You are on page 1of 20

‫«أطفالنا»‬

‫موجهة إىل األطفال‬


‫سلسلة قصص ّية ّ‬

‫رئيس جملس اإلدارة‬ ‫ُ‬


‫وزير ُة ال ّثقافة‬
‫مشوح‬
‫الدكتورة لبانة ّ‬

‫اإلرشاف العا ّم‬


‫السور ّية للكتاب‬‫العامة ّ‬
‫املدير العا ُّم للهيئة ّ‬
‫ُ‬
‫د‪ .‬ثائر زين الدين‬

‫رئيس التحرير‬
‫مدير منشورات الطفل‬
‫قحطان بريقدار‬

‫اإلخراج الفنّي‬ ‫ ‬‫الطباعي‬


‫ّ‬ ‫اإلرشاف‬
‫تشرين األول ‪2021‬م‬
‫حنان الباين‬ ‫ ‬ ‫أنس احلسن‬
‫‪2‬‬
‫ثقبٌ يف مـجـرّتـي!‬

‫تأليف‪ :‬أنانيا داسغوبتا‬


‫رسوم‪ :‬تشــايابرابهات‬
‫صرف‪ :‬مهند العيسى‬
‫رج َـمـها بتَ ُّ‬
‫تَ َ‬

‫‪3‬‬
‫قصتنا عىل‬ ‫ُ‬
‫أحداث ّ‬ ‫جتري‬
‫كوكب األرض عام ‪2632‬م‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ســفينة‬ ‫لــدى ُأرسة مايــا‬
‫ـح هلا‬
‫سمــ ُ‬
‫ـن ال ُي َ‬‫فضائيــة‪ ،‬لكـ ْ‬
‫ِ‬
‫مرافقــة‬ ‫باســتخدامها دونَ‬
‫ـد كبري‪ّ ،‬إل أنّ صديقتَـــها‬ ‫أحـ ٍ‬
‫علـــم‬
‫َ‬ ‫ـــحب‬
‫ُّ‬ ‫آفــا‪ ،‬التــي ُت‬
‫ترغــب يف رؤيــة‬ ‫ُ‬ ‫الفلــك‪،‬‬
‫ـت إىل‬ ‫كوكــب بلوتــو‪ ،‬فطلبـ ْ‬
‫ر هبــا إليــه‪.‬‬‫مايــا أن تطــ َ‬

‫‪4‬‬
5
6
‫بوالدهيا ال ّل َذ ِ‬
‫ين‬ ‫َ‬ ‫ّصلت مايا‬
‫ات ْ‬
‫أحد األقرباء‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫كانا يف زيارة‬
‫ض‪،‬‬ ‫واستأذن ْتهام‪ ،‬فوا َفقا عىل َم َض ٍ‬
‫لكن طلبا إليها أن تعو َد من‬ ‫ْ‬
‫رحلتها قبل عودهتام إىل البيت‪.‬‬
‫ـق‬‫حبة أخيها ريان‪ ،‬ح ّل َ‬ ‫وبص ِ‬ ‫ُ‬
‫الثالث ُة بعيد ًا عن األرض يف‬
‫أخذت آفا‬ ‫ْ‬ ‫حارة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫صيفية‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫ليلة‬
‫معلومات عن النظام‬ ‫ٍ‬ ‫تسرتجع‬
‫ُ‬
‫الشميس‪ ،‬فسألت‪:‬‬
‫ّ‬
‫الشــمس‬
‫َ‬ ‫هــل تعلــان أنّ‬
‫ســتموت يومــ ًا مــا؟!‬
‫ُ‬

