You are on page 1of 186

‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬

‫مكتبة مشكاة السإلمية‬


‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫لشيخ السإلما زكريا النأصارى‬
‫الكتاب شرح لمختصرالمؤلف المسمى بـ ) لب الصأول( الذي اختصر فيه جمع‬
‫الجوامع‬

‫مقدمة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫الحمد لله الذي أظهر بدائع مصنوعاته على أحسن نظام‪ ،‬وخص من بينها من‬
‫شاء بمزيد الطول والنعام‪ ،‬ووفقه وهداه إلى دين السإلم‪ ،‬وأرشده إلى طريق‬
‫معرفة السإتنباط لقواعد الحكام‪ ،‬لمباشرة الحلل وتجنب الحرام‪ ،‬وأشهد أن ل‬
‫إله إل الله وحده ل شريك له ذو الجلل والكإرام‪ ،‬وأشهد أن سإيدنا محمدا عبده‬
‫ورسإوله المفضل على جميع النام‪ ،‬صألى الله وسإلم عليه وعلى آله وصأحبه‬
‫الغّر الكرام‪.‬‬
‫وبعد‪ ،‬فهذا شرح لمختصري المسمى بـ‬
‫) لب الصأول( الذي اختصرت فيه جمع الجوامع يبين حقائقه‪ ،‬ويوضح دقائقه‪،‬‬
‫ويذلل من اللفظ صأعابه‪ ،‬ويكشف عن وجه المعاني نقابه‪ ،‬سإالكا فيه غالبا‬
‫عبارة شيخنا العلمة‪ ،‬المحقق الفهامة الجلل المحلي لسلسإتها وحسن‬
‫تأليفها‪ ،‬وروما لحصول بركإة مؤلفها‪ ،‬وسإميته‪» :‬غاية الوصأول إلى شرح لب‬
‫الصأول«‪ .‬والله أسإأل أن ينفع به وهو حسبي ونعم الوكإيل‪.‬‬
‫)بسم الله الرحمن الرحيم(‪ :‬أي أؤلف أو أبتدىء تأليفي‪ ،‬والباء للمصاحبة‬
‫ليكون ابتداء التأليف مصاحبا لسإم الله تعالى المتبّركّ بذكإره‪ ،‬وقيل‪ :‬للسإتعانة‬
‫و‪ .‬وقيل‪ :‬من الوسإم وهو‬ ‫نحو‪ :‬كإتبت بالقلم‪ ،‬والسإم من السموّ وهو العل ّ‬
‫العلمة‪ ،‬والله علم للذات الواجب الوجود المستحق لجميع الصفات الجميلة‪،‬‬
‫والرحمن الرحيم صأفتان بنيتا للمبالغة من رحم‪ ،‬والرحمن أبلغ من الرحيم‪ ،‬لن‬
‫زيادة البناء تدل على زيادة المعنى كإما في قطع وقطع‪.‬‬

‫)الحمد لله الذي وفقنا(‪ :‬أي خلق فينا قدرة‪) .‬للوصأول إلى معرفة الصأول(‪:‬‬
‫فيه براعة السإتهلل‪ ،‬والحمد لغة الثناء باللسان على الجميل الختياري على‬
‫جهة التبجيل والتعظيم‪ ،‬وعرفا فعل ينبىء عن تعظيم المنعم من حيث إنه منعم‬
‫على الحامد أو غيره‪ ،‬وابتدأت بالبسملة والحمدلة اقتداء بالكتاب العزيز وعمل ً‬
‫ل ل َ يبدأ فيه بب ْ‬
‫سم ِ الله الّرحمن الّرحيم«‬ ‫ل أمرٍ ذي َبا ٍ‬ ‫بخبر أبي داود وغيره‪» :‬كإ ُ ّ‬
‫دمت البسملة‬‫م« أي‪ :‬مقطوع البركإة‪ ،‬وق ّ‬ ‫وفي رواية‪» :‬بالحمد لله فَُهو أ ْ‬
‫جذ َ ُ‬
‫عمل ً بالكتاب والجماع‪ ،‬والحمد مختص بالله‪ ،‬كإما أفادته الجملة سإواء جعلت‬
‫أل فيه للسإتغراق أم للجنس أم للعهد‪ ،‬كإما بينت ذلك في شرح البهجة وغيره‪.‬‬
‫سر لنا سإلوكّ(‪ :‬أي دخول‪) .‬مناهج(‪ :‬جمع منهج أي طرق حسنة‪) .‬بـ( سإبب‬ ‫)وي ّ‬
‫وة أودعها في العقول(‪ :‬جمع عقل وهو غريزة يتبعها العلم بالضروريات عند‬ ‫)ق ّ‬
‫سإلمة اللت‪ ،‬وقد بسطت الكلم عليه في شرح لداب البحث‪) .‬والصلة(‪:‬‬
‫وهي من الله رحمة ومن الملئكة اسإتغفار‪ ،‬ومن الدمي تضّرع ودعاء‪.‬‬
‫)والسلم(‪ :‬بمعنى التسليم‪) .‬على محمد(‪ :‬نبينا‪ ،‬ومحمد علم منقول من اسإم‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫مى به نبينا بإلهام من الله تعالى تفاؤل ً بأنه يكثر حمد‬
‫مفعول المضعف تس ّ‬
‫الخلق له لكثرة صأفاته الجميلة‪) .‬وآله(‪ :‬هم مؤمنوا بني هاشم وبني المطلب‪.‬‬
‫)وصأحبه(‪ :‬هو عند سإيبويه إسإم جمع لصحابة بمعنى الصحابي‪ ،‬وهو كإما سإيأتي‬
‫من اجتمع مؤمنا بنبينا صألى الله عليه وسإّلم‪ ،‬وعطف الصحب على الل‬
‫الشامل لبعضهم لتشمل الصلة والسلم باقيهم‪ ،‬وجملتا الحمد والصلة‬
‫والسلم على من ذكإر خبريتان لفظا إنشائيتان معنى‪ ،‬إذ القصد بالولى الثناء‬
‫على الله بأنه مالك لجميع الحمد من الخلق‪ ،‬وبالثانية إيجاد الصلة والسلم ل‬
‫العلم بذلك‪ ،‬وإن كإان هو القصد بهما في الصأل‪) .‬الفائزين(‪ :‬أي الناجين‬
‫دم عليه هنا وفيما يأتي‬‫والظافرين )من الله(‪ :‬متعلق بقولي‪) :‬بالقبول(‪ :‬ق ّ‬
‫رعاية للسجع‪ ،‬ويجوز تعلقه بما قبله‪.‬‬

‫)وبعد(‪ :‬يؤتى بها للنتقال من أسإلوب إلى أسإلوب آخر‪ ،‬وأصألها أما بعد بدليل‬
‫لزوم الفاء في حيزها غالبا لتضمن أما معنى الشرط والصأل مهما يكن من‬
‫شيء بعد البسملة والحمدلة والصلة والسلم على من ذكإر‪) .‬فهذا(‪ :‬المؤلف‬
‫الحاضر ذهنا )مختصر(‪ :‬من الختصار‪ ،‬وهو تقليل اللفظ وتكثير المعنى‪) .‬في‬
‫الصألين(‪ :‬عبر به دون الصأولين أي أصأول الفقه وأصأول الدين‪ ،‬إيثارا للتخفيف‬
‫وفّ‪.‬‬‫والختصار‪) .‬وما معهما(‪ :‬من المقدمات والتقليد وآداب الفتيا وخاتمة التص ّ‬
‫)احتضرت فيه جمع الجوامع للعلمة(‪ :‬شيخ السإلم عبد الوهاب‪) .‬التاج(‪ :‬ابن‬
‫المام شيخ السإلم تقي الدين‪) .‬السبكي رحمه الله(‪ :‬وتغمده بغفرانه‪ ،‬وكإساه‬
‫حِلي رضوانه‪) .‬وأبدلت منه(‪ :‬أي من جمع الجوامع‪) .‬غير المعتمد والواضح‬ ‫ُ‬
‫بهما(‪ :‬أي بالمعتمد والواضح‪) .‬مع زيادات حسنة(‪ :‬سإتقف عليها إن شاء الله‬
‫تعالى‪) .‬ونبهت على خلفّ المعتزلة(‪ :‬ولو مع غيرهم‪) .‬بعندنا و(‪ :‬على خلفّ‬
‫)غيرهم(‪ :‬وحده‪) .‬بالصأح غالبا(‪ :‬فيهما‪) .‬وسإميته لب الصأول راجيا(‪ :‬أي‬
‫مؤملً‪) .‬من الله( تعالى‪) .‬القبول وأسإأله النفع به(‪ :‬لمؤلفه وقارئه ومستمعه‬
‫و‪) .‬وينحصر مقصوده(‪ :‬أي لب‬ ‫وسإائر المؤمنين‪) .‬فإنه خير مأمول(‪ :‬أي مرج ّ‬
‫الصأول‪) .‬في مقدمات(‪ :‬بكسر الدال كإمقدمة الجيش من قدم اللزم بمعنى‬
‫تقدم‪ ،‬وبفتحها على قلة كإمقدمة الرجل في لغة من قدم المتعدي أي‪ :‬في أمور‬
‫متقدمة أو مقدمة على المقصود بالذات للنتفاع بها فيه مع توقفه على بعضها‪،‬‬
‫كإتعريف الحكم وأقسامه‪ ،‬إذ يثبتها الصأولي تارة وينفيها أخرى كإما سإيجيء‪.‬‬
‫)وسإبعة كإتب(‪ :‬في المقصود بالذات‪ ،‬خمسة في مباحث أدلة الفقه‪ :‬الكتاب‬
‫والسنة والجماع والقياس والسإتدلل‪ .‬والسادس في التعادل والتراجيح‪.‬‬
‫والسابع في الجتهاد‪ ،‬وما يتبعه من التقليد وأدب الفتيا وما ضم إليه من علم‬
‫الكلم المفتتح بمسألة التقليد في أصأول الدين المختتم بما يناسإبه من خاتمة‬
‫التصوفّ‪ ،‬وهذا الحصر من حصر الكلي‬

‫في أجزائه ل الكلي في جزئياته‪.‬‬

‫المقدمات‬
‫وره طالبه بما يضبط‬
‫أي‪ :‬مبحثها‪ .‬افتتحهتا كإالصأل بتعريف أصأول الفقه ليتص ّ‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫مسائله الكثيرة‪ ،‬ليكون على بصيرة في تطلبها‪ ،‬إذ لو تطلبها قبل بطلها لم يأمن‬
‫ن‬
‫فوات ما يرجيه وصأرفّ الهمة إلى ما ل يعنيه فقلت‪) :‬أصأول الفقه(‪ :‬أي الف ّ‬
‫المسمى بهذا اللقب المشعر بمدحه بابتغاء الفقه عليه‪ ،‬إذ الصأل ما يبنى عليه‬
‫غيره‪) .‬أدلة الفقه الجمالية(‪ :‬أي غير المعينة كإمطلق المر والجماع من حيث‬
‫إنه يبحث عن أّولهما‪ ،‬بأنه الوجوب حقيقة‪ ،‬وعن ثانيهما بأنه حجة‪) .‬وطرق‬
‫اسإتفادة جزئياتها(‪ :‬التي هي أدلة الفقه التفصيلية المستفاد هو منها‪ ،‬والمراد‬
‫بالطرق المرجحات التي أكإثرها في الكتاب السادس‪) .‬وحال مستفيدها(‪ :‬أي‪:‬‬
‫وصأفات مستفيد جزئيات أدلة الفقه الجمالية‪ ،‬وهو المجتهد لنه الذي يستفيدها‬
‫بالمرجحات عند تعارضها دون المقلد‪ ،‬والمراد بصفاته شرائطه التية في‬
‫الكتاب السابع‪ ،‬ويعبر عنها بشروط الجتهاد‪ ،‬وخرج بأدلة الفقه غير الدلة‬
‫كإالفقه‪ ،‬وأدلة غير الفقه كإأدلة الكلم وبعض أدلة الفقه وبالجمالية التفصيلية‬
‫وإن لم يتغاير إل بالعتبار‪ :‬كإأقيموا الصلة ول تقربوا الزنا‪ ،‬وصألته صألى الله‬
‫عليه وسإّلم في الكعبة‪ ،‬فليست أصأول الفقه‪ ،‬وإنما يذكإر بعضها في كإتبه‬
‫للتمثيل‪.‬‬

‫)وقيل(‪ :‬أصأول الفقه )معرفتها(‪ :‬أي عرفة أدلة الفقه وما عطف عليها‪ ،‬ورجح‬
‫الول لن الدلة وما عطف عليها إذا لم تعرفّ لم تخرج عن كإونها أصأولً‪،‬‬
‫والصأل قال‪ :‬أصأول الفقه دلئل الفقه الجمالية‪ ،‬وقيل معرفتها‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫والصأولي العارفّ بها وبطرق اسإتفادتها ومستفيدها مخالفا في ذلك الصأوليين‬
‫باعترافه‪ ،‬وقرره في منع الموانع بما ل يشفي‪ ،‬وقرره شيخنا العلمة الجلل‬
‫المحلي بما ل مزيد عليه‪ ،‬واسإتبعده أيضا شيخه العلمة الشمس البرماوي‪،‬‬
‫وقال‪ :‬ل يعرفّ في المنسوب زيادة قيد من حيث النسبة على المنسوب إليه‪،‬‬
‫وعدلت عن قوله دلئل إلى قولي أدلة‪ ،‬لن الموجود هنا جمع قلة ل جمع كإثرة‪،‬‬
‫ولما قيل إن فعائل لم يأت جمعا لسإم جنس بوزن فعيل‪ ،‬وإن رد ّ بأنه أتى نادرا‬
‫كإوصأائد جمع وصأيد‪.‬‬
‫واعلم أن لكل علم مبادىء وموضوعا ومسائل‪ ،‬فمبادئه ما يتوقف عليه‬
‫المقصود بالذات من تعريفه وتعريف أقسامه‪ ،‬وفائدته وهي هنا العلم بأحكام‬
‫ورها‪.‬‬
‫لله وما يستمد منه‪ ،‬وهو هنا علم الكلم والعربية والحكام أي تص ّ‬
‫وموضوعه‪ :‬أي ما يبحث في ذلك العلم عن عوارضه الذاتية كإأدلة الفقه هنا‪.‬‬
‫ومسائله‪ :‬ما يطلب نسبة محموله إلى موضوعه في ذلك العلم‪ ،‬كإعلمنا هنا بأن‬
‫المر للوجوب حقيقة والنهي للتحريم كإذلك‪.‬‬

‫ورها‪ ،‬لنه‬
‫)والفقه علم بحكم(‪ :‬أي نسبة تامة‪ ،‬فالعلم بها تصديق بتعلقها ل تص ّ‬
‫من مبادىء أصأول الفقه‪ ،‬ول تصديق بثبوتها لنه من علم الكلم‪) .‬شرعي(‪ :‬أي‬
‫مأخوذ من الشرع المبعوث به النبي الكريم‪) .‬عملي(‪ :‬أي متعلق بكيفية عمل‬
‫قلبي أو غيره‪ ،‬كإالعلم بوجوب النية في الوضوء وبندب الوتر‪) .‬مكتسب(‪ :‬ذلك‬
‫العلم لمكتسبه‪) .‬من دليل تفصيلي(‪ :‬للحكم‪ .‬فالعلم كإالجنس‪ ،‬وخرج بالحكم‬
‫ور النسان والبياض والقيام‪ ،‬وبالشرعي‬ ‫العلم بالذات والصفة والفعل كإتص ّ‬
‫العلم بالحكم العقلي والحسي واللغوي والوضعي‪ ،‬كإالعلم بأن الواحد نصف‬
‫الثنين‪ ،‬وأن النار محرقة‪ ،‬وأن النور الضياء‪ ،‬وأن الفاعل مرفوع‪ ،‬وبالعملي‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫العلم بالحكم الشرعي العلمي أي العتقادي‪ ،‬كإالعلم في أصأول الفقه بأن‬
‫الجماع حجة‪ ،‬والعلم في أصأول الدين بأن الله واحد‪ ،‬وبالمكتسب علم الله‬
‫وجبريل بما ذكإر‪ ،‬وكإذا علم النبي به الحاصأل بوحي‪ ،‬وعلمنا به بالضرورة بأن‬
‫علم من الدين بالضرورة كإإيجاب الصلة والزكإاة والحج وتحريم الزنا والسرقة‪،‬‬
‫وبالدليل التفصيلي العلم بذلك للمقلد‪ ،‬فإنه من المجتهد بواسإطة دليل إجمالي‪،‬‬
‫وهو أن هذا الحكم أفتاه به المفتي‪ ،‬وكإل ما أفتاه به المفتي‪ ،‬فهو حكم الله في‬
‫حقه فعلمه مثل ً بوجوب النية في الوضوء كإذلك ليس من الفقه‪ ،‬وعبروا عن‬
‫الفقه هنا بالعلم وإن كإان لظنية أدلته ظنا كإما عبروا به في كإتاب الجتهاد‪ ،‬لنه‬
‫وته قريب من العلم‪ ،‬ونكرت العلم والحكم وأفردتهما‬ ‫ظن المجتهد الذي هو لق ّ‬
‫تبعا للعلمة البرماوي‪ ،‬لن التحديد إنما هو للماهية من غير اعتبار كإمية أفرادها‪،‬‬
‫ولن في تعبيري بحكم ل بالحكام الذي عبر به الصأل كإغيره سإلمة من ورود‬
‫أن العلم بجميع الحكام ينافي قول كإل من أكإابر الفقهاء في مسائل سإئلوا‬
‫عنها‪ :‬ل أدري‪ ،‬وإن أجيب عنه بأنهم متهيئون للعلم بأحكامها بمعاودة النظر‬
‫وإطلق العلم على مثل هذا التهيوء شائع عرفا‪ .‬يقال‪ :‬فلن يعلم النحو ول يراد‬
‫أن جميع مسائله حاضرة عنده مفصلة‪ ،‬بل إنه‬

‫متهيىء لذلك‪.‬‬

‫)والحكم خطاب الله( تعالى أي‪ :‬كإلمه النفسي الزلي المسمى في الزل‬
‫خطابا على الصأح كإما سإيأتي‪) .‬المتعلق(‪ :‬إما )بفعل المكلف(‪ :‬أي البالغ‬
‫العاقل الذي لم يمتنع تكليفه تعلقا معنويا قبل وجوده أو بعد وجوده قبل البعثة‪،‬‬
‫وتنجيزيا بعد وجوده بعد البعثة‪ ،‬إذ ل حكم قبلها كإما سإيأتي ذلك‪) .‬اقتضاء(‪ :‬أي‬
‫طلبا للفعل وجوبا أو ندبا أو حرمة أو كإراهة أو خلفّ الولى‪) .‬أو تخييرا(‪ :‬بين‬
‫الفعل وتركإه أي‪ :‬إباحة فيشمل ذلك الفعل القلبي العتقادي وغيره‪ .‬والقولي‬
‫وغيره والكف والمكلف الواحد كإالنبي صألى الله عليه وسإّلم في خصائصه‪،‬‬
‫والكإثر من الواحد‪) ،‬و( إما )بأعم( من فعل المكلف )وضعا وهو( الخطاب‬
‫)الوارد( بكون الشيء )سإببا وشرطا ومانعا وصأحيحا وفاسإدا(‪ :‬وسإيأتي بيانها‪،‬‬
‫فيشمل ذلك فعل المكلف كإالزنا سإببا لوجوب الحد‪ ،‬وغير فعله كإالزوال سإببا‬
‫لوجوب الظهر‪ ،‬وإتلفّ غير المكلف كإالسكران سإببا لوجوب الضمان‪ ،‬وخطاب‬
‫كإالجنس وخرج بإضافته إلى الله خطاب غيره‪ ،‬وإنما وجبت طاعة الرسإول‬
‫والسيد مثل ً بإيجاب الله تعالى أياها‪ ،‬وبفعل المكلف خطاب الله تعالى المتعلق‬
‫بذاته وصأفاته وذوات المكلفين والجمادات‪ ،‬كإمدلول الله ل إله إل هو خالق كإل‬
‫شيء ولقد خلقناكإم ويوم نسير الجبال‪ ،‬وبالقتضاء والتخيير والوضع مدلول وما‬
‫تعملون من قوله‪} :‬والله خلقكم وما تعملون{ فإنه متعلق بفعل المكلف ل‬
‫باقتضاء ول تخيير‪ ،‬ول وضع بل من حيث الخبار بأنه مخلوق لله‪ ،‬ول يتعلق‬
‫الخطاب التكليفي بفعل غير المكلف ووليه مخاطب بأداء ما وجب في ماله‬
‫منه‪ ،‬كإما يخاطب صأاحب البهيمة بضمان ما أتلفته حيث فرط في حفظها لتنزل‬
‫ي كإصلته المثاب عليها ليس لنه‬ ‫فعلها حينئذ منزلة فعله‪ ،‬وصأحة عبادة الصب ّ‬
‫مأمور بها كإما في البالغ‪ ،‬بل ليعتادها فل يتركإها‪ ،‬وبما تقرر علم أن خطاب‬
‫الوضع حكم شرعي متعارفّ‪ ،‬وهو ما اختاره ابن الحاجب خلفا لما جرى عليه‬
‫الصأل‪ ،‬وذلك لنه ل‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬

‫يعلم إل بوضع الشرع كإالخطاب التكليفي‪ ،‬بل قيل‪ :‬إنه ل حاجة لذكإره لنه‬
‫داخل في القتضاء والتخيير‪ ،‬إذ ل معنى لكون الزوال مثل ً سإببا لوجوب الظهر‬
‫إل إيجابها عنده‪ ،‬ول لكون الطهارة شرطا للقدام على البيع إل إباحة القدام‬
‫عندها وتحريمه عند فقدها‪ .‬وقيل‪ :‬إنه ليس بحكم حقيقة لنه ليس بإنشاء بل‬
‫خبر عن ترتب آثار هذه المور عليها‪ .‬قال البرماوي‪ :‬وليس لهذا الخلفّ كإبير‬
‫فائدة‪ ،‬بل هو خلفّ لفظي وإذا ثبت أن الحكم خطاب الله‪) .‬فل يدركّ حكم إل‬
‫من الله(‪ :‬فل يدركّ العقل شيئا مما يأتي عن المعتزلة المعبر عن بعضه‬
‫بالحسن والقبح بالمعنى التي على الثر‪) .‬وعندنا(‪ :‬أيها الشاعرة )أن الحسن‬
‫والقبح(‪ :‬لشيء )بمعنى ترتب( المدح و)الذم حالً( والثواب )والعقاب مآلً(‪:‬‬
‫كإحسن الطاعة وقبح المعصية‪) .‬شرعيان(‪ :‬أي ل يحكم بهما إل الشرع‬
‫المبعوث به الرسإل‪ .‬أي‪ :‬ل يدركّ إل به ول يؤخذ إل منه‪ ،‬أما عند المعتزلة‬
‫فعقليان‪ .‬أي‪ :‬يحكم بهما العقل بمعنى أنه طريق إلى العلم بهما يمكن إدراكإه‬
‫به من غير ورود سإمع لما في الفعل من مصلحة أو مفسدة يتبعها حسنه أو‬
‫قبحه عند الله‪ .‬أي‪ :‬يدركّ العقل ذلك إما بالضرورة كإحسن الصدق النافع وقبح‬
‫الكذب الضار‪ ،‬أو بالنظر كإحسن الكذب النافع وقبح الصدق الضار‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫العكس‪ .‬والشرع يؤكإذ ذلك أو بإعانة الشرع فيما خفي على العقل كإحسن‬
‫وال وتركإت كإالصأل‬‫صأوم آخر يوم من رمضان‪ ،‬وقبح صأوم أّول يوم من ش ّ‬
‫المدح والثواب للعلم بهما من ذكإر مقابلهما النسب بأصأول المعتزلة‪ ،‬إذ‬
‫العقاب عندهم ل يتخلف ول يقبل الزيادة والثواب يقبلهما‪ ،‬وإن لم يتخلف أيضا‪،‬‬
‫وخرج بمعنى ترتب ما ذكإر الحسن والقبح بمعنى ملءمة الطبع ومنافرته‬
‫كإحسن الحلو وقبح المر‪ ،‬وبمعنى صأفة الكمال والنقص كإحسن العلم وقبح‬
‫الجهل فعقليان‪ ،‬أي‪ :‬يحكم بهما العقل اتفاقا‪) .‬و(عندنا )أن شكر المنعم(‪ :‬وهو‬
‫صأرفّ العبد جميع ما أنعم الله به عليه من السمع وغيره إلى ما خلق له )واجب‬
‫بالشرع(‪ :‬ل‬

‫بالعقل فمن لم يبلغه دعوة نبي ل يأثم بتركإه خلفا للمعتزلة‪) .‬و(عندنا )أنه ل‬
‫حكم(‪ :‬متعلق بفعل تعلقا تنجيزيا )قبله(‪ :‬أي الشرع أي بعثة أحد من الرسإل‬
‫لنتفاء لزمه حينئذ من ترتب الثواب والعقاب بقوله تعالى‪} :‬وما كإنا معذبين‬
‫حتى نبعث رسإولً{فّ( أي ول مثيبين فاغتنى عن ذكإر الثواب بذكإر مقابله‬
‫الظهر في تحقق معنى التكليف‪ ،‬والقول بأن الرسإول في الية العقل‬
‫وتخصيص العذاب فيها بالدنيوي خلفّ الظاهر‪) .‬بل( انتقالية ل إبطالية‪.‬‬
‫)المر(‪ :‬أي الشأن في وجوب الحكم )موقوفّ إلى وروده(‪ :‬أي الشرع فل‬
‫مخالفة بين من عبر منا في الفعال قبل البعثة بالوقف‪ ،‬ومن نفى منا الحكم‬
‫فيها‪ .‬أما عند المعتزلة فالحكم متعلق به تعلقا تنجيزيا قبل البعثة‪ ،‬فإنهم جعلوا‬
‫العقل حاكإما في الفعال قبل البعثة فما قضى به في شيء منها ضروري‬
‫كإالتنفس في الهواء أو اختياري لخصوصأه بأن أدركّ فيه مصلحة أو مفسدة‪ ،‬أو‬
‫انتفاءهما‪ ،‬فأمر قضائه فيه ظاهر‪ ،‬وهو أن الضروري مقطوع بإباحته‪،‬‬
‫والختياري لخصوصأه ينقسم إلى القسام الخمسة الحرام وغيره‪ ،‬لنه إن‬
‫اشتمل على مفسدة فعله فحرام كإالظلم‪ ،‬أو تركإه فواجب كإالعدل‪ ،‬وإل فإن‬
‫اشتمل على مصلحة فعله فمندوب كإالحسان‪ ،‬أو تركإه فمكروه‪ .،‬وإن لم‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫يشتمل على مفسدة ول مصلحة فمباح‪ ،‬فإن لم يقض العقل في شيء منها‬
‫لخصوصأه بأن لم يدركّ فيه شيئا مما مر كإأكإل الفاكإهة فاختلف في قضائه فيه‬
‫لعموم دليله على ثلثة أقوال‪ :‬أحدها‪ :‬أنه محظور لن الفعل تصرفّ في ملك‬
‫الله تعالى بغير إذنه إذ العالم كإله ملك له تعالى‪ .‬وثانيها‪ :‬أنه مباح لن الله‬
‫تعالى خلق العبد وما ينتفع به‪ ،‬فلو لم يبح له كإان خلقهما عبثا أي خاليا عن‬
‫الحكمة‪ .‬وثالثها‪ :‬الوقف عنهما أي ل يدري أنه محظور أو مباح مع أنه ل يخلو‬
‫عن واحد منهما‪ ،‬إما ممنوع منه فمحظور أو ل فمباح‪ ،‬وذلك لتعارض دليلهما‪،‬‬
‫وقد علم بطلن الثلثة مما مر من قوله تعالى‪} :‬وما كإنا معذبين حتى نبعث‬
‫رسإولً{‪.‬‬

‫تتمة‪ :‬لو وقع بعد البعثة صأورة ل حكم فيها فثلثة أقوال‪ :‬الحظر لية‪:‬‬
‫ل لهم{ فإنها تدل على سإبق التحريم والباحة لقوله تعالى‪:‬‬ ‫}يسألونك ماذا أح ّ‬
‫}خلق لكم ما في الرض جميعا{ والوقف لتعارض الدليلين‪.‬‬
‫)والصأح امتناع تكليف الغافل(‪ :‬وهو من ل يدري كإالنائم والساهي‪ ،‬لن مقتضى‬
‫التكليف بشيء التيان به امتثال ً وذلك يتوقف على العلم بالمكلف به والغافل ل‬
‫يعلم ذلك‪ ،‬ومنه السكران وإن أجرى عليه حكم المكلف تغليظا عليه كإما‬
‫أوضحته في حاشية شرح الصأل وغيرها‪) .‬و(امتناع تكليف )الملجأ(‪ :‬وهو من‬
‫يدري ول مندوحة له عما ألجىء إليه كإالساقط من شاهق على شخص يقتله ل‬
‫مندوحة له عن الوقوع عليه القاتل له‪ ،‬فيمتنع تكليفه بالملجأ إليه وبنقيضه لعدم‬
‫قدرته على ذلك‪ ،‬لن الّول واجب الوقوع‪ ،‬والثاني ممتنعه ول قدرة له على‬
‫واحد منهما‪ .‬وقيل‪ :‬يجوز تكليف الغافل والملجأ بناء على جواز التكليف بما ل‬
‫يطاق كإحمل الواحد الصحرة العظيمة‪ ،‬ورد ّ بأن الفائدة في التكليف بذلك من‬
‫الختبار هل يأخذ في المقدمات منتفية في تكليف من ذكإر‪ ،‬وظاهر أن من ذكإر‬
‫يمتنع أن يتعلق به خطاب غير وضعي بغير الواجب والحرام أيضا‪ ،‬وإن أوهم‬
‫التعبير بالتكليف قصوره عليهما‪) .‬ل المكره(‪ :‬وهو من ل مندوحة له عما أكإره‬
‫عليه إل بالصبر على ما أكإره به‪ ،‬فل يمتنع تكليفه بالمكره عليه‪ ،‬وإن خالف‬
‫داعي الكإراه داعي الشرع ول بنقيضه‪ ،‬وإن وافقه على الصأح فيهما لمكان‬
‫َ‬
‫خط َأ والّنسيا َ‬
‫ن‬ ‫متي ال َ‬
‫نأ ّ‬‫الفعل‪ ،‬لكن لم يقع الّول مع المخالفة لخبر‪ُ» :‬رفِعَ ع َ ْ‬
‫ه«‪ .‬ول الثاني مع الموافقة قياسإا على الّول‪ ،‬وإنما وقعا مع‬ ‫هوا ع ََلي ِ‬
‫سإت ُك ْرِ ُ‬
‫وما ا ْ‬
‫غير ذلك لقدرته على امتثال ذلك بأن يأتي بالمكره عليه لداعي الشرع كإمن‬
‫أكإره على أداء الزكإاة فنواها عند أخذها منه‪ ،‬أو بنقيضه صأابرا على ما أكإره به‪،‬‬
‫وإن لم يكلف الصبر عليه كإمن أكإره على شرب خمر فامتنع منه صأابرا على‬
‫العقوبة‪،‬‬

‫وقيل‪ :‬يمتنع تكليفه بذلك لعدم قدرته على امتثاله‪ ،‬إذ الفعل للكإراه ل يحصل‬
‫المتثال به‪ ،‬ول يمكن التيان معه بنقيضه والقول الّول للشاعرة والثاني‬
‫للمعتزلة وصأححه الصأل ورجع عنه إلى الّول آخرا وأدرج فيما صأححه امتناع‬
‫تكليف المكره على القتل‪ ،‬فاحتاج إلى الجواب عن إثم القاتل المجمع عليه بأنه‬
‫ليس للكإراه‪ ،‬بل ليثاره نفسه بالبقاء على قتيله‪ ،‬وعلى ما رجحناه ل يحتاج إلى‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫الجواب‪ ،‬ثم ما ذكإر في تكليف المكره هو كإلم الصأوليين‪ ،‬أما الفقهاء‬
‫فاضطربت‬

‫أجوبتهم فيه بحسب قوة الدليل‪ ،‬فمرة قطعوا بما يوافق عدم تكليفه كإعدم‬
‫صأحة عقوده وحلها وكإالتلفظ بكلمة الكفر وقلبه مطمئن باليمان‪ ،‬ومرة قطعوا‬
‫بما يوافق تكليفه كإإكإراه الحربي والمرتد على السإلم ونحوه مما هو إكإراه‬
‫بحق‪ ،‬ومرة رجحوا ما يوافق الّول كإإكإراه الصائم على الفطر وإكإراه من حلف‬
‫على شيء فإنه ل يفطر ول يحنث بفعل ذلك على الراجح‪ ،‬ومرة رجحوا ما‬
‫يوافق الثاني كإالكإراه على القتل فإه يأثم بالقتل إجماعا ويلزمه الضمان قودا‬
‫أو مال ً على الراجح‪ .‬ل يقال التعبير بالتكليف قاصأر على الوجوب والحرمة بناء‬
‫على أن التكليف إلزام ما فيه كإلفة لنا نمنع ذلك‪ ،‬فإن ما عداهما لزم للتكليف‪،‬‬
‫إذ لول وجوده لم يوجد ما عداهما أل ترى إلى انتفائه قبل البعثة كإانتفاء‬
‫التكليف‪) .‬ويتعلق الخطاب(‪ :‬من أمر أو غيره فهو أعم من قوله ويتعلق المر‬
‫)عندنا(‪ :‬أيها الشاعرة )بالمعدوم تعلقا معنويا(‪ :‬بمعنى أنه إذا وجد بصفة‬
‫التكليف يكون مخاطبا بذلك الخطاب النفسي الزلي ل تعلقا تنجيزيا بأن يكون‬
‫حال عدمه مخاطبا‪ ،‬أما المعتزلة فنفوا التعلق المعنوي أيضا لنفيهم الكلم‬
‫النفسي‪) ،‬فإن اقتضى(‪ :‬أي طلب الخطاب الذي هو كإلم الله النفسي )فعل ً‬
‫غير كإف( من المكلف )اقتضاء جازما( بأن لم يجز تركإه )فإيجاب(‪ :‬أي فهذا‬
‫وز تركإه )فندب أو(‬ ‫الخطاب يسمى أيجابا )أو( اقتضاء )غير جازم(‪ :‬بأن ج ّ‬
‫اقتضى )كإفا( اقتضاء )جازما( بأن لم يجز فعله‪) .‬فتحريم أو( اقتضاء )غير جازم‬
‫بنهي مقصود( لشيء كإالنهي في خير الصحيحين‪» :‬إذا دخل أحدكإم المسجد فل‬
‫يجلس حتى يصلي ركإعتين )فكراهة(‪ .‬أي فالخطاب المدلول عليه بالمقصود‬
‫يسمى كإراهة ول يخرج عن المقصود دليل المكروه إجماعا أو قياسإا‪ ،‬لنه في‬
‫الحقيقة مستند الجماع أو دليل المقيس عليه‪ ،‬وذلك من المقصود وقد يعبرون‬
‫عن اليجاب والتحريم بالوجوب والحرمة لنهما أثرهما‪ ،‬وقد يعبرون عن‬
‫وزا فيقولون في الول‪ :‬الحكم‬ ‫الخمسة بمتعلقاتها من الفعال كإالعكس تج ّ‬

‫إما واجب أو مندوب الخ‪ .‬وفي الثاني‪ :‬الفعل إما إيجاب أو ندب الخ‪) .‬أو بغير‬
‫مقصود(‪ :‬وهو النهي عن تركّ المندوبات المستفاد من أوامرها‪ ،‬إذ المر بشيء‬
‫يفيد النهي عن تركإه‪) .‬فخلفّ الولى(‪ :‬أي فالخطاب المدلول عليه بغير‬
‫المقصود يسمى خلفّ الولى كإما يسماه متعلقه فعل ً غير كإف كإان كإفطر‬
‫مسافر ل يتضرر بالصوم كإما سإيأتي‪ ،‬أو كإفا كإتركّ صألة الضحى‪ ،‬والفرق بين‬
‫قسمي المقصود وغيره أن الطلب في المقصود أشد ّ منه في غيره‪ ،‬والقسم‬
‫الثاي‬

‫وهو واسإطة بين الكراهة والباحة زاده جماعة من متأخري الفقهاء منهم إمام‬
‫الحرمين على الصأوليين‪ ،‬وأما المتقدمون فيطلقون المكروه على القسمين‪،‬‬
‫وقد يقولون في الول مكروه كإراهة شديدة‪ ،‬كإما يقال في قسم المندوب سإنة‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫مؤكإدة‪ ،‬وعلى ما عليه الصأوليون يقال أو غير جازم فكراهة‪) .‬أو خير(‪:‬‬
‫الخطاب بين الفعل المذكإور والكف عنه )فإباحة( وتعبيري بخير سإالم مما يرد‬
‫على تعبيره بالتخيير من أنه يقتضي أن في الباحة اقتضاء وليس كإذلك‪ ،‬وإن‬
‫كإان عن اليراد جواب وزدت غير كإف لسإلم من مقابلة الفعل بالكف الذي عبر‬
‫عنه الصأل بالتركّ هو ل يقابل به‪ ،‬إذ الكف فعل والتركّ فعل هو كإف كإما‬
‫سإيأتي‪) .‬و(بما ذكإر )عرفت حدودها(‪ :‬أي حدود المذكإورات من أقسام خطاب‬
‫التكليف‪ ،‬فحد اليجاب مثل ً الخطاب المقتضي لفعل غير كإف اقتضاء جازما‪،‬‬
‫وأما حدود أقسام خطاب الوضع فتعرفّ من حده المشهور الذي قدمته وهو‬
‫الخطاب الوارد بكون الشيء سإببا الخ‪ .‬فحد ّ السببي منه مثل ً الخطاب الوارد‬
‫بكون الشيء سإببا لحكم شيء‪ ،‬وأما حدود السبب وغيره من أقسام متعلق‬
‫ن ما‬‫خطاب الوضع فسيأتي‪ ،‬وكإذا حد الحد بالجامع المانع الدافع للعتراض بأ ّ‬
‫عرفّ رسإوم ل حدود‪ ،‬لن المميز فيها خارج عن الماهية‪) .‬والصأح ترادفّ(‬
‫لفظي )الفرض والواجب(‪ :‬أي مسماهما واحد وهو كإما علم من حد ّ اليجاب‬
‫الفعل غير الكف المطلوب طلبا جازما‪ ،‬ول ينافي هذا ما ذكإره أئمتنا من الفرق‬
‫ي تطلق أو فرض‬ ‫بينهما في مسائل‪ ،‬كإما قالوا فيمن قال‪ :‬الطلق واجب عل ّ‬
‫ي ل تطلق‪ ،‬إذ ذاكّ ليس للفرق بين حقيقتيهما‪ ،‬بل لجريان العرفّ بذلك أو‬ ‫عل ّ‬
‫لصأطلح آخر كإما بينته مع زيادة تحقيق في الحاشية‪ .‬ونفت الحنفية ترادفهما‬
‫فقالوا هذا الفعل إن ثبت بدليل قطعي كإالقرآن فهو الفرض كإقراءة القرآن في‬
‫الصلة الثابتة بقوله تعالى‪} :‬فاقرأوا ما تيسر من القرآن{ أو بدليل ظني كإخبر‬
‫الواحد فهو الواجب كإقراءة الفاتحة في الصلة الثابتة بخبر الصحيحين‪» :‬ل‬
‫ن َلم يقرأ‬
‫صأل َة َ لم ْ‬
‫َ‬

‫ب« فيأثم بتركإها ول تفسد به صألته بخلفّ تركّ القراءة‪.‬‬‫كتا ِ‬


‫حةِ ال ِ‬
‫بفات ِ َ‬
‫وع‬ ‫)كإالمندوب(‪ :‬أي كإما أن الصأح ترادفّ ألفاظ المندوب )والمستحب والتط ّ‬
‫والسّنة(‪ :‬والحسن والنفل والمرغب فيه أي مسماها واحد وهو كإما علم من حد‬
‫الندب الفعل غير الكف المطلوب طلبا غير جازم‪ ،‬ونفى القاضي حسين وغيره‬
‫ترادفها فقالوا‪ :‬هذا الفعل إن واظب عليه النبي صألى الله عليه وسإّلم فهو‬
‫السّنة‪ ،‬إل كإأن فعله مرة أو مرتين فهو المستحب‪ ،‬أو لم يفعله وهو ما ينشئه‬
‫وع‪ ،‬ولم يتعرضوا للبقية لعمومها للقسام‬ ‫النسان باختياره من الوراد فهو التط ّ‬
‫الثلثة‪) .‬والخلف( في المسألتين )لفظي(‪ :‬أي عائد إلى اللفظ والتسمية‪ ،‬إذ‬
‫حاصأله في الثانية أن كإل ّ من القسام الثلثة كإما يسمى باسإم من السإماء‬
‫الثلثة كإما ذكإر هل يسمى بغيره منها‪ .‬فقال القاضي وغيره‪ :‬ل إذ السنة‬
‫وع الزيادة‪ ،‬والكإثر يعم ويصدق‬ ‫الطريقة والعادة والمستحب المحبوب والتط ّ‬
‫على كإل من القسام أنه طريقة وعادة في الدين ومحبوب للشارع وزائد على‬
‫الواجب‪ .‬وفي الولى أن ما ثبت بقطعي كإما يسمى فرضا هل يسمى واجبا‪،‬‬
‫وما ثبت بظني كإما يسمى واجبا هل يسمى فرضا؟ فعند الحنفية ل أخذا للفرض‬
‫من فرض الشيء حزه أي قطعُ بعضه‪ ،‬وللواجب من وجب الشيء وجبة سإقط‬
‫وما ثبت بظني سإاقط من قسم المعلوم‪ ،‬وعندنا نعم أخذا من فرض الشي‬
‫ل من المقدر والثابت أعم من أن يثبت‬ ‫دره ووجب الشيء وجوبا ثبت وكإ ّ‬ ‫ق ّ‬
‫بقطعي أو ظني ومأخذنا أكإثر اسإتعمال ً مع أنهم نقضوا أصألهم في أشياء منها‬
‫جعلهم مسح ربع الرأس والقعدة في آخر الصلة والوضوء من الفصد فرضا مع‬
‫أنها لم تثبت بدليل قطعي‪ ،‬وما مر من أن تركّ الفاتحة من الصلة ل يفسدها‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫عندهم أي دوننا ل يضر في أن الخلف لفظي‪ ،‬لنه كإم فقهي ل دخل له في‬
‫التسمية‪.‬‬
‫)‬

‫و( الصأح )أنه( أي المندوب )ل يجب( بالشروع فيه )إتمامه(‪ :‬لن المندوب‬
‫يجوز تركإه وتركّ إتمامه المبطل لما فعل منه تركّ له‪ .‬وقالت الحنفية يجب‬
‫إتمامه لقوله تعالى‪} :‬ول تبطلوا أعمالكم{ حتى يجب بتركّ الصلة والصوم‬
‫سه إن شاَء‬‫ف ِ‬
‫م المتطوّع ُ أميُر ن َ ْ‬
‫منه إعادتهما وعورض في الصوم بخبر‪» :‬الصائ ُ‬
‫شاَء أفْط ََر« رواه الترمذي وغيره‪ ،‬وصأحح الحاكإم إسإناده‪ ،‬ويقاس‬ ‫ن َ‬
‫م وإ ْ‬
‫صأا َ‬
‫بالصوم الصلة فل تشملهما الية جمعا بين الدلة‪) .‬ووجب( إتمامه )في‬
‫النسك( من حج أو عمرة )لنه كإفرضه نية(‪ :‬فإنها في كإل منهما قصد الدخول‬
‫في النسك أي التلبس به )وغيرها( كإكفارة فإنها تجب في كإل منهما بالوطء‬
‫المفسد له وكإانتفاء الخروج بالفساد‪ ،‬فإن كإل ّ منهما ل يحصل الخروج منه‬
‫ي في فاسإده وغير النسك ليس نفله كإفرضه فيما ذكإر‪،‬‬ ‫بفساده‪ ،‬بل يجب المض ّ‬
‫فالنية في نفل الصلة والصوم غيرهما في فرضهما‪ ،‬والكفارة في فرض الصوم‬
‫دون نفله ودون الصلة مطلقا وبفسادهما يحصل الخروج منهما مطلقا‪ ،‬ففارق‬
‫النسك المندوب غيره من باقي المندوب في وجوب إتمامه‪ ،‬وتعبيري بالنسك‬
‫أعم من تعبيره بالحج‪ ،‬ثم أخذت في بيان متعلق خطاب الوضع من سإبب وغيره‬
‫فقلت‪) :‬والسبب( الشرعي هنا )وصأف(وجودي أو عدمي )ظاهر منضبط‬
‫معرفّ للحكم( الشرعي ل مؤثر فيه بذاته‪ ،‬أو بإذن الله أو باعث عليه كإما قال‬
‫بكل قائل كإما سإيأتي بيانها في معنى العلة‪ ،‬وهذا التعريف مبين لمفهوم‬
‫السبب‪ ،‬وبه عرفّ المصنف في شرح المختصر كإالمدي وعرفه في الصأل بما‬
‫يبين خاصأته‪ ،‬ولذلك عدلت عنه إلى الّول والمعبر عنه هنا بالسبب هو المعبر‬
‫عنه في القياس بالعلة‪ ،‬كإالزنا لوجوب الجلد‪ ،‬والزوال لوجوب الظهر‪ ،‬والسإكار‬
‫لحرمة الخمر‪ ،‬ومن قال ل يسمى الوقت السببي كإالزوال علة نظر إلى‬
‫اشتراط المناسإبة في العلة‪ .‬وسإيأتي أنها ل يشترط فيها بناء على أنها المعّرفّ‬
‫وهو الحق وخرج بمعرفّ الحكم المانع وسإيأتي‪.‬‬

‫)والشرط ما يلزم من عدمه العدم( للمشروط )ول يلزم من وجوده وجود ول‬
‫عدم( له خرج‪ :‬القيد الّول المانعَ إذ ل يلزم من عدمه شيء‪ ،‬وبالثاني السبب‪،‬‬
‫إذ يلزم من وجوده الوجود وزاد الصأل كإكثير في تعريفه لذاته ليدخل الشرط‬
‫المقارن للسبب‪ ،‬فيلزم الوجود كإوجود الحول الذي هو شرط لوجوب الزكإاة مع‬
‫النصاب الذي هو سإبب للوجوب‪ ،‬والمقارن للمانع كإالدين على القول بأنه مانع‬
‫من وجوب الزكإاة فيلزم العدم فلزوم الوجود والعدم في ذلك لوجود السبب‬
‫والمانع ل لذات الشرط وحذفه لعدم الحتياج إليه فيما ذكإر‪ ،‬إذ المقتضي للزوم‬
‫الوجود والعدم إنما هو السبب والمانع ل الشرط‪ ،‬ثم هو عقلي كإالحياة للعلم‪،‬‬
‫وشرعي كإالطهارة للصلة‪ ،‬وعادي كإنصب السلم لصعود السطح‪ ،‬ولغوي كإما‬
‫في أكإرم فلنا إن جاء أي الجائي‪ ،‬وسإيأتي في مبحث التخصيص‪ ،‬وتعريفي هنا‬
‫للشرط بما ذكإر وإن شمل اللغوي أنسب من تأخير الصأل له إلى مبحث‬
‫المخصص )والمانع( المراد عند الطلق كإما هنا وهو مانع الحكم‪) .‬وصأف‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫وجودي( ل عدمي )ظاهر(‪ :‬ل خفي )منضبط(‪ :‬ل مضطرب )معرفّ نقيض‬
‫الحكم(‪ :‬أي حكم السب )كإالقتل في(‪ :‬باب )الرث(‪ :‬فإنه مانع من وجود الرث‬
‫المسبب عن القرابة أو غيرها لحكمة‪ ،‬وهي عدم اسإتعجال الوارث موت مورثه‬
‫بقتله أما مانع السبب والعلة ول يذكإر إل مقيدا بأحدهما‪ ،‬فسيأتي في مبحث‬
‫العلة )والصحة( الشاملة لصحة العبادة وصأحة غيرها من عقد وغيره )موافقة(‬
‫الفعل )ذي الوجهين( وقوعا )الشرع في الصأح(‪ .‬والوجهان موافقة الشرع‬
‫ومخالفته أي‪ :‬الفعل الذي يقع تارة موافقا للشرع‪ ،‬وتارة مخالفا له عبادة كإان‬
‫كإصلة أو غيرها كإبيع صأحته موافقته الشرع‪ ،‬بخلفّ ما ل يقع إل موافقا له‬
‫كإمعرفة الله تعالى‪ ،‬إذ لو وقعت مخالفة له أيضا لكان الواقع جهل ً ل معرفة فل‬
‫يسمى الموافق له صأحيحا فصحة العبادة أخذا مما ذكإر موافقة العبادة ذات‬
‫الوجهين وقوعا الشرع‪ ،‬وإن لم يسقط قضاؤها‪ ،‬وهذا منسوب للمتكلمين‪،‬‬
‫وقيل صأحتها سإقوط قضائها وهذا‬

‫منسوب للفقهاء فما وافق منها الشرع ولم يسقط القضاء كإصلة من ظن أنه‬
‫متطهر ثم تبين له حدثه يسمى صأحيحا على الّول نظرا إلى ظن المكلف دون‬
‫الثاني نظرا إلى ما في نفس المر‪.‬‬

‫قال ابن دقيق العيد‪ :‬وفي هذا البناء نظر لنه إن أريد بموافقة المر المر‬
‫الصألي فلم يسقط‪ ،‬أو المر بالعمل بالظن‪ ،‬فقد بان فساد الظن‪ ،‬فيلزم أن ل‬
‫يكون صأحيحا بالتقديرين‪ ،‬واسإتظهره البرماوي ويجاب بأن تبين فساد الظن‬
‫وإن اقتضى عدم تسمية ذلك صأحيحا بالنظر إلى نفس المر ل يمنع تسميته‬
‫ن‪ ،‬وللسبكي وغيره هنا كإلم ذكإرته في الحاشية‪.‬‬‫صأحيحا بالنظر إلى الظ ّ‬
‫)وبصحة العبادة(‪ :‬خبر لقولي )إجزاؤها أي كإفايتها في سإقوط التعبد(‪ :‬أي‬
‫الطلب وإن لم يسقط القضاء )في الصأح( وقيل‪ :‬إجزاؤها سإقوط قضائها‬
‫كإصحتها على القول المرجوح‪ ،‬فالصحة منشأ الجزاء على القول الراجح فيهما‬
‫ومرادفة له على المرجوح فيهما‪) .‬و(بصحة )غيرها( التي هي أخذا مما مر‬
‫موافقته الشرع )ترتب أثره( أي أثر غيرها وهو ما شرع الغير له كإحل النتفاع‬
‫في البيع والتمتع في النكاح‪ ،‬فالصحة منشأ الترتب ل نفس الترتب‪ ،‬كإما زعمه‬
‫المدي وغيره بمعنى أنه حيثما وجدت فهو ناشىء عنها ل بمعنى أنها حيثما‬
‫وجدت نشأ عنها حتى يرد البيع قبل انقضاء الخيار‪ ،‬فإنه صأحيح ولم يترتب عليه‬
‫ص الجزاء بالمطلوب( من‬ ‫أثره وتعبيري بغيرها أعم من تعبيره بالعقد‪) .‬ويخت ّ‬
‫ح( وقيل‪:‬‬ ‫واجب ومندوب ل يتجاوزهما إلى غيرهما من عقد وغيره )في الصأ ّ‬
‫يختص بالواجب ل يتجاوزه إلى غيره من المندوب وغيره‪ ،‬ومنشأ الخلفّ خبر‬
‫ابن ماجة وغيره‪ :‬أربع ل تجزىء في الضحى فاسإتعمل الجزاء في الضحية‬
‫وهي مندوبة عندنا واجبة عند غيرنا كإأبي حنيفة‪) .‬ويقابلها( أي الصحة )البطلن(‬
‫فهو مخالفة الفعل ذي الوجهين الشرع‪ .‬وقيل‪ :‬في العبادة عدم إسإقاطها‬
‫القضاء )وهو(‪ :‬أي البطلن )الفساد في الصأح(‪ :‬فكل منهما مخالفة ما ذكإر‬
‫الشرع وإن اختلفا في بعض‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫أبواب الفقه كإالخلع والكتابة لصأطلح آخر‪ ،‬وقالت الحنفية‪ :‬مخالفته الشرع بأن‬
‫كإان منهيا عنه إن كإانت لكون النهي عنه لصأله فهي البطلن كإما في الصلة‬
‫الفاقدة شرط أو ركإنا‪ ،‬وكإما في بيع الملقيح لفقد ركإن من البيع أو لوصأفه فهي‬
‫الفساد كإما في صأوم يوم النحر للعراض بصومه عن ضيافة الله للناس بلحوم‬
‫الضاحي التي شرعها فيه‪ ،‬وكإما في بيع الدرهم بدرهمين لشتماله على الزيادة‬
‫فيأثم به ويفيد بالقبض ملكا خبيثا أي ضعيفا ولو نذر صأوم يوم النحر صأح نذره‪،‬‬
‫لن الثم في فعله دون نذره ويؤمر بفطره وقضائه ليتخلص عن الثم ويفي‬
‫دى الصوم كإما التزمه‪ ،‬فقد اعتد ّ بالفاسإد‪ ،‬أما‬‫بالنذر‪ ،‬ولو صأامه وفي بنذره لنه أ ّ‬
‫الباطل فل يعتد به وضعف ذلك بأن التفرقة إن كإانت شرعية فأين دليلها بل‬
‫يبطلها قوله تعالى‪} :‬لو كإان فيهما آلهة إل الله لفسدتا{ حيث سإمى الله تعالى‬
‫ما لم يثبت أصأل ً فاسإدا وإن كإانت عقلية‪ ،‬فالعقل ل يحتج به في مثل ذلك‬
‫)والخلف لفظي( من زيادتي أي عائد إلى اللفظ والتسمية‪ ،‬إذ حاصأله أن‬
‫مخالفة ما ذكإر الشرع بالنهي عنه لصأله كإما تسمى بطلنا هل تسمى فسادا أو‬
‫لوصأفه‪ .‬كإما يسمى فسادا هل تسمى بطلنا‪ ،‬فعندهم ل وعندنا نعم‪) .‬والصأح‬
‫أن الداء فعل العبادة( صأوما أو صألة أو غيرهما )أو( فعل )ركإعة( من الصلة‬
‫)في وقتها( مع فعل البقية بعده واجبة كإانت أو مندوبة‪ ،‬وتعبيري بالركإعة هنا‬
‫وبدونها في القضاء أولى ن تعبيره بالبعض لما ل يخفى‪ ،‬ولخبر الصحيحين‪:‬‬
‫»من أدركّ ركإعة من الصلة فقد أدركّ الصلة« أي مؤداة‪ ،‬وقيل الداء فعل‬
‫العبادة في وقتها ففعل بعضها فيه ولو ركإعة وبعضها بعده ل يكون أداء حقيقة‬
‫كإما ل يكون قضاء‪ ،‬كإذلك‪ ،‬بل يسمى بأحدهما مجازا بتبعية ما في الوقت لما‬
‫بعده أو بالعكس‪ ،‬وهذا ما عليه الصأوليون‪ ،‬واعتبار الركإعة في الداء ودونها في‬
‫القضاء كإما سإيأتي ذكإره الفقهاء‪ ،‬وإنما ذكإرته هنا تبعا للصأل‪ ،‬والخبر المذكإور‬
‫قد ل يدل على ما ذكإروه لحتمال أنه فيمن زال‬

‫عذره كإجنون وقد بقي من الوقت ما يسع ركإعة فيجب عليه الصلة‪) .‬وهو(‪ :‬أي‬
‫داة )زمن مقدر لها شرعا( موسإعا كإان كإزمن الصلوات‬‫وقت العبادات المؤ ّ‬
‫المكتوبة وسإننها أو مضيقا كإزمن صأوم رمضان أو اليام البيض‪ ،‬فما لم يقدر له‬
‫زمن شرعا كإنذر ونفل مطلقين وغيرهما وإن كإان فوريا كإاليمان ل يسمى فعله‬
‫أداء ول قضاء اصأطلحا‪ ،‬وإن كإان الزمن ضروريا لفعله‪ ،‬ومن ذلك ما وقته‬
‫العمر كإالحج وتسمية بعضهم لوقته موسإعا مجاز‪ ،‬إذ الموسإع ما يعلم المكلف‬
‫آخره وآخر العمر ل يعلمه فل يسمى فعله أداء ول قضاء اصأطلحا‪ ،‬بل يسماهما‬
‫مجازا أو لغة كإأداء الدين وقضائه نبه على ذلك العلمة البرماوي‪.‬‬
‫)‬

‫و(الصأح )أن القضاء فعلها( أي العبادة )أو( فعلها )إل دون ركإعة بعد وقتها(‬
‫والفرق بين ذي الركإعة وما دونها أنها تشتمل على معظم أفعال الصلة‪ ،‬إذ‬
‫معظم الباقي كإالتكرير لها فجعل ما بعد الوقت تابعا لها‪ ،‬بخلفّ ما دونها‪ ،‬وقيل‬
‫القضاء فعل العبادة أو بعضها ولو دون ركإعة بعد وقتها‪ ،‬وبعض الفقهاء حقق‬
‫فسمى ما في الوقت أداء وما بعده قضاء‪) .‬تداركإا( بذلك الفعل )لما سإبق‬
‫لفعله مقتض( وجوبا أو ندبا سإواء كإان المقتضي من المتداركّ كإما في قضاء‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫الصلة المتروكإة بل عذر أم من غيره‪ ،‬كإما في قضاء النائم الصلة والحائض‬
‫الصوم‪ ،‬فإنه سإبق لفعلهما مقتض من غير النائم والحائض ل منهما‪ ،‬وإن انعقد‬
‫سإبب الوجوب أو الندب في حقهما وخرج بالتداركّ إعادة الصلة المؤداة في‬
‫الوقت بعده‪) .‬و(الصأح )أن العادة فعلها(‪ :‬أي العبادة )وقتها ثانيا مطلقا( سإواء‬
‫أكإان لعذر من خلل في فعلها أول ً أو حصول فضيلة لم تكن في فعلها أول ً‬
‫لكون المام أعلم أو أورع أو الجمع أكإثر أو المكان أشرفّ‪ ،‬أم لغير عذر ظاهر‬
‫بأن اسإتوت الجماعتان أو زادت الولى بفضيلة‪ ،‬وقيل العادة مختصة بخلل في‬
‫الّول وعليه الكإثر‪ ،‬وقيل بالعذر الشامل للخلل ولحصول فضيلة لم تكن في‬
‫الّول‪ ،‬وذكإر الول أن زيادتي وهو ما اختاره الصأل في شرح المختصر‪ ،‬ويمكن‬
‫حمل أول كإلمه هنا عليه كإما بينته في الحاشية‪ ،‬وبما ذكإر علم تعريف المؤدي‬
‫والمقضي والمعاد بأن يقال على الصأح المؤدي مثل ً ما فعل مما مر في الداء‬
‫في وقته‪ ،‬وقس به الخرين وأن العادة قسم من الداء فهي أخص منه وعليه‬
‫الكإثر‪ ،‬وقيل قسيم له وعليه مشى البيضاوي حيث قال‪ :‬العبادة إن وقعت في‬
‫ل فأداء‪ ،‬وإل فإعادة لكن كإلمه في المرصأاد‬ ‫وقتها المعين ولم تسبق بأداء مخت ّ‬
‫يخالفه‪ ،‬وقد ذكإرته في الحاشية مع زيادة‪.‬‬

‫)والحكم( أي الشرعي إذ الكلم فيه )إن تغير( من حيث تعلقه من صأعوبة له‬
‫على المكلف )إلى سإهولة(‪ :‬كإأن تغير من حرمة شيء إلى حله )لعذر مع قيام‬
‫السبب للحكم الصألي( المتخلف عنه للعذر‪) ،‬فرخصة(‪ :‬أي فالحكم السهل‬
‫المذكإور يسمى رخصة وهي بإسإكان الخاء أكإثر من ضمها لغة السهولة‪) .‬واجبة‬
‫ومندوبة ومباحة‪ .‬وخلفّ الولى( هذه الصفات اللزمة بيان لقسام الرخصة‬
‫الممثل لها على هذا الترتيب بقولي‪) :‬كإأكإل ميتة لمضطر )وقصر( من مسافر‬
‫بقيد زدته بقولي‪) :‬بشرطه( بأن كإره القصر أو شك في جوازه‪ ،‬وكإان سإفره‬
‫يبلغ ثلث مراحل فأكإثر ولم يختلف في جواز قصره كإما هو معلوم من محله‪،‬‬
‫)وسإلم( وهو بيع موصأوفّ في الذمة بلفظ سإلم )وفطر مسافر( في زمن صأوم‬
‫واجب أصأالة أو بنذر أو قضاء ما فات بل تعد ّ )ل يضره الصوم( فإن ضره‬
‫فالفطر أولى‪ ،‬والمعنى أن الرخصة كإحل المذكإورات من وجوب وندب وإباحة‬
‫وخلفّ الولى وحكمها الصألي الحرمة وأسإبابها الخبث في الميتة‪ ،‬ودخول‬
‫وقتي الصلة والصوم في القصر والنظر لنه سإبب لوجوب الصلة تامة‬
‫والصوم والغرر في السلم‪ ،‬وهي قائمة حال الحل وأعذار الحل الضطرار‬
‫ومشقة السفر‪ ،‬والحاجة إلى ثمن الغلت قبل إدراكإها‪ ،‬وسإهولة الوجوب في‬
‫أكإل الميتة لموافقته غرض النفس في بقائها‪ ،‬وقيل إنه عزيمة لصعوبته ومن‬
‫الرخصة المباحة إباحة تركّ الجماعة في الصلة لمرض أو نحوه‪ ،‬وحكمه‬
‫الصألي الكراهة وسإببها قائم حال الباحة‪ ،‬وهو النفراد فيما يطلب فيه الجتماع‬
‫من شعائر السإلم‪ ،‬وقد بينت في الحاشية كإمية أقسام الرخصة الحاصألة‬
‫بالنتقال من حكم إلى آخر‪ ،‬وقضية ما ذكإر أن الرخصة ل تكون محرمة ول‬
‫َ‬
‫ن ت ُؤ َْتى ُرخصه«‪.‬‬
‫بأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه يُ ِ‬ ‫مكروهة‪ ،‬وهو كإما قال العراقي ظاهره‪ ،‬خبر‪» :‬إ ّ‬
‫وما قيل من أنها تكون كإذلك حيث قيل‪ :‬إن السإتنجاء بذهب أو فضة يجزىء مع‬
‫أنه حرام‪ ،‬وأن القصر لدون ثلث مراحل جائز مع أنه مكروه كإما قاله‬
‫الماوردي‪ .‬أجيب عن أولهما‪ :‬بأن السإتنجاء بما ذكإر جائز على‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫الصحيح أي‪ :‬في غير ما طبع أو هيىء لذلك‪ ،‬أما فيه فيجاب بأن هذه الحرمة‬
‫ليست لخصوص السإتنجاء حتى تكون رخصة‪ ،‬بل لعموم السإتعمال‪ .‬وعن‬
‫ثانيهما‪ :‬بأن الماوردي أراد أنه مكروه كإراهة غير شديدة وهي بمعنى خلفّ‬
‫الولى‪ ،‬ولك أن تقول‪ :‬الرخصة إنما لم توصأف بالحرمة لصعوبتها مطلقا‪ ،‬وهذا‬
‫منتف في الكراهة كإخلفّ الولى لنهما سإهلن بالنسبة إلى الحرمة‪.‬‬

‫)وإل(‪ :‬أي وإن لم يتغير الحكم كإما ذكإر بأن لم يتغير كإوجوب المكتوبات أو تغير‬
‫إلى صأعوبة كإحرمة الصأطياد بالحرام بعد إباحته قبله‪ ،‬أو إلى سإهولة ل لعذر‬
‫كإحل تركّ الوضوء لصلة ثانية مثل ً لمن لم يحدث بعد حرمته بمعنى أنه خلفّ‬
‫الولى‪ ،‬أو لعذر ل مع قيام السبب للحكم الصألي كإإباحة تركّ ثبات واحد منا‬
‫لعشرة من الكفار في القتال بعد حرمته‪ ،‬وسإببها قلتنا ولم يبق حال الباحة‬
‫لكثرتنا حينئذ‪ ،‬وعذر الباحة مشقة الثبات المذكإور لما كإثرنا‪) .‬فعزيمة(‪ :‬أي‬
‫فالحكم غر المتغير أو المتغير إليه الصعب أو السهل المذكإور آنفا يسمى‬
‫عزيمة‪ ،‬وهي لغة القصد المصمم من عزمت على الشيء جزمت به وصأممت‬
‫عليه عزما وعزما وعزيما وعزيمة لنه عزم أمره أي قطع وحتم وصأعب على‬
‫المكلف أو سإهل‪ ،‬وظاهر كإلم كإثير انقسامها إلى الحكام الستة‪ ،‬وبه صأرح‬
‫الشمس البرماوي‪ ،‬لكن المام الرازي خصها بغير الحرمة‪ ،‬والغزالي والمدي‬
‫وغيرهما بالوجوب‪ ،‬والقرافي بالوجوب والندب‪ ،‬واعترض تعريفا الرخصة‬
‫والعزيمة بوجوب تركّ الصلة والصوم على الحائض‪ ،‬فإنه عزيمة ويصدق به‬
‫تعريف الرخصة‪ .‬وأجيب بمنع الصدق فإن الحيض وإن كإان عذرا في التركّ مانع‬
‫من الفعل‪ ،‬ومن مانعيته نشأ وجوب التركّ وتقسيم الحكم إلى الرخصة‬
‫والعزيمة كإما ذكإر أقرب إلى اللغة من تقسيم المام الرازي وغيره الفعل الذي‬
‫هو متعلق الحكم إليهما‪) .‬والدليل( لغة المرشد وما به الرشاد واصأطلحا )ما(‬
‫أي شيء )يمكن التوصأل( أي الوصأول بكلفة )بصحيح النظر فيه إلى مطلوب‬
‫خبري(‬

‫بأن يكون النظر فيه من الجهة التي من شأنها أن ينتقل الذهن بها إلى ذلك‬
‫المطلوب المسماة وجه الدللة بفتح الدال أفصح من كإسرها‪ ،‬والخبري ما يخبر‬
‫به‪ ،‬ومعنى الوصأول إليه بما ذكإر علمه أو اعتقاده أو ظنه فالنظر هنا الفكر ل‬
‫دي إلى علم أو ظن كإما سإيأتي حذرا من التكرار‪ ،‬والفكر حركإة‬ ‫بقيد المؤ ّ‬
‫النفس في المعقولت بخلفها في المحسوسإات‪ ،‬فإنها تخييل ل فكر‪ ،‬وكإأنهم‬
‫ضمنوا الحركإة اعتبار قصدها فيخرج الحدس وما يتوارد على النفس في‬
‫المعقولت بل قصد كإما في النوم والنسيان‪ ،‬ويطلق الفكر أيضا على حركإة‬
‫النفس من المطالب إلى المبادىء‪ ،‬ثم الرجوع منها إليها‪ ،‬وشمل التعريف‬
‫الدليل القطعي كإالعالم لوجود الصانع والظني كإالنار لوجود الدخان‪ ،‬وأقيموا‬
‫الصلة لوجوبها بناء على طريقة الصأوليين والفقهاء من أن مطلوبهم العمل‬
‫وهو ل يتوقف على العلم‪ ،‬بخلفّ طريقة المتكلمين والحكماء‪ ،‬فإن مطلوبهم‬
‫العلم ولهذا زادوا لفظة في التعريف‪ ،‬فقالوا إلى العلم بمطلوب خبري فبالنظر‬
‫الصحيح في الدلة المذكإورة أي بحركإة النفس فيما تعقله منها مما من شأنه أن‬
‫ينتقل به إلى تلك المطلوبات‪ ،‬كإالحدوث في الول‪ ،‬والحراق في الثاني‪ ،‬والمر‬
‫بالصلة في الثالث يصل إلى تلك المطلوبات بأن ترتب هكذا‪ :‬العالم حادث‬
‫وكإل حادث له صأانع فالعالم له صأانع‪ .‬النار شيء محرق وكإل محرق له دخان‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫فالنار لها دخان‪ .‬أقيموا الصلة أمر بها وكإل أمر بشيء لوجوبه حقيقة فأقيموا‬
‫الصلة لوجوبها حقيقة‪ ،‬وقالوا‪ :‬يمكن التوصأل دون يتوصأل لن الشيء يكون‬
‫دليلً‪ ،‬وإن لم يوجد النظر المتوصأل به فالدليل مفرد‪ ،‬ويقال له المادة والمكان‬
‫يكون قبل الفكر فيه‪ ،‬أما بعده فل بد من قضيتين صأغرى مشتملة على موضوع‬
‫المطلوب كإما رأيت‪.‬‬

‫وأما الدليل عند المناطقة فقضيتان فأكإثر تكون عنهما قضية أخرى فهو عندهم‬
‫مركإب‪ ،‬ويقال له المادة والصورة‪ ،‬وخرج بصحيح النظر فاسإده فل يمكن‬
‫التوصأل به إلى المطلوب لنتفاء وجه الدللة عنه‪ ،‬وإن أدى إليه بواسإطة اعتقاد‬
‫أو ظن كإما إذا نظر في العالم والنار من حيث البساطة‪ ،‬فإنهما ليسا من‬
‫دي إلى وجودهما‬ ‫شأنهما أن ينتقل بهما إلى وجود الصانع والدخان‪ ،‬لكن يؤ ّ‬
‫ن أن‬‫هذان النظران ممن اعتقد أن العالم بسيط وكإل بسيط له صأانع‪ ،‬وممن ظ ّ‬
‫كإل مسخن له دخان كإذا قيل‪ ،‬وهو ظاهر في المطلوب العتقادي والظني ل‬
‫العلمي لما سإيأتي أن العلم ل يقبل النقض‪ ،‬وظاهر أن الحاصأل بذلك يقبله إذا‬
‫تبين فساد النظر‪ .‬وبالخبري المطلوب التصوري‪ ،‬فيتوصأل إليه بالحد بأن يتصور‬
‫بتصوره كإالحيوان الناطق حدا للنسان‪ ،‬وسإيأتي حد الحد الشامل لذلك ولغيره‪.‬‬

‫)والعلم( بالمطلوب الحاصأل )عندنا( أيها الشاعرة )عقبه(‪ :‬أي عقب صأحيح‬
‫النظر عادة عند الشعري وغيره فل يتخلف إل خرقا للعادة كإتخلف الحراق عن‬
‫مماسإة النار‪ ،‬أو لزوما عند المام الرازي وغيره‪ ،‬فل ينفك أصأل ً كإوجود الجوهر‬
‫لوجود العرض‪) .‬مكتسب( للناظر )في الصأح(‪ :‬لن حصوله عن نظره‬
‫المكتسب له‪ ،‬وقيل ل لن حصوله اضطراري ل قدرة على دفعه فل خلفّ إل‬
‫في التسمية وهي بالمكتسب أنسب والتصحيح من زيادتي‪ ،‬وكإالعلم فيما ذكإر‬
‫الظن وإن لم يكن بينه وبين أمر ما ارتباط بحيث يمتنع تخلفه عنه عقل ً أو‬
‫عادة‪ ،‬لن النتيجة لزمة للقضيتين وإن كإانتا ظنيتين‪ ،‬وزواله بعد حصوله ل يمنع‬
‫حصوله لزوما أو عادة وخرج بعندنا العتزلة فقالوا‪ :‬النظر يولد العلم كإتوليد‬
‫حركإة اليد لحركإة المفتاح عندهم‪ ،‬وعلى وزانه يقال‪ :‬الظن الحاصأل متولد عن‬
‫النظر عندهم‪) .‬والحد(‪ :‬لغة المنع واصأطلحا عند الصأوليين‪) .‬ما يميز الشيء‬
‫عن غيره(‪ :‬ول يميز كإذلك إل ما ل يخرج عنه شيء من أفراد المحدود‪ ،‬ول‬
‫يدخل فيه شيء من غيرها‪ ،‬والول وهو من زيادتي مبين لمفهوم الحد ّ ولهذا‬
‫زدته‪ ،‬والثاني لخاصأته وهو بمعنى قول القاضي أبي بكر الباقلني المذكإور‬
‫بقولي‪) :‬ويقال( الحد )الجامع( أي لفراد المحدود )المانع(‪ :‬أي من دخول‬
‫غيرها فيه )و(يقال أيضا الحد )المطرد(‪ :‬أي الذي كإلما وجد وجد لمحدود فل‬
‫يدخل فيه شيء من غير أفراد المحدود فيكون مانعا‪) .‬المنعكس(‪ :‬أي الذي‬
‫كإلما وجد المحدود وجد هو فل يخرج عنه شيء من أفراد المحدود فيكون‬
‫جامعا‪ ،‬فمؤدى العبارتين واحد والولى أوضح فيصدقان بالحيوان الناطق حدا‬
‫ده بالحيوان الكاتب بالفعل‪ ،‬فإنه غير جامع وغير منعكس‪،‬‬ ‫للنسان بخلفّ ح ّ‬
‫وبالحيوان الماشي فإنه غير مانع وغير مطرد وتفسير المنعكس‪ ،‬بما ذكإر‬
‫الموافق للعرفّ واللغة حيث يقال‪ :‬كإل إنسان ناطق‪ ،‬وبالعكس وكإل إنسان‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫حيوان‪ ،‬ول عكس أظهر في معنى الجامع من تفسير ابن الحاجب وغيره له‪،‬‬
‫بأنه كإلما انتفى الحد ّ انتفى‬

‫دان فأكإثر‪،‬‬
‫المحدود اللزم لذلك التفسير‪ ،‬وبما ذكإر علم أنه قد يكون للشيء ح ّ‬
‫كإقولهم الحركإة نقلة وزوال وذهاب في جهة وهو المختار‪ ،‬كإما نقله الزركإشي‬
‫عن القاضي عبد الوهاب بعد نقله عن غيره خلفه‪.‬‬

‫)والكلم( النفسي )في الزل يسمى خطابا( حقيقة في الصأح بتنزيل المعدوم‬
‫الذي سإيوجد منزلة الوجود‪ ،‬وقيل ل يسماه حقيقة لعدم من يخاطب به إذ ذاكّ‪،‬‬
‫وإنما يسماه حقيقة فيما ل يزال عند وجود من يفهم وإسإماعه إياه ما بلفظ‬
‫كإالقرآن‪ ،‬أو بل لفظ كإما وقع لموسإى عليه الصلة والسلم خرقا للعادة‪ ،‬وقيل‬
‫وع( إلى‬‫سإمعه بلفظ من جميع الجهات لذلك‪) .‬و(الكلم النفسي في الزل )يتن ّ‬
‫وع إليها لعدم‬ ‫أمر ونهي وخبر وغيرها‪) .‬في الصأح( بالتنزيل السابق‪ ،‬وقيل ل يتن ّ‬
‫وع إليها فيما ل يزال عند وجود من‬ ‫من تتعلق به هذه الشياء إذ ذاكّ‪ ،‬وإنما يتن ّ‬
‫يتعلق به فتكون النواع حادثة مع قدم المشتركّ بينها‪ ،‬وهذا يلزمه محال وهو‬
‫وجود الجنس مجردا عن أنواعه إل أن يراد أنها أنواع اعتبارية أي عوارض له‬
‫وعه إليها على الول بحسب‬ ‫وه عنها تحدث بحسب التعلقات كإما أن تن ّ‬ ‫يجوز خل ّ‬
‫التعلقات أيضا لكونه صأفة واحدة كإالعلم وغيره من الصفات‪ ،‬فمن حيث تعلقه‬
‫في الزل أو فيما ل يزال بشيء على وجه القتضاء لفعله يسمى أمرا أو لتركإه‬
‫يسمى نهيا‪ ،‬وعلى هذا القياس‪ ،‬وأخرت كإالصأل هاتين المسألتين عن الدليل‬
‫لن موضوعهما مدلوله في الجملة والمدلول متأخر عن الدليل‪ ،‬وإنما قدمتا‬
‫على النظر المتعلق بالدليل أيضا لن موضوعهما أشد ّ ارتباطا منه بالدليل لنه‬
‫مقصود من الدليل والنظر من آلت تحصيله‪) ).‬والنظر(‪ :‬لغة يقال لمعان منها‬
‫دي(‪ :‬أي يوصأل )إلى علم‬ ‫العتبار والرؤية واصأطلحا )فكر(‪ .‬وتقدم تفسيره )يؤ ّ‬
‫وري‬ ‫ن( بمطلوب خبري فيها أو تص ّ‬ ‫أو اعتقاد( والتصريح به من زيادتي‪) ،‬أو ظ ّ‬
‫دي إلى ذلك كإأكإثر حديث النفس‬ ‫في العلم والعتقاد‪ ،‬فخرج الفكر غير المؤ ّ‬
‫فليس بنظر وشمل التعريف النظر‬

‫دي إلى ذلك بواسإطة اعتقاد أو ظن‬ ‫الصحيح من قطعي وظني‪ ،‬والفاسإد فإنه يؤ ّ‬
‫دي بنفسه كإذا قيل‪،‬‬
‫كإما مر بيانه‪ ،‬وإن لم يستعمل بعضهم التأدية إل فيما يؤ ّ‬
‫ن ل إلى العلم لما مر في تعريف‬ ‫وظاهر أنه خاص بتأديته إلى العتقاد أو الظ ّ‬
‫الدليل‪) .‬والدراكّ(‪ :‬لغة الوصأول واصأطلحا وصأول النفس إلى تمام المعنى‬
‫من نسبة أو غيرها )بل حكم(‪ :‬معه من إدراكّ وقوع النسبة أو ل وقوعها‬
‫)تصور(‪ :‬سإاذج‪ ،‬ويسمى علما أيضا كإما علم مما مر‪ ،‬أما وصأول النفس إلى‬
‫المعنى ل بتمامه فيسمى شعورا‪) .‬وبه( أي بالحكم أي والدراكّ للنسبة‬
‫ور بتصديق( أي معه كإإدراكّ النسان‬ ‫وطرفيها مع الحكم المسبوق بذلك‪) .‬تص ّ‬
‫والكاتب وثبوت الكتابة له‪ ،‬وأن النسبة واقعة أول ً في التصديق بأن النسان‬
‫كإاتب أو أنه ليس بكاتب الصادقين في الجملة‪) .‬وهو(‪ :‬أي التصديق )الحكم(‬
‫وهذا من زيادتي وهو رأي المحققين‪ ،‬وقيل التصديق التصور مع الحكم‪ ،‬وعليه‬
‫جرى الصأل‪ ،‬فالتصورات السابقة على الحكم على هذا شطر منه‪ ،‬وعلى الول‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫شرط له‪ ،‬وتفسيري له بأنه إدراكّ وقوع النسبة أو ل وقوعها هو رأي متقدمي‬
‫المناطقة‪ .‬قال القطب الرازي وغيره من المحققين‪ :‬وهو التحقيق‪ ،‬وأما‬
‫متأخروهم ففسروه بإيقاع النسبة أو انتزاعها‪ ،‬وقدماؤهم قالوا اليقاع والنتزاع‬
‫ونحوهما عبارات وألفاظ‪ :‬أي توهم أن للنفس بعد تصور النسبة وطرفيها فعل ً‬
‫وليس كإذلك‪ ،‬فالحكم عندهم من مقولة النفعال‪ ،‬وعند متأخريهم من مقولة‬
‫الفعل‪.‬‬

‫)وجازمه( أي الحكم أي والحكم الجازم )إن لم يقبل تغيرا( بأن كإان لموجب‬
‫من حس ولو باطنا أو عقل أو عادة‪ ،‬فيكون مطابقا للواقع‪) .‬فعلم( كإالحكم بأن‬
‫به جوعا أو عطشا أو بأن زيدا متحركّ ممن رآه متحركإا أو بأن العالم حادث‪ ،‬أو‬
‫بأن الجبل من حجر‪) .‬وإل( أي وإن قبل التغير بأن لم يكن لموجب مما ذكإر‬
‫طابق الواقع أو ل‪ .‬إذ يتغير الول بالتشكيك والثاني به أو بالطلع على ما في‬
‫نفس المر‪) .‬فاعتقاد(‪ :‬وهو اعتقاد )صأحيح إن طابق( الواقع كإاعتقاد المقلد‬
‫سإنية الضحى‪) ،‬وإل(‪ :‬أي وإن لم يطابق الواقع )ففاسإد(‪ :‬كإاعتقاد الفلسفي‬
‫قدم العالم‪) ،‬و(الحكم )غير الجازم ظن ووهم وشك لنه(‪ :‬أي غير الجازم إما‬
‫)راجح( لرجحان المحكوم به على نقيضه فالظن‪ ،‬أو مرجوح( لمرجوحية‬
‫المحكوم به لنقيضه فالوهم‪ ،‬أو مساو( لمساواة المحكوم به من كإل من‬
‫النقيضين على البدل للخر فالشك فهو بخلفّ ما قبله حكمان‪ ،‬كإما قال إمام‬
‫الحرمين والغزالي وغيرهما‪ :‬الشك اعتقادان يتقاوم سإببهما‪ .‬وقال بعض‬
‫المحققين‪ :‬ليس الوهم والشك من التصديق أي‪ :‬بل من التصور‪ ،‬إذ الوهم‬
‫دد في الوقوع واللوقوع‪ ،‬فما أريد مما‬ ‫ملحظة الطرفّ المرجوح والشك التر ّ‬
‫مر من أن العقل يحكم بالمرجوح أو المساوي عنده ممنوع على هذا‪ ،‬وقد‬
‫أوضحت ذلك في الحاشية‪ ،‬وقد يطلق العلم على الظن كإعكسه مجازا‪ ،‬فالول‬
‫ن مؤمنات{ أي ظننتموهن والثاني كإقوله تعالى‪:‬‬ ‫كإقوله تعالى‪} :‬فإن علمتموه ّ‬
‫}الذين يظنون أنهم ملقو ربهم{ أي‪ :‬يعلمون ويطلق الشك مجازا كإما يطلق‬
‫دد الشامل للظن والوهم‪ ،‬ومن ذلك قول الفقهاء من تيقن‬ ‫لغة على مطلق التر ّ‬
‫ده عمل بيقينه‪.‬‬
‫طهرا أو حدثا وشك في ض ّ‬

‫)فالعلم( أي القسم المسمى بالعلم التصديقي من حيث تصوره بحقيقته‬


‫بقرينة السياق )حكم جازم ل يقبل تغيرا فهو نظري يحد في الصأح(‪ .‬واختار‬
‫المام الرازي أنه ضروري أي يحصل بمجرد التفات النفس إليه من غير نظر‬
‫واكإتساب‪ ،‬لن علم كإل أحد بأنه عالم بأنه موجود مثل ً ضروري بجميع أجزائه‪،‬‬
‫ومنها تصور العلم بأنه موجود بالحقيقة وهو علم تصديقي خاص‪ ،‬فيكون تصور‬
‫مطلق العلم التصديقي بالحقيقة ضروريا وهو المدعي‪ .‬وأجيب‪ :‬بمنع أنه يتعين‬
‫أن يكون من أجزاء ذلك تصور العلم المذكإور بالحقيقة‪ ،‬بل يكفي تصوره بوجه‪،‬‬
‫فالضروري تصور مطلق العلم التصديقي بالوجه ل بالحقيقة الذي النزاع فيه‪،‬‬
‫د‪ ،‬إذ ل فائدة‪ ،‬في حد ّ الضروري لحصوله بغير حد ّ قال‪:‬‬‫وعلى ما اختاره فل يح ّ‬
‫دا لفظيا ل‬‫ده حينئذ ح ّ‬
‫نعم قد يحد ّ الضروري لفادة العبارة عنه أي‪ :‬فيكون ح ّ‬
‫حقيقيا‪ .‬وقال إمام الحرمين‪ :‬هو نظري لكنه عسر أي‪ :‬ل يحصل إل بنظر دقيق‬
‫لخفائه ومال إليه الصأل حيث قال‪ :‬فالرأي المساكّ عن تعريفه أي‪ :‬المسبوق‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫بذلك التصور العسر صأونا للنفس عن مشقة الخوض في العسر‪ .‬قال المام‪:‬‬
‫ويميز عن غيره من أقسام العتقاد بأنه اعتقاد جازم مطابق ثابت فليس هذا‬
‫حقيقته عنده‪ ،‬والترجيح من زيادتي‪.‬‬

‫)قال المحققون‪ :‬ول يتفاوت( العلم )إل بكثرة المتعلقات( أي ل يتفاوت في‬
‫جزئياته فليس بعضها ولو ضروريا أقوى من بعضها ولو نظريا‪ ،‬وإنما يتفاوت‬
‫بكثرة المتعلقات في بعض جزئياته دون بعض فيتفاوت فيها كإما في العلم بثلثة‬
‫دد المعلوم‪ ،‬كإما هو قول بعض‬ ‫أشياء والعلم بشيئين‪ ،‬بناء على اتحاد العلم مع تع ّ‬
‫الشاعرة قياسإا على علم الله تعالى‪ ،‬والشعري وكإثير من المعتزلة على تعدد‬
‫العلم بتعدد المعلوم‪ ،‬وأجابوا عن القياس بأنه خال عن الجامع‪ ،‬وعلى هذا ل‬
‫يقال يتفاوت بما ذكإر‪ ،‬وقيل يتفاوت العلم في جزئياته‪ ،‬إذ العلم مثل ً بأن الواحد‬
‫نصف الثنين أقوى في الجزم من العلم بأن العالم حادث‪ .‬وأجيب‪ :‬بأن التفاوت‬
‫في ذلك ونحوه ليس من حيث الجزم‪ ،‬بل من حيث غيره كإإلف النفس بأحد‬
‫المعلومين دون الخر‪.‬‬
‫)والجهل انتفاء العلم بالمقصود في الصأح( أي بما من شأنه أن يقصد ليعلم‬
‫بأن لم يدركّ ويسمى الجهل البسيط أو أدركّ على خلفّ هيئته في الواقع‪،‬‬
‫ويسمى الجهل المركإب لتركإبه من جهلين‪ :‬جهل المدركّ بما في الواقع‪ ،‬وجهله‬
‫بأنه جاهل به كإاعتقاد الفلسفي أن العالم قديم‪ ،‬وقيل الجهل إدراكّ العلوم على‬
‫خلفّ هيئته‪ ،‬فالجهل البسيط على الول ليس جهل ً على هذا‪ ،‬واسإتغنى بانتفاء‬
‫العلم عن التقييد في قول بعضهم عدم العلم عما من شأنه العلم لخراج‬
‫الجماد والبهيمة عن التصافّ بالجهل لن انتفاء العلم إنما يقال فيما من شأنه‬
‫العلم بخلفّ عدم العلم‪ ،‬وخرج بالمقصود غيره كإأسإفل الرض وما فيه فل‬
‫يسمى انتفاء العلم به جهل ً اصأطلحا‪ ،‬والتعبير به أحسن كإما قال البرماوي من‬
‫تعبير بعضهم بالشيء‪ ،‬لن الشيء ل يطلق على المعدوم بخلفّ المقصود‪،‬‬
‫ولنه يشمل غير المقصود‪.‬‬

‫)والسهو الغفلة عن المعلوم(‪ :‬الحاصأل فيتنبه له بأدنى تنبيه بخلفّ النسيان‪،‬‬


‫فهو زوال المعلوم فيستأنف تحصيله‪ ،‬وعّرفه الكرماني وغيره بزوال المعلوم‬
‫وة الحافظة والمدركإة والسهو بزواله عن الحافظة فقط‪ ،‬وذلك قريب‬ ‫عن الق ّ‬
‫مما ذكإر‪ ،‬وجعلهما البرماوي من أقسام الجهل البسيط حيث قسمه إليهما وإلى‬
‫غيرهما‪ ،‬ثم فرق بينهما بأنه إن قصر زمن الزوال سإمي سإهوا وإل فنسيانا‪.‬‬
‫قال‪ :‬وهذا أحسن ما فرق بيه بينهما‪.‬‬
‫مسألة‪ :‬هي إثبات عرض ذاتي للموضوع‪) .‬لصأح أن الحسن ما( أي فعل‬
‫)يمدح(أي‪ :‬يؤمر بالمدح )عليه(‪ .‬وهو الواجب والمندوب وفعل الله تعالى‪.‬‬
‫)والقبيح ما يذم عليه( وهو الحرام‪) .‬فما ل( يمدح )ول( يذم عليه من المكروه‬
‫الشامل لخلفّ الولى والمباح‪) .‬واسإطة(بين الحسن والقبيح‪ ،‬وهذا ما قاله‬
‫إمام الحرمين في المكروه صأريحا وفي المباح‪ ،‬وفعل غير المكلف لزوما‪،‬‬
‫ورجحه الصأل في شرح المختصر في المكروه‪ ،‬وتبعه البرماوي فيه‪ ،‬وألحق به‬
‫المباح بحثا‪ ،‬وقيل الحسن فعل المكلف المأذون فيه من واجب ومندوب ومباح‪،‬‬
‫والقبيح ما نهى عنه شرعا ولو كإان منهيا عنه بعموم النهي المستفاد من أوامر‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫الندب كإما مّر‪ ،‬فيشمل الحرام والمكروه‪ ،‬وخلفّ الولى وهذا ما رجحه الصأل‬
‫هنا فيهما ولصأحابنا فيهما عبارات أخرى‪ .‬وللمعتزلة فيهما بناء على تحكيمهم‬
‫العقل عبارات أيضا منها‪ :‬أن الحسن ما للقادر عليه العالم بحاله أن يفعله‬
‫والقبيح بخلفه فيدخل فيه الحرام فقط‪ ،‬وفي الحسن ما سإواه‪ .‬ومنها‪ :‬أن‬
‫الحسن هو الواقع على صأفة توجب المدح والقبيح هو الواقع على صأفة توجب‬
‫الذم‪ ،‬فيدخل فيه الحرام فقط أيضا‪ .‬وفي الحسن الواجب والمندوب‪،‬‬
‫فالمكروه والمباح واسإطة بين الحسن والقبيح‪.‬‬

‫)و( والصأح )أن جائز التركّ( سإواء كإان جائز الفعل أيضا أم ل‪) .‬ليس بواجب(‪:‬‬
‫وإل لمتنع تركإه والفرض أنه جائز‪ .‬وقال بعض الفقهاء‪ :‬يجب الصوم على‬
‫الحائض والمريض والمسافر مع جواز تركإهم له لقوله تعالى‪} :‬فمن شهد منكم‬
‫الشهر فليصمه{ وهم شهدوه ولوجوب القضاء عليهم بقدر ما فاتهم فكان‬
‫ي به بدل ً عن الفائت‪ .‬وأجيب بأن شهود الشهر موجب عند انتفاء العذر ل‬ ‫المأت ّ‬
‫مطلقا‪ ،‬وبأن وجوب القضاء إنما يتوقف على سإبب الوجوب هو هنا شهود‬
‫الشهر‪ ،‬وقد وجد ل على وجوب الداء وإل لما وجب قضاء الظهر مثل ً على من‬
‫نام جميع وقتها‪ .‬وقيل‪ :‬يجب الصوم على المسافر دون الحائض والمريض‬
‫لقدرته عليه دونهما‪ .‬وقيل‪ :‬يجب عليه دونهما أحد الشهرين الحاضر أو آخر‬
‫بعده‪) .‬والخلف لفظي(‪ :‬أي راجع إلى اللفظ دون المعنى لن تركّ الصوم حال‬
‫العذر جائز اتفاقا والقضاء بعد زواله واجب اتفاقا‪) .‬و( الصأح )أن المندوب‬
‫مأمور به(‪ :‬أي مسمى به حقيقة كإما نص عليه الشافعي وغيره‪ ،‬وقيل‪ :‬ل‪.‬‬
‫والخلفّ مبني على أن أ م ر حقيقة في اليجاب كإصيغة افعل أو في القدر‬
‫المشتركّ بينه وبين الندب أي‪ :‬طلب الفعل‪ ،‬والترجيح من زيادته‪ ،‬وعليه جرى‬
‫المدي‪ ،‬أما إنه مأمور به بمعنى أنه متعلق المر أي صأيغة افعل فل نزاع فيه‪،‬‬
‫سإواء أقلنا إنها مجاز في الندب أم حقيقة فيه كإاليجاب خلفّ يأتي‪) .‬و( الصأح‬
‫)أنه( أي المندوب )ليس مكلفا به كإالمكروه( فالصأح أنه ليس مكلفا به‪ ،‬وقيل‬
‫مكلف بهما كإالواجب والحرام ورجحوا الول‪) .‬بناء على أن التكليف( اصأطلحا‬
‫)إلزام ما فيه كإلفة( أي‪ :‬مشقة من فعل أو تركّ‪) .‬ل طلبه( وبه فسر القاضي‬
‫أبو بكر الباقلني أي ل طلب ما فيه كإلفة على وجه اللزام أو ل‪ .‬فعلى تفسير‬
‫التكليف بالّول يدخل الواجب والحرام فقط‪ ،‬وعلى تفسيره بالثاني يدخل جميع‬
‫الحكام إل المباح‪ ،‬لكن أدخله السإتاذ أبو إسإحاق السإفرايني من حيث وجوب‬
‫اعتقاد إباحته تتميما للقسام‪ ،‬وإل فغيره مثله في ذلك وإلحاقي المكروه‬
‫بالمندوب هو‬

‫الوجه ل إلحاق المباح به كإما سإلكه الصأل‪ ،‬إذ ل إلزام فيه ول طلب فل يتأتى‬
‫فيه القول بأنه مكلف به إل على ما سإلكه السإتاذ‪) .‬و( الصأح )أن المباح ليس‬
‫بجنس للواجب(‪ :‬بل هما نوعان لجنس وهو فعل المكلف الذي تعلق به حكم‬
‫شرعي‪ ،‬وقيل إنه جنس له لنه مأذون في فعله وتحته أنواع الواجب والمندوب‬
‫والمخير فيه والمكروه الشامل لخلفّ الولى‪ ،‬واختص الواجب بفصل المنع‬
‫من التركّ‪ ،‬قلنا‪ :‬واختص المباح أيضا بفصل الذن في التركّ على السواء‬
‫والخلف لفظي‪ ،‬إذ المباح بالمعنى الول أي‪ :‬المأذون فيه جنس للواجب اتفاقا‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫وبالمعنى الثاني أي‪ :‬المخير فيه وهو المشهور غير جنس له اتفاقا‪) .‬و( الصأح‬
‫)أنه( أي المباح )في ذاته غير مأمور به(‪ :‬فليس بواجب ول مندوب‪ .‬وقال‬
‫الكعبي‪ :‬إنه مأمور به أي‪ :‬واجب إذ ما من مباح إل ويتحقق به تركّ حرام ما‪،‬‬
‫فيتحقق بالسكوت تركّ القذفّ‪ ،‬وبالسكون تركّ القتل‪ ،‬وما يتحقق بالشيء ل‬
‫يتم إل به وتركّ الحرام واجب‪ ،‬وما ل يتم الواجب إل به واجب كإما سإيجيء‪،‬‬
‫فالمباح واجب ويأتي ذلك في غيره كإالمكروه والخلف لفظي‪ ،‬فإن الكعبي قائل‬
‫بأنه غير مأمور به من حيث ذاته ومأمور به من حيث ما عرض له من تحقق‬
‫تركّ الحرام به وغيره ل يخالفه فيهما‪ ،‬فقولي في ذاته قيد للقول بأن المباح‬
‫غير مأمور به ل لمحل الخلفّ‪ ،‬وسإيأتي ماله بذلك تعلق‪) .‬و( الصأح )أن الباحة‬
‫حكم شرعي( لنها التخيير بين الفعل والتركّ المتوقف وجوده كإبقية الحكام‬
‫على الشرع كإما مر‪ .‬وقال بعض المعتزلة‪ :‬ل لنها انتفاء الحرج عن الفعل‬
‫والتركّ وهو ثابت قبل ورود الشرع مستمر بعده‪) .‬والخلف( في المسائل‬
‫الثلث )لفظي(‪ :‬أي راجع إلى اللفظ دون المعنى‪ .‬أما في الوليين فلما مر‪،‬‬
‫وأما في الثالثة فلن الدليلين لم يتواردا على محل واحد‪ ،‬فتأخيري لهذا عن‬
‫الثلث أولى من تقديم الصأل له على الخيرة‪.‬‬

‫واعلم أن ما سإلكته في مسألة الكعبي تبعت فيه هنا الكإثر‪ ،‬وأولى منه ما‬
‫ملكته في الحاشية أخذا من كإلم بعض المحققين من تحريم الكلم فيها بوجه‬
‫آخر‪ ،‬ومن رد دليل الكعبي بما يقتضي أن الخلفّ معنوي وإن خالف ذلك ظاهر‬
‫ح )أن الوجوب( لشيء )إذا نسخ( كإأن قال الشارع‪:‬‬ ‫كإلم الكعبي‪) .‬و( الصأ ّ‬
‫نسخت وجوبه أو حرمة تركإه )بقي الجواز( له الذي كإان في ضمن وجوبه من‬
‫ومه من الذن في التركّ‪ .‬وقال الغزالي‪ :‬ل يبقى لن‬ ‫الذن في الفعل بما يق ّ‬
‫نسخ الوجوب يجعله كإأن لم يكن ويرجع المر إلى ما كإان قبله من تحريم أو‬
‫إباحة أو براءة أصألية فالخلف معنوي‪) .‬وهو( أي الجواز المذكإور )عدم الحرج(‬
‫في الفعل والتركّ من الباحة أو الندب أو الكراهة بالمعنى الشامل لخلفّ‬
‫الولى‪) .‬في الصأح(‪ :‬إذ ل دليل على تعيين أحدها‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الباحة فقط‪ ،‬إذ‬
‫بارتفاع الوجوب ينتفي الطلب فيثبت التخيير‪ ،‬وقيل هو الندب فقط‪ ،‬إذ‬
‫المتحقق بارتفاع الوجوب انتفاء الطلب الجازم فيثبت الطلب غير الجازم‪.‬‬
‫والحاصأل‪ :‬أنه يعتبر في الجواز المذكإور رفع الحرج عن الفعل والتركّ في‬
‫القوال الثلثة‪ ،‬لكنه مطلق في الول منها ومقيد باسإتواء الطرفين في الثاني‪،‬‬
‫وبترجح الفعل في الثالث فالخلف معنويّ هكذا أفهم‪.‬‬

‫مسألة‪ :‬في الواجب الحرام المخيرين )المر بأحد أشياء( معينة كإما في كإفارة‬
‫اليمين‪) .‬يوجبه(‪ :‬أي الحد )مبهما عندنا( وهو القدر المشتركّ بينها في ضمن‬
‫أيّ معين منها لنه المأمور به‪ ،‬وقيل يوجبه معينا عند الله تعالى‪ ،‬فإن فعل‬
‫المكلف المعين فذاكّ أو فعل غيره منها سإقط بفعله الواجب‪ ،‬وقيل يوجبه‬
‫كإذلك‪ ،‬وهو ما يختاره المكلف بأن علم الله منه أنه ل يختار سإواه‪ ،‬وإن اختلف‬
‫باختيار المكلفين‪ .‬وقيل‪ :‬يوجب الكل فيثاب بفعلها ثواب واجبات‪ ،‬ويعاقب‬
‫بتركإها عقاب تركّ واجبات‪ ،‬ويسقط الكل الواجب بواحد منها‪ ،‬لن المر تعلق‬
‫بكل منها بخصوصأه على وجه الكإتفاء بواحد منها‪ .‬قلنا‪ :‬إن سإلم ذلك ل يلزم‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫منه وجوب الكل المرتب عليه ذلك والقول الخير والثاني للمعتزلة‪،‬فهم‬
‫متفقون على نفي أيجاب واحد منهم كإنفيهم تحريمه كإما سإيجيء لما قالوا من‬
‫أن إيجاب الشيء أو تحريمه لما في تركإه‪ ،‬أو فعله من المفسدة التي يدركإها‬
‫العقل‪ ،‬وإنما يدركإها في المعين‪ ،‬والثالث يسمى قول التراجم‪ ،‬لن كإل ّ من‬
‫الشاعرة والمعتزلة تنسبه إلى الخرى فاتفق الفريقان على بطلنه‪) .‬فـ(ـعلى‬
‫الصأح )إن فعلها( كإلها )فالمختار( أنه )إن فعلها مرتبة فالواجب( أي المثاب‬
‫دى‬‫عليه ثواب الواجب الذي هو كإثواب سإبعين مندوبا )أولها(‪ :‬وإن تفاوتت لتأ ّ‬
‫الواجب به من حيث إنه مبهم‪) .‬أو( فعلها كإلها )معا فأعلها( ثوابا الواجب لنه‬
‫م غيره إليه ل ينقصه عن ذلك‪.‬‬ ‫لو اقتصر لثيب عليه ثواب الواجب الكإمل فض ّ‬
‫)وإن تركإها( كإلها )عوقب بأدناها( عقابا إن عوقب‪ ،‬لنه لو فعله فقط من حيث‬
‫إنه مبهم لم يعاقب‪ ،‬فإن تساوت وفعلت معا أو تركإت فثواب الواجب والعقاب‬
‫على واحد منها‪ .‬وقيل‪ :‬الواجب فيما إذا تفاوتت أعلها ثوابا‪ ،‬وفيما إذا تساوت‬
‫أحدها وإن فعلت مرتبة فيهما لما مر‪ ،‬فإن تركإت فحكمه موافق للمختار ويثاب‬
‫ثواب المندوب في كإل قول على غير ما ذكإر لثواب الواجب‪ ،‬وذكإر حكم‬
‫التساوي في المرتبة مع الترجيح في البقية من زيادتي المقتضية من‬

‫حيث الترجيح لبدال قوله في المرتبة أعلها بقولي أولها‪ ،‬وبما قررته علم أن‬
‫محل ثواب الواجب والعقاب أحدها مبهما ل من حيث خصوصأه‪ ،‬حتى إن‬
‫الواجب ثوابا في المرتبة أولها من حيث إنه مبهم ل من حيث خصوصأه‪ ،‬وكإذا‬
‫دى به الواجب‪ ،‬منها أنه يثاب عليه ثواب‬ ‫يقال في كإل من الزائد على ما يتأ ّ‬
‫المندوب من حيث إنه مبهم ل من حيث خصوصأه‪) .‬ويجوز تحريم واحد مبهم(‬
‫من أشياء معينة )عندنا( نحو ل تتناول السمك أو اللبن أو البيض‪ ،‬فعلى المكلف‬
‫تركإه في أي معين منها‪ ،‬وله فعله في غيره‪ ،‬إذ ل مانع من ذلك ومنعه المعتزلة‬
‫كإمنعهم إيجابه لما مر عنهم فيهما‪ .‬وزعمت طائفة منهم أنه لم ترد به اللغة‪،‬‬
‫وهذا )كإـ(ـالواجب )المخير( فيما مر فيه فالنهي عن واحد مبهم مما ذكإر يحّرمه‬
‫مبهما‪ .‬وقيل يحرمه معينا عند الله تعالى ويسقط تركإه الواجب بتركإه أو تركّ‬
‫غيره منها‪ .‬فالتاركّ لبعضها إن صأادفّ المحرم فذاكّ‪ ،‬وإل فقد تركّ بدله‪ ،‬وقيل‬
‫يحرمه كإذلك وهو ما يختاره المكلف‪ ،‬وقيل يحرمها كإلها فيعاقب بفعلها عقاب‬
‫فعل محرمات ويثاب بتركإها امتثال ً ثواب تركّ محرمات‪ ،‬ويسقط تركإها الواجب‬
‫بتركّ واحد منها‪ ،‬فعلى الول إن تركإها كإلها امتثال ً وتفاوتت‪ ،‬فالمختار أنه يثاب‬
‫على تركّ أشدها عقابا وإن فعلها مرتبة عوقب على آخرها‪ ،‬وإن تفاوتت‬
‫لرتكابه المحرم به أو فعلها معا عوقب على أخفها عقابا‪ ،‬فإن تساوت وفعلت‬
‫معا أو تركإت فالمعتبر أحدها‪ .‬وقيل‪ :‬المحرم فيما إذا فعلت ولو مرتبة أخفها‬
‫عقابا‪.‬‬

‫تنبيه‪ :‬المندوب كإالواجب والمكروه كإالحرام فيما ذكإر‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬فرض الكفاية( المنقسم إليه وإلى فرض العين مطلق الفرض‬
‫السابق حده )مهم يقصد( شرعا )جزما( من زيادتي )حصوله من غير نظر‬
‫بالذات لفاعله( وإنما ينظر إليه بالتبع للفعل ضرورة أنه ل يحصل بدون فاعل‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫وشمل الحد الديني كإصلة الجنازة والمر بالمعروفّ والدنيوي كإالحرفّ‬
‫والصنائع‪ ،‬وخرج عنه السنة إذ لم يجزم بقصد حصولها‪ ،‬وفرض العين فإنه‬
‫منظور بالذات لفاعله حيث قصد حصوله من كإل عين أي واحد من المكلفين أو‬
‫من عين مخصوصأة كإالنبي صألى الله عليه وسإّلم فيما خص به‪) .‬والصأح أنه‬
‫دون فرض العين(‪ :‬أي فرض العين أفضل منه كإما نقله الشهاب ابن العماد عن‬
‫الشافعي رضي الله عنه‪ .‬قال‪ :‬ونقله عنه القاضي أبو الطيب‪ ،‬وذلك لشدة‬
‫اعتناء الشارع به بقصد حصوله من كإل مكلف في الغلب‪ ،‬ويدل له تعليل‬
‫الصأحاب تبعا للمام الشافعي كإراهة قطع طوافّ الفرض لصلة الجنازة بأنه ل‬
‫يحسن تركّ فرض العين لفرض الكفاية‪ .‬وقال إمام الحرمين وغيره‪ :‬فرض‬
‫الكفاية أفضل لنه يصان بقيام البعض به جميع المكلفين عن إثمهم المترتب‬
‫على تركإهم له‪ ،‬وفرض العين إنما يصان بالقيام به عن الثم الفاعل فقط‬
‫وترجيح الول من زيادتي‪) .‬و( الصأح )أنه( أي فرض الكفاية )على الكل(‬
‫لثمهم بتركإه كإما في فرض العين‪ ،‬ولقوله تعالى‪} :‬قاتلوا الذين ل يؤمنون‬
‫بالله{ وهذا ما عليه الجمهور ونص عليه الشافعي في الم‪) .‬ويسقط( الفرض‬
‫)بفعل البعض(‪ :‬لن المقصود كإما مر حصول الفعل ل ابتلء كإل مكلف به ول‬
‫دين عنه بأداء غيره‬
‫بعد في سإقوط الفرض عن الشخص بفعل غيره كإسقوط ال ّ‬
‫عنه‪ ،‬وقيل فرض الكفاية على البعض ل الكل ورجحه الصأل وفاقا بزعمه‬
‫للمام الرازي للكإتفاء بحصوله من البعض ولية‪ :‬ولتكن منكم أمة يدعون إلى‬
‫الخير{ وأجيب عن الول بما مر من أن المقصود حصول الفعل ل ابتلء كإل‬
‫مكلف به‪ ،‬وعن الثاني بأنه في السقوط بفعل البعض جمعا بين الدلة‪ ،‬وعلى‬
‫القول الثاني فالمختار كإما في الصأل البعض مبهم فمن قام به سإقط الفرض‬
‫بفعله‪،‬‬

‫وقيل معين عند الله تعالى يسقط الفرض بفعله وبفعل غيره كإسقوط الدين‬
‫فيما مر‪ ،‬وقيل معين كإذلك وهو من قام به لسقوطه بفعله ثم مداره على‬
‫الظن‪ ،‬فعلى قول الكل من ظن أن غيره فعله أو يفعله سإقط عنه‪ ،‬ومن ل فل‪،‬‬
‫وعلى قول البعض من ظن أن غيره لم يفعله ول يفعله وجب عليه ومن ل فل‪.‬‬
‫واعلم أن الكل لو فعلوه معا وقع فعل كإل منهم فرضا أو مرتبا‪ ،‬فكذلك‪ ،‬وإن‬
‫سإقط الحرج بالولين‪ .‬نعم إن حصل المقصود بتمامه كإغسل الميت لم يقع غير‬
‫الّول فرضا‪) .‬و( الصأح )أنه( أي فرض الكفاية )ل يتعين بالشروع( فيه لن‬
‫القصد به حصوله في الجملة فل يتعين حصوله ممن شرع فيه‪) .‬إل جهادا‬
‫وصألة جنازة وحجا وعمرة( فتتعين بالشروع فيها لشدة شبهها بالعيني‪ ،‬ولما‬
‫في عدم التعيين في الول من كإسر قلوب الجند‪ ،‬وفي الثاني من هتك حرمة‬
‫الميت‪ ،‬وهذا تبعت فيه الغزالي وغيره‪ ،‬وقيل يتعين فرض الكفاية بالشروع فيه‬
‫أي‪ :‬يصير به كإفرض العين في وجوب إتمامه بجامع الفرضية‪ ،‬وهذا ما صأححه‬
‫الصأل تبعا لبن الرفعة وهو بعيد‪ ،‬إذ أكإثر فروض الكفايات ل تتعين بالشروع‬
‫فيها كإالحرفّ والصنائع وصألة الجماعة‪) .‬وسإنتها(‪ :‬أي سإنة الكفاية المنقسم‬
‫إليها وإلى سإنة العين مطلق السنة السابق حده‪) .‬كإفرضها(‪ :‬فيما مر لكن‬
‫م يقصد بل جزم حصوله من غير نظر‬ ‫)بإبدال جزما بضده( فيصدق ذلك بأنها مه ّ‬
‫بالذات لفاعله كإابتداء السلم والتسمية للكإل من جهة جماعة‪ ،‬وبأنها دون سإنة‬
‫العين‪ ،‬وبأنها مطلوبة من الكل‪ ،‬وبأنها ل تتعين بالشروع فيها أي‪ :‬ل تصير به‬
‫كإسنة العين في تأكإد طلب إتمامها على الصأح في الثلث الخيرة‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬

‫)مسألة‪ :‬الصأح أن وقت( الصلة )المكتوبة( كإالظهر )جوازا وقت لدائها( ففي‬
‫أي جزء منه أوقعت‪ ،‬فقد أوقعت في وقت أدائها الذي يسعها وغيرها‪ ،‬ولهذا‬
‫يعرفّ بالواجب الموسإع‪ ،‬وقولي جوازا راجع إلى الوقت لبيان أن الكلم في‬
‫وقت الجواز ل في الزائد عليه أيضا من وقتي الضرورة والحرمة‪ ،‬وإن كإان‬
‫الفعل فيهما أداء بشرطه‪ .‬وقيل‪ :‬وقت أدائها أول الوقت فإن أخرت عنه‬
‫فقضاء وإن فعل في الوقت حتى يأثم بالتأخير عن أوله‪ ،‬وقيل‪ :‬هو آخر الوقت‬
‫فإن قدمت عليه فتقديمها تعجيل‪ ،‬وقيل هو الجزء الذي وقعت فيه من الوقت‬
‫وإن لم تقع فيه فوقت أدائها الجزء الخير من الوقت‪ ،‬وقيل‪ :‬إن قدمت على‬
‫آخر الوقت وقعت واجبة بشرط بقاء الفاعل مكلفا إلى آخر الوقت فإن لم يبق‬
‫كإذلك وقعت نفلً‪ .‬وهذه القوال الربعة منكرة للواجب الموسإع‪) .‬و( الصأح‬
‫)أنه( أي الشأن )يجب على المؤخر(‪ :‬أي مريد التأخير عن أول الوقت الذي هو‬
‫سإبب الوجوب )العزم( فيه على الفعل في الوقت كإما صأححه النووي في‬
‫مجموعه‪ ،‬ونقله غيره عن أصأحابنا ليتميز به التأخير الجائز عن غيره وتأخير‬
‫الواجب الموسإع عن المندوب في جواز التأخير عن أول الوقت‪ ،‬وقيل ل يجب‬
‫اكإتفاء بالفعل‪ ،‬ورجحه الصأل وزعم أن الول ل يعرفّ إل عن القاضي أبي بكر‬
‫الباقلني ومن تبعه‪ ،‬وأنه من هفوات القاضي ومن العظائم في الدين‪.‬‬
‫فإن قلت‪ :‬يلزم على الول تعدد البدل والمبدل واحد‪ .‬قلنا‪ :‬ممنوع إذ ل يجب‬
‫إعادة العزم‪ ،‬بل ينسحب على آخر الوقت كإانسحاب النية على أزاء العبادة‬
‫الطويلة كإما قاله إمام الحرمين وغيره‪.‬‬
‫فإن قلت‪ :‬العزم ل يصلح بدل ً عن الفعل إذ بدل الشيء يقوم مقامه والعزم‬
‫ليس كإذلك‪ .‬قلت‪ :‬ل يخفى أن المراد بكونه بدل ً عنه أنه بدل عن إيقاعه في‬
‫أول وقته ل عن إيقاعه مطلقا والعزم قائم مقامه في ذلك‪.‬‬

‫)ومن أخر( الواجب الموسإع بأن لم يشتغل به أول الوقت مثل ً )مع ظن فوته(‬
‫بموت أو حيض أو نحوهما‪ .‬وهذا أعم من قوله مع ظن الموت‪) .‬عصى( لظنه‬
‫فوت الواجب بالتأخير )و( الصأح )أنه إن بان خلفه( بأن تبين خلفّ ظنه‬
‫)وفعله( في الوقت )فأداء( فعله لنه في الوقت المقدر له شرعا وقيل فعله‬
‫قضاء لنه بعد الوقت الذي تضيق بظنه وإن بان خطؤه‪ ،‬ويظهر أثر الخلفّ في‬
‫نية الداء أو القضاء وفي أنه لو فرض ذلك في الجمعة تصلى في الوقت على‬
‫الول وتقضى ظهرا ل جمعة على الثاني‪) .‬و( الصأح )أن من أخر( الواجب‬
‫المذكإور )مع ظن خلفه(‪ :‬أي عدم فوته فبان خلفّ ظنه ومات مثل ً في الوقت‬
‫قبل الفعل‪) .‬لم يعص( لن التأخير جائز له والفوت ليس باختياره‪ ،‬وقيل يعصى‬
‫وجواز التأخير مشروط بسلمة العاقبة‪ ،‬هذا إن لم يكن عزم على الفعل‪ ،‬وإن‬
‫عصى بتركإه العزم وإل فل يعصى قطعا قاله المدي‪) .‬بخلفّ ما( أي الواجب‬
‫الذي )وقته العمر كإحج(‪ :‬فإن من أخره بعد أن أمكنه فعله مع ظن عدم فوته‬
‫ي وقت يمكنه فعله فيه ومات قبل فعله‬ ‫كإأن ظن سإلمته من الموت إلى مض ّ‬
‫يعصى على الصأح‪ ،‬وإل لم يتحقق الوجوب‪ ،‬وقيل ل يعصى لجواز التأخير له‬
‫وعصيانه في الحج من آخر سإني المكان على الصأح لجواز التأخير إليها‪ ،‬وقيل‬
‫من أولها لسإتقرار الوجوب حينئذ‪ ،‬وقيل غير مستند إلى سإنة بعينها‪) .‬مسألة(‪:‬‬
‫الفعل )المقدور( للمكلف )الذي ل يتم( أي يوجد عنده )الواجب المطلق إل به‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫واجب(‪ :‬بوجوب الواجب )في الصأح( سإببا كإان أو شرطا إذ لو لم يجب لجاز‬
‫تركّ الواجب المتوقف عليه‪ ،‬وقيل ل يجب بوجوبه لن الدال على الواجب‬
‫سإاكإت عنه‪ ،‬وقيل يجب إن كإان سإببا كإالنار للحراق بخلفّ الشرط كإالوضوء‬
‫للصلة لن السبب أشد ارتباطا بالمسبب من الشرط بالمشروط‪ ،‬وقيل يجب‬
‫إن كإان شرطا شرعيا كإالوضوء للصلة ل عقليا كإتركّ ضد الواجب ول عاديا‬
‫كإغسل جزء من الرأس بغسل الوجه ول إن كإان سإببا شرعيا كإصيغة العتاق له‬
‫أو عقليا كإالنظر للعلم عند المام‬

‫وغيره أو عاديا كإحز الرقبة للقتل‪ ،‬إذ ل وجود لمشروطه عقل ً أو عادة ول‬
‫لمسببه مطلقا بدونه‪ ،‬فل يقصدهما الشارع بالطلب بخلفّ الشرط الشرعي‪،‬‬
‫فإنه لول اعتبار الشرع لوجد مشروطه بدونه وخرج بالمقدور غيره كإقدر الله‬
‫وإرادته‪ ،‬إذ التيان بالفعل يتوقف عليهما وهما غير مقدورين للمكلف‪،‬‬
‫وبالمطلق المقيد وجوبه بما يتوقف عليه كإالزكإاة وجوبها متوقف على ملك‬
‫النصاب‪ ،‬فل يجب تحصيله فالمطلق ما ل يكون مقيدا بما يتوقف عليه وجوده‬
‫وإن كإان مقيدا بغيره كإقوله تعالى‪} :‬أقم الصلة لدلوكّ الشمس{ فإن وجوبها‬
‫مقيد بالدلوكّ ل بالوضوء والتوجه للقبلة ونحوهما‪) .‬فلو تعذر تركّ محرم إل‬
‫بتركّ غيره( من الجائز قيل كإماء قليل وقع فيه بول‪) .‬وجب( تركّ ذلك الغير‬
‫لتوقف تركّ المحرم الذي هو واجب عليه‪) .‬أو اشتبهت حليلة( لرجل من زوجة‬
‫أو أمة فتعبيري بذلك أولى وأعم من قوله‪ :‬أو اختلطت منكوحة )بأجنبية( منه‬
‫)حرمتا( أي حرم قربانهما عليه ‪ ،‬أما الجنبية فأصأالة‪ ،‬وأما الحليلة فلنه ل يعلم‬
‫الكف عن الجنبية إل بالكف عنها )وكإما لو طلق معينة( من زوجتيه مثل ً )ثم‬
‫نسيها( فإنهما يحرمان عليه لما مّر‪ .‬وقد يظهر الحال في هذه والتي قبلها‬
‫فترجع الحليلة وغير المطلقة إلى ما كإانتا عليه من الحل فلم يتعذر فيهما تركّ‬
‫المحرم وحده فلم يشملهما ما قبلهما ولو شملهما لكان الولى إبدال أو بكان‬
‫ليكونا مثالين له‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬مطلق المر( بما بعض جزئياته مكروهة كإراهة تحريم أو تنزيه )ل‬
‫يتناول المكروه( منها الذي له جهة أو جهتان بينهما لزوم )في الصأح(‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫يتناوله‪ ،‬وعزى للحنفية لنا لو تناوله لكان الشيء الواحد مطلوب الفعل والتركّ‬
‫من جهة واحدة وذلك تناقض )فل تصح الصلة في الوقات المكروهة(‪ :‬أي التي‬
‫كإرهت فيها صألة النفل المطلق بشرطه كإعند طلوع الشمس حتى ترتفع كإرمح‬
‫وعند اصأفرارها حتى تغرب‪) .‬ولو( قلنا إن كإراهتها فيها )كإراهة تنزيه في‬
‫الصأح(‬

