Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أظهر بدائع مصنوعاته على أحسن نظام ،وخص من بينها من
شاء بمزيد الطول والنعام ،ووفقه وهداه إلى دين السإلم ،وأرشده إلى طريق
معرفة السإتنباط لقواعد الحكام ،لمباشرة الحلل وتجنب الحرام ،وأشهد أن ل
إله إل الله وحده ل شريك له ذو الجلل والكإرام ،وأشهد أن سإيدنا محمدا عبده
ورسإوله المفضل على جميع النام ،صألى الله وسإلم عليه وعلى آله وصأحبه
الغّر الكرام.
وبعد ،فهذا شرح لمختصري المسمى بـ
) لب الصأول( الذي اختصرت فيه جمع الجوامع يبين حقائقه ،ويوضح دقائقه،
ويذلل من اللفظ صأعابه ،ويكشف عن وجه المعاني نقابه ،سإالكا فيه غالبا
عبارة شيخنا العلمة ،المحقق الفهامة الجلل المحلي لسلسإتها وحسن
تأليفها ،وروما لحصول بركإة مؤلفها ،وسإميته» :غاية الوصأول إلى شرح لب
الصأول« .والله أسإأل أن ينفع به وهو حسبي ونعم الوكإيل.
)بسم الله الرحمن الرحيم( :أي أؤلف أو أبتدىء تأليفي ،والباء للمصاحبة
ليكون ابتداء التأليف مصاحبا لسإم الله تعالى المتبّركّ بذكإره ،وقيل :للسإتعانة
و .وقيل :من الوسإم وهو نحو :كإتبت بالقلم ،والسإم من السموّ وهو العل ّ
العلمة ،والله علم للذات الواجب الوجود المستحق لجميع الصفات الجميلة،
والرحمن الرحيم صأفتان بنيتا للمبالغة من رحم ،والرحمن أبلغ من الرحيم ،لن
زيادة البناء تدل على زيادة المعنى كإما في قطع وقطع.
)الحمد لله الذي وفقنا( :أي خلق فينا قدرة) .للوصأول إلى معرفة الصأول(:
فيه براعة السإتهلل ،والحمد لغة الثناء باللسان على الجميل الختياري على
جهة التبجيل والتعظيم ،وعرفا فعل ينبىء عن تعظيم المنعم من حيث إنه منعم
على الحامد أو غيره ،وابتدأت بالبسملة والحمدلة اقتداء بالكتاب العزيز وعمل ً
ل ل َ يبدأ فيه بب ْ
سم ِ الله الّرحمن الّرحيم« ل أمرٍ ذي َبا ٍ بخبر أبي داود وغيره» :كإ ُ ّ
دمت البسملةم« أي :مقطوع البركإة ،وق ّ وفي رواية» :بالحمد لله فَُهو أ ْ
جذ َ ُ
عمل ً بالكتاب والجماع ،والحمد مختص بالله ،كإما أفادته الجملة سإواء جعلت
أل فيه للسإتغراق أم للجنس أم للعهد ،كإما بينت ذلك في شرح البهجة وغيره.
سر لنا سإلوكّ( :أي دخول) .مناهج( :جمع منهج أي طرق حسنة) .بـ( سإبب )وي ّ
وة أودعها في العقول( :جمع عقل وهو غريزة يتبعها العلم بالضروريات عند )ق ّ
سإلمة اللت ،وقد بسطت الكلم عليه في شرح لداب البحث) .والصلة(:
وهي من الله رحمة ومن الملئكة اسإتغفار ،ومن الدمي تضّرع ودعاء.
)والسلم( :بمعنى التسليم) .على محمد( :نبينا ،ومحمد علم منقول من اسإم
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
مى به نبينا بإلهام من الله تعالى تفاؤل ً بأنه يكثر حمد
مفعول المضعف تس ّ
الخلق له لكثرة صأفاته الجميلة) .وآله( :هم مؤمنوا بني هاشم وبني المطلب.
)وصأحبه( :هو عند سإيبويه إسإم جمع لصحابة بمعنى الصحابي ،وهو كإما سإيأتي
من اجتمع مؤمنا بنبينا صألى الله عليه وسإّلم ،وعطف الصحب على الل
الشامل لبعضهم لتشمل الصلة والسلم باقيهم ،وجملتا الحمد والصلة
والسلم على من ذكإر خبريتان لفظا إنشائيتان معنى ،إذ القصد بالولى الثناء
على الله بأنه مالك لجميع الحمد من الخلق ،وبالثانية إيجاد الصلة والسلم ل
العلم بذلك ،وإن كإان هو القصد بهما في الصأل) .الفائزين( :أي الناجين
دم عليه هنا وفيما يأتيوالظافرين )من الله( :متعلق بقولي) :بالقبول( :ق ّ
رعاية للسجع ،ويجوز تعلقه بما قبله.
)وبعد( :يؤتى بها للنتقال من أسإلوب إلى أسإلوب آخر ،وأصألها أما بعد بدليل
لزوم الفاء في حيزها غالبا لتضمن أما معنى الشرط والصأل مهما يكن من
شيء بعد البسملة والحمدلة والصلة والسلم على من ذكإر) .فهذا( :المؤلف
الحاضر ذهنا )مختصر( :من الختصار ،وهو تقليل اللفظ وتكثير المعنى) .في
الصألين( :عبر به دون الصأولين أي أصأول الفقه وأصأول الدين ،إيثارا للتخفيف
وفّ.والختصار) .وما معهما( :من المقدمات والتقليد وآداب الفتيا وخاتمة التص ّ
)احتضرت فيه جمع الجوامع للعلمة( :شيخ السإلم عبد الوهاب) .التاج( :ابن
المام شيخ السإلم تقي الدين) .السبكي رحمه الله( :وتغمده بغفرانه ،وكإساه
حِلي رضوانه) .وأبدلت منه( :أي من جمع الجوامع) .غير المعتمد والواضح ُ
بهما( :أي بالمعتمد والواضح) .مع زيادات حسنة( :سإتقف عليها إن شاء الله
تعالى) .ونبهت على خلفّ المعتزلة( :ولو مع غيرهم) .بعندنا و( :على خلفّ
)غيرهم( :وحده) .بالصأح غالبا( :فيهما) .وسإميته لب الصأول راجيا( :أي
مؤملً) .من الله( تعالى) .القبول وأسإأله النفع به( :لمؤلفه وقارئه ومستمعه
و) .وينحصر مقصوده( :أي لب وسإائر المؤمنين) .فإنه خير مأمول( :أي مرج ّ
الصأول) .في مقدمات( :بكسر الدال كإمقدمة الجيش من قدم اللزم بمعنى
تقدم ،وبفتحها على قلة كإمقدمة الرجل في لغة من قدم المتعدي أي :في أمور
متقدمة أو مقدمة على المقصود بالذات للنتفاع بها فيه مع توقفه على بعضها،
كإتعريف الحكم وأقسامه ،إذ يثبتها الصأولي تارة وينفيها أخرى كإما سإيجيء.
)وسإبعة كإتب( :في المقصود بالذات ،خمسة في مباحث أدلة الفقه :الكتاب
والسنة والجماع والقياس والسإتدلل .والسادس في التعادل والتراجيح.
والسابع في الجتهاد ،وما يتبعه من التقليد وأدب الفتيا وما ضم إليه من علم
الكلم المفتتح بمسألة التقليد في أصأول الدين المختتم بما يناسإبه من خاتمة
التصوفّ ،وهذا الحصر من حصر الكلي
المقدمات
وره طالبه بما يضبط
أي :مبحثها .افتتحهتا كإالصأل بتعريف أصأول الفقه ليتص ّ
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
مسائله الكثيرة ،ليكون على بصيرة في تطلبها ،إذ لو تطلبها قبل بطلها لم يأمن
ن
فوات ما يرجيه وصأرفّ الهمة إلى ما ل يعنيه فقلت) :أصأول الفقه( :أي الف ّ
المسمى بهذا اللقب المشعر بمدحه بابتغاء الفقه عليه ،إذ الصأل ما يبنى عليه
غيره) .أدلة الفقه الجمالية( :أي غير المعينة كإمطلق المر والجماع من حيث
إنه يبحث عن أّولهما ،بأنه الوجوب حقيقة ،وعن ثانيهما بأنه حجة) .وطرق
اسإتفادة جزئياتها( :التي هي أدلة الفقه التفصيلية المستفاد هو منها ،والمراد
بالطرق المرجحات التي أكإثرها في الكتاب السادس) .وحال مستفيدها( :أي:
وصأفات مستفيد جزئيات أدلة الفقه الجمالية ،وهو المجتهد لنه الذي يستفيدها
بالمرجحات عند تعارضها دون المقلد ،والمراد بصفاته شرائطه التية في
الكتاب السابع ،ويعبر عنها بشروط الجتهاد ،وخرج بأدلة الفقه غير الدلة
كإالفقه ،وأدلة غير الفقه كإأدلة الكلم وبعض أدلة الفقه وبالجمالية التفصيلية
وإن لم يتغاير إل بالعتبار :كإأقيموا الصلة ول تقربوا الزنا ،وصألته صألى الله
عليه وسإّلم في الكعبة ،فليست أصأول الفقه ،وإنما يذكإر بعضها في كإتبه
للتمثيل.
)وقيل( :أصأول الفقه )معرفتها( :أي عرفة أدلة الفقه وما عطف عليها ،ورجح
الول لن الدلة وما عطف عليها إذا لم تعرفّ لم تخرج عن كإونها أصأولً،
والصأل قال :أصأول الفقه دلئل الفقه الجمالية ،وقيل معرفتها ،ثم قال:
والصأولي العارفّ بها وبطرق اسإتفادتها ومستفيدها مخالفا في ذلك الصأوليين
باعترافه ،وقرره في منع الموانع بما ل يشفي ،وقرره شيخنا العلمة الجلل
المحلي بما ل مزيد عليه ،واسإتبعده أيضا شيخه العلمة الشمس البرماوي،
وقال :ل يعرفّ في المنسوب زيادة قيد من حيث النسبة على المنسوب إليه،
وعدلت عن قوله دلئل إلى قولي أدلة ،لن الموجود هنا جمع قلة ل جمع كإثرة،
ولما قيل إن فعائل لم يأت جمعا لسإم جنس بوزن فعيل ،وإن رد ّ بأنه أتى نادرا
كإوصأائد جمع وصأيد.
واعلم أن لكل علم مبادىء وموضوعا ومسائل ،فمبادئه ما يتوقف عليه
المقصود بالذات من تعريفه وتعريف أقسامه ،وفائدته وهي هنا العلم بأحكام
ورها.
لله وما يستمد منه ،وهو هنا علم الكلم والعربية والحكام أي تص ّ
وموضوعه :أي ما يبحث في ذلك العلم عن عوارضه الذاتية كإأدلة الفقه هنا.
ومسائله :ما يطلب نسبة محموله إلى موضوعه في ذلك العلم ،كإعلمنا هنا بأن
المر للوجوب حقيقة والنهي للتحريم كإذلك.
ورها ،لنه
)والفقه علم بحكم( :أي نسبة تامة ،فالعلم بها تصديق بتعلقها ل تص ّ
من مبادىء أصأول الفقه ،ول تصديق بثبوتها لنه من علم الكلم) .شرعي( :أي
مأخوذ من الشرع المبعوث به النبي الكريم) .عملي( :أي متعلق بكيفية عمل
قلبي أو غيره ،كإالعلم بوجوب النية في الوضوء وبندب الوتر) .مكتسب( :ذلك
العلم لمكتسبه) .من دليل تفصيلي( :للحكم .فالعلم كإالجنس ،وخرج بالحكم
ور النسان والبياض والقيام ،وبالشرعي العلم بالذات والصفة والفعل كإتص ّ
العلم بالحكم العقلي والحسي واللغوي والوضعي ،كإالعلم بأن الواحد نصف
الثنين ،وأن النار محرقة ،وأن النور الضياء ،وأن الفاعل مرفوع ،وبالعملي
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
العلم بالحكم الشرعي العلمي أي العتقادي ،كإالعلم في أصأول الفقه بأن
الجماع حجة ،والعلم في أصأول الدين بأن الله واحد ،وبالمكتسب علم الله
وجبريل بما ذكإر ،وكإذا علم النبي به الحاصأل بوحي ،وعلمنا به بالضرورة بأن
علم من الدين بالضرورة كإإيجاب الصلة والزكإاة والحج وتحريم الزنا والسرقة،
وبالدليل التفصيلي العلم بذلك للمقلد ،فإنه من المجتهد بواسإطة دليل إجمالي،
وهو أن هذا الحكم أفتاه به المفتي ،وكإل ما أفتاه به المفتي ،فهو حكم الله في
حقه فعلمه مثل ً بوجوب النية في الوضوء كإذلك ليس من الفقه ،وعبروا عن
الفقه هنا بالعلم وإن كإان لظنية أدلته ظنا كإما عبروا به في كإتاب الجتهاد ،لنه
وته قريب من العلم ،ونكرت العلم والحكم وأفردتهما ظن المجتهد الذي هو لق ّ
تبعا للعلمة البرماوي ،لن التحديد إنما هو للماهية من غير اعتبار كإمية أفرادها،
ولن في تعبيري بحكم ل بالحكام الذي عبر به الصأل كإغيره سإلمة من ورود
أن العلم بجميع الحكام ينافي قول كإل من أكإابر الفقهاء في مسائل سإئلوا
عنها :ل أدري ،وإن أجيب عنه بأنهم متهيئون للعلم بأحكامها بمعاودة النظر
وإطلق العلم على مثل هذا التهيوء شائع عرفا .يقال :فلن يعلم النحو ول يراد
أن جميع مسائله حاضرة عنده مفصلة ،بل إنه
متهيىء لذلك.
)والحكم خطاب الله( تعالى أي :كإلمه النفسي الزلي المسمى في الزل
خطابا على الصأح كإما سإيأتي) .المتعلق( :إما )بفعل المكلف( :أي البالغ
العاقل الذي لم يمتنع تكليفه تعلقا معنويا قبل وجوده أو بعد وجوده قبل البعثة،
وتنجيزيا بعد وجوده بعد البعثة ،إذ ل حكم قبلها كإما سإيأتي ذلك) .اقتضاء( :أي
طلبا للفعل وجوبا أو ندبا أو حرمة أو كإراهة أو خلفّ الولى) .أو تخييرا( :بين
الفعل وتركإه أي :إباحة فيشمل ذلك الفعل القلبي العتقادي وغيره .والقولي
وغيره والكف والمكلف الواحد كإالنبي صألى الله عليه وسإّلم في خصائصه،
والكإثر من الواحد) ،و( إما )بأعم( من فعل المكلف )وضعا وهو( الخطاب
)الوارد( بكون الشيء )سإببا وشرطا ومانعا وصأحيحا وفاسإدا( :وسإيأتي بيانها،
فيشمل ذلك فعل المكلف كإالزنا سإببا لوجوب الحد ،وغير فعله كإالزوال سإببا
لوجوب الظهر ،وإتلفّ غير المكلف كإالسكران سإببا لوجوب الضمان ،وخطاب
كإالجنس وخرج بإضافته إلى الله خطاب غيره ،وإنما وجبت طاعة الرسإول
والسيد مثل ً بإيجاب الله تعالى أياها ،وبفعل المكلف خطاب الله تعالى المتعلق
بذاته وصأفاته وذوات المكلفين والجمادات ،كإمدلول الله ل إله إل هو خالق كإل
شيء ولقد خلقناكإم ويوم نسير الجبال ،وبالقتضاء والتخيير والوضع مدلول وما
تعملون من قوله} :والله خلقكم وما تعملون{ فإنه متعلق بفعل المكلف ل
باقتضاء ول تخيير ،ول وضع بل من حيث الخبار بأنه مخلوق لله ،ول يتعلق
الخطاب التكليفي بفعل غير المكلف ووليه مخاطب بأداء ما وجب في ماله
منه ،كإما يخاطب صأاحب البهيمة بضمان ما أتلفته حيث فرط في حفظها لتنزل
ي كإصلته المثاب عليها ليس لنه فعلها حينئذ منزلة فعله ،وصأحة عبادة الصب ّ
مأمور بها كإما في البالغ ،بل ليعتادها فل يتركإها ،وبما تقرر علم أن خطاب
الوضع حكم شرعي متعارفّ ،وهو ما اختاره ابن الحاجب خلفا لما جرى عليه
الصأل ،وذلك لنه ل
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
يعلم إل بوضع الشرع كإالخطاب التكليفي ،بل قيل :إنه ل حاجة لذكإره لنه
داخل في القتضاء والتخيير ،إذ ل معنى لكون الزوال مثل ً سإببا لوجوب الظهر
إل إيجابها عنده ،ول لكون الطهارة شرطا للقدام على البيع إل إباحة القدام
عندها وتحريمه عند فقدها .وقيل :إنه ليس بحكم حقيقة لنه ليس بإنشاء بل
خبر عن ترتب آثار هذه المور عليها .قال البرماوي :وليس لهذا الخلفّ كإبير
فائدة ،بل هو خلفّ لفظي وإذا ثبت أن الحكم خطاب الله) .فل يدركّ حكم إل
من الله( :فل يدركّ العقل شيئا مما يأتي عن المعتزلة المعبر عن بعضه
بالحسن والقبح بالمعنى التي على الثر) .وعندنا( :أيها الشاعرة )أن الحسن
والقبح( :لشيء )بمعنى ترتب( المدح و)الذم حالً( والثواب )والعقاب مآلً(:
كإحسن الطاعة وقبح المعصية) .شرعيان( :أي ل يحكم بهما إل الشرع
المبعوث به الرسإل .أي :ل يدركّ إل به ول يؤخذ إل منه ،أما عند المعتزلة
فعقليان .أي :يحكم بهما العقل بمعنى أنه طريق إلى العلم بهما يمكن إدراكإه
به من غير ورود سإمع لما في الفعل من مصلحة أو مفسدة يتبعها حسنه أو
قبحه عند الله .أي :يدركّ العقل ذلك إما بالضرورة كإحسن الصدق النافع وقبح
الكذب الضار ،أو بالنظر كإحسن الكذب النافع وقبح الصدق الضار ،وقيل:
العكس .والشرع يؤكإذ ذلك أو بإعانة الشرع فيما خفي على العقل كإحسن
وال وتركإت كإالصألصأوم آخر يوم من رمضان ،وقبح صأوم أّول يوم من ش ّ
المدح والثواب للعلم بهما من ذكإر مقابلهما النسب بأصأول المعتزلة ،إذ
العقاب عندهم ل يتخلف ول يقبل الزيادة والثواب يقبلهما ،وإن لم يتخلف أيضا،
وخرج بمعنى ترتب ما ذكإر الحسن والقبح بمعنى ملءمة الطبع ومنافرته
كإحسن الحلو وقبح المر ،وبمعنى صأفة الكمال والنقص كإحسن العلم وقبح
الجهل فعقليان ،أي :يحكم بهما العقل اتفاقا) .و(عندنا )أن شكر المنعم( :وهو
صأرفّ العبد جميع ما أنعم الله به عليه من السمع وغيره إلى ما خلق له )واجب
بالشرع( :ل
بالعقل فمن لم يبلغه دعوة نبي ل يأثم بتركإه خلفا للمعتزلة) .و(عندنا )أنه ل
حكم( :متعلق بفعل تعلقا تنجيزيا )قبله( :أي الشرع أي بعثة أحد من الرسإل
لنتفاء لزمه حينئذ من ترتب الثواب والعقاب بقوله تعالى} :وما كإنا معذبين
حتى نبعث رسإولً{فّ( أي ول مثيبين فاغتنى عن ذكإر الثواب بذكإر مقابله
الظهر في تحقق معنى التكليف ،والقول بأن الرسإول في الية العقل
وتخصيص العذاب فيها بالدنيوي خلفّ الظاهر) .بل( انتقالية ل إبطالية.
)المر( :أي الشأن في وجوب الحكم )موقوفّ إلى وروده( :أي الشرع فل
مخالفة بين من عبر منا في الفعال قبل البعثة بالوقف ،ومن نفى منا الحكم
فيها .أما عند المعتزلة فالحكم متعلق به تعلقا تنجيزيا قبل البعثة ،فإنهم جعلوا
العقل حاكإما في الفعال قبل البعثة فما قضى به في شيء منها ضروري
كإالتنفس في الهواء أو اختياري لخصوصأه بأن أدركّ فيه مصلحة أو مفسدة ،أو
انتفاءهما ،فأمر قضائه فيه ظاهر ،وهو أن الضروري مقطوع بإباحته،
والختياري لخصوصأه ينقسم إلى القسام الخمسة الحرام وغيره ،لنه إن
اشتمل على مفسدة فعله فحرام كإالظلم ،أو تركإه فواجب كإالعدل ،وإل فإن
اشتمل على مصلحة فعله فمندوب كإالحسان ،أو تركإه فمكروه .،وإن لم
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
يشتمل على مفسدة ول مصلحة فمباح ،فإن لم يقض العقل في شيء منها
لخصوصأه بأن لم يدركّ فيه شيئا مما مر كإأكإل الفاكإهة فاختلف في قضائه فيه
لعموم دليله على ثلثة أقوال :أحدها :أنه محظور لن الفعل تصرفّ في ملك
الله تعالى بغير إذنه إذ العالم كإله ملك له تعالى .وثانيها :أنه مباح لن الله
تعالى خلق العبد وما ينتفع به ،فلو لم يبح له كإان خلقهما عبثا أي خاليا عن
الحكمة .وثالثها :الوقف عنهما أي ل يدري أنه محظور أو مباح مع أنه ل يخلو
عن واحد منهما ،إما ممنوع منه فمحظور أو ل فمباح ،وذلك لتعارض دليلهما،
وقد علم بطلن الثلثة مما مر من قوله تعالى} :وما كإنا معذبين حتى نبعث
رسإولً{.
تتمة :لو وقع بعد البعثة صأورة ل حكم فيها فثلثة أقوال :الحظر لية:
ل لهم{ فإنها تدل على سإبق التحريم والباحة لقوله تعالى: }يسألونك ماذا أح ّ
}خلق لكم ما في الرض جميعا{ والوقف لتعارض الدليلين.
)والصأح امتناع تكليف الغافل( :وهو من ل يدري كإالنائم والساهي ،لن مقتضى
التكليف بشيء التيان به امتثال ً وذلك يتوقف على العلم بالمكلف به والغافل ل
يعلم ذلك ،ومنه السكران وإن أجرى عليه حكم المكلف تغليظا عليه كإما
أوضحته في حاشية شرح الصأل وغيرها) .و(امتناع تكليف )الملجأ( :وهو من
يدري ول مندوحة له عما ألجىء إليه كإالساقط من شاهق على شخص يقتله ل
مندوحة له عن الوقوع عليه القاتل له ،فيمتنع تكليفه بالملجأ إليه وبنقيضه لعدم
قدرته على ذلك ،لن الّول واجب الوقوع ،والثاني ممتنعه ول قدرة له على
واحد منهما .وقيل :يجوز تكليف الغافل والملجأ بناء على جواز التكليف بما ل
يطاق كإحمل الواحد الصحرة العظيمة ،ورد ّ بأن الفائدة في التكليف بذلك من
الختبار هل يأخذ في المقدمات منتفية في تكليف من ذكإر ،وظاهر أن من ذكإر
يمتنع أن يتعلق به خطاب غير وضعي بغير الواجب والحرام أيضا ،وإن أوهم
التعبير بالتكليف قصوره عليهما) .ل المكره( :وهو من ل مندوحة له عما أكإره
عليه إل بالصبر على ما أكإره به ،فل يمتنع تكليفه بالمكره عليه ،وإن خالف
داعي الكإراه داعي الشرع ول بنقيضه ،وإن وافقه على الصأح فيهما لمكان
َ
خط َأ والّنسيا َ
ن متي ال َ
نأ ّالفعل ،لكن لم يقع الّول مع المخالفة لخبرُ» :رفِعَ ع َ ْ
ه« .ول الثاني مع الموافقة قياسإا على الّول ،وإنما وقعا مع هوا ع ََلي ِ
سإت ُك ْرِ ُ
وما ا ْ
غير ذلك لقدرته على امتثال ذلك بأن يأتي بالمكره عليه لداعي الشرع كإمن
أكإره على أداء الزكإاة فنواها عند أخذها منه ،أو بنقيضه صأابرا على ما أكإره به،
وإن لم يكلف الصبر عليه كإمن أكإره على شرب خمر فامتنع منه صأابرا على
العقوبة،
وقيل :يمتنع تكليفه بذلك لعدم قدرته على امتثاله ،إذ الفعل للكإراه ل يحصل
المتثال به ،ول يمكن التيان معه بنقيضه والقول الّول للشاعرة والثاني
للمعتزلة وصأححه الصأل ورجع عنه إلى الّول آخرا وأدرج فيما صأححه امتناع
تكليف المكره على القتل ،فاحتاج إلى الجواب عن إثم القاتل المجمع عليه بأنه
ليس للكإراه ،بل ليثاره نفسه بالبقاء على قتيله ،وعلى ما رجحناه ل يحتاج إلى
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
الجواب ،ثم ما ذكإر في تكليف المكره هو كإلم الصأوليين ،أما الفقهاء
فاضطربت
أجوبتهم فيه بحسب قوة الدليل ،فمرة قطعوا بما يوافق عدم تكليفه كإعدم
صأحة عقوده وحلها وكإالتلفظ بكلمة الكفر وقلبه مطمئن باليمان ،ومرة قطعوا
بما يوافق تكليفه كإإكإراه الحربي والمرتد على السإلم ونحوه مما هو إكإراه
بحق ،ومرة رجحوا ما يوافق الّول كإإكإراه الصائم على الفطر وإكإراه من حلف
على شيء فإنه ل يفطر ول يحنث بفعل ذلك على الراجح ،ومرة رجحوا ما
يوافق الثاني كإالكإراه على القتل فإه يأثم بالقتل إجماعا ويلزمه الضمان قودا
أو مال ً على الراجح .ل يقال التعبير بالتكليف قاصأر على الوجوب والحرمة بناء
على أن التكليف إلزام ما فيه كإلفة لنا نمنع ذلك ،فإن ما عداهما لزم للتكليف،
إذ لول وجوده لم يوجد ما عداهما أل ترى إلى انتفائه قبل البعثة كإانتفاء
التكليف) .ويتعلق الخطاب( :من أمر أو غيره فهو أعم من قوله ويتعلق المر
)عندنا( :أيها الشاعرة )بالمعدوم تعلقا معنويا( :بمعنى أنه إذا وجد بصفة
التكليف يكون مخاطبا بذلك الخطاب النفسي الزلي ل تعلقا تنجيزيا بأن يكون
حال عدمه مخاطبا ،أما المعتزلة فنفوا التعلق المعنوي أيضا لنفيهم الكلم
النفسي) ،فإن اقتضى( :أي طلب الخطاب الذي هو كإلم الله النفسي )فعل ً
غير كإف( من المكلف )اقتضاء جازما( بأن لم يجز تركإه )فإيجاب( :أي فهذا
وز تركإه )فندب أو( الخطاب يسمى أيجابا )أو( اقتضاء )غير جازم( :بأن ج ّ
اقتضى )كإفا( اقتضاء )جازما( بأن لم يجز فعله) .فتحريم أو( اقتضاء )غير جازم
بنهي مقصود( لشيء كإالنهي في خير الصحيحين» :إذا دخل أحدكإم المسجد فل
يجلس حتى يصلي ركإعتين )فكراهة( .أي فالخطاب المدلول عليه بالمقصود
يسمى كإراهة ول يخرج عن المقصود دليل المكروه إجماعا أو قياسإا ،لنه في
الحقيقة مستند الجماع أو دليل المقيس عليه ،وذلك من المقصود وقد يعبرون
عن اليجاب والتحريم بالوجوب والحرمة لنهما أثرهما ،وقد يعبرون عن
وزا فيقولون في الول :الحكم الخمسة بمتعلقاتها من الفعال كإالعكس تج ّ
إما واجب أو مندوب الخ .وفي الثاني :الفعل إما إيجاب أو ندب الخ) .أو بغير
مقصود( :وهو النهي عن تركّ المندوبات المستفاد من أوامرها ،إذ المر بشيء
يفيد النهي عن تركإه) .فخلفّ الولى( :أي فالخطاب المدلول عليه بغير
المقصود يسمى خلفّ الولى كإما يسماه متعلقه فعل ً غير كإف كإان كإفطر
مسافر ل يتضرر بالصوم كإما سإيأتي ،أو كإفا كإتركّ صألة الضحى ،والفرق بين
قسمي المقصود وغيره أن الطلب في المقصود أشد ّ منه في غيره ،والقسم
الثاي
وهو واسإطة بين الكراهة والباحة زاده جماعة من متأخري الفقهاء منهم إمام
الحرمين على الصأوليين ،وأما المتقدمون فيطلقون المكروه على القسمين،
وقد يقولون في الول مكروه كإراهة شديدة ،كإما يقال في قسم المندوب سإنة
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
مؤكإدة ،وعلى ما عليه الصأوليون يقال أو غير جازم فكراهة) .أو خير(:
الخطاب بين الفعل المذكإور والكف عنه )فإباحة( وتعبيري بخير سإالم مما يرد
على تعبيره بالتخيير من أنه يقتضي أن في الباحة اقتضاء وليس كإذلك ،وإن
كإان عن اليراد جواب وزدت غير كإف لسإلم من مقابلة الفعل بالكف الذي عبر
عنه الصأل بالتركّ هو ل يقابل به ،إذ الكف فعل والتركّ فعل هو كإف كإما
سإيأتي) .و(بما ذكإر )عرفت حدودها( :أي حدود المذكإورات من أقسام خطاب
التكليف ،فحد اليجاب مثل ً الخطاب المقتضي لفعل غير كإف اقتضاء جازما،
وأما حدود أقسام خطاب الوضع فتعرفّ من حده المشهور الذي قدمته وهو
الخطاب الوارد بكون الشيء سإببا الخ .فحد ّ السببي منه مثل ً الخطاب الوارد
بكون الشيء سإببا لحكم شيء ،وأما حدود السبب وغيره من أقسام متعلق
ن ماخطاب الوضع فسيأتي ،وكإذا حد الحد بالجامع المانع الدافع للعتراض بأ ّ
عرفّ رسإوم ل حدود ،لن المميز فيها خارج عن الماهية) .والصأح ترادفّ(
لفظي )الفرض والواجب( :أي مسماهما واحد وهو كإما علم من حد ّ اليجاب
الفعل غير الكف المطلوب طلبا جازما ،ول ينافي هذا ما ذكإره أئمتنا من الفرق
ي تطلق أو فرض بينهما في مسائل ،كإما قالوا فيمن قال :الطلق واجب عل ّ
ي ل تطلق ،إذ ذاكّ ليس للفرق بين حقيقتيهما ،بل لجريان العرفّ بذلك أو عل ّ
لصأطلح آخر كإما بينته مع زيادة تحقيق في الحاشية .ونفت الحنفية ترادفهما
فقالوا هذا الفعل إن ثبت بدليل قطعي كإالقرآن فهو الفرض كإقراءة القرآن في
الصلة الثابتة بقوله تعالى} :فاقرأوا ما تيسر من القرآن{ أو بدليل ظني كإخبر
الواحد فهو الواجب كإقراءة الفاتحة في الصلة الثابتة بخبر الصحيحين» :ل
ن َلم يقرأ
صأل َة َ لم ْ
َ
و( الصأح )أنه( أي المندوب )ل يجب( بالشروع فيه )إتمامه( :لن المندوب
يجوز تركإه وتركّ إتمامه المبطل لما فعل منه تركّ له .وقالت الحنفية يجب
إتمامه لقوله تعالى} :ول تبطلوا أعمالكم{ حتى يجب بتركّ الصلة والصوم
سه إن شاَءف ِ
م المتطوّع ُ أميُر ن َ ْ
منه إعادتهما وعورض في الصوم بخبر» :الصائ ُ
شاَء أفْط ََر« رواه الترمذي وغيره ،وصأحح الحاكإم إسإناده ،ويقاس ن َ
م وإ ْ
صأا َ
بالصوم الصلة فل تشملهما الية جمعا بين الدلة) .ووجب( إتمامه )في
النسك( من حج أو عمرة )لنه كإفرضه نية( :فإنها في كإل منهما قصد الدخول
في النسك أي التلبس به )وغيرها( كإكفارة فإنها تجب في كإل منهما بالوطء
المفسد له وكإانتفاء الخروج بالفساد ،فإن كإل ّ منهما ل يحصل الخروج منه
ي في فاسإده وغير النسك ليس نفله كإفرضه فيما ذكإر، بفساده ،بل يجب المض ّ
فالنية في نفل الصلة والصوم غيرهما في فرضهما ،والكفارة في فرض الصوم
دون نفله ودون الصلة مطلقا وبفسادهما يحصل الخروج منهما مطلقا ،ففارق
النسك المندوب غيره من باقي المندوب في وجوب إتمامه ،وتعبيري بالنسك
أعم من تعبيره بالحج ،ثم أخذت في بيان متعلق خطاب الوضع من سإبب وغيره
فقلت) :والسبب( الشرعي هنا )وصأف(وجودي أو عدمي )ظاهر منضبط
معرفّ للحكم( الشرعي ل مؤثر فيه بذاته ،أو بإذن الله أو باعث عليه كإما قال
بكل قائل كإما سإيأتي بيانها في معنى العلة ،وهذا التعريف مبين لمفهوم
السبب ،وبه عرفّ المصنف في شرح المختصر كإالمدي وعرفه في الصأل بما
يبين خاصأته ،ولذلك عدلت عنه إلى الّول والمعبر عنه هنا بالسبب هو المعبر
عنه في القياس بالعلة ،كإالزنا لوجوب الجلد ،والزوال لوجوب الظهر ،والسإكار
لحرمة الخمر ،ومن قال ل يسمى الوقت السببي كإالزوال علة نظر إلى
اشتراط المناسإبة في العلة .وسإيأتي أنها ل يشترط فيها بناء على أنها المعّرفّ
وهو الحق وخرج بمعرفّ الحكم المانع وسإيأتي.
)والشرط ما يلزم من عدمه العدم( للمشروط )ول يلزم من وجوده وجود ول
عدم( له خرج :القيد الّول المانعَ إذ ل يلزم من عدمه شيء ،وبالثاني السبب،
إذ يلزم من وجوده الوجود وزاد الصأل كإكثير في تعريفه لذاته ليدخل الشرط
المقارن للسبب ،فيلزم الوجود كإوجود الحول الذي هو شرط لوجوب الزكإاة مع
النصاب الذي هو سإبب للوجوب ،والمقارن للمانع كإالدين على القول بأنه مانع
من وجوب الزكإاة فيلزم العدم فلزوم الوجود والعدم في ذلك لوجود السبب
والمانع ل لذات الشرط وحذفه لعدم الحتياج إليه فيما ذكإر ،إذ المقتضي للزوم
الوجود والعدم إنما هو السبب والمانع ل الشرط ،ثم هو عقلي كإالحياة للعلم،
وشرعي كإالطهارة للصلة ،وعادي كإنصب السلم لصعود السطح ،ولغوي كإما
في أكإرم فلنا إن جاء أي الجائي ،وسإيأتي في مبحث التخصيص ،وتعريفي هنا
للشرط بما ذكإر وإن شمل اللغوي أنسب من تأخير الصأل له إلى مبحث
المخصص )والمانع( المراد عند الطلق كإما هنا وهو مانع الحكم) .وصأف
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
وجودي( ل عدمي )ظاهر( :ل خفي )منضبط( :ل مضطرب )معرفّ نقيض
الحكم( :أي حكم السب )كإالقتل في( :باب )الرث( :فإنه مانع من وجود الرث
المسبب عن القرابة أو غيرها لحكمة ،وهي عدم اسإتعجال الوارث موت مورثه
بقتله أما مانع السبب والعلة ول يذكإر إل مقيدا بأحدهما ،فسيأتي في مبحث
العلة )والصحة( الشاملة لصحة العبادة وصأحة غيرها من عقد وغيره )موافقة(
الفعل )ذي الوجهين( وقوعا )الشرع في الصأح( .والوجهان موافقة الشرع
ومخالفته أي :الفعل الذي يقع تارة موافقا للشرع ،وتارة مخالفا له عبادة كإان
كإصلة أو غيرها كإبيع صأحته موافقته الشرع ،بخلفّ ما ل يقع إل موافقا له
كإمعرفة الله تعالى ،إذ لو وقعت مخالفة له أيضا لكان الواقع جهل ً ل معرفة فل
يسمى الموافق له صأحيحا فصحة العبادة أخذا مما ذكإر موافقة العبادة ذات
الوجهين وقوعا الشرع ،وإن لم يسقط قضاؤها ،وهذا منسوب للمتكلمين،
وقيل صأحتها سإقوط قضائها وهذا
منسوب للفقهاء فما وافق منها الشرع ولم يسقط القضاء كإصلة من ظن أنه
متطهر ثم تبين له حدثه يسمى صأحيحا على الّول نظرا إلى ظن المكلف دون
الثاني نظرا إلى ما في نفس المر.
قال ابن دقيق العيد :وفي هذا البناء نظر لنه إن أريد بموافقة المر المر
الصألي فلم يسقط ،أو المر بالعمل بالظن ،فقد بان فساد الظن ،فيلزم أن ل
يكون صأحيحا بالتقديرين ،واسإتظهره البرماوي ويجاب بأن تبين فساد الظن
وإن اقتضى عدم تسمية ذلك صأحيحا بالنظر إلى نفس المر ل يمنع تسميته
ن ،وللسبكي وغيره هنا كإلم ذكإرته في الحاشية.صأحيحا بالنظر إلى الظ ّ
)وبصحة العبادة( :خبر لقولي )إجزاؤها أي كإفايتها في سإقوط التعبد( :أي
الطلب وإن لم يسقط القضاء )في الصأح( وقيل :إجزاؤها سإقوط قضائها
كإصحتها على القول المرجوح ،فالصحة منشأ الجزاء على القول الراجح فيهما
ومرادفة له على المرجوح فيهما) .و(بصحة )غيرها( التي هي أخذا مما مر
موافقته الشرع )ترتب أثره( أي أثر غيرها وهو ما شرع الغير له كإحل النتفاع
في البيع والتمتع في النكاح ،فالصحة منشأ الترتب ل نفس الترتب ،كإما زعمه
المدي وغيره بمعنى أنه حيثما وجدت فهو ناشىء عنها ل بمعنى أنها حيثما
وجدت نشأ عنها حتى يرد البيع قبل انقضاء الخيار ،فإنه صأحيح ولم يترتب عليه
ص الجزاء بالمطلوب( من أثره وتعبيري بغيرها أعم من تعبيره بالعقد) .ويخت ّ
ح( وقيل: واجب ومندوب ل يتجاوزهما إلى غيرهما من عقد وغيره )في الصأ ّ
يختص بالواجب ل يتجاوزه إلى غيره من المندوب وغيره ،ومنشأ الخلفّ خبر
ابن ماجة وغيره :أربع ل تجزىء في الضحى فاسإتعمل الجزاء في الضحية
وهي مندوبة عندنا واجبة عند غيرنا كإأبي حنيفة) .ويقابلها( أي الصحة )البطلن(
فهو مخالفة الفعل ذي الوجهين الشرع .وقيل :في العبادة عدم إسإقاطها
القضاء )وهو( :أي البطلن )الفساد في الصأح( :فكل منهما مخالفة ما ذكإر
الشرع وإن اختلفا في بعض
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
أبواب الفقه كإالخلع والكتابة لصأطلح آخر ،وقالت الحنفية :مخالفته الشرع بأن
كإان منهيا عنه إن كإانت لكون النهي عنه لصأله فهي البطلن كإما في الصلة
الفاقدة شرط أو ركإنا ،وكإما في بيع الملقيح لفقد ركإن من البيع أو لوصأفه فهي
الفساد كإما في صأوم يوم النحر للعراض بصومه عن ضيافة الله للناس بلحوم
الضاحي التي شرعها فيه ،وكإما في بيع الدرهم بدرهمين لشتماله على الزيادة
فيأثم به ويفيد بالقبض ملكا خبيثا أي ضعيفا ولو نذر صأوم يوم النحر صأح نذره،
لن الثم في فعله دون نذره ويؤمر بفطره وقضائه ليتخلص عن الثم ويفي
دى الصوم كإما التزمه ،فقد اعتد ّ بالفاسإد ،أمابالنذر ،ولو صأامه وفي بنذره لنه أ ّ
الباطل فل يعتد به وضعف ذلك بأن التفرقة إن كإانت شرعية فأين دليلها بل
يبطلها قوله تعالى} :لو كإان فيهما آلهة إل الله لفسدتا{ حيث سإمى الله تعالى
ما لم يثبت أصأل ً فاسإدا وإن كإانت عقلية ،فالعقل ل يحتج به في مثل ذلك
)والخلف لفظي( من زيادتي أي عائد إلى اللفظ والتسمية ،إذ حاصأله أن
مخالفة ما ذكإر الشرع بالنهي عنه لصأله كإما تسمى بطلنا هل تسمى فسادا أو
لوصأفه .كإما يسمى فسادا هل تسمى بطلنا ،فعندهم ل وعندنا نعم) .والصأح
أن الداء فعل العبادة( صأوما أو صألة أو غيرهما )أو( فعل )ركإعة( من الصلة
)في وقتها( مع فعل البقية بعده واجبة كإانت أو مندوبة ،وتعبيري بالركإعة هنا
وبدونها في القضاء أولى ن تعبيره بالبعض لما ل يخفى ،ولخبر الصحيحين:
»من أدركّ ركإعة من الصلة فقد أدركّ الصلة« أي مؤداة ،وقيل الداء فعل
العبادة في وقتها ففعل بعضها فيه ولو ركإعة وبعضها بعده ل يكون أداء حقيقة
كإما ل يكون قضاء ،كإذلك ،بل يسمى بأحدهما مجازا بتبعية ما في الوقت لما
بعده أو بالعكس ،وهذا ما عليه الصأوليون ،واعتبار الركإعة في الداء ودونها في
القضاء كإما سإيأتي ذكإره الفقهاء ،وإنما ذكإرته هنا تبعا للصأل ،والخبر المذكإور
قد ل يدل على ما ذكإروه لحتمال أنه فيمن زال
عذره كإجنون وقد بقي من الوقت ما يسع ركإعة فيجب عليه الصلة) .وهو( :أي
داة )زمن مقدر لها شرعا( موسإعا كإان كإزمن الصلواتوقت العبادات المؤ ّ
المكتوبة وسإننها أو مضيقا كإزمن صأوم رمضان أو اليام البيض ،فما لم يقدر له
زمن شرعا كإنذر ونفل مطلقين وغيرهما وإن كإان فوريا كإاليمان ل يسمى فعله
أداء ول قضاء اصأطلحا ،وإن كإان الزمن ضروريا لفعله ،ومن ذلك ما وقته
العمر كإالحج وتسمية بعضهم لوقته موسإعا مجاز ،إذ الموسإع ما يعلم المكلف
آخره وآخر العمر ل يعلمه فل يسمى فعله أداء ول قضاء اصأطلحا ،بل يسماهما
مجازا أو لغة كإأداء الدين وقضائه نبه على ذلك العلمة البرماوي.
)
و(الصأح )أن القضاء فعلها( أي العبادة )أو( فعلها )إل دون ركإعة بعد وقتها(
والفرق بين ذي الركإعة وما دونها أنها تشتمل على معظم أفعال الصلة ،إذ
معظم الباقي كإالتكرير لها فجعل ما بعد الوقت تابعا لها ،بخلفّ ما دونها ،وقيل
القضاء فعل العبادة أو بعضها ولو دون ركإعة بعد وقتها ،وبعض الفقهاء حقق
فسمى ما في الوقت أداء وما بعده قضاء) .تداركإا( بذلك الفعل )لما سإبق
لفعله مقتض( وجوبا أو ندبا سإواء كإان المقتضي من المتداركّ كإما في قضاء
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
الصلة المتروكإة بل عذر أم من غيره ،كإما في قضاء النائم الصلة والحائض
الصوم ،فإنه سإبق لفعلهما مقتض من غير النائم والحائض ل منهما ،وإن انعقد
سإبب الوجوب أو الندب في حقهما وخرج بالتداركّ إعادة الصلة المؤداة في
الوقت بعده) .و(الصأح )أن العادة فعلها( :أي العبادة )وقتها ثانيا مطلقا( سإواء
أكإان لعذر من خلل في فعلها أول ً أو حصول فضيلة لم تكن في فعلها أول ً
لكون المام أعلم أو أورع أو الجمع أكإثر أو المكان أشرفّ ،أم لغير عذر ظاهر
بأن اسإتوت الجماعتان أو زادت الولى بفضيلة ،وقيل العادة مختصة بخلل في
الّول وعليه الكإثر ،وقيل بالعذر الشامل للخلل ولحصول فضيلة لم تكن في
الّول ،وذكإر الول أن زيادتي وهو ما اختاره الصأل في شرح المختصر ،ويمكن
حمل أول كإلمه هنا عليه كإما بينته في الحاشية ،وبما ذكإر علم تعريف المؤدي
والمقضي والمعاد بأن يقال على الصأح المؤدي مثل ً ما فعل مما مر في الداء
في وقته ،وقس به الخرين وأن العادة قسم من الداء فهي أخص منه وعليه
الكإثر ،وقيل قسيم له وعليه مشى البيضاوي حيث قال :العبادة إن وقعت في
ل فأداء ،وإل فإعادة لكن كإلمه في المرصأاد وقتها المعين ولم تسبق بأداء مخت ّ
يخالفه ،وقد ذكإرته في الحاشية مع زيادة.
)والحكم( أي الشرعي إذ الكلم فيه )إن تغير( من حيث تعلقه من صأعوبة له
على المكلف )إلى سإهولة( :كإأن تغير من حرمة شيء إلى حله )لعذر مع قيام
السبب للحكم الصألي( المتخلف عنه للعذر) ،فرخصة( :أي فالحكم السهل
المذكإور يسمى رخصة وهي بإسإكان الخاء أكإثر من ضمها لغة السهولة) .واجبة
ومندوبة ومباحة .وخلفّ الولى( هذه الصفات اللزمة بيان لقسام الرخصة
الممثل لها على هذا الترتيب بقولي) :كإأكإل ميتة لمضطر )وقصر( من مسافر
بقيد زدته بقولي) :بشرطه( بأن كإره القصر أو شك في جوازه ،وكإان سإفره
يبلغ ثلث مراحل فأكإثر ولم يختلف في جواز قصره كإما هو معلوم من محله،
)وسإلم( وهو بيع موصأوفّ في الذمة بلفظ سإلم )وفطر مسافر( في زمن صأوم
واجب أصأالة أو بنذر أو قضاء ما فات بل تعد ّ )ل يضره الصوم( فإن ضره
فالفطر أولى ،والمعنى أن الرخصة كإحل المذكإورات من وجوب وندب وإباحة
وخلفّ الولى وحكمها الصألي الحرمة وأسإبابها الخبث في الميتة ،ودخول
وقتي الصلة والصوم في القصر والنظر لنه سإبب لوجوب الصلة تامة
والصوم والغرر في السلم ،وهي قائمة حال الحل وأعذار الحل الضطرار
ومشقة السفر ،والحاجة إلى ثمن الغلت قبل إدراكإها ،وسإهولة الوجوب في
أكإل الميتة لموافقته غرض النفس في بقائها ،وقيل إنه عزيمة لصعوبته ومن
الرخصة المباحة إباحة تركّ الجماعة في الصلة لمرض أو نحوه ،وحكمه
الصألي الكراهة وسإببها قائم حال الباحة ،وهو النفراد فيما يطلب فيه الجتماع
من شعائر السإلم ،وقد بينت في الحاشية كإمية أقسام الرخصة الحاصألة
بالنتقال من حكم إلى آخر ،وقضية ما ذكإر أن الرخصة ل تكون محرمة ول
َ
ن ت ُؤ َْتى ُرخصه«.
بأ ْ ح ّ ن الل ّ ُ
ه يُ ِ مكروهة ،وهو كإما قال العراقي ظاهره ،خبر» :إ ّ
وما قيل من أنها تكون كإذلك حيث قيل :إن السإتنجاء بذهب أو فضة يجزىء مع
أنه حرام ،وأن القصر لدون ثلث مراحل جائز مع أنه مكروه كإما قاله
الماوردي .أجيب عن أولهما :بأن السإتنجاء بما ذكإر جائز على
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
الصحيح أي :في غير ما طبع أو هيىء لذلك ،أما فيه فيجاب بأن هذه الحرمة
ليست لخصوص السإتنجاء حتى تكون رخصة ،بل لعموم السإتعمال .وعن
ثانيهما :بأن الماوردي أراد أنه مكروه كإراهة غير شديدة وهي بمعنى خلفّ
الولى ،ولك أن تقول :الرخصة إنما لم توصأف بالحرمة لصعوبتها مطلقا ،وهذا
منتف في الكراهة كإخلفّ الولى لنهما سإهلن بالنسبة إلى الحرمة.
)وإل( :أي وإن لم يتغير الحكم كإما ذكإر بأن لم يتغير كإوجوب المكتوبات أو تغير
إلى صأعوبة كإحرمة الصأطياد بالحرام بعد إباحته قبله ،أو إلى سإهولة ل لعذر
كإحل تركّ الوضوء لصلة ثانية مثل ً لمن لم يحدث بعد حرمته بمعنى أنه خلفّ
الولى ،أو لعذر ل مع قيام السبب للحكم الصألي كإإباحة تركّ ثبات واحد منا
لعشرة من الكفار في القتال بعد حرمته ،وسإببها قلتنا ولم يبق حال الباحة
لكثرتنا حينئذ ،وعذر الباحة مشقة الثبات المذكإور لما كإثرنا) .فعزيمة( :أي
فالحكم غر المتغير أو المتغير إليه الصعب أو السهل المذكإور آنفا يسمى
عزيمة ،وهي لغة القصد المصمم من عزمت على الشيء جزمت به وصأممت
عليه عزما وعزما وعزيما وعزيمة لنه عزم أمره أي قطع وحتم وصأعب على
المكلف أو سإهل ،وظاهر كإلم كإثير انقسامها إلى الحكام الستة ،وبه صأرح
الشمس البرماوي ،لكن المام الرازي خصها بغير الحرمة ،والغزالي والمدي
وغيرهما بالوجوب ،والقرافي بالوجوب والندب ،واعترض تعريفا الرخصة
والعزيمة بوجوب تركّ الصلة والصوم على الحائض ،فإنه عزيمة ويصدق به
تعريف الرخصة .وأجيب بمنع الصدق فإن الحيض وإن كإان عذرا في التركّ مانع
من الفعل ،ومن مانعيته نشأ وجوب التركّ وتقسيم الحكم إلى الرخصة
والعزيمة كإما ذكإر أقرب إلى اللغة من تقسيم المام الرازي وغيره الفعل الذي
هو متعلق الحكم إليهما) .والدليل( لغة المرشد وما به الرشاد واصأطلحا )ما(
أي شيء )يمكن التوصأل( أي الوصأول بكلفة )بصحيح النظر فيه إلى مطلوب
خبري(
بأن يكون النظر فيه من الجهة التي من شأنها أن ينتقل الذهن بها إلى ذلك
المطلوب المسماة وجه الدللة بفتح الدال أفصح من كإسرها ،والخبري ما يخبر
به ،ومعنى الوصأول إليه بما ذكإر علمه أو اعتقاده أو ظنه فالنظر هنا الفكر ل
دي إلى علم أو ظن كإما سإيأتي حذرا من التكرار ،والفكر حركإة بقيد المؤ ّ
النفس في المعقولت بخلفها في المحسوسإات ،فإنها تخييل ل فكر ،وكإأنهم
ضمنوا الحركإة اعتبار قصدها فيخرج الحدس وما يتوارد على النفس في
المعقولت بل قصد كإما في النوم والنسيان ،ويطلق الفكر أيضا على حركإة
النفس من المطالب إلى المبادىء ،ثم الرجوع منها إليها ،وشمل التعريف
الدليل القطعي كإالعالم لوجود الصانع والظني كإالنار لوجود الدخان ،وأقيموا
الصلة لوجوبها بناء على طريقة الصأوليين والفقهاء من أن مطلوبهم العمل
وهو ل يتوقف على العلم ،بخلفّ طريقة المتكلمين والحكماء ،فإن مطلوبهم
العلم ولهذا زادوا لفظة في التعريف ،فقالوا إلى العلم بمطلوب خبري فبالنظر
الصحيح في الدلة المذكإورة أي بحركإة النفس فيما تعقله منها مما من شأنه أن
ينتقل به إلى تلك المطلوبات ،كإالحدوث في الول ،والحراق في الثاني ،والمر
بالصلة في الثالث يصل إلى تلك المطلوبات بأن ترتب هكذا :العالم حادث
وكإل حادث له صأانع فالعالم له صأانع .النار شيء محرق وكإل محرق له دخان
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
فالنار لها دخان .أقيموا الصلة أمر بها وكإل أمر بشيء لوجوبه حقيقة فأقيموا
الصلة لوجوبها حقيقة ،وقالوا :يمكن التوصأل دون يتوصأل لن الشيء يكون
دليلً ،وإن لم يوجد النظر المتوصأل به فالدليل مفرد ،ويقال له المادة والمكان
يكون قبل الفكر فيه ،أما بعده فل بد من قضيتين صأغرى مشتملة على موضوع
المطلوب كإما رأيت.
وأما الدليل عند المناطقة فقضيتان فأكإثر تكون عنهما قضية أخرى فهو عندهم
مركإب ،ويقال له المادة والصورة ،وخرج بصحيح النظر فاسإده فل يمكن
التوصأل به إلى المطلوب لنتفاء وجه الدللة عنه ،وإن أدى إليه بواسإطة اعتقاد
أو ظن كإما إذا نظر في العالم والنار من حيث البساطة ،فإنهما ليسا من
دي إلى وجودهما شأنهما أن ينتقل بهما إلى وجود الصانع والدخان ،لكن يؤ ّ
ن أنهذان النظران ممن اعتقد أن العالم بسيط وكإل بسيط له صأانع ،وممن ظ ّ
كإل مسخن له دخان كإذا قيل ،وهو ظاهر في المطلوب العتقادي والظني ل
العلمي لما سإيأتي أن العلم ل يقبل النقض ،وظاهر أن الحاصأل بذلك يقبله إذا
تبين فساد النظر .وبالخبري المطلوب التصوري ،فيتوصأل إليه بالحد بأن يتصور
بتصوره كإالحيوان الناطق حدا للنسان ،وسإيأتي حد الحد الشامل لذلك ولغيره.
)والعلم( بالمطلوب الحاصأل )عندنا( أيها الشاعرة )عقبه( :أي عقب صأحيح
النظر عادة عند الشعري وغيره فل يتخلف إل خرقا للعادة كإتخلف الحراق عن
مماسإة النار ،أو لزوما عند المام الرازي وغيره ،فل ينفك أصأل ً كإوجود الجوهر
لوجود العرض) .مكتسب( للناظر )في الصأح( :لن حصوله عن نظره
المكتسب له ،وقيل ل لن حصوله اضطراري ل قدرة على دفعه فل خلفّ إل
في التسمية وهي بالمكتسب أنسب والتصحيح من زيادتي ،وكإالعلم فيما ذكإر
الظن وإن لم يكن بينه وبين أمر ما ارتباط بحيث يمتنع تخلفه عنه عقل ً أو
عادة ،لن النتيجة لزمة للقضيتين وإن كإانتا ظنيتين ،وزواله بعد حصوله ل يمنع
حصوله لزوما أو عادة وخرج بعندنا العتزلة فقالوا :النظر يولد العلم كإتوليد
حركإة اليد لحركإة المفتاح عندهم ،وعلى وزانه يقال :الظن الحاصأل متولد عن
النظر عندهم) .والحد( :لغة المنع واصأطلحا عند الصأوليين) .ما يميز الشيء
عن غيره( :ول يميز كإذلك إل ما ل يخرج عنه شيء من أفراد المحدود ،ول
يدخل فيه شيء من غيرها ،والول وهو من زيادتي مبين لمفهوم الحد ّ ولهذا
زدته ،والثاني لخاصأته وهو بمعنى قول القاضي أبي بكر الباقلني المذكإور
بقولي) :ويقال( الحد )الجامع( أي لفراد المحدود )المانع( :أي من دخول
غيرها فيه )و(يقال أيضا الحد )المطرد( :أي الذي كإلما وجد وجد لمحدود فل
يدخل فيه شيء من غير أفراد المحدود فيكون مانعا) .المنعكس( :أي الذي
كإلما وجد المحدود وجد هو فل يخرج عنه شيء من أفراد المحدود فيكون
جامعا ،فمؤدى العبارتين واحد والولى أوضح فيصدقان بالحيوان الناطق حدا
ده بالحيوان الكاتب بالفعل ،فإنه غير جامع وغير منعكس، للنسان بخلفّ ح ّ
وبالحيوان الماشي فإنه غير مانع وغير مطرد وتفسير المنعكس ،بما ذكإر
الموافق للعرفّ واللغة حيث يقال :كإل إنسان ناطق ،وبالعكس وكإل إنسان
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
حيوان ،ول عكس أظهر في معنى الجامع من تفسير ابن الحاجب وغيره له،
بأنه كإلما انتفى الحد ّ انتفى
دان فأكإثر،
المحدود اللزم لذلك التفسير ،وبما ذكإر علم أنه قد يكون للشيء ح ّ
كإقولهم الحركإة نقلة وزوال وذهاب في جهة وهو المختار ،كإما نقله الزركإشي
عن القاضي عبد الوهاب بعد نقله عن غيره خلفه.