‫‪7‬‬
‫كيف للشمس أن‬ ‫َ‬ ‫غريب جد ًا!‬
‫ٌ‬ ‫ر َّد ريان‪ :‬هذا‬
‫متوت؟‬
‫ـر ِق‬
‫رب َح ْ‬
‫الشمس عىل طاقتها ع َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حتصل‬ ‫أجابت آفا‪:‬‬
‫َ‬
‫وسوف ينفدُ هذا‬ ‫غاز اهليدروجني إلنتاج اهليليوم‪،‬‬
‫‪8‬‬
‫بعد مخسة مليارات سنة‪،‬‬ ‫تدريـجي ًا‪ُ ،‬ر ّبـمـا َ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الغاز‬
‫يتحو ُل إىل قزم‬
‫ّ‬ ‫نجـم بحجم الشمس‬ ‫ٌ‬ ‫يموت‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وحني‬
‫يتـحو ُل إىل‬
‫ّ‬ ‫رب منها‬
‫نجـم أك ُ‬
‫ٌ‬ ‫يموت‬
‫ُ‬ ‫لكن ح َ‬
‫ني‬ ‫أبيض‪ْ ،‬‬
‫ثقب أسود‪.‬‬‫ٍ‬
‫‪9‬‬
‫صوت من حاسوب املركبة‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫فجأ ًة َ‬
‫خرج‬
‫يسحب السفين َة بعيد ًا عن مسارها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫جسم ٌ‬
‫ثقيل‬ ‫ٌ‬ ‫إنذار!‬
‫ثـم َ‬
‫قال ريان‪:‬‬ ‫األصدقاء إىل الشاشة‪ّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫نظر‬
‫َ‬
‫ال أرى شيئ ًا!‬
‫نطاق اجلبار ُمصط ّف ًة‬
‫نجوم ِ‬
‫ُ‬ ‫ـر! مل َت ُعد‬ ‫قالت مايا‪ُ :‬‬
‫انظ ْ‬
‫يف ٍّ‬
‫خط مستقيم‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫قالت آفا مذعور ًة‪ُّ :‬‬
‫أظن أ ّننا قريبونَ من ٍ‬
‫ثقب أسود‪،‬‬
‫ِ‬
‫ضوء‬ ‫ِ‬
‫جاذبية الثقب األسود عىل ثنـي‬ ‫يعمل ُ‬
‫جمال‬ ‫ُ‬ ‫إذ‬
‫ال ُّنـجوم القريبة منه‪ ،‬كام ُ‬
‫تفعل العدس ُة بالضوء الذي‬
‫ـرها‪.‬‬‫يـمـر َع ْـب َ‬
‫ُّ‬
‫ُ‬
‫أثقل من‬ ‫أسود‬
‫ُ‬ ‫ثقب‬
‫كـر َر احلاسوب‪ :‬تأكيد! ٌ‬ ‫ّ‬
‫أفق احلدث‬ ‫بس ِ‬
‫عة السفينة‪ُ .‬‬ ‫يتـحر ُك ُ‬
‫ّ‬ ‫بمرت ِ‬
‫ني‪،‬‬ ‫الشمس ّ‬
‫مخسة كيلو مرتات‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫للثقب عىل ُب ِ‬
‫عد‬
‫‪11‬‬
‫قال ريان ومايا مع ًا‪ٌ :‬‬
‫ثقب أسود؟!‬
‫نتحر َك‬ ‫َـلعـثِ َ‬
‫ـم ًة‪ :‬علينا أن ّ‬ ‫قالت آفا ُمـت ْ‬
‫ْ‬
‫الثقب يف‬
‫ُ‬ ‫بعيد ًا ِمن فو ِرنا كي ال َ‬
‫يبتلعنا‬
‫حال ُوصولِـنا إليه!‬
‫ِ‬
‫ـرخ يف احلاســوب‪:‬‬‫ـذت مايــا تـ ُ‬
‫أخـ ْ‬
‫أرسع بعيــد ًا!‬
‫ْ‬ ‫بأقــى طاقتِــك‪،‬‬
‫ـحركات‬
‫ر َّد احلاسوب‪ :‬تشغيل ُم ّ‬
‫الطوارئ!‬
‫الـج ْذ َب كانَ قو ّي ًا جدّ ًا‪.‬‬
‫لكن َ‬‫َّ‬
‫نقرتب من الثقب‬
‫ُ‬ ‫تابع احلاسوب‪:‬‬ ‫َ‬
‫األسود‪ .‬أربعة كيلو مرتات عىل ُأ ِ‬
‫فق‬
‫احلدث‪ .‬ثالثة كيلومرتات‪ .‬كيلومرت‬
‫واحد‪ .‬مخسمئة مرت‪ .‬الطاقة القصوى‪.‬‬
‫تو َّق ْف! تو َّق ْف!‬