‫)ومنه( أي القرآن )البسملة أول كإل سإورة في الصأح(‪ :‬لنها مكتوبة كإذلك‬
‫بخط السور في مصاحف الصحابة مع مبالغتهم في أن ل يكتب فيها ما ليس‬
‫منه‪ ،‬وقيل ليست منه مطلقا عند غيرنا وفي غير الفاتحة عندنا‪ ،‬وإنما هي في‬
‫الفاتحة لبتداء الكتاب على عادة الله تعالى في كإتبه‪ ،‬وفي غيرها للفصل بين‬
‫السور وهي منه في أثناء سإورة النمل إجماعا‪) .‬غير( أول سإورة )براءة( أما‬
‫أولها فليست البسملة من القرآن فيه جزما لنزولها بالقتال الذي ل تناسإبه‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫البسملة المناسإبة للرحمة والرفق‪ ،‬وحيث قلنا إنها أول السور من القرآن فهي‬
‫على الصحيح قرآن حكما ل قطعا بمعنى أن السورة ل تتم إل بقراءتها أّولها‬
‫حتى ل تصح الصلة بتركإها أول الفاتحة‪ ،‬وإنما لم نكفر جاحدها للخلفّ فيها‪) .‬ل‬
‫الشاذ( وهو ما نقل قرآنا آحادا ولم يصل إلى رتبة القراءة الصحيحة التي بيانها‬
‫كإأيمانهما في قراءة‪ :‬والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما‪ ،‬فإنه ليس من‬
‫القرآن‪) .‬في الصأح(‪ :‬لنه لم يتواتر ول هو في معنى المتواتر‪ ،‬وقيل إنه منه‬
‫حمل ً على أنه كإان متواترا في العصر الول لعدالة ناقله‪) .‬و( القراءات )السبع(‬
‫المروية عن القراء السبعة أبي عمرو ونافع وابني كإثير وعامر وعاصأم وحمزة‬
‫والكسائي )متواترة( من النبي إلينا نقلها عنه جمع يمتنع عادة تواطؤهم على‬
‫الكذب لمثلهم وهلم‪ ،‬والمراد كإما قال المامان أبو شامة وابن الجزري التواتر‬
‫فيما اتفقت الطرق على نقله عن السبعة دون ما اختلفت فيه بمعنى أنه نفيت‬
‫نسبته إليهم في بعض الطرق )ولو فيما هو من قبيل الداء( بأن كإان هيئة للفظ‬
‫يتحقق بدونها )كإالمد( الزائد على المد ّ الطبيعي المعروفّ أنواعه في محله‪،‬‬
‫وكإالمالة محضة كإانت أو بين بين وكإتخفيف الهمزة بنقل أو إبدال أو تسهيل أو‬
‫دد في نحو }إياكّ نعبد{ بزيادة على أقل التشديد من مبالغة أو‬ ‫إسإقاط وكإالمش ّ‬
‫توسإط خلفا لبن الحاجب في إنكاره تواتر ما هو من قبيل الداء‪ ،‬فقد قال‬
‫عمدة القراء والمحدثين الشمس ابن الجزري‪:‬‬

‫ل نعلم أحدا تقدم ابن الحاجب في ذلك‪ .‬قال‪ :‬وقد نص أئمة الصأول على تواتر‬
‫ذلك كإله‪ ،‬وكإلم الصأل يميل إليه لكنه وافق في منع الموانع ابن الحاجب على‬
‫عدم تواتر المد ّ أي‪ :‬مطلقه‪ ،‬وتردد في تواتر المالة وجزم بتواتر تخفيف‬
‫الهمزة واسإتظهره في غير ذلك مما هو من قبيل الداء أيضا كإالمشدد في نحو‬
‫}إياكّ نعبد{ بما مّر‪.‬‬

‫)وتحرم القراءة بالشاذ( في الصلة وخارجها لنه ليس بقرآن على الصأح كإما‬
‫مّر‪ ،‬وتبطل الصلة به إن غير معنى أو زاد حرفا أو نقصه وكإان عامدا عالما‬
‫بالتحريم‪ ،‬كإما قاله النووي‪) .‬والصأح(وفاقا للقراء وجماعة من الفقهاء ومنهم‬
‫البغوي )أنه( أي الشاذ )ما وراء العشر( أي السبع السابقة وقراءات يعقوب‬
‫وأبي جعفر وخلف‪ ،‬وقيل ما وراء السبع وهو ما عليه الصأوليون وجماعة من‬
‫الفقهاء‪ ،‬ومنهم النووي فالثلثة الزائدة على هذا تحرم القراءة بها‪ ،‬وعلى الّول‬
‫هي كإالسبع يجوز القراءة بها لصدق تعريف القراءة الصحيحة التي عليها‪،‬‬
‫ولنها متواترة على ما قاله في منع الموانع ووافقه تلميذه المام ابن الجزري‬
‫في موضع‪ ،‬وقال في آخر‪ :‬المقروء به عن القراء العشرة قسمان‪ :‬متواتر‬
‫وصأحيح مستفيض متلقى بالقبول‪ ،‬والقطع حاصأل بهما إذ العدل الضابط إذا‬
‫انفرد بشيء تحتمله العربية والرسإم واسإتفاض وتلقى بالقبول قطع به وحصل‬
‫به العلم‪ ،‬وعلى هذا فالقراءة متواترة وصأحيحة وشاذة‪ ،‬وقد بينها ابن الجزري‬
‫بأبسط مما مّر فقال‪ :‬فالمتواترة ما وافقت العربية ورسإم أحد المصاحف‬
‫العثمانية ولو تقديرا وتواتر نقلها‪ ،‬ومعنى ولو تقديرا ما يحتمله الرسإم كإمالك‬
‫يوم الدين فإنه رسإم بل ألف في جميع المصاحف فيحتمل حذفّ ألفه اختصارا‬
‫كإما فعل في مثله من اسإم الفاعل كإقادم وصأالح‪ ،‬فهو موافق للرسإم تقديرا‪،‬‬
‫والصحيحة ما صأح سإنده بنقل عدل ضابط عن مثله إلى منتهاه‪ ،‬ووافق العربية‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫والرسإم واسإتفاض نقله وتلقته الئمة بالقبول وإن لم يتواتر‪ ،‬فهذه كإالمتواترة‬
‫في جواز‬

‫القراءة والصلة بها والقطع بأن المقروء بها قرآن‪ ،‬وإن لم يبلغ مبلغها والشاذة‬
‫ما وراء العشرة وهو ما نقل قرآنا ولم تتلقه الئمة بالقبول ولم يستفض أو لم‬
‫ح سإنده عن أبي‬ ‫يوافق الرسإم‪ ،‬فهذا ل تجوز القراءة ول الصلة به‪ ،‬وإن صأ ّ‬
‫ح سإنده كإانت‬
‫الدرداء وابن مسعود وغيرهما‪ ،‬وقراءة بعض الصحابة بها فيما صأ ّ‬
‫قبل إجماع من يعتد ّ به على المنع من القراءة بالشاذ مطلقا انتهى ملخصا‬
‫وعليه فظاهر أن مراده بالصحيحة قراءة الثلثة الزائدة على السبع‪.‬‬

‫)و( الصأح )أنه( أي الشاذ )يجري مجرى( الخبار )الحاد( في الحتجاج‪ ،‬لنه‬
‫ي ول يلزم من انتفاء خصوص قرآنيته انتفاء عموم خبريته‪ ،‬وقيل‬ ‫منقول عن النب ّ‬
‫ل يحتج به لنه إنما نقل قرآنا ولم تثبت قرآنيته‪ ،‬وعلى الول احتجاج كإثير من‬
‫أئمتنا على قطع يمين السارق بقراءة أيمانهما‪ ،‬وإنما لم يوجبوا التتابع في صأوم‬
‫كإفارة اليمين بقراءة متتابعات لما صأحح الدارقطني إسإناده عن عائشة رضي‬
‫الله عنها‪ :‬نزلت }فصيام ثلثة أيام{ متتابعات فسقطت متتابعات أي نسخت‬
‫تلوة وحكما‪ ،‬ولن الشاذ إنما يحتج به إذا ورد لبيان حكم كإما في أيمانهما‬
‫بخلفّ ما إذا ورد لبتداء الحكم ل يحتج به كإما في متتابعات على أنه قيل إنها‬
‫لم تثبت عن ابن مسعود‪) .‬و( الصأح )أنه ل يجوز ورود ما( أي لفظ )ل معنى له‬
‫في الكتاب والسنة( لنه كإالهذيان فل يليق بعاقل فكيف بالله وبرسإوله‪ ،‬وقالت‬
‫الحشوية‪ :‬يجوز وروده في الكتاب لوجوده فيه كإالحروفّ المقطعة أوائل‬
‫السور كإطه ونون‪ ،‬وفي السنة بالقياس على الكتاب‪ .‬وأجيب‪ :‬بأن الحروفّ‬
‫المذكإورة لها معان‪ .‬منها‪ :‬أنها أسإماء للسور والكإثرون على جواز أن يقال في‬
‫ن نساء فوق اثنتين{‬ ‫الكتاب والسنة زائد كإفوق في قوله تعالى‪} :‬فإن كإ ّ‬
‫ل الكلم‬‫وقوله‪} :‬فاضربوا فوق العناق{ بناء على تفسير الزائد بما ل يخت ّ‬
‫بدونه ل بما ل معنى له أصألً‪) .‬و( الصأح أنه )ل( يجوز أن يرد فيهما )ما يعني به‬
‫غير ظاهره( أي معناه الخفي لنه بالنسبة إليه كإالمهمل )إل بدليل(‪ :‬يبين‬
‫المراد منه كإما في العام المخصوص‪ ،‬وقالت المرجئة‪ :‬يجوز وروده فيهما من‬
‫غير دليل حيث قالوا‪ :‬المراد باليات والخبار الظاهرة في عقاب عصاة‬
‫المؤمنين الترهيب فقط بناء على معتقدهم أن المعصية ل تضّر مع اليمان كإما‬
‫أن الكفر ل تنفع معه طاعة )و( الصأح )أنه ل يبقى( فيهما )مجمل كإلف بالعمل‬
‫به( بناء على الصأح التي من وقوعه فيهما )غير مبين( أي‪ :‬باقيا على إجماله‬
‫بأن لم يتضح المراد منه إلى وفاته صألى الله‬

‫عليه وسإّلم للحاجة إلى بيانه حذرا من التكليف بما ل يطاق‪ ،‬بخلفّ غير‬
‫المكلف بالعمل به‪ ،‬وقيل ل يبقى كإذلك مطلقا لن الله أكإمل الدين قبل وفاته‬
‫لقوله‪} :‬اليوم أكإملت لكم دينكم{ وقيل يبقى كإذلك مطلقا قال تعالى في‬
‫متشابه الكتاب‪} :‬وما يعلم تأويله إل الله{ إذ الوقف هنا كإما عليه جمهور‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫العلماء‪ ،‬وإذا ثبت في الكتاب ثبت في السنة إذ ل قائل بالفرق‪) .‬و( الصأح )أن‬
‫الدلة النقلية قد تفيد اليقين بانضمام غيرها( من تواتر ومشاهدة كإما في أدلة‬
‫وجوب الصلة‪ ،‬فإن الصحابة علموا معانيها المرادة بالقرائن المشاهدة‪ ،‬ونحن‬
‫علمناها بواسإطة نقل القرائن إلينا تواترا‪ ،‬وقيل تفيده مطلقا وعزي للحشوية‪،‬‬
‫وقيل ل تفيده مطلقا لنتفاء العلم بالمراد منها قلنا يعلم بما ذكإر آنفا‪.‬‬

‫المنطوق والمفهوم‬
‫ل عليه اللفظ في محل النطق(‬ ‫أي‪ :‬هذا مبحثهما‪) .‬المنطوق ما( أي معنى )د ّ‬
‫فّ{ أو حكم‬
‫حكما كإان كإتحريم التأفيف للوالدين بقوله تعالى‪} :‬فل تقل لهما أ ّ‬
‫كإزيد في نحو‪ :‬جاء زيد بخلفّ المفهوم فإن دللة اللفظ عليه في محل‬
‫السكوت ل في محل النطق كإما سإيأتي‪) .‬وهو( أي اللفظ الدال في محل‬
‫النطق )إن أفاد ما( أي معنى )ل يحتمل( أي اللفظ )غيره( أي غير ذلك المعنى‬
‫)كإزيد( في نحو‪ :‬جاء زيد فإنه مفيد للذات المشخصة من غير احتمال لغيرها‪.‬‬
‫)فنص( أي يسمى به )أو( أفاد )ما يحتمل بدله( معنى )مرجوحا كإالسإد( في‬
‫نحو‪ :‬رأيت اليوم السإد‪ ،‬فإنه مفيد للحيوان المفترس محتمل للرجل الشجاع‬
‫وهو معنى مرجوح لنه معنى مجازى والول حقيقي‪) .‬فظاهر( أي يسمى به أما‬
‫المحتمل لمعنى مساوٍ للخر كإالجون في نحو ثوب زيد جون فإنه محتمل‬
‫لمعنييه أي السإود والبيض على السواء فيسمى مجمل ً وسإيأتي‪.‬‬

‫واعلم أن النص يقال لما ل يحتمل تأويل ً كإما هنا ولما يحتمله احتمال ً مرجوحا‬
‫ل على معنى كإيف كإان‪ ،‬ولدليل من كإتاب أو سإنة‬ ‫وهو بمعنى الظاهر‪ ،‬ولما د ّ‬
‫كإما سإيأتي في القياس‪) .‬ثم( اللفظ ينقسم باعتبار آخر إلى مركإب ومفرد لنه‬
‫ل جزؤه( الذي به تركإيبه )على جزء معناه فمركإب( تركإيبا إسإناديا كإزيد‬‫)إن د ّ‬
‫قائم‪ ،‬أو إضافيا كإغلم زيد‪ ،‬أو تقييديا كإالحيوان الناطق‪) .‬وإل( أي وإن لم يدل‬
‫جزؤه على جزء معناه بأن ل يكون له جزء كإهمزة السإتفهام أو يكون له جزء‬
‫غير دال على معنى‪ :‬كإزيد أو دال على معنى غير جزء معناه كإعبد الله علما‪.‬‬
‫)فمفرد( وقدم على تعريفه تعريف المركإب لن التقابل بينهما تقابل العدم‬
‫والملكة والعدام إنما تعرفّ بملكاتها‪) .‬ودللته( أي اللفظ )على معناه‬
‫مطابقة(‪ :‬وتسمى دللة مطابقة لمطابقة أي موافقة الدال للمدلول‪) .‬وعلى‬
‫جزئه( أي جزء معناه )تضمن(‪ :‬وتسمى دللة تضمن لتضمن المعنى لجزئه‬
‫المدلول‪) .‬و( على )لزمه( أي لزم معناه )الذهني( سإواء ألزمه في الخارج‬
‫أيضا أم ل )التزام( وتسمى دللة التزام للتزام المعنى أي اسإتلزامه للمدلول‬
‫كإدللة النسان على الحيوان الناطق في الول‪ ،‬وعلى الحيوان أو الناطق في‬
‫الثاني‪ ،‬وعلى قابل العلم في الثالث اللزم خارجا أيضا‪ ،‬وكإدللة العمى أي عدم‬
‫البصر عما من شأنه البصر على البصر اللزم للعمى ذهنا المنافي له خارجا‬
‫لوجود كإل منهما فيه بدون الخر‪ ،‬ودللة العام على بعض أفراده كإجاء عبيدي‬
‫وة قضايا بعدد أفراده‪ ،‬كإما سإيأتي ذلك في مبحث العلم‬ ‫مطابقة لنه في ق ّ‬
‫فسقط ما قيل إنها خارجة عن الدللت الثلث‪ ،‬وقد أوضحت ذلك في شرح‬
‫إيساغوجي‪ ،‬والدللة كإون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بآخر وخرج‬
‫بإضافتها للفظ الدللة الفعلية كإدللة الخط والشارة بزيادتي الوضعية دللة‬
‫اللفظ العقلية غير اللتزامية كإدللته على حياة لفظه والطبيعية كإدللة النين‬
‫على الوجع‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬

‫)والوليان( أي دللتا المطابقة والتضمن )لفظيتان( لنهما بمحض اللفظ ول‬


‫تغاير بينهما بالذات بل بالعتبار‪ ،‬إذ الفهم فيهما واحد إن اعتبر بالنسبة إلى‬
‫مجموع جزأي المركإب سإميت الدللة مطابقة أو إلى كإل جزء من الجزأين‬
‫سإميت تضمنا‪) .‬والخيرة( أي دللة اللتزام )عقلية( لتوقفها على انتقال الذهن‬
‫من المعنى إلى لزمه وفارقت التضمينية بما مر‪ ،‬وبأن المدلول في التضمني‬
‫داخل فيما وضع له اللفظ بخلفه في اللتزامية‪ ،‬وهذا ما عليه المد ي وابن‬
‫الحاجب وغيرهما من المحققين‪ ،‬وجرى عليه شيخنا الكمال ابن الهمام‪،‬‬
‫والصأل تبع صأاحب المحصول وغيره في أن المطابقة لفظية والخريان‬
‫عقليتان وتبعتهم في شرح ايساغوجي‪ ،‬وما هنا أقعدوا أكإثر المناطقة على أن‬
‫الثلث لفظيات )ثم هي( أي الخيرة )إن توقف صأدق المنطوق أو صأحته( عقل ً‬
‫أو شرعا )على إضمار(‪ :‬أي تقدير فيما دل عليه‪) ،‬فدللة اقتضاء( أي فدللة‬
‫اللفظ اللتزامية على معنى المضمر المقصود تسمى دللة اقتضاء في الحوال‬
‫الثلثة‪ ،‬فالول كإما في الحديث التي في مبحث المجمل‪» :‬رفع عن أمتي‬
‫الخطأ والنسيان« أي المؤاخذة بهما لتوقف صأدقه على ذلك لوقوعهما والثاني‬
‫كإما في قوله تعالى‪} :‬واسإأل القرية{ أي أهلها إذ القرية وهي البنية المجتمعة‬
‫ل يصح سإؤالها عقلً‪ ،‬والثالث كإما في قولك لمالك عبد‪ :‬أعتق عبدكّ عني‪،‬‬
‫ففعل فإنه يصح عنك بتقدير ملكه لي فأعتقه عني لتوقف صأحة العتق شرعا‬
‫على الملك‪) .‬وإل(‪ :‬أي وإن لم يتوقف صأدق المنطوق ول الصحة له على‬
‫إضمار‪) ،‬فإن دل( اللفظ المفيد له )على ما لم يقصد( به )فدلله إشارة(‪ :‬أي‬
‫فدللة اللفظ على ما لم يقصد به تسمى دللة إشارة كإدللة قوله تعالى‪} :‬أح ّ‬
‫ل‬
‫لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم{ على صأحة صأوم من أصأبح جنبا للزومها‬
‫ن بالليل الصادق بآخر جزء منه‪) .‬وإل( بأن د ّ‬
‫ل‬ ‫للمقصود به من جواز جماعه ّ‬
‫اللفظ على ما قصد به ولم يتوقف على إضمار )فدللة إيماء( أي فدللة اللفظ‬
‫على ذلك تسمى‬

‫دللة إيماء وتسمى تنبيها‪ ،‬وسإيأتي بيانه مع مثاله في القياس في الملك الثالث‬
‫من مسالك العلة وذكإره هنا من زيادتي وعلم من تعبيري بهي دون تعبيره‬
‫بالمنطوق أن هذه الدللت الثلث من قسم دللة اللتزام‪ ،‬إذ المنطوق ينقسم‬
‫إلى صأريح وغيره فالصريح دللتا المطابقة والتضمن وغيره دللة اللتزام وهي‬
‫تنقسم إلى الدللت الثلث‪.‬‬
‫فإن قلت‪ :‬دللة النسان على قابل العلم مثل ً من أي الدللت؟ قلت‪ :‬من دللة‬
‫الشارة فيما يظهر‪.‬‬

‫)والمفهوم ما( أي معنى )دل عليه اللفظ ل في محل النطق( من حكم ومحله‬
‫معا كإتحريم كإذا كإما سإيأتي )فإن وافق( المفهوم )المنطوق( به )فموافقة(‬
‫ويسمى مفهوم موافقة )ولو( كإان )مساويا( للمنطوق )في الصأح ثم( هو‬
‫)فحوى الخطاب( أي يسمى به )إن كإان أولى( من المنطوق )ولحنه( أي لحن‬
‫الخطاب )إن كإان مساويا( للمنطوق والمفهوم الولى كإتحريم ضرب الوالدين‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫الدال عليه نظرا للمعنى قوله تعالى‪} :‬فل تقل لهما أفّ{ فهو أولى من تحريم‬
‫التأفيف المنطوق لكونه أشد منه في اليذاء والمساوي كإتحريم إحراق مال‬
‫اليتيم الدال عليه نظرا لمعنى آية‪} :‬إن الذين يأكإلون أموال اليتامى ظلما{‬
‫فهو مساوٍ لتحريم الكإل لمساواة الحراق للكإل في التلفّ‪ ،‬وقيل ل يسمى‬
‫المساوي بالموافقة وإن كإان مثل الولى في الحتجاج به‪ ،‬وعليه فمفهوم‬
‫الموافق هو الولى ويسمى الولى بفحوى الخطاب وبلحن الخطاب‪ ،‬وفحوى‬
‫الكلم ما يفهم منه قطعا ولحنه معناه‪ ،‬ومما يطلق فيه المفهوم على محل‬
‫الحكم كإالمنطوق قولهم المفهوم‪ ،‬إما أولى من المنطوق بالحكم أو مساوٍ له‬
‫فيه ومن المعنى المعلوم به موافقة المسكوت للمنطوق نشأ خلفّ في أن‬
‫الدللة على الموافقة مفهومية أو قياسإية أو لفظية وقد بينتها بقولي‪) :‬فالدللة(‬
‫على الموافقة )مفهومية(‪ :‬أي بطريق الفهم من اللفظ ل في محل النطق‪،‬‬
‫)على الصأح( والتصريح بهذا القول من زيادتي‪ ،‬وقيل قياسإية‪ :‬أي بطريق‬
‫القياس الولى أو المساوى المسمى ذلك بالقياس الجلي كإما سإيأتي لصدق‬
‫تعريف القياس عليه‪ ،‬والعلة في المثال الول اليذاء‪ ،‬وفي الثاني التلفّ‪ ،‬وقيل‬
‫الدللة عليه لفظية لفهمه من اللفظ من غير اعتبار قياس‪ ،‬لكن ل بمجرد اللفظ‬
‫بل مع السياق والقرائن فتكون الدللة عليه مجازية من إطلق الخص على‬
‫العم‪ ،‬فالمراد من منع التأفيف منع ازيذاء ومن منع أكإل مال اليتيم منع إتلفه‪،‬‬
‫وقيل لفظية لكن ينقل اللفظ عرفا إلى العم‪ ،‬فتكون الدللة عليه حقيقة‬
‫عرفية‪ ،‬وعلى هذين القولين تحريم‬

‫ضرب الوالدين وتحريم إحراق مال اليتيم من المنطوق‪ ،‬وإن كإانا بقرينة على‬
‫الول منهما‪) .‬وإن خالفه( أي المفهوم أي المنطوق به )فمخالفة( ويسمى‬
‫مفهوم مخالفة ودليل خطاب قيل ولحن خطاب‪) .‬وشرطه(‪ :‬أي مفهوم‬
‫المخالفة ليتحقق )أن ل يظهر لتخصيص المنطوق بالذكإر فائدة غير نفي حكم‬
‫غيره(‪ :‬أي حكم السكوت‪) .‬كإأم خرج( المذكإور )للغالب في الصأح( كإما في‬
‫قوله تعالى }وربائبكم اللتي في حجوركإم{ إذ الغالب كإون الربائب في حجور‬
‫الزواج أي تربيتهم‪ ،‬وقيل ل يشترط انتفاء موافقة الغالب لن المفهوم من‬
‫مقتضيات اللفظ فل يسقطه موافقة الغالب وهو مندفع بما يأتي‪) .‬أو لخوفّ‬
‫تهمة( من ذكإر المسكوت كإقول قريب عهد بالسإلم لعبده بحضور المسلمين‬
‫تصدق بهذا على المسلمين‪ ،‬ويريد وغيرهم وتركإه خوفا من تهمته بالنفاق‪) .‬أو‬
‫لموافقة الواقع(‪ ،‬كإما في قوله تعالى؛ }ل يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من‬
‫دون المؤمنين{ نزل في قوم من المؤمنين والو اليهود دون المؤمنين‪) .‬أو(‬
‫لجواب )سإؤال( عن المذكإور‪) .‬أو لـ(ـبيان حكم )حادثة( تتعلق به‪) ،‬أو لجهل‬
‫بخكمه( دون حكم المسكوت‪) ،‬أو عكسه( أي أو لجهل بحكم المسكوت دون‬
‫حكم المنطوق‪ ،‬وذلك كإما لو سإئل رسإول الله صألى الله عليه وسإّلم هل في‬
‫النعم السائمة زكإاة‪ ،‬أو قبل بحضرته لفلن غنم سإائمة أو خاطب من جهل حكم‬
‫الغنم السائمة دون المعلوفة‪ ،‬أو كإان هو عالما بحكم السائمة دون المعلوفة‪،‬‬
‫فقال‪» :‬في الغنم السمائمة زكإاة«‪ .‬وإنما لم يجعلوا جواب المسؤول والحادثة‬
‫صأارفين للعام عن عمومه كإنظيره هنا لقوة اللفظ فيه بالنسبة إلى مفهوم‬
‫المخالفة حتى عزى إلى الشافعي والحنفية أن دللة العام على كإل فرد من‬
‫أفراده قطعية‪ ،‬وإنما اشترطوا للمفهوم انتفاء المذكإورات لنها فوائد ظاهرة‬
‫وهو فائدة خفية فأخر عنها‪ ،‬وبذلك اندفع توجيه الوجه السابق والمقصود مما‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫مر أنه ل مفهوم للمذكإور في المثلة المذكإورة ونحوها‪ ،‬ويعلم حكم المسكوت‬
‫فيها من خارج بالمخالفة كإما في الغنم‬

‫المعلوفة لما سإيأتي‪ ،‬أو بالموافقة كإما في آية الربيبة للمعنى‪ ،‬وهو أن الربيبة‬
‫حرمت لئل يقع بينها وبين أمها التباغض لو أبيحت نظرا للعادة في مثل ذلك‪،‬‬
‫دم خلفّ في أن الدللة في مفهوم‬ ‫سإواء أكإانت في حجر اتلزوج أم ل وتق ّ‬
‫الموافقة على حكم المسكوت قياسإية أو ل‪ .‬وقد حكيته هنا مع ما يترتب عليه‬
‫بقولي‪) :‬ول يمنع( ما يقتضي تخصيص المذكإور بالذكإر )قياس المسكوت‬
‫بالمنطوق(‪ ،‬بأن كإان بينهما علة جامعة لعدم معارضته له‪) ،‬فل يعمه( أي‬
‫المسكوت المشتمل عى العلة )لمعروض( للمذكإور من صأفة أو غيرها لوجود‬
‫العارض‪ ،‬وإنما يلحق به قياسإا‪) .‬وقيل يعمه( إذ عارضه بالنسبة إلى المسكوت‬
‫كإأنه لم يذكإر فيمتنع القياس‪ ،‬وإنما عبرت كإالصأل بالمعروض أي اللفظ دون‬
‫الموصأوفّ لئل يتوهم‪ ،‬كإما قال في منع المانع اختصاص ذلك بمفهوم الصفة‬
‫وليس كإذلك‪) .‬وهو( أي‪ :‬مفهوم المخالفة بمعنى محل الحكم )صأفة(‪ :‬أي‬
‫مفهوم صأفة والمراد بها لفظ مقيد لخر وليس بشرط ول اسإتثناء ول غاية ل‬
‫النعت فقط )كإالغنم السائمة وسإائمة الغنم( أي الصفة كإالسائمة في الّول من‬
‫في الغنم السائمة زكإاة‪ ،‬وفي الثاني من في سإائمة الغنم زكإاة قدم من تأخير‬
‫وكإل منهما يروى حديثا‪) .‬وكإالسائمة( من في السائمة زكإاة )في الصأح(‬
‫المعز‪ ،‬وللجمهور لدللته على السوم الزائد على الذات بخلفّ اللقب‪ ،‬وقيل‬
‫ليس من الصفة‪ ،‬ورجحه الصأل لختلل الكلم بدونه كإاللقب ودفع بما مّر آنفا‪.‬‬
‫)والمنفي( عن محلية الزكإاة )في( المثالين )الولين معلوفة الغنم على‬
‫المختار( فيهما‪ ،‬وهو ما رجحه المام الرازي وغيره‪.‬‬
‫)‬

‫وفي( المثال )الثالث معلوفة النعم( من إبل وبقر وغنم‪ ،‬وقيل المنفي في‬
‫الولين معلوفة النعم ولم يرجح الصأل منهما شيئا‪ ،‬بل قال‪ :‬وهل المنفي غير‬
‫سإائمتها أو غير مطلق السوائم؟ قولن‪ .‬فالترجيح في المنفي في الّولين مع‬
‫ذكإره في الثالث من زيادتي‪ ،‬وقد بينت ما في الثالث وما ذكإرته من الجمع بين‬
‫الّولين كإالصأل هنا أولى من فرقه في منع الموانع بينهما بأن الخلفّ خاص‬
‫بأولهما‪ ،‬وبأن المنفي في الثاني سإائمة غير الغنم ل غير السائمة بناء على أن‬
‫الصفة فيه لفظ الغنم على وزان »مطل الغني ظلم«‪.‬‬
‫)ومنها(‪ :‬أي من الصفة بالمعنى السابق )العلة( نحو أعط السائل لحاجته أي‬
‫المحتاج دون غيره‪) .‬والظرفّ( زمانا أو مكانا نحو‪ :‬سإافر غدا أي ل في غيره‪،‬‬
‫واجلس أمام فلن أي‪ :‬ل في غيره من بقية جهائه‪) .‬والحال( نحو أحسن إلى‬
‫ن أولت حمل فأنفقوا‬ ‫العبد مطيعا أي ل عاصأيا‪) .‬والشرط( نحو‪} :‬وإن كإ ّ‬
‫ن‪) .‬وكإذا الغاية( في الصأح نحو‪:‬‬
‫ن ل يجب النفاق عليه ّ‬‫ن{ أي فغيره ّ‬‫عليه ّ‬
‫ل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره{ أي فإذا نكحته تحل‬ ‫}فإن طلقها فل تح ّ‬
‫للول بشرطه‪ ،‬وقيل الغاية منطوق أي بالشارة لتبادره إلى الذهان‪ ،‬وأجاب‬
‫الول بأنه ل يلزم من ذلك أن يكون منطوقا‪) .‬وتقديم المعمول( بقيد زدته‬
‫بقولي‪) :‬غالبا( في الصأح نحو }إياكّ نعبد{ أي ل غيركّ‪ ،‬وقيل ل يفيد الحصر‪،‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫وإنما أفاده في }إياكّ نعبد{ للقرينة‪ ،‬وهي العلم بأن قائليه أي المؤمنين ل‬
‫يعبدون غير ذلك‪) .‬والعدد( في الصأح نحو‪} :‬فاجلدوهم ثمانين جلدة{ أي ل‬
‫أكإثر ول أقل‪ ،‬وهذا ما نقله الشيخ أبو حامد وغيره عن الشافعي وإمام الحرمين‬
‫عنه وعن الجمهور‪ ،‬وقيل ليس منها‪ .‬وعزاه النووي إلى جماهير الصأوليين‪ ،‬لكن‬
‫تعقبه ابن الرفعة وتعجب منه مع أن ما نقله معارض بما مر عن المام‪.‬‬

‫)ويفيد الحصر إنما بالكسر في الصأح( لشتمالها على نفي واسإتثناء تقديرا‬
‫نحو‪} :‬إنما إلهكم الله{ أي ل غيره والله المعبود بحق ونحو‪ :‬إنما زيد قائم أي‬
‫ن المؤكإدة وما الزائدة الكافة فل نفي‬ ‫ل قاعد مثلً‪ ،‬وقيل ليست للحصر لنها إ ّ‬
‫فيها‪ ،‬وقيل للحصر منطوقا أي بالشارة أما أنما بالفتح نحو‪} :‬اعلموا أنما الحياة‬
‫الدنيا لعب ولهو وزينة{ الية فليست لحصر بناء على بقاء أن فيها على‬
‫مصدريتها مع كإفها بما‪ ،‬والمعنى اعلموا حقارة الدنيا فل تؤثروها على الخرة‬
‫الجليلة‪ ،‬فبقاء أن في الية على المصدرية كإافّ في حصول المقصود بها من‬
‫تحقير الدنيا‪ ،‬وقيل للحصر كإأصألها إنما بالكسر‪ ،‬والمراد أن الدنيا ليست إل هذه‬
‫المور المحقرات أي‪ :‬ل القرب فإنها من أمور الخرة لظهور ثمرتها فيها بقولي‬
‫من زيادتي في الصأح راجع إلى المسائل الربع )و( نحو )ضمير الفصل(نحو‪:‬‬
‫ي أي ناصأر‪) .‬و( نحو )ل وإل السإتثنائية(‬ ‫ي‪ :‬أي فغيره ليس بول ّ‬
‫فالله هو الول ّ‬
‫نحو‪ :‬ل عالم إل زيد‪ ،‬وما قام إل زيد منطوقهما نفي العلم والقيام عن غير زيد‬
‫ومفهومهما إثبات العلم‪ ،‬والقيام لزيد‪ ،‬ومما يفيد الحصر نحو‪ :‬العالم زيد‬
‫وصأديقي زيد‪ ،‬وذلك مفاد من زيادتي نحو‪ :‬وقد يفاد أيضا من قولي كإالصأل‪،‬‬
‫ومنها ورتبته قبل الشرط‪) .‬وهو( أي الخير وهو نحو ل وإل السإتثنائية )أعلها(‪:‬‬
‫أي أنواع مفهوم المخالفة إذ قيل إنه منطوق أي صأراحة لسرعة تبادره إلى‬
‫الذهان‪ ،‬وبه يعلم أن في كإون هذا من الصفة خلفا أيضا‪) .‬فما قيل( فيه إنه‬
‫)منطوق( أي إشارة كإنعت وحال وظرفّ وعلة مناسإبات )كإالغاية وإنما( والعدد‬
‫)فالشرط( إذ لم يقل أحد إنه منطوق‪) .‬فصفة أخرى مناسإبة( للحكم لن بعض‬
‫القائلين بالشرط خالف في الصفة‪) .‬و( صأفة )غير مناسإبة( كإالمذكإورات الغير‬
‫المناسإبة فهو سإواء‪) .‬فالعدد( لنكار كإثير له دون ما قبله كإما‪) .‬فتقديم‬
‫المعمول( آخر المفاهيم لنه ل يفيد الحصر في كإل صأورة كإما مّر‪) .‬والمفاهيم(‬
‫المخالفة )حجة لغة في الصأح(‪،‬‬

‫ي‬
‫لقول كإثير من أئمة اللغة بها‪ ،‬فقال جمع منهم في خبر »مطل الغن ّ‬
‫المسكوت« ظلم« إنه يدل على أن مطل غير الغني ليس بظلم وهم إنما‬
‫يقولون في مثل ذلك ما يعرفونه من لسان العرب‪ ،‬وقيل حجة شرعا لمعرفة‬
‫ذلك من موارد كإلم الشارع‪ ،‬وقيل حجة معنى وهو أنه لو لم ينف المذكإور‬
‫الحكم عن المسكوت لم يكن لذكإره فائدة‪ ،‬وأنكر بعضهم مفاهيم المخالفة‬
‫كإلها مطلقا‪ ،‬وإن قال في المسكوت بخلفّ حكم المنطوق فلمر آخر كإما في‬
‫انتفاء الزكإاة عن المعلوفة قال‪ :‬الصأل عدم الزكإاة وردت في السائمة فبقيت‬
‫المعلوفة على الصأل‪ ،‬وأنكرها بعضهم في الخبر نحو‪ :‬في الشام الغنم‬
‫السائمة‪ ،‬فل ينفي المعلوفة عنها لن الخبر له خارجي يجوز الخبار ببعضه فل‬
‫يتعين القيد فيه للنفي بخلفّ النشاء نحو‪ :‬زكإوا عن الغنم السائمة‪ ،‬وما في‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫معناه مما مّر فل خارجي له فل فائدة للقيد فيه إل النفي‪ ،‬وأنكرها بعضهم في‬
‫غير الشرع من كإلم المؤلفين والواقفين لغلبة الذهول عليهم بخلفه في‬
‫الشرع من كإلم الله تعالى ورسإوله‪ .‬واعتمده السبكي والبرماوي قال‪ :‬وهو‬
‫ظاهر المذهب وأنكر بعضهم صأفة ل تناسإب الحكم‪ ،‬كإأن يقول الشارع في‬
‫الغنم العفر الزكإاة فهي كإاللقب بخلفّ المناسإبة كإالسوم لخفة مؤنة السائمة‬
‫فهي كإالعلة‪ ،‬وظاهر أن محل العمل بمفهومات المذكإورات إذا لم يعارضه‬
‫معارض أقوى وإل قدم القوى كإخبري‪» :‬إنما الربا في النسيئة« و»إنما الولء‬
‫لمن أعتق« فإنهما معارضان بالجماع‪ ،‬أما مفهوم الموافقة فاتفقوا على‬
‫حجيته وإن اختلفوا في طريق الدللة عليه كإما مّر‪) .‬وليس منها( أي من‬
‫المفاهيم المخالفة )اللقب( علما كإان أو اسإم جنس أو اسإم جمع )في الصأح(‬
‫كإما قال به جماهير الصأوليين‪ ،‬وقيل منها نحو‪ :‬على زيد حج‪ ،‬أي ل على غيره‪،‬‬
‫إذ ل فائدة لذكإره إل نفي الحكم عن غيره‪ .‬وأجيب‪ :‬بأن نفي الحكم عن غيره‬
‫إنما كإان للقرينة وبأن فائدة ذكإره اسإتقامة الكلم‪ ،‬إذ بإسإقاطه تختل الصفة‪.‬‬
‫)‬

‫مسألة‪ :‬من اللطافّ(جمع لطف بمعنى ملطوفّ أي‪ :‬من المور الملطوفّ‬
‫بالناس بها‪) .‬حدوث الموضوعات اللغوية( بإحداث لله تعالى‪ ،‬وإن قيل واضعها‬
‫غيره من العباد لنه الخالق لفعالهم وفائدتها أن يصبر كإل أحد من الناس عما‬
‫في نفسه مما يحتاجه لغيره ليعاونه عليه لعدم اسإتقلله به‪) .‬وهي( في الدللة‬
‫على ما في النفس )أفيد من الشارة والمثال(‪ :‬أي الشكل لنها تعم الموجود‬
‫والمعدوم‪ ،‬وهما يخصان الموجود المحسوس‪) .‬وأيسر( منهما أيضا لموافقتها‬
‫للمر الطبيعي دونهما لنها كإيفيات تعرض للنفس الضروري )وهي ألفاظ(‪ ،‬ولو‬
‫درة أو مركإبة ولو تركإيبا إسإناديا )دالة على معان( خرج باللفاظ الدوال‬‫مق ّ‬
‫الربع‪ ،‬وهي الخطوط والعقود والشارات والنصب‪ ،‬وبما بعدها اللفاظ‬
‫المهملة‪) .‬و( إنما )تعرفّ بالنقل( تواترا كإالسماء والرض والحر والبرد لمعانيها‬
‫المعروفة أو آحادا كإالقرء للحيض وللطهر‪) .‬وباسإتنباط العقل منه(‪ :‬أي من‬
‫النقل نحو الجمع المعرفّ باللم عام‪ ،‬فإن العقل يستنبطه مما نقل أن هذا‬
‫الجمع يصح السإتثناء منه بأن يضم إليه‪ ،‬وكإل ما صأح السإتثناء منه مما ل حصر‬
‫فيه فهو عام للزوم تناوله للمستثنى‪ ،‬فعلم أنها ل تعرفّ بمجرد العقل‪ ،‬إذ ل‬
‫مجال له في ذلك )ومدلول اللفظ( إما )معنى جزئي أو كإلي( لنه إن منع‬
‫وره من الشركإة فيه كإمدلول زيد فجزئي‪ ،‬وإن لم يمنع منها كإمدلول‬ ‫تص ّ‬
‫النسان فكلي‪) ،‬أو لفظ مفرد( إما مستعمل كإمدلول الكلمة بمعنى ما صأدقها‬
‫كإرجل وضرب وهل‪ ،‬أو مهمل كإمدلول أسإماء حروفّ الهجاء كإحروفّ جلس أي‬
‫جه له سإه‪) .‬أو( لفظ )مركإب( إما مستعمل كإمدلول لفظ الخبر أي ما صأدقه‬
‫كإقام زيد أو مهمل كإمدلول لفظ الهذيان‪ ،‬وسإيأتي ذلك في مبحث الخبار مع‬
‫زيادة وإطلق المدلول على الماصأدق كإما هنا شائع‪ ،‬والصأل إطلقه على‬
‫المفهوم وهو ما وضع له اللفظ‪) .‬والوضع( الشامل للغوي والعرفي والشرعي‬
‫)جعل اللفظ دليل المعنى( فيفهمه منه العارفّ لوضعه له‪) .‬وإن لم يناسإبه في‬
‫الصأح( لن اللفظ علمة للمعنى‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫بطريق الوضع‪ ،‬ولن الموضوع للضدين كإالجون للسإود والبيض ل يناسإبهما‪،‬‬
‫واشترط عباد الصيمري من المعتزلة مناسإبته له‪ ،‬قال‪ :‬وإل فلم اختص به‪،‬‬
‫وعليه فقيل أراد أنها حاملة على الوضع على وفقها فيحتاج إليه‪ ،‬وقيل أراد أنها‬
‫كإافية في دللة اللفظ على المعنى‪ ،‬فل يحتاج إلى الوضع يدركّ ذلك من خصه‬
‫الله به كإما في القافة ويعرفه غيره منه‪.‬‬

‫حكي أن بعضهم كإان يدعي أنه يعلم المسميات من السإماء فقيل له ما مسمى‬
‫آدغاغ وهو من لغة البربر؟ فقال‪ :‬أجد فيه يبسا شديدا وأراه اسإم الحجر وهو‬
‫كإذلك‪ .‬قال الصأفهاني‪ :‬والثاني هو الصحيح عن عباد‪) .‬واللفظ( الدال على‬
‫معنى ذهني خارجي أي له وجود في الذهن بالدراكّ‪ ،‬ووجود في الخارج‬
‫بالتحقق كإالنسان بخلفّ المعدوم ل وجود له في الخارج كإبحر من زئبق‪.‬‬
‫)موضوع للمعنى الذهني على المختار( وفاقا للمام الرازي وغيره‪ ،‬لنا إذا رأينا‬
‫جسما من بعيد وظنناه صأخرة سإميناه بها‪ ،‬فإذا دنونا منه وعرفنا أنه حيوان‬
‫وظنناه طيرا سإميناه به‪ ،‬فإذا دنونا منه عرفنا أنه إنسان سإميناه به‪ ،‬فاختلف‬
‫السإم لختلفّ المعنى الذهني‪ ،‬وذلك يدل على أن الوضع له والجواب بأن‬
‫اختلفّ السإم لذلك الظن أنه في الخارج كإذلك‪ ،‬فالموضوع له ما في الخارج‬
‫والتعبير عنه تابع لدراكّ الذهن له حسبما أدركإه مردود بأنه ل يلزم من كإون‬
‫الختلفّ لظن ما ذكإر أن يكون اللفظ موضوعا للمعنى الخارجي‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫موضوع للمعنى الخارجي لن به تستقّر الحكام ورجحه الصأل‪ ،‬وقيل‪ :‬موضوع‬
‫للمعنى من حيث هو من غير تقييد بذهني أو خارجي‪ ،‬واختاره السبكي‪ .‬قال‬
‫ابنه في منع الموانع‪ :‬والخلفّ في اسإم الجنس أي في النكرة إذ المعرفة منه‬
‫ما وضع للخارجي‪ ،‬ومنه ما وضع للذهني كإما سإيأتي‪ .‬وهذا التقييد يؤيد ما‬
‫اخترته إذ النكرة موضوعة لفرد شائع من الحقيقة وهو كإلي ل يوجد مستقل ً إل‬
‫في الذهن كإما أوضحته في الحاشية‪.‬‬

‫)ول يجب( هو أولى من قوله وليس )لكل معنى لفظ بل( إنما يجب )لمعنى‬
‫محتاج للفظ( إذ أنواع الروائح مع كإثرتها ليس لها ألفاظ لعدم انضباطها‪ ،‬ويدل‬
‫عليها بالتقييد كإرائحة كإذا‪ ،‬فليست محتاجة إلى اللفاظ وبل هنا انتقالية ل‬
‫ص أو ظاهر )والمتشابه(‬ ‫إبطالية‪) .‬والمحكم( من اللفظ )المتضح العنى( من ن ّ‬
‫منه )غيره(‪ :‬أي غير المتضح المعنى ولو للراسإخ في العلم‪) .‬في الصأح( بناء‬
‫على أن الوقف في الية المشار إليها بعد على إل الله‪) .‬وقد يوضحه الله لبعض‬
‫أصأفيائه( معجزة أو كإرامة‪ ،‬وقيل هو غير متضح المعنى لغير الراسإخ في العلم‬
‫بناء على أن الوقف في الية على‪} :‬والراسإخون في العلم{ والصأطلح‬
‫المذكإور مأخوذ من قوله تعالى‪} :‬منه آيات محكمات{ إلى آخره‪ .‬وذكإر الخلفّ‬
‫من زيادتي وتعريفي للمتشابه بما ذكإر أولى من قوله‪ :‬والمتشابه ما اسإتأثر الله‬
‫بعلمه لن ذاكّ تعريف بالملزوم‪) .‬واللفظ الشائع( بين الخواص والعوام‪) .‬ل‬
‫ي عليهم ل‬ ‫يجوز وضعه لمعنى خفي على العوام( لمتناع تخاطبهم بما هو خف ّ‬
‫يدركإونه وإن أدركإه الخواص‪) .‬كإقول مثبتي الحال(‪ :‬أي الواسإطة بين الموجود‬
‫والمعدوم كإما سإيأتي أواخر الكتاب‪) .‬الحركإة معنى يوجب تحركّ الذات(‪ :‬أي‬
‫ي التعقل على العوام‪ ،‬فل يكون معنى الحركإة‬ ‫الجسم‪ ،‬فإن هذا المعنى خف ّ‬
‫الشائعة بين الجميع ومعناها الظاهر تحركّ الذات أو انتقالها‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬

‫)مسألة‪ :‬المختار( ما عليه الجمهور‪) .‬أن اللغات توقيفية(‪ :‬أي وضعها الله‬
‫تعالى فعبروا عن وضعه لها بالتوقيف لدراكإه به‪) .‬علمها الله( عباده )بالوحي(‬
‫إلى بعض أنبيائه وهو الظاهر لنه المعتاد في تعليم الله‪) .‬أو بخلق أصأوات( في‬
‫ل من يسمعها من العباد عليها‪) .‬أو( خلق )علم ضروري( في‬ ‫أجسام بأن تد ّ‬
‫بعض العباد بها واحتج للقول بالتوقيف بقوله تعالى‪} :‬وعلم آدم السإماء كإلها{‬
‫أي اللفاظ الشاملة للسإماء والفعال والحروفّ‪ ،‬لن كإل ً منها اسإم أي عال‬
‫بمسماه إلى الذهن أو علمة عليه‪ ،‬وتخصيص السإم ببعضها عرفّ طرأ وتعليمه‬
‫ل على أنه الواضع دون البشر‪ ،‬وقيل هي اصأطلحية ل توقيفية‪ :‬أي‬ ‫تعالى دا ّ‬
‫وضعها البشر واحد أو أكإثر وحصل عرفانها منه لغيره بالشارة والقرينة‪،‬‬
‫كإالطفل‪ ،‬أذ يعرفّ لغة أبويه بهما‪ ،‬واحتج لهذا القول بقوله تعالى‪} :‬وما أرسإلنا‬
‫من رسإول إل بلسان قومه{ أي بلغتهم فهي سإابقة على البعثة ولو كإانت‬
‫توقيفية والتعليم بالوحي لتأخرت عنها‪ ،‬وقيل القدر المحتاج إليه في التعريف‬
‫بها للغير توقيفي لدعاء الحاجة إليه وغيره محتمل‪ ،‬وقيل القدر المحتاج إليه في‬
‫التعريف اصأطلحي وغير محتمل‪ ،‬والحاجة إلى الول تندفع بالصأطلح‪ ،‬وتوقف‬
‫كإثير من العلماء عن القول بواحد من هذه القوال لتعارض أدلتها‪.‬‬

‫)و( المختار)أن التوقيف مظنون( لظهور دليله دون دليل الصأطلح‪ ،‬إذ ل يلزم‬
‫من تقدم اللغة على البعثة أن تكون اصأطلحية لجواز أن تكون توقيفية‬
‫وة والرسإالة‪) .‬وأن اللغة ل تثبت قياسإا(‪ :‬أي به‬
‫ويتوسإط تعليمها بالوحي بين النب ّ‬
‫بقيد زدته بقولي‪) :‬فيما في معناه وصأف( فإذا اشتمل معنى اسإم على وصأف‬
‫مناسإب للتسمية كإالخمر أي‪ :‬المسكر من ماء العنب لتخميره أي تغطيته‬
‫للعقل ووجد ذلك الوصأف في معنى اسإم آخر كإالنبيذ أي‪ :‬المسكر من غير ماء‬
‫العنب لم يثبت له بالقياس ذلك السإم لغة‪ ،‬فل يسمى النبيذ خمرا‪ ،‬إذ ما من‬
‫شيء إل وله اسإم لغة فل يثبت له اسإم آخر قياسإا‪ ،‬كإما إذا ثبت لشيء حكم‬
‫بنص لم يثبت له حكم آخر قياسإا‪ ،‬وقيل يثبت به فيسمى النبيذ خمرا فيجب‬
‫اجتنابه بآية }إنما الخمر والميسر{ ل بالقياس على الخمر‪ ،‬فإن قلت‪ :‬ينبغي‬
‫ترجيحه فقد قال به الشافعي حيث قاس النباش بالسارق فأوجب القطع‬
‫د‪ .‬قلنا‪ :‬قاس شرعا ل لغة إذ زوال العقل وأخذ‬ ‫وقاس النبيذ بالخمر فأوجب الح ّ‬
‫مال الغير خفية وصأف مناسإب للحكم ل أنه قاس وصأف النباش ووصأف النبيذ‬
‫بوصأف السارق ووصأف الخمر‪ ،‬وقيل‪ :‬تثبت به الحقيقة دون المجاز لنه أخفض‬
‫رتبة منها‪ ،‬وقيل‪ :‬غير ذلك والترجيح من زيادتي وبما تقرر علم أن محل الخلفّ‬
‫في غير العلم‪ ،‬وفيما لم يثبت تعميمه باسإتقراء‪ ،‬فالعلم ل قياس فيها اتفاقا‪،‬‬
‫وما ثبت تعميمه باسإتقراء كإرفع الفاعل ونصب المفعول ل حاجة في ثبوت ما‬
‫لم يسمع منه إلى قياس حتى يختلف في ثبوته‪ ،‬مع أنه ل يتحقق في جزئياته‬
‫أصأل وفرع‪ ،‬لن بعضها ليس أولى من بعض بذلك‪ ،‬وخرج بما في معناه وصأف‬
‫غيره فل قياس فيه اتفاقا ل لنتفاء الجامع‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫)مسألة‪ :‬اللفظ( المفرد )والمعنى إن اتحدا( بأن كإان كإل منهما واحدا )فإن منع‬
‫ور معناه(‪ :‬أي‪ :‬معنى اللفظ المذكإور )الشركإة( فيه من اثنين مثل ً‬ ‫تص ّ‬
‫)فجزئي(‪ :‬أي فذلك اللفظ يسمى جزئيا حقيقيا كإزيد‪) .‬وإل( أي وإن لم يمنع‬
‫ور معناه الشركإة فيه )فكلي( سإواء امتنع وجود معناه كإالجمع بين الضدين‬ ‫تص ّ‬
‫أم أمكن ولم يوجد منه كإبحر زئبيق أو وجد وامتنع غيره كإالله أي المعبود بحق‪،‬‬
‫أو أمكن ولم يوجد كإالشمس أي الكوكإب النهاري المضيء‪ ،‬أو وجد كإالنسان‬
‫أي الحيوان الناطق‪ ،‬وما مر من تسمية المدلول جزئيا وكإليا هو الحقيقة‪ ،‬وما‬
‫هنا مجاز من تسمية الدال باسإم المدلول‪) .‬متواطىء( ذلك الكلي‪) .‬إن‬
‫اسإتوى(‪ :‬معناه في أفراده كإالنسان فإنه متساوي المعنى في أفراده من زيد‬
‫وعمرو وغيرهما سإمي متواطئا من التواطؤ أي التوافق لتوافق أفراد معناه‬
‫فيه‪) .‬وإل( فإن تفاوت معناه في إفراده بالشدة أو التقدم كإالبياض‪ ،‬فإن معناه‬
‫في الثلج أشد منه في العاج‪ ،‬وكإالوجود فإن معناه في الواجب قبله في‬
‫الممكن‪) ،‬فمشكك( سإمي به لتشكيكه الناظر فيه في أنه متواطىء نظرا إلى‬
‫جهة اشتراكّ الفراد في أصأل المعنى أو غير متواطىء نظرا إلى جهة‬
‫الختلفّ‪) .‬وإن تعددا( أي اللفظ والمعنى كإالنسان والفرس‪) .‬فمباين( أي كإل‬
‫من اللفظين للخر مباينا له لمباينة معنى كإل منهما لمعنى الخر‪) .‬أو( تعدد‬
‫)اللفظ فقط( أي دون المعنى كإالنسان والبشر‪) .‬فمرادفّ( كإل من اللفظين‬
‫للخر سإمى مرادفا له لمرادفته له أي‪ :‬موافقته له في معناه‪) .‬وعكسه( وهو‬
‫أن يتعدد المعنى دون اللفظ كإأن يكون للفظ معنيان‪) .‬إن كإان( أي اللفظ‬
‫)حقيقة فيهما( أي في المعنيين كإالقرء للحيض والطهر‪) .‬فمشتركّ( لشتراكّ‬
‫المعنيين فيه‪) .‬وإل فحقيقة ومجاز( كإالسإد للحيوان المفترس وللرجل‬
‫وز في اللفظ من‬ ‫الشجاع‪ ،‬وإنما لم يقولوا أو مجازان أيضا‪ ،‬مع أنه يجوز أن يتج ّ‬
‫غير أن يكون له معنى حقيقي كإما هو الصأح التي‪ ،‬كإأنه‪ ،‬لن هذا القسم لم‬
‫يثبت وجوده‪.‬‬

‫)والعلم ما( أي لفظ )عين مسماه( خرج النكرة )بوضع( خرج بقية المعارفّ‬
‫فإن كإل ً منها لم يعين مسماه بالوضع بل بأمر آخر‪ ،‬فأنت مثل ً إنما يعين مسماه‬
‫بقرينة الخطاب ل بوضعه‪ ،‬فإنه إنما وضع لما يستعمل فيه من أي جزئي وما‬
‫ذكإرته أولى من قوله ما وضع لمعنى ل يتناول غيره‪) .‬فإن كإان تعيينه( أي‬
‫المسمى )خارجيا فعلم شخص( فهو ما عين مسماه في الخارج بوضع‪ ،‬فل‬
‫يخرج العلم العارض الشتراكّ كإزيد سإمي به كإل من جماعة‪) .‬وإل( بأن كإان‬
‫تعيينه ذهنيا‪) ،‬فعلم جنس(‪ .‬فهو ما عين مسماه في الذهن بوضع بأن يلحظ‬
‫وجوده فيه كإأسإامة علم للسبع أي لماهيته الحاضرة في الذهن‪ .‬وأما اسإم‬
‫الجنس ويسمى المطلق‪ ،‬فهو عند جمع من المحققين ما وضع لشائع في‬
‫جنسه‪ ،‬وسإيأتي إيضاحه في بحث المطلق وعند الصأل تبعا لجمع وهو المختار‬
‫ما وضع للماهية المطلقة أي‪ :‬من غير أن تعين في الخارج أو في الذهن كإأسإد‬
‫اسإم لماهية السبع واسإتعماله فيها كإأن يقال‪ :‬أسإد أجرأ من ثعلب‪ ،‬كإما يقال‬
‫أسإامة أجرأ من ثعالة‪ ،‬ويدل على اعتبار التعيين في علم الجنس إجراء الحكام‬
‫اللفظية لعلم الشخص عليه كإمنع الصرفّ مع تاء التأنيث‪ ،‬وإيقاع الحال منه‬
‫نحو‪ :‬هذا أسإامة مقبلً‪ ،‬واسإتعمال علم الجنس أو اسإم الجنس على القول‬
‫الثاني معرفا أو منكرا في الفرد المعين أو المبهم من حيث اشتماله على‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫الماهية حقيقي نحو‪ :‬هذا أسإامة أو السإد أو أسإد أو إن رأيت أسإامة أو السإد أو‬
‫أسإدا ففر منه‪) .‬مسألة‪ :‬الشتقاق(‪ :‬هو لغة القطاع‪ ،‬واصأطلحا من حيث‬
‫قيامه بالفاعل‪) .‬رد لفظ إلى( لفظ )آخر(‪ .‬وإن كإان الخر مجازا )لمناسإبة‬
‫بينهما في المعنى(‪ :‬بأن يكون معنى الثاني في الول‪) .‬و( في )الحروفّ‬
‫الصألية(‪ :‬بأن تكون فيهما على ترتيب واحد كإما في الناطق من النطق بمعنى‬
‫التكلم حقيقة‪ ،‬وبمعنى الدللة مجازا كإما في قولك‪ :‬الحال ناطقة بكذا أي دالة‬
‫عليه‪ ،‬وقد ل يشتق من المجاز كإما في المر بمعنى الفعل مجازا كإما سإيأتي‪،‬‬

‫وقضية الرد ما صأرح به الصأل أنه ل بد في تحقيق الشتراكّ من تغيير بين‬


‫اللفظين تحقيقا كإما في ضرب من الضرب‪ ،‬أو تقديرا كإما في طلب من الطلب‬
‫وحلب من الحلب‪ .‬فتقدر فتحة اللم في الفعل غيرها في المصدر كإما قدروا‬
‫ضم النون في جنب جمعا غيرها فيه مفردا‪ ،‬ثم ما ذكإر تعريف للشتقاق المراد‬
‫عند الطلق وهو الصغير‪ ،‬أما الكبير فليس فيه الترتيب كإما في الجبذ والجذب‪،‬‬
‫والكإبر ليس فيه جميع الصأول كإما في الثلم والثلب‪ ،‬ويقال فيها أيضا أصأغر‬
‫وصأغير وكإبير وأصأغر وأوسإط وأكإبر‪) .‬وقد يطرد( المشتق كإاسإم )الفاعل(‪ :‬نحو‬
‫ضارب لكل من وقع منه الضرب )وقد يختص( بشيء )كإالقارورة(‪ :‬من القرار‬
‫للزجاجة المعروفة دون غيرها مما هو مقر للمائع كإكوز‪) .‬ومن لم يقم( أي‬
‫يتعلق )به( من الشياء )وصأف لم يشتقّ منه(‪ :‬أي من الوصأف أي لفظه‪) .‬اسإم‬
‫عندنا( خلفا للمعتزلة في تجويزهم ذلك حيث نفوا عن الله تعالى صأفاته الذاتية‬
‫المجموعة في قول القائل‪:‬‬

‫حياة وعلم قدرة وإرادة‬


‫وسإمع وأبصار كإلم مع البقا‬

‫ووافقوا على أنه عالم قادر مريد مثلً‪ ،‬لكن قالوا بذاته ل بصفات زائدة عليها‬
‫متكلم‪ ،‬لكن بمعنى أنه خالق الكلم في جسم كإالشجرة التي سإمع منها موسإى‬
‫عليه السلم بناء على أن الكلم عندهم ليس إل بالحروفّ والصأوات الممتنع‬
‫اتصافه تعالى بها‪ ،‬ففي الحقيقة لم يخالفوا فيها هنا‪ ،‬لن صأفة الكلم بمعنى‬
‫خلقه ثابتة له تعالى‪ ،‬وكإذا بقية الصفات الذاتية‪ ،‬وإنما ينفون زيادتها على الذات‬
‫ويزعمون أنها نفس الذات فرارا بذلك من تعدد القدماء على أن تعددها‪ ،‬إنما‬
‫هو محذور في ذوات ل في ذات وصأفات‪ ،‬وبنوا على تجويزهم المذكإور ما ذكإره‬
‫الصأل هنا وغيره في المسألة النسخ قبل الفعل من اتفاقهم على أن إبراهيم‬
‫ذبح ابنه إسإماعيل عليه الصلة والسلم‪ ،‬حيث أمّر عندهم آلة الذبح على محله‬
‫منه‪ ،‬واختلفهم هل إسإماعيل مذبوح أو ل؟ فقيل‪ :‬نعم والتأم ما قطع منه‪ ،‬وقيل‬
‫ل‪ .‬فالقائل بهذا أطلق الذابح على من لم يقم به الذبح‪ ،‬لكن بمعنى أنه ممر آلته‬
‫على محله فما خالف في الحقيقة‪ ،‬وعندنا لم يمرها عليه لنسخ الذبح قبل‬
‫التمكن منه لقوله تعالى‪} :‬وفديناه بذبح عظيم{‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫)فإن قام به( أي بالشيء )ما( أي وصأف )له اسإم جواب(‪ .‬الشتقاق لغة من‬
‫ذلك السإم لمن قام به الوصأف كإاشتقاق العالم من العلم لمن قام به معناه‪.‬‬
‫)وإل(‪ :‬أي وإن لم يقم به ذلك بأن قام به ما ليس له اسإم كإأنواع الروائح إذ لم‬
‫يوضع لها أسإماء اسإتغناء عنها بالتقييد كإرائحة كإذا كإما مّر‪) .‬لم يجز(‪ :‬أي‬
‫الشتقاق لسإتحالته وهذا أولى من قوله لم يجب‪) .‬والصأح أنه يشترط بقاء(‬
‫معنى )المشتق منه( في المحل )في كإون المشتق( المطلق عليه )حقيقة إن‬
‫أمكن( بقاء ذلك المعنى كإالقيام‪) .‬وإل فآخر جزء( أي وإن لم يمكن بقاؤه‬
‫كإالتكلم‪ ،‬لنه بأصأوات تنقضي شيئا فشيئا‪ ،‬فالمشترط بقاء آخر جزء منه‪ ،‬فإذا‬
‫لم يبق المعنى أو جزؤه الخير في المحل يكون المشتق المطلق عليه مجازا‬
‫كإالمطلق قبل وجود المعنى نحو‪} :‬إنك ميت وإنهم ميتون{ وقيل‪ :‬ل يشترط‬
‫ما ذكإر فيكون المشتق المطلق بعد انقضائه حقيقة اسإتصحابا للطلق‪ ،‬وقيل‬
‫بالوقف عن الشتراط وعدمه لتعارض دليلهما‪ ،‬وإنما عبرت كإالصأل بالبقاء‬
‫الذي هو اسإتمرار الوجود الكافي في الشتراط ليتأتى حكاية مقابله‪ ،‬وإنما‬
‫اعتبر في الشق الني آخر جزء لتمام المعنى به وفي التعبير فيه بالبقاء تسمح‬
‫احتمل لما مّر‪ ،‬وقيل ما حاصأله محل الخلفّ إذا لم يطرأ على المحل وصأف‬
‫يضاد الول‪ ،‬فإن طرأ عليه ذلك كإالسواد بعد البياض والقيام بعد القعود لم يسم‬
‫ده دليل‬‫المحل بالول حقيقة إجماعا‪ ،‬وهذا القول مأخوذ من كإلم المدي في ر ّ‬
‫القول بعدم اشتراط البقاء الذي ل يلتزم الراد فيه مذهبنا‪ ،‬والصأح جريان‬
‫الخلفّ‪ ،‬وقد بينت ما في كإلم المدي في الحاشية‪ ،‬وعلى اشتراط ما ذكإر بل‬
‫وعلى عدمه أيضا‪.‬‬

‫)فاسإم الفاعل( من جملة المشتق )حقيقة في حال التلبس( بالمعنى أو جزئه‬


‫الخير مطلقا‪) .‬ل( حال )النطق( بالمشتق أيضا فقط خلفا للقرافي حيث قال‬
‫بالثاني‪ ،‬وبنى عليه سإؤاله في آيات }الزانية والزاني فاجلدوا{ }والسارق‬
‫والسارقة فاقطعوا{ }فاقتلوا المشركإين{ ونحوها أنها إنما تتناول من اتصف‬
‫بالمعنى بعد نزولها الذي هو حال النطق مجازا‪ ،‬والصأل عدم المجاز قال‪:‬‬
‫والجماع على تناولها له حقيقة‪ ،‬وأجاب بأن المسألة محلها في المشتق‬
‫المحكوم به نحو‪ :‬زيد ضارب‪ ،‬فإن كإان محكوما عليه كإما في هذه اليات‬
‫ي بالحال‬
‫فحقيقة مطلقا‪ .‬وقال السبكي وتبعه ابنه في دفع السؤال‪ :‬إن المعن ّ‬
‫حال التلبس بالمعنى‪ ،‬وإن تأخر عن النطق بالمشتق ل حال النطق به الذي هو‬
‫حال التلبس بالمعنى أيضا فقط‪ .‬أي فالجماع إنما هو في التناول لمن ذكإره‬
‫حال التلبس ل حال النطق‪ ،‬فاسإم الفاعل مثل ً حقيقة في من هو متصف‬
‫بالمعنى حين قيامه به حاضرا عند النطق أو مستقبل ً ومجاز في من سإيتصف‬
‫به‪ ،‬وكإذا فيمن اتصف به فيما مضى على الصحيح‪) .‬ول إشعار للمشتق‬
‫بخصوصأية الذات(‪ :‬التي دل هو عليها من كإونها جسما أو غيره‪ ،‬لن قولك مثل ً‬
‫السإود جسم صأحيح ولو أشعر السإود فيه بالجسمية لكان قولك الجسم ذو‬
‫السواد جسم وهو غير صأحيح لعدم إفادته‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬الصأح أن( اللفظ )المرادفّ( لخر )واقع( في الكلم جوازا مطلقا‬
‫كإليث وأسإد‪ ،‬وقيل‪ :‬ل‪ .‬وما يظن مرادفا كإالنسان والبشر فمباين بالصفة الول‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫باعتبار النسيان وأنه يأنس‪ ،‬والثاني باعتبار أنه بادي البشرة أي ظاهر الجلد‪،‬‬
‫وقيل ل في السإماء الشرعية لنه ثبت على خلفّ الصأل للحاجة إليه في نحو‪:‬‬
‫النظم والسجع‪ ،‬وذلك منتف في كإلم الشارع‪) .‬و( الصأح )أن الحد والمحدود(‪:‬‬
‫كإالحيوان الناطق والنسان )ونحو حسن بسن( أي السإم وتابعه كإعطشان‬
‫نطشان‪) ،‬ليسا منه( أي من المرادفّ أما الول فلن الحد يدل على أجزاء‬
‫الماهية تفصيل ً والمحدود يدل عليها إجمال ً فهما متغايران‪ ،‬ولن الترادفّ من‬
‫عوارض المفردات‪ ،‬وقيل منه بقطع النظر عن الجمال والتفصيل‪ ،‬وأما الثاني‬
‫فلن التابع ل يفيد المعنى بدون متبوعه وقيل منه وقائله يمنع ذلك‪) .‬والتابع(‬
‫على الول )يفيد التقوية( للمتبوع وإل لم يكن لذكإره فائدة )و( الصأح )أن كإل ً‬
‫من المرادفين( ولو من لغتين )يقع( جوازا )مكان الخر( في الكلم مطلقا‪ ،‬إذ‬
‫ل مانع من ذلك‪ ،‬وقيل‪ :‬ل‪ ،‬إذ لو أتي بكلمة فارسإية مكان كإلمة عربية في كإلم‬
‫لم يستقم لغة الكلم‪ ،‬لن ضم لغة إلى أخرى كإضم مهمل ومستعمل‪ ،‬وإذا عقل‬
‫ذلك في لغتين عقل مثله في لغة‪ ،‬وقيل‪ :‬ل إن كإانا من لغتين لما مّر‪ ،‬وعلى‬
‫الصأح إنما امتنع ذلك فيما تعبد بلفظه كإتكبيرة الحرام عندنا للقادر عليها‬
‫العارض شرعي‪ ،‬والبحث إنما هو لغوي فل حاجة إلى التقييد بذلك وإن قيد به‬
‫الصأل‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬الصأح أن المشتركّ( بين معنيين مثل ً )واقع( في الكلم )جوازا(‪:‬‬


‫كإالقراء للطهر والحيض وعسعس لقبل وأدبر والباء للتبعيض والسإتعانة‬
‫ن مشتركإا فهو إما حقيقة أو مجاز أو متواطىء‬‫وغيرهما‪ .‬وقيل‪ :‬ل‪ ،‬وما يظ ّ‬
‫كإالعين حقيقة في الباصأرة مجاز في غيرها كإالذهب لصفائه‪ ،‬وكإالقرء موضوع‬
‫للقدر المشتركّ بين الطهر والحيض‪ ،‬وهو المع من قرأت الماء في الحوض أي‪:‬‬
‫جمعته فيه‪ ،‬والدم يجتمع في زمن الطهر في الجسد وفي زمن الحيض في‬
‫الرحم‪ ،‬وقيل‪ :‬ل في القرآن والحديث لنه ولو وقع فيهما لوقع إما مبينا فيطول‬
‫بل فائدة أو غير مبين فل يفيد‪ ،‬والقرآن والحديث ينزهان عن ذلك‪ .‬وأجيب‪:‬‬
‫باختيار الثاني ويفيد إرادة أحد معنييه الذي سإيبين وإن لم يبين حمل على‬
‫معنييه كإما سإيأتي‪ .‬وقيل‪ :‬يجب وقوعه لن المعاني أكإثر من اللفاظ الدالة‬
‫عليها‪ .‬وأجيب‪ :‬بمنع ذلك إذ ما من مشتركّ إل ولكل من معنييه مثل ً لفظ يدل‬
‫عليه‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ممتنع لخلله بفهم المراد المقصود من الوضع‪ .‬وأجيب ‪ :‬بأنه‬
‫يفهم بالقرينة‪ ،‬والمقصود من الوضع الفهم التفصيلي أو الجمالي المبين‬
‫بالقرينة‪ .‬فإن انتفت حمل على المعنيين‪ ،‬وقيل‪ :‬ممتنع من النقيضين فقط إذ لو‬
‫وضع لهما لفظ لم يفد سإماعه غير التردد بينهما وهو حاصأل في العقل‪ .‬وأجيب‪:‬‬
‫بأنه قد يعقل عنهما فيستحضرهما بسماعه ثم يبحث عن المراد منهما‪.‬‬

‫)و( الصأح )أنه( أي المشتركّ‪) .‬يصح لغة إطلقه على معنييه( مثل ً )معا( بأن‬
‫يراد به من متكلم واحد في وقت واحد كإقولك‪ :‬عندي عين وتريد الباصأرة‬
‫والجارية مثلً‪ .‬وقرأت هند وتريد طهرت وحاضت‪) .‬مجازا(‪ :‬لنه لم يوضع لهما‬
‫معا بل لكل منهما منفردا بأن تعدد الواضع أو وضع الواحد نسيانا للّول ‪ .‬وعن‬
‫الشافعي‪ :‬أنه حقيقة نظرا لوضعه لكل منهما وأنه ظاهر فيهما عند التجرد عن‬
‫القرائن‪ ،‬وعن القاضي أبي بكر الباقلني أنه حقيقة‪ ،‬وأنه مجمل لكن يحمل‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫عليهما احتياطا‪ .‬وقيل‪ :‬يصح أن يراد به المعنيان عقل ً ل لغة‪ ،‬وقيل‪ :‬يصح ذلك‬
‫في النفي نحو‪ :‬ل عين عندي‪ ،‬ويراد به الباصأرة والذهب مثل ً دون الثبات نحو‪:‬‬
‫عندي عين لن زيادة النفي على الثبات معهودة‪ ،‬ورد ّ بأن النفي ل يرفع إل ما‬
‫يقتضيه الثبات والخلفّ فيما إذا أمكن الجمع بينهما‪ ،‬فإن امتنع كإما في‬
‫اسإتعمال صأيغة أفعل في طلب الفعل والتهديد عليه على القول التي إنها‬
‫مشتركإة بينهما فل يصح قطعا‪) .‬و( الصأح )أن جمعه باعتبارهما(‪ :‬أي معنييه‬
‫بناء على جواز جمعه‪ ،‬وهو ما رجحه ابن مالك كإقولك‪ :‬عندي عيون وتريد مثل ً‬
‫باصأرتين وجارية أو باصأرة وجارية وذهبا‪) .‬مبني عليه(‪ :‬أي على ما ذكإر من‬
‫صأحة إطلق اللفظ المشتركّ المفرد عليهما معا كإما أن المنع مبني على المنع‪،‬‬
‫وة‬
‫وقيل ل يبنى عليه فقط بل يأتي على القول بالمنع أيضا‪ ،‬لن الجمع في ق ّ‬
‫تكرير المفردات بالعطف‪) .‬و( الصأح )أن ذلك(‪ :‬أي ما ذكإر من صأحة إطلق‬
‫اللفظ على معنييه معا مجاز إلى آخره‪) .‬آت في الحقيقة والمجاز(‪ :‬كإما في‬
‫قولك‪ :‬رأيت السإد وتريد الحيوان المفترس والرجل الشجاع‪ ،‬فيكون مجازا‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬حقيقة ومجازا‪ .‬ومنع القاضي ذلك على ما نقله عنه الصأل لما فيه من‬
‫الجمع بين متنافيين حيث أريد باللفظ الموضوع له أو ل وغيره معا‪ .‬وأجيب بمنع‬
‫التنافي‪) .‬و( آت )في المجازين( كإقولك‪ :‬والله ل أشتري وتريد السوم والشراء‬
‫بالتوكإيل فيه‪ ،‬وقيل ل يأتي فيهما لما مّر‪ ،‬وإذا علم صأحة‬

‫إطلق اللفظ على حقيقته ومجازه‪) .‬فنحو‪ :‬افعلوا الخير يعم الواجب‬
‫والمندوب( حمل ً لصيغة افعل على الحقيقة والمجاز من الوجوب والندب‬
‫بقرينة كإون متعلقهما كإالخير شامل ً للواجب والمندوب‪ ،‬وقيل‪ :‬يختص بالواجب‬
‫بناء على أنه ل يراد المجاز مع الحقيقة‪ .‬وقيل‪ :‬هو للقدر المشتركّ بين الواجب‬
‫والمندوب أي‪ :‬مطلوب الفعل بناء على القول التي أن الصيغة حقيقة في‬
‫القدر المشتركّ بين الوجوب والندب أي‪ :‬طلب الفعل وإطلق الحقيقة والمجاز‬
‫على المعنى كإما هنا مجازي من إطلق اسإم الدال على المدلول‪.‬‬

‫)الحقيقة لفظ مستعمل( خرج اللفظ المهمل وما وضع ولم يستعمل‪) .‬فيما‬
‫وضع له( خرج الغلط كإقولك خذ هذا القوس مشيرا إلى حمار‪) .‬أو ل( خرج‬
‫المجاز‪) .‬وهي لغوية(‪ :‬بأن وضعها أهل اللغة بتوقيف أو اصأطلح كإالسإد‬
‫للحيوان المفترس )وعرفية(‪ :‬بأن وضعها أهل العرفّ العام كإالدابة لذات‬
‫ب على الرض أو الخاص كإالفاعل للسإم‬ ‫الحوافر كإالحمار‪ ،‬وهي لغة لكل ما يد ّ‬
‫المعروفّ عند النحاة‪) .‬ووقعتا(‪ :‬أي اللغوية والعرفية خلفا لقوم في العامة‪.‬‬
‫)وشرعية( بأن وضعها الشارع كإالصلة للعبادة المخصوصأة فالشرعي ما لم‬
‫يستفد وضعه إل من الشرع‪) .‬والمختار وقوع الفرعية منها(‪ :‬أي من الشرعية‬
‫كإالصلة‪) .‬ل الدينية(‪ :‬أي المتعلقة بأصأول الدين فإنها في الشرع مستعملة في‬
‫معناها اللغوي كإاليمان فإنه كإذلك‪ ،‬ومعناه اللغوي تصديق القلب‪ ،‬وإن اعتبر‬
‫الشارع في العتداد به التلفظ بالشهادتين من القادر كإما سإيأتي‪ .‬ونفي قوم‬
‫إمكان الشرعية بناء على أن بين اللفظ والمعنى مناسإبة مانعة من نقله إلى‬
‫غيره‪ ،‬وقوم وقوعها محتجين بأن لفظ الصلة مثل ً مستعمل في الشرع في‬
‫معناه اللغوي أي‪ :‬الدعاء بخير‪ ،‬لكن اعتبر الشارع في العتداد به أمورا‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫كإالركإوع وغيره‪ ،‬وقال قوم‪ :‬وقعت مطلقا‪ ،‬وقوم وقعت إل اليمان فإنه في‬
‫الشرع مستعمل في معناه اللغوي كإما مر‪) .‬والمجاز( في الفراد وهو المراد‬
‫عند الطلق )لفظ مستعمل( فيما وضع له لغة أو عرفا أو شرعا )بوضع(‪ :‬خرج‬
‫المهمل وما لم يستعمل والغلط‪) .‬ثان( خرج الحقيقة )لعلقة( بفتح العين‬
‫وكإسرها أي‪ :‬علقة بين ما وضع له أول ً وما وضع له ثانيا بحيث ينتقل إليه الذهن‬
‫بواسإطتها خرج العلم المنقول كإالفضل‪ ،‬وفي تقييد الوضع دون السإتعمال‬
‫بالثاني إشارة إلى وجوب تقدم الوضع دون السإتعمال وهو ما ذكإرته مع زيادة‬
‫بقولي‪) :‬فيجب سإبق الوضع( للمعنى الول‪) .‬جزما ل( سإبق )السإتعمال( فيه‬
‫فل يجب في تحقيق المجاز‪) .‬في الصأح(‪ .‬إذ ل مانع من أن يتجوز في اللفظ‬
‫قبل اسإتعماله فيما وضع له‬

‫أولً‪ .‬فل يستلزم المجاز للحقيقة كإعكسه‪ ،‬وقيل يجب سإبق السإتعمال في ذلك‪،‬‬
‫وإل لعري الوضع الول عن الفائدة‪ .‬وأجيب‪ :‬بحصولها باسإتعماله فيما وضع له‬
‫ثانيا‪ ،‬وصأحح الصأل من عندياته أنه ل يجب ذلك إل في مصدر المجاز بمعنى أنه‬
‫ل يتحقق في المشتق مجاز إل إذا سإبق اسإتعمال مصدره حقيقة‪ ،‬وإن لم‬
‫يستعمل المشتق حقيقة كإالرحمن لم يستعمل إل في الله تعالى‪ ،‬وفي صأحة ما‬
‫صأححه وقفة بينتها في الحاشية‪.‬‬

‫)وهو( أي المجاز )واقع( في الكلم مطلقا )في الصأح( ونفى قوم وقوعه‬
‫ن مجازا نحو‪ :‬رأيت أسإدا يرمى فحقيقة‪ ،‬ونفي قوم‬ ‫مطلقا قالوا‪ :‬وما يظ ّ‬
‫وقوعه في الكتاب والسنة قالوا‪ :‬لنه بحسب الظاهر كإذب نحو قولك في البليد‬
‫هذا حمار‪ ،‬وكإلم الله ورسإوله منزه عن الكذب‪ .‬وأجيب‪ :‬بأنه ل كإذب مع اعتبار‬
‫العلقة وهي في ذلك المشابهة في الصفة الظاهرة أي عدم الفهم‪) .‬و( إنما‬
‫)يعدل إليه( عن الحقيقة التي هي الصأل )لثقل الحقيقة( على اللسان‬
‫كإالخنفقيق للداهية يعدل عنه إلى الموت مثلً‪) .‬أو بشاعتها(‪ :‬كإالخرأة بكسر‬
‫الخاء يعدل عنها إلى الغائط وحقيقته المكان المطمئن )أو جهلها(‪ :‬للمتكلم أو‬
‫المخاطب دون المجاز‪) .‬أو بلغته( نحو زيد أسإد فإنه أبلغ من شجاع‪) .‬أو‬
‫شهرته( دون الحقيقة‪) .‬أو غير ذلك( كإإخفاء المراد عن غير المتخاطبين‬
‫الجاهل بالمجاز دون الحقيقة وكإإقامة وزن وقافية وسإجع به دون الحقيقة‪.‬‬
‫)والصأح أنه( أي المجاز )ليس غالبا على الحقيقة( في اللغات‪ ،‬وقيل غالب‬
‫عليها في كإل لغة لنك تقول مثلً‪ :‬رأيت زيدا والمرئي بعضه‪ ،‬وهذا ل يدل على‬
‫المدعي كإما بينته في الحاشية‪) .‬ول( أي وأنه ليس )معتمدا( عليه )حيث‬
‫تستحيل( الحقيقة بل ل بد من قرينة تدل له وخالف أبو حينفة حيث قال فيمن‬
‫قال لعبده الذي ل يولد مثله لمثله‪ :‬هذا ابني أنه يعتق عليه وإن لم ينو العتق‬
‫وة صأونا للكلم عن اللغاء‪ .‬قلنا‪ :‬ل ضرورة إلى تصحيحه بذلك‪،‬‬ ‫اللزم للبن ّ‬
‫وفارق هذا ما مر من أن الحقيقة إذا جهلت يعدل إلى المجاز بأن ذاكّ في‬
‫السإتعمال‪ ،‬وهذا في الحمل‪ ،‬وبأن ذلك بالنظر لتعدد اللفظ واتحاد المعنى‪،‬‬
‫وهذا بالعكس أما إذا كإان مثله يولد لمثله فيعتق عليه اتفاقا إن لم يكن معروفّ‬
‫النسب من غيره‪ ،‬وإل فكذلك على الصأح مؤاخذة له باللزم وإن لم يثبت‬
‫اللزوم‪) .‬وهو( أي المجاز )والنقل(‪ :‬المعلوم من ذكإر كإل من الحقيقة الشرعية‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫العرفية‪) .‬خلفّ الصأل(‪ :‬الراجح فإذا احتمل لفظ معناه الحقيقي والمجازي أو‬
‫المنقول عنه‪،‬‬

‫وإليه فالصأل حمله على الحقيقي لعدم الحاجة فيه إلى قرينة أو على المنقول‬
‫عنه اسإتصحابا للموضوع له أّول ً مثالهما‪ :‬رأيت أسإدا وصأليت أي حيوانا مفترسإا‬
‫ودعوت بخير أي سإلمة منه‪ ،‬ويحتمل الرجل الشجاع والصلة الشرعية‪) .‬و(‬
‫المجاز والنقل )أولى من الشتراكّ(‪ :‬فإذا احتمل لفظ هو حقيقة في معنى أن‬
‫يكون في آخر حقيقة ومجازا أو حقيقة ومنقول ً فحمله على المجاز أو المنقول‬
‫أولى من حمله على الحقيقة المؤدي إلى الشتراكّ‪ ،‬لن المجاز أغلب من‬
‫المشتركّ والمنقول ل يمتنع العمل به لفراد مدلوله قبل النقل وبعده‪ ،‬بخلفّ‬
‫المشتركّ ل يعمل به إل بقرينة تعين أحد معنييه مثل ً إل إذا قيل بحمله عليهما‪،‬‬
‫فالول كإالنكاح حقيقة في العقد مجاز في الوطء‪ ،‬وقيل العكس‪ ،‬وقيل مشتركّ‬
‫بينهما فهو حقيقة في أحدهما محتمل للحقيقة والمجاز في الخر‪ ،‬والثاني‬
‫كإالزكإاة حقيقة في النماء أي الزيادة محتمل فيما يخرج من المال للحقيقة‬
‫والنقل‪) .‬والتخصيص أولى منهما( أي من المجاز والنقل‪ ،‬فإذا احتمل الكلم‬
‫تخصيصا ومجازا أو تخصيصا ونقل ً فحمله على التخصيص أولى‪ ،‬أما الول‬
‫فلتعين الباقي من العام بعد التخصيص بخلفّ المجاز قد ل يتعين بأن يتعدد ول‬
‫قرينة تعين‪ ،‬وأما الثاني فلسلمة التخصيص من نسخ المعنى الول بخلفّ‬
‫النقل‪ ،‬فالول كإقوله تعالى‪} :‬ول تأكإلوا مما لم يذكإر اسإم الله عليه{ فقال‬
‫الحنفي‪ :‬أي مما لم يتلفظ بالبسملة عند ذبحه وخص منه ناسإيها فتحل ذبيحته‬
‫وقال غيره‪ :‬أي مما لم يذبح تعبيرا عن الذبح بما يقارنه غالبا من التسمية‪ ،‬فل‬
‫تحل ذبيحة المتعمد لتركإها على الول دون الثاني‪ ،‬وفي الية تأويل آخر ذكإرته‬
‫في الحاشية‪ ،‬والثاني كإقوله تعالى‪} :‬وأحل الله البيع{ فقيل هو المبادلة مطلقا‬
‫وخص منه الفاسإد‪ ،‬وقيل نقل شرعا إلى المستجمع لشروط الصحة‪ ،‬وهما‬
‫قولن للشافعي‪ ،‬فما شك في اسإتجماعه لها يحل ويصح على الول‪ ،‬لن الصأل‬
‫عدم فساده دون الثاني‪ ،‬لن الصأل عدم اسإتجماعه لها‪.‬‬
‫)‬

‫والصأح أن الضمار أولى من النقل(‪ :‬لسلمته من نسخ المعنى الول‪ ،‬وقيل‬


‫عكسه لعدم احتياج النقل إلى قرينة كإقوله تعالى‪} :‬وحرم الربا{ فقال‬
‫الحنفي‪ :‬أخذه وهو الزيادة في بيع درهم بدرهمين مثلً‪ ،‬فإذا أسإقطت صأح البيع‬
‫وارتفع الثم‪ ،‬وقال غيره نقل الربا شرعا إلى العقد فهو فاسإد‪ ،‬وإن أسإقطت‬
‫الزيادة في ذلك والثم فيه باق‪ ،‬وترجيح هذا عندنا ل للنقل بل لمرجح خاص هو‬
‫تنظير الربا بالبيع في قوله تعالى حكاية عن الكفار‪} :‬إنما البيع مثل الربا{ فإنه‬
‫ظاهر في العقد كإما أوضحته في الحاشية‪ ،‬وما ذكإرته من الخلفّ هو ما في‬
‫الصأل مع أنه لم يصرح فيه ول فيما يأتي أثره بترجيح‪ ،‬لكن قال الزركإشي‬
‫والعراقي‪ :‬المعروفّ تقديم الضمار‪) .‬و( الصأح )أن المجاز مساوٍ للضمار(‬
‫وقيل أولى منه لكثرته‪ ،‬وقيل عكسه لن قرينة الضمار متصلة كإقوله لعبده‬
‫الذي يولد مثله لمثله أو المشهور النسب من غيره‪ :‬هذا ابني أي عتيق تعبيرا‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫دم‬‫عن اللزم بالملزوم فيعتق‪ ،‬أو مثل ابني في الشفقة عليه فل يعتق‪ ،‬وتق ّ‬
‫وفّ الشارع إلى العتق‬ ‫ترجيح الول وترجيحه ل للمجاز بل لمر آخر هنا وهو تش ّ‬
‫على أن المختار في الروضة أنه ل بد في العتق من نية ويؤخذ مما مّر من أن‬
‫التخصيص أولى من المجاز الولى من الشتراكّ‪ ،‬والمساوي للضمار الولى‬
‫من النقل أن التخصيص أولى من الشتراكّ والضمار‪ ،‬وأن الضمار أولى من‬
‫الشتراكّ‪ ،‬وأن المجاز أولى من النقل‪ ،‬والكل صأحيح‪ ،‬ووجه الخير سإلمة‬
‫المجاز من نسخ المعنى الول بخلفّ النقل‪ ،‬وقد تقدم بهذه الربعة العشرة‬
‫ن‪ ،‬وقد أوضحت ذلك‬ ‫التي ذكإروها في تعارض ما يخل بالفهم أي اليقين ل الظ ّ‬
‫مع زيادة في الحاشية‪.‬‬

‫)ويكون( المجاز من حيث العلقة )بشكل(‪ :‬كإالفرس لصورته المنقوشة‬


‫)وصأفة ظاهرة(‪ :‬كإالسإد للرجل الشجاع دون البخر لظهور الشجاعة دون‬
‫البخر للسإد المفترس‪) .‬واعتبار ما يكون( في المستقبل )قطعا( نحو }إنك‬
‫ميت وإنهم ميتون{ )أو ظنا(‪ :‬كإالخمر للعصير بخلفّ ما يكون احتمال ً مرجوحا‬
‫أو مساويا كإالحّر للعبد ل يجوز أما باعتبار ما كإان كإالعبد لمن عتق فتقدم في‬
‫الشتقاق‪) .‬ومضادة(‪ :‬كإالمفازة للبّرية المهلكة )ومجاورة(‪ .‬كإالراوية لظرفّ‬
‫الماء المعروفّ تسمية له باسإم ما يحمله من جمل أو نحوه‪) .‬وزيادة( قالوا‬
‫نحو‪} :‬ليس كإمثله شيء{ فالكافّ زائدة‪ ،‬وإل فهي بمعنى مثل فيكون له تعالى‬
‫مثل وهو محال‪ ،‬والقصد بهذا الكلم نفيه‪ ،‬والتحقيق أنها ليست زائدة كإما بينته‬
‫وز أي توسإع‬ ‫في الحاشية‪) .‬ونقص( نحو‪} :‬واسإأل القرية{ أي أهلها فقد تج ّ‬
‫بزيادة كإلمة أو نقصها وإن لم يصدق على ذلك حد المجاز السابق‪ ،‬وقيل يصدق‬
‫عليه حيث اسإتعمل مثل المثل في المثل‪ ،‬والقرية في أهلها‪ ،‬وقيد المطرزي‬
‫كإون كإل من الزيادة والنقص مجازا بما إذا تغير به حكم وإل فل يكون مجازا‪،‬‬
‫فلو قلت‪ :‬زيد منطلق وعمرو لم يكن حذفّ الخبر مجازا لن حكم الباقي لم‬
‫وز لنه ليس مجازا بل‬ ‫يتغير‪ ،‬وفي تسميته كإل ً من الزيادة والنقص مجازا تج ّ‬
‫علقة له‪) .‬وسإبب لمسبب( نحو للمير يد أي قدرة فهي بمعنى أثرها مسببة‬
‫عن اليد لحصولها بها‪) .‬وكإل لبعض(‪ :‬نحو‪} :‬يجعلون أصأابعهم في آذانهم{ أي‬
‫أناملهم‪) .‬ومتعلق( بكسر اللم )لمتعلق(‪ :‬بفتحها نحو‪ :‬هذا خلق الله أي‬
‫مخلوقه‪ ،‬وهذه تسمى علقة التعلق‪) .‬والعكوس(‪ :‬للثلثة الخيرة أي مسبب‬
‫لسببه كإالموت للمرض الشديد‪ ،‬لنه سإبب له عادة وبعض لكل نحو فلن ملك‬
‫ألف رأس غنم‪ ،‬ومتعلق بفتح اللم لمتعلق بكسرها نحو‪} :‬أيكم المفتون{ أي‪:‬‬
‫ن وما زيد على‬ ‫وة(‪ :‬كإالمسكر للخمر في الد ّ‬
‫الفتنة‪) .‬وما بالفعل على ما بالق ّ‬
‫هذه العلقات كإإطلق اللزم على الملزوم‪ ،‬وعكسه يرجع إليها كإأن يراد‬
‫بالمجاورة مثل ً كإما قال‬

‫التفتازاني ما يعم كإون أحدهما في الخر بالجزئية أو الحلول‪ ،‬وكإونهما في‬


‫محل‪ ،‬أو متلزمين في الوجود أو العقل أو الخيال وغير ذلك‪.‬‬

‫)والصأح أنه( أي المجاز أي مطلقه ل المعرفّ بما مر قد‪) .‬يكون في السإناد(‪:‬‬


‫ويسمى مجازا في التركإيب ومجازا عقليا ومجازا حكميا ومجازا في الثبات‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫وإسإنادا مجازيا‪ ،‬سإواء أكإان الطرفان حقيقتين أم ل‪ .‬وذلك بأن يسند الشيء‬
‫لغير من هو له لملبسة بينهم كإقوله تعالى‪} :‬وإذا تليت عليهم أياته زادتهم‬
‫أيمانا{ أسإندت الزيادة وهي فعل الله تعالى إلى اليات لكون اليات المتلوة‬
‫سإببا لها عادة‪ ،‬وقيل‪ :‬ل يكون المجاز في السإناد بل المجاز فيما يذكإر منه إما‬
‫في المسند أو في المسند إليه‪ ،‬فمعنى زادتهم على الول ازدادوا بها‪ ،‬وعلى‬
‫الثاني زادهم الله إطلقا لليات عليه تعالى لسإناد فعله إليها‪) .‬و( الصأح أنه قد‬
‫يكون في )المشتق( نحو‪} :‬ونادى أصأحاب الجنة{ أي ينادي }واتبعوا ما تتلوا‬
‫الشياطين{ أي تلته‪ ،‬وقيل ل يكون فيه إل بالتبع للمصدر أصأله فإن كإان حقيقة‬
‫فل مجاز فيه‪ .‬قلنا الحصرممنوع )و( الصأح أنه أعني المجاز في الفراد قد‬
‫يكون في‪) :‬الحرفّ( بالذات نحو فهل ترى لهم من باقية أي ما ترى وبالتبع‬
‫لمتعلقه‪ ،‬ول يكون إل في السإتعارة نحو‪} :‬فالتقطه آل فرعون{ الية شبه فيها‬
‫ترتب العداوة والحزن على اللتقاط بترتب علته الغائية عليه وهي المحبة‬
‫والتبني‪ ،‬ثم اسإتعمل في المشبه اللم الموضوعة للدللة على ترتب العلة‬
‫الغائية التي هي المشبه به فجرت السإتعارة أصأالة في العلة‪ ،‬وعلى هذا القول‬
‫البيانيون‪ ،‬وقيل ل يكون فيه إل بالتبع في التركإيب ل في الفراد‪ ،‬وعليه المام‬
‫الرازي‪ ،‬وقيل ل يكون فيه ل بالذات ول بالتبع لنه ل يفيد إل بضمه إلى غيره‪،‬‬
‫فإن ضم إلى ما ينبغي ضمه إليه فهو حقيقة أو إلى ما ل ينبغي ضمه إليه فمجاز‬
‫مركإب‪ .‬قلنا‪ :‬ل نسلم الشق الثاني بل الضم فيه قرينة مجاز الفراد كإقوله‬

‫تعالى‪} :‬ولصألبنكم في جذوع النخل{ أي عليها‪) .‬ل( في )العلم( أي ل يكون‬


‫المجاز فيه على الصأح لنه إن كإان مرتجل ً أي‪ :‬لم يسبق له وضع كإسعاد أو‬
‫منقول ً لغير مناسإبة كإفضل فواضح أو لمناسإبة كإمن سإمى ابنه بمباركّ لما ظنه‬
‫فيه من البركإة فلصحة الطلق عند زوالها‪ ،‬ولن العلم وضع للفرق بين الذوات‬
‫وز فيه بطل هذا الغرض‪ ،‬وقيل يكون فيه إن لمح فيه الصفة كإالحارث‪ ،‬إذ‬ ‫فلو تج ّ‬
‫ل يراد منه الصفة‪ ،‬وقد كإان قبل العلمية موضوعا لها وهذا خلفّ في التسمية‬
‫وعدمها أولى‪ ،‬لن وضع العلم شخصي ووضع المجاز نوعي‪ ،‬ولن العلم عند‬
‫الكإثر ل حقيقة ول مجاز‪ ،‬وفيه كإلم ذكإرته في الحاشية أوائل مباحث الحقيقة‬
‫والمجاز‪.‬‬

‫)و( الصأح )أنه يشترط سإمع في نوعه( أي المجاز فل يتجوز في نوع منه‬
‫كإالسبب للمسبب إل إذا سإمع من العرب صأورة منه مثلً‪ ،‬وقيل ل يشترط ذلك‬
‫بل يكتفي بالعلقة التي نظروا إليها فيكفي السماع في نوع لصحة التجويز في‬
‫عكسه مثلً‪ ،‬وخرج بنوعه شخصه فل يشترط السماع فيه إجماعا بأن ل‬
‫يستعمل إل في الصور التي اسإتعملته العرب فيها‪) .‬ويعرفّ( المجاز أي معناه‬
‫أو لفظه ‪) .‬بتبادر غيره( منه إلى الفهم )لول القرينة(‪ :‬بخلفّ الحقيقة فإنها‬
‫تعرفّ بالتبادر بل قرينة‪) .‬وصأحة النفي( للمعنى الحقيقي في الواقع كإما في‬
‫قولك للبليد‪ :‬هذا حمار فإنه يصح نفي الحمار عنه‪) .‬وعدم لزوم الطراد(‪ :‬فيما‬
‫يدل عليه بأن ل يطرد كإما في‪} :‬واسإأل القرية{ أي أهلها ول يقال‪ :‬واسإأل‬
‫البساط أي أهله أو يطرد ل لزوما كإما في‪ :‬السإد للرجل الشجاع فيصح في‬
‫جميع جزئياته من غير لزوم لجواز أن يعبر في بعضها بالحقيقة بخلفّ المعنى‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫الحقيقي‪ ،‬فيلزم المراد ما يدل عليه من الحقيقة في جميع جزئياته لنتفاء‬
‫التعبير الحقيقي بغيرها‪) .‬وجمعه( أي جمع اللفظ الدال عليه )على خلفّ(‬
‫صأيغة )جمع الحقيقة(‪ :‬كإالمر بمعنى الفعل مجازا يجمع على أمور بخلفه‬
‫بمعنى القول حقيقة‪ ،‬فيجمع على أوامر‪ ،‬كإذا في الصأل وغيره‪ ،‬وفيه اعتراض‬
‫بينته في الحاشية‪) .‬والتزام تقييده(‪ :‬أي اللفظ الدال عليه كإجناح الذل أي‪ :‬لين‬
‫دتها بخلفّ المشتركّ من الحقيقة‪ ،‬فإنه يقيد من‬ ‫الجانب ونار الحرب أي‪ :‬ش ّ‬
‫غير التزام كإالعين الجارية‪ ،‬وظاهر ذلك أن إطلق الجناح على لين الجانب‪،‬‬
‫والنار على الشدة مجاز إفراد‪ ،‬وأن الضافة فيهما قرينة له‪ ،‬وأن التزامها علمة‬
‫تميزه عن الحقيقة‪ ،‬والظاهر أنه اسإتعارة تخييلية كإأظفار المنية كإما بينته في‬
‫الحاشية‪) .‬وتوقفه( في إطلق اللفظ عليه )على المسمى الخر( الحقيقي‪،‬‬
‫ويسمى هذا بالمشاكإلة وهي التعبير عن الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صأحبته‬
‫تحقيقا نحو }ومكروا ومكر الله{ أي جازاهم على مكرهم حيث تواطئوا على‬
‫قتل عيسى‬

‫عليه الصلة والسلم أو تقديرا نحو‪} :‬أفأمنوا مكر الله{ فإطلق المكر على‬
‫المجازاة على مكرهم متوقف على وجوده تحقيقا أو تقديرا‪) .‬والطلق( للفظ‬
‫)على المستحيل( نحو }واسإأل القرية{ فإطلق المسؤول عليها مستحيل‪،‬‬
‫لنها البنية المجتمعة‪ ،‬وإنما المسؤول أهلها‪.‬‬
‫)مسألة‪ :‬المعّرب( بتشديد الراء )لفظ غير علم اسإتعملته العرب فيما(‪ :‬أي في‬
‫معنى )وضع له في غير لغتهم( خرج به الحقيقة والمجاز العربيان‪ ،‬فإن كإل ً‬
‫منهما اسإتعملته العرب فيما وضع له في لغتهم )والصأح أنه( أي المعرب )ليس‬
‫في القرآن(‪ :‬وإل لشتمل على غير عربي‪ ،‬فل يكون كإله عربيا‪ ،‬وقد قال تعالى‪:‬‬
‫}إنا أنزلناه قرآنا عربيا{ وقيل‪ :‬إنه فيه كإاسإتبرق فارسإية للديباج الغليظ‬
‫وة التي ل تنفذ‪ .‬قلنا‪:‬‬ ‫وقسطاس رومية للميزان ومشكاة هندية أو حبشية للك ّ‬
‫هذه اللفاظ ونحوها اتفق فيها لغة العرب ولغة غيرهم كإالصابون والتنور‪ ،‬وأما‬
‫العلم العجمي الذي اسإتعملته العرب كإابراهيم واسإماعيل وعزرائيل فل‬
‫يسمى معّربا‪ ،‬بل هو من توافق اللغتين مطلقا أو أعجمي محض إن وقع في‬
‫غير القرآن فقط‪ ،‬وإنما منع من الصرفّ على الّول لصأالة وضعه في العجمة‪،‬‬
‫وهذا ما مشى عليه الصأل هنا‪ ،‬وكإلمه في شرح المختصر يقتضي أنه يسمى‬
‫معّربا‪ ،‬وبما قررته علم أن المعرب أعجمي الصأل‪ ،‬وقيل‪ :‬إن المعرب واسإطة‬
‫بين العجمي والعربي‪ ،‬ويشبه أن ل خلفّ بأن يقال الّول نظر إلى أصأله‪.‬‬
‫والثاني إلى حالته الراهنة‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬اللفظ( المستعمل في معنى إما )حقيقة( فقط كإالسإد للحيوان‬


‫المفترس‪) .‬أو مجاز( فقط كإالسإد للرجل الشجاع )أو هما( أي حقيقة ومجاز‬
‫)باعتبارين( كإأن وضع لغة لمعنى عام‪ ،‬ثم خصه الشرع أو العرفّ العام أو‬
‫الخاص بنوع منه كإالصوم في اللغة للمساكّ خصه الشرع بالمساكّ المعروفّ‪،‬‬
‫والدابة في اللغة لكل ما يدب على الرض خصها العرفّ العام بذات الحوافر‬
‫والخاص كإأهل العراق بالفرس‪ ،‬فاسإتعماله بالعام حقيقة لغوية مجاز شرعي أو‬
‫عرفي‪ ،‬وفي الخاص بالعكس‪ ،‬ويمتنع كإونه حقيقة ومجازا باعتبار واحد للتنافي‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫بين الوضع أّول ً وثانيا )وهما( أي الحقيقة والمجاز )منتفيان( عن اللفظ )قبل‬
‫السإتعمال(‪ ،‬لنه مأخوذ في أحدهما فإذا انتفى انتفيا )ثم هو( أي اللفظ‬
‫)محمول على عرفّ المخاطب( بكسر الطاء الشارع أو أهل العرفّ أو اللغة‪.‬‬
‫)ففي( خطاب )الشرع( المحمول عليه المعنى )الشرعي( لنه عرفّ الشرع‪،‬‬
‫لن النبي صألى الله عليه وسإّلم بعث لبيان الشرعيات‪ ،‬وإذا لم يكن معنى‬
‫شرعي‪ ،‬أو كإان وصأرفّ عنه صأارفّ )فـ(ـالمحمول عليه المعنى )العرفي(‬
‫العام أي الذي يتعارفه جميع الناس أو الخاص بقوم لن الظاهر إرادته لتبادره‬
‫إلى الذهان‪) .‬فـ(ـإذا لم يكن معنى عرفي أو كإان وصأرفّ عنه صأارفّ‬
‫فالمحمول عليه المعنى )اللغوي في الصأح(‪ :‬لتعينه حينئذ‪ ،‬فعلم أن ماله مع‬
‫المعنى الشرعي معنى عرفي أو معنى لغوي أو هما يحمل أّول ً على الشرعي‪،‬‬
‫وأن ماله معنى عرفي ومعنى لغوي يحمل أول ً على العرفي‪ ،‬وقيل فيما له‬
‫معنى شرعي ومعنى لغوي محمله في الثبات الشرعي وفق ما مر‪ ،‬وفي‬
‫النهي قيل اللفظ مجمل‪ ،‬إذ ل يمكن حمله على الشرعي لوجود النهي ول على‬
‫اللغوي‪ ،‬لن النبي بعث لبيان الشرعيات‪ ،‬وقيل محمله اللغوي لتعذر الشرعي‬
‫بالنهي‪ .‬قلنا‪ :‬المراد بالشرعي ما يسمى شرعا بذلك السإم صأحيحا كإان أو‬
‫فاسإدا‪ .‬يقال‪ :‬صأوم صأحيح وصأوم فاسإد‪) .‬والصأح أنه إذا تعارض( في عرفّ‬
‫)مجاز راجح وحقيقة مرجوحة( بأن غلب اسإتعماله عليها )تساويا( لرجحان‬

‫كإل منهما من وجه‪ ،‬وقيل الحقيقة أولى بالحمل لصأالتها‪ ،‬وقيل المجاز أولى‬
‫لغلبته فلو حلف ل يشرب من هذا النهر ولم ينو شيئا‪ ،‬فالحقيقة المتعاهدة‬
‫الكرع منه بفيه‪ ،‬والمجاز الغالب الشرب مما يغرفّ به منه كإإناء حنث بكل‬
‫منهما على الول‪ ،‬كإما جزم به في الروضة كإأصألها إعمال ً للفظ في حقيقته‬
‫ومجازه‪ ،‬وبالكرع دون الشرب مما يغترفّ به على الثاني‪ ،‬وبالعكس على‬
‫الثالث فتعبيري بالتساوي أولى من تعبيره بالمجمل المقتضي أنه ل يحنث‬
‫بواحد منهما على الول‪ ،‬فإن هجرت الحقيقة قدم المجاز اتفاقا كإمن حلف ل‬
‫يأكإل من هذه النخلة فيحنث بثمرها دون خشبها حيث ل نية‪ ،‬وإن تساويا قدمت‬
‫الحقيقة اتفاقا كإما لو كإانت غالبا‪.‬‬

‫)و( الصأح )أن ثبوت حكم( بدليل كإالجماع )يمكن كإونه(‪ :‬أي الحكم )مرادا من‬
‫خطاب( له حقيقة ومجاز‪) .‬لكن( الخطاب في ذلك المراد يكون )مجازا ل يدل(‬
‫ذلك الثبوت )على أنه(‪ :‬أي الحكم هو )المراد منه( أي من الخطاب )فيبقى‬
‫الخطاب على حقيقته( لعدم الصارفّ عنها‪ .‬وقال جماعة‪ :‬إنه يدل عليه فل‬
‫يبقى الخطاب على حقيقته إذ لم يظهر مستند للحكم الثابت غيره مثاله وجوب‬
‫التيمم على المجامع الفاقد للماء إجماعا يمكن كإونه مرادا من آية }أو لمستم‬
‫النساء{ على وجه المجاز في الملمسة لنها حقيقة في الجس باليد مجاز في‬
‫الجماع‪ ،‬فقالوا‪ :‬المراد الجماع فتكون الية مستند الجماع‪ ،‬إذ ل مستند غيرها‪،‬‬
‫وإل لذكإر فل تدل على أن اللمس ينقض الوضوء‪ .‬قلنا‪ :‬يجوز أن يكون المستند‬
‫غيرها‪ ،‬واسإتغنى عن ذكإره بذكإر الجماع‪ ،‬فاللمس فيها على حقيقته فتدل على‬
‫نقضه الوضوء‪ ،‬وإن قامت قرينة في الية على إرادة الجماع أيضا فتدل على‬
‫مسألة الجماع أيضا‪ ،‬كإما قال به الشافعي فيها بناء على الصأح أنه يصح أن‬
‫يراد باللفظ حقيقته ومجازه معا‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬

‫)مسألة‪ :‬اللفظ إن اسإتعمل في معناه الحقيقي( ل لذاته بل )للنتقال( منه‬


‫)إلى لزمه فـ(ـهو )كإناية( نحو‪ :‬زيد طويل النجاد مرادا به طويل القامة‪ ،‬إذ‬
‫طولها لزم لطول النجاد أي حمائل السيف‪ ،‬قال في التلويح‪ :‬فيصح الكلم وإن‬
‫لم يكن له نجاد‪ ،‬بل وإن اسإتحال المعنى الحقيقي كإما في قوله تعالى‪:‬‬
‫}والسموات مطويات بيمينه{ وقوله‪} :‬الرحمن على العرش اسإتوى{ وخرج‬
‫باسإتعماله في معناه الحقيقي المجاز وبما بعده الحقيقة الصريحة والتعريض‪.‬‬
‫)فهي( أي الكناية )حقيقة( غير صأريحة كإما أشعر به كإلم صأاحب التلخيص‪،‬‬
‫وصأرح به السكاكإي وغيره‪ ،‬ومنهم السعد التفتازاني‪ ،‬والفرق بينها وبين الجمع‬
‫بين الحقيقة والمجاز أن المعنى الحقيقي فيها لم يرد لذاته كإما مر‪ ،‬وفي الجمع‬
‫المذكإور أريد لذاته‪ ،‬نعم قد يراد المعنى الحقيقي لذاته فيها عند السكاكإي‬
‫كإقولك‪ :‬آذيتني فستعرفّ وأنت تريد المخاطب وغيره من المؤذين‪ ،‬لن ذلك‬
‫كإلم دال على معنى يقصد به تهديد المخاطب بسبب اليذاء‪ ،‬ويلزم منه تهديد‬
‫كإل مؤذ‪ ،‬وقد أراد به تهديدهما‪ ،‬ففيه أراد المعنى الحقيقي لذاته فيها‪ ،‬فالفرق‬
‫بينها وبين الجمع بين الحقيقة‪ ،‬والمجاز أن المعنى الحقيقي فيها أريد لذاته‬
‫وللنتقال في الجمع المذكإور لم يرد للنتقال ول حاجة لقول الصأل‪ ،‬فإن لم يرد‬
‫المعنى الخ للعلم به من تعريف المجاز فيما مر‪) .‬أو( اسإتعمل في معناه‬
‫)مطلقا( أي الحقيقي والمجازي والكنائي‪) .‬للتلويح بغير معناه فـ(ـهو )تعريض(‬
‫كإما في قوله تعالى حكاية عن الخليل عليه الصلة والسلم‪} :‬بل فعله‬
‫كإبيرهم{ هذا نسب الفعل إلى كإبير الصأنام المتخذة آلهة كإأنه غضب أن تعبد‬
‫الصغار معه والقصد بذلك التلويح لقومه العابدين لها بأنها ل تصلح أن تكون‬
‫آلهة لنهم إذا نظروا بعقولهم علموا عجز كإبيرها عن ذلك الفعل أي‪ :‬كإسر‬
‫صأغارها فضل ً عن غيره والله ل يكون عاجزا وسإمي ذلك تعريضا لفهم المعنى‬
‫من عرض اللفظ أي جانبه‪) .‬فهو( أي التعريض ثلثة أقسام )حقيقة ومجاز‬
‫وكإناية(‪:‬‬

‫كإما صأرح بها السكاكإي‪ ،‬والصأل جرى على أنه حقيقة أبدا‪ ،‬وما ذكإر من أنه‬
‫حقيقة ومجاز وكإناية هو بالنسبة للمعنى الحقيقي أو المجازي أو الكنائي أما‬
‫بالنسبة للمعنى التعريضي فلم يفده اللفظ‪ ،‬وإنما أفاده سإياق الكلم وتعريف‬
‫الكناية والتعريض بما ذكإر مأخوذ من البيانيين‪ ،‬وهما مقابلن للصريح‪ ،‬وأما عند‬
‫الصأوليين والفقهاء‪ ،‬فالكناية ما احتمل المراد وغيره كإأنت خلية في الطلق‬
‫والتعريض ما ليس صأريحا ول كإناية كإقولهم في باب القذفّ‪ :‬يا ابن الحلل‪.‬‬
‫وفائدة تسمية الكناية حقيقة والتعريض حقيقة ومجازا مع علمهما من تعريفي‬
‫الحقيقة‪ ،‬والمجاز دفع توهم أنهما ل يسميان بذلك مع أن بعضهم خالف في‬
‫الكناية‪.‬‬

‫الحروفّ‬
‫أي‪ :‬هذا مبحث الحروفّ التي يحتاج الفقيه إلى معرفة معانيها‪ ،‬وذكإر معها‬
‫أسإماء‪ ،‬ففي التعبير بها تغليب للكإثر على المشهور‪.‬‬
‫أحدها‪) :‬إذن( من نواصأب المضارع‪) .‬للجواب والجزاء قيل دائما وقيل غالبا(‪:‬‬
‫وقد تتمحض للجواب‪ ،‬فإذا قلت‪ :‬لمن قال أزوركّ إذن أكإرمك فقد أجبته‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫وجعلت إكإرامك له جزاء لزيارته أي إن زرتني أكإرمتك‪ ،‬وإذا قلت لمن قال‬
‫دقك فقد أجبته فقط على القول الثاني‪ ،‬ومدخول إذن فيه مرفوع‬ ‫أحبك إذن أصأ ّ‬
‫ً‬
‫لنتفاء اسإتقباله المشترط في نصبها ويتكلف الول في جعل هذا مثل للجزاء‬
‫أيضا أي‪ :‬إن كإنت قلت ذلك حقيقة صأدقتك‪ ،‬وسإيأتي عدها من مسالك العلة‬
‫لن الشرط علة للجزاء‪.‬‬
‫)و( الثاني )إن( بكسر الهمزة وسإكون النون )للشرط( وهو تعليق أمر على‬
‫آخر نحو‪ :‬إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سإلف )وللنفي( نحو إن الكافرون إل في‬
‫غرور إن أردنا إل الحسنى أي ما‪) .‬وللتوكإيد( وهي الزائدة نحو‪ :‬ما إن زيد قائم‬
‫ما إن رأيت زيدا‪.‬‬

‫)و( الثالث )أو( من حروفّ العطف )للشك( من المتكلم نحو‪} :‬قالوا لبثنا يوما‬
‫دع‪ ،‬وقول الحريري إنها فيه للتقريب‪،‬‬ ‫أو بعض يوم{ ونحو ما أدري أسإلم أو و ّ‬
‫ده ابن هشام كإما بينته في الحاشية‪) .‬وللبهام( على السامع نحو }أتاها أمرنا‬ ‫ر ّ‬
‫ليل ً أو نهارا{ )وللتخيير( بين المتعاطفين سإواء امتنع الجمع بينهما نحو خذ من‬
‫مالي درهما أو دينارا أم جاز نحو جالس العلماء أو الزهاد‪ ،‬وقصر ابن مالك‬
‫وغيره التخيير على الول‪ ،‬وسإموا الثاني بالباحة‪ .‬وقال الزركإشي‪ :‬الظاهرأنهما‬
‫قسم واحد‪ ،‬لن حقيقة الباحة التخيير‪ ،‬وإنما امتنع في خذ درهما أو دينارا‬
‫للقرينة العرفية ل من مدلول اللفظ‪ ،‬كإما أن الجمع بين العلماء والزهاد وصأف‬
‫كإمال ل نقص‪) .‬ولمطلق الجمع( كإالواو نحو‪:‬‬
‫وقد زعمت ليلى بأني فاجر‬
‫لنفسي تقاها أو عليها فجورها‬
‫أي‪ :‬وعليها‪) .‬وللتقسيم( نحو الكلمة اسإم أو فعل أو حرفّ أي‪ :‬مقسمة إلى‬
‫الثلثة تقسيم الكلي إلى جزئياته فتصدق على كإل منها ونحو‪ :‬السكنجبين خ ّ‬
‫ل‬
‫أو ماء أو عسل تقسيمه إلى الثلثة تقسيم الكل إلى أجزائه فل يصدق على كإل‬
‫منها‪) .‬وبمعنى إلى( المساوية لل فتنصب المضارع بأن مضمرة نحو‪ :‬للزمنك‬
‫أو تقضيني حقي‪ ،‬أي إلى أن تقضينيه‪) .‬وللضراب(‪ :‬كإبل نحو‪} :‬وأرسإلناه إلى‬
‫مائة ألف أو يزيدون{ أي بل يزيدون أخبر عنهم أول ً بأنهم مائة ألف نظرا لغلط‬
‫الناس‪ ،‬مع علمه تعالى بأنهم يزيدون عليها‪ ،‬ثم أخبر عنهم ثانيا بأنهم يزيدون‬
‫نظرا للواقع ضاربا عن غلط الناس‪ ،‬وما ذكإر من أن أو للمذكإورات هو مذهب‬
‫المتأخرين‪ ،‬وأما مذهب المتقدمين فهي لحد الشيئين أو الشياء وغيره إنما‬
‫يفهم بالقرائن‪ .‬وقال ابن هشام والسعد التفتازاني‪ :‬إنه التحقيق‪.‬‬

‫)و( الرابع )أي بالفتح( للهمزة )والتخفيف( للياء )للتفسير( إما بمفرد نحو‪:‬‬
‫عندي عسجد أي ذهب‪ ،‬وهو بدل أو عطف بيان أو بجملة نحو‪:‬‬
‫وترمينني بالطرفّ أي أنت مذنب‬
‫وتقلينني لكن إياكّ ل أقلي‬

‫ي نظر مغضب‪ ،‬ول يكون ذلك‬ ‫فأنت مذنب تفسير لما قبله‪ ،‬إذ معناه تنظرين إل ّ‬
‫إل عن ذنب واسإم‪ ،‬لكن ضمير الشأن وخبرها الجملة بعده‪ ،‬وقدم مفعول أقلي‬
‫للختصاص أي‪ :‬ل أتركإك بخلفّ غيركّ‪) .‬ولنداء البعيد( حسا أو حكما )في‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫الصأح(‪ .‬فإن نودي بها القريب فمجاز‪ ،‬وقيل هي لنداء القريب نحو‪ :‬أي رب وهو‬
‫قريب قال تعالى‪} :‬فإني قريب{ وقيل لنداء المتوسإط والترجيح من زيادتي‪.‬‬
‫)و( الخامس‪ :‬أي بالفتح و)بالتشديد( اسإم )للشرط( نحو }أيما الجلين قضيت‬
‫ي{ )وللسإتفهام( نحو‪} :‬أيكم زادته هذه إيمانا{ وتأتي )موصأولة(‬ ‫فل عدوان عل ّ‬
‫د‪) .‬ودالة على كإمال(‪:‬‬
‫د{ أي الذي هو أش ّ‬ ‫ن من كإل شيعة أيهم أش ّ‬
‫نحو }لننزع ّ‬
‫ً‬
‫بأن تكون صأفة لنكرة أو حال من معرفة نحو‪ :‬مررت برجل‪ .‬أي رجل أي كإامل‬
‫في صأفات الرجولية‪ ،‬ومررت بزيد أي رجل أي كإامل ً في صأفات الرجولية‪.‬‬
‫)ووصألة لنداء ما فيه أل( نحو‪) :‬يا أيها النسان( أما إي بالكسر وسإكون الياء‬
‫فحرفّ جواب بمعنى نعم‪ ،‬ول يجاب بها إل مع القسم نحو‪} :‬ويستنبئونك أحق‬
‫هو قل{ إي وربي وتركإت لقلة احتياج الفقيه إليها‪.‬‬