)والكلم( النفسي )في الزل يسمى خطابا( حقيقة في الصأح بتنزيل المعدوم
الذي سإيوجد منزلة الوجود ،وقيل ل يسماه حقيقة لعدم من يخاطب به إذ ذاكّ،
وإنما يسماه حقيقة فيما ل يزال عند وجود من يفهم وإسإماعه إياه ما بلفظ
كإالقرآن ،أو بل لفظ كإما وقع لموسإى عليه الصلة والسلم خرقا للعادة ،وقيل
وع( إلىسإمعه بلفظ من جميع الجهات لذلك) .و(الكلم النفسي في الزل )يتن ّ
وع إليها لعدم أمر ونهي وخبر وغيرها) .في الصأح( بالتنزيل السابق ،وقيل ل يتن ّ
وع إليها فيما ل يزال عند وجود من من تتعلق به هذه الشياء إذ ذاكّ ،وإنما يتن ّ
يتعلق به فتكون النواع حادثة مع قدم المشتركّ بينها ،وهذا يلزمه محال وهو
وجود الجنس مجردا عن أنواعه إل أن يراد أنها أنواع اعتبارية أي عوارض له
وعه إليها على الول بحسب وه عنها تحدث بحسب التعلقات كإما أن تن ّ يجوز خل ّ
التعلقات أيضا لكونه صأفة واحدة كإالعلم وغيره من الصفات ،فمن حيث تعلقه
في الزل أو فيما ل يزال بشيء على وجه القتضاء لفعله يسمى أمرا أو لتركإه
يسمى نهيا ،وعلى هذا القياس ،وأخرت كإالصأل هاتين المسألتين عن الدليل
لن موضوعهما مدلوله في الجملة والمدلول متأخر عن الدليل ،وإنما قدمتا
على النظر المتعلق بالدليل أيضا لن موضوعهما أشد ّ ارتباطا منه بالدليل لنه
مقصود من الدليل والنظر من آلت تحصيله) ).والنظر( :لغة يقال لمعان منها
دي( :أي يوصأل )إلى علم العتبار والرؤية واصأطلحا )فكر( .وتقدم تفسيره )يؤ ّ
وري ن( بمطلوب خبري فيها أو تص ّ أو اعتقاد( والتصريح به من زيادتي) ،أو ظ ّ
دي إلى ذلك كإأكإثر حديث النفس في العلم والعتقاد ،فخرج الفكر غير المؤ ّ
فليس بنظر وشمل التعريف النظر
دي إلى ذلك بواسإطة اعتقاد أو ظن الصحيح من قطعي وظني ،والفاسإد فإنه يؤ ّ
دي بنفسه كإذا قيل،
كإما مر بيانه ،وإن لم يستعمل بعضهم التأدية إل فيما يؤ ّ
ن ل إلى العلم لما مر في تعريف وظاهر أنه خاص بتأديته إلى العتقاد أو الظ ّ
الدليل) .والدراكّ( :لغة الوصأول واصأطلحا وصأول النفس إلى تمام المعنى
من نسبة أو غيرها )بل حكم( :معه من إدراكّ وقوع النسبة أو ل وقوعها
)تصور( :سإاذج ،ويسمى علما أيضا كإما علم مما مر ،أما وصأول النفس إلى
المعنى ل بتمامه فيسمى شعورا) .وبه( أي بالحكم أي والدراكّ للنسبة
ور بتصديق( أي معه كإإدراكّ النسان وطرفيها مع الحكم المسبوق بذلك) .تص ّ
والكاتب وثبوت الكتابة له ،وأن النسبة واقعة أول ً في التصديق بأن النسان
كإاتب أو أنه ليس بكاتب الصادقين في الجملة) .وهو( :أي التصديق )الحكم(
وهذا من زيادتي وهو رأي المحققين ،وقيل التصديق التصور مع الحكم ،وعليه
جرى الصأل ،فالتصورات السابقة على الحكم على هذا شطر منه ،وعلى الول
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
شرط له ،وتفسيري له بأنه إدراكّ وقوع النسبة أو ل وقوعها هو رأي متقدمي
المناطقة .قال القطب الرازي وغيره من المحققين :وهو التحقيق ،وأما
متأخروهم ففسروه بإيقاع النسبة أو انتزاعها ،وقدماؤهم قالوا اليقاع والنتزاع
ونحوهما عبارات وألفاظ :أي توهم أن للنفس بعد تصور النسبة وطرفيها فعل ً
وليس كإذلك ،فالحكم عندهم من مقولة النفعال ،وعند متأخريهم من مقولة
الفعل.
)وجازمه( أي الحكم أي والحكم الجازم )إن لم يقبل تغيرا( بأن كإان لموجب
من حس ولو باطنا أو عقل أو عادة ،فيكون مطابقا للواقع) .فعلم( كإالحكم بأن
به جوعا أو عطشا أو بأن زيدا متحركّ ممن رآه متحركإا أو بأن العالم حادث ،أو
بأن الجبل من حجر) .وإل( أي وإن قبل التغير بأن لم يكن لموجب مما ذكإر
طابق الواقع أو ل .إذ يتغير الول بالتشكيك والثاني به أو بالطلع على ما في
نفس المر) .فاعتقاد( :وهو اعتقاد )صأحيح إن طابق( الواقع كإاعتقاد المقلد
سإنية الضحى) ،وإل( :أي وإن لم يطابق الواقع )ففاسإد( :كإاعتقاد الفلسفي
قدم العالم) ،و(الحكم )غير الجازم ظن ووهم وشك لنه( :أي غير الجازم إما
)راجح( لرجحان المحكوم به على نقيضه فالظن ،أو مرجوح( لمرجوحية
المحكوم به لنقيضه فالوهم ،أو مساو( لمساواة المحكوم به من كإل من
النقيضين على البدل للخر فالشك فهو بخلفّ ما قبله حكمان ،كإما قال إمام
الحرمين والغزالي وغيرهما :الشك اعتقادان يتقاوم سإببهما .وقال بعض
المحققين :ليس الوهم والشك من التصديق أي :بل من التصور ،إذ الوهم
دد في الوقوع واللوقوع ،فما أريد مما ملحظة الطرفّ المرجوح والشك التر ّ
مر من أن العقل يحكم بالمرجوح أو المساوي عنده ممنوع على هذا ،وقد
أوضحت ذلك في الحاشية ،وقد يطلق العلم على الظن كإعكسه مجازا ،فالول
ن مؤمنات{ أي ظننتموهن والثاني كإقوله تعالى: كإقوله تعالى} :فإن علمتموه ّ
}الذين يظنون أنهم ملقو ربهم{ أي :يعلمون ويطلق الشك مجازا كإما يطلق
دد الشامل للظن والوهم ،ومن ذلك قول الفقهاء من تيقن لغة على مطلق التر ّ
ده عمل بيقينه.
طهرا أو حدثا وشك في ض ّ
)قال المحققون :ول يتفاوت( العلم )إل بكثرة المتعلقات( أي ل يتفاوت في
جزئياته فليس بعضها ولو ضروريا أقوى من بعضها ولو نظريا ،وإنما يتفاوت
بكثرة المتعلقات في بعض جزئياته دون بعض فيتفاوت فيها كإما في العلم بثلثة
دد المعلوم ،كإما هو قول بعض أشياء والعلم بشيئين ،بناء على اتحاد العلم مع تع ّ
الشاعرة قياسإا على علم الله تعالى ،والشعري وكإثير من المعتزلة على تعدد
العلم بتعدد المعلوم ،وأجابوا عن القياس بأنه خال عن الجامع ،وعلى هذا ل
يقال يتفاوت بما ذكإر ،وقيل يتفاوت العلم في جزئياته ،إذ العلم مثل ً بأن الواحد
نصف الثنين أقوى في الجزم من العلم بأن العالم حادث .وأجيب :بأن التفاوت
في ذلك ونحوه ليس من حيث الجزم ،بل من حيث غيره كإإلف النفس بأحد
المعلومين دون الخر.
)والجهل انتفاء العلم بالمقصود في الصأح( أي بما من شأنه أن يقصد ليعلم
بأن لم يدركّ ويسمى الجهل البسيط أو أدركّ على خلفّ هيئته في الواقع،
ويسمى الجهل المركإب لتركإبه من جهلين :جهل المدركّ بما في الواقع ،وجهله
بأنه جاهل به كإاعتقاد الفلسفي أن العالم قديم ،وقيل الجهل إدراكّ العلوم على
خلفّ هيئته ،فالجهل البسيط على الول ليس جهل ً على هذا ،واسإتغنى بانتفاء
العلم عن التقييد في قول بعضهم عدم العلم عما من شأنه العلم لخراج
الجماد والبهيمة عن التصافّ بالجهل لن انتفاء العلم إنما يقال فيما من شأنه
العلم بخلفّ عدم العلم ،وخرج بالمقصود غيره كإأسإفل الرض وما فيه فل
يسمى انتفاء العلم به جهل ً اصأطلحا ،والتعبير به أحسن كإما قال البرماوي من
تعبير بعضهم بالشيء ،لن الشيء ل يطلق على المعدوم بخلفّ المقصود،
ولنه يشمل غير المقصود.
)و( والصأح )أن جائز التركّ( سإواء كإان جائز الفعل أيضا أم ل) .ليس بواجب(:
وإل لمتنع تركإه والفرض أنه جائز .وقال بعض الفقهاء :يجب الصوم على
الحائض والمريض والمسافر مع جواز تركإهم له لقوله تعالى} :فمن شهد منكم
الشهر فليصمه{ وهم شهدوه ولوجوب القضاء عليهم بقدر ما فاتهم فكان
ي به بدل ً عن الفائت .وأجيب بأن شهود الشهر موجب عند انتفاء العذر ل المأت ّ
مطلقا ،وبأن وجوب القضاء إنما يتوقف على سإبب الوجوب هو هنا شهود
الشهر ،وقد وجد ل على وجوب الداء وإل لما وجب قضاء الظهر مثل ً على من
نام جميع وقتها .وقيل :يجب الصوم على المسافر دون الحائض والمريض
لقدرته عليه دونهما .وقيل :يجب عليه دونهما أحد الشهرين الحاضر أو آخر
بعده) .والخلف لفظي( :أي راجع إلى اللفظ دون المعنى لن تركّ الصوم حال
العذر جائز اتفاقا والقضاء بعد زواله واجب اتفاقا) .و( الصأح )أن المندوب
مأمور به( :أي مسمى به حقيقة كإما نص عليه الشافعي وغيره ،وقيل :ل.
والخلفّ مبني على أن أ م ر حقيقة في اليجاب كإصيغة افعل أو في القدر
المشتركّ بينه وبين الندب أي :طلب الفعل ،والترجيح من زيادته ،وعليه جرى
المدي ،أما إنه مأمور به بمعنى أنه متعلق المر أي صأيغة افعل فل نزاع فيه،
سإواء أقلنا إنها مجاز في الندب أم حقيقة فيه كإاليجاب خلفّ يأتي) .و( الصأح
)أنه( أي المندوب )ليس مكلفا به كإالمكروه( فالصأح أنه ليس مكلفا به ،وقيل
مكلف بهما كإالواجب والحرام ورجحوا الول) .بناء على أن التكليف( اصأطلحا
)إلزام ما فيه كإلفة( أي :مشقة من فعل أو تركّ) .ل طلبه( وبه فسر القاضي
أبو بكر الباقلني أي ل طلب ما فيه كإلفة على وجه اللزام أو ل .فعلى تفسير
التكليف بالّول يدخل الواجب والحرام فقط ،وعلى تفسيره بالثاني يدخل جميع
الحكام إل المباح ،لكن أدخله السإتاذ أبو إسإحاق السإفرايني من حيث وجوب
اعتقاد إباحته تتميما للقسام ،وإل فغيره مثله في ذلك وإلحاقي المكروه
بالمندوب هو
الوجه ل إلحاق المباح به كإما سإلكه الصأل ،إذ ل إلزام فيه ول طلب فل يتأتى
فيه القول بأنه مكلف به إل على ما سإلكه السإتاذ) .و( الصأح )أن المباح ليس
بجنس للواجب( :بل هما نوعان لجنس وهو فعل المكلف الذي تعلق به حكم
شرعي ،وقيل إنه جنس له لنه مأذون في فعله وتحته أنواع الواجب والمندوب
والمخير فيه والمكروه الشامل لخلفّ الولى ،واختص الواجب بفصل المنع
من التركّ ،قلنا :واختص المباح أيضا بفصل الذن في التركّ على السواء
والخلف لفظي ،إذ المباح بالمعنى الول أي :المأذون فيه جنس للواجب اتفاقا
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
وبالمعنى الثاني أي :المخير فيه وهو المشهور غير جنس له اتفاقا) .و( الصأح
)أنه( أي المباح )في ذاته غير مأمور به( :فليس بواجب ول مندوب .وقال
الكعبي :إنه مأمور به أي :واجب إذ ما من مباح إل ويتحقق به تركّ حرام ما،
فيتحقق بالسكوت تركّ القذفّ ،وبالسكون تركّ القتل ،وما يتحقق بالشيء ل
يتم إل به وتركّ الحرام واجب ،وما ل يتم الواجب إل به واجب كإما سإيجيء،
فالمباح واجب ويأتي ذلك في غيره كإالمكروه والخلف لفظي ،فإن الكعبي قائل
بأنه غير مأمور به من حيث ذاته ومأمور به من حيث ما عرض له من تحقق
تركّ الحرام به وغيره ل يخالفه فيهما ،فقولي في ذاته قيد للقول بأن المباح
غير مأمور به ل لمحل الخلفّ ،وسإيأتي ماله بذلك تعلق) .و( الصأح )أن الباحة
حكم شرعي( لنها التخيير بين الفعل والتركّ المتوقف وجوده كإبقية الحكام
على الشرع كإما مر .وقال بعض المعتزلة :ل لنها انتفاء الحرج عن الفعل
والتركّ وهو ثابت قبل ورود الشرع مستمر بعده) .والخلف( في المسائل
الثلث )لفظي( :أي راجع إلى اللفظ دون المعنى .أما في الوليين فلما مر،
وأما في الثالثة فلن الدليلين لم يتواردا على محل واحد ،فتأخيري لهذا عن
الثلث أولى من تقديم الصأل له على الخيرة.
واعلم أن ما سإلكته في مسألة الكعبي تبعت فيه هنا الكإثر ،وأولى منه ما
ملكته في الحاشية أخذا من كإلم بعض المحققين من تحريم الكلم فيها بوجه
آخر ،ومن رد دليل الكعبي بما يقتضي أن الخلفّ معنوي وإن خالف ذلك ظاهر
ح )أن الوجوب( لشيء )إذا نسخ( كإأن قال الشارع: كإلم الكعبي) .و( الصأ ّ
نسخت وجوبه أو حرمة تركإه )بقي الجواز( له الذي كإان في ضمن وجوبه من
ومه من الذن في التركّ .وقال الغزالي :ل يبقى لن الذن في الفعل بما يق ّ
نسخ الوجوب يجعله كإأن لم يكن ويرجع المر إلى ما كإان قبله من تحريم أو
إباحة أو براءة أصألية فالخلف معنوي) .وهو( أي الجواز المذكإور )عدم الحرج(
في الفعل والتركّ من الباحة أو الندب أو الكراهة بالمعنى الشامل لخلفّ
الولى) .في الصأح( :إذ ل دليل على تعيين أحدها ،وقيل :هو الباحة فقط ،إذ
بارتفاع الوجوب ينتفي الطلب فيثبت التخيير ،وقيل هو الندب فقط ،إذ
المتحقق بارتفاع الوجوب انتفاء الطلب الجازم فيثبت الطلب غير الجازم.
والحاصأل :أنه يعتبر في الجواز المذكإور رفع الحرج عن الفعل والتركّ في
القوال الثلثة ،لكنه مطلق في الول منها ومقيد باسإتواء الطرفين في الثاني،
وبترجح الفعل في الثالث فالخلف معنويّ هكذا أفهم.
مسألة :في الواجب الحرام المخيرين )المر بأحد أشياء( معينة كإما في كإفارة
اليمين) .يوجبه( :أي الحد )مبهما عندنا( وهو القدر المشتركّ بينها في ضمن
أيّ معين منها لنه المأمور به ،وقيل يوجبه معينا عند الله تعالى ،فإن فعل
المكلف المعين فذاكّ أو فعل غيره منها سإقط بفعله الواجب ،وقيل يوجبه
كإذلك ،وهو ما يختاره المكلف بأن علم الله منه أنه ل يختار سإواه ،وإن اختلف
باختيار المكلفين .وقيل :يوجب الكل فيثاب بفعلها ثواب واجبات ،ويعاقب
بتركإها عقاب تركّ واجبات ،ويسقط الكل الواجب بواحد منها ،لن المر تعلق
بكل منها بخصوصأه على وجه الكإتفاء بواحد منها .قلنا :إن سإلم ذلك ل يلزم
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
منه وجوب الكل المرتب عليه ذلك والقول الخير والثاني للمعتزلة،فهم
متفقون على نفي أيجاب واحد منهم كإنفيهم تحريمه كإما سإيجيء لما قالوا من
أن إيجاب الشيء أو تحريمه لما في تركإه ،أو فعله من المفسدة التي يدركإها
العقل ،وإنما يدركإها في المعين ،والثالث يسمى قول التراجم ،لن كإل ّ من
الشاعرة والمعتزلة تنسبه إلى الخرى فاتفق الفريقان على بطلنه) .فـ(ـعلى
الصأح )إن فعلها( كإلها )فالمختار( أنه )إن فعلها مرتبة فالواجب( أي المثاب
دىعليه ثواب الواجب الذي هو كإثواب سإبعين مندوبا )أولها( :وإن تفاوتت لتأ ّ
الواجب به من حيث إنه مبهم) .أو( فعلها كإلها )معا فأعلها( ثوابا الواجب لنه
م غيره إليه ل ينقصه عن ذلك. لو اقتصر لثيب عليه ثواب الواجب الكإمل فض ّ
)وإن تركإها( كإلها )عوقب بأدناها( عقابا إن عوقب ،لنه لو فعله فقط من حيث
إنه مبهم لم يعاقب ،فإن تساوت وفعلت معا أو تركإت فثواب الواجب والعقاب
على واحد منها .وقيل :الواجب فيما إذا تفاوتت أعلها ثوابا ،وفيما إذا تساوت
أحدها وإن فعلت مرتبة فيهما لما مر ،فإن تركإت فحكمه موافق للمختار ويثاب
ثواب المندوب في كإل قول على غير ما ذكإر لثواب الواجب ،وذكإر حكم
التساوي في المرتبة مع الترجيح في البقية من زيادتي المقتضية من
حيث الترجيح لبدال قوله في المرتبة أعلها بقولي أولها ،وبما قررته علم أن
محل ثواب الواجب والعقاب أحدها مبهما ل من حيث خصوصأه ،حتى إن
الواجب ثوابا في المرتبة أولها من حيث إنه مبهم ل من حيث خصوصأه ،وكإذا
دى به الواجب ،منها أنه يثاب عليه ثواب يقال في كإل من الزائد على ما يتأ ّ
المندوب من حيث إنه مبهم ل من حيث خصوصأه) .ويجوز تحريم واحد مبهم(
من أشياء معينة )عندنا( نحو ل تتناول السمك أو اللبن أو البيض ،فعلى المكلف
تركإه في أي معين منها ،وله فعله في غيره ،إذ ل مانع من ذلك ومنعه المعتزلة
كإمنعهم إيجابه لما مر عنهم فيهما .وزعمت طائفة منهم أنه لم ترد به اللغة،
وهذا )كإـ(ـالواجب )المخير( فيما مر فيه فالنهي عن واحد مبهم مما ذكإر يحّرمه
مبهما .وقيل يحرمه معينا عند الله تعالى ويسقط تركإه الواجب بتركإه أو تركّ
غيره منها .فالتاركّ لبعضها إن صأادفّ المحرم فذاكّ ،وإل فقد تركّ بدله ،وقيل
يحرمه كإذلك وهو ما يختاره المكلف ،وقيل يحرمها كإلها فيعاقب بفعلها عقاب
فعل محرمات ويثاب بتركإها امتثال ً ثواب تركّ محرمات ،ويسقط تركإها الواجب
بتركّ واحد منها ،فعلى الول إن تركإها كإلها امتثال ً وتفاوتت ،فالمختار أنه يثاب
على تركّ أشدها عقابا وإن فعلها مرتبة عوقب على آخرها ،وإن تفاوتت
لرتكابه المحرم به أو فعلها معا عوقب على أخفها عقابا ،فإن تساوت وفعلت
معا أو تركإت فالمعتبر أحدها .وقيل :المحرم فيما إذا فعلت ولو مرتبة أخفها
عقابا.
)مسألة :فرض الكفاية( المنقسم إليه وإلى فرض العين مطلق الفرض
السابق حده )مهم يقصد( شرعا )جزما( من زيادتي )حصوله من غير نظر
بالذات لفاعله( وإنما ينظر إليه بالتبع للفعل ضرورة أنه ل يحصل بدون فاعل
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
وشمل الحد الديني كإصلة الجنازة والمر بالمعروفّ والدنيوي كإالحرفّ
والصنائع ،وخرج عنه السنة إذ لم يجزم بقصد حصولها ،وفرض العين فإنه
منظور بالذات لفاعله حيث قصد حصوله من كإل عين أي واحد من المكلفين أو
من عين مخصوصأة كإالنبي صألى الله عليه وسإّلم فيما خص به) .والصأح أنه
دون فرض العين( :أي فرض العين أفضل منه كإما نقله الشهاب ابن العماد عن
الشافعي رضي الله عنه .قال :ونقله عنه القاضي أبو الطيب ،وذلك لشدة
اعتناء الشارع به بقصد حصوله من كإل مكلف في الغلب ،ويدل له تعليل
الصأحاب تبعا للمام الشافعي كإراهة قطع طوافّ الفرض لصلة الجنازة بأنه ل
يحسن تركّ فرض العين لفرض الكفاية .وقال إمام الحرمين وغيره :فرض
الكفاية أفضل لنه يصان بقيام البعض به جميع المكلفين عن إثمهم المترتب
على تركإهم له ،وفرض العين إنما يصان بالقيام به عن الثم الفاعل فقط
وترجيح الول من زيادتي) .و( الصأح )أنه( أي فرض الكفاية )على الكل(
لثمهم بتركإه كإما في فرض العين ،ولقوله تعالى} :قاتلوا الذين ل يؤمنون
بالله{ وهذا ما عليه الجمهور ونص عليه الشافعي في الم) .ويسقط( الفرض
)بفعل البعض( :لن المقصود كإما مر حصول الفعل ل ابتلء كإل مكلف به ول
دين عنه بأداء غيره
بعد في سإقوط الفرض عن الشخص بفعل غيره كإسقوط ال ّ
عنه ،وقيل فرض الكفاية على البعض ل الكل ورجحه الصأل وفاقا بزعمه
للمام الرازي للكإتفاء بحصوله من البعض ولية :ولتكن منكم أمة يدعون إلى
الخير{ وأجيب عن الول بما مر من أن المقصود حصول الفعل ل ابتلء كإل
مكلف به ،وعن الثاني بأنه في السقوط بفعل البعض جمعا بين الدلة ،وعلى
القول الثاني فالمختار كإما في الصأل البعض مبهم فمن قام به سإقط الفرض
بفعله،
وقيل معين عند الله تعالى يسقط الفرض بفعله وبفعل غيره كإسقوط الدين
فيما مر ،وقيل معين كإذلك وهو من قام به لسقوطه بفعله ثم مداره على
الظن ،فعلى قول الكل من ظن أن غيره فعله أو يفعله سإقط عنه ،ومن ل فل،
وعلى قول البعض من ظن أن غيره لم يفعله ول يفعله وجب عليه ومن ل فل.
واعلم أن الكل لو فعلوه معا وقع فعل كإل منهم فرضا أو مرتبا ،فكذلك ،وإن
سإقط الحرج بالولين .نعم إن حصل المقصود بتمامه كإغسل الميت لم يقع غير
الّول فرضا) .و( الصأح )أنه( أي فرض الكفاية )ل يتعين بالشروع( فيه لن
القصد به حصوله في الجملة فل يتعين حصوله ممن شرع فيه) .إل جهادا
وصألة جنازة وحجا وعمرة( فتتعين بالشروع فيها لشدة شبهها بالعيني ،ولما
في عدم التعيين في الول من كإسر قلوب الجند ،وفي الثاني من هتك حرمة
الميت ،وهذا تبعت فيه الغزالي وغيره ،وقيل يتعين فرض الكفاية بالشروع فيه
أي :يصير به كإفرض العين في وجوب إتمامه بجامع الفرضية ،وهذا ما صأححه
الصأل تبعا لبن الرفعة وهو بعيد ،إذ أكإثر فروض الكفايات ل تتعين بالشروع
فيها كإالحرفّ والصنائع وصألة الجماعة) .وسإنتها( :أي سإنة الكفاية المنقسم
إليها وإلى سإنة العين مطلق السنة السابق حده) .كإفرضها( :فيما مر لكن
م يقصد بل جزم حصوله من غير نظر )بإبدال جزما بضده( فيصدق ذلك بأنها مه ّ
بالذات لفاعله كإابتداء السلم والتسمية للكإل من جهة جماعة ،وبأنها دون سإنة
العين ،وبأنها مطلوبة من الكل ،وبأنها ل تتعين بالشروع فيها أي :ل تصير به
كإسنة العين في تأكإد طلب إتمامها على الصأح في الثلث الخيرة.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
)مسألة :الصأح أن وقت( الصلة )المكتوبة( كإالظهر )جوازا وقت لدائها( ففي
أي جزء منه أوقعت ،فقد أوقعت في وقت أدائها الذي يسعها وغيرها ،ولهذا
يعرفّ بالواجب الموسإع ،وقولي جوازا راجع إلى الوقت لبيان أن الكلم في
وقت الجواز ل في الزائد عليه أيضا من وقتي الضرورة والحرمة ،وإن كإان
الفعل فيهما أداء بشرطه .وقيل :وقت أدائها أول الوقت فإن أخرت عنه
فقضاء وإن فعل في الوقت حتى يأثم بالتأخير عن أوله ،وقيل :هو آخر الوقت
فإن قدمت عليه فتقديمها تعجيل ،وقيل هو الجزء الذي وقعت فيه من الوقت
وإن لم تقع فيه فوقت أدائها الجزء الخير من الوقت ،وقيل :إن قدمت على
آخر الوقت وقعت واجبة بشرط بقاء الفاعل مكلفا إلى آخر الوقت فإن لم يبق
كإذلك وقعت نفلً .وهذه القوال الربعة منكرة للواجب الموسإع) .و( الصأح
)أنه( أي الشأن )يجب على المؤخر( :أي مريد التأخير عن أول الوقت الذي هو
سإبب الوجوب )العزم( فيه على الفعل في الوقت كإما صأححه النووي في
مجموعه ،ونقله غيره عن أصأحابنا ليتميز به التأخير الجائز عن غيره وتأخير
الواجب الموسإع عن المندوب في جواز التأخير عن أول الوقت ،وقيل ل يجب
اكإتفاء بالفعل ،ورجحه الصأل وزعم أن الول ل يعرفّ إل عن القاضي أبي بكر
الباقلني ومن تبعه ،وأنه من هفوات القاضي ومن العظائم في الدين.
فإن قلت :يلزم على الول تعدد البدل والمبدل واحد .قلنا :ممنوع إذ ل يجب
إعادة العزم ،بل ينسحب على آخر الوقت كإانسحاب النية على أزاء العبادة
الطويلة كإما قاله إمام الحرمين وغيره.
فإن قلت :العزم ل يصلح بدل ً عن الفعل إذ بدل الشيء يقوم مقامه والعزم
ليس كإذلك .قلت :ل يخفى أن المراد بكونه بدل ً عنه أنه بدل عن إيقاعه في
أول وقته ل عن إيقاعه مطلقا والعزم قائم مقامه في ذلك.
)ومن أخر( الواجب الموسإع بأن لم يشتغل به أول الوقت مثل ً )مع ظن فوته(
بموت أو حيض أو نحوهما .وهذا أعم من قوله مع ظن الموت) .عصى( لظنه
فوت الواجب بالتأخير )و( الصأح )أنه إن بان خلفه( بأن تبين خلفّ ظنه
)وفعله( في الوقت )فأداء( فعله لنه في الوقت المقدر له شرعا وقيل فعله
قضاء لنه بعد الوقت الذي تضيق بظنه وإن بان خطؤه ،ويظهر أثر الخلفّ في
نية الداء أو القضاء وفي أنه لو فرض ذلك في الجمعة تصلى في الوقت على
الول وتقضى ظهرا ل جمعة على الثاني) .و( الصأح )أن من أخر( الواجب
المذكإور )مع ظن خلفه( :أي عدم فوته فبان خلفّ ظنه ومات مثل ً في الوقت
قبل الفعل) .لم يعص( لن التأخير جائز له والفوت ليس باختياره ،وقيل يعصى
وجواز التأخير مشروط بسلمة العاقبة ،هذا إن لم يكن عزم على الفعل ،وإن
عصى بتركإه العزم وإل فل يعصى قطعا قاله المدي) .بخلفّ ما( أي الواجب
الذي )وقته العمر كإحج( :فإن من أخره بعد أن أمكنه فعله مع ظن عدم فوته
ي وقت يمكنه فعله فيه ومات قبل فعله كإأن ظن سإلمته من الموت إلى مض ّ
يعصى على الصأح ،وإل لم يتحقق الوجوب ،وقيل ل يعصى لجواز التأخير له
وعصيانه في الحج من آخر سإني المكان على الصأح لجواز التأخير إليها ،وقيل
من أولها لسإتقرار الوجوب حينئذ ،وقيل غير مستند إلى سإنة بعينها) .مسألة(:
الفعل )المقدور( للمكلف )الذي ل يتم( أي يوجد عنده )الواجب المطلق إل به
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
واجب( :بوجوب الواجب )في الصأح( سإببا كإان أو شرطا إذ لو لم يجب لجاز
تركّ الواجب المتوقف عليه ،وقيل ل يجب بوجوبه لن الدال على الواجب
سإاكإت عنه ،وقيل يجب إن كإان سإببا كإالنار للحراق بخلفّ الشرط كإالوضوء
للصلة لن السبب أشد ارتباطا بالمسبب من الشرط بالمشروط ،وقيل يجب
إن كإان شرطا شرعيا كإالوضوء للصلة ل عقليا كإتركّ ضد الواجب ول عاديا
كإغسل جزء من الرأس بغسل الوجه ول إن كإان سإببا شرعيا كإصيغة العتاق له
أو عقليا كإالنظر للعلم عند المام
وغيره أو عاديا كإحز الرقبة للقتل ،إذ ل وجود لمشروطه عقل ً أو عادة ول
لمسببه مطلقا بدونه ،فل يقصدهما الشارع بالطلب بخلفّ الشرط الشرعي،
فإنه لول اعتبار الشرع لوجد مشروطه بدونه وخرج بالمقدور غيره كإقدر الله
وإرادته ،إذ التيان بالفعل يتوقف عليهما وهما غير مقدورين للمكلف،
وبالمطلق المقيد وجوبه بما يتوقف عليه كإالزكإاة وجوبها متوقف على ملك
النصاب ،فل يجب تحصيله فالمطلق ما ل يكون مقيدا بما يتوقف عليه وجوده
وإن كإان مقيدا بغيره كإقوله تعالى} :أقم الصلة لدلوكّ الشمس{ فإن وجوبها
مقيد بالدلوكّ ل بالوضوء والتوجه للقبلة ونحوهما) .فلو تعذر تركّ محرم إل
بتركّ غيره( من الجائز قيل كإماء قليل وقع فيه بول) .وجب( تركّ ذلك الغير
لتوقف تركّ المحرم الذي هو واجب عليه) .أو اشتبهت حليلة( لرجل من زوجة
أو أمة فتعبيري بذلك أولى وأعم من قوله :أو اختلطت منكوحة )بأجنبية( منه
)حرمتا( أي حرم قربانهما عليه ،أما الجنبية فأصأالة ،وأما الحليلة فلنه ل يعلم
الكف عن الجنبية إل بالكف عنها )وكإما لو طلق معينة( من زوجتيه مثل ً )ثم
نسيها( فإنهما يحرمان عليه لما مّر .وقد يظهر الحال في هذه والتي قبلها
فترجع الحليلة وغير المطلقة إلى ما كإانتا عليه من الحل فلم يتعذر فيهما تركّ
المحرم وحده فلم يشملهما ما قبلهما ولو شملهما لكان الولى إبدال أو بكان
ليكونا مثالين له.
)مسألة :مطلق المر( بما بعض جزئياته مكروهة كإراهة تحريم أو تنزيه )ل
يتناول المكروه( منها الذي له جهة أو جهتان بينهما لزوم )في الصأح( .وقيل:
يتناوله ،وعزى للحنفية لنا لو تناوله لكان الشيء الواحد مطلوب الفعل والتركّ
من جهة واحدة وذلك تناقض )فل تصح الصلة في الوقات المكروهة( :أي التي
كإرهت فيها صألة النفل المطلق بشرطه كإعند طلوع الشمس حتى ترتفع كإرمح
وعند اصأفرارها حتى تغرب) .ولو( قلنا إن كإراهتها فيها )كإراهة تنزيه في
الصأح(
)ومنه( أي القرآن )البسملة أول كإل سإورة في الصأح( :لنها مكتوبة كإذلك
بخط السور في مصاحف الصحابة مع مبالغتهم في أن ل يكتب فيها ما ليس
منه ،وقيل ليست منه مطلقا عند غيرنا وفي غير الفاتحة عندنا ،وإنما هي في
الفاتحة لبتداء الكتاب على عادة الله تعالى في كإتبه ،وفي غيرها للفصل بين
السور وهي منه في أثناء سإورة النمل إجماعا) .غير( أول سإورة )براءة( أما
أولها فليست البسملة من القرآن فيه جزما لنزولها بالقتال الذي ل تناسإبه
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
البسملة المناسإبة للرحمة والرفق ،وحيث قلنا إنها أول السور من القرآن فهي
على الصحيح قرآن حكما ل قطعا بمعنى أن السورة ل تتم إل بقراءتها أّولها
حتى ل تصح الصلة بتركإها أول الفاتحة ،وإنما لم نكفر جاحدها للخلفّ فيها) .ل
الشاذ( وهو ما نقل قرآنا آحادا ولم يصل إلى رتبة القراءة الصحيحة التي بيانها
كإأيمانهما في قراءة :والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما ،فإنه ليس من
القرآن) .في الصأح( :لنه لم يتواتر ول هو في معنى المتواتر ،وقيل إنه منه
حمل ً على أنه كإان متواترا في العصر الول لعدالة ناقله) .و( القراءات )السبع(
المروية عن القراء السبعة أبي عمرو ونافع وابني كإثير وعامر وعاصأم وحمزة
والكسائي )متواترة( من النبي إلينا نقلها عنه جمع يمتنع عادة تواطؤهم على
الكذب لمثلهم وهلم ،والمراد كإما قال المامان أبو شامة وابن الجزري التواتر
فيما اتفقت الطرق على نقله عن السبعة دون ما اختلفت فيه بمعنى أنه نفيت
نسبته إليهم في بعض الطرق )ولو فيما هو من قبيل الداء( بأن كإان هيئة للفظ
يتحقق بدونها )كإالمد( الزائد على المد ّ الطبيعي المعروفّ أنواعه في محله،
وكإالمالة محضة كإانت أو بين بين وكإتخفيف الهمزة بنقل أو إبدال أو تسهيل أو
دد في نحو }إياكّ نعبد{ بزيادة على أقل التشديد من مبالغة أو إسإقاط وكإالمش ّ
توسإط خلفا لبن الحاجب في إنكاره تواتر ما هو من قبيل الداء ،فقد قال
عمدة القراء والمحدثين الشمس ابن الجزري:
ل نعلم أحدا تقدم ابن الحاجب في ذلك .قال :وقد نص أئمة الصأول على تواتر
ذلك كإله ،وكإلم الصأل يميل إليه لكنه وافق في منع الموانع ابن الحاجب على
عدم تواتر المد ّ أي :مطلقه ،وتردد في تواتر المالة وجزم بتواتر تخفيف
الهمزة واسإتظهره في غير ذلك مما هو من قبيل الداء أيضا كإالمشدد في نحو
}إياكّ نعبد{ بما مّر.
)وتحرم القراءة بالشاذ( في الصلة وخارجها لنه ليس بقرآن على الصأح كإما
مّر ،وتبطل الصلة به إن غير معنى أو زاد حرفا أو نقصه وكإان عامدا عالما
بالتحريم ،كإما قاله النووي) .والصأح(وفاقا للقراء وجماعة من الفقهاء ومنهم
البغوي )أنه( أي الشاذ )ما وراء العشر( أي السبع السابقة وقراءات يعقوب
وأبي جعفر وخلف ،وقيل ما وراء السبع وهو ما عليه الصأوليون وجماعة من
الفقهاء ،ومنهم النووي فالثلثة الزائدة على هذا تحرم القراءة بها ،وعلى الّول
هي كإالسبع يجوز القراءة بها لصدق تعريف القراءة الصحيحة التي عليها،
ولنها متواترة على ما قاله في منع الموانع ووافقه تلميذه المام ابن الجزري
في موضع ،وقال في آخر :المقروء به عن القراء العشرة قسمان :متواتر
وصأحيح مستفيض متلقى بالقبول ،والقطع حاصأل بهما إذ العدل الضابط إذا
انفرد بشيء تحتمله العربية والرسإم واسإتفاض وتلقى بالقبول قطع به وحصل
به العلم ،وعلى هذا فالقراءة متواترة وصأحيحة وشاذة ،وقد بينها ابن الجزري
بأبسط مما مّر فقال :فالمتواترة ما وافقت العربية ورسإم أحد المصاحف
العثمانية ولو تقديرا وتواتر نقلها ،ومعنى ولو تقديرا ما يحتمله الرسإم كإمالك
يوم الدين فإنه رسإم بل ألف في جميع المصاحف فيحتمل حذفّ ألفه اختصارا
كإما فعل في مثله من اسإم الفاعل كإقادم وصأالح ،فهو موافق للرسإم تقديرا،
والصحيحة ما صأح سإنده بنقل عدل ضابط عن مثله إلى منتهاه ،ووافق العربية
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
والرسإم واسإتفاض نقله وتلقته الئمة بالقبول وإن لم يتواتر ،فهذه كإالمتواترة
في جواز
القراءة والصلة بها والقطع بأن المقروء بها قرآن ،وإن لم يبلغ مبلغها والشاذة
ما وراء العشرة وهو ما نقل قرآنا ولم تتلقه الئمة بالقبول ولم يستفض أو لم
ح سإنده عن أبي يوافق الرسإم ،فهذا ل تجوز القراءة ول الصلة به ،وإن صأ ّ
ح سإنده كإانت
الدرداء وابن مسعود وغيرهما ،وقراءة بعض الصحابة بها فيما صأ ّ
قبل إجماع من يعتد ّ به على المنع من القراءة بالشاذ مطلقا انتهى ملخصا
وعليه فظاهر أن مراده بالصحيحة قراءة الثلثة الزائدة على السبع.
)و( الصأح )أنه( أي الشاذ )يجري مجرى( الخبار )الحاد( في الحتجاج ،لنه
ي ول يلزم من انتفاء خصوص قرآنيته انتفاء عموم خبريته ،وقيل منقول عن النب ّ
ل يحتج به لنه إنما نقل قرآنا ولم تثبت قرآنيته ،وعلى الول احتجاج كإثير من
أئمتنا على قطع يمين السارق بقراءة أيمانهما ،وإنما لم يوجبوا التتابع في صأوم
كإفارة اليمين بقراءة متتابعات لما صأحح الدارقطني إسإناده عن عائشة رضي
الله عنها :نزلت }فصيام ثلثة أيام{ متتابعات فسقطت متتابعات أي نسخت
تلوة وحكما ،ولن الشاذ إنما يحتج به إذا ورد لبيان حكم كإما في أيمانهما
بخلفّ ما إذا ورد لبتداء الحكم ل يحتج به كإما في متتابعات على أنه قيل إنها
لم تثبت عن ابن مسعود) .و( الصأح )أنه ل يجوز ورود ما( أي لفظ )ل معنى له
في الكتاب والسنة( لنه كإالهذيان فل يليق بعاقل فكيف بالله وبرسإوله ،وقالت
الحشوية :يجوز وروده في الكتاب لوجوده فيه كإالحروفّ المقطعة أوائل
السور كإطه ونون ،وفي السنة بالقياس على الكتاب .وأجيب :بأن الحروفّ
المذكإورة لها معان .منها :أنها أسإماء للسور والكإثرون على جواز أن يقال في
ن نساء فوق اثنتين{ الكتاب والسنة زائد كإفوق في قوله تعالى} :فإن كإ ّ
ل الكلموقوله} :فاضربوا فوق العناق{ بناء على تفسير الزائد بما ل يخت ّ
بدونه ل بما ل معنى له أصألً) .و( الصأح أنه )ل( يجوز أن يرد فيهما )ما يعني به
غير ظاهره( أي معناه الخفي لنه بالنسبة إليه كإالمهمل )إل بدليل( :يبين
المراد منه كإما في العام المخصوص ،وقالت المرجئة :يجوز وروده فيهما من
غير دليل حيث قالوا :المراد باليات والخبار الظاهرة في عقاب عصاة
المؤمنين الترهيب فقط بناء على معتقدهم أن المعصية ل تضّر مع اليمان كإما
أن الكفر ل تنفع معه طاعة )و( الصأح )أنه ل يبقى( فيهما )مجمل كإلف بالعمل
به( بناء على الصأح التي من وقوعه فيهما )غير مبين( أي :باقيا على إجماله
بأن لم يتضح المراد منه إلى وفاته صألى الله
عليه وسإّلم للحاجة إلى بيانه حذرا من التكليف بما ل يطاق ،بخلفّ غير
المكلف بالعمل به ،وقيل ل يبقى كإذلك مطلقا لن الله أكإمل الدين قبل وفاته
لقوله} :اليوم أكإملت لكم دينكم{ وقيل يبقى كإذلك مطلقا قال تعالى في
متشابه الكتاب} :وما يعلم تأويله إل الله{ إذ الوقف هنا كإما عليه جمهور
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
العلماء ،وإذا ثبت في الكتاب ثبت في السنة إذ ل قائل بالفرق) .و( الصأح )أن
الدلة النقلية قد تفيد اليقين بانضمام غيرها( من تواتر ومشاهدة كإما في أدلة
وجوب الصلة ،فإن الصحابة علموا معانيها المرادة بالقرائن المشاهدة ،ونحن
علمناها بواسإطة نقل القرائن إلينا تواترا ،وقيل تفيده مطلقا وعزي للحشوية،
وقيل ل تفيده مطلقا لنتفاء العلم بالمراد منها قلنا يعلم بما ذكإر آنفا.
المنطوق والمفهوم
ل عليه اللفظ في محل النطق( أي :هذا مبحثهما) .المنطوق ما( أي معنى )د ّ
فّ{ أو حكم
حكما كإان كإتحريم التأفيف للوالدين بقوله تعالى} :فل تقل لهما أ ّ
كإزيد في نحو :جاء زيد بخلفّ المفهوم فإن دللة اللفظ عليه في محل
السكوت ل في محل النطق كإما سإيأتي) .وهو( أي اللفظ الدال في محل
النطق )إن أفاد ما( أي معنى )ل يحتمل( أي اللفظ )غيره( أي غير ذلك المعنى
)كإزيد( في نحو :جاء زيد فإنه مفيد للذات المشخصة من غير احتمال لغيرها.
)فنص( أي يسمى به )أو( أفاد )ما يحتمل بدله( معنى )مرجوحا كإالسإد( في
نحو :رأيت اليوم السإد ،فإنه مفيد للحيوان المفترس محتمل للرجل الشجاع
وهو معنى مرجوح لنه معنى مجازى والول حقيقي) .فظاهر( أي يسمى به أما
المحتمل لمعنى مساوٍ للخر كإالجون في نحو ثوب زيد جون فإنه محتمل
لمعنييه أي السإود والبيض على السواء فيسمى مجمل ً وسإيأتي.
واعلم أن النص يقال لما ل يحتمل تأويل ً كإما هنا ولما يحتمله احتمال ً مرجوحا
ل على معنى كإيف كإان ،ولدليل من كإتاب أو سإنة وهو بمعنى الظاهر ،ولما د ّ
كإما سإيأتي في القياس) .ثم( اللفظ ينقسم باعتبار آخر إلى مركإب ومفرد لنه
ل جزؤه( الذي به تركإيبه )على جزء معناه فمركإب( تركإيبا إسإناديا كإزيد)إن د ّ
قائم ،أو إضافيا كإغلم زيد ،أو تقييديا كإالحيوان الناطق) .وإل( أي وإن لم يدل
جزؤه على جزء معناه بأن ل يكون له جزء كإهمزة السإتفهام أو يكون له جزء
غير دال على معنى :كإزيد أو دال على معنى غير جزء معناه كإعبد الله علما.
)فمفرد( وقدم على تعريفه تعريف المركإب لن التقابل بينهما تقابل العدم
والملكة والعدام إنما تعرفّ بملكاتها) .ودللته( أي اللفظ )على معناه
مطابقة( :وتسمى دللة مطابقة لمطابقة أي موافقة الدال للمدلول) .وعلى
جزئه( أي جزء معناه )تضمن( :وتسمى دللة تضمن لتضمن المعنى لجزئه
المدلول) .و( على )لزمه( أي لزم معناه )الذهني( سإواء ألزمه في الخارج
أيضا أم ل )التزام( وتسمى دللة التزام للتزام المعنى أي اسإتلزامه للمدلول
كإدللة النسان على الحيوان الناطق في الول ،وعلى الحيوان أو الناطق في
الثاني ،وعلى قابل العلم في الثالث اللزم خارجا أيضا ،وكإدللة العمى أي عدم
البصر عما من شأنه البصر على البصر اللزم للعمى ذهنا المنافي له خارجا
لوجود كإل منهما فيه بدون الخر ،ودللة العام على بعض أفراده كإجاء عبيدي
وة قضايا بعدد أفراده ،كإما سإيأتي ذلك في مبحث العلم مطابقة لنه في ق ّ
فسقط ما قيل إنها خارجة عن الدللت الثلث ،وقد أوضحت ذلك في شرح
إيساغوجي ،والدللة كإون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بآخر وخرج
بإضافتها للفظ الدللة الفعلية كإدللة الخط والشارة بزيادتي الوضعية دللة
اللفظ العقلية غير اللتزامية كإدللته على حياة لفظه والطبيعية كإدللة النين
على الوجع.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
دللة إيماء وتسمى تنبيها ،وسإيأتي بيانه مع مثاله في القياس في الملك الثالث
من مسالك العلة وذكإره هنا من زيادتي وعلم من تعبيري بهي دون تعبيره
بالمنطوق أن هذه الدللت الثلث من قسم دللة اللتزام ،إذ المنطوق ينقسم
إلى صأريح وغيره فالصريح دللتا المطابقة والتضمن وغيره دللة اللتزام وهي
تنقسم إلى الدللت الثلث.
فإن قلت :دللة النسان على قابل العلم مثل ً من أي الدللت؟ قلت :من دللة
الشارة فيما يظهر.
)والمفهوم ما( أي معنى )دل عليه اللفظ ل في محل النطق( من حكم ومحله
معا كإتحريم كإذا كإما سإيأتي )فإن وافق( المفهوم )المنطوق( به )فموافقة(
ويسمى مفهوم موافقة )ولو( كإان )مساويا( للمنطوق )في الصأح ثم( هو
)فحوى الخطاب( أي يسمى به )إن كإان أولى( من المنطوق )ولحنه( أي لحن
الخطاب )إن كإان مساويا( للمنطوق والمفهوم الولى كإتحريم ضرب الوالدين
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
الدال عليه نظرا للمعنى قوله تعالى} :فل تقل لهما أفّ{ فهو أولى من تحريم
التأفيف المنطوق لكونه أشد منه في اليذاء والمساوي كإتحريم إحراق مال
اليتيم الدال عليه نظرا لمعنى آية} :إن الذين يأكإلون أموال اليتامى ظلما{
فهو مساوٍ لتحريم الكإل لمساواة الحراق للكإل في التلفّ ،وقيل ل يسمى
المساوي بالموافقة وإن كإان مثل الولى في الحتجاج به ،وعليه فمفهوم
الموافق هو الولى ويسمى الولى بفحوى الخطاب وبلحن الخطاب ،وفحوى
الكلم ما يفهم منه قطعا ولحنه معناه ،ومما يطلق فيه المفهوم على محل
الحكم كإالمنطوق قولهم المفهوم ،إما أولى من المنطوق بالحكم أو مساوٍ له
فيه ومن المعنى المعلوم به موافقة المسكوت للمنطوق نشأ خلفّ في أن
الدللة على الموافقة مفهومية أو قياسإية أو لفظية وقد بينتها بقولي) :فالدللة(
على الموافقة )مفهومية( :أي بطريق الفهم من اللفظ ل في محل النطق،
)على الصأح( والتصريح بهذا القول من زيادتي ،وقيل قياسإية :أي بطريق
القياس الولى أو المساوى المسمى ذلك بالقياس الجلي كإما سإيأتي لصدق
تعريف القياس عليه ،والعلة في المثال الول اليذاء ،وفي الثاني التلفّ ،وقيل
الدللة عليه لفظية لفهمه من اللفظ من غير اعتبار قياس ،لكن ل بمجرد اللفظ
بل مع السياق والقرائن فتكون الدللة عليه مجازية من إطلق الخص على
العم ،فالمراد من منع التأفيف منع ازيذاء ومن منع أكإل مال اليتيم منع إتلفه،
وقيل لفظية لكن ينقل اللفظ عرفا إلى العم ،فتكون الدللة عليه حقيقة
عرفية ،وعلى هذين القولين تحريم
ضرب الوالدين وتحريم إحراق مال اليتيم من المنطوق ،وإن كإانا بقرينة على
الول منهما) .وإن خالفه( أي المفهوم أي المنطوق به )فمخالفة( ويسمى
مفهوم مخالفة ودليل خطاب قيل ولحن خطاب) .وشرطه( :أي مفهوم
المخالفة ليتحقق )أن ل يظهر لتخصيص المنطوق بالذكإر فائدة غير نفي حكم
غيره( :أي حكم السكوت) .كإأم خرج( المذكإور )للغالب في الصأح( كإما في
قوله تعالى }وربائبكم اللتي في حجوركإم{ إذ الغالب كإون الربائب في حجور
الزواج أي تربيتهم ،وقيل ل يشترط انتفاء موافقة الغالب لن المفهوم من
مقتضيات اللفظ فل يسقطه موافقة الغالب وهو مندفع بما يأتي) .أو لخوفّ
تهمة( من ذكإر المسكوت كإقول قريب عهد بالسإلم لعبده بحضور المسلمين
تصدق بهذا على المسلمين ،ويريد وغيرهم وتركإه خوفا من تهمته بالنفاق) .أو
لموافقة الواقع( ،كإما في قوله تعالى؛ }ل يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من
دون المؤمنين{ نزل في قوم من المؤمنين والو اليهود دون المؤمنين) .أو(
لجواب )سإؤال( عن المذكإور) .أو لـ(ـبيان حكم )حادثة( تتعلق به) ،أو لجهل
بخكمه( دون حكم المسكوت) ،أو عكسه( أي أو لجهل بحكم المسكوت دون
حكم المنطوق ،وذلك كإما لو سإئل رسإول الله صألى الله عليه وسإّلم هل في
النعم السائمة زكإاة ،أو قبل بحضرته لفلن غنم سإائمة أو خاطب من جهل حكم
الغنم السائمة دون المعلوفة ،أو كإان هو عالما بحكم السائمة دون المعلوفة،
فقال» :في الغنم السمائمة زكإاة« .وإنما لم يجعلوا جواب المسؤول والحادثة
صأارفين للعام عن عمومه كإنظيره هنا لقوة اللفظ فيه بالنسبة إلى مفهوم
المخالفة حتى عزى إلى الشافعي والحنفية أن دللة العام على كإل فرد من
أفراده قطعية ،وإنما اشترطوا للمفهوم انتفاء المذكإورات لنها فوائد ظاهرة
وهو فائدة خفية فأخر عنها ،وبذلك اندفع توجيه الوجه السابق والمقصود مما
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
مر أنه ل مفهوم للمذكإور في المثلة المذكإورة ونحوها ،ويعلم حكم المسكوت
فيها من خارج بالمخالفة كإما في الغنم
المعلوفة لما سإيأتي ،أو بالموافقة كإما في آية الربيبة للمعنى ،وهو أن الربيبة
حرمت لئل يقع بينها وبين أمها التباغض لو أبيحت نظرا للعادة في مثل ذلك،
دم خلفّ في أن الدللة في مفهوم سإواء أكإانت في حجر اتلزوج أم ل وتق ّ
الموافقة على حكم المسكوت قياسإية أو ل .وقد حكيته هنا مع ما يترتب عليه
بقولي) :ول يمنع( ما يقتضي تخصيص المذكإور بالذكإر )قياس المسكوت
بالمنطوق( ،بأن كإان بينهما علة جامعة لعدم معارضته له) ،فل يعمه( أي
المسكوت المشتمل عى العلة )لمعروض( للمذكإور من صأفة أو غيرها لوجود
العارض ،وإنما يلحق به قياسإا) .وقيل يعمه( إذ عارضه بالنسبة إلى المسكوت
كإأنه لم يذكإر فيمتنع القياس ،وإنما عبرت كإالصأل بالمعروض أي اللفظ دون
الموصأوفّ لئل يتوهم ،كإما قال في منع المانع اختصاص ذلك بمفهوم الصفة
وليس كإذلك) .وهو( أي :مفهوم المخالفة بمعنى محل الحكم )صأفة( :أي
مفهوم صأفة والمراد بها لفظ مقيد لخر وليس بشرط ول اسإتثناء ول غاية ل
النعت فقط )كإالغنم السائمة وسإائمة الغنم( أي الصفة كإالسائمة في الّول من
في الغنم السائمة زكإاة ،وفي الثاني من في سإائمة الغنم زكإاة قدم من تأخير
وكإل منهما يروى حديثا) .وكإالسائمة( من في السائمة زكإاة )في الصأح(
المعز ،وللجمهور لدللته على السوم الزائد على الذات بخلفّ اللقب ،وقيل
ليس من الصفة ،ورجحه الصأل لختلل الكلم بدونه كإاللقب ودفع بما مّر آنفا.
)والمنفي( عن محلية الزكإاة )في( المثالين )الولين معلوفة الغنم على
المختار( فيهما ،وهو ما رجحه المام الرازي وغيره.