‫‪12‬‬
13
‫ِ‬
‫حرب‬ ‫صمت يف‬
‫ٌ‬ ‫بقيت السفين ُة بال حراك‪ ،‬وسا َد‬
‫جاذبي ُة الثقب األسود‬ ‫ّ‬ ‫ب هذه‪.‬‬ ‫والـج ْذ ِ‬
‫َ‬ ‫الش ِّ‬
‫ـد‬ ‫َّ‬
‫الفضائية الفائق ُة من‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫املركبة‬ ‫الـمريعة من جهة‪ ،‬وقو ُة‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫جهة أخرى‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫أعلن احلاسوب‪ :‬نبتعدُ عن ِ‬
‫أفق احلدث ثالثة‬ ‫َ‬
‫نتحر ُك بعيد ًا عن الثقب األسود‪.‬‬
‫كيلومرتات‪ّ .‬‬
‫سألت مايا‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ثـم‬
‫الصعداء‪ّ ،‬‬ ‫األصدقاء ُّ‬
‫ُ‬ ‫س‬ ‫تن ّف َ‬
‫الثقب األسود؟‬
‫ُ‬ ‫آفا! ما‬
‫‪15‬‬
‫رب من الشمس‬ ‫نجـم أك ُ‬
‫ٌ‬ ‫يموت‬
‫ُ‬ ‫أجابت آفا‪َ :‬‬
‫حني‬
‫ويصبح كثقب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ينضغط يف العدم‪،‬‬ ‫ثـم‬
‫نفسه‪ّ ،‬‬ ‫ينهار عىل ِ‬
‫ُ‬
‫يصبح عىل نحو غريب داخل‬ ‫ُ‬ ‫يف الفضاء‪ ،‬ح ّتـى الزمانُ‬
‫الثقب األسود و ُقر َبه‪ ،‬فهو يميض بوترية خمتلفة‪.‬‬
‫ٌ‬
‫فضائية يف‬ ‫ٌ‬
‫سفينة‬ ‫سقطت‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫حيدث إذا‬ ‫َ‬
‫سأل ريان‪ :‬ماذا‬
‫الثقب األسود؟‬
‫‪16‬‬
‫وتتحو ُل إىل‬
‫ّ‬ ‫نحو مركز الثقب‪،‬‬‫سح ُب َ‬‫ر ّد ْت آفا‪ُ :‬ت َ‬
‫ِ‬
‫حدث الثقب نقط َة الالعودة‪.‬‬ ‫فق‬‫عدم‪ُ .‬يعدُّ ُأ ُ‬
‫عدد ال ُّثقوب ُّ‬
‫السود؟‬ ‫سألت مايا‪ :‬وما ُ‬
‫ألف نجـم يف‬‫لك ِّل ِ‬ ‫العلامء أنَّ ُ‬
‫ُ‬ ‫قالت آفا‪ :‬يعتقدُ‬
‫ُ‬
‫االفرتاض‬ ‫الكون ثقب ًا أسو َد واحد ًا‪ ،‬وإذا كانَ هذا‬
‫مليارات ال ُّثقوب ُّ‬
‫السود‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫صحيح ًا فسيكونُ ُه َ‬
‫نالك‬
‫عادل ُكتل َة الشمس‪ ،‬وكتل ُة ِ‬
‫بعضها‬ ‫بعضـها ُت ُ‬ ‫ُكتل ُة ِ‬

‫‪17‬‬
‫رب بكثري‪ ،‬كام أنّ ُه َ‬
‫نالك ثقب ًا أسو َد ضخ ًام يف‬ ‫اآلخر أك ُ‬
‫عادل ُكتلتُـ ُه ُكتل َة مليون شمس‬‫جمرتِنا متام ًا‪ُ ،‬ت ُ‬
‫نتصف ّ‬ ‫ُم َ‬
‫بعيد جدّ ًا (نحو ثالثني‬‫ُمـجتمع ًة‪ ،‬لكن اطمئ ّنـا! إ ّن ُه ٌ‬
‫مليون مليار كيلو مرت)‪.‬‬
‫صوت احلاسوب ل ُي َط ْمـئِ َن اجلميع‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫أتى‬
‫هبوط! أه ً‬
‫ال بكم يف كوكب األرض‪.‬‬
‫ْـهـم‬
‫األصدقاء إىل فناء منزل مايا‪ ،‬ففاجأت ُ‬
‫ُ‬ ‫هرع‬
‫َ‬
‫ريح باردة‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪18‬‬
‫أظن‬
‫حار؟ ُّ‬ ‫واجلو ّ‬
‫ُّ‬ ‫ـتعجب ًة‪ :‬ألـم ُن ِ‬
‫غاد ْر‪،‬‬ ‫قالت مايا ُم ّ‬ ‫ْ‬
‫يمض عىل غيابِـنا سوى بضع ساعات؟‬ ‫أن ُه مل ِ‬
‫الوقت عىل نح ٍو‬‫ُ‬ ‫يمـر‬
‫الشتاء! ُّ‬ ‫قالت آفا‪ :‬لقد أتى ِّ‬
‫رب الثقب األسود‪.‬‬ ‫ُمـختلف ُق َ‬
‫مع الثقب األسود‪ ،‬كانَ قد مىض‬ ‫خالل حربـهم َ‬ ‫َ‬
‫أشهـر‪ ،‬وكانَ والدا مايا يف االنتظار‪.‬‬ ‫يف األرض س ّت ُة ُ‬
‫ِ‬
‫عليه أبد ًا‪.‬‬ ‫ـحسدُ ونَ‬
‫موقف ال ُي َ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫أصدقاؤنا الثالثة يف‬

‫‪19‬‬

You might also like