‫)و( السادس )إذ( اسإم )للماضي ظرفا(‪ :‬وهو الغالب نحو‪} :‬فقد نصره الله إذ‬
‫أخرجه الذين كإفروا{ أي وقت إخراجهم له‪) .‬ومفعول ً به(‪ :‬على قول الخفش‬
‫وغايره إنها تخرج عن الظرفية نحو‪} :‬اذكإروا إذ كإنتم قليل ً فكثركإم{ أي اذكإروا‬
‫حالتكم هذه‪) .‬وبدل ً منه( أي من المفعول به نحو‪} :‬اذكإروا نعمة الله عليكم إذ‬
‫جعل فيكم أنبياء{ الية أي‪ :‬اذكإروا النعمة التي هي الجعل المذكإور‪) .‬ومضافا‬
‫إليها اسإم زمان(‪ :‬نحو‪} :‬ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا{ ونحو‪ :‬يومئذ‪) .‬وكإذا‬
‫للمستقبل( ظرفا في الصأح نحو )فسوفّ يعلمون إذ الغلل في أعناقهم{‬
‫وقيل ليست للمستقبل واسإتعمالها فيه في هذه الية لتحقق وقوعه كإالماضي‬
‫مثل‪} :‬أتى أمر الله{ )وللتعليل حرفا( في الصأح كإلم التعليل‪ ،‬وقيل ظرفا‬
‫وة الكلم نحو‪ :‬ضربت العبد إذ أسإاء أي‬ ‫بمعنى وقت‪ ،‬والتعليل مستفاد من ق ّ‬
‫لسإاءته أو وقت إسإائته‪ ،‬وظاهر أن السإاءة علة للضرب‪) .‬وللمفاجأة(‪ :‬بأن‬
‫يكون بعد بينا أو بينما‪) .‬كإذلك( أي حرفا )في الصأح(‪ .‬وقيل ظرفّ مكان وقيل‬
‫ظرفّ زمان نحو‪ :‬بينا أو بينما أنا واقف إذ جاء زيد‪ .‬أي‪ :‬فاجأ مجيئه وقوفي أو‬
‫مكانه أو زمانه‪ ،‬وقيل ليست للمفاجأة وهي في ذلك‪ ،‬ونحوه زائدة للغتناء عنها‬
‫كإما تركإها منه كإثير من العرب‪ ،‬فقولي في الصأح راجع إلى الثلثة قبله‪،‬‬
‫وتصحيح الحرفية في الثانية مع ذكإرها في الخيرة بقولي كإذلك من زيادتي‪،‬‬
‫ومعنى المفاجأة كإما قال ابن الحاجب‪ :‬حضور الشيء معك في وصأف من‬
‫أوصأافك الفعلية‪.‬‬

‫)و( السابع )إذا للمفاجأة( بأن تكون بين الجملتين ثانيتهما اسإمية‪) .‬حرفا في‬
‫الصأح( لن المفاجأة معنى من المعاني كإالسإتفهام والنفي‪ ،‬والصأل فيها أن‬
‫دي بالحروفّ‪ ،‬وقيل ظرفّ مكان‪ ،‬وقيل ظرفّ زمان نحو‪ :‬خرجت فإذا زيد‬ ‫تؤ ّ‬
‫واقف أي فاجأ وقوفه خروجي أو مكانه أو زمانه‪ ،‬وهل الفاء فيها زائدة لزمة أو‬
‫عاطفة أو سإببية محضة أقوال‪) .‬وللمستقبل ظرفا مضمنة معنى الشرط‬
‫غالبا(‪ :‬فيجاب بما يجاب به الشرط نحو‪} :‬إذا جاء نصر الله{ الية‪ ،‬وقد ل‬
‫تضمن معنى الشرط نحو‪ :‬آتيك إذا احمّر البسر أي وقت احمراره‪) .‬وللماضي‬
‫والحال نادرا( نحو }وإذا رأوا تجارة{ الية‪ .‬فإنها نزلت بعد الرؤية والنفضاض‬
‫ونحو‪} :‬والليل إذا يغشى{ إذ غشيانه أي طمسه آثار النهار مقارن له‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬

‫)و( الثامن )الباء لللصاق(‪ :‬وهو أصأل معانيها )حقيقة( نحو‪ :‬به داء أي ألصق‬
‫به‪) .‬ومجازا( نحو‪ :‬مررت بزيد أي ألصقت مروري بمكان يقرب منه المرور‪ ،‬إذ‬
‫المرور لم يلصق بزيد )وللتعدية(‪ :‬كإالهمزة في تصيير الفاعل مفعول ً نحو‪:‬‬
‫}ذهب الله بنورهم{ أي أذهبه‪ ،‬وفرق الزمخشري بينهما بأن الول أبلع لنه‬
‫يفيد أن الفعل أخذ النور وأمسكه‪ ،‬فلم يبق منه شيء بخلفّ الثاني‪.‬‬
‫)وللسببية(‪ :‬نحو }فكل ً أخذنا بذنبه{ ومنها السإتعانة بأن تدخل الباء على آلة‬
‫الفعل نحو‪ :‬كإتبت القلم‪ ،‬فإدراجي لها في السببية كإابن مالك أولى من عدها‬
‫قسما برأسإه كإما فعله الصأل‪) .‬وللمصاحبة(‪ :‬بأن تكون الباء بمعنى مع أو تغني‬
‫عنها وعن مصحوبها الحال‪ ،‬ولهذا تسمى بالحال نحو‪} :‬قد جاءكإم الرسإول‬
‫بالحق{ أي مع الحق أو محقا‪) .‬وللظرفية( المكانية أو الزمانية نحو‪} :‬ولقد‬
‫نصركإم الله ببدر{ و}نجيناهم بسحر{ )وللبدلية(‪ :‬بأن يحل محلها لفظ بدل‬
‫كإقول عمر رضي الله عنه‪ :‬ما يسرني أن لي بها الدنيا أي بدلها‪ .‬قاله حين‬
‫اسإتأذن النبي صألى الله عليه وسإّلم في العمرة فأذن له وقال‪ :‬ل تنسنا يا أخ ّ‬
‫ي‬
‫من دعائك وضمير بها راجع‪ ،‬إلى كإلمة النبي المذكإورة‪ ،‬وأخي مصغر لتقريب‬
‫المنزلة‪) .‬وللمقابلة(‪ :‬وهي الداخلة على العواض نحو‪ :‬اشتريت فرسإا بدرهم‪.‬‬
‫}ول تشتروا بآياتي ثمنا قليلً{ )وللمجاوزة(‪ :‬كإعن نحو‪} :‬سإأل سإائل بعذاب‬
‫واقع{ أي عنه‪) .‬وللسإتعلء(‪ :‬كإعلي نحو‪) :‬ومن أهل الكتاب من إن تأمنه‬
‫ن كإذا‪) .‬وللغاية(‪ :‬كإإلى نحو‪ :‬وقد‬ ‫بقنطار( أي عليه‪) .‬وللقسم( نحو‪ :‬بالله لفعل ّ‬
‫ي‪ ،‬وبعضهم ضمن أحسن معنى لطف )وللتوكإيد(‪ :‬وهي الزائدة‬ ‫أحسن بي أي إل ّ‬
‫مع الفاعل أو المفعول أو المبتدأ أو الخبر }كإفى بالله شهيدا{ )وهزي إليك‬
‫بجذع النخلة{ وبحسبك درهم‪ ،‬و}أليس الله بكافّ عبده{ )وكإذا للتبعيض(‪:‬‬
‫كإمن )في الصأح( نحو }عينا يشرب بها عباد الله{ أي منها‪ ،‬وقيل ليست له‪،‬‬
‫ويشرب في الية بمعنى يروى أو يلتذ مجازا والباء سإببية‪.‬‬

‫)و(التاسإع )بل للعطف بإضراب( أي معه بأن وليها مفرد سإواء أوليت موجبا أم‬
‫غيره‪ ،‬ففي الموجب نحو‪ :‬جاء زيد بل عمرو‪ ،‬واضرب زيدا بل عمرا انتقل حكم‬
‫المعطوفّ عليه فيصير كإأنه مسكوت عنه إلى المعطوفّ‪ ،‬وفي غيره نحو‪ :‬ما‬
‫جاء زيد بل عمرو‪ ،‬ول تضرب زيدا بل عمرا‪ .‬تقرر حكم المعطوفّ عليه وتجعل‬
‫هذه للمعطوفّ‪) .‬وللضراب فقط(‪ :‬أي دون العطف بأن وليها جملة‪ ،‬وقولي‬
‫بإضراب مع فقط من زيادتي وبهما علم أن الضراب أعم من العطف ل مباين‬
‫له بخلفّ كإلم الصأل‪ .‬والحاصأل‪ :‬أن بل للعطف والضراب إن وليها مفرد‬
‫وللضراب فقط إن وليها جملة وهي فيه حرفّ ابتداء ل عاطفة عند الجمهور‬
‫والضراب بهذا المعنى‪) .‬إما للبطال(‪ :‬لما وليته نحو يقولون به جنة بل جاءهم‬
‫بالحق فالجائي بالحق ل جنون به‪) .‬أو للنتقال من غرض إلى آخر( نحو‪:‬‬
‫}ولدينا كإتاب ينطق بالحق{ الية فما قبل بل فيها على حاله‪.‬‬
‫)و( العاشر )بيد( اسإم ملزم للنصب والضافة إلى أن وصألتها‪) .‬بمعنى غير(‬
‫نحو‪ :‬إنه كإثير المال بيد أنه بخيل‪) .‬وبمعنى من أجل ومنه(‪ :‬خبر أنا أفصح من‬
‫نطق بالضاد‪) .‬بيد أني من قريش في الصأح( أي الذين هم أفصح من نطق بها‪،‬‬
‫وأنا أفصحهم‪ ،‬وخصها بالذكإر لعسرها على غير العرب‪ ،‬والمعنى أنا أفصح‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫العرب‪ ،‬وقيل أن بيد فيه بمعنى غير‪ ،‬وأنه من تأكإيد المدح بما يشبه الذم وقولي‬
‫في الصأح من زيادتي‪.‬‬
‫)و( الحادي عشر )ثم حرفّ عطف للتشريك( في العراب والحكم )والمهلة‬
‫والترتيب( المعنوي والذكإري‪) .‬في الصأح(‪ :‬تقول جاء زيد ثم عمرو إذا شاركّ‬
‫زيدا في المجيء وتراخى مجيئه عن مجيئه‪ ،‬وقيل قد تكون زائدة فل تكون‬
‫عاطفة فل تكون لشيء من ذلك كإقوله تعالى‪} :‬حتى إذا ضاقت عليهم الرض‬
‫بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن ل ملجأ من الله إل إليه ثم تاب‬
‫عليهم{ فإنها زائدة لن مدخولها جواب إذا وقيل ل تفيد المهلة لقول الشاعر‪:‬‬
‫كإهز الرديني تحت العجا‬
‫ج جري في النابيب ثم اضطر‬

‫إذ اضطراب الرمح يعقب جري الهز في النابيب‪ ،‬وقيل ل تفيد الترتيب لقوله‬
‫ممة‬
‫تعالى‪} :‬فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون} إذ شهادة الله متقد ّ‬
‫على المرجع‪ ،‬وأجيب عن الّول بأن إذا فيه لمجرد الظرفّ وبان جوابها مقدر‬
‫أي تاب عليهم وثم تاب عليهم تأحمد بن كإيد‪ ،‬أو معناه اسإتدام التوبة‪ ،‬ومعنى‬
‫المقدر أنشأها‪ ،‬وعن الثاني بأنه توسإع في ثم بإيقاعها فيه موقع الفاء‪ ،‬وعن‬
‫الثالث بإنها اسإتعملت فيه لترتيب الخباري‪ ،‬وبأنه توسإع فيها بإيقاعها فيه موقع‬
‫الواو‪.‬‬

‫)و(الثاني عشر )حتى لنتهاء الغاية غالبا( وهي حينئذ إما جارة لسإم صأريح نحو‪:‬‬
‫}سإلم هي حتى مطلع الفجر{ أو مؤّول من أن والفعل نحو‪} :‬لن نبرج عليه‬
‫عاكإفين حتى يرجع إلينا موسإى{ أي إلى رجوعه وأما عاطفة لرفيع أو دنيء‬
‫نحو‪ :‬مات الناس حتى النبياء‪ ،‬وقدم الحجاج حتى المشاة‪ ،‬وإما ابتدائة بأن‬
‫يستأنف بعدها جملة إما إسإمية نحو‪:‬‬
‫فما زالت القتلى تمج دماءها‬
‫بدجلة حتى ماء دجلة أشكل‬
‫أو فعلية نحو‪ :‬مرض فلن حتى ل يرجونه‪) .‬وللسإتثناء نادرا( نحو‪:‬‬
‫ليس للعطاء من الفضول سإماحة‬
‫حتى تجود وما لديك قليل‬
‫أي‪ :‬إل أن تجود وهو اسإتثناء منقطع‪) .‬وللتعليل(‪ :‬نحو‪ :‬أسإلم حتى تدخل الجنة‬
‫أي لتدخلها‪.‬‬
‫)و( الثالث عشر )رب حرفّ في الصأح(‪ :‬هذا من زيادتي‪ ،‬وقيل اسإم وعلى‬
‫الوجهين ترد‪) .‬للتكثير( نحو }ربما يود الذين كإفروا لو كإانوا مسلمين{ إذ يكثر‬
‫منهم تمني ذلك يوم القيامة إذا عاينوا حالهم وحال المسلمين )وللتقليل(‬
‫كإقوله‪:‬‬
‫ب مولود وليس له أب‬ ‫أل ر ّ‬
‫وذي ولد لم يلده أبوان‬

‫أراد عيسى وآدم عليهما الصلة والسلم‪ ،‬واختار ابن مالك أن ورودها للتكثير‬
‫أكإثر‪) .‬ول تختص بأحدهما في الصأح(‪ .‬وقيل‪ :‬تختص بالتكثير فلم يعتد قائله‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫بهذا البيت ونحوه‪ .‬وقيل‪ :‬تختص بالتقليل وقرره قائله في الية بأن الكفار‬
‫تدهشهم أهوال يوم القيامة فل يفيقون حتى يتمنوا ذلك إل في أحيان قليلة‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إنها حرفّ إثبات لم يوضع لتكثير ول تقليل‪ ،‬وإنما يستفاد ذلك من‬
‫القرائن واختاره أبو حيان‪.‬‬
‫)و( الرابع عشر )على الصأح أنها قد ترد( بقلة )اسإما بمعنى فوق( بأن تدخل‬
‫عليها من نحو‪ :‬غدوت من على السطح أي من فوقه‪) .‬و( ترد بكثرة )حرفا‬
‫و( حسا نحو‪} :‬كإل من عليها فان{ أو معنى نحو‪} :‬فضلنا بعضهم على‬ ‫للعل ّ‬
‫بعض{ وأما على في نحو‪ :‬توكإلت على الله‪ ،‬فجعلها الرضي من العلوّ المجازي‬
‫)وللمصاحبة( كإمع نحو‪} :‬وأتى المال على حبه{ أي مع حبه )وللمجاوزة( كإعن‬
‫نحو‪ :‬رضيت عليه أي عنه‪) .‬وللتعليل(‪ :‬نحو‪} :‬ولتكبروا الله على ما هداكإم{ أي‬
‫لهدايته أياكإم‪) .‬وللظرفية( كإفي نحو‪} :‬ودخل المدينة على حين غفلة من‬
‫أهلها{ أي في وقت غفلتهم ونحو‪} :‬ما تتلو الشياطين على ملك سإليمان{ أي‬
‫في زمن ملكه ونحو‪ :‬اعتكفت على المسجد أي فيه‪) .‬وللسإتدراكّ(‪ :‬كإل كإن‪.‬‬
‫نحو‪ :‬فلن ل يدخل الجنة لسوء فعله على أنه ل ييأس من رحمة الله أي لكنه‪.‬‬
‫)وللتوكإيد(‪ :‬كإخبر ل أحلف على يمين أي يمينا‪) .‬وبمعنى الباء( نحو‪} :‬حقيق‬
‫علي أن ل أقول{ )و( بمعنى )من( نحو‪} :‬إذا اكإتالوا على الناس يستوفون{‬
‫وهذان من زيادتي‪ .‬وقيل‪ :‬هي اسإم أبدا لدخول حرفّ الجّر عليها‪ .‬وقيل‪ :‬هي‬
‫حرفّ أبدا ول مانع من دخول حرفّ جّر على آخر في اللفظ بأن يقدر له مجرور‬
‫ن فرعون عل في الرض{‪} ،‬ولعل‬ ‫محذوفّ )أما عل يعلو ففعل( نحو‪} :‬إ ّ‬
‫بعضهم على بعض{ فقد اسإتكملت على في الصأح أقسام الكلمة‪.‬‬

‫)و( الخامس عشر )الفاء العاطفة للترتيب( المعنويّ والذكإري‪) .‬وللتعقيب(‬


‫في كإل شيء بحسبه تقول‪ :‬قام زيد فعمرو إذا أعقب قيامه قيام زيد‪ ،‬ودخلت‬
‫البصرة فالكوفة إذا لم يقم بالبصرة ول بينهما‪ ،‬وتزّوج فلن فولد له إذا لم يكن‬
‫بين التزّوج والولدة إل مدة الحمل مع لحظة الوطء‪ ،‬ومقدمته والترتيب‬
‫الذكإري أن يكون ما بعد الفاء مرتبا في الذكإر دون المعنى على ما قبلها‪ ،‬سإواء‬
‫ن إنشاء{ الية‪ .‬ل نحو‪} :‬وكإم من قرية‬ ‫أكإان تفصيل ً له نحو‪} :‬إنا أنشأناه ّ‬
‫أهلكناها فجاءها بأسإنا بياتا أو هم قائلون{ ويسمى الترتيب الخباري‪.‬‬
‫)وللسببية(‪ :‬ويلزمها التعقيب نحو‪} :‬فوكإزه موسإى فقضى عليه{ فخرج‬
‫بالعاطفة الرابطة لجواب فقد يتراخى عن الشرط نحو‪ :‬إن يسلم فلن فهو‬
‫يدخل الجنة وقد ل يتسبب عن الشرط نظرا للظاهر نحو‪} :‬إن تعذبهم فإنهم‬
‫عبادكّ{‪.‬‬
‫)و( السادس عشر )في الظرفية( نحو‪} :‬واذكإروا الله في أيام معدودات{‬
‫وأنتم عاكإفون في المساجد‪) .‬وللمصاحبة( نحو‪} :‬قال ادخلوا في أمم{ أي‬
‫و( نحو‪:‬‬‫معهم‪) .‬وللتعليل( نحو‪} :‬لمسكم فيما أفضتم فيه{ أي لجل ما‪) .‬وللعل ّ‬
‫}لصألبنكم في جذوع النخل{ أي عليها قاله الكوفيون وابن مالك‪ ،‬وأنكره‬
‫غيرهم وجعلها الزمخشري وغيره للظرفية المجازية بجعل الجذع ظرفا‬
‫للمصلوب لتمكنه عليه تمكن المظروفّ من الظرفّ‪) .‬وللتوكإيد( نحو‪} :‬وقال‬
‫اركإبوا فيها( وأصأله اركإبوها‪) .‬وللتعويض(‪ :‬عن أخرى محذوفة نحو‪ :‬ضربت‬
‫فيمن رغبت وأصأله ضربت من رغبت فيه‪) .‬وبمعنى الباء(‪ :‬نحو‪} :‬جعل لكم‬
‫من أنفسكم أزواجا{ }ومن النعام أزواجا يذرؤكإم فيه{ أي يخلقكم بمعنى‬
‫يكثركإم بسبب هذا الجعل بالتولد‪ ،‬وجعلها الزمخشري في هذه الية للظرفية‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫دوا‬
‫المجازية مثل‪} :‬ولكم في القصاص حياة{ )و( بمعنى )إلى( نحو‪} :‬فر ّ‬
‫دة الغيظ‪) .‬و( بمعنى )من(‬
‫أيديهم في أفواههم{ أي إليها ليعضوا عليها من ش ّ‬
‫نحو‪ :‬هذا ذراع في الثوب‪ .‬أي منه يعني فل يعيبه لقلته‪.‬‬

‫)و( السابع عشر )كإي للتعليل( فينصب المضارع بأن مضمرة نحو‪ :‬جئت كإي‬
‫أنظركّ‪ .‬أي لن أنظركّ‪) .‬وبمعنى أن المصدرية( بأن تدخل عليها اللم نحو‪:‬‬
‫جئت لكي تكرمني أي لن تكرمني‪.‬‬
‫)و( الثامن عشر )كإل اسإم لسإتغراق أفراد( المضافّ إليه‪) .‬المنكر( نحو‪} :‬كإل‬
‫نفس ذائقة الموت{ }كإل حزب بما لديهم فرحون{ )و( لسإتغراق أفراد‬
‫المضافّ إليه )المعّرفّ المجموع( نحو‪ :‬كإل العبيد جاءوا‪ ،‬كإل الدرهم صأرفّ‪.‬‬
‫)و( لسإتغراق )أجزاء( المضافّ إليه‪) .‬المعرفّ المفرد(‪ :‬نحو كإل زيد أو الرجل‬
‫حسن أي كإل أجزائه‪.‬‬

‫)و( التاسإع عشر )اللم( بقيد زدته بقولي‪) :‬الجارة( وهي مكسورة مع كإل‬
‫ظاهر نحو‪ :‬لزيد إل مع المستغاث فتتفح‪ ،‬نحو‪ :‬يالله‪ ،‬ومفتوحة مع كإل مضمر‬
‫نحو‪ :‬لنا إل مع ياء المتكلم فمكسورة‪) .‬للتعليل( نحو }وأنزلنا إليك الذكإر لتبين‬
‫للناس{ أي لجل أن تبين لهم‪} .‬وللسإتحقاق{ نحو‪ :‬النار للمكافرين أي عذابها‬
‫مستحق لهم )وللختصاص(‪ :‬نحو‪ :‬الجنة للمؤمنين أي نعيمها مختص بهم‪.‬‬
‫)وللملك( نحو‪} :‬لله ما في السموات وما في الرض{ والمال لزيد‪.‬‬
‫)وللصيرورة(‪ :‬أي العاقبة نحو‪} :‬فالتقطة آل فرعون ليكون لهم عدّوا وخرنا{‬
‫فهذا عاقبة التقاطهم له ل علته إذ هي تبنيه‪) .‬وللتمليك( نحو‪ :‬وهبت له ثوابا أي‬
‫ملكته إياه‪) .‬وشبهه(‪ :‬أي التمليك نحو‪} :‬والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا‬
‫وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة{ )ولتوكإيد النفي(‪ :‬نحو؛ }وما كإان الله‬
‫ليعذبهم وأنت فيهم{ فهي في هذا‪ ،‬ونحوه لتوكإيد نفي الخبر الداخلة عليه‬
‫المنصوب فيه المضارع بأن مضمرة‪) .‬وللتعدية( نحو‪ :‬ما أضرب زيدا لعمرو‬
‫دى إلى فاعله بالهمزة وإلى مفعوله‬ ‫فضرب صأار بقصد التعجب به لزما يتع ّ‬
‫باللم‪ .‬و )وللتوكإيد(‪ :‬وهي الزائدة كإإن تأتي لتقوية عامل ضعف بالتأخير نحو‪:‬‬
‫}إن كإنتم للرؤيا تعبرون{ ولكونه فرعا في العمل نحو‪} :‬إن ربك فعال لما‬
‫يريد{ وأصأله فعال ما‪) .‬وبمعنى إلى( نحو‪} :‬فسقناه لبلد ميت{ أي إليه‪) .‬و(‬
‫بمعنى )على( نحو‪} :‬يخرون للذقان سإجدا{ أي عليها‪) .‬و( بمعنى )في(‬
‫نحو‪}( :‬ونضع الموازين القسط ليوم القيامة{ أي فيه‪) .‬و( بمعنى )عند( نحو؛‬
‫دمت لحياتي{ أي عندها )و( بمعنى )بعد( نحو‪} :‬أقم الصلة لدلوكّ‬ ‫}يا ليتني ق ّ‬
‫الشمس{ أي بعده‪ .‬وجعل الزمخشري اللم في هذه الية للتوقيت‪ ،‬فتكون‬
‫بمعنى عند‪) .‬و( بمعنى )من( نحو‪ :‬سإمعت له صأراخا أي منه‪) .‬و( بمعنى )عن(‬
‫نحو‪} :‬وقال الذين كإفروا للذين آمنوا{ أي عنهم }لو كإان{ أي اليمان }خيرا‬
‫ما سإبقونا إليه{ ولو كإانت اللم في هذه الية للتبليغ لقيل ما سإبقتمونا‪ .‬وخرج‬
‫بالجارة الجازمة‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫نحو‪} :‬لينفق ذو سإعة من سإعته{ وغير العاملة كإلم البتداء نحو‪} :‬لنتم أشد ّ‬
‫رهبة{‪.‬‬
‫ن دللة حرفّ على معنى حرفّ آخر مذهب الكوفيين‪ ،‬أما البصريون‬ ‫واعلم أ ّ‬
‫فذلك عندهم على تضمين الفعل المتعلق به ذلك الحرفّ ما يصح معه معنى‬
‫ذلك الحرفّ على الحقيقة‪ ،‬لن التصرفّ عندهم في الفعل أسإهل منه في‬
‫الحرفّ‪.‬‬
‫)و( العشرون )لول( ومثلها لو ما‪) .‬حرفّ معناه في( دخوله على )الجملة‬
‫السإمية امتناع جوابه لوجود شرطه(‪ :‬نحو‪ :‬لول زيد‪ ،‬أي موجود لهنتك امتنعت‬
‫الهانة لوجود زيد‪ ،‬فزيد الشرط وهو مبتدأ محذوفّ الخبر لزوما‪) .‬وفي( دخوله‬
‫ث نحو‪} :‬لول تستغفرون‬ ‫على الجملة )المضارعية التحضيض(‪ :‬أي الطلب بح ّ‬
‫الله{ أي اسإتغفروه ول بد‪) .‬والعرض(‪ :‬من زيادتي وهو طلب بلين نحو‪} :‬لول‬
‫أخرتني{ أي تؤخرني }إلى أجل قريب{ )و( في دخوله على الجملة )الماضية‬
‫التوبيخ( نحو‪} :‬لول جاءوا عليه بأربعة شهداء{ وبخهم الله على عدم المجيء‬
‫بالشهداء بما قالوه من الفك‪ ،‬وهو في الحقيقة محل التوبيخ‪) .‬ول ترد للنفي‬
‫ول للسإتفهام في الصأح( وقيل ترد للنفي كإآية‪} :‬فلول كإانت قرية آمنت{ أي‬
‫فما آمنت قرية أي أهلها عند مجيء العذاب فنفعها إيمانها إل قوم يونس‪ ،‬ورد ّ‬
‫بأنها في الية للتوبيخ على تركّ اليمان قبل مجيء العذاب‪ ،‬وكإأنه قيل‪ :‬فلول‬
‫آمنت قرية قبل فنفعها إيمانها والسإتثناء حينئذ منقطع‪ ،‬وقيل ترد للسإتفهام‬
‫كإقوله تعالى‪} :‬لول أنزل عليه ملك{ ورد ّ بأنها فيه للتحضيض أي هل أنزل‬
‫بمعنى ينزل‪ ،‬وقولي‪ :‬ول للسإتفهام من زيادتي‪.‬‬

‫)و( الحادي والعشرون )لو شرط( أي حرفه )للماضي كإثيرا( نحو‪ :‬لو جاء زيد‬
‫لكإرمته‪ ،‬وللمستقبل قليل ً نحو‪} :‬وليخش الذين لو تركإوا من خلفهم ذرية‬
‫ضعافا خافوا عليهم{ أي إذ تركإوا ونحو‪ :‬أحسن لزيد ولو أسإاء أي وإن أسإاء‪.‬‬
‫)ثم قيل(‪ :‬في معناها على الّول )هي لمجرد الربط(‪ :‬للجواب بالشرط كإان‬
‫واسإتفادة ما يأتي من انتفائهما‪ ،‬أو انتفاء الشرط فقط من خارج‪ ،‬وقيل لمتناع‬
‫تاليها واسإتلزامه ما يليه وهو ما صأححه الصأل‪) .‬والصأح أنها( في الصأل‬
‫)لنتفاء جوابها بانتفاء شرطها خارجا( أي في الخارج مثبتين أو منفيين أو‬
‫مختلفين‪ ،‬فالقسام أربعة‪ ،‬كإلو جئتني أكإرمتك‪ ،‬لو لم تجئني ما أكإرمتك‪ ،‬لو‬
‫جئتني ما أهنتك‪ ،‬لو لم تجئني أهنتك‪ ،‬فينتفي الكإرام مثل ً في الّول لنتفاء‬
‫المجيء‪) .‬وقد ترد لعكسه( أي لنتفاء شرطها بانتفاء جوابها )علما(‪ :‬كإان‬
‫دد اللهة‬ ‫ونحوها نحو‪} :‬لو كإان فيهما آلهة إل الله لفسدتا{ فيعلم انتفاء تع ّ‬
‫بالعلم بانتفاء الفساد‪ ،‬وهذا عليه أرباب العقول أيضا‪ ،‬وهو من زيادتي‪ ،‬والمثال‬
‫ن انتفاء‬
‫الواحد يصلح له وللول‪ ،‬ويختلف بالقصد إن قصد به الدللة على أ ّ‬
‫الجواب في الخارج بانتفاء الشرط كإان من الّول أو السإتدل على العلم بانتفاء‬
‫الشرط بالعلم بانتفاء الجواب كإان من الثاني‪ ،‬وفي الول يستثنى نقيض‬
‫الشرط‪ ،‬وفي الثاني نقيض الجواب لينتج المراد‪ ،‬ففي المثال إن قصد الّول‬
‫قيل‪ :‬لكن ل إله فيهما غيره فلم تفسد‪ ،‬أو الثاني قيل لكنهما لم تفسدا فليس‬
‫فيهما إله غيره‪) .‬و( ترد )ل ثبات جوابها( بقسميه مع انتفاء شرطها بقسميه‬
‫)إن ناسإب انتفاء شرطها( إما )بالولى كإلو لم يخف لم يعص(‪ :‬المأخوذ مما‬
‫روي عن النبي صألى الله عليه وسإّلم‪ ،‬أو عن عمر رضي الله عنه »ِنعم العبد‬
‫صأهيب لو لم يخف الله لم يعصه«‪ .‬رتب عدم العصيان على عدم الخوفّ وهو‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫بالخوفّ المفاد بلو أنسب‪ ،‬فيترتب عليه أيضا في قصده‪ ،‬والمعنى أنه ل يعصي‬
‫الله أصأل ً ل مع الخوفّ وهو ظاهر‪ ،‬ول مع انتفائه إجلل ً له تعالى‬

‫عن أن يعصيه وقد اجتمع فيه الخوفّ والجلل رضي الله عنه‪) .‬أو المساوي‬
‫كإلو لم تكن ربيبة ما حلت للرضاع(‪ :‬المأخوذ من قوله صألى الله عليه وسإّلم‬
‫في درة بضم المهملة بنت أم سإلمة أي هند لما بلغه تحدث النساء أنه يريد أن‬
‫ن أن ذلك من خصائصه‪ ،‬إنها لو لم تكن ربيبتي في‬ ‫ينكحها بناء على تجويزه ّ‬
‫حجري ما حلت لي‪ ،‬إنها لبنة أخي من الرضاعة‪ ،‬رواه الشيخان‪ ،‬رتب عدم حلها‬
‫على عدم كإونها ربيبته المبين بكونها ابنة أخي الرضاع المناسإب هو له شرعا‬
‫كإمناسإبته للول‪ ،‬سإواء لمساواة حرمة المصاهرة لحرمة الرضاع‪ ،‬والمعنى أنها‬
‫ل تحل لي أصأل ً لن بها وصأفين لو انفرد كإل منهما حرمت به كإونها ربيبته‪ ،‬ووها‬
‫ابنة أخي الرضاع‪ ،‬وقوله‪ :‬في حجري على وفق الية‪ .‬وتقدم الكلم فيه‪) .‬أو‬
‫الدون كإـ(ـقولك فيمن عرض عليك نكاحها‪) :‬لو انتفت أخوة الرضاع( بيني‬
‫وبينها )ما حلت( لي )للنسب(‪ :‬بيني وبينها بالخوة رتب عدم حلها على عدم‬
‫وتها من النسب المناسإب هو لها شرعا‪ ،‬فيترتب‬ ‫أخوتها من الرضاع المبين بأخ ّ‬
‫أيضا في قصده على أخوتها من الرضاع المفادة بلو المناسإب هو لها شرعا‪،‬‬
‫لكن دون مناسإبته للول لن حرمة الرضاع أدون من حرمة النسب‪ ،‬والمعنى‬
‫وتها من‬ ‫ل لي أصأل ً لن بها وصأفين لو انفرد كإل منهما حرمت به أخ ّ‬
‫أنها ل تح ّ‬
‫النسب وأخوتها من الرضاع‪ ،‬وقد تجردت لو فيما ذكإر من المثلة عن الزمان‬
‫على خلفّ الصأل فيها‪ ،‬أما أمثلة بقية أقسام هذا القسم في الشق الول منه‬
‫فنحو‪ :‬لو أهنت زيدا لثنى عليك فيثني مع عدم الهانة بالولى‪ ،‬لو تركّ العبد‬
‫سإؤال ربه لعطاه فيعطيه مع السؤال بالولى‪} :‬ولو أن ما في الرض من‬
‫شجرة أقلم{ إلى قوله‪} :‬ما نفدت كإلمات الله{ أي فل تنفد مع انتفاء ما ذكإر‬
‫بالولى‪ ،‬وقد اسإتشكل قوله تعالى‪{ :‬ولو علم الله فيهم خيرا لسإمعهم{ الية‪.‬‬
‫بأن السإتدلل به على هيئة قياس اقتراني وهو‪ :‬لو علم الله فيهم خيرا‬
‫لسإمعهم ولو أسإمعهم لتولوا ينتج‪ :‬لو علم الله فيهم خيرا لتولوا‪ ،‬وهذا محال‬

‫لن الذي يحصل منهم بتقدير أن يعلم الله فيهم خيرا هو النقياد ل التولي‪.‬‬

‫وأجيب بجوابين‪ :‬أحدهما‪ :‬أن الوسإط مختلف تقديره لسإمعهم إسإماعا نافعا‪،‬‬
‫ولو أسإمعهم إسإماعا غير نافع لتولوا‪ ،‬وفيه نظر لسإتلزامه انتفاء السإماع عنهم‬
‫مطلقا‪ ،‬لن الجملة الولى أفادت انتفاء السإماع النافع‪ ،‬والثانية انتفاء غير‬
‫النافع واللزم باطل لثبوت إسإماعهم في الجملة قطعا وإل فل تكليف‪ .‬ثانيهما‪:‬‬
‫ليس المراد من الية السإتدلل بل بيان السببية على الصأل في »لو« أي أن‬
‫م‬
‫سإبب انتفاء إسإماعهم خيرا هو انتفاء العلم بالخير فيهم‪ ،‬وحينئذ فالكلم قد ت ّ‬
‫عند قوله لسإمعهم‪ ،‬ويكون قوله‪ :‬ولو أسإمعهم كإلما مستأنفا أي أن التولي‬
‫لزم بتقدير السإماع‪ ،‬فكيف بتقدير عدمه فهو من قبيل لو لم يخف الله لم‬
‫يعصه‪.‬‬
‫ور وجوده منهم عند عدم‬ ‫فإن قلت‪ :‬التولي هو العراض عن الشيء فكيف يتص ّ‬
‫إسإماعهم الشيء؟ قلت‪ :‬بل أسإمعهم الشيء وإل فل تكليف‪ ،‬والنفي إنما هو‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫إسإماعهم الشيء للتفهيم‪ ،‬وقد ذكإرت في الحاشية ما يؤخذ منه سإبب عدولي‬
‫عن تصحيح ما صأححه الصأل مضمنا به قول الجمهور إلى تصحيحي لما قالوه‬
‫من أن فيما صأنعته بيان الكإثر والقل في اسإتعمال لو‪.‬‬

‫)و( ترد )للتمني وللتحضيض وللعرض(‪ :‬فينصب المضارع بعد فاء جوابها لذلك‬
‫دثني لو تأمر فتطاع لو تنزل عندي فتصيب‬ ‫بأن مضمرة نحو‪ :‬لو تأتيني فتح ّ‬
‫ن لنا كإّرة فنكون من المؤمنين{ أي ليت لنا والثلثة‬ ‫خيرا‪ .‬ومن الول‪} :‬فلو أ ّ‬
‫ث‪ ،‬وفي الثالث‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫بح‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫وفي‬ ‫وقوعه‪،‬‬ ‫في‬ ‫طمع‬ ‫ل‬ ‫للطلب لكنه في الول لما‬
‫دوا السائل« أي‬ ‫بلين كإما مّر‪) .‬وللتعليل نحو( خبر النسائي وغيره‪» :‬ر ّ‬
‫دقوا بما تيسر من كإثير أو قليل ولو بلغ‬ ‫بالعطاء‪») .‬ولو بظلف محرق«( أي تص ّ‬
‫في القلة إلى الظلف مثلً‪ ،‬فإنه خير من العدم وهو بكسر المعجمة للبقر‬
‫ي كإما هو عادتهم‬ ‫والغنم كإالحافر للفرس والخف للجمل‪ ،‬وقيد بالحراق أي الش ّ‬
‫فيه لن النبيء قد ل يؤخذ وقد يرميه آخذه فل ينتفع به بخلفّ المشوي‪ .‬قال‬
‫الزركإشي‪ :‬والحق أن التقليل مستفاد مما بعدها ل منها‪ .‬قلت‪ :‬بل الحق أنه‬
‫كإغيره مما ذكإر مستفاد منها بواسإطة ما بعدها‪) .‬و( ترد )مصدرية( نحو‪} :‬يود ّ‬
‫أحدهم لو يعمر{ وهذا من زيادتي(‪.‬‬
‫)و( الثاني والعشرون )لن حرفّ نفي ونصب واسإتقبال( للمضارع‪) .‬والصأح‬
‫أنها ل تفيد(‪ :‬مع ذلك )توكإيد النفي ول تأييده(‪ :‬لقوله تعالى لموسإى عليه‬
‫الصلة والسلم(‪} :‬لن تراني{ ومعلوم أنه كإغيره من المؤمنين يراه في‬
‫الخرة‪ ،‬وقيل يفيدهما كإما في قوله تعالى‪} :‬لن يخلقوا ذبابا{ وقوله‪} :‬ولن‬
‫يخلف الله وعده{‪ .‬وأجيب‪ :‬بأن اسإتفادة ذلك في هذين ونحوهما من خارج كإما‬
‫في قوله‪} :‬ولن يتمنوه أبدا{ وكإون أبدا فيه للتوكإيد خلفّ الظاهر ول تأبيد‬
‫قطعا فيما إذا قيد النفي نحو‪} :‬فلن أكإلم اليوم إنسيا{ و}لن نبرح عليه‬
‫عاكإفين حتى يرجع إلينا موسإى{ )و( الصأح )أنها( ترد بواسإطة الفعل بعدها‬
‫)للدعاء( وفاقا لبن عصفور وغيره كإقوله‪:‬‬

‫لن تزالوا كإذلك ثم ل زلـ‬


‫ـت لكم خالدا خلود الجبال‬
‫وابن مالك وغيره نفوا ذلك وقالوا‪ :‬ل حجة في البيت لحتمال أنه خبر‪ ،‬وفيه بعد‬
‫لن السياق ينافيه‪.‬‬

‫)و( الثالث والعشرون )ما ترد اسإما( إما )موصأولة( نحو‪} :‬ما عندكإم ينفد وما‬
‫عند الله باق{ أي الذي )أو نكرة موصأوفة( نحو‪ :‬مررت بما معجب لك أي‬
‫بشيء‪) .‬وتامة تعجبية( نحو‪ :‬ما أحسن زيدا فما نكرة تعجبية‪ .‬مبتدأ وما بعدها‬
‫وغ البتداء بها التعجب‪) .‬وتمييزية( وهي اللحقة لنعم وبئس نحو‪} :‬إن‬ ‫خبره وسإ ّ‬
‫تبدوا الصدقات فنعما هي{ فما نكرة منصوبة على التمييز أي نعم شيئا هي أي‬
‫إبداؤها‪) .‬ومبالغية( بفتح اللم وهي للمبالغة في الخبار عن أحد بإكإثار فعل‬
‫كإالكتابة نحو‪ :‬إن زيدا مما أن يكتب أي إنه من أمر كإتابة أي مخلوق من أمر هو‬
‫الكتابة فما نكرة بمعنى شيء للمبالغة‪ ،‬وأن وصألتها في موضع جر بدل ً من ما‬
‫فجعل لكثرة كإتابته كإأنه خلق منها كإما في قوله‪} :‬خلق النسان من عجل{‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫)واسإتفهامية( نحو‪} :‬فما خطبكم{ أي شأنكم‪) .‬وشرطية زمانية(‪ :‬نحو‪} :‬فما‬
‫اسإتقاموا لكم فاسإتقيموا لهم{ أي اسإتقيموا لهم مدة اسإتقامتهم لكم‪) .‬وغير‬
‫زمانية( نحو‪} :‬وما تفعلوا من خير يعلمه الله{ وقولي وتمييزية ومبالغية من‬
‫زيادتي تبعا للكإثر‪،‬وقولي تامة أولى من قوله للتعجب لفادته أن الموصأوفة‬
‫ناقصة‪ ،‬وأن التعجبية والمعطوفات عليها تامة‪ ،‬وإنما صأرحوا به في التعجبية‬
‫وتاليتها فقط لظهور تمامها لتجردها عن معنى الحرفّ‪) .‬و( ترد )حرفا مصدرية‬
‫لذلك( أي زمانية نحو‪} :‬فاتقوا الله ما اسإتطعتم{ أي مدة اسإتطاعتكم وغير‬
‫زمانية نحو‪} :‬فذوقوا بما نسيتم{ أي بنسيانكم‪) .‬ونافية( عاملة نحو ما هذا‬
‫بشرا وغير عاملة نحو }وما تنفقون إل ابتغاء وجه الله{ )وزائدة كإافة( عن‬
‫عمل الرفع نحو‪ :‬قلما يدوم الوصأال أو الرفع والنصب نحو‪ :‬إنما الله إله واحد‪،‬‬
‫والجّر نحو‪ :‬ربما دام الوصأل‪) .‬وغير كإافة( عوضا نحو‪ :‬افعل هذا‪ .‬إما ل أي إن‬
‫كإنت ل تفعل غيره فما عوض عن كإنت أدغم فيها النون للتقارب وحذفّ المنفي‬
‫للعلم به وغير عوض للتأكإيد نحو‪} :‬فبما رحمة من الله لنت لهم{ وأصأله‬
‫فبرحمة‪.‬‬

‫)و( الرابع والعشرون )من( بكسر الميم )لبتداء الغاية( بمعنى المسافة من‬
‫مكان نحو‪ :‬من المسجد الحرام‪ ،‬وزمان نحو‪ :‬من أول يوم وغيرهما‪ .‬نحو‪} :‬إنه‬
‫من سإليمان{ )غالبا( أي ورودها لهذا المعنى أكإثر منه لغيره‪) .‬ولنتهائها(‪ :‬أي‬
‫الغاية نحو‪ :‬قربت منه أي إليه‪) .‬وللتبعيض( نحو‪} :‬حتى تنفقوا مما تحبون{ أي‬
‫بعضه‪) .‬وللتبيين(‪ :‬بأن يصح حمل مدخولها على المبهم قبلها نحو‪} :‬ما ننسخ‬
‫من آية{ }فاجتنبوا الرجس من الوثان{ كإأن يقال في الول ما ننسخه آية‪.‬‬
‫وفي الثاني الرجس الوثان‪) .‬وللتعليل( نحو‪} :‬يجعلون أصأابعهم في آذانهم من‬
‫الصواعق{ أي لجلها والصاعقة الصيحة التي يموت من يسمعها أو يغشى‬
‫عليه‪) .‬وللبدل( نحو‪} :‬أرضيتم بالحياة الدنيا من الخرة{ أي بدلها‪) .‬ولتنصيص‬
‫العموم(‪ :‬وهي الداخلة على نكرة ل تختص بالنفي نحو‪ :‬ما في الدار من رجل‪،‬‬
‫فهو بدون من ظاهر في العموم محتمل لنفي الواحد فقط وبها يتعين النفي‬
‫للجنس‪) .‬ولتوكإيده( أي‪ :‬تنصيص العموم وهي الداخلة على نكرة تختص بالنفي‬
‫نحو‪ :‬ما في الدار من أحد‪ ،‬وهذا من زيادتي‪) .‬وللفصل(‪ :‬بالمهملة أي للتمييز‬
‫دين نحو‪} :‬والله يعلم المفسد من المصلح{ }حتى‬ ‫بأن تدخل على ثاني المتضا ّ‬
‫يميز الخبيث من الطيب{ ولبن هشام فيه نظر ذكإرته في الحاشية مع جوابه‪.‬‬
‫)وبمعنى الباء( نحو‪} :‬ينظرون من طرفّ خفي{ أي به )و( بمعنى )عن( نحو‪:‬‬
‫}قد كإنا في غفلة من هذا{ أي عنه‪) .‬و( بمعنى )في(نحو }إذا نودي للصلة من‬
‫يوم الجمعة{أي فيه ونحو }أروني ماذا خلقوا من الرض{ أي فيها )و( بمعنى‬
‫)عند( نحو }لن تغني عنهم أموالهم ول أولدهم من الله شيئا{ أي عنده )و(‬
‫بمعنى )على( نحو ونصرناه من القوم{ أي عليهم وقيل ضمن نصرناه معنى‬
‫منعناه‪.‬‬

‫)و( الخامس والعشرون من بفتح الميم إما )موصأولة( نحو }ولله يسجد من‬
‫في السموات والرض{ )أو نكرة موصأوفة( كإمررت بمن معجب لك أي‪:‬‬
‫بإنسان )وتامة شرطية( نحو }من يعمل سإوءا يجز به{ )واسإتفهامية( نحو‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫}فمن ربكما يا موسإى{ )وتمييزية( كإقول الشاعر‪:‬‬
‫ونعم من هو في سإّر وإعلن†‬
‫ً‬
‫ففاعل نعم مستتر ومن تمييز بمعنى رجل‪ .‬وقوله‪ :‬هو مخصوص بالمدح وهو‬
‫راجع إلى بشر بن مروان في البيت قبله‪ ،‬وفي سإر متعلق بنعم‪ ،‬وهذا مذهب‬
‫أبي علي الفارسإي وأما غيره فنفى ذلك وقال‪ :‬من موصأولة فاعل‪ .‬نعم‪ ،‬وقوله‬
‫هو راجع إليها مبتدأ خبره هو محذوفّ راجع إلى بشر يتعلق به في سإر لتضمنه‬
‫معنى الفعل كإما سإيظهر‪ ،‬والجملة صألة من والمخصوص بالمدح محذوفّ أي‬
‫هو وهو راجع إلى بشر أيضا‪ ،‬والتقدير نعم الذي هو المشهور في السر والعلنية‬
‫بشر‪ ،‬وفيه تكلف وتعبيري بما ذكإر في القسام المذكإورة أولى مما عبر به‬
‫لفادته أن الشرطية والسإتفهامية نكرتان تامتان‪.‬‬

‫)و( السادس والعشرون )هل لطلب التصديق كإثيرا( إيجابا أو سإلبا خلفا للصأل‬
‫في تقييده تبعا لبن هشام باليجاب سإرى إليهما ذلك من أن هل ل تدخل على‬
‫ي فيقال في جواب هل قام زيد مثلً؟ نعم أو ل‪ ،‬وإن لم تدخل على منفي أذ‬ ‫منف ّ‬
‫ً‬
‫ور قليل( خلفا للصأل في منع مجيئها‬ ‫ل يقال هل لم يقم زيد‪) .‬و( لطلب )التص ّ‬
‫له بخلفّ الهمزة تأتي لكل منهما كإثيرا‪ ،‬وتدخل على المنفي فتخرج عن‬
‫السإتفهام إلى التقرير وهو حمل المخاطب على القرار بما بعد النفي نحو‪:‬‬
‫}ألم نشرح لك صأدركّ{ فيجاب ببلى‪ ،‬وقد تبقى على السإتفهام كإقولك لمن‬
‫قال‪ :‬لم أفعل كإذا ألم تفعله؟ أي أحق انتفاء فعلك له‪ .‬فيجاب‪ :‬بنعم أو ل‪ .‬ومنه‬
‫قوله‪:‬‬
‫أل اصأطبار لسلمى أم لها جلد‬
‫إذا ً ألقي الذي لقاه أمثالي‬
‫فيجاب بمعين منهما‪.‬‬

‫)و( السابع والعشرون )الواو( بقيد زدته بقولي )العاطفة لمطلق الجمع( بين‬
‫المعطوفين في الحكم )في الصأح( لنها تستعمل في الجمع بمعية وبغيرها‬
‫نحو‪ :‬جاء زيد وعمرو إذا جاء معه أو بعده أو قبله‪ ،‬فتكون حقيقة في القدر‬
‫المشتركّ بين الثلثة وهو مطلق الجمع حذرا من الشتراكّ والمجاز واسإتعمالها‬
‫في كإل منها من حيث إنه جمع اسإتعمال حقيقي‪ ،‬وقيل هي للترتيب لكثرة‬
‫اسإتعمالها فيه فهي في غيره مجاز‪ ،‬وقيل للمعية لنها للجمع والصأل فيه‬
‫المعية‪ ،‬فهي في غيرها مجاز وخرج بالعاطفة غيرها كإواوي القسم والحال‪ ،‬وقد‬
‫بينت في الحاشية وغيرها أنه ل فرق هنا بين مطلق الجمع والجمع المطلق‪،‬‬
‫خلفا لمن زعم خلفه أخذا من الفرق بين مطلق الماء والماء غافل ً عن‬
‫اختلفّ اصأطلحي الفقيه واللغوي‪.‬‬

‫المر‬

‫أي هذا مبحثه )أ م ر(‪ :‬أي اللفظ المنتظم من هذه الحرفّ المسماة بألف ميم‬
‫راء وتقرأ بصيغة الماضي مفككا )حقيقة في القول المخصوص(‪ :‬أي الدا ّ‬
‫ل‬
‫بوضعه على اقتضاء فعل إلى آخر ما يأتي نحو‪} :‬وأمر أهلك بالصلة{ أي‪ :‬قل‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫لهم صألوا‪) .‬مجاز في الفعل في الصأح( نحو‪} :‬وشاورهم في المر{ أي الفعل‬
‫الذي تعزم عليه لتبادر القول دون الفعل من لفظ المر إلى الذهن‪ ،‬وقيل هو‬
‫للقدر المشتركّ بينهما وهو مفهوم أحدهما حذرا من الشتراكّ والمجاز‪ ،‬وقيل‬
‫هو مشتركّ بينهما لسإتعماله فيهما‪ ،‬وقيل مشتركّ بينهما وبين الشأن والصفة‬
‫ود من‬ ‫والشيء لسإتعماله فيها أيضا نحو‪ :‬إنما أمرنا لشيء أي شأننا لمر ما يس ّ‬
‫ود أي لصفة من صأفات الكمال لمر ما جدع قصير أنفه أي لشيء‪ ،‬والصأل‬ ‫يس ّ‬
‫في السإتعمال الحقيقة‪ .‬وأجيب‪ :‬بأنه فيها مجاز لنه خير من الشتراكّ كإما مّر‪،‬‬
‫وإنما عبرت كإغيري بالفعل القاصأر عن تناولها لنه المقابل للقول من حيث‬
‫إنهما قسمان للمقصود‪ ،‬وهو الدال على الحكم والمر لفظي ونفسي وهو‬
‫الصأل‪ ،‬فاللفظي عرفّ من قولي حقيقة في كإذا‪) .‬والنفسي اقتضاء( أي طلب‬
‫ف(‪ :‬فدخل فيه الطلب‬ ‫ف )بغير نحو كإ ّ‬
‫)فعل غير كإف مدلول عليه(‪ :‬أي الك ّ‬
‫الجازم وغيره لما ليس بكف‪ ،‬ولما هو كإف مدلول عليه بكف أو نحوها‪ .‬كإاتركّ‬
‫وذر ودع المفادة بزيادتي نحو‪ :‬وخرج منه الباحة والمدلول عليه بغير ذلك أي ل‬
‫ف أمرا ل نهيا موافقة للدال في‬‫تفعل فليس كإل منهما بأمر وسإمي مدلول كإ ّ‬
‫اسإمه‪ ،‬ويحد ّ النفسي أيضا بالقول المقتضى لفعل إلى آخره‪ ،‬والقول مشتركّ‬
‫ده‬‫بين اللفظي والنفسي أيضا‪) .‬ول يعتبر في المر(‪ :‬بقسميه حتى يعتبر في ح ّ‬
‫و( بأن يكون الطالب عالي الرتبة على المطلوب منه‪) .‬ول اسإتعلء(‬ ‫أيضا‪) .‬عل ّ‬
‫بأن يكون الطلب بعظمة لطلق المر بدونهما‪ .‬قال تعالى حكاية عن فرعون‬
‫}فماذا تأمرون{ )ول إرادة الطلب( باللفظ لطلق المر بدونها‪) .‬في الصأح(‪:‬‬
‫وقيل‪ :‬يعتبر الّولن وإطلق المر بدونهما مجازي‪ ،‬وقيل يعتبر العلوّ دون‬

‫السإتعلء‪ ،‬وقيل عكسه‪ ،‬وقيل يعتبر العلوّ وإرادة الطلب باللفظ فإذا لم يرده به‬
‫لم يكن أمرا لنه يستعمل في غير الطلب كإالتهديد ول مميز غير الرادة‪ .‬قلنا‬
‫اسإتعماله في غير الطلب مجازي بخلفّ الطلب‪ ،‬فل حاجة إلى اعتبار إرادته‪،‬‬
‫ولن المر لو كإان هو الرادة لوقعت المأمورات واللزم باطل‪) .‬والطلب‬
‫ور بمجرد التفات النفس إليه بل نظر‪ ،‬إذ كإل عاقل يفرق‬ ‫بديهي(‪ :‬أي متص ّ‬
‫بالبديهة بينه وبين غيره كإالخبار وما ذاكّ إل لبداهته فاندفع ما قيل إن تعريف‬
‫المر بما يشتمل عليه تعريف بالخفى بناء على أنه نظري‪) .‬و( المر )النفسي(‬
‫المعرفّ باقتضاء فعل إلى آخره )غير الرادة( لذلك الفعل‪) .‬عندنا( فإنه تعالى‬
‫أمر من علم أنه ل يؤمن كإأبي لهب باليمان ولم يرده منه لمتناعه والممتنع غير‬
‫مراد‪ ،‬أما عند المعتزلة فهو عينها لنهم لما أنكروا الكلم النفسي ولم يمكنهم‬
‫إنكار القتضاء المعرفّ به المر قالوا إنه الرادة‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬الصأح( على القول بإثبات الكلم النفسي‪) .‬أن صأيغة أفعل(‪ .‬والمراد‬
‫بها كإل ما يدل ولو بواسإطة على المر من صأيغه المحتملة لغير الوجوب‪،‬‬
‫ل وصأه ولينفق‪) .‬مختصة بالمر النفسي(‪ :‬بأن تدل عليه وضعا‬ ‫كإاضرب وصأ ّ‬
‫دون غيره‪ ،‬وقيل ل فل تدل عليه إل بقرينة كإصل لزوما‪ ،‬وعليه فقيل هو للوقف‬
‫بمعنى عدم الدراية بما وضعت له حقيقة مما وردت له من أمر وتهديد‬
‫وغيرهما‪ ،‬وقيل للشتراكّ بين المعاني التية المشتركإة‪ ،‬أما صأحة التعبير عن‬
‫المر بما يدل عليه فل يختص بها صأيغة فعل قطعا‪ ،‬بل تأتي في غيرها كإألزمتك‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫وأوجبت عليك‪ ،‬أما المنكرون للنفسي فل حقيقة للمر وسإائر أقسام الكلم‬
‫عندهم إل العبارات‪) .‬وترد( صأيغة افعل بالمعنى السابق لستة وعشرين معنى‬
‫على ما في الصأل‪ ،‬وإل فقد أوصألها بعضهم لنيف وثلثين وليميز بعضها عن‬
‫بعض بالقرائن‪) .‬للوجوب( نحو‪ :‬أقيموا الصلة )وللندب( نحو‪} :‬فكاتبوهم إن‬
‫علمتم فيهم خيرا{ )وللباحة( نحو‪} :‬كإلوا من طيبات{ أي مما يستلذ من‬
‫المباحات )وللتهديد( نحو‪} :‬اعملوا ما شئتم{ قيل ويصدق مع التحريم‬
‫والكراهة‪).‬وللرشاد( نحو‪} :‬واسإتشهدوا شهيدين من رجالكم{ والمصلحة فيه‬
‫دنيوية بخلفها في الندب )ولرادة المتثال( كإقولك لغير رقيقك عند العطش‪:‬‬
‫اسإقني ماء‪) .‬وللذن( كإقولك لمن طرق الباب‪ :‬ادخل وبعضهم أدرج هذا في‬
‫الباحة‪) .‬وللتأديب( كإقولك لغير مكلف‪ :‬كإل مما يليك وبعضهم أدرج هذا في‬
‫الندب‪ ،‬والّول فرق بأن الدب متعلق بمحاسإن الخلق وإصألح العادات والندب‬
‫بثواب الخرة أما أكإل المكلف مما يليه فمندوب‪ ،‬ومما يلي غيره مكروه حيث ل‬
‫إيذاء وإل فحرام )وللنذار( نحو‪} :‬قل تمتعوا فإن مصيركإم إلى النار{ ويفارق‬
‫التهديد بوجوب اقترانه بالوعيد كإما في الية‪ ،‬وبأن التهديد التخويف والنذار‬
‫إبلغ المخوفّ منه‪) .‬وللمتنان( نحو؛ }كإلوا مما رزقكم الله{ ويفارق الباحة‬
‫باقترانه بذكإر ما يحتاج إليه )وللكإرام( نحو‪} :‬ادخلوها بسلم آمنين{‬
‫)وللتسخير( أي‬

‫التذليل والمتهان نحو‪} :‬كإونوا قردة خاسإئين{ )وللتكوين( أي اليجاد عن‬


‫العدم بسرعة نحو‪} :‬كإن فيكون{ )وللتعجيز( أي إظهار العجز نحو‪} :‬فأتوا‬
‫بسورة من مثله{ )وللهانة( ويعبر عنها بالتهكم نحو‪} :‬ذق إنك أنت العزيز‬
‫الكريم{ )وللتسوية( بين الفعل والتركّ نحو‪} :‬فاصأبروا أو ل تصبروا{ وللدعاء(‬
‫نحو‪} :‬ربنا افتح بيننا وبين قومنا{ )وللتمني( كإقولك‪ :‬لخركإن فلنا‪) .‬وللحتقار(‬
‫نحو‪} :‬ألقوا ما أنتم ملقون{ إذ ما يلقونه من السحر وإن عظم محتقر بالنظر‬
‫إلى معجزة موسإى عليه الصلة والسلم‪ ،‬وفرق بينه وبين الهانة بأن محله‬
‫ت« أي‬‫صأن َعْ ما شئ َ‬
‫ح فا ْ‬ ‫َ‬
‫القلب ومحلها الظاهر‪) .‬وللخبر(‪ :‬كإخبر »إذا لم َتست ِ‬
‫صأنعت )وللنعام( بمعنى تذكإر النعمة نحو‪} :‬كإلوا من طيبات ما رزقناكإم{‬
‫)وللتفويض(‪ :‬وهو رد ّ المر إلى غيركّ ويسمى التحكيم والتسليم نحو‪} :‬فاقض‬
‫ما أنت قاض{ )وللتعجب(‪ :‬نحو؛ }انظر كإيف ضربوا لك المثال{ وتعبيري به‬
‫أنسب بسابقه ولحقه من تعبيره بالتعجب )وللتكذيب(‪ .‬نحو‪} :‬قل فأتوا‬
‫بالتوراة قاتلوها إن كإنتم صأادقين{ )وللمشورة(‪ :‬نحو‪} :‬فانظر ماذا ترى{‬
‫)وللعتبار( نحو‪} :‬انظروا إلى ثمره إذا أثمر{ )والصأح أنها(‪ :‬أي صأيغة افعل‬
‫بالمعنى السابق‪) .‬حقيقة في الوجوب( فقط كإما عليه الشافعي والجمهور‪ ،‬لن‬
‫الئمة كإانوا يستدلون بها مجردة عن القرائن على الوجوب‪ ،‬وقد شاع من غير‬
‫إنكار في الندب فقط لنه المتيقن من قسمي الطلب‪ ،‬وقيل حقيقة في القدر‬
‫المشتركّ بين الوجوب والندب وهو الطلب حذرا من الشتراكّ والمجاز‪ ،‬وقيل‬
‫مشتركإة بينهما‪ ،‬وقيل بالوقف‪ ،‬وقيل مشتركإة فيهما‪ ،‬وفي الباحة‪ ،‬وقيل في‬
‫الثلثة والتهديد‪ ،‬وقيل أمر الله للوجوب وأمر نبيه المبتدأ منه للندب بخلفّ‬
‫الموافق لمر الله أو المبين له فللوجوب أيضا‪ ،‬وقيل مشتركإة بين الخمسة‬
‫الول الوجوب والندب والباحة والتهديد والرشاد‪ ،‬وقيل بين الحكام الخمسة‬
‫الثلثة الول والتحريم والكراهة‪ ،‬وعلى الصأح هي حقيقة في الوجوب )لغة‬
‫على‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬

‫الصأح( وهو المنقول عن الشافعي وغيره‪ ،‬لن أهل اللغة يحكمون باسإتحقاق‬
‫مخالف أمر سإيده مثل ً بها للعقاب‪ ،‬وقيل شرعا لنها لغة لمجرد الطلب وجزمه‬
‫المحقق للوجوب بأن ترتب العقاب على التركّ إنما يستفاد من أمره أو أمر من‬
‫أوجب طاعته‪ ،‬وقيل عقل ً لن ما يفيد المر لغة من الطلب يتعين أن يكون‬
‫الوجوب لن حمله على الندب يصير المعنى افعل إن شئت‪ ،‬وليس هذا القدر‬
‫مذكإورا‪ ،‬وقوبل بمثله في الحمل على الوجوب فإنه يصير المعنى افعل من غير‬
‫تجويز تركّ‪ ،‬وقيل في الطلب الجازم لغة وفي التوعد على التركّ شرعا‬
‫فالوجوب مركإب مهما‪ ،‬وهذا ما اختاره الصأل‪ ،‬وقيل لسإقاط الحظر ورجوع‬
‫المر إلى ما كإان قبله من وجوب أو غيره)و( الصأح )أنه يجب اعتقاد الوجوب(‬
‫في المطلوب )بها قبل البحث( عما يصرفها عنه إن كإان كإما يجب على الصأح‬
‫اعتقاد عموم العام حتى يتمسك به قبل البحث عن المخصص‪ ،‬كإما سإيأتي‪،‬‬
‫وقيل ل يجب كإما في تلك‪) .‬و( الصأح )أنها إن وردت بعد حظر( لمتعلقها نحو‪:‬‬
‫}وإذا حللتم فاصأطادوا{ )أو( بعد )اسإتئذان( فيه كإأن يقال لمن قال أفعل لك‬
‫كإذا افعل‪) .‬فللباحة( الشرعية حقيقة لتبادرها إلى الذهن في ذلك لغلبة‬
‫اسإتعمالها فيها حينئذ‪ ،‬وقيل للوجوب كإما في غير ذلك نحو‪} :‬فإذا انسلخ‬
‫الشهر الحرم فاقتلوا المشركإين{ وقيل بالوقف فل نحكم بشيء منها‪) .‬و(‬
‫الصأح )أن صأيغة النهي(‪ :‬أي ل تفعل الواردة‪) .‬بعد وجوب للتحريم( كإما في‬
‫غير ذلك ومن القائل به بعض القائل بأن المر بعد الحظر للباحة‪ ،‬وفرق بأن‬
‫مقتضى النهي وهو التركّ موافق للصأل‪ ،‬وبأن النهي لدفع المفسدة والمر‬
‫د‪ ،‬وقيل للكراهة على قياس أن‬ ‫لتحصيل المصلحة واعتناء الشارع بالول أش ّ‬
‫المر للباحة‪ ،‬وقيل للباحة نظرا إلى أن النهي عن الشيء بعد وجوبه يرفع‬
‫طلبه فيثبت التخيير فيه‪ ،‬وقيل لسإقاط الوجوب ويرجع المر إلى ما كإان قبله‬
‫من تحريم أو إباحة‪ ،‬وقيل بالوقف‪ ،‬وتعبيري بصيغة افعل وبصيغة النهي أولى‬
‫من تعبيره بالمر والنهي ليوافق‬

‫القول بالباحة‪ ،‬إذ ل أمر ول نهي فيها إل على قول الكعبي‪ ،‬وظاهر أن صأيغة‬
‫النهي بعد السإتئذان كإهي بعد الوجوب‪.‬‬

‫ا‪.‬‬
‫)مسألة‪ :‬الصأح أنها(‪ :‬أي صأيغة افعل )لطلب الماهية( ل لتكرار ول مرة ول‬
‫لفور ول تراخ فهي للقدر المشتركّ بينها حذرا من الشتراكّ المجاز‪) .‬والمرة‬
‫ضرورية(‪ :‬إذ ل توجد الماهية بأقل منها فيحمل عليها‪ ،‬وقيل المرة لنها المتيقن‬
‫وتحمل على التكرار على القولين بقرينة وقيل للتكرار مطلقا لنه الغالب‪،‬‬
‫وتحمل على المرة بقرينة‪ ،‬وقيل للتكرار إن علقت بشرط أو صأفة بحسب‬
‫تكرار المعلق به نحو‪} :‬وإن كإنتم جنبا فاطهروا{ }والزانية والزاني فاجلدوا كإل‬
‫واحد منهما مائة جلدة{ وإن لم تعلق بذلك فللمرة‪ ،‬وقيل بالوقف عن المرة‬
‫والتكرار بمعنى أنها مشتركإة بينهما أو لحدهما ول نعرفه قولن‪ .‬فل تحمل على‬
‫أحد منهما إل بقرينة‪ ،‬وقيل إنها للفور أي للمبادرة بالفعل عقب ورودها لنه‬
‫أحوط‪ ،‬وقيل للتراخي أي التأخير لنه يسد ّ عن الفور بخلفّ العكس‪ ،‬وقيل‬
‫مشتركإة بينهما لنها مستعملة فيهما‪ ،‬والصأل في السإتعمال الحقيقة‪ ،‬وقيل‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫للفور أو العزم في الحال على الفعل بعد‪ ،‬وقيل بالوقف عن الفور والتراخي‬
‫بمعنى أنها لحدهما ول نعرفه‪) .‬و( الصأح )أن المبادر( بالفعل )ممتثل( لحصول‬
‫الغرض‪ ،‬وقيل ل بناء على أن المر للتراخي وجوبا‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬الصأح أن المر(‪ :‬بشيء مؤقت )ل يستلزم القضاء( له إذا لم يفعل‬


‫في وقته‪) ،‬بل( إنما )يجب بأمر جديد( كإالمر في خبر الصحيحين »من نسي‬
‫الصلة فليصلها إذا ذكإرها«‪ .‬والقصد من المر الول الفعل في الوقت‪ ،‬وقيل‬
‫يستلزمه لشعار المر بطلب اسإتدراكإه لن القصد منه الفعل‪) .‬و( الصأح )أن‬
‫التيان بالمأمور به( على الوجه الذي أمر به‪) .‬يستلزم الجزاء( للمأتي به‪ ،‬بناء‬
‫على أن الجزاء الكفاية في سإقوط الطلب‪ ،‬وهو الصأح كإما مر‪ ،‬ولنه لو لم‬
‫يستلزمه لكان المر بعد المتثال مقتضيا إما للمأتي به‪ ،‬فيلزم تحصيل الحاصأل‬
‫أو بغيره فيلزم عدم التيان بتمام المأمور بل ببعضه‪ ،‬والفرض خلفه‪ ،‬وقيل ل‬
‫يستلزمه بناء على أنه إسإقاط القضاء لجواز أن ل يسقط المأتي به القضاء بأن‬
‫ن طهره ثم تبين له حدثه‪) .‬و( الصأح‬ ‫يحتاج إلى الفعل ثانيا كإما في صألة من ظ ّ‬
‫)أن المر( للمخاطب )بالمر( لغيره )بشيء( نحو‪} :‬وأمر أهلك بالصلة{‬
‫)ليس أمرا( لذلك الغير )به( أي بالشيء وقيل هو أمر به‪ ،‬وإل فل فائدة فيه‬
‫لغير المخاطب وقد تقوم قرينة على أن غير المخاطب مأمور بذلك الشيء كإما‬
‫في خبر الصحيحين‪» :‬أن ابن عمر طلق امرأته وهي حائض فذكإر ذلك عمر‬
‫مْره فَل ْي َُرا ِ‬
‫جْعها«‪.‬‬ ‫رضي الله عنه للنبي صألى الله عليه وسإّلم فقال‪ُ :‬‬

‫ن‬
‫م ْ‬
‫)و( الصأح أن المر( بالمد بلفظ يصلح له(‪ :‬هو أولى من قوله يتناوله نحو‪َ » :‬‬
‫ضَأ«‪) .‬غير داخل فيه( أي في ذلك اللفظ لبعد أن يريد المر نفسه‪،‬‬ ‫م فَل ْي َت َوَ ّ‬
‫قا َ‬
‫وهذا ما صأححه في بحث العام عكس مقابله وهو ما صأححه هنا‪ ،‬والّول هو‬
‫المشهور وممن صأححه المام الرازي والمدي‪ .‬وفي الروضة‪ :‬لو قال نساء‬
‫المسلمين طوالق لم تطلق زوجته على الصأح‪ ،‬لن الصأح عند أصأحابنا في‬
‫الصأول أنه ل يدخل في خطابه‪ ،‬وخرج بالمر ومثله الناهي المخبر فيدخل في‬
‫خطابه على الصأح كإما صأرح به في بحث العام‪ ،‬إذ ل يبعد أن يريد المخبر نفسه‬
‫نحو‪} :‬والله بكل شيء عليم{ وهو تعالى عليم بذاته وصأفاته‪ ،‬فعلم أن في‬
‫مجموع المسألتين ثلثة أقوال‪ ،‬ومحلها إذا لم تقم قرينة على دخوله أو عدم‬
‫دخوله فإن قامت عمل بمقتضاها قطعا‪) .‬ويجوز عندنا عقل ً النيابة في العبادة‬
‫البدنية( إذ ل مانع ومنعه المعتزلة لن المر بها إنما هو لقهر النفس وكإسرها‬
‫بفعلها والنيابة تنافي ذلك‪ .‬قلنا‪ :‬ل تنافيه لما فيها من بذل المؤنة أو تحمل‬
‫المنة‪ ،‬وخرج بزيادتي عقل ً الجواز الشرعي فل تجوز شرعا النيابة في البدنية إل‬
‫في الحج والعمرة‪ ،‬وفي الصوم بعد الموت وبالبدنية المالية كإالزكإاة فل خلفّ‬
‫في جواز النيابة فيها‪ ،‬وإن اقتضى كإلم الصأل أن فيها خلفا‪ ،‬وتعبيري بما ذكإر‬
‫أولى من تعبيره بأن الصأح أن النيابة تدخل المأمور إل لمانع لقتضائه أن في‬
‫العبادة المالية خلفا وليس كإذلك‪ ،‬مع أن قوله إل لمانع إنما يناسإب الفقيه ل‬
‫الصأولي لن كإلمه في الجواز العقلي ل الشرعي‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫)مسألة‪ :‬المختار(‪ :‬تبعا لمام الحرمين والغزالي والنووي في روضته في كإتاب‬
‫الطلق وغيرهم )أن المر النفسي بـ(ـشيء )معين( إيجابا أو ندبا )ليس نهيا‬
‫عن ضده ول يستلزمه( لجواز أن ل يخطر الضد بالبال حال المر تحريما كإان‬
‫النهي أو كإراهة‪ ،‬واحدا كإان الضد كإضد السكون أي‪ :‬التحركّ أو أكإثر كإضد القيام‬
‫أي القعود وغيره‪ ،‬وقيل نهي عن ضده‪ ،‬وقيل يستلزمه فالمر بالسكون مثل ً أي‬
‫طلبه ليس نهيا عن التحّركّ أي طلب الكف عنه ول مستلزما له على الول‬
‫ومستلزما له على الثالث‪ ،‬وعينه على الثاني بمعنى أن الطلب واحد هو بالنسبة‬
‫إلى السكون أمر وإلى التحّركّ نهي‪ ،‬واحتج لهذين القولين بأنه لما لم يتحقق‬
‫المأمور به بدون الكف عن ضده كإان طلبه طلبا للكف أو مستلزما له‪ .‬وأجيب‪:‬‬
‫بمنع الملزمة لجواز أن ل يخطر الضد بالبال حال المر كإما مر‪ ،‬فل يكون‬
‫مطلوب الكف به‪ ،‬وقيل القولن في الوجوب دون أمر الندب‪ ،‬لن الضد فيه ل‬
‫يخرج به عن أصأله من الجواز بخلفه في أمر الوجوب لقتضائه الذم على‬
‫التركّ وخرج بالنفسي المر اللفظي فليس عين النهي اللفظي قطعا ول‬
‫يستلزمه في الصأح وبالمعين المبهم من أشياء فليس المر به بالنظر إلى ما‬
‫ده منها ول مستلزما له قطعا‪) .‬و( المختار )أن النهي(‬
‫صأدقه نهيا عن ض ّ‬
‫النفسي عن شيء معين تحريما أو كإراهة )كإالمر( فيما ذكإر فيه‪ ،‬فالنهي ليس‬
‫أمرا بالضد ول يستلزمه‪ ،‬وقيل عينه‪ ،‬وقيل يستلزمه‪ ،‬وقيل هذان القولن في‬
‫نهي التحريم دون نهي الكراهة‪ ،‬والضد إن كإان واحدا فواضح أو أكإثر فالمر‬
‫بواحد منه‪ ،‬وقيل النهي أمر بضده قطعا بناء على أن المطلوب في النهي فعل‬
‫الضد‪ ،‬وقيل ل قطعا بناء على أن المطلوب في النهي انتفاء الفعل‪ ،‬والترجيح‬
‫في هذه والتي قبلها من زيادتي والنهي اللفظي يقاس بالمر اللفظي‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬المران إن لم يتعاقبا(‪ :‬بأن يتراخى ورود أحدهما عن الخر بمتماثلين‬


‫ولم يمنع من التكرار مانع أو بمتخالفين‪) .‬أو تعاقبا( لكن )بغير متماثلين(‪:‬‬
‫بعطف كإأقيموا الصلة وآتوا الزكإاة‪ ،‬أو بدونه كإاضرب زيدا أعطه درهما‪:‬‬
‫)فغيران( فيعمل بهما جزما‪) .‬وكإذا( إن تعاقبا )بمتماثلين ول مانع من التكرار(‬
‫في متعلقهما من عادة أو غيرها فإنهما غيران )في الصأح( مع عطف كإص ّ‬
‫ل‬
‫ركإعتين وصأل ركإعتين أو بدونه كإصل ركإعتين صأل ركإعتين لظهور العطف في‬
‫التأسإيس وأصأالة التأسإيس في غير العطف‪ ،‬وهذا ما نقله الصأل في شرح‬
‫المختصر كإالصفي الهندي عن الكإثرين‪ ،‬وقيل الثاني تأكإيد فيهما لتماثل‬
‫المتعلقين‪ ،‬وقيل بالوقف عن التأسإيس والتأكإيد في غير العطف لحتمالهما‪،‬‬
‫والترجيح من زيادتي في غير العطف‪ ،‬وما ذكإرته من الخلفّ مع العطف حكاه‬
‫الصأل‪ .‬قال الزركإشي‪ :‬وفيه نظر فقد صأرح الصفي الهندي وغيره بأنه ل خلفّ‬
‫في أنه للتأسإيس‪ ،‬لن الشيء ل يعطف على نفسه‪ ،‬ويجاب بأن من حفظ حجة‬
‫م )مانع( من التكرار )عادي وعارضه عطف(‪:‬‬ ‫على من لم يحفظ‪) .‬فإن كإان( ث ّ‬
‫نحو‪ :‬صأل ركإعتين وصأل الركإعتين‪) .‬فالوقف( عن التأسإيس والتأكإيد لحتمالهما‪،‬‬
‫م مانع عقلي نحو‪ :‬اقتل زيدا‬ ‫وظاهر أنه إن وجد مرجح عمل به‪) .‬وإل( بأن كإان ث ّ‬
‫اقتل زيدا‪ ،‬أو شرعي نحو‪ :‬أعتق عبدكّ أعتق عبدكّ‪ ،‬أو لم يعارضه عطف نحو‪:‬‬
‫اسإقني ماء اسإقني ماء‪ ،‬صأل ركإعتين صأل ركإعتين‪) .‬فالثاني تأكإيد(‪ .‬وإن كإان‬
‫بعطف في الولين أما كإونه تأكإيدا في الولين فظاهر‪ ،‬وأما في الخيرتين فلن‬
‫العادة باندفاع الحاجة بمرة في أولها‪ ،‬وبالتعريف في ثانيهما ترجح التأكإيد‪،‬‬
‫وقولي وإل أعم من قوله فإن رجح التأكإيد بعادي قدم‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬

‫)مسألة‪ :‬النهي( النفسي )اقتضاء كإف عن فعل ل بنحو كإف(‪ :‬كإذر ودع‬
‫المفادين كإنحوهما بزيادتي نحو‪ :‬فدخل فيه القتضاء الجازم وغيره وخرج منه‬
‫الباحة‪ ،‬واقتضاء فعل غير كإف أو كإف بنحو كإف فإنه أمر كإما مر‪ ،‬ويحد أيضا‬
‫بالقول المقتضي للكف المذكإور كإما يحد اللفظي بالقول الدال على القتضاء‬
‫المذكإور‪ ،‬ول يعتبر في مسمى النهي علو ول اسإتعلء على الصأح كإالمر‬
‫)وقضيته الدوام( على الكف‪ ،‬لن العلماء لم يزالوا يستدلون به على التركّ مع‬
‫اختلفّ بالوقات ل يخصونه بشيء منها‪) .‬ما لم يقيد بغيره في الصأح(‪ :‬فإن‬
‫قيد به نحو‪ :‬ل تسافر اليوم كإان الغير قضيته فيحمل عليه‪ ،‬وقيل قضيته الدوام‬
‫مطلقا وتقييده بغير الدوام يصرفه عن قضيته‪ ،‬وقولي بغيره أولى من قوله‬
‫بالمرة‪) .‬وترد صأيغته( أي النهي وهي ل تفعل‪) .‬للتحريم( نحو }ول تقربوا‬
‫الزنا{ )وللكراهة( نحو }ول تيمموا الخبيث منه تنفقون{ والخبيث فيه الرديء‬
‫ل الحرام عكس ما في قوله تعالى‪} :‬ويحرم عليهم الخبائث{ }وللرشاد( نحو‬
‫}ل تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكإم{ )وللدعاء( نحو‪} :‬ربنا ل تزغ قلوبنا{‬
‫}ولبيان العاقبة{‪ :‬نحو‪} :‬ول تحسين الذين قتلوا في سإبيل الله أمواتا بل‬
‫أحياء{ أي عاقبة الجهاد الحياة ل الموت )وللتقليل(‪ :‬بأن يتعلق بالمنهى عنه‬
‫ن عينيك إلى ما متعنا به} أي فهو قليل بخلفّ ما عند الله‪.‬‬ ‫نحو‪} :‬ول تمد ّ ّ‬
‫)وللحتقار( بأن يتعلق بالمنهي نحو‪} :‬ل تعتذروا قد كإفرتم بعد إيمانكم{‬
‫}ولليأس( نحو‪} :‬ل تعذروا اليوم{ وهذا تركإه البرماوي من ألفيته‪ ،‬وذكإره في‬
‫شرحها مع زيادة ومثل له بالية ثم قال‪ :‬وقد يقال إنه راجع للحتقار أي لتحاد‬
‫آيتيهما‪ .‬قلت‪ :‬والوجه الفرق إذ ذكإر اليوم في الية الثانية قرينة لليأس‪ ،‬وتركإه‬
‫في الولى قرينة للحتقار‪.‬‬

‫)وفي الرادة والتحريم ما( مّر )في المر(‪ :‬من الخلفّ‪ ،‬فقيل ل تدل الصيغة‬
‫على الطلب إل إذا أريد الطلب بها‪ ،‬والصأح أنها تدل عليه بل إرادة وأنها حقيقة‬
‫في التحريم لغة‪ ،‬وقيل شرعا‪ ،‬وقيل عقلً‪ ،‬وقيل في الطلب الجازم لغة‪ ،‬وفي‬
‫التوعد على الفعل شرعا وهو مقتضى ما اختاره الصأل في المر‪ ،‬وقيل حقيقة‬
‫في الكراهة‪ ،‬وقيل فيها وفي التحريم‪ ،‬وقيل في أحدهما ول نعرفه‪ ،‬وقيل غير‬
‫ذلك‪) .‬وقد يكون(‪ :‬النهي )عن( شيء )واحد(‪ :‬وهو ظاهر‪) .‬و( عن )متعدد‬
‫جمعا كإالحرام المخير( نحو‪ :‬ل تفعل هذا أو ذاكّ‪ ،‬فعليه تركّ أحدهما فقط فل‬
‫مخالفة إل بفعلهما‪ .‬فالمحّرم فعلهما ل فعل أحدهما فقط‪) .‬وفرقا كإالنعلين‬
‫ي عنه‬‫تلبسان أو تنزعان ول يفّرق بينهما(‪ :‬بلبس أو نزع إحداهما فقط‪ ،‬فإنه منه ّ‬
‫ن أحدكإم في نعل واحدة لينعلهما جميعا أو‬ ‫أخذا من خبر الصحيحين‪» :‬ل يمشي ّ‬
‫ليخلعهما جميعا«‪ :‬فهما منهي عنهما لبسا أو نزعا من جهة الفرق بينهما في‬
‫ذلك ل الجمع فيه‪) .‬وجميعا كإالزنا والسرقة(‪ :‬فكل منهما منهي عنه فبالنظر‬
‫إليهما يصدق أن النهي عن متعدد‪ ،‬وإن صأدق بالنظر إلى كإل منهما أنه عن‬
‫واحد‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫)والصأح أن مطلق النهي ولو تنزيها( مقتض )للفساد( في المنهي عنه بأن ل‬
‫يعتد ّ به )شرعا(‪ :‬إذ ل يفهم ذلك من غيره‪ ،‬وقيل لغة لفهم أهلها ذلك من مجرد‬
‫اللفظ‪ ،‬وقيل عقل ً وهو أن الشيء إنما ينهى عنه إذا اشتمل على ما يقتضي‬
‫فساده‪) .‬في المنهي عنه(‪ :‬من عبادة وغيرها كإصلة نفل مطلق في وقت‬
‫مكروه وبيع بشرط‪) .‬إن رجع النهي( فيما ذكإر )إليه(‪ :‬أي إلى عينه كإالنهي عن‬
‫صألة الحائض أو صأومها وكإالنهي عن الزنا حفظا للنسب‪) .‬أو إلى جزئه(‬
‫كإالنهي عن بيع الملقيح لنعدام المبيع وهو ركإن في البيع‪) .‬أو( إلى )لزمه(‪:‬‬
‫كإالنهي عن بيع درهم بدرهمين لشتماله على الزيادة اللزمة بالشرط‪ ،‬وكإالنهي‬
‫عن الصلة في الوقت المكروه لفساد الوقت اللزم لها بفعلها فيه بخلفها في‬
‫المكان المكروه‪ ،‬لنه ليس بلزم لها بفعلها فيه لجواز ارتفاع النهي عن الصلة‬
‫فيه مع بقائه بحاله كإجعل الحمام مسجدا فبذلك افترقا وفرق البرماوي بأن‬
‫الفعل في الزمان يذهبه‪ ،‬فالنهي منصرفّ لذهابه في المنهي عنه‪ ،‬فهو وصأف‬
‫لزم‪ ،‬إذ ل يمكن وجود فعل إل بذهاب زمان بخلفّ الفعل في المكان‪ ،‬وتعبيري‬
‫بما ذكإر هو مراد الصأل بما عبر به كإما بينته في الحاشية‪) .‬أو جهل مرجعه( من‬
‫واحد مما ذكإر‪ ،‬كإما قاله ابن عبد السلم تغليبا لما يقتضي الفساد على ما ل‬
‫يقتضيه كإالنهي عن بيع الطعام حتى تجري فيه الصيعان‪ ،‬وإنما اقتضى النهي‬
‫الفساد لما مر أن المكروه مطلوب التركّ والمأمور به مطلوب الفعل فيتنافيان‬
‫واسإتدلل الولين على فساد المنهي عنه بالنهي عنه‪ ،‬وقيل مطلق النهي‬
‫للفساد في العبادات فقط وفساد غيرها إنما هو لمر خارج عن النهي كإتركّ‬
‫ركإن أو شرط عرفّ من خارج عنه‪ ،‬وخرج برجوع النهي إلى ما ذكإر مع ما بعده‬
‫النهي الراجع إلى أمر خارج عنه غير لزم‪ ،‬فل يقتضي الفساد كإالوضوء‬
‫بمغصوب والبيع وقت نداء الجمعة لرجوع النهي في الول لتلفّ حال الغير‬
‫تعديا‪ ،‬وفي الثاني بتفويت الجمعة وذلك يحصل لغير الوضوء والبيع‪ ،‬كإما أنهما‬

‫يحصلن بدونه فالمنهي عنه في الحقيقة ذلك الخارج وكإالصلة في المكان‬


‫المكروه أو المغصوب كإما مّر‪ ،‬وقيل مطلق النهي للفساد وإن كإان الخارج‪،‬‬
‫وقيل ل مطلقا ولقائله تفاريع ل حاجة بنا إلى ذكإرها وخرج بمطلق النهي المقيد‬
‫بما يدل للفساد أو لعدمه فيعمل به في ذلك اتفاقا‪.‬‬

‫)أما نفي القبول( عن شيء كإقوله تعالى‪} :‬فلن يقبل من أحدهم ملء الرض‬
‫ذهبا{ لن تقبل منهم نفقاتهم‪) .‬فقيل دليل الصحة(‪ :‬له لظهور النفي في عدم‬
‫الثواب دون العتداد كإما حمل عليه نحو خبر مسلم‪» :‬من أتى عرافا فسأله عن‬
‫شيء فصدقه لم تقبل له صألة أربعين يوما«‪) .‬وقيل( دليل )الفساد( لظهور‬
‫النفي في عدم العتداد‪ ،‬ولن القبول والصحة متلزمان فإذا نفى أحدهما نفى‬
‫الخر‪) .‬ومثله( أي نفي القبول )نفي الجزاء( في أنه دليل الصحة أو الفساد‬
‫قولن‪ .‬بناء للول على أن الجزاء إسإقاط القضاء‪ ،‬فإن ما ل يسقطه قد يصح‬
‫كإصلة فاقد الطهورين‪ ،‬وللثاني على أنه الكفاية في سإقوط الطلب وهو الصأح‪.‬‬
‫)وقيل( هو )أولى بالفساد( من نفي القبول لتبادر عدم العتداد منه إلى الذهن‪،‬‬
‫وعلى الفساد في نفي القبول خبر الصحيحين‪» :‬ل يقبل الله صألة أحدكإم إذا‬
‫أحدث حتى يتوضا«‪ .‬وفي نفي الجزاء خبر الدارقطني وغيره‪» :‬ل تجزىء صألة‬
‫ل يقرأ الرجل فيها بأم القرآن«‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫العام‬

‫بناء على الراجح التي أن العموم من عوارض اللفاظ‪) .‬لفظ( ولو مستعمل ً‬
‫في حقيقته أو حقيقته ومجازه أو مجازه‪) .‬يستغرق الصالح له( أي يتناوله دفعة‬
‫خرج به ما ليس كإذلك كإالنكرة في الثبات مفردة أو مثناة أو مجموعة أو اسإم‬
‫جمع كإقوم أو اسإم عدد ل من حيث الحاد‪ ،‬فإنها تتناول ما يصلح لها بدل ً ل‬
‫اسإتغراقا نحو‪ :‬أكإرم رجل ً وتصدق بخمسة دراهم‪) .‬بل حصر(‪ :‬خرج به اسإم‬
‫العدد والنكرة المثناة من حيث الحاد كإعشرة ورجلين‪ ،‬فإنهما يستغرقانها‬
‫بحصر ويصدق الحد ّ على المشتركّ المستعمل في أفراد معنى واحد لنه مع‬
‫قرينة الواحد ل يصلح لغيره‪ ،‬فل حاجة إلى زيادة بوضع واحد‪ ،‬بل هي مضرة‬
‫لخراجها المشتركّ المستعمل في حقيقة مثلً‪) .‬والصأح دخول( الصورة‬
‫)النادرة وغير المقصودة( من صأور العام‪) .‬فيه( فيشملهما حكمه نظرا‬
‫للعموم‪ ،‬وقيل ل نظرا للمقصود عادة في مثل ذلك والنادرة كإالفيل في خبر‬
‫أبي داود وغيره‪» :‬ل سإبق إل في خف أو حافر أو نصل«‪ .‬فإنه ذو خف‬
‫والمسابقة عليه نادرة والصأح جوازها عليه وغير المقصودة‪ ،‬كإما لو وكإله بشراء‬
‫عبيد فلن وفيهم من يعتق عليه ولم يعلم به الصأح صأحة شرائه أخذا من‬
‫مسألة ما لو وكإله بشراء عبد فاشترى من يعتق عليه‪ ،‬وفرق في منع الموانع‬
‫بين النادرة وغير المقصودة بأن النادرة هي التي ل تخطر ببال المتكلم غالبا‪،‬‬
‫وغير المقصودة قد تكون مما يخطر به‪ .‬ولو غالبا‪ ،‬فبينهما عموم من وجه لن‬
‫النادرة قد تقصد وقد ل تقصد‪ ،‬وغير المقصودة قد تكون نادرة‪ ،‬وقد ل تكون ثم‬
‫إن قامت قرينة على قصد النادرة دخلت قطعا أو على قصد انتفاء صأورة لم‬
‫تدخل قطعا‪) .‬و( الصأح )أنه(أي العام )قد يكون مجازا( بأن يستعمل في‬
‫مجازه فيصدق على العام أنه قد يكون مجازا كإما يصدق على المجاز أنه قد‬
‫يكون عاما نحو‪ :‬جاءني السإود الرماة إل زيدا‪ ،‬وقيل ل يكون العام مجازا فل‬
‫يكون المجاز عاما لن المجاز ثبت على خلفّ الصأل للحاجة إليه‪ ،‬وهي تندفع‬
‫في المستعمل في مجازه ببعض‬

‫الفراد‪ ،‬فل يراد به جميعها إل بقرينة كإما في المثال السابق من السإتثناء‪) .‬و(‬
‫الصأح )أنه( أي العموم )من عوارض اللفاظ فقط(‪ :‬أي دون المعاني‪ ،‬وقيل‬
‫من عوارضهما معا‪ .‬وصأححه ابن الحاجب حقيقة فيكون موضوعا للقدر‬
‫المشتركّ بينهما‪ ،‬وقييل مشتركإا لفظيا فكما يصدق لفظ عام يصدق معنى عام‬
‫حقيقة ذهنيا كإان كإمعنى النسان أو خارجيا كإمعنى المطر والخصب لما يقال‪:‬‬
‫النسان يعم الرجل والمرأة‪ ،‬وعم المطر والخصب‪ ،‬فالعموم شمول أمر‬
‫لمتعدد‪ ،‬وقيل بعروض العموم في المعنى الذهني حقيقة دون الخارجي لوجود‬
‫الشمول لمتعدد فيه‪ ،‬بخلفّ الخارجي والمطر والخصب مثل ً في محل غيرهما‬
‫في آخر‪ ،‬فاسإتعمال العموم فيه مجازي وعلى الول اسإتعماله في الذهني‬
‫مجازي أيضا‪.‬‬

‫)ويقال(اصأطلحا )للمعنى أعم( وأخص )وللفظ عام(‪ .‬وخاص تفرقة بين الدال‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫ص المعنى بأفعل التفضيل لنه أهم من اللفظ‪ ،‬وبعضهم يقول في‬ ‫والمدلول وخ ّ‬
‫المعنى عام كإما علم مما مّر وخاص فيقال لمعنى المشتركإين عام وأعم‪،‬‬
‫وللفظه عام ولمعنى زيد خاص وأخص وللفظه خاص‪.‬‬
‫)تنبيهان‪ :‬أحدهما(‪ :‬الخص يندرج في العم‪ .‬وعبر بعضهم بالعكس وجمع بينهما‬
‫بأن الّول في اللفظ‪ ،‬إذ الحيوان يصدق بالنسان وغيره بخلفّ العكس‪ ،‬والثاني‬
‫في المعنى إذ النسان ل بد فيه من الحيوانية فصار العم مندرجا في الخص‬
‫بمعنى السإتلزام‪ .‬ثانيهما‪ :‬ليس المراد بوصأف اللفظ بالعموم وصأفه به مجردا‬
‫عن معناه‪ ،‬فإنه ل وجه له بل المراد وصأفه به باعتبار معناه‪ ،‬فمعنى كإونه عاما‬
‫أنه يشتركّ في معناه كإثيرون‪ ،‬ل أنه يكون مشتركإا لفظيا فمدلوله معنى واحد‬
‫مشتركّ بين الجزئيات‪.‬‬

‫)ومدلوله(‪ :‬أي العام في التركإيب من حيث الحكم عليه‪) .‬كإلية أي محكوم فيه‬
‫على كإل فرد( فرد )مطابقة إثباتا( خبرا أو أمرا )أو سإلبا( نفيا أو نهيا نحو‪ :‬جاء‬
‫وة قضايا بعدد أفراده أي جاء‬ ‫عبيدي وما خالفوا فأكإرمهم ول تهنهم‪ ،‬لنه في ق ّ‬
‫فلن وجاء فلن وهكذا فيما مّر إلى آخره‪ ،‬وكإل منها محكوم فيه على فرده دال‬
‫ل عليه مطابقة‪،‬‬ ‫عليه مطابقة فما هو في قوتها محكوم فيه على كإل فرد فرد دا ّ‬
‫فقول القرافي إن دللة العام على كإل فرد فرد من أفراده خارجة عن الدللت‬
‫الثلث المطابقة والتضمن واللتزام مردود‪ ،‬كإما أوضحته في الحاشية مع زيادة‬
‫ي‪ ،‬فليس مدلول العام كإل ً أي محكوما فيه على‬ ‫وخرج بالكلية الكل والكل ّ‬
‫مجموع الفراد من حيث هو مجموع نحو‪ :‬كإل رجل في البلد يحمل الصخرة‬
‫العظيمة أي مجموعهم‪ ،‬وإل لتعذر الحتجاج به في النهي على كإل فرد ولم يزل‬
‫العلماء يحتجون به عليه كإما في نحو‪} :‬ول تقتلوا النفس التي حّرم الله{ ول‬
‫كإليا أي محكوما فيه على الماهية من حيث هي أي من غير نظر إلى الفراد‬
‫نحو‪ :‬الرجل خير من المرأة‪ ،‬وكإثيرا ما يفضل بعض أفرادها بعض أفراده‪ ،‬وذلك‬
‫لن النظر في العام إلى الفراد ل إلى القدر المشتركّ بينها فانحصر مدلوله‬
‫في الكلية وهي مقابلة للجزئية‪ ،‬والكل مقابل للجزء‪ ،‬والكلي مقابل للجزئي‪.‬‬

‫)ودللته( أي العام )على أصأل المعنى( من الواحد في المفرد والثنين في‬


‫المثنى والثلثة أو الثنين في الجمع على ما يأتي فيه من الخلفّ‪) .‬قطعية(‬
‫اتفاقا )و( دللته )على كإل فرد( منه بخصوصأه )ظنية في الصأح( لحتماله‬
‫التخصيص‪ ،‬وإن لم يظهر مخصص لكثرة التخصيص في العمومات‪ ،‬وقيل‬
‫قطعية للزوم معنى اللفظ له قطعا حتى يظهر خلفه من قرينة كإتخصيص‬
‫فيمتنع تخصيص الكتاب والسنة المتواترة بخبر الواحد‪ ،‬وبالقياس على هذا دون‬
‫الول فإن قام دليل على انتفاء التخصيص كإالعقل في نحو‪} :‬والله بكل شيء‬
‫عليم{ فدللته قطعية اتفاقا والتصريح بالترجيح من زيادتي‪) .‬وعموم الشخاص‬
‫يستلزم عموم الحوال والزمنة والمكنة على المختار(‪ :‬لنه ل غنى للشخاص‬
‫عنها فقوله تعالى‪} :‬فاقتلوا المشركإين{ أي كإل مشركّ على أي حال كإان في‬
‫أيّ زمان ومكان كإان‪ ،‬وخص منه البعض كإالذمي‪ ،‬وقيل العام في الشخاص‬
‫مطلق في المذكإورات لنتفاء صأيغة العموم فيها فما خص به العام على الّول‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫مبين للمراد بما أطلق فيه على هذا ورد هذا القول بأن التعميم هنا بالسإتلزام‬
‫كإما عرفّ ل بالوضع فل يحتاج إلى صأيغة‪.‬‬

‫)مسألة( في صأيغ العموم‪) .‬كإل( وتقدمت في مبحث الحروفّ )والذي والتي(‬


‫نحو‪ :‬أكإرم الذي يأتيك والتي تأتيك أي كإل آت وآتية لك‪) .‬وأي وما(‪ :‬الشرطيتان‬
‫والسإتفهاميتان والموصأولتان وتقدمتا‪ ،‬ثم أطلقتا للعلم بانتفاء العموم في غير‬
‫ذلك كإأيّ الواقعة صأفة لنكرة أو حال ً وما الواقعة نكرة موصأوفة أو تعجبية‪.‬‬
‫)ومتى( للزمان المبهم اسإتفهامية أو شرطية نحو‪ :‬متى تجئني متى جئتني‬
‫أكإرمتك‪) .‬وأين وحيثما(‪ :‬للمكان شرطيتين نو‪ :‬أين أو حيثما كإنت آتك‪ ،‬وتزيد‬
‫أين بالسإتفهام نحو‪ :‬أين كإنت‪) .‬ونحوها( مما يدل على العموم لغة كإجميع‪ ،‬ول‬
‫يضافّ إل إلى معرفة وكإجمع الذي والتي وكإمن السإتفهامية والشرطية‬
‫والموصأولة وتقدمت‪ ،‬وأما عدم عمومها وعموم أيّ الموصأولة في نحو مررت‬
‫بمن أو بأيهم قام فلقيام قرينة الخصوص‪ ،‬واسإتشكل عموم من وما بقول‬
‫الفقهاء لو قال‪ :‬من دخل داري فله درهم‪ ،‬فدخلها مرة بعد أخرى ل يتكرر‬
‫السإتحقاق‪ .‬وأجيب‪ :‬بأن العموم في الشخاص ل في الفعال إل أن تقتضي‬
‫الصيغة التكرار نحو‪ :‬كإلما أو يحكم به قياسإا لكون الشرط علة نحو من عمل‬
‫صأالحا فلنفسه‪ .‬فإن قلت‪ :‬فلم تكرر الجزاء على المحرم بقتله صأيدا بعد قتله‬
‫آخر مع أن الصيغة من في قوله تعالى‪} :‬ومن قتله منكم متعمدا{ الية؟ قلنا‪:‬‬
‫دد المحل بخلفه في مثالنا حتى لو قال‪ :‬من دخل داري فله درهم وله عدة‬ ‫لتع ّ‬
‫دور اسإتحق كإلما دخل دارا له درهما لختلفّ المحل‪ ،‬ولهذا لو قال‪ :‬طلق من‬
‫نسائي من شئت ل يطلق إل واحدة‪ .‬ولو قال‪ :‬من شاءت طلق كإل من شاءت‬
‫وكإل من المذكإورات‪) .‬للعموم حقيقة في الصأح(‪ :‬لتبادره إلى الذهن‪ ،‬وقيل‬
‫للخصوص حقيقة أي للواحد في المفرد‪ ،‬وللثنين في المثنى‪ ،‬وللثلثة أو الثنين‬
‫في الجمع‪ ،‬لنه المتيقن والعموم مجاز‪ ،‬وقيل مشتركإة بينهما لنها تستعمل‬
‫لكل منهما‪ ،‬والصأل في السإتعمال الحقيقة‪ ،‬وقيل بالوقف أي ل يدري أهي‬
‫حقيقة في العموم أم في الخصوص أم فيهما )كإالجمع المعرفّ باللم( نحو‪:‬‬
‫}قد أفلح المؤمنون{ )أو‬

‫الضافة( نحو‪} :‬يوصأيكم الله في أولدكإم{ فإنه للعموم حقيقة في الصأح‪) .‬ما‬
‫لم يتحقق عهد(‪ :‬لتبادره إلى الذهن‪ ،‬وقيل ليس للعموم مطلقا بل للجنس‬
‫الصادق ببعض الفراد كإما في‪ :‬تزوجت النساء لنه المتيقن ما لم تقم قرينة‬
‫على العموم كإما في اليتين‪ ،‬وقيل ليس للعموم إن احتمل عهد فهو باحتماله‬
‫متردد بين العهد والعموم حتى تقوم قرينة‪ ،‬وعلى عمومه قيل أفراده جموع‬
‫والكإثر آحاد في الثبات وغيره‪ ،‬وعليه أئمة التفسير في اسإتعمال القرآن نحو‪:‬‬
‫}والله يحب المحسنين{ أي يثيب كإل ً منهم إن الله ل يحب الكافرين أي يعاقب‬
‫كإل ً منهم وأيد بصحة اسإتثناء الواحد منه نحو‪ :‬جاء الرجال إل زيدا‪ ،‬ولو كإان‬
‫معناه جاء كإل جمع من الرجال لم يصح إلأن يكون منقطعا‪ ،‬نعم قد تقوم قرينة‬
‫على إرادة المجموع نحو رجال البلد يحملون الصخرة العظيمة أي مجموعهم‬
‫والول يقول قامت قرينة الحاد في نحو اليتين المذكإورتين‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬

‫)و( كإـ)ـالمفرد كإذلك( أي المعرفّ باللم أو الضافة ما لم يتحقق عهد‪ ،‬فإنه‬


‫للعموم حقيقة في الصأح لما مر قبله سإواء تحقق اسإتغراق أم احتمله والعهد‬
‫حمل ً له في الثاني على السإتغراق لنه الصأل لعموم فائدته نحو‪} :‬وأحل الله‬
‫البيع{ أي كإل بيع وخص منه الفاسإد كإالربا ونحو‪} .‬فليحذر الذين يخالفون عن‬
‫أمره{ أي كإل أمر لله وخص منه أمر الندب‪ ،‬وقيل ليس للعموم مطلقا بل‬
‫للجنس الصادق بالبعض كإما في‪ :‬لبست الثوب ولبست ثوب الناس لنه‬
‫المتيقن ما لم تقم قرينة على العموم كإما في‪} :‬إن النسان لفي خسر إل‬
‫الذين آمنوا{ وقيل‪ :‬المعرفّ باللم ليس للعموم إن لم يكن واحدة بالتاء وتميز‬
‫بالوحدة كإالماء والرجل‪ ،‬إذ يقال فيهما ماء واحد ورجل واحد فهو في ذلك‬
‫للجنس الصادق بالبعض نحو‪ :‬شربت الماء‪ ،‬ورأيت الرجل ما لم تقم قرينة على‬
‫العموم نحو‪ :‬الدينار خير من الدرهم أي كإل دينار خير من كإل درهم‪ ،‬بخلفّ ما‬
‫إذا كإان واحده بالتاء كإالتمر أو لم يكن بها ولم يتميز بالوحدة كإالذهب فيعم كإما‬
‫في خبر الصحيحين‪» :‬الذهب بالذهب ربا إل هاء وهاء والبر بالبر ربا إل هاء وهاء‬
‫والشعير بالشعير ربا إل هاء وهاء والتمر بالتمر ربا إل هاء وهاء«‪ .‬وقولي كإذلك‬
‫أولى من اقتصاره على المحلى أي باللم فإن تحقق عهد صأرفّ إليه جزما‬
‫وكإأل المعّرفة أل الموصأولة هنا وفيما قبله )والنكرة في سإياق النفي( وفي‬
‫معناه النهي )للعموم وضعا في الصأح( بأن تدل عليه بالمطابقة كإما مر من أن‬
‫الحكم في العام على كإل فرد مطابقة‪ ،‬وقيل للعموم لزوما نظرا إلى أن النفي‬
‫أّول ً للماهية‪ ،‬ويلزمه نفي كإل فرد فيؤثر التخصيص بالنية على الول دون الثاني‬
‫في نحو‪ :‬والله ل أكإلت ناويا غير التمر فيحنث بأكإل التمر على الثاني دون الول‬
‫وعموم النكرة يكون )نصا إن بنيت على الفتح( نحو‪ :‬ل رجل في الدار‪.‬‬
‫)وظاهرا إن لم تبن( نحو‪ :‬ما في الدار رجل‪ .‬لحتماله نفي الواحد فقط فإن‬
‫زيد فيها من كإانت نصا أيضا كإما مر في الحروفّ والنكرة في‬

‫سإياق المتنان للعموم نحو‪} :‬وأنزلنا من السماء ماء طهورا{ قاله القاضي أبو‬
‫الطيب‪ :‬وفي سإياق الشرط للعموم نحو‪} :‬وإن أحد من المشركإين اسإتجاركّ‬
‫فأجره{ أي كإل واحد منهم وقد تكون للعموم البدلي ل الشمولي بقرينة نحو‪:‬‬
‫من يأتني بمال أجازه‪) .‬وقد يعم اللفظ( إما )عرفا كإـ(ـاللفظ الدال على مفهوم‬
‫)الموافقة( بقسميه الولى والمساوي )على قول مّر( في المبحث المفهوم‬
‫نحو‪} :‬فل تقل لهما أفّ{ }إن الذين يأكإلون أموال اليتامى{ الية قيل نقلهما‬
‫العرفّ إلى تحريم جميع ازيذاءات والتلفات )و( نحو‪} :‬حرمت عليكم‬
‫أمهاتكم{ نقله العرفّ من تحريم العين إلى تحريم جميع التمتعات المقصودة‬
‫من النساء‪ ،‬وسإيأت قول إنه مجمل‪ ،‬وقيل العموم فيه من باب القتضاء‬
‫لسإتحالة تحريم العيان فيضمر ما يصح به الكلم‪ .‬قال الزركإشي وغيره‪ :‬وقد‬
‫يترجح هذا بقولهم الضمار خير من النقل كإما في قوله‪} :‬وحرم الربا{ وقد‬
‫أجبت عنه في الحاشية‪) .‬أو معنى( وعبر عنه الصأل هنا كإغيره بعقل ً )كإترتيب‬
‫حكم على وصأف(‪ :‬فإنه يفيد علية الوصأف للحكم كإما يأتي في القياس‪ ،‬فيفيد‬
‫العموم بالمعنى بمعنى أنه كإلما وجدت العلة وجد المعلول نحو‪ :‬أكإرم العالم إذا‬
‫لم تجعل اللم فيه للعموم ول عهد‪ ،‬و)كإـ(ـاللفظ الدال على مفهوم )المخالفة‬
‫على قول مر(‪ :‬أن دللة اللفظ بالمعنى على ما عدا المذكإور بخلفّ حكمه‪،‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫وهو أنه لو لم ينف المذكإور والحكم عما عداه لم يكن لذكإره فائدة كإما في خبر‬
‫الصحيحين‪» :‬مطل الغني ظلم« أي بخلفّ مطل غيره‪.‬‬

‫)والخلفّ في أن المفهوم( مطلقا }ل عموم له لفظي{ أي عائد إلى اللفظ‬


‫والتسمية أي هل يسمى عاما أو ل‪ .‬بناء على أن العموم من عوارض اللفاظ‬
‫والمعاني أو اللفاظ فقط‪ ،‬وأما من جهة المعنى فهو شامل لجميع صأور ما عدا‬
‫المذكإور بما مر من عرفّ وإن صأار به منطوقا أو معنى‪) .‬ومعيار العموم( أي‬
‫ضابطه )السإتثناء(‪ :‬فكل ما صأح السإتثناء منه مما ل حصر فيه فهو عام كإالجمع‬
‫المعرفّ للزوم تناوله المستثنى نحو‪ :‬جاء الرجال إل زيدا‪ ،‬ول يصح السإتثناء‬
‫من الجمع المنكر إل أن يخصص فيعم ما يخصص به نحو‪ :‬قام رجال كإانوا في‬
‫داركّ إل زيدا منهم‪ ،‬ويصح جاء رجل إل زيد بالرفع على أن إل صأفة بمعنى غير‬
‫كإما في }لو كإان فيهما آلهة إل الله لفسدتا{ )والصأح أن الجمع المنكر( في‬
‫الثبات نحو‪ :‬جاء رجال أو عبيد‪) .‬ليس بعام( إن لم يتخصص فيحمل على أقل‬
‫الجمع ثلثة أو اثنين لنه المحقق‪ ،‬وقيل إنه عام لنه كإما يصدق بذلك يصدق‬
‫بجميع الفراد وبما بينهما‪ ،‬فيحمل على جميع الفراد احتياطا إل أن يمنع منه‬
‫مانع كإما في‪ :‬رأيت رجال ً فعلى أقل الجمع قطعا‪ ،‬والخلفّ كإما قال جماعة‬
‫جار في جمع القلة والكثرة‪ .‬وقال الصفي الهندي‪ :‬محله في جمع الكثرة‪) .‬و(‬
‫الصأح )أن أقل( مسمى )الجمع(‪ :‬كإرجال ومسلمين )ثلثة( لتبادرها إلى‬
‫الذهن‪ ،‬وقيل اثنان‪ ،‬لقوله تعالى‪} :‬إن تتوبا إلى الله فقد صأغت قلوبكما{ أي‬
‫عائشة وحفصة وليس لهما إل قلبان‪ .‬قلنا‪ :‬مثل ذلك مجاز والداعي له في الية‬
‫الكريمة كإراهة الجمع بين التثنيتين في المضافّ ومتضمنة وهما كإالشيء‬
‫الواحد بخلفّ نحو‪ :‬جاء عبداكإما‪ ،‬وينبني على الخلفّ ما لو أقر أو أوصأى‬
‫بدراهم لزيد‪ ،‬والصأح أنه يستحق ثلثة‪ ،‬لكن ما مثلوا به من جمع الكثرة مخالف‬
‫لطباق النحاة على أن أقله أحد عشر‪ .‬ويجاب بأن أصأل وضعه ذلك لكن غلب‬
‫اسإتعماله عند الصأوليين في أقل جمع القلة‪ ،‬وقد أشار إلى ذلك في منع‬
‫الموانع كإما بينته في الحاشية‪.‬‬

‫)و( الصأح )أنه( أي الجمع )يصدق بالواحد مجازا( لسإتعماله فيه كإقول الرجل‬
‫لمرأته وقد برزت لرجل‪ :‬أتتبرجين للرجال؟ لسإتواء الواحد والجمع في كإراهة‬
‫التبرج له‪ ،‬وقيل ل يصدق به ولم يستعمل فيه والجمع في هذا المثال عل بابه‬
‫لن من برزت لرجل تبرز لغيره عادة‪) .‬و( الصأح )تعميم عام سإيق لغرض(‬
‫كإمدح وذم وبيان مقدار‪) .‬ولم يعارضه عام آخر( لم يسق لذلك إذ ما سإيق له ل‬
‫ينافي تعميمه‪ ،‬فإن عارضه العام المذكإور لم يعم فيما عورض فيه جمعا بينهما‬
‫كإما لو عارضه خاص‪ ،‬وقيل ل يعم مطلقا لنه لم يسق للتعميم‪ ،‬وقيل يعمه‬
‫مطلقا كإغيره وينظر عند المعارضة إلى مرجح مثاله ول معارض‪} :‬إن البرار‬
‫لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم{ ومع المعارض }والذين هم لفروجن‬
‫حافظون إل على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم{ فإنه وقد سإيق للمدح يعم‬
‫بظاهره إباحة الجمع بين الختين بملك اليمين وعارضه في ذلك‪} :‬وأن تجمعوا‬
‫بين الختين{ فإنه وإن لم يسق للمدح بل لبيان الحكم شامل لحرمة جمعهما‬
‫بملك اليمين‪ ،‬فحمل الول على غير ذلك بأن لم يرد تناوله‪ ،‬وقولي تبعا‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫للبرماوي لغرض أولى من قول الصأل بمعنى المدح والذم‪ ،‬أما إذا سإيق العام‬
‫المعارض لغرض أيضا فكل منهما عام فيتعارضان فيحتاج إلى مرجح‪) .‬و(‬
‫الصأح )تعميم نحو‪ :‬ل يستوون(‪ :‬من قوله تعالى‪} :‬أفمن كإان مؤمنا كإمن كإان‬
‫فاسإقا ل يستوون{‪} ،‬ل يستوي أصأحاب النار وأصأحاب الجنة{ فهو لنفي جميع‬
‫وجوه السإتواء الممكن نفيها لتضمن الفعل المنفي لمصدر منكر‪ ،‬وقيل ل يعم‬
‫نظرا إلى أن السإتواء المنفي هو الشتراكّ من بعض الوجوه‪ ،‬فهو على هذا من‬
‫سإلب العموم‪ ،‬وعلى الول من عموم السلب وعليه يستفاد من اليتين بأن يراد‬
‫بالفاسإق في الولى الكافر بقرينة مقابلته بالمؤمن أن الكافر ل يلي أمر ولده‬
‫المسلم‪ ،‬وأن المسلم ل يقتل بالذمي‪ ،‬وخالف في المسألتين الحنفية‪ ،‬والمراد‬
‫بنحو ل يستوون كإل ما دل على نفي السإتواء أو نحوه كإالمساواة والتماثل‬
‫والمماثلة‪.‬‬

‫)و( الصأح تعميم نحو‪) :‬ل أكإلت( من قولك‪ :‬والله ل أكإلت فهو لنفي جميع‬
‫المأكإول بنفي جميع أفراد الكإل‪) .‬وإن أكإلت(‪ :‬فزوجتي طالق مثل ً فهو للمنع‬
‫دق في‬ ‫من جميع المأكإولت فيصح تخصيص بعضها في المسألتين بالنية ويص ّ‬
‫إرادته‪ .‬وقال أبو حنيفة‪ :‬ل تعميم فيها فل يصح التخصيص بالنية لن النفي‬
‫والمنع لحقيقة الكإل‪ ،‬ويلزمهما النفي والمنع لجميع المأكإولت حتى يحنث‬
‫بواحد منها اتفاقا‪ ،‬وعبر الصأل في الثانية بقيل على خلفّ تسويتي تبعا لبن‬
‫الحاجب وغيره بينهما‪ ،‬لما فهم من أن عموم النكرة في سإياق الشرط بدلي‪،‬‬
‫وليس كإما فهم بل عمومها فيه شمولي‪ ،‬وإنما يكون بدليا بقرينة كإما مّر‪) .‬ل‬
‫المقتضي(‪ :‬بالكسر وهو ما ل يستقيم من الكلم إل بتقدير أحد أمور‪ ،‬ويسمى‬
‫مقتضى بالفتح فل يعم جميعها لندفاع الضرورة بأحدها‪ ،‬ويكون مجمل ً بينها‬
‫يتعين بالقرينة‪ ،‬وقيل يعمها حذرا من الجمال قالوا مثاله الخبر التي في مبحث‬
‫المجمل‪ُ» :‬رفع عن أمتي الخطأ والنسيان«‪ .‬فلوقوعهما من المة ل يستقيم‬
‫بدون تقدير المؤاخذة أو الضمان أو نحو ذلك‪ ،‬فقدرنا المؤاخذة لفهمها عرفا‬
‫من مثله وقيل يقدر جميعها فيكون المقتضى عاما‪) .‬والمعطوفّ على العام(‬
‫فل يعم‪ ،‬وقيل يعم لوجوب مشاركإة المتعاطفين في الحكم والصفة‪ .‬قلنا في‬
‫الصفة ممنوع مثاله خبر أبي داود وغيره‪» :‬ل يقتل مسلم بكافر ول ذو عهد في‬
‫عهده«‪ .‬قيل يعني بكافر وخص منه غير الحربي بالجماع‪ .‬قلنا‪ :‬ل حاجة إلى‬
‫ذلك بل تقدر بحربي‪ ،‬وبعضهم جعل الجملة الثانية تامة ل تحتاج إلى تقدير‬
‫ومعناها ول يقتل ذو عهد ما دام عهده‪ ،‬وبعضهم جعل في الحديث تقديما‬
‫وتأخيرا والصأل ول يقتل مسلم ول ذو عهد في عهده بكافر‪) .‬والفعل المثبت‬
‫ولو مع كإان( كإخبر بلل‪» :‬صألى النبي صألى الله عليه وسإّلم داخل الكعبة«‪.‬‬
‫وخبر أنس‪» :‬كإان النبي صألى الله عليه وسإّلم يجمع بين الصلتين في السفر«‪.‬‬
‫فل يعم أقسامه‪ ،‬وقيل يعمها فل يعم‬

‫المثال الول الفرض والنفل‪ ،‬ول الثاني جمع التقديم والتأخير‪ ،‬إذ ل يشهد اللفظ‬
‫بأكإثر من صألة واحدة وجمع واحد‪ ،‬ويستحيل وقوع الصلة الواحدة فرضا ونفلً‪،‬‬
‫والجمع الواحد في الوقتين‪ ،‬وقل يعمان ما ذكإر حكما لصدقهما بكل من قسمي‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫الصلة والجمع‪ ،‬وقد تستعمل كإان مع المضارع للتكرار كإما في قوله تعالى في‬
‫قصة إسإماعيل‪} :‬وكإان يأمر أهله بالصلة والزكإاة{ وعليه جرى العرفّ‬
‫وتحقيقه مذكإور في الحاشية‪) .‬و( الحكم )المعلق لعلة( فل يعم كإل محل‬
‫وجدت فيه العلة‪) .‬لفظا لكن( يعمه )معنى( كإما مّر‪ .‬وقيل يعمه لفظا كإأن‬
‫يقول الشارع‪ :‬حّرمت الخمر لسإكارها فل يعم كإل مسكر لفظا‪ ،‬وقيل يعمه‬
‫لذكإر العلة فكأنه قال‪ :‬حرمت المسكر‪) .‬و( الصأح أن )تركّ السإتفصال( في‬
‫وقائع الحوال مع قيام الحتمال‪) .‬ينزل منزلة العموم( في المقال كإما في خبر‬
‫الشافعي وغيره أنه صألى الله عليه وسإّلم قال لغيلن بن سإلمة الثقفي‪ ،‬وقد‬
‫أسإلم على عشر نسوة‪» :‬أمسك أربعا وفارق سإائرهن« فإنه صألى الله عليه‬
‫ن معا أو مرتبا‪ ،‬فلول أن الحكم يعم الحالين لما‬ ‫وسإّلم لم يستفصله هل تزوجه ّ‬
‫أطلق لمتناع الطلق في محل التفصيل‪ ،‬وقيل ل ينزل منزلة العموم بل يكون‬
‫الكلم مجمل ً والعبارة المذكإورة للشافعي وله عبارة أخرى وهي قوله‪ :‬وقائع‬
‫الحوال إذا تطرق إليها الحتمال كإساها ثوب الجمال وسإقط بها السإتدلل‪،‬‬
‫وظاهرهما التعارض وقد بينته مع الجواب عنه في الحاشية‪) .‬و( الصأح )أن‬
‫نحو‪ :‬يا أيها النبي( اتق الله‪ .‬يا أيها المزمل )ل يشمل المة( من حيث الحكم‬
‫لختصاص الصيغة به‪ ،‬وقيل يشملهم لن المر للمتبوع أمر لتابعه عرفا كإما في‬
‫أمر السلطان المير بفتح بلد‪ .‬قلنا‪ :‬هذا فيما يتوقف المأمور به على المشاركإة‬
‫وما نحن فيه ليس كإذلك‪ ،‬ومحل الخلفّ ما يمكن فيه إرادة المة معه ولم تقم‬
‫قرينة على إرادتهم معه‪ ،‬بخلفّ ما ل يمكن فيه ذلك نحو‪} :‬يا أيها الرسإول بلغ{‬
‫الية‪ .‬أو قامت قرينة على إرادتهم معه نحو‪} :‬يا أيها النبي إذا‬