)
وفي( المثال )الثالث معلوفة النعم( من إبل وبقر وغنم ،وقيل المنفي في
الولين معلوفة النعم ولم يرجح الصأل منهما شيئا ،بل قال :وهل المنفي غير
سإائمتها أو غير مطلق السوائم؟ قولن .فالترجيح في المنفي في الّولين مع
ذكإره في الثالث من زيادتي ،وقد بينت ما في الثالث وما ذكإرته من الجمع بين
الّولين كإالصأل هنا أولى من فرقه في منع الموانع بينهما بأن الخلفّ خاص
بأولهما ،وبأن المنفي في الثاني سإائمة غير الغنم ل غير السائمة بناء على أن
الصفة فيه لفظ الغنم على وزان »مطل الغني ظلم«.
)ومنها( :أي من الصفة بالمعنى السابق )العلة( نحو أعط السائل لحاجته أي
المحتاج دون غيره) .والظرفّ( زمانا أو مكانا نحو :سإافر غدا أي ل في غيره،
واجلس أمام فلن أي :ل في غيره من بقية جهائه) .والحال( نحو أحسن إلى
ن أولت حمل فأنفقوا العبد مطيعا أي ل عاصأيا) .والشرط( نحو} :وإن كإ ّ
ن) .وكإذا الغاية( في الصأح نحو:
ن ل يجب النفاق عليه ّن{ أي فغيره ّعليه ّ
ل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره{ أي فإذا نكحته تحل }فإن طلقها فل تح ّ
للول بشرطه ،وقيل الغاية منطوق أي بالشارة لتبادره إلى الذهان ،وأجاب
الول بأنه ل يلزم من ذلك أن يكون منطوقا) .وتقديم المعمول( بقيد زدته
بقولي) :غالبا( في الصأح نحو }إياكّ نعبد{ أي ل غيركّ ،وقيل ل يفيد الحصر،
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
وإنما أفاده في }إياكّ نعبد{ للقرينة ،وهي العلم بأن قائليه أي المؤمنين ل
يعبدون غير ذلك) .والعدد( في الصأح نحو} :فاجلدوهم ثمانين جلدة{ أي ل
أكإثر ول أقل ،وهذا ما نقله الشيخ أبو حامد وغيره عن الشافعي وإمام الحرمين
عنه وعن الجمهور ،وقيل ليس منها .وعزاه النووي إلى جماهير الصأوليين ،لكن
تعقبه ابن الرفعة وتعجب منه مع أن ما نقله معارض بما مر عن المام.
)ويفيد الحصر إنما بالكسر في الصأح( لشتمالها على نفي واسإتثناء تقديرا
نحو} :إنما إلهكم الله{ أي ل غيره والله المعبود بحق ونحو :إنما زيد قائم أي
ن المؤكإدة وما الزائدة الكافة فل نفي ل قاعد مثلً ،وقيل ليست للحصر لنها إ ّ
فيها ،وقيل للحصر منطوقا أي بالشارة أما أنما بالفتح نحو} :اعلموا أنما الحياة
الدنيا لعب ولهو وزينة{ الية فليست لحصر بناء على بقاء أن فيها على
مصدريتها مع كإفها بما ،والمعنى اعلموا حقارة الدنيا فل تؤثروها على الخرة
الجليلة ،فبقاء أن في الية على المصدرية كإافّ في حصول المقصود بها من
تحقير الدنيا ،وقيل للحصر كإأصألها إنما بالكسر ،والمراد أن الدنيا ليست إل هذه
المور المحقرات أي :ل القرب فإنها من أمور الخرة لظهور ثمرتها فيها بقولي
من زيادتي في الصأح راجع إلى المسائل الربع )و( نحو )ضمير الفصل(نحو:
ي أي ناصأر) .و( نحو )ل وإل السإتثنائية( ي :أي فغيره ليس بول ّ
فالله هو الول ّ
نحو :ل عالم إل زيد ،وما قام إل زيد منطوقهما نفي العلم والقيام عن غير زيد
ومفهومهما إثبات العلم ،والقيام لزيد ،ومما يفيد الحصر نحو :العالم زيد
وصأديقي زيد ،وذلك مفاد من زيادتي نحو :وقد يفاد أيضا من قولي كإالصأل،
ومنها ورتبته قبل الشرط) .وهو( أي الخير وهو نحو ل وإل السإتثنائية )أعلها(:
أي أنواع مفهوم المخالفة إذ قيل إنه منطوق أي صأراحة لسرعة تبادره إلى
الذهان ،وبه يعلم أن في كإون هذا من الصفة خلفا أيضا) .فما قيل( فيه إنه
)منطوق( أي إشارة كإنعت وحال وظرفّ وعلة مناسإبات )كإالغاية وإنما( والعدد
)فالشرط( إذ لم يقل أحد إنه منطوق) .فصفة أخرى مناسإبة( للحكم لن بعض
القائلين بالشرط خالف في الصفة) .و( صأفة )غير مناسإبة( كإالمذكإورات الغير
المناسإبة فهو سإواء) .فالعدد( لنكار كإثير له دون ما قبله كإما) .فتقديم
المعمول( آخر المفاهيم لنه ل يفيد الحصر في كإل صأورة كإما مّر) .والمفاهيم(
المخالفة )حجة لغة في الصأح(،
ي
لقول كإثير من أئمة اللغة بها ،فقال جمع منهم في خبر »مطل الغن ّ
المسكوت« ظلم« إنه يدل على أن مطل غير الغني ليس بظلم وهم إنما
يقولون في مثل ذلك ما يعرفونه من لسان العرب ،وقيل حجة شرعا لمعرفة
ذلك من موارد كإلم الشارع ،وقيل حجة معنى وهو أنه لو لم ينف المذكإور
الحكم عن المسكوت لم يكن لذكإره فائدة ،وأنكر بعضهم مفاهيم المخالفة
كإلها مطلقا ،وإن قال في المسكوت بخلفّ حكم المنطوق فلمر آخر كإما في
انتفاء الزكإاة عن المعلوفة قال :الصأل عدم الزكإاة وردت في السائمة فبقيت
المعلوفة على الصأل ،وأنكرها بعضهم في الخبر نحو :في الشام الغنم
السائمة ،فل ينفي المعلوفة عنها لن الخبر له خارجي يجوز الخبار ببعضه فل
يتعين القيد فيه للنفي بخلفّ النشاء نحو :زكإوا عن الغنم السائمة ،وما في
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
معناه مما مّر فل خارجي له فل فائدة للقيد فيه إل النفي ،وأنكرها بعضهم في
غير الشرع من كإلم المؤلفين والواقفين لغلبة الذهول عليهم بخلفه في
الشرع من كإلم الله تعالى ورسإوله .واعتمده السبكي والبرماوي قال :وهو
ظاهر المذهب وأنكر بعضهم صأفة ل تناسإب الحكم ،كإأن يقول الشارع في
الغنم العفر الزكإاة فهي كإاللقب بخلفّ المناسإبة كإالسوم لخفة مؤنة السائمة
فهي كإالعلة ،وظاهر أن محل العمل بمفهومات المذكإورات إذا لم يعارضه
معارض أقوى وإل قدم القوى كإخبري» :إنما الربا في النسيئة« و»إنما الولء
لمن أعتق« فإنهما معارضان بالجماع ،أما مفهوم الموافقة فاتفقوا على
حجيته وإن اختلفوا في طريق الدللة عليه كإما مّر) .وليس منها( أي من
المفاهيم المخالفة )اللقب( علما كإان أو اسإم جنس أو اسإم جمع )في الصأح(
كإما قال به جماهير الصأوليين ،وقيل منها نحو :على زيد حج ،أي ل على غيره،
إذ ل فائدة لذكإره إل نفي الحكم عن غيره .وأجيب :بأن نفي الحكم عن غيره
إنما كإان للقرينة وبأن فائدة ذكإره اسإتقامة الكلم ،إذ بإسإقاطه تختل الصفة.
)
مسألة :من اللطافّ(جمع لطف بمعنى ملطوفّ أي :من المور الملطوفّ
بالناس بها) .حدوث الموضوعات اللغوية( بإحداث لله تعالى ،وإن قيل واضعها
غيره من العباد لنه الخالق لفعالهم وفائدتها أن يصبر كإل أحد من الناس عما
في نفسه مما يحتاجه لغيره ليعاونه عليه لعدم اسإتقلله به) .وهي( في الدللة
على ما في النفس )أفيد من الشارة والمثال( :أي الشكل لنها تعم الموجود
والمعدوم ،وهما يخصان الموجود المحسوس) .وأيسر( منهما أيضا لموافقتها
للمر الطبيعي دونهما لنها كإيفيات تعرض للنفس الضروري )وهي ألفاظ( ،ولو
درة أو مركإبة ولو تركإيبا إسإناديا )دالة على معان( خرج باللفاظ الدوالمق ّ
الربع ،وهي الخطوط والعقود والشارات والنصب ،وبما بعدها اللفاظ
المهملة) .و( إنما )تعرفّ بالنقل( تواترا كإالسماء والرض والحر والبرد لمعانيها
المعروفة أو آحادا كإالقرء للحيض وللطهر) .وباسإتنباط العقل منه( :أي من
النقل نحو الجمع المعرفّ باللم عام ،فإن العقل يستنبطه مما نقل أن هذا
الجمع يصح السإتثناء منه بأن يضم إليه ،وكإل ما صأح السإتثناء منه مما ل حصر
فيه فهو عام للزوم تناوله للمستثنى ،فعلم أنها ل تعرفّ بمجرد العقل ،إذ ل
مجال له في ذلك )ومدلول اللفظ( إما )معنى جزئي أو كإلي( لنه إن منع
وره من الشركإة فيه كإمدلول زيد فجزئي ،وإن لم يمنع منها كإمدلول تص ّ
النسان فكلي) ،أو لفظ مفرد( إما مستعمل كإمدلول الكلمة بمعنى ما صأدقها
كإرجل وضرب وهل ،أو مهمل كإمدلول أسإماء حروفّ الهجاء كإحروفّ جلس أي
جه له سإه) .أو( لفظ )مركإب( إما مستعمل كإمدلول لفظ الخبر أي ما صأدقه
كإقام زيد أو مهمل كإمدلول لفظ الهذيان ،وسإيأتي ذلك في مبحث الخبار مع
زيادة وإطلق المدلول على الماصأدق كإما هنا شائع ،والصأل إطلقه على
المفهوم وهو ما وضع له اللفظ) .والوضع( الشامل للغوي والعرفي والشرعي
)جعل اللفظ دليل المعنى( فيفهمه منه العارفّ لوضعه له) .وإن لم يناسإبه في
الصأح( لن اللفظ علمة للمعنى
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
بطريق الوضع ،ولن الموضوع للضدين كإالجون للسإود والبيض ل يناسإبهما،
واشترط عباد الصيمري من المعتزلة مناسإبته له ،قال :وإل فلم اختص به،
وعليه فقيل أراد أنها حاملة على الوضع على وفقها فيحتاج إليه ،وقيل أراد أنها
كإافية في دللة اللفظ على المعنى ،فل يحتاج إلى الوضع يدركّ ذلك من خصه
الله به كإما في القافة ويعرفه غيره منه.
حكي أن بعضهم كإان يدعي أنه يعلم المسميات من السإماء فقيل له ما مسمى
آدغاغ وهو من لغة البربر؟ فقال :أجد فيه يبسا شديدا وأراه اسإم الحجر وهو
كإذلك .قال الصأفهاني :والثاني هو الصحيح عن عباد) .واللفظ( الدال على
معنى ذهني خارجي أي له وجود في الذهن بالدراكّ ،ووجود في الخارج
بالتحقق كإالنسان بخلفّ المعدوم ل وجود له في الخارج كإبحر من زئبق.
)موضوع للمعنى الذهني على المختار( وفاقا للمام الرازي وغيره ،لنا إذا رأينا
جسما من بعيد وظنناه صأخرة سإميناه بها ،فإذا دنونا منه وعرفنا أنه حيوان
وظنناه طيرا سإميناه به ،فإذا دنونا منه عرفنا أنه إنسان سإميناه به ،فاختلف
السإم لختلفّ المعنى الذهني ،وذلك يدل على أن الوضع له والجواب بأن
اختلفّ السإم لذلك الظن أنه في الخارج كإذلك ،فالموضوع له ما في الخارج
والتعبير عنه تابع لدراكّ الذهن له حسبما أدركإه مردود بأنه ل يلزم من كإون
الختلفّ لظن ما ذكإر أن يكون اللفظ موضوعا للمعنى الخارجي .وقيل:
موضوع للمعنى الخارجي لن به تستقّر الحكام ورجحه الصأل ،وقيل :موضوع
للمعنى من حيث هو من غير تقييد بذهني أو خارجي ،واختاره السبكي .قال
ابنه في منع الموانع :والخلفّ في اسإم الجنس أي في النكرة إذ المعرفة منه
ما وضع للخارجي ،ومنه ما وضع للذهني كإما سإيأتي .وهذا التقييد يؤيد ما
اخترته إذ النكرة موضوعة لفرد شائع من الحقيقة وهو كإلي ل يوجد مستقل ً إل
في الذهن كإما أوضحته في الحاشية.
)ول يجب( هو أولى من قوله وليس )لكل معنى لفظ بل( إنما يجب )لمعنى
محتاج للفظ( إذ أنواع الروائح مع كإثرتها ليس لها ألفاظ لعدم انضباطها ،ويدل
عليها بالتقييد كإرائحة كإذا ،فليست محتاجة إلى اللفاظ وبل هنا انتقالية ل
ص أو ظاهر )والمتشابه( إبطالية) .والمحكم( من اللفظ )المتضح العنى( من ن ّ
منه )غيره( :أي غير المتضح المعنى ولو للراسإخ في العلم) .في الصأح( بناء
على أن الوقف في الية المشار إليها بعد على إل الله) .وقد يوضحه الله لبعض
أصأفيائه( معجزة أو كإرامة ،وقيل هو غير متضح المعنى لغير الراسإخ في العلم
بناء على أن الوقف في الية على} :والراسإخون في العلم{ والصأطلح
المذكإور مأخوذ من قوله تعالى} :منه آيات محكمات{ إلى آخره .وذكإر الخلفّ
من زيادتي وتعريفي للمتشابه بما ذكإر أولى من قوله :والمتشابه ما اسإتأثر الله
بعلمه لن ذاكّ تعريف بالملزوم) .واللفظ الشائع( بين الخواص والعوام) .ل
ي عليهم ل يجوز وضعه لمعنى خفي على العوام( لمتناع تخاطبهم بما هو خف ّ
يدركإونه وإن أدركإه الخواص) .كإقول مثبتي الحال( :أي الواسإطة بين الموجود
والمعدوم كإما سإيأتي أواخر الكتاب) .الحركإة معنى يوجب تحركّ الذات( :أي
ي التعقل على العوام ،فل يكون معنى الحركإة الجسم ،فإن هذا المعنى خف ّ
الشائعة بين الجميع ومعناها الظاهر تحركّ الذات أو انتقالها.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
)مسألة :المختار( ما عليه الجمهور) .أن اللغات توقيفية( :أي وضعها الله
تعالى فعبروا عن وضعه لها بالتوقيف لدراكإه به) .علمها الله( عباده )بالوحي(
إلى بعض أنبيائه وهو الظاهر لنه المعتاد في تعليم الله) .أو بخلق أصأوات( في
ل من يسمعها من العباد عليها) .أو( خلق )علم ضروري( في أجسام بأن تد ّ
بعض العباد بها واحتج للقول بالتوقيف بقوله تعالى} :وعلم آدم السإماء كإلها{
أي اللفاظ الشاملة للسإماء والفعال والحروفّ ،لن كإل ً منها اسإم أي عال
بمسماه إلى الذهن أو علمة عليه ،وتخصيص السإم ببعضها عرفّ طرأ وتعليمه
ل على أنه الواضع دون البشر ،وقيل هي اصأطلحية ل توقيفية :أي تعالى دا ّ
وضعها البشر واحد أو أكإثر وحصل عرفانها منه لغيره بالشارة والقرينة،
كإالطفل ،أذ يعرفّ لغة أبويه بهما ،واحتج لهذا القول بقوله تعالى} :وما أرسإلنا
من رسإول إل بلسان قومه{ أي بلغتهم فهي سإابقة على البعثة ولو كإانت
توقيفية والتعليم بالوحي لتأخرت عنها ،وقيل القدر المحتاج إليه في التعريف
بها للغير توقيفي لدعاء الحاجة إليه وغيره محتمل ،وقيل القدر المحتاج إليه في
التعريف اصأطلحي وغير محتمل ،والحاجة إلى الول تندفع بالصأطلح ،وتوقف
كإثير من العلماء عن القول بواحد من هذه القوال لتعارض أدلتها.
)و( المختار)أن التوقيف مظنون( لظهور دليله دون دليل الصأطلح ،إذ ل يلزم
من تقدم اللغة على البعثة أن تكون اصأطلحية لجواز أن تكون توقيفية
وة والرسإالة) .وأن اللغة ل تثبت قياسإا( :أي به
ويتوسإط تعليمها بالوحي بين النب ّ
بقيد زدته بقولي) :فيما في معناه وصأف( فإذا اشتمل معنى اسإم على وصأف
مناسإب للتسمية كإالخمر أي :المسكر من ماء العنب لتخميره أي تغطيته
للعقل ووجد ذلك الوصأف في معنى اسإم آخر كإالنبيذ أي :المسكر من غير ماء
العنب لم يثبت له بالقياس ذلك السإم لغة ،فل يسمى النبيذ خمرا ،إذ ما من
شيء إل وله اسإم لغة فل يثبت له اسإم آخر قياسإا ،كإما إذا ثبت لشيء حكم
بنص لم يثبت له حكم آخر قياسإا ،وقيل يثبت به فيسمى النبيذ خمرا فيجب
اجتنابه بآية }إنما الخمر والميسر{ ل بالقياس على الخمر ،فإن قلت :ينبغي
ترجيحه فقد قال به الشافعي حيث قاس النباش بالسارق فأوجب القطع
د .قلنا :قاس شرعا ل لغة إذ زوال العقل وأخذ وقاس النبيذ بالخمر فأوجب الح ّ
مال الغير خفية وصأف مناسإب للحكم ل أنه قاس وصأف النباش ووصأف النبيذ
بوصأف السارق ووصأف الخمر ،وقيل :تثبت به الحقيقة دون المجاز لنه أخفض
رتبة منها ،وقيل :غير ذلك والترجيح من زيادتي وبما تقرر علم أن محل الخلفّ
في غير العلم ،وفيما لم يثبت تعميمه باسإتقراء ،فالعلم ل قياس فيها اتفاقا،
وما ثبت تعميمه باسإتقراء كإرفع الفاعل ونصب المفعول ل حاجة في ثبوت ما
لم يسمع منه إلى قياس حتى يختلف في ثبوته ،مع أنه ل يتحقق في جزئياته
أصأل وفرع ،لن بعضها ليس أولى من بعض بذلك ،وخرج بما في معناه وصأف
غيره فل قياس فيه اتفاقا ل لنتفاء الجامع.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
)مسألة :اللفظ( المفرد )والمعنى إن اتحدا( بأن كإان كإل منهما واحدا )فإن منع
ور معناه( :أي :معنى اللفظ المذكإور )الشركإة( فيه من اثنين مثل ً تص ّ
)فجزئي( :أي فذلك اللفظ يسمى جزئيا حقيقيا كإزيد) .وإل( أي وإن لم يمنع
ور معناه الشركإة فيه )فكلي( سإواء امتنع وجود معناه كإالجمع بين الضدين تص ّ
أم أمكن ولم يوجد منه كإبحر زئبيق أو وجد وامتنع غيره كإالله أي المعبود بحق،
أو أمكن ولم يوجد كإالشمس أي الكوكإب النهاري المضيء ،أو وجد كإالنسان
أي الحيوان الناطق ،وما مر من تسمية المدلول جزئيا وكإليا هو الحقيقة ،وما
هنا مجاز من تسمية الدال باسإم المدلول) .متواطىء( ذلك الكلي) .إن
اسإتوى( :معناه في أفراده كإالنسان فإنه متساوي المعنى في أفراده من زيد
وعمرو وغيرهما سإمي متواطئا من التواطؤ أي التوافق لتوافق أفراد معناه
فيه) .وإل( فإن تفاوت معناه في إفراده بالشدة أو التقدم كإالبياض ،فإن معناه
في الثلج أشد منه في العاج ،وكإالوجود فإن معناه في الواجب قبله في
الممكن) ،فمشكك( سإمي به لتشكيكه الناظر فيه في أنه متواطىء نظرا إلى
جهة اشتراكّ الفراد في أصأل المعنى أو غير متواطىء نظرا إلى جهة
الختلفّ) .وإن تعددا( أي اللفظ والمعنى كإالنسان والفرس) .فمباين( أي كإل
من اللفظين للخر مباينا له لمباينة معنى كإل منهما لمعنى الخر) .أو( تعدد
)اللفظ فقط( أي دون المعنى كإالنسان والبشر) .فمرادفّ( كإل من اللفظين
للخر سإمى مرادفا له لمرادفته له أي :موافقته له في معناه) .وعكسه( وهو
أن يتعدد المعنى دون اللفظ كإأن يكون للفظ معنيان) .إن كإان( أي اللفظ
)حقيقة فيهما( أي في المعنيين كإالقرء للحيض والطهر) .فمشتركّ( لشتراكّ
المعنيين فيه) .وإل فحقيقة ومجاز( كإالسإد للحيوان المفترس وللرجل
وز في اللفظ من الشجاع ،وإنما لم يقولوا أو مجازان أيضا ،مع أنه يجوز أن يتج ّ
غير أن يكون له معنى حقيقي كإما هو الصأح التي ،كإأنه ،لن هذا القسم لم
يثبت وجوده.
)والعلم ما( أي لفظ )عين مسماه( خرج النكرة )بوضع( خرج بقية المعارفّ
فإن كإل ً منها لم يعين مسماه بالوضع بل بأمر آخر ،فأنت مثل ً إنما يعين مسماه
بقرينة الخطاب ل بوضعه ،فإنه إنما وضع لما يستعمل فيه من أي جزئي وما
ذكإرته أولى من قوله ما وضع لمعنى ل يتناول غيره) .فإن كإان تعيينه( أي
المسمى )خارجيا فعلم شخص( فهو ما عين مسماه في الخارج بوضع ،فل
يخرج العلم العارض الشتراكّ كإزيد سإمي به كإل من جماعة) .وإل( بأن كإان
تعيينه ذهنيا) ،فعلم جنس( .فهو ما عين مسماه في الذهن بوضع بأن يلحظ
وجوده فيه كإأسإامة علم للسبع أي لماهيته الحاضرة في الذهن .وأما اسإم
الجنس ويسمى المطلق ،فهو عند جمع من المحققين ما وضع لشائع في
جنسه ،وسإيأتي إيضاحه في بحث المطلق وعند الصأل تبعا لجمع وهو المختار
ما وضع للماهية المطلقة أي :من غير أن تعين في الخارج أو في الذهن كإأسإد
اسإم لماهية السبع واسإتعماله فيها كإأن يقال :أسإد أجرأ من ثعلب ،كإما يقال
أسإامة أجرأ من ثعالة ،ويدل على اعتبار التعيين في علم الجنس إجراء الحكام
اللفظية لعلم الشخص عليه كإمنع الصرفّ مع تاء التأنيث ،وإيقاع الحال منه
نحو :هذا أسإامة مقبلً ،واسإتعمال علم الجنس أو اسإم الجنس على القول
الثاني معرفا أو منكرا في الفرد المعين أو المبهم من حيث اشتماله على
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
الماهية حقيقي نحو :هذا أسإامة أو السإد أو أسإد أو إن رأيت أسإامة أو السإد أو
أسإدا ففر منه) .مسألة :الشتقاق( :هو لغة القطاع ،واصأطلحا من حيث
قيامه بالفاعل) .رد لفظ إلى( لفظ )آخر( .وإن كإان الخر مجازا )لمناسإبة
بينهما في المعنى( :بأن يكون معنى الثاني في الول) .و( في )الحروفّ
الصألية( :بأن تكون فيهما على ترتيب واحد كإما في الناطق من النطق بمعنى
التكلم حقيقة ،وبمعنى الدللة مجازا كإما في قولك :الحال ناطقة بكذا أي دالة
عليه ،وقد ل يشتق من المجاز كإما في المر بمعنى الفعل مجازا كإما سإيأتي،
ووافقوا على أنه عالم قادر مريد مثلً ،لكن قالوا بذاته ل بصفات زائدة عليها
متكلم ،لكن بمعنى أنه خالق الكلم في جسم كإالشجرة التي سإمع منها موسإى
عليه السلم بناء على أن الكلم عندهم ليس إل بالحروفّ والصأوات الممتنع
اتصافه تعالى بها ،ففي الحقيقة لم يخالفوا فيها هنا ،لن صأفة الكلم بمعنى
خلقه ثابتة له تعالى ،وكإذا بقية الصفات الذاتية ،وإنما ينفون زيادتها على الذات
ويزعمون أنها نفس الذات فرارا بذلك من تعدد القدماء على أن تعددها ،إنما
هو محذور في ذوات ل في ذات وصأفات ،وبنوا على تجويزهم المذكإور ما ذكإره
الصأل هنا وغيره في المسألة النسخ قبل الفعل من اتفاقهم على أن إبراهيم
ذبح ابنه إسإماعيل عليه الصلة والسلم ،حيث أمّر عندهم آلة الذبح على محله
منه ،واختلفهم هل إسإماعيل مذبوح أو ل؟ فقيل :نعم والتأم ما قطع منه ،وقيل
ل .فالقائل بهذا أطلق الذابح على من لم يقم به الذبح ،لكن بمعنى أنه ممر آلته
على محله فما خالف في الحقيقة ،وعندنا لم يمرها عليه لنسخ الذبح قبل
التمكن منه لقوله تعالى} :وفديناه بذبح عظيم{.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
)فإن قام به( أي بالشيء )ما( أي وصأف )له اسإم جواب( .الشتقاق لغة من
ذلك السإم لمن قام به الوصأف كإاشتقاق العالم من العلم لمن قام به معناه.
)وإل( :أي وإن لم يقم به ذلك بأن قام به ما ليس له اسإم كإأنواع الروائح إذ لم
يوضع لها أسإماء اسإتغناء عنها بالتقييد كإرائحة كإذا كإما مّر) .لم يجز( :أي
الشتقاق لسإتحالته وهذا أولى من قوله لم يجب) .والصأح أنه يشترط بقاء(
معنى )المشتق منه( في المحل )في كإون المشتق( المطلق عليه )حقيقة إن
أمكن( بقاء ذلك المعنى كإالقيام) .وإل فآخر جزء( أي وإن لم يمكن بقاؤه
كإالتكلم ،لنه بأصأوات تنقضي شيئا فشيئا ،فالمشترط بقاء آخر جزء منه ،فإذا
لم يبق المعنى أو جزؤه الخير في المحل يكون المشتق المطلق عليه مجازا
كإالمطلق قبل وجود المعنى نحو} :إنك ميت وإنهم ميتون{ وقيل :ل يشترط
ما ذكإر فيكون المشتق المطلق بعد انقضائه حقيقة اسإتصحابا للطلق ،وقيل
بالوقف عن الشتراط وعدمه لتعارض دليلهما ،وإنما عبرت كإالصأل بالبقاء
الذي هو اسإتمرار الوجود الكافي في الشتراط ليتأتى حكاية مقابله ،وإنما
اعتبر في الشق الني آخر جزء لتمام المعنى به وفي التعبير فيه بالبقاء تسمح
احتمل لما مّر ،وقيل ما حاصأله محل الخلفّ إذا لم يطرأ على المحل وصأف
يضاد الول ،فإن طرأ عليه ذلك كإالسواد بعد البياض والقيام بعد القعود لم يسم
ده دليلالمحل بالول حقيقة إجماعا ،وهذا القول مأخوذ من كإلم المدي في ر ّ
القول بعدم اشتراط البقاء الذي ل يلتزم الراد فيه مذهبنا ،والصأح جريان
الخلفّ ،وقد بينت ما في كإلم المدي في الحاشية ،وعلى اشتراط ما ذكإر بل
وعلى عدمه أيضا.
)مسألة :الصأح أن( اللفظ )المرادفّ( لخر )واقع( في الكلم جوازا مطلقا
كإليث وأسإد ،وقيل :ل .وما يظن مرادفا كإالنسان والبشر فمباين بالصفة الول
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
باعتبار النسيان وأنه يأنس ،والثاني باعتبار أنه بادي البشرة أي ظاهر الجلد،
وقيل ل في السإماء الشرعية لنه ثبت على خلفّ الصأل للحاجة إليه في نحو:
النظم والسجع ،وذلك منتف في كإلم الشارع) .و( الصأح )أن الحد والمحدود(:
كإالحيوان الناطق والنسان )ونحو حسن بسن( أي السإم وتابعه كإعطشان
نطشان) ،ليسا منه( أي من المرادفّ أما الول فلن الحد يدل على أجزاء
الماهية تفصيل ً والمحدود يدل عليها إجمال ً فهما متغايران ،ولن الترادفّ من
عوارض المفردات ،وقيل منه بقطع النظر عن الجمال والتفصيل ،وأما الثاني
فلن التابع ل يفيد المعنى بدون متبوعه وقيل منه وقائله يمنع ذلك) .والتابع(
على الول )يفيد التقوية( للمتبوع وإل لم يكن لذكإره فائدة )و( الصأح )أن كإل ً
من المرادفين( ولو من لغتين )يقع( جوازا )مكان الخر( في الكلم مطلقا ،إذ
ل مانع من ذلك ،وقيل :ل ،إذ لو أتي بكلمة فارسإية مكان كإلمة عربية في كإلم
لم يستقم لغة الكلم ،لن ضم لغة إلى أخرى كإضم مهمل ومستعمل ،وإذا عقل
ذلك في لغتين عقل مثله في لغة ،وقيل :ل إن كإانا من لغتين لما مّر ،وعلى
الصأح إنما امتنع ذلك فيما تعبد بلفظه كإتكبيرة الحرام عندنا للقادر عليها
العارض شرعي ،والبحث إنما هو لغوي فل حاجة إلى التقييد بذلك وإن قيد به
الصأل.
)و( الصأح )أنه( أي المشتركّ) .يصح لغة إطلقه على معنييه( مثل ً )معا( بأن
يراد به من متكلم واحد في وقت واحد كإقولك :عندي عين وتريد الباصأرة
والجارية مثلً .وقرأت هند وتريد طهرت وحاضت) .مجازا( :لنه لم يوضع لهما
معا بل لكل منهما منفردا بأن تعدد الواضع أو وضع الواحد نسيانا للّول .وعن
الشافعي :أنه حقيقة نظرا لوضعه لكل منهما وأنه ظاهر فيهما عند التجرد عن
القرائن ،وعن القاضي أبي بكر الباقلني أنه حقيقة ،وأنه مجمل لكن يحمل
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
عليهما احتياطا .وقيل :يصح أن يراد به المعنيان عقل ً ل لغة ،وقيل :يصح ذلك
في النفي نحو :ل عين عندي ،ويراد به الباصأرة والذهب مثل ً دون الثبات نحو:
عندي عين لن زيادة النفي على الثبات معهودة ،ورد ّ بأن النفي ل يرفع إل ما
يقتضيه الثبات والخلفّ فيما إذا أمكن الجمع بينهما ،فإن امتنع كإما في
اسإتعمال صأيغة أفعل في طلب الفعل والتهديد عليه على القول التي إنها
مشتركإة بينهما فل يصح قطعا) .و( الصأح )أن جمعه باعتبارهما( :أي معنييه
بناء على جواز جمعه ،وهو ما رجحه ابن مالك كإقولك :عندي عيون وتريد مثل ً
باصأرتين وجارية أو باصأرة وجارية وذهبا) .مبني عليه( :أي على ما ذكإر من
صأحة إطلق اللفظ المشتركّ المفرد عليهما معا كإما أن المنع مبني على المنع،
وة
وقيل ل يبنى عليه فقط بل يأتي على القول بالمنع أيضا ،لن الجمع في ق ّ
تكرير المفردات بالعطف) .و( الصأح )أن ذلك( :أي ما ذكإر من صأحة إطلق
اللفظ على معنييه معا مجاز إلى آخره) .آت في الحقيقة والمجاز( :كإما في
قولك :رأيت السإد وتريد الحيوان المفترس والرجل الشجاع ،فيكون مجازا.
وقيل :حقيقة ومجازا .ومنع القاضي ذلك على ما نقله عنه الصأل لما فيه من
الجمع بين متنافيين حيث أريد باللفظ الموضوع له أو ل وغيره معا .وأجيب بمنع
التنافي) .و( آت )في المجازين( كإقولك :والله ل أشتري وتريد السوم والشراء
بالتوكإيل فيه ،وقيل ل يأتي فيهما لما مّر ،وإذا علم صأحة
إطلق اللفظ على حقيقته ومجازه) .فنحو :افعلوا الخير يعم الواجب
والمندوب( حمل ً لصيغة افعل على الحقيقة والمجاز من الوجوب والندب
بقرينة كإون متعلقهما كإالخير شامل ً للواجب والمندوب ،وقيل :يختص بالواجب
بناء على أنه ل يراد المجاز مع الحقيقة .وقيل :هو للقدر المشتركّ بين الواجب
والمندوب أي :مطلوب الفعل بناء على القول التي أن الصيغة حقيقة في
القدر المشتركّ بين الوجوب والندب أي :طلب الفعل وإطلق الحقيقة والمجاز
على المعنى كإما هنا مجازي من إطلق اسإم الدال على المدلول.
)الحقيقة لفظ مستعمل( خرج اللفظ المهمل وما وضع ولم يستعمل) .فيما
وضع له( خرج الغلط كإقولك خذ هذا القوس مشيرا إلى حمار) .أو ل( خرج
المجاز) .وهي لغوية( :بأن وضعها أهل اللغة بتوقيف أو اصأطلح كإالسإد
للحيوان المفترس )وعرفية( :بأن وضعها أهل العرفّ العام كإالدابة لذات
ب على الرض أو الخاص كإالفاعل للسإم الحوافر كإالحمار ،وهي لغة لكل ما يد ّ
المعروفّ عند النحاة) .ووقعتا( :أي اللغوية والعرفية خلفا لقوم في العامة.
)وشرعية( بأن وضعها الشارع كإالصلة للعبادة المخصوصأة فالشرعي ما لم
يستفد وضعه إل من الشرع) .والمختار وقوع الفرعية منها( :أي من الشرعية
كإالصلة) .ل الدينية( :أي المتعلقة بأصأول الدين فإنها في الشرع مستعملة في
معناها اللغوي كإاليمان فإنه كإذلك ،ومعناه اللغوي تصديق القلب ،وإن اعتبر
الشارع في العتداد به التلفظ بالشهادتين من القادر كإما سإيأتي .ونفي قوم
إمكان الشرعية بناء على أن بين اللفظ والمعنى مناسإبة مانعة من نقله إلى
غيره ،وقوم وقوعها محتجين بأن لفظ الصلة مثل ً مستعمل في الشرع في
معناه اللغوي أي :الدعاء بخير ،لكن اعتبر الشارع في العتداد به أمورا
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
كإالركإوع وغيره ،وقال قوم :وقعت مطلقا ،وقوم وقعت إل اليمان فإنه في
الشرع مستعمل في معناه اللغوي كإما مر) .والمجاز( في الفراد وهو المراد
عند الطلق )لفظ مستعمل( فيما وضع له لغة أو عرفا أو شرعا )بوضع( :خرج
المهمل وما لم يستعمل والغلط) .ثان( خرج الحقيقة )لعلقة( بفتح العين
وكإسرها أي :علقة بين ما وضع له أول ً وما وضع له ثانيا بحيث ينتقل إليه الذهن
بواسإطتها خرج العلم المنقول كإالفضل ،وفي تقييد الوضع دون السإتعمال
بالثاني إشارة إلى وجوب تقدم الوضع دون السإتعمال وهو ما ذكإرته مع زيادة
بقولي) :فيجب سإبق الوضع( للمعنى الول) .جزما ل( سإبق )السإتعمال( فيه
فل يجب في تحقيق المجاز) .في الصأح( .إذ ل مانع من أن يتجوز في اللفظ
قبل اسإتعماله فيما وضع له
أولً .فل يستلزم المجاز للحقيقة كإعكسه ،وقيل يجب سإبق السإتعمال في ذلك،
وإل لعري الوضع الول عن الفائدة .وأجيب :بحصولها باسإتعماله فيما وضع له
ثانيا ،وصأحح الصأل من عندياته أنه ل يجب ذلك إل في مصدر المجاز بمعنى أنه
ل يتحقق في المشتق مجاز إل إذا سإبق اسإتعمال مصدره حقيقة ،وإن لم
يستعمل المشتق حقيقة كإالرحمن لم يستعمل إل في الله تعالى ،وفي صأحة ما
صأححه وقفة بينتها في الحاشية.
)وهو( أي المجاز )واقع( في الكلم مطلقا )في الصأح( ونفى قوم وقوعه
ن مجازا نحو :رأيت أسإدا يرمى فحقيقة ،ونفي قوم مطلقا قالوا :وما يظ ّ
وقوعه في الكتاب والسنة قالوا :لنه بحسب الظاهر كإذب نحو قولك في البليد
هذا حمار ،وكإلم الله ورسإوله منزه عن الكذب .وأجيب :بأنه ل كإذب مع اعتبار
العلقة وهي في ذلك المشابهة في الصفة الظاهرة أي عدم الفهم) .و( إنما
)يعدل إليه( عن الحقيقة التي هي الصأل )لثقل الحقيقة( على اللسان
كإالخنفقيق للداهية يعدل عنه إلى الموت مثلً) .أو بشاعتها( :كإالخرأة بكسر
الخاء يعدل عنها إلى الغائط وحقيقته المكان المطمئن )أو جهلها( :للمتكلم أو
المخاطب دون المجاز) .أو بلغته( نحو زيد أسإد فإنه أبلغ من شجاع) .أو
شهرته( دون الحقيقة) .أو غير ذلك( كإإخفاء المراد عن غير المتخاطبين
الجاهل بالمجاز دون الحقيقة وكإإقامة وزن وقافية وسإجع به دون الحقيقة.
)والصأح أنه( أي المجاز )ليس غالبا على الحقيقة( في اللغات ،وقيل غالب
عليها في كإل لغة لنك تقول مثلً :رأيت زيدا والمرئي بعضه ،وهذا ل يدل على
المدعي كإما بينته في الحاشية) .ول( أي وأنه ليس )معتمدا( عليه )حيث
تستحيل( الحقيقة بل ل بد من قرينة تدل له وخالف أبو حينفة حيث قال فيمن
قال لعبده الذي ل يولد مثله لمثله :هذا ابني أنه يعتق عليه وإن لم ينو العتق
وة صأونا للكلم عن اللغاء .قلنا :ل ضرورة إلى تصحيحه بذلك، اللزم للبن ّ
وفارق هذا ما مر من أن الحقيقة إذا جهلت يعدل إلى المجاز بأن ذاكّ في
السإتعمال ،وهذا في الحمل ،وبأن ذلك بالنظر لتعدد اللفظ واتحاد المعنى،
وهذا بالعكس أما إذا كإان مثله يولد لمثله فيعتق عليه اتفاقا إن لم يكن معروفّ
النسب من غيره ،وإل فكذلك على الصأح مؤاخذة له باللزم وإن لم يثبت
اللزوم) .وهو( أي المجاز )والنقل( :المعلوم من ذكإر كإل من الحقيقة الشرعية
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
العرفية) .خلفّ الصأل( :الراجح فإذا احتمل لفظ معناه الحقيقي والمجازي أو
المنقول عنه،
وإليه فالصأل حمله على الحقيقي لعدم الحاجة فيه إلى قرينة أو على المنقول
عنه اسإتصحابا للموضوع له أّول ً مثالهما :رأيت أسإدا وصأليت أي حيوانا مفترسإا
ودعوت بخير أي سإلمة منه ،ويحتمل الرجل الشجاع والصلة الشرعية) .و(
المجاز والنقل )أولى من الشتراكّ( :فإذا احتمل لفظ هو حقيقة في معنى أن
يكون في آخر حقيقة ومجازا أو حقيقة ومنقول ً فحمله على المجاز أو المنقول
أولى من حمله على الحقيقة المؤدي إلى الشتراكّ ،لن المجاز أغلب من
المشتركّ والمنقول ل يمتنع العمل به لفراد مدلوله قبل النقل وبعده ،بخلفّ
المشتركّ ل يعمل به إل بقرينة تعين أحد معنييه مثل ً إل إذا قيل بحمله عليهما،
فالول كإالنكاح حقيقة في العقد مجاز في الوطء ،وقيل العكس ،وقيل مشتركّ
بينهما فهو حقيقة في أحدهما محتمل للحقيقة والمجاز في الخر ،والثاني
كإالزكإاة حقيقة في النماء أي الزيادة محتمل فيما يخرج من المال للحقيقة
والنقل) .والتخصيص أولى منهما( أي من المجاز والنقل ،فإذا احتمل الكلم
تخصيصا ومجازا أو تخصيصا ونقل ً فحمله على التخصيص أولى ،أما الول
فلتعين الباقي من العام بعد التخصيص بخلفّ المجاز قد ل يتعين بأن يتعدد ول
قرينة تعين ،وأما الثاني فلسلمة التخصيص من نسخ المعنى الول بخلفّ
النقل ،فالول كإقوله تعالى} :ول تأكإلوا مما لم يذكإر اسإم الله عليه{ فقال
الحنفي :أي مما لم يتلفظ بالبسملة عند ذبحه وخص منه ناسإيها فتحل ذبيحته
وقال غيره :أي مما لم يذبح تعبيرا عن الذبح بما يقارنه غالبا من التسمية ،فل
تحل ذبيحة المتعمد لتركإها على الول دون الثاني ،وفي الية تأويل آخر ذكإرته
في الحاشية ،والثاني كإقوله تعالى} :وأحل الله البيع{ فقيل هو المبادلة مطلقا
وخص منه الفاسإد ،وقيل نقل شرعا إلى المستجمع لشروط الصحة ،وهما
قولن للشافعي ،فما شك في اسإتجماعه لها يحل ويصح على الول ،لن الصأل
عدم فساده دون الثاني ،لن الصأل عدم اسإتجماعه لها.
)
)و( الصأح )أنه يشترط سإمع في نوعه( أي المجاز فل يتجوز في نوع منه
كإالسبب للمسبب إل إذا سإمع من العرب صأورة منه مثلً ،وقيل ل يشترط ذلك
بل يكتفي بالعلقة التي نظروا إليها فيكفي السماع في نوع لصحة التجويز في
عكسه مثلً ،وخرج بنوعه شخصه فل يشترط السماع فيه إجماعا بأن ل
يستعمل إل في الصور التي اسإتعملته العرب فيها) .ويعرفّ( المجاز أي معناه
أو لفظه ) .بتبادر غيره( منه إلى الفهم )لول القرينة( :بخلفّ الحقيقة فإنها
تعرفّ بالتبادر بل قرينة) .وصأحة النفي( للمعنى الحقيقي في الواقع كإما في
قولك للبليد :هذا حمار فإنه يصح نفي الحمار عنه) .وعدم لزوم الطراد( :فيما
يدل عليه بأن ل يطرد كإما في} :واسإأل القرية{ أي أهلها ول يقال :واسإأل
البساط أي أهله أو يطرد ل لزوما كإما في :السإد للرجل الشجاع فيصح في
جميع جزئياته من غير لزوم لجواز أن يعبر في بعضها بالحقيقة بخلفّ المعنى
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
الحقيقي ،فيلزم المراد ما يدل عليه من الحقيقة في جميع جزئياته لنتفاء
التعبير الحقيقي بغيرها) .وجمعه( أي جمع اللفظ الدال عليه )على خلفّ(
صأيغة )جمع الحقيقة( :كإالمر بمعنى الفعل مجازا يجمع على أمور بخلفه
بمعنى القول حقيقة ،فيجمع على أوامر ،كإذا في الصأل وغيره ،وفيه اعتراض
بينته في الحاشية) .والتزام تقييده( :أي اللفظ الدال عليه كإجناح الذل أي :لين
دتها بخلفّ المشتركّ من الحقيقة ،فإنه يقيد من الجانب ونار الحرب أي :ش ّ
غير التزام كإالعين الجارية ،وظاهر ذلك أن إطلق الجناح على لين الجانب،
والنار على الشدة مجاز إفراد ،وأن الضافة فيهما قرينة له ،وأن التزامها علمة
تميزه عن الحقيقة ،والظاهر أنه اسإتعارة تخييلية كإأظفار المنية كإما بينته في
الحاشية) .وتوقفه( في إطلق اللفظ عليه )على المسمى الخر( الحقيقي،
ويسمى هذا بالمشاكإلة وهي التعبير عن الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صأحبته
تحقيقا نحو }ومكروا ومكر الله{ أي جازاهم على مكرهم حيث تواطئوا على
قتل عيسى
عليه الصلة والسلم أو تقديرا نحو} :أفأمنوا مكر الله{ فإطلق المكر على
المجازاة على مكرهم متوقف على وجوده تحقيقا أو تقديرا) .والطلق( للفظ
)على المستحيل( نحو }واسإأل القرية{ فإطلق المسؤول عليها مستحيل،
لنها البنية المجتمعة ،وإنما المسؤول أهلها.
)مسألة :المعّرب( بتشديد الراء )لفظ غير علم اسإتعملته العرب فيما( :أي في
معنى )وضع له في غير لغتهم( خرج به الحقيقة والمجاز العربيان ،فإن كإل ً
منهما اسإتعملته العرب فيما وضع له في لغتهم )والصأح أنه( أي المعرب )ليس
في القرآن( :وإل لشتمل على غير عربي ،فل يكون كإله عربيا ،وقد قال تعالى:
}إنا أنزلناه قرآنا عربيا{ وقيل :إنه فيه كإاسإتبرق فارسإية للديباج الغليظ
وة التي ل تنفذ .قلنا: وقسطاس رومية للميزان ومشكاة هندية أو حبشية للك ّ
هذه اللفاظ ونحوها اتفق فيها لغة العرب ولغة غيرهم كإالصابون والتنور ،وأما
العلم العجمي الذي اسإتعملته العرب كإابراهيم واسإماعيل وعزرائيل فل
يسمى معّربا ،بل هو من توافق اللغتين مطلقا أو أعجمي محض إن وقع في
غير القرآن فقط ،وإنما منع من الصرفّ على الّول لصأالة وضعه في العجمة،
وهذا ما مشى عليه الصأل هنا ،وكإلمه في شرح المختصر يقتضي أنه يسمى
معّربا ،وبما قررته علم أن المعرب أعجمي الصأل ،وقيل :إن المعرب واسإطة
بين العجمي والعربي ،ويشبه أن ل خلفّ بأن يقال الّول نظر إلى أصأله.
والثاني إلى حالته الراهنة.
كإل منهما من وجه ،وقيل الحقيقة أولى بالحمل لصأالتها ،وقيل المجاز أولى
لغلبته فلو حلف ل يشرب من هذا النهر ولم ينو شيئا ،فالحقيقة المتعاهدة
الكرع منه بفيه ،والمجاز الغالب الشرب مما يغرفّ به منه كإإناء حنث بكل
منهما على الول ،كإما جزم به في الروضة كإأصألها إعمال ً للفظ في حقيقته
ومجازه ،وبالكرع دون الشرب مما يغترفّ به على الثاني ،وبالعكس على
الثالث فتعبيري بالتساوي أولى من تعبيره بالمجمل المقتضي أنه ل يحنث
بواحد منهما على الول ،فإن هجرت الحقيقة قدم المجاز اتفاقا كإمن حلف ل
يأكإل من هذه النخلة فيحنث بثمرها دون خشبها حيث ل نية ،وإن تساويا قدمت
الحقيقة اتفاقا كإما لو كإانت غالبا.
)و( الصأح )أن ثبوت حكم( بدليل كإالجماع )يمكن كإونه( :أي الحكم )مرادا من
خطاب( له حقيقة ومجاز) .لكن( الخطاب في ذلك المراد يكون )مجازا ل يدل(
ذلك الثبوت )على أنه( :أي الحكم هو )المراد منه( أي من الخطاب )فيبقى
الخطاب على حقيقته( لعدم الصارفّ عنها .وقال جماعة :إنه يدل عليه فل
يبقى الخطاب على حقيقته إذ لم يظهر مستند للحكم الثابت غيره مثاله وجوب
التيمم على المجامع الفاقد للماء إجماعا يمكن كإونه مرادا من آية }أو لمستم
النساء{ على وجه المجاز في الملمسة لنها حقيقة في الجس باليد مجاز في
الجماع ،فقالوا :المراد الجماع فتكون الية مستند الجماع ،إذ ل مستند غيرها،
وإل لذكإر فل تدل على أن اللمس ينقض الوضوء .قلنا :يجوز أن يكون المستند
غيرها ،واسإتغنى عن ذكإره بذكإر الجماع ،فاللمس فيها على حقيقته فتدل على
نقضه الوضوء ،وإن قامت قرينة في الية على إرادة الجماع أيضا فتدل على
مسألة الجماع أيضا ،كإما قال به الشافعي فيها بناء على الصأح أنه يصح أن
يراد باللفظ حقيقته ومجازه معا.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
كإما صأرح بها السكاكإي ،والصأل جرى على أنه حقيقة أبدا ،وما ذكإر من أنه
حقيقة ومجاز وكإناية هو بالنسبة للمعنى الحقيقي أو المجازي أو الكنائي أما
بالنسبة للمعنى التعريضي فلم يفده اللفظ ،وإنما أفاده سإياق الكلم وتعريف
الكناية والتعريض بما ذكإر مأخوذ من البيانيين ،وهما مقابلن للصريح ،وأما عند
الصأوليين والفقهاء ،فالكناية ما احتمل المراد وغيره كإأنت خلية في الطلق
والتعريض ما ليس صأريحا ول كإناية كإقولهم في باب القذفّ :يا ابن الحلل.
وفائدة تسمية الكناية حقيقة والتعريض حقيقة ومجازا مع علمهما من تعريفي
الحقيقة ،والمجاز دفع توهم أنهما ل يسميان بذلك مع أن بعضهم خالف في
الكناية.
الحروفّ
أي :هذا مبحث الحروفّ التي يحتاج الفقيه إلى معرفة معانيها ،وذكإر معها
أسإماء ،ففي التعبير بها تغليب للكإثر على المشهور.
أحدها) :إذن( من نواصأب المضارع) .للجواب والجزاء قيل دائما وقيل غالبا(:
وقد تتمحض للجواب ،فإذا قلت :لمن قال أزوركّ إذن أكإرمك فقد أجبته
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
وجعلت إكإرامك له جزاء لزيارته أي إن زرتني أكإرمتك ،وإذا قلت لمن قال
دقك فقد أجبته فقط على القول الثاني ،ومدخول إذن فيه مرفوع أحبك إذن أصأ ّ
ً
لنتفاء اسإتقباله المشترط في نصبها ويتكلف الول في جعل هذا مثل للجزاء
أيضا أي :إن كإنت قلت ذلك حقيقة صأدقتك ،وسإيأتي عدها من مسالك العلة
لن الشرط علة للجزاء.
)و( الثاني )إن( بكسر الهمزة وسإكون النون )للشرط( وهو تعليق أمر على
آخر نحو :إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سإلف )وللنفي( نحو إن الكافرون إل في
غرور إن أردنا إل الحسنى أي ما) .وللتوكإيد( وهي الزائدة نحو :ما إن زيد قائم
ما إن رأيت زيدا.
)و( الثالث )أو( من حروفّ العطف )للشك( من المتكلم نحو} :قالوا لبثنا يوما
دع ،وقول الحريري إنها فيه للتقريب، أو بعض يوم{ ونحو ما أدري أسإلم أو و ّ
ده ابن هشام كإما بينته في الحاشية) .وللبهام( على السامع نحو }أتاها أمرنا ر ّ
ليل ً أو نهارا{ )وللتخيير( بين المتعاطفين سإواء امتنع الجمع بينهما نحو خذ من
مالي درهما أو دينارا أم جاز نحو جالس العلماء أو الزهاد ،وقصر ابن مالك
وغيره التخيير على الول ،وسإموا الثاني بالباحة .وقال الزركإشي :الظاهرأنهما
قسم واحد ،لن حقيقة الباحة التخيير ،وإنما امتنع في خذ درهما أو دينارا
للقرينة العرفية ل من مدلول اللفظ ،كإما أن الجمع بين العلماء والزهاد وصأف
كإمال ل نقص) .ولمطلق الجمع( كإالواو نحو:
وقد زعمت ليلى بأني فاجر
لنفسي تقاها أو عليها فجورها
أي :وعليها) .وللتقسيم( نحو الكلمة اسإم أو فعل أو حرفّ أي :مقسمة إلى
الثلثة تقسيم الكلي إلى جزئياته فتصدق على كإل منها ونحو :السكنجبين خ ّ
ل
أو ماء أو عسل تقسيمه إلى الثلثة تقسيم الكل إلى أجزائه فل يصدق على كإل
منها) .وبمعنى إلى( المساوية لل فتنصب المضارع بأن مضمرة نحو :للزمنك
أو تقضيني حقي ،أي إلى أن تقضينيه) .وللضراب( :كإبل نحو} :وأرسإلناه إلى
مائة ألف أو يزيدون{ أي بل يزيدون أخبر عنهم أول ً بأنهم مائة ألف نظرا لغلط
الناس ،مع علمه تعالى بأنهم يزيدون عليها ،ثم أخبر عنهم ثانيا بأنهم يزيدون
نظرا للواقع ضاربا عن غلط الناس ،وما ذكإر من أن أو للمذكإورات هو مذهب
المتأخرين ،وأما مذهب المتقدمين فهي لحد الشيئين أو الشياء وغيره إنما
يفهم بالقرائن .وقال ابن هشام والسعد التفتازاني :إنه التحقيق.
)و( الرابع )أي بالفتح( للهمزة )والتخفيف( للياء )للتفسير( إما بمفرد نحو:
عندي عسجد أي ذهب ،وهو بدل أو عطف بيان أو بجملة نحو:
وترمينني بالطرفّ أي أنت مذنب
وتقلينني لكن إياكّ ل أقلي
ي نظر مغضب ،ول يكون ذلك فأنت مذنب تفسير لما قبله ،إذ معناه تنظرين إل ّ
إل عن ذنب واسإم ،لكن ضمير الشأن وخبرها الجملة بعده ،وقدم مفعول أقلي
للختصاص أي :ل أتركإك بخلفّ غيركّ) .ولنداء البعيد( حسا أو حكما )في
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
الصأح( .فإن نودي بها القريب فمجاز ،وقيل هي لنداء القريب نحو :أي رب وهو
قريب قال تعالى} :فإني قريب{ وقيل لنداء المتوسإط والترجيح من زيادتي.
)و( الخامس :أي بالفتح و)بالتشديد( اسإم )للشرط( نحو }أيما الجلين قضيت
ي{ )وللسإتفهام( نحو} :أيكم زادته هذه إيمانا{ وتأتي )موصأولة( فل عدوان عل ّ
د) .ودالة على كإمال(:
د{ أي الذي هو أش ّ ن من كإل شيعة أيهم أش ّ
نحو }لننزع ّ
ً
بأن تكون صأفة لنكرة أو حال من معرفة نحو :مررت برجل .أي رجل أي كإامل
في صأفات الرجولية ،ومررت بزيد أي رجل أي كإامل ً في صأفات الرجولية.
)ووصألة لنداء ما فيه أل( نحو) :يا أيها النسان( أما إي بالكسر وسإكون الياء
فحرفّ جواب بمعنى نعم ،ول يجاب بها إل مع القسم نحو} :ويستنبئونك أحق
هو قل{ إي وربي وتركإت لقلة احتياج الفقيه إليها.
