يتم وصف املحفظة املؤمنة بواسطة ملف يوفر معلومات حول نوع البضاعة وموقعها
الجغرافي وقيمتها .يتم استخدام هذه املعلومات لتحديد درجة ضعف األصول ومقدار الضرر الناجم
عن كل من أحداث املكتبة.
الخطوة الثالثة واألخيرة هي تقييم الخسائر التي تكبدتها عقود التأمين وإعادة التأمين ،وفي النهاية
سندات الكوارث .إذن يتعلق األمر-إصدار سندات الكوارث -بالتطبيق الناجح لشروط هذه العقود و
باألضرار النقدية التي تم الحصول عليها في الخطوة الثانية28.
354
بدائل نقل املخاطرفي شركات التأمين على األشخاص
باإلضافة إلى ذلك فهذه الكوارث تعد مصدر تقلب كبير ملحفظة املخاطر ،ولتجنب هذا التقلب ،
فإن شركة التأمين تعتمد من جهة على أمواله الخاصة ،ومن جهة أخرى ،على إعادة التأمين .حيث
يهدف إعادة التأمين إلى:
.3الحفاظ على تقلب صافي نتائج إعادة التأمين عند مستوى واحد بما يتفق مع توقعات املساهم ،
.1تقليل احتمال الخسارة،
.1زيادة صافي الدخل من تكلفة إعادة التأمين .عمليا ،تستخدم شركات التأمين بشكل أولي إعادة
التأمين كمتغير للتحكم في املخاطر .أما زيادة في رأس املال فال تتم إال في ظروف محددة على أساس
خطة التطوير املتبعة متوسطة /طويلة األجل.
إذن توفر شركات إعادة التأمين التغطية الالزمة لشركات التأمين ضد الكوارث الطبيعية حيث
بمجرد وقوع الخسائر سوف يطلب اآلالف من املؤمن عليهم تعويضهم من قبل شركات التأمين
الخاصة بهم و كل شركة تأمين بدورها ستطلب من شركات إعادة التأمين تعويضها ،ومعيد التامين
بدوره سيتلقى العديد من املطالبات والتي تكون أسبابها متطابقة-كوارث طبيعية-من قبل شركات
التأمين املختلفة .باختصار ،فإن معيد التأمين هو أيضا يواجه مشكلة تنويع املخاطر.
إذن فالتوريق مخطط بديل ومكمل عندما تكون القدرة املالية ثابتة في إطار العمليات املهيكلة
واملتعلقة بمحفظة األخطار التأمينية املحددة واملوثقة بشكل دقيق ،زيادة على ذلك فإن الطلب على
التغطية ضد مخاطر الكوارث الطبيعية كبير جدا في العديد من االقتصاديات املتقدمة مثل
الواليات املتحدة وأوروبا واليابان .وتوريق هذه املخاطر يقدم مستويات جذابة للغاية من
التعويضات واألرباح ،باستخدام النماذج املتقدمة بشكل مستقل من قبل الشركات املتخصصة من
جهة ومن جهة أخرى مقارنة باألسعار املطبقة لنفس املخاطر من قبل معيدي التأمين.
املبحث الرابع :املقارنة بين إعادة التأمين والتوريق
بعد التطرق إلى مفهوم كل من إعادة التأمين والتوريق سنحاول اآلن التعرف على أهم
الفروقات بينها وهل يعتبر التوريق بديل ام مكمل إلعادة التأمين في شركات التأمين على األشخاص.
املطلب األول :أوجه االختالف والتشابه بين إعادة التأمين والتوريق
يوفر كل من إعادة التأمين والتوريق آلية لنقل املخاطر من شركات التأمين على األشخاص إلى
طرف ثالث –معيد التأمين أو السوق املالي -مما يزيد من قدرتها على الوفاء بالتزاماتها اتجاه الغير ؛
وكل منهما فوائد ومخاطر في نفس الوقت.