‫طلقتم النساء{ الية‪.‬‬


‫)‬

‫و( الصأح )أن نحو يا أيها الناس يشمل الرسإول( عليه الصلة والسلم‪) .‬وإن‬
‫اقترن بقل( لمساواتهم له في الحكم‪ ،‬وقيل ل يشمله مطلقا لنه ورد على‬
‫لسانه للتبليغ لغيره‪ ،‬وقيل إن اقترن بقل لم يشمله لظهوره في التبليغ وإل‬
‫شمله‪) .‬و( الصأح )أنه( أي نحو‪ :‬يا أيها الناس‪) .‬يعم العبد(‪ .‬وقيل ل لصرفّ‬
‫منافعه لسيده شرعا قلنا في غير أوقات ضيق العبادة‪) .‬و( الصأح أنه )يشمل‬
‫الموجودين( وقت وروده )فقط(‪ :‬أي ل من بعدهم وقيل يشملهم أيضا‬
‫لمساواتهم للموجودين في حكمه إجماعا قلنا بدليل آخر وهو مستند الجماع ل‬
‫منه‪) .‬و( الصأح )أن من( شرطية كإانت أو اسإتفهامية أو موصأولة أو موصأوفة أو‬
‫تامة فهو أعم من قوله إن من الشرطية‪) .‬تشمل النساء( لقوله تعالى‪} :‬ومن‬
‫يعمل من الصالحات من ذكإر أو أنثى{ وقيس بالشرطية البقية‪ ،‬لكن عموم‬
‫الخيرتين في الثبات عموم بدلي ل شمولي‪ ،‬وقيل تختص بالذكإور فلو نظرت‬
‫امرأة في بيت أجنبي جاز رميها على الول لخبر مسلم‪» :‬من تطلع على بيت‬
‫قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقئوا عينيه«‪ .‬ول يجوز على الثاني قيل‪ :‬ول‬
‫على الول أيضا لن المرأة ل يستتر منها‪) .‬و( الصأح )أن جمع المذكإر السالم ل‬
‫ن بقرينة تغليبا للذكإور‪ ،‬وقيل‬‫ن(‪ :‬أي النساء )ظاهرا( وإنما يشمله ّ‬
‫يشمله ّ‬
‫ن للذكإور في الحكام أشعر‬ ‫ن ظاهرا لنه لما كإثر في الشرع مشاركإته ّ‬ ‫يشمله ّ‬
‫بأن الشارع ل يقصد بخطاب الذكإور قصر الحكام عليهم وخرج بما ذكإر اسإم‬
‫ل بمادته كإرجال وما يدل على جمعيته‬ ‫الجمع كإقوم‪ ،‬وجمع المذكإر المكسر الدا ّ‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫ن الثالث قطعا‪،‬‬‫بغير ما ذكإر كإالناس فل يشمل الولن النساء قطعا ويشمله ّ‬
‫وأما الدال ل بمادته كإالزيود فملحق بجمع المذكإر السالم‪) .‬و( الصأح )أن‬
‫خطاب الواحد( مثل ً بحكم )ل يتعداه( إلى غيره‪ ،‬وقيل يعم غيره لجريان عادة‬
‫الناس بخطاب الواحد وإرادة الجميع فيما يشاركإون فيه‪ .‬قلنا‪ :‬مجاز يحتاج إلى‬
‫قرينة‪) .‬و(‬

‫الصأح )أن الخطاب بيا أهل الكتاب( وهم اليهود والنصارى نحو قوله تعالى‪} :‬يا‬
‫أهل الكتاب ل تغلوا في دينكم{ )ل يشمل المة(‪ :‬أي أمة محمد صألى الله عليه‬
‫وسإّلم الخاصأة‪ ،‬وقيل يشملهم فيما يتشاركإون فيه‪ ،‬وتقدم في مبحث المر‬
‫الكلم على أن المر بالمد ّ هل يدخل في لفظه أو ل‪) .‬و( الصأح أن )نحو‪ :‬خذ‬
‫من أموالهم( من كإل اسإم جنس مأمور بنحو الخذ منه مجموع مجرور بمن‪.‬‬
‫)يقتضي الخذ( مثل ً )من كإل نوع(‪ :‬من أنواع المجرور ما لم يخص بدليل‪ ،‬وقيل‬
‫ل بل يمتثل بالخذ من نوع واحد‪ .‬وتوقف المدي عن ترجيح واحد من القولين‪،‬‬
‫والول نظرا إلى أن المعنى من جميع النواع‪ ،‬والثاني إلى أنه من مجموعهما‪.‬‬

‫التخصيص‬

‫وهو مصدر خصص بمعنى خص )قصر العام(‪ :‬أي قصر حكمه‪) .‬على بعض‬
‫أفراده(‪ :‬أي يخص بدليل فيخرج العام المراد به الخصوص‪) .‬وقابله( أي‬
‫دد( لفظا نحو‪} :‬فاقتلوا المشركإين{ وخص منه‬ ‫التخصيص )حكم ثبت لمتع ّ‬
‫الذمي ونحوه‪ ،‬وعلى القول بأن العموم يجري في المعنى كإاللفظ مثلوا له‬
‫بمفهوم‪} :‬فل تقل لهما أفّ{ من سإائر أنواع اليذاء وخص منه حبس الوالد‬
‫بدين الولد فإنه جائز على ما صأححه الغزالي وغيره‪ ،‬والصأح أنه ل يجوز كإما‬
‫صأححه البغوي وغيره‪) .‬والصأح جوازه(‪ :‬أي التخصيص )إلى واحد إن لم يكن‬
‫العام جمعا( كإمن والمفرد المعرفّ‪) .‬و( إلى )أقل الجمع( ثلثة أو اثنين )إن‬
‫كإان( جمعا كإالمسلمين والمسلمات‪ ،‬وقيل يجوز إلى واحد مطلقا‪ ،‬وقيل ل‬
‫يجوز إلى واحد مطلقا وهو شاذ‪ ،‬وقيل ل يجوز إل أن يبقى غير محصور‪) .‬والعام‬
‫المخصوص عمومه مراد تناول ً ل حكما( لن بعض الفراد ل يشمله الحكم نظرا‬
‫للمخصص‪) .‬و( العام )المراد به الخصوص ليس( عمومه )مرادا( تناول ً ول‬
‫حكما‪) ،‬بل( هو )كإلي( من حيث إن له أفرادا بحسب أصأله‪) .‬اسإتعمل في‬
‫جزئي( أي فرد منها‪) ،‬فهو مجاز قطعا(‪ .‬نظرا للجزئية كإقوله تعالى‪} :‬الذين‬
‫قال لهم الناس{‪ ،‬أي نعيم ابن مسعود الشجعي لقيامه مقام كإثير في تثبيطه‬
‫المؤمنين عن ملقاة أبي سإفيان وأصأحابه أم يحسدون الناس‪ ،‬أي رسإول الله‬
‫صألى الله عليه وسإّلم لجمعه ما في الناس من الخصال الجميلة‪ ،‬ول يخفى أن‬
‫عموم العام غير مدلوله فل ينافي التعبير في عمومه هنا بالكلي التعبير في‬
‫مدلوله فيما مّر بالكلية‪ ،‬مع أن الكلم هنا في عموم العام المراد به الخصوص‪،‬‬
‫وثم في العام مطلقا‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫)والصأح أن الول( أي العام المخصوص )حقيقة( في الباقي بعد التخصيص‪،‬‬
‫لن تناوله له مع التخصيص كإتناوله به بدونه‪ ،‬وذلك التناول حقيقي فكذا هذا‪،‬‬
‫وقيل حقيقة إن كإان الباقي غير منحصر لبقاء خاصأة العموم وإل فمجاز‪ ،‬وقيل‬
‫حقيقة إن خص بما ل يستقل كإصفة أو شرط أو اسإتثناء لن ما ل يستقل جزء‬
‫ص بمستقل كإعقل أو‬ ‫من المقيد به فالعموم بالنظر إليه فقط‪ ،‬بخلفّ ما إذا خ ّ‬
‫سإمع‪ ،‬وقيل حقيقة ومجاز باعتبارين باعتبار تناول البعض حقيقة وباعتبار‬
‫القتصار عليه مجاز‪ ،‬وقيل مجاز مطلقا لسإتعماله في بعض ما وضع له أّول‪ً،‬‬
‫وقيل مجاز إن اسإتثنى منه لنه يتبين بالسإتثناء أنه أريد بالمستثنى منه ما عدا‬
‫المستثنى‪ ،‬بخلفّ غير السإتثناء من صأفة وغيرها‪ ،‬فإنه يفهم ابتداء أن العموم‬
‫بالنظر إليه فقط‪ ،‬وقيل مجاز إن خص بغير لفظ كإالعقل بخلفّ اللفظ أما‬
‫الثاني فمجاز قطعا كإما مّر‪) .‬فهو(‪ :‬أي الول وهو العام المخصوص على القول‬
‫بأنه حقيقة )حجة( جزما أخذا من منع الموانع لسإتدلل الصحابة به من غير‬
‫نكير‪ ،‬وعلى القول بأنه مجاز الصأح أنه حجة مطلقا لذلك‪ ،‬وقيل غير حجة‬
‫ص بغير ما ظهر يشك فيما يراد منه‪ ،‬فل‬ ‫مطلقا لنه لحتمال أن يكون قد خ ّ‬
‫يتبين إل بقرينة‪ ،‬وقيل حجة إن خص بمعين كإأن يقال‪ :‬اقتلوا المشركإين إل‬
‫الذمي بخلفّ المبهم نحو‪ :‬إل بعضهم‪ ،‬إذ ما من فرد إل‪ ،‬ويجوز أن يكون هو‬
‫المخرج قلنا‪ :‬يعمل به إلى أن يبقى فرد‪ ،‬وقيل حجة إن خص بمتصل كإالصفة‬
‫لما مّر من أن العموم بالنظر إليه فقط بخلفّ المنفصل‪ ،‬فيجوز أن يكون قد‬
‫خص منه غير ما ظهر فيشك في الباقي‪ ،‬وقيل حجة في الباقي إن أنبأ عن‬
‫الباقي العموم نحو‪} :‬فاقتلوا المشركإين{ فإنه ينبىء عن الحربي لتبادر الذهن‬
‫إليه كإالذمي المخرج بخلفّ ما ل ينبىء عنه العموم نحو‪} :‬والسارق والسارقة‬
‫فاقطعوا أيديهما{ فإنه ل ينبىء عن السارق بقدر ربع دينار فأكإثر من حرز كإما‬
‫ل ينبىء عن السارق لغير ذلك المخرج‪ ،‬فالباقي منه يشك فيه باحتمال اعتبار‬

‫قيد آخر‪ ،‬وقيل حجة في أقل الجمع لنه المتيقن بناء على القول بأنه ل يجوز‬
‫مطلقا وبذلك علم أن ما ذكإره الصأل من هذا الخلفّ إنما هو مفّرع على‬
‫ضعيف‪ ،‬أما الثاني فل يحتج به‪ ،‬كإذا قاله الشيخ أبو حامد‪) .‬ويعمل بالعام ولو بعد‬
‫وفاة النبي( صألى الله عليه وسإّلم‪) .‬قبل البحث عن المخصص(‪ ،‬لن الصأل‬
‫عدمه ولن احتماله مرجوح وظاهر العموم راجح والعمل بالراجح واجب‪ ،‬وقيل‬
‫ل يعمل به بعد وفاته قبل البحث لحتمال التخصيص‪ ،‬وعليه يكفي في البحث‬
‫عن ذلك الظن بأن ل مخصص على الصأح‪) .‬وهو( أي المخصص للعام‪.‬‬
‫)قسمان(‪ :‬أحدهما )متصل( أي ما ل يستقل بنفسه من اللفظ بأن يقارن العام‪.‬‬
‫)وهو خمسة( أحدها‪) :‬السإتثناء( بمعنى صأيغته )وهو( أي السإتثناء نفسه‬
‫دد )بنحو إل( من أدوات الخراج وضعا كإخل ً وعدا وسإوى واقعا‬ ‫)إخراج( من متع ّ‬
‫ذلك الخراج مع المخرج منه‪) .‬من متكلم واحد في الصأح(‪ ،‬وقيل‪ :‬ل يشترط‬
‫وقوعه من واحد فقول القائل إل زيدا عقب قول غيره جاء الرجال اسإتثناء على‬
‫الثاني لغو على الول‪ ،‬ولهذا لو قال لي عليك مائة فقال له إل درهما ل يكون‬
‫ي عقب‬ ‫ي صألى الله عليه وسإّلم إل الذم ّ‬
‫مقرا بشيء في الصأح‪ ،‬نعم لو قال النب ّ‬
‫نزول قوله تعالى‪} :‬فاقتلوا المشركإين{ كإان اسإتثناء قطعا لنه مبلغ عن الله‬
‫وإن لم يكن ذلك قرآنا‪) .‬ويجب( أي يشترط )اتصاله( أي السإتثناء بمعنى‬
‫صأيغته بالمستثنى منه‪) .‬عادة في الصأح( فل يضر انفصاله بنحو تنفس أو‬
‫سإعال فإن انفصل بغير ذلك كإان لغوا‪ ،‬وقيل يجوز انفصاله إلى شهر‪ ،‬وقيل إلى‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫سإنة‪ ،‬وقيل أبدا‪ ،‬وقيل غير ذلك ول بد من نية السإتثناء قبل الفراغ من‬
‫المستثنى منه‪.‬‬

‫)أما( السإتثناء بمعنى صأيغته )في المنقطع( وهو ما ل يكون المستثنى فيه‬
‫بعض المستثنى منه عكس المتصل السابق المنصرفّ إليه السإم عند الطلق‬
‫نحو‪ :‬ما في الدار إنسان إل الحمار‪) .‬فمجاز( فيه )في الصأح(‪ .‬لتبادره في‬
‫المتصل إلى الذهن‪ ،‬وقيل حقيقة فيه كإالمتصل فيكون مشتركإا لفظيا بينهما‬
‫ويحد ّ بالمخالفة بنحو إل بغير إخراج‪ ،‬وقيل متواطىء أي موضوع للقدر‬
‫المشتركّ بينهما أي المخالفة بنحو‪ :‬إل حذرا من الشتراكّ والمجاز‪ ،‬وقيل‬
‫بالوقف أي ل ندري أهو حقيقة فيهما أم في أحدهما‪ ،‬أم في القدر المشتركّ‬
‫بينهما‪ ،‬ول يعد ّ المنقطع من المخصصات والترجيح من زيادتي‪ ،‬ولما كإان في‬
‫الكلم السإتثنائي شبه التناقض حيث يدخل المستثنى فيالمستثنى منه‪ ،‬ثم‬
‫ينفى وكإان ذلك أظهر في العدد لنصوصأيته في آحاده دفعوا ذلك فيه بما ذكإرته‬
‫ي عشرة إل ثلثة‬ ‫بقولي‪) :‬والصأح أن المراد بعشرة في( قولك لزيد )عل ّ‬
‫العشرة باعتبار الحاد( جميعها‪) .‬ثم أخرجت ثلثة( بقولك إل ثلثة‪) :‬ثم أسإند‬
‫إلى الباقي( وهو سإبعة)تقديرا وإن كإان( السإناد )قبله(‪ :‬أي قبل إخراج الثلثة‪.‬‬
‫ي الباقي من عشرة أخرج منها ثلثة‪ ،‬وليس‬ ‫)ذكإرا( أي لفظا فكأنه قال له‪ :‬عل ّ‬
‫في هذا إل إثبات ول نفي أصأل ً فل تناقض‪ ،‬وقيل المراد بعشرة في ذلك سإبعة‪،‬‬
‫وقوله‪ :‬إل ثلثة قرينة لذلك بينت إرادة الجزء باسإم الكل مجازا‪ ،‬وقيل معنى‬
‫عشرة إل ثلثة بإزاء اسإمين مفرد هو سإبعة ومركإب هو عشرة إل ثلثة ول نفي‬
‫أيضا على القولين فل تناقض‪ ،‬ووجه تصحيح الّول أن فيه توفية بما مّر من أن‬
‫السإتثناء إخراج بخلفّ الثاني والثالث‪ .‬ول يصح( اسإتثناء )مستغرق( بأن‬
‫ي عشرة إل عشرة لزمه‬ ‫يستغرق المستثنى المستثنى منه فلو قال له‪ :‬عل ّ‬
‫ي عشرة إل تسعة‬ ‫عشرة‪) .‬والصأح صأحة اسإتثناء الكإثر( من الباقي نحو‪ :‬له عل ّ‬
‫)و( اسإتثناء )المساوي( نحو له عشرة إل خمسة )و( اسإتثناء )العقد الصحيح(‬
‫نحو له مائة إل عشرة‪ ،‬وقيل ل يصح في الكإثر‪ ،‬وقيل ل يصح فيه إن كإان‬

‫العدد في المستثنى والمستثنى منه صأريحا نحو ما مر‪ ،‬بخلفّ غيره نحو‪ :‬خذ‬
‫الدراهم إل الزيوفّ وهي أكإثر‪ ،‬وقيل ل يصح في المساوي أيضا‪ ،‬وقيل ل يصح‬
‫في العقد الصحيح‪) .‬و( الصأح )أن السإتثناء من النفي إثبات وبالعكس(‪ .‬وقيل‬
‫ل بل المستثنى من حيث الحكم مسكوت عنه وهو منقول عن الحنفية فنحو‪ :‬ما‬
‫قام أحد إل زيد وقام القوم إل زيدا يدل الول على إثبات القيام لزيد‪ ،‬والثاني‬
‫على نفيه عنه من حيث القيام وعدمه‪ ،‬وينبني على الخلفّ أن المستثنى من‬
‫ً‬
‫حيث الحكم مخرج من المحكوم به فيدخل في نقيضه من قيام أو عدمه مثل أو‬
‫مخرج من الحكم فيدخل في نقيضه أي‪ :‬ل حكم إذ القاعدة أن ما خرج من‬
‫شيء دخل في نقيضه وجعلوا الثبات في كإلمة التوحيد بعرفّ الشرع‪ ،‬وفي‬
‫السإتثناء المفرغ نحو‪ :‬ما جاء القوم إل زيد بالعرفّ العام‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫)و( السإتثناءات )المتعددة إن تعاطفت فـ(ـهي عائدة )للمستثنى منه( لتعذر‬
‫ي عشرة إل أربعة وإل ثلثة‬ ‫عود كإل منها إلى ما يليه بوجود العاطف نحو‪ :‬له عل ّ‬
‫وإل اثنين‪ ،‬فيلزمه واحد فقط ونحو‪ :‬له علي عشرة إل عشرة وإل ثلثة وإل‬
‫اثنين فيلزمه العشرة للسإتغراق‪) .‬وإل(‪ :‬أي وإن لم يتعاطف )فكل( من آخرها‬
‫وباقي كإل من باقيها عائد )لما يليه ما لم يستغرقه(‪ .‬نحو‪ :‬له عشرة إل خمسة‬
‫إل أربعة إل ثلثة فيلزمه سإتة‪ ،‬فإن اسإتغرق كإل ما يليه بطل الكل أو اسإتغرق‬
‫غير الول نحو‪ :‬له علي عشرة إل اثنين إل ثلثة إل أربعة عاد الكل للمستثنى‬
‫منه فيلزمه واحد فقط أو الول فقط نحو‪ :‬له عشرة إل عشرة إل أربعة فقيل‬
‫يلزمه عشرة لبطلن الول لسإتغراقه‪ ،‬والثاني تبعا‪ ،‬وقيل أربعة اعتبار السإتثناء‬
‫الثاني من الول‪ ،‬وهو الموافق للصأح في الطلق‪ .‬وقال ابن الصباغ وغيره إنه‬
‫القيس وقيل سإتة اعتبارا للثاني دون الول‪) .‬والصأح أنه( أي السإتثناء )يعود‬
‫للمتعاطفات(‪ :‬أي لكل منها حيث يصلح له لنه الظاهر بقيد زدته بقولي‪:‬‬
‫)بـ(ـحرفّ )مشركّ( كإالواو والفاء جمل ً كإانت المتعاطفات أو مفردات كإأكإرم‬
‫العلماء وحبس دياركّ وأعتق عبيدكّ وكإتصدق على الفقراء والمساكإين‬
‫والعلماء سإواء أسإيقت لغرض واحد أم ل‪ ،‬وسإواء تقدم السإتثناء عليها أم تأخر‬
‫أم توسإط‪ ،‬فتعبيري بذلك أولى من اقتصاره على ما إذا تأخر‪ ،‬وقيل للخير فقط‬
‫لنه المتيقن‪ ،‬وقيل إن سإيق الكل لغرض واحد عاد للكل كإحبست داري على‬
‫أعمامي‪ ،‬ووقفت بستاني على أخوالي‪ ،‬وسإبلت سإقايتي لجيراني إل أن‬
‫يسافروا وإل عاد للخير فقط‪ ،‬كإأكإرم العلماء وحبس دياركّ على أقاربك‪،‬‬
‫وأعتق عبيدكّ إل الفسقة منهم‪ ،‬وقيل إن عطف بالواو عاد للكل‪ ،‬وإل فللخير‪.‬‬
‫وقيل مشتركّ بين عوده للكل وعوده للخير‪ ،‬وقيل بالوقف ل ندري ما الحقيقة‬
‫منهما‪ ،‬ويتبين المراد على الخيرين بالقرينة وحيث وجدت فل خلفّ كإما في‬
‫قوله تعالى‪} :‬والذين ل يدعون مع الله إلها آخر{ إلى قوله‬

‫}إل من تاب{ فإنه عائد للكل بل خلفّ‪ ،‬وقوله تعالى‪} :‬ومن قتل مؤمنا خطأ{‬
‫إلى قوله }إل أن يصدقوا{ فإنه عائد إلى الخير أي الدية دون الكفارة بل خلفّ‬
‫أما قوله‪} :‬والذين يرمون المحصنات{ إلى قوله }إل الذين تابوا{ فإنه عائد‬
‫للخير ل للول أي الجلد قطعا لنه حق آدمي فل يسقط بالتوبة‪ ،‬وفي عوده‬
‫للثاني أي عدم قبول الشهادة الخلفّ‪ ،‬فعلى الصأح تقبل‪ ،‬وعلى الثاني ل تقبل‬
‫وخرج بالمشتركّ غيره كإبل ولكن وأو فل يعود ذلك إل للخير‪.‬‬

‫)و( الصأح )أن القران بين جملتين لفظا( بأن تعطف إحداهما على الخرى )ل‬
‫يقتضي التسوية( بينهما‪) .‬في حكم لم يذكإر( وهو معلوم لحداهما من خارج‬
‫فيعطف واجب على مندوب أو مباح وعكسه‪ .‬وقيل‪ :‬يقتضيها فيه مثاله خبر أبي‬
‫ن أحدكإم في الماء الدائم ول يغتسل فيه من الجنابة« فالبول فيه‬
‫داود‪» :‬ل يبول ّ‬
‫ينجسه بشرطه كإما هو معلوم وذلك حكمة النهي‪ .‬قال بعض القائل بالثاني‪،‬‬
‫فكذا الغتسال فيه للقران بينهما‪ ،‬ومن أمثلة ذلك قوله تعالى‪} :‬فكاتبوهم{‬
‫الية‪) .‬و( ثاني المخصصات المتصلة )الشرط(‪ .‬والمراد اللغوي كإما مر‪) .‬وهو(‬
‫ما زدته بقولي‪) :‬تعليق أمر بأمر كإل منهما في المستقبل أو ما يدل عليه( من‬
‫صأيغة نحو‪ :‬أكإرم بني تميم إن جاءوا أي الجائين منهم‪) .‬وهو( أي الشرط‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫المخصص )كإالسإتثناء( اتصال ً وعودا لكل المتعاطفات وصأحة لخراج الكإثر به‬
‫نحو‪ :‬أكإرم بني تميم إن كإانوا علماء‪ ،‬ويكون جهالهم أكإثر‪ ،‬فيجب مع نية الشرط‬
‫اتصاله وعوده للكل‪ ،‬ولو تقدم أو توسإط‪ .‬ويصح إخراج الكإثر به في الصأح‪،‬‬
‫وقيل وفاقا‪ .‬وعليه جرى الصأل في الثالث لكن أجيب عنه بأنه أراد به وفاق من‬
‫خالف في السإتثناء فقط‪) .‬و( ثالثها )الصفة(‪ :‬المعتبر مفهومها كإأكإرم بني‬
‫تميم الفقهاء خرج بالفقهاء غيرهم‪) .‬و( رابعها )الغاية(‪ :‬كإأكإرم بني تميم إلى أن‬
‫يعصوا خرج حال عصيانهم فل يكرمون فيه‪) .‬وهما( أي الصفة والغاية‬
‫)كإالسإتثناء( اتصال ً وعودا‪ ،‬وصأحة إخراج الكإثر بهما فيجب مع نيتهما اتصالهما‬
‫وعودهما للكل‪ ،‬ولو تقدمتا أو توسإطتا‪ ،‬ويصح إخراج الكإثر بهما في الصأح خلفا‬
‫لما اختاره‪ ،‬وتبعه عليه البرماوي من اختصاص الصفة المتوسإطة بما وليته‪،‬‬
‫وذلك كإوقفت على أولدي وأولدهم المحتاجين‪ ،‬ووقفت على محتاجي أولدي‬
‫وأولدهم‪ ،‬ووقفت على أولدي المحتاجين وأولدهم‪ ،‬فيعود الوصأف للكل على‬
‫الصأل في اشتراكّ المتعاطفات‪ ،‬ولن المتوسإطة بالنسبة لما وليته متأخرة‬
‫ولما وليها متقدمة‪ ،‬بل قيل إن عودها إليهما أولى مما إذا تقدمتهما‪،‬‬

‫وقد أوضحت ذلك في الحاشية واقتصاري على كإالسإتثناء أولى من قوله‬


‫كإالسإتثناء في العود‪.‬‬

‫)والمراد( بالغاية )غاية صأحبها عموم يشملها( ظاهرا لو لم تأت بقيد زدته‬
‫بقولي‪) :‬ولم يرد بها تحقيقه مثل( ما مّر‪ ،‬ومثل قوله تعالى‪} :‬قاتلوا الذين ل‬
‫يؤمنون{ إلى قوله }حتى يعطوا الجزية{ فإنها لو لم تأت لقاتلناهم أعطوا‬
‫الجزية أم ل‪) .‬وأما مثل( قوله تعالى‪} :‬سإلم هي حتى مطلع الفجر{ من غاية‬
‫لم يشملها عموم صأحبها‪ ،‬إذ طلوع الفجر ليس من الليلة حتى تشمله‪) .‬و( مثل‬
‫قولهم )قطعت أصأابعه من الخنصر(‪ :‬بكسر أوله مع كإسر ثالثه أو فتحه )إلى‬
‫البهام(‪ :‬من غاية شملها عموم لو لم تذكإر وأريد بها تحقيقه‪) .‬فلتحقيق(‪ :‬أي‬
‫فالغاية فيه لتحقيق )العموم(‪ .‬فيما قبلها ل لتخصيصه فتحقيق العموم في‬
‫الول أن الليلة سإلم في جميع أجزائها‪ ،‬وفي الثاني أن الصأابع قطعت كإلها‪،‬‬
‫والغاية في الثاني من المغيا بخلفها في الول‪ ،‬وقولي‪ :‬إلى البهام أوضح من‬
‫قوله إلى البنصر‪) .‬و( خامسها )بدل بعض( من كإل كإما ذكإره ابن الحاجب‬
‫كإـ}ـّلله على الناس حج البيت من اسإتطاع{ )أو( بدل )اشتمال( كإما نقله مع‬
‫ما قبله البرماوي عن أبي حيان عن الشافعي‪ :‬كإأعجبني زيد علمه وهو من‬
‫وزا‪) .‬ولم يذكإره( أي البدل بشقيه‬ ‫زيادتي إل أن يقال إنه يرجع إلى ما قبله تج ّ‬
‫وب عدم ذكإره‬ ‫)الكإثر(‪ ،‬بل أنكره جماعة منهم الشمس الصأفهاني‪ ،‬وصأ ّ‬
‫السبكي كإما نقله عنه ابنه في الصأل لن المبدل منه في نية الطرح‪ ،‬فل محل‬
‫يخرج منه فل تخصيص به‪ .‬وأجاب عنه البرماوي بأن كإونه في نية الطرح قول‬
‫والكإثر على خلفه‪ ،‬قال السيرافي والنحويون‪ :‬لم يريدوا إلغاءه وإنما أرادوا أن‬
‫البدل قائم بنفسه وليس مبينا للول كإتبيين النعت للمنعوت‪.‬‬

‫)و( القسم الثاني من المخصص )منفصل( أي ما يستقل بنفسه من لفظ أو‬


‫غيره )فيجوز في الصأح التخصيص بالعقل( سإواء أكإان بواسإطة الحس من‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫مشاهدة وغيرها من الحواس الظاهرة أم بدونها فالول كإقوله تعالى في الريح‬
‫المرسإلة على عاد تدمر كإل شيء أي‪ :‬تهلكه‪ ،‬فإن العقل يدركّ بواسإطة الحس‬
‫أي المشاهدة ما ل تدمير فيه كإالسماء‪ ،‬والثاني كإقوله تعالى }خالق كإل شيء{‬
‫فإن العقل يدركّ بالضرورة أنه تعالى ليس خالقا لنفسه ول لصفاته الذاتية‪،‬‬
‫وكإقوله تعالى‪} :‬ولله على الناس حج البيت من اسإتطاع إليه سإبيلً{ فإن‬
‫العقل يدركّ بالنظر أن الطفل والمجنون ل يدخلن لعدم الخطاب‪ ،‬وقيل ل‬
‫يجوز ذلك لن ما نفي العقل حكم العام عنه لم يشمله العام إذ ل تصح إرادته‪،‬‬
‫وذكإر الصأل أن الخلف لفظي‪ ،‬وفيه بحث ذكإرته في الحاشية‪ ،‬ولهذا تركإته هنا‪،‬‬
‫وبما تقرر علم أن التخصيص بالعقل شامل للحس كإما سإلكه ابن الحاجب‪ ،‬لن‬
‫الحاكإم فيه إنما هو العقل فل حاجة إلى إفراده بالذكإر خلفا لما سإلكه الصأل‪.‬‬
‫)و( يجوز في الصأح )تخصيص الكتاب به(‪ :‬أي بالكتاب وهو من تخصيص قطعي‬
‫ن ثلثة‬
‫المتن بقطعيه كإتخصيص قوله تعالى‪} :‬والمطلقات يتربصن بأنفسه ّ‬
‫ن‬
‫ن بقوله‪} :‬وأولت الحمال أجله ّ‬ ‫قروء{ الشامل للحوامل ولغير المدخول به ّ‬
‫ن{ وبقوله‪} :‬يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم‬‫أن يضعن حمله ّ‬
‫ن من عدة تعتدونها{ وقيل‪ :‬ل‬ ‫ن فما لكم عليه ّ‬
‫ن من قبل أن تمسوه ّ‬ ‫طلقتموه ّ‬
‫وض‬ ‫يجوز ذلك لقوله تعالى‪} :‬وأنزلنا إليك الذكإر لتبين للناس ما نزل إليهم{ ف ّ‬
‫البيان إلى رسإوله والتخصيص بيان فل يحصل إل بقوله قلنا وقع ذلك كإما رأيت‪.‬‬

‫فإن قلت‪ :‬يحتمل التخصيص بغير ذلك من السنة‪ .‬قلنا‪ :‬الصأل عدمه وبيان‬
‫الرسإول يصدق ببيان ما نزل عليه من الكتاب‪ ،‬وقد قال تعالى‪} :‬ونزلنا عليك‬
‫الكتاب تبيانا لكل شيء{‪.‬‬

‫)و( يجوز في الصأح تخصيص )السنة( المتواترة وغيرها )بها( أي بالسنة كإذلك‬
‫كإتخصيص خبر الصحيحين‪ :‬فيما سإقت السماء العشر‪ ،‬بخبرهما‪ :‬ليس فيما‬
‫دون خمسة أوسإق صأدقة‪ .‬وقيل ل يجوز لية‪} :‬وأنزلنا إليك الذكإر{ قصر بيانه‬
‫على الكتاب‪ .‬قلنا‪ :‬وقع ذلك كإما رأيت مع أنه ل مانع منه لنهما من عند الله‬
‫قال تعالى‪} :‬وما ينطق عن الهوى{ )و( يجوز في الصأح تخصيص )كإل( من‬
‫الكتاب والسنة )بالخر(‪ :‬فالول كإتخصيص آية المواريث الشاملة للولد الكافر‬
‫بخبر الصحيحين‪» :‬ل يرث المسلم الكافر ول الكافر المسلم«‪ .‬فهذا تخصيص‬
‫بخبر الواحد فبالمتواترة أولى‪ ،‬وقيل ل يجوز بالمتواترة الفعلية بناء على قول‬
‫يأتي وأن فعل الرسإول ل يخصص‪ ،‬وقيل ل يجوز بخبر الواحد مطلقا‪ ،‬وإل لتركّ‬
‫القطعي بالظني‪ .‬قلنا‪ :‬محل التخصيص دللة العام وهي ظنية والعمل بالظنيين‬
‫أولى من إلغاء أحدهما‪ .‬وقيل يجوز إن خص بمنفصل لضعف دللته حينئذ‪ ،‬وقيل‬
‫غير ذلك‪ .‬والثاني كإتخصيص خبر مسلم البكر بالبكر جلد مائة الشامل للمة‬
‫بقوله تعالى‪} :‬فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب{ وقيل ل يجوز‬
‫ذلك لقوله تعالى‪} :‬لتبين للناس ما نزل إليهم{ جعله مبينا للكتاب فل يكون‬
‫الكتاب مبينا للسنة‪ .‬قلنا‪ :‬وقع ذلك كإما رأيت مع أنه ل مانع منه لما مر ومن‬
‫السنة فعل النبي وتقريره‪ ،‬فيجوز في الصأح التخصيص بهما‪ ،‬وإن لم يتأت‬
‫تخصيصهمالنتفاء عمومهما كإما علم مما مر‪ .‬وذلك كإأن يقول‪ :‬الوصأال حرام‬
‫على كإل مسلم‪ ،‬ثم يفعله أو يقر من فعله‪ ،‬وقيل ل يخصصان بل ينسخان حكم‬
‫العام‪ ،‬لن الصأل تساوي الناس في الحكم‪ .‬قلنا‪ :‬التخصيص أولى من النسخ‬
‫لما فيه من إعمال الدليلين وسإواء أكإان مع التقرير عادة بتركّ بعض المأمور به‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫أو بفعل بعض المنهى عنه أم ل‪ .‬والصأل كإغيره جعلها المخصصة إن أقّر بها‬
‫النبي أو الجماع مع أن المخصص في الحقيقة إنما هو التقرير أو دليل الجماع‪.‬‬

‫)و( يجوز في الصأح تخصيص كإل من الكتاب والسنة‪) .‬بالقياس( المستند إلى‬
‫نص خاص ولو خبر واحد كإتخصيص آية الزانية والزاني الشاملة للمة بقوله‬
‫تعالى‪} :‬فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب{ وقيس بالمة العبد‪،‬‬
‫وقيل ل يجوز ذلك مطلقآ حذرا من تقديم القياس على النص الذي هو أصأله في‬
‫الجملة‪ ،‬وقيل ل يجوز إن كإان القياس خفيا لضعفه وقيل غير ذلك‪ .‬قلنا‪ :‬إعمال‬
‫الدليلين أولى من إلغاء أحدهما‪ .‬والخلفّ في القياس الظني‪ ،‬أما القطعي‬
‫فيجوز التخصيص به قطعا‪) .‬وبدليل الخطاب(‪ :‬أي مفهوم المخالفة كإتخصيص‬
‫خبر ابن ماجة‪ :‬الماء ل ينجسه شيء إل ما غلب على ريحه وطعمه ولونه‪.‬‬
‫بمفهوم خبره‪» :‬إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث«‪ .‬وقيل ل يخصص لن‬
‫دللة العام على ما دل عليه المفهوم بالمنطوق وهو مقدم على المفهوم‪.‬‬
‫وأجيب‪ :‬بأن المقدم عليه منطوق خاص ل ما هو من أفراد العام فالمفهوم‬
‫مقدم عليه لن إعمال الدليلين أولى من إلغاء أحدهما‪) .‬ويجوز(التخصيص‬
‫)بالفحوى(‪ :‬أي مفهوم الموافقة‪ ،‬وإن قلنا الدللة عليه قياسإية كإتخصيص خبر‬
‫ي الواجد يحل عرضه وعقوبته«‪ .‬أي حبسه بمفهوم‪} :‬فل‬ ‫أبي داود وغيره »ل ّ‬
‫تقل لهما أفّ{ فيحرم حبسهما للوالد وهو ما نقل عن المعظم وصأححه‬
‫النووي‪.‬‬

‫)والصأح أن عطف العام على الخاص(‪ :‬وعكسه المشهور ل يخصص العام‪.‬‬


‫وقال الحنفي‪ :‬يخصصه أي يقصره على الخاص لوجوب اشتراكّ المتعاطفين‬
‫في الحكم وصأفته‪ .‬قلنا‪ :‬في الصفة ممنوع كإما مر مثال العكس خبر أبي داود‬
‫وغيره‪» :‬ل يقتل مسلم بكافر ول ذو عهد في عهده«‪ .‬يعني بكافر حربي‬
‫للجماع على قتله بغير حربي‪ ،‬فقال الحنفي‪ :‬يقدر الحربي في المعطوفّ عليه‬
‫لوجوب الشتراكّ المذكإور فل ينافي ما قال به من قتل المسلم بالذمي‪ ،‬ومثال‬
‫الول أن يقال ل يقتل الذمي بكافر ول المسلم بكافر‪ ،‬فالمراد بالكافر الول‬
‫الحربي فيقول الحنفي‪ :‬والمراد بالكافر الثاني الحربي أيضا لوجود الشتراكّ‬
‫المذكإور‪ ،‬وقد مر التمثيل بالخبر لمسألة أن المعطوفّ على العام ل يعم‪ ،‬وما‬
‫قيل من أنه ل حاجة لذكإر هذه المسألة لعلمها من مسألة القران يرد ّ بمنعه لن‬
‫ما هنا في تخصيص الحكم المذكإور في عام‪ ،‬وما هناكّ في التسوية بين جملتين‬
‫فيما لم يذكإر من الحكم المعلوم لحداهما من خارج‪. .‬‬

‫)و( الصأح أن )رجوع ضمير إلى بعض( من العام ل يخصصه حذرا من مخالفة‬
‫الضمير لمرجعه قلنا ل محذور فيها لقرينة مثاله قوله تعالى‪} :‬والمطلقات‬
‫يتربصن بأنفسهن ثلثة قروء{ مع قوله بعده }وبعولتهن أحق بردهن{ فضمير‬
‫وبعولتهن للرجعيات ويشمل قوله‪ :‬والمطلقات معهن البوائن‪ ،‬وقيل ل يشملهن‬
‫ويؤخذ حكمهن من دليل آخر‪ ،‬وقد يعبر في هذه المسألة بأعم مما ذكإر بأن‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫يقال وأن يعقب العام بما يختص ببعضه ول يخصصه‪ ،‬سإواء أكإان ضميرا كإما مر‬
‫أم الشامل غيره كإالمحلى بأل واسإم الشارة كإأن يقال بدل و بعولتهن الخ‪.‬‬
‫وبعولة المطلقات أو هؤلء أحق بردهن‪) .‬و( الصأح أن )مذهب الراوي( للعام‬
‫بخلفه ل يخصصه ولو كإان صأحابيا‪ ،‬وقيل يخصصه مطلقا‪ ،‬وقيل يخصصه إن‬
‫كإان صأحابيا لن المخالفة إنما تصدر عن دليل‪ .‬قلنا‪ :‬في ظن المخالف ل في‬
‫نفس المر وليس لغيره اتباعه لن المجتهد ل يقلد مجتهدا وذلك كإخبر البخاري‬
‫من رواية ابن عباس‪» :‬من بدل دينه فاقتلوه« مع قوله‪ :‬إن صأح عنه أن‬
‫المرتدة ل تقتل‪ ،‬أما مذهب غير الراوي للعام بخلفه فل يخصصه أيضا كإما فهم‬
‫بالولى‪ ،‬وقيل يخصصه إن كإان صأحابيا‪) .‬و( الصأح أن )ذكإر بعض أفراد العام(‬
‫بحكم العام )ل يخصص( العام‪ .‬وقيل يخصصه بمفهومه‪ ،‬إذ ل فائدة لذكإره إل‬
‫ذلك‪ .‬قلنا‪ :‬مفهوم اللقب ليس بحجة‪ ،‬وفائدة ذكإر البعض نفي احتمال تخصيصه‬
‫من العام مثاله خبر الترمذي‪» :‬أيما إهاب دبغ فقد طهر« مع خبر مسلم‪ :‬أنه‬
‫صألى الله عليه وسإّلم مر بشاة ميتة فقال‪» :‬هل أخذتم إهابها فدبتغموه‬
‫فانتفعتم به« فقالوا‪ :‬إنها ميتة‪ .‬فقال‪» :‬إنما حرم أكإلها«‪.‬‬

‫)و( الصأح )أن العام ل يقصر على المعتاد( السابق ورود العام‪) .‬ول على ما‬
‫وراءه( أي المعتاد بل يجري العام على عمومه فيهما‪ ،‬وقيل يقصر على ذلك‬
‫فالول كإأن كإانت عادتهم تناول البر‪ ،‬ثم نهي عن لبيع الطعام بجنسه متفاضل ً‬
‫فقيل‪ :‬يقصر الطعام على البر المعتاد‪ ،‬والثاني كإأن كإانت عادتهم بيع البر بالبر‬
‫متفاضلً‪ ،‬ثم نهى عن بيع الطعام بجنسه متفاضل ً فقيل يقصر الطعام على غير‬
‫البر المعتاد والصأح ل فيهما‪) .‬و( الصأح )أن نحو( قول الصحابي‪ :‬إنه صألى الله‬
‫عليه وسإّلم )نهى عن بيع الغرر( كإما رواه مسلم من رواية أبي هريرة‪) .‬ل يعم(‬
‫كإل غرر وقيل يعمه لن قائله عدل عارفّ باللغة والمعنى‪ ،‬فلول ظهور عموم‬
‫الحكم مما قاله النبي صألى الله عليه وسإّلم لم يأت هو في الحكاية له بلفظ‬
‫عام كإالغرر‪ .‬قلنا‪ :‬ظهور عموم الحكم بحسب ظنه ول يلزمنا اتباعه في ذلك‪ ،‬إذ‬
‫يحتمل أن يكون النهي عن بيع الغرر بصفة يختص بها فتوهمه الراوي عاما‬
‫وعدلت إلى نهي عن بيع الغرر عن قوله قضى بالشفعة للجار لقوله كإغيره من‬
‫دثين هو لفظ ل يعرفّ‪.‬‬
‫المح ّ‬

‫)مسألة‪ :‬جواب السؤال غير المستقل دونه(‪ :‬أي دون السؤال كإنعم وبلى‬
‫وغيرهما مما لو ابتدىء به لم يفد )تابع له( أي للسؤال )في عمومه(‬
‫وخصوصأه‪ ،‬لن السؤال معاد في الجواب‪ ،‬فالول كإخبر الترمذي وغيره أنهصلى‬
‫الله عليه وسإّلم سإئل عن بيع الرطب بالتمر؟ فقال‪» :‬أينقص الرطب إذا يبس«‬
‫قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪» :‬فل إذا«‪ .‬فيعم كإل بيع للرطب بالتمر صأدر من السائل أو‬
‫من غيره‪ ،‬والثاني كإقوله تعالى‪} :‬فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم{‬
‫)والمستقل( دون السؤال ثلثة أقسام‪ :‬أخص من السؤال ومساوٍ له وأعم‪.‬‬
‫فـ)ـالخص( منه )جائز إن أمكنت معرفة( الحكم )المسكوت عنه( منه كإأن‬
‫يقول النبي صألى الله عليه وسإّلم‪» :‬من جامع في نهار رمضان فعليه كإفارة«‪.‬‬
‫كإالمظاهر في جواب من أفطر في نهار رمضان ماذا عليه فيفهم من قوله‬
‫جامع أن الفطار بغير جماع ل كإفارة فيه‪ ،‬فإن لم يمكن معرفة المسكوت عنه‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫من الجواب لم يجز لتأخير البيان عن وقت الحاجة‪) .‬والمساوي( له في العموم‬
‫والخصوص )واضح( كإأن يقال لمن قال‪ :‬ما على من جامع في نهار رمضان؟‬
‫من جامع في نهار رمضان فعليه كإفارة كإالظهار‪ ،‬وكإأن يقال لمن قال‪ :‬جامعت‬
‫ي؟ عليك إن جامعت في نهار رمضان كإفارة كإالظهار‪.‬‬ ‫في نهار رمضان ماذا عل ّ‬
‫والعم منه مذكإور في قولي‪) :‬والصأح أن العام( الوارد )على سإبب خاص( في‬
‫سإؤال أو غيره )معتبر عمومه(‪ :‬نظرا لظاهر اللفظ‪ ،‬وقيل مقصور على السبب‬
‫لوروده فيه سإواء أوجدت قرينة التعميم أم ل‪ .‬فالول كإقوله تعالى‪} :‬والسارق‬
‫والسارقة فاقطعوا أيديهما{‪ ،‬إذ سإبب نزوله على ما قيل أن رجل ً سإرق رداء‬
‫صأفوان بن أمية‪ ،‬فذكإر السارقة قرينة على أنه لم يرد بالسارق ذلك الرجل‬
‫ي‪ :‬قيل يا رسإول الله‬
‫فقط‪ ،‬والثاني كإخبر الترمذي وغيره عن أبي سإعيد الخدر ّ‬
‫أنتوضأ من بئر بضاعة وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلب والنتن؟ فقال‪:‬‬
‫»إن الماء طهور ل ينجسه شيء«‪ .‬أي مما ذكإر وغيره‪ ،‬وقيل مما ذكإر وهو‬
‫سإاكإت عن غيره وقد تقوم قرينة على الختصاص بالسبب‬

‫كإالنهي عن قتل النساء‪ ،‬فإن سإببه أنه عليه الصلة والسلم رأى امرأة حربية‬
‫في بعض مغازيه مقتولة‪ ،‬وذلك يدل على اختصاصأه بالحربيات فل يتناول‬
‫المرتدة‪.‬‬

‫)و( الصأح )أن صأورة السبب( التي ورد عليها العام‪) .‬قطعية الدخول( فيه‬
‫لوروده فيها )فل تخص( منه )بالجتهاد(‪ .‬وقيل ظنية كإغيرها فيجوز إخراجها منه‬
‫بالجتهاد‪ .‬قال السبكي‪) :‬ويقرب منها(‪ :‬أي من صأورة السبب حتى يكون‬
‫قطعي الدخول أو ظنية‪) .‬خاص في القرآن تله في الرسإم( أي رسإم القرآن‬
‫بمعنى وضعه مواضعه‪ ،‬وإن لم يتله في النزول‪) .‬عام لمناسإبة( بين التالي‬
‫والمتلوّ كإما في آية‪} :‬ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت{‬
‫فإنها إشارة إلى كإعب بن الشرفّ ونحوه من علماء اليهود لما قدموا مكة‬
‫ي صألى‬‫وشاهدوا قتلى بدر حّرضوا المشركإين على الخذ بثأرهم‪ ،‬ومحاربة النب ّ‬
‫الله عليه وسإّلم فسألوهم من أهدى سإبيل ً محمد وأصأحابه أم نحن فقالوا‪ :‬أنتم‬
‫ي صألى الله عليه وسإّلم المنطبق عليه‪،‬‬ ‫مع علمهم بما في كإتابهم من نعت النب ّ‬
‫دوها حيث‬ ‫وأخذ المواثيق عليهم أن ل يكتموه فكان ذلك أمانة لزمة لهم ولم يؤ ّ‬
‫ي صألى الله عليه وسإّلم‪ ،‬وقد تضمنت الية‬ ‫قالوا للمشركإين ما ذكإر حسدا للنب ّ‬
‫هذا القول والتوعد عليه المقيد للمر بمقابله المشتمل على أداء المانة التي‬
‫ي صألى الله عليه وسإّلم وذلك مناسإب لقوله تعالى‪} :‬إن الله‬ ‫هي بيان صأفة النب ّ‬
‫دوا المانات إلى أهلها{‪ ،‬فهذا عام في كإل أمانة وذاكّ خاص بأمانة‬ ‫يأمركإم أن تؤ ّ‬
‫ّ‬
‫ي صألى الله عليه وسإلم بما ذكإر والعام تال للخاص في‬ ‫هي بيان صأفة النب ّ‬
‫الرسإم متراخ عنه في النزول لست سإنين مدة ما بين بدر وفتح مكة‪ ،‬وإنما قال‬
‫السبكي‪ :‬ويقرب منه كإذا لنه لم يرد العام بسببه بخلفها‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬الصأح( أنه )إن لم يتأخر الخاص عن( وقت )العمل( بالعام المعارض‬
‫له بأن تأخر الخاص عن ورود العام قبل دخول وقت العمل أو تأخر العام عن‬
‫الخاص مطلقا أو تقارنا بأن عقب أحدهما الخر أو جهل تاريخهما‪) .‬خصص(‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫الخاص‪) .‬العام(‪ .‬وقيل إن تقارنا تعارضا في قدر الخاص‪ ،‬فيحتاج العمل‬
‫بالخاص إلى مرجح له قلنا الخاص أقوى من العام في الدللة على ذلك البعض‪،‬‬
‫لنه يجوز أن ل يراد من العام بخلفّ الخاص فل حاجة إلى مرجح له‪ .‬وقالت‬
‫الحنفية وإمام الحرمين‪ :‬العام المتأخر عن الخاص ناسإخ له كإعكسه‪ .‬قلنا‪:‬‬
‫الفرق أن العمل بالخاص المتأخر ل يلغي العام بخلفّ العكس والخاص أقوى‬
‫من العام في الدللة فوجب تقديمه عليه‪ .‬قالوا‪ :‬فإن جهل التاريخ بينهما‬
‫فالوقف عن العمل بواحد منهما لحتمال كإل منهما عندهم‪ ،‬لن يكون منسوخا‬
‫باحتمال تقدمه على الخر مثال العام‪) :‬فاقتلوا المشركإين( والخاص أن يقال‪:‬‬
‫ل تقتلوا الذمي‪) .‬وإل( بأن تأخر الخاص عما ذكإر )نسخه( أي‪ :‬نسخ الخاص‬
‫العام بالنسبة لما تعارضا فيه‪ ،‬وإنما لم يجعل ذلك تخصيصا‪ ،‬لن التخصيص بيان‬
‫للمراد بالعام وتأخير البيان عن وقت العمل ممتنع‪) .‬و( الصأح أنه )إن كإان كإل(‬
‫من المتعارضين )عاما من وجه( خاصأا من وجه‪) ،‬فالترجيح( بينهما من خارج‬
‫واجب لتعادلهما تقارنا أو تأخر أحدهما أو جهل تاريخهما‪ .‬وقالت الحنفية‪:‬‬
‫دل دينه فاقتلوه«‪ .‬وخبر‬ ‫المتأخر ناسإخ للمتقدم مثال ذلك خبر البخاري‪» :‬من ب ّ‬
‫الصحيحين‪» :‬أنه صألى الله عليه وسإّلم نهى عن قتل النساء«‪ .‬فالّول عام في‬
‫دة‪ ،‬والثاني خاص بالنساء عام في الحربيات‬ ‫الرجال والنساء خاص بأهل الر ّ‬
‫والمرتدات‪ ،‬وقد ترجح الّول بقيام القرينة على اختصاص الثاني بسببه وهو‬
‫الحربيات‪.‬‬

‫المطلق والمقيد‬

‫أي‪ :‬هذا مبحثهما‪ ،‬والمراد اللفظي المسمى بهما‪) .‬المختار أن المطلق(‪:‬‬


‫ل على الماهية بل قيد( من وحدة‬ ‫ويسمى اسإم جنس كإما مّر‪) .‬ما( أي لفظ )د ّ‬
‫وغيرها فهو كإلي‪ ،‬وقيل ما دل على شائع في جنسه وقائله توهم النكرة غير‬
‫العامة‪ ،‬واحتج لذلك بأن المر بالماهية كإالضرب من غير قيد أمر بجزئي من‬
‫جزئياتها كإالضرب بسوط أو عصا أو غير ذلك‪ ،‬لن الحكام الشرعية إنما تبنى‬
‫غالبا على الجزئيات ل على الماهيات المعقولة لسإتحالة وجودها في الخارج‪،‬‬
‫ويرد ّ بأنها إنما يستحيل وجودها كإذلك مجردة ل مطلقا لنها توجد بوجود جزئي‬
‫لها لنها جزؤه وجزء الموجود موجود‪ ،‬فالمر بالماهية أمر بإيجادها في ضمن‬
‫جزئي لها ل أمر بجزئي لها‪ ،‬وقيل المر بها أمر بكل جزئي منها لشعار عدم‬
‫التقييد بالتعميم‪ ،‬وقيل هو أذن في كإل جزئي أن يفعل ويخرج عن العهدة بواحد‬
‫وعلى المختار اللفظ في المطلق والنكرة واحد‪ ،‬والفرق بينهما بالعتبار إن‬
‫اعتبر في اللفظ دللته على الماهية بل قيد يسمى مطلقا واسإم جنس أيضا كإما‬
‫مّر أو مع قيد الشيوع يسمى نكرة‪ ،‬والقائل بالثاني ينكر اعتبار الّول في‬
‫مسمى المطلق‪.‬‬
‫)والمطلق والمقيد كإالعام والخاص( فيما مّر فما يخص به العام يقيد به‬
‫المطلق وما ل فل‪ .‬لن المطلق عام من حيث المعنى فيجوز تقييد الكتاب به‬
‫وبالسنة والسنة بها وبالكتاب‪ ،‬وتقييدهما بالقياس والمفهومين‪ ،‬وفعل النبي‬
‫وتقريره بخلفّ مذهب الراوي‪ ،‬وذكإر بعض جزئيات المطلق على الصأح في‬
‫غير مفهوم الموافقة‪. .‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫)و( يزيد المطلق والمقيد )أنهما في الصأح إن اتحد حكمهما وسإببه( أي سإبب‬
‫حكمهما‪) .‬وكإانا مثبتين( أمرين كإانا كإأن يقال في كإفارة الظهار في محل أعتق‬
‫رقبة‪ ،‬وفي آخر أعتق رقبة مؤمنة أو غيرهما نحو‪ :‬تجزىء رقبة مؤمنة تجزىء‬
‫رقبة أو أحدهما أمر‪ ،‬والخر خبر نحو‪ :‬تجزىء رقبة مؤمنة أعتق رقبة‪) .‬فإن‬
‫تأخر المقيد( بأن علم تأخره )عن( وقت )العمل بالمطلق نسخه( أي المطلق‬
‫بالنسبة إلى صأدقه بغير المقيد‪) .‬وإل( بأن تأخر المقيد عن وقت الخطاب‬
‫بالمطلق دون العمل أو تأخر المطلق عن المقيد مطلقا أو تقارنا أو جهل‬
‫تاريخهما‪) .‬قيده( أي المطلق جمعا بين لدليلين‪ ،‬وقيل المقيد ينسخ المطلق إذا‬
‫تأخر عن وقت الخطاب به كإما لو تأخر عن وقت العمل به بجامع التأخر وقيل‬
‫يحمل المقيد على المطلق بأن يلغى القيد‪ ،‬لن ذكإر المقيد ذكإر لجزئي من‬
‫المطلق فل يقيده كإما أن ذكإر فرد من العام ل يخصصه‪ .‬قلنا‪ :‬الفرق بينهما أن‬
‫مفهوم القيد حجة بخلفّ مفهوم اللقب الذي ذكإر فرد من العام منه كإما مّر‪.‬‬
‫)وإن كإان أحدهما مثبتا( أمرا أو خبرا )والخر خلفه( نهيا أو نفيا نحو‪ :‬أعتق‬
‫رقبة ل تعتق رقبة كإافرة أعتق رقبة ل تجزىء رقبة كإافرة أعتق رقبة مؤمنة ل‬
‫تعتق رقبة تجزىء رقبة مؤمنة ل تجزىء رقبة‪) .‬قيد المطلق بضد الصفة(‪ :‬في‬
‫المقيد ليجتمعا فيقيد في المثالين الولين باليمان‪ ،‬وفي الخيرين بالكفر‪) .‬وإل(‬
‫بأن كإانا منفيين أو منهيين أو أحدهما منفيا والخر منهيا نحو‪ :‬ل يجزىء عتق‬
‫مكاتب ل يجزىء عتق مكاتب كإافر ل تعتق مكاتبا ل تعتق مكاتبا كإافرا‪) .‬قيد(‬
‫المطلق )بها( أي بالصفة )في الصأح( من الخلفّ في حجية مفهوم المخالفة‪،‬‬
‫وقيل يعمل بالمطلق بناء على عدم حجية المفهوم )وهي(‪ :‬أي المسألة حينئذ‬
‫)خاص وعام( لعموم المطلق في سإياق النفي الشامل للنهي ويكون المقيد‬
‫مخصصا ل مقيدا‪ .‬وقولي‪ :‬إن كإان إلى قولي في الصأح أعم مما عبر به‪) .‬وإن‬
‫اختلف حكمهما(‪ :‬مع اتحاد سإببهما كإما في قوله تعالى في التيمم‪:‬‬

‫}فامسحوا بوجوهكم وأيديكم{ وفي الوضوء‪} :‬فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى‬


‫المرافق{‪ ،‬وسإببهما الحدث مع القيام إلى الصلة أو نحوها واختلفّ الحكم من‬
‫مسح المطلق وغسل المقيد بالمرفق ظاهر‪ ،‬إذ المسح خلفّ الغسل‪) .‬أو(‬
‫اختلف )سإببهما( مع اتحاد حكمهما )ولم يكن ثم مقيد( في محلين )بمتنافيين(‬
‫كإما في قوله تعالى في كإفارة الظهار‪} :‬فتحرير رقبة{ وفي كإفارة القتل‬
‫}فتحرير رقبة مؤمنة{ )أو( كإان ثم مقيد كإذلك‪ .‬و)كإان( المطلق )أولى(‬
‫بالتقييد )بأحدهما( من الخر من حيث القياس كإما في قوله تعالى في كإفارة‬
‫اليمين }فصيام ثلثة أيام{ وفي كإفارة الظهار }فصيام شهرين متتابعين{ وفي‬
‫ج وسإبعة إذا رجعتم{ )قيد( المطلق‬‫صأوم التمتع }فصيام ثلثة أيام في الح ّ‬
‫بالقيد أي حمل عليه )قياسإا في الصأح(‪ :‬فل بد من جامع بينهما وهو في المثال‬
‫الول موجب الطهر‪ ،‬وفي الثاني حرمة سإببهما من الظهار والقتل‪ ،‬وفي الثالث‬
‫النهي عن اليمين والظهار‪ ،‬فحمل المطلق فيه على كإفارة الظهار في التتابع‬
‫أولى من حمله على صأوم المتمتع في التفريق لتحادهما في الجامع‪ ،‬والتمثيل‬
‫به إنما هو على قول قديم‪ ،‬وقيل يحمل عليه في الوليين لفظا أي بمجرد وجود‬
‫اللفظ المقيد من غير حاجة إلى جامع‪ ،‬وقيل ل يحمل عليه في الثالثة بناء على‬
‫أن الحمل لفظي‪ .‬وقال الحنفي‪ :‬ل يحمل عليه لختلفّ الحكم أو السبب‬
‫فيبقى المطلق على خلفه‪ .‬أما إذا كإان ثم مقيد في محلين بمتنافيين ولم يكن‬
‫المطلق في ثالث أولى بالتقييد بأحدهما من حيث القياس كإما في قوله تعالى‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫في قضاء رمضان }فعدة من أيام أخر{ وفي كإفارة الظهار }فصيام شهرين‬
‫متتابعين{ وفي صأوم التمتع ما مّر‪ .‬فيبقى المطلق على إطلقه لمتناع تقييده‬
‫بهما لتنافيهما وبواحد منهما لنتفاء مرجحه‪ ،‬فل يجب في قضاء رمضان تتابع ول‬
‫تفريق والترجيح من زيادتي‪ ،‬ولو اختلف سإببهما وحكمهما كإتقييد الشاهد‬
‫بالعدالة وإطلق الرقبة في الكفارة لم يحمل المطلق على المقيد اتفاقا‪ ،‬وقيل‬
‫على الراجح‪.‬‬

‫الظاهر والمؤّول‬
‫أي هذا مبحثهما‪) .‬الظاهر( لغة الواضح واصأطلحا‪) .‬ما دل( على المعنى )دللة‬
‫ظنية( أي راجحة بوضع اللغة أو الشرع أو العرفّ‪ ،‬يحتمل غير ذلك المعنى‬
‫مرجوحا كإما مر أوائل الكتاب الول كإالسإد راجح في الحيوان المفترس لغة‬
‫مرجوح في الرجل الشجاع والصلة راجحة في ذات الركإوع والسجود شرعا‬
‫مرجوحة في الدعاء الموضوعة له لغة‪ ،‬والغائط راجح في الخارج المستقذر‬
‫عرفا مرجوح في المكان المطمئن الموضوع له لغة‪ ،‬وخرج المجمل لتساوي‬
‫الدللة فيه‪ ،‬والمؤول لنه مرجوح‪ ،‬والنص كإزيد لن دللته قطعية‪) .‬والتأويل‬
‫حمل الظاهر على المحتمل المرجوح فإن حمل( عليه )دليل فصحيح( الحمل‪.‬‬
‫ن دليلً( وليس دليل ً في الواقع )ففاسإد أو ل لشيء فلعب( ل تأويل‪.‬‬
‫)أو لما يظ ّ‬

‫)والول( أي التأويل قسمان )قريب( يترجح على الظاهر بأدنى دليل نحو }إذا‬
‫قمتم إلى الصلة{ أي عزمتم على القيام إليها و}إذا قرأت القرآن{ أي أردت‬
‫قراءته‪) .‬وبعيد( ل يترجح على الظاهر إل بأقوى منه‪) .‬كإتأويل( الحنفية‬
‫)أمسك( من قوله صألى الله عليه وسإّلم لغيلن لما أسإلم على عشر نسوة‬
‫»أمسك أربعا وفارق سإائرهن«‪) .‬بابتدىء( نكاح أربع منهن بقيد زدته بقولي‬
‫)في المعية( أي فيما إذا نكحهن معا لبطلنه كإالمسلم بخلفّ نكاحهن مرتبا‬
‫فيمسك الربع الوائل‪ ،‬ووجه بعده أن المخاطب بمحله وهو أمسك قريب عهد‬
‫بالسإلم لم يسبق له بيان شروط النكاح مع حاجته إلى ذلك‪ ،‬ولم ينقل تجديد‬
‫نكاح منه ول من غيره ممن أسإلم مع كإثرتهم وتوفر دواعي حملة الشرع على‬
‫نقله لو وقع‪) .‬و( كإتأويلهم )سإتين مسكينا{ من قوله تعالى‪} :‬فإطعام سإتين‬
‫مسكينا{ )بستين مدا( بتقدير مضافّ أي طعام سإتين مسكينا وهو سإتون مدا‬
‫فيجوز إعطاؤه لمسكين واحد في سإتين يوما كإما يجوز إعطاؤه لستين مسكينا‬
‫في يوم واحد‪ ،‬لن القصد بإعطائه دفع الحاجة ودفع حاجة الواحد في سإتين‬
‫يوما كإدفع حاجة الستين في يوم واحد‪ ،‬ووجه بعده أنه اعتبر فيه ما لم يذكإر من‬
‫المضافّ وألغى فيه ما ذكإر من عدد المساكإين الظاهر قصده لفضل الجماعة‬
‫وبركإتهم وتظافر قلوبهم على الدعاء للمحسن‪) .‬و( كإتأويلهم خبر أبي داود‬
‫وغيره‪) :‬ل صأيام لمن لم يبيت( أي الصيام من الليل‪) .‬بالقضاء والنذر( لصحة‬
‫غيرهما بنية من النهار عندهم ووجه بعده أنه قصر للعام النص في العموم على‬
‫نادر لندرة القضاء والنذر‪) .‬و( كإتأويل أبي حنيفة خبر ابن حبان وغيره )ذكإاة‬
‫الجنين ذكإاة أمه( بالرفع والنصب )بالتشبيه( أي مثل ذكإاتها أو كإذكإاتها‪ ،‬فالمراد‬
‫بالجنين الحي لحرمة الميت عنده وأحله صأاحباه كإالشافعي‪ ،‬ووجه بعده ما فيه‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫من التقدير المستغنى عنه ووجه اسإتغنائه عنه على رواية الرفع وهي‬
‫المحفوظة أن يعرب ذكإاة الجنين خبرا لما بعده أي ذكإاة أم الجنين ذكإاة له‪،‬‬
‫وعلى رواية النصب إن‬

‫ثبتت أن يجعل على الظرفية أي ذكإاة الجنين حاصألة وقت ذكإاة أمه التي‬
‫أحلتها‪ ،‬فالمراد الجنين الميت وأن ذكإاة أمه أحلته تبعا لها‪.‬‬

‫المجمل ما لم تتضح دللته‬


‫من قول أو فعل كإقيامه صألى الله عليه وسإّلم من الركإعة الثانية بل تشهد‬
‫لحتماله العمد والسهو‪ ،‬وخرج المهمل إذ ل دللة له والمبين ليضاح دللته‪) .‬فل‬
‫ح في آية السرقة(‪ :‬وهي‪} :‬والسارق والسارقة فاقطعوا‬ ‫إجمال في الصأ ّ‬
‫أيديهما{ ل في اليد ول في القطع‪ ،‬وقيل مجملة فيهما لن اليد تطلق على‬
‫العضو إلى الكوع وإلى المرفق وإلى المنكب‪ ،‬والقطع يطلق على البانة وعلى‬
‫الجرح‪ ،‬ول ظهور لواحد من ذلك وإبانة الشارع من الكوع مبينة‪ ،‬لذلك قلنا ل‬
‫نسلم عدم ظهور واحد‪ ،‬لن اليد ظاهرة في العضو إلى المنكب والقطع ظاهر‬
‫في البانة‪ ،‬وإبانة الشارع من الكوع دليل على أن المراد من الكل البعض‪) .‬و(‬
‫ل في نحو‪} :‬حرمت عليكم الميتة{ كإحرمت عليكم أمهاتكم‪ ،‬وقيل مجمل‪ .‬إذ‬
‫ل يصح إسإناد التحريم إلى العين لنه إنما يتعلق بالفعل فل بد من تقديره‪ ،‬وهو‬
‫محتمل لمور ل حاجة إلى جميعها ول مرجح لبعضها فكان مجملً‪ .‬قلنا المرجح‬
‫موجود وهو العرفّ فإنه قاض‪ ،‬بأن المراد في الول تحريم الكإل ونحوه‪ ،‬وفي‬
‫الثاني تحريم التمتع بوطء ونحوه )و( ل في قوله تعالى‪} :‬وامسحوا‬
‫برؤوسإكم{ وقيل مجمل لتردده بين مسح الكل والبعض ومسح الشارع‬
‫الناصأية مبين لذلك‪ .‬قلنا ل نسلم تردده بين ذلك‪ ،‬وإنما هو لمطلق المسح‬
‫ل ما ينطلق عليه السإم وبغيره ومسح الشارع الناصأية من ذلك‪.‬‬ ‫الصادق بأق ّ‬
‫)و( ل في خبر البيهقي وغيره‪» :‬رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما اسإتكرهوا‬
‫عليه«‪ .‬وقيل مجمل‪ ،‬إذ ل يصح رفعها مع وجودها حسا فل بد من تقدير شيء‬
‫وهو متردد بين أمور ل حاجة إلى جميعها ول مرجح لبعضها فكان مجملً‪ .‬قلنا‪:‬‬
‫المرجح موجود وهو العرفّ فإنه قاض بأن المراد منه رفع المؤاخذة‪) .‬و( ل في‬
‫خبر الترمذي وغيره‪» :‬ل نكاح‬

‫إل بولي«‪ .‬وقيل مجمل‪ ،‬إذ ل يصح النفي لنكاح بل ولي مع وجوده حسا فل بد‬
‫من تقدير شيء وهو متردد بين الصحة والكمال ول مرجح لواحد منهما‪ ،‬فكان‬
‫مجملً‪ .‬قلنا‪ :‬بتقدير تسليم ذلك المرجح لنفي الصحة موجود وهو قربه من نفي‬
‫الذات إذ ما انتفت صأحته ل يعتد به‪ ،‬فيكون كإالمعدوم بخلفّ ما انتفى كإماله‬
‫ل(‪ :‬كإما مّر بيانه فل إجمال في شيء منه )بل( الجمال )وفي‬ ‫)لوضوح دللة الك ّ‬
‫مثل القرء(‪ :‬لتردده بين الطهر والحيض لشتراكإه بينهما‪ ،‬وحمله الشافعي على‬
‫الطهر‪ ،‬والحنفي على الحيض لما قام عندهما‪) .‬و( مثل )النور(‪ :‬لنه صأالح‬
‫للعقل ونور الشمس مثل ً لتشابههما في الهتداء بكل منهما‪) .‬و( مثل )الجسم(‬
‫لنه صأالح للسماء والرض مثل ً لتماثلهما سإعة وعددا‪) .‬و( مثل )المختار(‪:‬‬
‫كإمنقاد لتردده بين اسإم الفاعل والمفعول بإعلله بقلب يائه المسكورة أو‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫المفتوحة ألفا‪) .‬و( مثل قوله تعالى‪) :‬أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح( لتردده‬
‫بين الزوج والولي وحمله الشافعي على الزوج ومالك على الولي لما قام‬
‫عندهما )و( مثل قوله تعالى‪) :‬إل ما يتلى عليكم( للجهل بمعناه قبل نزول مبينه‬
‫وهو }حرمت عليكم الميتة{ الخ ويسري الجمال إلى المستثنى منه وهو‬
‫}أحلت لكم بهيمة النعام{ )و( مثل قوله تعالى‪) :‬الراسإخون( من قوله }وما‬
‫يعلم تأويله إل الله والراسإخون في العلم يقولون آمنا به{ لتردده بين العطف‬
‫والبتداء وحمله الجمهور على البتداء لما قام عندهم‪) .‬و( مثل )قوله عليه‬
‫الصلة والسلم( في خبر الصحيحين وغيرهما‪) :‬ل يمنع أحدكإم جاره أن يضع‬
‫خشبه في جداره(‪ :‬لتردد ضمير جداره بين عوده إلى الجار أو إلى الحد‪ .‬وتردد‬
‫الشافعي في المنع لذلك والجديد المنع لخبر الحاكإم بإسإناد صأحيح في خطبة‬
‫حجة الوداع‪» :‬ل يحل لمرىء من مال أخيه إل ما أعطاه عن طيب نفس‪.‬‬
‫وخشبه بلفظ الجمع والضافة للضمير وروى خشبة بالفراد والتنوين‪) .‬و( مثل‬
‫)قولك‪ :‬زيد طبيب ماهر(‪ :‬لتردد ماهر بين رجوعه إلى طبيب وإلى زيد‬

‫)و( مثل قولك )الثلثة زوج وفرد(‪ :‬لتردد الثلثة فيه بين اتصافها بصفتيها‬
‫واتصافّ أجزائها بهما‪ ،‬وإن تعين الثاني نظرا إلى صأدق المتكلم به‪ ،‬إذ حمله‬
‫على الول يوجب كإذبه‪.‬‬
‫)‬

‫والصأح وقوعه( أي المجمل )في الكتاب والسنة( للمثلة السابقة منهما ومنعه‬
‫داود الظاهري‪ ،‬قيل‪ :‬ويمكن أن ينفصل عنها بأن الول ظاهر في الزوج لنه‬
‫المالك للنكاح‪ .‬والثاني مقترن بمفسره‪ ،‬والثالث ظاهر في البتداء‪ ،‬والرابع‬
‫ظاهر في عوده إلى الحد لنه محط الكلم‪) .‬و( الصأح )أن المسمى الشرعي(‬
‫للفظ )أوضح من( المسمى )اللغوي( له في عرفّ الشرع لن النبي بعث لبيان‬
‫الشرعيات‪ ،‬فيحمل على الشرعي‪ ،‬وقيل ل في النهي فقيل هو مجمل‪ ،‬وقيل‬
‫يحمل على اللغوي‪ ،‬والمراد بالشرعي ما أخذت تسميته من الشرع صأحيحا‬
‫كإان أو فاسإدا ل ما يكون صأحيحا فقط‪) .‬وقد مّر( ذلك في مسألة اللفظ إما‬
‫حقيقة أو مجاز وذكإر هنا توطئة لقولي‪) :‬و( الصأح )أنه إن تعذر( أي المسمى‬
‫الشرعي للفظ‪) .‬حقيقة رد إليه بتجوز( محافظة على الشرع ما أمكن‪ ،‬وقيل‬
‫هو مجمل لتردده بين المجاز الشرعي والمسمى اللغوي‪ ،‬وقيل يحمل على‬
‫اللغوي تقديما للحقيقة على المجاز‪ ،‬والترجيح من زيادتي‪ ،‬وهو ما اختاره في‬
‫شرح المختصر كإغيره مثاله خبر الترمذي وغيره‪» :‬الطوافّ بالبيت صألة إل أن‬
‫وز بأن يقال‪:‬‬‫الله أحل فيه الكلم« تعذر فيه مسمى الصلة شرعا فيرد إليه بتج ّ‬
‫كإالصلة في اعتبار الطهر والنية ونحوهما‪ ،‬وقيل يحمل على المسمى اللغوي‬
‫وهو الدعاء بخير لشتمال الطوافّ عليه فل يعتبر فيه ما ذكإر‪ ،‬وقيل مجمل‬
‫دده بين المرين‪) .‬و( الصأح )أن اللفظ المستعمل لمعنى تارة ولمعنيين‬ ‫لتر ّ‬
‫ليس ذلك المعنى أحدهما( تارة أخرى على السواء وقد أطلق )مجمل( لتردده‬
‫بين المعنى والمعنيين‪ ،‬وقيل يترجح المعنيان لنه أكإثر فائدة‪) .‬فإن كإان( ذلك‬
‫المعنى )أحدهما عمل به( جزما لوجوده في السإتعمالين )ووقف الخر( للتردد‬
‫فيه‪ ،‬وقيل يعمل به أيضا‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫لنه أكإثر فائدة مثال الول خبر مسلم‪» :‬ل ينكح المحرم ول ينكح« بناء على أن‬
‫النكاح مشتركّ بين العقد والوطء‪ ،‬فإنه إن حمل على الوطء اسإتفيد منه معنى‬
‫واحد‪ ،‬وهو أن المحرم ل يطء ول يوطىء أي ل يمكن غيره من وطئه أو على‬
‫العقد اسإتفيد منه معنيان بينهما قدر مشتركّ‪ ،‬وهما أن المحرم ل يعقد لنفسه‬
‫ول يعقد لغيره‪ ،‬ومثال الثاني خبر مسلم‪» :‬الثيب أحق بنفسها من وليها« أي‬
‫بأن تعقد لنفسها أو بأن تعقد كإذلك أو تأذن لوليها فيعقد لها ول يجبرها‪ ،‬وقد قال‬
‫ي فيه‬
‫تعقد لنفسها أبو حنيفة‪ ،‬وكإذا بعض أصأحابنا‪ ،‬لكن إذا كإان في مكان ل ول ّ‬
‫ول حاكإم‪.‬‬

‫البيان‬

‫بمعنى التبيين لغة الظهار أو الفصل واصأطلحا‪) .‬إخراج الشيء من حيز‬


‫الشكال إلى حيز التجلي(‪ :‬أي اليضاح‪ ،‬فالتيان بالظاهر من غير سإبق إشكال‬
‫ل يسمى بيانا اصأطلحا‪) .‬وإنما يجب( البيان )لمن أريد فهمه( المشكل لحاجته‬
‫إليه بأن يعمل به أو يفتى به بخلفّ غيره‪) .‬والصأح أنه( أي البيان قد )يكون‬
‫ل حكما‬‫بالفعل( كإالقول بل أولى‪ ،‬لنه أدل بيانا لمشاهدته‪ ،‬وإن كإان القول أد ّ‬
‫لما يأتي‪ ،‬وقيل ل لطول زمنه فيتأخر البيان به مع إمكان تعجيله بالقول وذلك‬
‫ممتنع‪ .‬قلنا‪ :‬ل نسلم امتناعه والبيان بالقول كإقوله تعالى‪} :‬صأفراء فاقع لونها{‬
‫بيان لقوله بقرة وبالفعل كإخبر‪» :‬صألوا كإما رأيتموني أصألي«‪ .‬ففعله بيان‬
‫لقوله تعالى‪} :‬أقيموا الصلة{ وقوله‪ :‬صألوا الخ‪ .‬ليس بيانا‪ ،‬وإنما دل على أن‬
‫الفعل بيان ومن الفعل التقرير والشارة والكتابة‪ ،‬وقد قال صأاحب الواضح من‬
‫الحنفية في الخيرين‪ :‬ل أعلم خلفا في أن البيان يقع بهما‪) .‬و( الصأح أن‬
‫)المظنون يبين المعلوم(‪ .‬وقيل‪ :‬ل لنه دونه فكيف يبينه‪ .‬قلنا‪ :‬لوضوحه‪) .‬و(‬
‫الصأح أن )المتقدم( وإن جهلنا عينه‪) .‬من القول والفعل هو البيان(‪ :‬أي المبين‬
‫وة‪ ،‬وقيل إن كإان كإذلك فهو البيان‪ ،‬لن الشيء‬ ‫والخر تأكإيد له وإن كإان دونه ق ّ‬
‫ل يؤكإد بما هو دونه‪ .‬قلنا‪ :‬هذا في التأكإيد بغير المستقل أما بالمستقل فل‪ ،‬أل‬
‫ترى أن الجملة تؤكإد بجملة دونها‪) .‬هذا إن اتفقا(‪ :‬أي القول والفعل في البيان‬
‫كإأن طافّ صألى الله عليه وسإّلم بعد نزول آية الحج المشتملة على الطوافّ‬
‫طوافا واحدا أو أمر بطوافّ واحد‪) .‬وإل( بأن زاد الفعل على مقتضى القول‪،‬‬
‫كإأن طافّ صألى الله عليه وسإّلم بعد نزول آية الحج طوافين‪ ،‬وأمر بواحد‪ ،‬أو‬
‫بأن نقص الفعل عن مقتضى القول كإأن طافّ واحدا وأمر باثنين‪) .‬فالقول(‪:‬‬
‫أي فالبيان القول لنه يدل عليه بنفسه والفعل يدل عليه بواسإطة القول )وفعله‬
‫مندوب أو واجب( في حقه دون أمته وإن زاد على مقتضى قوله‪) :‬أو‬
‫تخفيف(في حقه أن نقص عنه سإواء أكإان القول‬

‫متقدما على الفعل أو متأخرا عنه جمعا بين الدليلين‪ ،‬وقيل البيان المتقدم‬
‫منهما كإما لو اتفقا‪ ،‬فإن كإان المتقدم القول فحكم الفعل ما مر أو الفعل‪،‬‬
‫فالقول ناسإخ للزائد منه وطالب لما زاده عليه‪ .‬قلت‪ :‬عدم النسخ بما قلناه‬
‫أولى‪ ،‬والقول أقوى دللة وذكإر التخفيف من زيادتي‪.‬‬
‫)مسألة‪ :‬تأخير البيان(‪ :‬لمجمل أو ظاهر لم يرد ظاهره بقرينة ما يأتي‪) .‬عن‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫وزين تكليف ما ل يطاق‪.‬‬ ‫وقت الفعل غير واقع وإن جاز( وقوعه عند أئمتنا المج ّ‬
‫ح‬
‫)و( تأخيره عن وقت الخطاب )إلى وقته(‪ :‬أي الفعل جائز )واقع في الصأ ّ‬
‫سإواء أكإان للمبين( ببنائه للمفعول‪) .‬ظاهر( وهو غير المجمل كإعام يبين‬
‫ل على حكم يبين نسخه أم ل‪ .‬وهو المجمل‬ ‫تخصيصه ومطلق يبين مقيده ودا ّ‬
‫المشتركّ يبين أحد معنييه مثل ً ومتواطىء يبين أحد ما صأدقاته مثل‪ ،‬وقيل يمتنع‬
‫ً‬
‫تأخيره مطلقا لخلله بفهم المراد عند الخطاب‪ ،‬وقيل يمتنع فيما له ظاهر‬
‫ليقاعه المخاطب في فهم غير المراد بخلفه في المجمل‪ ،‬وقيل يمتنع تأخير‬
‫البيان الجمالي دون التفصيلي فيما هو ظاهر مثل هذا العام مخصوص‪ ،‬وهذا‬
‫المطلق مقيد‪ ،‬وهذا الحكم منسوخ لوجود المحذور قبله بخلفّ المجمل‪،‬‬
‫فيجوز تأخير بيانه الجمالي كإالتفصيلي‪ ،‬وقيل غير ذلك‪.‬‬

‫ومما يدل على الوقوع آية }واعلموا أنما غنمتم من شيء{ فإنها عامة فيما‬
‫يغنم مخصوصأة عموما بخبر الصحيحين‪» :‬من قتل قتيل ً له عليه بينة فله‬
‫سإلبه«‪ .‬وبل عموم بخبرهما أنه صألى الله عليه وسإّلم قضى بسلب أبي جهل‬
‫لمعاذ بن عمرو بن الجموح‪ ،‬وآية‪} :‬إن الله يأمركإم أن تذبحوا بقرة{ فإنها‬
‫مطلقة ثم بين تقييدها بما في أجوبة أسإئلتهم‪) .‬و( يجوز )للرسإول( صألى الله‬
‫عليه وسإّلم )تأخير التبليغ(‪ :‬لما أوحي إليه من قرآن أو غيره‪) .‬إلى الوقت(‪ :‬أي‬
‫وقت العمل ولو على القول بامتناع تأخير البيان عن وقت الخطاب لنتفاء‬
‫المحذور السابق عنه‪ ،‬ولن وجوب معرفته إنما هو للعمل ول حاجة له قبل‬
‫العمل‪ ،‬وقيل ل يجوز على القول بذلك لقوله تعالى‪} :‬يا أيها الرسإول بلغ ما‬
‫أنزل إليك{ أي فورا لن وجوب التبليغ معلوم بالعقل فل فائدة للمر به إلى إل‬
‫الفور‪ .‬قلنا‪ :‬ل نسلم أن وجوبه معلوم بالعقل بل بالشرع ولو سإلم‪ .‬قلنا‪:‬‬
‫ففائدته تأيد العقل بالنقل‪) .‬ويجوز أن ل يعلم( المكلف )الموجود( عند وجود‬
‫المخصص )بالمخصص( بكسر الصاد‪) .‬ول بأنه مخصص(‪ :‬أي يجوز أن ل يعلم‬
‫قبل وقت العمل بذات المخصص ول بوصأف أنه مخصص مع علمه بذاته كإأن‬
‫يكون المخصص العقل بأن ل يسبب الله العلم بذلك‪) .‬ولو على المنع( أي على‬
‫القول بامتناع تأخير البيان‪ ،‬وقيل ل يجوز على القول بذلك في المخصص‬
‫السمعي لما فيه من تأخير إعلمه بالبيان‪ .‬قلنا‪ :‬المحذور إنما هو تأخير البيان‬
‫وهو منتف هنا وعدم علم المكلف بالمخصص بأن لم يبحث عنه تقصير منه‪ ،‬أما‬
‫العقلي فاتفقوا على جواز أن يسمع الله المكلف العام من غير أن يعلمه بذات‬
‫العقل بأن فقد ما يخصصه وكإول إلى نظره‪ ،‬وقد وقع أن بعض الصحابة لم‬
‫ي صألى الله عليه‬ ‫يسمع المخصص السمعي إل بعد حين منهم فاطمة بنت النب ّ‬
‫وسإّلم طلبت ميراثها مما تركإه أبوها لعموم قوله تعالى‪} :‬يوصأيكم الله في‬
‫أولدكإم{ فاحتج عليها أبو بكر رضي الله عنه بما رواه لها من خبر الصحيحين‪:‬‬
‫»ل نورث ما‬

‫تركإناه صأدقة«‪ .‬وبما تقرر علم أن قولي ولو على المنع راجع إلى المسألتين‪.‬‬

‫النسخ‬
‫لغة الزالة كإنسخت الشمس الظ ّ‬
‫ل أي‪ :‬أزالته والنقل مع بقاء الول كإنسخت‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫الكتاب أي نقلته واصأطلحا‪) .‬رفع( تعلق )حكم شرعي( بفعل )بدليل شرعي(‪،‬‬
‫والقول بأنه بيان لنتهاء أمد حكم شرعي يرجع إلى ذلك فل خلفّ في المعنى‪،‬‬
‫وإن فرق بينهما بأنه في الول زال به‪ ،‬وفي الثاني زال عنده وما فرق به من أن‬
‫الول يشمل النسخ قبل التمكن دون الثاني مردود كإما بينته مع زيادة في‬
‫الحاشية‪ .‬قال البرماوي‪ :‬فإن قلت‪ :‬سإيأتي أن من أقسام النسخ ما ينسخ‬
‫لفظه دون حكمه ول رفع فيه لحكم‪ .‬قلت‪ :‬رفع اللفظ يتضمن رفع أحكام كإثيرة‬
‫س‬
‫كإتعبد بتلوته وإجراء حكم القرآن عليه من منع الجنب ونحوه من قراءته‪ ،‬وم ّ‬
‫المحدث وحمله له وغير ذلك‪ ،‬وخرج بالشرعي أي المأخوذ من الشرع رفع‬
‫البراءة الصألية أي المأخوذة من العقل‪ ،‬وبدليل شرعي الرفع بالموت والجنون‬
‫ي صألى الله عليه وسإّلم‬
‫والغفلة والعقل والجماع‪ ،‬لنه إنما ينعقد بعد وفاة النب ّ‬
‫كإما سإيأتي‪ .‬ومخالفة المجمعين للنص تتضمن ناسإخا له وهو مستند إجماعهم‪،‬‬
‫وأما جعل المام الرازي رفع غسل الرجلين بالعقل عن قطعهما نسخا فتسمح‬
‫وتعبيري بذلك يشمل الكتاب والسنة قول ً وفعلً‪ ،‬وبه صأّرح التفتازاني فهو أولى‬
‫من قول الصأل بخطاب لقصوره على القول‪ ،‬وشمل التعريف الباحة الصألية‪،‬‬
‫فإنها عندنا ثابتة بالشرع فرفعها يكون نسخا كإما ذكإره التفتازاني‪.‬‬

‫)ويجوز في الصأح نسخ بعض القرآن( تلوة وحكما أو أحدهما دون الخر‬
‫والثلثة واقعة‪ .‬روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها‪» :‬كإان فيما أنزل عشر‬
‫رضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات«‪ .‬فهذا منسوخ التلوة والحكم‪.‬‬
‫وروى الشافعي وغيره عن عمر رضي الله عنه‪» :‬لول أن تقول الناس زاد عمر‬
‫في كإتاب الله لكتبتها الشيخ والشيخة«‪ .‬أي المحصنان‪» .‬إذا زنيا فارجموهما‬
‫ألبتة فإنا قد قرأناها«‪ .‬فهذا منسوخ التلوة دون الحكم لمره صألى الله عليه‬
‫وسإّلم برجم المحصن رواه الشيخان‪ .‬وعكسه كإثير كإقوله تعالى‪} :‬والذين‬
‫يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصأية{ إلى آخره نسخ قوله‪} :‬والذين يتوفون‬
‫منكم ويذرون أزواجا يتربصن{ إلى آخره لتأخره في النزول عن الول وإن‬
‫تقدمه في التلوة‪ ،‬وقيل ل يجوز نسخ بعضه كإما ل يجوز نسخ كإله وقيل ل يجوز‬
‫در انتفاء‬
‫نسخ التلوة دون الحكم وعكسه‪ ،‬لن الحكم مدلول اللفظ‪ ،‬فإذا ق ّ‬
‫أحدهما لزم انتفاء الخر‪ ،‬قلنا‪ :‬إنما يلزم إذا روعي وصأف الدللة وما نحن فيه‬
‫لم يراع فيه ذلك‪.‬‬

‫)و( يجوز في الصأح نسخ )الفعل قبل التمكن( منه بأن لم يدخل وقته أو دخل‬
‫ولم يمض منه ما يسعه‪ ،‬وقيل ل لعدم اسإتقرار التكليف‪ ،‬قلنا‪ :‬يكفي للنسخ‬
‫وجود أصأل التكليف فينقطع به‪ ،‬وقد وقع ذلك في قصة الذبيح فإن الخليل أمر‬
‫ي إني أرى في‬
‫بذبح ابنه عليهما الصلة والسلم لقوله تعالى حكاية عنه }يا بن ّ‬
‫المنام أني أذبحك{ إلى آخره ثم نسخ ذبحه قبل التمكن منه بقوله‪} :‬وفديناه‬
‫بذبح عظيم{ واحتمال كإونه بعد التمكن خلفّ الظاهر من حال النبياء في‬
‫امتثال المر من مبادرتهم إلى فعل المأمور به‪.‬‬

‫)و( يجوز في الصأح )نسخ السنة بالقرآن(‪ :‬كإنسخ تخريم مباشرة الصائم أهله‬
‫ل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم{ وقيل ل‬ ‫ليل ً بالسنة بقوله تعالى‪} :‬أح ّ‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫يجوز نسخها به لقوله تعالى‪} :‬وأنزلنا إليك الذكإر لتبين للناس ما نزل إليهم{‬
‫جعله مبينا للقرآن فل يكون القرآن مبينا لسنته‪ .‬قلنا‪ :‬ل مانع لنهما من عند الله‬
‫قال تعالى‪} :‬وما ينطق عن الهوى إن هو إل وحي يوحى{ ويدل للجواز قوله‬
‫تعالى‪} :‬ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء{ )كإهو( أي كإما يجوز نسخ القرآن‬
‫دة الوفاة وتعبيري بذلك أولى مما عبر به‬ ‫)به( جزما كإما مّر التمثيل له بايتي ع ّ‬
‫وز‬
‫ليهامه أن الخلفّ جار في النسخ بالقرآن لقرآن‪ ،‬وليس كإذلك عند من ج ّ‬
‫نسخ بعضه‪) .‬و( يجوز في الصأح )نسخه( أي القرآن )بها( أي بالسنة متواترة‬
‫أو آحادا قال تعالى‪} :‬لتبين للناس ما نزل إليهم{ وقيل ل يجوز لقوله تعالى‪:‬‬
‫دله من تلقاء نفسي{ والنسخ بالسنة تبديل من تلقاء‬ ‫}قل ما يكون لي أن أب ّ‬
‫نفسه قلنا ممنوع‪ .‬وما ينطق عن الهوى‪ ،‬وقيل‪ :‬ل يجوز نسخ القرآن بالحاد لن‬
‫القرآن مقطوع والحاد مظنون‪ .‬قلنا‪ :‬محل النسخ الحكم ودللة للقرآن عليه‬
‫ظنية‪) .‬و( لكن نسخ القرآن بالسنة )لم يقع إل بالمتواترة في الصأح(‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫وقع بالحاد كإنسخ خبر الترمذي وغيره‪» :‬ل وصأية لوارث« لية }كإتب عليكم إذا‬
‫حضر أحدكإم الموت إن تركّ خيرا الوصأية{‪ .‬قلنا‪ :‬ل نسلم عدم تواتر ذلك‬
‫ونحوه للمجتهدين الحاكإمين بالنسخ لقربهم من زمن الوحي وسإكت كإالصأل‬
‫عن نسخ السنة بها للعلم به من نسخ القرآن به‪ ،‬فيجوز نسخ المتواترة بمثلها‬
‫والحاد بمثلها وبالمتواترة‪ ،‬وكإذا المتواترة بالحاد على الصأح كإما مّر من نسخ‬
‫القرآن بالحاد‪) .‬وحيث وقع( نسخ القرآن )بالسنة فمعها قرآن عاضد لها( على‬
‫النسخ يبين توافقهما لتقوم الحجة على الناس بهما معا‪ ،‬ولئل يتوهم انفراد‬
‫أحدهما عن الخر‪ ،‬إذ كإل منهما من عند الله‪) .‬أو نسخ السنة بالقرآن فمعه‬
‫سإنة(‪ :‬ب ‪<1‬عاضدة له تبين توافقهما لما‬

‫مّر‪ ،‬كإما في نسخ التوجه في الصلة إلى بيت المقدس الثابت بفعله صألى الله‬
‫ل وجهك شطر المسجد الحرام{ وقد فعله صألى‬ ‫عليه وسإّلم بقوله تعالى‪} :‬فو ّ‬
‫الله عليه وسإّلم‪.‬‬

‫)و( يجوز في الصأح )نسخ القياس( الموجود )في زمن النبي( صألى الله عليه‬
‫وسإّلم )بنص أو قياس أجلي( من القياس المنسوخ به‪ ،‬فالول كإأن يقول صألى‬
‫الله عليه وسإّلم‪» :‬الفاضلة في البّر حرام لنه مطعوم«‪ .‬فيقاس به الرز‪ ،‬ثم‬
‫يقول‪» :‬بيعوا الرز بالرز متفاضلً«‪ .‬والثاني كإأن يأتي بعد القياس المذكإور نص‬
‫بجواز بيع الذرة بالذرة متفاضل ً فيقاس به بيع الرز بالرز متفاضلً‪ ،‬وقيل ل‬
‫يجوز نسخه لنه مستند إلى نص‬
‫فيدوم بدوامه‪ .‬قلنا‪ :‬ل نسلم لزوم دوامه كإما ل يلزم دوام حكم النص بأن ينسخ‬
‫وخرج بالجلي غيره‪ ،‬فل يكفي الدون لنتفاء المقاومة ول الساري لنتفاء‬
‫المرجح‪ ،‬وقيل يكفيان كإالجلي‪.‬‬

‫)و( يجوز في الصأح )نسخ الفحوى(‪ :‬أي مفهوم الموافقة بقسميه الولى‬
‫والمساوي )دون أصأله( أي المنطوق بقيد زدته بقولي‪) :‬إن تعرض لبقائه( أي‬
‫بقاء أصأله )وعكسه(‪ :‬أي أصأل الفحوى دونه إن تعرض لبقائه لنهما مدلولن‬
‫متغايران فجاز فيهما ذلك كإنسخ تحريم الضرب دون تحريم التأفيف والعكس‪،‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫وقيل ل فيهما لن الفحوى لزم لصأله فل ينسخ أحدهما دون الخر لمنافاة ذلك‬
‫اللزوم بينهما‪ ،‬وقيل يمتنع الول لمتناع بقاء الملزوم مع نفي اللزم بخلفّ‬
‫الثاني لجواز بقاء اللزم مع نفي الملزوم‪ ،‬أما نسخهما معا فيجوز اتفاقا‪ ،‬فإن‬
‫لم يتعرض للبقاء فعن الكإثر المتناع بناء على أن نسخ كإل منهما يستلزم نسخ‬
‫الخر‪ ،‬لن الفحوى لزم لصأله وتابع له‪ ،‬ورفع اللزم يستلزم رفع الملزوم‪،‬‬
‫ورفع المتبوع يستلزم رفع التابع‪ ،‬وقيل ل يستلزم نسخ كإل منهما ذلك‪ ،‬لن رفع‬
‫التابع ل يستلزم رفع الملزوم‪ ،‬ورفع المتبوع ل يستلزم رفع اللزم‪ ،‬وقيل نسخ‬
‫الفحوى ل يستلزم بخلفّ عكسه‪ ،‬وقيل عكسه لما عرفّ مما قبلهما وتعبيري‬
‫بما ذكإر أولى مما عبر به ليهامه التنافي‪ ،‬وقد أوضحت لك مع الجواب عنه في‬
‫الحاشية‪.‬‬
‫)و( يجوز في الصأح )النسخ به( أي بالفحوى كإأصأله‪ ،‬وقيل ل بناء على أنه‬
‫قياس وأن القياس ل يكون ناسإخا‪ ،‬وذكإر الخلفّ في هذه من زيادتي‪) .‬ل نسخ‬
‫النص بالقياس(‪ :‬فل يجوز في الصأح حذرا من تقديم القياس على النص الذي‬
‫هو أصأل له في الجملة‪ ،‬وعلى هذا جمهور أصأحابنا‪ .‬ونقله أبو إسإحاق المروزي‬
‫ص‪ .‬وقال القاضي حسين‪ :‬إنه المذهب‪ ،‬وقيل وصأححه الصأل يجوز‬ ‫عن الن ّ‬
‫ي دون الخفي‪،‬‬ ‫لسإتناده إلى النص‪ ،‬فكأنه الناسإخ‪ ،‬وقيل يجوز بالقياس الجل ّ‬
‫وقيل غير ذلك‪.‬‬

‫)ويجوز نسخ( مفهوم )المخالفة دون أصألها(‪ :‬كإنسخ مفهوم خبر‪» :‬إنما الماء‬
‫من الماء« بخبر‪» :‬إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل« )ل عكسه(‪ :‬أي ل‬
‫نسخ الصأل دونها‪ ،‬فل يجوز في الصأح لنها تابعة له فترتفع بارتفاعه ول يرتفع‬
‫هو بارتفاعها‪ ،‬وقيل يجوز وتبعيتها له من حيث دللة اللفظ عليها معه ل من‬
‫حيث ذاته أما نسخهما معا فجائز اتفاقا‪ ،‬كإنسخ وجوب الزكإاة في السائمة ونفيه‬
‫في المعلوفة‪ ،‬ويرجع المر فيها إلى ما كإان قبله مما دل عليه الدليل العام بعد‬
‫الشرع من تحريم الفعل إن كإان مضرة‪ ،‬أو إباحته إن كإان منفعة‪ ،‬ويرجع في‬
‫السائمة إلى ما مّر في مسألة‪ :‬إذا نسخ الوجوب بقي الجواز‪) .‬ول( يجوز‬
‫)النسخ بها( أي بالمخالفة )في الصأح( لضعفها عن مقاومة النص‪ ،‬وقيل يجوز‬
‫كإالمنطوق وذكإر الخلفّ في هذه من زيادتي‪) .‬ويجوز نسخ النشاء( الذي‬
‫الكلم فيه‪) .‬ولو( كإان )بلفظ قضاء(‪ .‬وقيل ل بناء على أن القضاء إنما يستعمل‬
‫فيما ل يتغير نحو‪} :‬وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه{ أي أمر‪) .‬أو بصيغة خبر(‬
‫ن ثلثة قروء{ أي ليتربصن نظرا للمعنى‬ ‫نحو‪} :‬والمطلقات يتربصن بأنفسه ّ‬
‫وقيل‪:‬ل يجوز نظرا للفظ‪) .‬أو قيد بتأبيد أو نحوه(‪ :‬كإصوموا أبدا صأوموا حتما‬
‫صأوموا دائما‪ ،‬الصوم واجب مستمر أبدا إذا قاله إنشاء‪ ،‬وقيل ل لمنافاة النسخ‬
‫التقييد بذلك‪ .‬قلنا‪ :‬ل نسلم ويتبين بورود الناسإخ أن المراد افعلوا إلى وجوده‬
‫كإما يقال‪ :‬لزم غريمك أبدا أي إلى أن يعطي الحق‪.‬‬

‫)و( يجوز نسخ إيجاب )الخبار بشيء ولو مما ل يتغير بإيجاب الخبار بنقيضه(‪:‬‬
‫كإأن يوجب الخبار بقيام زيد ثم بعدم قيامه قبل الخبار بقيامه لجواز أن يتغير‬
‫حاله من القيام إلى عدمه‪ ،‬ومنعت المعتزلة ذلك فيما ل يتغير كإحدوث العالم‬
‫لنه تكليف بالكذب فينزه الباري عنه لقولهم بالتقبيح العقلي‪ .‬قلنا‪ :‬ل نقول به‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫وقد يدعو إلى الكذب غرض صأحيح فل يكون التكليف به قبيحا بل حسنا‪ ،‬كإما لو‬
‫طالبه ظالم بوديعة عنده أو بمظلوم خبأه عنده فيجب عليه إنكاره‪ ،‬ويجوز له‬
‫الحلف عنه ويكفر عن يمينه‪ ،‬ولو أكإره على الكذب وجب‪ ،‬والشارة إلى هذا‬
‫الخلفّ بقولي ولو مما ل يتغير من زيادتي‪) .‬ل( نسخ )الخبر( أي مدلوله فل‬
‫يجوز )وإن كإان مما يتغير(‪ :‬لنه يوهم الكذب حيث يخبر بالشيء ثم بنقيضه‪،‬‬
‫وذلك محال على الله تعالى‪ ،‬وقيل يجوز في المتغير إن كإان خبرا عن مستقبل‬
‫دره‪.‬‬
‫بناء على القول بأن الكذب ل يكون في المستقبل لجواز المحو لله فيما يق ّ‬
‫قال الله تعالى‪} :‬يمحو الله ما يشاء ويثبت{ والخبار يتبعه بخلفّ الخبر عن‬
‫ماض‪ ،‬وقيل يجوز فيه عن الماضي أيضا لجواز أن يقول الله لبث نوح في قومه‬
‫ألف سإنة‪ ،‬ثم يقول لبث ألف سإنة إل خمسين عاما‪ ،‬وإلى الخلفّ أشرت‬
‫بقولي‪ :‬وإن إلى آخره‪.‬‬

‫)ويجوز عندنا النسخ ببدل أثقل( كإما يجوز بمساوٍ وبأخف‪ .‬وقال بعض المعتزلة‪:‬‬
‫ل إذ ل مصلحة في النتقال من سإهل إلى عسر‪ .‬قلنا‪:‬ل نسلم ذلك بعد تسليم‬
‫رعاية المصلحة وقد وقع كإنسخ وجوب الكف عن الكفار الثابت بقوله تعالى‪:‬‬
‫}ودع أذاهم{ بقوله‪ :‬اقتلوا المشركإين‪) .‬و( يجوز عندنا النسخ )بل بدل( وقال‬
‫بعض المعتزلة‪ :‬ل إذ ل مصلحة في ذلك‪ .‬قلنا‪ :‬ل نسلم ذلك بعدما ذكإر‪) .‬و( لكنه‬
‫)لم يقع في الصأح(‪ :‬وقيل وقع كإنسخ وجوب تقديم الصدقة على مناجاة النبي‬
‫الثابت بقوله‪} :‬إذا ناجيتم الرسإول{ الية‪ .‬إذ ل بدل لوجوبه فيرجع المر إلى ما‬
‫كإان قبله مما دل عليه الدليل العام من تحريم الفعل إن كإان مضرة أو إباحته‬
‫إن كإان منفعة‪ .‬قلنا‪ :‬ل نسلم أنه ل بدل للوجوب بل بدله الجواز الصادق هنا‬
‫بالباحة أو الندب وقولي عندنا من زيادتي‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬النسخ( جائز‪) .‬واقع عند كإل المسلمين(‪ .‬وخالفت اليهود غير‬
‫العيسوية بعضهم في الجواز‪ ،‬وبعضهم في الوقوع‪ ،‬واعترفّ بهما العيسوية وهم‬
‫أصأحاب أبي عيسى الصأفهاني المعترفون ببعثة نبينا عليه الصلة والسلم إلى‬
‫بني إسإماعيل خاصأة وهم العرب‪) .‬وسإماه أبو مسلم(‪ :‬الصأفهاني من المعتزلة‬
‫)تخصيصا( وإن كإان في الواقع نسخا لنه قصر للحكم على بعض الزمان فهو‬
‫تخصيص في الزمان‪ ،‬كإالتخصيص في الشخاص حتى قيل‪ :‬إن هذا منه خلفّ‬
‫في وقوع النسخ‪) .‬فالخلف( في نفيه النسخ )لفظي(‪ :‬لن تسميته له تخصيصا‬
‫يتضمن اعترافه به إذ ل يليق به إنكاره كإيف وشريعة نبينا مخالفة في كإثير‬
‫لشريعة من قبله فعنده ما كإان مغبا في علم الله تعالى‪ ،‬فهو كإالمغيا في‬
‫وي بين قوله تعالى‪} :‬وأتموا الصيام إلى‬‫اللفظ‪ ،‬ويسمى الكل تخصيصا فيس ّ‬
‫ً‬
‫الليل{ وبين‪ :‬صأوموا مطلقا مع علمه تعالى بأنه سإينزل ل تصوموا ليل وعند‬
‫غيره يسمى الول تخصيصا والثاني نسخا‪) .‬والمختار أن نسخ حكم أصأل ل‬
‫يبقى معه حكم فرعه( لنتفاء العلة التي ثبت بها بانتفاء حكم الصأل‪ ،‬وقالت‬
‫الحنفية‪ :‬يبقى لن القياس مظهر له ل مثبت‪) .‬و( المختار )أن كإل شرعي يقبل‬
‫النسخ(‪ :‬فيجوز نسخ كإل التكاليف وبعضها حتى وجوب معرفة الله تعالى‪،‬‬
‫ومنعت المعتزلة والغزالي نسخ كإل التكاليف لتوقف العلم به المقصود منه‬
‫على معرفة النسخ والناسإخ‪ ،‬وهي من التكاليف ل يتأتى نسخها‪ .‬قلنا‪ :‬مسلم‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫ذلك لكن بحصولها ينتهي التكليف بها فيصدق أنه لم يبق تكليف فل خلفّ في‬
‫المعنى‪ ،‬ومنعت المعتزلة أيضا نسخ وجوب معرفة الله تعالى‪ ،‬لنها عندهم‬
‫حسنة لذاتها ل تتغير بتغير الزمان فل يقبل حكمها النسخ‪ .‬قلنا‪ :‬الحسن الذاتي‬
‫باطل كإما مر‪.‬‬

‫)ولم يقع نسخ كإل التكاليف ووجوب المعرفة(‪ :‬أي معرفة الله تعالى‪) .‬إجماعا(‬
‫فعلم أن الخلفّ السابق إنما هو في الجواز أي العقلي )و( المختار )أن الناسإخ‬
‫قبل تبليغ النبي( صألى الله عليه وسإّلم‪) .‬المة( له وبعد بلوغه لجبريل )ل يثبت(‬
‫حكمه )في حقهم(‪ :‬لعدم علمهم به‪ ،‬وقيل يثبت بمعنى اسإتقراره في الذمة ل‬
‫بمعنى المتثال كإما في النائم‪ ،‬أما بعد التبليغ فيثبت في حق من بلغه وكإذا من‬
‫لم يبلغه إن تمكن من علمه‪ ،‬وإل فعلى الخلفّ‪) .‬و( المختار وهو ما عليه‬
‫الجمهور )أن زيادة جزء أو شرط أو صأفة على النص(‪ :‬كإزيادة ركإعة أو ركإوع أو‬
‫غسل سإاق أو عضد في الوضوء أو إيمان في رقبة الكفارة أو جلدات في جلد‬
‫د‪) .‬ليست بنسخ( للمزيد عليه‪ ،‬وقالت الحنفية‪ :‬إنها نسخ ومثار الخلفّ أنها‬ ‫ح ّ‬
‫هل رفعت حكما شرعيا‪ ،‬فعندنا ل‪ ،‬وعندهم نعم‪ .‬نظرا إلى أن المر بما دونها‬
‫اقتضى تركإها فهي رافعة لذلك المقتضى‪ .‬قلنا‪ :‬ل نسلم اقتضاء تركإها بل‬
‫المقتضى له غيره‪ ،‬وبنوا على ذلك أنه ل يعمل بأخبار الحاد في زيادتها على‬
‫القرآن كإزيادة التغريب على الجلد الثابتة بخبر الصحيحين‪» :‬البكر بالبكر جلد‬
‫مائة وتغريب عام« بناء على أن المتواتر ل ينسخ بالحاد‪) .‬وكإذا نقصه(‪ :‬أي‬
‫نقص جزء أو شرط أو صأفة من مقتضى النص كإنقص ركإعة أو وضوء أو اليمان‬
‫في رقبة الكفارة‪ ،‬فقيل إنه نسخ لها إلى الناقص لجوازه أو وجوبه بعد تحريمه‪.‬‬
‫وقال الجمهور‪ :‬ل‪ .‬والنسخ إنما هو للجزء أو الشرط أو الصفة فقط‪ ،‬لنه الذي‬
‫يتركّ وقبل نقص الجزء نسخ بخلفّ نقص الشرط والصفة والتصريح بذكإرها‬
‫من زيادتي‪ ،‬وبما تقرر علم أنه ل فرق في ذلك بين العبادة وغيرها‪ ،‬وخرج‬
‫بزيادتي أول ً الجزء والشرط والصفة غيرها كإعبادة مستقلة‪ ،‬سإواء أكإانت‬
‫مجانسة كإصلة سإادسإة أمل‪ .‬كإزيادة الزكإاة على الصلة فليست نسخا في‬
‫الثانية إجماعا ول في الولى عند الجمهور‪.‬‬

‫)خاتمة(‪ :‬للنسخ يعلم بها الناسإخ من المنسوخ )يتعين الناسإخ( لشيء )بتأخره(‬
‫عنه )ويعلم( تأخره )بالجماع(‪ :‬على أنه متأخر عنه أو أنه ناسإخ له )وقول‬
‫النبي( صألى الله عليه وسإّلم‪) :‬هذا ناسإخ( لذاكّ )أو( هذا ) بعد ذاكّ( أو سإابق‬
‫عليه )أو كإنت نهيتـ(ـكم )عن كإذا فافعلوه أو نصه على خلفّ النص الول(‪ :‬أي‬
‫أن يذكإر الشيء على خلفّ ما ذكإره فيه أّول ً )أو قول الراوي هذا متأخر( عن‬
‫ذاكّ أو سإابق عليه‪ ،‬وهو الذي ذكإره الصأل‪ ،‬فيكون ذاكّ فيه متأخرا )ل بموافقة‬
‫أحد النصين للصأل(‪ :‬أي البراءة الصألية فل يعلم التأخر بها في الصأح‪ ،‬وقيل‬
‫يعلم لن الصأل مخالفة الشرع لها‪ ،‬فيكون المخالف سإابقا على الموافق‪ .‬قلنا‪:‬‬
‫مسلم لكنه ليس بلزم لجواز العكس )و( ل )ثبوت إحدى آيتين في المصحف(‪:‬‬
‫بعد الخرى‪ ،‬فل يعلم التأخرية في الصأح‪ ،‬وقيل يعلم لن الصأل موافقة الوضع‬
‫للنزول‪ .‬قلنا‪ :‬لكنه غير لزم لجواز المخالفة كإما مر في آيتي عدة الوفاة‪) .‬و( ل‬
‫)تأخر إسإلم الراوي(‪ :‬لمرويه عن إسإلم الراوي للخر فل يعلم التأخر به في‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫دم السإلم بعد متأخره‪ ،‬وقيل يعلم لنه الظاهر‪.‬‬ ‫الصأح‪ ،‬لجواز أن يسمع متق ّ‬
‫قلنا‪ :‬لكنه بتقدير تسليمه غير لزم لجواز العكس كإما مر‪) .‬و( ل )قوله( أي‬
‫الراوي‪) :‬هذا ناسإخ( فل يكون ناسإخا )في الصأح(‪ .‬وقيل‪ :‬يكون وعليه‬
‫دثون لنه لعدالته ل يقول ذلك إل إذا ثبت عنده‪ .‬قلنا‪ :‬ثبوته عنده يجوز أن‬
‫المح ّ‬
‫يكون باجتهاد ل يوافق عليه‪) .‬ل( بقوله هذا )الناسإخ(‪ :‬لما علم أنه منسوخ‬
‫وجهل ناسإخه فيعلم به أنه ناسإخ له لضعف احتمال كإونه حينئذ عن اجتهاد‪.‬‬

‫الكتاب الثاني في السنة‬

‫)وهي أقوال النبي( صألى الله عليه وسإّلم )وأفعاله(‪ :‬ومنها تقريره لنه كإف عن‬
‫النكار والكف فعل كإما مر‪ ،‬وتقدمت مباحث القوال التي تشركّ فيها السنة‬
‫الكتاب‪ ،‬من المر والنهي وغيرهما‪ ،‬والكلم هنا في غير ذلك ولتوقف حجية‬
‫السنة على عصمة النبي بدأت كإالصأل بها مع عصمة سإائر النبياء زيادة للفائدة‬
‫فقلت‪) :‬النبياء( عليهم الصلة والسلم )معصومون حتى عن صأغيرة سإهوا( فل‬
‫يصدر عنهم ذنب ل كإبيرة ول صأغيرة ل عمدا ول سإهوا‪.‬‬
‫فإن قلت‪ :‬يشكل بأنه صألى الله عليه وسإّلم سإها في صألته حيث نسي فصلى‬
‫الظهر خمسا وسإلم في الظهر أو العصر عن ركإعتين وتكلم‪ .‬قلت‪ :‬ل إشكال‬
‫على قول الكإثر التي‪ ،‬ويدل له خبر البخاري‪» :‬إني أنسى كإما تنسون فإذا‬
‫نسيت فذكإروني« وأما على القول المذكإور‪ ،‬فيجاب عنه بأن المنع من السهو‬
‫معناه المنع من اسإتدامته ل من ابتدائه‪ ،‬وبأن محله في القول مطلقا‪ .‬وفي‬
‫الفعل إذا لم يترتب عليه حكم شرعي بدليل الخبر المذكإور‪ ،‬لنه صألى الله عليه‬
‫وسإّلم بعث لبيان الشرعيات‪ ،‬ثم رأيت القاضي عياضا ذكإر حاصأل ذلك‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫إن السهو في الفعل في حقه صألى الله عليه وسإّلم غير مضاد ّ للمعجزة ول‬
‫قادح في التصديق‪ ،‬والكإثر على جواز صأدور الصغيرة عنهم سإهوا‪ ،‬إل الدالة‬
‫على الخسة كإسرقة لقمة والتطفيف بتمرة‪ ،‬وينبهون عليها لو صأدرت‪ ،‬وإذا‬
‫تقرر أن نبينا معصوم كإغيره من النبياء‪.‬‬

‫)فل يقر نبينا( محمد صألى الله عليه وسإّلم )أحدا على باطن فسكوته ولو غير‬
‫مستبشر على الفعل مطلقا(‪ :‬بأن علم به في الصأح وقيل إل فعل من يغريه‬
‫النكار بناء على سإقوط النكار عليه‪ ،‬وقيل‪ :‬إل الكافر بناء على أنه غير مكلف‬
‫بالفروع‪ ،‬وقيل إل الكافر غير المنافق‪) .‬دليل الجواز للفاعل( بمعنى الذن له‬
‫فيه‪ ،‬لن سإكوته صألى الله عليه وسإّلم على الفعل تقرير له‪) .‬ولغيره في‬
‫م‪ .‬قلنا‪ :‬هو كإالخطاب‬ ‫الصأح(‪ .‬وقيل‪ :‬ل لن السكوت ليس بخطاب حتى يع ّ‬
‫فيعم‪) .‬وفعله( صألى الله عليه وسإّلم )غير مكروه( بالمعنى الشامل للمحرم‬
‫ولخلفّ الولى لعصمته‪ ،‬ولقلة وقوع المكروه وخلفّ الولى من التقى من‬
‫أمته‪ ،‬فكيف يقع منه ول ينافيه وقوع المكروه لنا منه بيانا لجوازه‪ ،‬لنه ليس‬
‫مكروها حينئذ‪ ،‬بل واجب‪) .‬وما كإان( من أفعاله )جبليا(‪ :‬أي واقعا بجهة جبلة‬
‫البشر أي خلقتهم كإقيامه وقعوده وأكإله وشربه‪) .‬أو مترددا( بين الجبلي‬
‫والشرعي كإحجه راكإبا وجلسته للسإتراحة‪) .‬أو بيانا(‪ :‬كإقطعة السارق من‬
‫الكوع بيانا لمحل القطع في آية السرقة )أو مخصصا به(‪ :‬كإزيادته في النكاح‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫على أربع نسوة )فواضح(‪ :‬أن الرابع لسنا متعبدين به على الوجه الذي تعبد هو‬
‫به وأن غيره دليل في حقنا‪ ،‬لنه صألى الله عليه وسإّلم بعث لبيان الشرعيات‬
‫فيباح لنا في الول‪ ،‬وقيل يندب ويندب في الثاني‪ ،‬وقيل يباح ويندب أو يجب أو‬
‫يباح بحسب المبين في الثالث‪) .‬وما سإواه(‪ :‬أي سإوى ما ذكإر في فعله‪) .‬إن‬
‫علمت صأفته( من وجوب أو ندب أو إباحة )فأمته مثله( في ذلك‪) .‬في الصأح(‪:‬‬
‫عبادة كإان أول‪ .‬وقيل مثله في العبادة فقط‪ ،‬وقيل ل مطلقا بل كإمجهول الصفة‬
‫وسإيأتي‪) .‬وتعلم( صأفة فعله أي من حيث هو ل بقيد كإونه سإوى ما ذكإر‪ ،‬فل‬
‫يشكل بذكإر البيان هنا مع ذكإره قبل‪) .‬بنص( عليها كإقوله‪ :‬هذا واجب مثلً‪.‬‬
‫)وتسوية بمعلوم الجهة(‪ :‬كإقوله هذا الفعل مساوٍ لكذا في حكمه وقد علمت‬
‫جهته‪) .‬ووقوعه بيانا أو امتثال ً لدال على وجوب أو ندب أو إباحة(‪ :‬فيكون‬
‫حكمه‬

‫حكم المبين أو الممتثل‪) .‬ويخص الوجوب( عن غيره )أمارته كإالصلة بأذان(‪:‬‬


‫لنه ثبت باسإتقراء الشريعة أن ما يؤذن لها واجبة بخلفّ غيرها‪ ،‬كإصلة العيد‬
‫د(‪ ،‬والختان إذ‬
‫والخسوفّ‪) .‬وكإونه( أي الفعل )ممنوعا( منه‪) ،‬لو لم يجب كإالح ّ‬
‫كإل منهما عقوبة وقد يتخلف الوجوب عن هذه المارة لدليل كإما في سإجودي‬
‫السهو والتلوة في الصلة )و( يخص )الندب( عن غيره )مجرد قصد القربة(‪:‬‬
‫بأن تدل قرينة على قصدها بذلك الفعل مجردا عن قيد الوجوب‪ ،‬والفعل‬
‫المجرد قصدها كإما صأرح به الصأل كإثير من صألة وصأوم وقراءة ونحوها من‬
‫التطوعات )وإن جهلت( صأفته‪) ،‬فللوجوب في الصأح( في حقه وحقنا‪ ،‬لنه‬
‫الحوط‪ ،‬وقيل للندب لنه المتحقق بعد الطلب‪ ،‬وقيل للباحة لن الصأل عدم‬
‫الطلب‪ ،‬وقيل بالوقف في الكل لتعارض الدلة‪ ،‬وقيل في الولين فقط مطلقا‪،‬‬
‫لنهما الغالب من فعل النبي‪ ،‬وقيل فيهما إن ظهر قصد القربة‪ ،‬وإل فللباحة‪.‬‬
‫وسإواء على غير هذا القول أظهر قصد القربة أم ل‪ .‬ومجامعة القربة للباحة‬
‫بأن يقصد بفعل المباح بيان الجواز للمة فيثاب على هذا القصد‪.‬‬