)و( السادس )إذ( اسإم )للماضي ظرفا( :وهو الغالب نحو} :فقد نصره الله إذ
أخرجه الذين كإفروا{ أي وقت إخراجهم له) .ومفعول ً به( :على قول الخفش
وغايره إنها تخرج عن الظرفية نحو} :اذكإروا إذ كإنتم قليل ً فكثركإم{ أي اذكإروا
حالتكم هذه) .وبدل ً منه( أي من المفعول به نحو} :اذكإروا نعمة الله عليكم إذ
جعل فيكم أنبياء{ الية أي :اذكإروا النعمة التي هي الجعل المذكإور) .ومضافا
إليها اسإم زمان( :نحو} :ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا{ ونحو :يومئذ) .وكإذا
للمستقبل( ظرفا في الصأح نحو )فسوفّ يعلمون إذ الغلل في أعناقهم{
وقيل ليست للمستقبل واسإتعمالها فيه في هذه الية لتحقق وقوعه كإالماضي
مثل} :أتى أمر الله{ )وللتعليل حرفا( في الصأح كإلم التعليل ،وقيل ظرفا
وة الكلم نحو :ضربت العبد إذ أسإاء أي بمعنى وقت ،والتعليل مستفاد من ق ّ
لسإاءته أو وقت إسإائته ،وظاهر أن السإاءة علة للضرب) .وللمفاجأة( :بأن
يكون بعد بينا أو بينما) .كإذلك( أي حرفا )في الصأح( .وقيل ظرفّ مكان وقيل
ظرفّ زمان نحو :بينا أو بينما أنا واقف إذ جاء زيد .أي :فاجأ مجيئه وقوفي أو
مكانه أو زمانه ،وقيل ليست للمفاجأة وهي في ذلك ،ونحوه زائدة للغتناء عنها
كإما تركإها منه كإثير من العرب ،فقولي في الصأح راجع إلى الثلثة قبله،
وتصحيح الحرفية في الثانية مع ذكإرها في الخيرة بقولي كإذلك من زيادتي،
ومعنى المفاجأة كإما قال ابن الحاجب :حضور الشيء معك في وصأف من
أوصأافك الفعلية.
)و( السابع )إذا للمفاجأة( بأن تكون بين الجملتين ثانيتهما اسإمية) .حرفا في
الصأح( لن المفاجأة معنى من المعاني كإالسإتفهام والنفي ،والصأل فيها أن
دي بالحروفّ ،وقيل ظرفّ مكان ،وقيل ظرفّ زمان نحو :خرجت فإذا زيد تؤ ّ
واقف أي فاجأ وقوفه خروجي أو مكانه أو زمانه ،وهل الفاء فيها زائدة لزمة أو
عاطفة أو سإببية محضة أقوال) .وللمستقبل ظرفا مضمنة معنى الشرط
غالبا( :فيجاب بما يجاب به الشرط نحو} :إذا جاء نصر الله{ الية ،وقد ل
تضمن معنى الشرط نحو :آتيك إذا احمّر البسر أي وقت احمراره) .وللماضي
والحال نادرا( نحو }وإذا رأوا تجارة{ الية .فإنها نزلت بعد الرؤية والنفضاض
ونحو} :والليل إذا يغشى{ إذ غشيانه أي طمسه آثار النهار مقارن له.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
)و( الثامن )الباء لللصاق( :وهو أصأل معانيها )حقيقة( نحو :به داء أي ألصق
به) .ومجازا( نحو :مررت بزيد أي ألصقت مروري بمكان يقرب منه المرور ،إذ
المرور لم يلصق بزيد )وللتعدية( :كإالهمزة في تصيير الفاعل مفعول ً نحو:
}ذهب الله بنورهم{ أي أذهبه ،وفرق الزمخشري بينهما بأن الول أبلع لنه
يفيد أن الفعل أخذ النور وأمسكه ،فلم يبق منه شيء بخلفّ الثاني.
)وللسببية( :نحو }فكل ً أخذنا بذنبه{ ومنها السإتعانة بأن تدخل الباء على آلة
الفعل نحو :كإتبت القلم ،فإدراجي لها في السببية كإابن مالك أولى من عدها
قسما برأسإه كإما فعله الصأل) .وللمصاحبة( :بأن تكون الباء بمعنى مع أو تغني
عنها وعن مصحوبها الحال ،ولهذا تسمى بالحال نحو} :قد جاءكإم الرسإول
بالحق{ أي مع الحق أو محقا) .وللظرفية( المكانية أو الزمانية نحو} :ولقد
نصركإم الله ببدر{ و}نجيناهم بسحر{ )وللبدلية( :بأن يحل محلها لفظ بدل
كإقول عمر رضي الله عنه :ما يسرني أن لي بها الدنيا أي بدلها .قاله حين
اسإتأذن النبي صألى الله عليه وسإّلم في العمرة فأذن له وقال :ل تنسنا يا أخ ّ
ي
من دعائك وضمير بها راجع ،إلى كإلمة النبي المذكإورة ،وأخي مصغر لتقريب
المنزلة) .وللمقابلة( :وهي الداخلة على العواض نحو :اشتريت فرسإا بدرهم.
}ول تشتروا بآياتي ثمنا قليلً{ )وللمجاوزة( :كإعن نحو} :سإأل سإائل بعذاب
واقع{ أي عنه) .وللسإتعلء( :كإعلي نحو) :ومن أهل الكتاب من إن تأمنه
ن كإذا) .وللغاية( :كإإلى نحو :وقد بقنطار( أي عليه) .وللقسم( نحو :بالله لفعل ّ
ي ،وبعضهم ضمن أحسن معنى لطف )وللتوكإيد( :وهي الزائدة أحسن بي أي إل ّ
مع الفاعل أو المفعول أو المبتدأ أو الخبر }كإفى بالله شهيدا{ )وهزي إليك
بجذع النخلة{ وبحسبك درهم ،و}أليس الله بكافّ عبده{ )وكإذا للتبعيض(:
كإمن )في الصأح( نحو }عينا يشرب بها عباد الله{ أي منها ،وقيل ليست له،
ويشرب في الية بمعنى يروى أو يلتذ مجازا والباء سإببية.
)و(التاسإع )بل للعطف بإضراب( أي معه بأن وليها مفرد سإواء أوليت موجبا أم
غيره ،ففي الموجب نحو :جاء زيد بل عمرو ،واضرب زيدا بل عمرا انتقل حكم
المعطوفّ عليه فيصير كإأنه مسكوت عنه إلى المعطوفّ ،وفي غيره نحو :ما
جاء زيد بل عمرو ،ول تضرب زيدا بل عمرا .تقرر حكم المعطوفّ عليه وتجعل
هذه للمعطوفّ) .وللضراب فقط( :أي دون العطف بأن وليها جملة ،وقولي
بإضراب مع فقط من زيادتي وبهما علم أن الضراب أعم من العطف ل مباين
له بخلفّ كإلم الصأل .والحاصأل :أن بل للعطف والضراب إن وليها مفرد
وللضراب فقط إن وليها جملة وهي فيه حرفّ ابتداء ل عاطفة عند الجمهور
والضراب بهذا المعنى) .إما للبطال( :لما وليته نحو يقولون به جنة بل جاءهم
بالحق فالجائي بالحق ل جنون به) .أو للنتقال من غرض إلى آخر( نحو:
}ولدينا كإتاب ينطق بالحق{ الية فما قبل بل فيها على حاله.
)و( العاشر )بيد( اسإم ملزم للنصب والضافة إلى أن وصألتها) .بمعنى غير(
نحو :إنه كإثير المال بيد أنه بخيل) .وبمعنى من أجل ومنه( :خبر أنا أفصح من
نطق بالضاد) .بيد أني من قريش في الصأح( أي الذين هم أفصح من نطق بها،
وأنا أفصحهم ،وخصها بالذكإر لعسرها على غير العرب ،والمعنى أنا أفصح
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
العرب ،وقيل أن بيد فيه بمعنى غير ،وأنه من تأكإيد المدح بما يشبه الذم وقولي
في الصأح من زيادتي.
)و( الحادي عشر )ثم حرفّ عطف للتشريك( في العراب والحكم )والمهلة
والترتيب( المعنوي والذكإري) .في الصأح( :تقول جاء زيد ثم عمرو إذا شاركّ
زيدا في المجيء وتراخى مجيئه عن مجيئه ،وقيل قد تكون زائدة فل تكون
عاطفة فل تكون لشيء من ذلك كإقوله تعالى} :حتى إذا ضاقت عليهم الرض
بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن ل ملجأ من الله إل إليه ثم تاب
عليهم{ فإنها زائدة لن مدخولها جواب إذا وقيل ل تفيد المهلة لقول الشاعر:
كإهز الرديني تحت العجا
ج جري في النابيب ثم اضطر
إذ اضطراب الرمح يعقب جري الهز في النابيب ،وقيل ل تفيد الترتيب لقوله
ممة
تعالى} :فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون} إذ شهادة الله متقد ّ
على المرجع ،وأجيب عن الّول بأن إذا فيه لمجرد الظرفّ وبان جوابها مقدر
أي تاب عليهم وثم تاب عليهم تأحمد بن كإيد ،أو معناه اسإتدام التوبة ،ومعنى
المقدر أنشأها ،وعن الثاني بأنه توسإع في ثم بإيقاعها فيه موقع الفاء ،وعن
الثالث بإنها اسإتعملت فيه لترتيب الخباري ،وبأنه توسإع فيها بإيقاعها فيه موقع
الواو.
)و(الثاني عشر )حتى لنتهاء الغاية غالبا( وهي حينئذ إما جارة لسإم صأريح نحو:
}سإلم هي حتى مطلع الفجر{ أو مؤّول من أن والفعل نحو} :لن نبرج عليه
عاكإفين حتى يرجع إلينا موسإى{ أي إلى رجوعه وأما عاطفة لرفيع أو دنيء
نحو :مات الناس حتى النبياء ،وقدم الحجاج حتى المشاة ،وإما ابتدائة بأن
يستأنف بعدها جملة إما إسإمية نحو:
فما زالت القتلى تمج دماءها
بدجلة حتى ماء دجلة أشكل
أو فعلية نحو :مرض فلن حتى ل يرجونه) .وللسإتثناء نادرا( نحو:
ليس للعطاء من الفضول سإماحة
حتى تجود وما لديك قليل
أي :إل أن تجود وهو اسإتثناء منقطع) .وللتعليل( :نحو :أسإلم حتى تدخل الجنة
أي لتدخلها.
)و( الثالث عشر )رب حرفّ في الصأح( :هذا من زيادتي ،وقيل اسإم وعلى
الوجهين ترد) .للتكثير( نحو }ربما يود الذين كإفروا لو كإانوا مسلمين{ إذ يكثر
منهم تمني ذلك يوم القيامة إذا عاينوا حالهم وحال المسلمين )وللتقليل(
كإقوله:
ب مولود وليس له أب أل ر ّ
وذي ولد لم يلده أبوان
أراد عيسى وآدم عليهما الصلة والسلم ،واختار ابن مالك أن ورودها للتكثير
أكإثر) .ول تختص بأحدهما في الصأح( .وقيل :تختص بالتكثير فلم يعتد قائله
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
بهذا البيت ونحوه .وقيل :تختص بالتقليل وقرره قائله في الية بأن الكفار
تدهشهم أهوال يوم القيامة فل يفيقون حتى يتمنوا ذلك إل في أحيان قليلة.
وقيل :إنها حرفّ إثبات لم يوضع لتكثير ول تقليل ،وإنما يستفاد ذلك من
القرائن واختاره أبو حيان.
)و( الرابع عشر )على الصأح أنها قد ترد( بقلة )اسإما بمعنى فوق( بأن تدخل
عليها من نحو :غدوت من على السطح أي من فوقه) .و( ترد بكثرة )حرفا
و( حسا نحو} :كإل من عليها فان{ أو معنى نحو} :فضلنا بعضهم على للعل ّ
بعض{ وأما على في نحو :توكإلت على الله ،فجعلها الرضي من العلوّ المجازي
)وللمصاحبة( كإمع نحو} :وأتى المال على حبه{ أي مع حبه )وللمجاوزة( كإعن
نحو :رضيت عليه أي عنه) .وللتعليل( :نحو} :ولتكبروا الله على ما هداكإم{ أي
لهدايته أياكإم) .وللظرفية( كإفي نحو} :ودخل المدينة على حين غفلة من
أهلها{ أي في وقت غفلتهم ونحو} :ما تتلو الشياطين على ملك سإليمان{ أي
في زمن ملكه ونحو :اعتكفت على المسجد أي فيه) .وللسإتدراكّ( :كإل كإن.
نحو :فلن ل يدخل الجنة لسوء فعله على أنه ل ييأس من رحمة الله أي لكنه.
)وللتوكإيد( :كإخبر ل أحلف على يمين أي يمينا) .وبمعنى الباء( نحو} :حقيق
علي أن ل أقول{ )و( بمعنى )من( نحو} :إذا اكإتالوا على الناس يستوفون{
وهذان من زيادتي .وقيل :هي اسإم أبدا لدخول حرفّ الجّر عليها .وقيل :هي
حرفّ أبدا ول مانع من دخول حرفّ جّر على آخر في اللفظ بأن يقدر له مجرور
ن فرعون عل في الرض{} ،ولعل محذوفّ )أما عل يعلو ففعل( نحو} :إ ّ
بعضهم على بعض{ فقد اسإتكملت على في الصأح أقسام الكلمة.
)و( السابع عشر )كإي للتعليل( فينصب المضارع بأن مضمرة نحو :جئت كإي
أنظركّ .أي لن أنظركّ) .وبمعنى أن المصدرية( بأن تدخل عليها اللم نحو:
جئت لكي تكرمني أي لن تكرمني.
)و( الثامن عشر )كإل اسإم لسإتغراق أفراد( المضافّ إليه) .المنكر( نحو} :كإل
نفس ذائقة الموت{ }كإل حزب بما لديهم فرحون{ )و( لسإتغراق أفراد
المضافّ إليه )المعّرفّ المجموع( نحو :كإل العبيد جاءوا ،كإل الدرهم صأرفّ.
)و( لسإتغراق )أجزاء( المضافّ إليه) .المعرفّ المفرد( :نحو كإل زيد أو الرجل
حسن أي كإل أجزائه.
)و( التاسإع عشر )اللم( بقيد زدته بقولي) :الجارة( وهي مكسورة مع كإل
ظاهر نحو :لزيد إل مع المستغاث فتتفح ،نحو :يالله ،ومفتوحة مع كإل مضمر
نحو :لنا إل مع ياء المتكلم فمكسورة) .للتعليل( نحو }وأنزلنا إليك الذكإر لتبين
للناس{ أي لجل أن تبين لهم} .وللسإتحقاق{ نحو :النار للمكافرين أي عذابها
مستحق لهم )وللختصاص( :نحو :الجنة للمؤمنين أي نعيمها مختص بهم.
)وللملك( نحو} :لله ما في السموات وما في الرض{ والمال لزيد.
)وللصيرورة( :أي العاقبة نحو} :فالتقطة آل فرعون ليكون لهم عدّوا وخرنا{
فهذا عاقبة التقاطهم له ل علته إذ هي تبنيه) .وللتمليك( نحو :وهبت له ثوابا أي
ملكته إياه) .وشبهه( :أي التمليك نحو} :والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا
وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة{ )ولتوكإيد النفي( :نحو؛ }وما كإان الله
ليعذبهم وأنت فيهم{ فهي في هذا ،ونحوه لتوكإيد نفي الخبر الداخلة عليه
المنصوب فيه المضارع بأن مضمرة) .وللتعدية( نحو :ما أضرب زيدا لعمرو
دى إلى فاعله بالهمزة وإلى مفعوله فضرب صأار بقصد التعجب به لزما يتع ّ
باللم .و )وللتوكإيد( :وهي الزائدة كإإن تأتي لتقوية عامل ضعف بالتأخير نحو:
}إن كإنتم للرؤيا تعبرون{ ولكونه فرعا في العمل نحو} :إن ربك فعال لما
يريد{ وأصأله فعال ما) .وبمعنى إلى( نحو} :فسقناه لبلد ميت{ أي إليه) .و(
بمعنى )على( نحو} :يخرون للذقان سإجدا{ أي عليها) .و( بمعنى )في(
نحو}( :ونضع الموازين القسط ليوم القيامة{ أي فيه) .و( بمعنى )عند( نحو؛
دمت لحياتي{ أي عندها )و( بمعنى )بعد( نحو} :أقم الصلة لدلوكّ }يا ليتني ق ّ
الشمس{ أي بعده .وجعل الزمخشري اللم في هذه الية للتوقيت ،فتكون
بمعنى عند) .و( بمعنى )من( نحو :سإمعت له صأراخا أي منه) .و( بمعنى )عن(
نحو} :وقال الذين كإفروا للذين آمنوا{ أي عنهم }لو كإان{ أي اليمان }خيرا
ما سإبقونا إليه{ ولو كإانت اللم في هذه الية للتبليغ لقيل ما سإبقتمونا .وخرج
بالجارة الجازمة
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
نحو} :لينفق ذو سإعة من سإعته{ وغير العاملة كإلم البتداء نحو} :لنتم أشد ّ
رهبة{.
ن دللة حرفّ على معنى حرفّ آخر مذهب الكوفيين ،أما البصريون واعلم أ ّ
فذلك عندهم على تضمين الفعل المتعلق به ذلك الحرفّ ما يصح معه معنى
ذلك الحرفّ على الحقيقة ،لن التصرفّ عندهم في الفعل أسإهل منه في
الحرفّ.
)و( العشرون )لول( ومثلها لو ما) .حرفّ معناه في( دخوله على )الجملة
السإمية امتناع جوابه لوجود شرطه( :نحو :لول زيد ،أي موجود لهنتك امتنعت
الهانة لوجود زيد ،فزيد الشرط وهو مبتدأ محذوفّ الخبر لزوما) .وفي( دخوله
ث نحو} :لول تستغفرون على الجملة )المضارعية التحضيض( :أي الطلب بح ّ
الله{ أي اسإتغفروه ول بد) .والعرض( :من زيادتي وهو طلب بلين نحو} :لول
أخرتني{ أي تؤخرني }إلى أجل قريب{ )و( في دخوله على الجملة )الماضية
التوبيخ( نحو} :لول جاءوا عليه بأربعة شهداء{ وبخهم الله على عدم المجيء
بالشهداء بما قالوه من الفك ،وهو في الحقيقة محل التوبيخ) .ول ترد للنفي
ول للسإتفهام في الصأح( وقيل ترد للنفي كإآية} :فلول كإانت قرية آمنت{ أي
فما آمنت قرية أي أهلها عند مجيء العذاب فنفعها إيمانها إل قوم يونس ،ورد ّ
بأنها في الية للتوبيخ على تركّ اليمان قبل مجيء العذاب ،وكإأنه قيل :فلول
آمنت قرية قبل فنفعها إيمانها والسإتثناء حينئذ منقطع ،وقيل ترد للسإتفهام
كإقوله تعالى} :لول أنزل عليه ملك{ ورد ّ بأنها فيه للتحضيض أي هل أنزل
بمعنى ينزل ،وقولي :ول للسإتفهام من زيادتي.
)و( الحادي والعشرون )لو شرط( أي حرفه )للماضي كإثيرا( نحو :لو جاء زيد
لكإرمته ،وللمستقبل قليل ً نحو} :وليخش الذين لو تركإوا من خلفهم ذرية
ضعافا خافوا عليهم{ أي إذ تركإوا ونحو :أحسن لزيد ولو أسإاء أي وإن أسإاء.
)ثم قيل( :في معناها على الّول )هي لمجرد الربط( :للجواب بالشرط كإان
واسإتفادة ما يأتي من انتفائهما ،أو انتفاء الشرط فقط من خارج ،وقيل لمتناع
تاليها واسإتلزامه ما يليه وهو ما صأححه الصأل) .والصأح أنها( في الصأل
)لنتفاء جوابها بانتفاء شرطها خارجا( أي في الخارج مثبتين أو منفيين أو
مختلفين ،فالقسام أربعة ،كإلو جئتني أكإرمتك ،لو لم تجئني ما أكإرمتك ،لو
جئتني ما أهنتك ،لو لم تجئني أهنتك ،فينتفي الكإرام مثل ً في الّول لنتفاء
المجيء) .وقد ترد لعكسه( أي لنتفاء شرطها بانتفاء جوابها )علما( :كإان
دد اللهة ونحوها نحو} :لو كإان فيهما آلهة إل الله لفسدتا{ فيعلم انتفاء تع ّ
بالعلم بانتفاء الفساد ،وهذا عليه أرباب العقول أيضا ،وهو من زيادتي ،والمثال
ن انتفاء
الواحد يصلح له وللول ،ويختلف بالقصد إن قصد به الدللة على أ ّ
الجواب في الخارج بانتفاء الشرط كإان من الّول أو السإتدل على العلم بانتفاء
الشرط بالعلم بانتفاء الجواب كإان من الثاني ،وفي الول يستثنى نقيض
الشرط ،وفي الثاني نقيض الجواب لينتج المراد ،ففي المثال إن قصد الّول
قيل :لكن ل إله فيهما غيره فلم تفسد ،أو الثاني قيل لكنهما لم تفسدا فليس
فيهما إله غيره) .و( ترد )ل ثبات جوابها( بقسميه مع انتفاء شرطها بقسميه
)إن ناسإب انتفاء شرطها( إما )بالولى كإلو لم يخف لم يعص( :المأخوذ مما
روي عن النبي صألى الله عليه وسإّلم ،أو عن عمر رضي الله عنه »ِنعم العبد
صأهيب لو لم يخف الله لم يعصه« .رتب عدم العصيان على عدم الخوفّ وهو
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
بالخوفّ المفاد بلو أنسب ،فيترتب عليه أيضا في قصده ،والمعنى أنه ل يعصي
الله أصأل ً ل مع الخوفّ وهو ظاهر ،ول مع انتفائه إجلل ً له تعالى
عن أن يعصيه وقد اجتمع فيه الخوفّ والجلل رضي الله عنه) .أو المساوي
كإلو لم تكن ربيبة ما حلت للرضاع( :المأخوذ من قوله صألى الله عليه وسإّلم
في درة بضم المهملة بنت أم سإلمة أي هند لما بلغه تحدث النساء أنه يريد أن
ن أن ذلك من خصائصه ،إنها لو لم تكن ربيبتي في ينكحها بناء على تجويزه ّ
حجري ما حلت لي ،إنها لبنة أخي من الرضاعة ،رواه الشيخان ،رتب عدم حلها
على عدم كإونها ربيبته المبين بكونها ابنة أخي الرضاع المناسإب هو له شرعا
كإمناسإبته للول ،سإواء لمساواة حرمة المصاهرة لحرمة الرضاع ،والمعنى أنها
ل تحل لي أصأل ً لن بها وصأفين لو انفرد كإل منهما حرمت به كإونها ربيبته ،ووها
ابنة أخي الرضاع ،وقوله :في حجري على وفق الية .وتقدم الكلم فيه) .أو
الدون كإـ(ـقولك فيمن عرض عليك نكاحها) :لو انتفت أخوة الرضاع( بيني
وبينها )ما حلت( لي )للنسب( :بيني وبينها بالخوة رتب عدم حلها على عدم
وتها من النسب المناسإب هو لها شرعا ،فيترتب أخوتها من الرضاع المبين بأخ ّ
أيضا في قصده على أخوتها من الرضاع المفادة بلو المناسإب هو لها شرعا،
لكن دون مناسإبته للول لن حرمة الرضاع أدون من حرمة النسب ،والمعنى
وتها من ل لي أصأل ً لن بها وصأفين لو انفرد كإل منهما حرمت به أخ ّ
أنها ل تح ّ
النسب وأخوتها من الرضاع ،وقد تجردت لو فيما ذكإر من المثلة عن الزمان
على خلفّ الصأل فيها ،أما أمثلة بقية أقسام هذا القسم في الشق الول منه
فنحو :لو أهنت زيدا لثنى عليك فيثني مع عدم الهانة بالولى ،لو تركّ العبد
سإؤال ربه لعطاه فيعطيه مع السؤال بالولى} :ولو أن ما في الرض من
شجرة أقلم{ إلى قوله} :ما نفدت كإلمات الله{ أي فل تنفد مع انتفاء ما ذكإر
بالولى ،وقد اسإتشكل قوله تعالى{ :ولو علم الله فيهم خيرا لسإمعهم{ الية.
بأن السإتدلل به على هيئة قياس اقتراني وهو :لو علم الله فيهم خيرا
لسإمعهم ولو أسإمعهم لتولوا ينتج :لو علم الله فيهم خيرا لتولوا ،وهذا محال
لن الذي يحصل منهم بتقدير أن يعلم الله فيهم خيرا هو النقياد ل التولي.
وأجيب بجوابين :أحدهما :أن الوسإط مختلف تقديره لسإمعهم إسإماعا نافعا،
ولو أسإمعهم إسإماعا غير نافع لتولوا ،وفيه نظر لسإتلزامه انتفاء السإماع عنهم
مطلقا ،لن الجملة الولى أفادت انتفاء السإماع النافع ،والثانية انتفاء غير
النافع واللزم باطل لثبوت إسإماعهم في الجملة قطعا وإل فل تكليف .ثانيهما:
ليس المراد من الية السإتدلل بل بيان السببية على الصأل في »لو« أي أن
م
سإبب انتفاء إسإماعهم خيرا هو انتفاء العلم بالخير فيهم ،وحينئذ فالكلم قد ت ّ
عند قوله لسإمعهم ،ويكون قوله :ولو أسإمعهم كإلما مستأنفا أي أن التولي
لزم بتقدير السإماع ،فكيف بتقدير عدمه فهو من قبيل لو لم يخف الله لم
يعصه.
ور وجوده منهم عند عدم فإن قلت :التولي هو العراض عن الشيء فكيف يتص ّ
إسإماعهم الشيء؟ قلت :بل أسإمعهم الشيء وإل فل تكليف ،والنفي إنما هو
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
إسإماعهم الشيء للتفهيم ،وقد ذكإرت في الحاشية ما يؤخذ منه سإبب عدولي
عن تصحيح ما صأححه الصأل مضمنا به قول الجمهور إلى تصحيحي لما قالوه
من أن فيما صأنعته بيان الكإثر والقل في اسإتعمال لو.
)و( ترد )للتمني وللتحضيض وللعرض( :فينصب المضارع بعد فاء جوابها لذلك
دثني لو تأمر فتطاع لو تنزل عندي فتصيب بأن مضمرة نحو :لو تأتيني فتح ّ
ن لنا كإّرة فنكون من المؤمنين{ أي ليت لنا والثلثة خيرا .ومن الول} :فلو أ ّ
ث ،وفي الثالث: ّ بح الثاني: وفي وقوعه، في طمع ل للطلب لكنه في الول لما
دوا السائل« أي بلين كإما مّر) .وللتعليل نحو( خبر النسائي وغيره» :ر ّ
دقوا بما تيسر من كإثير أو قليل ولو بلغ بالعطاء») .ولو بظلف محرق«( أي تص ّ
في القلة إلى الظلف مثلً ،فإنه خير من العدم وهو بكسر المعجمة للبقر
ي كإما هو عادتهم والغنم كإالحافر للفرس والخف للجمل ،وقيد بالحراق أي الش ّ
فيه لن النبيء قد ل يؤخذ وقد يرميه آخذه فل ينتفع به بخلفّ المشوي .قال
الزركإشي :والحق أن التقليل مستفاد مما بعدها ل منها .قلت :بل الحق أنه
كإغيره مما ذكإر مستفاد منها بواسإطة ما بعدها) .و( ترد )مصدرية( نحو} :يود ّ
أحدهم لو يعمر{ وهذا من زيادتي(.
)و( الثاني والعشرون )لن حرفّ نفي ونصب واسإتقبال( للمضارع) .والصأح
أنها ل تفيد( :مع ذلك )توكإيد النفي ول تأييده( :لقوله تعالى لموسإى عليه
الصلة والسلم(} :لن تراني{ ومعلوم أنه كإغيره من المؤمنين يراه في
الخرة ،وقيل يفيدهما كإما في قوله تعالى} :لن يخلقوا ذبابا{ وقوله} :ولن
يخلف الله وعده{ .وأجيب :بأن اسإتفادة ذلك في هذين ونحوهما من خارج كإما
في قوله} :ولن يتمنوه أبدا{ وكإون أبدا فيه للتوكإيد خلفّ الظاهر ول تأبيد
قطعا فيما إذا قيد النفي نحو} :فلن أكإلم اليوم إنسيا{ و}لن نبرح عليه
عاكإفين حتى يرجع إلينا موسإى{ )و( الصأح )أنها( ترد بواسإطة الفعل بعدها
)للدعاء( وفاقا لبن عصفور وغيره كإقوله:
)و( الثالث والعشرون )ما ترد اسإما( إما )موصأولة( نحو} :ما عندكإم ينفد وما
عند الله باق{ أي الذي )أو نكرة موصأوفة( نحو :مررت بما معجب لك أي
بشيء) .وتامة تعجبية( نحو :ما أحسن زيدا فما نكرة تعجبية .مبتدأ وما بعدها
وغ البتداء بها التعجب) .وتمييزية( وهي اللحقة لنعم وبئس نحو} :إن خبره وسإ ّ
تبدوا الصدقات فنعما هي{ فما نكرة منصوبة على التمييز أي نعم شيئا هي أي
إبداؤها) .ومبالغية( بفتح اللم وهي للمبالغة في الخبار عن أحد بإكإثار فعل
كإالكتابة نحو :إن زيدا مما أن يكتب أي إنه من أمر كإتابة أي مخلوق من أمر هو
الكتابة فما نكرة بمعنى شيء للمبالغة ،وأن وصألتها في موضع جر بدل ً من ما
فجعل لكثرة كإتابته كإأنه خلق منها كإما في قوله} :خلق النسان من عجل{
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
)واسإتفهامية( نحو} :فما خطبكم{ أي شأنكم) .وشرطية زمانية( :نحو} :فما
اسإتقاموا لكم فاسإتقيموا لهم{ أي اسإتقيموا لهم مدة اسإتقامتهم لكم) .وغير
زمانية( نحو} :وما تفعلوا من خير يعلمه الله{ وقولي وتمييزية ومبالغية من
زيادتي تبعا للكإثر،وقولي تامة أولى من قوله للتعجب لفادته أن الموصأوفة
ناقصة ،وأن التعجبية والمعطوفات عليها تامة ،وإنما صأرحوا به في التعجبية
وتاليتها فقط لظهور تمامها لتجردها عن معنى الحرفّ) .و( ترد )حرفا مصدرية
لذلك( أي زمانية نحو} :فاتقوا الله ما اسإتطعتم{ أي مدة اسإتطاعتكم وغير
زمانية نحو} :فذوقوا بما نسيتم{ أي بنسيانكم) .ونافية( عاملة نحو ما هذا
بشرا وغير عاملة نحو }وما تنفقون إل ابتغاء وجه الله{ )وزائدة كإافة( عن
عمل الرفع نحو :قلما يدوم الوصأال أو الرفع والنصب نحو :إنما الله إله واحد،
والجّر نحو :ربما دام الوصأل) .وغير كإافة( عوضا نحو :افعل هذا .إما ل أي إن
كإنت ل تفعل غيره فما عوض عن كإنت أدغم فيها النون للتقارب وحذفّ المنفي
للعلم به وغير عوض للتأكإيد نحو} :فبما رحمة من الله لنت لهم{ وأصأله
فبرحمة.
)و( الرابع والعشرون )من( بكسر الميم )لبتداء الغاية( بمعنى المسافة من
مكان نحو :من المسجد الحرام ،وزمان نحو :من أول يوم وغيرهما .نحو} :إنه
من سإليمان{ )غالبا( أي ورودها لهذا المعنى أكإثر منه لغيره) .ولنتهائها( :أي
الغاية نحو :قربت منه أي إليه) .وللتبعيض( نحو} :حتى تنفقوا مما تحبون{ أي
بعضه) .وللتبيين( :بأن يصح حمل مدخولها على المبهم قبلها نحو} :ما ننسخ
من آية{ }فاجتنبوا الرجس من الوثان{ كإأن يقال في الول ما ننسخه آية.
وفي الثاني الرجس الوثان) .وللتعليل( نحو} :يجعلون أصأابعهم في آذانهم من
الصواعق{ أي لجلها والصاعقة الصيحة التي يموت من يسمعها أو يغشى
عليه) .وللبدل( نحو} :أرضيتم بالحياة الدنيا من الخرة{ أي بدلها) .ولتنصيص
العموم( :وهي الداخلة على نكرة ل تختص بالنفي نحو :ما في الدار من رجل،
فهو بدون من ظاهر في العموم محتمل لنفي الواحد فقط وبها يتعين النفي
للجنس) .ولتوكإيده( أي :تنصيص العموم وهي الداخلة على نكرة تختص بالنفي
نحو :ما في الدار من أحد ،وهذا من زيادتي) .وللفصل( :بالمهملة أي للتمييز
دين نحو} :والله يعلم المفسد من المصلح{ }حتى بأن تدخل على ثاني المتضا ّ
يميز الخبيث من الطيب{ ولبن هشام فيه نظر ذكإرته في الحاشية مع جوابه.
)وبمعنى الباء( نحو} :ينظرون من طرفّ خفي{ أي به )و( بمعنى )عن( نحو:
}قد كإنا في غفلة من هذا{ أي عنه) .و( بمعنى )في(نحو }إذا نودي للصلة من
يوم الجمعة{أي فيه ونحو }أروني ماذا خلقوا من الرض{ أي فيها )و( بمعنى
)عند( نحو }لن تغني عنهم أموالهم ول أولدهم من الله شيئا{ أي عنده )و(
بمعنى )على( نحو ونصرناه من القوم{ أي عليهم وقيل ضمن نصرناه معنى
منعناه.
)و( الخامس والعشرون من بفتح الميم إما )موصأولة( نحو }ولله يسجد من
في السموات والرض{ )أو نكرة موصأوفة( كإمررت بمن معجب لك أي:
بإنسان )وتامة شرطية( نحو }من يعمل سإوءا يجز به{ )واسإتفهامية( نحو
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
}فمن ربكما يا موسإى{ )وتمييزية( كإقول الشاعر:
ونعم من هو في سإّر وإعلن†
ً
ففاعل نعم مستتر ومن تمييز بمعنى رجل .وقوله :هو مخصوص بالمدح وهو
راجع إلى بشر بن مروان في البيت قبله ،وفي سإر متعلق بنعم ،وهذا مذهب
أبي علي الفارسإي وأما غيره فنفى ذلك وقال :من موصأولة فاعل .نعم ،وقوله
هو راجع إليها مبتدأ خبره هو محذوفّ راجع إلى بشر يتعلق به في سإر لتضمنه
معنى الفعل كإما سإيظهر ،والجملة صألة من والمخصوص بالمدح محذوفّ أي
هو وهو راجع إلى بشر أيضا ،والتقدير نعم الذي هو المشهور في السر والعلنية
بشر ،وفيه تكلف وتعبيري بما ذكإر في القسام المذكإورة أولى مما عبر به
لفادته أن الشرطية والسإتفهامية نكرتان تامتان.
)و( السادس والعشرون )هل لطلب التصديق كإثيرا( إيجابا أو سإلبا خلفا للصأل
في تقييده تبعا لبن هشام باليجاب سإرى إليهما ذلك من أن هل ل تدخل على
ي فيقال في جواب هل قام زيد مثلً؟ نعم أو ل ،وإن لم تدخل على منفي أذ منف ّ
ً
ور قليل( خلفا للصأل في منع مجيئها ل يقال هل لم يقم زيد) .و( لطلب )التص ّ
له بخلفّ الهمزة تأتي لكل منهما كإثيرا ،وتدخل على المنفي فتخرج عن
السإتفهام إلى التقرير وهو حمل المخاطب على القرار بما بعد النفي نحو:
}ألم نشرح لك صأدركّ{ فيجاب ببلى ،وقد تبقى على السإتفهام كإقولك لمن
قال :لم أفعل كإذا ألم تفعله؟ أي أحق انتفاء فعلك له .فيجاب :بنعم أو ل .ومنه
قوله:
أل اصأطبار لسلمى أم لها جلد
إذا ً ألقي الذي لقاه أمثالي
فيجاب بمعين منهما.
)و( السابع والعشرون )الواو( بقيد زدته بقولي )العاطفة لمطلق الجمع( بين
المعطوفين في الحكم )في الصأح( لنها تستعمل في الجمع بمعية وبغيرها
نحو :جاء زيد وعمرو إذا جاء معه أو بعده أو قبله ،فتكون حقيقة في القدر
المشتركّ بين الثلثة وهو مطلق الجمع حذرا من الشتراكّ والمجاز واسإتعمالها
في كإل منها من حيث إنه جمع اسإتعمال حقيقي ،وقيل هي للترتيب لكثرة
اسإتعمالها فيه فهي في غيره مجاز ،وقيل للمعية لنها للجمع والصأل فيه
المعية ،فهي في غيرها مجاز وخرج بالعاطفة غيرها كإواوي القسم والحال ،وقد
بينت في الحاشية وغيرها أنه ل فرق هنا بين مطلق الجمع والجمع المطلق،
خلفا لمن زعم خلفه أخذا من الفرق بين مطلق الماء والماء غافل ً عن
اختلفّ اصأطلحي الفقيه واللغوي.
المر
أي هذا مبحثه )أ م ر( :أي اللفظ المنتظم من هذه الحرفّ المسماة بألف ميم
راء وتقرأ بصيغة الماضي مفككا )حقيقة في القول المخصوص( :أي الدا ّ
ل
بوضعه على اقتضاء فعل إلى آخر ما يأتي نحو} :وأمر أهلك بالصلة{ أي :قل
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
لهم صألوا) .مجاز في الفعل في الصأح( نحو} :وشاورهم في المر{ أي الفعل
الذي تعزم عليه لتبادر القول دون الفعل من لفظ المر إلى الذهن ،وقيل هو
للقدر المشتركّ بينهما وهو مفهوم أحدهما حذرا من الشتراكّ والمجاز ،وقيل
هو مشتركّ بينهما لسإتعماله فيهما ،وقيل مشتركّ بينهما وبين الشأن والصفة
ود من والشيء لسإتعماله فيها أيضا نحو :إنما أمرنا لشيء أي شأننا لمر ما يس ّ
ود أي لصفة من صأفات الكمال لمر ما جدع قصير أنفه أي لشيء ،والصأل يس ّ
في السإتعمال الحقيقة .وأجيب :بأنه فيها مجاز لنه خير من الشتراكّ كإما مّر،
وإنما عبرت كإغيري بالفعل القاصأر عن تناولها لنه المقابل للقول من حيث
إنهما قسمان للمقصود ،وهو الدال على الحكم والمر لفظي ونفسي وهو
الصأل ،فاللفظي عرفّ من قولي حقيقة في كإذا) .والنفسي اقتضاء( أي طلب
ف( :فدخل فيه الطلب ف )بغير نحو كإ ّ
)فعل غير كإف مدلول عليه( :أي الك ّ
الجازم وغيره لما ليس بكف ،ولما هو كإف مدلول عليه بكف أو نحوها .كإاتركّ
وذر ودع المفادة بزيادتي نحو :وخرج منه الباحة والمدلول عليه بغير ذلك أي ل
ف أمرا ل نهيا موافقة للدال فيتفعل فليس كإل منهما بأمر وسإمي مدلول كإ ّ
اسإمه ،ويحد ّ النفسي أيضا بالقول المقتضى لفعل إلى آخره ،والقول مشتركّ
دهبين اللفظي والنفسي أيضا) .ول يعتبر في المر( :بقسميه حتى يعتبر في ح ّ
و( بأن يكون الطالب عالي الرتبة على المطلوب منه) .ول اسإتعلء( أيضا) .عل ّ
بأن يكون الطلب بعظمة لطلق المر بدونهما .قال تعالى حكاية عن فرعون
}فماذا تأمرون{ )ول إرادة الطلب( باللفظ لطلق المر بدونها) .في الصأح(:
وقيل :يعتبر الّولن وإطلق المر بدونهما مجازي ،وقيل يعتبر العلوّ دون
السإتعلء ،وقيل عكسه ،وقيل يعتبر العلوّ وإرادة الطلب باللفظ فإذا لم يرده به
لم يكن أمرا لنه يستعمل في غير الطلب كإالتهديد ول مميز غير الرادة .قلنا
اسإتعماله في غير الطلب مجازي بخلفّ الطلب ،فل حاجة إلى اعتبار إرادته،
ولن المر لو كإان هو الرادة لوقعت المأمورات واللزم باطل) .والطلب
ور بمجرد التفات النفس إليه بل نظر ،إذ كإل عاقل يفرق بديهي( :أي متص ّ
بالبديهة بينه وبين غيره كإالخبار وما ذاكّ إل لبداهته فاندفع ما قيل إن تعريف
المر بما يشتمل عليه تعريف بالخفى بناء على أنه نظري) .و( المر )النفسي(
المعرفّ باقتضاء فعل إلى آخره )غير الرادة( لذلك الفعل) .عندنا( فإنه تعالى
أمر من علم أنه ل يؤمن كإأبي لهب باليمان ولم يرده منه لمتناعه والممتنع غير
مراد ،أما عند المعتزلة فهو عينها لنهم لما أنكروا الكلم النفسي ولم يمكنهم
إنكار القتضاء المعرفّ به المر قالوا إنه الرادة.
)مسألة :الصأح( على القول بإثبات الكلم النفسي) .أن صأيغة أفعل( .والمراد
بها كإل ما يدل ولو بواسإطة على المر من صأيغه المحتملة لغير الوجوب،
ل وصأه ولينفق) .مختصة بالمر النفسي( :بأن تدل عليه وضعا كإاضرب وصأ ّ
دون غيره ،وقيل ل فل تدل عليه إل بقرينة كإصل لزوما ،وعليه فقيل هو للوقف
بمعنى عدم الدراية بما وضعت له حقيقة مما وردت له من أمر وتهديد
وغيرهما ،وقيل للشتراكّ بين المعاني التية المشتركإة ،أما صأحة التعبير عن
المر بما يدل عليه فل يختص بها صأيغة فعل قطعا ،بل تأتي في غيرها كإألزمتك
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
وأوجبت عليك ،أما المنكرون للنفسي فل حقيقة للمر وسإائر أقسام الكلم
عندهم إل العبارات) .وترد( صأيغة افعل بالمعنى السابق لستة وعشرين معنى
على ما في الصأل ،وإل فقد أوصألها بعضهم لنيف وثلثين وليميز بعضها عن
بعض بالقرائن) .للوجوب( نحو :أقيموا الصلة )وللندب( نحو} :فكاتبوهم إن
علمتم فيهم خيرا{ )وللباحة( نحو} :كإلوا من طيبات{ أي مما يستلذ من
المباحات )وللتهديد( نحو} :اعملوا ما شئتم{ قيل ويصدق مع التحريم
والكراهة).وللرشاد( نحو} :واسإتشهدوا شهيدين من رجالكم{ والمصلحة فيه
دنيوية بخلفها في الندب )ولرادة المتثال( كإقولك لغير رقيقك عند العطش:
اسإقني ماء) .وللذن( كإقولك لمن طرق الباب :ادخل وبعضهم أدرج هذا في
الباحة) .وللتأديب( كإقولك لغير مكلف :كإل مما يليك وبعضهم أدرج هذا في
الندب ،والّول فرق بأن الدب متعلق بمحاسإن الخلق وإصألح العادات والندب
بثواب الخرة أما أكإل المكلف مما يليه فمندوب ،ومما يلي غيره مكروه حيث ل
إيذاء وإل فحرام )وللنذار( نحو} :قل تمتعوا فإن مصيركإم إلى النار{ ويفارق
التهديد بوجوب اقترانه بالوعيد كإما في الية ،وبأن التهديد التخويف والنذار
إبلغ المخوفّ منه) .وللمتنان( نحو؛ }كإلوا مما رزقكم الله{ ويفارق الباحة
باقترانه بذكإر ما يحتاج إليه )وللكإرام( نحو} :ادخلوها بسلم آمنين{
)وللتسخير( أي
الصأح( وهو المنقول عن الشافعي وغيره ،لن أهل اللغة يحكمون باسإتحقاق
مخالف أمر سإيده مثل ً بها للعقاب ،وقيل شرعا لنها لغة لمجرد الطلب وجزمه
المحقق للوجوب بأن ترتب العقاب على التركّ إنما يستفاد من أمره أو أمر من
أوجب طاعته ،وقيل عقل ً لن ما يفيد المر لغة من الطلب يتعين أن يكون
الوجوب لن حمله على الندب يصير المعنى افعل إن شئت ،وليس هذا القدر
مذكإورا ،وقوبل بمثله في الحمل على الوجوب فإنه يصير المعنى افعل من غير
تجويز تركّ ،وقيل في الطلب الجازم لغة وفي التوعد على التركّ شرعا
فالوجوب مركإب مهما ،وهذا ما اختاره الصأل ،وقيل لسإقاط الحظر ورجوع
المر إلى ما كإان قبله من وجوب أو غيره)و( الصأح )أنه يجب اعتقاد الوجوب(
في المطلوب )بها قبل البحث( عما يصرفها عنه إن كإان كإما يجب على الصأح
اعتقاد عموم العام حتى يتمسك به قبل البحث عن المخصص ،كإما سإيأتي،
وقيل ل يجب كإما في تلك) .و( الصأح )أنها إن وردت بعد حظر( لمتعلقها نحو:
}وإذا حللتم فاصأطادوا{ )أو( بعد )اسإتئذان( فيه كإأن يقال لمن قال أفعل لك
كإذا افعل) .فللباحة( الشرعية حقيقة لتبادرها إلى الذهن في ذلك لغلبة
اسإتعمالها فيها حينئذ ،وقيل للوجوب كإما في غير ذلك نحو} :فإذا انسلخ
الشهر الحرم فاقتلوا المشركإين{ وقيل بالوقف فل نحكم بشيء منها) .و(
الصأح )أن صأيغة النهي( :أي ل تفعل الواردة) .بعد وجوب للتحريم( كإما في
غير ذلك ومن القائل به بعض القائل بأن المر بعد الحظر للباحة ،وفرق بأن
مقتضى النهي وهو التركّ موافق للصأل ،وبأن النهي لدفع المفسدة والمر
د ،وقيل للكراهة على قياس أن لتحصيل المصلحة واعتناء الشارع بالول أش ّ
المر للباحة ،وقيل للباحة نظرا إلى أن النهي عن الشيء بعد وجوبه يرفع
طلبه فيثبت التخيير فيه ،وقيل لسإقاط الوجوب ويرجع المر إلى ما كإان قبله
من تحريم أو إباحة ،وقيل بالوقف ،وتعبيري بصيغة افعل وبصيغة النهي أولى
من تعبيره بالمر والنهي ليوافق
القول بالباحة ،إذ ل أمر ول نهي فيها إل على قول الكعبي ،وظاهر أن صأيغة
النهي بعد السإتئذان كإهي بعد الوجوب.
ا.
)مسألة :الصأح أنها( :أي صأيغة افعل )لطلب الماهية( ل لتكرار ول مرة ول
لفور ول تراخ فهي للقدر المشتركّ بينها حذرا من الشتراكّ المجاز) .والمرة
ضرورية( :إذ ل توجد الماهية بأقل منها فيحمل عليها ،وقيل المرة لنها المتيقن
وتحمل على التكرار على القولين بقرينة وقيل للتكرار مطلقا لنه الغالب،
وتحمل على المرة بقرينة ،وقيل للتكرار إن علقت بشرط أو صأفة بحسب
تكرار المعلق به نحو} :وإن كإنتم جنبا فاطهروا{ }والزانية والزاني فاجلدوا كإل
واحد منهما مائة جلدة{ وإن لم تعلق بذلك فللمرة ،وقيل بالوقف عن المرة
والتكرار بمعنى أنها مشتركإة بينهما أو لحدهما ول نعرفه قولن .فل تحمل على
أحد منهما إل بقرينة ،وقيل إنها للفور أي للمبادرة بالفعل عقب ورودها لنه
أحوط ،وقيل للتراخي أي التأخير لنه يسد ّ عن الفور بخلفّ العكس ،وقيل
مشتركإة بينهما لنها مستعملة فيهما ،والصأل في السإتعمال الحقيقة ،وقيل
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
للفور أو العزم في الحال على الفعل بعد ،وقيل بالوقف عن الفور والتراخي
بمعنى أنها لحدهما ول نعرفه) .و( الصأح )أن المبادر( بالفعل )ممتثل( لحصول
الغرض ،وقيل ل بناء على أن المر للتراخي وجوبا.
ن
م ْ
)و( الصأح أن المر( بالمد بلفظ يصلح له( :هو أولى من قوله يتناوله نحوَ » :
ضَأ«) .غير داخل فيه( أي في ذلك اللفظ لبعد أن يريد المر نفسه، م فَل ْي َت َوَ ّ
قا َ
وهذا ما صأححه في بحث العام عكس مقابله وهو ما صأححه هنا ،والّول هو
المشهور وممن صأححه المام الرازي والمدي .وفي الروضة :لو قال نساء
المسلمين طوالق لم تطلق زوجته على الصأح ،لن الصأح عند أصأحابنا في
الصأول أنه ل يدخل في خطابه ،وخرج بالمر ومثله الناهي المخبر فيدخل في
خطابه على الصأح كإما صأرح به في بحث العام ،إذ ل يبعد أن يريد المخبر نفسه
نحو} :والله بكل شيء عليم{ وهو تعالى عليم بذاته وصأفاته ،فعلم أن في
مجموع المسألتين ثلثة أقوال ،ومحلها إذا لم تقم قرينة على دخوله أو عدم
دخوله فإن قامت عمل بمقتضاها قطعا) .ويجوز عندنا عقل ً النيابة في العبادة
البدنية( إذ ل مانع ومنعه المعتزلة لن المر بها إنما هو لقهر النفس وكإسرها
بفعلها والنيابة تنافي ذلك .قلنا :ل تنافيه لما فيها من بذل المؤنة أو تحمل
المنة ،وخرج بزيادتي عقل ً الجواز الشرعي فل تجوز شرعا النيابة في البدنية إل
في الحج والعمرة ،وفي الصوم بعد الموت وبالبدنية المالية كإالزكإاة فل خلفّ
في جواز النيابة فيها ،وإن اقتضى كإلم الصأل أن فيها خلفا ،وتعبيري بما ذكإر
أولى من تعبيره بأن الصأح أن النيابة تدخل المأمور إل لمانع لقتضائه أن في
العبادة المالية خلفا وليس كإذلك ،مع أن قوله إل لمانع إنما يناسإب الفقيه ل
الصأولي لن كإلمه في الجواز العقلي ل الشرعي.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
)مسألة :المختار( :تبعا لمام الحرمين والغزالي والنووي في روضته في كإتاب
الطلق وغيرهم )أن المر النفسي بـ(ـشيء )معين( إيجابا أو ندبا )ليس نهيا
عن ضده ول يستلزمه( لجواز أن ل يخطر الضد بالبال حال المر تحريما كإان
النهي أو كإراهة ،واحدا كإان الضد كإضد السكون أي :التحركّ أو أكإثر كإضد القيام
أي القعود وغيره ،وقيل نهي عن ضده ،وقيل يستلزمه فالمر بالسكون مثل ً أي
طلبه ليس نهيا عن التحّركّ أي طلب الكف عنه ول مستلزما له على الول
ومستلزما له على الثالث ،وعينه على الثاني بمعنى أن الطلب واحد هو بالنسبة
إلى السكون أمر وإلى التحّركّ نهي ،واحتج لهذين القولين بأنه لما لم يتحقق
المأمور به بدون الكف عن ضده كإان طلبه طلبا للكف أو مستلزما له .وأجيب:
بمنع الملزمة لجواز أن ل يخطر الضد بالبال حال المر كإما مر ،فل يكون
مطلوب الكف به ،وقيل القولن في الوجوب دون أمر الندب ،لن الضد فيه ل
يخرج به عن أصأله من الجواز بخلفه في أمر الوجوب لقتضائه الذم على
التركّ وخرج بالنفسي المر اللفظي فليس عين النهي اللفظي قطعا ول
يستلزمه في الصأح وبالمعين المبهم من أشياء فليس المر به بالنظر إلى ما
ده منها ول مستلزما له قطعا) .و( المختار )أن النهي(
صأدقه نهيا عن ض ّ
النفسي عن شيء معين تحريما أو كإراهة )كإالمر( فيما ذكإر فيه ،فالنهي ليس
أمرا بالضد ول يستلزمه ،وقيل عينه ،وقيل يستلزمه ،وقيل هذان القولن في
نهي التحريم دون نهي الكراهة ،والضد إن كإان واحدا فواضح أو أكإثر فالمر
بواحد منه ،وقيل النهي أمر بضده قطعا بناء على أن المطلوب في النهي فعل
الضد ،وقيل ل قطعا بناء على أن المطلوب في النهي انتفاء الفعل ،والترجيح
في هذه والتي قبلها من زيادتي والنهي اللفظي يقاس بالمر اللفظي.
)مسألة :النهي( النفسي )اقتضاء كإف عن فعل ل بنحو كإف( :كإذر ودع
المفادين كإنحوهما بزيادتي نحو :فدخل فيه القتضاء الجازم وغيره وخرج منه
الباحة ،واقتضاء فعل غير كإف أو كإف بنحو كإف فإنه أمر كإما مر ،ويحد أيضا
بالقول المقتضي للكف المذكإور كإما يحد اللفظي بالقول الدال على القتضاء
المذكإور ،ول يعتبر في مسمى النهي علو ول اسإتعلء على الصأح كإالمر
)وقضيته الدوام( على الكف ،لن العلماء لم يزالوا يستدلون به على التركّ مع
اختلفّ بالوقات ل يخصونه بشيء منها) .ما لم يقيد بغيره في الصأح( :فإن
قيد به نحو :ل تسافر اليوم كإان الغير قضيته فيحمل عليه ،وقيل قضيته الدوام
مطلقا وتقييده بغير الدوام يصرفه عن قضيته ،وقولي بغيره أولى من قوله
بالمرة) .وترد صأيغته( أي النهي وهي ل تفعل) .للتحريم( نحو }ول تقربوا
الزنا{ )وللكراهة( نحو }ول تيمموا الخبيث منه تنفقون{ والخبيث فيه الرديء
ل الحرام عكس ما في قوله تعالى} :ويحرم عليهم الخبائث{ }وللرشاد( نحو
}ل تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكإم{ )وللدعاء( نحو} :ربنا ل تزغ قلوبنا{
}ولبيان العاقبة{ :نحو} :ول تحسين الذين قتلوا في سإبيل الله أمواتا بل
أحياء{ أي عاقبة الجهاد الحياة ل الموت )وللتقليل( :بأن يتعلق بالمنهى عنه
ن عينيك إلى ما متعنا به} أي فهو قليل بخلفّ ما عند الله. نحو} :ول تمد ّ ّ
)وللحتقار( بأن يتعلق بالمنهي نحو} :ل تعتذروا قد كإفرتم بعد إيمانكم{
}ولليأس( نحو} :ل تعذروا اليوم{ وهذا تركإه البرماوي من ألفيته ،وذكإره في
شرحها مع زيادة ومثل له بالية ثم قال :وقد يقال إنه راجع للحتقار أي لتحاد
آيتيهما .قلت :والوجه الفرق إذ ذكإر اليوم في الية الثانية قرينة لليأس ،وتركإه
في الولى قرينة للحتقار.