الفرع األول :أهم الفروقات بين إعادة التأمين والتوريق :وسنحاول التعرف على أهم االختالفات
بين هاتين العمليتين في الجدول املوالي:
355
د.منال بن شيخ
356
بدائل نقل املخاطرفي شركات التأمين على األشخاص
الفرع الثالث :االختالف بين إعادة التأمين والتوريق من حيث التسعير :يمكن التلخيص أهم
االختالفات بين إعادة التأمين والتوريق في شركات التأمين على األشخاص من حيث التسعير في
الشكل التالي:
الشكل رقم( )3االختالف بين إعادة التأمين والتوريق من حيث التسعير
التوريق إعادة التأمين
التحميالت
قسط اخلطر
chargement de volatilité
)(Prime de risque
357
د.منال بن شيخ
تكلفة االسترداد
الخطر إذا قارنا مباشرة السعر
سعر ثابت لسعة املوضوع األساس ي
فوائد أخرى:
الوصول إلى
التوريق التوريق
مصادر إعادة
إعادة
بديلة لرأس التأمني
التأمني
املال التقليدي
الصورة التقليد
املالئمةSource : Swiss Re Capital
Markets ي
املالية
املطلب الثاني :التوريق بديل أم مكمل إلعادة التأمين في شركات التأمين على األشخاص
لقد رأينا أن سوق إعادة التأمين لديه قدرة كبيرة على التنويع على مستوى املخاطر املستقلة
الصغيرة .هذا هو السبب الرئيس ي لنجاحه املطول ولعدم زواله وبقائه إلى يومنا هذا .باإلضافة إلى
ذلك ،فإن إعادة التأمين له ميزة تجميع الكثير من املعلومات التي تسمح له بأن يكون أكثر فعالية في
إدارة املخاطر ،وبالتالي تقليل تكاليفها .في بداية ظهور التوريق ،يمكن القول أن تكاليف املعاملة
نسبيا بإعادة التأمين .من ناحية أخرى ،فإن الزيادة في التعامل باألوراق املاليةً كانت منخفضة
املتعلقة باملنتجات السندات املرتبطة بالتأمين ( )ILSيجعل من املمكن تمديد رسوم التوريق وجعلها
ثابتة التكلفة بعدة طرق ،مما يجعل ILSأكثر جاذبية من ذي قبل .على هذا املستوى ،إعادة التأمين
و التوريق هي بدائل.
يتغير الوضع عندما نكون في مواجهة مخاطر مهمة ومترابطة .في هذا الوقت ،إعادة التأمين لديها
عدم الكفاءة باملقارنة مع التوريق وبالتالي تصبح العمليتين –إعادة التأمين والتوريق – مكملتين
لبعضهما البعض .من ناحية أخرى ،من الضروري اإلشارة إلى أن العالقة لم يتم حسابها قبل الوقوع
في أزمة تقييم وإدراج األوراق املالية املدعومة بالرهن العقاري مثال .ونتيجة لذلك ،أظهرت لنا األزمة
كيف أن ارتباطات األسواق املالية أثرت أيضا على فعالية التوريق .باختصار ،وبالنظر إلى الكفاءة
التي تؤديها عملية إعادة التأمين حيث تدير كمية كبيرة من املخاطر املستقلة الصغيرة-مقارنة
358
بدائل نقل املخاطرفي شركات التأمين على األشخاص
التوريق ، -فمن غير املرجح أن نرى هذا السوق يختفي لصالح عملية التوريق والتي تركز على
املخاطر األكثر أهمية واملترابطة بينها29.
التوريق هو حاليا الطريقة األكثر فعالية وهو بذلك منافس مباشر لسوق إعادة التأمين .ومع
ذلك فإن سوق التوريق ليست بعد سوق ناضجة وتحمل معها العديد من املخاطر.
خاتمة:
من خالل ما جاء في هذه الدراسة يتبن لنا أن شركات التأمين على األشخاص تتعرض ملجموعة من
املخاطر؛ بعض من هذه املخاطر تمس كافة املؤسسات والشركات مثل مخاطر السوق وسعر الفائدة
واملخاطر التشغيلية؛ والبعض اآلخر منها يمس شركات التأمين بشكل خاص مثل املخاطر التأمينية
وهذا ينفي صحة الفرضية األولى والتي مفادها أن "شركات التأمين على األشخاص تواجه مجموعة من
املخاطر تختلف عن باقي املخاطر التي تواجهها املؤسسات املالية األخرى؛ أما الفرضية الثانية " إعادة
التأمين والتوريق أهم بدائل نقل املخاطر في شريكة التأمين على األشخاص "؛ فهي صحيحة حيث
الحظنا أن شركات التأمين تلجأ إلى طرف ثالث سواء كان معيد التأمين أو السوق املالي (التوريق) يكون
هو املسؤول عن تعويض املستأمنين في حالة وقوع الضرر .كما أثبتنا عدم صحة الفرضية الثالثة "
يعتبر التوريق بديل فعال إلعادة التأمين وبتالي يمكن لشركات التأمين االستغناء عن إعادة التأمين".
وتضح هذا جيدا من خالل املكانة التي يحتلها إعادة التأمين والدور الفعال الذي يلعبه في تحمل
املخاطر التي تعجز شركة التأمين وحدها تغطيتها ،فرغم ظهور آليات وبدائل حديثة لنقل املخاطر
وأهمها التورييق الذي يسمح بتحويل املخاطر إلى السوق املالي والذي يعتبر أكبر من سوق إعادة
التأمين؛ إال أن شركات التأمين ال زالت تعتمد على معيد التأمين بشكل كبير؛ وهذا يدل على أن التوريق
مكمل إلعادة التأمين وليس بديل له وهما عمليتان متكاملتان هدفهما واحد وهو تحمل املخاطر .