‫)وإذا تعارض الفعل والقول( أي تخالفا بتخالف مقتضيهما )ودل دليل على تكرر‬
‫مقتضاه( أي القول‪) .‬فإن اختص( القول )به( صألى الله عليه وسإّلم‪ ،‬كإأن قال‪:‬‬
‫ي صأوم عاشوراء في كإل سإنة‪ ،‬وأفطر في سإنة بعد القول أو قبله‪.‬‬ ‫يجب عل ّ‬
‫)فالمتأخر( من الفعل‪ ،‬والقول بأن علم )ناسإخ( للمتقدم منهما في حقه‪ ،‬فإن‬
‫لم يدل دليل على تكرر ما ذكإر في هذا القسم وقسيميه الثنين‪ ،‬فل نسخ لكن‬
‫في تأخر الفعل ل في تقدمه لدللته على الجواز المستمّر‪) .‬فإن جهل( المتأخر‬
‫منهما‪) .‬فالوقف( عن ترجيح أحدهما على الخر في حقه إلى تبين التاريخ )في‬
‫الصأح( لسإتوائهما في احتمال تقدم كإل منهما على الخر‪ ،‬وقيل يرجح القول‪،‬‬
‫وعزى إلى الجمهور لنه أقوى دللة من الفعل لوضعه لها‪ .‬والفعل إنما يدل‬
‫بقرينة لن له محامل‪ ،‬وقيل يرجح الفعل لنه أقوى بيانا بدليل أنه يبين به‬
‫القول‪ .‬قلنا‪ :‬البيان بالقول أكإثر‪ ،‬ولو سإلم تساويهما‪ ،‬لكن البيان بالقول أقوى‬
‫دللة كإما مر‪ ،‬ولنه ل يختص بالموجود المحسوس‪ ،‬ولن دللته متفق عليها‬
‫بخلفّ الفعل في ذلك‪) .‬ول تعارض( في حقنا حيث دل دليل على تأسإينا به في‬
‫ص( القول )بنا(‪ :‬كإأن قال‪ :‬يجب عليكم‬ ‫الفعل لعدم تناول القول لنا‪) .‬وإن اخت ّ‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫صأوم عاشوراء إلى آخر ما مّر‪) .‬فل تعارض فيه(‪ :‬أي في حقه صألى الله عليه‬
‫وسإّلم بين الفعل والقول لعدم تناوله له‪) .‬وفينا المتأخر( منهما بأن علم‬
‫ل دليل على تأسإينا( به في الفعل )فإن جهل( المتأخر‬ ‫)ناسإخ( للمتقدم‪) .‬إن د ّ‬
‫)عمل بالقول في الصأح(‪ :‬وقيل بالفعل‪ ،‬وقيل الوقف لما مّر‪ ،‬وإنما اختلف‬
‫التصحيح في المسألتين لنا متعبدون فيما يتعلق بنا بالعلم بحكمه لنعمل به‬
‫بخلفّ ما يتعلق به‪ ،‬إذ ل ضرورة إلى الترجيح فيه‪ ،‬فإن لم يدل دليل على تأسإينا‬
‫به في الفعل فل تعارض في حقنا لعدم ثبوت حكم الفعل في حقنا‪) .‬وإن عمنا‬
‫ي وعليكم صأوم عاشوراء إلى آخر ما مّر‪.‬‬ ‫وعمه( القول كإأن قال‪ :‬يجب عل ّ‬
‫)فحكمهما( أي الفعل والقول‪) .‬كإما مّر( من أن المتأخر منهما إن‬

‫علم ناسإخ للمتقدم في حقه‪ ،‬وكإذا في حقنا إن د ّ‬


‫ل دليل على تأسإينا به في‬
‫الفعل‪ ،‬وإل فل تعارض في حقنا‪ ،‬وإن جهل المتأخر فالصأح في حقه الوقف‪،‬‬
‫وفي حقنا تقدم القول‪) .‬إل أن يكون( القول )العام ظاهرا فيه( صألى الله عليه‬
‫وسإّلم ل نصا‪ ،‬كإأن قال‪ :‬يجب على كإل مكلف صأوم عاشوراء إلى آخر ما مّر‪.‬‬
‫)فالفعل مخصص( للقول في حقه تقدم عليه أو تأخر عنه أو جهل ذلك‪ ،‬ول‬
‫نسخ لن التخصيص أهون منه لما فيه من إعمال الدليلين بخلفّ النسخ‪ ،‬نعم لو‬
‫تأخر الفعل عن العمل بمقتضى القول فهو ناسإخ كإما مّر آخر التخصيص‪ ،‬ولو لم‬
‫يكن القول ظاهرا في الخصوص ول في العموم‪ ،‬كإأن قال‪ :‬صأوم عاشوراء‬
‫واجب في كإل سإنة‪ ،‬فالظاهر أنه كإالعام لن الصأل عدم الخصوص‪ ،‬أما تعارض‬
‫القولين فسيأتي في التعادل والترجيح‪ ،‬وأما الفعلن فل يتعارضان كإما جزم به‬
‫ابن الحاجب وغيره لجاز أن يكون الفعل في ووقت واجبا وفي آخر بخلفه‪ ،‬لن‬
‫الفعال ل عموم لها‪.‬‬

‫الكلم في الخبار‬

‫بفتح الهمزة جمع خبر وهو يطلق على صأيغته وعلى معناها‪ ،‬وهو المعنى القائم‬
‫بالنفس‪ ،‬ولما كإان الخبر مما يصدق به المركإب بدأت كإالصأل به تكثيرا للفائدة‬
‫فقلت‪) :‬المركإب( من اللفظ )إما مهمل(‪ :‬بأن ل يكون له معنى‪) .‬وليس‬
‫موضوعا( اتفاقا‪) ،‬وهو موجود في الصأح(‪ ،‬كإمدلول لفظ الهذيان فإنه لفظ‬
‫مركإب مهمل كإضرب من الهوس أو غيره مما ل يقصد به الدللة على شيء‪،‬‬
‫ونفاه المام الرازي قائلً‪ :‬إن التركإيب إنما يصار إليه للفادة‪ ،‬فحيث انتفت‬
‫انتفى فمرجع خلفه إلى أن مثل ما ذكإر ل يسمى مركإبا‪) .‬أو مستعمل(‪ ،‬بأن‬
‫يكون له معنى )والمختار أنه موضوع(‪ :‬أي بالنوع‪ ،‬وقيل‪ :‬ل‪ .‬والموضوع‬
‫مفرداته والمركإب المستعمل المفيد يعبر عنه بالكلم‪) .‬والكلم اللساني لفظ‬
‫تضمن إسإنادا مفيدا مقصودا لذاته(‪ :‬فخرج الخط والرمز والعقد والشارة‬
‫والنصب والمفرد كإزيد وغير المفيد كإالنار حاّرة‪ ،‬وتكلم رجل ورجل يتكلم‪ ،‬وغير‬
‫المقصود كإالصادر من نائم‪ ،‬والمقصود لغيره كإصلة الموصأول نحو‪ :‬جاء الذي‬
‫قام أبوه‪ ،‬فإنها مفيدة بالضم إليه مع ما معه مقصودة ليضاح معناه )و( الكلم‬
‫)النفساني معنى في النفس(‪ :‬أي قام بها‪) .‬يعبر عنه باللساني(‪ :‬أي بما‬
‫صأدقاته‪ ،‬وهذا من زيادتي‪) .‬والصأح عندنا أنه(‪ :‬أي الكلم )مشتركّ( بين‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫اللساني والنفساني‪ ،‬لن الصأل في الطلق الحقيقة‪ .‬قال المام الرازي‪:‬‬
‫وعليه المحققون منا‪ .‬وقيل‪ :‬إنه حقيقة في النفساني مجاز في اللساني‪،‬‬
‫واختاره الصأل قال الخطل‪:‬‬
‫ن الكلم لفي الفؤاد وإنما‬
‫إ ّ‬
‫جعل اللسان على الفؤاد دليل‬

‫وقالت المعتزلة‪ :‬إنه حقيقة في اللساني لتبادره إلى الذهان دون النفساني‬
‫الذي أثبته الشاعرة دون المعتزلة‪ .‬ويجاب عما قاله الخطل بأن مراده الكلم‬
‫الصألي‪ ،‬فالكلم اللساني ليس أصأليا‪ ،‬وإن كإان حقيقة‪ ،‬ودليل ً على الصأل‪،‬‬
‫وعما قاله المعتزلة بأن تبادر الشيء وإن كإان علمة للحقيقة ل بمنع كإون ما‬
‫انتفى فيه التبادر حقيقة أيضا‪ ،‬لن العلمة ل يشترط فيها النعكاس‪ ،‬والنفساني‬
‫منسوب إلى النفس بزيادة ألف ونون للدللة على العظمة‪ ،‬كإما في قولهم‪:‬‬
‫شعراني لعظيم الشعر‪.‬‬

‫)والصأولي إنما يتكلم فيه( أي في اللساني لن بحثه فيه ل في المعنى‬


‫النفسي‪) .‬فإن أفاد(‪ :‬أي ما صأدق اللساني )بالوضع طلبا فطلب ذكإر الماهية(‪:‬‬
‫أي فاللفظ المفيد لطلب ذكإرها أي ذاتا أو صأفة‪) .‬اسإتفهام( نحو‪ :‬ما هذا ومن‬
‫ذا أزيد أم عمرو‪) .‬و( طلب )تحصيلها أو تحصيل الكف عنها(‪ :‬أي اللفظ المفيد‬
‫لذلك‪) .‬أمر ونهي( نحو‪ :‬قم ول تقم )ولو( كإان تحصيل ذلك طلب )من ملتمس(‬
‫أي مساوٍ لمطلوب منه رتبة‪) .‬وسإائل(أي دون المطلوب منه رتبة فإن اللفظ‬
‫المفيد لذلك منهما يسمى أمرا ونهيا‪ ،‬وقيل ل بل يسمى من الول التماسإا‪،‬‬
‫ومن الثاني سإؤال ً وإلى الخلفّ أشرت بقولي ولو إلى آخره‪) .‬وإل(‪ :‬أي وإن لم‬
‫يفد بالوضع طلبا‪) .‬فما ل يحتمل( منه )صأدقا وكإذبا( في مدلوله )تنبيه وإنشاء(‪:‬‬
‫أي يسمى بكل منهما سإواء أفاد طلبا باللزم كإالتمني والترجي نحو‪ :‬ليت‬
‫الشباب يعود لع ّ‬
‫ل الله يعفو عني أم لم يفد طلبا نحو‪ :‬أنت طالق‪.‬‬
‫)ومحتملهما(‪ :‬أي الصدق والكذب من حيث هو )خبر(‪ .‬وقد يقطع بصدقه أو‬
‫كإذبه لمور خارجة عنه كإما سإيأتي‪ ،‬وأبى قوم كإما قاله الصأل تعريف الخبر كإما‬
‫أبوا تعريف العلم والوجود والعدم‪ .‬قيل‪ :‬لن كإل ً منها ضروري فل حاجة إلى‬
‫تعريفه‪ ،‬وقيل لعسر تعريفه‪) .‬وقد يقال( هو للبيانيين‪) .‬النشاء ما(‪ :‬أي كإلم‬
‫)يحصل به مدلوله في الخارج( كإأنت طالق‪ .‬وقم ول تقم‪ ،‬فإن مدلولها من‬
‫إيقاع الطلق وطلب القيام وعدمه يحصل به ل بغيره‪ ،‬فالنشاء بهذا المعنى‬
‫أعم منه بالمعنى الول لشموله الطلب بأقسامه السابقة بخلفه بالمعنى‬
‫الول‪ ،‬فإنه قسيم للطلب بالوضع وللخبر فل يشمل السإتفهام والمر والنهي‪.‬‬
‫)والخبر خلفه(‪ :‬أي ما يحصل بغيره مدلوله في الخارج بأن يكون له خارج‬
‫صأدق أو كإذب نحو‪ :‬قام زيد فإن مدلوله أي مضمونه من قيام زيد يحصل‬
‫بغيره‪ ،‬وهو محتمل لن يكون واقعا في الخارج فيكون هو صأدقا وغير واقع‬
‫فيكون هو كإذبا‪) .‬ول مخرج له(‪ :‬أي للخبر من حيث مضمونه )عن الصدق‬
‫والكذب لنه إما مطابق للخارج(‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫فالصدق )أولً( فالكذب )فل واسإطة( بينهما )في الصأح( وقيل بها‪ .‬وفي القول‬
‫بها أقوال منها قول عمرو بن بحر الجاحظ‪ :‬الخبر إن طابق الخارج مع اعتقاد‬
‫المخبر المطابقة فصدق أو لم يطابقه مع اعتقاد عدمها فكذب‪ ،‬وما سإواهما‬
‫واسإطة بينهما وهو أربعة أن ينتفي اعتقاده المطابقة في المطابق بأن يعتقد‬
‫عدمها أو لم يعتقد شيئا‪ ،‬وأن ينتفي اعتقاده عدمها في غير المطابق بأن‬
‫يعتقدها أو لم يعتقد شيئا‪.‬‬
‫)ومدلول الخبر( في الثبات أي‪ :‬مدلول ما صأدقه )ثبوت النسبة( في الخارج‬
‫كإقيام زيد في قام زيد‪ ،‬وهذا ما رجحه السعد التفتازاني ورد ّ ما عداه‪) .‬إل‬
‫الحكم بها(‪ .‬وقيل‪ :‬هو الحكم بها ورجحه الصأل وفاقا للمام الرازي مع مخالفته‬
‫له في الكتاب الول‪ ،‬حيث جعل ثم مدلول اللفظ المعنى الخارجي دون المعنى‬
‫م في غير لفظ الخبر ونحوه ويقاس‬ ‫الذهني خلفا للمام‪ ،‬إل أن يقال ما ذكإر ث ّ‬
‫بالخبر في الثبات الخبر في النفي‪ ،‬فيقال مدلوله انتفاء النسبة ل الحكم به‪ ،‬ثم‬
‫ما ذكإر ل ينافي ما حققه المحققون من أن مدلول الخبر أي ما صأدقه هو‬
‫الصدق والكذب إنما هو احتمال عقلي‪) .‬ومورد الصدق والكذب( في الخبر‬
‫)النسبة التي تضمنها فقط(‪ :‬أي دون غيرها‪) .‬كإقيام زيد في قام زيد بن عمرو‬
‫وته( لعمرو أيضا‪ ،‬فمورد الصدق والكذب في الخبر المذكإور النسبة‪ ،‬وهي‬ ‫ل بن ّ‬
‫وته لعمرو فيه أيضا إذ لم يقصد به الخبار بها‪ .‬فالشهادة بتوكإيل‬ ‫قيام زيد ل بن ّ‬
‫فلن بن فلن فلنا شهادة بالتوكإيل فقط(‪ :‬أي دون نسب الموكإل كإما هو قول‬
‫عندنا وقال به المام مالك‪) .‬و( لكن )الراجح( عندنا أنها شهادة )بالنسب(‬
‫للموكإل )ضمنا وبالتوكإيل أصألً( لتضمن ثبوت التوكإيل المقصود لثبوت نسب‬
‫الموكإل لغيبته عن مجلس الحكم‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬الخبر(‪ :‬بالنظر لمور خارجة عنه‪) .‬إما مقطوع بكذبه( إما )قطعا‬
‫كإالمعلوم خلفه( إما )ضرورة( نحو النقيضان يجتمعان أو يرتفعان‪) .‬أو‬
‫ي صألى الله عليه‬‫اسإتدللً( كإقول الفلسفي‪ :‬العالم قديم وكإبعض المنسوب للنب ّ‬
‫ي فإن كإان قاله فل بد ّ من وقوعه‪ ،‬وإل‬‫وسإّلم لنه روى عنه أنه قال‪ :‬سإيكذب عل ّ‬
‫وهو الواقع فإنه غير معروفّ فقد كإذب به عليه‪ ،‬وهذا المثال جعل فيه الصأل‬
‫خلفا وليس بمعروفّ‪ ،‬بل صأرح السإنوي فيه بالقطع‪.‬‬
‫)وكإل خبر( عنه صألى الله عليه وسإّلم )أوهم باطلً( أي أوقعه في الوهم أي‬
‫الذهن‪) .‬ولم يقبل تويل ً فـ(ـهو إما )موضوع(‪ :‬أي مكذوب عليه صألى الله عليه‬
‫وسإّلم لعصمته كإما روي أنه تعالى خلق نفسه فهو كإذب ليهامه باطل ً وهو‬
‫حدوثه‪ ،‬وقد دل العقل القاطع على أنه تعالى منزه عن الحدوث‪) .‬أو نقص منه(‬
‫من جهة راويه )ما يزيل الوهم(‪ :‬الحاصأل بالنقصان منه كإما في خبر الصحيحين‬
‫عن ابن عمر قال‪ :‬صألى بنا النبي صألى الله عليه وسإّلم صألة العشاء في آخر‬
‫حياته‪ ،‬فلما سإلم قام فقال‪» :‬أرأيتكم ليلتكم هذه على رأس مائة سإنة منها ل‬
‫يبقى ممن هو اليوم على ظهر الرض أحد«‪ .‬قال ابن عمر‪ :‬فوهل الناس في‬
‫مقالته أي غلطوا في فهم المراد منها حيث لم يسمعوا لفظة اليوم‪ ،‬ويوافقه‬
‫فيها خبر مسلم عن أبي سإعيد‪ :‬ل تأتي مائة سإنة وعلى الرض نفس منفوسإة‬
‫اليوم«‪ .‬وقوله‪ :‬منفوسإة أي موثوقة احترز به عن الملئكة )وسإبب وضعه( أي‬
‫الخبر )نسيان( من الراوي لمرويه‪ ،‬فيذكإر غيره ظانا أنه مرويه‪) .‬أو تنفير(‪:‬‬
‫كإوضع الزنادقة أخبارا تخالف العقول تنفيرا لعقلء عن شريعته المطهرة‪،‬‬
‫وقولي أو تنفير أولى من قوله أو افتراء‪ ،‬لن الفتراء قسم من الوضع ل سإبب‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫له‪) .‬أو غلط( من الراوي بأن يسبق لسانه إلى غير مرويه‪ ،‬أو يضع مكانه ما‬
‫دي معناه أو يروي ما يظنه حديثا‪) .‬أو غيرها( كإما في وضع بعضهم‬‫ن أنه يؤ ّ‬
‫يظ ّ‬
‫أخبارا في الترغيب في الطاعة والترهيب عن المعصية‪) .‬أو( مقطوع بكذبه‬
‫دعي الرسإالة(‬‫)في الصأح كإخبر م ّ‬

‫أي أنه رسإول عن الله إلى الناس‪) .‬بل معجزة( تبين صأدقه )و( ل )تصديق‬
‫الصادق( له‪ ،‬لن الرسإالة عن الله على خلفّ العادة والعادة تقضي بكذب من‬
‫دعي‬‫دعي ما يخالفها بل دليل‪ ،‬وقيل ل يقطع بكذبه لتجويز العقل صأدقه‪ ،‬أما م ّ‬ ‫ي ّ‬
‫النبوة أي اليحاء إليه فقط فل يقطع بكذبه‪ ،‬كإما قاله إمام الحرمين‪ ،‬وظاهر أن‬
‫محله قبل نزول‪ :‬أنه صألى الله عليه وسإّلم خاتم النبيين‪ ،‬أما بعده فيقطع بكذبه‬
‫لقيام الدليل القاطع على أنه خاتم النبيين‪ ،‬وقولي وتصديق أولى من قوله أو‬
‫تصديق ليهامه أنه ل بد مع المعجزة من تصديق نبي له وليس كإذلك‪) .‬وخبر‬
‫نقب( بضم أّوله وتشديد ثانيه وكإسره أي‪ :‬فتش )عنه( في كإتب الحديث )ولم‬
‫يوجد عند أهله( من الرواة لقضاء العادة بكذب ناقله‪ ،‬وقيل ل يقطع بكذبه‬
‫لتجويز العقل صأدق ناقله‪ ،‬وهذا بعد اسإتقرار الخبار‪ ،‬أما قبله كإما في عصر‬
‫الصحابة فلحدهم أن يروي ما ليس عند غيره كإما قاله المام الرازي‪.‬‬

‫)وما نقل آحادا فيما تتوفر الدواعي على نقله( تواترا‪ ،‬إما لغرابته كإسقوط‬
‫الخطيب عن المنبر وقت الخطبة‪ ،‬أو لتعلقه بأصأل ديني كإالنص على إمامة‬
‫علي رضي الله عنه في قوله صألى الله عليه وسإّلم له‪» :‬أنت الخليفة من‬
‫بعدي« فعدم تواتره دليل على عدم صأحته‪ .‬وقالت الرافضة‪ :‬ل يقطع بكذبه‬
‫لتجويز العقل صأدقه‪) .‬وإما( مقطوع )بصدقه كإخبر الصادق(‪ :‬أي الله تعالى‬
‫لتنزهه عن الكذب ورسإوله لعصمته عنه‪) .‬وبعض المنسوب للنبي( صألى الله‬
‫عليه وسإّلم وإن لم نعلم عينه )والمتواتر( معنى أو لفظا‪) .‬وهو( أي المتواتر‬
‫)خبر جمع يمتنع( عادة )تواطؤهم(‪ :‬أي توافقهم )على الكذب عن محسوس( ل‬
‫عن معقول لجواز الغلط فيه كإخبر الفلسإفة بقدم العالم‪ ،‬فإن اتفق الجمع‬
‫المذكإور في اللفظ‪ ،‬والمعنى فهو لفظي‪ ،‬وإن اختلفوا فيهما مع وجود معنى‬
‫كإلي فهو معنوي‪ ،‬كإما لو أخبر واحد عن حاتم بأنه أعطى دينارا وآخر بأنه أعطى‬
‫فرسإا وآخر بأنه أعطى بعيرا وهكذا‪ .‬فقد اتفقوا على معنى كإلي وهو العطاء‪.‬‬
‫وعن محسوس متعلق بخبر‪) :‬وحصول العلم( من خبر بمضمونه )آية( أي‬
‫علمة )اجتماع شرائطه(‪ :‬أي المتواتر في ذلك الخبر‪ .‬أي المور المحققة له‪،‬‬
‫وهي كإما يؤخذ من تعريفه كإونه خبر جمع‪ ،‬وكإونهم بحيث يمتنع تواطؤهم على‬
‫الكذب وكإونه عن محسوس‪) .‬ول تكفي الربعة( في عدد الجمع المذكإور‬
‫لحتياجهم إلى التزكإية فيما لو شهدوا بالزنا فل يفيد قولهم العلم‪) .‬والصأح أن‬
‫ما زاد عليها()أن العلم فيه(‪ :‬أي في المتواتر )ضروري(‪ :‬أي يحصل عند سإماعه‬
‫من غير احتياج إلى نظر لحصوله لمن ل يتأتى منه النظر كإالبله والصبيان‪ ،‬وقيل‬
‫دمات حاصألة عند السامع‪ ،‬وهي ما مر من‬ ‫نظري بمعنى أنه متوقف على مق ّ‬
‫المور المحققة لكون الخبر متواترا ل بمعنى الحتياج إلى النظر عقب السماع‪،‬‬
‫دمات ل ينافي‬ ‫فل خلفّ في المعنى في أنه ضروري‪ ،‬إذ توقفه على تلك المق ّ‬
‫كإونه ضروريا‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬

‫)ثم إن أخبروا( أي أهل الخبر المتواتر كإلهم )عن محسوس لهم(‪ :‬بأن كإانوا‬
‫طبقة واحدة )فذاكّ( أي إخبارهم عن محسوس لهم واضح في حصول التواتر‬
‫)وإل(‪ :‬أي وإن لم يخبروا كإلهم عن محسوس لهم بأن كإانوا طبقات فلم يخبر‬
‫عن محسوس إل الطبقة الولى منهم )كإفى( في حصول التواتر )ذلك(‪ :‬أي‬
‫إخبار الولى عن محسوس لها مع كإون كإل طبقة من غيرهاجمعا يؤمن‬
‫تواطؤهم على الكذب كإما علم مما مر‪ ،‬بخلفّ ما لو لم يكونوا كإذلك فل يفيد‬
‫خبرهم التواتر‪ ،‬وبهذا بان أن المتواتر في الطبقة الولى قد يكون آحادا فيما‬
‫بعدها كإما في القراءات الشاذة‪ ،‬وتعبيري بثم إلى آخره أولى من تعبيره بما‬
‫ذكإره‪ ،‬كإما ل يخفى على المتأمل‪ ،‬وقد أوضحت ذلك في الحاشية‪) .‬و( الصأح‬
‫)أن علمه(‪ :‬أي المتواتر أي العلم الحاصأل منه )لكثرة العدد( في راويه )متفق(‬
‫للسامعين له فيجب حصوله لكل منهم‪) .‬وللقرائن( الزائدة على أقل العدد‬
‫الصالح له بأن تكون لزمة له من أحواله المتعلقة به أو بالمخبر به أو بالمخبر‬
‫عنه‪) .‬قد يختلف( فيحصل لزيد دون غيره من السامعين لن القرائن قد تقوم‬
‫عند شخص دون آخر‪ ،‬أما الخبر المفيد للعلم بالقرائن المنفصلة عنه فليس‬
‫بمتواتر‪ ،‬وقيل يجب حصول العلم من المتواتر مطلقا‪ ،‬لن القرائن في مثل‬
‫ذلك ظاهرة ل تخفى على السامع‪ ،‬وقيل ل يجب ذلك مطلقا بل قد يحصل لكل‬
‫منهم ولبعضهم فقط لجواز أن ل يحصل لبعض بكثرة العدد كإالقرائن‪) .‬و(‬
‫الصأح )أن الجماع على وفق خبر( ل يدل على صأدقه في نفس المر مطلقا‬
‫لحتمال أن يكون للجماع مستند آخر‪ ،‬وقيل يدل عليه مطلقا لن الظاهر‬
‫اسإتناد المجمعين إليه لعدم ظهور مستند غيره‪ ،‬وقيل يدل إن تلقوه بالقبول‬
‫بأن تعرضوا للسإتناد إليه‪ ،‬وإل فل يدل لجواز اسإتنادهم إلى غيره‪) .‬و( الصأح أن‬
‫)بقاء خبر تتتوفر الدواعي على إبطاله(‪ :‬بأن لم يبطله ذوو الدواعي مع‬
‫سإماعهم له آحادا ل يدل على صأدقه‪ ،‬وقل يدل عليه للتفاق على قبوله حينئذ‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬التفاق على قبوله إنما يدل‬

‫على ظنهم صأدقه‪ ،‬ول يلزم منه صأدقه في نفس المر مثاله قوله صألى الله‬
‫عليه وسإّلم لعلي رضي الله عنه‪» :‬أنت مني بمنزلة هارون من موسإى إل أنه ل‬
‫نبي بعدي« رواه الشيخان‪ .‬فإن دواعي بني أمية وقد سإمعوه متوفرة على‬
‫إبطاله لدللته على خلفة علي رضي الله عنه كإما قيل كإخلفة هارون عن‬
‫موسإى بقوله‪ :‬اخلفني في قومي وإن مات قبله‪ ،‬ولم يبطلوه وأجوبة ذلك‬
‫مذكإورة في كإتب أصأول الدين‪.‬‬

‫)و( الصأح أن )افتراق العلماء( في خبر )بين مؤول( له )ومحتج( به )ل يدل‬


‫ل عليه للتفاق على قبوله حينئذ‪ .‬قلنا‪ :‬جوابه ما مر آنفا‪.‬‬‫على صأدقه(‪ .‬وقيل‪ :‬يد ّ‬
‫)و( الصأح )أن المخبر( عن محسوس )بحضرة عدد التواتر ولم يكذبوه ول‬
‫حامل( لهم )على سإكوتهم( عن تكذيبه من نحو خوفّ أو طمع في شيء منه أو‬
‫عدم علم بخبره صأادق فيما أخبر به‪ ،‬لن سإكوتهم تصديق له عادة فيكون الخبر‬
‫صأدقا‪ .‬وقيل‪ :‬ل إذ ل يلزم من سإكوتهم تصديقه لجواز سإكوتهم عن تكذيبه ل‬
‫ح أن المخبر عن‬ ‫لشيء والتصريح بعدد التواتر من زيادتي‪) .‬أو( أي‪ :‬والصأ ّ‬
‫محسوس )بمسمع من النبي صألى الله عليه وسإّلم( أي بمكان يسمعه منه‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫ي‪) .‬ول حامل( له )على سإكوته( عن تكذيبه )صأادق( فيما أخبر به دينيا كإان‬ ‫النب ّ‬
‫أو دنيويا‪ ،‬لن النبي ل يقر أحدا على كإذب‪ ،‬وقيل ل إذ ل يدل سإكوته على صأدق‬
‫المخبر أما في الدين‪ ،‬فلجواز أن يكون النبي بينه أو أخر بيانه بما يخالف ما‬
‫أخبر به المخبر‪ .‬وأما في الدنيوي‪ ،‬فلجواز أن ل يكون النبي يعلم حاله كإما في‬
‫إلقاح النخل‪ ،‬روى مسلم عن أنس أنه صألى الله عليه وسإّلم مّر بقوم يلقحون‬
‫فقال‪» :‬لو لم تفعلوا لصلح«‪ .‬قال‪ :‬فخرج شيصا فمّر بهم فقال‪» :‬ما لنخلكم«؟‬
‫قالوا‪ :‬قلت كإذا وكإذا‪ .‬قال‪» :‬أنتم أعلم بأمر دنياكإم«‪ .‬وقيل‪ :‬صأادق في الدنيوي‬
‫بخلفّ الديني‪ ،‬وقيل عكسه وتوجيههما يعلم مما مّر‪ .‬وأجيب في الديني‪ :‬بأن‬
‫سإبق البيان أو تأخيره ل يبيح السكوت عند وقوع المنكر لما فيه من إيهام تغير‬
‫الحكم‬

‫في الول‪ ،‬وتأخير البيان عن وقت الحاجة في الثاني‪ ،‬وفي الدنيوي أنه إذا كإان‬
‫كإذبا ولم يعلم به النبي يعلمه الله به عصمة له عن أن يقر أحدا على كإذب‪ ،‬أما‬
‫إذا وجد حامل على ما ذكإر كإأن كإان المخبر ممن يعاند ول ينفع فيه النكار فل‬
‫يكون صأادقا قطعا‪.‬‬
‫)وأما مظنون الصدق فخبر الواحد وهو ما لم ينته إلى التواتر(‪ :‬سإواء أكإان‬
‫راويه واحدا أم أكإثر أفاد العلم بالقرائن المنفصلة أو ل‪) .‬ومنه( أي خبر الواحد‬
‫)المستفيض وهو الشائع( بين الناس )عن أصأل( بخلفّ الشائع ل عن أصأل )قد‬
‫يسمى( المستفيض )مشهورا(‪ :‬فهما بمعنى‪ ،‬وقيل المشهور بمعنى المتواتر‪،‬‬
‫دثين هو أعم من المتواتر‪.‬‬ ‫وقيل قسم ثالث غير المتواتر والحاد‪ ،‬وعند المح ّ‬
‫ل عدد راويه )اثنان(‪ :‬وهو قول الفقهاء‪) .‬وقيل ما‬ ‫)وأقله(‪ :‬أي المستفيض أي أق ّ‬
‫زاد على ثلثة(‪ :‬وهو قول الصأوليين‪ ،‬وقيل ثلثة وهو قول المحدثين‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬الصأح أن خبر الواحد يفيد العلم بقرينة(‪ :‬كإما في إخبار رجل بموت‬
‫ولده المشرفّ على الموت مع قرينة البكاء وإحضار الكفن والنعش‪ ،‬ول‬
‫يشترط في الواحدة العدالة تعويل ً على القرينة‪ ،‬وقيل ل يفيد العلم مطلقا‪،‬‬
‫وعليه الكإثر‪ .‬واختاره صأاحب الصأل في شرح المختصر‪ ،‬وقيل يفيده مطلقا‬
‫بشرط العدالة لنه حينئذ يجب العمل به كإما سإيأتي‪ ،‬وإنما يجب العمل بما يفيد‬
‫العلم لقوله تعالى‪} :‬ول تقف ما ليس لك به علم{‪} ،‬إن يتبعون إل الظن{ نهى‬
‫عن اتباع غير العلم وذم على اتباع الظن‪ .‬قلنا‪ :‬ذاكّ فيما المطلوب فيه العلم‬
‫من أصأول الدين كإوحدانية الله تعالى لما ثبت من وجود العمل بالظن في‬
‫الفروع‪ ،‬وقيل يفيد علما نظريا إن كإان مستفيضا جعله قائله واسإطة بين‬
‫المتواتر المفيد للعلم الضروري والحاد المفيد للظن‪) .‬ويجب العمل به(‪ :‬أي‬
‫بخبر الواحد )في الفتوى والشهادة(‪ :‬أي ما يفتي به المفتي ويشهد به الشاهد‬
‫بشرطه‪ ،‬وفي معنى الفتوى الحكم )إجماعا‪ .‬وفي باقي المور الدينية والدنيوية‬
‫ح(‪ :‬وإن عارضه قياس كإالخبار بدخول وقت الصلة أو بتنجس الماء‬ ‫في الصأ ّ‬
‫وكإإخبار طبيب أو غيره بمضرة شيء أو نفعه‪ ،‬وقيل يمتنع العمل به مطلقا لنه‬
‫إنما يفيد الظن‪ ،‬وقد نهى عن اتباعه كإما مر‪ .‬قلنا‪ :‬تقدم جوابه آنفا‪ .‬وقيل يمتنع‬
‫العمل به في الحدود لنها تدرأ بالشبهة واحتمال الكذب في الحاد شبهة‪ .‬قلنا‪:‬‬
‫ل نسلم أنه شبهة على أنه موجود في الشهادة أيضا‪ ،‬وقيل يمتنع فيما تعم به‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫البلوى أو خالفه راويه أو عارضه قياس‪ ،‬ولم يكن راويه فقيها وقيل غير ذلك‪،‬‬
‫وإذا قلنا بأنه يجب العمل به فيجب‪) .‬سإمعا(‪ :‬لنه صألى الله عليه وسإّلم كإان‬
‫يبعث الحاد إلى القبائل والنواحي لتبليغ الحكام‪ ،‬فلول أنه يجب العمل بخبرهم‬
‫لم يكن لبعثهم فائدة‪) .‬قيل وعقلً( أيضا‪ .‬وهو أنه لو لم يجب العمل به لتعطلت‬
‫وقائع الحكام المروية بالحاد ول سإبيل إلى القول بذلك وترجيح الول من‬
‫زيادتي‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬المختار أن تكذيب الصأل الفرع(‪ :‬فيما رواه عنه‪) .‬وهو جازم( به‪ .‬كإأن‬
‫قال‪ :‬رويت هذا عنه‪ .‬فقال ما رويته له‪) .‬ل يسقط مرويه( عن القبول وقيل‬
‫يسقطه‪ ،‬لن أحدهما كإاذب‪ ،‬ويحتمل أن يكون هو الفرع فل يثبت مرويه‪ ،‬قلنا‪:‬‬
‫يحتمل نسيان الصأل له بعد روايته للفرع فل يكون واحد منهما بتكذيب الخر له‬
‫د(‪ :‬لن كإل ً منهما يظن أنه صأادق‬ ‫مجروحا‪) .‬لنهما لو اجتمعا في شهادة لم تر ّ‬
‫والكذب على النبي في ذلك بتقدير إنما يسقط العدالة إذا كإان عمدا‪ ،‬وإذا لم‬
‫يسقط مروي الفرع بتكذيب الصأل له فبشكه في أنه رواه له أو ظنه أنه ما‬
‫رواه له أولى‪ ،‬وعليه الكإثر كإما صأرح به الصأل‪ ،‬وقيل يسقط به قياسإا على‬
‫نظيره في شهادة الفرع على شهادة الصأل‪ .‬قلنا‪ :‬باب الشهادة أضيق إذ يعتبر‬
‫فيه الحرية والذكإورة وغيرهما ودخل بقيد وهو جازم ما لو جزم الصأل بنفي‬
‫الرواية أو ظنه أو شك فيه‪ ،‬وخرج به ما لو شك الفرع في الرواية أو ظنها‬
‫ن الصأل نفيها أو شك فيه‪ .‬وبما تقرر‬ ‫فيسقط مرويه إل إن ظنها الفرع مع ظ ّ‬
‫علم أن صأور الجزم والظن والشك من الصأل والفرع تسع‪ ،‬وأن المروي‬
‫يسقط في أربع منها دون البقية‪) .‬وزيادة العدل(‪ :‬فيما رواه على غيره من‬
‫العدول )مقبولة إن لم يعلم اتحاد المجلس بأن علم تعدده(‪ :‬لجواز أن يكون‬
‫النبي ذكإرها في مجلس وسإكت عنها في آخر‪ ،‬أو لم يعلم تعدده ول اتحاده‪ ،‬لن‬
‫الغالب في مثل ذلك التعدد‪) .‬وإل(‪ :‬أي وإن علم اتحاده )فالمختار المنع( أي‬
‫م الفاء أشهر من‬ ‫منع قبولها‪) .‬إن كإان غيره(‪ :‬أي غير من زاد )ل يغفل(‪ :‬بض ّ‬
‫فتحها‪) .‬مثلهم عن مثلها عادة أو كإانت الدواعي تتوفر على نقلها(‪ :‬وإل قبلت‪،‬‬
‫وقيل ل تقبل مطلقا لجواز خطأ من زاد فيها‪ .‬وقيل تقبل مطلقا‪ ،‬وهو ما اشتهر‬
‫عن الشافعي‪ ،‬ونقل عن جمهور الفقهاء والمحدثين لجواز غفلة من لم يزد‬
‫عنها‪ ،‬وقيل إن كإان غير من زاد ل يغفل مثلهم عن مثلها عادة لم تقبل وإل‬
‫قبلت‪ ،‬وقيل بالوقف عن‬

‫قبولها وعدمه‪) .‬فإن كإان الساكإت( عنها فيما إذا علم اتحاد المجلس‪) .‬أضبط(‬
‫ممن ذكإرها‪) .‬أو سإّرح بنفيها على وجه يقبل(‪ .‬كإأن قال ما سإمعتها )تعارضا(‪:‬‬
‫أي خبر الزيادة وخبر عدمها بخلفّ ما إذا نفاها على وجه ل يقبل بأن محض‬
‫النفي فقال‪ :‬لم يقلها النبي صألى الله عليه وسإّلم‪ ،.‬فإنه ل أثر لذلك‪.‬‬

‫)والصأح أنه لو رواها( الراوي )مرة وتركإـ(ـها )أخرى أو انفرد( بها )واحد عن‬
‫واحد( فيما روياه )قبلت(‪ .‬وإن علم اتحاد المجلس لجواز السهو في التركّ في‬
‫الولى‪ ،‬ولن مع راويها زيادة علم في الثانية‪ ،‬وقيل ل يقبل لجواز الخطأ فيها‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫في الولى ولمخالفة رفيقه في الثانية‪ ،‬وقيل بالوقف في الولى وقياسإه يأتي‬
‫في الثانية‪) .‬و( الصأح )أنه إن غيرت( زيادة العدل )إعراب الباقي تعارضا(‪ :‬أي‬
‫الخبران لختلفّ المعنى حينئذ كإما لو روي في خبر‪ :‬فرض رسإول الله صألى‬
‫الله عليه وسإّلم زكإاة الفطر صأاعا من تمر نصف صأاع‪ ،‬وقيل تقبل الزيادة كإما‬
‫إذا لم يتغير العراب‪) .‬و( الصأح )أن حذفّ بعض الخبر جائز إل أن يتعلق به‬
‫الباقي(‪ .‬فل يجوز حذفه اتفاقا لخلله بالمعنى المقصود كإأن يكون غاية أو‬
‫ل‪ ،‬وقيل‬ ‫مستثنى بخلفّ ما ل يتعلق به الباقي فيجوز حذفه‪ ،‬لنه كإخبر مستق ّ‬
‫م فائدة تفوت بالتفريق مثاله‪ .‬قوله صألى الله عليه‬ ‫لحتمال أن يكون للض ّ‬
‫وسإّلم في البحر‪» :‬هو الطهور ماؤه الحل ميتته«‪ .‬إذ قوله الحل ميتته ل تعلق‬
‫له بما قبله‪) .‬ولو أسإند وأرسإلوا(‪ :‬أي أسإند الخبر إلى النبي واحد ووقف الباقون‬
‫على الصحابي أو من دونه )فكالزيادة(‪ :‬أي فالسإناد أو الرفع كإالزيادة فيما مّر‬
‫من التفصيل والخلفّ وغيرهما‪ .‬ومعلوم أن التفصيل بين ما تتوفر الدواعي‬
‫على نقله‪ ،‬ول تتوفر ل يمكن مجيئه هنا وتعدد مجلس السماع من الشيخ هنا‬
‫م )وإذا حمل صأحابي مرويه على أحد محمليه‬ ‫كإتعدد مجلس السماع من النبي ث ّ‬
‫حمل عليه إن تنافيا( كإالقرء يحمله على الطهر أو الحيض‪ ،‬لن الظاهر أنه إنما‬
‫حمله‬

‫عليه لقرينة‪ ،‬وتوقف الشيخ أبو إسإحاق الشيرازي فقال‪ :‬فيه نظر أي لحتمال‬
‫أن يكون حمله لموافقة رأيه ل لقرينة وخرج بالصحابي غيره‪ ،‬وقيل مثله‬
‫التابعي‪ ،‬والفرق على الصأح أن ظهور القرينة للصحابي أقرب‪) .‬وإل( أي وإن‬
‫لم يتنافيا )فكالمشتركّ في حمله على معنييه(‪ :‬وهو الصأح كإما مّر فيحمل‬
‫المروي على محمليه ول يختص بحمل الصحابي إل على القول بمنع حمل‬
‫المشتركّ على معنييه‪) .‬فإن حمله(‪ :‬أي حمل الصحابي مرويه فيما لو تنافى‬
‫المحملن )على غير ظاهره( كإأن حمل اللفظ على معناه المجازى دون‬
‫الحقيقي )حمل على ظاهره في الصأح( اعتبارا بالظاهر‪ ،‬وفيه وفي أمثاله قال‬
‫الشافعي‪ :‬كإيف أتركّ الحديث بقول من لو عاصأرته لحججته‪ ،‬وقيل يحمل على‬
‫حمله مطلقا لنه لم يفعله إل لدليل‪ .‬قلنا‪ :‬في ظنه وليس لغيره اتباعه فيه‪،‬‬
‫وقيل يحمل عليه إن فعله لظنه أنه قصد النبي صألى الله عليه وسإّلم من قرينة‬
‫شاهدها‪ .‬قلنا‪ :‬ظنه ذلك ليس لغيره اتباعه فيه لن المجتهد ل يقلد مجتهدا فإن‬
‫ذكإر دليل ً عمل به‪ ،‬أما إذا لم يتنافيا فظاهر حمله على حقيقته ومجازه بناء على‬
‫الراجح من اسإتعمال اللفظ فيهما‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬ل يقبل(‪ :‬في الرواية )مختل( في عقله كإجنون وإن تقطع جنونه‬
‫وكإمفيق من جنونه وأثر في زمن إفاقته إذ ل يمكنه التحرز عن الخلل‪ ،‬وتعبيري‬
‫بمختل أعم من تعبيره بمجنون‪) .‬و( ل )كإافر( وإن علم منه التدين والتحرز عن‬
‫ي(‬
‫الكذب‪ ،‬إذ ل وثوق به في الجملة مع شرفّ منصب الرواية عنه‪) .‬وكإذا صأب ّ‬
‫يميزه )في الصأح(‪ .‬إذ ل وثوق به لنه لعلمه بعدم تكليفه قد ل يحترز عن‬
‫الكذب‪ ،‬وقيل يقبل إن علم منه التحرز عنه‪ ،‬أما غير المميز فل يقبل قطعا‬
‫كإالمجنون‪) .‬والصأح أنه يقبل صأبي( مميز )تحمل فبلغ فأدى( ما تحمله لنتفاء‬
‫المحذور السابق‪ ،‬وقيل ل‪ .‬إذ الصغر مظنة عدم الضبط ويستمر المحفوظ‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫دى أو فاسإق فتاب فأدى قبل‪) .‬و( الصأح أنه‬‫بحاله‪ ،‬ولو تحمل كإافر فسلم فأ ّ‬
‫يقبل )مبتدع يحرم الكذب وليس بداعية ول يكفر ببدعته(‪ :‬لمنه من الكذب مع‬
‫تأويله في البتداع بخلفّ من ل يحرم الكذب أو يكون داعية بأن يدعو الناس‬
‫إلى بدعته أو يكفر ببدعته كإمنكر حدوث العالم والبعث‪ ،‬وعلم الله بالمعدوم‬
‫وبالجزئيات فل يقبل واحد من الثلثة‪ ،‬وممن رجحه في الثاني ابن الصلح‬
‫والنووي‪ .‬وقال ابن حبان‪ :‬ل أعلم فيه اختلفا وقيل‪ .‬يقبل ممن يحرم الكذب‪،‬‬
‫وإن كإان داعية لما مر وهو الذي رجحه الصأل‪ ،‬ومراده إذا لم يكفر ببدعته‪،‬‬
‫وقيل يقبل ممن يحرم الكذب وإن كإفر ببدعته‪ ،‬وقيل ل يقبل مطلقا لبتداعه‬
‫المفسق له‪) .‬و( الصأح أنه يقبل )من ليس فقيها وإن خالف القياس( خلفا‬
‫للحنفية فيما يخالفه‪ ،‬لن مخالفته ترجح احتمال الكذب‪ .‬قلنا‪ :‬ل نسلم‪) .‬و(‬
‫الصأح أنه يقبل )متساهل في غير الحديث(‪ :‬بأن يتساهل في حديث الناس‪،‬‬
‫ويتحرز في الحديث النبوي لمن الخلل فيه بخلفّ المتساهل فيه فيرد‪ ،‬وقيل ل‬
‫يقبل المتساهل مطلقا لن التساهل في غير الحديث النبوي يجّر إلى التساهل‬
‫فيه‪) .‬ويقبل مكثر( من الرواية )وإن ندرت مخالطته للمحدثين إن أمكن‬
‫تحصيل ذلك القدر( الكثير الذي رواه )في ذلك الزمن(‪ :‬الذي خالطهم فيه فإن‬
‫لم يمكن لم‬

‫يقبل في شيء مما رواه لظهور كإذبه في بعض ل نعلم عينه‪) .‬وشرط الراوي‬
‫العدالة وهي(‪ :‬لغة التوسإط وشرعا بالمعنى الشامل للمروءة )ملكة( أي هيئة‬
‫راسإخة في النفس‪) .‬تمنع اقترافّ(‪ :‬أي ارتكاب )الكبائر وصأغائر الخسة‬
‫كإسرقة لقمة( وتطفيف تمرة )والرذائل المباحة(‪ :‬أي الجائزة بالمعنى العم‬
‫أي المأذون في فعلها ل بمعنى مستوية الطرفين‪) .‬كإبول بطريق( وهو مكروه‬
‫ل بالمروءة‪ .‬والمعنى يمنع‬ ‫والكإل في السوق لغير سإوقي وغيرهما‪ .‬مما يخ ّ‬
‫اقترافّ كإل فرد من أفراد ما ذكإر فباقترافّ فرد منه تنتفي العدالة‪ ،‬أما صأغائر‬
‫غير الخسة كإكذبة ل يتعلق بها ضرر ونظرة إلى أجنبية‪ ،‬فل يشترط المنع من‬
‫اقترافّ كإل فرد منها‪ .‬فل تنتفي العدالة باقترافّ شيء منها إل أن يصّر عليه‬
‫ولم تغلب طاعاته‪ ،‬وإذا تقرر أن العدالة شرط في الرواية‪) .‬فل يقبل في الصأح‬
‫مجهول باطنا وهو المستور‪ ،‬و( ل )مجهول مطلقا(‪ :‬أي باطنا وظاهرا )و( ل‬
‫)مجهول العين(‪ :‬كإأن يقال عن رجل لنتفاء تحقق العدالة وقيل يقبلون اكإتفاء‬
‫ن بالخيرين وحكاية الصأل الجماع على‬ ‫ن حصولها في الول وتحسينا للظ ّ‬ ‫بظ ّ‬
‫عدم قبولهما مردودة بنقل ابن الصلح وغيره الخلفّ فيهما‪) .‬فإن وصأفه( أي‬
‫الخير )نحو الشافعي( من أئمة الحديث الراوي عنه )بالثقة أو بنفي التهمة(‪:‬‬
‫كإقوله أخبرني الثقة أو من ل أتهمه‪) .‬قبل في الصأح(‪ .‬وإن كإان الثاني دون‬
‫الّول رتبة وذلك لن واصأفه من أئمة الحديث ل يصفه بذلك إل وهو كإذلك‪،‬‬
‫وقيل ل يقبل لجواز أن أن يكون فيه جارح ولم يطلع عليه الواصأف‪ .‬قلنا‪ :‬يبعد‬
‫ذلك جدا مع كإون الواصأف مثل الشافعي محتجا به على حكم في دين الله‪.‬‬
‫)كإمن أقدم معذورا(‪ :‬بنحو تأويل أو جهل خل عن التدين بالكذب أو إكإراه‪.‬‬
‫)على( فعل )مفسق مظنون( كإشرب نبيذ )أو مقطوع(‪ :‬كإشرب خمر فيقبل‬
‫في الصأح سإواء اعتقد الباحة أم لم يعتقد شيئا لعذره‪ ،‬وقيل ل يقبل لرتكابه‬
‫المفسق‪ ،‬وإن اعتقد الباحة‪ ،‬وقيل يقبل في المظنون دون المقطوع وخرج‬
‫بالمعذور من أقدم‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬

‫عالما بالتحريم باختياره أو متدينا بالكذب فل يقبل قطعا‪ ،‬وبما تقرر علم أن‬
‫قولي معذورا أولى من قوله جاهلً‪.‬‬
‫)‬

‫والمختار أن الكبيرة ما توعد عليه( بنحو غضب أو لعن )بخصوصأه( في الكتاب‬


‫د‪ .‬قال الرافعي‪ :‬وهم إلى ترجيح هذا أميل‬ ‫أو السنة‪) .‬غالبا(‪ .‬وقيل هي ما فيه ح ّ‬
‫دهم‬ ‫ولول ما يوجد لكإثرهم وهو الوفق لما ذكإروه عند تفصيل الكبائر‪ .‬أي‪ :‬لع ّ‬
‫منها أكإل مال اليتيم والعقوق وغيرهما مما ل حد ّ فيه‪ ،‬وذكإر لصأل أن المختار‬
‫قول إمام الحرمين إنها كإل جريمة تؤذن بقلة اكإتراث مرتكبها بالدين ورقة‬
‫الديانة‪ ،‬وإنما لم أختره لنه يتناول صأغائر الخسة مع أن المام إنما ضبط به ما‬
‫يبطل العدالة من المعاصأي مطلقا‪ ،‬ل الكبيرة التي الكلم فيها والكبائر بعد‬
‫أكإبرها وهو الكفر كإما هو معلوم‪) .‬كإقتل( عمدا أو شبهه ظلما )وزنا( بالزاي لية‬
‫}والذين ل يدعون مع الله إلها آخر{ )ولواط(‪ :‬لنه مضيع لماء النسل بوطئه‬
‫في فرج كإالزنا‪) .‬وشرب خمر(‪ :‬وإن لم يسكر لقلتها وهي المشتد من ماء‬
‫العنب‪) .‬ومسكر( ولو غير خمر كإالمشتد من نقيع الزبيب المسمى بالنبيذ لخبر‬
‫صأحيح ورد فيه‪ ،‬أما شرب ما ل يسكر لقلته من غير الخمر فصغيرة حكما في‬
‫حق من شربه معتقدا حله لقبول شهادته‪ ،‬وإل فهو كإبيرة حقيقة ليجابه الحد‬
‫وللتوعد عليه‪ .‬وفي معنى ذلك ما اختلف في تحريمه من مطبوخ عصير العنب‪.‬‬
‫)وسإرقة( لربع مثقال أو ما قيمته ذلك لية }والسارق والسارقة{‪ ،‬أما سإرقة‬
‫ما دون ذلك فصغيرة‪ .‬قال الحليمي‪ :‬إل إن كإان المسروق منه مسكينا ل غنى‬
‫ن ظلم‬ ‫م ْ‬
‫به عن ذلك فيكون كإبيرة‪) .‬وغصب( لمال أو نحوه لخبر الصحيحين‪َ » :‬‬
‫وقه من سإبع أرضين«‪ .‬وقده العبادي وغيره بما يبلغ‬ ‫قيد شبر من الرض ط ّ‬
‫قيمته ربع مثقال كإما يقطع به في السرقة‪) .‬وقذفّ( محّرم بزنا أو لواط لية‪:‬‬
‫}إن الذين يرمون المحصنات{‪ ،‬نعم قال الحليمي قذفّ صأغيرة ومملوكإة وحرة‬
‫متهتكة صأغيرة لن اليذاء فيه دونه في الحرة الكبيرة‬

‫المستترة‪ ،‬أما القذفّ المباح كإقذفّ الرجل زوجته إذا علم زناها أو ظنه ظنا‬
‫مؤكإدا فليس بكبيرة ول صأغيرة‪ ،‬وكإذا جرح الراوي والشاهد بالزنا إذا علم بل‬
‫هو واجب‪) .‬ونميمة(‪ :‬وهي نقل كإلم بعض الناس إلى بعض على وجه الفساد‬
‫بينهم لخبر الصحيحين‪» :‬ل يدخل الجنة نمام«‪ .‬بخلفّ نقل الكلم نصيحة‬
‫ن المل يأتمرون بك‬‫للمنقول إليه كإما في قوله تعالى حكاية‪} :‬يا موسإى إ ّ‬
‫ليقتلوكّ{ فإنه واجب‪ ،‬أما الغيبة وهي ذكإركّ لنسان بما تكرهه وإن كإان فيه‬
‫فصغيرة قاله صأاحب العدة‪ ،‬وأقّره الرافعي ومن تبعه لعموم البلوى بها‪ .‬نعم‬
‫قال القرطبي في تفسيره‪ :‬إنها كإبيرة بل خلفّ‪ ،‬ويشملها تعريف الكإثر الكبيرة‬
‫بما توعد عليه بخصوصأه قال تعالى‪} :‬أيحب أحدكإم أن يأكإل لحم أخيه ميتا{‬
‫قال الزركإشي‪ :‬وقد ظفرت بنص الشافعي في ذلك‪ ،‬فالقول بأنها صأغيرة‬
‫ضعيف أو باطل‪ .‬قلت‪ :‬ليس كإذلك لمكان الجمع بحمل النص‪ ،‬وما ذكإر على ما‬
‫إذا أصأر على الغيبة أو قرنت بما يصيرها كإبيرة أو اغتاب عدل ً وقد أخرجتها‬
‫بزيادتي غالبا وتباح الغيبة في سإتة مواضع مذكإورة في محلها‪ ،‬وقد نظمتها في‬
‫بيتين فقلت‪:‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫تباح غيبة لمستفت ومن‬
‫رام إعانة لرفع منكر‬
‫ومعّرفّ متظلم متكلم‬
‫في معلن فسقا مع المحذر‬

‫ل لنه صألى الله عليه وسإّلم عدها في خبر من الكبائر‪.‬‬ ‫)وشهادة زور( ولو بما ق ّ‬
‫وفي آخر من أكإبر الكبائر رواهما الشيخان‪) .‬ويمين فاجرة(‪ :‬لخبر الصحيحين‪:‬‬
‫»من حلف على مال امرىء مسلم بغير حقه لقي الله وهو عليه غضبان«‪.‬‬
‫وخص المسلم جريا على الغالب وإل فالكافر المعصوم كإذلك‪) .‬وقطيعة رحم(‪:‬‬
‫لخبر الصحيحين‪» :‬ل يدخل الجنة قاطع«‪ .‬قال سإفيان أي ابن عيينة‪ :‬في رواية‬
‫يعني قاطع رحم‪ ،‬والقطيعة فعيلة من القطع ضد الوصأل والرحم القرابة‪.‬‬
‫ده في خبر من‬ ‫)وعقوق( للوالدين أو أحدهما‪ ،‬لنه صألى الله عليه وسإّلم ع ّ‬
‫الكبائر وفي آخر من أكإبر الكبائر رواهما الشيخان‪ .‬وأما خبرهما‪» :‬الخالة‬
‫بمنزلة الم«‪ .‬وخبر البخاري‪» :‬عم الرجل صأنو أبيه«‪ .‬أي مثله فل يدلّن على‬
‫أنهما كإالولدين في العقوق‪) .‬وفرار( من الزحف لية‪} :‬ومن يولهم يومئذ‬
‫ده من السبع الموبقات أي المهلكات‪.‬‬ ‫دبره{ ولنه صألى الله عليه وسإّلم ع ّ‬
‫رواه الشيخان‪ .‬نعم يجب إذا علم أنه إذا ثبت يقتل من غير نكاية في العدو‬
‫لنتفاء إعزاز الدين بثباته‪) .‬ومال يتيم(‪ :‬أي أخذه بل حق وإن كإان دون ربع‬
‫مثقال لية‪} :‬إن الذين يأكإلون أموال اليتامى{ وقد عد أكإلها صألى الله عليه‬
‫وسإّلم من السبع الموبقات في الخبر السابق‪ ،‬وقيس بالكإل غيره وإنما عبر به‬
‫في الية‪ ،‬والخبر‪ ،‬لنه أعم وجوه النتفاع‪) .‬وخيانة( في غير الشيء التافه بكيل‬
‫أو غيره كإوزن وغلول لية‪} :‬ويل للمطففين{ ولقوله تعالى‪} :‬إن الله ل يحب‬
‫الخائنين{ والغلول الخيانة من الغنيمة أو بيت المال أو الزكإاة قاله الزهري‬
‫وغيره‪ ،‬وإن قصره أبو عبيد على الخيانة من الغنيمة أما في التافه فصغيرة كإما‬
‫مر‪) .‬وتقديم صألة( على وقتها )وتأخيرها( عنه بل عذر كإسفر قال صألى الله‬
‫عليه وسإّلم‪» :‬من جمع بين صألتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب‬
‫الكبائر«‪ .‬رواه الترمذي وتركإها أولى بذلك‪) .‬وكإذب( عمدا )على نبي(‪ .‬قال‬
‫وأ مقعده من النار«‪ .‬رواه‬ ‫صألى الله عليه وسإّلم‪» :‬من كإذب عل ّ‬
‫ي متعمدا فليتب ّ‬

‫الشيخان وغيره من النبياء مثله في ذلك كإما هو ظاهر قياسإا عليه‪ ،‬وقد شمله‬
‫تعبيري بنبي بخلفّ تعبيره كإغيره برسإول الله صألى الله عليه وسإّلم‪ .‬وقد‬
‫بسطت الكلم على ذلك في الحاشية‪ ،‬أما الكذب على غير نبي فصغيرة إل أن‬
‫يقترن به ما يصيره كإبيرة كإأن يعلم أنه يقتل به قاله ابن عبد السلم‪ ،‬وعليه‬
‫يحمل خبر الصحيحين‪» :‬إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى‬
‫النار‪ ،‬ول يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كإذابا«‪) .‬وضرب مسلم( بل‬
‫حق لخبر مسلم‪» :‬صأنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما قوم معهم سإياط‬
‫كإأذناب البقر يضربون بها الناس‪ ،‬ونساء كإاسإيات عاريات مائلت مميلت‬
‫ن كإأسإنمة البخت المائلة‪ ،‬ل يدخلون الجنة ول يجدون ريحها وإن ريحها‬ ‫رؤوسإه ّ‬
‫ليوجد من مسيرة كإذا وكإذا«‪ .‬وخرج بالمسلم الكافر فليس ضربه كإبيرة بل‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫صأغيرة‪ ،‬وزعم الزركإشي أنه كإبيرة‪) .‬وسإب صأحابي( لخبر الصحيحين‪» :‬ل‬
‫تسبوا أصأحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكإم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدركّ‬
‫مد ّ أحدهم ول نصيفه«‪ .‬وروى مسلم‪» :‬ل تسبوا أحدا من أصأحابي فإن أحدكإم‬
‫لو أنفق« الخ‪ .‬والخطاب للصحابة السابين نزلهم لسبهم الذي ل يليق بهم‬
‫ديق بنفي‬ ‫ب الص ّ‬
‫منزلة غيرهم حيث علله بما ذكإره‪ ،‬واسإتثنى من ذلك سإ ّ‬
‫الصحبة فهو كإفر لتكذيب القرآن‪ ،‬أما سإب واحد من غير الصحابة فصغيرة‪،‬‬
‫وخبر الصحيحين‪» :‬سإباب المسلم فسوق«‪ .‬معناه تكرار السب فهو إصأرار‬
‫على صأغيرة فيكون كإبيرة‪.‬‬

‫)وكإتم شهادة(‪ .‬قال تعالى‪} :‬ومن يكتمها فإنه آثم قلبه{ أي ممسوخ وخص‬
‫بالذكإر لنه محل اليمان‪ ،‬ولنه إذا أثم تبعه الباقي‪) .‬ورشوة(‪ :‬بتثليث الراء وهي‬
‫أن يبذل مال ً ليحق باطل ً أو يبطل حقا لخبر الترمذي‪» :‬لعنة الله على الراشي‬
‫والمرتشي« زاد الحاكإم‪» :‬والرائش الذي يسعى بينهما«‪ .‬أما بذله للمتكلم في‬
‫جائز مع سإلطان مثل ً فجعلة جائزة فيجوز البذل والخذ وبذله للمتكلم في‬
‫واجب كإتخليص من حبس ظلما وتولية قضاء طلبه من تعين عليه أو سإن له‬
‫جائز والخذ فيه حرام‪) .‬ودياثة( بمثلثة قبل الهاء‪ ،‬وهي اسإتحسان الرجل على‬
‫أهله لخبر ثلثة ل يدخلون الجنة العاق والديه والديوث ورجلة النساء‪ .‬قال‬
‫الذهبي‪ :‬إسإناده صأالح‪) .‬وقيادة(‪ :‬قياسإا على الدياثة‪ ،‬والمراد بها اسإتحسان‬
‫الرجل على غير أهله‪ .‬وقد بسطت الكلم عليه في الحاشية‪) .‬وسإعاية(‪ :‬وهي‬
‫أن يذهب بشخص إلى ظالم ليؤذيه بما يقوله في حقه لخبر الساعي مثلث أي‪:‬‬
‫مهلك بسعايته نفسه والمسعى به‪ ،‬وإليه‪) .‬ومنع زكإاة(‪ .‬لخبر الصحيحين‪» :‬ما‬
‫من صأاحب ذهب ول فضة ل يؤدي منها حقها إل إذا كإان يوم القيامة صأفحت له‬
‫صأفائح من نار فأحمي عليه في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره«‪ .‬إلى‬
‫وب وقفه‪» :‬من الكبائر‬ ‫آخره‪) .‬ويأس رحمة( لخبر الدارقطني‪ .‬لكنه صأ ّ‬
‫الشراكّ بالله والياس من روح الله«‪ .‬والمراد باليأس من رحمة الله اسإتبعاد‬
‫العفو عن الذنوب لسإتعظامها ل إنكار سإعة رحمته للذنوب‪ ،‬فإنه كإفر لظاهر‬
‫قوله تعالى‪} :‬إنه ل ييأس من روح الله إل القوم الكافرون{ إل أن يحمل اليأس‬
‫فيه على السإتبعاد والكفر على معناه اللغوي وهو الستر‪) .‬وأمن مكر(‬
‫بالسإترسإال في المعاصأي والتكال على العفو‪ .‬قال تعالى‪} :‬فل يأمن مكر الله‬
‫ي كإظهر أمي قال تعالى‬ ‫إل القوم الخاسإرون{ )وظهار( كإقوله لزوجته‪ :‬أنت عل ّ‬
‫فيه‪} :‬وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا{ أي كإذبا حيث شبهوا الزوجة‬
‫بالم في التحريم‪) .‬ولحم ميتة وخنزير(‪ :‬أي تناوله بل ضرورة لية‪} :‬قل ل أجد‬

‫ما{ وبمعنى الخنزير الكلب وفرع كإل منهما مع غيره‪.‬‬ ‫ي محر ّ‬‫فيما أوحي إل ّ‬
‫)وفطر في رمضان( ‪ :‬ولو يوما بل عذر لخبر من أفطر يوما من رمضان من‬
‫غير رخصة ول مرض لم يقضه صأيام الدهر‪ ،‬وهو وإن تكلم فيه فله شواهد‬
‫تجبره‪ ،‬ولن صأومه من أركإان السإلم ففطره يؤذن بقلة اكإتراث مرتكبه‬
‫بالدين‪ ،‬وتعبيري بذلك أولى من قوله وفطر رمضان‪) .‬وحرابة(‪ :‬وهي قطع‬
‫الطريق على الماّرين بإخافتهم لية }إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسإوله{‬
‫)وسإحر وربا( بموحدة لنه صألى الله عليه وسإّلم عدهما من السبع الموبقات‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫في الخبر السابق‪) .‬وإدمان صأغيرة(‪ :‬أي إصأرار عليها من نوع أو أنواع بحيث لم‬
‫تغلب طاعاته معاصأيه وليست الكبائر منحصرة في المذكإورات‪ ،‬كإما أفهمه ذكإر‬
‫الكافّ في أولها‪ ،‬وأما نحو خبر البخاري‪» :‬الكبائر الشراكّ بالله والسحر‬
‫وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس«‪ .‬فمحمول على بيان المحتاج‬
‫إليه منها وقت ذكإره‪ ،‬وقد قال ابن عباس‪ :‬هي إلى السبعين أقرب‪ .‬وسإعيد بن‬
‫جبير هي إلى السبعمائة أقرب يعني باعتبار أصأنافّ أنواعها‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬الخبار بعام(‪ :‬أي بشيء عام )رواية( كإخصائص النبي صألى الله عليه‬
‫وسإّلم وغيره‪ ،‬إذ القصد منها اعتقاد خصوصأيتها بمن اختصت به‪ ،‬وهو يعم‬
‫الناس‪ ،‬وما في المروي من أمر ونهي ونحوهما يرجع إلى الخبر بتأويل‪ .‬فتأويل‪:‬‬
‫أقيموا الصلة‪ ،‬ول تقربوا الزنا مثل ً الصلة واجبة والزنا حرام‪) .‬و( الخبار‬
‫ص عند حاكإم شهادة( بقيد زدته بقولي‪) :‬إن كإان حقا لغير المخبر على‬ ‫)بخا ّ‬
‫غيره(‪ :‬فإن كإان للمخبر على غيره فدعوى أو لغيره عليه وإن لم يكن عند‬
‫حاكإم فإقرار‪) .‬والمختار أن أشهد إنشاء تضمن إخبارا( بالمشهود به نظرا إلى‬
‫وجود مضمونه في الخارج به‪ ،‬وإلى متعلقه‪ .‬وقيل محض إخبار نظر إلى متعلقه‬
‫فقط‪ ،‬وقيل محض إنشاء نظرا إلى اللفظ فقط‪ .‬قال شيخنا العلمة المحلي‪:‬‬
‫وهو التحقيق فلم تتوارد الثلثة على محل واحد‪ ،‬ول منافاة بين كإون أشهد‬
‫إنشاء وكإون معنى الشهادة إخبارا لنه صأيغة مؤدية لذلك المعنى بمتعلقه‬
‫انتهى‪) .‬و( المختار )أن صأيغ العقود والحلو كإبعت( واشتريت )وأعتقت إنشاء(‬
‫لوجود مضمونها في الخارج بها‪ .‬وقال أبو حنيفة‪ :‬إنها إخبار على أصألها بأن يقدر‬
‫وجود مضمونها في الخارج قبيل التلفظ بها‪ ،‬وذكإر صأيغ الحلول مع مثالها من‬
‫زيادتي‪) .‬و( المختار )أنه يثبت الجرح والتعديل بواحد في الرواية فقط(‪ :‬أي‬
‫بخلفّ الشهادة ل يثبتان فيها إل بعدد رعاية للتناسإب فيهما‪ ،‬فإن قال الواحد‬
‫يقبل في الرواية دون الشهادة‪ ،‬وقيل يثبتان إل بعدد فيهما نظرا إلى أن ذلك‬
‫شهادة‪ ،‬وقيل يكفي في ثبوتهما فيهما واحد نظرا إلى أن ذلك خبر‪ ،‬والترجيح‬
‫من زيادتي‪) .‬و( المختار )أنه يشترط ذكإر سإبب الجرح فيهما(‪ :‬أي في الرواية‬
‫والشهادة للختلفّ فيه بخلفّ سإبب التعديل‪) .‬و( لكن )يكفي إطلقه( أي‬
‫الجرح )في الرواية(‪ :‬كإالتعديل كإأن يقول الجارح فلن ضعيف أو ليس بشيء‬
‫)إن عرفّ مذهب الجارح( من أنه ل يجرح إل بقادح‪ ،‬فعلم أنه ل يكفي الطلق‬
‫في الرواية إذا لم يعرفّ مذهب الجارح‪ ،‬ول في الشهادة مطلقا لتعلق‬

‫الحق فيها بالمشهود له‪ ،‬نعم يكفي ذلك فيهما لفادة التوقف عن القبول إلى‬
‫أن يبحث عن ذلك كإما ذكإره في الرواية‪ ،‬وظاهر أنه ل فرق بينها وبين الشهادة‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬يشترط ذكإر سإببهما في الرواية والشهادة ولو من العالم به‪ ،‬فل يكفي‬
‫إطلقهما فيهما لحتمال أن يجرح بما ليس بجارح‪ ،‬وأن يبادر إلى التعديل عمل ً‬
‫بالظاهر‪ ،‬وقيل يكفي ذلك اكإتفاء بعلم الجارح والمعدل بسببهما‪ ،‬وقيل يشترط‬
‫ذكإر سإبب التعديل دون سإبب الجرح لن مطلق الجرح يبطل الثقة ومطلق‬
‫التعديل ل يحصلها لجواز العتماد فيه على الظاهر‪) .‬والجرح مقدم( عند‬
‫التعارض على التعديل‪) .‬إن زاد عدد الجارح على( عدد )المعدل( إجماعا‪.‬‬
‫)وكإذا إن لم يزد عليه(‪ :‬بأن سإاواه أو نقص عنه‪) .‬في الصأح( لطلع الجارح‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫على ما لم يطلع عليه المعدل‪ ،‬وقضيته أنه لو اطلع المعدل على السبب وعلم‬
‫توبته منه قدم على الجارح وهو كإذلك‪ ،‬وقيل‪ :‬يطلب الترجيح في صأورة عدم‬
‫الزائد كإما هو حاصأل في صأورة الزائد بالزيادة وعلى وزانه قيل إن التعديل في‬
‫صأورة الناقص مقدم‪) .‬ومن التعديل( لشخص )حكم مشترط العدالة( في‬
‫الشاهد‪) .‬بالشهادة( من ذلك الشخص‪ ،‬إذ لو لم يكن عدل ً عنده لما حكم‬
‫بشهادته‪.‬‬

‫)وكإذا عمل العالم( المشترط للعدالة في الراوي برواية شخص تعديل له في‬
‫الصأح‪ ،‬وإل لما عمل بروايته وقيل ليس تعديلً‪ ،‬والعمل بروايته يجوز أن يكون‬
‫احتياطا‪) .‬و( كإذا )رواية من ل يروي إل عن عدل(‪ :‬بأن صأرح بذلك أو عرفّ من‬
‫عادته عن شخص تعديل له‪) .‬في الصأح( كإما لو قال هو عدل‪ ،‬وقيل يجوز أن‬
‫يتركّ عادته وتأخيري في الصأح عن المسألتين قبله أولى من توسإيط الصأل له‬
‫بينهما‪) .‬وليس من الجرح( لشخص )تركّ عمل بمرويه و( ل تركّ )حكم‬
‫د( له )في شهادة زنا( بأن‬ ‫بمشهوده(‪ .‬لجواز أن يكون التركّ لمعارض‪) .‬ول ح ّ‬
‫لم يكمل نصابها لنه لنتفاء النصاب ل لمعنى في الشاهد‪) .‬و( ل في )نحو‬
‫شرب نبيذ( من المسائل الجتهادية المختلف فيها كإنكاح المتعة لجواز أن يعتقد‬
‫إباحة ذلك‪) .‬ول تدليس( فيمن روى عنه )بتسمية غير مشهورة( له حتى ل‬
‫يعرفّ‪ ،‬إذ ل خلل في ذلك‪) .‬قيل( أي قال ابن السمعاني‪) :‬إل أن يكون بحيث لو‬
‫سإئل( عنه )لم يبينه(‪ :‬فإن صأنيعه حينئذ جرح له لظهور الكذب فيه‪ .‬وأجيب‬
‫بمنع ذلك‪) .‬ول( تدليس )بإعطاء شخص اسإم آخر تشبيها كإقول( صأاحب‬
‫)الصأل( أخبرنا )أبو عبد الله الحافظ يعني( به )الذهبي تشبيها بالبيهقي( في‬
‫قوله‪ :‬أخبرنا أبو عبد الله الحافظ )يعني( به )الحاكإم( لظهور المقصود وذلك‬
‫صأدق في نفس المر )ول( تدليس )بإيهام اللقى والرحلة( الول‪ ،‬ويسمى‬
‫تدليس السإناد كإأن يقول من عاصأر الزهري مثل ً ولم يلقه‪ .‬قال الزهري‪ :‬أو‬
‫دثنا فلن وراء النهر موهما‬‫عن الزهري موهما أنه سإمعه‪ ،‬والثاني كإأن يقول ح ّ‬
‫جيحون‪ ،‬والمراد نهر مصر كإأن يكون بالجيزة لن ذلك من المعاريض ل كإذب‬
‫فيه‪) .‬أما مدلس المتون(‪ :‬وهو من يدرج كإلمه معها بحيث ل يتميزان‪.‬‬
‫)فمجروح( ليقاعه غيره في الكذب على النبي صألى الله عليه وسإّلم‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬الصحابي(‪ :‬أي صأاحب النبي صألى الله عليه وسإّلم‪) .‬من اجتمع‬
‫مؤمنا( مميزا )بالنبي( في حياته )وإن لم يرو( عنه شيئا )ولم يطل(‪ :‬أي‬
‫اجتماعه به أو كإان أنثى أو أعمى كإابن أم مكتوم‪ ،‬فخرج من اجتمع به كإافرا أو‬
‫غير مميز أو بعد وفاة النبي‪ ،‬لكن قال البرماوي في غير المميز‪ :‬إنه صأحابي‬
‫وإن اختار جماعة خلفّ ذلك‪ ،‬وقيل يشترط في صأدق اسإم الصحابي الرواية‬
‫ولو لحديث وإطالة الجتماع نظرا في الطالة إلى العرفّ‪ ،‬وفي الرواية إلى أنها‬
‫المقصود العظم من صأحبة النبي صألى الله عليه وسإّلم لتبليغ الحكام‪ ،‬وقيل‬
‫يشترط الغزو معه ومضى على الجتماع به لن لصحبته شرفا عظيما فل ينال‬
‫إل باجتماع طويل يظهر فيه الخلق المطبوع عليه الشخص كإالغزو المشتمل‬
‫على السفر الذي هو قطعة من العذاب‪ ،‬والعام المشتمل على الفصول الربعة‬
‫دا‬
‫التي تختلف فيها المزجة‪ ،‬واعترض التعريف بأنه يصدق على من مات مرت ّ‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫كإعبد الله بن خطل‪ ،‬ول يسمى صأحابيا بخلفّ من مات بعد ردته مسلما كإعبد‬
‫الله بن سإرح‪ .‬وأجيب‪ :‬بأنه كإان يسماه قبل الردة‪ ،‬ويكفي ذلك في صأحة‬
‫التعريف إذ ل يشترط فيه الحتراز عن المنافي العارض‪) .‬كإالتابعي معه(‪ :‬أي‬
‫مع الصحابي فيكفي في صأدق اسإم التابعي على الشخص اجتماعه مؤمنا‬
‫بالصحابي في حياته‪ ،‬وهذا ما رجحه ابن الصلح والنووي وغيرهما‪ .‬وقيل ل‬
‫يكفي ذلك من غير إطالة للجتماع به وبه جزم الصأل تبعا للخطيب البغدادي‪،‬‬
‫وفرق بأن الجتماع بالنبي يؤثر من النور القلبي أضعافّ ما يؤثره الجتماع‬
‫الطويل بالصحابي وغيره من الخيار‪.‬‬

‫دعى معاصأر( للنبي صألى الله عليه وسإّلم )عدل صأحبة قبل(‪:‬‬ ‫)والصأح أنه لو ا ّ‬
‫دعائه لنفسه رتبة هو فيها‬‫لن عدالته تمنعه من الكذب في ذلك‪ ،‬وقيل ل يقبل ل ّ‬
‫متهم كإما لو قال أنا عدل‪) .‬و( الصأح )أن الصحابة عدول(‪ :‬فل يبحث عن‬
‫عدالتهم في رواية ول شهادة لنهم خير المة لقوله تعالى‪} :‬كإنتم خير أمة‬
‫أخرجت للناس{ وقوله‪} :‬وكإذلك جعلناكإم أمة وسإطا{ فإن المراد بهم‬
‫الصحابة‪ ،‬ولخبر الصحيحين‪» :‬خير أمتي قرني« وقيل هم كإغيرهم فيبحث عن‬
‫عدالتهم في ذلك إل من كإان ظاهر العدالة أو مقطوعها كإالشيخين رضي الله‬
‫عنهما‪ ،‬وقيل هم عدول إلى حين قتل عثمان رضي الله عنه فيبحث عن‬
‫عدالتهم بعده لوقوع الفتن بينهم من حينئذ مع إمساكّ بعضهم عن خوضها‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هم عدول إل من قاتل عليا رضي الله عنه فهم فسقة لخروجهم على‬
‫المام الحق ورد ّ بأنهم مجتهدون في قتالهم له فل يأثمون وإن أخطأوا بل‬
‫يؤجرون كإما سإيأتي على كإل قول من طرأ له منهم قادح كإسرقة أو زنا عمل‬
‫بمقتضاه‪ ،‬لنهم وإن كإانوا عدول ً غير معصومين‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬المرسإل( المشهور عند الصأوليين والفقهاء وبعض المحدثين‪.‬‬


‫ّ‬
‫)مرفوع غير صأحابي( تابعيا كإان أو من بعده )إلى النبي( صألى الله عليه وسإلم‬
‫دثين مرفوع تابعي إلى النبي‪،‬‬ ‫مسقطا لواسإطة بينه وبين النبي‪ ،‬وعند أكإثر المح ّ‬
‫وعندهم المعضل ما سإقط منه راويان فأكإثر‪ ،‬والمنقطع ما سإقط منه من غير‬
‫الصحابة راوٍ وقيل ما سإقط منه راوٍ فأكإثر‪) .‬والصأح أنه ل يقبل(‪ :‬أي ل يحتج به‬
‫للجهل بعدالة الساقط وإن كإان صأحابيا لحتمال أن يكون ممن طرأ له قادح‪.‬‬
‫)إل إن كإان مرسإله من كإبار التابعين(‪ :‬كإقيس بن أبي حازم وأبي عثمان النهدي‬
‫)وعضده كإون مرسإله ل يروي إل عن عدل(‪ :‬كإأن عرفّ ذلك من عادته كإأبي‬
‫سإلمة بن عبد الرحمن يروي عن أبي هريرة )وهو( حينئذ )مسند( حكما لن‬
‫إسإقاط العدل كإذكإره‪) .‬أو عضده قول صأحابي أو فعله أو قول الكإثر( من‬
‫العلماء لصأحابي فيهم‪) .‬أو مسند(‪ :‬سإواء أسإنده المرسإل أم غيره )أو مرسإل(‪:‬‬
‫أن يرسإله آخر يروي عن غير شوخ الّول‪) .‬أو انتشار( له من غير نكير )أو‬
‫قياس أو عمل( أهل )العصر( على وفقه )أو نحوها(‪ :‬كإكون مرسإله إذا شاركّ‬
‫الحفاظ في أحاديث وافقهم فيها ولم يخالفهم إل بنقص لفظ من ألفاظهم‬
‫بحيث ل يختل به المعنى‪ ،‬فإن المرسإل حينئذ يقبل لنتقاء المحذور‪ ،‬وقيل يقبل‬
‫مطلقا لن العدل ل يسقط الواسإطة إل وهو عدل عنده‪ ،‬وإل كإان ذلك تلبيسا‬
‫قادحا فيه‪ ،‬وقيل ل مطلقا لما مر‪ ،‬وقيل يقبل إن كإان المرسإل من أئمة النقل‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫كإسعيد بن المسيب والشعبي‪ ،‬بخلفّ من لم يكن منهم فقد يظن من ليس‬
‫بعدل عدل ً فيسقطه لظنه‪.‬‬

‫)والمجموع( من المرسإل وعاضده )حجة( ل مجرد المرسإل ول مجرد عاضده‬


‫لضعف كإل منهما منفردا‪ ،‬ول يلزم من ذلك ضعف المجموع‪ ،‬لنه يحصل من‬
‫ج بالعاضد( وحده‪) ،‬وإل( بأن‬ ‫اجتماع الضعيفين قوة مفيدة للظن هذا )إن لم يحت ّ‬
‫كإان يحتج به كإمسند صأحيح )فـ(ـهما )دليلن(‪ ،‬إذ العاضد حينئذ دليل برأسإه‬
‫والمرسإل لما اعتضد به صأار دليل ً آخر فيرجح بهما عند معارضة حديث واحد‬
‫لهما والتقييد بكبار التابعين من زيادتي‪) .‬و( الصأح )أنه(‪ :‬أي المرسإل بقيد زدته‬
‫بقولي )باعتضاده(‪ :‬أي مع اعتضاده )بضعيف أضعف من المسند( المحتج به‪،‬‬
‫وقيل أقوى منه لن العدل ل يسقط إل من يجزم بعدالته‪ ،‬بخلفّ من يذكإره‬
‫فيحيل المر فيه على غيره‪ .‬قلنا‪ :‬ل نسلم ذلك أما إذا اعتضد بصحيح‪ ،‬فل يكون‬
‫أضعف من مسند يعارضه بل هو أقوى منه‪ ،‬كإما علم مما مر أما مرسإل صأغار‬
‫التابعين كإالزهري فباق على عدم قبوله مع عاضده لشدة ضعفه‪ ،‬وقيد القبول‬
‫بكبار التابعين‪ ،‬لن غالب رواياتهم عن الصحابة فيغلب على الظن أن الساقط‬
‫صأحابي‪ ،‬فإذا انضم إليه عاضد كإان أقرب إلى القبول وعليه ينبغي ضبط الكبير‬
‫بمن أكإثر رواياته عن الصحابة والصغير بمن أكإثر رواياته عن التابعين على أن‬
‫ابن الصلح والنووي لم يقيدا بالكبار وهو قوي‪ ،‬وهذا كإله في مرسإل غير‬
‫صأحابي كإما عرفت‪ ،‬أما مرسإله فمحكوم بصحته على المذهب لن أكإثر رواية‬
‫الصحابة عن الصحابة وكإلهم عدول كإما مّر‪) .‬فإن تجرد( هذا المرسإل عن‬
‫عاضد ) ول دليل( في الباب )سإواه( ومدلوله المنع من شيء‪) ،‬فالصأح( أنه‬
‫يجب )النكفافّ( عن ذلك الشيء )لجله(‪ :‬أي المرسإل احتياطا لن ذلك يحدث‬
‫شبهة توجب التوقف‪ ،‬وقيل ل يجب لنه ليس بحجة حينئذ‪ ،‬أما إذا كإان ثم دليل‬
‫سإواه فيجب النكفافّ قطعا إن وافقه وإل عمل بمقتضى الدليل‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬الصأح جواز نقل الحديث بالمعنى لعارفّ( بمعاني اللفاظ ومواقع‬
‫الكلم الذي أريد به إنشاء أو خبر بأن يأتي بلفظ بدل آخر مساو له في المراد‬
‫والفهم‪ ،‬وإن لم ينس اللفظ الخر أو لم يرادفه‪ ،‬لن المقصود المعنى واللفظ‬
‫آلة‪ ،‬وقيل ل يجوز إن لم ينس لفوت الفصاحة في كإلم النبي‪ ،‬وقيل إنما يجوز‬
‫بلفظ مرادفّ بخلفّ غير المرادفّ‪ ،‬لنه قد ل يوفي بالمقصود‪ ،‬وقيل ل يجوز‬
‫مطلقا حذرا من التفاوت‪ ،‬وإن ظن الناقل عدمه فإن العلماء كإثيرا ما يختلفون‬
‫في معنى الحديث المراد‪ .‬قلنا‪ :‬الكلم في المعنى الظاهر ل فيما يختلف فيه‬
‫كإما أنه ليس الكلم فيما نعبد بألفاظ كإالذان والتشهد والسلم والتكبير‪ ،‬وقيل‬
‫غير ذلك أما غير العارفّ فل يجوز له تغيير اللفظ قطعا‪) .‬و( الصأح )أنه يحتج‬
‫بقول الصحابي قال النبي( صألى الله عليه وسإّلم‪ ،‬لنه ظاهر في سإماعه منه‪،‬‬
‫وقيل ل‪ .‬لحتمال أن يكون بينهما واسإطة من تابعي أو صأحابي‪ ،‬وقلنا‪ :‬نبحث‬
‫عن عدالة الصحابة )فـ(ـبقوله )عنه( أي عن النبي لما مر‪ ،‬وقيل ل لظهوره في‬
‫الواسإطة‪) .‬فـ(ـبقوله )سإمعته أمر ونهى( لظهوره في صأدور أمر ونهي منه‪،‬‬
‫وقيل ل لجواز أن يطلقهما الراوي على ما ليس بأمر ول نهي تسمحا )أو( بقوله‬
‫)أمرنا أو نحوه(‪ :‬مما بني للمفعول كإنهينا أو أوجب أو حّرم علينا أو رخص لنا‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫لظهور أن فاعلها النبي‪ ،‬وقيل ل‪ .‬لحتمال أن يكون المر والناهي بعض الولة‬
‫واليجاب والتحريم والترخيص اسإتنباط من قائله‪) .‬و( بقوله )من السنة( كإذا‬
‫لظهوره في سإنة النبي‪ ،‬وقيل ل لجواز إرادة سإنة البلد )فكنا معاشر الناس(‬
‫نفعل في عهده صألى الله عليه وسإّلم )وكإان الناس يفعلون( في عهده صألى‬
‫الله عليه وسإّلم‪) .‬فكنا نفعل في عهده صألى الله عليه وسإّلم( لظهوره في‬
‫تقرير النبي عليه‪ ،‬وقيل ل لجواز ىن ل يعلم به‪) .‬فكان الناس يفعلون فكانوا ل‬
‫يقطعون في( الشيء )التافه(‪ .‬قالته عائشة رضي الله عنها لظهور ذلك في‬
‫جميع الناس الذي هو إجماع‪ ،‬وقيل ل لجواز إرادة ناس‬

‫مخصوصأين وعطف الصور بالفاء إشارة إلى أن كإل صأورة دون ما قبلها رتبة‪،‬‬
‫ولهذا كإان تعبيري في عنه‪ ،‬وسإمعته بالفاء أولى من تعبيره فيهما بالواو‪ ،‬ووجه‬
‫كإون الخيرتين دون ما قبلهما عدم التصريح بكون ذلك في عهده صألى الله‬
‫عليه وسإّلم‪ ،‬ووجه كإون الخيرة دون ما قبلها عدم التصريح بما يعود عليه ضمير‬
‫كإانوا‪.‬‬
‫)خاتمة(‪ :‬في مراتب التحمل‪) .‬مستند غير الصحابي( في الرواية إحدى عشرة‬
‫)قراءة الشيخ( عليه )إملء( من حفظه أو من كإتابه‪) .‬فتحديثا( بل إملء‪.‬‬
‫)فقراءته عليه(‪ :‬أي على الشيخ )فسماعه( بقراءة غيره على الشيخ ويسمى‬
‫هذا والذي قبله بالعرض‪) .‬فمناولة أو مكاتبة مع إجازة(‪ :‬كإأن يدفع له الشيخ‬
‫أصأل سإماعه أو فرعا مقابل ً به أو يكتب شيئا من حديثه لحاضر عنده أو غائب‬
‫عنه‪ ،‬ويقول له‪ :‬أجزت لك روايته عني‪) .‬فإجازة( بل مناولة ول مكاتبة )لخاص‬
‫في خاص(‪ :‬كإأجزت لك رواية البخاري‪) .‬فخاص في عام( كإأجزت لك رواية جيع‬
‫مسموعاتي‪) .‬فعام في خاص(‪ :‬كإأجزت لمن أدركإني رواية مسلم‪) .‬فـ(ـعام‬
‫)في عام( كإأجزت لمن عاصأرني رواية جميع مروياتي‪) .‬فلفلن ومن يوجد من‬
‫نسله( تبعا له )فمناولة أو مكاتبة(‪ :‬بل إجازة إن قال معها هذا من سإماعي‬
‫)فإعلم( بل إجازة كإأن يقول‪ :‬هذا الكتاب من مسموعاتي على فلن‪) .‬فوصأية(‬
‫كإأن يوصأي بكتاب إلى غيره ليرويه عنه عند سإفره أو موته‪) .‬فوجادة( كإأن يجد‬
‫حديثا أو كإتابا بخط شيخ معروفّ‪.‬‬

‫)والمختار جواز الرواية بالمذكإورات( التصريح بهذا من زيادتي والقول بامتناع‬


‫الرواية بالربعة التي قبل الوجادة مردود بأنها أرفع من الوجادة والرواية بها‬
‫جائزة عند الشافعي وغيره‪ ،‬فالربعة أولى‪) .‬ل إجازة من يوجد من نسل‬
‫فلن(فل يجوز‪ ،‬وقيل تجوز‪ ،‬وقيل ل تجوز الرواية بالجازة بأقسامها‪ ،‬وقيل ل‬
‫تجوز في العامة‪ ،‬أما إجازة من توجد من غير قيد فممنوعة كإما فهم بالولى‬
‫وصأرح به الصأل‪ ،‬ونقل في الجماع‪) .‬وألفاظ الداء من صأناعة المحدثين(‪:‬‬
‫ي حدثني قرأت عليه قرىء‬ ‫فلتطلب منهم ومنها على ترتيب ما مر أملى عل ّ‬
‫عليه‪ ،‬وأنا أسإمع أخبرني إجازة ومناولة أو مكاتبة أخبرني إجازة أنبأني مناولة أو‬
‫ي وجدت بخطه وقد أوضحت الكلم على ذلك‬ ‫مكاتبة‪ ،‬أخبرني إعلما أوصأى إل ّ‬
‫مع مراتب التحمل في شرح ألفية العراقي‪ ،‬وقولي أو مكاتبة في الموضعين مع‬
‫إفادة تأخر الحديث عن الملء من زيادتي‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫الكتاب الثالث في الجماع‪ ،‬وهو اتفاق مجتهدي المة‬

‫بالقول أو الفعل أو التقرير‪) .‬بعد وفاة محمد( صألى الله عليه وسإّلم )في عصر‬
‫على أي أمر( كإان من ديني ودنيوي وعقلي ولغوي كإما سإيأتي بيانه‪) .‬ولو بل‬
‫إمام معصوم(‪ .‬وقالت الروافض‪ :‬ل بد منه ول يخلو الزمان عنه وإن لم تعلم‬
‫عينه والحجة في قوله فقط وغيره تبع له‪) .‬أو( بل )بلوغ عدد تواتر( لصدق‬
‫مجتهد المة بدونه‪ ،‬وقيل يشترط نظرا للعادة‪) .‬أو( بل )عدول( بناء على أن‬
‫العدالة ليست ركإنا في المجتهد وهو الصأح‪ ،‬وقيل يعتبرون بناء على أنها ركإن‬
‫فيه فعليه ل يعتبر وفاق الفاسإق‪ ،‬وقيل يعتبر في حق نفسه دون غيره‪ ،‬وقيل‬
‫يعتبر إن بين مأخذه في مخالفته‪ ،‬بخلفّ ما إذا لم يبينه إذ ليس عنده ما يمنعه‬
‫ص الجماع‬ ‫أن يقول شيئا من غير دليل‪) .‬أو( كإان المجتهد )غير صأحابي( فل يخت ّ‬
‫بالصحابة لصدق مجتهدي المة في عصر بغيرهم‪ .‬وقالت الظاهرية‪ :‬يختص بهم‬
‫لكثرة غيرهم كإثرة ل تنضبط فيبعد اتفاقهم على شيء‪) .‬أو قصر الزمن(‪ :‬كإأن‬
‫مات المجمعون عقب إجماعهم بخرور سإقف عليهم‪ ،‬وقيل يشترط طوله في‬
‫الجماع الظني بخلفّ القطعي‪) .‬فعلم( من الحد زيادة على ما مر‪.‬‬
‫)اختصاصأه(‪ :‬أي الجماع )بالمجتهدين(‪ :‬بأن ل يتجاوزهم إلى غيرهم‪) .‬فل عبرة‬
‫باتفاق غيرهم قطعا ول بوفاقه لهم في الصأح(‪ .‬وقيل يعتبر مطلقا‪ ،‬وقيل‪ :‬يعتبر‬
‫ي كإدقائق الفقه‪ ،‬وقيل يعتبر وفاق الصأولي لهم في‬ ‫في المشهور دون الخف ّ‬
‫الفروع لتوقف اسإتنباطها على الصأول‪ .‬قلنا‪ :‬هو غير مجتهد بالنسبة إليها‪) .‬و(‬
‫علم اختصاصأه )بالمسلمين( لن السإلم شرط في المجتهد المأخوذ في حده‬
‫فل عبرة بوفاق الكافر ولو ببدعة ول بخلفه‪) .‬و( علم )أنه ل بد من الكل( أي‬
‫وفاقهم لن إضافة مجتهد إلى المة تفيد العموم )وهو الصأح( فيضر مخالفة‬
‫الواحد ولو تابعيا بأن كإان مجتهدا وقت اتفاق الصحابة‪ ،‬وقيل يضر مخالفة‬
‫الثنين دون الواحد‪ ،‬وقيل مخالفة الثلثة دون القل منهم‪ ،‬وقيل من بلغ عدد‬
‫التواتر دون من لم يبلغه إذا كإان غيرهم أكإثر منه‪ ،‬وقيل يكفي اتفاق كإل‬

‫من أهل مكة وأهل المدينة وأهل الحرمين‪ ،‬وقيل غير ذلك‪ .‬فعلم أن اتفاق كإل‬
‫من هؤلء ليس بحجة في الصأح وهو ما صأرح به الصأل‪ ،‬لنه اتفاق بعض‬
‫مجتهدي المة ل كإلهم‪) .‬و( علم )عدم انعقاده في حياة محمد( صألى الله عليه‬
‫وسإّلم‪ ،‬لنه إن وافقهم فالحجة في قوله‪ :‬وإل فل اعتبار بقولهم دونه‪) .‬و( علم‬
‫)أنه لو لم يكن( في العصر )إل( مجتهد )واحد لم يكن قوله إجماعا( إذ أقل ما‬
‫يصدق به اتفاق مجتهد المة اثنان‪) .‬وليس( قوله )حجة على المختار( لنتفاء‬
‫الجماع عن الواحد‪ ،‬وقيل حجة وإن لم يكن إجماعا لنحصار الجتهاد فيه‪) .‬و(‬
‫علم )أن انقراض( أهل )العصر( بموتهم )ل يشترط( في انعقاد الجماع لصدق‬
‫حده مع بقاء المجمعين ومعاصأريهم وهو الصأح كإما سإيأتي‪ ،‬وقيل يشترط‬
‫انقراضهم‪ ،‬وقيل غالبهم‪ ،‬وقيل علماؤهم‪ ،‬وقيل غير ذلك‪) .‬و( علم )أنه( أي‬
‫الجماع )قد يكون عن قياس( لن الجتهاد المأخوذ في حد ل بد ّ له من مستند‬
‫كإما سإيأتي‪ ،‬والقياس من جملته‪) .‬وهو الصأح(‪ .‬وقيل‪ :‬ل يجوز أن يكون عن‬
‫قياس‪ ،‬وقيل يجوز في الجلي دون الخفي‪ ،‬وقيل يجوز لكنه لم يقع‪ ،‬وذلك لن‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫القياس لكونه ظنيا في الغلب يجوز مخالفته لرجح منه‪ ،‬فلو جاز الجماع عنه‬
‫لجاز مخالفة الجماع‪ .‬قلنا‪ :‬إنما يجوز مخالفة القياس إذا لم يجمع على ما ثبت‬
‫به‪ ،‬وقد أجمع على تحريم أكإل شحم الخنزير قياسإا على لحمه‪) .‬فيهما(‪ :‬أي ما‬
‫ذكإر هو الصأح في المسألتين كإما تقرر‪) .‬و( علم )أن اتفاق( المم )السابقين(‬
‫على أمة محمد صألى الله عليه وسإّلم )غير إجماع وليس حجة( في ملته )في‬
‫الصأح( لختصاص دليل حجية الجماع بأمته لخبر ابن ماجة وغيره »إن أمتي ل‬
‫تجتمع على ضللة«‪ .‬وقيل إنه حجة بناء على أن شرعهم شرع لنا وسإيأتي‬
‫بيانه‪) .‬و(علم )أن اتفاقهم( أي المجتهدين في عصر‪) .‬على أحد قولين( لهم‬
‫)قبل اسإتقرار الخلفّ( بينهم بأن قصر الزمن بين الختلفّ والتفاق )جائز ولو(‬
‫كإان التفاق )من الحادث بعد ذوي القولين(‪ :‬بأن ماتوا ونشأ غيرهم لصدق‬

‫حد الجماع بكل من التفاقين‪ ،‬ولجواز أن يظهر مستند جلى يجتمعون عليه‪،‬‬
‫وقد أجمعت الصحابة على دفنه صألى الله عليه وسإّلم في بيت عائشة بعد‬
‫اختلفهم الذي لم يستقر‪.‬‬
‫)‬

‫وكإذا اتفاق هؤلء( أي ذوي القولين )ل من بعدهم بعده(‪ :‬أي بعد اسإتقرار‬
‫الخلفّ بأن طال زمنه فإنه جائز ل اتفاق من بعدهم‪) .‬في الصأح( أما الول‬
‫فلصدق حد الجماع به وهذا ما صأححه النووي في شرح مسلم‪ ،‬وقيل ل لن‬
‫اسإتقرار الخلفّ بينهم يتضمن اتفاقهم على جاز الخذ بكل من شقي الخلفّ‬
‫باجتهاد أو تقليد‪ ،‬فيمتنع اتفاقهم على أحدهما‪ .‬قلنا‪ :‬تضمن ما ذكإر مشروط‬
‫بعدم التفاق على أحدهما فإذا وجد فل اتفاق قبله‪ ،‬وقيل يجوز إل أن يكون‬
‫مستندهم في الختلفّ قاطعا‪ ،‬فل يجوز حذرا من إلغاء القاطع والخلفّ مبني‬
‫على أنه ل يشترط انقراض العصر‪ ،‬فإن اشترط جاز التفاق مطلقا قطعا‬
‫والترجيح من زيادتي‪ ،‬وأما الثاني فلنه لو انقدح وجه في سإقوط الخلفّ لظهر‬
‫للمختلفين لطول زمنه‪ ،‬وقيل يجوز لجواز ظهور سإقوطه لغير المختلفين‬
‫دونهم‪) .‬و( علم )أن التمسك بأقل ما قيل( من أقوال العلماء حيث ل دليل‬
‫سإواه )حق(‪ :‬لنه تمسك بما أجمع عليه مع كإون الصأل عدم وجوب ما زاد عليه‬
‫كإاختلفّ العلماء في دية الذمي الكتابي‪ ،‬فقيل كإدية المسلم‪ ،‬وقيل كإنصفها‪،‬‬
‫وقيل كإثلثها فأخذ به الشافعي لذلك‪ ،‬فإن دل دليل على وجوب الكإثر أخذ به‬
‫كإغسلت ولوغ الكلب قيل‪ :‬إنها ثلث‪ ،‬وقيل سإبع ودل عليه خير الصحيحين‬
‫فأخذ به‪) .‬و( علم )أنه( أي الجماع قد )يكون في ديني( كإصلة وزكإاة )ودنيوي(‬
‫كإتدبير الجيوش وأمور الرعية‪) .‬وعقلي ل تتوقف صأحته( أي الجماع )عليه(‬
‫كإحدوث العالم ووحدة الصانع‪ ،‬فإن توقفت صأحة الجماع عليه كإثبوت الباري‬
‫والنبوة لم يحتج فيه بالجماع وإل لزم الدور‪) .‬ولغوي(‪ :‬من زيادتي كإكون الفاء‬
‫للتعقيب‪) .‬و( علم )أنه( أي الجماع )ل بد له من مستند(‪ :‬أي دليل‪ ،‬وإل لم يكن‬
‫لقيد الجتهاد المأخوذ‬

‫في حده معنى‪) .‬وهو الصأح(‪ :‬لن القول في الحكام بل مستند خطأ‪ ،‬وقيل‬
‫يجوز حصوله بغير مستند بأن يلهموا التفاق على صأواب هذا كإله في الجماع‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫القولي‪) .‬أما السكوتي بأن يأتي بعضهم(‪ :‬أي بعض المجتهدين‪) .‬بحكم ويسكت‬
‫الباقون عنه وقد علموا به وكإان السكوت مجردا عن أمارة رضا وسإخط(‪ :‬بضم‬
‫السين وإسإكان الخاء وبتفحهما خلفّ الرضا‪) .‬والحكم اجتهادي تكليفي ومضى‬
‫مهلة النظر عادة فإجماع وحجة في الصأح(‪ :‬لن سإكوت العلماء في مثل ذلك‬
‫يظن منه الموافقة عادة‪ ،‬وقيل ليس بإجماع ول حجة لحتمال السكوت لغير‬
‫الموافقة كإالخوفّ والمهابة والتردد في الحكم‪ ،‬وعزى هذا للشافعي‪ ،‬وقيل‬
‫ليس بإجماع بل حجة لختصاص مطلق اسإم الجماع عند هذا القائل بالقطعي‪،‬‬
‫أي المقطوع فيه بالموافقة وإن كإان هو عنده إجماعا حقيقة كإما يفيده كإونه‬
‫حجة عنده‪ ،‬وقيل حجة بشرط النقراض‪ ،‬وقيل حجة إن كإان فتيا ل حكما لن‬
‫الفتيا يبحث فيها عادة فالسكوت عنها رضا بخلفّ الحكم‪ ،‬وقيل عكسه لصدور‬
‫الحكم عادة بعد البحث مع العلماء واتفاقهم بخلفّ الفتيا‪ ،‬وقيل حجة إن كإان‬
‫الساكإتون أقل من القائلين‪ ،‬وقيل غير ذلك وخرج بما ذكإر ما لو لم يعلم‬
‫الساكإتون بالحكم‪ ،‬فليس من محل الجماع السكوتي وليس بحجة لحتمال أن‬
‫ل يكون خاضوا في الخلفّ‪ ،‬وقيل حجة لعدم ظهور خلفّ فيه‪ ،‬وقيل غير ذلك‬
‫وترجيح عدم حجيته من زيادتي وهو ما عليه الكإثر‪ ،‬وإن اقتضى كإلم الصأل‬
‫ترجيح حجته‪ ،‬وخرج أيضا ما لو اقترن السكوت بأمارة الرضا فإجماع قطعا أو‬
‫بأمارة السخط فليس بإجماع قطعا‪ ،‬وما لو كإان الحكم قطعيا ل اجتهاديا أو لم‬
‫يكن تكليفيا نحو‪ :‬عمار أفضل من حذيفة أو عكسه فالسكوت على القول‪،‬‬
‫بخلفّ المعلوم في الولى وعلى ما قيل في الثانية ل يدل على شيء وما لم‬
‫يمض زمن مهلة النظر عادة فل يكون ذلك إجماعا‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬الصأح إمكانه(‪ :‬أي الجماع‪ ،‬وقيل ل يمكن عادة كإالجماع على أكإل‬
‫طعام واحد‪ ،‬وقول كإلمة واحدة في وقت واحد‪ .‬قلنا‪ :‬هذا ل جامع لهم عليه‬
‫لختلفّ شهواتهم ودواعيهم‪ ،‬بخلفّ الحكم الشرعي‪ ،‬إذ يجمعهم عليه الدليل‬
‫الذي يتفقون على مقتضاه‪) .‬و( الصأح )أنه( بعد إمكانه )حجة( شرعية )وإن‬
‫نقل آحادا( قال تعالى‪} :‬ومن يشاقق الرسإول( الية‪ ،‬توعد فيها على اتباع غير‬
‫سإبيل المؤمنين فيجب اتباع سإبيلهم وهو قولهم أو فعلهم فيكون حجة وقيل ل‬
‫لقوله تعالى‪} :‬فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسإول{ اقتصر على‬
‫الرد إلى الكتاب والسنة‪ .‬قلنا‪ :‬وقد دل الكتاب على حجيته كإما مر آنفا‪ ،‬وقيل ل‬
‫إل إن نقل آحادا لنه قطعي فل يثبت بخبر الواحد‪) .‬و( الصأح )أنه( بعد حجيته‬
‫)قطعي( فيها )إن اتفق المعتبرون( على أنه إجماع )ل إن اختلفوا( في ذلك‬
‫)كإالسكوتي(‪ :‬فإنه ظني‪ ،‬وقيل ظني مطلقا‪ ،‬إذ المجمعون عن ظن ل يمتنع‬
‫خطؤهم والجماع عن قطع غير محقق )وخرقه(‪ :‬أي إجماع القطعي وكإذا‬
‫الظني عند من اعتبره بالمخالفة )حرام( للتوعد عليه بالتوعد على اتباع غير‬
‫سإبيل المؤمنين في الية السابقة‪) .‬فعلم( من حرمة خرقه )تحريم إحداث(‬
‫قول )ثالث( في مسألة اختلف أهل عصر فيها على قولين )و( إحداث )تفصيل(‬
‫بين مسألتين لم يفصل بينهما أهل عصر‪) .‬إن خرقاه( أي إن خرق الثالث‬
‫والتفصيل الجماع بأن خالفا ما اتفق عليه أهل عصر‪ ،‬بخلفّ ما إذا لم يخرقاه‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هما خارقان مطلقا‪ ،‬لن الختلفّ على قولين يستلزم التفاق على‬
‫امتناع العدول عنهما وعدم التفصيل بين مسألتين يستلزم التفاق على‬
‫امتناعه‪ .‬قلنا‪ :‬السإتلزام ممنوع فيهما مثال الثالث خارقا ما قيل إن الخ يسقط‬
‫الجد‪ ،‬وقد اختلفت الصحابة فيه على قولين‪ :‬قيل يسقط بالجد‪ ،‬وقيل يشاركإه‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫كإأخ فإسإقاط الجد ّ به خارق لما اتفق عليه القولن من أن له نصيبا‪ ،‬ومثاله غير‬
‫خارق ما قيل إنه يحل متروكّ التسمية سإهوآ ل عمدا‪ ،‬وعليه الحنفي‪ ،‬وقيل يحل‬
‫مطلقا‪ ،‬وعليه‬

‫الشافعي‪ ،‬وقيل يحرم مطلقا‪ ،‬فالفارق موافق لمن لم يفرق في بعض ما قاله‪،‬‬
‫ومثال التفصيل خارقا ما لو قيل بتوريث العمة دون الخالة أو عكسه‪ ،‬وقد‬
‫اختلفوا في توريثهما مع اتفاقهم على أن العلة فيه أو في عدمه كإونهما من‬
‫ذوي الرحام‪ ،‬فتوريث إحداهما دون الخرى خارق للتفاق‪ ،‬ومثاله غير خارق ما‪.‬‬
‫ي المباح‪ ،‬وقيل تجب فيهما‬
‫قلنا‪ :‬إنه تجب الزكإاة في مال الصبي دون الحل ّ‬
‫وقيل ل تجب فيهما فالمفصل موافق لمن لم يفصل في بعض ما قاله‪.‬‬

‫)و( علم )أنه يجوز إحداث( أي إظهار )دليل( لحكم )أو تأويل( لدليل ليوافق‬
‫غيره )أو علة( لحكم غير ما ذكإروه من الدليل والتأويل‪ ،‬والعلة لجواز تعدد‬
‫المذكإورات )إن لم يخرق(‪ :‬ما ذكإروه بخلفّ ما إذا خرقه بأن قالوا‪ :‬ل دليل ول‬
‫تأويل ول علة غير ما ذكإرناه‪ ،‬وقيل ل يجوز إحداث ذلك مطلقا لنه من غير‬
‫سإبيل المؤمنين المتوعد على اتباعه في الية‪ .‬قلنا‪ :‬المتوعد عليه ما خالف‬
‫سإبيلهم ل ما لم يتعرضوا له كإما نحن فيه )و( علم )أنه يمتنع ارتداد المة( في‬
‫عصر )سإمعا( لخرقه إجماع من قبلهم على وجوب اسإتمرار اليمان‪ .‬وقيل‪ :‬ل‬
‫يمتنع سإمعا ل يمتنع عقل ً قطعا )ل اتفاقها(‪ :‬أي المة في عصر )على جهل ما(‬
‫أي شيء )لم تكلف به( بأن لم تعلمه كإالتفضيل بين عمار وحذيفة فل يمتنع إذ ل‬
‫خطأ فيه لعدم التكليف به‪ ،‬وقيل يمتنع وإل لكان الجهل سإبيل ً لها فيجب اتباعها‬
‫فيه وهو باطل‪ .‬قلنا‪ :‬يمنع أنه سإبيل لها إذ سإبيل الشخص ما يختاره من قول أو‬
‫فعل ل ما ل يعلمه أما اتفاقها على جهل ما كإلفت به فممتنع قطعا )ول‬
‫انقسامها( أي المة )فرقتين( في كإل من مسألتين متشابهتين )كإل( من‬
‫الفرقتين )يخطىء في مسألة( من المسألتين كإاتفاق إحدى الفرقتين على‬
‫وجوب الترتيب في الوضوء وعلى عدم وجوبه في الصلة الفائتة‪ ،‬والخرى على‬
‫العكس‪ ،‬فل يمتنع نظرا في ذلك إلى أنه لم يخطىء إل بعضها بالنظر إلى كإل‬
‫مسألة على حدتها‪ ،‬وقيل يمتنع نظرا إلى أنها أخطأت في مجموع المسألتين‬
‫والخطأ منفي عنها بالخبر السابق‪ ،‬والتصحيح في هذه العلوم مما يأتي من‬
‫زيادتي )و( علم )أن الجماع ل يضاد إجماعا(‪ :‬أي ل يجوز انعقاده على ما يضاد‬
‫ما انعقد عليه إجماع‪) .‬قبله( لسإتلزامه تعارض قاطعين‪ ،‬وقيل يجوز إذ ل مانع‬
‫من كإون الّول مغيا بالثاني‪) .‬وهو الصأح في الكل(‪ :‬أي كإل من المسائل الست‬
‫ي‪) .‬دليل( قطعي‬ ‫كإما تقرر‪) .‬ول يعارضه( أي الجماع بناء على الصأح أنه قطع ّ‬
‫ول ظني‪ ،‬إذ ل تعارض بين قاطعين لسإتحالته‪ ،‬إذ‬

‫التعارض بين شيئين يقتضي خطأ أحدهما‪ ،‬ول بين قاطع ومظنون للغاء‬
‫المظنون في مقابلة القاطع‪ ،‬أما الجماع الظني فيجوز معارضته بظني آخر‪.‬‬
‫)وموافقته(‪ :‬أي الجماع )خبرا ل تدل على أنه عنه( لجواز أن يكون عن غيره‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫ولم ينقل لنا اسإتغناء بنقل الجماع عنه )لكنه(‪ :‬أي كإونه عنه هو )الظاهر إن لم‬
‫يوجد غيره( بمعناه‪ ،‬إذ ل بد له من مستند كإما مر‪ ،‬فإن وجد فل لجواز أن يكون‬
‫الجماع عن ذلك الغير‪ ،‬وقيل‪ :‬موافقته له تدل على أنه عنه قال بعضهم‪ :‬ومحل‬
‫الخلفّ في خبر الواحد أما المتواتر فهو عنه بل خلفّ وفيه نظر‪.‬‬

‫خاتمة‪.:‬‬
‫)جاحد مجمع عليه معلوم من الدين ضرورة( وهو ما يعرفه منه الخواص‬
‫والعوام من غير قبول تشكيك كإوجوب الصلة والصوم وحرمة الزنا والخمر‪.‬‬
‫)كإافر( قطعا )إن كإان فيه نص( لن جحده يستلزم تكذيب النبي صألى الله عليه‬
‫وسإّلم فيه وما أوهمه كإلم المدي‪ ،‬ومن تبعه من أن فيه خلفا ليس بمراد لهم‪.‬‬
‫ص جادحه كإافر‪) .‬في الصأح( لما مر‪ ،‬وقيل ل لعدم‬ ‫)وكإذا إن لم يكن( فيه ن ّ‬
‫النص وخرج بالمجمع عليه غيره‪ ،‬وإن كإان فيه نص‪ ،‬وبالمعلوم ضرورة غيره‬
‫كإفساد الحج بالوطء قبل الوقوفّ‪ ،‬وإن كإان فيه نص كإاسإتحقاق بنت البن‬
‫السدس مع البنت لقضاء النبي صألى الله عليه وسإّلم به‪ ،‬كإما رواه البخاري‬
‫وبالدين المجمع عليه المعلوم من غيره ضرورة كإوجود بغداد‪ ،‬فل يكفر جاحدها‬
‫ول جاحد شيء منها‪ ،‬وإن اشتهر بين الناس هذا حاصأل ما في الروضة كإأصألها‬
‫في باب الردة وهو المعتمد‪ ،‬وإن خالفه ما في الصأل كإما أوضحته في‬
‫الحاشية‪.‬‬

‫الكتاب الرابع في القياس‬

‫من الدلة الشرعية‪) .‬وهو( لغة التقدير والمساواة‪ .‬واصأطلحا‪) .‬حمل معلوم‬
‫ور أي إلحاقه به في حكمه‪) .‬لمساواته( له )في علة‬ ‫على معلوم( بمعنى متص ّ‬
‫حكمه(‪ :‬بأن توجد بتمامها في المحمول )عند الحامل(‪ :‬وهو المجتهد مطلقا أو‬
‫مقيدا وافق ما في نفس المر أو ل‪ ،‬بأن ظهر غلطه‪ ،‬فتناول الحد القياس‬
‫الفاسإد كإالصحيح‪) .‬وإن خص( المحدود )بالصحيح حذفّ( من الحد ّ )الخير(‪:‬‬
‫وهو عند الحامل فل يتناول حينئذ إل الصحيح لنصرافّ المساواة المطلقة إلى‬
‫ما في نفس المر والفاسإد قبل ظهور فساده معمول به كإالصحيح‪ .‬وحد ّ شيخنا‬
‫الكمال ابن الهمام القياس بأنه مساواة محل لخر في علة حكم شرعي له‪،‬‬
‫وهو ل يشمل غير الشرعي‪ ،‬لكنه أخصر من الحد ّ الّول وأقرب إلى مدلول‬
‫القياس اللغوي الذي مّر بيانه وسإالم مما أورد على الّول من أن الحمل فعل‬
‫المجتهد فيكون القياس فعله مع أنه دليل نصبه الشرع نظر فيه المجتهد أو ل‪،‬‬
‫كإالنص لكن جواب اليراد أنه ل تنافي بين كإونه فعل المجتهد ونصب الشارع‬
‫إياه دليلً‪) .‬وهو( أي القياس )حجة في المور الدنيوية( كإالغذية‪) .‬وكإذا في‬
‫غيرها( كإالشرعية )في الصأح( لعمل كإثير من الصحابة به متكررا شائعا مع‬
‫سإكوت الباقين الذي هو في مثل ذلك من الصأول العامة وفاق عادة‪ ،‬ولقوله‬
‫تعالى‪} :‬فاعتبروا{ والعتبار قياس الشيء بالشيء فيجوز القياس في ذلك‪،‬‬
‫وقيل يمتنع فيه عقلً‪ ،‬وقيل شرعا‪ ،‬وقيل يمتنع فيه إن كإان غير جل ّ‬
‫ي‪ ،‬وقيل‬
‫يمتنع في الحدود والكفارات والرخص والتقديرات‪ ،‬وقيل غير ذلك‪ .‬والصأح‬
‫الّول فو جائز فيما ذكإر‪) .‬إل في العادية والخلقية(‪ :‬أي التي ترجع إلى العادة‬
‫والخلقة كإأقل الحيض أو النفاس أو الحمل وأكإثره فيمتنع ثبوتها بالقياس في‬
‫الصأح‪ ،‬لنها ل يدركّ المعنى فيها‪ ،‬بل يرجع فيها إلى قول من يوثق به‪ ،‬وقيل‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫يجوز لنه قد يدركّ المعنى فيها‪) .‬وإل في كإل الحكام( فيمتنع ثبوتها بالقياس‬
‫في الصأح‪ ،‬لن منها ما ل يدركّ معناه كإوجوب الدية على العاقلة‪ ،‬وقيل يجوز‬

‫حتى إن كإل ً من الحكام صأالح لن يثبت بالقياس بأن يدركّ معناه ووجوب الدية‬
‫على العاقلة له معنى يدركّ‪ ،‬وهو إعانة الجاني فيما هو معذور فيه‪ ،‬كإما يعان‬
‫الغارم لصألح ذات البين بما يصرفّ إليه من الزكإاة‪.‬‬
‫)وإل القياس على منسوخ فيمتنع( فيه‪) .‬في الصأح( لكإتفاء اعتبار الجامع‬
‫بالنسخ وقيل يجوز فيه‪ ،‬لن القياس مظهر لحكم الفرع الكمين ونسخ الصأل‬
‫ليس نسخا للفرع‪ ،‬وقولي من زيادتي فيمتنع تنبيه على أن الخلفّ‪ ،‬إنما هو في‬
‫امتناع القياس ل في عدم حجيته‪) .‬وليس النص عل العلة( لحكم ولو في جانب‬
‫الكف‪) .‬أمرا بالقياس( أي ليس أمرا به )في الصأح( ل في جانب الفعل غير‬
‫الكف كإأكإرم زيدا لعلمه‪ ،‬ول في جانب الكف نحو الخمر حرام لسإكارها‪ ،‬وقيل‬
‫إنه أمر به في الجانبين‪ ،‬إذ ل فائدة لذكإر العلة إل ذلك‪ .‬قلنا‪ :‬ل نسلم الحصر‬
‫لجواز كإون الفائدة بيان مدركّ الحكم ليكون أوقع في النفس‪ ،‬وقيل إنه أمر به‬
‫في جانب الكف دون غيره لن العلة في الكف المفسدة‪ ،‬وإنما يحصل الغرض‬
‫من انعدامها بالكف عن كإل فرد مما تصدق عليه العلة والعلة في غيره‬
‫المصلحة‪ ،‬ويحصل الغرض من حصولها بفرد‪ .‬قلنا‪ :‬قوله عن كإل فرد إلى آخره‬
‫ممنوع‪ ،‬بل يكفي الكف عن كإل فرد مما يصدق عليه محل المعلل‪.‬‬