)وفي الرادة والتحريم ما( مّر )في المر( :من الخلفّ ،فقيل ل تدل الصيغة
على الطلب إل إذا أريد الطلب بها ،والصأح أنها تدل عليه بل إرادة وأنها حقيقة
في التحريم لغة ،وقيل شرعا ،وقيل عقلً ،وقيل في الطلب الجازم لغة ،وفي
التوعد على الفعل شرعا وهو مقتضى ما اختاره الصأل في المر ،وقيل حقيقة
في الكراهة ،وقيل فيها وفي التحريم ،وقيل في أحدهما ول نعرفه ،وقيل غير
ذلك) .وقد يكون( :النهي )عن( شيء )واحد( :وهو ظاهر) .و( عن )متعدد
جمعا كإالحرام المخير( نحو :ل تفعل هذا أو ذاكّ ،فعليه تركّ أحدهما فقط فل
مخالفة إل بفعلهما .فالمحّرم فعلهما ل فعل أحدهما فقط) .وفرقا كإالنعلين
ي عنهتلبسان أو تنزعان ول يفّرق بينهما( :بلبس أو نزع إحداهما فقط ،فإنه منه ّ
ن أحدكإم في نعل واحدة لينعلهما جميعا أو أخذا من خبر الصحيحين» :ل يمشي ّ
ليخلعهما جميعا« :فهما منهي عنهما لبسا أو نزعا من جهة الفرق بينهما في
ذلك ل الجمع فيه) .وجميعا كإالزنا والسرقة( :فكل منهما منهي عنه فبالنظر
إليهما يصدق أن النهي عن متعدد ،وإن صأدق بالنظر إلى كإل منهما أنه عن
واحد.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
)والصأح أن مطلق النهي ولو تنزيها( مقتض )للفساد( في المنهي عنه بأن ل
يعتد ّ به )شرعا( :إذ ل يفهم ذلك من غيره ،وقيل لغة لفهم أهلها ذلك من مجرد
اللفظ ،وقيل عقل ً وهو أن الشيء إنما ينهى عنه إذا اشتمل على ما يقتضي
فساده) .في المنهي عنه( :من عبادة وغيرها كإصلة نفل مطلق في وقت
مكروه وبيع بشرط) .إن رجع النهي( فيما ذكإر )إليه( :أي إلى عينه كإالنهي عن
صألة الحائض أو صأومها وكإالنهي عن الزنا حفظا للنسب) .أو إلى جزئه(
كإالنهي عن بيع الملقيح لنعدام المبيع وهو ركإن في البيع) .أو( إلى )لزمه(:
كإالنهي عن بيع درهم بدرهمين لشتماله على الزيادة اللزمة بالشرط ،وكإالنهي
عن الصلة في الوقت المكروه لفساد الوقت اللزم لها بفعلها فيه بخلفها في
المكان المكروه ،لنه ليس بلزم لها بفعلها فيه لجواز ارتفاع النهي عن الصلة
فيه مع بقائه بحاله كإجعل الحمام مسجدا فبذلك افترقا وفرق البرماوي بأن
الفعل في الزمان يذهبه ،فالنهي منصرفّ لذهابه في المنهي عنه ،فهو وصأف
لزم ،إذ ل يمكن وجود فعل إل بذهاب زمان بخلفّ الفعل في المكان ،وتعبيري
بما ذكإر هو مراد الصأل بما عبر به كإما بينته في الحاشية) .أو جهل مرجعه( من
واحد مما ذكإر ،كإما قاله ابن عبد السلم تغليبا لما يقتضي الفساد على ما ل
يقتضيه كإالنهي عن بيع الطعام حتى تجري فيه الصيعان ،وإنما اقتضى النهي
الفساد لما مر أن المكروه مطلوب التركّ والمأمور به مطلوب الفعل فيتنافيان
واسإتدلل الولين على فساد المنهي عنه بالنهي عنه ،وقيل مطلق النهي
للفساد في العبادات فقط وفساد غيرها إنما هو لمر خارج عن النهي كإتركّ
ركإن أو شرط عرفّ من خارج عنه ،وخرج برجوع النهي إلى ما ذكإر مع ما بعده
النهي الراجع إلى أمر خارج عنه غير لزم ،فل يقتضي الفساد كإالوضوء
بمغصوب والبيع وقت نداء الجمعة لرجوع النهي في الول لتلفّ حال الغير
تعديا ،وفي الثاني بتفويت الجمعة وذلك يحصل لغير الوضوء والبيع ،كإما أنهما
)أما نفي القبول( عن شيء كإقوله تعالى} :فلن يقبل من أحدهم ملء الرض
ذهبا{ لن تقبل منهم نفقاتهم) .فقيل دليل الصحة( :له لظهور النفي في عدم
الثواب دون العتداد كإما حمل عليه نحو خبر مسلم» :من أتى عرافا فسأله عن
شيء فصدقه لم تقبل له صألة أربعين يوما«) .وقيل( دليل )الفساد( لظهور
النفي في عدم العتداد ،ولن القبول والصحة متلزمان فإذا نفى أحدهما نفى
الخر) .ومثله( أي نفي القبول )نفي الجزاء( في أنه دليل الصحة أو الفساد
قولن .بناء للول على أن الجزاء إسإقاط القضاء ،فإن ما ل يسقطه قد يصح
كإصلة فاقد الطهورين ،وللثاني على أنه الكفاية في سإقوط الطلب وهو الصأح.
)وقيل( هو )أولى بالفساد( من نفي القبول لتبادر عدم العتداد منه إلى الذهن،
وعلى الفساد في نفي القبول خبر الصحيحين» :ل يقبل الله صألة أحدكإم إذا
أحدث حتى يتوضا« .وفي نفي الجزاء خبر الدارقطني وغيره» :ل تجزىء صألة
ل يقرأ الرجل فيها بأم القرآن«.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
العام
بناء على الراجح التي أن العموم من عوارض اللفاظ) .لفظ( ولو مستعمل ً
في حقيقته أو حقيقته ومجازه أو مجازه) .يستغرق الصالح له( أي يتناوله دفعة
خرج به ما ليس كإذلك كإالنكرة في الثبات مفردة أو مثناة أو مجموعة أو اسإم
جمع كإقوم أو اسإم عدد ل من حيث الحاد ،فإنها تتناول ما يصلح لها بدل ً ل
اسإتغراقا نحو :أكإرم رجل ً وتصدق بخمسة دراهم) .بل حصر( :خرج به اسإم
العدد والنكرة المثناة من حيث الحاد كإعشرة ورجلين ،فإنهما يستغرقانها
بحصر ويصدق الحد ّ على المشتركّ المستعمل في أفراد معنى واحد لنه مع
قرينة الواحد ل يصلح لغيره ،فل حاجة إلى زيادة بوضع واحد ،بل هي مضرة
لخراجها المشتركّ المستعمل في حقيقة مثلً) .والصأح دخول( الصورة
)النادرة وغير المقصودة( من صأور العام) .فيه( فيشملهما حكمه نظرا
للعموم ،وقيل ل نظرا للمقصود عادة في مثل ذلك والنادرة كإالفيل في خبر
أبي داود وغيره» :ل سإبق إل في خف أو حافر أو نصل« .فإنه ذو خف
والمسابقة عليه نادرة والصأح جوازها عليه وغير المقصودة ،كإما لو وكإله بشراء
عبيد فلن وفيهم من يعتق عليه ولم يعلم به الصأح صأحة شرائه أخذا من
مسألة ما لو وكإله بشراء عبد فاشترى من يعتق عليه ،وفرق في منع الموانع
بين النادرة وغير المقصودة بأن النادرة هي التي ل تخطر ببال المتكلم غالبا،
وغير المقصودة قد تكون مما يخطر به .ولو غالبا ،فبينهما عموم من وجه لن
النادرة قد تقصد وقد ل تقصد ،وغير المقصودة قد تكون نادرة ،وقد ل تكون ثم
إن قامت قرينة على قصد النادرة دخلت قطعا أو على قصد انتفاء صأورة لم
تدخل قطعا) .و( الصأح )أنه(أي العام )قد يكون مجازا( بأن يستعمل في
مجازه فيصدق على العام أنه قد يكون مجازا كإما يصدق على المجاز أنه قد
يكون عاما نحو :جاءني السإود الرماة إل زيدا ،وقيل ل يكون العام مجازا فل
يكون المجاز عاما لن المجاز ثبت على خلفّ الصأل للحاجة إليه ،وهي تندفع
في المستعمل في مجازه ببعض
الفراد ،فل يراد به جميعها إل بقرينة كإما في المثال السابق من السإتثناء) .و(
الصأح )أنه( أي العموم )من عوارض اللفاظ فقط( :أي دون المعاني ،وقيل
من عوارضهما معا .وصأححه ابن الحاجب حقيقة فيكون موضوعا للقدر
المشتركّ بينهما ،وقييل مشتركإا لفظيا فكما يصدق لفظ عام يصدق معنى عام
حقيقة ذهنيا كإان كإمعنى النسان أو خارجيا كإمعنى المطر والخصب لما يقال:
النسان يعم الرجل والمرأة ،وعم المطر والخصب ،فالعموم شمول أمر
لمتعدد ،وقيل بعروض العموم في المعنى الذهني حقيقة دون الخارجي لوجود
الشمول لمتعدد فيه ،بخلفّ الخارجي والمطر والخصب مثل ً في محل غيرهما
في آخر ،فاسإتعمال العموم فيه مجازي وعلى الول اسإتعماله في الذهني
مجازي أيضا.
)ويقال(اصأطلحا )للمعنى أعم( وأخص )وللفظ عام( .وخاص تفرقة بين الدال
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
ص المعنى بأفعل التفضيل لنه أهم من اللفظ ،وبعضهم يقول في والمدلول وخ ّ
المعنى عام كإما علم مما مّر وخاص فيقال لمعنى المشتركإين عام وأعم،
وللفظه عام ولمعنى زيد خاص وأخص وللفظه خاص.
)تنبيهان :أحدهما( :الخص يندرج في العم .وعبر بعضهم بالعكس وجمع بينهما
بأن الّول في اللفظ ،إذ الحيوان يصدق بالنسان وغيره بخلفّ العكس ،والثاني
في المعنى إذ النسان ل بد فيه من الحيوانية فصار العم مندرجا في الخص
بمعنى السإتلزام .ثانيهما :ليس المراد بوصأف اللفظ بالعموم وصأفه به مجردا
عن معناه ،فإنه ل وجه له بل المراد وصأفه به باعتبار معناه ،فمعنى كإونه عاما
أنه يشتركّ في معناه كإثيرون ،ل أنه يكون مشتركإا لفظيا فمدلوله معنى واحد
مشتركّ بين الجزئيات.
)ومدلوله( :أي العام في التركإيب من حيث الحكم عليه) .كإلية أي محكوم فيه
على كإل فرد( فرد )مطابقة إثباتا( خبرا أو أمرا )أو سإلبا( نفيا أو نهيا نحو :جاء
وة قضايا بعدد أفراده أي جاء عبيدي وما خالفوا فأكإرمهم ول تهنهم ،لنه في ق ّ
فلن وجاء فلن وهكذا فيما مّر إلى آخره ،وكإل منها محكوم فيه على فرده دال
ل عليه مطابقة، عليه مطابقة فما هو في قوتها محكوم فيه على كإل فرد فرد دا ّ
فقول القرافي إن دللة العام على كإل فرد فرد من أفراده خارجة عن الدللت
الثلث المطابقة والتضمن واللتزام مردود ،كإما أوضحته في الحاشية مع زيادة
ي ،فليس مدلول العام كإل ً أي محكوما فيه على وخرج بالكلية الكل والكل ّ
مجموع الفراد من حيث هو مجموع نحو :كإل رجل في البلد يحمل الصخرة
العظيمة أي مجموعهم ،وإل لتعذر الحتجاج به في النهي على كإل فرد ولم يزل
العلماء يحتجون به عليه كإما في نحو} :ول تقتلوا النفس التي حّرم الله{ ول
كإليا أي محكوما فيه على الماهية من حيث هي أي من غير نظر إلى الفراد
نحو :الرجل خير من المرأة ،وكإثيرا ما يفضل بعض أفرادها بعض أفراده ،وذلك
لن النظر في العام إلى الفراد ل إلى القدر المشتركّ بينها فانحصر مدلوله
في الكلية وهي مقابلة للجزئية ،والكل مقابل للجزء ،والكلي مقابل للجزئي.
الضافة( نحو} :يوصأيكم الله في أولدكإم{ فإنه للعموم حقيقة في الصأح) .ما
لم يتحقق عهد( :لتبادره إلى الذهن ،وقيل ليس للعموم مطلقا بل للجنس
الصادق ببعض الفراد كإما في :تزوجت النساء لنه المتيقن ما لم تقم قرينة
على العموم كإما في اليتين ،وقيل ليس للعموم إن احتمل عهد فهو باحتماله
متردد بين العهد والعموم حتى تقوم قرينة ،وعلى عمومه قيل أفراده جموع
والكإثر آحاد في الثبات وغيره ،وعليه أئمة التفسير في اسإتعمال القرآن نحو:
}والله يحب المحسنين{ أي يثيب كإل ً منهم إن الله ل يحب الكافرين أي يعاقب
كإل ً منهم وأيد بصحة اسإتثناء الواحد منه نحو :جاء الرجال إل زيدا ،ولو كإان
معناه جاء كإل جمع من الرجال لم يصح إلأن يكون منقطعا ،نعم قد تقوم قرينة
على إرادة المجموع نحو رجال البلد يحملون الصخرة العظيمة أي مجموعهم
والول يقول قامت قرينة الحاد في نحو اليتين المذكإورتين.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
سإياق المتنان للعموم نحو} :وأنزلنا من السماء ماء طهورا{ قاله القاضي أبو
الطيب :وفي سإياق الشرط للعموم نحو} :وإن أحد من المشركإين اسإتجاركّ
فأجره{ أي كإل واحد منهم وقد تكون للعموم البدلي ل الشمولي بقرينة نحو:
من يأتني بمال أجازه) .وقد يعم اللفظ( إما )عرفا كإـ(ـاللفظ الدال على مفهوم
)الموافقة( بقسميه الولى والمساوي )على قول مّر( في المبحث المفهوم
نحو} :فل تقل لهما أفّ{ }إن الذين يأكإلون أموال اليتامى{ الية قيل نقلهما
العرفّ إلى تحريم جميع ازيذاءات والتلفات )و( نحو} :حرمت عليكم
أمهاتكم{ نقله العرفّ من تحريم العين إلى تحريم جميع التمتعات المقصودة
من النساء ،وسإيأت قول إنه مجمل ،وقيل العموم فيه من باب القتضاء
لسإتحالة تحريم العيان فيضمر ما يصح به الكلم .قال الزركإشي وغيره :وقد
يترجح هذا بقولهم الضمار خير من النقل كإما في قوله} :وحرم الربا{ وقد
أجبت عنه في الحاشية) .أو معنى( وعبر عنه الصأل هنا كإغيره بعقل ً )كإترتيب
حكم على وصأف( :فإنه يفيد علية الوصأف للحكم كإما يأتي في القياس ،فيفيد
العموم بالمعنى بمعنى أنه كإلما وجدت العلة وجد المعلول نحو :أكإرم العالم إذا
لم تجعل اللم فيه للعموم ول عهد ،و)كإـ(ـاللفظ الدال على مفهوم )المخالفة
على قول مر( :أن دللة اللفظ بالمعنى على ما عدا المذكإور بخلفّ حكمه،
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
وهو أنه لو لم ينف المذكإور والحكم عما عداه لم يكن لذكإره فائدة كإما في خبر
الصحيحين» :مطل الغني ظلم« أي بخلفّ مطل غيره.
)و( الصأح )أنه( أي الجمع )يصدق بالواحد مجازا( لسإتعماله فيه كإقول الرجل
لمرأته وقد برزت لرجل :أتتبرجين للرجال؟ لسإتواء الواحد والجمع في كإراهة
التبرج له ،وقيل ل يصدق به ولم يستعمل فيه والجمع في هذا المثال عل بابه
لن من برزت لرجل تبرز لغيره عادة) .و( الصأح )تعميم عام سإيق لغرض(
كإمدح وذم وبيان مقدار) .ولم يعارضه عام آخر( لم يسق لذلك إذ ما سإيق له ل
ينافي تعميمه ،فإن عارضه العام المذكإور لم يعم فيما عورض فيه جمعا بينهما
كإما لو عارضه خاص ،وقيل ل يعم مطلقا لنه لم يسق للتعميم ،وقيل يعمه
مطلقا كإغيره وينظر عند المعارضة إلى مرجح مثاله ول معارض} :إن البرار
لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم{ ومع المعارض }والذين هم لفروجن
حافظون إل على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم{ فإنه وقد سإيق للمدح يعم
بظاهره إباحة الجمع بين الختين بملك اليمين وعارضه في ذلك} :وأن تجمعوا
بين الختين{ فإنه وإن لم يسق للمدح بل لبيان الحكم شامل لحرمة جمعهما
بملك اليمين ،فحمل الول على غير ذلك بأن لم يرد تناوله ،وقولي تبعا
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
للبرماوي لغرض أولى من قول الصأل بمعنى المدح والذم ،أما إذا سإيق العام
المعارض لغرض أيضا فكل منهما عام فيتعارضان فيحتاج إلى مرجح) .و(
الصأح )تعميم نحو :ل يستوون( :من قوله تعالى} :أفمن كإان مؤمنا كإمن كإان
فاسإقا ل يستوون{} ،ل يستوي أصأحاب النار وأصأحاب الجنة{ فهو لنفي جميع
وجوه السإتواء الممكن نفيها لتضمن الفعل المنفي لمصدر منكر ،وقيل ل يعم
نظرا إلى أن السإتواء المنفي هو الشتراكّ من بعض الوجوه ،فهو على هذا من
سإلب العموم ،وعلى الول من عموم السلب وعليه يستفاد من اليتين بأن يراد
بالفاسإق في الولى الكافر بقرينة مقابلته بالمؤمن أن الكافر ل يلي أمر ولده
المسلم ،وأن المسلم ل يقتل بالذمي ،وخالف في المسألتين الحنفية ،والمراد
بنحو ل يستوون كإل ما دل على نفي السإتواء أو نحوه كإالمساواة والتماثل
والمماثلة.
)و( الصأح تعميم نحو) :ل أكإلت( من قولك :والله ل أكإلت فهو لنفي جميع
المأكإول بنفي جميع أفراد الكإل) .وإن أكإلت( :فزوجتي طالق مثل ً فهو للمنع
دق في من جميع المأكإولت فيصح تخصيص بعضها في المسألتين بالنية ويص ّ
إرادته .وقال أبو حنيفة :ل تعميم فيها فل يصح التخصيص بالنية لن النفي
والمنع لحقيقة الكإل ،ويلزمهما النفي والمنع لجميع المأكإولت حتى يحنث
بواحد منها اتفاقا ،وعبر الصأل في الثانية بقيل على خلفّ تسويتي تبعا لبن
الحاجب وغيره بينهما ،لما فهم من أن عموم النكرة في سإياق الشرط بدلي،
وليس كإما فهم بل عمومها فيه شمولي ،وإنما يكون بدليا بقرينة كإما مّر) .ل
المقتضي( :بالكسر وهو ما ل يستقيم من الكلم إل بتقدير أحد أمور ،ويسمى
مقتضى بالفتح فل يعم جميعها لندفاع الضرورة بأحدها ،ويكون مجمل ً بينها
يتعين بالقرينة ،وقيل يعمها حذرا من الجمال قالوا مثاله الخبر التي في مبحث
المجملُ» :رفع عن أمتي الخطأ والنسيان« .فلوقوعهما من المة ل يستقيم
بدون تقدير المؤاخذة أو الضمان أو نحو ذلك ،فقدرنا المؤاخذة لفهمها عرفا
من مثله وقيل يقدر جميعها فيكون المقتضى عاما) .والمعطوفّ على العام(
فل يعم ،وقيل يعم لوجوب مشاركإة المتعاطفين في الحكم والصفة .قلنا في
الصفة ممنوع مثاله خبر أبي داود وغيره» :ل يقتل مسلم بكافر ول ذو عهد في
عهده« .قيل يعني بكافر وخص منه غير الحربي بالجماع .قلنا :ل حاجة إلى
ذلك بل تقدر بحربي ،وبعضهم جعل الجملة الثانية تامة ل تحتاج إلى تقدير
ومعناها ول يقتل ذو عهد ما دام عهده ،وبعضهم جعل في الحديث تقديما
وتأخيرا والصأل ول يقتل مسلم ول ذو عهد في عهده بكافر) .والفعل المثبت
ولو مع كإان( كإخبر بلل» :صألى النبي صألى الله عليه وسإّلم داخل الكعبة«.
وخبر أنس» :كإان النبي صألى الله عليه وسإّلم يجمع بين الصلتين في السفر«.
فل يعم أقسامه ،وقيل يعمها فل يعم
المثال الول الفرض والنفل ،ول الثاني جمع التقديم والتأخير ،إذ ل يشهد اللفظ
بأكإثر من صألة واحدة وجمع واحد ،ويستحيل وقوع الصلة الواحدة فرضا ونفلً،
والجمع الواحد في الوقتين ،وقل يعمان ما ذكإر حكما لصدقهما بكل من قسمي
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
الصلة والجمع ،وقد تستعمل كإان مع المضارع للتكرار كإما في قوله تعالى في
قصة إسإماعيل} :وكإان يأمر أهله بالصلة والزكإاة{ وعليه جرى العرفّ
وتحقيقه مذكإور في الحاشية) .و( الحكم )المعلق لعلة( فل يعم كإل محل
وجدت فيه العلة) .لفظا لكن( يعمه )معنى( كإما مّر .وقيل يعمه لفظا كإأن
يقول الشارع :حّرمت الخمر لسإكارها فل يعم كإل مسكر لفظا ،وقيل يعمه
لذكإر العلة فكأنه قال :حرمت المسكر) .و( الصأح أن )تركّ السإتفصال( في
وقائع الحوال مع قيام الحتمال) .ينزل منزلة العموم( في المقال كإما في خبر
الشافعي وغيره أنه صألى الله عليه وسإّلم قال لغيلن بن سإلمة الثقفي ،وقد
أسإلم على عشر نسوة» :أمسك أربعا وفارق سإائرهن« فإنه صألى الله عليه
ن معا أو مرتبا ،فلول أن الحكم يعم الحالين لما وسإّلم لم يستفصله هل تزوجه ّ
أطلق لمتناع الطلق في محل التفصيل ،وقيل ل ينزل منزلة العموم بل يكون
الكلم مجمل ً والعبارة المذكإورة للشافعي وله عبارة أخرى وهي قوله :وقائع
الحوال إذا تطرق إليها الحتمال كإساها ثوب الجمال وسإقط بها السإتدلل،
وظاهرهما التعارض وقد بينته مع الجواب عنه في الحاشية) .و( الصأح )أن
نحو :يا أيها النبي( اتق الله .يا أيها المزمل )ل يشمل المة( من حيث الحكم
لختصاص الصيغة به ،وقيل يشملهم لن المر للمتبوع أمر لتابعه عرفا كإما في
أمر السلطان المير بفتح بلد .قلنا :هذا فيما يتوقف المأمور به على المشاركإة
وما نحن فيه ليس كإذلك ،ومحل الخلفّ ما يمكن فيه إرادة المة معه ولم تقم
قرينة على إرادتهم معه ،بخلفّ ما ل يمكن فيه ذلك نحو} :يا أيها الرسإول بلغ{
الية .أو قامت قرينة على إرادتهم معه نحو} :يا أيها النبي إذا
و( الصأح )أن نحو يا أيها الناس يشمل الرسإول( عليه الصلة والسلم) .وإن
اقترن بقل( لمساواتهم له في الحكم ،وقيل ل يشمله مطلقا لنه ورد على
لسانه للتبليغ لغيره ،وقيل إن اقترن بقل لم يشمله لظهوره في التبليغ وإل
شمله) .و( الصأح )أنه( أي نحو :يا أيها الناس) .يعم العبد( .وقيل ل لصرفّ
منافعه لسيده شرعا قلنا في غير أوقات ضيق العبادة) .و( الصأح أنه )يشمل
الموجودين( وقت وروده )فقط( :أي ل من بعدهم وقيل يشملهم أيضا
لمساواتهم للموجودين في حكمه إجماعا قلنا بدليل آخر وهو مستند الجماع ل
منه) .و( الصأح )أن من( شرطية كإانت أو اسإتفهامية أو موصأولة أو موصأوفة أو
تامة فهو أعم من قوله إن من الشرطية) .تشمل النساء( لقوله تعالى} :ومن
يعمل من الصالحات من ذكإر أو أنثى{ وقيس بالشرطية البقية ،لكن عموم
الخيرتين في الثبات عموم بدلي ل شمولي ،وقيل تختص بالذكإور فلو نظرت
امرأة في بيت أجنبي جاز رميها على الول لخبر مسلم» :من تطلع على بيت
قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقئوا عينيه« .ول يجوز على الثاني قيل :ول
على الول أيضا لن المرأة ل يستتر منها) .و( الصأح )أن جمع المذكإر السالم ل
ن بقرينة تغليبا للذكإور ،وقيلن( :أي النساء )ظاهرا( وإنما يشمله ّ
يشمله ّ
ن للذكإور في الحكام أشعر ن ظاهرا لنه لما كإثر في الشرع مشاركإته ّ يشمله ّ
بأن الشارع ل يقصد بخطاب الذكإور قصر الحكام عليهم وخرج بما ذكإر اسإم
ل بمادته كإرجال وما يدل على جمعيته الجمع كإقوم ،وجمع المذكإر المكسر الدا ّ
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
ن الثالث قطعا،بغير ما ذكإر كإالناس فل يشمل الولن النساء قطعا ويشمله ّ
وأما الدال ل بمادته كإالزيود فملحق بجمع المذكإر السالم) .و( الصأح )أن
خطاب الواحد( مثل ً بحكم )ل يتعداه( إلى غيره ،وقيل يعم غيره لجريان عادة
الناس بخطاب الواحد وإرادة الجميع فيما يشاركإون فيه .قلنا :مجاز يحتاج إلى
قرينة) .و(
الصأح )أن الخطاب بيا أهل الكتاب( وهم اليهود والنصارى نحو قوله تعالى} :يا
أهل الكتاب ل تغلوا في دينكم{ )ل يشمل المة( :أي أمة محمد صألى الله عليه
وسإّلم الخاصأة ،وقيل يشملهم فيما يتشاركإون فيه ،وتقدم في مبحث المر
الكلم على أن المر بالمد ّ هل يدخل في لفظه أو ل) .و( الصأح أن )نحو :خذ
من أموالهم( من كإل اسإم جنس مأمور بنحو الخذ منه مجموع مجرور بمن.
)يقتضي الخذ( مثل ً )من كإل نوع( :من أنواع المجرور ما لم يخص بدليل ،وقيل
ل بل يمتثل بالخذ من نوع واحد .وتوقف المدي عن ترجيح واحد من القولين،
والول نظرا إلى أن المعنى من جميع النواع ،والثاني إلى أنه من مجموعهما.
التخصيص
وهو مصدر خصص بمعنى خص )قصر العام( :أي قصر حكمه) .على بعض
أفراده( :أي يخص بدليل فيخرج العام المراد به الخصوص) .وقابله( أي
دد( لفظا نحو} :فاقتلوا المشركإين{ وخص منه التخصيص )حكم ثبت لمتع ّ
الذمي ونحوه ،وعلى القول بأن العموم يجري في المعنى كإاللفظ مثلوا له
بمفهوم} :فل تقل لهما أفّ{ من سإائر أنواع اليذاء وخص منه حبس الوالد
بدين الولد فإنه جائز على ما صأححه الغزالي وغيره ،والصأح أنه ل يجوز كإما
صأححه البغوي وغيره) .والصأح جوازه( :أي التخصيص )إلى واحد إن لم يكن
العام جمعا( كإمن والمفرد المعرفّ) .و( إلى )أقل الجمع( ثلثة أو اثنين )إن
كإان( جمعا كإالمسلمين والمسلمات ،وقيل يجوز إلى واحد مطلقا ،وقيل ل
يجوز إلى واحد مطلقا وهو شاذ ،وقيل ل يجوز إل أن يبقى غير محصور) .والعام
المخصوص عمومه مراد تناول ً ل حكما( لن بعض الفراد ل يشمله الحكم نظرا
للمخصص) .و( العام )المراد به الخصوص ليس( عمومه )مرادا( تناول ً ول
حكما) ،بل( هو )كإلي( من حيث إن له أفرادا بحسب أصأله) .اسإتعمل في
جزئي( أي فرد منها) ،فهو مجاز قطعا( .نظرا للجزئية كإقوله تعالى} :الذين
قال لهم الناس{ ،أي نعيم ابن مسعود الشجعي لقيامه مقام كإثير في تثبيطه
المؤمنين عن ملقاة أبي سإفيان وأصأحابه أم يحسدون الناس ،أي رسإول الله
صألى الله عليه وسإّلم لجمعه ما في الناس من الخصال الجميلة ،ول يخفى أن
عموم العام غير مدلوله فل ينافي التعبير في عمومه هنا بالكلي التعبير في
مدلوله فيما مّر بالكلية ،مع أن الكلم هنا في عموم العام المراد به الخصوص،
وثم في العام مطلقا.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
)والصأح أن الول( أي العام المخصوص )حقيقة( في الباقي بعد التخصيص،
لن تناوله له مع التخصيص كإتناوله به بدونه ،وذلك التناول حقيقي فكذا هذا،
وقيل حقيقة إن كإان الباقي غير منحصر لبقاء خاصأة العموم وإل فمجاز ،وقيل
حقيقة إن خص بما ل يستقل كإصفة أو شرط أو اسإتثناء لن ما ل يستقل جزء
ص بمستقل كإعقل أو من المقيد به فالعموم بالنظر إليه فقط ،بخلفّ ما إذا خ ّ
سإمع ،وقيل حقيقة ومجاز باعتبارين باعتبار تناول البعض حقيقة وباعتبار
القتصار عليه مجاز ،وقيل مجاز مطلقا لسإتعماله في بعض ما وضع له أّولً،
وقيل مجاز إن اسإتثنى منه لنه يتبين بالسإتثناء أنه أريد بالمستثنى منه ما عدا
المستثنى ،بخلفّ غير السإتثناء من صأفة وغيرها ،فإنه يفهم ابتداء أن العموم
بالنظر إليه فقط ،وقيل مجاز إن خص بغير لفظ كإالعقل بخلفّ اللفظ أما
الثاني فمجاز قطعا كإما مّر) .فهو( :أي الول وهو العام المخصوص على القول
بأنه حقيقة )حجة( جزما أخذا من منع الموانع لسإتدلل الصحابة به من غير
نكير ،وعلى القول بأنه مجاز الصأح أنه حجة مطلقا لذلك ،وقيل غير حجة
ص بغير ما ظهر يشك فيما يراد منه ،فل مطلقا لنه لحتمال أن يكون قد خ ّ
يتبين إل بقرينة ،وقيل حجة إن خص بمعين كإأن يقال :اقتلوا المشركإين إل
الذمي بخلفّ المبهم نحو :إل بعضهم ،إذ ما من فرد إل ،ويجوز أن يكون هو
المخرج قلنا :يعمل به إلى أن يبقى فرد ،وقيل حجة إن خص بمتصل كإالصفة
لما مّر من أن العموم بالنظر إليه فقط بخلفّ المنفصل ،فيجوز أن يكون قد
خص منه غير ما ظهر فيشك في الباقي ،وقيل حجة في الباقي إن أنبأ عن
الباقي العموم نحو} :فاقتلوا المشركإين{ فإنه ينبىء عن الحربي لتبادر الذهن
إليه كإالذمي المخرج بخلفّ ما ل ينبىء عنه العموم نحو} :والسارق والسارقة
فاقطعوا أيديهما{ فإنه ل ينبىء عن السارق بقدر ربع دينار فأكإثر من حرز كإما
ل ينبىء عن السارق لغير ذلك المخرج ،فالباقي منه يشك فيه باحتمال اعتبار
قيد آخر ،وقيل حجة في أقل الجمع لنه المتيقن بناء على القول بأنه ل يجوز
مطلقا وبذلك علم أن ما ذكإره الصأل من هذا الخلفّ إنما هو مفّرع على
ضعيف ،أما الثاني فل يحتج به ،كإذا قاله الشيخ أبو حامد) .ويعمل بالعام ولو بعد
وفاة النبي( صألى الله عليه وسإّلم) .قبل البحث عن المخصص( ،لن الصأل
عدمه ولن احتماله مرجوح وظاهر العموم راجح والعمل بالراجح واجب ،وقيل
ل يعمل به بعد وفاته قبل البحث لحتمال التخصيص ،وعليه يكفي في البحث
عن ذلك الظن بأن ل مخصص على الصأح) .وهو( أي المخصص للعام.
)قسمان( :أحدهما )متصل( أي ما ل يستقل بنفسه من اللفظ بأن يقارن العام.
)وهو خمسة( أحدها) :السإتثناء( بمعنى صأيغته )وهو( أي السإتثناء نفسه
دد )بنحو إل( من أدوات الخراج وضعا كإخل ً وعدا وسإوى واقعا )إخراج( من متع ّ
ذلك الخراج مع المخرج منه) .من متكلم واحد في الصأح( ،وقيل :ل يشترط
وقوعه من واحد فقول القائل إل زيدا عقب قول غيره جاء الرجال اسإتثناء على
الثاني لغو على الول ،ولهذا لو قال لي عليك مائة فقال له إل درهما ل يكون
ي عقب ي صألى الله عليه وسإّلم إل الذم ّ
مقرا بشيء في الصأح ،نعم لو قال النب ّ
نزول قوله تعالى} :فاقتلوا المشركإين{ كإان اسإتثناء قطعا لنه مبلغ عن الله
وإن لم يكن ذلك قرآنا) .ويجب( أي يشترط )اتصاله( أي السإتثناء بمعنى
صأيغته بالمستثنى منه) .عادة في الصأح( فل يضر انفصاله بنحو تنفس أو
سإعال فإن انفصل بغير ذلك كإان لغوا ،وقيل يجوز انفصاله إلى شهر ،وقيل إلى
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
سإنة ،وقيل أبدا ،وقيل غير ذلك ول بد من نية السإتثناء قبل الفراغ من
المستثنى منه.
)أما( السإتثناء بمعنى صأيغته )في المنقطع( وهو ما ل يكون المستثنى فيه
بعض المستثنى منه عكس المتصل السابق المنصرفّ إليه السإم عند الطلق
نحو :ما في الدار إنسان إل الحمار) .فمجاز( فيه )في الصأح( .لتبادره في
المتصل إلى الذهن ،وقيل حقيقة فيه كإالمتصل فيكون مشتركإا لفظيا بينهما
ويحد ّ بالمخالفة بنحو إل بغير إخراج ،وقيل متواطىء أي موضوع للقدر
المشتركّ بينهما أي المخالفة بنحو :إل حذرا من الشتراكّ والمجاز ،وقيل
بالوقف أي ل ندري أهو حقيقة فيهما أم في أحدهما ،أم في القدر المشتركّ
بينهما ،ول يعد ّ المنقطع من المخصصات والترجيح من زيادتي ،ولما كإان في
الكلم السإتثنائي شبه التناقض حيث يدخل المستثنى فيالمستثنى منه ،ثم
ينفى وكإان ذلك أظهر في العدد لنصوصأيته في آحاده دفعوا ذلك فيه بما ذكإرته
ي عشرة إل ثلثة بقولي) :والصأح أن المراد بعشرة في( قولك لزيد )عل ّ
العشرة باعتبار الحاد( جميعها) .ثم أخرجت ثلثة( بقولك إل ثلثة) :ثم أسإند
إلى الباقي( وهو سإبعة)تقديرا وإن كإان( السإناد )قبله( :أي قبل إخراج الثلثة.
ي الباقي من عشرة أخرج منها ثلثة ،وليس )ذكإرا( أي لفظا فكأنه قال له :عل ّ
في هذا إل إثبات ول نفي أصأل ً فل تناقض ،وقيل المراد بعشرة في ذلك سإبعة،
وقوله :إل ثلثة قرينة لذلك بينت إرادة الجزء باسإم الكل مجازا ،وقيل معنى
عشرة إل ثلثة بإزاء اسإمين مفرد هو سإبعة ومركإب هو عشرة إل ثلثة ول نفي
أيضا على القولين فل تناقض ،ووجه تصحيح الّول أن فيه توفية بما مّر من أن
السإتثناء إخراج بخلفّ الثاني والثالث .ول يصح( اسإتثناء )مستغرق( بأن
ي عشرة إل عشرة لزمه يستغرق المستثنى المستثنى منه فلو قال له :عل ّ
ي عشرة إل تسعة عشرة) .والصأح صأحة اسإتثناء الكإثر( من الباقي نحو :له عل ّ
)و( اسإتثناء )المساوي( نحو له عشرة إل خمسة )و( اسإتثناء )العقد الصحيح(
نحو له مائة إل عشرة ،وقيل ل يصح في الكإثر ،وقيل ل يصح فيه إن كإان
العدد في المستثنى والمستثنى منه صأريحا نحو ما مر ،بخلفّ غيره نحو :خذ
الدراهم إل الزيوفّ وهي أكإثر ،وقيل ل يصح في المساوي أيضا ،وقيل ل يصح
في العقد الصحيح) .و( الصأح )أن السإتثناء من النفي إثبات وبالعكس( .وقيل
ل بل المستثنى من حيث الحكم مسكوت عنه وهو منقول عن الحنفية فنحو :ما
قام أحد إل زيد وقام القوم إل زيدا يدل الول على إثبات القيام لزيد ،والثاني
على نفيه عنه من حيث القيام وعدمه ،وينبني على الخلفّ أن المستثنى من
ً
حيث الحكم مخرج من المحكوم به فيدخل في نقيضه من قيام أو عدمه مثل أو
مخرج من الحكم فيدخل في نقيضه أي :ل حكم إذ القاعدة أن ما خرج من
شيء دخل في نقيضه وجعلوا الثبات في كإلمة التوحيد بعرفّ الشرع ،وفي
السإتثناء المفرغ نحو :ما جاء القوم إل زيد بالعرفّ العام.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
)و( السإتثناءات )المتعددة إن تعاطفت فـ(ـهي عائدة )للمستثنى منه( لتعذر
ي عشرة إل أربعة وإل ثلثة عود كإل منها إلى ما يليه بوجود العاطف نحو :له عل ّ
وإل اثنين ،فيلزمه واحد فقط ونحو :له علي عشرة إل عشرة وإل ثلثة وإل
اثنين فيلزمه العشرة للسإتغراق) .وإل( :أي وإن لم يتعاطف )فكل( من آخرها
وباقي كإل من باقيها عائد )لما يليه ما لم يستغرقه( .نحو :له عشرة إل خمسة
إل أربعة إل ثلثة فيلزمه سإتة ،فإن اسإتغرق كإل ما يليه بطل الكل أو اسإتغرق
غير الول نحو :له علي عشرة إل اثنين إل ثلثة إل أربعة عاد الكل للمستثنى
منه فيلزمه واحد فقط أو الول فقط نحو :له عشرة إل عشرة إل أربعة فقيل
يلزمه عشرة لبطلن الول لسإتغراقه ،والثاني تبعا ،وقيل أربعة اعتبار السإتثناء
الثاني من الول ،وهو الموافق للصأح في الطلق .وقال ابن الصباغ وغيره إنه
القيس وقيل سإتة اعتبارا للثاني دون الول) .والصأح أنه( أي السإتثناء )يعود
للمتعاطفات( :أي لكل منها حيث يصلح له لنه الظاهر بقيد زدته بقولي:
)بـ(ـحرفّ )مشركّ( كإالواو والفاء جمل ً كإانت المتعاطفات أو مفردات كإأكإرم
العلماء وحبس دياركّ وأعتق عبيدكّ وكإتصدق على الفقراء والمساكإين
والعلماء سإواء أسإيقت لغرض واحد أم ل ،وسإواء تقدم السإتثناء عليها أم تأخر
أم توسإط ،فتعبيري بذلك أولى من اقتصاره على ما إذا تأخر ،وقيل للخير فقط
لنه المتيقن ،وقيل إن سإيق الكل لغرض واحد عاد للكل كإحبست داري على
أعمامي ،ووقفت بستاني على أخوالي ،وسإبلت سإقايتي لجيراني إل أن
يسافروا وإل عاد للخير فقط ،كإأكإرم العلماء وحبس دياركّ على أقاربك،
وأعتق عبيدكّ إل الفسقة منهم ،وقيل إن عطف بالواو عاد للكل ،وإل فللخير.
وقيل مشتركّ بين عوده للكل وعوده للخير ،وقيل بالوقف ل ندري ما الحقيقة
منهما ،ويتبين المراد على الخيرين بالقرينة وحيث وجدت فل خلفّ كإما في
قوله تعالى} :والذين ل يدعون مع الله إلها آخر{ إلى قوله
}إل من تاب{ فإنه عائد للكل بل خلفّ ،وقوله تعالى} :ومن قتل مؤمنا خطأ{
إلى قوله }إل أن يصدقوا{ فإنه عائد إلى الخير أي الدية دون الكفارة بل خلفّ
أما قوله} :والذين يرمون المحصنات{ إلى قوله }إل الذين تابوا{ فإنه عائد
للخير ل للول أي الجلد قطعا لنه حق آدمي فل يسقط بالتوبة ،وفي عوده
للثاني أي عدم قبول الشهادة الخلفّ ،فعلى الصأح تقبل ،وعلى الثاني ل تقبل
وخرج بالمشتركّ غيره كإبل ولكن وأو فل يعود ذلك إل للخير.
)و( الصأح )أن القران بين جملتين لفظا( بأن تعطف إحداهما على الخرى )ل
يقتضي التسوية( بينهما) .في حكم لم يذكإر( وهو معلوم لحداهما من خارج
فيعطف واجب على مندوب أو مباح وعكسه .وقيل :يقتضيها فيه مثاله خبر أبي
ن أحدكإم في الماء الدائم ول يغتسل فيه من الجنابة« فالبول فيه
داود» :ل يبول ّ
ينجسه بشرطه كإما هو معلوم وذلك حكمة النهي .قال بعض القائل بالثاني،
فكذا الغتسال فيه للقران بينهما ،ومن أمثلة ذلك قوله تعالى} :فكاتبوهم{
الية) .و( ثاني المخصصات المتصلة )الشرط( .والمراد اللغوي كإما مر) .وهو(
ما زدته بقولي) :تعليق أمر بأمر كإل منهما في المستقبل أو ما يدل عليه( من
صأيغة نحو :أكإرم بني تميم إن جاءوا أي الجائين منهم) .وهو( أي الشرط
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
المخصص )كإالسإتثناء( اتصال ً وعودا لكل المتعاطفات وصأحة لخراج الكإثر به
نحو :أكإرم بني تميم إن كإانوا علماء ،ويكون جهالهم أكإثر ،فيجب مع نية الشرط
اتصاله وعوده للكل ،ولو تقدم أو توسإط .ويصح إخراج الكإثر به في الصأح،
وقيل وفاقا .وعليه جرى الصأل في الثالث لكن أجيب عنه بأنه أراد به وفاق من
خالف في السإتثناء فقط) .و( ثالثها )الصفة( :المعتبر مفهومها كإأكإرم بني
تميم الفقهاء خرج بالفقهاء غيرهم) .و( رابعها )الغاية( :كإأكإرم بني تميم إلى أن
يعصوا خرج حال عصيانهم فل يكرمون فيه) .وهما( أي الصفة والغاية
)كإالسإتثناء( اتصال ً وعودا ،وصأحة إخراج الكإثر بهما فيجب مع نيتهما اتصالهما
وعودهما للكل ،ولو تقدمتا أو توسإطتا ،ويصح إخراج الكإثر بهما في الصأح خلفا
لما اختاره ،وتبعه عليه البرماوي من اختصاص الصفة المتوسإطة بما وليته،
وذلك كإوقفت على أولدي وأولدهم المحتاجين ،ووقفت على محتاجي أولدي
وأولدهم ،ووقفت على أولدي المحتاجين وأولدهم ،فيعود الوصأف للكل على
الصأل في اشتراكّ المتعاطفات ،ولن المتوسإطة بالنسبة لما وليته متأخرة
ولما وليها متقدمة ،بل قيل إن عودها إليهما أولى مما إذا تقدمتهما،
)والمراد( بالغاية )غاية صأحبها عموم يشملها( ظاهرا لو لم تأت بقيد زدته
بقولي) :ولم يرد بها تحقيقه مثل( ما مّر ،ومثل قوله تعالى} :قاتلوا الذين ل
يؤمنون{ إلى قوله }حتى يعطوا الجزية{ فإنها لو لم تأت لقاتلناهم أعطوا
الجزية أم ل) .وأما مثل( قوله تعالى} :سإلم هي حتى مطلع الفجر{ من غاية
لم يشملها عموم صأحبها ،إذ طلوع الفجر ليس من الليلة حتى تشمله) .و( مثل
قولهم )قطعت أصأابعه من الخنصر( :بكسر أوله مع كإسر ثالثه أو فتحه )إلى
البهام( :من غاية شملها عموم لو لم تذكإر وأريد بها تحقيقه) .فلتحقيق( :أي
فالغاية فيه لتحقيق )العموم( .فيما قبلها ل لتخصيصه فتحقيق العموم في
الول أن الليلة سإلم في جميع أجزائها ،وفي الثاني أن الصأابع قطعت كإلها،
والغاية في الثاني من المغيا بخلفها في الول ،وقولي :إلى البهام أوضح من
قوله إلى البنصر) .و( خامسها )بدل بعض( من كإل كإما ذكإره ابن الحاجب
كإـ}ـّلله على الناس حج البيت من اسإتطاع{ )أو( بدل )اشتمال( كإما نقله مع
ما قبله البرماوي عن أبي حيان عن الشافعي :كإأعجبني زيد علمه وهو من
وزا) .ولم يذكإره( أي البدل بشقيه زيادتي إل أن يقال إنه يرجع إلى ما قبله تج ّ
وب عدم ذكإره )الكإثر( ،بل أنكره جماعة منهم الشمس الصأفهاني ،وصأ ّ
السبكي كإما نقله عنه ابنه في الصأل لن المبدل منه في نية الطرح ،فل محل
يخرج منه فل تخصيص به .وأجاب عنه البرماوي بأن كإونه في نية الطرح قول
والكإثر على خلفه ،قال السيرافي والنحويون :لم يريدوا إلغاءه وإنما أرادوا أن
البدل قائم بنفسه وليس مبينا للول كإتبيين النعت للمنعوت.
فإن قلت :يحتمل التخصيص بغير ذلك من السنة .قلنا :الصأل عدمه وبيان
الرسإول يصدق ببيان ما نزل عليه من الكتاب ،وقد قال تعالى} :ونزلنا عليك
الكتاب تبيانا لكل شيء{.
)و( يجوز في الصأح تخصيص )السنة( المتواترة وغيرها )بها( أي بالسنة كإذلك
كإتخصيص خبر الصحيحين :فيما سإقت السماء العشر ،بخبرهما :ليس فيما
دون خمسة أوسإق صأدقة .وقيل ل يجوز لية} :وأنزلنا إليك الذكإر{ قصر بيانه
على الكتاب .قلنا :وقع ذلك كإما رأيت مع أنه ل مانع منه لنهما من عند الله
قال تعالى} :وما ينطق عن الهوى{ )و( يجوز في الصأح تخصيص )كإل( من
الكتاب والسنة )بالخر( :فالول كإتخصيص آية المواريث الشاملة للولد الكافر
بخبر الصحيحين» :ل يرث المسلم الكافر ول الكافر المسلم« .فهذا تخصيص
بخبر الواحد فبالمتواترة أولى ،وقيل ل يجوز بالمتواترة الفعلية بناء على قول
يأتي وأن فعل الرسإول ل يخصص ،وقيل ل يجوز بخبر الواحد مطلقا ،وإل لتركّ
القطعي بالظني .قلنا :محل التخصيص دللة العام وهي ظنية والعمل بالظنيين
أولى من إلغاء أحدهما .وقيل يجوز إن خص بمنفصل لضعف دللته حينئذ ،وقيل
غير ذلك .والثاني كإتخصيص خبر مسلم البكر بالبكر جلد مائة الشامل للمة
بقوله تعالى} :فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب{ وقيل ل يجوز
ذلك لقوله تعالى} :لتبين للناس ما نزل إليهم{ جعله مبينا للكتاب فل يكون
الكتاب مبينا للسنة .قلنا :وقع ذلك كإما رأيت مع أنه ل مانع منه لما مر ومن
السنة فعل النبي وتقريره ،فيجوز في الصأح التخصيص بهما ،وإن لم يتأت
تخصيصهمالنتفاء عمومهما كإما علم مما مر .وذلك كإأن يقول :الوصأال حرام
على كإل مسلم ،ثم يفعله أو يقر من فعله ،وقيل ل يخصصان بل ينسخان حكم
العام ،لن الصأل تساوي الناس في الحكم .قلنا :التخصيص أولى من النسخ
لما فيه من إعمال الدليلين وسإواء أكإان مع التقرير عادة بتركّ بعض المأمور به
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
أو بفعل بعض المنهى عنه أم ل .والصأل كإغيره جعلها المخصصة إن أقّر بها
النبي أو الجماع مع أن المخصص في الحقيقة إنما هو التقرير أو دليل الجماع.
)و( يجوز في الصأح تخصيص كإل من الكتاب والسنة) .بالقياس( المستند إلى
نص خاص ولو خبر واحد كإتخصيص آية الزانية والزاني الشاملة للمة بقوله
تعالى} :فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب{ وقيس بالمة العبد،
وقيل ل يجوز ذلك مطلقآ حذرا من تقديم القياس على النص الذي هو أصأله في
الجملة ،وقيل ل يجوز إن كإان القياس خفيا لضعفه وقيل غير ذلك .قلنا :إعمال
الدليلين أولى من إلغاء أحدهما .والخلفّ في القياس الظني ،أما القطعي
فيجوز التخصيص به قطعا) .وبدليل الخطاب( :أي مفهوم المخالفة كإتخصيص
خبر ابن ماجة :الماء ل ينجسه شيء إل ما غلب على ريحه وطعمه ولونه.
بمفهوم خبره» :إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث« .وقيل ل يخصص لن
دللة العام على ما دل عليه المفهوم بالمنطوق وهو مقدم على المفهوم.
وأجيب :بأن المقدم عليه منطوق خاص ل ما هو من أفراد العام فالمفهوم
مقدم عليه لن إعمال الدليلين أولى من إلغاء أحدهما) .ويجوز(التخصيص
)بالفحوى( :أي مفهوم الموافقة ،وإن قلنا الدللة عليه قياسإية كإتخصيص خبر
ي الواجد يحل عرضه وعقوبته« .أي حبسه بمفهوم} :فل أبي داود وغيره »ل ّ
تقل لهما أفّ{ فيحرم حبسهما للوالد وهو ما نقل عن المعظم وصأححه
النووي.
)و( الصأح أن )رجوع ضمير إلى بعض( من العام ل يخصصه حذرا من مخالفة
الضمير لمرجعه قلنا ل محذور فيها لقرينة مثاله قوله تعالى} :والمطلقات
يتربصن بأنفسهن ثلثة قروء{ مع قوله بعده }وبعولتهن أحق بردهن{ فضمير
وبعولتهن للرجعيات ويشمل قوله :والمطلقات معهن البوائن ،وقيل ل يشملهن
ويؤخذ حكمهن من دليل آخر ،وقد يعبر في هذه المسألة بأعم مما ذكإر بأن
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
يقال وأن يعقب العام بما يختص ببعضه ول يخصصه ،سإواء أكإان ضميرا كإما مر
أم الشامل غيره كإالمحلى بأل واسإم الشارة كإأن يقال بدل و بعولتهن الخ.
وبعولة المطلقات أو هؤلء أحق بردهن) .و( الصأح أن )مذهب الراوي( للعام
بخلفه ل يخصصه ولو كإان صأحابيا ،وقيل يخصصه مطلقا ،وقيل يخصصه إن
كإان صأحابيا لن المخالفة إنما تصدر عن دليل .قلنا :في ظن المخالف ل في
نفس المر وليس لغيره اتباعه لن المجتهد ل يقلد مجتهدا وذلك كإخبر البخاري
من رواية ابن عباس» :من بدل دينه فاقتلوه« مع قوله :إن صأح عنه أن
المرتدة ل تقتل ،أما مذهب غير الراوي للعام بخلفه فل يخصصه أيضا كإما فهم
بالولى ،وقيل يخصصه إن كإان صأحابيا) .و( الصأح أن )ذكإر بعض أفراد العام(
بحكم العام )ل يخصص( العام .وقيل يخصصه بمفهومه ،إذ ل فائدة لذكإره إل
ذلك .قلنا :مفهوم اللقب ليس بحجة ،وفائدة ذكإر البعض نفي احتمال تخصيصه
من العام مثاله خبر الترمذي» :أيما إهاب دبغ فقد طهر« مع خبر مسلم :أنه
صألى الله عليه وسإّلم مر بشاة ميتة فقال» :هل أخذتم إهابها فدبتغموه
فانتفعتم به« فقالوا :إنها ميتة .فقال» :إنما حرم أكإلها«.
)و( الصأح )أن العام ل يقصر على المعتاد( السابق ورود العام) .ول على ما
وراءه( أي المعتاد بل يجري العام على عمومه فيهما ،وقيل يقصر على ذلك
فالول كإأن كإانت عادتهم تناول البر ،ثم نهي عن لبيع الطعام بجنسه متفاضل ً
فقيل :يقصر الطعام على البر المعتاد ،والثاني كإأن كإانت عادتهم بيع البر بالبر
متفاضلً ،ثم نهى عن بيع الطعام بجنسه متفاضل ً فقيل يقصر الطعام على غير
البر المعتاد والصأح ل فيهما) .و( الصأح )أن نحو( قول الصحابي :إنه صألى الله
عليه وسإّلم )نهى عن بيع الغرر( كإما رواه مسلم من رواية أبي هريرة) .ل يعم(
كإل غرر وقيل يعمه لن قائله عدل عارفّ باللغة والمعنى ،فلول ظهور عموم
الحكم مما قاله النبي صألى الله عليه وسإّلم لم يأت هو في الحكاية له بلفظ
عام كإالغرر .قلنا :ظهور عموم الحكم بحسب ظنه ول يلزمنا اتباعه في ذلك ،إذ
يحتمل أن يكون النهي عن بيع الغرر بصفة يختص بها فتوهمه الراوي عاما
وعدلت إلى نهي عن بيع الغرر عن قوله قضى بالشفعة للجار لقوله كإغيره من
دثين هو لفظ ل يعرفّ.
المح ّ
)مسألة :جواب السؤال غير المستقل دونه( :أي دون السؤال كإنعم وبلى
وغيرهما مما لو ابتدىء به لم يفد )تابع له( أي للسؤال )في عمومه(
وخصوصأه ،لن السؤال معاد في الجواب ،فالول كإخبر الترمذي وغيره أنهصلى
الله عليه وسإّلم سإئل عن بيع الرطب بالتمر؟ فقال» :أينقص الرطب إذا يبس«
قالوا :نعم .قال» :فل إذا« .فيعم كإل بيع للرطب بالتمر صأدر من السائل أو
من غيره ،والثاني كإقوله تعالى} :فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم{
)والمستقل( دون السؤال ثلثة أقسام :أخص من السؤال ومساوٍ له وأعم.
فـ)ـالخص( منه )جائز إن أمكنت معرفة( الحكم )المسكوت عنه( منه كإأن
يقول النبي صألى الله عليه وسإّلم» :من جامع في نهار رمضان فعليه كإفارة«.
كإالمظاهر في جواب من أفطر في نهار رمضان ماذا عليه فيفهم من قوله
جامع أن الفطار بغير جماع ل كإفارة فيه ،فإن لم يمكن معرفة المسكوت عنه
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
من الجواب لم يجز لتأخير البيان عن وقت الحاجة) .والمساوي( له في العموم
والخصوص )واضح( كإأن يقال لمن قال :ما على من جامع في نهار رمضان؟
من جامع في نهار رمضان فعليه كإفارة كإالظهار ،وكإأن يقال لمن قال :جامعت
ي؟ عليك إن جامعت في نهار رمضان كإفارة كإالظهار. في نهار رمضان ماذا عل ّ
والعم منه مذكإور في قولي) :والصأح أن العام( الوارد )على سإبب خاص( في
سإؤال أو غيره )معتبر عمومه( :نظرا لظاهر اللفظ ،وقيل مقصور على السبب
لوروده فيه سإواء أوجدت قرينة التعميم أم ل .فالول كإقوله تعالى} :والسارق
والسارقة فاقطعوا أيديهما{ ،إذ سإبب نزوله على ما قيل أن رجل ً سإرق رداء
صأفوان بن أمية ،فذكإر السارقة قرينة على أنه لم يرد بالسارق ذلك الرجل
ي :قيل يا رسإول الله
فقط ،والثاني كإخبر الترمذي وغيره عن أبي سإعيد الخدر ّ
أنتوضأ من بئر بضاعة وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلب والنتن؟ فقال:
»إن الماء طهور ل ينجسه شيء« .أي مما ذكإر وغيره ،وقيل مما ذكإر وهو
سإاكإت عن غيره وقد تقوم قرينة على الختصاص بالسبب
كإالنهي عن قتل النساء ،فإن سإببه أنه عليه الصلة والسلم رأى امرأة حربية
في بعض مغازيه مقتولة ،وذلك يدل على اختصاصأه بالحربيات فل يتناول
المرتدة.