النتائج :ويمكن توضيح أهم النتائج املتوصل إليها في النقاط التالية:
-تتبع شركات التأمين على األشخاص مجموعة من الطرق واألساليب ملواجهة املخاطر وذلك بإتباع
إستراتيجية منظمة لتغطية هذه املخاطر حيث يتم تكييفها وفقا ألنواع املنتجات واملخاطر ذات
الصلة.و يتم تغطية املخاطر عن طريق تحويلها إلى أطراف أخرى ،إتباع إستراتيجية مناسبة ،تهدف
إلى ضمان الوفاء بالتزامات اتجاه حاملي الوثائق في جميع األوقات.
-تعتمد شركات التأمين على األشخاص على مجموعة من البدائل لنقل مخاطرها وتحويلها إلى أطراف
أخرى؛ منها ما هو تقليدي وظهر وتطور مع تطور شركات التأمين وهو إعادة التأمين؛ والبعض اآلخر
حديث وظهر بظهور االبتكارات املالية وهو التوريق .وبتالي أصبحت شركات التأمين ملزمة باختيار
البديل األفضل حسب املخاطر التي تواجهها وحسب األهداف املسطرة.
359
منال بن شيخ.د
:الهوامش
57 ؛ ص3117 أحمد نور؛ أحمد بسيوني شحاتة؛ محاسبة املنشآت املالية؛ دار النهظة العربية؛ بيروت؛1
116 ؛ ص3116 منير إبراهيم هنيدي؛ إدارة األسواق و املنشآت املالية؛ منشأة املعارف؛ االسكندرية؛2
376-377 ؛ ص1111 عيد أحمد أبو بكر؛ وليد إسماعيل السيفو؛"إدارة الخطر والتأمين"؛ دار اليازوري؛ عمان –األردن؛:نظر3
56 ؛ ص1116 ؛ األردن؛3أسامة عزي سالم؛شتيري نوري مرس ي؛ إدارة الخطر والتأمين؛ دار الحامد؛ ط4
836 محمد توفيق البلقيني؛ جمال عبد الباقي واصف؛ مرجع سابق؛ ص5
378 عيد أحمد أبو بكر؛وليد اسماعيل السيفو؛ مرجع سابق؛ ص6
؛ املتعلق3118/13/18 ؛ املؤرخ في16/18 ؛ األمر رقم3118/11/15 ؛ الصادر بتاريخ31 الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية؛ العدد
11 بالتأمينات؛ص7
8
David F. Babbel and Anthony M. Santomero; (1997); Risk Management by Insurers: An
Analysis of The Process ; The Journal of Risk and Insurance, Vol. 64, No 2,The Wharton School;
University of Pennsylvania; p05
367 عيد أحمد أبو بكر؛ مرجع سابق؛ ص9
10
David F. Babbel and Anthony M. Santomero ; Op.cit;p132
11
Naser Abdelkarim, Maisa Burbar ; How Banks in Palestine Manage Financial Risk?; Paper
presented in Al-Zaytoonah University, Jordan; 2007;p10
12
David F. Babbel and Anthony M. Santomero ; Op.cit;p 240
13
Ibid ; p 240
14
Ibid ; p 240
15
CHRISTIAN JIMENEZ et autre, risque opérationnels, revue banque édition ,France, 2008, p19
املعهد االسالمي: تحليل قضايا في الصناعة املالية االسالمية"؛ البنك اإلسالمي للتنمية:طارق هللا خان؛حبيب أحمد؛"إدارة املخاطر
13 ؛ ص1111 السعودية؛- جدة،للبحوث والتدريب16
.111ابراهيم علي ابراهيم عبد ربه ؛ مرجع سابق؛ ص17
378-371 علي محمود بدوي؛ مرجع سابق؛18
.355 حربي محمد عريقات ؛ سعيد جمعة عقل؛ مرجع سابق؛ص19
378-371 علي محمود بدوي؛ مرجع سابق؛20
13 ؛ ص1115 األردن؛-؛ عمان3بهاء بهيج شكري؛ إعادة التأمين بين النظرية والتطبيق؛ دار الثقافة للنشر والتوزيع؛ ط21
351-361 بدوي؛ مرجع سابق؛ ص ص22
113 املرجع نفسه؛ ص23
24
Mélissa Bendrane ; (2013) ; La titrisation en assurance : le marché des cat bonds, son
fonctionnement et ses perspectives de développement ; Universitédu Sud Toulon-Var ; France
25
Scherer Alexandre. (2000) ; La titrisation des risques d’assurance : le marchédes "Insurance
Linked Securities" (ILS) ; Revue d'économie financière ; n°59 ; Paris – France
26
A.-L. Caillat Et d'autres ;(2008) ; Titrisations des Risques d’Assurance ; Rapport r´edig´e en
LATEX
27
Atlas magazine ; La réassurance alternative : http://www.atlas-mag.net/article/la-reassurance-
alternative ( 05/01/2018)
28
Scherer ; op cit.
29
Jean-Philip Dumont ; (2011) ; Gestion des risques des compagnies d’assurance : une revue de
la littérature récente ; Assurances et gestion des risques, vol. 79(1-2)
360