‫)وأركإانه( أي القياس )أربعة( مقيس عليه ومقيس ومعنى مشتركّ بينهما‬


‫دى بواسإطة المشتركّ إلى المقيس‪) .‬الول(‪ :‬وهو‬ ‫وحكم للمقيس عليه يتع ّ‬
‫المقيس عليه )الصأل(‪ :‬أي يسمى به كإما يسمى المقيس بالفرع كإما سإيأتي‪،‬‬
‫ولكون حكم الصأل غير حكم الفرع باعتبار المحل‪ ،‬وإن كإان عينه بالحقيقة صأح‬
‫تفرع الثاني على الول باعتبار دليلهما وعلم المجتهد بهما ل باعتبار ما في‬
‫نقس المر‪ ،‬إذ الحكام قديمة ول تفرع في القديم‪) .‬والصأح أنه( أي الصأل‬
‫المقيس عليه )محل الحكم المشبه به( بالرفع صأفة المحل أي‪ :‬المقيس عليه‪،‬‬
‫وقيل هو حكم المحل‪ ،‬وقيل دليل الحكم )و( الصأح )أنه ل يشترط( في الصأل‬
‫المذكإور )دال( أي دليل )على جواز القياس عليه بنوعه أو شخصه ول التفاق‬
‫على وجود العلة فيه(‪ :‬وقيل يشترطان فعلى اشتراط الول ل يقاس في‬
‫مسائل البيع مثل ً إل إذا قام دليل على جواز القياس فيه بنوعه أو شخصه وعلى‬
‫اشتراط الثاني ل يقاس فيما اختلف في وجود العلة فيه‪ ،‬بل ل بد ّ من التفاق‬
‫على ذلك بعد التفاق على أن حكم الصأل معلل‪ ،‬وكإل منهما مردود بأنه ل دليل‬
‫عليه‪.‬‬

‫)الثاني‪ (:‬من أركإان القياس )حكم الصأل وشرطه ثبوته بغير قياس ولو‬
‫إجماعا(‪ :‬إذ لو ثبت بقياس كإان القياس الثاني عند اتحاد العلة لغو للسإتغناء‬
‫عنه بقياس الفرع فيه على الصأل في الول‪ ،‬وعند اختلفها غير منعقد لعدم‬
‫اشتراكّ الصأل‪ ،‬والفرع فيه في علة الحكم‪ ،‬فالتحاد كإقياس التفاح على البّر‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫في الربوية بجامع الطعم ثم قياس السفرجل على التفاح‪ ،‬فيما ذكإر‪ .‬وهو لغو‬
‫للسإتغناء عنه بقياس السفرجل على البر والختلفّ كإقياس الرتق‪ ،‬وهو انسداد‬
‫محل الوطء على جب الذكإر في فسخ النكاح بجامع فوات التمتع‪ ،‬ثم قياس‬
‫الجذام على الرتق فيما ذكإر وهو غير منعقد‪ ،‬لن فوات التمتع غير موجود فيه‪،‬‬
‫وقيل ل يثبت بإجماع أيضا ل أن يعلم أن مستنده نص ليستند القياس إليه‪ ،‬ورد ّ‬
‫بأنه ل دليل عليه ول يضر احتمال أن يكون الجماع عن قياس‪ ،‬لن كإون حكم‬
‫الصأل حينئذ عن قياس مانع من القياس‪ ،‬والصأل عدم المانع‪) .‬وكإونه غير‬
‫متعبد به بالقطع( أي اليقين )في قول(‪ :‬لن ما تعبد فيه باليقين إنما يقاس على‬
‫محله ما يطلب فيه اليقين كإالعقائد والقياس ل يفيد اليقين‪ ،‬ورد ّ بأنه يفيده إذا‬
‫علم حكم الصأل وما هو العلة فيه ووجودها في الفرع‪ ،‬وزدت في قول ليوافق‬
‫ما رجحته كإالصأل قبل من جواز القياس في العقليات‪) .‬وكإونه من جنس‬
‫الحكم الفرع(‪ :‬فيشترط كإونه شرعيا إن كإان المطلوب إثباته حكما شرعيا‬
‫وكإونه عقليا إن كإان المطلوب إثباته حكما عقليا وكإونه لغويا إن كإان المطلوب‬
‫إثباته حكما لغويا )وأن ل يعدل(‪ :‬أي حكم الصأل )عن سإنن القياس( فما عدل‬
‫عن سإننه أي‪ :‬خرج عن طريقه ل يقاس على محله لتعذر التعدية حينئذ كإشهادة‬
‫خزيمة بن ثابت وحده‪ ،‬فل يقاس به غيره‪ ،‬وإن فاته رتبة كإالصديق رضي الله‬
‫عنه وقصة شهادته رواها ابن خزيمة‪ ،‬وحاصألها أن النبي صألى الله عليه وسإّلم‬
‫ي فشهد عليه‬ ‫ابتاع فرسإا من أعرابي فجحده البيع‪ ،‬وقال‪ :‬هلم شهيدا يشهد عل ّ‬
‫خزيمة أي وحده‪ ،‬فقال له النبي صألى الله عليه وسإّلم‪ :‬ما حملك على هذا ولم‬

‫تكن حاضرا؟ فقال‪ :‬صأدقتك بما جئت به وعلمت أنك ل تقول إل حقا‪ ،‬فقال‬
‫صألى الله عليه وسإّلم‪» :‬من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه«‪ .‬ورواها أبو‬
‫داود أيضا وقال‪ :‬فجعل النبي صألى الله عليه وسإّلم شهادته بشهادة رجلين‪) .‬و(‬
‫أن )ل يكون دليله(‪ :‬أي دليل حكم الصأل )شامل ً لحكم الفرع( للسإتغناء به‬
‫حينئذ عن القياس‪ ،‬مع أنه ليس جعل بعض الصور المشمولة أصأل ً لبعضها أولى‬
‫من العكس‪ ،‬كإما لو اسإتدل على ربوية البر بخبر مسلم‪» :‬الطعام بالطعام مثل ً‬
‫بمثل« ثم قيس عليه الذرة بجامع الطعم فإن الطعام يشمل الذرة كإالبر سإواء‪،‬‬
‫وسإيأتي أنه ل يشترط في العلة أن ل يشمل دليلها حكم الفرع بعمومه أو‬
‫خصوصأه في الصأح‪ ،‬وفارق ما هنا بما فهم من المعية السابقة‪) .‬وكإونه(‪ :‬أي‬
‫حكم الصأل )متفقا عليه جزما(‪ ،‬وإل احتيج عند منعه إلى إثباته فينتقل إلى‬
‫مسألة أخرى‪ ،‬وينتشر الكلم ويفوت المقصود‪ ،‬وذلك ممنوع منه إل أن يروم‬
‫المستدل إثباته فليس ممنوعا كإما يعلم مما يأتي )بين الخصمين فقط في‬
‫الصأح(‪ :‬لن البحث ل يعدوهما وقيل بين كإل المة حتى ل يتأتى المنع أصأل‪ً.‬‬
‫)‬

‫والصأح أنه ل يشترط( مع اشتراط اتفاق الخصمين فقط )اختلفّ المة(‬


‫غيرهما في الحكم‪ ،‬بل يجوز اتفاقهم عليه كإهما‪ ،‬وقيل يشترط اختلفهم فيه‬
‫ليتأتى للخصم منعه‪ ،‬إذ ل يتأتى له منع المتفق عليه‪ ،‬ويجاب بأنه يتأتى له منعه‬
‫من حيث العلة كإما هو المراد‪ ،‬وإن لم يتأت له منعه من حيث هو )فإن اتفقا‬
‫عليه مع منع الخصم أن علته كإذا(‪ :‬كإما في قياس حلى البالغة على حلى الصبية‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫في عدم وجوب الزكإاة‪ ،‬فإن عدمه في الصأل متفق عليه بيننا وبين الحنفي‪،‬‬
‫والعلة فيه عندنا كإونه حليا مباحا وعنده كإونه مال صأبية‪) .‬و( القياس المشتمل‬
‫على الحكم المذكإور )مركإب الصأل(‪ .‬سإمي به لتركإيب الحكم فيه أي‪ :‬بنائه‬
‫على علتي الصأل بالنظر للخصمين‪) .‬أو( اتفقا عليه مع منع الخصم )وجودها‬
‫في الصأل(‪ :‬كإما في قياس إن نكحت فلنة فهي طالق على فلنة التي أنكحها‬
‫طالق في عدم وقوع الطلق بعد النكاح‪ ،‬فإن عدمه في الصأل متفق عليه بيننا‬
‫وبين الحنفي والعلة تعليق الطلق قبل تملكه‪ ،‬والحنفي يمنع وجودها في الصأل‬
‫ويقول هو تنجيز‪) .‬فـ(ـالقياس المشتمل على الحكم المذكإور )مركإب الوصأف(‬
‫سإمي به لتركإيب الحكم فيه أي بنائه على الوصأف الذي منع الخصم وجوده في‬
‫الصأل‪ ،‬وقول الصأل في الّول فإن كإان متفقا بينهما‪ ،‬ولكن لعلتين‪ ،‬وفي الثاني‬
‫لعلة يوهم أن التفاق لجل العلتين أو العلة‪ ،‬وليس مرادا فتعبيري بما ذكإر‬
‫سإالم من ذلك‪) .‬ول يقبلن(‪ :‬أي القياسإان المذكإوران )في الصأح( لمنع الخصم‬
‫وجود العلة في الفرع في الّول‪ ،‬وفي الصأل في الثاني‪ ،‬وقيل يقبلن نظر‬
‫التفاق الخصمين على حكم الصأل‪) .‬ولو سإلم( الخصم )العلة( للمستدل أي‪:‬‬
‫سإلم أنها ما ذكإره (فأثبت المستدل وجودها( حيث اختلفا فيه )أو سإلمه( أي‪:‬‬
‫سإلم وجودها‪) .‬الخصم انتهض الدليل( عليه لعترافه بوجودها في الثاني‪ ،‬وقيام‬
‫الدليل عليه في الول‪) .‬وإن لم يتفقا( أي الخصمان )عليه و( ل )على علته‬
‫ورام المستدل إثباته( بدليل‪) .‬ثم( إثبات )العلة( بطريق‪) ،‬فالصأح قبوله( في‬

‫ذلك لن إثباته كإاعترافّ الخصم به‪ ،‬وقيل ل يقبل بل ل بد من اتفاقهما عليهما‬


‫صأونا للكلم عن النتشار )والصأح( أنه )ل يشترط( في القياس )التفاق( أي‬
‫الجماع )على أن حكم الصأل معلل أو النص على العلة(‪ :‬المستلزم لتعليله‪ ،‬إذ‬
‫ل دليل على اشتراط ذلك بل يكفي إثبات التعليل بدليل‪ ،‬وقيل يشترط ذلك‪،‬‬
‫وقد مر أنه ل يشترط التفاق على أن علة حكم الصأل كإذا على الصأح‪ ،‬وإنما‬
‫فرقت كإالصأل بين المسألتين لمناسإبة المحلين‪ ،‬وإنما لم أسإتغن بهذه عن تلك‬
‫مع أنها تستلزمها لبيان المقابل للصأح فيهما لنها ل تستلزم المقابل في تلك‪.‬‬

‫)الثالث(‪ :‬من أركإان القياس‪) .‬الفرع‪ :‬وهو المحل المشبه( بالصأل )في‬
‫الصأح(‪ .‬وقيل‪ :‬حكمه ول يأتي قول كإالصأل بأنه دليل الحكم لن دليله القياس‪.‬‬
‫)والمختار قبول المعارضة فيه(‪ :‬أي في الفرع )بمقتضى نقيض الحكم أو‬
‫ضده(‪ .‬وقيل ل يقبل‪ ،‬وإل لنقلب منصب المناظرة‪ ،‬إذ يصير المعترض مستدل ً‬
‫وبالعكس‪ ،‬وذلك خروج عما قصد من معرفة صأحة نظر المستدل في دليله إلى‬
‫غيره‪ .‬قلنا‪ :‬القصد من المعارضة هدم دليل المستدل ل إثبات مقتضاها المؤدي‬
‫إلى ما مّر‪ .‬وصأورتها في الفرع أن يقول‪ :‬المعترض للمستدل ما ذكإرت من‬
‫الوصأف‪ ،‬وإن اقتضى ثبوت الحكم في الفرع فعندي وصأف آخر يقتضي نقيضه‬
‫أو ضده‪ ،‬فالنقيض نحو المسح ركإن في الوضوء فيسن تثليثه كإالوجه فيقول‬
‫ن تثليثه كإمسح الخف والضد نحو الوتر‬‫المعارض مسح في الوضوء‪ ،‬فل يس ّ‬
‫ّ‬
‫ي صألى الله عليه وسإلم‪ ،‬فجب كإالتشهد فيقول‪ :‬المعارض‬ ‫واظب عليه النب ّ‬
‫مؤقت بوقت صألة من الخمس فيسن كإالفجر‪ ،‬وخرج بالمقتضى لنقيض الحكم‬
‫أو ضده المعارضة بالمقتضى لخلفّ الحكم‪ ،‬فل يقدح لعدم منافاتها لدليل‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫المستدل كإما يقال‪ :‬اليمين الغموس قول يأثم قائله فل يوجب الكفارة‪،‬‬
‫كإشهادة الزور‪ ،‬فيقول المعارض قول مؤكإد للباطل يظن به حقيقته فيوجب‬
‫التعزير كإشهادة الزور‪) .‬و( المختار في دفع المعارضة المذكإورة زيادة على‬
‫دفعها بكل ما يعترض به على المستدل ابتداء )دفعها بالترجيح(‪ :‬لوصأف‬
‫المستدل على وصأف المعارض بمرجح مما يأتي في محله لتعين العمل‬
‫بالراجح‪ .‬وقيل‪ :‬ل تدفع به لن المعتبر فيها حصول أصأل الظن ل مساواته لظن‬
‫الصأل‪ ،‬وأصأل الظن ل يندفع بالترجيح‪ .‬ورد ّ بأنه لو صأح ذلك لقتضى منع قبول‬
‫الترجيح مطلقا وهو خلفّ الجماع‪) .‬و( المختار بناء على الول )أنه ل يجب‬
‫اليماء إليه( أي‪ :‬إلى الترجيح )في الدليل(‪ .‬ابتداء لن ترجيح وصأف المستدل‬
‫على وصأف معارضه خارج عن الدليل‪ ،‬وقيل يجب لن الدليل ل يتم بدونه دفع‬
‫المعارض‪ .‬قلنا‪ :‬ل معارض حينئذ فل حاجة إلى دفعه قبل وجوده‪.‬‬

‫)وشرطه( أي الفرع )وجود تمام العلة( التي في الصأل )فيه(‪ :‬بل زيادة أو بها‬
‫دى‬‫كإالسإكار في قياس النبيذ بالخمر‪ ،‬واليذاء في قياس الضرب بالتأفيف فيتع ّ‬
‫الحكم إلى الفرع‪) .‬فإن كإانت( أي العلة )قطعية(‪ :‬بأن قطع بكونها علة في‬
‫الصأل وبوجودها في الفرع كإالسإكار واليذاء فيما مر‪) .‬فقطعي( قياسإها حتى‬
‫كإأن الفرع فيه شمله دليل الصأل‪ ،‬فإن كإان دليله ظنيا فحكم الفرع كإذلك‪) .‬أو(‬
‫كإانت )ظنية( بأن ظن كإونها علة في الصأل‪ ،‬وإن قطع بوجودها في الفرع‬
‫)فظني وأدون(‪ :‬أي فقياسإها ظني وهو قياس الدون والتصريح بأنه ظني من‬
‫زيادتي )كإتفاح( أي كإقياسإه )ببّر( في باب الربا )بجامع الطعم(‪ :‬فإنه العلة‬
‫عندنا في الصأل مع احتمال ما قيل إنها الفوت أو الكيل‪ ،‬وليس في التفاح إل‬
‫الطعم فثبوت الحكم فيه أدون من ثبوته في البر المشتمل على الوصأافّ‬
‫الثلثة‪ ،‬والول الذي هو القطعي يشمل قياس الولى والمساوي‪) .‬وأن( أي‬
‫وشرط الفرع ما ذكإر وأن )ل يعارض( أي معارضة ل يتأتى دفعها كإما مّر التلويح‬
‫به‪ ،‬والتصريح بهذا من زيادتي‪) .‬و( أن )ل يقوم القاطع على خلفه(‪ :‬أي خلفّ‬
‫الفرع في الحكم‪ ،‬إذ ل صأحة للقياس في شيء مع قيام دليل قاطع على خلفه‪.‬‬
‫)وكإذا خبر الواحد(‪ :‬أي وأن ل يقوم خبر الواحد على خلفه )في الصأح(‪ :‬لنه‬
‫مقدم على القياس في الصأح كإما مّر في بحث الخبر‪) .‬إل لتجربة(‪ :‬أي تمرين‬
‫)النظر( من المستدل‪ ،‬فيجوز القياس المخالف لنه صأحيح في نفسه ولم‬
‫يعمل به لمعارضة ما ذكإر له‪ ،‬ويدل لصحته قولهم‪ :‬إذا تعارض النص والقياس‬
‫قدم النص‪) .‬و( أن )يتحد حكمه( أي الفرع )بحكم الصأل( في المعنى‪ ،‬كإما أنه‬
‫يشترط في الفرع وجود تمام العلة فيه كإما مّر‪ ،‬فإن لم يتحد به لم يصح‬
‫القياس لنتفاء حكم الصأل عن الفرع‪ ،‬وجواب عدم التحاد فيما ذكإر يكون‬
‫ببيان التحاد فيه كإما يعلم مما يأتي في محله كإأن يقيس الشافعي ظهار الذمي‬
‫بظهار المسلم في حرمة وطء الزوجة‪ ،‬فيقول الحنفي‪ :‬الحرمة في المسلم‬
‫تنتهي‬

‫بالكفارة‪ ،‬والكافر ليس من أهلها إذ ل يمكنه الصوم منها لفساد نيته فل تنتهي‬
‫الحرمة في حقه‪ ،‬فاختلف الحكم‪ ،‬فل يصح القياس فيقول الشافعي يمكنه‬
‫الصوم بأن يسلم ثم يصوم ويصح إعتاقه وإطعامه مع الكفر اتفاقا‪ ،‬فهو من‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫أهل الكفارة‪ ،‬فالحكم متحد‪ ،‬والقياس صأحيح‪.‬‬
‫)‬

‫و( أن )ل يتقدم( حكم الفرع )على حكم الصأل( في الظهور للمكلف‪) .‬حيث ل‬
‫دليل له( غير القياس على المختار‪ ،‬كإقياس الوضوء بالتيمم في وجوب النية‬
‫بتقدير‪ :‬أن ل دليل للوضوء غير القياس فإنه تعبد به قبل الهجرة‪ ،‬والتيمم إنما‬
‫تعبد به بعدها إذ لو جاز تقدم حكم الفرع للزم ثبوته حال تقدمه بل دليل‪ ،‬وهو‬
‫ممتنع لنه تكليف بما ل يعلم‪ ،‬نعم إن ذكإر إلزاما للخصم جاز لقول الشافعي‬
‫للحنفي القائل بوجوب النية في التيمم‪ :‬دون الوضوء طهارتان أنى يفترقان‬
‫لتحاد الصأل والفرع في المعنى‪ ،‬فإن كإان له دليل آخر جاز تقدمه لنتفاء‬
‫دد الدليل‪ ،‬وقيل ل يجوز تقدمه‪) .‬ل ثبوته(‪:‬‬ ‫المحذور السابق‪ ،‬وبناء على جواز تع ّ‬
‫أي حكم الفرع )بالنص جملة( فل يشترط على المختار وقيل يشترط ويطلب‬
‫بالقياس تفصيله‪ ،‬فلول العلم بورود ميراث الجد ّ جملة لما جاز القياس في‬
‫ي‬
‫توريثه مع الخوة والخوات‪ ،‬ورد ّ اشتراط ذلك بأن العلماء قاسإوا‪ :‬أنت عل ّ‬
‫حرام بالطلق والظهار واليلء بحسب اختلفهم فيه‪ ،‬ولم يوجد فيه نص ل جملة‬
‫ول تفصيلً‪) .‬ول انتفاء نص أو إجماع يوافق(‪ :‬القياس في الحكم‪ ،‬فل يشترط‪،‬‬
‫بل يجوز القياس مع موافقتهما أو أحدهما له‪) .‬على المختار( بناء على جواز‬
‫دد الدليل نظرا إلى أن الحاجة‬‫دد الدليل‪ ،‬وقيل يشترط انتفاؤهما وإن جاز تع ّ‬ ‫تع ّ‬
‫دد‬
‫دد الدليل‪ ،‬وقيل يشترط انتفاؤهما وإن جاز تع ّ‬ ‫إلى القياس‪ ،‬إنما تدعو جواز تع ّ‬
‫الدليل نظرا إلى أن الحاجة إلى القياس‪ ،‬إنما تدعو عند فقد النص والجماع‪،‬‬
‫قلنا‪ :‬أدلة القياس مطلقة عن اشتراط ذلك‪ ،‬وعلى الول جرى الصأل‪ ،‬لكنه‬
‫خالفه قبل في النص فجرى فيه على‬

‫الثاني‪.‬‬

‫)الرابع(‪ :‬من أركإان القياس )العلة( ويعبر عنها بالوصأف الجامع بين الصأل‬
‫والفرع‪ ،‬وفي معناها شرعا أقوال ينبني عليها مسائل تأتي‪) .‬الصأح أنها( أي‬
‫العلة )المعرفّ( للحكم‪ .‬فمعنى كإون السإكار مثل ً علة أنه معرفّ‪ ،‬أي‪ :‬علمة‬
‫على حرمة المسكر‪ .‬وقالت المعتزلة‪ :‬هي المؤثر بذاته في الحكم بناء على‬
‫قاعدتهم من أنه يتبع المصلحة أو المفسدة‪ ،‬وقيل هي المؤثر فيه بجعله تعالى‬
‫ل بالذات‪ ،‬وقيل هي الباعث عليه‪ ،‬ورد ّ بأنه تعالى ل يبعثه شيء ومن عبر من‬
‫الفقهاء عنها بالباعث أراد كإما قال السبكي‪ :‬أنها باعثة للمكلف على المتثال‪.‬‬
‫)و( الصأح )أن حكم الصأل( على القول بأنها المعرفّ )ثابت بها( ل بالنص‪.‬‬
‫وقالت الحنفية‪ :‬ثابت بالنص‪ ،‬لنه المفيد للحكم قلنا لم يفده بقيد كإون محله‬
‫أصأل ً يقاس به الذي الكلم فيه‪ ،‬والمفيد له العلة لنها منشأ التعدية المحققة‬
‫للقياس‪ ،‬فالمراد بثبوت الحكم بها معرفته لنها معرفة له‪) .‬وقد تكون( العلة‬
‫)دافعة للحكم(‪ :‬أي لتعلقه كإالعدة فإنها تدفع حل النكاح من غير صأاحبها ول‬
‫ترفعه كإأن كإانت عن شبهة‪) .‬أو رافعة( له كإالطلق فإنه يرفع حل التمتع ول‬
‫يدفعه لجواز النكاح بعده‪) .‬أو فاعلة لهما( أي الدفع والرفع كإالرضاع فإنه يدفع‬
‫حل النكاح ويرفعه وتكون العلة‪) .‬وصأفا حقيقيا(‪ :‬وهو ما يتعقل في نفسه من‬
‫غير توقف على عرفّ أو غيره‪) .‬ظاهرا منضبطا(‪ :‬ل خفيا أو مضطربا كإالطعم‬
‫في الربوي‪) .‬أو( وصأفا )عرفيا مطردا( أي‪ :‬ل يختلف باختلفّ الوقات‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫كإالشرفّ والخسة في الكفاءة‪) .‬وكإذا( تكون )في الصأح( وصأفا )لغويا( كإتعليل‬
‫حرمة النبيذ بتسميته خمرا بناء على ثبوت اللغة بالقياس‪ ،‬وقيل ل يعلل الحكم‬
‫الشرعي بالمر اللغوي )أو حكما شرعيا(‪ :‬سإواء أكإان المعلول كإذلك كإتعليل‬
‫جواز رهن المشاع بجواز بيعه أم أمرا حقيقيا كإتعليل حياة الشعر بحرمته‬
‫بالطلق وحله بالنكاح كإاليد‪ ،‬وقيل ل تكون حكما لن شأن الحكم أن يكون‬
‫معلول ً‬

‫ل علة‪ ،‬ورد ّ بأن العلة بمعنى المعرفّ‪ ،‬ول يمتنع أن يعرفّ حكم حكما أو غيره‪،‬‬
‫وقيل ل تكون حكما شرعيا إن كإان المعلول أمرا حقيقيا‪) .‬أو( وصأفا )مركإبا(‬
‫كإتعليل وجود القود بالقتل العمد العدوان لمكافىء‪ ،‬وقيل‪ :‬ل يكون علة لن‬
‫التعليل بالمركإب يؤدي إلى محال إذ بانتفاء جزء منه تنتفي عليته فبانتفاء آخر‬
‫يلزم تحصيل الحاصأل‪ ،‬لن انتفاء الجزء علة لعدم العلية‪ .‬قلنا‪ :‬إنما يؤدي إلى‬
‫ذلك في العلل العقلية ل المعرفات‪ ،‬وكإل من النتفاءات هنا معرفّ لعدم العلية‬
‫ول اسإتحالة في اجتماع معرفات على شيء واحد‪ ،‬وقيل‪ :‬يكون علة ما لم يزد‬
‫على خمسة أجزاء‪.‬‬

‫)وشرط لللحاق( بحكم الصأل )بها(‪ :‬أي بسبب العلة )أن تشتمل على حكمة(‪:‬‬
‫أي مصلحة مقصودة من شرع الحكم )تبعث(‪ :‬أي تحمل المكلف حيث يطلع‬
‫عليها )على المتثال وتصلح شاهدا لناطة الحكم( بالعلة كإحفظ النفوس فإنه‬
‫حكمة ترتب وجود القود على علته السابقة‪ ،‬فإن من علم أن من قتل اقتص‬
‫ف عن القتل‪ ،‬وقد ل ينكف عنه توطينا لنفسه على تلفها‪ ،‬وهذه الحكمة‬ ‫منه انك ّ‬
‫تبعث المكلف من القاتل وولي المر على امتثال المر الذي هو إيجاب القود‬
‫بأن يمكن كإل منهما وارث القتيل من القود‪ ،‬ويصلح شاهدا لناطة وجوب القود‬
‫بعلته‪ ،‬فيلحق حينئذ القتل بمثقل بالقتل بمحدد في وجوب القود لشتراكإهما في‬
‫العلة المشتملة على الحكمة المذكإورة‪ ،‬فمعنى اشتمالها عليها كإونها ضابطا لها‬
‫كإالسفر في حل القصر مثلً‪) .‬ومانعها( أي العلة )وصأف وجودي يخل بحكمتها(‪:‬‬
‫كإالدين على القول بأنه مانع من وجوب الزكإاة على المدين‪ ،‬فإنه وصأف وجودي‬
‫يخل بحكمة العلة لوجوب الزكإاة المعلل بملك النصاب وهي السإتغناء بملكه‪،‬‬
‫إذ المدين ل يستغني بملكه لحتياجه إلى وفاء دينه به‪ ،‬ول يضر خلو المثال عن‬
‫اللحاق الذي الكلم فيه‪ ،‬وتعبيري بما ذكإر أولى مما عبر به لما بينته في‬
‫الحاشية‪) .‬ول يجوز في الصأح كإونها الحكمة إن لم تنضبط(‪ :‬كإالمشقة في‬
‫السفر لعدم انضباطها‪ ،‬فإن انضبطت جاز كإما رجحه المدي وابن الحاجب‬
‫وغيرهما لنتفاء المحذور‪ ،‬وقيل يجوز مطلقا لنها المشروع لها الحكم‪ ،‬وقيل ل‬
‫يجوز مطلقا‪ .‬وقضية كإلم الصأل ترجيحه‪ ،‬ومحل الخلفّ إذا لم تحصل الحكمة‬
‫من ترتيب الحكم على الوصأف يقينا أو ظنا كإما سإيأتي إيضاحه في مبحث‬
‫المناسإبة‪) .‬و( ل يجوز في الصأح وفاقا لبن الحاجب وغيره‪) .‬كإونها عدمية( ولو‬
‫بعدمية جزئها أو بإضافتها بأن يتوقف تعقلها على تعقل غيرها كإالبوة )في(‬
‫الحكم )الثبوتي(‪ ،‬فل يجوز حكمت بكذا لعدم كإذا أو للبوة بناء على أن الضافي‬
‫عدمي كإما سإيأتي تصحيحه أواخر الكتاب‪ ،‬وذلك لن العلة بمعنى العلمة يجب‬
‫أن‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬

‫تكون أجلى من المعلل‪ ،‬والعدمي أخفى من الثبوتي‪ ،‬وقيل يجوز لصحة أن يقال‬
‫ضرب فلن عبده لعدم امتثاله أمره‪ .‬وأجيب‪ :‬بمنع صأحة التعليل بذلك‪ ،‬وإنما‬
‫يصح بالكف عن امتثاله وهو أمر ثبوتي‪ ،‬والخلفّ في العدم المضافّ بخلفّ‬
‫العدم المطلق ل يجوز التعليل به قطعا‪ ،‬لن نسبته إلى جميع المحال على‬
‫السواء‪ ،‬فل يعقل كإونه علة ويجوز وفاقا تعليل الثبوتي بمثله كإتعليل حرمة‬
‫الخمر بالسإكار والعدمي بمثله‪ ،‬كإتعليل عدم صأحة التصرفّ بعدم العقل‬
‫والعدمي بمثله‪ ،‬كإتعليل عدم صأحة التصرفّ بعدم العقل والعدمي بالثبوتي‬
‫كإتعليل ذلك بالسإرافّ‪.‬‬

‫)ويجوز التعليل بما ل يطلع على حكمته(‪ :‬كإتعليل الربوي بالطعم أو غيره‪.‬‬
‫)ويثبت الحكم فيما يقطع بانتفائها فيه للمظنة في الصأح(‪ :‬لجواز القصر‬
‫بالسفر لمن ركإب سإفينة قطعت به مسافة القصر في لحظة بل مشقة‪ ،‬وقيل‬
‫ل يثبت‪ ،‬وعليه الجدليون إذ ل عبرة بالمظنة عند تحقق انتفاء المئنة‪ ،‬وعلى‬
‫الّول يجوز اللحاق للمظنة كإإلحاق الفطر بالقصر‪ ،‬فيما ذكإر فما مر من أنه‬
‫يشترط في اللحاق بالعلة اشتمالها على حكمة شرط في الجملة أو للقطع‬
‫بجواز اللحاق‪ ،‬ثم ثبوت الحكم فيما ذكإر غير مطرد‪ ،‬بل قد ينتفي كإمن قام من‬
‫النوم متيقنا طهارة يده فل تثبت كإراهة غمسها في ماء قليل قبل غسلها ثلثا‪،‬‬
‫بل تنتفي خلفا لمام الحرمين والترجيح من زيادتي‪) .‬والصأح جواز التعليل‬
‫بـ)ـالعلة )القاصأرة(‪ :‬وهي التي ل تتعدى محل النص )لكونها محل الحكم أو‬
‫جزءه( الخاص بأن ل توجد في غيره )أو وصأفه الخاص( بأن ل يتصف به غيره‪،‬‬
‫فالّول كإتعليل حرمة الربا في الذهب بكونه ذهبا وفي الفضة كإذلك‪ ،‬والثاني‬
‫كإتعليل نقض الوضوء في الخارج من السبيلين بالخروج منهما‪ ،‬والثالث كإتعليل‬
‫حرمة الربا في النقدين بكونهما قيم الشياء‪ .‬وخرج بالخاص في الصورتين‬
‫غيره فل قصور فيه‪ ،‬كإتعليل الحنفية النقض فيما ذكإر بخروج النجس من البدن‬
‫الشامل لما ينقض عندهم من الفصد ونحوه‪ ،‬وكإتعليل ربوية البر بالطعم‪ ،‬وقيل‬
‫يمتنع التعليل بالقاصأرة مطلقا لعدم فائدتها‪ ،‬وقيل يمتنع إن لم تكن ثابتة بنص‬
‫أو إجماع لذلك‪.‬‬

‫)و( نحن ل نسلم ذلك بل )من فوائدها معرفة المناسإبة( بين الحكم ومحله‬
‫فيكون أدعى للقبول‪) .‬وتقوية النص( الدال على معلولها بأن يكون ظاهرا ل‬
‫قطعيا‪) .‬و( الصأح جواز التعليل )باسإم لقب( كإتعليل الشافعي نجاسإة بول ما‬
‫يؤكإل لحمه بأنه بول كإبول الدمي‪ ،‬وقيل ل يجوز لنا نعلم بالضرورة أنه ل أثر‬
‫في حرمة الخمر لتسميته خمرا‪ ،‬بخلفّ مسماه من كإونه مخامرا للعقل فإنه‬
‫تعليل بالوصأف‪) .‬و( الصأح جواز التعليل )بالمشتق( المأخوذ من فعل كإالسارق‬
‫في قوله تعالى‪} :‬والسارق والسارقة{ الية أو من صأفة كإأبيض فإنه مأخوذ‬
‫من البياض‪ ،‬وقيل يمتنع فيهما‪ .‬وزعم الصأل التفاق على الجواز في الّول‪،‬‬
‫والتعليل بالثاني من باب الشبه الصوري كإقياس الخيل على البغال في عدم‬
‫وجوب الزكإاة وسإيأتي الخلفّ فيه‪) .‬و( الصأح جواز التعليل شرعا وعقل ً‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫للحكم الواحد الشخصي )بعلل شرعية( اثنتين فأكإثر مطلقا‪ ،‬لنها علمات ول‬
‫مانع من اجتماع علمات على شيء واحد‪) .‬وهو واقع( كإما في اللمس والمس‬
‫والبول الموجب كإل منها للحدث‪ ،‬وقيل يجوز ذلك في العلل المنصوصأة دون‬
‫المستنبطة لن الوصأافّ المستنبطة الصالح كإل منها للعلية يجوز أن يكون‬
‫مجموعها العلة عند الشارع‪ ،‬فل يتعين اسإتقلل كإل منها بالعلية بخلفّ ما نص‬
‫على اسإتقلله بها‪ .‬وأجيب‪ :‬بأنه يتيعن السإتقلل بالسإتنباط أيضا وقيل يمتنع‬
‫شرعا مطلقا‪ ،‬إذ لو جاز شرعا لوقع لكنه لم يقع‪ .‬قلنا‪ :‬بتقدير تسليم اللزوم ل‬
‫نسلم عدم وقوعه لما مر من علل الحدث‪ ،‬وقيل يمتنع عقل ً وهو الذي صأححه‬
‫الصأل‪ ،‬وقيل يجوز في التعاقب دون المعية للزوم المحال التي لها بخلفّ‬
‫التعاقب‪ ،‬لن الذي يوجد فيه بالثانية مثل ً مثل الّول ل عينه‪ ،‬وعلى منع التع ّ‬
‫دد‬
‫دد‪ ،‬إما أن يقال فيه العلة مجمع المور أو أحدها ل‬ ‫فما يذكإره المجيز من التع ّ‬
‫بعينه‪ ،‬أو يقال فيه الحكم متعدد بمعنى أن الحكم المستند إلى واحد منها غير‬
‫المستند إلى آخر‪ ،‬وإن اتفقا نوعا كإما قيل بكل من ذلك‪ ،‬أما العلل‬

‫ددها مطلقا للزوم المحال منه كإالجمع بين النقيضين‪ ،‬فإن‬


‫العقلية فيمتنع تع ّ‬
‫الشيء باسإتناده إلى كإل منها يستغني عن الباقي‪ ،‬فيلزم أن يكون مستغنيا عن‬
‫كإل منها وغير مستغن عنه‪ ،‬وذلك جمع بين النيقيضين‪ ،‬ويلزم في التعاقب‬
‫محال آخر‪ ،‬وهو تحصيل الحاصأل حيث يوجد بما عدا الولى عين ما وجد بها‪.‬‬
‫وفارقت العلل العقلية الشرعية على الصأح بأن المحال المذكإور إنما يلزم فيها‬
‫لفادتها‪ ،‬وجود المعلول بخلفّ الشرعية التي هي معرفات‪ ،‬فإنها إنما تفيد‬
‫العلم به سإواء أفسر المعرفّ بما يحصل به التعريف‪ ،‬أم بما من شأنه التعريف‪.‬‬

‫)وعكسه( وهو تعليل أحكام بعلة )جائز وواقع((‪ :‬جزما بناء على الصأح من‬
‫تفسير العلة بالمعرفّ )إثباتا كإالسرقة(‪ :‬فإنها علة لوجوب القطع ولوجوب‬
‫الغرم إن تلف المسروق‪) .‬ونفيا كإالحيض(‪ ،‬فإنه علة لعدم جواز الصوم والصلة‬
‫وغيرهما‪ ،‬أما على تفسير العلة بالباعث فكذلك على الصأح‪ ،‬وقيل يمتنع تعليلها‬
‫بعلة بناء على اشتراط المناسإبة فيها‪ ،‬لن مناسإبتها لحكم يحصل المقصود منها‬
‫بترتيب الحكم عليها‪ ،‬فلو ناسإبت آخر لزم تحصيل الحاصأل‪ .‬قلنا‪ :‬ل نسلم ذلك‬
‫لجواز تعدد المقصود كإما في السرقة المرتب عليها القطع زجرا عنها والغرم‬
‫جبرا لما تلف من المال‪ ،‬وقيل يمتنع ذلك إن تضادت الحكام كإالتأبيد لصحة‬
‫البيع وبطلن الجارة‪ ،‬لن الشيء الواحد ل يناسإب المتضادات‪) .‬و( شرط‬
‫)لللحاق( بالعلة )أن ل يكون ثبوتها متأخرا عن ثبوت حكم الصأل في الصأح(‪:‬‬
‫سإواء أفسرت بالباعث أم بالمعرفّ‪ ،‬لن الباعث على الشيء أو المعرفّ له ل‬
‫يتأخر عنه‪ ،‬وقيل يجوز تأخر ثبوتها بناء على تفسيرها بالمعرفّ كإما يقال‪ :‬عرق‬
‫الكلب نجس كإلعابه‪ ،‬لنه مستقذر لن اسإتقذاره إنما يثبت بعد ثبوت نجاسإته‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬قوله بناء على تفسيرها بالمعرفّ إنما يتم بتفسير المعرفّ بما من شأنه‬
‫التعريف ل بتفسيره بما يحصل به التعريف الذي هو المراد‪ ،‬لئل يلزم عليه‬
‫دم جائز‪ ،‬وواقع إذ‬‫تعريف المعرفّ‪ ،‬وعلى تفسيره بالّول فتعريف المتأخر للمتق ّ‬
‫الحادث يعرفّ القديم كإالعالم لوجود الصانع تعالى‪) .‬و( شرط اللحاق بالعلة‬
‫)أن ل تعود على الصأل( الذي اسإتنبطت منه )بالبطال( لحكمه لنه منشؤها‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫فإبطالها له إبطال لها كإتعليل الحنفية وجوب الشاة في الزكإاة بدفع حاجة‬
‫الفقير‪ ،‬فإنه مجوز لخراج قيمة الشاة مفض إلى عدم وجوبها عينا بالتخيير بينها‬
‫وبين قيمتها‪) .‬ويجوز عودها( على الصأل )بالتخصيص( له )في الصأح غالبا(‪.‬‬
‫فل يشترط عدمه كإتعليل الحكم في آية‪} :‬أو لمستم النساء{ بأن اللمس‬
‫مظنة التمتع أي التلذذ‪ ،‬فإنه يخرج من النساء المحارم فل ينقض‬

‫لمسهن الوضوء‪ ،‬وقيل ل يجوز ذلك فيشترط عدم التخصيص‪ ،‬فينقض لمس‬
‫المحارم الوضوء عمل ً بالعموم والتصحيح من زيادتي‪ ،‬وخرج بالتخصيص‬
‫التعميم فيجوز العود به قطعا كإتعليل الحكم في خبر الصحيحين‪ :‬ل يحكم أحد‬
‫بين اثنين وهو غضبان‪ ،‬بتشويش الفكر فإنه يشمل غير الغضب أيضا وبزيادتي‬
‫غالبا تعليل نحو الحكم في خبر النهي عن بيع اللحم بالحيوان بأنه بيع ربوي‬
‫بأصأله‪ ،‬فإنه يقتضي جواز البيع بغير الجنس من مأكإول وغيره كإما هو أحد قولي‬
‫الشافعي‪ ،‬لكن أظهرهما المنع نظرا للعموم‪.‬‬

‫)و( شرط لللحاق بالعلة )أن ل تكون( العلة )المستنبطة معارضة بمنافّ(‬
‫لمقتضاها )موجود في الصأل(‪ :‬إذ ل عمل لها مع وجوده إل بمرجح‪ ،‬ومثل له‬
‫بقول الحنفي في نفي وجوب التبييت في صأوم رمضان صأوم عين فيتأدى بالنية‬
‫قبل الزوال كإالنفل فيعارضه الشافعي بأنه صأوم فرض فيحتاط فيه بخلفّ‬
‫النفل‪ ،‬وهو مثال للمعارض في الجملة وليس منافيا ول موجودا في الصأل‪،‬‬
‫وخرج بالصأل الفرع فل يشترط انتفاء وجود ذلك فيه لصحة العلة‪ ،‬وقيل‬
‫يشترط أيضا ومثل له بقولنا في مسح الرأس ركإن في الوضوء‪ ،‬فيسن تثليثه‬
‫كإغسل الوجه فيعارضه الخصم بقوله مسح فل يسن تثليثه كإالمسح على‬
‫الخفين‪ ،‬وهو مثال للمعارض في الجملة وليس منافيا‪ ،‬وإنما ضعف هذا‬
‫الشرط‪ ،‬وإن لم يثبت الحكم في الفرع عند انتفائه لن الكلم في شروط‬
‫العلة‪ ،‬وهذا شرط لثبوت الحكم في الفرع ل للعلة التي الكلم فيها‪ ،‬وإنما قيد‬
‫المعارض بالمنافي لنه قد ل ينافى كإما سإيأتي فل يشترط انفاؤه‪ ،‬ويجوز أن‬
‫يكون هو علة أيضا بناء على جواز التعليل بعلل‪) .‬و( شرط لللحاق بالعلة )أن ل‬
‫تخالف نصا أو إجماعا(‪ :‬لتقدمهما على القياس فمخالفة النص كإقول الحنفي‪:‬‬
‫المرأة مالكة لبضعها فيصح نكاحها بغير إذن وليها قياسإا على بيع سإلعتها فإنه‬
‫مخالف لخبر أبي داود وغيره‪» :‬أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها‬
‫باطل«‪ .‬ومخالفة الجماع كإقياس صألة المسافر على صأومه في عدم الوجوب‬
‫بجامع السفر الشاق فإنه مخالف للجماع على وجوب أدائها عليه‪) .‬و( أن )ل‬
‫تتضمن( العلة )المستنبطة زيادة عليه(‪ :‬أي على النص أو الجماع‪) .‬منافية‬
‫مقتضاه(‪ ،‬بأن يدل النص مثل ً على علية وصأف ويزيد السإتنباط قيدا فيه منافيا‬
‫دم النص عليه والتقييد بالمستنبطة من زيادتي‪.‬‬ ‫للنص فل يعمل بالسإتنباط لتق ّ‬
‫)و( شرط لللحاق بالعلة )أن تتعين( في الصأح‪ ،‬فل تكفي المبهمة لن العلة‬
‫منشأ التعدية المحققة للقياس الذي هو الدليل ومن شأن الدليل أن يكون‬
‫معينا‪ ،‬فكذا منشأ المحقق‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫له‪ ،‬وقيل يكفي المبهمة من أمرين فأكإثر المشتركإة بين المقيس والمقيس‬
‫عليه‪) .‬ل أن ل تكون( العلة )وصأفا مقدرا( فل يشترط في الصأح كإتعليل جواز‬
‫التصرفّ بالملك الذي هو معنى مقدر شرعي في محل التصرفّ‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫يشترط ذلك ورجحه الصأل تبعا للمام الرازي‪) .‬ول أن ل يشمل دليلها حكم‬
‫ح لجواز تعدد الدلة‪ ،‬وقيل‬ ‫الفرع لعمومه أو خصوصأه(‪ :‬فل يشترط في الصأ ّ‬
‫يشترط ذلك للسإتغناء حينئذ عن القياس بذلك الدليل‪ ،‬ورجحه الصأل مثال‬
‫طعام ِ مثل ً بمثل«‪ .‬فإنه دال على‬‫م بال ّ‬ ‫الدليل في العموم خبر مسلم‪» :‬ال ّ‬
‫طعا ُ‬
‫علية الطعم‪ ،‬فل حاجة على هذا اقول في إثبات ربوية التفاح مثل ً إلى قياسإه‬
‫على البر بجامع الطعم للسإتغناء عنه بعموم الخبر‪ ،‬ومثاله في الخصوص خبر‪:‬‬
‫»من قاء أو رعف فليتوضأ« فإنه دال على علية الخارج النجس في نقض‬
‫الوضوء فل حاجة للحنفي إلى قياس القيء أو الرعافّ على الخارج من‬
‫السبيلين في نقض الوضوء بجامع الخارج النجس للسإتغناء عنه بخصوص‬
‫الخبر‪) .‬ول القطع في( صأورة العلة )المستنبطة بحكم الصأل(‪ :‬بأن يكون دليله‬
‫قطعيا من كإتاب أو سإنة متواترة أو إجماع قطعي‪) .‬ول القطع بوجودها في‬
‫ح بل يكفي‬ ‫الفرع ول انتفاء مخالفتها مذهب الصحابي(‪ :‬فل تشترط في الصأ ّ‬
‫الظن بذينك لنه غاية الجتهاد فيما يقصد به العمل‪ ،‬وقيل يشترط القطع بهما‬
‫لن الظن يضعف بكثرة المقدمات فربما يزول‪ ،‬وأما مذهب الصحابي فليس‬
‫بحجة فل يشترط انتفاء مخالفة العلة له‪ ،‬وقيل يشترط لن الظاهر اسإتناده إلى‬
‫النص الذي اسإتنبطت منه العلة‪) .‬ول انتفاء المعارض لها( في الصأل فل‬
‫يشترط‪) .‬في الصأح( بناء على جواز تعدد العلل كإما هو رأي الجمهور‪ ،‬وقيل‬
‫يشترط بناء على منع ذلك ولنه ل عمل للعلة حينئذ إل بمرجح والتقييد‬
‫بالمستنبطة في الربع من زيادتي‪.‬‬
‫)‬

‫والمعارض هنا( بخلفه فيما مر حيث وصأف بالمنافي‪) .‬وصأف صأالح للعلية‬
‫كإصلحية المعارض( بفتح الراء لها )ومفض للختلفّ(‪ .‬بين المتناظرين )في‬
‫الفرع كإالطعم مع الكيل في البر(‪ ،‬فكل منهما صأالح للعلية فيه مفض للختلفّ‬
‫بين المتناظرين )في التفاح( مثل ً فعندنا ربوي كإالبر بعلة الطعم وعند الخصم‬
‫المعارض بأن العلة الكيل ليس بربوي لنتفاء الكيل فيه‪ ،‬وكإل منهما يحتاج إلى‬
‫ترجيح وصأفه على وصأف الخر‪) .‬والصأح( أنه )ل يلزم المعترض نفي وصأفه(‬
‫أي بيان انتفائه )عن الفرع( مطلقا لحصول مقصوده من هدم ما جعله‬
‫المستدل العلة بمجرد المعارضة‪ ،‬وقيل يلزمه ذلك مطلقا ليفيد انتفاء الحكم‬
‫عن الفرع الذي هو المقصود‪ ،‬وقيل يلزمه إن صأرح بالفرق بن الصأل والفرع‬
‫في الحكم فقال مثلً‪ :‬ل ربا في التفاح بخلفّ البر وعارض علية الطعم فيه لنه‬
‫بتصريحه بالفرق التزمه‪) .‬و(أنه )ل( يلزمه )إبداء أصأل( يشهد لوصأفه بالعتبار‬
‫لما مر‪ ،‬وقيل يلزمه ذلك حتى تقبل معارضته كإأن يقول‪ :‬العلة في البّر الطعم‬
‫دون القوت بدليل الملح فالتفاح مثل ً ربوي‪) .‬وللمستدل الدفع(‪ :‬أي دفع‬
‫المعارضة بأوجه ثلثة وإن عدها الصأل أربعة‪) .‬بالمنع(‪ :‬أي منع وجوب الوصأف‬
‫المعارض به في الصأل ولو بالقدح‪ ،‬كإأن يقول في دفع معارضة الطعم بالكيل‬
‫في الجوز مثل ً ل نسلم أنه مكيل لن العبرة بعادة زمن النبي صألى الله عليه‬
‫وسإّلم‪ ،‬وكإان إذ ذاكّ موزونا أو معدودا وكإأن يقدح في علية الوصأف ببيان خفائه‬
‫أو عدم انضباطه أو غير ذلك من مفسدات العلة‪) .‬وببيان اسإتقلل وصأفه(‪ :‬أي‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫المستدل )في صأورة ولو( كإان البيان )بظاهر عام(‪ ،‬كإما يكون بالجماع أو‬
‫بالنص القاطع أو بالظاهر الخاص )إن لم يتعرض( أي المستدل )للتعميم( كإأن‬
‫يبين اسإتقلل الطعم المعارض بالكيل في صأورة بخبر مسلم الطعام بالطعام‬
‫مثل ً بمثل والمستقل مقدم على غيره‪ ،‬فإن تعرض للتعميم كإقوله فتثبت ربوية‬
‫كإل مطعوم خرج عن إثبات الحكم بالقياس الذي هو بصدد الدفع عنه إلى إثباته‬

‫بالنص وتبقى المعارضة سإالمة من القدح فل يتم القياس‪) .‬وبالمطالبة(‬


‫للمعترض )بالتأثير( لوصأفه إن كإان مناسإبا )أو الشبه( إن كإان غير مناسإب‪،‬‬
‫هذا‪) .‬إن لم يكن( دليل المستدل على العلية )سإبرا( بأن كإان مناسإبا أو شبها‬
‫لتحصل معارضته بمثله‪ ،‬فإن كإان سإبرا فل مطالبة له بذلك إذ مجرد الحتمال‬
‫قادح فيه‪) .‬ولو قال( المستدل للمعترض‪) :‬ثبت الحكم( في هذه الصورة )مع‬
‫انتفاء وصأفك( الذي عارضت به وصأفي عنها‪) ،‬لم يكف( في الدفع )وإن وجد(‪،‬‬
‫ولو بفرض المتناظرين )معه(‪ :‬أي مع انتفاء وصأف المعترض عنها )وصأفه(‪ :‬أي‬
‫وصأف المستدل فيها لسإتوائهما في انتفاء وصأفيهما إن لم يوجد مع ما ذكإر‬
‫وصأف المستدل‪ ،‬وبناء على جواز تعدد العلل مطلقا‪ .‬وقيل يكفي في الشق‬
‫الثاني بناء على امتناع تعدد العلل بخلفه في الول‪ ،‬ل يكفي لسإتوائها فيما مّر‪،‬‬
‫ل زيادة على عدم الكإتفاء‬ ‫وهذا رجحه الصأل‪ ،‬ثم ذكإر في انتفاء وصأف المستد ّ‬
‫مبنية على ما صأححه من امتناع التعليل بعلتين‪.‬‬

‫وحاصألها مع اليضاح أن المستدل ينقطع بما قاله لعترافه فيه بإلغاء وصأفه‬
‫حيث سإاوى وصأف المعترض فيما قدح هو به فيه‪) .‬ولو أبدى المعترض( في‬
‫ل‪) .‬ما( أي وصأفا )يخلف الملغى سإمى(‬ ‫الصورة التي ألغى وصأفه فيها المستد ّ‬
‫ما أبداه )تعدد الوضع( لتعدد ما وضع‪ :‬أي بنى عليه الحكم عنده من وصأف بعد‬
‫أخر‪) .‬وزالت( بما أبداه )فائدة اللغاء( وهي سإلمة وصأف المستدل عن القدح‬
‫فيه‪) .‬ما لم يلغ المستدل الخلف بغير دعوى قصوره أو( دعوى )ضعف معنى‬
‫المظنة( المعلل بها أي ضعف المعنى الذي اعتبرت المظنة له‪) .‬وسإلم(‬
‫المستدل )أن الخلف مظنة( وذلك بأن لم يتعرض المستدل للغاء الخلف أو‬
‫تعرض له بدعوى قصوره أو بدعوى ضعف معنى المظنة فيه وسإلم ما ذكإر‪،‬‬
‫بخلفّ ما إذا ألغاه بغير الدعوتين أو بالثانية ولم يسلم ما ذكإر فل تزول فائدة‬
‫إلغائه‪.‬‬

‫)وقيل دعواهما( أي القصور وضعف معنى المظنة مع التسليم )إلغاء( للخلف‬


‫أيضا ينافي الولى على امتناع التعليل بالقاصأرة‪ ،‬وفي الثانية على تأثير ضعف‬
‫المعنى في المظنة فل تزول فيهما فائدة اللغاء الول‪ ،‬مثال تعدد الوضع ما‬
‫يأتي فيما يقال يصح أمان العبد للحربي كإالحّر بجامع السإلم والتكليف‪ ،‬فإنهما‬
‫مظنتا إظهار مصلحة اليمان من بذل المان فيعترض الحنفي باعتبار الحّرية‬
‫معهما فإنها مظنة فراغ القلب للنظر بخلفّ الرقبة لشتغال الرقيق بخدمة‬
‫سإيده فيلغي الشافعي الحّرية بثبوت المان بدونها في العبد المأذون له في‬
‫القتال اتفاقا فيجيب الحنفي بأن الذن له خلف الحّرية لنه مظنة بذل وسإعه‬
‫في النظر في مصلحة القتال واليمان )ول يكفي( في دفع المعارضة )رجحان‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫وصأف المستدل( على وصأفها بمرجح‪ ،‬كإكونه أنسب أو أشبه من وصأفها بناء‬
‫على جواز تعدد العلل‪ ،‬فيجوز أن يكون كإل من الوصأفين علة‪ ،‬وقيل يكفي بناء‬
‫على منع التعدد ورجحه الصأل‪) .‬وقد يعترض( على المستدل )باختلفّ جنس‬
‫الحكمة( في الفرع والصأل‪) .‬وإن اتحد الجامع( بين الفرع والصأل كإما يأتي‬
‫فيما يقال يحد ّ اللئط كإالزاني بجامع إيلج فرج في فرج مشتهى طبعا محرم‬
‫شرعا‪ ،‬فيعترض بأن الحكمة في حرمة اللواط الصيانة عن رذيلته‪ ،‬وفي حرمة‬
‫الزنا دفع اختلط النساب المؤدي هو إليه وهما مختلفتان‪ ،‬فيجوز أن يختلف‬
‫حكمهما بأن يقصر الحد على الزنا فيكون خصوصأه معتبرا في علة الحد‪.‬‬
‫)فيجاب( عن العتراض )بحذفّ خصوص الصأل عن العتبار( في العلة بطريق‬
‫من طرق إبطالها‪ ،‬فيسلم أن العلة هي القدر المشتركّ فقط كإما مّر في المثال‬
‫وة القاتل‬ ‫ل مع خصوص الزنا فيه‪) .‬والعلة إذا كإانت وجود مانع( من الحكم كإأب ّ‬
‫المانعة من وجوب قتله بولده‪) ،‬أو انتفاء شرط( كإعدم إحصان الزاني‬
‫المشترط لوجوب رجمه )ل تستلزم وجود المقتضي في الصأح(‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫تستلزمه‪ ،‬وإل كإان انتفاء الحكم لنتفاء المقتضي ل لما فرض من وجود مانع أو‬
‫انتفاء شرط‪ ،‬قلنا‪ :‬يجوز أن‬

‫يكون انتفاؤه لما فرض أيضا لجواز تعدد العلل‪.‬‬

‫مسالك العلة‬
‫أي‪ :‬هذا مبحث الطرق الدالة على علية الشيء‪) .‬الول‪ :‬الجماع( كإالجماع‬
‫على أن العلة في خبر الصحيحين‪» :‬ل يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان«‪.‬‬
‫وش الفكر نحو جوع‬ ‫تشويش الغضب للفكر فيقاس بالغضب غيره مما يش ّ‬
‫وشبع مفرطين‪ ،‬وكإالجماع على أن العلة في تقديم الخ الشقيق في الرث‬
‫على الخ للب اختلط النسبين فيه فيقاس به تقديمه عليه في ولية النكاح‪،‬‬
‫وصألة الجنازة ونحوهما‪.‬‬

‫)الثاني(‪ :‬من مسالك العلة )النص الصريح( بأن ل يحتمل غير العلة )كإلعلة كإذا‬
‫فلسبب( كإذا )فمن أجل( كإذا )فنحو كإي( التعليلية )وإذن( كإقوله تعالى‪} :‬من‬
‫أجل ذلك كإتبنا على بني إسإرائيل{‪} ،‬كإي ل يكون دولة بين الغنياء منكم{‪} ،‬إذا‬
‫لذقناكّ ضعف الحياة وضعف الممات{ وفيما عطف بالفاء هنا وفيما يأتي‬
‫إشارة إلى أنه دون ما قبله رتبة بخلفّ ما عطف بالواو‪) .‬و( النص )الظاهر(‬
‫بأن يحتمل غير العلية احتمال ً مرجوحا )كإاللم ظاهرة( نحو‪} :‬كإتاب أنزلناه‬
‫إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور{ )فمقدرة( نحو؛ }ول تطع كإل‬
‫حلفّ{ إلى قوله‪} :‬أن كإان ذا مال وبنين{ أي لن )فالباء( نحو‪} :‬فبما رحمة‬
‫من الله{ أي لجلها لنت لهم‪) .‬فالفاء في كإلم الشارع( وتكون فيه في الحكم‬
‫كإقوله تعالى‪} :‬والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما{ وفي الوصأف كإخبر‬
‫الصحيحين في المحرم الذي وقصته ناقته‪» :‬ل تمسوه طيبا ول تخمروا رأسإه‬
‫فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا«‪) .‬فـ(ـفي كإلم )الراوي الفقيه فـ(ـفي كإلم‬
‫الراوي )غيره( أي غير الفقيه‪ ،‬وتكون فيهما في الحكم فقط‪ ،‬وقال بعض‬
‫المحققين‪ :‬في الوصأف فقط‪ ،‬لن الراوي يحكي ما في الوجود‪ ،‬وذلك كإقول‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫عمران بن حصين‪» :‬سإها رسإول الله صألى الله عليه وسإّلم فسجد«‪ .‬رواه أبو‬
‫داود وغيره وكإل من القولين صأحيح‪ ،‬وإن كإان الّول أظهر معنى‪ ،‬والثاني أدق‬
‫كإما بينته في الحاشية‪) .‬فإن( المكسورة المشددة كإقوله تعالى‪} :‬رب ل تذر‬
‫على الرض من الكافرين{ الية‪ .‬وتعبيري بالفاء في الخيرة من زيادتي‪) .‬وإذ(‬
‫نحو‪ :‬ضربت العبد إذا أسإاء أي لسإاءته‪) .‬وما مّر في( مبحث )الحروفّ(‪ ،‬ما يرد‬
‫للتعليل غير المذكإور هنا وهو بيد وحتى وعلى وفي ومن فلتراجع‪ ،‬وإنما لم تكن‬
‫المذكإورات من الصريح لمجيئها لغير التعليل كإالعاقبة في اللم والتعدية في‬
‫ن والبدل في إذ كإما مّر في‬
‫الباء‪ ،‬ومجرد العطف في الفاء ومجرد التأكإيد في إ ّ‬
‫مبحث الحروفّ‪.‬‬

‫)الثالث(‪ :‬من مسالك العلة )اليماء وهو( لغة الشارة الخفية واصأطلحا‬
‫)اقتران وصأف ملفوظ بحكم ولو( كإان الحكم )مستنبطا( كإما يكون ملفوظا‬
‫)لو لم يكن للتعليل هو( أي الوصأف )أو نظيره( لنظير الحكم حيث يشار‬
‫بالوصأف والحكم إلى نظيرهما أي‪ :‬لو لم يكن ذلك من حيث اقترانه بالحكم‬
‫لتعليل الحكم به )كإان( ذلك القتران )بعيدا( من الشارع ل يليق بفصاحته‬
‫وإتيانه باللفاظ في محالها واليماء )كإحكمه(‪ :‬أي الشارع )بعد سإماع وصأف(‬
‫ي‪» :‬واقعت أهلي في نهار رمضان‪ ،‬فقال النبي صألى الله‬ ‫كإما في خبر العراب ّ‬
‫عليه وسإّلم‪» :‬أعتق رقبة«‪ .‬إلى آخره‪ .‬رواه ابن ماجة بمعناه‪ ،‬وأصأله في‬
‫الصحيحين‪ :‬فأمره بالعتاق عند ذكإر الوقاع يدل على أنه علة له‪ ،‬وإل لخل‬
‫السؤال عن الجواب وذلك بعيد فيقدر السؤال في الجواب فكأنه قال‪ :‬واقعت‬
‫فأعتق‪) .‬وذكإره في حكم وصأفا لو لم يكن علة( له )لم يفد( ذكإره كإقوله صألى‬
‫الله عليه وسإّلم‪» :‬ل يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان«‪ .‬فتقييده المنع من‬
‫الحكم بحالة الغضب المشوش للفكر يدل على أنه علة له‪ ،‬وإل لخل ذكإره عن‬
‫الفائدة وذلك بعيد‪) .‬وتفريقه بين حكمين بصفة( إما )مع ذكإرهما( كإخبر‬
‫الصحيحين‪» :‬أنه صألى الله عليه وسإّلم جعل للفرس سإهمين وللرجل«‪ .‬أي‬
‫صأاحبه »سإهما«‪ ،‬فتفريقه بين هذين الحكمين بهاتين الصفتين لو لم يكن لعلية‬
‫كإل منهما لكان بعيدا‪) .‬أو( مع )ذكإر أحدهما( فقط كإخبر الترمذي‪» :‬القاتل ل‬
‫يرث« أي بخلفّ غيره المعلوم إرثه فالتفريق بين عدم الرث المذكإور والرث‬
‫المعلوم بصفة القتل في الول لو لم يكن لعليته له لكان بعيدا‪) .‬أو( تفريقه بين‬
‫حكمين‪ ،‬إما )بشرط( كإخبر مسلم‪» :‬الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبّر بابّر‬
‫والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثل ً بمثل سإواء بسواء يدا بيد‪،‬‬
‫فإذا اختلفت هذه الجناس فبيعوا كإيف شئتم إذا كإان يدا بيد«‪ .‬فالتفريق بين‬
‫منع البيع في هذه الشياء متفاضل ً وجوازه عند اختلفّ الجنس لو لم يكن لعلية‬
‫الختلفّ للجواز‬

‫ن حّتى يطهرن{ أي‪ :‬فإذا‬‫لكان بعيدا‪) .‬أو غاية( كإقوله تعالى‪} :‬ول تقربوه ّ‬
‫ن كإما صأّرح به عقبه بقوله‪} :‬فإذا تطهرن فأتوهن{‬
‫تطهرن فل منع من قربانه ّ‬
‫ن في الحيض وجوازه في الطهر لو لم يكن لعلية‬ ‫فتفريقه بين المنع من قربانه ّ‬
‫الطهر للجواز لكان بعيدا‪) .‬أو اسإتثناء(‪ :‬كإقوله تعالى‪} :‬فنصف ما فرضتم إل أن‬
‫ن‬
‫يعفون{ أي الزوجات عن النصف فل شيء لهن فتفريقه بين ثبوت النصف له ّ‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫ن عنه لو لم يكن لعلية العفو للنتفاء لكان بعيدا‪) .‬أو‬
‫وانتفائه عند عفوه ّ‬
‫اسإتدراكّ(‪ :‬كإقوله تعالى؛ }ل يؤاخذكإم الله باللغو في أيمانكم{ إلى آخره‬
‫فتفريقه بين عدم المؤاخذة باليمان والمؤاخذة بها عند تعقيدها لو لم يكن‬
‫لعلية التعقيد للمؤاخذة لكان بعيدا‪) .‬وترتيب حكم على وصأف(‪ :‬كإأكإرم العلماء‬
‫فترتيب الكإرام على العلم لو لم يكن لعلية العلم له لكان بعيدا )ومنعه(‪ :‬أي‬
‫وت المطلوب( كإقوله تعالى‪} :‬فاسإعوا إلى ذكإر الله وذروا‬ ‫الشارع )مما قد يف ّ‬
‫وتها لو لم يكن لمظنة‬ ‫البيع{ فالمنع من البيع وقت نداء الجمعة الذي قد يف ّ‬
‫تفويتها لكان بعيدا‪.‬‬

‫وهذه المثلة أسإلم ما اتفق على أنه إيماء وهو أن يكون الوصأف والحكم‬
‫وة الوصأف المستنبط فليس اقترانه‬ ‫ملفوظين وخرج بالملفوظ أي فعل ً أو ق ّ‬
‫بالحكم إيماء قطعا إن كإان الحكم مستنبطا أيضا‪ ،‬وإل فليس بإيماء في الصأح‬
‫بخلفّ عكسه وهو الوصأف الملفوظ والحكم المستنبط له فإنه كإما علم إيماء‬
‫ح تنزيل ً للمستنبط منزلة الملفوظ‪ ،‬وفارق ما قبله باسإتلزام الوصأف‬ ‫في الصأ ّ‬
‫الحكم فيه بخلفّ ما قبله لجواز كإون الوصأف أعم مثاله قوله تعالى‪} :‬وأح ّ‬
‫ل‬
‫الله البيع{ فحله مستلزم لصحته‪ .‬ومثال ما قبله تعليل حكم الربويات بالطعم‬
‫أو غيره والنزاع كإما قال العضد لفظي مبني على تفسير اليماء‪ ،‬وأما مثال‬
‫النظير فكخبر الصحيحين‪ :‬أن امرأة قالت‪ :‬يا رسإول الله‪ .‬إن أمي ماتت وعليها‬
‫صأوم نذر أفأصأوم عنها؟ فقال‪» :‬أرأيت لو كإان على أمك دين فقضيته أكإان‬
‫دى عنها‬ ‫دى ذلك عنها«؟ قالت‪ :‬نعم‪ .‬قال‪» :‬فصومي عن أمك« أي فإنه يؤ ّ‬ ‫يؤ ّ‬
‫سإألته عن دين الله على الميت وجواز قضائه عنه فذكإر لها دين الدمي عليه‪،‬‬
‫وأقرها على جواز قضائه عنه وهما نظيران‪ ،‬فلو لم يكن جواز القضاء فيهما‬
‫لعلية الدين له لكان بعيدا‪) .‬ول تشترط( في اليماء )مناسإبة( الوصأف )المومي‬
‫ح( بناء على أن العلة بمعنى المعرفّ‪ ،‬وقيل تشترط بناء‬ ‫إليه( للحكم )في الصأ ّ‬
‫على أنها بمعنى الباعث‪ ،‬وقيل وهو مختار ابن الحاجب تشترط إن فهم التعليل‬
‫منها كإقوله صألى الله عليه وسإّلم‪» :‬ل يقضي القاضي وهو غضبان«‪ .‬لن عدم‬
‫المناسإبة فيما شرط فيه لمناسإبة تناقض‪ ،‬بخلفّ ما إذا لم يفهم منها لن‬
‫التعليل يفهم من غيرها‪ .‬قال المصنف في شرح المختصر تبعا للعضد‪ :‬والمراد‬
‫من المناسإبة ظهورها‪،‬وأما نفسها فل بد منها في العلة الباعثة دون المارة‬
‫المجردة ومرادهما بالعلة الباعثة العلة المشتملة على حكمه تبعث على‬
‫المتثال‪.‬‬

‫)الرابع(‪ :‬من مسالك العلة )السبر( وهو لغة الختبار )والتقسيم(‪ :‬وهو إظهار‬
‫الشيء الواحد على وجوه مختلفة‪) .‬وهو( أي ما ذكإر من السبر والتقسيم‬
‫اصأطلحا )حصر أوصأافّ الصأل( المقيس عليه )وإبطال ما ل يصلح( منها للعلية‬
‫)فيتعين الباقي( لها كإأن يحصر أوصأافّ البّر في قياس الذرة عليه في الطعم‬
‫وغيره ويبطل ما عدا الطعم بطريقة فيتعين الطعم للعلية )ويكفي( في دفع‬
‫منع المعترض حصر الوصأافّ التي ذكإرها المستدل‪) .‬قول المستدل( في‬
‫المناظرة في حصرها )بحثت فلم أجد( غيرها لعدالته مع أهلية النظر‪) .‬والصأل‬
‫عدم غيرها(‪ :‬فيندفع عنه بذلك منع الحصر وتعبيري بأو كإما في مختصر ابن‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫الحاجب وبعض نسخ الصأل أولى من تعبيره في أكإثرها بالواو‪) .‬والناظر(‬
‫لنفسه )يرجع( في حصر الوصأافّ )إلى ظنه(‪ ،‬فيأخذ به ول يكابر نفسه‪) .‬فإن‬
‫كإان الحصر والبطال( أي كإل منهما )قطعيا فـ(ـهذا المسلك )قطعي وإل( بأن‬
‫كإان كإل منهما ظنيا أو أحدهما قطعيا والخر ظنيا‪) .‬فظني وهو( أي الظني‬
‫ح( لوجوب العمل بالظن‪ ،‬وقيل‬ ‫)حجة( للناظر لنفسه والمناظر غيره )في الصأ ّ‬
‫ليس بحجة مطلقا لجواز بطلن الباقي‪ ،‬وقيل حجة لهما إن أجمع على تعليل‬
‫ذلك الحكم في الصأل حذرا من أداء بطلن الباقي إلى خطأ المجمعين‪ ،‬وقيل‬
‫حجة للناظر دون المناظر لن ظنه ل يقوم حجة على خصمه‪) ،‬فإن أبدى‬
‫المعترض( على الحصر الظني )وصأفا زائدا( على الوصأافّ )لم يكلف ببيان‬
‫صألحيته للتعليل(‪ :‬لن بطلن الحصر بإبدائه كإافّ في العتراض فعلى‬
‫المستدل دفعه بإبطال التعليل به‪) .‬ول ينقطع المستدل( بإبدائه )حتى يعجز‬
‫دع القطع في الحصر فغاية إبداء الوصأف منع‬ ‫عن إبطاله في الصأح( لنه لم ي ّ‬
‫المقدمة من الدليل والمستدل ل ينقطع بالمنع لكن يلزمه دفعه ليتم دليله‬
‫فيلزمه إبطال الوصأف المبدى عن أن يكون علة‪ ،‬فإن عجز عن إبطاله انقطع‪،‬‬
‫وقيل ينقطع بإبدائه لنه ادعى حصرا‪ ،‬وقد أظهر المعترض بطلنه‪ .‬قلنا‪ :‬ل‬
‫يظهر إل بالعجز عن دفعه وذكإر الخلفّ من زيادتي‪.‬‬

‫)فإن اتفقا( أي المتناظران )على إبطال غير وصأفين( من أوصأافّ لصأل‬


‫واختلفا في أيهما العلة‪) .‬كإفاه( أي المستدل )الترديد بينهما( من غير احتياج‬
‫إلى ضم غيرهما إليهما في الترديد لتفاقهما على إبطاله فيقول‪ :‬العلة إما هذا‬
‫أو ذاكّ ل جائز أن تكون ذاكّ لكذا فتعين أن تكون هذا‪.‬‬

‫)ومن طرق البطال( لعلية الوصأف‪) .‬بيان أن الوصأف طردي(‪ :‬أي من جنس‬
‫ما علم من الشارع إلغاؤه إما مطلقا )كإالطول( والقصر في الشخاص‪ ،‬فإنهما‬
‫لم يعتبرا في شيء من الحكام فل يعلل بهما حكم‪) .‬و( إما مقيدا بذلك الحكم‬
‫)كإالذكإورة( والنوثة )في العتق(‪ ،‬فإنهما لم يعتبرا فيه فل يعلل بهما شيء من‬
‫أحكامه الدنيوية‪ ،‬وإن اعتبرا في الشهادة والقضاء والرث وغهرها‪ .‬وفي العتق‬
‫بالنظر لحكامه الخروية فقد روى الترمذي‪» :‬من أعتق عبدا مسلما أعتقه الله‬
‫من النار‪ ،‬ومن أعتق أمتين مسلمتين أعتقه الله من النار«‪ .‬وتعبيري هنا وفيما‬
‫يأتي في السادس بالطردي أولى من تعبيره فيهما بالطرد‪ ،‬لن الطرد من‬
‫مسالك العلة على رأي كإما سإيأتي‪) .‬و( من طرق البطال )أن ل تظهر مناسإبة(‬
‫ل عن العتبار للحكم بعد بحثه عنها‬ ‫الوصأف )المحذوفّ( أي الذي حذفه المستد ّ‬
‫لنتفاء مثبت العلية بخلفه في اليماء‪) .‬ويكفي( في عدم ظهور مناسإبته‪) .‬قول‬
‫المستدل بحثت فلم أجد( فيه )موهم مناسإبة(‪ :‬أي ما يوهم مناسإبته لعدالته مع‬
‫دعى المعترض أن( الوصأف )المبقى( أي الذي بقاه‬ ‫أهلية النظر‪) ،‬فإن ا ّ‬
‫المستدل )كإذلك( أي لم تظهر مناسإبته‪) .‬فليس للمستدل بيان مناسإبته(‪ :‬لنه‬
‫دي إلى النتشار‬ ‫انتقال من طريق السبر إلى طريق المناسإبة‪ ،‬وذلك يؤ ّ‬
‫المحذور‪) .‬لكن له ترجيح سإبره( على سإبر المعترض النافي لعلية المبقي‬
‫كإغيره‪) .‬بموافقة التعدية( لسبره حيث يكون المبقى متعديا إذ تعدية الحكم‬
‫محله أفيد من قصوره عليه‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫)الخامس(‪ :‬من مسالك العلة )المناسإبة(‪ .‬وهي لغة المليمة واصأطلحا ملءمة‬
‫الوصأف المعين للحكم أو ما يعلم من تعريف المناسإب التي‪ ،‬ويسمى هذا‬
‫المسلك بالحالة أيضا‪ ،‬كإما ذكإره الصأل سإمي بها ذلك لن بمناسإبته الوصأف‬
‫يخال أي‪ :‬يظن أن الوصأف علة ويسمى بالمصلحة وبالسإتدلل وبرعاية‬
‫المقاصأد أيضا‪) .‬ويسمى اسإتخراجها( أي العلة المناسإبة )تخريج المناط( لنه‬
‫إبداء ما نيط به الحكم‪ ،‬فالمناط من النوط وهو التعليق أما تنقيح المناط‬
‫وتحقيقه فسيأتيان‪) .‬وهو(‪ :‬أي تخريج المناط )تعيين العلة بإبداء(‪ :‬أي إظهار‬
‫)مناسإبة( بين العلة المعينة والحكم )مع القتران بينهما كإالسإكار( في خبر‬
‫مسلم‪» :‬كإل مسكر حرام«‪ ،‬فهو لزالته العقل المطلوب حفظه مناسإب‬
‫للحرمة‪ ،‬وقد اقترن بها وخرج بإبداء المناسإبة ترتيب الحكم على الوصأف الذي‬
‫هو من أقسام اليماء وغير ذلك كإالمطرد والشبه وبالقتران إبداء المناسإبة في‬
‫المستبقي في السبر‪) .‬ويحقق( بالبناء للمفعول )اسإتقلل الوصأف( المناسإب‬
‫في العلية )بعدم غيره( من الوصأافّ )بالسبر(‪ :‬ل بقول المستدل بحثت فلم‬
‫أجد غيره‪ ،‬والصأل عدمه بخلفه في السبر لنه ل طريق له ثم سإواه‪ ،‬ولن‬
‫المقصود هنا إثبات اسإتقلل وصأف صأالح للعلية وثم نفي ما ل يصلح لها‪.‬‬
‫)والمناسإب( المأخوذ من المناسإبة المتقدمة )وصأف( ولو حكمة )ظاهر‬
‫منضبط يحصل عقل ً من ترتيب الحكم عليه ما يصلح كإونه مقصودا للشارع(‬
‫في شرعية ذلك الحكم‪) .‬من حصول مصلحة أو دفع مفسدة(‪ .‬والوصأف فيه‬
‫شامل للعلة إذا كإانت حكما شرعيا لنه وصأف للفعل القائم هو به وشامل‬
‫للحكمة‪ ،‬فيكون للحكمة إذا علل بها حكمة كإحفظ النفس‪ ،‬فإنه حكمة للنزجار‬
‫الذي هو حكمة لترتب وجوب القصاص على القتل عدوانا‪ ،‬وإن جاز أن يكونا‬
‫حكمتين له وخرج بيحصل الخ‪ ،‬الوصأف المبقي في السير‪ ،‬والمدار في الدوران‬
‫وغيرهما من الوصأافّ التي تصلح للعلية ول يحصل عقل ً من ترتيب الحكم‬
‫عليها ما ذكإر‪ ،‬وقيل هو الملئم لفعال العقلء عادة‪ ،‬واختاره‬

‫الصأل‪ ،‬وقيل هو ما يجلب نفعا أو يدفع ضررا‪ ،‬وقيل هو ما لو عرض على‬


‫العقول لتلقته بالقبول‪ .‬وهذه القوال مقاربة للّول‪ ،‬وإنما اخترته على ما‬
‫اختاره الصأل لنه قول المحققين‪ ،‬ولنه أنسب بقولي كإغيري‪) .‬فإن كإان‬
‫الوصأف خفيا أو غير منضبط اعتبر ملزمه(‪ :‬الذي هو ظاهر منضبط‪) ،‬وهو‬
‫المظنة( له فيكون هو العلة كإالوطء مظنة لشغل الرحم المرتب عليه وجوب‬
‫دة في الصأل حفظا للنسب‪ ،‬لكنه لما خفي نيط وجوبها بمظنته وكإالسفر‬ ‫الع ّ‬
‫مظنة للمشقة المرتب عليها الترخص في الصأل‪ ،‬لكنها لما لم تنضبط نيط‬
‫الترخص بمظنتها‪) .‬وحصول المقصود من شرع الحكم قد يكون يقينا كإالملك‬
‫في البيع( لنه المقصود من شرع البيع ويحصل منه يقينا‪) .‬و( قد يكون )ظنا‬
‫كإالنزجار في القصاص(‪ :‬لنه المقصود من شرع القصاص ويحصل منه ظنا‪،‬‬
‫فإن الممتنعين عنه أكإثر من المقدمين عليه‪) .‬و( قد يكون )محتملً( كإاحتمال‬
‫انتفائه إما )سإواء كإالنزجار في حد الخمر( على تناولها لنه المقصود من شرع‬
‫الحد عليه وحصول النزجار منه وانتفاؤه متساويان بتساوي الممتنعين عن‬
‫تناولها والمقدمين عليه فيما يظهر لنا‪) .‬أو مرجوحا( لرجحية انتفائه‪) .‬كإالتوالد‬
‫في نكاح المة(‪ :‬لنه هو المقصود من شرع النكاح وانتفاؤه في نكاحها أرجح‬
‫من حصوله‪) .‬والصأح جواز التعليل بالخيرين( من الربعة أي بالمقصود‬
‫المتساوي الحصول والنتفاء والمقصود المرجوح الحصول نظرا إلى حصولهما‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫في الجملة وقياسإا على السفر في جواز القصر للمترفه في سإفره المنتفي‬
‫فيه المشقة التي هي حكمة الترخص نظرا إلى حصولها في الجملة‪ ،‬وقيل‪ :‬ل‬
‫يجوز التعليل بهما‪ ،‬لن أولهما مشكوكّ الحصول‪ ،‬وثانيهما مرجوحه‪ .‬أما أّول‬
‫الربعة‪ ،‬وثانيها فيجوز التعليل بهما قطعا‪.‬‬

‫)فإن فات(‪ :‬المقصود من شرع الحكم )قطعا( في بعض الصور )فالصأح( أنه‬
‫)ل يعتبر( فيه المقصود للقطع بانتفائه‪ .‬وقالت الحنفية‪ :‬يعتبر حتى يثبت فيه‬
‫الحكم وما يترتب عليه كإما سإيظهر‪) .‬سإواء( في العتبار وعدمه )ما( أي الحكم‬
‫الذي )فيه تعبد كإاسإتبراء أمة اشتراها بائعها( لرجل منه )في المجلس(‪ :‬أي‬
‫مجلس البيع فالمقصود من اسإتبراء المة المشتراة من رجل وهو معرفة براءة‬
‫رحمها منه المسبوقة بالجهل بها ثابت قطعا في هذه الصورة لنتفاء الجهل فيها‬
‫قطعا‪ ،‬وقد اعتبره الحنفية فيها تقديرا حتى يثبت فيها السإتبراء وغيرهم لم‬
‫يعتبره‪ .‬وقال بالسإتبراء فيها تعبدا كإما في المشتراة من امرأة‪ ،‬لن السإتبراء‬
‫فيه نوع تعبد كإما علم في محله‪) .‬وما(‪ :‬أي والحكم الذي )ل( تعبد فيه )كإلحوق‬
‫نسب ولد المغربية بالمشرقي( عند الحنفية حيث قالوا‪ :‬من تزوج بالمشرق‬
‫امرأة وهي بالمغرب‪ ،‬فأتت بولد يلحقه فالمقصود من التزويج وهو حصول‬
‫النطفة في الرحم ليحصل العلوق فيلحق النسب فائت قطعا في هذه الصورة‬
‫للقطع عادة بعدم تلقي الزوجين‪ ،‬وقد اعتبره الحنفية فيها لوجود مظنته وهو‬
‫التزويج حتى يثبت اللحوق وغيرهم لم يعتبره‪ .‬وقال‪ :‬ل عبرة بمظنته مع القطع‬
‫بانتفائه وعدم التعبد فيه فل لحوق‪) .‬والمناسإب( من حيث شرع الحكم له ثلثة‬
‫أقسام‪) :‬ضروري فحاجي فتحسيني( قطعا مع ما يأتي في أقسام الضروري‬
‫بالفاء ليفيد أن كإل ً منها دون ما قبله في الرتبة‪) .‬والضروري(‪ :‬وهو ما تصل‬
‫الحاجة إليه إلى حد الضرورة‪) .‬حفظ الدين( المشروع له قتل الكفار‪.‬‬
‫)فالنفس( أي حفظها المشروع له القود‪) ،‬فالعقل(‪ :‬أي حفظه المشروع له حد‬
‫السكر‪) ،‬فالنسب( أي حفظه المشروع له حد الزنا‪) .‬فالمال( أي حفظه‬
‫المشروع له حد السرقة وحد قطع الطريق‪) .‬فالعرض( أي حفظه المشروع له‬
‫عقوبة القذفّ والسب‪ ،‬وهذا زاده الصأل كإالطوفي على الخمسة السابقة‬
‫المسماة بالمقاصأد والكليات التي قالوا فيها إنها لم تبح في ملة من الملل‪،‬‬
‫والمراد مجموعها‪ ،‬وإل‬

‫فالخمر أبيحت في صأدر السإلم‪ ،‬وعطفي للعرض بالفاء أولى من عطف‬


‫الصأل كإالطوفي له بالواو‪) .‬ومثله( أي الضروري )مكمله(‪ ،‬فيكون في رتبته‬
‫وت لحفظ‬ ‫)كإالحد ّ بـ(ـتناول )قليل المسكر(‪ ،‬إذ قليله يدعو إلى كإثيره المف ّ‬
‫العقل فبولغ في حفظه بالمنع من القليل والحد ّ عليه كإالكثير‪ ،‬وكإعقوبة الداعين‬
‫إلى البدع لنها تدعو إلى الكفر المفوت لحفظ الدين‪ ،‬وكإالقود في الطرافّ‪،‬‬
‫لن أزالتها تدعو إلى القتل المفوت لحفظ النفس‪) .‬والحاجي( وهو ما يحتاج‬
‫إليه ول يصل إلى حد الضرورة‪) .‬كإالبيع فالجارة( المشروعين للملك المحتاج‬
‫إليه ول يفوت بفواته لو لم يشرعا شيء من الضروريات السابقة‪ ،‬وعطفت‬
‫الجارة بالفاء لن الحاجة إليها دون الحاجة إلى البيع‪) .‬وقد يكون( الحاجي‬
‫)ضروريا( في بعض صأوره )كإالجارة لتربية الطفل(‪ ،‬فإن ملك المنفعة فيها‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫وهي تربيته يفوت بفواته لو لم تشرع الجارة حفظ نفس الطفل‪) .‬و( مثل‬
‫الحاجي )مكمله كإخيار البيع( المشروع للتروي كإمل به البيع ليسلم عن الغبن‪.‬‬
‫)والتحسيني(‪ :‬وهو ما اسإتحسن عادة من غير احتياج إليه قسمان‪) :‬معارض‬
‫للقواعد( الشرعية‪ .‬أي لشيء منها )كإالكتابة( فإنها غير محتاج إليها إذ لو منعت‬
‫ما ضر لكنها مستحسنة عادة للتوسإل بها إلى فك الرقبة من الرق‪ ،‬وهي خارمة‬
‫لقاعدة امتناع بيع الشخص بعض ماله ببعض آخر إذ ما يحصله المكاتب في قوة‬
‫ملك السيد له بتعجيزه نفسه‪) .‬وغيره(‪ :‬أي وغير المعارض لشيء من القواعد‪.‬‬
‫)كإسلب العبد أهلية الشهادة(‪ ،‬فإنه غير محتاج إليه إذ لو ثبت للعبد الهلية ما‬
‫ضر لكنه مستحسن عادة لنقص الرقيق عن هذا المنصب الشريف الملزم‬
‫للحقوق بخلفّ الرواية‪.‬‬

‫)ثم المناسإب( من حيث اعتباره وجودا وعدما أربعة أقسام مؤثر وملئم‬
‫وغريب ومرسإل‪ ،‬لنه )إن اعتبر عينه في عين الحكم بنص أو إجماع فالمؤثر(‪.‬‬
‫لظهور تأثيره بما اعتبر به‪ ،‬والمراد بالعين النوع ل الشخص منه فالعتبار بالنص‬
‫كإتعليل نقض الوضوء بمس الذكإر‪ ،‬فإنه مستفاد من خبر الترمذي وغيره‪» :‬من‬
‫مس ذكإره فليتوضأ«‪ .‬والعتبار بالجماع كإتعليل ولية المال على الصغير‬
‫بالصغر فإنه مجمع عليه‪) .‬أو( اعتبر عينه في عين الحكم )بترتيب الحكم على‬
‫وقفه( حيث ثبت الحكم معه بأن أورده الشرع على وقفه‪ ،‬ل بأن نص على‬
‫العلة أو أومىء إليها وإل لم تكن العلة مستفادة من المناسإبة‪) .‬فإن اعتبر(‬
‫بنص أو إجماع )العين في الجنس أو عكسه أو الجنس في الجنس( وكإل منهما‬
‫أعلى مما بعده‪) .‬فالملئم( لمليمته للحمم )وإل( أي‪ :‬وإن لم يعتبر بما ذكإر‬
‫شيء من ذلك‪) .‬فالغريب(‪ .‬وهذا من زيادتي تبعا لبن الحاجب‪ ،‬ومثل له بتعليل‬
‫توريث المبتوتة في مرض الموت بالفعل المحرم لغرض فاسإد وهو الطلق‬
‫البائن لغرض عدم الرث قياسإا على قاتل مورثه حيث لم يرثه بجامع ارتكاب‬
‫فعل محرم‪ ،‬وفي ترتيب الحكم عليه تحصيل مصلحة وهو نهيهما عن الفعل‬
‫الحرام‪ ،‬لكن لم يشهد له أصأل بالعتبار بنص أو إجماع‪ ،‬ومثال الول من أقسام‬
‫الملئم تعليل ولية النكاح بالصغر حيث تثبت معه‪ ،‬وإن اختلف في أنها له أو‬
‫للبكارة أو لهما‪ ،‬وقد اعتبر في جنس الولية حيث اعتبر في ولية المال‬
‫بالجماع كإما مر‪ ،‬ومثال الثاني تعليل جواز الجمع حالة المطر في الحضر‬
‫بالحرج حيث اعتبر معه‪ ،‬وقد اعتبر جنسه في جوازه في السفر بالنص إذ‬
‫الحرج جامع لحرج السفر والمطر‪ ،‬ومثال الثالث تعليل القود في القتل بمثقل‬
‫بالقتل العمد العدوان حيث ثبت معه‪ ،‬وقد اعتبر جنسه في جنس القود حيث‬
‫اعتبر في القتل بمحدد بالجماع إذ القتل العمد العدوان جامع للقتل بمثقل‪،‬‬
‫وبمحدد والقود جامع للقود بالمثقل وبالمحدد‪) ،‬وإن لم يعتبر( أي المناسإب‬
‫)فإن دل دليل على إلغائه(‪،‬‬

‫فهو ملغى )فل يعلل به( قطعا كإما في جماع ملك نهار رمضان‪ ،‬فإن حاله‬
‫يناسإب التكفير ابتداء بالصوم ليرتدع به دون العتاق‪ ،‬إذ يسهل عليه بذل المال‬
‫في شهوة الفرج‪ ،‬وقد أفتى يحيى بن يحيى بن كإثير الليثي المغربي المالكي‪:‬‬
‫ملكا بالمغرب جامع في نهار رمضان بصوم شهرين متتابعين نظرا إلى ذلك‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫لكن الشارع ألغاه بإيجابه العتاق ابتداء من غير تفرقة بين ملك وغيره‪ ،‬وفي‬
‫الحاشية زيادة على ذلك‪ ،‬ويسمى هذا القسم بالغريب لبعده عن العتبار‪) .‬وإل(‬
‫أي‪ :‬وإن لم يدل دليل على إلغائه كإما لم يدل على اعتباره )فالمرسإل( لرسإاله‬
‫أي إطلقه عما يدل على اعتباره أو إلغائه‪ ،‬ويعبر عنه بالمصالح المرسإلة‬
‫ده الكإثر( من العلماء مطلقا لعدم ما‬‫وبالسإتصلح وبالمناسإب المرسإل )ور ّ‬
‫وز ضرب‬ ‫يدل على اعتباره وقبله المام مالك مطلقا رعاية للمصلحة حتى ج ّ‬
‫المتهم بالسرقة ليقّر‪ ،‬وعورض بأنه قد يكون بريئا وتركّ الضرب لمذنب أهون‬
‫ده قوم في العبادات إذ ل نظر فيها للمصلحة‪ ،‬بخلفّ غيرها‬ ‫من ضرب بريء‪ ،‬ور ّ‬
‫كإالبيع والنكاح والحد‪ ،‬ومحل الخلفّ المذكإور إذا علم اعتبار العين في الجنس‬
‫أو عكسه أو الجنس في الجنس‪ ،‬وإل فهو مردود قطعا كإما ذكإره العضد تبعا‬
‫لبن الحاجب‪) .‬وليس منه( أي من المناسإب الرسإل‪) .‬مصلحة ضرورية كإلية(‬
‫أي متعلقة بكل المة )قطعية أو ظنية قريبة منها( لدللة الدليل على اعتبارها‪،‬‬
‫)فهي حق كإلي قطعا( واشترطها الغزالي للقطع بالقول بالمناسإب المرسإل‪ ،‬ل‬
‫لصأل القول به فجعلها منه مع القطع بقبولها مثالها رمي الكفار المتترسإين‬
‫بأسإرانا في الحرب المؤدي إلى قتل الترس معهم إذا قطع أو ظن ظنا قريبا‬
‫من القطع بأنهم إن لم يرموا اسإتأصألونا بالقتل الترس وغيره‪ ،‬وبأنهم إن رموا‬
‫سإلم غير الترس فيجوز رميهم لحفظ باقي المة بخلفّ رمي أهل قلعة تترسإوا‬
‫بمسلمين‪ ،‬لن فتحها ليس ضروريا ورمى بعضنا من سإفينة في بحر لنجاة‬
‫الباقين‪ ،‬لن نجاتهم ليست كإليا ورمى المتترسإين في الحرب إذا لم يقطع أو لم‬
‫يظن‬

‫ظنا قريبا من القطع باسإتئصالهم لنا‪ ،‬فل يجوز الرمي في شيء من الثلث‪ ،‬وإن‬
‫أقرع في الثانية لن القرعة ل أصأل لها شرعا في ذلك‪) .‬والمناسإبة تنخرم(‪ :‬أي‬
‫تبطل )بمفسدة تلزم( الحكم )راجحة( على مصلحته )أو مساوية لها في‬
‫الصأح(‪ ،‬لن درء المفاسإد مقدم على جلب المصالح‪ ،‬وقال المام الرازي‬
‫ومتابعوه ل تنخرم بها مع موافقتهم على انتفاء الحكم فهو عندهم لوجود المانع‬
‫وعلى الول لنتفاء المقتضى فالخلف لفظي‪.‬‬
‫)‬

‫السادس(‪ :‬من مسالك العلة‪) ،‬الشبه وهو مشابهة وصأف للمناسإب والطردي(‬
‫وهذا التفسير من زيادتي‪) .‬ويسمى الوصأف بالشبه أيضا وهو منزلة( أي ذو‬
‫منزلة )بين منزلتيهما( أي منزلتي المناسإب والطردي‪) .‬في الصأح( لنه يشبه‬
‫الطردي من حيث إنه غير مناسإب بالذات‪ ،‬ويشبه المناسإب بالذات من حيث‬
‫التفات الشرع إليه في الجملة كإالذكإورة والنوثة في القضاء والشهادة‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫هو المناسإب بالتبع كإالطهارة لشتراط النية‪ ،‬فإنها إنما تناسإبه بواسإطة أنها‬
‫عبادة بخلفّ المناسإب بالذات كإالسإكار لحرمة الخمر‪) .‬ول يصار إليه( بأن‬
‫يصار إلى قياسإه‪) ،‬إن أمكن قياس العلة( المشتمل على المناسإب بالذات‪.‬‬
‫)وإل( بأن تعذرت العلة بتعذر المناسإب بالذات بأن لم يوجد غير قياس الشبه‪.‬‬
‫)فهو حجة في غير( الشبه )الصوري في الصأح(‪ ،‬نظرا لشبهه بالمناسإب وقد‬
‫احتج به الشافعي في مواضع منها‪ .‬قوله‪ :‬في إيجاب النية في الوضوء كإالتيمم‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫طهارتان أنى تفترقان‪ ،‬وقيل مردود نظرا لشبهه بالطردي‪) .‬وأعله(‪ :‬أي قياس‬
‫الشبه )قياس ما( أي شبه )له أصأل واحد( كإأن يقول في إزالة الخبث‪ :‬هي‬
‫طهارة للصلة فيتعين الماء كإطهارة الحدث‪ ،‬فطهارة الخبث تشبه الطردي من‬
‫حيث ظهور المناسإبة بينها وبين تعين الماء‪ ،‬وتشبه المناسإب بالذات من حيث‬
‫إن الشرع اعتبر طهارة الحدث بالماء في الصلة وغيرها‪) .‬فـ(ـقياس )غلبة‬
‫الشباه في الحكم والصفة(‪ :‬وهو إلحاق فرع متردد بين أصألين بأحدهما الغالب‬
‫شبهه به في الحكم والصفة على شبهه بالخر فيهما‪ ،‬كإإلحاق العبد بالماء في‬
‫إيجاب القيمة بقتله بالغة ما بلغت‪ ،‬لن شبهه بالمال في الحكم والصفة أكإثر‬
‫من شبهه بالحّر فيهما‪ ،‬أما الحكم فلكونه يباع ويؤجر ويعار ويودع ويثبت عليه‬
‫اليد‪ .‬وأما الصفة فلتفاوت قيمته بحسب تفاوت أوصأافه جودة ورادءة وتعلق‬
‫الزكإاة بقيمته إذا اتجر فيه‪) .‬فـ(ـقياس غلبة الشباه في )الحكم فـ(ـقياس‬
‫غلبتها في )الصفة(‪ .‬وهذان مع الول ومع الترجيح والتقييد بغير الصوري من‬
‫زيادتي‪ ،‬أما‬

‫الصوري كإقياس الخيل على البغال والحمير في عدم وجوب الزكإاة للشبه‬
‫الصوري بينهما‪ ،‬فليس بحجة في الصأح‪.‬‬
‫)السابع( من مسالك العلة )الدوران بأن يوجد الحكم( أي تعلقه‪) .‬عند وجود‬
‫وصأف ويعدم( هو أولى من قوله وينعدم‪) .‬عند عدمه( والوصأف يسمى مدارا‬
‫والحكم دائرا‪) .‬وهو( أي الدوران )يفيد( العلية )ظنا في الصأح(‪ .‬وقيل‪ :‬ل‬
‫يفيدها لجواز أن يكون الوصأف ملزما لها ل نفسها كإرائحة المسكر‬
‫المخصوصأة‪ ،‬فإنها دائرة مع السإكار وجودا وعدما بأن يصير المسكر خل ً‬
‫وليست علة‪ ،‬وقيل‪ :‬يفيدها قطعا وكإأن قائل ذلك قاله عند مناسإبة الوصأف‬
‫كإالسإكار لحرمة الخمر‪) .‬ول يلزم المستدل به بيان انتفاء ما هو أولى منه(‪:‬‬
‫بإفادة العلية بل يصح السإتدلل به مع إمكان السإتدلل بما هو أولى منه بخلفّ‬
‫ما مّر في الشبه‪) .‬ويترجح جانبه(‪ :‬أي المستدل )بالتعدية( لوصأفه على جانب‬
‫المعترض حيث يكون وصأفه قاصأرا )إن أبدى المعترض وصأفا آخر(‪ :‬أي غير‬
‫دى وصأفه( أي المعترض )إلى الفرع( المتنازع فيه‬ ‫المدار‪) .‬والصأح( أنه )إن تع ّ‬
‫بقيد زدته بقولي‪) :‬واتحد مقتضى وصأفيهما( أي المستدل والمعترض‪) ،‬أو إلى‬
‫فرع آخر لم يطلب ترجيح( بناء على جواز تعدد العلل‪ ،‬وقيل يطلب الترجيح بناء‬
‫على منعه‪ ،‬وبه جزم الصأل في الثاني بناء على ما رجحه من منع تعدد العلل‪،‬‬
‫أما إذا اختلف مقتضى وصأفيهما كإأن اقتضى أحدهما الحل والخر الحرمة‬
‫فيطلب الترجيح‪.‬‬

‫)الثامن(‪ :‬من مسلك العلة )الطرد بأن يقارن الحكم الوصأف بل مناسإبة(‪ :‬ل‬
‫بالذات ول بالتبع كإقول بعضهم في الخل مائع ل تبنى القنطرة على جنسه فل‬
‫تزال به النجاسإة كإالدهن أي‪ :‬بخلفّ الماء فبناء القنطرة وعدمه ل مناسإبة‬
‫فيهما للحكم‪ ،‬وإن كإان مطردا ل نقض عليه‪ ،‬وقولي بل مناسإبة من زيادتي‬
‫ده الكإثر( من العلماء لنتفاء المناسإبة عنه‪ .‬قال‬
‫وخرج به بقية المسالك )ور ّ‬
‫علماؤنا‪ :‬قياس المعنى مناسإب لشتماله على الوصأف المناسإب‪ ،‬وقياس‬
‫الشبه تقريب‪ ،‬وقياس الطرد تحكم فل يفيد‪ ،‬وقيل يفيد المناظر دون الناظر‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫لنفسه لن الول دافع‪ ،‬والثاني مثبت‪ .‬وقيل إن قارنه فيما عدا صأورة النزاع‬
‫أفاد العلية فيفيد الحكم في صأورة النزاع‪ ،‬وقيل تكفي مقارنته له في صأورة‬
‫واحدة غير صأورة النزاع‪.‬‬

‫)التاسإع(‪ :‬من مسالك العلة‪) :‬تنقيح المناط بأن يدل نص ظاهر على التعليل(‬
‫لحكم )بوصأف فيحذفّ خصوصأه عن العتبار بالجتهاد ويناط( الحكم )بالعم(‪،‬‬
‫ي الذي واقع زوجته في نهار رمضان‬ ‫كإما حذفّ أبو حنيفة ومالك من خبر العراب ّ‬
‫خصوص الوقاع عن العتبار‪ ،‬وأناطا الكفارة بمطلق الفطار‪) .‬أو( بأن )تكون(‬
‫في محل الحكم )أوصأافّ فيحذفّ بعضها( عن العتبار بالجتهاد )ويناط( الحكم‬
‫)بباقيها(‪ ،‬كإما حذفّ الشافعي في الخبر المذكإور غير الوقاع من أوصأافّ المحل‬
‫كإكون الواطىء أعرابيا‪ ،‬وكإون الموطوءة زوجة‪ ،‬وكإون الوطء في القبل عن‬
‫العتبار‪ ،‬وأناط الكفارة بالوقاع‪ ،‬ول ينافي التمثيل بالخبر لما هنا التمثيل به فيما‬
‫مّر لليماء‪ ،‬لختلفّ الجهة‪ ،‬إذ التمثيل لليماء بالنظر لقتران الوصأف بالحكم‪،‬‬
‫ولما هنا بالنظر للجتهاد في الحذفّ‪) .‬وتحقيق المناط إثبات العلة في صأورة(‬
‫خفى وجودها فيها‪) .‬كإإثبات أن النباش( وهو من ينبش القبور ويأخذ الكإفان‪.‬‬
‫)سإارق( بأنه وجد منه أخذ المال خفية من حرز مثله وهو السرقة فيقطع خلفا‬
‫للحنفية‪) .‬وتخريجه( أي المناط )مّر( بيانه في مبحث المناسإبة وقرنت كإالصأل‬
‫بين الثلثة كإعادة الجدليين ويعرفّ من تعاريفها الفرق بينها‪.‬‬

‫)العاشر(‪ :‬من مسالك العلة )إلغاء الفارق( بأن يبين عدم تأثيره في الفرق بين‬
‫الصأل والفرع‪ ،‬فيثبت الحكم لما اشتركإا فيه سإواء أكإان اللغاء قطعيا كإإلحاق‬
‫ن‬‫ب البول في الماء الراكإد بالبول فيه في الكراهة الثابتة بخبر‪» :‬ل يبول ّ‬
‫صأ ّ‬
‫أحدكإم في الماء الراكإد«‪ .‬أم ظنيا )كإإلحاق المة بالعبد في السراية( الثابتة‬
‫وم عليه قيمة‬ ‫بخبر‪» :‬من أعتق شركإا له في عبد فكان له مال يبلغ ثمن العبد ق ّ‬
‫عدل فأعطى شركإاءه حصصهم وعتق عليه العبد وإل فقد عتق عليه ما عتق«‪.‬‬
‫فالفارق في الول الصب من غير فرج‪ ،‬وفي الثاني النوثة‪ ،‬ول تأثير لهما في‬
‫منع الكراهة والسراية فتثبتان لما يشاركّ فيه الصأل والفرع‪ ،‬وإنما كإان الثاني‬
‫ظنيا لنه قد يتخيل فيه احتمال اعتبار الشارع في عتق العبد اسإتقلله في جهاد‬
‫وجمعة وغيرهما مما ل دخل للنثى فيه‪ ،‬وقوله في الخبر ثمن العبد أي ثمن ما‬
‫ل يملكه العتق منه‪) .‬وهو( أي إلغاء الفارق )والدوران والطرد( على القول به‬
‫ن في‬‫)ترجع( ثلثتها )إلى ضرب شبه( للعلة ل علة حقيقة لنها تحصل الظ ّ‬
‫الجملة‪ .‬ول تعين جهة المصلحة المقصودة من شرع الحكم‪ ،‬لنها ل تدركّ بواحد‬
‫منها بخلفّ بقية المسالك‪.‬‬

‫)خاتمة(‪ :‬في نفي مسلكين ضعيفين‪) .‬ليس تأتي القياس بعلية وصأف ول العجز‬
‫ح( فيهما‪ .‬وقيل نعم فيهما‪ ،‬أما الول فلن القياس‬ ‫عن إفساده دليلها في الصأ ّ‬
‫مأمور به بقوله تعالى }فاعتبروا{ وبتقدير علية الوصأف يخرج بقياسإه عن‬
‫عهدة المر فيكون الوصأف علة‪ .‬قلنا‪ :‬إنما يتعين عليته لو لم يخرج عن عهدة‬
‫المر إل بقياسإه وليس كإذلك‪ ،‬وأما الثاني فكما في المعجزة فإنها إنما دلت‬
‫على صأدق الرسإول للعجز عن معارضتها‪ .‬قلنا‪ :‬الفرق أن العجز ثم من الخلق‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫وهنا من الخصم‪.‬‬

‫القوادح‬

‫أي‪ :‬هذا مبحثها وهي ما يقدح في الدليل علة كإان الدليل أو غيرها‪) .‬منها تخلف‬
‫الحكم عن العلة المستنبطة(‪ :‬إن كإان التخلف )بل مانع أو فقد شرط في‬
‫الصأح(‪ ،‬بأن وجدت في بعض صأور بدون الحكم لنها لو كإانت علة للحكم لثبت‬
‫حينئذ بخلفّ المنصوصأة‪ ،‬إذ ل نقض معها كإما بينته في الحاشية‪،‬وبخلفّ ما إذا‬
‫كإان التخلف لمانع أو فقد شرط‪ ،‬لن العلة عند التخلف تجامع كإل ً منهما‪ .‬وهذا‬
‫ما اختاره ابن الحاجب وغيره من المحققين‪ ،‬وعليه يحمل إطلق الشافعي‬
‫القدح بالتخلف‪ ،‬وقيل يقدح مطلقا‪ ،‬ورجحه الصأل إذ لو صأحت العلية مع‬
‫التخلف للزم الحكم في صأورة التخلف ضرورة اسإتلزام العلة لمعلولها‪ ،‬وقيل ل‬
‫يقدح مطلقا‪ .‬وقال به أكإثر الحنفية وسإموه تخصيص العلة‪ ،‬وقيل يقدح في‬
‫العلة المستنبطة دون المنصوصأة‪ ،‬وقيل عكسه‪ ،‬وقيل يقدح إل أن يكون لمانع‬
‫أو فقد شرط وعليه أكإثر فقهائنا وقيل غير ذلك‪) .‬والخلف(في القدح )معنوي(‬
‫خلفا لبن الحاجب ومن تبعه في قولهم‪ :‬إنه لفظي مبني على تفسير العلة إن‬
‫فسرت بالمؤثر وهو ما يستلزم وجوده وجود الحكم‪ ،‬فالتخلف قادح أو بالباعث‬
‫أو بالمعرفّ فل‪.‬‬

‫)ومن فروعه( أي فروع أن الخلف معنوي )النقطاع( للمستدل فيحصل إن‬


‫قدح التخلف‪ ،‬وإل فل يحصل ويسمع قوله‪ :‬أردت العلية في غير ما حصل فيه‬
‫التخلف‪) ،‬وانخرام المناسإبة بمفسدة( فيحصل إن قدح التخلف وإل فل‪ ،‬لكن‬
‫ينتفي الحكم لوجود المانع )وغيرهما( بالرفع أي‪ :‬غير المذكإورين كإتخصيص‬
‫العلة فيمتنع إن قدح التخلف وإل فل‪) .‬وجوابه(‪:‬أي التخلف على القول بأنه‬
‫قادح )منع وجود العلة( فيما اعترض به‪) .‬أو( منع )انتفاء الحكم( في ذلك )إن‬
‫لم يكن انتفاؤه مذهب المستدل(‪ .‬وإل فل يتأتى الجواب‪) ،‬أو بيان المانع أو(‬
‫بيان )فقد الشرط( مثال ذلك‪ :‬يجب القود بالقتل بمثقل كإالقتل بمحدد‪ ،‬فإن‬
‫نقض بقتل الصأل فرعه حيث تخلف الحكم فيه عن العلة فجوابه منع وجود‬
‫العلة في ذلك‪ ،‬إذ يعتبر فيها عدم أصألية القاتل أو أن التخلف لمانع‪ ،‬وهو أن‬
‫الصأل كإان سإببا ليجاد فرعه‪ ،‬فل يكون هو سإببا لعدام أصأله‪) .‬وليس‬
‫للمعترض( بالتخلف )اسإتدلل على وجود العلة( فيما اعترض به‪) .‬عند الكإثر(‬
‫من النظار‪ ،‬ولو بعد منع المستدل وجودها‪) .‬لنتقاله( من العتراض إلى‬
‫السإتدلل المؤدي إلى النتشار‪ ،‬وقيل له ذلك ليتم مطلوبه من إبطال العلة‪.‬‬
‫وقيل له ذلك إن لم يكن ثم دليل أولى من التخلف بالقدح‪ ،‬وإل فل‪ .‬وقيل له‬
‫ذلك ما لم تكن العلة حكما شرعيا‪) .‬ولو دل( المستدل )على وجودها( أي العلة‬
‫فيما علل حكمه بها )بـ(ـدليل )موجود في محل النقض ثم منع وجودها( في‬
‫ذلك المحل‪) ،‬فقال( له المعترض‪) :‬ينتقض دليلك( الذي أقمته على وجودها‬
‫حيث وجد في محل النقض دونها على مقتضى منعك وجودها فيه‪) .‬لم يسمع(‬
‫قول المعترض )لنتقاله من نقضها إلى ناقض دليلها(‪ ،‬والنتقال ممتنع‪ ،‬قال ابن‬
‫الحاجب‪ :‬وفيه نظر لن القدح في الدليل قدح في المدلول بمعنى أن القدح‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫فيه يحوج إلى النتقال إلى إثبات المدلول بدليل آخر‪ ،‬وإل كإان قول ً بل دليل فل‬
‫دد بين المرين فقال‪ :‬يلزمك انتقاض العلة أو انتقاض‬ ‫يمتنع النتقال إليه‪ ،‬فإن ر ّ‬
‫دليلها‬

‫الدال على وجودها في الفرع فل تثبت علتك سإمع قوله اتفاقا‪ ،‬إذ ل انتقال‬
‫)وليس له( أي للمعترض )اسإتدلل على تخلف الحكم( فيما اعترض به ولو بعد‬
‫منع المستدل تخلفه )في الصأح(‪ ،‬لما مر من النتقال من العتراض إلى‬
‫السإتدلل المؤدي إلى النتشار‪ ،‬وقيل له ذلك ليتم مطلوبه من إبطال العلة‪،‬‬
‫وقيل له ذلك إن لم يكن ثم طريق أولى من التخلف بالقدح وإل فل‪) .‬ويجب‬
‫الحتراز منه(‪ :‬أي من التخلف بأن يذكإر في الدليل ما يخرج محله ليسلم من‬
‫العتراض‪) ،‬على المناظر مطلقا( عن السإتثناء التي‪) ،‬وعلى الناظر( لنفسه‬
‫)إل فيما اشتهر من المستثنيات(‪ ،‬كإالعرايا لنه لشهرته كإالمذكإور‪ ،‬فل يجب‬
‫الحتراز منه‪ ،‬وقيل يجب عليه ذلك مطلقا وغير المذكإور ليس كإالمذكإور‪ ،‬وقيل‬
‫يجب عليه ذلك إل في المستثنيات ولو كإانت غير مشهورة‪ ،‬فل يجب ذلك للعلم‬
‫بأنها غير مرادة‪ ،‬وقيل ل يجب مطلقا‪ .‬واختاره ابن الحاجب وغيره )وإثبات‬
‫صأورة( معينة أو مبهمة )أو نفيها ينتقض بالنفي أو الثبات العامين( يعني‪:‬‬
‫السالبة والموجبة الكليتين‪) .‬وبالعكس(‪ :‬أي النفي العام أو الثبات العام ينتقض‬
‫بإثبات صأورة معينة أو مبهمة أو بنفيها فنحو زيد كإاتب أو إنسان ما كإاتب يناقضه‬
‫ل شيء من النسان بكاتب ونحو‪ :‬زيد ليس بكاتب‪ ،‬أو إنسان ما ليس بكاتب‬
‫يناقضه كإل إنسان كإاتب‪ ،‬أما الولى بشقيها فلتحقق المناقضة بين الموجبة‬
‫الجزئية والسالبة الكلية‪ ،‬وأما الثانية كإذلك فلتحقق المناقضة بين السالبة‬
‫الجزئية والموجبة الكلية‪.‬‬
‫)‬

‫ح( لما يعلم من تعريفه‬ ‫ومنها( أي من القوادح )الكسر( فإنه قادح )في الصأ ّ‬
‫التي‪ ،‬وقيل ليس بقادح‪) ،‬وهو( أي الكسر ويسمى بنقض المعنى أي المعلل‬
‫به‪) .‬إلغاء بعض العلة( بوجود الحكم عند انتفائه إما )مع إبداله( أي البعض‬
‫بغيره )أو ل( مع إبداله )ونقض باقيها( أي العلة والتصريح بأو ل الخ من زيادتي‬
‫)كإما يقال في( إثبات صألة )الخوفّ( هي )صألة يجب قضاؤها( لو لم تفعل‪.‬‬
‫)فيجب أداؤها كإالمن(‪ :‬فإن الصلة فيه كإما يجب قضاؤها لو لم تفعل يجب‬
‫أداؤها‪) .‬فيعترض( بأن خصوص الصلة ملغى بأن يقال الحج يجب أداؤه‬
‫لقضائه‪) .‬فليبدل( خصوص الصلة )بالعبادة( ليندفع العتراض‪ ،‬وكإأنه قيل‬
‫عبادة الخ‪) .‬ثم ينقض( هذا القول )بصوم الحائض( فإنه عبادة يجب قضاؤها ول‬
‫يجب أداؤها بل يحرم )أو ل يبدل( خصوص الصلة‪) .‬فل يبقى( للمستدل علة‬
‫)إل( قوله‪) :‬يجب قضاؤها( فيجب أداؤها كإالمن‪) .‬ثم ينقض بما مر(‪ ،‬بأن يقال‬
‫ليس كإل ما يجب قضاؤه يؤدي بدليل صأوم الحائض‪ ،‬فإنه يجب عليها قضاؤه‬
‫دون أدائه‪ .‬وعبر ابن الحاجب عن هذا القادح بالنقض المكسور وعرفّ الكسر‬
‫قبيله بما لزم منه أن الراجح أنه ل يقدح‪ ،‬وفي محل آخر بما يقتضي أنه تخلف‬
‫الحكم عن العلة‪ ،‬فعنده أن الكسر مشتركّ لفظي‪ ،‬وبما تقرر أّول ً علم أن‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫الكسر ل يكون إل في العلة المركإبة‪ ،‬وأن مفاده تخلف الحكم عن العلة فهو‬
‫قسم من أقسام القادح السابق‪.‬‬

‫)ومنها(‪ :‬أي من القوادح )عدم العكس( بأن يوجد الحكم بدون العلة وإنما‬
‫وزه لجواز أن يكون وجود الحكم لعلة‬ ‫يقدح‪) .‬عند مانع تعدد العلل( بخلفّ مج ّ‬
‫أخرى ومثاله يعلم من القادح التي‪) .‬والعكس انتفاء الحكم( ل بمعنى انتفائه‬
‫نفسه‪ ،‬بل )بمعنى انتفاء العلم أو الظن به لنتفاء العلة(‪ ،‬وإنما عنى ذلك لنه ل‬
‫يلزم من عدم الدليل الذي من جملته العلة عدم المدلول للقطع بأن الله تعالى‬
‫لو لم يخلق العالم الدال على وجوده لم ينتف وجوده‪ ،‬وإنما ينتفي العلم به‪.‬‬
‫)فإن ثبت مقابله(‪ :‬أي مقابل العكس وهو الطرد أي‪ :‬ثبوت الحكم لثبوت العلة‬
‫أبدا‪) ،‬فأبلغ( في العكسية مما لم يثبت مقابله بأن يثبت الحكم مع انتفاء العلة‬
‫في بعض الصور‪ ،‬لنه في الّول عكس لجميع الصور وفي الثاني لبعضها‪.‬‬
‫)وشاهده( أي العكس في صأحة السإتدلل بانتفاء العلة فيه على انتفاء الحكم‬
‫)قوله صألى الله عليه وسإّلم( لبعض أصأحابه في خبر مسلم لما عدد وجوه البر‬
‫بقوله‪ :‬وفي بضع أحدكإم صأدقة الخ‪) .‬أرأيتم لو وضعها( أي الشهوة )في حرام‬
‫أكإان عليه وزر( فكأنهم قالوا نعم‪ ،‬فقال )فكذلك إذا وضعها في الحلل كإان له‬
‫أجر في جواب( قولهم )أيأتي أحدنا شهوته وله فيها أجر(‪ :‬اسإتنتج من ثبوت‬
‫الحكم أي الوزر في الوطء الحرام انتفاءه في الوطء الحلل الصادق بحصول‬
‫الجر حيث عدل بوضع الشهوة عن الحرام إلى الحلل لتعاكإس حكميهما في‬
‫العلة‪ ،‬وهو كإون هذا مباحا وذاكّ حراما‪ ،‬وهذا السإتنتاج يسمى قياس العكس‬
‫التي في الكتاب الخامس‪ ،‬وإنما ذكإر هنا مع العكس‪ ،‬وإن كإان المبحث في‬
‫القدح بعدمه أما العكس فلتوقف معرفة عدمه على معرفته‪ ،‬وأما قياسإه‬
‫فلكونه شاهدا له‪.‬‬

‫)ومنها(‪ :‬أي من القوادح )عدم التأثير أي نفي مناسإبة الوصأف( الذاتية للحكم‬
‫)فيختص( القدح به )بقياس معنى علته مستنبطة مختلف فيها( لشتماله على‬
‫المناسإب بخلفّ غيره كإالشبه‪ ،‬وقياس المعنى الذي علته منصوصأة أو‬
‫مستنبطة مجمع عليها فل يأتي فيه ذلك‪) ،‬وهو( أقسام )أربعة( القسم الّول‬
‫عدم التأثير )في الوصأف بكونه طرديا أو شبها(‪ .‬والمعنى عدم تأثيره أصأل ً‬
‫كإقول الحنفية في الصبح صألة ل تقصر فل يقدم أذانها كإالمغرب فعدم القصر‬
‫بالنسبة لعدم تقديم الذان طردي ل مناسإبة فيه ول شبه‪ ،‬وعدم التقييد موجود‬
‫فيما يقصر‪ ،‬وكإقول المستدل بقياس المعنى في الوضوء طهارة تفتقر إلى‬
‫النية كإالتيمم فالطهارة بالنسبة لفتقار الوضوء إلى النية شبه المناسإبة فيه‬
‫بالذات‪ ،‬إذ المناسإبة الذاتية له كإون الوضوء عبادة‪ .‬وحاصأل هذا القسم طلب‬
‫مناسإبة علية الوصأف وقولي أو شبهه من زيادتي )و( الثاني عدم التأثير )في‬
‫الصأل(‪ :‬بإبداء علة لحكمه )على مرجوح( وهو منع تعدد العلل )مثل( أن يقال‬
‫ي فل يصح كإالطير في الهواء فيقول( المعترض‬ ‫في بيع الغائب )مبيع غير مرئ ّ‬
‫ي( في الصأل‪) .‬إذ العجز عن التسليم( فيه )كإافّ( في‬ ‫)ل أثر لكونه غير مرئ ّ‬
‫عدم الصحة وعدمها موجود مع الرؤية‪ .‬وحاصأله معارضته في الصأل بإبداء غير‬
‫دد العلل‪) .‬و(‬ ‫ما علل به وزدت على مرجوح ليوافق ما اعتمدته من جواز تع ّ‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫الثالث عدم التأثير )في الحكم وهو أضرب( ثلثة أحدها‪) :‬ما( أي وصأف‬
‫اشتملت عليه العلة )ل فائدة لذكإره كإقولهم(‪ :‬أي الخصوم الحنفية )في‬
‫المرتدين( المتلفين مالنا بدار الحرب حيث اسإتدلوا على نفي الضمان عنهم‬
‫في ذلك )مشركإون أتلفوا مال ً بدار الحرب فل ضمان( عليهم )كإالحرب ّ‬
‫ي(‬
‫المتلف مالنا )فدار الحرب عندهم(‪ :‬أي الخصوم كإما هو عندنا وصأف )طرديّ‬
‫فل فائدة لذكإره(‪ :‬لن من نفي الضمان في إتلفّ المرتد مال المسلم كإالحنفية‬
‫نفاه‪ ،‬وإن لم يكن التلفّ بدار الحرب ومن أثبته كإالشافعية أثبته‪ ،‬وإن لم يكن‬
‫التلفّ بدار الحرب‬