)و( الصأح )أن صأورة السبب( التي ورد عليها العام) .قطعية الدخول( فيه
لوروده فيها )فل تخص( منه )بالجتهاد( .وقيل ظنية كإغيرها فيجوز إخراجها منه
بالجتهاد .قال السبكي) :ويقرب منها( :أي من صأورة السبب حتى يكون
قطعي الدخول أو ظنية) .خاص في القرآن تله في الرسإم( أي رسإم القرآن
بمعنى وضعه مواضعه ،وإن لم يتله في النزول) .عام لمناسإبة( بين التالي
والمتلوّ كإما في آية} :ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت{
فإنها إشارة إلى كإعب بن الشرفّ ونحوه من علماء اليهود لما قدموا مكة
ي صألىوشاهدوا قتلى بدر حّرضوا المشركإين على الخذ بثأرهم ،ومحاربة النب ّ
الله عليه وسإّلم فسألوهم من أهدى سإبيل ً محمد وأصأحابه أم نحن فقالوا :أنتم
ي صألى الله عليه وسإّلم المنطبق عليه، مع علمهم بما في كإتابهم من نعت النب ّ
دوها حيث وأخذ المواثيق عليهم أن ل يكتموه فكان ذلك أمانة لزمة لهم ولم يؤ ّ
ي صألى الله عليه وسإّلم ،وقد تضمنت الية قالوا للمشركإين ما ذكإر حسدا للنب ّ
هذا القول والتوعد عليه المقيد للمر بمقابله المشتمل على أداء المانة التي
ي صألى الله عليه وسإّلم وذلك مناسإب لقوله تعالى} :إن الله هي بيان صأفة النب ّ
دوا المانات إلى أهلها{ ،فهذا عام في كإل أمانة وذاكّ خاص بأمانة يأمركإم أن تؤ ّ
ّ
ي صألى الله عليه وسإلم بما ذكإر والعام تال للخاص في هي بيان صأفة النب ّ
الرسإم متراخ عنه في النزول لست سإنين مدة ما بين بدر وفتح مكة ،وإنما قال
السبكي :ويقرب منه كإذا لنه لم يرد العام بسببه بخلفها.
)مسألة :الصأح( أنه )إن لم يتأخر الخاص عن( وقت )العمل( بالعام المعارض
له بأن تأخر الخاص عن ورود العام قبل دخول وقت العمل أو تأخر العام عن
الخاص مطلقا أو تقارنا بأن عقب أحدهما الخر أو جهل تاريخهما) .خصص(
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
الخاص) .العام( .وقيل إن تقارنا تعارضا في قدر الخاص ،فيحتاج العمل
بالخاص إلى مرجح له قلنا الخاص أقوى من العام في الدللة على ذلك البعض،
لنه يجوز أن ل يراد من العام بخلفّ الخاص فل حاجة إلى مرجح له .وقالت
الحنفية وإمام الحرمين :العام المتأخر عن الخاص ناسإخ له كإعكسه .قلنا:
الفرق أن العمل بالخاص المتأخر ل يلغي العام بخلفّ العكس والخاص أقوى
من العام في الدللة فوجب تقديمه عليه .قالوا :فإن جهل التاريخ بينهما
فالوقف عن العمل بواحد منهما لحتمال كإل منهما عندهم ،لن يكون منسوخا
باحتمال تقدمه على الخر مثال العام) :فاقتلوا المشركإين( والخاص أن يقال:
ل تقتلوا الذمي) .وإل( بأن تأخر الخاص عما ذكإر )نسخه( أي :نسخ الخاص
العام بالنسبة لما تعارضا فيه ،وإنما لم يجعل ذلك تخصيصا ،لن التخصيص بيان
للمراد بالعام وتأخير البيان عن وقت العمل ممتنع) .و( الصأح أنه )إن كإان كإل(
من المتعارضين )عاما من وجه( خاصأا من وجه) ،فالترجيح( بينهما من خارج
واجب لتعادلهما تقارنا أو تأخر أحدهما أو جهل تاريخهما .وقالت الحنفية:
دل دينه فاقتلوه« .وخبر المتأخر ناسإخ للمتقدم مثال ذلك خبر البخاري» :من ب ّ
الصحيحين» :أنه صألى الله عليه وسإّلم نهى عن قتل النساء« .فالّول عام في
دة ،والثاني خاص بالنساء عام في الحربيات الرجال والنساء خاص بأهل الر ّ
والمرتدات ،وقد ترجح الّول بقيام القرينة على اختصاص الثاني بسببه وهو
الحربيات.
المطلق والمقيد
الظاهر والمؤّول
أي هذا مبحثهما) .الظاهر( لغة الواضح واصأطلحا) .ما دل( على المعنى )دللة
ظنية( أي راجحة بوضع اللغة أو الشرع أو العرفّ ،يحتمل غير ذلك المعنى
مرجوحا كإما مر أوائل الكتاب الول كإالسإد راجح في الحيوان المفترس لغة
مرجوح في الرجل الشجاع والصلة راجحة في ذات الركإوع والسجود شرعا
مرجوحة في الدعاء الموضوعة له لغة ،والغائط راجح في الخارج المستقذر
عرفا مرجوح في المكان المطمئن الموضوع له لغة ،وخرج المجمل لتساوي
الدللة فيه ،والمؤول لنه مرجوح ،والنص كإزيد لن دللته قطعية) .والتأويل
حمل الظاهر على المحتمل المرجوح فإن حمل( عليه )دليل فصحيح( الحمل.
ن دليلً( وليس دليل ً في الواقع )ففاسإد أو ل لشيء فلعب( ل تأويل.
)أو لما يظ ّ
)والول( أي التأويل قسمان )قريب( يترجح على الظاهر بأدنى دليل نحو }إذا
قمتم إلى الصلة{ أي عزمتم على القيام إليها و}إذا قرأت القرآن{ أي أردت
قراءته) .وبعيد( ل يترجح على الظاهر إل بأقوى منه) .كإتأويل( الحنفية
)أمسك( من قوله صألى الله عليه وسإّلم لغيلن لما أسإلم على عشر نسوة
»أمسك أربعا وفارق سإائرهن«) .بابتدىء( نكاح أربع منهن بقيد زدته بقولي
)في المعية( أي فيما إذا نكحهن معا لبطلنه كإالمسلم بخلفّ نكاحهن مرتبا
فيمسك الربع الوائل ،ووجه بعده أن المخاطب بمحله وهو أمسك قريب عهد
بالسإلم لم يسبق له بيان شروط النكاح مع حاجته إلى ذلك ،ولم ينقل تجديد
نكاح منه ول من غيره ممن أسإلم مع كإثرتهم وتوفر دواعي حملة الشرع على
نقله لو وقع) .و( كإتأويلهم )سإتين مسكينا{ من قوله تعالى} :فإطعام سإتين
مسكينا{ )بستين مدا( بتقدير مضافّ أي طعام سإتين مسكينا وهو سإتون مدا
فيجوز إعطاؤه لمسكين واحد في سإتين يوما كإما يجوز إعطاؤه لستين مسكينا
في يوم واحد ،لن القصد بإعطائه دفع الحاجة ودفع حاجة الواحد في سإتين
يوما كإدفع حاجة الستين في يوم واحد ،ووجه بعده أنه اعتبر فيه ما لم يذكإر من
المضافّ وألغى فيه ما ذكإر من عدد المساكإين الظاهر قصده لفضل الجماعة
وبركإتهم وتظافر قلوبهم على الدعاء للمحسن) .و( كإتأويلهم خبر أبي داود
وغيره) :ل صأيام لمن لم يبيت( أي الصيام من الليل) .بالقضاء والنذر( لصحة
غيرهما بنية من النهار عندهم ووجه بعده أنه قصر للعام النص في العموم على
نادر لندرة القضاء والنذر) .و( كإتأويل أبي حنيفة خبر ابن حبان وغيره )ذكإاة
الجنين ذكإاة أمه( بالرفع والنصب )بالتشبيه( أي مثل ذكإاتها أو كإذكإاتها ،فالمراد
بالجنين الحي لحرمة الميت عنده وأحله صأاحباه كإالشافعي ،ووجه بعده ما فيه
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
من التقدير المستغنى عنه ووجه اسإتغنائه عنه على رواية الرفع وهي
المحفوظة أن يعرب ذكإاة الجنين خبرا لما بعده أي ذكإاة أم الجنين ذكإاة له،
وعلى رواية النصب إن
ثبتت أن يجعل على الظرفية أي ذكإاة الجنين حاصألة وقت ذكإاة أمه التي
أحلتها ،فالمراد الجنين الميت وأن ذكإاة أمه أحلته تبعا لها.
إل بولي« .وقيل مجمل ،إذ ل يصح النفي لنكاح بل ولي مع وجوده حسا فل بد
من تقدير شيء وهو متردد بين الصحة والكمال ول مرجح لواحد منهما ،فكان
مجملً .قلنا :بتقدير تسليم ذلك المرجح لنفي الصحة موجود وهو قربه من نفي
الذات إذ ما انتفت صأحته ل يعتد به ،فيكون كإالمعدوم بخلفّ ما انتفى كإماله
ل( :كإما مّر بيانه فل إجمال في شيء منه )بل( الجمال )وفي )لوضوح دللة الك ّ
مثل القرء( :لتردده بين الطهر والحيض لشتراكإه بينهما ،وحمله الشافعي على
الطهر ،والحنفي على الحيض لما قام عندهما) .و( مثل )النور( :لنه صأالح
للعقل ونور الشمس مثل ً لتشابههما في الهتداء بكل منهما) .و( مثل )الجسم(
لنه صأالح للسماء والرض مثل ً لتماثلهما سإعة وعددا) .و( مثل )المختار(:
كإمنقاد لتردده بين اسإم الفاعل والمفعول بإعلله بقلب يائه المسكورة أو
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
المفتوحة ألفا) .و( مثل قوله تعالى) :أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح( لتردده
بين الزوج والولي وحمله الشافعي على الزوج ومالك على الولي لما قام
عندهما )و( مثل قوله تعالى) :إل ما يتلى عليكم( للجهل بمعناه قبل نزول مبينه
وهو }حرمت عليكم الميتة{ الخ ويسري الجمال إلى المستثنى منه وهو
}أحلت لكم بهيمة النعام{ )و( مثل قوله تعالى) :الراسإخون( من قوله }وما
يعلم تأويله إل الله والراسإخون في العلم يقولون آمنا به{ لتردده بين العطف
والبتداء وحمله الجمهور على البتداء لما قام عندهم) .و( مثل )قوله عليه
الصلة والسلم( في خبر الصحيحين وغيرهما) :ل يمنع أحدكإم جاره أن يضع
خشبه في جداره( :لتردد ضمير جداره بين عوده إلى الجار أو إلى الحد .وتردد
الشافعي في المنع لذلك والجديد المنع لخبر الحاكإم بإسإناد صأحيح في خطبة
حجة الوداع» :ل يحل لمرىء من مال أخيه إل ما أعطاه عن طيب نفس.
وخشبه بلفظ الجمع والضافة للضمير وروى خشبة بالفراد والتنوين) .و( مثل
)قولك :زيد طبيب ماهر( :لتردد ماهر بين رجوعه إلى طبيب وإلى زيد
)و( مثل قولك )الثلثة زوج وفرد( :لتردد الثلثة فيه بين اتصافها بصفتيها
واتصافّ أجزائها بهما ،وإن تعين الثاني نظرا إلى صأدق المتكلم به ،إذ حمله
على الول يوجب كإذبه.
)
والصأح وقوعه( أي المجمل )في الكتاب والسنة( للمثلة السابقة منهما ومنعه
داود الظاهري ،قيل :ويمكن أن ينفصل عنها بأن الول ظاهر في الزوج لنه
المالك للنكاح .والثاني مقترن بمفسره ،والثالث ظاهر في البتداء ،والرابع
ظاهر في عوده إلى الحد لنه محط الكلم) .و( الصأح )أن المسمى الشرعي(
للفظ )أوضح من( المسمى )اللغوي( له في عرفّ الشرع لن النبي بعث لبيان
الشرعيات ،فيحمل على الشرعي ،وقيل ل في النهي فقيل هو مجمل ،وقيل
يحمل على اللغوي ،والمراد بالشرعي ما أخذت تسميته من الشرع صأحيحا
كإان أو فاسإدا ل ما يكون صأحيحا فقط) .وقد مّر( ذلك في مسألة اللفظ إما
حقيقة أو مجاز وذكإر هنا توطئة لقولي) :و( الصأح )أنه إن تعذر( أي المسمى
الشرعي للفظ) .حقيقة رد إليه بتجوز( محافظة على الشرع ما أمكن ،وقيل
هو مجمل لتردده بين المجاز الشرعي والمسمى اللغوي ،وقيل يحمل على
اللغوي تقديما للحقيقة على المجاز ،والترجيح من زيادتي ،وهو ما اختاره في
شرح المختصر كإغيره مثاله خبر الترمذي وغيره» :الطوافّ بالبيت صألة إل أن
وز بأن يقال:الله أحل فيه الكلم« تعذر فيه مسمى الصلة شرعا فيرد إليه بتج ّ
كإالصلة في اعتبار الطهر والنية ونحوهما ،وقيل يحمل على المسمى اللغوي
وهو الدعاء بخير لشتمال الطوافّ عليه فل يعتبر فيه ما ذكإر ،وقيل مجمل
دده بين المرين) .و( الصأح )أن اللفظ المستعمل لمعنى تارة ولمعنيين لتر ّ
ليس ذلك المعنى أحدهما( تارة أخرى على السواء وقد أطلق )مجمل( لتردده
بين المعنى والمعنيين ،وقيل يترجح المعنيان لنه أكإثر فائدة) .فإن كإان( ذلك
المعنى )أحدهما عمل به( جزما لوجوده في السإتعمالين )ووقف الخر( للتردد
فيه ،وقيل يعمل به أيضا
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
لنه أكإثر فائدة مثال الول خبر مسلم» :ل ينكح المحرم ول ينكح« بناء على أن
النكاح مشتركّ بين العقد والوطء ،فإنه إن حمل على الوطء اسإتفيد منه معنى
واحد ،وهو أن المحرم ل يطء ول يوطىء أي ل يمكن غيره من وطئه أو على
العقد اسإتفيد منه معنيان بينهما قدر مشتركّ ،وهما أن المحرم ل يعقد لنفسه
ول يعقد لغيره ،ومثال الثاني خبر مسلم» :الثيب أحق بنفسها من وليها« أي
بأن تعقد لنفسها أو بأن تعقد كإذلك أو تأذن لوليها فيعقد لها ول يجبرها ،وقد قال
ي فيه
تعقد لنفسها أبو حنيفة ،وكإذا بعض أصأحابنا ،لكن إذا كإان في مكان ل ول ّ
ول حاكإم.
البيان
متقدما على الفعل أو متأخرا عنه جمعا بين الدليلين ،وقيل البيان المتقدم
منهما كإما لو اتفقا ،فإن كإان المتقدم القول فحكم الفعل ما مر أو الفعل،
فالقول ناسإخ للزائد منه وطالب لما زاده عليه .قلت :عدم النسخ بما قلناه
أولى ،والقول أقوى دللة وذكإر التخفيف من زيادتي.
)مسألة :تأخير البيان( :لمجمل أو ظاهر لم يرد ظاهره بقرينة ما يأتي) .عن
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
وزين تكليف ما ل يطاق. وقت الفعل غير واقع وإن جاز( وقوعه عند أئمتنا المج ّ
ح
)و( تأخيره عن وقت الخطاب )إلى وقته( :أي الفعل جائز )واقع في الصأ ّ
سإواء أكإان للمبين( ببنائه للمفعول) .ظاهر( وهو غير المجمل كإعام يبين
ل على حكم يبين نسخه أم ل .وهو المجمل تخصيصه ومطلق يبين مقيده ودا ّ
المشتركّ يبين أحد معنييه مثل ً ومتواطىء يبين أحد ما صأدقاته مثل ،وقيل يمتنع
ً
تأخيره مطلقا لخلله بفهم المراد عند الخطاب ،وقيل يمتنع فيما له ظاهر
ليقاعه المخاطب في فهم غير المراد بخلفه في المجمل ،وقيل يمتنع تأخير
البيان الجمالي دون التفصيلي فيما هو ظاهر مثل هذا العام مخصوص ،وهذا
المطلق مقيد ،وهذا الحكم منسوخ لوجود المحذور قبله بخلفّ المجمل،
فيجوز تأخير بيانه الجمالي كإالتفصيلي ،وقيل غير ذلك.
ومما يدل على الوقوع آية }واعلموا أنما غنمتم من شيء{ فإنها عامة فيما
يغنم مخصوصأة عموما بخبر الصحيحين» :من قتل قتيل ً له عليه بينة فله
سإلبه« .وبل عموم بخبرهما أنه صألى الله عليه وسإّلم قضى بسلب أبي جهل
لمعاذ بن عمرو بن الجموح ،وآية} :إن الله يأمركإم أن تذبحوا بقرة{ فإنها
مطلقة ثم بين تقييدها بما في أجوبة أسإئلتهم) .و( يجوز )للرسإول( صألى الله
عليه وسإّلم )تأخير التبليغ( :لما أوحي إليه من قرآن أو غيره) .إلى الوقت( :أي
وقت العمل ولو على القول بامتناع تأخير البيان عن وقت الخطاب لنتفاء
المحذور السابق عنه ،ولن وجوب معرفته إنما هو للعمل ول حاجة له قبل
العمل ،وقيل ل يجوز على القول بذلك لقوله تعالى} :يا أيها الرسإول بلغ ما
أنزل إليك{ أي فورا لن وجوب التبليغ معلوم بالعقل فل فائدة للمر به إلى إل
الفور .قلنا :ل نسلم أن وجوبه معلوم بالعقل بل بالشرع ولو سإلم .قلنا:
ففائدته تأيد العقل بالنقل) .ويجوز أن ل يعلم( المكلف )الموجود( عند وجود
المخصص )بالمخصص( بكسر الصاد) .ول بأنه مخصص( :أي يجوز أن ل يعلم
قبل وقت العمل بذات المخصص ول بوصأف أنه مخصص مع علمه بذاته كإأن
يكون المخصص العقل بأن ل يسبب الله العلم بذلك) .ولو على المنع( أي على
القول بامتناع تأخير البيان ،وقيل ل يجوز على القول بذلك في المخصص
السمعي لما فيه من تأخير إعلمه بالبيان .قلنا :المحذور إنما هو تأخير البيان
وهو منتف هنا وعدم علم المكلف بالمخصص بأن لم يبحث عنه تقصير منه ،أما
العقلي فاتفقوا على جواز أن يسمع الله المكلف العام من غير أن يعلمه بذات
العقل بأن فقد ما يخصصه وكإول إلى نظره ،وقد وقع أن بعض الصحابة لم
ي صألى الله عليه يسمع المخصص السمعي إل بعد حين منهم فاطمة بنت النب ّ
وسإّلم طلبت ميراثها مما تركإه أبوها لعموم قوله تعالى} :يوصأيكم الله في
أولدكإم{ فاحتج عليها أبو بكر رضي الله عنه بما رواه لها من خبر الصحيحين:
»ل نورث ما
تركإناه صأدقة« .وبما تقرر علم أن قولي ولو على المنع راجع إلى المسألتين.
النسخ
لغة الزالة كإنسخت الشمس الظ ّ
ل أي :أزالته والنقل مع بقاء الول كإنسخت
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
الكتاب أي نقلته واصأطلحا) .رفع( تعلق )حكم شرعي( بفعل )بدليل شرعي(،
والقول بأنه بيان لنتهاء أمد حكم شرعي يرجع إلى ذلك فل خلفّ في المعنى،
وإن فرق بينهما بأنه في الول زال به ،وفي الثاني زال عنده وما فرق به من أن
الول يشمل النسخ قبل التمكن دون الثاني مردود كإما بينته مع زيادة في
الحاشية .قال البرماوي :فإن قلت :سإيأتي أن من أقسام النسخ ما ينسخ
لفظه دون حكمه ول رفع فيه لحكم .قلت :رفع اللفظ يتضمن رفع أحكام كإثيرة
س
كإتعبد بتلوته وإجراء حكم القرآن عليه من منع الجنب ونحوه من قراءته ،وم ّ
المحدث وحمله له وغير ذلك ،وخرج بالشرعي أي المأخوذ من الشرع رفع
البراءة الصألية أي المأخوذة من العقل ،وبدليل شرعي الرفع بالموت والجنون
ي صألى الله عليه وسإّلم
والغفلة والعقل والجماع ،لنه إنما ينعقد بعد وفاة النب ّ
كإما سإيأتي .ومخالفة المجمعين للنص تتضمن ناسإخا له وهو مستند إجماعهم،
وأما جعل المام الرازي رفع غسل الرجلين بالعقل عن قطعهما نسخا فتسمح
وتعبيري بذلك يشمل الكتاب والسنة قول ً وفعلً ،وبه صأّرح التفتازاني فهو أولى
من قول الصأل بخطاب لقصوره على القول ،وشمل التعريف الباحة الصألية،
فإنها عندنا ثابتة بالشرع فرفعها يكون نسخا كإما ذكإره التفتازاني.
)ويجوز في الصأح نسخ بعض القرآن( تلوة وحكما أو أحدهما دون الخر
والثلثة واقعة .روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها» :كإان فيما أنزل عشر
رضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات« .فهذا منسوخ التلوة والحكم.
وروى الشافعي وغيره عن عمر رضي الله عنه» :لول أن تقول الناس زاد عمر
في كإتاب الله لكتبتها الشيخ والشيخة« .أي المحصنان» .إذا زنيا فارجموهما
ألبتة فإنا قد قرأناها« .فهذا منسوخ التلوة دون الحكم لمره صألى الله عليه
وسإّلم برجم المحصن رواه الشيخان .وعكسه كإثير كإقوله تعالى} :والذين
يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصأية{ إلى آخره نسخ قوله} :والذين يتوفون
منكم ويذرون أزواجا يتربصن{ إلى آخره لتأخره في النزول عن الول وإن
تقدمه في التلوة ،وقيل ل يجوز نسخ بعضه كإما ل يجوز نسخ كإله وقيل ل يجوز
در انتفاء
نسخ التلوة دون الحكم وعكسه ،لن الحكم مدلول اللفظ ،فإذا ق ّ
أحدهما لزم انتفاء الخر ،قلنا :إنما يلزم إذا روعي وصأف الدللة وما نحن فيه
لم يراع فيه ذلك.
)و( يجوز في الصأح نسخ )الفعل قبل التمكن( منه بأن لم يدخل وقته أو دخل
ولم يمض منه ما يسعه ،وقيل ل لعدم اسإتقرار التكليف ،قلنا :يكفي للنسخ
وجود أصأل التكليف فينقطع به ،وقد وقع ذلك في قصة الذبيح فإن الخليل أمر
ي إني أرى في
بذبح ابنه عليهما الصلة والسلم لقوله تعالى حكاية عنه }يا بن ّ
المنام أني أذبحك{ إلى آخره ثم نسخ ذبحه قبل التمكن منه بقوله} :وفديناه
بذبح عظيم{ واحتمال كإونه بعد التمكن خلفّ الظاهر من حال النبياء في
امتثال المر من مبادرتهم إلى فعل المأمور به.
)و( يجوز في الصأح )نسخ السنة بالقرآن( :كإنسخ تخريم مباشرة الصائم أهله
ل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم{ وقيل ل ليل ً بالسنة بقوله تعالى} :أح ّ
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
يجوز نسخها به لقوله تعالى} :وأنزلنا إليك الذكإر لتبين للناس ما نزل إليهم{
جعله مبينا للقرآن فل يكون القرآن مبينا لسنته .قلنا :ل مانع لنهما من عند الله
قال تعالى} :وما ينطق عن الهوى إن هو إل وحي يوحى{ ويدل للجواز قوله
تعالى} :ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء{ )كإهو( أي كإما يجوز نسخ القرآن
دة الوفاة وتعبيري بذلك أولى مما عبر به )به( جزما كإما مّر التمثيل له بايتي ع ّ
وز
ليهامه أن الخلفّ جار في النسخ بالقرآن لقرآن ،وليس كإذلك عند من ج ّ
نسخ بعضه) .و( يجوز في الصأح )نسخه( أي القرآن )بها( أي بالسنة متواترة
أو آحادا قال تعالى} :لتبين للناس ما نزل إليهم{ وقيل ل يجوز لقوله تعالى:
دله من تلقاء نفسي{ والنسخ بالسنة تبديل من تلقاء }قل ما يكون لي أن أب ّ
نفسه قلنا ممنوع .وما ينطق عن الهوى ،وقيل :ل يجوز نسخ القرآن بالحاد لن
القرآن مقطوع والحاد مظنون .قلنا :محل النسخ الحكم ودللة للقرآن عليه
ظنية) .و( لكن نسخ القرآن بالسنة )لم يقع إل بالمتواترة في الصأح( .وقيل:
وقع بالحاد كإنسخ خبر الترمذي وغيره» :ل وصأية لوارث« لية }كإتب عليكم إذا
حضر أحدكإم الموت إن تركّ خيرا الوصأية{ .قلنا :ل نسلم عدم تواتر ذلك
ونحوه للمجتهدين الحاكإمين بالنسخ لقربهم من زمن الوحي وسإكت كإالصأل
عن نسخ السنة بها للعلم به من نسخ القرآن به ،فيجوز نسخ المتواترة بمثلها
والحاد بمثلها وبالمتواترة ،وكإذا المتواترة بالحاد على الصأح كإما مّر من نسخ
القرآن بالحاد) .وحيث وقع( نسخ القرآن )بالسنة فمعها قرآن عاضد لها( على
النسخ يبين توافقهما لتقوم الحجة على الناس بهما معا ،ولئل يتوهم انفراد
أحدهما عن الخر ،إذ كإل منهما من عند الله) .أو نسخ السنة بالقرآن فمعه
سإنة( :ب <1عاضدة له تبين توافقهما لما
مّر ،كإما في نسخ التوجه في الصلة إلى بيت المقدس الثابت بفعله صألى الله
ل وجهك شطر المسجد الحرام{ وقد فعله صألى عليه وسإّلم بقوله تعالى} :فو ّ
الله عليه وسإّلم.
)و( يجوز في الصأح )نسخ القياس( الموجود )في زمن النبي( صألى الله عليه
وسإّلم )بنص أو قياس أجلي( من القياس المنسوخ به ،فالول كإأن يقول صألى
الله عليه وسإّلم» :الفاضلة في البّر حرام لنه مطعوم« .فيقاس به الرز ،ثم
يقول» :بيعوا الرز بالرز متفاضلً« .والثاني كإأن يأتي بعد القياس المذكإور نص
بجواز بيع الذرة بالذرة متفاضل ً فيقاس به بيع الرز بالرز متفاضلً ،وقيل ل
يجوز نسخه لنه مستند إلى نص
فيدوم بدوامه .قلنا :ل نسلم لزوم دوامه كإما ل يلزم دوام حكم النص بأن ينسخ
وخرج بالجلي غيره ،فل يكفي الدون لنتفاء المقاومة ول الساري لنتفاء
المرجح ،وقيل يكفيان كإالجلي.
)و( يجوز في الصأح )نسخ الفحوى( :أي مفهوم الموافقة بقسميه الولى
والمساوي )دون أصأله( أي المنطوق بقيد زدته بقولي) :إن تعرض لبقائه( أي
بقاء أصأله )وعكسه( :أي أصأل الفحوى دونه إن تعرض لبقائه لنهما مدلولن
متغايران فجاز فيهما ذلك كإنسخ تحريم الضرب دون تحريم التأفيف والعكس،
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
وقيل ل فيهما لن الفحوى لزم لصأله فل ينسخ أحدهما دون الخر لمنافاة ذلك
اللزوم بينهما ،وقيل يمتنع الول لمتناع بقاء الملزوم مع نفي اللزم بخلفّ
الثاني لجواز بقاء اللزم مع نفي الملزوم ،أما نسخهما معا فيجوز اتفاقا ،فإن
لم يتعرض للبقاء فعن الكإثر المتناع بناء على أن نسخ كإل منهما يستلزم نسخ
الخر ،لن الفحوى لزم لصأله وتابع له ،ورفع اللزم يستلزم رفع الملزوم،
ورفع المتبوع يستلزم رفع التابع ،وقيل ل يستلزم نسخ كإل منهما ذلك ،لن رفع
التابع ل يستلزم رفع الملزوم ،ورفع المتبوع ل يستلزم رفع اللزم ،وقيل نسخ
الفحوى ل يستلزم بخلفّ عكسه ،وقيل عكسه لما عرفّ مما قبلهما وتعبيري
بما ذكإر أولى مما عبر به ليهامه التنافي ،وقد أوضحت لك مع الجواب عنه في
الحاشية.
)و( يجوز في الصأح )النسخ به( أي بالفحوى كإأصأله ،وقيل ل بناء على أنه
قياس وأن القياس ل يكون ناسإخا ،وذكإر الخلفّ في هذه من زيادتي) .ل نسخ
النص بالقياس( :فل يجوز في الصأح حذرا من تقديم القياس على النص الذي
هو أصأل له في الجملة ،وعلى هذا جمهور أصأحابنا .ونقله أبو إسإحاق المروزي
ص .وقال القاضي حسين :إنه المذهب ،وقيل وصأححه الصأل يجوز عن الن ّ
ي دون الخفي، لسإتناده إلى النص ،فكأنه الناسإخ ،وقيل يجوز بالقياس الجل ّ
وقيل غير ذلك.
)ويجوز نسخ( مفهوم )المخالفة دون أصألها( :كإنسخ مفهوم خبر» :إنما الماء
من الماء« بخبر» :إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل« )ل عكسه( :أي ل
نسخ الصأل دونها ،فل يجوز في الصأح لنها تابعة له فترتفع بارتفاعه ول يرتفع
هو بارتفاعها ،وقيل يجوز وتبعيتها له من حيث دللة اللفظ عليها معه ل من
حيث ذاته أما نسخهما معا فجائز اتفاقا ،كإنسخ وجوب الزكإاة في السائمة ونفيه
في المعلوفة ،ويرجع المر فيها إلى ما كإان قبله مما دل عليه الدليل العام بعد
الشرع من تحريم الفعل إن كإان مضرة ،أو إباحته إن كإان منفعة ،ويرجع في
السائمة إلى ما مّر في مسألة :إذا نسخ الوجوب بقي الجواز) .ول( يجوز
)النسخ بها( أي بالمخالفة )في الصأح( لضعفها عن مقاومة النص ،وقيل يجوز
كإالمنطوق وذكإر الخلفّ في هذه من زيادتي) .ويجوز نسخ النشاء( الذي
الكلم فيه) .ولو( كإان )بلفظ قضاء( .وقيل ل بناء على أن القضاء إنما يستعمل
فيما ل يتغير نحو} :وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه{ أي أمر) .أو بصيغة خبر(
ن ثلثة قروء{ أي ليتربصن نظرا للمعنى نحو} :والمطلقات يتربصن بأنفسه ّ
وقيل:ل يجوز نظرا للفظ) .أو قيد بتأبيد أو نحوه( :كإصوموا أبدا صأوموا حتما
صأوموا دائما ،الصوم واجب مستمر أبدا إذا قاله إنشاء ،وقيل ل لمنافاة النسخ
التقييد بذلك .قلنا :ل نسلم ويتبين بورود الناسإخ أن المراد افعلوا إلى وجوده
كإما يقال :لزم غريمك أبدا أي إلى أن يعطي الحق.
)و( يجوز نسخ إيجاب )الخبار بشيء ولو مما ل يتغير بإيجاب الخبار بنقيضه(:
كإأن يوجب الخبار بقيام زيد ثم بعدم قيامه قبل الخبار بقيامه لجواز أن يتغير
حاله من القيام إلى عدمه ،ومنعت المعتزلة ذلك فيما ل يتغير كإحدوث العالم
لنه تكليف بالكذب فينزه الباري عنه لقولهم بالتقبيح العقلي .قلنا :ل نقول به
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
وقد يدعو إلى الكذب غرض صأحيح فل يكون التكليف به قبيحا بل حسنا ،كإما لو
طالبه ظالم بوديعة عنده أو بمظلوم خبأه عنده فيجب عليه إنكاره ،ويجوز له
الحلف عنه ويكفر عن يمينه ،ولو أكإره على الكذب وجب ،والشارة إلى هذا
الخلفّ بقولي ولو مما ل يتغير من زيادتي) .ل( نسخ )الخبر( أي مدلوله فل
يجوز )وإن كإان مما يتغير( :لنه يوهم الكذب حيث يخبر بالشيء ثم بنقيضه،
وذلك محال على الله تعالى ،وقيل يجوز في المتغير إن كإان خبرا عن مستقبل
دره.
بناء على القول بأن الكذب ل يكون في المستقبل لجواز المحو لله فيما يق ّ
قال الله تعالى} :يمحو الله ما يشاء ويثبت{ والخبار يتبعه بخلفّ الخبر عن
ماض ،وقيل يجوز فيه عن الماضي أيضا لجواز أن يقول الله لبث نوح في قومه
ألف سإنة ،ثم يقول لبث ألف سإنة إل خمسين عاما ،وإلى الخلفّ أشرت
بقولي :وإن إلى آخره.
)ويجوز عندنا النسخ ببدل أثقل( كإما يجوز بمساوٍ وبأخف .وقال بعض المعتزلة:
ل إذ ل مصلحة في النتقال من سإهل إلى عسر .قلنا:ل نسلم ذلك بعد تسليم
رعاية المصلحة وقد وقع كإنسخ وجوب الكف عن الكفار الثابت بقوله تعالى:
}ودع أذاهم{ بقوله :اقتلوا المشركإين) .و( يجوز عندنا النسخ )بل بدل( وقال
بعض المعتزلة :ل إذ ل مصلحة في ذلك .قلنا :ل نسلم ذلك بعدما ذكإر) .و( لكنه
)لم يقع في الصأح( :وقيل وقع كإنسخ وجوب تقديم الصدقة على مناجاة النبي
الثابت بقوله} :إذا ناجيتم الرسإول{ الية .إذ ل بدل لوجوبه فيرجع المر إلى ما
كإان قبله مما دل عليه الدليل العام من تحريم الفعل إن كإان مضرة أو إباحته
إن كإان منفعة .قلنا :ل نسلم أنه ل بدل للوجوب بل بدله الجواز الصادق هنا
بالباحة أو الندب وقولي عندنا من زيادتي.
)مسألة :النسخ( جائز) .واقع عند كإل المسلمين( .وخالفت اليهود غير
العيسوية بعضهم في الجواز ،وبعضهم في الوقوع ،واعترفّ بهما العيسوية وهم
أصأحاب أبي عيسى الصأفهاني المعترفون ببعثة نبينا عليه الصلة والسلم إلى
بني إسإماعيل خاصأة وهم العرب) .وسإماه أبو مسلم( :الصأفهاني من المعتزلة
)تخصيصا( وإن كإان في الواقع نسخا لنه قصر للحكم على بعض الزمان فهو
تخصيص في الزمان ،كإالتخصيص في الشخاص حتى قيل :إن هذا منه خلفّ
في وقوع النسخ) .فالخلف( في نفيه النسخ )لفظي( :لن تسميته له تخصيصا
يتضمن اعترافه به إذ ل يليق به إنكاره كإيف وشريعة نبينا مخالفة في كإثير
لشريعة من قبله فعنده ما كإان مغبا في علم الله تعالى ،فهو كإالمغيا في
وي بين قوله تعالى} :وأتموا الصيام إلىاللفظ ،ويسمى الكل تخصيصا فيس ّ
ً
الليل{ وبين :صأوموا مطلقا مع علمه تعالى بأنه سإينزل ل تصوموا ليل وعند
غيره يسمى الول تخصيصا والثاني نسخا) .والمختار أن نسخ حكم أصأل ل
يبقى معه حكم فرعه( لنتفاء العلة التي ثبت بها بانتفاء حكم الصأل ،وقالت
الحنفية :يبقى لن القياس مظهر له ل مثبت) .و( المختار )أن كإل شرعي يقبل
النسخ( :فيجوز نسخ كإل التكاليف وبعضها حتى وجوب معرفة الله تعالى،
ومنعت المعتزلة والغزالي نسخ كإل التكاليف لتوقف العلم به المقصود منه
على معرفة النسخ والناسإخ ،وهي من التكاليف ل يتأتى نسخها .قلنا :مسلم
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
ذلك لكن بحصولها ينتهي التكليف بها فيصدق أنه لم يبق تكليف فل خلفّ في
المعنى ،ومنعت المعتزلة أيضا نسخ وجوب معرفة الله تعالى ،لنها عندهم
حسنة لذاتها ل تتغير بتغير الزمان فل يقبل حكمها النسخ .قلنا :الحسن الذاتي
باطل كإما مر.
)ولم يقع نسخ كإل التكاليف ووجوب المعرفة( :أي معرفة الله تعالى) .إجماعا(
فعلم أن الخلفّ السابق إنما هو في الجواز أي العقلي )و( المختار )أن الناسإخ
قبل تبليغ النبي( صألى الله عليه وسإّلم) .المة( له وبعد بلوغه لجبريل )ل يثبت(
حكمه )في حقهم( :لعدم علمهم به ،وقيل يثبت بمعنى اسإتقراره في الذمة ل
بمعنى المتثال كإما في النائم ،أما بعد التبليغ فيثبت في حق من بلغه وكإذا من
لم يبلغه إن تمكن من علمه ،وإل فعلى الخلفّ) .و( المختار وهو ما عليه
الجمهور )أن زيادة جزء أو شرط أو صأفة على النص( :كإزيادة ركإعة أو ركإوع أو
غسل سإاق أو عضد في الوضوء أو إيمان في رقبة الكفارة أو جلدات في جلد
د) .ليست بنسخ( للمزيد عليه ،وقالت الحنفية :إنها نسخ ومثار الخلفّ أنها ح ّ
هل رفعت حكما شرعيا ،فعندنا ل ،وعندهم نعم .نظرا إلى أن المر بما دونها
اقتضى تركإها فهي رافعة لذلك المقتضى .قلنا :ل نسلم اقتضاء تركإها بل
المقتضى له غيره ،وبنوا على ذلك أنه ل يعمل بأخبار الحاد في زيادتها على
القرآن كإزيادة التغريب على الجلد الثابتة بخبر الصحيحين» :البكر بالبكر جلد
مائة وتغريب عام« بناء على أن المتواتر ل ينسخ بالحاد) .وكإذا نقصه( :أي
نقص جزء أو شرط أو صأفة من مقتضى النص كإنقص ركإعة أو وضوء أو اليمان
في رقبة الكفارة ،فقيل إنه نسخ لها إلى الناقص لجوازه أو وجوبه بعد تحريمه.
وقال الجمهور :ل .والنسخ إنما هو للجزء أو الشرط أو الصفة فقط ،لنه الذي
يتركّ وقبل نقص الجزء نسخ بخلفّ نقص الشرط والصفة والتصريح بذكإرها
من زيادتي ،وبما تقرر علم أنه ل فرق في ذلك بين العبادة وغيرها ،وخرج
بزيادتي أول ً الجزء والشرط والصفة غيرها كإعبادة مستقلة ،سإواء أكإانت
مجانسة كإصلة سإادسإة أمل .كإزيادة الزكإاة على الصلة فليست نسخا في
الثانية إجماعا ول في الولى عند الجمهور.
)خاتمة( :للنسخ يعلم بها الناسإخ من المنسوخ )يتعين الناسإخ( لشيء )بتأخره(
عنه )ويعلم( تأخره )بالجماع( :على أنه متأخر عنه أو أنه ناسإخ له )وقول
النبي( صألى الله عليه وسإّلم) :هذا ناسإخ( لذاكّ )أو( هذا ) بعد ذاكّ( أو سإابق
عليه )أو كإنت نهيتـ(ـكم )عن كإذا فافعلوه أو نصه على خلفّ النص الول( :أي
أن يذكإر الشيء على خلفّ ما ذكإره فيه أّول ً )أو قول الراوي هذا متأخر( عن
ذاكّ أو سإابق عليه ،وهو الذي ذكإره الصأل ،فيكون ذاكّ فيه متأخرا )ل بموافقة
أحد النصين للصأل( :أي البراءة الصألية فل يعلم التأخر بها في الصأح ،وقيل
يعلم لن الصأل مخالفة الشرع لها ،فيكون المخالف سإابقا على الموافق .قلنا:
مسلم لكنه ليس بلزم لجواز العكس )و( ل )ثبوت إحدى آيتين في المصحف(:
بعد الخرى ،فل يعلم التأخرية في الصأح ،وقيل يعلم لن الصأل موافقة الوضع
للنزول .قلنا :لكنه غير لزم لجواز المخالفة كإما مر في آيتي عدة الوفاة) .و( ل
)تأخر إسإلم الراوي( :لمرويه عن إسإلم الراوي للخر فل يعلم التأخر به في
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
دم السإلم بعد متأخره ،وقيل يعلم لنه الظاهر. الصأح ،لجواز أن يسمع متق ّ
قلنا :لكنه بتقدير تسليمه غير لزم لجواز العكس كإما مر) .و( ل )قوله( أي
الراوي) :هذا ناسإخ( فل يكون ناسإخا )في الصأح( .وقيل :يكون وعليه
دثون لنه لعدالته ل يقول ذلك إل إذا ثبت عنده .قلنا :ثبوته عنده يجوز أن
المح ّ
يكون باجتهاد ل يوافق عليه) .ل( بقوله هذا )الناسإخ( :لما علم أنه منسوخ
وجهل ناسإخه فيعلم به أنه ناسإخ له لضعف احتمال كإونه حينئذ عن اجتهاد.
)وهي أقوال النبي( صألى الله عليه وسإّلم )وأفعاله( :ومنها تقريره لنه كإف عن
النكار والكف فعل كإما مر ،وتقدمت مباحث القوال التي تشركّ فيها السنة
الكتاب ،من المر والنهي وغيرهما ،والكلم هنا في غير ذلك ولتوقف حجية
السنة على عصمة النبي بدأت كإالصأل بها مع عصمة سإائر النبياء زيادة للفائدة
فقلت) :النبياء( عليهم الصلة والسلم )معصومون حتى عن صأغيرة سإهوا( فل
يصدر عنهم ذنب ل كإبيرة ول صأغيرة ل عمدا ول سإهوا.
فإن قلت :يشكل بأنه صألى الله عليه وسإّلم سإها في صألته حيث نسي فصلى
الظهر خمسا وسإلم في الظهر أو العصر عن ركإعتين وتكلم .قلت :ل إشكال
على قول الكإثر التي ،ويدل له خبر البخاري» :إني أنسى كإما تنسون فإذا
نسيت فذكإروني« وأما على القول المذكإور ،فيجاب عنه بأن المنع من السهو
معناه المنع من اسإتدامته ل من ابتدائه ،وبأن محله في القول مطلقا .وفي
الفعل إذا لم يترتب عليه حكم شرعي بدليل الخبر المذكإور ،لنه صألى الله عليه
وسإّلم بعث لبيان الشرعيات ،ثم رأيت القاضي عياضا ذكإر حاصأل ذلك ،ثم قال:
إن السهو في الفعل في حقه صألى الله عليه وسإّلم غير مضاد ّ للمعجزة ول
قادح في التصديق ،والكإثر على جواز صأدور الصغيرة عنهم سإهوا ،إل الدالة
على الخسة كإسرقة لقمة والتطفيف بتمرة ،وينبهون عليها لو صأدرت ،وإذا
تقرر أن نبينا معصوم كإغيره من النبياء.
)فل يقر نبينا( محمد صألى الله عليه وسإّلم )أحدا على باطن فسكوته ولو غير
مستبشر على الفعل مطلقا( :بأن علم به في الصأح وقيل إل فعل من يغريه
النكار بناء على سإقوط النكار عليه ،وقيل :إل الكافر بناء على أنه غير مكلف
بالفروع ،وقيل إل الكافر غير المنافق) .دليل الجواز للفاعل( بمعنى الذن له
فيه ،لن سإكوته صألى الله عليه وسإّلم على الفعل تقرير له) .ولغيره في
م .قلنا :هو كإالخطاب الصأح( .وقيل :ل لن السكوت ليس بخطاب حتى يع ّ
فيعم) .وفعله( صألى الله عليه وسإّلم )غير مكروه( بالمعنى الشامل للمحرم
ولخلفّ الولى لعصمته ،ولقلة وقوع المكروه وخلفّ الولى من التقى من
أمته ،فكيف يقع منه ول ينافيه وقوع المكروه لنا منه بيانا لجوازه ،لنه ليس
مكروها حينئذ ،بل واجب) .وما كإان( من أفعاله )جبليا( :أي واقعا بجهة جبلة
البشر أي خلقتهم كإقيامه وقعوده وأكإله وشربه) .أو مترددا( بين الجبلي
والشرعي كإحجه راكإبا وجلسته للسإتراحة) .أو بيانا( :كإقطعة السارق من
الكوع بيانا لمحل القطع في آية السرقة )أو مخصصا به( :كإزيادته في النكاح
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
على أربع نسوة )فواضح( :أن الرابع لسنا متعبدين به على الوجه الذي تعبد هو
به وأن غيره دليل في حقنا ،لنه صألى الله عليه وسإّلم بعث لبيان الشرعيات
فيباح لنا في الول ،وقيل يندب ويندب في الثاني ،وقيل يباح ويندب أو يجب أو
يباح بحسب المبين في الثالث) .وما سإواه( :أي سإوى ما ذكإر في فعله) .إن
علمت صأفته( من وجوب أو ندب أو إباحة )فأمته مثله( في ذلك) .في الصأح(:
عبادة كإان أول .وقيل مثله في العبادة فقط ،وقيل ل مطلقا بل كإمجهول الصفة
وسإيأتي) .وتعلم( صأفة فعله أي من حيث هو ل بقيد كإونه سإوى ما ذكإر ،فل
يشكل بذكإر البيان هنا مع ذكإره قبل) .بنص( عليها كإقوله :هذا واجب مثلً.
)وتسوية بمعلوم الجهة( :كإقوله هذا الفعل مساوٍ لكذا في حكمه وقد علمت
جهته) .ووقوعه بيانا أو امتثال ً لدال على وجوب أو ندب أو إباحة( :فيكون
حكمه
)وإذا تعارض الفعل والقول( أي تخالفا بتخالف مقتضيهما )ودل دليل على تكرر
مقتضاه( أي القول) .فإن اختص( القول )به( صألى الله عليه وسإّلم ،كإأن قال:
ي صأوم عاشوراء في كإل سإنة ،وأفطر في سإنة بعد القول أو قبله. يجب عل ّ
)فالمتأخر( من الفعل ،والقول بأن علم )ناسإخ( للمتقدم منهما في حقه ،فإن
لم يدل دليل على تكرر ما ذكإر في هذا القسم وقسيميه الثنين ،فل نسخ لكن
في تأخر الفعل ل في تقدمه لدللته على الجواز المستمّر) .فإن جهل( المتأخر
منهما) .فالوقف( عن ترجيح أحدهما على الخر في حقه إلى تبين التاريخ )في
الصأح( لسإتوائهما في احتمال تقدم كإل منهما على الخر ،وقيل يرجح القول،
وعزى إلى الجمهور لنه أقوى دللة من الفعل لوضعه لها .والفعل إنما يدل
بقرينة لن له محامل ،وقيل يرجح الفعل لنه أقوى بيانا بدليل أنه يبين به
القول .قلنا :البيان بالقول أكإثر ،ولو سإلم تساويهما ،لكن البيان بالقول أقوى
دللة كإما مر ،ولنه ل يختص بالموجود المحسوس ،ولن دللته متفق عليها
بخلفّ الفعل في ذلك) .ول تعارض( في حقنا حيث دل دليل على تأسإينا به في
ص( القول )بنا( :كإأن قال :يجب عليكم الفعل لعدم تناول القول لنا) .وإن اخت ّ
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
صأوم عاشوراء إلى آخر ما مّر) .فل تعارض فيه( :أي في حقه صألى الله عليه
وسإّلم بين الفعل والقول لعدم تناوله له) .وفينا المتأخر( منهما بأن علم
ل دليل على تأسإينا( به في الفعل )فإن جهل( المتأخر )ناسإخ( للمتقدم) .إن د ّ
)عمل بالقول في الصأح( :وقيل بالفعل ،وقيل الوقف لما مّر ،وإنما اختلف
التصحيح في المسألتين لنا متعبدون فيما يتعلق بنا بالعلم بحكمه لنعمل به
بخلفّ ما يتعلق به ،إذ ل ضرورة إلى الترجيح فيه ،فإن لم يدل دليل على تأسإينا
به في الفعل فل تعارض في حقنا لعدم ثبوت حكم الفعل في حقنا) .وإن عمنا
ي وعليكم صأوم عاشوراء إلى آخر ما مّر. وعمه( القول كإأن قال :يجب عل ّ
)فحكمهما( أي الفعل والقول) .كإما مّر( من أن المتأخر منهما إن
الكلم في الخبار
بفتح الهمزة جمع خبر وهو يطلق على صأيغته وعلى معناها ،وهو المعنى القائم
بالنفس ،ولما كإان الخبر مما يصدق به المركإب بدأت كإالصأل به تكثيرا للفائدة
فقلت) :المركإب( من اللفظ )إما مهمل( :بأن ل يكون له معنى) .وليس
موضوعا( اتفاقا) ،وهو موجود في الصأح( ،كإمدلول لفظ الهذيان فإنه لفظ
مركإب مهمل كإضرب من الهوس أو غيره مما ل يقصد به الدللة على شيء،
ونفاه المام الرازي قائلً :إن التركإيب إنما يصار إليه للفادة ،فحيث انتفت
انتفى فمرجع خلفه إلى أن مثل ما ذكإر ل يسمى مركإبا) .أو مستعمل( ،بأن
يكون له معنى )والمختار أنه موضوع( :أي بالنوع ،وقيل :ل .والموضوع
مفرداته والمركإب المستعمل المفيد يعبر عنه بالكلم) .والكلم اللساني لفظ
تضمن إسإنادا مفيدا مقصودا لذاته( :فخرج الخط والرمز والعقد والشارة
والنصب والمفرد كإزيد وغير المفيد كإالنار حاّرة ،وتكلم رجل ورجل يتكلم ،وغير
المقصود كإالصادر من نائم ،والمقصود لغيره كإصلة الموصأول نحو :جاء الذي
قام أبوه ،فإنها مفيدة بالضم إليه مع ما معه مقصودة ليضاح معناه )و( الكلم
)النفساني معنى في النفس( :أي قام بها) .يعبر عنه باللساني( :أي بما
صأدقاته ،وهذا من زيادتي) .والصأح عندنا أنه( :أي الكلم )مشتركّ( بين
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
اللساني والنفساني ،لن الصأل في الطلق الحقيقة .قال المام الرازي:
وعليه المحققون منا .وقيل :إنه حقيقة في النفساني مجاز في اللساني،
واختاره الصأل قال الخطل:
ن الكلم لفي الفؤاد وإنما
إ ّ
جعل اللسان على الفؤاد دليل
وقالت المعتزلة :إنه حقيقة في اللساني لتبادره إلى الذهان دون النفساني
الذي أثبته الشاعرة دون المعتزلة .ويجاب عما قاله الخطل بأن مراده الكلم
الصألي ،فالكلم اللساني ليس أصأليا ،وإن كإان حقيقة ،ودليل ً على الصأل،
وعما قاله المعتزلة بأن تبادر الشيء وإن كإان علمة للحقيقة ل بمنع كإون ما
انتفى فيه التبادر حقيقة أيضا ،لن العلمة ل يشترط فيها النعكاس ،والنفساني
منسوب إلى النفس بزيادة ألف ونون للدللة على العظمة ،كإما في قولهم:
شعراني لعظيم الشعر.
)مسألة :الخبر( :بالنظر لمور خارجة عنه) .إما مقطوع بكذبه( إما )قطعا
كإالمعلوم خلفه( إما )ضرورة( نحو النقيضان يجتمعان أو يرتفعان) .أو
ي صألى الله عليهاسإتدللً( كإقول الفلسفي :العالم قديم وكإبعض المنسوب للنب ّ
ي فإن كإان قاله فل بد ّ من وقوعه ،وإلوسإّلم لنه روى عنه أنه قال :سإيكذب عل ّ
وهو الواقع فإنه غير معروفّ فقد كإذب به عليه ،وهذا المثال جعل فيه الصأل
خلفا وليس بمعروفّ ،بل صأرح السإنوي فيه بالقطع.
)وكإل خبر( عنه صألى الله عليه وسإّلم )أوهم باطلً( أي أوقعه في الوهم أي
الذهن) .ولم يقبل تويل ً فـ(ـهو إما )موضوع( :أي مكذوب عليه صألى الله عليه
وسإّلم لعصمته كإما روي أنه تعالى خلق نفسه فهو كإذب ليهامه باطل ً وهو
حدوثه ،وقد دل العقل القاطع على أنه تعالى منزه عن الحدوث) .أو نقص منه(
من جهة راويه )ما يزيل الوهم( :الحاصأل بالنقصان منه كإما في خبر الصحيحين
عن ابن عمر قال :صألى بنا النبي صألى الله عليه وسإّلم صألة العشاء في آخر
حياته ،فلما سإلم قام فقال» :أرأيتكم ليلتكم هذه على رأس مائة سإنة منها ل
يبقى ممن هو اليوم على ظهر الرض أحد« .قال ابن عمر :فوهل الناس في
مقالته أي غلطوا في فهم المراد منها حيث لم يسمعوا لفظة اليوم ،ويوافقه
فيها خبر مسلم عن أبي سإعيد :ل تأتي مائة سإنة وعلى الرض نفس منفوسإة
اليوم« .وقوله :منفوسإة أي موثوقة احترز به عن الملئكة )وسإبب وضعه( أي
الخبر )نسيان( من الراوي لمرويه ،فيذكإر غيره ظانا أنه مرويه) .أو تنفير(:
كإوضع الزنادقة أخبارا تخالف العقول تنفيرا لعقلء عن شريعته المطهرة،
وقولي أو تنفير أولى من قوله أو افتراء ،لن الفتراء قسم من الوضع ل سإبب
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
له) .أو غلط( من الراوي بأن يسبق لسانه إلى غير مرويه ،أو يضع مكانه ما
دي معناه أو يروي ما يظنه حديثا) .أو غيرها( كإما في وضع بعضهمن أنه يؤ ّ
يظ ّ
أخبارا في الترغيب في الطاعة والترهيب عن المعصية) .أو( مقطوع بكذبه
دعي الرسإالة()في الصأح كإخبر م ّ
أي أنه رسإول عن الله إلى الناس) .بل معجزة( تبين صأدقه )و( ل )تصديق
الصادق( له ،لن الرسإالة عن الله على خلفّ العادة والعادة تقضي بكذب من
دعيدعي ما يخالفها بل دليل ،وقيل ل يقطع بكذبه لتجويز العقل صأدقه ،أما م ّ ي ّ
النبوة أي اليحاء إليه فقط فل يقطع بكذبه ،كإما قاله إمام الحرمين ،وظاهر أن
محله قبل نزول :أنه صألى الله عليه وسإّلم خاتم النبيين ،أما بعده فيقطع بكذبه
لقيام الدليل القاطع على أنه خاتم النبيين ،وقولي وتصديق أولى من قوله أو
تصديق ليهامه أنه ل بد مع المعجزة من تصديق نبي له وليس كإذلك) .وخبر
نقب( بضم أّوله وتشديد ثانيه وكإسره أي :فتش )عنه( في كإتب الحديث )ولم
يوجد عند أهله( من الرواة لقضاء العادة بكذب ناقله ،وقيل ل يقطع بكذبه
لتجويز العقل صأدق ناقله ،وهذا بعد اسإتقرار الخبار ،أما قبله كإما في عصر
الصحابة فلحدهم أن يروي ما ليس عند غيره كإما قاله المام الرازي.
)وما نقل آحادا فيما تتوفر الدواعي على نقله( تواترا ،إما لغرابته كإسقوط
الخطيب عن المنبر وقت الخطبة ،أو لتعلقه بأصأل ديني كإالنص على إمامة
علي رضي الله عنه في قوله صألى الله عليه وسإّلم له» :أنت الخليفة من
بعدي« فعدم تواتره دليل على عدم صأحته .وقالت الرافضة :ل يقطع بكذبه
لتجويز العقل صأدقه) .وإما( مقطوع )بصدقه كإخبر الصادق( :أي الله تعالى
لتنزهه عن الكذب ورسإوله لعصمته عنه) .وبعض المنسوب للنبي( صألى الله
عليه وسإّلم وإن لم نعلم عينه )والمتواتر( معنى أو لفظا) .وهو( أي المتواتر
)خبر جمع يمتنع( عادة )تواطؤهم( :أي توافقهم )على الكذب عن محسوس( ل
عن معقول لجواز الغلط فيه كإخبر الفلسإفة بقدم العالم ،فإن اتفق الجمع
المذكإور في اللفظ ،والمعنى فهو لفظي ،وإن اختلفوا فيهما مع وجود معنى
كإلي فهو معنوي ،كإما لو أخبر واحد عن حاتم بأنه أعطى دينارا وآخر بأنه أعطى
فرسإا وآخر بأنه أعطى بعيرا وهكذا .فقد اتفقوا على معنى كإلي وهو العطاء.
وعن محسوس متعلق بخبر) :وحصول العلم( من خبر بمضمونه )آية( أي
علمة )اجتماع شرائطه( :أي المتواتر في ذلك الخبر .أي المور المحققة له،
وهي كإما يؤخذ من تعريفه كإونه خبر جمع ،وكإونهم بحيث يمتنع تواطؤهم على
الكذب وكإونه عن محسوس) .ول تكفي الربعة( في عدد الجمع المذكإور
لحتياجهم إلى التزكإية فيما لو شهدوا بالزنا فل يفيد قولهم العلم) .والصأح أن
ما زاد عليها()أن العلم فيه( :أي في المتواتر )ضروري( :أي يحصل عند سإماعه
من غير احتياج إلى نظر لحصوله لمن ل يتأتى منه النظر كإالبله والصبيان ،وقيل
دمات حاصألة عند السامع ،وهي ما مر من نظري بمعنى أنه متوقف على مق ّ
المور المحققة لكون الخبر متواترا ل بمعنى الحتياج إلى النظر عقب السماع،
دمات ل ينافي فل خلفّ في المعنى في أنه ضروري ،إذ توقفه على تلك المق ّ
كإونه ضروريا.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
)ثم إن أخبروا( أي أهل الخبر المتواتر كإلهم )عن محسوس لهم( :بأن كإانوا
طبقة واحدة )فذاكّ( أي إخبارهم عن محسوس لهم واضح في حصول التواتر
)وإل( :أي وإن لم يخبروا كإلهم عن محسوس لهم بأن كإانوا طبقات فلم يخبر
عن محسوس إل الطبقة الولى منهم )كإفى( في حصول التواتر )ذلك( :أي
إخبار الولى عن محسوس لها مع كإون كإل طبقة من غيرهاجمعا يؤمن
تواطؤهم على الكذب كإما علم مما مر ،بخلفّ ما لو لم يكونوا كإذلك فل يفيد
خبرهم التواتر ،وبهذا بان أن المتواتر في الطبقة الولى قد يكون آحادا فيما
بعدها كإما في القراءات الشاذة ،وتعبيري بثم إلى آخره أولى من تعبيره بما
ذكإره ،كإما ل يخفى على المتأمل ،وقد أوضحت ذلك في الحاشية) .و( الصأح
)أن علمه( :أي المتواتر أي العلم الحاصأل منه )لكثرة العدد( في راويه )متفق(
للسامعين له فيجب حصوله لكل منهم) .وللقرائن( الزائدة على أقل العدد
الصالح له بأن تكون لزمة له من أحواله المتعلقة به أو بالمخبر به أو بالمخبر
عنه) .قد يختلف( فيحصل لزيد دون غيره من السامعين لن القرائن قد تقوم
عند شخص دون آخر ،أما الخبر المفيد للعلم بالقرائن المنفصلة عنه فليس
بمتواتر ،وقيل يجب حصول العلم من المتواتر مطلقا ،لن القرائن في مثل
ذلك ظاهرة ل تخفى على السامع ،وقيل ل يجب ذلك مطلقا بل قد يحصل لكل
منهم ولبعضهم فقط لجواز أن ل يحصل لبعض بكثرة العدد كإالقرائن) .و(
الصأح )أن الجماع على وفق خبر( ل يدل على صأدقه في نفس المر مطلقا
لحتمال أن يكون للجماع مستند آخر ،وقيل يدل عليه مطلقا لن الظاهر
اسإتناد المجمعين إليه لعدم ظهور مستند غيره ،وقيل يدل إن تلقوه بالقبول
بأن تعرضوا للسإتناد إليه ،وإل فل يدل لجواز اسإتنادهم إلى غيره) .و( الصأح أن
)بقاء خبر تتتوفر الدواعي على إبطاله( :بأن لم يبطله ذوو الدواعي مع
سإماعهم له آحادا ل يدل على صأدقه ،وقل يدل عليه للتفاق على قبوله حينئذ.
قلنا :التفاق على قبوله إنما يدل
على ظنهم صأدقه ،ول يلزم منه صأدقه في نفس المر مثاله قوله صألى الله
عليه وسإّلم لعلي رضي الله عنه» :أنت مني بمنزلة هارون من موسإى إل أنه ل
نبي بعدي« رواه الشيخان .فإن دواعي بني أمية وقد سإمعوه متوفرة على
إبطاله لدللته على خلفة علي رضي الله عنه كإما قيل كإخلفة هارون عن
موسإى بقوله :اخلفني في قومي وإن مات قبله ،ولم يبطلوه وأجوبة ذلك
مذكإورة في كإتب أصأول الدين.
في الول ،وتأخير البيان عن وقت الحاجة في الثاني ،وفي الدنيوي أنه إذا كإان
كإذبا ولم يعلم به النبي يعلمه الله به عصمة له عن أن يقر أحدا على كإذب ،أما
إذا وجد حامل على ما ذكإر كإأن كإان المخبر ممن يعاند ول ينفع فيه النكار فل
يكون صأادقا قطعا.
)وأما مظنون الصدق فخبر الواحد وهو ما لم ينته إلى التواتر( :سإواء أكإان
راويه واحدا أم أكإثر أفاد العلم بالقرائن المنفصلة أو ل) .ومنه( أي خبر الواحد
)المستفيض وهو الشائع( بين الناس )عن أصأل( بخلفّ الشائع ل عن أصأل )قد
يسمى( المستفيض )مشهورا( :فهما بمعنى ،وقيل المشهور بمعنى المتواتر،
دثين هو أعم من المتواتر. وقيل قسم ثالث غير المتواتر والحاد ،وعند المح ّ
ل عدد راويه )اثنان( :وهو قول الفقهاء) .وقيل ما )وأقله( :أي المستفيض أي أق ّ
زاد على ثلثة( :وهو قول الصأوليين ،وقيل ثلثة وهو قول المحدثين.
)مسألة :الصأح أن خبر الواحد يفيد العلم بقرينة( :كإما في إخبار رجل بموت
ولده المشرفّ على الموت مع قرينة البكاء وإحضار الكفن والنعش ،ول
يشترط في الواحدة العدالة تعويل ً على القرينة ،وقيل ل يفيد العلم مطلقا،
وعليه الكإثر .واختاره صأاحب الصأل في شرح المختصر ،وقيل يفيده مطلقا
بشرط العدالة لنه حينئذ يجب العمل به كإما سإيأتي ،وإنما يجب العمل بما يفيد
العلم لقوله تعالى} :ول تقف ما ليس لك به علم{} ،إن يتبعون إل الظن{ نهى
عن اتباع غير العلم وذم على اتباع الظن .قلنا :ذاكّ فيما المطلوب فيه العلم
من أصأول الدين كإوحدانية الله تعالى لما ثبت من وجود العمل بالظن في
الفروع ،وقيل يفيد علما نظريا إن كإان مستفيضا جعله قائله واسإطة بين
المتواتر المفيد للعلم الضروري والحاد المفيد للظن) .ويجب العمل به( :أي
بخبر الواحد )في الفتوى والشهادة( :أي ما يفتي به المفتي ويشهد به الشاهد
بشرطه ،وفي معنى الفتوى الحكم )إجماعا .وفي باقي المور الدينية والدنيوية
ح( :وإن عارضه قياس كإالخبار بدخول وقت الصلة أو بتنجس الماء في الصأ ّ
وكإإخبار طبيب أو غيره بمضرة شيء أو نفعه ،وقيل يمتنع العمل به مطلقا لنه
إنما يفيد الظن ،وقد نهى عن اتباعه كإما مر .قلنا :تقدم جوابه آنفا .وقيل يمتنع
العمل به في الحدود لنها تدرأ بالشبهة واحتمال الكذب في الحاد شبهة .قلنا:
ل نسلم أنه شبهة على أنه موجود في الشهادة أيضا ،وقيل يمتنع فيما تعم به
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
البلوى أو خالفه راويه أو عارضه قياس ،ولم يكن راويه فقيها وقيل غير ذلك،
وإذا قلنا بأنه يجب العمل به فيجب) .سإمعا( :لنه صألى الله عليه وسإّلم كإان
يبعث الحاد إلى القبائل والنواحي لتبليغ الحكام ،فلول أنه يجب العمل بخبرهم
لم يكن لبعثهم فائدة) .قيل وعقلً( أيضا .وهو أنه لو لم يجب العمل به لتعطلت
وقائع الحكام المروية بالحاد ول سإبيل إلى القول بذلك وترجيح الول من
زيادتي.
)مسألة :المختار أن تكذيب الصأل الفرع( :فيما رواه عنه) .وهو جازم( به .كإأن
قال :رويت هذا عنه .فقال ما رويته له) .ل يسقط مرويه( عن القبول وقيل
يسقطه ،لن أحدهما كإاذب ،ويحتمل أن يكون هو الفرع فل يثبت مرويه ،قلنا:
يحتمل نسيان الصأل له بعد روايته للفرع فل يكون واحد منهما بتكذيب الخر له
د( :لن كإل ً منهما يظن أنه صأادق مجروحا) .لنهما لو اجتمعا في شهادة لم تر ّ
والكذب على النبي في ذلك بتقدير إنما يسقط العدالة إذا كإان عمدا ،وإذا لم
يسقط مروي الفرع بتكذيب الصأل له فبشكه في أنه رواه له أو ظنه أنه ما
رواه له أولى ،وعليه الكإثر كإما صأرح به الصأل ،وقيل يسقط به قياسإا على
نظيره في شهادة الفرع على شهادة الصأل .قلنا :باب الشهادة أضيق إذ يعتبر
فيه الحرية والذكإورة وغيرهما ودخل بقيد وهو جازم ما لو جزم الصأل بنفي
الرواية أو ظنه أو شك فيه ،وخرج به ما لو شك الفرع في الرواية أو ظنها
ن الصأل نفيها أو شك فيه .وبما تقرر فيسقط مرويه إل إن ظنها الفرع مع ظ ّ
علم أن صأور الجزم والظن والشك من الصأل والفرع تسع ،وأن المروي
يسقط في أربع منها دون البقية) .وزيادة العدل( :فيما رواه على غيره من
العدول )مقبولة إن لم يعلم اتحاد المجلس بأن علم تعدده( :لجواز أن يكون
النبي ذكإرها في مجلس وسإكت عنها في آخر ،أو لم يعلم تعدده ول اتحاده ،لن
الغالب في مثل ذلك التعدد) .وإل( :أي وإن علم اتحاده )فالمختار المنع( أي
م الفاء أشهر من منع قبولها) .إن كإان غيره( :أي غير من زاد )ل يغفل( :بض ّ
فتحها) .مثلهم عن مثلها عادة أو كإانت الدواعي تتوفر على نقلها( :وإل قبلت،
وقيل ل تقبل مطلقا لجواز خطأ من زاد فيها .وقيل تقبل مطلقا ،وهو ما اشتهر
عن الشافعي ،ونقل عن جمهور الفقهاء والمحدثين لجواز غفلة من لم يزد
عنها ،وقيل إن كإان غير من زاد ل يغفل مثلهم عن مثلها عادة لم تقبل وإل
قبلت ،وقيل بالوقف عن
قبولها وعدمه) .فإن كإان الساكإت( عنها فيما إذا علم اتحاد المجلس) .أضبط(
ممن ذكإرها) .أو سإّرح بنفيها على وجه يقبل( .كإأن قال ما سإمعتها )تعارضا(:
أي خبر الزيادة وخبر عدمها بخلفّ ما إذا نفاها على وجه ل يقبل بأن محض
النفي فقال :لم يقلها النبي صألى الله عليه وسإّلم ،.فإنه ل أثر لذلك.
)والصأح أنه لو رواها( الراوي )مرة وتركإـ(ـها )أخرى أو انفرد( بها )واحد عن
واحد( فيما روياه )قبلت( .وإن علم اتحاد المجلس لجواز السهو في التركّ في
الولى ،ولن مع راويها زيادة علم في الثانية ،وقيل ل يقبل لجواز الخطأ فيها
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
في الولى ولمخالفة رفيقه في الثانية ،وقيل بالوقف في الولى وقياسإه يأتي
في الثانية) .و( الصأح )أنه إن غيرت( زيادة العدل )إعراب الباقي تعارضا( :أي
الخبران لختلفّ المعنى حينئذ كإما لو روي في خبر :فرض رسإول الله صألى
الله عليه وسإّلم زكإاة الفطر صأاعا من تمر نصف صأاع ،وقيل تقبل الزيادة كإما
إذا لم يتغير العراب) .و( الصأح )أن حذفّ بعض الخبر جائز إل أن يتعلق به
الباقي( .فل يجوز حذفه اتفاقا لخلله بالمعنى المقصود كإأن يكون غاية أو
ل ،وقيل مستثنى بخلفّ ما ل يتعلق به الباقي فيجوز حذفه ،لنه كإخبر مستق ّ
م فائدة تفوت بالتفريق مثاله .قوله صألى الله عليه لحتمال أن يكون للض ّ
وسإّلم في البحر» :هو الطهور ماؤه الحل ميتته« .إذ قوله الحل ميتته ل تعلق
له بما قبله) .ولو أسإند وأرسإلوا( :أي أسإند الخبر إلى النبي واحد ووقف الباقون
على الصحابي أو من دونه )فكالزيادة( :أي فالسإناد أو الرفع كإالزيادة فيما مّر
من التفصيل والخلفّ وغيرهما .ومعلوم أن التفصيل بين ما تتوفر الدواعي
على نقله ،ول تتوفر ل يمكن مجيئه هنا وتعدد مجلس السماع من الشيخ هنا
م )وإذا حمل صأحابي مرويه على أحد محمليه كإتعدد مجلس السماع من النبي ث ّ
حمل عليه إن تنافيا( كإالقرء يحمله على الطهر أو الحيض ،لن الظاهر أنه إنما
حمله
عليه لقرينة ،وتوقف الشيخ أبو إسإحاق الشيرازي فقال :فيه نظر أي لحتمال
أن يكون حمله لموافقة رأيه ل لقرينة وخرج بالصحابي غيره ،وقيل مثله
التابعي ،والفرق على الصأح أن ظهور القرينة للصحابي أقرب) .وإل( أي وإن
لم يتنافيا )فكالمشتركّ في حمله على معنييه( :وهو الصأح كإما مّر فيحمل
المروي على محمليه ول يختص بحمل الصحابي إل على القول بمنع حمل
المشتركّ على معنييه) .فإن حمله( :أي حمل الصحابي مرويه فيما لو تنافى
المحملن )على غير ظاهره( كإأن حمل اللفظ على معناه المجازى دون
الحقيقي )حمل على ظاهره في الصأح( اعتبارا بالظاهر ،وفيه وفي أمثاله قال
الشافعي :كإيف أتركّ الحديث بقول من لو عاصأرته لحججته ،وقيل يحمل على
حمله مطلقا لنه لم يفعله إل لدليل .قلنا :في ظنه وليس لغيره اتباعه فيه،
وقيل يحمل عليه إن فعله لظنه أنه قصد النبي صألى الله عليه وسإّلم من قرينة
شاهدها .قلنا :ظنه ذلك ليس لغيره اتباعه فيه لن المجتهد ل يقلد مجتهدا فإن
ذكإر دليل ً عمل به ،أما إذا لم يتنافيا فظاهر حمله على حقيقته ومجازه بناء على
الراجح من اسإتعمال اللفظ فيهما.
)مسألة :ل يقبل( :في الرواية )مختل( في عقله كإجنون وإن تقطع جنونه
وكإمفيق من جنونه وأثر في زمن إفاقته إذ ل يمكنه التحرز عن الخلل ،وتعبيري
بمختل أعم من تعبيره بمجنون) .و( ل )كإافر( وإن علم منه التدين والتحرز عن
ي(
الكذب ،إذ ل وثوق به في الجملة مع شرفّ منصب الرواية عنه) .وكإذا صأب ّ
يميزه )في الصأح( .إذ ل وثوق به لنه لعلمه بعدم تكليفه قد ل يحترز عن
الكذب ،وقيل يقبل إن علم منه التحرز عنه ،أما غير المميز فل يقبل قطعا
كإالمجنون) .والصأح أنه يقبل صأبي( مميز )تحمل فبلغ فأدى( ما تحمله لنتفاء
المحذور السابق ،وقيل ل .إذ الصغر مظنة عدم الضبط ويستمر المحفوظ
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
دى أو فاسإق فتاب فأدى قبل) .و( الصأح أنهبحاله ،ولو تحمل كإافر فسلم فأ ّ
يقبل )مبتدع يحرم الكذب وليس بداعية ول يكفر ببدعته( :لمنه من الكذب مع
تأويله في البتداع بخلفّ من ل يحرم الكذب أو يكون داعية بأن يدعو الناس
إلى بدعته أو يكفر ببدعته كإمنكر حدوث العالم والبعث ،وعلم الله بالمعدوم
وبالجزئيات فل يقبل واحد من الثلثة ،وممن رجحه في الثاني ابن الصلح
والنووي .وقال ابن حبان :ل أعلم فيه اختلفا وقيل .يقبل ممن يحرم الكذب،
وإن كإان داعية لما مر وهو الذي رجحه الصأل ،ومراده إذا لم يكفر ببدعته،
وقيل يقبل ممن يحرم الكذب وإن كإفر ببدعته ،وقيل ل يقبل مطلقا لبتداعه
المفسق له) .و( الصأح أنه يقبل )من ليس فقيها وإن خالف القياس( خلفا
للحنفية فيما يخالفه ،لن مخالفته ترجح احتمال الكذب .قلنا :ل نسلم) .و(
الصأح أنه يقبل )متساهل في غير الحديث( :بأن يتساهل في حديث الناس،
ويتحرز في الحديث النبوي لمن الخلل فيه بخلفّ المتساهل فيه فيرد ،وقيل ل
يقبل المتساهل مطلقا لن التساهل في غير الحديث النبوي يجّر إلى التساهل
فيه) .ويقبل مكثر( من الرواية )وإن ندرت مخالطته للمحدثين إن أمكن
تحصيل ذلك القدر( الكثير الذي رواه )في ذلك الزمن( :الذي خالطهم فيه فإن
لم يمكن لم
يقبل في شيء مما رواه لظهور كإذبه في بعض ل نعلم عينه) .وشرط الراوي
العدالة وهي( :لغة التوسإط وشرعا بالمعنى الشامل للمروءة )ملكة( أي هيئة
راسإخة في النفس) .تمنع اقترافّ( :أي ارتكاب )الكبائر وصأغائر الخسة
كإسرقة لقمة( وتطفيف تمرة )والرذائل المباحة( :أي الجائزة بالمعنى العم
أي المأذون في فعلها ل بمعنى مستوية الطرفين) .كإبول بطريق( وهو مكروه
ل بالمروءة .والمعنى يمنع والكإل في السوق لغير سإوقي وغيرهما .مما يخ ّ
اقترافّ كإل فرد من أفراد ما ذكإر فباقترافّ فرد منه تنتفي العدالة ،أما صأغائر
غير الخسة كإكذبة ل يتعلق بها ضرر ونظرة إلى أجنبية ،فل يشترط المنع من
اقترافّ كإل فرد منها .فل تنتفي العدالة باقترافّ شيء منها إل أن يصّر عليه
ولم تغلب طاعاته ،وإذا تقرر أن العدالة شرط في الرواية) .فل يقبل في الصأح
مجهول باطنا وهو المستور ،و( ل )مجهول مطلقا( :أي باطنا وظاهرا )و( ل
)مجهول العين( :كإأن يقال عن رجل لنتفاء تحقق العدالة وقيل يقبلون اكإتفاء
ن بالخيرين وحكاية الصأل الجماع على ن حصولها في الول وتحسينا للظ ّ بظ ّ
عدم قبولهما مردودة بنقل ابن الصلح وغيره الخلفّ فيهما) .فإن وصأفه( أي
الخير )نحو الشافعي( من أئمة الحديث الراوي عنه )بالثقة أو بنفي التهمة(:
كإقوله أخبرني الثقة أو من ل أتهمه) .قبل في الصأح( .وإن كإان الثاني دون
الّول رتبة وذلك لن واصأفه من أئمة الحديث ل يصفه بذلك إل وهو كإذلك،
وقيل ل يقبل لجواز أن أن يكون فيه جارح ولم يطلع عليه الواصأف .قلنا :يبعد
ذلك جدا مع كإون الواصأف مثل الشافعي محتجا به على حكم في دين الله.
)كإمن أقدم معذورا( :بنحو تأويل أو جهل خل عن التدين بالكذب أو إكإراه.
)على( فعل )مفسق مظنون( كإشرب نبيذ )أو مقطوع( :كإشرب خمر فيقبل
في الصأح سإواء اعتقد الباحة أم لم يعتقد شيئا لعذره ،وقيل ل يقبل لرتكابه
المفسق ،وإن اعتقد الباحة ،وقيل يقبل في المظنون دون المقطوع وخرج
بالمعذور من أقدم
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
عالما بالتحريم باختياره أو متدينا بالكذب فل يقبل قطعا ،وبما تقرر علم أن
قولي معذورا أولى من قوله جاهلً.
)
المستترة ،أما القذفّ المباح كإقذفّ الرجل زوجته إذا علم زناها أو ظنه ظنا
مؤكإدا فليس بكبيرة ول صأغيرة ،وكإذا جرح الراوي والشاهد بالزنا إذا علم بل
هو واجب) .ونميمة( :وهي نقل كإلم بعض الناس إلى بعض على وجه الفساد
بينهم لخبر الصحيحين» :ل يدخل الجنة نمام« .بخلفّ نقل الكلم نصيحة
ن المل يأتمرون بكللمنقول إليه كإما في قوله تعالى حكاية} :يا موسإى إ ّ
ليقتلوكّ{ فإنه واجب ،أما الغيبة وهي ذكإركّ لنسان بما تكرهه وإن كإان فيه
فصغيرة قاله صأاحب العدة ،وأقّره الرافعي ومن تبعه لعموم البلوى بها .نعم
قال القرطبي في تفسيره :إنها كإبيرة بل خلفّ ،ويشملها تعريف الكإثر الكبيرة
بما توعد عليه بخصوصأه قال تعالى} :أيحب أحدكإم أن يأكإل لحم أخيه ميتا{
قال الزركإشي :وقد ظفرت بنص الشافعي في ذلك ،فالقول بأنها صأغيرة
ضعيف أو باطل .قلت :ليس كإذلك لمكان الجمع بحمل النص ،وما ذكإر على ما
إذا أصأر على الغيبة أو قرنت بما يصيرها كإبيرة أو اغتاب عدل ً وقد أخرجتها
بزيادتي غالبا وتباح الغيبة في سإتة مواضع مذكإورة في محلها ،وقد نظمتها في
بيتين فقلت:
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
تباح غيبة لمستفت ومن
رام إعانة لرفع منكر
ومعّرفّ متظلم متكلم
في معلن فسقا مع المحذر
ل لنه صألى الله عليه وسإّلم عدها في خبر من الكبائر. )وشهادة زور( ولو بما ق ّ
وفي آخر من أكإبر الكبائر رواهما الشيخان) .ويمين فاجرة( :لخبر الصحيحين:
»من حلف على مال امرىء مسلم بغير حقه لقي الله وهو عليه غضبان«.
وخص المسلم جريا على الغالب وإل فالكافر المعصوم كإذلك) .وقطيعة رحم(:
لخبر الصحيحين» :ل يدخل الجنة قاطع« .قال سإفيان أي ابن عيينة :في رواية
يعني قاطع رحم ،والقطيعة فعيلة من القطع ضد الوصأل والرحم القرابة.
ده في خبر من )وعقوق( للوالدين أو أحدهما ،لنه صألى الله عليه وسإّلم ع ّ
الكبائر وفي آخر من أكإبر الكبائر رواهما الشيخان .وأما خبرهما» :الخالة
بمنزلة الم« .وخبر البخاري» :عم الرجل صأنو أبيه« .أي مثله فل يدلّن على
أنهما كإالولدين في العقوق) .وفرار( من الزحف لية} :ومن يولهم يومئذ
ده من السبع الموبقات أي المهلكات. دبره{ ولنه صألى الله عليه وسإّلم ع ّ
رواه الشيخان .نعم يجب إذا علم أنه إذا ثبت يقتل من غير نكاية في العدو
لنتفاء إعزاز الدين بثباته) .ومال يتيم( :أي أخذه بل حق وإن كإان دون ربع
مثقال لية} :إن الذين يأكإلون أموال اليتامى{ وقد عد أكإلها صألى الله عليه
وسإّلم من السبع الموبقات في الخبر السابق ،وقيس بالكإل غيره وإنما عبر به
في الية ،والخبر ،لنه أعم وجوه النتفاع) .وخيانة( في غير الشيء التافه بكيل
أو غيره كإوزن وغلول لية} :ويل للمطففين{ ولقوله تعالى} :إن الله ل يحب
الخائنين{ والغلول الخيانة من الغنيمة أو بيت المال أو الزكإاة قاله الزهري
وغيره ،وإن قصره أبو عبيد على الخيانة من الغنيمة أما في التافه فصغيرة كإما
مر) .وتقديم صألة( على وقتها )وتأخيرها( عنه بل عذر كإسفر قال صألى الله
عليه وسإّلم» :من جمع بين صألتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب
الكبائر« .رواه الترمذي وتركإها أولى بذلك) .وكإذب( عمدا )على نبي( .قال
وأ مقعده من النار« .رواه صألى الله عليه وسإّلم» :من كإذب عل ّ
ي متعمدا فليتب ّ
الشيخان وغيره من النبياء مثله في ذلك كإما هو ظاهر قياسإا عليه ،وقد شمله
تعبيري بنبي بخلفّ تعبيره كإغيره برسإول الله صألى الله عليه وسإّلم .وقد
بسطت الكلم على ذلك في الحاشية ،أما الكذب على غير نبي فصغيرة إل أن
يقترن به ما يصيره كإبيرة كإأن يعلم أنه يقتل به قاله ابن عبد السلم ،وعليه
يحمل خبر الصحيحين» :إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى
النار ،ول يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كإذابا«) .وضرب مسلم( بل
حق لخبر مسلم» :صأنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما قوم معهم سإياط
كإأذناب البقر يضربون بها الناس ،ونساء كإاسإيات عاريات مائلت مميلت
ن كإأسإنمة البخت المائلة ،ل يدخلون الجنة ول يجدون ريحها وإن ريحها رؤوسإه ّ
ليوجد من مسيرة كإذا وكإذا« .وخرج بالمسلم الكافر فليس ضربه كإبيرة بل
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
صأغيرة ،وزعم الزركإشي أنه كإبيرة) .وسإب صأحابي( لخبر الصحيحين» :ل
تسبوا أصأحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكإم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدركّ
مد ّ أحدهم ول نصيفه« .وروى مسلم» :ل تسبوا أحدا من أصأحابي فإن أحدكإم
لو أنفق« الخ .والخطاب للصحابة السابين نزلهم لسبهم الذي ل يليق بهم
ديق بنفي ب الص ّ
منزلة غيرهم حيث علله بما ذكإره ،واسإتثنى من ذلك سإ ّ
الصحبة فهو كإفر لتكذيب القرآن ،أما سإب واحد من غير الصحابة فصغيرة،
وخبر الصحيحين» :سإباب المسلم فسوق« .معناه تكرار السب فهو إصأرار
على صأغيرة فيكون كإبيرة.
)وكإتم شهادة( .قال تعالى} :ومن يكتمها فإنه آثم قلبه{ أي ممسوخ وخص
بالذكإر لنه محل اليمان ،ولنه إذا أثم تبعه الباقي) .ورشوة( :بتثليث الراء وهي
أن يبذل مال ً ليحق باطل ً أو يبطل حقا لخبر الترمذي» :لعنة الله على الراشي
والمرتشي« زاد الحاكإم» :والرائش الذي يسعى بينهما« .أما بذله للمتكلم في
جائز مع سإلطان مثل ً فجعلة جائزة فيجوز البذل والخذ وبذله للمتكلم في
واجب كإتخليص من حبس ظلما وتولية قضاء طلبه من تعين عليه أو سإن له
جائز والخذ فيه حرام) .ودياثة( بمثلثة قبل الهاء ،وهي اسإتحسان الرجل على
أهله لخبر ثلثة ل يدخلون الجنة العاق والديه والديوث ورجلة النساء .قال
الذهبي :إسإناده صأالح) .وقيادة( :قياسإا على الدياثة ،والمراد بها اسإتحسان
الرجل على غير أهله .وقد بسطت الكلم عليه في الحاشية) .وسإعاية( :وهي
أن يذهب بشخص إلى ظالم ليؤذيه بما يقوله في حقه لخبر الساعي مثلث أي:
مهلك بسعايته نفسه والمسعى به ،وإليه) .ومنع زكإاة( .لخبر الصحيحين» :ما
من صأاحب ذهب ول فضة ل يؤدي منها حقها إل إذا كإان يوم القيامة صأفحت له
صأفائح من نار فأحمي عليه في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره« .إلى
وب وقفه» :من الكبائر آخره) .ويأس رحمة( لخبر الدارقطني .لكنه صأ ّ
الشراكّ بالله والياس من روح الله« .والمراد باليأس من رحمة الله اسإتبعاد
العفو عن الذنوب لسإتعظامها ل إنكار سإعة رحمته للذنوب ،فإنه كإفر لظاهر
قوله تعالى} :إنه ل ييأس من روح الله إل القوم الكافرون{ إل أن يحمل اليأس
فيه على السإتبعاد والكفر على معناه اللغوي وهو الستر) .وأمن مكر(
بالسإترسإال في المعاصأي والتكال على العفو .قال تعالى} :فل يأمن مكر الله
ي كإظهر أمي قال تعالى إل القوم الخاسإرون{ )وظهار( كإقوله لزوجته :أنت عل ّ
فيه} :وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا{ أي كإذبا حيث شبهوا الزوجة
بالم في التحريم) .ولحم ميتة وخنزير( :أي تناوله بل ضرورة لية} :قل ل أجد
ما{ وبمعنى الخنزير الكلب وفرع كإل منهما مع غيره. ي محر ّفيما أوحي إل ّ
)وفطر في رمضان( :ولو يوما بل عذر لخبر من أفطر يوما من رمضان من
غير رخصة ول مرض لم يقضه صأيام الدهر ،وهو وإن تكلم فيه فله شواهد
تجبره ،ولن صأومه من أركإان السإلم ففطره يؤذن بقلة اكإتراث مرتكبه
بالدين ،وتعبيري بذلك أولى من قوله وفطر رمضان) .وحرابة( :وهي قطع
الطريق على الماّرين بإخافتهم لية }إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسإوله{
)وسإحر وربا( بموحدة لنه صألى الله عليه وسإّلم عدهما من السبع الموبقات
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
في الخبر السابق) .وإدمان صأغيرة( :أي إصأرار عليها من نوع أو أنواع بحيث لم
تغلب طاعاته معاصأيه وليست الكبائر منحصرة في المذكإورات ،كإما أفهمه ذكإر
الكافّ في أولها ،وأما نحو خبر البخاري» :الكبائر الشراكّ بالله والسحر
وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس« .فمحمول على بيان المحتاج
إليه منها وقت ذكإره ،وقد قال ابن عباس :هي إلى السبعين أقرب .وسإعيد بن
جبير هي إلى السبعمائة أقرب يعني باعتبار أصأنافّ أنواعها.
)مسألة :الخبار بعام( :أي بشيء عام )رواية( كإخصائص النبي صألى الله عليه
وسإّلم وغيره ،إذ القصد منها اعتقاد خصوصأيتها بمن اختصت به ،وهو يعم
الناس ،وما في المروي من أمر ونهي ونحوهما يرجع إلى الخبر بتأويل .فتأويل:
أقيموا الصلة ،ول تقربوا الزنا مثل ً الصلة واجبة والزنا حرام) .و( الخبار
ص عند حاكإم شهادة( بقيد زدته بقولي) :إن كإان حقا لغير المخبر على )بخا ّ
غيره( :فإن كإان للمخبر على غيره فدعوى أو لغيره عليه وإن لم يكن عند
حاكإم فإقرار) .والمختار أن أشهد إنشاء تضمن إخبارا( بالمشهود به نظرا إلى
وجود مضمونه في الخارج به ،وإلى متعلقه .وقيل محض إخبار نظر إلى متعلقه
فقط ،وقيل محض إنشاء نظرا إلى اللفظ فقط .قال شيخنا العلمة المحلي:
وهو التحقيق فلم تتوارد الثلثة على محل واحد ،ول منافاة بين كإون أشهد
إنشاء وكإون معنى الشهادة إخبارا لنه صأيغة مؤدية لذلك المعنى بمتعلقه
انتهى) .و( المختار )أن صأيغ العقود والحلو كإبعت( واشتريت )وأعتقت إنشاء(
لوجود مضمونها في الخارج بها .وقال أبو حنيفة :إنها إخبار على أصألها بأن يقدر
وجود مضمونها في الخارج قبيل التلفظ بها ،وذكإر صأيغ الحلول مع مثالها من
زيادتي) .و( المختار )أنه يثبت الجرح والتعديل بواحد في الرواية فقط( :أي
بخلفّ الشهادة ل يثبتان فيها إل بعدد رعاية للتناسإب فيهما ،فإن قال الواحد
يقبل في الرواية دون الشهادة ،وقيل يثبتان إل بعدد فيهما نظرا إلى أن ذلك
شهادة ،وقيل يكفي في ثبوتهما فيهما واحد نظرا إلى أن ذلك خبر ،والترجيح
من زيادتي) .و( المختار )أنه يشترط ذكإر سإبب الجرح فيهما( :أي في الرواية
والشهادة للختلفّ فيه بخلفّ سإبب التعديل) .و( لكن )يكفي إطلقه( أي
الجرح )في الرواية( :كإالتعديل كإأن يقول الجارح فلن ضعيف أو ليس بشيء
)إن عرفّ مذهب الجارح( من أنه ل يجرح إل بقادح ،فعلم أنه ل يكفي الطلق
في الرواية إذا لم يعرفّ مذهب الجارح ،ول في الشهادة مطلقا لتعلق
الحق فيها بالمشهود له ،نعم يكفي ذلك فيهما لفادة التوقف عن القبول إلى
أن يبحث عن ذلك كإما ذكإره في الرواية ،وظاهر أنه ل فرق بينها وبين الشهادة.
وقيل :يشترط ذكإر سإببهما في الرواية والشهادة ولو من العالم به ،فل يكفي
إطلقهما فيهما لحتمال أن يجرح بما ليس بجارح ،وأن يبادر إلى التعديل عمل ً
بالظاهر ،وقيل يكفي ذلك اكإتفاء بعلم الجارح والمعدل بسببهما ،وقيل يشترط
ذكإر سإبب التعديل دون سإبب الجرح لن مطلق الجرح يبطل الثقة ومطلق
التعديل ل يحصلها لجواز العتماد فيه على الظاهر) .والجرح مقدم( عند
التعارض على التعديل) .إن زاد عدد الجارح على( عدد )المعدل( إجماعا.
)وكإذا إن لم يزد عليه( :بأن سإاواه أو نقص عنه) .في الصأح( لطلع الجارح
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
على ما لم يطلع عليه المعدل ،وقضيته أنه لو اطلع المعدل على السبب وعلم
توبته منه قدم على الجارح وهو كإذلك ،وقيل :يطلب الترجيح في صأورة عدم
الزائد كإما هو حاصأل في صأورة الزائد بالزيادة وعلى وزانه قيل إن التعديل في
صأورة الناقص مقدم) .ومن التعديل( لشخص )حكم مشترط العدالة( في
الشاهد) .بالشهادة( من ذلك الشخص ،إذ لو لم يكن عدل ً عنده لما حكم
بشهادته.
)وكإذا عمل العالم( المشترط للعدالة في الراوي برواية شخص تعديل له في
الصأح ،وإل لما عمل بروايته وقيل ليس تعديلً ،والعمل بروايته يجوز أن يكون
احتياطا) .و( كإذا )رواية من ل يروي إل عن عدل( :بأن صأرح بذلك أو عرفّ من
عادته عن شخص تعديل له) .في الصأح( كإما لو قال هو عدل ،وقيل يجوز أن
يتركّ عادته وتأخيري في الصأح عن المسألتين قبله أولى من توسإيط الصأل له
بينهما) .وليس من الجرح( لشخص )تركّ عمل بمرويه و( ل تركّ )حكم
د( له )في شهادة زنا( بأن بمشهوده( .لجواز أن يكون التركّ لمعارض) .ول ح ّ
لم يكمل نصابها لنه لنتفاء النصاب ل لمعنى في الشاهد) .و( ل في )نحو
شرب نبيذ( من المسائل الجتهادية المختلف فيها كإنكاح المتعة لجواز أن يعتقد
إباحة ذلك) .ول تدليس( فيمن روى عنه )بتسمية غير مشهورة( له حتى ل
يعرفّ ،إذ ل خلل في ذلك) .قيل( أي قال ابن السمعاني) :إل أن يكون بحيث لو
سإئل( عنه )لم يبينه( :فإن صأنيعه حينئذ جرح له لظهور الكذب فيه .وأجيب
بمنع ذلك) .ول( تدليس )بإعطاء شخص اسإم آخر تشبيها كإقول( صأاحب
)الصأل( أخبرنا )أبو عبد الله الحافظ يعني( به )الذهبي تشبيها بالبيهقي( في
قوله :أخبرنا أبو عبد الله الحافظ )يعني( به )الحاكإم( لظهور المقصود وذلك
صأدق في نفس المر )ول( تدليس )بإيهام اللقى والرحلة( الول ،ويسمى
تدليس السإناد كإأن يقول من عاصأر الزهري مثل ً ولم يلقه .قال الزهري :أو
دثنا فلن وراء النهر موهماعن الزهري موهما أنه سإمعه ،والثاني كإأن يقول ح ّ
جيحون ،والمراد نهر مصر كإأن يكون بالجيزة لن ذلك من المعاريض ل كإذب
فيه) .أما مدلس المتون( :وهو من يدرج كإلمه معها بحيث ل يتميزان.
)فمجروح( ليقاعه غيره في الكذب على النبي صألى الله عليه وسإّلم.
)مسألة :الصحابي( :أي صأاحب النبي صألى الله عليه وسإّلم) .من اجتمع
مؤمنا( مميزا )بالنبي( في حياته )وإن لم يرو( عنه شيئا )ولم يطل( :أي
اجتماعه به أو كإان أنثى أو أعمى كإابن أم مكتوم ،فخرج من اجتمع به كإافرا أو
غير مميز أو بعد وفاة النبي ،لكن قال البرماوي في غير المميز :إنه صأحابي
وإن اختار جماعة خلفّ ذلك ،وقيل يشترط في صأدق اسإم الصحابي الرواية
ولو لحديث وإطالة الجتماع نظرا في الطالة إلى العرفّ ،وفي الرواية إلى أنها
المقصود العظم من صأحبة النبي صألى الله عليه وسإّلم لتبليغ الحكام ،وقيل
يشترط الغزو معه ومضى على الجتماع به لن لصحبته شرفا عظيما فل ينال
إل باجتماع طويل يظهر فيه الخلق المطبوع عليه الشخص كإالغزو المشتمل
على السفر الذي هو قطعة من العذاب ،والعام المشتمل على الفصول الربعة
دا
التي تختلف فيها المزجة ،واعترض التعريف بأنه يصدق على من مات مرت ّ
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
كإعبد الله بن خطل ،ول يسمى صأحابيا بخلفّ من مات بعد ردته مسلما كإعبد
الله بن سإرح .وأجيب :بأنه كإان يسماه قبل الردة ،ويكفي ذلك في صأحة
التعريف إذ ل يشترط فيه الحتراز عن المنافي العارض) .كإالتابعي معه( :أي
مع الصحابي فيكفي في صأدق اسإم التابعي على الشخص اجتماعه مؤمنا
بالصحابي في حياته ،وهذا ما رجحه ابن الصلح والنووي وغيرهما .وقيل ل
يكفي ذلك من غير إطالة للجتماع به وبه جزم الصأل تبعا للخطيب البغدادي،
وفرق بأن الجتماع بالنبي يؤثر من النور القلبي أضعافّ ما يؤثره الجتماع
الطويل بالصحابي وغيره من الخيار.
دعى معاصأر( للنبي صألى الله عليه وسإّلم )عدل صأحبة قبل(: )والصأح أنه لو ا ّ
دعائه لنفسه رتبة هو فيهالن عدالته تمنعه من الكذب في ذلك ،وقيل ل يقبل ل ّ
متهم كإما لو قال أنا عدل) .و( الصأح )أن الصحابة عدول( :فل يبحث عن
عدالتهم في رواية ول شهادة لنهم خير المة لقوله تعالى} :كإنتم خير أمة
أخرجت للناس{ وقوله} :وكإذلك جعلناكإم أمة وسإطا{ فإن المراد بهم
الصحابة ،ولخبر الصحيحين» :خير أمتي قرني« وقيل هم كإغيرهم فيبحث عن
عدالتهم في ذلك إل من كإان ظاهر العدالة أو مقطوعها كإالشيخين رضي الله
عنهما ،وقيل هم عدول إلى حين قتل عثمان رضي الله عنه فيبحث عن
عدالتهم بعده لوقوع الفتن بينهم من حينئذ مع إمساكّ بعضهم عن خوضها.
وقيل :هم عدول إل من قاتل عليا رضي الله عنه فهم فسقة لخروجهم على
المام الحق ورد ّ بأنهم مجتهدون في قتالهم له فل يأثمون وإن أخطأوا بل
يؤجرون كإما سإيأتي على كإل قول من طرأ له منهم قادح كإسرقة أو زنا عمل
بمقتضاه ،لنهم وإن كإانوا عدول ً غير معصومين.
)مسألة :الصأح جواز نقل الحديث بالمعنى لعارفّ( بمعاني اللفاظ ومواقع
الكلم الذي أريد به إنشاء أو خبر بأن يأتي بلفظ بدل آخر مساو له في المراد
والفهم ،وإن لم ينس اللفظ الخر أو لم يرادفه ،لن المقصود المعنى واللفظ
آلة ،وقيل ل يجوز إن لم ينس لفوت الفصاحة في كإلم النبي ،وقيل إنما يجوز
بلفظ مرادفّ بخلفّ غير المرادفّ ،لنه قد ل يوفي بالمقصود ،وقيل ل يجوز
مطلقا حذرا من التفاوت ،وإن ظن الناقل عدمه فإن العلماء كإثيرا ما يختلفون
في معنى الحديث المراد .قلنا :الكلم في المعنى الظاهر ل فيما يختلف فيه
كإما أنه ليس الكلم فيما نعبد بألفاظ كإالذان والتشهد والسلم والتكبير ،وقيل
غير ذلك أما غير العارفّ فل يجوز له تغيير اللفظ قطعا) .و( الصأح )أنه يحتج
بقول الصحابي قال النبي( صألى الله عليه وسإّلم ،لنه ظاهر في سإماعه منه،
وقيل ل .لحتمال أن يكون بينهما واسإطة من تابعي أو صأحابي ،وقلنا :نبحث
عن عدالة الصحابة )فـ(ـبقوله )عنه( أي عن النبي لما مر ،وقيل ل لظهوره في
الواسإطة) .فـ(ـبقوله )سإمعته أمر ونهى( لظهوره في صأدور أمر ونهي منه،
وقيل ل لجواز أن يطلقهما الراوي على ما ليس بأمر ول نهي تسمحا )أو( بقوله
)أمرنا أو نحوه( :مما بني للمفعول كإنهينا أو أوجب أو حّرم علينا أو رخص لنا
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
لظهور أن فاعلها النبي ،وقيل ل .لحتمال أن يكون المر والناهي بعض الولة
واليجاب والتحريم والترخيص اسإتنباط من قائله) .و( بقوله )من السنة( كإذا
لظهوره في سإنة النبي ،وقيل ل لجواز إرادة سإنة البلد )فكنا معاشر الناس(
نفعل في عهده صألى الله عليه وسإّلم )وكإان الناس يفعلون( في عهده صألى
الله عليه وسإّلم) .فكنا نفعل في عهده صألى الله عليه وسإّلم( لظهوره في
تقرير النبي عليه ،وقيل ل لجواز ىن ل يعلم به) .فكان الناس يفعلون فكانوا ل
يقطعون في( الشيء )التافه( .قالته عائشة رضي الله عنها لظهور ذلك في
جميع الناس الذي هو إجماع ،وقيل ل لجواز إرادة ناس
مخصوصأين وعطف الصور بالفاء إشارة إلى أن كإل صأورة دون ما قبلها رتبة،
ولهذا كإان تعبيري في عنه ،وسإمعته بالفاء أولى من تعبيره فيهما بالواو ،ووجه
كإون الخيرتين دون ما قبلهما عدم التصريح بكون ذلك في عهده صألى الله
عليه وسإّلم ،ووجه كإون الخيرة دون ما قبلها عدم التصريح بما يعود عليه ضمير
كإانوا.
)خاتمة( :في مراتب التحمل) .مستند غير الصحابي( في الرواية إحدى عشرة
)قراءة الشيخ( عليه )إملء( من حفظه أو من كإتابه) .فتحديثا( بل إملء.
)فقراءته عليه( :أي على الشيخ )فسماعه( بقراءة غيره على الشيخ ويسمى
هذا والذي قبله بالعرض) .فمناولة أو مكاتبة مع إجازة( :كإأن يدفع له الشيخ
أصأل سإماعه أو فرعا مقابل ً به أو يكتب شيئا من حديثه لحاضر عنده أو غائب
عنه ،ويقول له :أجزت لك روايته عني) .فإجازة( بل مناولة ول مكاتبة )لخاص
في خاص( :كإأجزت لك رواية البخاري) .فخاص في عام( كإأجزت لك رواية جيع
مسموعاتي) .فعام في خاص( :كإأجزت لمن أدركإني رواية مسلم) .فـ(ـعام
)في عام( كإأجزت لمن عاصأرني رواية جميع مروياتي) .فلفلن ومن يوجد من
نسله( تبعا له )فمناولة أو مكاتبة( :بل إجازة إن قال معها هذا من سإماعي
)فإعلم( بل إجازة كإأن يقول :هذا الكتاب من مسموعاتي على فلن) .فوصأية(
كإأن يوصأي بكتاب إلى غيره ليرويه عنه عند سإفره أو موته) .فوجادة( كإأن يجد
حديثا أو كإتابا بخط شيخ معروفّ.
بالقول أو الفعل أو التقرير) .بعد وفاة محمد( صألى الله عليه وسإّلم )في عصر
على أي أمر( كإان من ديني ودنيوي وعقلي ولغوي كإما سإيأتي بيانه) .ولو بل
إمام معصوم( .وقالت الروافض :ل بد منه ول يخلو الزمان عنه وإن لم تعلم
عينه والحجة في قوله فقط وغيره تبع له) .أو( بل )بلوغ عدد تواتر( لصدق
مجتهد المة بدونه ،وقيل يشترط نظرا للعادة) .أو( بل )عدول( بناء على أن
العدالة ليست ركإنا في المجتهد وهو الصأح ،وقيل يعتبرون بناء على أنها ركإن
فيه فعليه ل يعتبر وفاق الفاسإق ،وقيل يعتبر في حق نفسه دون غيره ،وقيل
يعتبر إن بين مأخذه في مخالفته ،بخلفّ ما إذا لم يبينه إذ ليس عنده ما يمنعه
ص الجماع أن يقول شيئا من غير دليل) .أو( كإان المجتهد )غير صأحابي( فل يخت ّ
بالصحابة لصدق مجتهدي المة في عصر بغيرهم .وقالت الظاهرية :يختص بهم
لكثرة غيرهم كإثرة ل تنضبط فيبعد اتفاقهم على شيء) .أو قصر الزمن( :كإأن
مات المجمعون عقب إجماعهم بخرور سإقف عليهم ،وقيل يشترط طوله في
الجماع الظني بخلفّ القطعي) .فعلم( من الحد زيادة على ما مر.
)اختصاصأه( :أي الجماع )بالمجتهدين( :بأن ل يتجاوزهم إلى غيرهم) .فل عبرة
باتفاق غيرهم قطعا ول بوفاقه لهم في الصأح( .وقيل يعتبر مطلقا ،وقيل :يعتبر
ي كإدقائق الفقه ،وقيل يعتبر وفاق الصأولي لهم في في المشهور دون الخف ّ
الفروع لتوقف اسإتنباطها على الصأول .قلنا :هو غير مجتهد بالنسبة إليها) .و(
علم اختصاصأه )بالمسلمين( لن السإلم شرط في المجتهد المأخوذ في حده
فل عبرة بوفاق الكافر ولو ببدعة ول بخلفه) .و( علم )أنه ل بد من الكل( أي
وفاقهم لن إضافة مجتهد إلى المة تفيد العموم )وهو الصأح( فيضر مخالفة
الواحد ولو تابعيا بأن كإان مجتهدا وقت اتفاق الصحابة ،وقيل يضر مخالفة
الثنين دون الواحد ،وقيل مخالفة الثلثة دون القل منهم ،وقيل من بلغ عدد
التواتر دون من لم يبلغه إذا كإان غيرهم أكإثر منه ،وقيل يكفي اتفاق كإل
من أهل مكة وأهل المدينة وأهل الحرمين ،وقيل غير ذلك .فعلم أن اتفاق كإل
من هؤلء ليس بحجة في الصأح وهو ما صأرح به الصأل ،لنه اتفاق بعض
مجتهدي المة ل كإلهم) .و( علم )عدم انعقاده في حياة محمد( صألى الله عليه
وسإّلم ،لنه إن وافقهم فالحجة في قوله :وإل فل اعتبار بقولهم دونه) .و( علم
)أنه لو لم يكن( في العصر )إل( مجتهد )واحد لم يكن قوله إجماعا( إذ أقل ما
يصدق به اتفاق مجتهد المة اثنان) .وليس( قوله )حجة على المختار( لنتفاء
الجماع عن الواحد ،وقيل حجة وإن لم يكن إجماعا لنحصار الجتهاد فيه) .و(
علم )أن انقراض( أهل )العصر( بموتهم )ل يشترط( في انعقاد الجماع لصدق
حده مع بقاء المجمعين ومعاصأريهم وهو الصأح كإما سإيأتي ،وقيل يشترط
انقراضهم ،وقيل غالبهم ،وقيل علماؤهم ،وقيل غير ذلك) .و( علم )أنه( أي
الجماع )قد يكون عن قياس( لن الجتهاد المأخوذ في حد ل بد ّ له من مستند
كإما سإيأتي ،والقياس من جملته) .وهو الصأح( .وقيل :ل يجوز أن يكون عن
قياس ،وقيل يجوز في الجلي دون الخفي ،وقيل يجوز لكنه لم يقع ،وذلك لن
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
القياس لكونه ظنيا في الغلب يجوز مخالفته لرجح منه ،فلو جاز الجماع عنه
لجاز مخالفة الجماع .قلنا :إنما يجوز مخالفة القياس إذا لم يجمع على ما ثبت
به ،وقد أجمع على تحريم أكإل شحم الخنزير قياسإا على لحمه) .فيهما( :أي ما
ذكإر هو الصأح في المسألتين كإما تقرر) .و( علم )أن اتفاق( المم )السابقين(
على أمة محمد صألى الله عليه وسإّلم )غير إجماع وليس حجة( في ملته )في
الصأح( لختصاص دليل حجية الجماع بأمته لخبر ابن ماجة وغيره »إن أمتي ل
تجتمع على ضللة« .وقيل إنه حجة بناء على أن شرعهم شرع لنا وسإيأتي
بيانه) .و(علم )أن اتفاقهم( أي المجتهدين في عصر) .على أحد قولين( لهم
)قبل اسإتقرار الخلفّ( بينهم بأن قصر الزمن بين الختلفّ والتفاق )جائز ولو(
كإان التفاق )من الحادث بعد ذوي القولين( :بأن ماتوا ونشأ غيرهم لصدق
حد الجماع بكل من التفاقين ،ولجواز أن يظهر مستند جلى يجتمعون عليه،
وقد أجمعت الصحابة على دفنه صألى الله عليه وسإّلم في بيت عائشة بعد
اختلفهم الذي لم يستقر.
)
وكإذا اتفاق هؤلء( أي ذوي القولين )ل من بعدهم بعده( :أي بعد اسإتقرار
الخلفّ بأن طال زمنه فإنه جائز ل اتفاق من بعدهم) .في الصأح( أما الول
فلصدق حد الجماع به وهذا ما صأححه النووي في شرح مسلم ،وقيل ل لن
اسإتقرار الخلفّ بينهم يتضمن اتفاقهم على جاز الخذ بكل من شقي الخلفّ
باجتهاد أو تقليد ،فيمتنع اتفاقهم على أحدهما .قلنا :تضمن ما ذكإر مشروط
بعدم التفاق على أحدهما فإذا وجد فل اتفاق قبله ،وقيل يجوز إل أن يكون
مستندهم في الختلفّ قاطعا ،فل يجوز حذرا من إلغاء القاطع والخلفّ مبني
على أنه ل يشترط انقراض العصر ،فإن اشترط جاز التفاق مطلقا قطعا
والترجيح من زيادتي ،وأما الثاني فلنه لو انقدح وجه في سإقوط الخلفّ لظهر
للمختلفين لطول زمنه ،وقيل يجوز لجواز ظهور سإقوطه لغير المختلفين
دونهم) .و( علم )أن التمسك بأقل ما قيل( من أقوال العلماء حيث ل دليل
سإواه )حق( :لنه تمسك بما أجمع عليه مع كإون الصأل عدم وجوب ما زاد عليه
كإاختلفّ العلماء في دية الذمي الكتابي ،فقيل كإدية المسلم ،وقيل كإنصفها،
وقيل كإثلثها فأخذ به الشافعي لذلك ،فإن دل دليل على وجوب الكإثر أخذ به
كإغسلت ولوغ الكلب قيل :إنها ثلث ،وقيل سإبع ودل عليه خير الصحيحين
فأخذ به) .و( علم )أنه( أي الجماع قد )يكون في ديني( كإصلة وزكإاة )ودنيوي(
كإتدبير الجيوش وأمور الرعية) .وعقلي ل تتوقف صأحته( أي الجماع )عليه(
كإحدوث العالم ووحدة الصانع ،فإن توقفت صأحة الجماع عليه كإثبوت الباري
والنبوة لم يحتج فيه بالجماع وإل لزم الدور) .ولغوي( :من زيادتي كإكون الفاء
للتعقيب) .و( علم )أنه( أي الجماع )ل بد له من مستند( :أي دليل ،وإل لم يكن
لقيد الجتهاد المأخوذ
في حده معنى) .وهو الصأح( :لن القول في الحكام بل مستند خطأ ،وقيل
يجوز حصوله بغير مستند بأن يلهموا التفاق على صأواب هذا كإله في الجماع
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
القولي) .أما السكوتي بأن يأتي بعضهم( :أي بعض المجتهدين) .بحكم ويسكت
الباقون عنه وقد علموا به وكإان السكوت مجردا عن أمارة رضا وسإخط( :بضم
السين وإسإكان الخاء وبتفحهما خلفّ الرضا) .والحكم اجتهادي تكليفي ومضى
مهلة النظر عادة فإجماع وحجة في الصأح( :لن سإكوت العلماء في مثل ذلك
يظن منه الموافقة عادة ،وقيل ليس بإجماع ول حجة لحتمال السكوت لغير
الموافقة كإالخوفّ والمهابة والتردد في الحكم ،وعزى هذا للشافعي ،وقيل
ليس بإجماع بل حجة لختصاص مطلق اسإم الجماع عند هذا القائل بالقطعي،
أي المقطوع فيه بالموافقة وإن كإان هو عنده إجماعا حقيقة كإما يفيده كإونه
حجة عنده ،وقيل حجة بشرط النقراض ،وقيل حجة إن كإان فتيا ل حكما لن
الفتيا يبحث فيها عادة فالسكوت عنها رضا بخلفّ الحكم ،وقيل عكسه لصدور
الحكم عادة بعد البحث مع العلماء واتفاقهم بخلفّ الفتيا ،وقيل حجة إن كإان
الساكإتون أقل من القائلين ،وقيل غير ذلك وخرج بما ذكإر ما لو لم يعلم
الساكإتون بالحكم ،فليس من محل الجماع السكوتي وليس بحجة لحتمال أن
ل يكون خاضوا في الخلفّ ،وقيل حجة لعدم ظهور خلفّ فيه ،وقيل غير ذلك
وترجيح عدم حجيته من زيادتي وهو ما عليه الكإثر ،وإن اقتضى كإلم الصأل
ترجيح حجته ،وخرج أيضا ما لو اقترن السكوت بأمارة الرضا فإجماع قطعا أو
بأمارة السخط فليس بإجماع قطعا ،وما لو كإان الحكم قطعيا ل اجتهاديا أو لم
يكن تكليفيا نحو :عمار أفضل من حذيفة أو عكسه فالسكوت على القول،
بخلفّ المعلوم في الولى وعلى ما قيل في الثانية ل يدل على شيء وما لم
يمض زمن مهلة النظر عادة فل يكون ذلك إجماعا.