‫)فيرجع( العتراض في ذلك )للّول( من القسام لن المعترض يطالب‬


‫المستدل بتأثير كإون التلفّ بدار الحرب ل بغيرها‪) .‬و( الضرب الثاني )ما( أي‬
‫وصأف اشتملت عليه العلة )له( أي لذكإره )على الصأح فائدة ضرورية كإقول‬
‫معتبر العدد في السإتجمار( بالحجار )عبادة متعلقة بالحجار لم يتقدمها‬
‫معصية فاعتبر فيها العدد كإالجمار( أي كإرميها )فقوله لم يتقدمها معصية عديم‬
‫التأثير( في حكم الصأل والفرع )لكنه( أي معتبر العدد )مضطر لذكإره لئل‬
‫ينتقض ما علل به( لو لم يذكإر فيه )بالرجم( للمحصن فإنه عبادة متعلقة‬
‫بالحجار ولم يعتبر فيها العدد والضرب الثالث ما ذكإرته بقولي )أو غير‬
‫ضرورية(‪ :‬أي أو ماله على الصأح فائدة غير ضرورية )مثل( أن يقال )الجمعة‬
‫صألة مفروضة فلم تفتقر( في إقامتها )إلى أذن المام( العظم )كإالظهر‪ ،‬فإن(‬
‫قولهم )مفروضة حشو إذ لو حذفّ( مما علل به )لم ينتقض( أي الباقي منه‬
‫بشيء إذ النفل كإالفرض في ذلك‪) .‬لكنه ذكإر لتقريب الفرع( وهو الجمعة )من‬
‫الصأل(‪ :‬وهو الظهر )بتقوية الشبهة بينهما إذ الفرض بالفرض أشبه( به من‬
‫غيره‪ ،‬وقيل عدم التأثير ل يكون قادحا فيما له فائدة بقسميها‪ ،‬وقيل يكون‬
‫قادحا في ثانيهما دون أولهما‪) .‬و( القسم الرابع عدم التأثير )في الفرع( على‬
‫مرجوح يعلم من قولي بعد في الفرض والصأح جوازه‪) ،‬مثل( أن يقال في‬
‫تزويج المرأة نفسها )زوجت نفسها غير كإفء فل يصح( التزويج )كإما لو زوجت(‬
‫بالبناء للمفعول أي‪ :‬زّوجها وليها له‪) .‬وهو( أي الرابع )كإالثاني( في أنه إبداء‬
‫علة وهي في هذا المثال تزويج المرأة نفسها ل تزويجها من غير كإفء‪) ،‬إذ ل‬
‫أثر فيه للتقييد بغير الكفء( فإنه وإن ناسإب البطلن لكنه غير مطرد في جميع‬
‫صأور المدعي وهو أن تزويجها نفسها ل يصح مطلقا كإما ل أثر للتقييد في مثال‬
‫الثاني بكونه غير مرئي‪ ،‬وإن كإان نفي الثر هنا بالنسبة إلى الفرع وثم بالنسبة‬
‫إلى الصأل‪) .‬ويرجع( هذا القسم )إلى المناقشة في الفرض وهو(‪ :‬أي الفرض‬

‫)تخصيص بعض صأور النزاع بالحجاج( كإما فعل في المثال‪ ،‬إذ المدعى فيه منع‬
‫تزويجها نفسها مطلقا والحتجاج على منعه من غير كإفء‪) .‬والصأح جوازه(‪ :‬أي‬
‫الفرض مطلقا فقد ل يساعده الدليل في كإل الصور أو ل يقدر على دفع‬
‫العتراض في بعضها فيستفيد بالفرض غرضا صأحيحا‪ ،‬وقيل‪ :‬ل يجوز لن جوازه‬
‫ل يدفع اعتراض الخصم‪ ،‬وقيل يجوز بشرط بناء غير محل الفرض على محله‬
‫كإأن يقاس عليه بجامع بينهما‪ ،‬أو يقال ثبت الحكم في بعض الصور فليثبت في‬
‫وزوا تزويجها‬
‫باقيها‪ ،‬إذ ل قائل بالفرق‪ ،‬وقد قال به الحنفية في المثال حيث ج ّ‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫نفسها من غير كإفء‪.‬‬
‫)‬

‫ومنها(‪ :‬أي من القوادح )القلب( وهو نوعان خاص بالقياس وعرفوه بأن يربط‬
‫المعترض خلفّ قول المستدل على علته إلحاقا بالصأل الذي جعله مقيسا‬
‫عليه وعام يعترض به على القياس وغيره من الدلة‪) ،‬وهو في الصأح دعوى(‬
‫ل به( المستدل‪) ،‬وصأح( دليل )عليه( أي على المستدل‬ ‫المعترض )أن ما اسإتد ّ‬
‫وإن دل له باعتبار آخر فتعبيري بذلك أولى من قوله عليه ل له‪) .‬في المسألة(‬
‫المتنازع فيها ل في مسألة أخرى‪ ،‬وقول الصأل على ذلك الوجه ل حاجة إليه‬
‫كإما بينته في الحاشية‪ ،‬وتقديمي عليه على ما بعده أولى من تأخير الصأل له‬
‫عنه‪) ،‬فـ(ـبسبب التقييد بصحة ما اسإتدل به )يمكن معه( أي مع القلب )تسليم‬
‫صأحته(‪ ،‬وقيل القلب تسليم صأحته مطلقا سإواء أكإان ما اسإتدل به صأحيحا أم‬
‫ل‪ .‬وقيل‪ :‬هو إفساد له مطلقا لن الغالب من حيث جعله على المستدل مسلم‬
‫لصحته‪ ،‬وإن لم يكن صأحيحا ومن حيث لم يجعله له مفسد له‪ ،‬وإن كإان‬
‫صأحيحا‪ ،‬وعلى كإل القولين ل يذكإر في الحد قيد للصحة‪ ،‬وإنما ذكإر في الول لن‬
‫عدم ذكإره فيه يخل بموضوعه إما مصححا لمذهب المعترض أو مبطل ً لمذهب‬
‫المستدل كإما سإيأتي‪ ،‬فهو قيد للحتراز عن الفاسإد‪ ،‬إذ ل يحصل به شيء من‬
‫ذلك‪ ،‬وعلى الصأح من إمكان التسليم مع القلب‪) .‬فهو( أي القلب )مقبول في‬
‫الصأح( وهو إما )معارضة عند التسليم( لصحة دليل المستدل‪ ،‬فل يكون القلب‬
‫حينئذ قادحا‪ ،‬بل يجاب عنه بالترجيح وإما اعتراض‪) .‬قادح عند عدمه(‪ :‬أي عدم‬
‫تسليم الصحة‪ ،‬وقيل هو شاهد زور يشهد على الغالب وله حيث سإلم فيه‬
‫الدليل‪ ،‬واسإتدل به على خلفّ دعوى المستدل فل يقبل‪) .‬وهو( أي القلب‬
‫باعتبار آخر )قسمان(‪.‬‬

‫القسم )الول(‪ :‬القلب )لتصحيح مذهب المعترض( في المسألة )وإبطال‬


‫مذهب المستدل( فيها سإواء أكإان مذهب المستدل مصرحا به في السإتدلل أم‬
‫ل‪ ،‬فالول )كإما يقال( من جانب المستدل كإالشافعي في بيع الفضولي )عقد بل‬
‫ولية( عليه‪) .‬فل يصح كإالشراء(‪ :‬أي كإشراء الفضولي فل يصح لمن سإماه‪.‬‬
‫)فيقال( من جانب المعترض كإالحنفي )عقد فيصح كإالشراء(‪ :‬أي كإشراء‬
‫الفضولي فيصح له ويلغو تسميته لغيره وهو أحد وجهين عندنا‪ ،‬إذا لم يشتر‬
‫بعين مال من عقد له ولم يضف العقد إلى ذمته‪) .‬و( الثاني )مثل( أن يقول‬
‫الحنفي المشترط للصوم في العتكافّ )لبث فل يكون بنفسه قربة كإوقوفّ‬
‫عرفة(‪ ،‬فإنه قربة بضميمة الحرام فكذا العتكافّ يكون قربة بضميمة عبادة‬
‫إليه وهي الصوم لنه المتنازع فيه‪) .‬فيقال(‪ :‬من جانب المعترض كإالشافعي‬
‫العتكافّ‪) .‬لبث فل يشترط فيه الصوم كإعرفة( ل يشترط الصوم في وقوفها‪،‬‬
‫ففي هذا إبطال لمذهب الخصم الذي هو اشتراط الصوم ولم يصرح به في‬
‫الدليل‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫القسم )الثاني(‪ :‬القلب )لبطال مذهب المستدل( وإبطاله إما )بصراحة( كإأن‬
‫يقول الحنفي في مسح الرأس‪) ،‬عضو وضوء فل يكفي( في مسحه )أقل ما‬
‫ينطلق عليه السإم كإالوجه( ل يكفي في غسله ذلك‪) .‬فيقال( من جانب‬
‫المعترض كإالشافعي عضو ضوء‪) .‬فل يقدر بالربع كإالوجه( ل يقدر غسله بالربع‬
‫)أو بالتزام(‪ ،‬كإأن يقول النفي في بيع الغائب )عقد معاوضة فيصح مع الجهل‬
‫وض كإالنكاح( يصح مع الجهل بالزوجة أي‪ :‬عدم رؤيتها‪) .‬فيقال( من جانب‬ ‫بالمع ّ‬
‫المعترض كإالشافعي‪) ،‬فل يثبت( فيه )خيار الرؤية كإالنكاح( فنفي الثبوت يلزمه‬
‫نفي الصحة إذ القائل بها قائل بالثبوت‪ ،‬وقولي‪ :‬فل يثبت أولى من قوله فل‬
‫يشترط لن اللزم للصحة عند القائل بها ثبوت ما ذكإر ل اشتراطه‪) ،‬ومنه(‪ :‬أي‬
‫من القلب لبطال مذهب المستدل باللتزام‪) .‬قلب المساواة فيقبل في‬
‫الصأح(‪ :‬وهو أن يكون في جهة الصأل حكمان أحدهما منتف عن جهة الفرع‬
‫باتفاق الخصمين‪ ،‬والخر متنازع فيه بينهما فإذا أثبته المستدل في الفرع قياسإا‬
‫على الصأل يقول المعترض‪ :‬فيجب التسوية بين الحكمين في جهة الفرع كإما‬
‫في جهة الصأل )مثل( قول الحنفي في الوضوء والغسل كإل منهما )طهر بمائع‬
‫فل تجب فيه النية كإالنجاسإة(‪ :‬أي إزالتها ل يجب فيها النية بخلفّ التيمم يجب‬
‫فيه النية‪) .‬فيقال( من جانب المعترض كإالشافعي )يستوي جامده ومائعه(‪ :‬أي‬
‫الطهر )كإالنجاسإة( يستوي جامد طهرها ومائعه في جميع أحكامها‪ .‬وقد وجبت‬
‫النية في التيمم‪ ،‬فتجب في الوضوء والغسل‪ ،‬وقيل ل يقبل قلب المساواة‪ ،‬لن‬
‫التسوية في جهة الفرع غيرها‪ ،‬في جهة الصأل‪ ،‬وأجاب الكإثر بأن هذا الختلفّ‬
‫ل يضر في القياس‪ ،‬لنه غير منافّ لصأل السإتواء في الوصأف الذي جعل جامعا‬
‫وهو الطهارة‪.‬‬

‫)ومنها(‪ :‬أي من القوادح )القول بالموجب( بفتح الجيم أي بما اقتضاه الدليل‬
‫ول يختص بالقياس وشاهده قوله تعالى‪} :‬ولله العزة ولرسإوله{ في جواب‪:‬‬
‫ن العز منها الذل‪ ،‬المحكي عن المنافقين أي‪ :‬صأحيح ذلك لكنهم الذل‬ ‫ليخرج ّ‬
‫والله ورسإوله العز وقد أخرجهم الله ورسإوله‪) .‬وهو تسليم( مقتضي )الدليل‬
‫مع بقاء النزاع(‪ ،‬بأن يظهر عدم اسإتلزام الدليل لمحل النزاع وورد ذلك على‬
‫ثلثة أنواع‪ .‬أحدها‪ :‬أن يستنتج المستدل من دليله ما يتوهم أنه محل النزاع أو‬
‫ملزم له ول يكون كإذلك‪ .‬والثاني‪ :‬أن يستنتج منه إبطال أمر يتوهم أنه مأخذ‬
‫مذهب الخصم والخصم يمنع أنه مأخذه‪ .‬والثالث‪ :‬أن يسكت عن مقدمة‬
‫صأغرى غير مشهورة‪ .‬فالول )ما يقال في( القود بقتل )المثقل( من جانب‬
‫المستدل كإالشافعي )قتل بما يقتل غالبا فل ينافي القود كإالحراق( بالنار ل‬
‫ينافي القود‪) ،‬فيقال( من جانب المعترض كإالحنفي )سإلمنا عدم المنافاة( بين‬
‫القتل بالمثقل وبين القود‪) ،‬لكن لم قلت( إن القتل بالمثقل )يقتضيه( أي القود‬
‫وذلك محل النزاع ولم يستلزمه الدليل‪) .‬و( الثاني )كإما يقال( في القود بالقتل‬
‫بالمثقل أيضا )التفاوت في الوسإيلة( من آلت القتل وغيره )ل يمنع القود‬
‫كإالتوسإل إليه( من قتل وقطع وغيرهما ل يمنع تفاوته القود )فيقال( من جانب‬
‫المعترض )مسلم( أن التفاوت في الوسإيلة ل يمنع القود فل يكون مانعا منه‪،‬‬
‫)لكن ل يلزم من إبطال مانع انتفاء الموانع ووجود الشرائط والمقتضي( وثبوت‬
‫القود متوقف عل جميعها‪) ،‬والمختار تصديق المعترض في قوله( للمستدل‬
‫)ليس هذا( الذي عنيته باسإتدللك تعريضا بي من منع التفاوت في الوسإيلة‬
‫للقود )مأخذي( في نفي القود‪ ،‬لن عدالته تمنعه من الكذب في ذلك لنه أعلم‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫بمذهبه‪ ،‬وقيل ل يصدق إل ببيان مأخذ آخر لنه قد يعاند بما قاله‪ .‬والثالث ما‬
‫ذكإرته بقولي‪) :‬وربما سإكت المستدل عن مقدمة غير مشهورة مخافة المنع(‬
‫لها لو صأرح بها )فيرد( بسكوته عنها )القول بالموجب( كإما يقال في‬

‫اشتراط النية في الوضوء والغسل ما هو قربة يشترط فيه النية كإالصلة‬


‫ويسكت عن الصغرى وهي الوضوء والغسل قربة‪ ،‬فيقول المعترض مسلم أن‬
‫ما هو قربة يشترط فيه النية‪ ،‬لكن ل يلزم اشتراطها في الوضوء والغسل‪ ،‬فإن‬
‫صأرح المستدل بأنهما قربة ورد عليه منع ذلك وخرج عن القول بالموجب أما‬
‫المشهورة فكالمذكإورة فل يتأتى فيها القول بالموجب‪.‬‬

‫)ومنها( أي من القوادح )القدح في المناسإبة( الوصأف المعلل به الحكم‪) .‬وفي‬


‫صألحية إفضاء الحكم إلى المقصود( من شرعه )وفي النضباط( للوصأف‬
‫المذكإور‪) ،‬وفي الظهور( له بأن ينفي كإل ً من الربعة بأن يبدي في أّولها‬
‫مفسدة راجحة أو مساوية لما مر من أنها تنخرم بذلك‪ ،‬ويبين في ثانيها عدم‬
‫الصلحية للفضاء‪ ،‬وفي ثالثها عدم النضباط‪ ،‬وفي رابعها عدم الظهور‪.‬‬
‫)وجوابه(‪ :‬أي القدح بشيء منها )بالبيان( له‪ .‬الول‪ :‬بيان رجحان المصلحة‬
‫على المفسدة‪ ،‬كإأن يقال التخلي للعبادة أفضل من النكاح لما فيه من تزكإية‬
‫وت أضعافها كإإيجاد الولد وكإف النظر‬ ‫النفس فيعترض بأن تلك المصلحة تف ّ‬
‫وكإسر الشهوة‪ ،‬فيجاب بأن تلك المصلحة أرجح مما ذكإر لنها لحفظ الدين وما‬
‫ذكإر لحفظ النسل‪ ،‬والثاني‪ :‬ببيان إفضاء الحكم إلى المقصود كإأن يقال تحريم‬
‫المحرم بالمصاهرة مؤبدا صأالح‪ ،‬لن يفضي إلى عدم الفجور بها المقصود من‬
‫شرع التحريم فيعترض بأنه ليس صأالحا لذلك‪ ،‬بل للفضاء إلى الفجور لن‬
‫النفس مائلة إلى الممنوع‪ .‬فيجاب‪ :‬بأن تحريمها المؤبد لسد‪ :‬باب الطمع فيها‬
‫بحيث تصير غير مشتهاة كإالم‪ ،‬والثالث ببيان انضباط الوصأف بنفسه أو بوصأف‬
‫معه يضبطه كإالسفر للمشقة‪ ،‬والرابع‪ :‬ببيان ظهوره بأن يبينه بصفة ظاهرة‬
‫كإأن يعلل في القود بالرضا فيعترض بأن الرضا أمر خفي فل يعلل به‪ ،‬فيجاب‬
‫ببيان ظهوره بصفة ظاهرة تدل عليه وهي الصيغة‪.‬‬

‫)ومنها(‪ :‬أي من القوادح )الفرق( بين الصأل والفرع )والصأح أنه معارضة‬
‫بإبداء قيد في علية( حكم )الصأل أو( إبداء )مانع في الفرع( يمنع من ثبوت‬
‫حكم الصأل فيه )أو بهما( أي بالبداءين معا‪ .‬وقيل هو الثالث فقط مثاله على‬
‫الشق الول أن يقول الشافعي‪ :‬تجب النية في الوضوء كإالتيمم بجامع الطهارة‬
‫عن حدث‪ ،‬فيعترض الحنفي بأن العلة في الصأل الطهارة بالتراب‪ ،‬وعلى الثاني‬
‫ي كإغير المسلم بجامع القتل العمد‬
‫أن يقول الحنفي‪ :‬يقاد المسلم بالذم ّ‬
‫العدوان فيعترض الشافعي بأن السإلم في الفرع مانع من القود‪ ،‬وعلى الثالث‬
‫أن يعارض بالبداءين وما عرفت به الفرق أولى من تعريف الصأل له بأنه راجع‬
‫إلى المعارضة في الصأل‪ ،‬أو الفرع وقيل إليهما لنه أحاله على ما لم يذكإره مع‬
‫إيهام أن المعارضة بالبداءين ليست فرقا مطلقا وليس كإذلك‪) .‬و(الصأح )أنه(‪:‬‬
‫دد‬
‫أي الفرق )قادح( وإن قيل إنه بالثالث أو بالضعيف سإؤالن‪ .‬أو قلنا بجواز تع ّ‬
‫العلل لنه يؤثر في جميع المستدل‪ ،‬ولنه لو لم يقدح لم يمتنع التحكم واللزم‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫باطل وقيل ليس بقادح‪ ،‬وقيل كإذلك على القول بأنه بالثالث سإؤالن ل سإؤال‬
‫واحد‪ ،‬إذ جمع السإئلة المختلفة غير مقبول ومعنى كإونه سإؤال ً واحدا اتحاد‬
‫المقصود منه وهو قطع الجمع‪ ،‬ومعنى كإونه سإؤالين اشتماله على معارضة علة‬
‫الصأل بعلة وعلى معارضة الفرع بأخرى مستنبطة‪) .‬وجوابه(‪ :‬أي الفرق‬
‫)بالمنع( كإأن يمنع كإون المبدى في الصأل جزءا من العلة وفي الفرع مانعا من‬
‫الحكم وهذا من زيادتي )و( الصأح )أنه يجوز تعدد الصأول( لفرع واحد بأن‬
‫وة الظن به‪ ،‬وصأححه ابن الحاجب وغيره وهو الموافق لجواز‬ ‫يقاس عليها لق ّ‬
‫تعدد العلل وقيل يمتنع تعددها‪ ،‬وإن جوز تعدد العلل لنتشار البحث في ذلك مع‬
‫إمكان حصول المقصود بواحد منها وصأححه الصأل‪) .‬فلو فرق بين الفرع وأصأل‬
‫منها كإفى( في القدح فيها )في الصأح(‪ :‬لنه يبطل جمعها المقصود‪ ،‬وقيل ل‬
‫يكفي لسإتقلل كإل منها وقيل يكفي إن قصد اللحاق بمجموعها‪ ،‬لنه‬

‫يبطله بخلفّ ما إذا قصد بكل منها )في اقتصار المستدل على جواب أصأل(‬
‫واحد منها‪ ،‬وقد فرق المعترض بين جميعها‪) .‬قولن(‪ :‬أحدهما يكفي لحصول‬
‫المقصود بالدفع عن واحد منها‪ ،‬والثاني ل يكفي لنه التزم الجميع فلزمه الدفع‬
‫عنه‪ ،‬وهذا هو الوجه الموافق للصأح قبله‪.‬‬

‫)ومنها(‪ :‬أي من القوادح‪) ،‬فساد الوضع بأن ل يكون الدليل صأالحا لترتيب‬
‫الحكم( عليه كإأن يكون صأالحا لضد ذلك الحكم أو نقيضه )كإتلقي( أي اسإتنتاج‬
‫)التخفيف من التغليظ والتوسإيع من التضييق والثبات من النفي(‪ .‬وعكسه‬
‫)وثبوت اعتبار الجامع( في قياس المستدل )بنص أو إجماع في نقيض الحكم(‪،‬‬
‫أو ضده في ذلك القياس‪ ،‬فالول كإقول الحنفية القتل عمدا جناية عظيمة ل‬
‫يجب له كإفارة كإالردة فعظم الجناية يناسإب تغليظ الحكم ل تخفيفه بعدم‬
‫وجوب الكفارة‪ ،‬والثاني‪ :‬كإقولهم الزكإاة وجبت على وجه الرتفاق لدفع الحاجة‪،‬‬
‫فكانت على التراخي كإالدية على العاقلة‪ ،‬فالتراخي الموسإع ل يناسإب دفع‬
‫الحاجة المضيق‪ ،‬والثالث‪ :‬كإأن يقال في المعاطاة في غير المحقر لم يوجد‬
‫فيها مع الرضا صأيغة‪ ،‬فينعقد بها البيع كإما في المحقر على القول بانعقاده بها‬
‫فيه‪ ،‬فعدم الصيغة يناسإب عدم النعقاد ل النعقاد‪ ،‬والرابع‪ :‬كإأن يقال في‬
‫المعاطاة في المحقر وجد فيها الرضا فقط‪ ،‬فل ينعقد بها بيع كإغير المحقر‪،‬‬
‫فالرضا الذي هو مناط البيع يناسإب النعقاد ل عدمه‪ .‬والخامس‪ :‬في الجامع ذي‬
‫النص قول الحنفية‪ :‬الهرة سإبع ذو ناب فسؤره نجس كإالكلب‪ ،‬فيقال السبعية‬
‫اعتبرها الشارع علة للطهارة حيث دعي إلى دار فيها كإلب فامتنع وإلى أخرى‬
‫فيها سإنور فأجاب فقيل له فقال‪ :‬السنور سإبع‪ .‬رواه المام أحمد وغيره‪ ،‬وفي‬
‫الجامع ذي الجماع قول الشافعية في مسح الرأس في الوضوء مسح فيسن‬
‫تكراره كإالسإتجمار حيث يسن اليتار فيه فيقال المسح في الخف ل يسن‬
‫تكراره إجماعا فيما قيل‪) .‬وجوابه(‪ :‬أي فساد الوضع )بتقرير نفيه( عن الدليل‬
‫بأن يقرر‬

‫كإونه صأالحا لترتيب الحكم عليه كإأن يكون له جهتان يناسإب بإحداهما التوسإيع‬
‫وبالخرى التضييق فينظر المستدل فيه من إحداهما‪ ،‬والمعترض من الخرى‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫كإالرتفاق ودفع الحاجة في مسألة الزكإاة‪ ،‬ويجاب على الكفارة في القتل بأنه‬
‫غلظ فيه بالقود فل يغلظ فيه بالكفارة‪ ،‬وعن المعاطاة في الثالث بأن النعقاد‬
‫بها مرتب على الرضا ل على عدم الصيغة‪ ،‬وعن المعاطاة في الرابع بأن عدم‬
‫النعقاد بها مرتب على عدم الصيغة ل على الرضا‪ ،‬وعن ثبوت اعتبار الجامع‬
‫بقسميه في نقيض الحكم بثبوت اعتباره في ذلك الحكم‪ ،‬ويكون تخلفه عنه بأن‬
‫وجد مع نقيضه لمانع في أصأل المعترض كإما في مسح الخف فإن تكراره‬
‫يفسده كإغسله‪.‬‬

‫)ومنها(‪ :‬أي من القوادح )فساد العتبار بأن يخالف( الدليل )نصا( من كإتاب أو‬
‫سإنة‪) ،‬أو إجماعا( كإأن يقال في أداء الصوم الواجب صأوم واجب‪ ،‬فل يصح نيته‬
‫من النهار كإقضائه‪ ،‬فيعترض بأنه مخالف لقوله تعالى }والصائمين والصائمات{‬
‫الخ فإنه رتب فيه الجر العظيم على الصوم كإغيره من غير تعرض للتبييت فيه‪،‬‬
‫وذلك مستلزم لصحته بدونه‪ ،‬وكإأن يقال ل يصح قرض الحيوان لعدم انضباطه‬
‫كإالمختلطات‪ ،‬فيعترض بأنه مخالف لخبر مسلم عن أبي رافع أنه صألى الله‬
‫عليه وسإّلم اسإتسلف بكرا ورد ّ رباعيا‪ .‬وقال‪» :‬إن خيار الناس أحسنهم قضاء«‬
‫والبكر بفتح الباء الصغير من البل‪ ،‬والرباعي بفتح الراء ما دخل في السنة‬
‫السابعة‪ ،‬وكإأن يقال ل يجوز للرجل أن يغسل زوجته الميتة لحرمة النظر إليها‬
‫ي فاطمة‬ ‫كإالجنبية‪ ،‬فيعترض بأنه مخالف للجماع السكوتي في تغسيل عل ّ‬
‫رضي الله عنهما‪) ،‬وهو(‪ :‬أي فساد العتبار )أعم من فساد الوضع( من وجه‬
‫لصدقه فقط بأن يكون الدليل صأالحا لترتيب الحكم عليه وصأدق فساد الوضع‬
‫فقط بأن ل يكون الدليل كإذلك‪ ،‬ول يعارضه نص ول إجماع وصأدقهما معا بأن ل‬
‫يكون الدليل كإذلك مع معارضة نص أو إجماع له )وله( أي للمعترض بفساد‬
‫العتبار )تقديمه على المنوعات( في المقدمات )وتأخيره عنها( لمجامعته لها‬
‫من غير مانع من تقديمه وتأخيره )وجوابه كإالطعن في سإنده(‪ :‬أي سإند النص‬
‫أو الجماع بإرسإال أو غيره )والمعارضة( للنص بنص آخر فيتساقطان ويسلم‬
‫دليل المستدل‪) .‬ومنع اظهور( له في مقصد المعترض )والتأويل( له بدليل‬
‫وزدت الكافّ لدفع توهم حصر الجواب فيما ذكإر‪ ،‬فإنه ل ينحصر فيه إذ منه‬
‫غيره كإالقول بالموجب كإما بينته في الحاشية‪.‬‬

‫)ومنها(‪ :‬أي من القوادح )منع علية الوصأف( أي منع كإونه العلة )وتسمى‬
‫المطالبة(‪ :‬أي بتصحيح العلة المتبادر عند إطلق المطالبة‪) .‬والصأح قبوله( وإل‬
‫لدى الحال إلى تمسك المستدل بما شاء من الوصأافّ لمنه المنع‪ ،‬وقيل ل‬
‫يقبل لدائه إلى النتشار بمنع كإل ما يدعي عليته‪) .‬وجوابه بإثباتها(‪ :‬أي العلية‬
‫بمسلك من مسالك العلة المتقدمة‪) .‬ومن المنع( المطلق )منع وصأف العلة(‪:‬‬
‫أي منع اعتباره فيها وهو مقبول جزما‪) .‬كإقولنا في إفساد الصوم بغير جماع(‬
‫كإأكإل من غير كإفارة )الكفارة( شرعت )للزجر عن الجماع المحذور في الصوم‬
‫فوجب اختصاصأها به كإالحد(‪ .‬فإنه شرع للزجر عن الجماع زنا وهو مختص‬
‫بذلك‪) .‬فيقال(‪ :‬ل نسلم أنها شرعت للزجر عن الجماع بخصوصأه‪) ،‬بل عن‬
‫الفطار المحذور فيه(‪ :‬أي في الصوم بجماع أو غيره‪) .‬وجوابه ببيان اعتبار‬
‫الخصوصأية( أي خصوصأية الوصأف في العلة كإأن يبين اعتبار الجماع في‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫الكفارة بأن الشارع رتبها عليه حيث أجاب بها من سإأله عن جماعه كإما مّر‪.‬‬
‫)كإأن المعترض( بهذا العتراض )ينقح المناط( بحذفّ خصوص الوصأف عن‬
‫اعتباره في العلة )والمستدل يحققه( ببيان اعتبار خصوصأية الوصأف فيقدم‬
‫لرجحان تحقيق المناط فإنه يرفع النزاع‪) .‬و( من المنع المطلق )منع حكم‬
‫الصأل‪ ،‬والصأح أنه مسموع( كإمنع وصأل العلة كإأن يقول الحنفي‪ :‬الجارة عقد‬
‫على منفعة‪ ،‬فتبطل بالموت كإالنكاح فيقال له‪:‬ل نسلم حكم الصأل‪ ،‬إذ النكاح ل‬
‫يبطل بالموت بل ينتهي به‪ ،‬وقيل غير مسموع لن لم يعترض المقصود )و(‬
‫الصأح )أن المستدل ل ينقطع به(‪ :‬أي بمنع الحكم لنه منع مقدمة من مقدمات‬
‫القياس‪ ،‬فله إثباته كإسائر المقدمات‪ .‬وقيل‪ :‬ينقطع للنتقال عن إثبات حكم‬
‫الفرع الذي هو بصدده إلى غيره‪ ،‬وقيل ينقطع به إن كإان ظاهرا يعرفه أكإثر‬
‫الفقهاء‪ ،‬ولم يقل المستدل في اسإتدلله إن سإلمت حكم الصأل وإل نقلت‬
‫الكلم إليه بخلفّ ما ل يعرفه إل خواصأهم‪ ،‬أو قال المستدل ذلك‪ ،‬وقيل غير‬
‫ذلك‪) .‬و( الصأح )أنه( أي المستدل )إن‬

‫دل( أي اسإتدل )عليه( أي على حكم الصأل بدليل )لم ينقطع المعترض( بمجرد‬
‫ذلك‪) ،‬بل له أن يعترض( ثانيا الدليل‪ ،‬لنه قد ل يكون صأحيحا‪ ،‬وقيل ينقطع‬
‫فليس له أن يعترض لخروجه باعتراضه عن المقصود‪) ،‬وقد يقال( من طرفّ‬
‫المعترض في التيان بمنوع مترتبة )ل نسلم حكم الصأل سإلمنا(‪) .‬ول نسلم أنه‬
‫مما يقاس فيه(‪ :‬لجواز كإونه مما اختلف في جواز القياس فيه والمستدل ل‬
‫يراه‪) .‬سإلمنا( ذلك )ول نسلم أنه معلل( لجواز كإونه تعبديا‪) .‬سإلمنا( ذلك‪) ،‬ول‬
‫نسلم أن هذا الوصأف علته( لجواز كإونها غيره‪) .‬سإلمنا( ذلك‪) ،‬ول نسلم وجود‬
‫فيه(‪ :‬أي وجود الوصأف في الصأل‪) .‬سإلمنا( ذلك )ول نسلم أنه( أي الوصأف‬
‫)متعد( لجاز كإونه قاصأرا‪) .‬سإلمنا( ذلك‪) ،‬ول نسلم وجوده بالفرع(؛ فهذه سإبعة‬
‫منوع تتعلق الثلثة الولى منها بحكم الصأل‪ ،‬والربعة الباقية بالعلة مع الصأل‪،‬‬
‫والفرع في بعضها‪ .‬وقد بينت ذلك في الحاشية‪) .‬فيجاب( عنها )بالدفع( لها‬
‫على ترتيبها السابق )بما عرفّ من الطرق( المذكإورة في دفعها إن أريد ذلك‪،‬‬
‫وإل فيكفي القتصار على دفع الخير منها‪) ،‬فـ(ـبسبب جواز تعدد المنوع )يجوز‬
‫إيراد اعتراضات( هو أولى من قوله معارضات )من نوع(‪ ،‬كإالنقوض أو‬
‫المعارضات في الصأل أو الفرع لنها كإسؤال واحد مترتبة كإانت أو ل‪) ،‬وكإذا(‬
‫يجوز إيراد اعتراضات )من أنواع في الصأح(‪ ،‬كإالنقض وعدم التأثير والمعارضة‪،‬‬
‫)وإن كإانت مترتبة( أي يستدعي تاليها تسليم متلوه‪ ،‬وذلك لن تسليمه تقديري‬
‫ل تحقيقي‪ ،‬وقيل ل يجوز من أنواع للنتشار‪ ،‬وقيل يجوز في غير المترتبة دون‬
‫المترتبة‪ ،‬لن ما قبل الخير في المترتبة مسلم فذكإره ضائع‪ ،‬ورد ّ بأن تسليمه‬
‫تقديريّ ل تحقيقي كإما مّر‪ ،‬مثال النوع في العتراضات المترتبة أن يقال‪ :‬ما‬
‫ذكإر أنه علة منقوض بكذا ومنقوض بكذا‪ ،‬ولئن سإلم فهو منقوض بكذا‪ ،‬ومثاله‬
‫في غير المترتبة أن يقال‪ :‬ما ذكإر أنه علة منقوض بكذا ومنقوض بكذا ومثال‬
‫النواع مترتبة أن يقال ما ذكإر من الوصأف غير موجود في‬

‫الصأل‪ ،‬ولئن سإلم فهو معارض بكذا‪ ،‬ومثالها غير مترتبة أن يقال‪ :‬هذا الوصأف‬
‫منقوض بكذا أو غير مؤثر لكذا‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫)‬

‫ومنها( أي من القوادح )اختلفّ ضابطي الصأل والفرع(؛ أي اختلفّ علتي‬


‫حكمهما بدعوى المعترض‪ ،‬وإنما كإان اختلفهما قادحا لعدم الثقة فيه بالجامع‬
‫وجودا ومساواة‪ ،‬كإأن يقال في شهود الزور بالقتل تسببوا في القتل‪ ،‬فعليهم‬
‫القود كإالمكره غيره على القتل‪ ،‬فيعترض بأن الضابط في الصأل الكإراه‪ ،‬وفي‬
‫الفرع الشهادة‪ ،‬فأين الجامع بينهما وإن اشتركإا في الفضاء إلى المقصود‪.‬‬
‫فأين مساواة ضابط الفرع لضابط الصأل في ذلك؟ )وجوابه(‪ :‬أي جواب‬
‫العتراض باختلفّ الضابط )بأنه( أي الجامع بينهما‪) .‬القدر المشتركّ( بين‬
‫الضابطين كإالتسبب في القتل فيما مر‪ ،‬وهو منضبط عرفا‪) .‬أو بأن الفضاء(‬
‫أي إفضاء الضابط في الفرع إلى المقصود )سإواء( أي مساوٍ لفضاء الضابط‬
‫في الصأل إلى المقصود‪ ،‬كإحفظ النفس فيما مر‪ ،‬وكإالمساوي لذلك الرجح منه‬
‫كإما فهم بالولى‪) .‬ل بإلغاء التفاوت( بين الضابطين بأن يقال التفاوت بينهما‬
‫ملغى في الحكم‪ ،‬فل يحل الجواب به لن التفاوت قد يلغى كإما في العالم يقتل‬
‫بالجاهل‪ ،‬وقد ل يلغى كإما في الحّر ل يقتل بالعبد‪.‬‬

‫)ومنها(‪ :‬أي من القوادح )التقسيم( هو راجع للسإتفسار مع منع المعترض أن‬


‫أحد احتمالي اللفظ العلة‪) ،‬وهو ترديد اللفظ( المورد في الدليل )بين أمرين(‬
‫مثل ً على السواء‪) .‬أحدهما ممنوع( دون الخر المراد مثاله أن يقال في مثال‬
‫السإتفسار للجمال فيما يأتي الوضوء النظافة أو الفعال المخصوصأة الول‬
‫ممنوع أنه قربة‪ ،‬والثاني مسلم أنه قربة‪ ،‬لكنه ل يفيد الغرض من وجوب النية‪.‬‬
‫)والمختار قبوله( لعدم تمام الدليل معه وقيل ل لنه لم يعترض المراد‪.‬‬
‫)وجوابه أن اللفظ موضوع( في المراد )ولو عرفا( كإما يكون لغة‪) .‬أو( أنه‬
‫)ظاهر( ولو بقرينة )في المراد(‪ ،‬كإما يكون ظاهرا بغيرها ويبين الوضع‬
‫والظهور‪) .‬والعتراضات( كإلها )راجعة إلى المنع( قال كإثير أو المعارضة‪ ،‬لن‬
‫دماته ليصلح للشهادة له‬ ‫غرض المستدل من إثبات مدعاه بدليله صأحة مق ّ‬
‫وسإلمته من المعارض لتنفذ شهادته وغرض المعترض من هدم ذلك القدح في‬
‫صأحة الدليل بمنع مقدمة منه أو معارضته بما يقاومه‪ ،‬والصأل كإبعضهم رأى أن‬
‫المعارضة منع للعلة عن الجريان فاقتصر عليه وتبعته فيه‪) .‬ومقدمها( بكسر‬
‫الدال‪ ،‬ويجوز فتحها كإما مر أي المتقدم أو المقدم على العتراضات‪.‬‬
‫)السإتفسار( فهو طليعة لها كإطليعة الجيش‪) .‬وهو طلب ذكإر معنى اللفظ‬
‫لغرابة أو إجمال( فيه )وبيانهما(‪ :‬أي الغرابة والجمال )على المعترض في‬
‫الصأح(‪ :‬لن الصأل عدمهما وقيل‬

‫على المستدل بيان عدمهما ليظهر دليله‪) .‬ول يكلف( المعترض بالجمال )بيان‬
‫تساوي المحامل( المحقق للجمال لعسر ذلك عليه‪) .‬ويكفيه( في بيان ذلك إن‬
‫أراد التبرع به أن يقول )الصأل( بمعنى الراجح )عدم تفاوتها(‪ :‬أي المحامل وإن‬
‫عارضه المستدل بأن الصأل عدم الجمال‪) .‬فيبين المستدل عدمهما( أي عدم‬
‫م العتراض عليه بهما بأن يبين ظهور اللفظ في‬ ‫الغرابة والجمال حيث ت ّ‬
‫مقصوده بنقل عن لغة أو عرفّ شرعي أو غيره أو بقرينة‪ ،‬كإما إذا اعترض عليه‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫في قوله‪ :‬الوضوء قربة‪ ،‬فلتجب فيه النية بأن الوضوء يطلق على النظافة‪،‬‬
‫وعلى الفعال المخصوصأة فيقول‪ :‬حقيقته الشرعية الثاني‪) .‬أو يفسر اللفظ‬
‫بمحتمل( منه بفتح الميم الثانية‪) .‬قيل وبغيره(‪ :‬أي بغير محتمل منه‪ ،‬إذ غاية‬
‫المر أنه ناطق بلغة جديدة ول محذور في ذلك بناء على أن اللغة اصأطلحية‪،‬‬
‫ورد ّ بأن فيه فتح باب ل يستد‪) .‬والمختار( أنه )ل يقبل( من المستدل إذا وفق‬
‫المعترض بإجمال اللفظ على عدم ظهوره في غير مقصده‪) ،‬دعواه الظهور(‬
‫له )في مقصده(‪ :‬بكسر الصاد )بل نقل( عن لغة أو عرفّ‪) ،‬أو قرينة(‪ :‬كإأن‬
‫يقول يلزم ظهوره في مقصدي لنه غير ظاهر في الخر اتفاقا‪ ،‬فلو لم يكن‬
‫ظاهرا في مقصدي لزم الجمال‪ ،‬وإنما لم تقبل لنه ل أثر لها بعد بيان‬
‫المعترض الجمال‪ ،‬وقيل تقبل دفعا للجمال الذي هو خلفّ الصأل‪ ،‬ومحله إذا‬
‫لم يشتهر اللفظ بالجمال‪ ،‬فإن اشتهر به كإالعين والقرء لم يقبل ذلك جزما‪،‬‬
‫وترجيح عدم القبول من زيادتي‪ ،‬وهو ما اعتمده شيخنا الكمال ابن الهمام‬
‫وغيره‪ ،‬وقولي بل نقل أو قرينة أظهر في المراد من قوله دفعا للجمال‪) .‬ثم‬
‫المنع(‪ :‬أي العتراض بمنع أو غيره )ل يأتي في الحكاية(‪ :‬أي حكاية المستدل‬
‫للقوال في السمألة المبحوث فيها حتى يختار منها قول ً ويستدل عليه‪) .‬بل(‬
‫يأتي )في الدليل( إما )قبل تمامه(‪ ،‬وإنما يأتي في مقدمة معينة منه‪) .‬أو بعده(‬
‫أي بعد تمامه‪) .‬والول( وهو المنع قبل التمام )إما( منع )مجرد أو( منع‬

‫)مع السند(‪ ،‬وهو ما يبنى عليه المنع والمنع مع السند‪) .‬كإل نسلم كإذا ولم ل‬
‫يكون( المر )كإذا أو( ل يسلم كإذا و)إنما يلزم كإذا لو كإان( المر )كإذا وهو(‪ :‬أي‬
‫الول بقسميه من المنع المجرد والمنع مع السند‪) .‬المناقضة(‪ :‬أي يسمى بها‬
‫ويسمى بالنقض التفصيلي )فإن احتج( المانع )لنتفاء المقدمة( التي منعها‬
‫)فغصب(‪ :‬أي فاحتجاجه لذلك يسمى غصبا لنه غصب لمنصب المستدل )ل‬
‫يسمعه المحققون( من النظار لسإتلزامه الخبط فل يستحق جوابا‪ ،‬وقيل يسمع‬
‫فيستحقه‪) .‬والثاني(‪ :‬وهو المنع بعد تمام الدليل )إما بمنع الدليل( بمنع مقدمة‬
‫معينة أو مبهمة )لتخلف حكمه فالنقض التفصيلي(‪ :‬أي يسمى به إن كإان المنع‬
‫لمعينة كإما يسمى مناقضة‪) .‬أو( النقض )الجمالي( أن يسمى به إن كإان‬
‫لمبهمة أو لجملة الدليل كإأن يقال في صأورته ما ذكإر من الدليل غير صأحيح‬
‫لتخلف الحكم عنه في كإذا‪ ،‬ووصأف بالجمالي لن جهة المنع فيه غير معينة‬
‫بخلفّ التفصيلي‪ ،‬وذكإر التفصيلي في الثاني من زيادتي‪) .‬أو بتسليمه( أي‬
‫الدليل )مع( منع المدلول و)السإتدلل بما ينافي ثبوت المدلول فالمعارضة(‪:‬‬
‫أي يسمى بها )فيقول( في صأورتها المعترض للمستدل‪) .‬ما ذكإرت( من الدليل‬
‫)وإن دل( على ما ذكإرته )فعندي ما ينفيه(‪ :‬أي ما ذكإرته ويذكإره )وينقل(‬
‫المعترض بها )مستدلً( والمستدل معترضا‪ ،‬أما لو منع الدليل ل للتخلف أو‬
‫المدلول‪ ،‬ولم يستدل بما ينافي ثبوته فالمنع مكابرة‪) .‬وعلى المستدل الدفع(‬
‫لما اعترض به عليه‪) .‬بدليل( ليسلم دليله الصألي ول يكفيه المنع )فإن منع( أي‬
‫الدليل الثاني بأن منعه المعترض )فكما مّر( من المنع قبل تمام الدليل‪ ،‬وبعد‬
‫تمامه الخ‪) .‬وهكذا(‪ :‬أي المنع ثالثا ورابعا مع الدفع وهلم‪) ،‬إلى إفحامه( أي‬
‫المستدل بأن انقطع بالمنوع‪) .‬أو إلزام المانع( بأن انتهى إلى ضروري أو يقيني‬
‫مشهور من جانب المستدل‪.‬‬
‫)‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬

‫خاتمة(‪ :‬الكتاب القياس‪) :‬الصأح أن القياس من الدين(‪ :‬لنه مأمور به لقوله‬


‫تعالى‪} :‬فاعتبروا يا أولي البصار{ وقيل ليس منه لن اسإم الدين إنما يقع‬
‫على ما هو ثابت مستمر‪ ،‬والقياس ليس كإذلك‪ ،‬لنه قد ل يحتاج إليه‪ ،‬وقيل منه‬
‫إن تعين بأن لم يكن للمسألة دليل غيره‪ ،‬بخلفّ ما إذا لم يتعين لعدم الحاجة‬
‫إليه‪) .‬و( الصأح )أنه( أي القياس )من أصأول الفقه(‪ ،‬كإما عرفّ من حده وقيل‬
‫ليس منه وإنما يبين في كإتبه لتوقف غرض الصأولي من إثبات حجيته المتوقف‬
‫عليها الفقه على بيانه‪) .‬وحكم المقيس يقال( فيه )إنه دين الله( وشرعه )ل(‬
‫يقال فيه )قاله الله ول نبيه( لنه مستنبط ل منصوص وقولي ول نبيه من‬
‫زيادتي‪) ،‬ثم القياس فرض كإفاية( على المجتهدين‪) .‬ويتعين(‪ :‬أي يصير فرض‬
‫عين )على مجتهد احتاج إليه(‪ :‬بأن لم يجد غيره في واقعة‪) .‬وهو( أي القياس‬
‫وته وضعفه قسمان‪) :‬جلي( وهو )ما قطع فيه بنفي الفارق( أي‬ ‫بالنظر إلى ق ّ‬
‫بإلغائه )أو( ما )قرب منه( بإن كإان ثبوت الفارق أي تأثيره فيه ضعيفا بعيدا كإل‬
‫البعد كإقياس المة على العبد في تقويم حصة الشريك على شريكه المعتق‬
‫الموسإر وعتقها عليه كإما مّر‪ ،‬وكإقياس العمياء على العوراء في المنع من‬
‫التضحية الثابت بخبّر »أربع ل تجوز في الضاحي العوراء البين عورها الخ‪.‬‬
‫)وخفي( وهو )بخلفه(‪ :‬أي بخلفّ الجلي فهو ما كإان احتمال تأثير الفارق فيه‬
‫إما قويا واحتمال نفي الفارق أقوى منه‪ ،‬وإما ضعيفا وليس بعيدا كإل البعد‬
‫كإقياس القتل بمثقل على القتل بمحدد في وجوب القود‪ ،‬وقد قال أبو حنيفة‬
‫بعدم وجوبه في المثقل‪) .‬وقيل فيهما( أي الجلي والخفي )غير ذلك(‪ :‬قيل‬
‫الجلي ما ذكإر في تعريفه‪ ،‬والخفي بالشبه‪ ،‬والواضح بينهما‪ .‬وقيل الجلي‬
‫القياس الولى كإقياس الضرب على التأفيف في التحريم والواضح المساوي‬
‫كإقياس إحراق مال اليتيم على أكإله في التحريم‪ ،‬والخفي الدون كإقياس التفاح‬
‫علي البر في الربا ثم الجلي على الولين يصدق بالولى كإالمساوي‪) .‬و( ينقسم‬
‫القياس‬

‫باعتبار علته ثلثة أقسام )قياس العلة( وهو )ما صأرح فيه بها( بأن كإان الجامع‬
‫فيه نفسها كإأن يقال يحرم النبيذ كإالخمر للسإكار‪) .‬وقياس الدللة( وهو )ما‬
‫جمع فيه بلزمها فأثرها فحكمها( الضمائر للعلة‪ ،‬وكإل من الثلثة يدل عليها‪،‬‬
‫وكإل من الخيرين منها دون ما قبله بدللة الفاء فالول كإأن يقال النبيذ حرام‬
‫كإالخمر بجامع الرائحة المشتدة وهي لزمة للسإكار‪ .‬والثاني كإأن يقال القتل‬
‫بمثقل يوجب القود كإالقتل بمحدد بجامع الثم وهو أثر العلة وهي القتل العمد‬
‫العدوان‪ .‬والثالث كإأن يقال يقطع الجماعة بالواحد كإما يقتلون به بجامع وجوب‬
‫الدية عليهم بذلك حيث كإان غير عمد‪ ،‬وهو حكم العلة التي هي القطع منهم في‬
‫المقيس والقتل منهم في المقيس عليه‪ .‬وحاصأل ذلك اسإتدلل بأحد موجبي‬
‫الجناية من القود والدية الفارق بينهما العمد على الخر‪) .‬والقياس في معنى‬
‫الصأل(‪ .‬وهو )الجمع بنفي الفارق(‪ ،‬ويسمى بالجلي كإما مر‪ ،‬وبإلغاء الفارق‬
‫وبتنقيح المناط كإقياس البول في إناء وصأبه في الماء الراكإد على البول فيه في‬
‫المنع بجامع أن ل فارق بينهما في مقصود المنع الثابت بخبر مسلم عن جابر‪:‬‬
‫»نهى النبي صألى الله عليه وسإّلم عن أن يبال في الماء الراكإد‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫الكتاب الخامس في السإتدلل‬

‫)وهو دليل ليس بنص( من كإتاب أو سإنة‪) .‬ول إجماع ول قياس شرعي(‪ .‬وقد‬
‫تقدمت فل يقال التعريف المشتمل عليها تعريف بالمجهول‪) .‬فدخل( فيه‬
‫)قطعا( القياس )القتراني و( القياس )السإتثنائي( وهما نوعا القياس‬
‫المنطقي وهو قول مؤلف من قضايا متى سإلمت لزم عنه لذاته قول آخر وهو‬
‫النتيجة فإن كإان اللزم أو نقيضه مذكإورا فيه بالفعل فهو السإتثنائي وإل‬
‫فالقتراني فالسإتثنائي نحو‪ :‬إن كإان النبيذ مسكرا فهو حرام‪ ،‬لكنه مسكر ينتج‬
‫فهو حرام‪ ،‬أو إن كإان النبيذ مباحا فهو ليس بمسكر لكنه مسكر ينتج فهو ليس‬
‫بمباح‪ ،‬والفتراني نحو‪ :‬كإل نبيذ مسكر وكإل مسكر حرام‪ ،‬ينتج كإل نبيذ حرام‬
‫وهو مذكإور فيه بالقوة ل بالفعل وسإمي القياس اسإتثنائيا لشتماله على حرفّ‬
‫السإتثناء لغة وهو لكن واقترانيا لقتران أجزائه‪) .‬و( دخل فيه قطعا )قولهم(‪:‬‬
‫أي العلماء )الدليل يقتضي أن ل يكون( المر )كإذا خولف( الدليل )في كإذا(‪ :‬أي‬
‫في صأورة مثلً‪) ،‬لمعنى مفقود في صأورة النزاع فتبقى( هي )على الصأل(‬
‫الذي اقتضاه الدليل كإأن يقال‪ :‬الدليل يقتضي امتناع تزويج المرأة مطلقا وهو‬
‫ما فيه من إذللها بالوطء وغيره الذي تأباه النسانية لشرفها‪ ،‬خولف هذا الدليل‬
‫في تزويج الولي لها فجاز لكمال عقله وهذا المعنى مفقود فيها‪ ،‬فيبقى تزويجها‬
‫نفسها الذي هو محل النزاع على ما اقتضاه الدليل من المتناع‪) .‬و( دخل فيه‬
‫)في الصأح قياس العكس(‪ :‬وهو إثبات عكس حكم شيء لمثله لتعاكإسهما في‬
‫العلة كإما مر في خبر‪ :‬أيأتي أحدنا شهوته وله فيها أجر؟ قال‪» :‬أرأيتم لو وضعها‬
‫في حرام أكإان عليه وزر« وقيل‪ :‬ليس بدليل كإما حكي عن أصأحابنا‪ ،‬وذكإر‬
‫الخلفّ في هذا من زيادتي‪) .‬و( دخل فيه في الصأح )عدم وجدان دليل‬
‫الحكم(‪ :‬هو أولى من قوله انتفاء الحكم لنتفاء مدركإه‪ ،‬وذلك بأن لم يجد‬
‫الدليل المجتهد بعد الفحص الشديد‪ ،‬فهو دليل على انتفاء الحكم‪ ،‬وقيل ليس‬
‫بدليل‪ ،‬إذ ل يلزم من عدم وجدان الدليل عدمه‪ ،‬وذلك )كإقولنا( للخصم في‬
‫إبطال الحكم‬

‫الذي ذكإره في مسألة )الحكم يستدعي دليل ً وإل لزم تكليف الغافل( حيث‬
‫وجد الحكم بدون دليل مفيد له‪) ،‬ول دليل( على حكمك )بالسبر( فإنا سإبرنا‬
‫الدلة فلم نجد ما يدل عليه‪) .‬أو الصأل( فإن الصأل المستصحب عدم الدليل‬
‫عليه فينتفي هو أيضا‪ ،‬ودخل فيه السإتقراء والسإتصحاب والسإتحسان‪ ،‬وقول‬
‫الصحابي واللهام التية‪ ،‬وإنما أفرد كإل منها بالترجمة بمسألة لما فيه من‬
‫التفصيل وقوة الخلفّ مع طول بعضه‪) .‬ل لقولهم( أي الفقهاء )وجد المقتضي‬
‫أو المانع أو فقد الشرط(‪ ،‬فل يدخل في السإتدلل حالة كإونه )مجملً( في‬
‫الصأح‪ ،‬ول يكون دليل ً بل دعوى دليل‪ ،‬وإنما يكون دليل ً إذا عين المقتضى‬
‫والمانع والشرط‪ .‬وبين وجود الولين ول حاجة إلى بيان فقد الثالث لنه على‬
‫وفق الصأل‪ ،‬وقيل‪ :‬يدخل في السإتدلل‪ ،‬ورجحه الصأل فيكون دليل ً على‬
‫وجود الحكم بالنسبة إلى المقتضي وعلى انتفائه بالنسبة إلى الخرين‪ ،‬وقيل‬
‫دليل وليس باسإتدلل إن ثبت بنص أو إجماع أو قياس‪ ،‬وإل فهو اسإتدلل‪ .‬وقد‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫بينت ما فيه في الحاشية‪ .‬وخرج بزيادتي مجمل ً ما لو كإان معينا فيكون‬
‫اسإتدلل ً ودليل ً كإما علم مما مر‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬السإتقراء بالجزئي على الكلي(‪ :‬بأن يتتبع جزئيات كإلي ليثبت حكمها‬
‫له )إن كإان تاما( بأن كإان بكل الجزئيات إل صأورة النزاع )فـ(ـهو دليل )قطعي(‬
‫في إثبات الحكم في صأورة النزاع‪) .‬عند الكإثر( من العلماء‪ ،‬وقال القل منهم‪:‬‬
‫ليس بقطعي لحتمال مخالفة تلك الصورة لغيرها على بعد‪ .‬قلنا‪ :‬هو منزل‬
‫منزلة العدم‪) ،‬أو( كإان )ناقصا( بأن كإان بأكإثر الجزئيات الخالي عن صأورة‬
‫النزاع )فظني( فيها ل قطعي لحتمال مخالفتها للمستقرإ‪) .‬ويسمى( هذا عند‬
‫ن باختلفّ‬
‫الفقهاء )إلحاق الفرد( النادر )بالغلب( العم‪ ،‬ويختلف فيه الظ ّ‬
‫الجزئيات‪ ،‬فكلما كإان السإتقراء فيها أكإثر كإان أقوى ظنا‪.‬‬

‫)مسألة(‪ :‬في السإتصحاب وقد اشتهر أنه حجة عندنا دون الحنفية بأقسامه‬
‫التية على خلفّ عندنا في الخير منها‪ ،‬وعند غيرنا في الولين أيضا‪) .‬الصأح أن‬
‫اسإتصحاب العدم الصألي(‪ :‬وهو نفي ما نفاه العقل ولم يثبته الشرع كإوجوب‬
‫صأوم رجب‪) .‬و( اسإتصحاب )العموم أو النص و( اسإتصحاب )ما دل الشرع‬
‫على ثبوته لوجود سإببه(‪ ،‬كإثبوت الملك بالشراء )إلى ورود المغير( لها من‬
‫إثبات الشرع ما نفاه العقل‪ ،‬ومن مخصص أو ناسإخ أو سإبب عدم ما دل الشرع‬
‫على ثبوته أي‪ :‬كإل من المذكإورات )حجة( مطلقا فيعمل به إلى ورود المغير‪،‬‬
‫وقل ليس بحجة مطلقا‪ ،‬وقيل الخير منها حجة في الدفع به عما ثبت دون‬
‫الرفع به لما ثبت كإاسإتصحاب حياة المفقود قبل الحكم بموته‪ ،‬فإنه دافع للرث‬
‫منه وليس برافع لعدم الرث من غيره للشك في حياته فل يثبت اسإتصحابها له‬
‫ملكا جديدا‪ ،‬إذ الصأل عدمه‪ ،‬وقيل هو حجة إن يعارضه ظاهر وإل قدم الظاهر‪،‬‬
‫وقيل فيه غير ذلك‪ .‬والصأح الول فيقدم الصأل على الظاهر‪) .‬إل إن عارضه‬
‫ظاهر غالب ذو سإبب ظن أنه أقوى( من الصأل‪) ،‬فيقدم( عليه )كإبول وقع في‬
‫ماء كإثير فوجد متغيرا‪ ،‬واحتمل تغيره به( وتغيره بغيره مما ل يضر كإطول‬
‫المكث‪) .‬وقرب العهد( بعدم تغيره فإن اسإتصحاب طهارته التي هي الصأل‬
‫ن أنها أقوى‪ ،‬فقدمت على‬ ‫عارضته نجاسإته الظاهرة الغالبة ذات السبب التي ظ ّ‬
‫الطهارة عمل ً بالظاهر‪ ،‬بخلفّ ما لم يظن أنه أقوى بأن بعد العهد في المثال‬
‫بعدم التغير قبل وقوع البول أو لم يكن عهد‪ ،‬وتأخيري الغاية عن المذكإورات‬
‫أولى من تقديمه لها على الخير‪ ،‬وذكإر الخلفّ في الّولين مع التصريح بقولي‬
‫ن أنه أقوى من زيادتي‪) .‬و( الصأح أنه )ل يحتج باسإتصحاب حال الجماع في‬ ‫ظ ّ‬
‫محل الخلفّ(‪ :‬أي إذا أجمع على حكم في حال ثم اختلف فيه في حال آخر‪،‬‬
‫ففل يحتج باسإتصحاب ذلك الحال في هذا الحال‪ ،‬وقيل يحتج مثاله الخارج‬
‫النجس من غير السبيلين ل ينقض الوضوء عندنا اسإتحصابا لما قبل الخروج من‬
‫بقائه المجمع عليه‪.‬‬

‫)فالسإتصحاب( الشامل للنواع السابقة وينصرفّ السإم إليه‪) ،‬ثبوت أمر في(‬
‫الزمن )الثاني لثبوته في الول لفقد ما يصلح للتغيير( من الول إلى الثاني‪ ،‬فل‬
‫زكإاة عندنا فيما حال عليه الحول من عشرين دينارا ناقصة تروج رواج الكاملة‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫بالسإتصحاب )أما ثبوته(‪ :‬أي المر )في الول( لثبوته في الثاني‬
‫)فـ(ـاسإتصحاب )مقلوب( كإأن يقال في المكيال الموجود الن كإان على عهده‬
‫صألى الله عليه وسإّلم باسإتصحاب الحال في الماضي‪ ،‬إذ الصأل موافقة‬
‫ي حتى قال السبكي‪ :‬إنه لم يقل به الصأحاب‬ ‫الماضي للحال والسإتدلل به خف ّ‬
‫إل فيمن اشترى شيئا فادعاه غيره وأخذه بحجة مطلقة فيثبت له الرجوع‬
‫بالثمن على البائع عمل ً باسإتصحاب الملك الذي ثبت الن فيما قبل ذلك‪ ،‬لن‬
‫البينة ل توجد الملك‪ ،‬بل تظهره‪ ،‬فيجب أن يكون سإابقا على إقامتها ويقدر له‬
‫لحظة لطيفة‪ ،‬ومن المحتمل انتقال الملك من المشتري إلى المدعي‪ ،‬ولكنهم‬
‫اسإتصحبوا مقلوبا وهو عدم النتقال منه على أن في هذه الصورة وجها‬
‫مشهورا بعدم الرجوع‪ ،‬واعتمده البلقيني وقال‪ :‬إنه الصواب المتعين‪ ،‬والمذهب‬
‫الذي ل يجوز غيره‪) .‬وقد يقال فيه(‪ :‬أي في السإتصحاب المقلوب ليظهر‬
‫السإتدلل به لرجوعه في المعنى إلى السإتصحاب المستقيم )لو لم يكن‬
‫الثابت اليوم ثابتا أمس لكان غير ثابت( أمس‪ ،‬إذ ل واسإطة بين الثبوت وعدمه‬
‫)فيقضي اسإتصحاب أمس( الخالي عن الثبوت فيه‪) ،‬بأنه اليوم غير ثابت وليس‬
‫كإذلك(‪ ،‬لنه مفروض الثبوت اليوم )فدل( ذلك )علىأنه ثابت( أمس أيضا‪.‬‬
‫)‬

‫مسألة‪ :‬المختار أن النافي( لشيء )يطالب بدليل( على انتفاء )إن لم يعلم‬
‫النفي(‪ :‬أي انتفاء الشيء )ضرورة( بأن علم نظرا أو ظن لن غير الضروري قد‬
‫يشتبه فيطلب دليله لينظر فيه‪ ،‬وقيل ل يطالب به‪ ،‬وقيل يطالب به في‬
‫العقليات ل الشرعيات‪) .‬وإل(‪ :‬أي وإن علم انتفاؤه ضرورة‪) ،‬فل( يطالب بدليل‬
‫على انتفائه لن الضروريّ ل يشتبه حتى يطلب دليله لينظر فيه‪ ،‬وتعبيري بما‬
‫ذكإر أولى مما عبر به كإما بينته في الحاشية‪) .‬و( المختار )أنه ل يجب الخذ‬
‫بالخف ول بالثقل( في شيء‪ ،‬بل يجوز كإل منهما لن الصأل عدم الوجوب‪،‬‬
‫وقيل يجب الخذ بالخف لقوله تعالى‪} :‬يريد الله بكم اليسر ول يريد بكم‬
‫العسر{ وقيل‪ :‬يجب الخذ بالثقل لنه أكإثر ثوابا وأحوط‪ ،‬والترجيح من زيادتي‪،‬‬
‫وتقدم في الجماع ما يؤخذ منه أنه يجب الخذ بأقل ما قيل‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬المختار(‪ :‬كإماقال ابن الحاجب وغيره‪) :‬أنه صألى الله عليه وسإّلم كإان‬
‫متعبدا( بفتح الباء وكإسرها أي‪ :‬مكلفا ومكلفا نفسه بالعبادة‪) .‬قبل البعثة‬
‫بشرع(‪ ،‬لما في الخبار من أنه كإان يتعبد كإان يصلي كإان يطوفّ‪ .‬وتلك أعمال‬
‫ور من غير تعبد‬ ‫شرعية يعلم ممن مارسإها قصد موافقة أمر الشرع‪ ،‬ول يتص ّ‬
‫فإن العقل بمجرده ل يحسنه‪ ،‬وقيل لم يكن متعبدا وقيل بالوقف وهو ما اختاره‬
‫الصأل‪) ،‬و(المختار )الوقف عن تعيينه( أي تعيين الشرع بتعيين من نسب إليه‪،‬‬
‫وقيل هو آدم‪ ،‬وقيل نوح‪ ،‬وقيل إبراهيم‪ ،‬وقيل موسإى‪ ،‬وقيل عيسى‪ ،‬وقيل ما‬
‫ي‪) .‬و( المختار )بعدها(‪ :‬أي بعد البعثة )المنع(‬
‫ثبت أنه شرع من غير تعيين لنب ّ‬
‫من تعبده بشرع من قبله‪ ،‬لن له شرعا يخصه‪ ،‬وقيل تعبد بما لم ينسخ من‬
‫شرع من قبله أي‪ :‬ولم يرد فيه وحي له اسإتصحابا لتعبده به قبل البعثة‪) .‬و(‬
‫المختار بعد البعثة )أن أصأل المنافع الحل المضاّر التحريم( قال تعالى‪} :‬خلق‬
‫ن إل بالجائر‪ .‬وقال‬‫لكم ما في الرض جميعا{ ذكإره في معرض المتنان ول يمت ّ‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫ضَرار«‪ .‬رواه ابن ماجة وغيره‪ ،‬وزاد‬ ‫صألى الله عليه وسإّلم‪» :‬ل َ‬
‫ضَرَر ول ِ‬
‫الطبراني »في السإلم« وقيل‪ :‬الصأل في الشياء الحل‪ ،‬وقيل الصأل فيها‬
‫التحريم‪ ،‬أما حكم المنافع والمضاّر قبل البعثة فتقدم أوائل الكتاب حيث قيل ل‬
‫حكم قبل الشرع بل المر موقوفّ إلى وروده‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬المختار أن السإتحسان ليس دليلً(‪ :‬إذ ل دليل يدل عليه وقيل هو دليل‬
‫لقوله تعالى‪} :‬واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم{ قلنا المراد بالحسن الظهر‬
‫والولى ل السإتحسان‪) .‬وفسر بدليل ينقدح في نفس المجتهد تقصر عنه‬
‫عبارته ورد ّ بأنه(‪ :‬أي هذا الدليل )إن تحقق( بفتح التاء عند المجتهد )فمعتبر(‪،‬‬
‫ول يضّر قصور عبارته عنه قطعا‪ ،‬وإن لم يتحقق عنده فمردود قطعا‪) .‬و( فسر‬
‫أيضا )بعدول عن قياس إلى( قياس )أقوى( منه‪) ،‬ول خلفّ فيه( بهذا المعنى‪،‬‬
‫إذ أقوى القياسإين مقدم على الخر قطعا‪) .‬أو( بعدول )عن الدليل إلى العادة(‬
‫لمصلحة‪ ،‬كإدخول الحمام بل تعيين أجرة وزمن مكث فيه وقدر ماء وكإشرب‬
‫الماء من السقاء بل تعيين قدره مع اختلفّ أحوال الناس في اسإتعمال الماء‪.‬‬
‫)ورد ّ بأنه إن ثبت أنها(‪ :‬أي العادة )حق( لجريانها في زمنه صألى الله عليه‬
‫وسإّلم‪ ،‬أو بعده بل إنكار ول من الئمة‪) .‬فقد قام دليلها( من السنة أو الجماع‬
‫دت( قطعا فلم يتحقق بما‬ ‫فيعمل بها قطعا‪) .‬وإل( أي وإن لم يثبت حقيتها )ر ّ‬
‫ذكإر اسإتحسان مختلف فيه‪) .‬فإن تحقق اسإتحسان مختلف فيه فمن قال به‬
‫فقد شرع(‪ ،‬بالتخفيف‪ .‬وقيل بالتشديد أي وضع شرعا من قتل نفسه وليس له‬
‫ذلك لنه كإفر أو كإبيرة‪) .‬وليس منه(‪ :‬أي من السإتحسان المختلف فيه أن‬
‫تحقق )اسإتحسان الشافعي التحليف بالمصحف والخط في الكتابة( لشيء من‬
‫نجومها‪) .‬ونحوهما( كإاسإتحسانه في المتعة ثلثين درهما‪ ،‬وإنما قال ذلك لدلة‬
‫فقهية مبينة في محالها‪ ،‬ول ينكر التعبير به عن حكم ثبت بدليل‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬قول الصحابي(‪ :‬المجتهد )غير حجة على( صأحابي )آخر وفاقا و( على‬
‫)غيره( وكإتابعي )في الصأح(‪ ،‬لن قول الصحابي ليس حجة في نفسه‪،‬‬
‫والحتجاج به في الحكم التعبدي من حيث إنه من قبيل المرفوع لظهور أن‬
‫مستنده فيه التوقيف ل من حيث إنه قول صأحابي‪ ،‬وقيل قوله على غير‬
‫الصحابي حجة فوق القياس حتى يقدم عليه عند التعارض‪ ،‬وقيل حجة دون‬
‫القياس فيقدم القياس عليه‪ ،‬وقيل حجة إن انتشر من غير ظهور مخالف له‪،‬‬
‫لكنه حينئذ إجماع سإكوتي‪ ،‬فاحتجاج الفقهاء به من حيث إنه إجماع سإكوتي ل‬
‫من حيث إنه قول صأحابي‪ ،‬كإما لو وقع من مجتهد غير صأحابي قول باجتهاد‬
‫وسإكت عليه الباقون‪ ،‬وقيل حجة إن خالف القياس‪ ،‬وقيل قول الشيخين أبي‬
‫بكر وعمر حجة بخلفّ غيرهما‪ ،‬وقيل غير ذلك‪ .‬وعلى القول بأنه حجة لو‬
‫اختلف صأحابيان في مسألة فقولهما كإدليلين فيرجح أحدهما بمرجح‪) .‬والصأح(‬
‫ما عليه المحققون )أنه(‪ :‬أي الصحابي )ل يقلد( بفتح اللم أي‪ :‬ليس لغيره أن‬
‫يقلده لنه ل يوثق بمذهبه‪ ،‬إذ لم يدّون بخلفّ مذهب غيره من الئمة الربعة‬
‫وقيل يقلد بناء على جواز النتقال في المذاهب والتصريح بالترجيح من زيادتي‪.‬‬
‫دد )فلدليل ل تقليدا(‬
‫)أما وفاق الشافعي زيدا في الفرائض( حتى تردد حيث تر ّ‬
‫لزيد بأن وافق اجتهاده اجتهاده‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫)مسألة‪ :‬الصأح أن اللهام وهو( لغة إيقاع شيء في القلب )يطمئن له الصدر‬
‫يخص به الله( تعالى )بعض أصأفيائه غير حجة( إن ظهر )من غير معصوم(‪،‬‬
‫لعدم الثقة بخواطره لنه ل يأمن دسإيسة الشيطان فيها‪ .‬وقيل‪ :‬هو حجة في‬
‫ي صألى الله عليه وسإّلم‬
‫حقه فقط وقيل لدلة ل تجدي‪ ،‬أما من المعصوم كإالنب ّ‬
‫فهو حجة في حقه وحق غيره إذا تعلق بهم كإالوحي‪.‬‬

‫خاتمة‪ :‬للسإتدلل‬

‫)مبنى الفقه على( أربعة أمور‪ ،‬وإن لم يرجع أكإثره إليها إل بتكلف‪) .‬أن اليقين‬
‫ل يرفع( من حيث اسإتصحاب حكمه )بالشك(‪ ،‬بمعنى مطلق التردد‪ ،‬ومن‬
‫مسائله من تيقن الطهر وشك في الحدث يأخذ بالطهر‪) ،‬و( أن )الضرر يزال(‬
‫وجوبا‪ ،‬ومن مسائله وجوب رد ّ المغصوب وضمانه بالتلف‪) .‬و( أن )المشقة‬
‫تجلب التيسير(‪ ،‬ومن مسائله جواز القصر والجمع والفطر في السفر بشرطه‪.‬‬
‫)و( أن )العادة محكمة( بفتح الكافّ المشددة‪ ،‬أي‪ :‬المعمول بها شرعا‪ ،‬ومن‬
‫مسائله أقل الحيض وأكإثره‪ ،‬وزاد بعضهم على الربعة أن المور بمقاصأدها‪،‬‬
‫ومن مسائله وجوب النية في الطهر‪ ،‬ورجعه صأاحب الصأل في قواعده إلى‬
‫الول‪ ،‬فإن الشيء إذا لم يقصد اليقين عدم حصوله‪.‬‬

‫الكتاب السادس في التعادل والتراجيح‬

‫بين الدلة عند تعارضها وسإيأتي بيانهما‪) ،‬يمتنع تعادل قاطعين(‪ :‬أي تقابلهما بأن‬
‫يدل كإل منهما على منافي ما يدل عليه الخر إذ لو جاز ذلك لثبت مدلولهما‪،‬‬
‫فيجتمع المتنافيات فل وجود لقاطعين متنافيين عقليين أو نقليين أو عقلي‬
‫ونقلي‪ ،‬والكلم في النقليين حيث ل نسخ كإما يعلم مما سإيأتي‪) .‬ل( تعادل‬
‫)قطعي وظني نقليين(‪ .‬فل يمتنع لبقاء دللتيهما‪ ،‬وإن انتفى الظن عند القطع‬
‫بالنقيض لتقدم القطعي حينئذ‪ ،‬وخرج بالنقليين غيرهما‪ ،‬كإأن ظن أن زيدا في‬
‫الدار لكون مركإبه وخدمه ببابها ثم شوهد خارجها‪ ،‬فيمتنع تعادلهما لنتفاء دللة‬
‫الظني حينئذ‪ ،‬وعليه يحمل قول ابن الحاجب‪ :‬ل تعارض بين قطعي وظني‪.‬‬
‫)وكإذا أمارتان(‪ :‬ل يمتنع تعادلهما ولو بل مرجح لحداهما‪) .‬في الواقع في‬
‫الصأح(‪ :‬إذ لو امتنع لكان لدليل والصأل عدمه‪ ،‬وهذا ما عليه ابن الحاجب تبعا‬
‫للجمهور‪ ،‬وإن لم يصرحوا بقيد الواقع‪ ،‬وقيل يمتنع بل مرجح ورجحه الصأل‬
‫حذرا من التعارض في كإلم الشارع‪ ،‬وأجاب الول‪ :‬بأنه ل محذور في ذلك‪ ،‬أما‬
‫دده‪ ،‬وعلى الول )فإن‬ ‫تعارضهما في ذهن المجتهد فواقع قطعا وهو منشأ تر ّ‬
‫تعادلتا( ول مرجح )فالمختار التساقط(‪ ،‬كإما في تعارض البينتين‪ ،‬وقيل يخير‬
‫بينهما في العمل‪ ،‬وقيل يوقف عن العمل بواحدة منهما‪ ،‬وقيل يخير بينهما في‬
‫الواجبات ويتساقطان في غيرها‪ ،‬والترجيح من زيادتي‪) .‬وإن نقل عن مجتهد‬
‫قولن فإن تعاقبا فالمتأخر( منهما )قوله( المستمر والمتقدم مرجوع عنه‪.‬‬
‫)وإل(‪ :‬أي وإن لم يتعاقبا بأن قالهما معا‪) ،‬فما( أي فقوله المستمر منهما ما‬
‫)ذكإر فيه( المجتهد )مشعرا بترجيحه( على الخر كإقوله‪ :‬هذا أشبه وكإتفريعه‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫دد( بينهما فل ينسب إليه ترجيح‬
‫عليه‪) ،‬وإل(‪ :‬أي وإن لم يذكإر ذلك )فهو متر ّ‬
‫أحدهما‪ ،‬وفي معنى ذلك ما لو جهل تعاقبهما أو علم وجهل المتأخر أو نسي‪.‬‬
‫)ووقع( هذا التردد )للشافعي( رضي الله عنه )في بضعة عشر مكانا( سإتة‬
‫عشر أو سإبعة عشر‪ ،‬كإما تردد فيه القاضي أبو حامد المروروذي‪.‬‬

‫)ثم قيل(‪ :‬أي قال الشيخ أبو حامد السإفرايني في ترجيح أحد قولي الشافعي‬
‫المتردد بينهما‪) .‬مخالف أبي حنيفة( منهما )أرجح من موافقة(‪ ،‬فإن الشافعي‬
‫إما خالفه لدليل‪) .‬وقيل عكسه(‪ :‬أي موافقه أرجح وهو قول القفال‪ ،‬وصأححه‬
‫وته بتعدد قائله‪ ،‬ورد ّ بأن القوة إنما تنشأ من الدليل فلذلك قلت‬
‫النووي لق ّ‬
‫كإالصأل‪) .‬والصأح الترجيح بالنظر( فما اقتضى ترجيحه منهما فهو الراجح‪) ،‬فإن‬
‫وقف( عن الترجيح )فالوقف( عن الحكم برجحان واحد منهما‪) ،‬وإن لم يعرفّ‬
‫للمجتهد قول في مسألة لكن( يعرفّ له قول )في نظيرها فهو( أي قوله في‬
‫ح(‪ :‬أي خرجه الصأحاب فيها إلحاقا لها‬ ‫نظيرها‪) .‬قوله المخرج فيها في الصأ ّ‬
‫بنظيرها‪ ،‬وقيل ليس قول ً له فيها لحتمال أن يذكإر فرقا بين المسألتين لو‬
‫روجع في ذلك‪) .‬والصأح( على الول )ل ينسب( القول فيها )إليه مطلقا بل(‬
‫ينسب إليه )مقيدا( بأنه مخرج حتى ل يلتبس بالمنصوص‪ ،‬وقيل‪ :‬ل حاجة إلى‬
‫ص في نظير‬ ‫ص آخر للنظير(‪ :‬أي لن ّ‬
‫تقييده لنه جعل قوله‪) :‬ومن معارضة ن ّ‬
‫المسألة )تنشأ الطرق(‪ :‬وهي اختلفّ الصأحاب في نقل المذهب في‬
‫المسألتين‪ ،‬فمنهم من يقّرر النصين فيهما‪ ،‬ويفرق بينهما‪ ،‬ومنهم من يخرج نص‬
‫كإل منهما في الخرى فيحكي في كإل قولين منصوصأا ومخرجا‪ ،‬وعلى هذا‬
‫فتارة يرجح في كإل منهما نصها ويفرق بينهما‪ ،‬وتارة يرجح في أحدهما نصها‪،‬‬
‫وفي الخرى المخرج‪ ،‬ويذكإر ما يرجحه على نصها‪.‬‬

‫)والترجيح تقوية أحد الدليلين( بوجه من وجه الترجيح التي بعضها‪ ،‬فيكون‬
‫راجحا وتعبيري بالدليلين أولى من تعبيره بالطريقين‪) .‬والعمل بالراجح واجب(‪.‬‬
‫وبالمرجوح ممتنع سإواء أكإان الرجحان قطعيا أم ظنيا )في الصأح(‪ .‬وقيل‪ :‬ل‬
‫يجب إن كإان الرجحان ظنيا فل يعمل بواحد منهما لفقد المرجح القطعي‪ ،‬وقيل‬
‫يخير بينهما في العمل إن كإان الرجحان ظنيا‪) .‬ول ترجيح في القطعيات(‪ .‬إذ ل‬
‫تعارض بينها‪ ،‬وإل لجتمع المتنافيان كإما مر‪ ،‬وكإذا ل ترجيح في القطعي مع‬
‫الظني غير النقليين أخذا مما مر )والمتأخر( من النصين المتعارضين )ناسإخ(‬
‫للمتقدم منهما إن قبل النسخ آيتين كإانا أو خبرين أو آية وخبرا‪) .‬وإن نقل(‬
‫المتأخر )بالحاد(‪ ،‬فإنه ناسإخ فيعمل به لن دوامه بأن ل يعارض مظنون‪،‬‬
‫ولبعضهم احتمال بالمنع‪ ،‬لن الجواز يؤدي إلى إسإقاط المتواتر بالحاد في‬
‫ح أن العمل بالمتعارضين ولو من وجه( أو كإان أحدهما‬ ‫بعض الصور‪) .‬والصأ ّ‬
‫سإنة والخر كإتابا‪) .‬أولى من إلغاء أحدهما( بترجيح الخر عليه‪ ،‬وقيل ل فيصار‬
‫إلى الترجيح مثاله خبر‪» :‬أيما إهاب دبغ فقد طهر« مع خبر »ل تنتفعوا من‬
‫الميتة بإهاب ول عصب« الشامل للهاب المدبوغ وغيره‪ ،‬فحملناه على غير‬
‫المدبوغ الخاص به عند كإثير جمعا بين الدليلين‪ ،‬وتقدم بيان بسط الحمل في‬
‫آخر مبحث التخصيص )و( الصأح )أنه ل يقدم( في ذلك )الكتاب على السنة ول‬
‫عكسه(‪ :‬أي ول السنة على الكتاب‪ ،‬وقيل يقدم الكتاب لخبر معاذ المشتمل‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫على أنه يقضي كإتاب الله‪ ،‬فإن لم يجد فبسنة رسإول الله ورضى رسإول الله‬
‫بذلك‪ ،‬وقيل يقدم السنة لقوله تعالى‪} :‬لتبين للناس{ مثاله قوله صألى الله‬
‫عليه وسإّلم في البحر‪» :‬هو الطهور ماؤه الحل ميتته« مع قوله تعالى‪} :‬قل ل‬
‫ي محرما{ إلى قوله‪} :‬أو لحم خنزير{ وكإل منهما يشمل‬ ‫أجد فيما أوحي إل ّ‬
‫خنزير البحر‪ ،‬فحملنا الية على خنزير البر المتبادر إلى الذهان جمعا بين‬
‫الدليلين‪) .‬فإن تعذر العمل( بالمتعارضين بأن لم يمكن بينهما جمع‪) ،‬فإن‬

‫علم المتأخر( منهما في الواقع‪ :‬ولم ينس )فناسإخ( للمتقدم منهما‪) ،‬وإل( أي‪:‬‬
‫وإن لم يعلم ذلك بأن تقارنا أو جهل التأخر أو المتأخر أو علم ونسي‪) .‬رجع إلى‬
‫مرجح فإن تعذر فإن لم يتقارنا وقبل النسخ طلب( الناظر )غيرهما( لتعذر‬
‫العمل بواحد منهما‪ ،‬فإن لم يجد غيرهما توقف‪) ،‬وإل( بأن تقارنا ولم يقبل‬
‫النسخ )يخير( الناظر بينهما في العمل )إن تعذر الترجيح(‪ ،‬فإن لم يتعذر طلب‬
‫مرجحا والتقييد بقبول النسخ في صأورتي جهل المتأخر ونسيانه من زيادتي‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬يرجح بكثرة الدلة و( بكثرة )الرواة في الصأح(‪ ،‬لن كإثرة كإل منهما‬
‫تفيد القوة‪ ،‬وقيل ل كإالبينتين‪ ،‬وفرق بأن مقصود الشهادة فصل الخصومة لئل‬
‫تطول فضبطت بنصاب خاص بخلفّ الدليل‪ ،‬فإن مقصوده ظن الحكم‬
‫والمجتهد في مهلة النظر‪ ،‬وكإلما كإان الظن أقوى كإان اعتباره أولى‪) .‬وبعلو‬
‫ي صألى‬ ‫السإناد( في الخبار أي‪ :‬قلة الوسإائط بين الراوي للمجتهد‪ ،‬وبين النب ّ‬
‫الله عليه وسإّلم )وفقه الراوي ولغته ونحوه( لقلة احتمال الخطأ مع واحد من‬
‫الربعة بالنسبة إلى مقابلتها‪) .‬وورعه وضبطه وفطنته وإن روى( الخبر‬
‫)المرجوح باللفظ(‪ :‬والراجح بواحد مما ذكإر بالمعنى )ويقظته وعدم بدعته‬
‫وشهرة عدالته( لشدة الوثوق به مع واحد من الستة بالنسبة إلى مقابلتها‪.‬‬
‫)وكإونه مزكإى بالختبار( من المجتهد‪ ،‬فيرجح على المزكإى عنده بالخبار لن‬
‫العيان أقوى من الخبر‪) .‬أو( كإونه )أكإثر مزكإين ومعروفّ النسب قيل‬
‫ومشهوره( لشدة الوثوق به والشهرة زيادة في المعرفة‪ .‬والصأح ل ترجيح بها‪.‬‬
‫وقال الزركإشي‪ :‬القوى الول لن من ليس مشهور النسب قد يشاركإه ضعيف‬
‫في السإم‪) ،‬وصأريح التزكإية على الحكم بشهادته والعمل بروايته(‪ ،‬فيرجح خبر‬
‫من صأّرح بتزكإيته على خبر من حكم بشهادته‪ ،‬وخبر من عمل بروايته في‬
‫الجملة‪ ،‬لن الحكم والعمل قد يبنيان على الظاهر بل تزكإية‪) .‬وحفظ المروي(‬
‫فيرحجح مروي الحافظ له على مروي غيره الراوي له بنحو تلقين لعتناء الول‬
‫بمرويه‪) .‬وذكإر السبب( فيرجح الخبر المشتمل على سإببه على ما لم يشتمل‬
‫عليه لهتمام راوي الول به‪ ،‬ومحله في الخاصأين بقرينة ما يأتي في العامين‪.‬‬
‫ول على الحفظ فيما‬ ‫)والتعويل على الحفظ دون الكتابة(‪ ،‬فيرجح خبر المع ّ‬
‫ول على الكتابة لحتمال أن يزاد في كإتابه أو ينص منه‪،‬‬ ‫يرويه على خبر المع ّ‬
‫واحتمال النسيان والشتباه في الحافظ كإالعدم‪) .‬وظهور طريق روايته(‪،‬‬
‫كإالسماع بالنسبة إلى الجازة‪ ،‬فيرجح المسموع على المجاز‪ ،‬وقد مّر بيان‬
‫طرق الرواية ومراتبها آخر الكتاب‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫الثاني‪) .‬وسإماعه بل حجاب( ويرجح المسموع بل حجاب على المسموع من‬
‫وراء حجاب لمن الول من تطرق الخلل في الثاني‪) .‬وكإونه ذكإرا وحرا في‬
‫الصأح( فيهما فيرجح خبر كإل منهما على خبر غيره‪ ،‬لن الذكإر أضبط من غيره‬
‫في الجملة والحر لشرفّ منصبه يحترز عما ل يحترز عنه غيره‪ ،‬وقيل‪ :‬يرجح‬
‫ن أضبط فيها‪ ،‬وقيل ل‬ ‫ن‪ ،‬لنه ّ‬
‫خبر الذكإر في غير أحكام النساء بخلفّ أحكامه ّ‬
‫وبه الزركإشي في الولى والبرماوي فيهما‪.‬‬ ‫ترجيح بالذكإورية ول بالحرية‪ ،‬وصأ ّ‬
‫ونقله عن ابن السمعاني فيهما‪ ،‬ونقل عن غيره التفاق عليه في الولى وذكإر‬
‫الخلفّ في الثانية من زيادتي‪) .‬و( كإونه )من أكإابر الصحابة(‪ :‬أي رؤسإائهم‬
‫فيرجح خبر أحدهم على خبر غيره لشدة ديانتهم وقربهم مجلسا من النبّيصلى‬
‫الله عليه وسإّلم ‪) ،‬و( كإونه )متأخر السإلم( فيرجح خبره على خبر متقدم‬
‫السإلم‪) ،‬في الصأح( لظهور تأخر خبره‪ ،‬وقيل عكسه لن متقدم السإلم‬
‫لصأالته فيه أشد تحرزا من متأخره‪) .‬و( كإونه )متحمل ً بعد التكليف(‪ .‬ولو حال‬
‫الكفر لنه أضبط من المتحمل قبل التكليف‪) .‬وغير مدلس(‪ ،‬لن الوثوق به‬
‫أقوى منه بالمدلس المقبول‪ ،‬وتقدم بيانه في الكتاب الثاني‪) .‬وغير ذي اسإمين(‬
‫لن صأاحبهما يتطرق إليه الخلل بأن يشاركإه ضعيف في أحدهما‪) .‬ومباشرا(‬
‫لمرويه )وصأاحب الواقعة( المروية‪ ،‬لن كإل ً منهما أعرفّ بالحال من غيره‪،‬‬
‫فالّول كإخبر الترمذي عن أبي رافع‪» :‬أنه صألى الله عليه وسإّلم تزوج ميمونة‬
‫حلل ً قال‪ :‬وكإنت الرسإول بينهما« مع خبر الصحيحين عن ابن عباس‪» :‬أنه‬
‫صألى الله عليه وسإّلم تزّوج ميمونة وهو محرم«‪ .‬والثاني كإخبر أبي داود‪» :‬عن‬
‫ي صألى الله عليه وسإّلم ونحن حللن بسرفّ« مع خبر ابن‬ ‫ميمونة تزّوجني النب ّ‬
‫عباس المذكإور‪) .‬وراويا باللفظ( لسلمة المروي باللفظ من تطرق الخلل في‬
‫المروي بالمعنى‪) ،‬و( كإون الخبر )لم ينكره( الراوي )الصأل(‪ ،‬فيرجح خبر‬
‫الفرع الذي لم ينكره أصأله بأن قال‪ :‬ما رويته لن الظن الحاصأل من الول‬
‫أقوى‪ ،‬وتعبيري بما‬

‫ذكإر أوضح من قوله ولم ينكره راوي الصأل‪.‬‬


‫)‬

‫و( كإونه )في الصحيحين(‪ :‬أو في أحدهما‪ ،‬لنه أقوى من الصحيح في غيرهما‪،‬‬
‫وإن كإان على شرطهما لتلقي المة لهما بالقبول‪) .‬والقول فالفعل فالتقرير(‬
‫فيرجح الخبر الناقل‪ ،‬لقول النبي على الناقل لفعله والناقل لفعله على الناقل‬
‫لتقريره‪ ،‬لن القول أقوى في الدللة على التشريع من الفعل لن الفعل‬
‫محتمل للتخصيص به صألى الله عليه وسإّلم‪ ،‬وهو أقوى من التقرير لنه وجودي‬
‫محض‪ ،‬والتقرير محتمل لما ل يحتمله الفعل‪) .‬ويرجح الفصيح( على غيره‬
‫لتطرق الخلل إلى غيره باحتمال أن يكون مرويا بالمعنى‪) ،‬وكإذا زائد الفصاحة(‬
‫على الفصيح )في قول( مرجوح‪ ،‬لنه صألى الله عليه وسإّلم أفصح العرب فيبعد‬
‫نطقه بغير الفصح فيكون مرويا بالمعنى فيتطرق إليه الخلل‪ ،‬والصأح ل لنه‬
‫صألى الله عليه وسإّلم ينطق بالفصح والفصيح‪ ،‬ل سإيما إذا خاطب به من ل‬
‫يعرفّ غيره‪ ،‬وقد كإان يخاطب العرب بلغاتهم‪) .‬و( يرجح )المشتمل على‬
‫زيادة( على غيره )في الصأح( لما فيه من زيادة العلم‪ ،‬وقيل يرجح القل‪ ،‬وبه‬
‫أخذ الحنفية لتفاق الدليلين عليه كإخبر التكبير في العيد سإبعا مع خبر التكبير‬
‫فيه أربعا رواهما أبو داود‪ .‬والولىمنه عندهم للفتتاح وذكإر الخلفّ في هذه من‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫زيادتي‪) .‬والوارد بلغة قريش(‪ :‬لن الوارد بغيرها يحتمل أن يكون مرويا‬
‫بالمعنى فيتطرق إليه الخلل‪) .‬والمدني( على المكي لتأخره عنه‪ ،‬والمدني ما‬
‫ورد بعد الهجرة والمكي قبلها‪ ،‬وهذا أولى من القول بأن المدني ما نزل‬
‫بالمدينة‪ ،‬والمكي ما نزل بمكة‪) .‬والمشعر بعلوّ شأن النبي صألى الله عليه‬
‫وسإّلم( لتأخره عما لم يشعر بذلك ‪) .‬وما( ذكإر )فيه الحكم مع العلة( على ما‬
‫فيه الحكم فقط‪ ،‬لن الول أقوى في الهتمام بالحكم من الثاني كإخبر البخاري‪:‬‬
‫دل دينه فاقتلوه« مع خبر الصحيحين‪» :‬أنه صألى الله عليه وسإّلم نهى‬‫»من ب ّ‬
‫دة‬
‫ّ‬ ‫الر‬ ‫بوصأف‬ ‫الول‬ ‫في‬ ‫الحكم‬ ‫نيط‬ ‫والصبيان«‪.‬‬ ‫النساء‬ ‫قتل‬ ‫عن‬

‫المناسإب ول وصأف في الثاني‪ ،‬لحملنا النساء فيه على الحربيات‪.‬‬

‫)وما قدم فيه ذكإرها عليه( أي ذكإر العلة على الحكم على عكسه )في الصأح(‪،‬‬
‫لنه أدل على ارتباط الحكم بالعلة من عكسه‪ ،‬وقيل عكسه لن الحكم إذا تقدم‬
‫تطلب نفس السامع العلة‪ ،‬فإذا سإمعتها ركإنت ولم تطلب غيرها‪ ،‬والوصأف إذا‬
‫تقدم تطلب النفس الحكم فإذا سإمعته قد تكتفي في علته بالوصأف المتقدم إذا‬
‫كإان شديد المناسإبة كإما في }والسارق{ الية‪ .‬وقد ل تكتفي به بل تطلب علة‬
‫غيره كإما في‪} :‬إذا قمتم إلى الصلة فاغسلوا{ الية‪ .‬فيقال تعظيما للمعبود‪.‬‬
‫)وما فيه تهديد أو تأكإيد( على الخالي عن ذلك‪ ،‬فالول كإخبر البخاري عن عمار‪:‬‬
‫»من صأام يوم الشك فقد عصى أبا القاسإم صألى الله عليه وسإّلم«‪ .‬فيرجح‬
‫على الخبار المرغبة في صأوم النفل والثاني كإخبر أبي داود‪» :‬أيما امرأة نكحت‬
‫نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل« مع خبر‬
‫مسلم‪» :‬اليم أحق بنفسها من وليها«‪) .‬والعام( عموما )مطلقا على( العام‬
‫)ذي السبب إل في السبب(‪ ،‬لن الثاني باحتمال إرادة قصره على السبب كإما‬
‫وة إل في صأورة السبب فهو فيها أقوى لنها‬ ‫قيل بذلك دون المطلق في الق ّ‬
‫ي( كإمن وما الشرطيتين‬ ‫قطعية الدخول على الصأح كإما مر‪) .‬والعام الشرط ّ‬
‫)على النكرة المنفية في الصأح(‪ ،‬لفادته التعليل دونها‪ ،‬وقيل العكس لبعد‬
‫وة عمومها دونه‪ ،‬ويؤخذ من ذلك ترجيح النكرة الواقعة في‬ ‫التخصيص فيها بق ّ‬
‫سإياق الشرط على الواقعة في سإياق النفي‪) .‬وهي على الباقي( من صأيغ‬
‫العموم كإالمعّرفّ باللم أو الضافة لنها أقوى منه في العموم‪ ،‬لنها تدل عليه‬
‫بالوضع في الصأح كإما مّر‪ ،‬وهو إنما يدل عليه بالقرينة اتفاقا‪) .‬والجمع‬
‫المعّرفّ( باللم أو الضافة‪) .‬على من وما( غير الشرطيتين كإالسإتفهاميتين‪،‬‬
‫لنه أقوى منهما في العموم لمتناع أن يخص إلى الواحد دونهما على الصأح في‬
‫كإل منهما كإما مّر‪.‬‬

‫)وكإلها( أي الجمع المعرفّ ومن وما )على الجنس المعرفّ( باللم أو الضافة‬
‫لحتماله العهد بخلفّ من وما فل يحتملنه‪ ،‬وبخلفّ الجمع المعّرفّ فيبعد‬
‫احتماله له‪) .‬وما لم يخص( على ما خص لضعف الثاني بالخلفّ في حجيته‬
‫بخلفّ الول‪ ،‬ولن الثاني مجاز‪ ،‬والول حقيقة وهي مقدمة عليه قطعا‪ .‬وقال‪:‬‬
‫ي الهندي‪ ،‬وعندي عكسه لن ما خص من العام هو الغالب‬ ‫الصأل كإالصف ّ‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫والغالب أولى من غيره‪) .‬والقل تخصيصا( على الكإثر تخصيصا لن الضعف‬
‫في القل دونه في الكإثر‪) .‬والقتضاء فاليماء فالشارة(‪ ،‬لن المدلول عليه‬
‫بالول مقصود يتوقف عليه الصدق أو الصحة‪ ،‬وبالثاني مقصود ل يتوقف عليه‬
‫ذلك‪ ،‬وبالثالث غير مقصود كإما علم ذلك من محله‪ ،‬فيكون كإل منها أقوى دللة‬
‫مما بعده‪ ،‬وترجيح الثاني على الثالث من زيادتي‪) .‬ويرجحان(‪ :‬أي اليماء‬
‫والشارة )على المفهومين(‪ :‬أي الموافقة والمخالفة‪ ،‬لن دللة الولين في‬
‫محل النطق بخلفّ المفهومين‪) ،‬وكإذا الموافقة على المخالفة( في الصأح‬
‫لضعف الثاني بالخلفّ في حجيته بخلفّ الول‪ ،‬وقيل عكسه لن الثاني يفيد‬
‫تأسإيسا بخلفّ الول‪) ،‬و( كإذا )الناقل عن الصأل(‪ :‬أي البراءة الصألية على‬
‫المقرر له في الصأح‪ ،‬لن الول فيه زيادة على الصأل بخلفّ الثاني‪ ،‬وقيل‬
‫در تأخر المقرر للصأل ليفيد تأسإيسا كإما أفاده الناقل فيكون‬ ‫عكسه بأن يق ّ‬
‫س ذ َكإ ََره ُ فليتوضأ« مع خبره‪» :‬أنه‬
‫نم ّ‬‫م ْ‬
‫ناسإخا له مثال ذلك خبر الترمذي‪َ » :‬‬
‫صألى الله عليه وسإّلم سإأله رجل مس ذكإره أعليه وضوء قال ل إنما هو بضعة‬
‫منك«‪) .‬و(كإذا )المثبت( على النافي )في الصأح(‪ ،‬لما مّر‪ ،‬وقيل عكسه‪ ،‬وقيل‬
‫هما سإواء وقيل غير ذلك‪) ،‬والخبر( المتضمن للتكليف على النشاء لن الطلب‬
‫به لتحقق وقوع معناه أقوى من النشاء‪ ،‬فإن اتفق الدليلن خبرا أو إنشاء‬
‫)فالحظر( على اليجاب لنه لدفع المفسدة واليجاب لجلب المصلحة والعتناء‬
‫بدفع المفسدة أشد‪) ،‬فاليجاب( على الكراهة‬

‫للحتياط‪) ،‬فالكراهة( على الندب لدفع اللوم )فالندب( على الباحة للحتياط‬
‫بالطلب )فالباحة في الصأح في بعضها( وهو تقديم كإل من الحظر واليجاب‬
‫والندب على الباحة‪ ،‬وقيل العكس في الثلث لعتضاد الباحة بالصأل‪ ،‬وقيل‬
‫هما سإواء في الولى والقياس مجيئه في الباقيتين‪ ،‬ويحتمل خلفه‪ ،‬وذكإر‬
‫الخلفّ في الثانية مع تقديم اليجاب على الكراهة من زيادتي‪) .‬و( الخبر‬
‫)المعقول معناه( على ما لم يعقل معناه لن الول أدعى للنقياد وأفيد بالقياس‬
‫عليه‪) .‬وكإذا نافي العقوبة( هو أعم من قوله‪ :‬ونافي الحد على الموجب لها في‬
‫الصأح لما في الول من اليسر وعدم الحرج الموافق لقوله تعالى‪} :‬يريد الله‬
‫بكم اليسر{‪} ،‬ما جعل عليكم في الدين من حرج{ وقيل‪ :‬عكسه لفادة‬
‫الموجب التأسإيس بخلفّ النافي‪) .‬و( كإذا الحكم )الوضعي( أي مثبته )على(‬
‫مثبت )التكليفي في الصأح(‪ ،‬لن الول ل يتوقف على الفهم والتمكن من الفعل‬
‫بخلفّ الثاني وقيل عكسه لترتب الثواب على التكليفي دون الوضعي‪) .‬و(‬
‫الدليل )الموافق دليل ً آخر( على ما لم يوافقه‪ ،‬لن الظن في الموافق أقوى‪.‬‬
‫)وكإذا( الموافق )مرسإل ً أو صأحابيا أو أهل المدينة أو الكإثر( من العلماء على‬
‫ما لم يوافق واحد مما ذكإر )في الصأح( لذلك‪ .‬وقيل ل يرجح بواحد من ذلك‬
‫لنه ليس بحجة‪ ،‬وقيل إنما يرجح بموافق الصحابي إن كإان الصحابي قد ميزه‬
‫نص فيما فيه الموافقة من أبواب الفقه كإزيد في الفرائض‪ ،‬وقيل غير ذلك‪.‬‬

‫)ويرجح( كإما قال الشافعي فيما إذا وافق كإل من الدليلين صأحابيا‪ ،‬وقد ميز‬
‫ي(‬
‫النص أحد الصحابيين فيما ذكإر‪) .‬موافق زيد في الفرائض فمعاذ( فيها )فعل ّ‬
‫ي( في تلك الحكام‪ ،‬فالمتعارضان في‬ ‫فيها )ومعاذ في أحكام غير الفرائض فعل ّ‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫مسألة في الفرائض يرجح منهما الموافق لزيد‪ ،‬فإن لم يكن له فيها قول‬
‫ي‪ ،‬والمتعارضان في‬ ‫فالموافق لمعاذ‪ ،‬فإن لم يكن له فيها قول فالموافق لعل ّ‬
‫مسألة في غير الفرائض يرجح منهما الموافق لمعاذ‪ ،‬فإن لم يكن له فيها قول‬
‫ي‪ ،‬وذلك لخبر‪» :‬أفرضكم زيد‪ ،‬وعلمكم بالحلل والحرام معاذ‪،‬‬ ‫فالموافق لعل ّ‬
‫ي« فقوله أفرضكم زيد على عمومه‪ .‬وقوله‪ :‬وأعلمكم بالحلل‬ ‫وأقضاكإم عل ّ‬
‫ي واللفظ في‬ ‫والحرام معاذ يعني في غير الفرائض وكإذا قوله‪ :‬وأقضاكإم عل ّ‬
‫معاذ أصأرح منه في علي فقدم عليه مطلقا‪) .‬والجماع على النص( لنه يؤمن‬
‫فيه النسخ بخلفّ النص‪) .‬وإجماع السابقين( على إجماع غيرهم فيرجح إجماع‬
‫الصحابة على إجماع من بعدهم من التابعين وغيرهم‪ ،‬وإجماع التابعين على‬
‫إجماع من بعدهم‪ ،‬وهكذا لشرفّ السابقين لقربهم من النبي صألى الله عليه‬
‫وسإّلم ولخبر‪» :‬خير القرون قرني ثم الذين يلونهم«‪ .‬وتعبيري كإالبرماوي‬
‫بالسابقين أعم من تعبير الصأل بالصحابة‪) .‬وإجماع الكل( الشامل للعوام(‬
‫على ما خالف فيه العوام(‪ ،‬لضعف الثاني بالخلفّ في حجيته على ما حكاه‬
‫المدي‪) .‬و( الجماع )المنقرض عصره على غيره( لضعف الثاني بالخلفّ في‬
‫حجتيه‪) .‬وكإذا ما( أي الجماع الذي )لم يسبق بخلفّ( على غيره )في الصأح(‬
‫لذلك‪ ،‬وقيل عكسه لزيادة اطلع المجمعين في الثاني على المآخذ‪ ،‬وقيل هما‬
‫سإواء‪) .‬والصأح تساوي المتواترين من كإتاب وسإنة(‪ .‬وقيل‪ :‬يرجح الكتاب عليها‬
‫لنه أشرفّ منها‪ ،‬وقيل ترجح السنة عليه لقوله تعالى‪} :‬لتبين للناس ما نزل‬
‫إليهم{ أما المتواتران من السنة فمتساويان قطعا كإاليتين‪) .‬ويرجح القياس(‬
‫وة دليل حكم الصأل(‪ ،‬كإأن يدل في أحد القياسإين‬ ‫على قياس آخر )بق ّ‬
‫بالمنطوق‪ ،‬وفي الخر بالمفهوم‪ ،‬أو‬

‫يكون في أحدهما قطعيا‪ ،‬وفي الخر ظنيا لقوة الظن بقوة الدليل‪) .‬وكإونه(‪ :‬أي‬
‫القياس )على سإنن القياس أي فرعه من جنس أصأله( فيرجح على قياس ليس‬
‫كإذلك‪ ،‬لن الجنس بالجنس أشبه فقياسإنا ما دون أرش الموضحة على أرشها‬
‫حتى تحمله العاقلة مقدم على قياس الحنفية له على غرامات الموال حتى ل‬
‫تتحمله‪) .‬وكإذا( ترجح علة )ذات أصألين( مثل ً بأن علل بها‪) .‬على ذات أصأل(‬
‫في الصأح‪ ،‬وقيل ل كإالخلفّ في الترجيح بكثرة الدلة مثاله وجوب الضمان بيد‬
‫المستام عللناه بأنه أخذ العين لغرضه بل اسإتحقاق‪ ،‬كإما علل به وجوب الضمان‬
‫بيد الغاصأب ويد المستعير‪ ،‬وعلله الحنفية بأنه أخذها ليتملكها ولم يعلل به نظير‬
‫ذلك‪) .‬و( كإذا ترجح علة )ذاتية( للمحل كإالطعم والسإكار‪) .‬علي( علة‬
‫)حكمية(‪ ،‬كإالحرمة والنجاسإة في الصأح‪ ،‬لن الذاتية ألزم‪ ،‬وقيل عكسه لن‬
‫الحكم بالحكم أشبه‪) .‬و( كإذا )كإونها أقل أوصأافا في الصأح(‪ ،‬لن القليلة أسإلم‬
‫وقيل عكسه لن الكثيرة أكإثر شبها‪) .‬و( ترجح )المقتضية احتياطا في فرض(‪،‬‬
‫لنها أنسب به مما ل تقتضيه‪ ،‬وذكإر الفرض لنه محل الحتياط‪ ،‬إذ ل يحتاط في‬
‫الندب وإن احتيط به كإما مّر‪ ،‬هذا مع أن الحتياط قد يجري في غير الفرض‪،‬‬
‫ن له غسلة‬ ‫كإما إذا شك هل غسل وجهه في الوضوء ثلثا أو اثنتين فإنه يس ّ‬
‫أخرى وإن احتمل كإونها رابعة احتياطا‪) .‬وعامة الصأل( بأن يوجد في جميع‬
‫جزئياته‪ ،‬لنها أكإثر فائدة مما ل يعم كإالطعم الذي هو علة عندنا في باب الربا‪،‬‬
‫فإنه موجود في البر مثل ً قليله وكإثيره‪ ،‬بخلفّ القوت الذي هو علة عند الحنفية‬
‫فل يوجد في قليله‪ ،‬فجوزوا بيع الحفنة منه بالحفنتين‪) .‬و( ترجح العلة )المتفق‬
‫على تعليل أصألها( المأخوذة منه لضعف مقابلها بالخلفّ فيه‪) .‬و( العلة‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫)الموافقة لصأول( شرعية )على الموافقة لواحد(‪ ،‬لن الولى أقوى بكثرة ما‬
‫يشهد لها‪) .‬وكإذا( ترجح العلة )الموافقة لعلة أخرى( في الصأح‪ ،‬وقيل ل‬
‫كإالخلفّ في الترجيح بكثرة الدلة والترجيح من زيادتي )وما( أي‪:‬‬

‫وكإذا القياس الذي )ثبتت علته بإجماع فنص قطعيين فظنيين(‪ :‬أي بإجماع‬
‫قطعي فنص قطعي فإجماع ظني فنص ظني )في الصأح(‪ ،‬لن النص يقبل‬
‫النسخ بخلفّ الجماع وقيل عكسه‪ ،‬لن النص أصأل للجماع لن حجيته إنما‬
‫ثبتت به‪) .‬فإيماء فسبر فمناسإبة فشبه فدوران وقيل دوران فمناسإبة(‪ ،‬وما‬
‫قبلها وما بعدها كإما مر‪ ،‬فكل من المعطوفات دون ما قبله‪ ،‬ورجحان كإل من‬
‫اليماء‪ ،‬والمناسإبة على ما يليه ظاهر من تعاريفها السابقة‪ ،‬ورجحان السير‬
‫على المناسإبة بما فيه من إبطال ما ل يصلح للعلية والشبه على الدوران بقربه‬
‫من المناسإبة‪ ،‬ومن رجح الدوران عليها قال‪ :‬لنه يفيد اطراد العلة وانعكاسإها‬
‫بخلفّ المناسإبة‪ ،‬ورجحان الدوران أو الشبه على بقية المسالك يؤخذ من‬
‫تعاريفها‪ ،‬وما ذكإر هنا يغني عما صأرح به الصأل من الترجيح بالقطع بالعلة أو‬
‫الظن الغلب‪ ،‬ويكون مسلكها أقوى )و( يرجح )قياس المعنى على( قياس‬
‫)الدللة( لشتمال الول على المعنى المناسإب‪ ،‬والثاني على لزمه أو أثره أو‬
‫حكمه كإما علم ذلك في مبحث الطرد‪ ،‬وفي خاتمة القياس‪) .‬وكإذا( يرجح )غير‬
‫المركإب عليه(‪ :‬أي على المركإب )في الصأح إن قبل(‪ :‬أي المركإب لضعفه‬
‫بالخلفّ في قبوله المذكإور في مبحث حكم الصأل‪ ،‬وقيل عكسه لقوة المركإب‬
‫باتفاق الخصمين على حكم الصأل فيه‪) .‬و( يرجح )الوصأف الحقيقي فالعرفي‬
‫فالشرعي(‪ :‬لن الحقيقي ل يتوقف على شيء بخلفّ العرفي والعرفي متفق‬
‫عليه بخلفّ الشرعي كإما مر‪) .‬الوجودي( مما ذكإر‪) .‬فالعدمي قطعا البسيط(‬
‫منه )فالمركإب في الصأح( لضعف العدمي والمركإب بالخلفّ فيهما‪ ،‬وقيل‬
‫المركإب فالبسيط‪ ،‬وقيل هما سإواء وذكإر الخلفّ من زيادتي‪.‬‬
‫)‬

‫والباعثة على المارة( لظهور مناسإبة الباعثة و)المطردة المنعكسة( على‬


‫المطردة فقط لضعف الثانية بالخلفّ فيها‪) .‬فالمطردة( فقط )على‬
‫المنعكسة( فقط‪ ،‬لن ضعف الثانية بعدم الطراد أشد ّ من ضعف الولى بعدم‬
‫النعكاس‪) .‬وكإذا( ترجح )المتعدية( على القاصأرة في الصأح لنها أفيد باللحاق‬
‫بها‪ ،‬وقيل عكسه‪ ،‬لن الخطأ في القاصأرة أقل‪ ،‬وقيل هما سإواء لتساويهما فيما‬
‫ينفردان به من اللحاق في المتعدية وعدمه في القاصأرة‪) .‬و( كإذا يرجح )الكإثر‬
‫فروعا( من المتعديتين على القل فروعا )في الصأح(‪ .‬وقيل عكسه كإما في‬
‫المتعدية والقاصأرة ول يأتي التساوي هنا لنتفاء علته‪ ،‬والترجيح في المسألتين‬
‫من زيادتي‪) .‬و( يرجح )من الحدود السمعية( أي الشرعية )العرفّ على‬
‫الخفى( منها‪ ،‬لن الول أفضى إلى مقصود التعريف من الثاني‪) .‬والذاتي على‬
‫العرضي(‪ ،‬لن التعريف بالول يفيد كإنه الحقيقة بخلفّ الثاني‪) .‬والصريح( من‬
‫وز أو اشتراكّ لتطرق الخلل إلى التعريف بالثاني‪) .‬وكإذا(‬
‫اللفظ على غيره بتج ّ‬
‫ص مطلقا )في الصأح(‪ ،‬لن التعريف بالعم أفيد لكثرة‬ ‫َ‬
‫يرجح )العم( على الخ ّ‬
‫المسمى فيه‪ ،‬وقيل عكسه أخذا بالمحقق في المحدود‪ ،‬وذكإر لخلفّ من‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫زيادتي‪ ،‬أما العم والخص من وجه فالظاهر فيهما التساوي‪) .‬و( يرجح )موافق‬
‫نقل السمع واللغة(‪ ،‬لن التعريف بما يخالفهما إنما يكون لنق عنهما والصأل‬
‫عدمه‪) .‬و( يرجح )ما( أي الحد الذي )طريق اكإتسابه أرجح( من طريق اكإتساب‬
‫حد ّ آخر‪ ،‬لن الظن بصحته أقوى منه بصحة الخر‪ ،‬إذ الحدود السمعية مأخوذة‬
‫وة والضعف‪) .‬والمرجحات ل تنحصر( فيما ذكإر‬ ‫من النقل وطرق النقل تقبل الق ّ‬
‫وته وسإبق كإثير منها منه تقديم بعض مفاهيم‬ ‫ن(‪ :‬أي ق ّ‬
‫هنا )ومثارها غلبة الظ ّ‬
‫المخالفة على بعض وبعض ما يخل بالفهم على بعض كإالمجاز على الشتراكّ‪،‬‬
‫وتقديم المعنى الشرعي على العرفي‪ ،‬والعرفي على اللغوي في خطاب‬
‫الشارع‪ ،‬ومن غيره أرجحية ما يرجح به من التقديم بالتزكإية بالحكم بشهادة‬
‫الراوي على التزكإية‬

‫بالعمل بروايته‪ ،‬وتقديم من علم أنه عمل برواية نفسه على من علم أنه لم‬
‫يعمل أو لم يعلم أنه عمل‪.‬‬

‫الكتاب السابع في الجتهاد‬


‫المراد عند الطلق أعني الجتهاد في الفروع‪) .‬وما معه( من التقليد وأدب‬
‫الفتيا وعلم الكلم المفتتح بمسألة التقليد في أصأول الدين المختتم بما يناسإبه‬
‫وفّ‪) ،‬الجتهاد( لغة افتعال من الجهد بالفتح والضم وهو الطاقة‬ ‫من خاتمة التص ّ‬
‫والمشقة واصأطلحا‪) .‬اسإتفراغ الفقيه الوسإع(‪ ،‬بأن يبذل تمام طاقته في نظره‬
‫ن بالحكم(‪ :‬أي من حيث إنه فقيه فل حاجة إلى قول‬ ‫في الدلة‪) .‬لتحصيل الظ ّ‬
‫ابن الحاجب شرعي‪ ،‬فخرج اسإتفراغ غير الفقيه واسإتفراغ الفقيه لتحصيل‬
‫قطع بحكم عقلي‪ ،‬والفقيه في الحد بمعنى المتهيىء للفقه مجازا شائعا‪،‬‬
‫ويكون بما يحصله فقيها حقيقة‪ ،‬ولذا قلت كإالصأل‪) .‬والمجتهد الفقيه(‪ ،‬كإما‬
‫قالوا الفقيه المجتهد لن ما صأدقهما واحد )وهو(‪ :‬أي المجتهد أو الفقيه الصادق‬
‫به )البالغ(د لن غيره لم يكمل عقله حتى يعتبر قوله‪) :‬العاقل(‪ ،‬لن غيره ل‬
‫تمييز له يهتدى به لما يقوله حتى يعتبر )أي ذو ملكة(‪ :‬أي هيئة راسإخة في‬
‫النفس‪) .‬يدركّ بها المعلوم( أي ما من شأنه أن يعلم‪) .‬فالعقل( هو هذه‬
‫)الملكة في الصأح(‪ .‬وقيل‪ :‬هو نفس العلم أي الدراكّ ضروريا كإان أو نطريا‪،‬‬
‫وقيل هو العلم الضروري فقط‪ ،‬وبعضهم عبر ببعض العلوم الضرورية وهو‬
‫الولى‪ ،‬لئل يلزم أن من فقد العلم بمدركّ لعدم الدراكّ غير عاقل‪) .‬فقيه‬
‫النفس(‪ :‬أي شديد الفهم بالطبع لمقاصأد الكلم‪ ،‬لن غيره ل يتأتى منه‬
‫السإتنباط المقصود بالجتهاد‪) .‬وإن أنكر القياس(‪ ،‬فل يخرج بإنكاره عن فقاهة‬
‫ي فيخرج بإنكاره‬ ‫النفس‪ ،‬وقيل يخرج فل يعتبر قوله‪ ،‬وقيل ل يخرج إل الجل ّ‬
‫لظهور جموده‪) .‬العارفّ بالدليل العقلي(‪ :‬أي البراءة الصألية والتكليف به في‬
‫الحجية‪ ،‬كإما مر أن اسإتصحاب العدم الصألي حجة فيتمسك به إلى أن يصرفّ‬
‫عنه دليل شرعي )ذو الدرجة الوسإطى عربية( من لغة ونحو‬

‫وصأرفّ ومعان وبيان‪ ،‬وإن كإان أقسام العربية أكإثر من ذلك كإما بينتها في‬
‫ول أعانني الله على إكإمالها‪) .‬وأصأولً( للفقه‪) .‬ومتعلقا للحكام(‪،‬‬
‫حاشية المط ّ‬
‫بفتح اللم أي ما تتعلق هي به بدللته عليها‪) .‬من كإتاب وسإنة وإن لم يحفظ(‪:‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫أي المتوسإط في هذه العلوم‪) .‬متنا لها(‪ .‬وذلك ليتأتى له السإتنباط المقصود‬
‫بالجتهاد‪ ،‬أما علمه بآيات الحكام وأخبارها أي مواقعها وإن لم يحفظها فلنها‬
‫المستنبط منه‪ ،‬وأما علمه بالصأل فلنه يعرفّ به كإيفية السإتنباط وغيرها مما‬
‫يحتاج إليه فيه‪ ،‬وأما علمه بالباقي فلنه ل يفهم المراد من المستنبط منه إل به‪،‬‬
‫لنه عربي بليغ‪ ،‬وبالغ التقي السبكي فلم يكتف بالتوسإط في تلك العلوم حيث‬
‫قال كإما نقله الصأل عنه‪ :‬المجتهد من هذه العلوم ملكة له‪ ،‬وأحاط بمعظم‬
‫وة يفهم بها مقصود الشارع‪) .‬ويعتبر‬ ‫قواعد الشرع ومارسإها بحيث اكإتسب ق ّ‬
‫للجتهاد( ل ليكون صأفة للمجتهد‪) ،‬كإونه خبيرا بمواقع الجماع(‪ ،‬وإل فقد يخرقه‬
‫بمخالفته وخرقه حرام كإما مّر ل عبرة به‪ ،‬ول يشترط حفظ مواقعه‪ ،‬بل يكفي‬
‫أن يعرفّ أن ما اسإتنبطه ليس مخالفا للجماع بأن يعلم موافقته لعالم أو يظن‬
‫أن واقعته حادثة لم يسبق فيها لحد من العلماء كإلم‪) .‬والناسإخ والمنسوخ(‪:‬‬
‫لتقدم الول على الثاني لنه إذا لم يكن خبيرا بهما قد يعكس‪) .‬وأسإباب‬
‫النزول(‪ ،‬إذ الخبرة بها ترشد إلى فهم المراد )والمتواتر والحاد(‪ ،‬لتقدم الول‬
‫على الثاني‪ ،‬لنه إذا لم يكن خبيرا بهما قد يعكس‪ ،‬وتعبيري بذلك أولى من‬
‫قوله‪ :‬وشرط المتواتر والحاد كإما بينته في الحاشية‪) .‬والصحيح وغيره(‪ :‬من‬
‫حسن وضعيف ليقدم كإل ً من الولين على ما بعده‪ ،‬لنه إذا لم يكن خبيرا بذلك‬
‫قد يعكس‪) .‬وحال الرواة( في القبول‪ ،‬والرد ليقدم كإل ً من الولين على ما‬
‫بعده‪ ،‬لنه ءذا لم يكن خبيرا بذلك قد يعكس‪) .‬وحال الرواة( في اقبلو‪ ،‬والرد‬
‫ليقدم المقبول على المردود مطلقا‪ ،‬والكإبر والعلم من الصحابة على غيرهما‬
‫في متعارضين‪ ،‬لنه إذا لم يكن‬

‫خبيرا بذلك قد يعكس‪) .‬ويكفي( في الخبرة بحال الرواة )في زمننا الرجوع‬
‫لئمة ذلك( من المحدثين كإالمام أحمد والبخاري ومسلم‪ ،‬فيعتمد عليهم في‬
‫التعديل والتجريح لتعذرهما في زمننا إل بواسإطة‪ ،‬وهم أولى من غيرهم‪،‬‬
‫والمراد بخبرته بالمذكإورات خبرته بها في الواقعة المجتهد فيها ل في جميع‬
‫الوقائع‪.‬‬
‫)‬

‫ول يعتبر( ل في الجتهاد ول في المجتهد )علم الكلم(‪ :‬لمكان اسإتنباط من‬


‫يجزم بعقيدة السإلم تقليدا كإما يعلم مما سإيأتي‪) .‬و( ل )تفاريع الفقه(‪ ،‬لنها‬
‫إنما تمكن بعد الجتهاد فكيف تعتبر فيه‪) .‬و( ل )الذكإورة والحّرية(‪ :‬لجواز أن‬
‫ن ناقصات عقل‪ ،‬وكإذا العبيد بأن ينظروا حال‬ ‫وة الجتهاد وإن كإ ّ‬‫يكون للنساء ق ّ‬
‫التفرغ من خدمة السادة‪) .‬وكإذا العدالة( ل تعتبر فيه )في الصأح(‪ ،‬لجواز أن‬
‫وة الجتهاد‪ ،‬وقيل يعتبر ليعتمد على قوله‪ :‬وتعقب بأنه ل تخالف‬ ‫يكون للفاسإق ق ّ‬
‫بين القولين إذ اعتبار العدالة لعتماد‪ .‬قوله‪ :‬ل ينافي عدم اعتبارها لجتهاده‪ ،‬إذ‬
‫الفاسإق يعمل باجتهاد نفسه‪ ،‬وإن لم يعتمد قوله اتفاقا‪ ،‬ويجاب بأنها اعتبرت‬
‫بالنسبة لغيره‪ ،‬أما المفتي فيعتبر فيه العدالة لنه أخص فشرطه أغلظ‪.‬‬
‫)وليبحث عن المعارض(‪ :‬كإالمخصص والمقيد والناسإخ‪ ،‬والقرينة الصارفة للفظ‬
‫عن ظاهره ليسلم ما يستنبطه من تطرق الخدش إليه لو لم يبحث‪ ،‬وهذا أولى‬
‫ل واجب ليوافق ما مر من أنه يتمسك بالعام قبل البحث عن المخصص على‬
‫الصأح‪ ،‬ومن أنه يجب اعتقاد الوجوب بصيغة افعل قبل البحث عما يصرفها‬
‫عنه‪ .‬وزعم الزركإشي ومن تبعه أنه واجب‪ ،‬وأنه ل يخالف ما مر‪ ،‬لن ذاكّ في‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫جواز التمسك بالظاهر المجرد عن القرائن‪ ،‬والكلم هنا في اشتراط معرفة‬
‫المعارض بعد ثبوته عنده بقرينه‪) .‬ودونه(‪ :‬أي دون المجتهد المتقدم وهو‬
‫المجتهد المطلق‪) ،‬مجتهد المذهب وهو المتمكن من تخريج الوجوه( التي‬
‫يبديها )على نصوص إمامه( في المسائل‪) ،‬ودونه(‪ :‬أي دون مجتهد المذهب‬
‫)مجتهد الفتيا وهو‬

‫المتبحر( في مذهب إمامه‪) .‬المتمكن من ترجيح قول( له )على آخر(‪،‬‬


‫أطلقهما‪) .‬والصأح جواز تجزى الجتهاد( بأن يحصل لبعض الناس قوة الجتهاد‬
‫)في بعض البواب(‪ ،‬كإالفرائض بأن يعلم أدلته وينظر فيها‪ ،‬وقيل يمتنع لحتمال‬
‫أن يكون فيما لم يعلمه من الدلة معارض لما علمه بخلفّ من أحاط بالكل‬
‫ي صألى‬ ‫ونظر فيه ورد ّ بأن هذا الحتمال فيه بعيد‪) .‬و( الصأح )جواز الجتهاد للنب ّ‬
‫ي أن يكون له أسإرى حتى‬ ‫الله عليه وسإّلم ووقوعه( لقوله تعالى‪} :‬ما كإان لنب ّ‬
‫يثخن في الرض{‪} ،‬عفا الله عنك لم أذنت لهم{ عوتب على اسإتبقاء أسإرى‬
‫بدر بالفداء‪ ،‬وعلى الذن لمن ظهر نفاقهم في التخالف عن غزوة تبوكّ‪،‬‬
‫والعتاب ل يكون فيما صأدر عن وحي‪ ،‬فيكون عن اجتهاد‪ ،‬وقيل غير جائز له‬
‫لقدرته على اليقين بالتلقي من الوحي بأن ينتظره‪ ،‬ورد ّ بأن إنزال الوحي ليس‬
‫في قدرته‪ ،‬وقيل جائز له وواقع في الراء والحروب دون غيرهما جمعا بين‬
‫وة‬
‫الدلة السابقة )و( الصأح )أن اجتهاده( لله )ل يخطىء( تنزيها لمنصب النب ّ‬
‫عن الخطأ في الجتهاد‪ ،‬وقيل قد يخطىء لكن ينبه عليه سإريعا لما مّر في‬
‫اليتين‪ ،‬ويجاب‪ :‬بأن التنبيه فيهما ليس على خطأ بل على تركّ الولى إذ ذاكّ‪.‬‬
‫)و( الصأح )أن الجتهاد جائز في عصره( صألى الله عليه وسإّلم‪ ،‬وقيل ل للقدرة‬
‫على اليقين في الحكم بتلقيه منه صألى الله عليه وسإّلم‪ ،‬ورد ّ بأنه لو كإان عنده‬
‫وحي في ذلك لبلغه للناس‪ ،‬وقيل جائز بإذنه‪ ،‬وقيل جائز للبعيد عنه دون‬
‫القريب لسهولة مراجعته‪ ،‬وقيل جائز للولة حفظا لمنصبهم عن اسإتنقاص‬
‫ي صألى الله عليه وسإّلم‪ ،‬فيما وقع‬ ‫الرعية لهم لو لم يجز لهم بأن يراجعوا النب ّ‬
‫ّ‬
‫لهم بخلفّ غيرهم )و( الصأح على الجواز )أنه وقع(‪ ،‬لنه صألى الله عليه وسإلم‬
‫حكم سإعد بن معاذ في بني قريظة فقال‪ :‬تقتل مقاتلتهم وتسبي ذريتهم‪ ،‬فقال‬
‫صألى الله عليه وسإّلم‪» :‬لقد حكمت بحكم الله«‪ .‬رواه الشيخان‪ .‬وقيل لم يقع‬
‫للحاضر في قطره صألى الله عليه وسإّلم بخلفّ غيره‪ ،‬وقيل بالوقف عن القول‬

‫بالوقوع وعدمه‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬المصيب(‪ :‬من المختلفين )في العقليات واحد(‪ ،‬وهو من صأادفّ الحق‬
‫فيها لتعينه في الواقع كإحدوث العالم ووجود الباري وصأفاته وبعثة الرسإل‬
‫)والمخطىء( فيها )آثم( إجماعا‪ ،‬ولنه لم يصادفّ الحق فيها‪) ،‬بل كإافر( أيضا‪.‬‬
‫)إن نفى السإلم( كإله أو بعضه كإنافي بعثة محمد صألى الله عليه وسإّلم‪،‬‬
‫فالقول بأن كإل مجتهد في العقليات مصيب أو أن المخطىء غير آثم خارق‬
‫للجماع‪ ،‬والتصريرح باعتماد تأثيم المخطىء في غير نفي السإلم من زيادتي‪.‬‬
‫)والمصيب في نقليات فيها قاطع( من نص أو إجماع‪ ،‬واختلف فيها لعدم‬
‫الوقوفّ عليه‪) .‬واحد قطعا‪ ،‬وقيل على الخلفّ التي( فيما ل قاطع فيها‪:‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫)والصأح أنه(‪ :‬أي المصيب في النقليات‪) .‬ول قاطع( فيها )واحد( وقيل‪ :‬كإل‬
‫مجتهد فيها مصيب‪) .‬و( الصأح )أن لله فيها حكما معينا قيل الجتهاد(‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫حكم الله تعالى تابع لظن المجتهد فيما ظنه فيها من الحكم‪ ،‬فهو حكم الله في‬
‫حقه وحق مقلده‪ ،‬وقيل فيها شيء لو حكم الله فيها لم يحكم إل بذلك الشيء‪،‬‬
‫قيل وهذا حكم على الغيب وربما عبر عن هذا إذا لم يصادفّ المجتهد ذلك‬
‫الشيء بأنه أصأاب فيه اجتهادا وابتداء وأخطأ فيه حكما وانتهاء‪) .‬و( الصأح )أن‬
‫عليه( أي الحكم )أمارة(‪ :‬أي دليل ً ظنيا‪ ،‬وقيل عليه دليل قطعي‪ ،‬وقيل ل ول بل‬
‫هو كإدفين يصادفه من شاءه الله‪) .‬و( الصأح )أنه( أي المجتهد )مكلف‬
‫بإصأابته(‪ :‬أي الحكم لمكانها وقيل ل لغموضه )وأن المخطىء( في النقليات‬
‫بقسميها )ل يأثم بل يؤجر(‪ ،‬لبذله وسإعه في طلبه‪ ،‬وقيل يأثم لعدم إصأابته‬
‫المكلف بها‪ ،‬وذكإر الجر في القسم الول من زيادتي ويدل لذلك في القسمين‬
‫خبر‪» :‬إذا اجتهد الحاكإم فأصأاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد«‪) ،‬ومتى‬
‫قصر مجتهد( في اجتهاده )أثم( لتقصيره بتركإه الواجب عليه من بذله وسإعه‬
‫فيه‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬ل ينقض الحكم في الجتهاديات(‪ :‬ل من الحاكإم به ول من غيره‪ ،‬إذ لو‬
‫جاز نقضه لجاز نقض النقض وهلم‪ ،‬فيفوت مصلحة نصب الحاكإم من فصل‬
‫الخصومات‪) .‬فإن خالف( الحكم )نصا أو إجماعا أو قياسإا جليا( نقض لمخالفته‬
‫الدليل المذكإور‪) .‬أو حكم( حاكإم )بخلفّ اجتهاده(‪ ،‬بأن قلد غيره نقض‬
‫لمخالفته اجتهاده وامتناع تقليده فيما اجتهد فيه‪) ،‬أو( حكم حاكإم )بخلفّ نص‬
‫إمامه ولم يقلد غيره( من الئمة‪) .‬أو( قلده و)لم يجز( لمقلد إمام تقليد غيره‪،‬‬
‫وسإيأتي بيان ذلك )نقض( حكمه لمخالفته نص إمامه الذي هو في حقه للتزامه‬
‫تقليده كإالدليل في حق المجتهد‪ ،‬فإن قلد في حكمه غير إمامه وجاز له تقليده‬
‫لم ينقض حكمه‪ ،‬لنه لعدالته إنما حكم به لرجحانه عنده ونقض الحكم مجاز‬
‫عن إظهار بطلنه‪ ،‬إذ ل حكم في الحقيقة حتى ينقض‪) .‬ولو نكح( امرأة )بغير‬
‫ي( باجتهاد منه أو من مقلده يصحح نكاحه )ثم تغير اجتهاده أو اجتهاد مقلده(‬ ‫ول ّ‬
‫إلى بطلنه‪) .‬فالصأح تحريمها( عليه لظنه أو ظن إمامه حينئذ البطلن‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫دي إلى نقض الحكم بالجتهاد وهو ممتنع‪،‬‬ ‫ل تحرم إذا حكم حاكإم بالصحة لئل يؤ ّ‬
‫ويرد ّ بأنه يمتنع إذا نقض من أصأله وليس مرادا هنا‪) .‬ومن تغير في اجتهاده(‬
‫ف( عن العمل إن لم يكن‬ ‫بعد إفتائه )أعلم( وجوبا )المستفتى( بتغيره )ليك ّ‬
‫عمل )ول ينقض معموله( إن عمل لن الجتهاد ل ينقض بالجتهاد لما مّر‪) ،‬ول‬
‫يضمن( المجتهد )المتلف( بإفتائه بإتلفه )إن تغير( اجتهاده إلى عدم إتلفه )ل‬
‫لقاطع(‪ ،‬لنه معذور بخلفّ ماذا تغير لقاطع كإنص قاطع فإنه ينقض معموله‬
‫ويضمن متلفه المفتي لتقصيره‪.‬‬

‫ي أو عالم( على‬
‫)مسألة‪ :‬المختار أنه يجوز أن يقال(‪ :‬من قبل الله تعالى )لنب ّ‬
‫ي‪) .‬احكم بما تشاء( في الوقائع من غير دليل‪) ،‬فهو حق(‪ :‬أي موافق‬ ‫لسان نب ّ‬
‫لحكمي بأن يلهمه إياه‪ ،‬إذ ل مانع من هذا الجواز‪) .‬ويكون(‪ :‬أي هذا القول‬
‫)مدركإا شرعيا ويسمى التفويض( لدللته عليه‪ ،‬وقيل ل يجوز ذلك مطلقا‪ .‬وقيل‬
‫ي دون العالم لن رتبته ل تبلغ أن يقال له ذلك والمختار بعد جوازه‪.‬‬
‫يجوز للنب ّ‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫مْرُتهم‬
‫)أنه لم يقع(‪ .‬وقيل وقع لخبر الصحيحين‪» :‬لول أن أشقّ على أمتي ل َ‬
‫ة«‪ .‬أي لوجبته عليهم قلنا‪ :‬هذا ل يدل على المدعى لجواز‬ ‫سواكّ عند كإل صأل ٍ‬
‫بال ّ‬
‫أن يكون خير فيه أي‪ :‬خير في إيجاب السواكّ وعدمه أو يكون ذلك المقول‬
‫بوحي ل من تلقاء نفسه‪) .‬وأنه يجوز تعليق المر باختيار المأمور(‪ .‬نحو‪ :‬افعل‬
‫كإذا إن شئت أي فعله‪ ،‬وقيل ل يجوز لما بين طلب الفعل والتخيير فيه من‬
‫التنافي‪ .‬قلنا‪:‬ل تنافي إذ التخيير قرينة على أن الطلب غير جازم والترجيح في‬
‫هذا من زيادتي‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬التقليد أخذ قول الغير(‪ :‬بمعنى الرأي والعتقاد الدال عليهما القول‬
‫اللفظي أو الفعل أو التقرير )من غير معرفة دليله(‪ :‬فخرج أخذ قول ل يختص‬
‫بالغير كإالمعلوم من الدين بالضرورة‪ ،‬وأخذ قول الغير مع معرفة دليله‪ ،‬فليس‬
‫بتقليد بل هو اجتهاد وافق اجتهاد القائل‪ ،‬لن معرفة الدليل من الوجه الذي‬
‫باعتباره يفيد الحكم ل يكون إل للمجتهد‪ ،‬وعرفّ ابن الحاجب وغيره التقليد‬
‫بالعمل بقول الغير من غير حجة‪ ،‬وقد بينت التفاوت بين التعريفين في‬
‫الحاشية‪ ،‬ومع ذلك فل مشاحة في الصأطلح‪) .‬ويلزم غير المجتهد( المطلق‬
‫عاميا كإان أو غيره‪ ،‬أي يلزمه بقيد زدته بقولي‪) :‬في غير العقائد( التقليد‬
‫للمجتهد )في الصأح( لية‪} :‬فاسإألوا أهل الذكإر{‪ ،‬وقيل يلزمه بشرط أن يتبين‬
‫له صأحة اجتهاد المجتهد بأن يتبين له مستنده ليسلم من لزوم اتباعه في الخطأ‬
‫الجائز عليه‪ ،‬وقيل ل يجوز في القواطع‪ ،‬وقيل ل يجوز للعالم أن يقلد لن له‬
‫صألحية أخذ الحكم من الدليل بخلفّ العامي‪ ،‬أما التقليد في العقائد فيمتنع‬
‫على المختار‪ ،‬وإن صأح مع الجزم كإما سإيأتي‪ ،‬وقضية كإلم الصأل هنا لزومه‬
‫ن الحكم باجتهاده( لمخالفته به وجوب‬ ‫فيها أيضا‪) .‬ويحرم( أي التقليد )على ظا ّ‬
‫اتباع اجتهاده )وكإذا( يحرم )على المجتهد(‪ :‬أي من هو بصفات الجتهاد التقليد‬
‫فيما يقع له‪) .‬في الصأح( لتمكنه من الجتهاد فيه الذي هو أصأل للتقليد‪ ،‬ول‬
‫يجوز العدول عن الصأل الممكن إلى بدله كإما في الوضوء والتيمم‪ ،‬وقيل يجوز‬
‫له التقليد فيه لعدم علمه به الن‪ ،‬وقيل يجوز للقاضي لحاجته إلى فصل‬
‫الخصومة المطلوب نجازه بخلفّ غيره‪ ،‬وقيل يجوز تقليد من هو أعلم منه‪،‬‬
‫وقيل يجوز عند ضيق الوقت لما يسأل عنه‪ ،‬وقيل يجوز له فيما يخصه دون ما‬
‫يفتي به غيره‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬الصأح أنه لو تكررت واقعة لمجتهد لم يذكإر الدليل( الول‪) :‬وجب‬
‫تجديد النظر(‪ ،‬سإواء أتجدد له ما يقتضي الرجوع عما ظنه فيها أم ل‪ ،‬إذ لو أخذ‬
‫بالّول من غير نظر لكان أخذا بشيء من غير دليل يدل له والدليل الول لعدم‬
‫تذكإره ل ثقة ببقاء الظن منه‪ ،‬وقيل ل يجب تجديده بناء على قوة الظن‬
‫السابق‪ ،‬فيعمل به لن الصأل عدم رجحان غيره أما إذا كإان ذاكإرا للدليل‪ ،‬فل‬
‫يجب تجديد النظر‪ ،‬إذ ل حاجة إليه‪) ،‬أو( أي والصأح أنه لو تكررت واقعة )لعامي‬
‫اسإتفتى عالما( فيها )وجب إعادة السإتفتاء(‪ ،‬لمن أفاد )ولو كإان( العالم )مقلد‬
‫ميت( بناء على جواز تقليد الميت وإفتاء المقلد كإما سإيأتي‪ ،‬إذ لو أخد بجواب‬
‫السؤال الول من غير إعادة لكان أخذا بشيء من غير دليل‪ ،‬وهو في حقه قول‬
‫المفتي‪ ،‬وقوله الول ل ثقة ببقائه عليه لحتمال مخالفته له باطلعه على ما‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫يخالفه من دليل إن كإان مجتهدا‪ ،‬ونص لمامه إن كإان مقلدا‪ ،‬وقيل ل يجب وذكإر‬
‫الخلفّ في الصورتين من زيادتي‪ ،‬وقول الصأل في الشق الول من الولى‬
‫قطعا أي عند أصأحابنا ل عند الصأوليين‪ ،‬ومحل الخلفّ في الثانية إذا عرفّ أن‬
‫الجواب عن رأي أو قياس أو شك‪ ،‬والمفتي حي‪ ،‬فإن عرفّ أنه عن نص أو‬
‫إجماع‪ ،‬أو مات المفتي فل حاجة للسؤال ثانيا كإما جزم به الرافعي والنووي‪.‬‬

‫)مسألة‪ :‬المختار جواز تقليد المفضول(‪ :‬من المجتهدين )لمعتقده غير‬


‫مفضول(‪ ،‬بأن اعتقده أفضل من غيره أو مساويا له‪ ،‬بخلفّ من اعتقده‬
‫مفضول ً عمل ً باعتقاده وجمعا بين الدليلين التيين‪ ،‬وقيل يجوز مطلقا‪ .‬ورجحه‬
‫ابن الحاجب لوقوعه في زمن الصحابة وغيرهم مشتهرا متكررا من غير إنكار‪،‬‬
‫وقيل ل يجوز مطلقا‪ ،‬لن أقوال المجتهدين في حق المقلد كإالدلة في حق‬
‫المجتهد‪ ،‬فكما يجب الخذ بالراجح من الدلة يجب الخذ بالراجح من القوال‪،‬‬
‫والراجح منها قول الفاضل‪ ،‬وإذا جاز تقليد المفضول لمن ذكإر‪) .‬فل يجب‬
‫البحث عن الرجح( من المجتهدين لعدم تعينه بخلفّ من لم يجوز مطلقا وبما‬
‫ذكإر علم ما صأرح به الصأل من أن العامي إذا اعتقد رجحان واحد منهم تعين‬
‫لن يقلده وإن كإان مرجوحا في الواقع عمل ً باعتقاده )و( المختار )أن الراجح‬
‫علما( في العتقاد )فوق الراجح ورعا( فيه‪ ،‬لن لزيادة العلم تأثيرا في الجتهاد‬
‫بخلفّ زيادة الورع‪ ،‬وقيل العكس‪ ،‬لن لزيادة الورع تأثيرا في التثبت في‬
‫الجتهاد وغيره بخلفّ زيادة العلم‪ ،‬ويحتمل التساوي لن لكل مرجحا‪) .‬و(‬
‫المختار جواز )تقليد الميت( لبقاء قوله‪ ،‬كإما قال الشافعي رضي الله عنه‪:‬‬
‫المذاهب ل تموت بموت أربابها‪ ،‬وقيل ل يجوز لنه ل بقاء لقول الميت بدليل‬
‫انعقاد الجماع بعد موت المخالف‪ ،‬وعورض بحجية الجماع بعد موت‬
‫المجمعين‪ ،‬وقيل يجوز أن فقد الحي للحاجة بخلفّ ما إذا لم يفقد‪) .‬و(المختار‬
‫جواز )اسإتفتاء من عرفت أهليته( للفتاء باشتهاره بالعلم والعدالة )أو ظنت(‬
‫بانتصابه والناس مستفتون له‪) .‬ولو( كإان )قاضيا(‪ ،‬وقيل‪ :‬القاضي ل يفتي في‬
‫المعاملت للسإتغناء بقضائه فيها عن الفتاء‪) .‬فإن جهلت( أهليته علما أو‬
‫عدالة‪) .‬فالمختار الكإتفاء باسإتفاضة علمه وبظهور عدالته(‪ .‬وقيل‪ :‬يجب البحث‬
‫عنهما بأن يسأل الناس عنهما وعليه‪ ،‬فالصأح الكإتفاء بخبر الواحد عنهما‪ ،‬وقيل‬
‫ل بد من اثنين وما اخترته من الكإتفاء باسإتفاضة علمه هو ما نقله في‬

‫الروضة عن الصأحاب خلفّ ما صأححه الصأل من وجوب البحث عنه‪.‬‬


‫)وللعامي سإؤاله( أي المفتي )عن مأخذه(‪ ،‬فيما أفتاه به )اسإترشادا( أي‪ :‬طلبا‬
‫لرشاد نفسه بأن يذعن للقبول ببيان المأخذ ل تعنتا‪) .‬ثم عليه(‪ :‬أي المفتي ندبا‬
‫ل وجوبا )بيانه(‪ :‬أي المأخذ لسائله المذكإور تحصيل ً لرشاده )إن لم يخف(‬
‫عليه‪ ،‬فإن خفي عليه بحيث يقصر فهمه عنه‪ ،‬فل يبينه له صأونا لنفسه عن‬
‫التعب فيما ل يفيد ويعتذر له بخفاء ذلك عليه‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫)مسألة‪ :‬الصأح أنه يجوز لمقلد قادر على الترجيح(‪ :‬وهو مجتهد الفتوى‪.‬‬
‫)الفتاء بمذهب إمامه( مطلقا لوقوع ذلك في العصار متكررا شائعا من غير‬
‫إنكار بخلفّ غيره فقد أنكر عليه‪ ،‬وقيل ل يجوز له لنتفاء وصأف الجتهاد‬
‫المطلق والتمكن من تخريج الوجوه على نصوص إمامه عنه‪ ،‬وقيل يجوز له عند‬
‫عدم المجتهد المطلق والمتمكن مما ذكإر للحاجة إليه‪ ،‬بخلفّ ما إذا وجدا أو‬
‫أحدهما‪ ،‬وقيل يجوز للمقلد‪ ،‬وإن لم يكن قادرا على الترجيح لنه ناقل لما يفتى‬
‫به عن إمامه‪ ،‬وإن لم يصرح بنقله عنه وهذا هو الواقع في العصار المتأخرة‪،‬‬
‫أما القادر على التخريج وهو مجتهد المذهب فيجوز له الفتاء قطعا‪ ،‬كإما ذكإره‬
‫الزركإشي والبرماوي وغيرهما تبعا للمصنف في شرح المختصر وهو المتجه‬
‫خلفا لما اقتضاه كإلم المدي‪ ،‬من أن الخلفّ في مجتهد المذهب‪ ،‬إذ قضية‬
‫ذلك عدم جواز الفتاء لمجتهد الفتوى وهو بعيد جدا مخالف لما أفاده النووي‬
‫في مجموعه‪) .‬و( الصأح )أنه يجوز خلوّ الزمان عن مجتهد(‪ ،‬بأن ل يبقى فيه‬
‫مجتهد وقيل ل يجوز مطلقا‪ ،‬وقيل يجوز أن تداعى الزمان بتزلزل القواعد بأن‬
‫أتت أشراط الساعة الكبرى كإطلوع الشمس من مغربها‪) .‬و( الصأح بعد جوازه‬
‫)أنه يقع( لخبر الصحيحين‪» :‬إن الله ل يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد‬
‫ولكن يقبض العلم بقبض العلماء‪ ،‬حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤسإاء‬
‫جهال ً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا«‪ .‬وفي خبر مسلم‪» :‬إن بين يدي‬
‫الساعة أياما يرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل« ونحوه‪ ،‬خبر البخاري إن من‬
‫أشراط الساعة أن يرفع العلم أي‪ :‬يقبض أهله ويثبت الجهل‪ ،‬وقيل ل يقع لخبر‬
‫الصحيحين أيضا بطرق‪» :‬ل تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى‬
‫يأتي أمر الله أي الساعة كإما صأرح بها في بعض الطرق قال البخاري وهم أهل‬
‫العلم‪ .‬وأجيب‪ :‬بأن المراد بالساعة في هذا ما قرب منها جمعا بين الدلة‪،‬‬
‫دد بين‬‫والترجيح من زيادتي‪ ،‬وعبارة الصأل والمختار لم يثبت وقوعه وهو متر ّ‬

‫الوقوع وعدمه‪.‬‬

‫)و( الصأح )أنه لو أفتى مجتهد عاميا في حادثة فله الرجوع عنه فيها إن لم‬
‫يعمل( بقوله يها‪) .‬وثم مقت آخر(‪ ،‬وقيل يلزمه العمل به بمجرد الفتاء فليه له‬
‫الرجوع إلى غيره‪ ،‬وقيل يلزمه العمل به بالشروع في العمل به‪ ،‬بخلفّ ما إذا‬
‫لم يشرع‪ ،‬وقيل يلزمه العمل به إن التزمه‪ ،‬وقيل يلزمه العمل به إن وقع في‬
‫نفسه صأحته وخرج بقولي فيها غيرها فله الرجوع عنه فيه مطلقا‪ ،‬وقيل ل‪ ،‬لنه‬
‫بسؤال المجتهد وقبول قوله التزم مذهبه‪ ،‬وقيل يجوز في عصر الصحابة‬
‫والتابعين ل في العصر الذي اسإتقرت فيه المذاهب‪ ،‬وبقولي إن لم يعمل ما إذا‬
‫عمل فليس له الرجوع جزما‪ ،‬وبقولي وثم مفت آخر ما لو لم يكن ثم مفت آخر‬
‫فليس له الرجوع والتصريح في هذه بالترجيح بقيده الخير من زيادتي‪) .‬و(‬
‫الصأح )أنه يلزم المقلد( عاميا كإان أو غيره‪) .‬التزام مذهب معين( من مذاهب‬
‫المجتهدين‪) .‬ويعتقده أرجح( من غيره )أو مساويا( له‪ ،‬وإن كإان في الواقع‬
‫مرجوحا على المختار السابق‪) .‬و( لكن )الولى( في المساوي )السعي في‬
‫اعتقاده أرجح( ليحسن اختياره على غيره‪ ،‬وقيل ل يلزمه التزامه فله أن يأخذ‬
‫فيما يقع له بما شاء من المذاهب‪ ،‬قال النووي‪ :‬هذا كإلم الصأحاب والذي‬
‫يقتضيه الدليل القول بالثاني‪) .‬و( الصأح بعد لزوم التزام مذهب معين للمقلد‬
‫)أن له الخروج عنه(‪ ،‬فيما لم يعمل به لن التزام ما ل يلزم غير ملزم‪ .‬وقيل ل‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫يجوز لنه التزمه وإن لم يلزم التزامه‪ ،‬وقيل ل يجوز في بعض المسائل‪ ،‬ويجوز‬
‫في بعض توسإطا بين القولين‪ ،‬والترجيح في هذه من زيادتي‪) .‬و( الصأح )أنه‬
‫يمتنع تتبع الرخص( في المذاهب‪ ،‬بأن يأخذ من كإل منها الهون فيما يقع من‬
‫المسائل سإواء الملتزم وغيره‪ ،‬ويؤخذ منه تقييد الجواز السابق فيهما بما لم‬
‫يؤد إلى تتبع الرخص‪ ،‬وقيل يجوز بناء على أنه ل يلزم التزام مذهب معين‪.‬‬

‫)مسألة(‪ :‬تتعلق بأصأول الدين )المختار( قول الكثير )إنه يمتنع التقليد في‬
‫أصأول الدين(‪ :‬أي مسائل العتقاد كإحدوث العالم ووجود الباري‪ ،‬وما يجب له‬
‫ويمتنع عليه وغير ذلك مما سإيأتي‪ ،‬فيجب النظر فيه لن المطلوب فيه اليقين‪.‬‬
‫قال تعالى لنبيه‪} :‬فاعلم أنه ل إله إل الله{ وقد علم ذلك‪ .‬وقال للناس‪:‬‬
‫}واتبعوه لعلكم تهتدون{ ويقاس بالوحدانية غيرها‪ ،‬وقيل يجوز ول يجب النظر‬
‫اكإتفاء بالعقد الجازم لنه صألى الله عليه وسإّلم كإان يكتفي في اليمان من‬
‫العراب وليسوا أهل ً للنظر بالتلفظ بكلمتي الشهادة المنبىء عن العقد الجازم‬
‫ويقاس باليمان غيره‪ ،‬وقيل ل يجوز فيحرم النظر فيه‪ ،‬لنه مظنة الوقوع في‬
‫الشبه والضلل لختلفّ الذهان والنظار‪ ،‬ودليل الثاني والثالث مدفوعان بأنا ل‬
‫نسلم أن العراب ليسوا أهل ً للنظر‪ ،‬ول أن النظر مظنة للوقوع في الشبه‬
‫والضلل‪ ،‬إذ المعتبر النظر على طريق العامة كإما أجاب العرابي الصأمعي عن‬
‫سإؤاله بم عرفت ربك؟ فقال‪ :‬البعرة تدل على البعير‪ ،‬وأثر القدام على‬
‫المسير‪ ،‬فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحر ذو أمواج أل تدل على‬
‫اللطيف الخبير؟ ول يذعن أحد منهم أو من غيرهم لليمان إل بعد أن ينظر‬
‫فيهتدى له‪ .‬أما النظر على طريق المتكلمين من تحرير الدلة وتدقيقها ودفع‬
‫الشكوكّ والشبه عنها‪ ،‬ففرض كإفاية في حق المتأهلين له يكفي قيام بعضهم‬
‫بها أما غيرهم ممن يخشى عليه من الخوض فيه الوقوع في الشبه والضلل‬
‫فليس له الخوض فيه‪ ،‬وهذا محمل نهي الشافعي وغيره من السلف عن‬
‫الشتغال بعلم الكلم‪ ،‬وهو العلم بالعقائد الدينية عن الدلة اليقينية‪ ،‬والترجيح‬
‫من زيادتي‪ ،‬بل قضية كإلمه في مسألة التقليد ترجيح لزومه هنا‪ ،‬ثم محل‬
‫الخلفّ في وجوب النظر في غير معرفة الله تعالى أما النظر فيها فواجب‬
‫إجماعا‪.‬‬

‫ل من القوال‪،‬‬ ‫)و( المختار أنه )يصح( التقليد في ذلك )بجزم( أي معه على كإ ّ‬
‫ح بل ل بد ّ‬
‫ح إيمان المقلد‪ ،‬وقيل ل يص ّ‬ ‫وإن أثم بتركّ النظر على الول فيص ّ‬
‫لصحة اليمان من النظر أما التقليد بل جزم بأن كإان مع احتمال شك أو وهم‪،‬‬
‫فل يصح قطعا إذ ل إيمان مع أدنى تردد فيه وعلى صأحة التقليد الجازم فيما ذكإر‬
‫)فليجزم(‪ :‬أي المكلف )عقده بأن العالم( وهو ما سإوى الله تعالى‪) .‬حادث(‪،‬‬
‫لنه متغير أي يعرض له التغير كإما يشاهد وكإل متغير حادث )وله محدث(‬
‫ضرورة أن الحادث ل بد ّ له من محدث )وهو الله(‪ :‬أي الذات الواجب الوجود‬
‫لن مبدىء الممكنات ل بد ّ أن يكون واجبا‪ ،‬إذ لو كإان ممكنا لكان من جملة‬
‫الممكنات فلم يكن مبدئا لها‪) .‬الواحد(‪ ،‬إذ لو جاز كإونه اثنين لجاز أن يريد‬
‫ده الذي ل ضد ّ له غيره كإحركإة زيد وسإكوته فيمتنع‬ ‫أحدهما شيئا‪ ،‬والخر ض ّ‬
‫دين المذكإورين واجتماعهما‪،‬‬ ‫وقوع المرادين وعدم وقوعهما لمتناع ارتفاع الض ّ‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫فتعين وقوع أحدهما فيكون مريده هو الله دون الخر لعجزه‪ ،‬فل يكون الله إل‬
‫واحدا‪) .‬والواحد( الشيء )الذي ل ينقسم( بوجه )أو ل يشبه(‪ :‬بفتح الباء‬
‫ددة أي به ول بغيره أي ل يكون بينه وبين غير شبه‪) .‬بوجه(‪ :‬وهذان‬‫المش ّ‬
‫التفسيران معناهما موجود فيه تعالى فتعبيري بأو أولى من تعبيره بالواو‬
‫ليهامه أنهما تفسير واحد‪ ،‬وموافق لقول إمام الحرمين في الرشاد الواحد‬
‫معناه المتوحد المتعالي عن النقسام‪ ،‬وقيل معناه الذي ل مثل له فأفاد كإلمه‬
‫أنهما تفسيران ل تفسير واحد وإن تلزم معناهما هنا‪) .‬والله تعالى قديم(‪ :‬أي ل‬
‫ابتداء لوجوده‪ ،‬إذ لو كإان حادثا لحتاج إلى محدث واحتاج محدثه إلى محدث‬
‫وتسلسل والتسلسل محال‪ ،‬فالحدوث المستلزم له محال‪) .‬حقيقته( تعالى‬
‫)مخالفة لسائر الحقائق‪ .‬قال المحققون ليست معلومة الن(‪ :‬أي في الدنيا‬
‫للناس وقال كإثير إنها معلومة لهم الن لنهم مكلفون بالعلم بوحدانيته وهو‬
‫متوقف على العلم بحقيقته‪ .‬قلنا‪ :‬ل نسلم أنه متوقف على‬

‫العلم به بالحقيقة‪ ،‬وإنما يتوقف على العلم به بوجه وهو بصفاته‪ ،‬كإما أجاب‬
‫موسإى عليه الصلة والسلم فرعون السائل عنه تعالى كإما قص علينا ذلك‬
‫بقوله تعالى‪} :‬قال فرعون وما رب العالمين{ الخ‪) .‬والمختار ول ممكنة( علما‬
‫)في الخرة( لن علمها يقتضي الحاطة به تعالى وهي ممتنعة‪ ،‬وقيل ممكنة‬
‫العلم فيها لحصول الرؤية فيها كإما سإيأتي‪ .‬قلنا‪ :‬الرؤية ل تفيد الحقيقة‬
‫والترجيح من زيادتي‪) .‬ليس بجسم ول جوهر ول عرض(‪ ،‬لنه تعالى منزه عن‬
‫الحدوث وهذه الثلثة حادثة لنها أقسام العالم لنه إما قائم بنفسه أو بغيره‪،‬‬
‫والثاني العرض الول ويسمى بالعين‪ ،‬وهو محل الثاني المقوم له إما مركإب‬
‫وهو الجسم أو غير مركإب وهو الجوهر وقد يقيد بالفرد‪) .‬لم يزل وحده ول‬
‫مكان ول زمان( أي‪ :‬موجود قبلهما فهو منّزه عنهما )ثم أحدث هذا العالم(‪:.‬‬
‫المشاهد من السموات والرض بما فيها )بل احتياج( إليه )ولو شاء ما أحدثه(‪:‬‬
‫فهو فاعل بالختيار ل بالذات )لم يحدث به( أي بإحداثه )في ذاته حادث(‪،‬‬
‫فليس كإغيره محل ً للحوادث وهو كإما قال في كإتابه العزيز )فعال لما يريد‪،‬‬
‫ليس كإمثله شيء( وهو السميع البصير‪) .‬القدر( وهو هنا ما يقع من العبد مما‬
‫در في الزل )خيره وشره( كإائن )منه( تعالى بخلقه وإرادته‪) ،‬علمه شامل‬ ‫ق ّ‬
‫لكل معلوم(‪ :‬أي ما من شأنه أن يعلم ممكنا كإان أو ممتنعا جزئيا أو كإليا‪ .‬قال‬
‫ل مقدور(‪ :‬أي ما من‬ ‫تعالى‪} :‬أحاط بكل شيء علما{ )وقدرته( شاملة )لك ّ‬
‫شأنه أن يقدر عليه‪ ،‬وهو الممكن بخلفّ الممتنع والواجب )ما علم أنه يوجد‬
‫أراده(‪ :‬أي أراد وجوده )وما ل( أي وما علم أنه ل يوجد‪) ،‬فل( يريد وجوده‬
‫فالرادة تابعة للعلم )بقاؤه( تعالى )غير متناه(‪ :‬أي ل آخر له )لم يزل( تعالى‬
‫موجودا )بأسإمائه(‪ :‬أي بمعانيها‪ ،‬وهي هنا ما دل على الذات باعتبار صأفة‬
‫كإالعالم والخالق‪) .‬وصأفات ذاته( وهي )ما دل عليها فعله(‪ .‬لتوقفه عليها )من‬
‫قدرة(‪ :‬وهي صأفة تؤثر في الشيء عند تعلقها به‪) .‬وعلم( وهو صأفة‬

‫أزلية تتعلق بالشيء على وجه الحاطة به على ما هو عليه‪) .‬وحياة( وهي صأفة‬
‫تقتضي صأحة العلم لموصأوفها‪) ،‬وإرادة(‪ :‬وهي صأفة تخصص أحد طرفي‬
‫الشيء من الفعل والتركّ بالوقوع‪) .‬أو( ما دل عليها )تنزيهه( تعالى )عن‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫النقص من سإمع وبصر( وهما صأفتان أزليتان قائمتان بذاته تعالى زائدتان على‬
‫العلم ليستا كإسمع الخلق وبصرهم‪) ،‬وكإلم(‪ :‬وهو صأفة يعبر عنها بالنظم‬
‫المعروفّ المسمى بكلم الله أيضا‪ ،‬ويسميان بالقرآن أيضا‪) .‬وبقاء( وهو‬
‫اسإتمرار الوجود أما صأفات الفعال كإالخلق والرزق والحياء والماتة‪ ،‬فليست‬
‫أزلية خلفا لمتأخري الحنفية‪ ،‬بل هي حادثة لنها إضافات تعرض للقدرة وهي‬
‫تعلقاتها بوجودات المقدورات لوقات وجوداتها‪ ،‬ول محذور في اتصافّ الباري‬
‫تعالى بالضافات‪ ،‬كإكونه قبل العالم ومعه وبعده وأزلية أسإمائه الراجعة إلى‬
‫صأفات الفعال كإما مر في جملة السإماء من حيث رجوعتها إلى القدرة ل‬
‫الفعل‪ ،‬فالخالق مثل ً من شأنه الخلق أي‪ :‬هو الذي بالصفة التي بها يصح الخلق‬
‫وهو القدرة كإما يقال‪ :‬السيف في الغمد قاطع أي‪ :‬هو بالصفة التي بها يحصل‬
‫القطع عند ملقاته المحل‪ ،‬فإن أريد بالخالق من صأدر منه الخلق فليس صأدوره‬
‫أزليا‪.‬‬
‫)‬

‫وما صأح في الكتاب والسنة من الصفات نعتقد ظاهر معناه وننزه الله عند‬
‫سإماع مشكله( كإما في قوله تعالى‪} :‬الرحمن على العرش اسإتوى{‪} ،‬ويبقى‬
‫وجه ربك{‪} .‬يد الله فوق أيديهم{‪ .‬وقوله صألى الله عليه وسإّلم‪» :‬إن قلوب‬
‫بني آدم كإلها بين أصأبعين من أصأابع الرحمن كإقلب واحد يصرفه كإيف شاء«‪.‬‬
‫وض( معناه المراد إليه‬ ‫رواه مسلم‪) .‬ثم اختلف أئمتنا أنؤّول( المشكل )أم نف ّ‬
‫تعالى‪) .‬منّزهين له( عن ظاهره‪) ،‬مع اتفاقهم على أن جهلنا بتفصيله ل يقدح(‬
‫في اعتقادنا المراد منه مجملً‪ ،‬والتفويض مذهب السلف وهو أسإلم‪ ،‬والتأويل‬
‫مذهب الخلف وهو أعلم أي أحوج إلى مزيد علم‪ ،‬وكإثيرا ما يقال بدل أعلم‬
‫أحكم أي‪ :‬أكإثر إحكاما أي إتقانا فيؤّول في اليات السإتواء بالسإتيلء والوجه‬
‫بالذات واليد بالقدرة‪ ،‬والحديث من باب التمثيل المذكإور في علم البيان نحو‪:‬‬
‫دد في أمر تشبيها له بمن يفعل ذلك‬ ‫دم رجل ً وتؤخر أخرى‪ ،‬يقال للمتر ّ‬ ‫أراكّ تق ّ‬
‫لقدامه وإحجامه‪ ،‬فالمراد منه والظرفّ فبه خير كإالجار والمجرور أن قلوب‬
‫العباد كإلها بالنسبة إلى قدرته تعالى شيء يسير يصرفه كإيف شاء‪ ،‬كإما يقلب‬
‫الواحد من عباده اليسير بين أصأبعين من أصأابعه‪) .‬القرآن النفسي(‪ :‬أي القائم‬
‫بالنفس )غير مخلوق(‪ :‬وهو مع ذلك أيضا )مكتوب في مصاحفنا(‪ ،‬بأشكال‬
‫الكتابة وصأور الحروفّ الدالة عليه )محفوظ في صأدورنا(‪ :‬بألفاظه المخيلة‪.‬‬
‫)مقروء بألسنتنا( بحروفه الملفوظة المسموعة‪) :‬على الحقيقة( ل المجاز في‬
‫ح أن يطلق على القرآن حقيقة أنه مكتوب محفوظ‬ ‫الوصأافّ الثلثة‪ :‬أي يص ّ‬
‫ً‬
‫مقروء واتصافه بهذه الثلثة‪ ،‬وبأنه غير مخلوق أي موجود أزل وأبدا اتصافّ له‬
‫ل موجود وجودا في الخارج‪ ،‬ووجودا‬ ‫باعتبار وجودات الموجود الربعة‪ ،‬فإن لك ّ‬
‫في الذهن‪ ،‬ووجودا في العبارة‪ ،‬ووجودا في الكتابة فهي تدل على العبارة وهي‬
‫على ما في الذهن وهو على ما في الخارج‪ ،‬وخرج بالنفسي اللساني فتعبيري‬
‫به أولى من تعبيره بالكلم‪ ،‬لنه كإالقرآن مشتركّ بين النفسي واللساني‪ ،‬فل‬
‫يخرج‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫اللساني‪) .‬يثيب( الله تعالى عباده المكلفين )على الطاعة( فضل ً )ويعاقبـ(ـهم‬
‫)إل أن يعفو يغفر غير الشركّ على المعصية( عدل ً لخباره بذلك قال تعالى‪:‬‬
‫}فأما من طغى* وآثر الحياة الدنيا* فإن الجحيم هي المأوي* وأما من خافّ‬
‫ن الله ل يغفر‬ ‫مقام ربه ونهى النفس عن الهوى* فإن الجنة هي المأوي{‪} .‬إ ّ‬
‫أن يشركّ به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء{ )وله( تعالى )إثابة العاصأي‬
‫وتعذيب المطيع وإيلم الدواب والطفال(‪ :‬لنهم ملكه يتصرفّ‬

‫فيهم كإيف يشاء لكن ل يقع منه ذلك لخباره بإثابة المطيع وتعذيب العاصأي كإما‬
‫مّر ولم يرد إيلم الخيرين في غير قود والصأل عدمه أما في القود فقال صألى‬
‫ن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة‬‫الله عليه وسإّلم‪» :‬لتؤد ّ ّ‬
‫ص للخلق بعضهم من‬ ‫الجلحاء من الشاة القرناء«‪ .‬رواه مسلم‪ .‬وقال‪» :‬يقت ّ‬
‫بعض حتى للجماء من القرناء وحتى للذّرة من الذّرة«‪ .‬رواه المام أحمد بسند‬
‫صأحيح‪ ،‬وقضية الخبرين أن ل يتوقف القود يوم القيامة على التكليف‪ ،‬فيقع‬
‫اليلم بالقود في الخيرين‪) .‬ويستحيل وصأفه( تعالى )بالظلم( لنه مالك المور‬
‫على الطلق يفعل ما يشاء فل ظلم في التعذيب‪ ،‬واليلم المذكإورين لو فرض‬
‫وقوعهما )يراه( تعالى )المؤمنون في الخرة( قبل دخول الجنة وبعده‪ ،‬كإما‬
‫ثبت في أخبار الصحيحين الموافقة لقوله تعالى‪ :‬وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها‬
‫ناظرة{ والمخصصة لقوله تعالى‪} :‬ل تدركإه البصار{ أي ل تراه منها خبر أبي‬
‫هريرة‪» :‬أن الناس قالوا‪ :‬يا رسإول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال رسإول‬
‫الله صألى الله عليه وسإّلم‪ :‬هل تضاّرون في القمر ليلة البدر‪ .‬قالوا‪ :‬ل يا رسإول‬
‫الله‪ .‬قال‪ :‬فإنكم ترونه كإذلك الخ«‪ .‬وفيه أن ذلك قبل دخول الجنة‪ ،‬وقوله‪:‬‬
‫تضاّرون بتشديد الراء من الضرار وتخفيفها من الضير أي‪ :‬الضرر‪ ،‬وخبر صأهيب‬
‫في مسلم أنه صألى الله عليه وسإّلم قال‪» :‬إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله‬
‫تباركّ وتعالى تريدون شيئا أزيدكإم فيقولون‪ :‬ألم تبيض وجوهنا‪ ،‬ألم تدخلنا‬
‫الجنة وتنجنا من النار‪ ،‬فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر‬
‫إلى ربهم«‪ .‬وفي رواية‪ :‬ثم تل هذه الية‪} :‬للذين أحسنوا الحسنى وزيادة{ أي‬
‫فالحسنى الجنة والزيادة النظر إليه تعالى‪ ،‬بأن ينكشف لنا انكشافا تاما بأن‬
‫يرى بنور العين زائدا على نور العلم‪ ،‬أو بأن يخلق لنا علما به عند توجه الحاسإة‬
‫له عادة منزها عن المقابلة والجهة والمكان‪ ،‬أما الكفار فل يرونه لقوله تعالى‪:‬‬
‫}كإل إنهم عن ربهم يومئذ‬

‫لمحجوبون{ الموافق لقوله‪} :‬ل تدرحه البصار{ )والمختار جواز رؤيته( تعالى‬
‫)في الدنيا( في اليقظة بالعين‪ ،‬وفي المنام بالقلب أما في اليقظة‪ ،‬فلن‬
‫موسإى عليه الصلة والسلم طلبها بقوله‪} :‬رب أرني أنظر إليك{ وهو ل يجهل‬
‫ما يجوز ويمتنع على ربه تعالى‪ ،‬وقيل ل يجوز لن قومه طلبوها فعوقبوا قال‬
‫تعالى‪} :‬فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم{ قلنا عقابهم‬
‫لعنادهم وتعنتهم في طلبها ل لمتناعها‪ ،‬وأما في المنام فنقل القاضي عياض‬
‫التفاق عليه‪ ،‬وقيل ل يجوز إذ المرئي فيه خيال ومثال وذلك على القديم محال‪.‬‬
‫قلنا ل اسإتحالة لذلك في المنام والترجيح من زيادتي‪ ،‬وأما وقوع الرؤية فيها‬
‫فالجمهور على عدمه في اليقظة لقوله تعالى‪} :‬ل تدركإه البصار{ وقوله‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫لموسإى‪} :‬لن تراني{ أي في الدنيا بقرينة السياق‪ ،‬وقوله صألى الله عليه‬
‫وسإّلم‪» :‬لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت«‪ .‬رواه مسلم‪ ،‬نعم الصحيح وقوعها‬
‫للنبي صألى الله عليه وسإّلم ليلة المعراج‪ ،‬وإليه اسإتند القائل بوقوعها لغيره‪،‬‬
‫وأما وقوعها في المنام فهو المختار‪ ،‬فقد ذكإر وقوعها فيه لكثير من السلف‬
‫منهم المام أحمد‪ ،‬وعليه المعبرون للرؤيا‪ ،‬وقيل ل لما مّر في المنع من‬
‫ي‬
‫جوازها‪) .‬السعيد من كإتب الله( أي علم )في الزل موته مؤمنا والشق ّ‬
‫عكسه( أي من كإتب الله في الزل موته كإافرا وتعبيري بما ذكإر أولى مما عبر‬
‫دلن(‪ :‬أي المكتوبان في الزل‪ ،‬بخلفّ‬ ‫به لشتماله على الدور ظاهرا‪) .‬ثم ل يتب ّ‬
‫المكتوب في غيره كإاللوح المحفوظ قال تعالى‪} :‬يمحو الله ما يشاء ويثبت‬
‫م الكتاب{ أي أصأله الذي ل يغير منه شيء كإما قاله ابن عباس وغيره‪،‬‬ ‫وعنده أ ّ‬
‫دلن محمول على هذا التفصيل‪) .‬وأبو بكر( رضي الله‬ ‫وإطلق بعضهم أنهما يتب ّ‬
‫عنه )ما زال بعين الرضا منه( تعالى‪ ،‬وإن لم يتصف باليمان قبل تصديقه النبي‬
‫صألى الله عليه وسإّلم‪ ،‬إذ لم يثبت عنه حالة كإفر كإما ثبت عن غيره ممن آمن‪.‬‬
‫)والمختار أن الرضا والمحبة( من الله )غير المشيئة والرادة(‬

‫منه‪ ،‬إذ معنى الّولين المترادفين أخص من معنى الثانيين المترادفين‪ ،‬إذ الرضا‬
‫الرادة بل اعتراض والخص غير العم بدليل قوله تعالى‪} :‬ول يرضى لعباده‬
‫الكفر{ مع وقوعه من بعضهم بمشيئته لقوله‪} :‬ولو شاء ربك ما فعلوه{‬
‫وقالت المعتزلة‪ :‬وقوم من الشاعرة منهم الشيخ أبو إسإحاق الرضا والمحبة‬
‫نفس المشيئة والرادة وأجابوا عن قوله‪) :‬ول يرضى لعباده الكفر( بأنه ل‬
‫يرضاه دينا وشرعا بل يعاقب عليه وبأن المراد من وفق لليمان‪ ،‬ولهذا شرفهم‬
‫بإضافتهم إليه في قوله‪} :‬إن عبادي ليس لك عليهم سإلطان{ وقوله‪} :‬عينا‬
‫يشرب بها عباد الله{ وذكإر الخلفّ من زيادتي‪) ،‬هو الرزاق( كإما قال تعالى‪:‬‬
‫}إن الله هو الرزاق{ بمعنى الرازق أي فل رازق غيره‪ .‬وقالت المعتزلة من‬
‫حصل له الرزق بتعب فهو الرازق نفسه أو بغير تعب فالله هو الرازق له‪.‬‬
‫)والرزق( بمعنى المرزوق عندنا‪) .‬ما ينتفع به( في التغذي وغيره‪) .‬ولو( كإان‬
‫)حراما(‪ ،‬وقالت المعتزلة‪ :‬ل يكون إل حلل ً لسإتناده إلى الله في الجملة‬
‫والمسند إليه لنتفاع عباده يقبح أن يكون حراما يعاقبون عليه قلنا‪ :‬ل يقبح‬
‫بالنسبة إليه تعالى‪ ،‬فإن له أن يفعل ما يشاء وعقابهم على الحرام لسوء‬
‫مباشرتهم أسإبابه ويلزم المعتزلة أن المتعذي بالحرام فقط طول عمره لم‬
‫يرزقه الله وهو مخالف لقوله تعالى‪} :‬وما من دابة في الرض إل على الله‬
‫رزقها{‪ ،‬لنه تعالى ل يتركّ ما أخبر بأنه عليه‪) .‬بيده( تعالى )الهداية والضلل(‬
‫وهما )خلق الهتداء(‪ ،‬وهو اليمان )و( خلق )الضلل( وهو الكفر قال تعالى‪:‬‬
‫ل من يشاء ويهدي من يشاء{‪.‬‬ ‫}ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يض ّ‬
‫} من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صأراط مستقيم{ وزعمت المعتزلة‬
‫أنهما بيد العبد يهدي نفسه ويضلها بناء على قولهم إنه يخلق أفعاله‪.‬‬
‫)‬

‫والمختار أن اللطف خلق قدرة الطاعة(‪ :‬أي قدرة العبد على الطاعة‪ ،‬وقال‬
‫الصأل إنه ما يقع عنده صألح العبد آخرة أي في آخر عمره‪) .‬و( أن )التوفيق‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫كإذلك(‪ :‬أي خلق قدرة الطاعة وقيل خلق الطاعة‪) .‬والخذلن ضده(‪ :‬وهو خلق‬
‫قدرة المعصية وقيل خلق المعصية‪) .‬والختم والطبع والكإنة والقفال(‪ :‬الواردة‬
‫في القرآن نحو‪} :‬ختم الله على قلوبهم{‪} .‬طبع الله عليها بكفرهم{ }جعلنا‬
‫على قلوبهم أكإنة أن يفقهوه{‪} .‬أم على قلوب أقفالها{ عبارات عن معنى‬
‫واحد وهو‪) :‬خلق الضللة في القلب( كإالضلل‪ ،‬وأّول المعتزلة هذه اللفاظ بما‬
‫ل يلئم اليات المشتملة عليها كإما بين في المطولت‪ ،‬وذكإر القفال من‬
‫زيادتي‪) .‬والماهيات( الممكنات أي‪ :‬حقائقها )مجعولة( مطلقا )في الصأح(‪ :‬أي‬
‫كإل ماهية بجعل الجاعل‪ ،‬وقيل ل مطلقا بل كإل ماهية متقررة بذاتها‪ ،‬وقيل‬
‫مجعولة إن كإانت مركإبة بخلفّ البسيطة‪) .‬والخلف لفظي( من زيادتي‪ ،‬لن‬
‫الول أراد جعلها متصفة بالوجود ل جعلها ذوات‪ ،‬والثاني أراد أنها في حد ّ ذاتها ل‬
‫يتعلق بها جعل جاعل وتأثير مؤثر‪ ،‬والثالث أراد بالجعل التأليف والمركإبة مؤلفة‬
‫بخلفّ البسيطة‪) .‬أرسإل( الرب )تعالى رسإله( مؤيدين منه )بالمعجزات(‬
‫ص محمدا صألى الله عليه وسإّلم( منهم )بأنه خاتم النبيين( كإما‬
‫الباهرات )وخ ّ‬
‫قال تعالى‪} :‬ولكن رسإول الله وخاتم النبيين{ )المبعوث إلى الخلق كإافة(‪ ،‬كإما‬
‫ن كإما فسر‬ ‫في خبر مسلم‪» :‬وأرسإلت إلى الخلق كإافة«‪ ،‬وفسر بالنس والج ّ‬
‫ي هذا القرآن لنذركإم به{ ومن بلغ أي‬ ‫بهما من بلغ في قوله تعالى‪} :‬وأوحى إل ّ‬
‫بلغه القرآن والعالمين في قوله‪} :‬نّزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين‬
‫نذيرا{‪ ،‬وصأرح الحليمي والبيهقي بأنه صألى الله عليه وسإّلم لم يرسإل إلى‬
‫الملئكة‪ ،‬وفي تفسيري المام الرازي والنسفي حكاية الجماع على ذلك‪ ،‬لكن‬
‫نقل بعضهم عن تفسير الرازي أنه أرسإل إليهم أيضا‪ ،‬وكإأنه أخذه من بعض‬
‫نسخه فإن نسخه مختلفة‪) .‬المفضل عليهم(‪ :‬أي على الخلق كإافة من النبياء‬

‫والملئكة وغيرهم فل يشركإة غيره من النبياء فيما ذكإر‪) .‬ثم( يفضل بعده‬
‫)النبياء ثم خواص الملئكة( عليهم الصلة والسلم‪ ،‬فخواص الملئكة أفضل‬
‫من البشر غير النبياء‪ ،‬وقولي خواص من زيادتي‪) .‬والمعجزة( المؤيد بها‬
‫الرسإل‪) ،‬أمر خارق للعادة( بأن يظهر على خلفها كإإحياء ميت وإعدام جيل‬
‫دي( منهم أي‪ :‬بطلبهم التيان‬‫وانفجار المياه من بين الصأابع‪) ،‬مقرون بالتح ّ‬
‫بمثل ما أتوا به ولو بالشارة كإدعواهم الرسإالة‪) ،‬مع عدم المعارضة(‬

‫من المرسإل إليهم بأن ل يظهر منهم مثل ذلك الخارق فخرج غير الخارق‬
‫دي‬
‫دم على التح ّ‬ ‫كإطلوع الشمس كإل يوم والخارق بل تحد ّ والخارق المتق ّ‬
‫والمتأخر عنه بما يخرجه عن المقارنة العرفية والسحر والشعبذة‪ ،‬فل شيء‬
‫منها بمعجزة كإما أوضحته مع زيادة في الحاشية‪) .‬واليمان تصديق القلب( بما‬
‫علم مجيء الرسإول به من عند الله ضرورة أي الذعان والقبول له والتكليف‬
‫بذلك مع أنه من الكيفيات النفسانية دون الفعال الختيارية بالتكليف بأسإبابه‬
‫كإإلقاء الذهن وصأرفّ النظر وتوجيه الحواس‪) .‬ويعتبر فيه( أي في التصديق‬
‫المذكإور أي‪ :‬في الخروج به عندنا عن عهدة التكليف باليمان‪) ،‬تلفظ القادر(‬
‫على الشهادتين )بالشهادتين(‪ ،‬لنه علمة لنا على التصديق الخفي عنا حتى‬
‫ن‬‫يكون المنافق مؤمنا عندنا كإافرا عند الله تعالى‪ .‬قال الله تعالى‪} :‬إ ّ‬
‫المنافقين في الدركّ السإفل من النار ولن تجد لهم نصيرا{ حالة كإون التلفظ‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫بذلك )شرطا( لليمان كإما عليه جمهور المحققين يعني أنه شرط لجراء أحكام‬
‫المؤمنين في الدنيا من توارث ومناكإحة وغيرهما‪) .‬ل شطرا( منه كإما قيل به‬
‫دق بقلبه ولم يتلفظ بالشهادتين مع تمكنه من التلفظ بهما ومع عدم‬ ‫فمن صأ ّ‬
‫مطالبته به كإان مؤمنا عند الله على الول دون الثاني‪ ،‬كإما ذكإره السعد‬
‫التفتازاني في شرح المقاصأد‪ ،‬وهو ظاهر كإلم الغزالي تبعا لظاهر كإلم شيخه‬
‫إمام الحرمين‪ ،‬وما نقل عن الجمهور من أنه كإافر عند الله كإما هو كإافر عندنا‬
‫مفرع على الثاني‪ ،‬وترجيح الشرطية من زيادتي‪) .‬والسإلم( هو )التلفظ بذلك(‬
‫وجرى الصأل على أنه أعمال الجوارح من الطاعات كإالتلفظ بذلك والصلة‬
‫والزكإاة أخذا بظاهر الخبر التي المحمول فيه السإلم عند المحققين على‬
‫أحكامه المشروعة أو على السإلم الكامل‪) .‬ويعتبر فيه( أي‪ :‬في السإلم أي‬
‫في الخروج به عن عهدة التكليف به‪) .‬اليمان(‪ :‬أي التصديق المذكإور ولم يحك‬
‫أحد خلفا في أن اليمان شرط في السإلم أو شطر‪) ،‬والحسان أن تعبد الله‬
‫كإأنك تراه فإن‬

‫لم تكن تراه فإنه يراكّ(‪ ،‬كإذا في خبر الصحيحين المشتمل على بيان اليمان‪،‬‬
‫بأن تؤمن بالله وملئكته وكإتبه ورسإله واليوم الخر وتؤمن بالقدر خيره وشره‬
‫وبيان السإلم بالمعنى السابق بأن تشهد أن ل إله إل الله وأن محمدا رسإول‬
‫الله وتقيم الصلة وتؤتي الزكإاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن اسإتطعت إليه‬
‫سإبيلً‪) .‬والفسق(‪ :‬بأن يرتكب الكبيرة )ل يزيل اليمان( خلفا للمعتزلة في‬
‫زعمهم أنه يزيله بمعنى أنه واسإطة بين اليمان والكفر‬

‫لزعمهم أن العمال جزء من اليمان لقوله تعالى‪} :‬إنما المؤمنون الذين إذا‬
‫ذكإر الله وجلت قلوبهم{ إلى قوله }حقا{ ولخبر‪» :‬ل يزني الزاني حين يزني‬
‫وهو مؤمن«‪ .‬وأجيب جمعا بين الدلة بأن المراد باليمان في الية كإماله‬
‫وبالخبر التغليظ والمبالغة في الوعيد وبأنه معارض بخبر‪» :‬وإن زنى وإن‬
‫سإرق«‪) .‬والميت مؤمنا فاسإقا( بأن لم يتب )تحت المشيئة( إما )يعاقب(‬
‫بإدخاله النار لفسقه )ثم يدخل الجنة( لموته مؤمنا )أو يسامح( بأن ل يدخل‬
‫النار بفضله فقط أو بفضله مع الشفاعة من النبي صألى الله عليه وسإّلم أو‬
‫ممن يشاؤه الله وزعمت المعتزلة أنه يخلد في النار ول يجوز العفو عنه ول‬
‫الشفاعة فيه لقوله تعالى‪} :‬ما للظالمين من حميم ول شفيع يطاع{‪ .‬قلنا‪ :‬هذا‬
‫مخصوص بالكفار جمعا بين الدلة‪) .‬وأول شافع وأوله(‪ :‬يوم القيامة )نبينا‬
‫محمد صألى الله عليه وسإّلم(‪ ،‬قال صألى الله عليه وسإّلم‪» :‬أنا أول شافع وأول‬
‫مشفع« رواه الشيخان‪ ،‬ولنه أكإرم عند الله من جميع العالمين‪ ،‬وله شفاعات‬
‫أعظمها في تعجيل الحساب والراحة من طول الوقوفّ وهي مختصة به الثانية‬
‫دد بعضهم‬ ‫في إدخال قوم الجنة بغير حساب قال النووي‪ :‬وهي مختصة به وتر ّ‬
‫في ذلك‪ ،‬الثالثة‪ :‬فيمن اسإتحق النار‪ ،‬كإما مر‪ .‬الرابعة‪ :‬في إخراج من أدخل‬
‫النار من الموحدين ويشاركإه فيهما النبياء والملئكة والمؤمنون‪ .‬الخامسة في‬
‫زيادة الدرجات في الجنة لهلها‪ ،‬وجوز النووي اختصاصأها به والكلم في العامة‬
‫يوم القيامة‪ ،‬فل يرد نحو الشفاعة في تخفيف عذاب القبر ول الشفاعة في‬
‫تخفيف العذاب عن أبي طالب‪) .‬ول يموت أحد إل بأجله(‪ :‬وهو الوقت الذي‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫كإتب الله في الزل انتهاء حياته فيه بقتل أو غيره وذلك بأن الله قد حكم بآجال‬
‫دد‪ ،‬وبأنه إذا جاء أجلهم ل يستأخرون سإاعة ول يستقدمون‪ ،‬وزعم‬ ‫العباد بل تر ّ‬
‫كإثير من المعتزلة أن القاتل قطع بقتله أجل المقتول‪ ،‬وأنه لو لم يقتله لعاش‬
‫أكإثر من ذلك لخبر‪» :‬من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ أي يزاد له‬

‫»في أثره فليصل رحمه«‪ .‬قلنا‪ :‬ل نسلم أن الثر هو الجل ولو سإلم‪ ،‬فالخبر‬
‫ظني لنه من الحاد وهو ل يعارض القطعي‪ ،‬وأيضا الزيادة فيه مؤولة بالبركإة‬
‫في الوقات بأن يصرفّ في الطاعات‪) .‬والروح( وهي النفس )باقية بعد موت‬
‫البدن( منعمة أو معذبة‪) .‬والصأح أنها ل تفنى أبدا(‪ ،‬لن الصأل في بقائها بعد‬
‫الموت اسإتمراره وقيل تفنى عند النفخة الولى كإغيرها‪) .‬كإعجب الذنب( بفتح‬
‫العين وسإكون الجيم وموحدة على الشهر‪ ،‬وهو في أسإفل الصلب يشبه في‬
‫المحل محل أصأل الذنب من ذوات الربع‪ ،‬فل يفنى في الصأح لخبر الصحيحين‪:‬‬
‫»ليس شيء من النسان إل يبلى إل عظما واحدا وهو عجب الذنب منه يركإب‬
‫الخلق يوم القيامة«‪ .‬وفي رواية لمسلم‪» :‬كإل ابن آدم يأكإله التراب إل عجب‬
‫الذنب منه خلق ومنه يركإب« وقيل يفنى كإغيره‪ .‬وصأححه المزني وتأول الخبر‬
‫المذكإور بأنه ل يبلى بالتراب بل بل تراب كإما يميت الله ملك الموت بل ملك‬
‫الموت والترجيح من زيادتي‪) ،‬وحقيقتها(؛ أي الروح )لم يتكلم عليها نبينا( محمد‬
‫صألى الله عليه وسإّلم‪ .‬وقد سإئل عنها لعدم نزول المر ببيانها قال تعالى‪:‬‬
‫}ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي{ )فنمسك( نحن )عنها(‪ ،‬ول يعبر‬
‫عنها بأكإثر من موجود كإما قال الجنيد وغيره‪:‬والخائضون فيها اختلفوا فقال‬
‫جمهور المتكلمين‪ ،‬ونقله النووي في شرح مسلم عن تصحيح أصأحابنا إنها‬
‫جسم لطيف مشتبك بالبدن اشتباكّ الماء بالعود الخضر‪ .‬وقال كإثير منهم‪ :‬إنها‬
‫عرض وهي الحياة التي صأار البدن بوجودها حيا‪ .‬وقال الفلسإفة وكإثير من‬
‫الصوفية‪ :‬إنها ليست بجسم ول عرض بل جوهر مجرد قائم بنفسه غير متحيز‬
‫متعلق بالبدن للتدبير والتحريك غير داخل فيه ول خارج عنه‪ ،‬واحتج للول‬
‫دد في البرزخ‪.‬‬‫بوصأفها في الخبار بالهبوط والعروج والتر ّ‬
‫)‬

‫وكإرامات الولياء( وهم العارفون بالله تعالى المواظبون على الطاعات‬


‫المجتنبون للمعاصأي المعرضون عن النهماكّ في اللذات والشهوات )حق(‪ :‬أي‬
‫جائزة وواقعة له ولو باختيارهم وطلبهم كإجريان النيل بكتاب عمر‪ ،‬ورؤيته وهو‬
‫على المنبر بالمدينة جيشه بنهاوند حتى قال لمير الجيش‪ :‬يا سإارية الجبل‬
‫الجبل محذرا له من وراء الجبل لمكر العدوّ ثم‪ ،‬وسإماع سإارية كإلمه مع بعد‬
‫المسافة وكإالمشي على الماء وفي الهواء وغير ذلك مما وقع للصحابة‬
‫وغيرهم‪) ،‬ول تختص( الكرامات )بغير نحو ولد بل والد( مما شمله قولهم ما‬
‫جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كإرامة لولي‪) .‬خلفا للقشيري(‪ :‬وإن‬
‫تبعه الصأل وغيره‪ ،‬فالجمهور على خلفه‪ ،‬وأنكروا على قائله حتى ولده أبو‬
‫النصر في كإتابه المرشد‪ ،‬بل قال النووي‪ :‬إنه غلط من قائله وإنكار للحس‪ ،‬بل‬
‫الصواب جريانها بقلب العيان ونحوه‪ ،‬وقد بسطت الكلم على ذلك في‬
‫الحاشية‪ ،‬وقيل تختص بغير الخوارق كإإجابة دعاء وموافاة ماء بمحل ل تتوقع‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫فيه المياه‪) ،‬ول نكفر أحدا من أهل القبلة( ببدعته كإمنكري صأفات الله وخلقه‬
‫أفعال عباده وجواز رؤيته يوم القيامة‪) ،‬على المختار( وكإفرهم بعض‪ ،‬ورد ّ بأن‬
‫إنكار الصفة ليس إنكارا للموصأوفّ أما من خرج ببدعته عن أهل القبلة‬
‫كإمنكري حدوث العالم والبعث والحشر للجسام والعلم بالجزئيات‪ ،‬فل نزاع‬
‫في كإفرهم لنكارهم بعض ما علم مجيء الرسإول به ضرورة وذكإر الخلفّ من‬
‫زيادتي‪) .‬ونرى( أي نعتقد )أن عذاب القبر( وهو للكافر والفاسإق المراد تعذيبه‬
‫بأن يرد ّ الروح إلى الجسد أو ما بقي منه حق لخبري الصحيحين‪» :‬عذاب القبر‬
‫حق«‪ ،‬وأنه صألى الله عليه وسإّلم مّر على قبرين فقال‪» :‬إنهما ليعذبان«‪) .‬و(‬
‫أن )سإؤال الملكين( منكر ونكير للمقبور بعد رد ّ روحه إليه عن ربه ودينه ونبيه‪،‬‬
‫فيجيبهما بما يوافق ما مات عليه من إيمان أو كإفر حق لخبر الصحيحين‪» :‬إن‬
‫العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصأحابه أتاه ملكان فيقعدانه فيقولن له ما‬
‫كإنت تقول في‬

‫هذا النبي محمد؟ فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسإوله‪ ،‬وأما الكافر‬
‫أو المنافق فيقول‪ :‬ل أدري الخ‪ .‬وفي رواية لبي داود وغيره‪ :‬فيقولن له‪ :‬من‬
‫ربك وما دينك وما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول المؤمن‪ :‬ربي الله وديني‬
‫السإلم والرجل المبعوث رسإول الله‪ ،‬ويقول الكافر في الثلث ل أدري‪ .‬وفي‬
‫رواية البيهقي‪ :‬فيأتيه منكر ونكير‪) .‬و( أن )المعاد الجسماني( حق قال تعالى‪:‬‬
‫)وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده(‪} ،‬كإما بدأنا أول خلق نعيده{ وأنكرت‬
‫الفلسإفة إعادة الجسام قالوا‪ :‬وإنما تعاد الرواح بمعنى أنها بعد موت البدن‬
‫تعاد إلى ما كإانت عليه من التجّرد متلذذة بالكمال أو متألمة بالنقصان‪) .‬وهو(‪:‬‬
‫أي المعاد الجسماني )إيجاد( لجزاء الجسم الصألية ولعوارضه )بعد فناء( لها‬
‫)أو جمع بعد تفّرق( لها مع إعادة الرواح إليها فهما قولن‪) .‬والحق التوقف(‪ :‬إذ‬
‫لم يدل قاطع سإمعي على تعين أحدهما‪ ،‬وإن كإان كإلم الصأل يميل إلى تصحيح‬
‫الول‪ ،‬وصأّرح به شارحه الجلل المحلي‪ ،‬وقد بسطت الكلم على ذلك في‬
‫الحاشية‪) .‬و( أن )الحشر( للخلق بأن يجمعهم الله للعرض والحساب بعد‬
‫إحيائهم المسبوق بفنائهم حق ففي الصحيحين أخبار‪» :‬يحشر الناس حفاة‬
‫مشاة عراة غرلً« أي‪ :‬غير مختتنين‪) .‬و( أن )الصراط( وهو جسر ممدود على‬
‫ظهر جهنم أدقّ من الشعر وأحد ّ من السيف يمّر عليه جيع الخلئق فيجوزه أهل‬
‫ل به أقدام أهل النار حق ففي الصحيحين أخبار‪» :‬يضرب الصراط‬ ‫الجنة وتز ّ‬
‫ل به أقدام‬ ‫بين ظهري جهنم ومرور المؤمنين عليه متفاوتين وأنه مزلة«‪ .‬أي تز ّ‬
‫أهل النار فيها‪) .‬و( أن )الميزان( وهو جسم محسوس ذو لسان وكإفتين يعرفّ‬
‫به مقادير العمال بأن توزن به صأحفها أو هي بعد تجسمها‪) .‬حق( لخبر‬
‫البيهقي‪» :‬يؤتى بابن آدم فيوقف بين كإفتي الميزان الخ«‪) .‬والجنة والنار‬
‫دت‬ ‫ّ‬ ‫)أع‬ ‫مخلوقتان الن(‪ .‬يعني قبل يوم الجزاء للنصوص الواردة في ذلك نحو‪:‬‬
‫واء في إسإكانهما الجنة وإخراجهما‬ ‫للمتقين( )أعدت للكافرين( وقصة آدم وح ّ‬

‫منها‪ ،‬وزعم أكإثر المعتزلة أنهما يخلقان يوم الجزاء لقوله تعالى‪} :‬تلك الدار‬
‫وا في الرض ول فسادا{ قلنا نجعلها بمعنى‬ ‫الخرة نجعلها للذين ل يريدون عل ّ‬
‫نعطيها ل بمعنى تخلقها مع أنه يحتمل الحال والسإتمرار‪) .‬ويجب على الناس‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫نصب إمام( يقوم بمصالحهم كإسد ّ الثغور وتجهيز الجيوش وقهر المتغلبة‬
‫والمتلصصة لجماع الصحابة بعد وفاة النبي صألى الله عليه وسإّلم على نصبه‬
‫دموه على دفنه صألى الله عليه وسإّلم ولم يزل‬ ‫حتى جعلوه أهم الواجبات‪ ،‬وق ّ‬
‫ً‬
‫الناس في كإل عصر على ذلك‪) .‬ولو( كإان من ينصب )مفضول(‪ ،‬فإن نصبه‬
‫يكفي في الخروج عن عهدة النصب‪ ،‬وقيل ل بل يتعين نصب الفاضل وزعمت‬
‫الخوارج أنه ل يجب نصب إمام وبعضهم وجوبه عند ظهور الفتن دون وقت‬
‫وز( نحن أيها‬‫المن وبعضهم عكسه والمامية وجوبه على الله تعالى‪) .‬ول نج ّ‬
‫وزت المعتزلة الخروج على‬ ‫الشاعرة‪) .‬الخروج عليه(‪ :‬أي على المام وج ّ‬
‫الجائر لنعزاله بالجور عندهم‪) .‬ول يجب على الله( تعالى )شيء( لنه خالق‬
‫الخلق‪ ،‬فكيف يجب لهم عليه شيء‪ ،‬ولنه لو وجب عليه شيء لكان لموجب ول‬
‫موجب غير الله‪ ،‬ول يجوز أن يكون بإيجابه على نفسه لنه غير معقول وأما‬
‫نحو‪} :‬كإتب ربكم على نفسه الرحمة{ فليس من باب اليجاب واللزام بل من‬
‫باب التفضل والحسان‪ .‬وقالت المعتزلة‪ :‬يجب عليه أشياء منها الجزاء على‬
‫الطاعة والعقاب على المعصية ومنها اللطف بأن يفعل في عباده ما يقّربهم‬
‫إلى الطاعة ويبعدهم عن المعصية بحيث ل ينتهون إلى حد ّ اللجاء‪ ،‬ومنها‬
‫الصألح لهم في الدنيا من حيث الحكمة والتدبير‪.‬‬
‫)‬

‫ونرى( أن نعتقد )أن خير البشر بعد النبياء صألى الله عليهم وسإلم أبو بكر(‬
‫ي( أمراء المؤمنين )رضي الله عنهم( لطباق‬ ‫خليفة نبينا )فعمر فعثمان فعل ّ‬
‫السلف على خيرتهم عند الله بهذا الترتيب‪ ،‬وقالت الشيعة‪ ،‬وكإثير من المعتزلة‪:‬‬
‫ي‪ ،‬وذكإر خيرية الربعة على أمم غير نبينا من زيادتي‪) .‬و(‬ ‫الفضل بعد النبياء عل ّ‬
‫نرى )براءة عائشة(رضي الله عنها من كإل ما قذفت به لنزول القرآن ببراءتها‬
‫قال تعالى‪} :‬إن الذين جاءوا بالفك{ اليات‪) .‬ونمسك عما جرى بين‬
‫الصحابة(‪ :‬من المنازعات والمحاربات التي قتل بسببها كإثير منهم‪ ،‬فتلك دماء‬
‫طهر الله منها أيدينا فل نلوث بها ألسنتنا‪ ،‬ولنه صألى الله عليه وسإّلم مدحهم‬
‫وحذر عن التكلم فيما جرى بينهم فقال‪» :‬إياكإم وما شجر بين أصأحابي‪ ،‬فلو‬
‫أنفق أحدكإم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد ّ أحدهم ول نصيفه«‪) .‬ونراهم مأجورين(‬
‫في ذلك‪ ،‬لنه مبني على الجتهاد في مسألة ظنية للمصيب فيها أجران على‬
‫اجتهاده وإصأابته وللمخطىء أجر على اجتهاده كإما في خبر الصحيحين‪» :‬إن‬
‫الحاكإم إذا اجتهد فأصأاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر«‪) .‬و( نرى )أن‬
‫أئمة المذاهب( الربعة )وسإائر أئمة المسلمين( أي باقيهم )كإالسفيانين(‬
‫الثوري وابن عيينة والوزاعي وإسإحاق بن راهويه وداود الظاهري‪) .‬على هدى‬
‫من ربهم(‪ ،‬في العقائد وغيرها ول التفات لمن تكلم فيهم بما هو بريئون منه‪.‬‬
‫)و( نرى )أن( أبا الحسن )الشعري( وهو من ذّرية أب موسإى الشعري‬
‫دم( فيها على غيره ول‬ ‫الصحابي )إمام في السة( أي الطريقة المعتقدة )مق ّ‬
‫النفات لمن تكلم فيه بما هو برءي منه‪) .‬و(نرى )أن طريق( الشيخ أبي القاسإم‬
‫دد لنه خال من‬‫وم(‪ :‬أي مس ّ‬ ‫)الجنيد( سإيد الصوفية علما وعمل ً )طريق مق ّ‬
‫البدع دائر على التسليم والتفويض والتبّري من النفس‪ ،‬ومن كإلمه الطريق إلى‬
‫الله تعالى مسدود على خلقه ل على المقتفين‪ ،‬آثار رسإول الله صألى الله عليه‬
‫وسإّلم‪ ،‬وكإان يتستر بالفقه‪ ،‬ويفتي على مذهب شيخه أبي ثور ول التفات‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬

‫لمن رماه وأتباعه بالزندقة عند الخليفة السلطان أبي الفضل جعفر المقتدر‪.‬‬
‫)ومما ل يضّر جهله( في العقيدة بخلفّ ما قبله في الجملة‪) ،‬وتنفع معرفته(‬
‫فيها ما يذكإر إلى الخاتمة‪ ،‬وهو )الصأح أن وجود الشيء( في الخارج واجبا كإان‬
‫أو ممكنا‪) .‬عينه(‪ :‬أي ليس زائدا عليه وقيل غيره أي زائدا عليه بأن يقوم به من‬
‫حيث هو أي من غير اعتبار الوجود والعدم وإن لم يخل عنهما وقيل عينه في‬
‫الواجب وغيره في الممكن‪ ،‬وعلى الصأح‪) .‬فالمعدوم( الممكن الوجود )ليس(‬
‫في الخارج )بشيء ول ذات ول ثابت(‪ :‬أي ل حقيقة له في الخارج‪ ،‬وإنما يتحقق‬
‫بوجوده فيه )و( الصأح )أنه(‪ :‬أي المعدوم المذكإور )كإذلك(‪ :‬أي ليس في‬
‫الخارج بشيء ول ذات ول ثابت )على المرجوح(‪ .‬وقالت طائفة من المعتزلة‪:‬‬
‫إنه شيء أي حقيقة متقّررة‪) .‬و( الصأح )أن السإم( هو )المسمى(‪ ،‬وقيل غيره‬
‫كإما هو المتبادر فلفظ النار مثل ً غيرها‪ ،‬والمراد بالول المنقول عن الشعري‬
‫في اسإم الله وعن غيره مطلقا أن السإم المدلول والمسمى في الجامد الذات‬
‫من حيث هي‪ ،‬وفي المشتق عند الشعري الذات باعتبار الصفة وعند غيره هما‬
‫معا‪ ،‬فالسإلم في الجامد عند الشعري وغيره هو المسمى‪ ،‬فل يفهم من اسإم‬
‫الله مثل ً سإواه‪ ،‬وفي المشتق عنده غيره إن كإان صأفة فعل كإالخالق ول عينه‬
‫ول غيره إن كإان صأفة ذات كإالعالم وعند غيره هو المسمى كإما في الجامد‪ ،‬ول‬
‫يخفى أن الخلفّ فيما ذكإر لفظي‪) .‬و( الصأح )أن أسإماء الله توقيفية( أي ل‬
‫يطلق عليه اسإم إل بتوقيف من المشّرع‪ .‬وقالت المعتزلة‪ :‬ومن وافقهم يجوز‬
‫أن يطلق عليه السإماء الئق معناها به‪ ،‬وإن لم يرد بها الشرع‪.‬‬

‫)و( الصأح )أن للمرء أن يقول أنا مؤمن إن شاء الله(‪ :‬وإن اشتمل على‬
‫التعليق خوفا من سإوء الخاتمة المجهولة وهو الموت على الكفر والعياذ بالله‬
‫دبا وإحالة للمور على‬ ‫تعالى‪ ،‬ودفعا لتزكإية النفس أو تبركإا بذكإر الله تعالى‪ ،‬أو تأ ّ‬
‫مشيئة الله تعالى‪ ،‬فهو أعم من قوله يقول‪ :‬أنا مؤمن إن شاء الله خوفا من‬
‫سإوء الخاتمة‪) .‬ل شكا في الحال( في اليمان‪ ،‬فإنه في الحال متحقق له جازم‬
‫باسإتمراره عليه إلى الخاتمة التي يرجو حسنها ومنع أبو حنيفة وغيره أن يقول‬
‫ذلك ليهامه الشك المذكإور‪ ،‬ويرد ّ بأن إيهام الشك ل يقتضي منع ذلك وإنما‬
‫يقتضي أنه خلفّ الولى وهو كإذلك‪ ،‬إذ الولى الجزم كإما جزم به السعد‬
‫التفتازاني كإغايره أما إذا قاله شكا في إيمانه فهو كإافر‪) .‬و( الصأح )أن تمتيع‬
‫الكافر(‪ :‬أي تمتيع الله له بمتاع الدنيا‪) .‬اسإتدراج( من الله له حيث يمتعه مع‬
‫علمه بإصأراره على الكفر إلى الموت فهو نقمة عليه يزداد بها عذابه كإالعسل‬
‫المسموم‪ .‬وقالت المعتزلة‪ :‬إنه نعمة يترتب عليها الشكر وتعبيري بتمتيع أولى‬
‫من تعبيره بملذ لسلمته من التجوز في إطلق السإتدراج على الملذ لنه‬
‫معنى وهي أعيان‪) ،‬و( الصأح )أن المشار إليه بأنا الهيكل المخصوص(‬
‫المشتمل على النفس‪ ،‬لن كإل عاقل إذا قيل له ما النسان يشير إلى هذه‬
‫البنية المخصوصأة‪ ،‬ولن الخطاب متوجه إليها‪ .‬وقال أكإثر المعتزلة وغيرهم هو‬
‫النفس لنها المدبرة‪ ،‬وقيل مجموع الهيكل والنفس كإما أن الكلم اسإم‬
‫لمجموع اللفظ والمعنى‪) ،‬و( الصأح )أن الجوهر الفرد وهو الجزء الذي ل يتجزأ‬
‫ثابت( في الخارج‪ ،‬وإن لم ير عادة إل بانضمامه إلى غيره ونفاه الحكماء )و(‬
‫الصأح )أنه ل حال أي ل واسإطة بين الموجود والمعدوم(‪ ،‬وقيل‪ :‬إنها ثابتة‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫كإالعالمية واللونية للسواد مثلً‪ ،‬وعلى الول ذلك ونحوه من المعدوم‪ ،‬لنه أمر‬
‫اعتباري والقائل بالثاني عرفها بأنها صأفة لموجود ل توصأف بوجود ول عدم‪ ،‬أي‪:‬‬
‫أنها غير موجودة في العيان ول معدومة في‬

‫الذهان‪) .‬و( الصأح )أن النسب والضافات أمور اعتبارية( يعتبرها العقل ل‬
‫وجود لها في الخارج كإما هو عند أكإثر المتكلمين قالوا‪ :‬إل الين فموجود‬
‫وسإموه كإونا وجعلوا أنواعه أربعة‪ :‬الحركإة والسكون والجتماع والفتراق‪ ،‬وقال‬
‫أقلهم‪ :‬والحكماء العراض النسبية موجودة في الخارج وهي سإبعة الين وهو‬
‫حصول الجسم في المكان والمتى وهو حصول الجسم في الزمان‪ ،‬والوضع‬
‫وهو هيئة تعرض للجسم باعتبار نسبة أجزائه بعضها إلى بعض ونسبتها إلى‬
‫المور الخارجة عنه كإالقيام والنتكاس والملك وهو هيئة تعرض للجسم باعتبار‬
‫ما يحيط به‪ ،‬وينتقل بانتقاله كإالتقمص والتعمم‪ ،‬وأن انفعل وهو تأثير الشيء‬
‫في غيره ما دام يؤثر‪ ،‬وأن ينفعل وهو تأثر الشيء عن غيره ما دام يتأثر كإحال‬
‫المسخن ما دام يسخن والمتسخن ما دام يتسخن‪ ،‬والضافة وهي نسبة تعرض‬
‫للشيء بالقياس إلى نسبة أخرى كإالبوة والبنوة وهذه السبعة من جملة‬
‫المقولت العشرة والثلثة الباقية الجوهر والكم والكيف وهي معروفة في‬
‫الكتب الكلمية‪ ،‬وبما تقرر علم أن قولي كإغيري والضافات من عطف الخاص‬
‫على العام‪ ،‬وإنما لم أعبر عنها بالنسب لن فيها كإلما مر‪ .‬وأحيل على ذكإرها‬
‫هنا‪) .‬و( الصأح )أن العرض ل يقوم بعرض(‪ :‬وإنما يقوم بالجوهر الفرد أو‬
‫المركإب‪ .‬أي الجسم كإما مر وجوز الحكماء قيامه بالعرض‪ ،‬إل أنه بالخرة تنتهي‬
‫سإلسلة العراض إلى جوهر أي‪ :‬جوزوا اختصاص العرض بالعرض اختصاص‬
‫النعت بالمنعوت كإالسرعة والبطء للحركإة‪ ،‬وعلى الول هما عارضان للجسم‬
‫وليسا بعرضين زائدين على الحركإة‪ ،‬لنها أمر ممتد يتخلله سإكنات أقل أو أكإثر‬
‫باعتبارها تسمى الحركإة سإريعة وبطيئة‪.‬‬

‫دد مثله بإرادته تعالى‬


‫)و( الصأح أن العرض )ل يبقى زمانين( بل ينقضي ويتج ّ‬
‫في الزمان الثاني‪ ،‬وهكذا على التوالي حتى يتوهم من حيث المشاهدة أنه‬
‫مستمر باق‪ .‬وقال الحكماء إنه يبقى إل الحركإة والزمان والصأوات‪) .‬و( الصأح‬
‫أن العرض )ل يحل محلين( وإل لمكن حلول الجسم الواحد في مكانين في‬
‫حالة واحدة وهو محال‪ ،‬وقال قدماء الفلسإفة‪ :‬القرب ونحوه مما يتعلق‬
‫بطرفين يحل محلين‪ ،‬وعلى الول قرب أحد الطرفين مخالف لقرب الخر‬
‫بالشخص وإن تشاركإا في الحقيقة‪) .‬و( الصأح )أن( العرضين )المثلين( بأن‬
‫يكونا من نوع )ل يجتمعان( في محل واحد إذ لو قبلهما المحل لقبل الضدين‪ ،‬إذ‬
‫القابل لشيء ل يخلو عنه أو عن مثله أو عن ضده واللزم باطل وجوزت‬
‫المعتزلة اجتماعهما محتجين بأن الجسم المغموس في الصبغ ليسود ّ يعرض له‬
‫سإواد‪ ،‬ثم آخر فآخر إلى أن يبلغ غاية السواد بالمكث‪ .‬قلنا‪ :‬عروض السواد آت‬
‫له ليس على وجه الجتماع بل على وجه البدل فيزول الول ويخلفه الثاني‪،‬‬
‫وهكذا بناء على أن العرض ل يبقى زمانين كإما مر‪) ،‬كإالضدين(‪ .‬فإنهما ل‬
‫يجتمعان كإالسواد والبياض ل كإالبياض والخضرة لنهما ليسا في غاية الخلفّ‬
‫)بخلفّ الخلفين(‪ ،‬وهما أعم من الضدين فإنهما يجتمعان كإالسواد والحلوة‪،‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫دين ل ثالث لهما‪.‬‬ ‫وفي كإل من القسام يجوز ارتفاع الشيئين نعم يمتنع في ض ّ‬
‫)والنقيضان ل يجتمعان ول يرتفعان(‪ :‬كإالقيام وعدمه‪ ،‬ودليل الحصر فيما ذكإر‬
‫أن المعلومين إن أمكن اجتماعهما فالخلفان والفان لم يمكن ارتفاعهما‬
‫فالنقيضان أو الضدان اللذان ل ثالث لهما‪ ،‬وإل فإن اختلفت حقيقتهما فالضدان‬
‫اللذان لهما ثالث وإل فالمثلن‪ ،‬وفائدته أنه ل يخرج عن الربعة شيء إل ما تفرد‬
‫دا لشيء ول نقيضا ول خلفا ول مثلً‪.‬‬ ‫الله به لنه تعالى ليس ض ّ‬

‫)و( الصأح )أن أحد طرفي الممكن( وهما الوجود والعدم )ليس أولى به( من‬
‫الخر‪ ،‬بل هما بالنظر إلى ذاته جوهرا كإان أو عرضا على السواء‪ ،‬وقيل العدم‬
‫أولى به مطلقا لنه أسإهل وقوعا في الوجود لتحققه بانتفاء شيء من أجزاء‬
‫العلة التامة للوجود المفتقر في تحققه إلى تحقق جميعها‪ ،‬وقيل أولى به في‬
‫العراض السيالة كإالحركإة والزمان والصوت دون غيرها وقيل الوجود أولى به‬
‫عند وجود العلة وانتفاء الشرط لوجود العلة وإن لم يوجد هو لنتفاء الشرط‪.‬‬
‫)و( الصأح )أن( الممكن )الباقي محتاج( في بقائه‪) ،‬إلى مؤثر(‪ ،‬كإما يحتاج إليه‬
‫في ابتداء وجوده‪ ،‬وقيل ل كإما ل يحتاج بقاء البناء بعد بنائه إلى فاعل‪) .‬سإواء(‬
‫على الول )قلنا إن علة احتياج الثر(‪ :‬أي الممكن في وجوده )إلى المؤثر(‪ :‬أي‬
‫العلة التي لحظها العقل في ذلك‪) ،‬المكان(‪ :‬أي اسإتواء الطرفين بالنظر إلى‬
‫الذات( )أو الحدوث(‪ :‬أي الخروج من العدم إلى الوجود‪) ،‬أو هما( على أنهما‬
‫)جزآ علة أو المكان بشرط الحدوث( وهي )أقوال(‪ :‬فيحتاج الممكن في بقائه‬
‫إلى مؤثر على الول‪ ،‬لن المكان ل ينفك عنه‪ ،‬وعلى جميع بقيتها‪ ،‬لن شرط‬
‫بقاء الجوهر العرض والعرض ل يبقى زمانين فيحتاج في كإل زمان إلى المؤثر‪.‬‬
‫)و( الصأح )أن المكان( الذي ل خفاء في أن الجسم ينتقل عنه‪ ،‬وإليه ويسكن‬
‫فيه فيلقيه بالمماسإة أو النفوذ كإما سإيأتي معناه اصأطلحا‪) .‬بعد مفروض(‪ :‬أي‬
‫مقدر )ينفذ فيه بعد الجسم وهو(‪ :‬أي هذا البعد‪) .‬الخلء والخلء جائز عندنا‬
‫والمراد به كإون الجسمين ل يتماسإان ول( يكون )بينهما ما يماسإهما(‪ ،‬فهذا‬
‫الكون الجائز هو الخلء الذي هو معنى البعد المفروض الذي هو معنى المكان‬
‫فيكون خاليا عن الشاغل‪ ،‬وقيل المكان السطح الباطن للحاوي المماس‬
‫للسطح الظاهر من المحوى كإالسطح الباطن للكوز المماس للسطح الظاهر‬
‫من الماء الكائن فيه‪ ،‬وقيل هو بعد موجود ينفذ فيه بعد الجسم بحيث ينطبق‬
‫عليه‪ ،‬وخرج بقيد النفوذ فيه بعد الجسم‪ ،‬والترجيح من زيادتي‪،‬‬

‫وعلى ما رجحته جمهور المتكلمين والقولن بعده للحكماء أّولهما لرسإطو‬


‫وأتباعه‪ ،‬وعليه بعض المتكلمين‪ ،‬وثانيهما لشيخه أفلطون وأتباعه‪ ،‬وخرج‬
‫بزيادتي عند الحكماء فمنعوا الخلء أي‪ :‬خلوّ المكان بمعناه عندهم عن الشاغل‬
‫إل بعض قائلي الثاني فجوزوه‪ ،‬واحتج مجوزه بأنه لو لم يكن في العالم خلء‪،‬‬
‫بل كإان العالم كإله مل لزم من تحركّ بقة تدافع العالم بأسإره وهو باطل‪ ،‬واحتج‬
‫ب الماء‬
‫ب في إناء مشبك أعله‪ ،‬فإن الهواء يخرج عند صأ ّ‬ ‫مانعه بأن الماء إذا صأ ّ‬
‫لمزاحمة الهواء له حتى يسمع لهما صأوت عند تزاحمهما‪ ،‬أما معنى المكان لغة‪،‬‬
‫فقال ابن جني‪ :‬ما حاصأله ما وجد فيه سإكون أو حركإة‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬

‫دد موهوم لمتجدد معلوم(‬ ‫)و( الصأح )أن الزمان( معناه اصأطلحا )مقارنة متج ّ‬
‫إزالة للبهام من الول بمقارنته للثاني كإما في آتيك عند طلوع الشمس‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫هو جوهر ليس بجسم ول جسماني‪ ،.‬أي‪ :‬داخل في الجسم فهو قائم بنفسه‬
‫دل النهار وهو جسم سإميت دائرته أي منطقة‬ ‫مجرد عن المادة‪ ،‬وقيل فلك مع ّ‬
‫البروج منه بمعدل النهار لتعادل الليل والنهار في جميع البقاع عند كإون‬
‫الشمس عليها‪ ،‬وقيل عرض فقيل حركإة معدل النهار‪ ،‬وقيل مقدارها‪ ،‬والقول‬
‫الصأح قول المتكلمين والقوال بعده للحكماء‪ ،‬أما معناه لغة فالمدة من ليل أو‬
‫نهار‪) .‬ويمتنع تداخل الجواهر(‪ :‬هو أعم من قوله تداخل الجسام أي دخول‬
‫بعضها في بعض على وجه النفوذ فيه من غير زيادة في الحجم لما فيه من‬
‫مساواة الكل للجزء في العظم‪) .‬و( يمتنع )خلوّ الجوهر( مفردا كإان أو مركإبا‬
‫)عن كإل العراض( بأن ل يقوم به واحد منها بل يجب أن يقوم به عند وجوده‬
‫شيء منها لنه ل يوجد بدون التشخص والتشخص‪ ،‬إنما هو بالعراض )والجسم‬
‫غير مركإب منها(‪ :‬لنه يقوم بنفسه بخلفها‪) .‬وأبعاده(‪ :‬أي الجسم من طول‬
‫وعرض وعمق )متناهية(‪ :‬أي لها حدود تنتهي إليها وزعم بعضهم أن لها حدودا ل‬
‫نهاية لها‪ ،‬وتعبيري بالجسم أولى من تعبيره بالجوهر‪) ،‬والمعلول يعقب علته‬
‫رتبة( اتفاقا‪.‬‬

‫)والصأح( ما قاله الكإثر وصأححه النووي في أصأل الروضة )أنه يقارنها زمانا(‬
‫عقلية كإانت كإحركإة المفتاح بحركإة اليد أو وضعية بوضع الشارع أو غيره كإقولك‬
‫لعبدكّ‪ :‬إن دخلت الدار فأنت حّر‪ ،‬وكإقول النحاة الفاعلية علة للرفع‪ ،‬وقيل‬
‫يعقبها مطلقا‪ ،‬واختاره الصأل تبعا لوالده‪ ،‬لنه لو قال لغير موطوءة‪ :‬إذا طلقتك‬
‫فأنت طالق‪ ،‬ثم قال لها‪ :‬أنت طالق وقعت المنجزة دون المعلقة فلو قارن‬
‫المعلول علته لوقعت المعلقة أيضا‪ ،‬وقد يرد ّ بأن عدم وقوعها لتقدم المنجزة‬
‫رتبة فلم يكن المحل قابل ً للطلق‪ ،‬وقيل يعقبها إن كإانت وضعية ل عقلية‪) .‬و(‬
‫الصأح )أن اللذة( الدنيوية من حيث تعيين مسماها‪ ،‬وإن كإانت في نفسها‬
‫بديهية‪) .‬ارتياح(‪ :‬أي نشاط للنفس‪) .‬عند إدراكّ( لما يلئم الرتياح‪) .‬فالدراكّ‬
‫ّ‬ ‫د‬‫ور‬ ‫ملزومها(‪ :‬أي ملزم اللذة ل نفسها‪ ،‬وقيل هي الخلص من اللم بأن تدفعه‪،‬‬
‫بأنه قد يلتذ بشيء من غير سإبق ألم بضده كإمن وقف على مسألة علم أو كإنز‬
‫مال فجأة ومن غير خطورهما بالبال وألم الشوق إليهما‪ ،‬وقيل هي إدراكّ‬
‫الملئم فإدراكّ الحلوة لذة تدركّ بالذائقة‪ ،‬وإدراكّ الجمال لذة تدركّ بالباصأرة‪،‬‬
‫وإدراكّ حسن الصوت لذة تدركّ بالسامعة‪ .‬وقال المام الرازي‪ :‬هي في‬
‫الحقيقة ما يحصل بإدراكّ المعارفّ العقلية‪ .‬قال‪ :‬وما يتوهم من لذة حسية‬
‫كإقضاء شهوتي البطن والفرج أو خيالية كإحب السإتعلء والرياسإة فهو في‬
‫الحقيقة دفع آلم بلذة الكإل والشرب والجماع دفع ألم الجوع والعطش‬
‫ي لوعيته‪ ،‬ولذة السإتعلء والرياسإة دفع ألم القهر والغلبة‪.‬‬
‫ودغدغة المن ّ‬
‫)ويقابلها(‪ :‬أي اللذة )اللم( فهو على الول انقباض عند إدراكّ ما ل يلئم‪،‬‬
‫وعلى الثاني ما يحصل ما يؤلم‪ ،‬وعلى الثالث إدراكّ غير الملئم‪ ،‬وعلى الرابع‬
‫وره العقل إما واجب أو ممتنع أو‬ ‫ما يحصل عند عدم إدراكّ المعارفّ‪) .‬وما تص ّ‬
‫ور إما أن تقتضي وجوده في الخارج أو عدمه أو ل‬ ‫ممكن(‪ :‬لن ذات المتص ّ‬
‫تقتضي شيئا منهما بأن يوجد تارة‪ ،‬ويعدم أخرى‪ .‬والول الواجب‪ ،‬والثاني‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬

‫الممتنع‪ ،‬والثالث الممكن‪ ،‬وكإل منهما ل ينقلب إلى غيره لن مقتضى الذات‬
‫لزم لها ل يعقل انفكاكإه عنها‪.‬‬

‫وفّ‬‫خاتمة‪ :‬فيما يذكإر من مبادىء التص ّ‬


‫وهو تجريد القلب لله واحتقار ما سإواه أي‪ :‬بالنسبة إلى عظمته تعالى‪ ،‬ويقال‬
‫تركّ الختيار‪ ،‬ويقال الجد في السلوكّ إلى ملك الملوكّ‪ ،‬ويقال غير ذلك كإما هو‬
‫مذكإور في شرحي لرسإالة المام العارفّ بالله تعالى أبي القاسإم القشيري‪،‬‬
‫وكإل منها ناظر إلى مقام قائله بحسب ما غلب عليه‪ ،‬فرآه الركإن العظم‬
‫وفّ عمل‬ ‫فاقتصر عليه كإما في خبر‪» :‬الحج عرفة«‪ .‬ولما كإان مرجح التص ّ‬
‫س العمل فقلت‪:‬‬‫القلب والجوارح افتتحت كإالصأل بأ ّ‬

‫)أّول الواجبات المعرفة( أي معرفة الله تعالى‪) .‬في الصأح(‪ ،‬لنها مبنى سإائر‬
‫الواجبات‪ ،‬إذ ل يصح بدونها واجب‪ ،‬بل ول مندوب‪ ،‬وقيل أّولهاالنظر المؤدي إلى‬
‫المعرفة لنه مقدمتها‪ ،‬وقيل أّولها أول النظر لتوقف النظر على أّول أجزائه‪،‬‬
‫وقيل أولها القصد إلى النظر لتوقف النظر على قصده‪ ،‬والكل صأحيح‪ ،‬ورجح‬
‫الول لن المعرفة أول مقصود وما سإواها مما ذكإر أول وسإيلة‪) .‬ومن عرفّ‬
‫ور تبعيده( لعبده بإضلله )وتقريبه( له‬
‫ربه( بما يعرفّ به من صأفاته )تص ّ‬
‫بهدايته‪) ،‬فخافّ( من تبعيده عقابه )ورجا( بتقريبه ثوابه‪) ،‬فأصأغى( حينئذ )إلى‬
‫المر والنهي( منه تعالى‪) ،‬فارتكب( مأموره‪) .‬واجتنب( منهيه )فأحبه( حينئذ‬
‫)موله فكان(‪ ،‬موله )سإمعه وبصره ويده واتخذه وليا إن سإأله أعطاه وإن‬
‫ي‬
‫اسإتعاذ به أعاذه(‪ :‬هذا مأخوذ من خبر البخاري‪» :‬وما يزال عبدي يتقّرب إل ّ‬
‫بالنوافل حتى أحبه‪ ،‬فإذا أحببته كإنت سإمعه الذي يسمع به‪ ،‬وبصره الذي يبصر‬
‫به‪ ،‬ويده التي يبطش بها‪ ،‬ورجله التي يمشي بها‪ ،‬وإن سإألني أعطيته‪ ،‬وإن‬
‫اسإتعاذ بي لعيذنه«‪ .‬والمراد أنه تعالى يتولى محبوبه في جميع أحواله فحركإاته‬
‫وسإكناته به تعالى‪ ،‬كإما أن أبوي الطفل لمحبتهما له يتوليان جيع أحواله‪ ،‬فل‬
‫ي الهمة( بطلبه‬
‫يأكإل إل بيد أحدهما ول يمشي إل برجله إلى غير ذلك‪) .‬وعل ّ‬
‫لخروي )يرفع نفسه( بالمجاهدة )عن سإفسافّ المور( أي دنيئها من‬ ‫العلو ا ُ‬
‫ّ‬
‫الخلق المذمومة كإالكبر والغضب والحقد والحسد وسإوء الخلق وقلة‬
‫الحتمال‪) .‬إلى معاليها( من الخلق المحمودة كإالتواضع والصبر وسإلمة‬
‫الباطن والزهد وحسن الخلق وكإثرة الحتمال‪ ،‬وهذا مأخوذ من خبر البيهقي‬
‫والطبراني‪» :‬إن الله يحب معالي المور ويكره سإفسافها«‪) .‬ودنيء الهمة(‪:‬‬
‫بأن ل يرفع نفسه بالمجاهدة عن سإفسافّ المور‪) ،‬ل يبالي( بما تدعوه نفسه‬
‫إليه من المهلكات‪) ،‬فيجهل( أمر دينه )ويمرق من الدين فدونك( أيها المخاطب‬
‫ي الهمة ودنيئها‪) ،‬صألحا( لك بعملك الصالح )أو‬
‫بعد أن عرفت حال عل ّ‬

‫فسادا( لك بعملك السيىء‪.‬أو سإعادة( لك برضا اصألى الله عليه وسإّلم عليك‬
‫بإخلصأك‪.‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫)واعرض( على نفسك )التوبة( حيث ذكإرت الموت وخفت مقت ربك وذكإرت‬
‫سإعة رحمته لتتوب عما فعلت فتقبل ويعفى عنك فضل ً منه تعالى‪) .‬وهي‬
‫الندم( على الذنب من حيث إنه ذنب‪ ،‬فالندم على شرب الخمر لضراره بالبدن‬
‫ليس بتوبة‪ ،‬ول يجب اسإتدامة الندم كإل وقت‪ ،‬بل يكفي اسإتصحابه حكما بأن ل‬
‫يقع ما ينافيه‪) .‬وتتحقق( التوبة )بالقلع( عن الذنب )وعزم أن ل يعود( إليه‬
‫)وتداركّ ما يمكن تداركإه( من حق نشأ عن الذنب كإحق القذفّ فيتداركإه‬
‫بتمكين مستحقه من المقذوفّ أو وارثه ليستوفيه أو يبرئه منه‪ ،‬فإن لم يمكن‬
‫تداركإه كإأن لم يكن مستحقه موجودا سإقط هذا الشرط كإما يسقط في توبة‬
‫ذنب ل ينشأ عنه حق الدمي‪ ،‬وكإذا يسقط القلع في توبة ذنب بعد الفراغ منه‬
‫كإشرب خمر‪ ،‬فالمراد بتحقق التوبة بهذه الشروط أنها ل تخرج فيما تتحقق به‬
‫عنها ل أنه ل بد منها في كإل توبة‪) .‬والصأح صأحتها(‪ :‬أي التوبة )عن ذنب ولو‬
‫نقضت( بأن عاود التائب ذنبا تاب منه فهذه المعاودة ل تبطل التوبة السابقة‪،‬‬
‫بل هي ذنب آخر يوجب التوبة‪ ،‬وقيل ل تصح التوبة السابقة )أو( كإانت التوبة‬
‫)مع الصأرار على( ذنب )كإبير(‪ ،‬وقيل ل تصح )و( الصأح )وجوبها عن( ذنب‬
‫)صأغير(‪ ،‬وقيل ل تجب لتكفيره باجتناب الكبائر‪ ،‬قال تعالى‪} :‬إن تجتنبوا كإبائر‬
‫ما تنهون عنه نكفر عنكم سإيئاتكم{‪.‬‬

‫)وإن شككت في الخاطر أمأمور( به )أم منهي( عنه )فأمسك( عنه حذرا من‬
‫الوقوع في المنهى عنه‪) .‬ففي متوضىء يشك( في )أن ما يغسله( غسلة‬
‫)ثالثة( فتكون مأمورا بها‪) .‬أو رابعة( فتكون منهيا عنها‪) .‬قيل( أي قال الشيخ‬
‫أبو محمد الجويني‪) .‬ل يغسل( خوفّ الوقوع في المنهي عنه‪ ،‬والصأح أنه‬
‫يغسل لن التثليث مأمور به ولم يتحقق قبل هذه الغسلة ويأتى بها‪) .‬وكإل‬
‫واقع( في الوجود ومنه الخاطر وفعله وتركإه كإائن‪) .‬بقدرة الله وإرادته فهو(‬
‫در( الله )له‬‫تعالى )خالق كإسب العبد(‪ :‬أي فعله الذي هو كإاسإبه ل خالقه بأن )ق ّ‬
‫قدرة(‪ :‬هي اسإتطاعته )تصلح للكسب ل لليجاد(‪ ،‬بخلفّ قدرة الله فإنها‬
‫لليجاد ل للكسب‪) ،‬فالله( تعالى )خالق ل مكتسب والعبد بعكسه(‪ :‬أي‬
‫مكتسب ل خالق فيثاب ويعاقب على مكتسبه الذي يخلقه الله عقب قصده له‪،‬‬
‫وهذا أي كإون فعل العبد مكتسبا له مخلوقا لله توسإط بين قول المعتزلة‪ :‬إن‬
‫العبد خالق لفعله لنه يثاب ويعاقب عليه‪ ،‬وقول الجبرية إنه ل فعل للعبد أصأل‪ً،‬‬
‫وهو آلة محضة كإالسكين بيد القاطع‪ ،‬وقد يقع في كإلم بعض العارفين ما يوهم‬
‫الخبر من نفيهم الختيار‪ ،‬والفعل عن أنفسهم‪ ،‬ومرادهم عدم الملحظة لذلك‬
‫لسإتغراقهم في النظر إلى ما منه تعالى ل إلى ما منهم‪.‬‬

‫)والصأح أن قدرته(‪ :‬أي العبد وهي صأفة يخلقها الله عقب قصد الفعل بعد‬
‫سإلمة السإباب واللت‪) .‬مع الفعل(‪ ،‬لنها عرض فل تتقدم عليه وإل لزم‬
‫وقوعه بل قدرة لمتناع بقاء العراض‪ ،‬وقيل قبله لن التكليف قبله فلو لم تكن‬
‫القدرة قبله لزم تكليف العاجز‪ ،‬ورد ّ بأن صأحة التكليف تعتمد القدرة بمعنى‬
‫سإلمة السإباب واللت ل بالمعنى السابق‪ ،‬وهذا من زيادتي‪ .‬وإذا كإان العبد‬
‫مكتسبا ل خالقا لكون قدرته للكسب ل لليجاد وكإانت قدرته مع الفعل‪،‬‬
‫)فـ(ـنقول )هي(‪ :‬أي القدرة من العبد‪) .‬ل تصلح للضدين(‪ :‬أي التعلق بهما‪،‬‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫وإنما تصلح للتعلق بأحدهما وهو ما يقصده العبد‪ ،‬إذ لو صألحت للتعلق بهما لزم‬
‫اجتماعهما لوجوب مقارنتهما للقدرة المتعلقة‪ ،‬بل قالوا‪ :‬إن القدرة الواحدة ل‬
‫تتعلق بمقدورين مطلقا سإواء أكإانا متضادين أم متماثلين أم مختلفين ل معا ول‬
‫على البدل‪ ،‬والقول بأنها تصلح للتعلق بالضدين على البدل فتتعلق بهذا بدل ً‬
‫عن تعلقها بالخر‪ ،‬وبالعكس إنما يستقيم تفريعه على أنها قبل الفعل ل معه‬
‫الذي الكلم فيه‪ ،‬أما على القول بأن العبد خالق لفعله فقدرته كإقدرة الله‬
‫تعالى‪ ،‬فتوجد قبل الفعل وتصلح للتعلق بالضدين على البدل ل على الجمع لن‬
‫القدرة إنما تتعلق بالممكن واجتماع الضدين ممتنع‪.‬‬

‫)و( الصأح )أن العجز( من العبد )صأفة وجودية تقابل القدرة تقابل الضدين(‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هو عدم القدرة عما من شأنه القدرة فالتقابل بينهما تقابل العدم‬
‫والملكة كإما أن المر كإذلك على القول‪ ،‬بأن العبد خالق لفعله‪ ،‬فعلى الول في‬
‫الزمن معنى ل يوجد في الممنوع من الفعل مع اشتراكإهما في عدم التمكن من‬
‫الفعل‪ ،‬وعلى الثاني ل بل الزمن ليس بقادر والممنوع قادر أي من شأنه القدرة‬
‫بطريق جري العادة‪) .‬و( الصأح )أن التفضيل بين التوكإل والكإتساب يختلف‬
‫باختلفّ الناس(‪ :‬فمن يكون في توكإله ل يتسخط عند ضيق الرزق عليه‪ ،‬ول‬
‫يتطلع لسؤال أحد من الخلق‪ ،‬فالتوكإل في حقه أفضل لما فيه من الصبر‬
‫والمجاهدة للنفس‪ ،‬ومن يكون في توكإله بخلفّ ما ذكإر‪ ،‬فالكإتساب في حقه‬
‫أفضل حذرا من التسخط والتطلع‪ ،‬وقيل الفضل التوكإل‪ ،‬وهو هنا الكف عن‬
‫الكإتساب والعراض عن السإباب اعتمادا للقلب على الله تعالى‪ ،‬وقيل‬
‫الفضل الكإتساب وإذا اختلف التفضيل بينهما باختلفّ الناس‪) ،‬فإرادة التجريد(‬
‫عما يشغل عن الله تعالى‪) .‬مع داعية السإباب( من الله في مريد ذلك )شهوة‬
‫خفية( من المريد‪) ،‬وسإلوكّ السإباب( الشاغلة عن الله )مع داعية التجريد( من‬
‫الله في سإالك ذلك‪) .‬انحطاط( له )عن الرتبة العلية( إلى الرتبة الدنية‪،‬‬
‫فالصألح لمن قدر الله فيه داعية السإباب سإلوكإها دون التجريد ولمن قدر الله‬
‫فيه داعية التجريد سإلوكإه دون السإباب‪) .‬وقد يأتي الشيطان( للنسان‬
‫)باطراح جانب الله تعالى في صأورة السإباب أو بالكسل في صأورة التوكإل(‪،‬‬
‫كإيدا منه‪ ،‬كإأن يقول لسالك التجريد الذي سإلوكإه له‪ :‬أصألح من تركإه له إلى‬
‫متى تتركّ السإباب‪ ،‬ألم تعلم أن تركإها يطمع القلوب لما في أيدي الناس‪،‬‬
‫فاسإلكها لتسلم من ذلك‪ ،‬وينتظر غيركّ منك ما كإنت تنتظره من غيركّ ويقول‬
‫لسالك السإباب الذي سإلوكإه لها‪ :‬أصألح من تركإه لها لو تركإتها وسإلكت‬
‫التجريد‪ ،‬فتوكإلت على الله لصفا قلبك‪ ،‬وأتاكّ ما يكفيك من عند الله فاتركإها‬
‫دي تركإها الذي هو‬
‫ليحصل لك ذلك‪ .‬فيؤ ّ‬

‫غير أصألح له إلى الطلب من الخلق والهتمام بالرزق‪.‬‬

‫)والموفق يبحث عنهما(‪ :‬أي عن هذين المرين اللذين يأتي بهما الشيطان في‬
‫صأورة غيرهما لعله أن يسلم منهما‪) ،‬ويعلم( مع بحثه عنهما‪) ،‬أنه ل يكون إل ما‬
‫يريد( الله كإونه أي‪ :‬وجوده منهما أو من غيرهما‪.‬‬
‫ب الصأول‪) ،‬بحمد الله وعونه جعلنا الله به(‪ ،‬لما أملناه‬‫م الكتاب( أي ل ّ‬
‫)وقد ت ّ‬
‫غاية الوصول في شرح لب الصول‬
‫مكتبة مشكاة السإلمية‬
‫ديقين{‪ :‬أي‬ ‫من كإثرة النتفاع به‪) ،‬مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والص ّ‬
‫أفاضل أصأحاب النبيين لمبالغتهم في الصدق والتصديق‪) ،‬والشهداء(‪ :‬أي‬
‫القتلى في سإبيل الله‪) ،‬والصالحين( غير من ذكإر‪) ،‬وحسن أولئك رفيقا(‪ :‬أي‬
‫رفقاء في الجنة بأن نستمتع فيها برؤيتهم وزيارتهم والحضور معهم‪ ،‬وإن كإان‬
‫مقرهم في درجات عالية بالنسبة إلى غيرهم‪ ،‬ومن فضل الله تعالى على‬
‫غيرهم أنه قد رزق الرضا بحاله‪ ،‬وذهب عنه اعتقاد أنه مفضول انتفاء للحسرة‬
‫في الجنة التي تختلف المراتب فيها على قدر العمال‪ ،‬وعلى قدر فضل الله‬
‫على من يشاء من عباده‪ ،‬وصألى الله وسإلم على سإيدنا محمد وآله وصأحبه كإلما‬
‫ذكإره الذاكإرون وغفل عن ذكإره الغافلون‪.‬‬

You might also like