)مسألة :الصأح إمكانه( :أي الجماع ،وقيل ل يمكن عادة كإالجماع على أكإل
طعام واحد ،وقول كإلمة واحدة في وقت واحد .قلنا :هذا ل جامع لهم عليه
لختلفّ شهواتهم ودواعيهم ،بخلفّ الحكم الشرعي ،إذ يجمعهم عليه الدليل
الذي يتفقون على مقتضاه) .و( الصأح )أنه( بعد إمكانه )حجة( شرعية )وإن
نقل آحادا( قال تعالى} :ومن يشاقق الرسإول( الية ،توعد فيها على اتباع غير
سإبيل المؤمنين فيجب اتباع سإبيلهم وهو قولهم أو فعلهم فيكون حجة وقيل ل
لقوله تعالى} :فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسإول{ اقتصر على
الرد إلى الكتاب والسنة .قلنا :وقد دل الكتاب على حجيته كإما مر آنفا ،وقيل ل
إل إن نقل آحادا لنه قطعي فل يثبت بخبر الواحد) .و( الصأح )أنه( بعد حجيته
)قطعي( فيها )إن اتفق المعتبرون( على أنه إجماع )ل إن اختلفوا( في ذلك
)كإالسكوتي( :فإنه ظني ،وقيل ظني مطلقا ،إذ المجمعون عن ظن ل يمتنع
خطؤهم والجماع عن قطع غير محقق )وخرقه( :أي إجماع القطعي وكإذا
الظني عند من اعتبره بالمخالفة )حرام( للتوعد عليه بالتوعد على اتباع غير
سإبيل المؤمنين في الية السابقة) .فعلم( من حرمة خرقه )تحريم إحداث(
قول )ثالث( في مسألة اختلف أهل عصر فيها على قولين )و( إحداث )تفصيل(
بين مسألتين لم يفصل بينهما أهل عصر) .إن خرقاه( أي إن خرق الثالث
والتفصيل الجماع بأن خالفا ما اتفق عليه أهل عصر ،بخلفّ ما إذا لم يخرقاه،
وقيل :هما خارقان مطلقا ،لن الختلفّ على قولين يستلزم التفاق على
امتناع العدول عنهما وعدم التفصيل بين مسألتين يستلزم التفاق على
امتناعه .قلنا :السإتلزام ممنوع فيهما مثال الثالث خارقا ما قيل إن الخ يسقط
الجد ،وقد اختلفت الصحابة فيه على قولين :قيل يسقط بالجد ،وقيل يشاركإه
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
كإأخ فإسإقاط الجد ّ به خارق لما اتفق عليه القولن من أن له نصيبا ،ومثاله غير
خارق ما قيل إنه يحل متروكّ التسمية سإهوآ ل عمدا ،وعليه الحنفي ،وقيل يحل
مطلقا ،وعليه
الشافعي ،وقيل يحرم مطلقا ،فالفارق موافق لمن لم يفرق في بعض ما قاله،
ومثال التفصيل خارقا ما لو قيل بتوريث العمة دون الخالة أو عكسه ،وقد
اختلفوا في توريثهما مع اتفاقهم على أن العلة فيه أو في عدمه كإونهما من
ذوي الرحام ،فتوريث إحداهما دون الخرى خارق للتفاق ،ومثاله غير خارق ما.
ي المباح ،وقيل تجب فيهما
قلنا :إنه تجب الزكإاة في مال الصبي دون الحل ّ
وقيل ل تجب فيهما فالمفصل موافق لمن لم يفصل في بعض ما قاله.
)و( علم )أنه يجوز إحداث( أي إظهار )دليل( لحكم )أو تأويل( لدليل ليوافق
غيره )أو علة( لحكم غير ما ذكإروه من الدليل والتأويل ،والعلة لجواز تعدد
المذكإورات )إن لم يخرق( :ما ذكإروه بخلفّ ما إذا خرقه بأن قالوا :ل دليل ول
تأويل ول علة غير ما ذكإرناه ،وقيل ل يجوز إحداث ذلك مطلقا لنه من غير
سإبيل المؤمنين المتوعد على اتباعه في الية .قلنا :المتوعد عليه ما خالف
سإبيلهم ل ما لم يتعرضوا له كإما نحن فيه )و( علم )أنه يمتنع ارتداد المة( في
عصر )سإمعا( لخرقه إجماع من قبلهم على وجوب اسإتمرار اليمان .وقيل :ل
يمتنع سإمعا ل يمتنع عقل ً قطعا )ل اتفاقها( :أي المة في عصر )على جهل ما(
أي شيء )لم تكلف به( بأن لم تعلمه كإالتفضيل بين عمار وحذيفة فل يمتنع إذ ل
خطأ فيه لعدم التكليف به ،وقيل يمتنع وإل لكان الجهل سإبيل ً لها فيجب اتباعها
فيه وهو باطل .قلنا :يمنع أنه سإبيل لها إذ سإبيل الشخص ما يختاره من قول أو
فعل ل ما ل يعلمه أما اتفاقها على جهل ما كإلفت به فممتنع قطعا )ول
انقسامها( أي المة )فرقتين( في كإل من مسألتين متشابهتين )كإل( من
الفرقتين )يخطىء في مسألة( من المسألتين كإاتفاق إحدى الفرقتين على
وجوب الترتيب في الوضوء وعلى عدم وجوبه في الصلة الفائتة ،والخرى على
العكس ،فل يمتنع نظرا في ذلك إلى أنه لم يخطىء إل بعضها بالنظر إلى كإل
مسألة على حدتها ،وقيل يمتنع نظرا إلى أنها أخطأت في مجموع المسألتين
والخطأ منفي عنها بالخبر السابق ،والتصحيح في هذه العلوم مما يأتي من
زيادتي )و( علم )أن الجماع ل يضاد إجماعا( :أي ل يجوز انعقاده على ما يضاد
ما انعقد عليه إجماع) .قبله( لسإتلزامه تعارض قاطعين ،وقيل يجوز إذ ل مانع
من كإون الّول مغيا بالثاني) .وهو الصأح في الكل( :أي كإل من المسائل الست
ي) .دليل( قطعي كإما تقرر) .ول يعارضه( أي الجماع بناء على الصأح أنه قطع ّ
ول ظني ،إذ ل تعارض بين قاطعين لسإتحالته ،إذ
التعارض بين شيئين يقتضي خطأ أحدهما ،ول بين قاطع ومظنون للغاء
المظنون في مقابلة القاطع ،أما الجماع الظني فيجوز معارضته بظني آخر.
)وموافقته( :أي الجماع )خبرا ل تدل على أنه عنه( لجواز أن يكون عن غيره
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
ولم ينقل لنا اسإتغناء بنقل الجماع عنه )لكنه( :أي كإونه عنه هو )الظاهر إن لم
يوجد غيره( بمعناه ،إذ ل بد له من مستند كإما مر ،فإن وجد فل لجواز أن يكون
الجماع عن ذلك الغير ،وقيل :موافقته له تدل على أنه عنه قال بعضهم :ومحل
الخلفّ في خبر الواحد أما المتواتر فهو عنه بل خلفّ وفيه نظر.
خاتمة.:
)جاحد مجمع عليه معلوم من الدين ضرورة( وهو ما يعرفه منه الخواص
والعوام من غير قبول تشكيك كإوجوب الصلة والصوم وحرمة الزنا والخمر.
)كإافر( قطعا )إن كإان فيه نص( لن جحده يستلزم تكذيب النبي صألى الله عليه
وسإّلم فيه وما أوهمه كإلم المدي ،ومن تبعه من أن فيه خلفا ليس بمراد لهم.
ص جادحه كإافر) .في الصأح( لما مر ،وقيل ل لعدم )وكإذا إن لم يكن( فيه ن ّ
النص وخرج بالمجمع عليه غيره ،وإن كإان فيه نص ،وبالمعلوم ضرورة غيره
كإفساد الحج بالوطء قبل الوقوفّ ،وإن كإان فيه نص كإاسإتحقاق بنت البن
السدس مع البنت لقضاء النبي صألى الله عليه وسإّلم به ،كإما رواه البخاري
وبالدين المجمع عليه المعلوم من غيره ضرورة كإوجود بغداد ،فل يكفر جاحدها
ول جاحد شيء منها ،وإن اشتهر بين الناس هذا حاصأل ما في الروضة كإأصألها
في باب الردة وهو المعتمد ،وإن خالفه ما في الصأل كإما أوضحته في
الحاشية.
من الدلة الشرعية) .وهو( لغة التقدير والمساواة .واصأطلحا) .حمل معلوم
ور أي إلحاقه به في حكمه) .لمساواته( له )في علة على معلوم( بمعنى متص ّ
حكمه( :بأن توجد بتمامها في المحمول )عند الحامل( :وهو المجتهد مطلقا أو
مقيدا وافق ما في نفس المر أو ل ،بأن ظهر غلطه ،فتناول الحد القياس
الفاسإد كإالصحيح) .وإن خص( المحدود )بالصحيح حذفّ( من الحد ّ )الخير(:
وهو عند الحامل فل يتناول حينئذ إل الصحيح لنصرافّ المساواة المطلقة إلى
ما في نفس المر والفاسإد قبل ظهور فساده معمول به كإالصحيح .وحد ّ شيخنا
الكمال ابن الهمام القياس بأنه مساواة محل لخر في علة حكم شرعي له،
وهو ل يشمل غير الشرعي ،لكنه أخصر من الحد ّ الّول وأقرب إلى مدلول
القياس اللغوي الذي مّر بيانه وسإالم مما أورد على الّول من أن الحمل فعل
المجتهد فيكون القياس فعله مع أنه دليل نصبه الشرع نظر فيه المجتهد أو ل،
كإالنص لكن جواب اليراد أنه ل تنافي بين كإونه فعل المجتهد ونصب الشارع
إياه دليلً) .وهو( أي القياس )حجة في المور الدنيوية( كإالغذية) .وكإذا في
غيرها( كإالشرعية )في الصأح( لعمل كإثير من الصحابة به متكررا شائعا مع
سإكوت الباقين الذي هو في مثل ذلك من الصأول العامة وفاق عادة ،ولقوله
تعالى} :فاعتبروا{ والعتبار قياس الشيء بالشيء فيجوز القياس في ذلك،
وقيل يمتنع فيه عقلً ،وقيل شرعا ،وقيل يمتنع فيه إن كإان غير جل ّ
ي ،وقيل
يمتنع في الحدود والكفارات والرخص والتقديرات ،وقيل غير ذلك .والصأح
الّول فو جائز فيما ذكإر) .إل في العادية والخلقية( :أي التي ترجع إلى العادة
والخلقة كإأقل الحيض أو النفاس أو الحمل وأكإثره فيمتنع ثبوتها بالقياس في
الصأح ،لنها ل يدركّ المعنى فيها ،بل يرجع فيها إلى قول من يوثق به ،وقيل
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
يجوز لنه قد يدركّ المعنى فيها) .وإل في كإل الحكام( فيمتنع ثبوتها بالقياس
في الصأح ،لن منها ما ل يدركّ معناه كإوجوب الدية على العاقلة ،وقيل يجوز
حتى إن كإل ً من الحكام صأالح لن يثبت بالقياس بأن يدركّ معناه ووجوب الدية
على العاقلة له معنى يدركّ ،وهو إعانة الجاني فيما هو معذور فيه ،كإما يعان
الغارم لصألح ذات البين بما يصرفّ إليه من الزكإاة.
)وإل القياس على منسوخ فيمتنع( فيه) .في الصأح( لكإتفاء اعتبار الجامع
بالنسخ وقيل يجوز فيه ،لن القياس مظهر لحكم الفرع الكمين ونسخ الصأل
ليس نسخا للفرع ،وقولي من زيادتي فيمتنع تنبيه على أن الخلفّ ،إنما هو في
امتناع القياس ل في عدم حجيته) .وليس النص عل العلة( لحكم ولو في جانب
الكف) .أمرا بالقياس( أي ليس أمرا به )في الصأح( ل في جانب الفعل غير
الكف كإأكإرم زيدا لعلمه ،ول في جانب الكف نحو الخمر حرام لسإكارها ،وقيل
إنه أمر به في الجانبين ،إذ ل فائدة لذكإر العلة إل ذلك .قلنا :ل نسلم الحصر
لجواز كإون الفائدة بيان مدركّ الحكم ليكون أوقع في النفس ،وقيل إنه أمر به
في جانب الكف دون غيره لن العلة في الكف المفسدة ،وإنما يحصل الغرض
من انعدامها بالكف عن كإل فرد مما تصدق عليه العلة والعلة في غيره
المصلحة ،ويحصل الغرض من حصولها بفرد .قلنا :قوله عن كإل فرد إلى آخره
ممنوع ،بل يكفي الكف عن كإل فرد مما يصدق عليه محل المعلل.
)الثاني (:من أركإان القياس )حكم الصأل وشرطه ثبوته بغير قياس ولو
إجماعا( :إذ لو ثبت بقياس كإان القياس الثاني عند اتحاد العلة لغو للسإتغناء
عنه بقياس الفرع فيه على الصأل في الول ،وعند اختلفها غير منعقد لعدم
اشتراكّ الصأل ،والفرع فيه في علة الحكم ،فالتحاد كإقياس التفاح على البّر
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
في الربوية بجامع الطعم ثم قياس السفرجل على التفاح ،فيما ذكإر .وهو لغو
للسإتغناء عنه بقياس السفرجل على البر والختلفّ كإقياس الرتق ،وهو انسداد
محل الوطء على جب الذكإر في فسخ النكاح بجامع فوات التمتع ،ثم قياس
الجذام على الرتق فيما ذكإر وهو غير منعقد ،لن فوات التمتع غير موجود فيه،
وقيل ل يثبت بإجماع أيضا ل أن يعلم أن مستنده نص ليستند القياس إليه ،ورد ّ
بأنه ل دليل عليه ول يضر احتمال أن يكون الجماع عن قياس ،لن كإون حكم
الصأل حينئذ عن قياس مانع من القياس ،والصأل عدم المانع) .وكإونه غير
متعبد به بالقطع( أي اليقين )في قول( :لن ما تعبد فيه باليقين إنما يقاس على
محله ما يطلب فيه اليقين كإالعقائد والقياس ل يفيد اليقين ،ورد ّ بأنه يفيده إذا
علم حكم الصأل وما هو العلة فيه ووجودها في الفرع ،وزدت في قول ليوافق
ما رجحته كإالصأل قبل من جواز القياس في العقليات) .وكإونه من جنس
الحكم الفرع( :فيشترط كإونه شرعيا إن كإان المطلوب إثباته حكما شرعيا
وكإونه عقليا إن كإان المطلوب إثباته حكما عقليا وكإونه لغويا إن كإان المطلوب
إثباته حكما لغويا )وأن ل يعدل( :أي حكم الصأل )عن سإنن القياس( فما عدل
عن سإننه أي :خرج عن طريقه ل يقاس على محله لتعذر التعدية حينئذ كإشهادة
خزيمة بن ثابت وحده ،فل يقاس به غيره ،وإن فاته رتبة كإالصديق رضي الله
عنه وقصة شهادته رواها ابن خزيمة ،وحاصألها أن النبي صألى الله عليه وسإّلم
ي فشهد عليه ابتاع فرسإا من أعرابي فجحده البيع ،وقال :هلم شهيدا يشهد عل ّ
خزيمة أي وحده ،فقال له النبي صألى الله عليه وسإّلم :ما حملك على هذا ولم
تكن حاضرا؟ فقال :صأدقتك بما جئت به وعلمت أنك ل تقول إل حقا ،فقال
صألى الله عليه وسإّلم» :من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه« .ورواها أبو
داود أيضا وقال :فجعل النبي صألى الله عليه وسإّلم شهادته بشهادة رجلين) .و(
أن )ل يكون دليله( :أي دليل حكم الصأل )شامل ً لحكم الفرع( للسإتغناء به
حينئذ عن القياس ،مع أنه ليس جعل بعض الصور المشمولة أصأل ً لبعضها أولى
من العكس ،كإما لو اسإتدل على ربوية البر بخبر مسلم» :الطعام بالطعام مثل ً
بمثل« ثم قيس عليه الذرة بجامع الطعم فإن الطعام يشمل الذرة كإالبر سإواء،
وسإيأتي أنه ل يشترط في العلة أن ل يشمل دليلها حكم الفرع بعمومه أو
خصوصأه في الصأح ،وفارق ما هنا بما فهم من المعية السابقة) .وكإونه( :أي
حكم الصأل )متفقا عليه جزما( ،وإل احتيج عند منعه إلى إثباته فينتقل إلى
مسألة أخرى ،وينتشر الكلم ويفوت المقصود ،وذلك ممنوع منه إل أن يروم
المستدل إثباته فليس ممنوعا كإما يعلم مما يأتي )بين الخصمين فقط في
الصأح( :لن البحث ل يعدوهما وقيل بين كإل المة حتى ل يتأتى المنع أصألً.
)
)الثالث( :من أركإان القياس) .الفرع :وهو المحل المشبه( بالصأل )في
الصأح( .وقيل :حكمه ول يأتي قول كإالصأل بأنه دليل الحكم لن دليله القياس.
)والمختار قبول المعارضة فيه( :أي في الفرع )بمقتضى نقيض الحكم أو
ضده( .وقيل ل يقبل ،وإل لنقلب منصب المناظرة ،إذ يصير المعترض مستدل ً
وبالعكس ،وذلك خروج عما قصد من معرفة صأحة نظر المستدل في دليله إلى
غيره .قلنا :القصد من المعارضة هدم دليل المستدل ل إثبات مقتضاها المؤدي
إلى ما مّر .وصأورتها في الفرع أن يقول :المعترض للمستدل ما ذكإرت من
الوصأف ،وإن اقتضى ثبوت الحكم في الفرع فعندي وصأف آخر يقتضي نقيضه
أو ضده ،فالنقيض نحو المسح ركإن في الوضوء فيسن تثليثه كإالوجه فيقول
ن تثليثه كإمسح الخف والضد نحو الوترالمعارض مسح في الوضوء ،فل يس ّ
ّ
ي صألى الله عليه وسإلم ،فجب كإالتشهد فيقول :المعارض واظب عليه النب ّ
مؤقت بوقت صألة من الخمس فيسن كإالفجر ،وخرج بالمقتضى لنقيض الحكم
أو ضده المعارضة بالمقتضى لخلفّ الحكم ،فل يقدح لعدم منافاتها لدليل
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
المستدل كإما يقال :اليمين الغموس قول يأثم قائله فل يوجب الكفارة،
كإشهادة الزور ،فيقول المعارض قول مؤكإد للباطل يظن به حقيقته فيوجب
التعزير كإشهادة الزور) .و( المختار في دفع المعارضة المذكإورة زيادة على
دفعها بكل ما يعترض به على المستدل ابتداء )دفعها بالترجيح( :لوصأف
المستدل على وصأف المعارض بمرجح مما يأتي في محله لتعين العمل
بالراجح .وقيل :ل تدفع به لن المعتبر فيها حصول أصأل الظن ل مساواته لظن
الصأل ،وأصأل الظن ل يندفع بالترجيح .ورد ّ بأنه لو صأح ذلك لقتضى منع قبول
الترجيح مطلقا وهو خلفّ الجماع) .و( المختار بناء على الول )أنه ل يجب
اليماء إليه( أي :إلى الترجيح )في الدليل( .ابتداء لن ترجيح وصأف المستدل
على وصأف معارضه خارج عن الدليل ،وقيل يجب لن الدليل ل يتم بدونه دفع
المعارض .قلنا :ل معارض حينئذ فل حاجة إلى دفعه قبل وجوده.
)وشرطه( أي الفرع )وجود تمام العلة( التي في الصأل )فيه( :بل زيادة أو بها
دىكإالسإكار في قياس النبيذ بالخمر ،واليذاء في قياس الضرب بالتأفيف فيتع ّ
الحكم إلى الفرع) .فإن كإانت( أي العلة )قطعية( :بأن قطع بكونها علة في
الصأل وبوجودها في الفرع كإالسإكار واليذاء فيما مر) .فقطعي( قياسإها حتى
كإأن الفرع فيه شمله دليل الصأل ،فإن كإان دليله ظنيا فحكم الفرع كإذلك) .أو(
كإانت )ظنية( بأن ظن كإونها علة في الصأل ،وإن قطع بوجودها في الفرع
)فظني وأدون( :أي فقياسإها ظني وهو قياس الدون والتصريح بأنه ظني من
زيادتي )كإتفاح( أي كإقياسإه )ببّر( في باب الربا )بجامع الطعم( :فإنه العلة
عندنا في الصأل مع احتمال ما قيل إنها الفوت أو الكيل ،وليس في التفاح إل
الطعم فثبوت الحكم فيه أدون من ثبوته في البر المشتمل على الوصأافّ
الثلثة ،والول الذي هو القطعي يشمل قياس الولى والمساوي) .وأن( أي
وشرط الفرع ما ذكإر وأن )ل يعارض( أي معارضة ل يتأتى دفعها كإما مّر التلويح
به ،والتصريح بهذا من زيادتي) .و( أن )ل يقوم القاطع على خلفه( :أي خلفّ
الفرع في الحكم ،إذ ل صأحة للقياس في شيء مع قيام دليل قاطع على خلفه.
)وكإذا خبر الواحد( :أي وأن ل يقوم خبر الواحد على خلفه )في الصأح( :لنه
مقدم على القياس في الصأح كإما مّر في بحث الخبر) .إل لتجربة( :أي تمرين
)النظر( من المستدل ،فيجوز القياس المخالف لنه صأحيح في نفسه ولم
يعمل به لمعارضة ما ذكإر له ،ويدل لصحته قولهم :إذا تعارض النص والقياس
قدم النص) .و( أن )يتحد حكمه( أي الفرع )بحكم الصأل( في المعنى ،كإما أنه
يشترط في الفرع وجود تمام العلة فيه كإما مّر ،فإن لم يتحد به لم يصح
القياس لنتفاء حكم الصأل عن الفرع ،وجواب عدم التحاد فيما ذكإر يكون
ببيان التحاد فيه كإما يعلم مما يأتي في محله كإأن يقيس الشافعي ظهار الذمي
بظهار المسلم في حرمة وطء الزوجة ،فيقول الحنفي :الحرمة في المسلم
تنتهي
بالكفارة ،والكافر ليس من أهلها إذ ل يمكنه الصوم منها لفساد نيته فل تنتهي
الحرمة في حقه ،فاختلف الحكم ،فل يصح القياس فيقول الشافعي يمكنه
الصوم بأن يسلم ثم يصوم ويصح إعتاقه وإطعامه مع الكفر اتفاقا ،فهو من
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
أهل الكفارة ،فالحكم متحد ،والقياس صأحيح.
)
و( أن )ل يتقدم( حكم الفرع )على حكم الصأل( في الظهور للمكلف) .حيث ل
دليل له( غير القياس على المختار ،كإقياس الوضوء بالتيمم في وجوب النية
بتقدير :أن ل دليل للوضوء غير القياس فإنه تعبد به قبل الهجرة ،والتيمم إنما
تعبد به بعدها إذ لو جاز تقدم حكم الفرع للزم ثبوته حال تقدمه بل دليل ،وهو
ممتنع لنه تكليف بما ل يعلم ،نعم إن ذكإر إلزاما للخصم جاز لقول الشافعي
للحنفي القائل بوجوب النية في التيمم :دون الوضوء طهارتان أنى يفترقان
لتحاد الصأل والفرع في المعنى ،فإن كإان له دليل آخر جاز تقدمه لنتفاء
دد الدليل ،وقيل ل يجوز تقدمه) .ل ثبوته(: المحذور السابق ،وبناء على جواز تع ّ
أي حكم الفرع )بالنص جملة( فل يشترط على المختار وقيل يشترط ويطلب
بالقياس تفصيله ،فلول العلم بورود ميراث الجد ّ جملة لما جاز القياس في
ي
توريثه مع الخوة والخوات ،ورد ّ اشتراط ذلك بأن العلماء قاسإوا :أنت عل ّ
حرام بالطلق والظهار واليلء بحسب اختلفهم فيه ،ولم يوجد فيه نص ل جملة
ول تفصيلً) .ول انتفاء نص أو إجماع يوافق( :القياس في الحكم ،فل يشترط،
بل يجوز القياس مع موافقتهما أو أحدهما له) .على المختار( بناء على جواز
دد الدليل نظرا إلى أن الحاجةدد الدليل ،وقيل يشترط انتفاؤهما وإن جاز تع ّ تع ّ
دد
دد الدليل ،وقيل يشترط انتفاؤهما وإن جاز تع ّ إلى القياس ،إنما تدعو جواز تع ّ
الدليل نظرا إلى أن الحاجة إلى القياس ،إنما تدعو عند فقد النص والجماع،
قلنا :أدلة القياس مطلقة عن اشتراط ذلك ،وعلى الول جرى الصأل ،لكنه
خالفه قبل في النص فجرى فيه على
الثاني.
)الرابع( :من أركإان القياس )العلة( ويعبر عنها بالوصأف الجامع بين الصأل
والفرع ،وفي معناها شرعا أقوال ينبني عليها مسائل تأتي) .الصأح أنها( أي
العلة )المعرفّ( للحكم .فمعنى كإون السإكار مثل ً علة أنه معرفّ ،أي :علمة
على حرمة المسكر .وقالت المعتزلة :هي المؤثر بذاته في الحكم بناء على
قاعدتهم من أنه يتبع المصلحة أو المفسدة ،وقيل هي المؤثر فيه بجعله تعالى
ل بالذات ،وقيل هي الباعث عليه ،ورد ّ بأنه تعالى ل يبعثه شيء ومن عبر من
الفقهاء عنها بالباعث أراد كإما قال السبكي :أنها باعثة للمكلف على المتثال.
)و( الصأح )أن حكم الصأل( على القول بأنها المعرفّ )ثابت بها( ل بالنص.
وقالت الحنفية :ثابت بالنص ،لنه المفيد للحكم قلنا لم يفده بقيد كإون محله
أصأل ً يقاس به الذي الكلم فيه ،والمفيد له العلة لنها منشأ التعدية المحققة
للقياس ،فالمراد بثبوت الحكم بها معرفته لنها معرفة له) .وقد تكون( العلة
)دافعة للحكم( :أي لتعلقه كإالعدة فإنها تدفع حل النكاح من غير صأاحبها ول
ترفعه كإأن كإانت عن شبهة) .أو رافعة( له كإالطلق فإنه يرفع حل التمتع ول
يدفعه لجواز النكاح بعده) .أو فاعلة لهما( أي الدفع والرفع كإالرضاع فإنه يدفع
حل النكاح ويرفعه وتكون العلة) .وصأفا حقيقيا( :وهو ما يتعقل في نفسه من
غير توقف على عرفّ أو غيره) .ظاهرا منضبطا( :ل خفيا أو مضطربا كإالطعم
في الربوي) .أو( وصأفا )عرفيا مطردا( أي :ل يختلف باختلفّ الوقات
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
كإالشرفّ والخسة في الكفاءة) .وكإذا( تكون )في الصأح( وصأفا )لغويا( كإتعليل
حرمة النبيذ بتسميته خمرا بناء على ثبوت اللغة بالقياس ،وقيل ل يعلل الحكم
الشرعي بالمر اللغوي )أو حكما شرعيا( :سإواء أكإان المعلول كإذلك كإتعليل
جواز رهن المشاع بجواز بيعه أم أمرا حقيقيا كإتعليل حياة الشعر بحرمته
بالطلق وحله بالنكاح كإاليد ،وقيل ل تكون حكما لن شأن الحكم أن يكون
معلول ً
ل علة ،ورد ّ بأن العلة بمعنى المعرفّ ،ول يمتنع أن يعرفّ حكم حكما أو غيره،
وقيل ل تكون حكما شرعيا إن كإان المعلول أمرا حقيقيا) .أو( وصأفا )مركإبا(
كإتعليل وجود القود بالقتل العمد العدوان لمكافىء ،وقيل :ل يكون علة لن
التعليل بالمركإب يؤدي إلى محال إذ بانتفاء جزء منه تنتفي عليته فبانتفاء آخر
يلزم تحصيل الحاصأل ،لن انتفاء الجزء علة لعدم العلية .قلنا :إنما يؤدي إلى
ذلك في العلل العقلية ل المعرفات ،وكإل من النتفاءات هنا معرفّ لعدم العلية
ول اسإتحالة في اجتماع معرفات على شيء واحد ،وقيل :يكون علة ما لم يزد
على خمسة أجزاء.
)وشرط لللحاق( بحكم الصأل )بها( :أي بسبب العلة )أن تشتمل على حكمة(:
أي مصلحة مقصودة من شرع الحكم )تبعث( :أي تحمل المكلف حيث يطلع
عليها )على المتثال وتصلح شاهدا لناطة الحكم( بالعلة كإحفظ النفوس فإنه
حكمة ترتب وجود القود على علته السابقة ،فإن من علم أن من قتل اقتص
ف عن القتل ،وقد ل ينكف عنه توطينا لنفسه على تلفها ،وهذه الحكمة منه انك ّ
تبعث المكلف من القاتل وولي المر على امتثال المر الذي هو إيجاب القود
بأن يمكن كإل منهما وارث القتيل من القود ،ويصلح شاهدا لناطة وجوب القود
بعلته ،فيلحق حينئذ القتل بمثقل بالقتل بمحدد في وجوب القود لشتراكإهما في
العلة المشتملة على الحكمة المذكإورة ،فمعنى اشتمالها عليها كإونها ضابطا لها
كإالسفر في حل القصر مثلً) .ومانعها( أي العلة )وصأف وجودي يخل بحكمتها(:
كإالدين على القول بأنه مانع من وجوب الزكإاة على المدين ،فإنه وصأف وجودي
يخل بحكمة العلة لوجوب الزكإاة المعلل بملك النصاب وهي السإتغناء بملكه،
إذ المدين ل يستغني بملكه لحتياجه إلى وفاء دينه به ،ول يضر خلو المثال عن
اللحاق الذي الكلم فيه ،وتعبيري بما ذكإر أولى مما عبر به لما بينته في
الحاشية) .ول يجوز في الصأح كإونها الحكمة إن لم تنضبط( :كإالمشقة في
السفر لعدم انضباطها ،فإن انضبطت جاز كإما رجحه المدي وابن الحاجب
وغيرهما لنتفاء المحذور ،وقيل يجوز مطلقا لنها المشروع لها الحكم ،وقيل ل
يجوز مطلقا .وقضية كإلم الصأل ترجيحه ،ومحل الخلفّ إذا لم تحصل الحكمة
من ترتيب الحكم على الوصأف يقينا أو ظنا كإما سإيأتي إيضاحه في مبحث
المناسإبة) .و( ل يجوز في الصأح وفاقا لبن الحاجب وغيره) .كإونها عدمية( ولو
بعدمية جزئها أو بإضافتها بأن يتوقف تعقلها على تعقل غيرها كإالبوة )في(
الحكم )الثبوتي( ،فل يجوز حكمت بكذا لعدم كإذا أو للبوة بناء على أن الضافي
عدمي كإما سإيأتي تصحيحه أواخر الكتاب ،وذلك لن العلة بمعنى العلمة يجب
أن
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
تكون أجلى من المعلل ،والعدمي أخفى من الثبوتي ،وقيل يجوز لصحة أن يقال
ضرب فلن عبده لعدم امتثاله أمره .وأجيب :بمنع صأحة التعليل بذلك ،وإنما
يصح بالكف عن امتثاله وهو أمر ثبوتي ،والخلفّ في العدم المضافّ بخلفّ
العدم المطلق ل يجوز التعليل به قطعا ،لن نسبته إلى جميع المحال على
السواء ،فل يعقل كإونه علة ويجوز وفاقا تعليل الثبوتي بمثله كإتعليل حرمة
الخمر بالسإكار والعدمي بمثله ،كإتعليل عدم صأحة التصرفّ بعدم العقل
والعدمي بمثله ،كإتعليل عدم صأحة التصرفّ بعدم العقل والعدمي بالثبوتي
كإتعليل ذلك بالسإرافّ.
)ويجوز التعليل بما ل يطلع على حكمته( :كإتعليل الربوي بالطعم أو غيره.
)ويثبت الحكم فيما يقطع بانتفائها فيه للمظنة في الصأح( :لجواز القصر
بالسفر لمن ركإب سإفينة قطعت به مسافة القصر في لحظة بل مشقة ،وقيل
ل يثبت ،وعليه الجدليون إذ ل عبرة بالمظنة عند تحقق انتفاء المئنة ،وعلى
الّول يجوز اللحاق للمظنة كإإلحاق الفطر بالقصر ،فيما ذكإر فما مر من أنه
يشترط في اللحاق بالعلة اشتمالها على حكمة شرط في الجملة أو للقطع
بجواز اللحاق ،ثم ثبوت الحكم فيما ذكإر غير مطرد ،بل قد ينتفي كإمن قام من
النوم متيقنا طهارة يده فل تثبت كإراهة غمسها في ماء قليل قبل غسلها ثلثا،
بل تنتفي خلفا لمام الحرمين والترجيح من زيادتي) .والصأح جواز التعليل
بـ)ـالعلة )القاصأرة( :وهي التي ل تتعدى محل النص )لكونها محل الحكم أو
جزءه( الخاص بأن ل توجد في غيره )أو وصأفه الخاص( بأن ل يتصف به غيره،
فالّول كإتعليل حرمة الربا في الذهب بكونه ذهبا وفي الفضة كإذلك ،والثاني
كإتعليل نقض الوضوء في الخارج من السبيلين بالخروج منهما ،والثالث كإتعليل
حرمة الربا في النقدين بكونهما قيم الشياء .وخرج بالخاص في الصورتين
غيره فل قصور فيه ،كإتعليل الحنفية النقض فيما ذكإر بخروج النجس من البدن
الشامل لما ينقض عندهم من الفصد ونحوه ،وكإتعليل ربوية البر بالطعم ،وقيل
يمتنع التعليل بالقاصأرة مطلقا لعدم فائدتها ،وقيل يمتنع إن لم تكن ثابتة بنص
أو إجماع لذلك.
)و( نحن ل نسلم ذلك بل )من فوائدها معرفة المناسإبة( بين الحكم ومحله
فيكون أدعى للقبول) .وتقوية النص( الدال على معلولها بأن يكون ظاهرا ل
قطعيا) .و( الصأح جواز التعليل )باسإم لقب( كإتعليل الشافعي نجاسإة بول ما
يؤكإل لحمه بأنه بول كإبول الدمي ،وقيل ل يجوز لنا نعلم بالضرورة أنه ل أثر
في حرمة الخمر لتسميته خمرا ،بخلفّ مسماه من كإونه مخامرا للعقل فإنه
تعليل بالوصأف) .و( الصأح جواز التعليل )بالمشتق( المأخوذ من فعل كإالسارق
في قوله تعالى} :والسارق والسارقة{ الية أو من صأفة كإأبيض فإنه مأخوذ
من البياض ،وقيل يمتنع فيهما .وزعم الصأل التفاق على الجواز في الّول،
والتعليل بالثاني من باب الشبه الصوري كإقياس الخيل على البغال في عدم
وجوب الزكإاة وسإيأتي الخلفّ فيه) .و( الصأح جواز التعليل شرعا وعقل ً
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
للحكم الواحد الشخصي )بعلل شرعية( اثنتين فأكإثر مطلقا ،لنها علمات ول
مانع من اجتماع علمات على شيء واحد) .وهو واقع( كإما في اللمس والمس
والبول الموجب كإل منها للحدث ،وقيل يجوز ذلك في العلل المنصوصأة دون
المستنبطة لن الوصأافّ المستنبطة الصالح كإل منها للعلية يجوز أن يكون
مجموعها العلة عند الشارع ،فل يتعين اسإتقلل كإل منها بالعلية بخلفّ ما نص
على اسإتقلله بها .وأجيب :بأنه يتيعن السإتقلل بالسإتنباط أيضا وقيل يمتنع
شرعا مطلقا ،إذ لو جاز شرعا لوقع لكنه لم يقع .قلنا :بتقدير تسليم اللزوم ل
نسلم عدم وقوعه لما مر من علل الحدث ،وقيل يمتنع عقل ً وهو الذي صأححه
الصأل ،وقيل يجوز في التعاقب دون المعية للزوم المحال التي لها بخلفّ
التعاقب ،لن الذي يوجد فيه بالثانية مثل ً مثل الّول ل عينه ،وعلى منع التع ّ
دد
دد ،إما أن يقال فيه العلة مجمع المور أو أحدها ل فما يذكإره المجيز من التع ّ
بعينه ،أو يقال فيه الحكم متعدد بمعنى أن الحكم المستند إلى واحد منها غير
المستند إلى آخر ،وإن اتفقا نوعا كإما قيل بكل من ذلك ،أما العلل
)وعكسه( وهو تعليل أحكام بعلة )جائز وواقع(( :جزما بناء على الصأح من
تفسير العلة بالمعرفّ )إثباتا كإالسرقة( :فإنها علة لوجوب القطع ولوجوب
الغرم إن تلف المسروق) .ونفيا كإالحيض( ،فإنه علة لعدم جواز الصوم والصلة
وغيرهما ،أما على تفسير العلة بالباعث فكذلك على الصأح ،وقيل يمتنع تعليلها
بعلة بناء على اشتراط المناسإبة فيها ،لن مناسإبتها لحكم يحصل المقصود منها
بترتيب الحكم عليها ،فلو ناسإبت آخر لزم تحصيل الحاصأل .قلنا :ل نسلم ذلك
لجواز تعدد المقصود كإما في السرقة المرتب عليها القطع زجرا عنها والغرم
جبرا لما تلف من المال ،وقيل يمتنع ذلك إن تضادت الحكام كإالتأبيد لصحة
البيع وبطلن الجارة ،لن الشيء الواحد ل يناسإب المتضادات) .و( شرط
)لللحاق( بالعلة )أن ل يكون ثبوتها متأخرا عن ثبوت حكم الصأل في الصأح(:
سإواء أفسرت بالباعث أم بالمعرفّ ،لن الباعث على الشيء أو المعرفّ له ل
يتأخر عنه ،وقيل يجوز تأخر ثبوتها بناء على تفسيرها بالمعرفّ كإما يقال :عرق
الكلب نجس كإلعابه ،لنه مستقذر لن اسإتقذاره إنما يثبت بعد ثبوت نجاسإته.
قلنا :قوله بناء على تفسيرها بالمعرفّ إنما يتم بتفسير المعرفّ بما من شأنه
التعريف ل بتفسيره بما يحصل به التعريف الذي هو المراد ،لئل يلزم عليه
دم جائز ،وواقع إذتعريف المعرفّ ،وعلى تفسيره بالّول فتعريف المتأخر للمتق ّ
الحادث يعرفّ القديم كإالعالم لوجود الصانع تعالى) .و( شرط اللحاق بالعلة
)أن ل تعود على الصأل( الذي اسإتنبطت منه )بالبطال( لحكمه لنه منشؤها
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
فإبطالها له إبطال لها كإتعليل الحنفية وجوب الشاة في الزكإاة بدفع حاجة
الفقير ،فإنه مجوز لخراج قيمة الشاة مفض إلى عدم وجوبها عينا بالتخيير بينها
وبين قيمتها) .ويجوز عودها( على الصأل )بالتخصيص( له )في الصأح غالبا(.
فل يشترط عدمه كإتعليل الحكم في آية} :أو لمستم النساء{ بأن اللمس
مظنة التمتع أي التلذذ ،فإنه يخرج من النساء المحارم فل ينقض
لمسهن الوضوء ،وقيل ل يجوز ذلك فيشترط عدم التخصيص ،فينقض لمس
المحارم الوضوء عمل ً بالعموم والتصحيح من زيادتي ،وخرج بالتخصيص
التعميم فيجوز العود به قطعا كإتعليل الحكم في خبر الصحيحين :ل يحكم أحد
بين اثنين وهو غضبان ،بتشويش الفكر فإنه يشمل غير الغضب أيضا وبزيادتي
غالبا تعليل نحو الحكم في خبر النهي عن بيع اللحم بالحيوان بأنه بيع ربوي
بأصأله ،فإنه يقتضي جواز البيع بغير الجنس من مأكإول وغيره كإما هو أحد قولي
الشافعي ،لكن أظهرهما المنع نظرا للعموم.
)و( شرط لللحاق بالعلة )أن ل تكون( العلة )المستنبطة معارضة بمنافّ(
لمقتضاها )موجود في الصأل( :إذ ل عمل لها مع وجوده إل بمرجح ،ومثل له
بقول الحنفي في نفي وجوب التبييت في صأوم رمضان صأوم عين فيتأدى بالنية
قبل الزوال كإالنفل فيعارضه الشافعي بأنه صأوم فرض فيحتاط فيه بخلفّ
النفل ،وهو مثال للمعارض في الجملة وليس منافيا ول موجودا في الصأل،
وخرج بالصأل الفرع فل يشترط انتفاء وجود ذلك فيه لصحة العلة ،وقيل
يشترط أيضا ومثل له بقولنا في مسح الرأس ركإن في الوضوء ،فيسن تثليثه
كإغسل الوجه فيعارضه الخصم بقوله مسح فل يسن تثليثه كإالمسح على
الخفين ،وهو مثال للمعارض في الجملة وليس منافيا ،وإنما ضعف هذا
الشرط ،وإن لم يثبت الحكم في الفرع عند انتفائه لن الكلم في شروط
العلة ،وهذا شرط لثبوت الحكم في الفرع ل للعلة التي الكلم فيها ،وإنما قيد
المعارض بالمنافي لنه قد ل ينافى كإما سإيأتي فل يشترط انفاؤه ،ويجوز أن
يكون هو علة أيضا بناء على جواز التعليل بعلل) .و( شرط لللحاق بالعلة )أن ل
تخالف نصا أو إجماعا( :لتقدمهما على القياس فمخالفة النص كإقول الحنفي:
المرأة مالكة لبضعها فيصح نكاحها بغير إذن وليها قياسإا على بيع سإلعتها فإنه
مخالف لخبر أبي داود وغيره» :أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها
باطل« .ومخالفة الجماع كإقياس صألة المسافر على صأومه في عدم الوجوب
بجامع السفر الشاق فإنه مخالف للجماع على وجوب أدائها عليه) .و( أن )ل
تتضمن( العلة )المستنبطة زيادة عليه( :أي على النص أو الجماع) .منافية
مقتضاه( ،بأن يدل النص مثل ً على علية وصأف ويزيد السإتنباط قيدا فيه منافيا
دم النص عليه والتقييد بالمستنبطة من زيادتي. للنص فل يعمل بالسإتنباط لتق ّ
)و( شرط لللحاق بالعلة )أن تتعين( في الصأح ،فل تكفي المبهمة لن العلة
منشأ التعدية المحققة للقياس الذي هو الدليل ومن شأن الدليل أن يكون
معينا ،فكذا منشأ المحقق
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
له ،وقيل يكفي المبهمة من أمرين فأكإثر المشتركإة بين المقيس والمقيس
عليه) .ل أن ل تكون( العلة )وصأفا مقدرا( فل يشترط في الصأح كإتعليل جواز
التصرفّ بالملك الذي هو معنى مقدر شرعي في محل التصرفّ .وقيل:
يشترط ذلك ورجحه الصأل تبعا للمام الرازي) .ول أن ل يشمل دليلها حكم
ح لجواز تعدد الدلة ،وقيل الفرع لعمومه أو خصوصأه( :فل يشترط في الصأ ّ
يشترط ذلك للسإتغناء حينئذ عن القياس بذلك الدليل ،ورجحه الصأل مثال
طعام ِ مثل ً بمثل« .فإنه دال علىم بال ّ الدليل في العموم خبر مسلم» :ال ّ
طعا ُ
علية الطعم ،فل حاجة على هذا اقول في إثبات ربوية التفاح مثل ً إلى قياسإه
على البر بجامع الطعم للسإتغناء عنه بعموم الخبر ،ومثاله في الخصوص خبر:
»من قاء أو رعف فليتوضأ« فإنه دال على علية الخارج النجس في نقض
الوضوء فل حاجة للحنفي إلى قياس القيء أو الرعافّ على الخارج من
السبيلين في نقض الوضوء بجامع الخارج النجس للسإتغناء عنه بخصوص
الخبر) .ول القطع في( صأورة العلة )المستنبطة بحكم الصأل( :بأن يكون دليله
قطعيا من كإتاب أو سإنة متواترة أو إجماع قطعي) .ول القطع بوجودها في
ح بل يكفي الفرع ول انتفاء مخالفتها مذهب الصحابي( :فل تشترط في الصأ ّ
الظن بذينك لنه غاية الجتهاد فيما يقصد به العمل ،وقيل يشترط القطع بهما
لن الظن يضعف بكثرة المقدمات فربما يزول ،وأما مذهب الصحابي فليس
بحجة فل يشترط انتفاء مخالفة العلة له ،وقيل يشترط لن الظاهر اسإتناده إلى
النص الذي اسإتنبطت منه العلة) .ول انتفاء المعارض لها( في الصأل فل
يشترط) .في الصأح( بناء على جواز تعدد العلل كإما هو رأي الجمهور ،وقيل
يشترط بناء على منع ذلك ولنه ل عمل للعلة حينئذ إل بمرجح والتقييد
بالمستنبطة في الربع من زيادتي.
)
والمعارض هنا( بخلفه فيما مر حيث وصأف بالمنافي) .وصأف صأالح للعلية
كإصلحية المعارض( بفتح الراء لها )ومفض للختلفّ( .بين المتناظرين )في
الفرع كإالطعم مع الكيل في البر( ،فكل منهما صأالح للعلية فيه مفض للختلفّ
بين المتناظرين )في التفاح( مثل ً فعندنا ربوي كإالبر بعلة الطعم وعند الخصم
المعارض بأن العلة الكيل ليس بربوي لنتفاء الكيل فيه ،وكإل منهما يحتاج إلى
ترجيح وصأفه على وصأف الخر) .والصأح( أنه )ل يلزم المعترض نفي وصأفه(
أي بيان انتفائه )عن الفرع( مطلقا لحصول مقصوده من هدم ما جعله
المستدل العلة بمجرد المعارضة ،وقيل يلزمه ذلك مطلقا ليفيد انتفاء الحكم
عن الفرع الذي هو المقصود ،وقيل يلزمه إن صأرح بالفرق بن الصأل والفرع
في الحكم فقال مثلً :ل ربا في التفاح بخلفّ البر وعارض علية الطعم فيه لنه
بتصريحه بالفرق التزمه) .و(أنه )ل( يلزمه )إبداء أصأل( يشهد لوصأفه بالعتبار
لما مر ،وقيل يلزمه ذلك حتى تقبل معارضته كإأن يقول :العلة في البّر الطعم
دون القوت بدليل الملح فالتفاح مثل ً ربوي) .وللمستدل الدفع( :أي دفع
المعارضة بأوجه ثلثة وإن عدها الصأل أربعة) .بالمنع( :أي منع وجوب الوصأف
المعارض به في الصأل ولو بالقدح ،كإأن يقول في دفع معارضة الطعم بالكيل
في الجوز مثل ً ل نسلم أنه مكيل لن العبرة بعادة زمن النبي صألى الله عليه
وسإّلم ،وكإان إذ ذاكّ موزونا أو معدودا وكإأن يقدح في علية الوصأف ببيان خفائه
أو عدم انضباطه أو غير ذلك من مفسدات العلة) .وببيان اسإتقلل وصأفه( :أي
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
المستدل )في صأورة ولو( كإان البيان )بظاهر عام( ،كإما يكون بالجماع أو
بالنص القاطع أو بالظاهر الخاص )إن لم يتعرض( أي المستدل )للتعميم( كإأن
يبين اسإتقلل الطعم المعارض بالكيل في صأورة بخبر مسلم الطعام بالطعام
مثل ً بمثل والمستقل مقدم على غيره ،فإن تعرض للتعميم كإقوله فتثبت ربوية
كإل مطعوم خرج عن إثبات الحكم بالقياس الذي هو بصدد الدفع عنه إلى إثباته
وحاصألها مع اليضاح أن المستدل ينقطع بما قاله لعترافه فيه بإلغاء وصأفه
حيث سإاوى وصأف المعترض فيما قدح هو به فيه) .ولو أبدى المعترض( في
ل) .ما( أي وصأفا )يخلف الملغى سإمى( الصورة التي ألغى وصأفه فيها المستد ّ
ما أبداه )تعدد الوضع( لتعدد ما وضع :أي بنى عليه الحكم عنده من وصأف بعد
أخر) .وزالت( بما أبداه )فائدة اللغاء( وهي سإلمة وصأف المستدل عن القدح
فيه) .ما لم يلغ المستدل الخلف بغير دعوى قصوره أو( دعوى )ضعف معنى
المظنة( المعلل بها أي ضعف المعنى الذي اعتبرت المظنة له) .وسإلم(
المستدل )أن الخلف مظنة( وذلك بأن لم يتعرض المستدل للغاء الخلف أو
تعرض له بدعوى قصوره أو بدعوى ضعف معنى المظنة فيه وسإلم ما ذكإر،
بخلفّ ما إذا ألغاه بغير الدعوتين أو بالثانية ولم يسلم ما ذكإر فل تزول فائدة
إلغائه.
مسالك العلة
أي :هذا مبحث الطرق الدالة على علية الشيء) .الول :الجماع( كإالجماع
على أن العلة في خبر الصحيحين» :ل يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان«.
وش الفكر نحو جوع تشويش الغضب للفكر فيقاس بالغضب غيره مما يش ّ
وشبع مفرطين ،وكإالجماع على أن العلة في تقديم الخ الشقيق في الرث
على الخ للب اختلط النسبين فيه فيقاس به تقديمه عليه في ولية النكاح،
وصألة الجنازة ونحوهما.
)الثاني( :من مسالك العلة )النص الصريح( بأن ل يحتمل غير العلة )كإلعلة كإذا
فلسبب( كإذا )فمن أجل( كإذا )فنحو كإي( التعليلية )وإذن( كإقوله تعالى} :من
أجل ذلك كإتبنا على بني إسإرائيل{} ،كإي ل يكون دولة بين الغنياء منكم{} ،إذا
لذقناكّ ضعف الحياة وضعف الممات{ وفيما عطف بالفاء هنا وفيما يأتي
إشارة إلى أنه دون ما قبله رتبة بخلفّ ما عطف بالواو) .و( النص )الظاهر(
بأن يحتمل غير العلية احتمال ً مرجوحا )كإاللم ظاهرة( نحو} :كإتاب أنزلناه
إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور{ )فمقدرة( نحو؛ }ول تطع كإل
حلفّ{ إلى قوله} :أن كإان ذا مال وبنين{ أي لن )فالباء( نحو} :فبما رحمة
من الله{ أي لجلها لنت لهم) .فالفاء في كإلم الشارع( وتكون فيه في الحكم
كإقوله تعالى} :والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما{ وفي الوصأف كإخبر
الصحيحين في المحرم الذي وقصته ناقته» :ل تمسوه طيبا ول تخمروا رأسإه
فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا«) .فـ(ـفي كإلم )الراوي الفقيه فـ(ـفي كإلم
الراوي )غيره( أي غير الفقيه ،وتكون فيهما في الحكم فقط ،وقال بعض
المحققين :في الوصأف فقط ،لن الراوي يحكي ما في الوجود ،وذلك كإقول
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
عمران بن حصين» :سإها رسإول الله صألى الله عليه وسإّلم فسجد« .رواه أبو
داود وغيره وكإل من القولين صأحيح ،وإن كإان الّول أظهر معنى ،والثاني أدق
كإما بينته في الحاشية) .فإن( المكسورة المشددة كإقوله تعالى} :رب ل تذر
على الرض من الكافرين{ الية .وتعبيري بالفاء في الخيرة من زيادتي) .وإذ(
نحو :ضربت العبد إذا أسإاء أي لسإاءته) .وما مّر في( مبحث )الحروفّ( ،ما يرد
للتعليل غير المذكإور هنا وهو بيد وحتى وعلى وفي ومن فلتراجع ،وإنما لم تكن
المذكإورات من الصريح لمجيئها لغير التعليل كإالعاقبة في اللم والتعدية في
ن والبدل في إذ كإما مّر في
الباء ،ومجرد العطف في الفاء ومجرد التأكإيد في إ ّ
مبحث الحروفّ.
)الثالث( :من مسالك العلة )اليماء وهو( لغة الشارة الخفية واصأطلحا
)اقتران وصأف ملفوظ بحكم ولو( كإان الحكم )مستنبطا( كإما يكون ملفوظا
)لو لم يكن للتعليل هو( أي الوصأف )أو نظيره( لنظير الحكم حيث يشار
بالوصأف والحكم إلى نظيرهما أي :لو لم يكن ذلك من حيث اقترانه بالحكم
لتعليل الحكم به )كإان( ذلك القتران )بعيدا( من الشارع ل يليق بفصاحته
وإتيانه باللفاظ في محالها واليماء )كإحكمه( :أي الشارع )بعد سإماع وصأف(
ي» :واقعت أهلي في نهار رمضان ،فقال النبي صألى الله كإما في خبر العراب ّ
عليه وسإّلم» :أعتق رقبة« .إلى آخره .رواه ابن ماجة بمعناه ،وأصأله في
الصحيحين :فأمره بالعتاق عند ذكإر الوقاع يدل على أنه علة له ،وإل لخل
السؤال عن الجواب وذلك بعيد فيقدر السؤال في الجواب فكأنه قال :واقعت
فأعتق) .وذكإره في حكم وصأفا لو لم يكن علة( له )لم يفد( ذكإره كإقوله صألى
الله عليه وسإّلم» :ل يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان« .فتقييده المنع من
الحكم بحالة الغضب المشوش للفكر يدل على أنه علة له ،وإل لخل ذكإره عن
الفائدة وذلك بعيد) .وتفريقه بين حكمين بصفة( إما )مع ذكإرهما( كإخبر
الصحيحين» :أنه صألى الله عليه وسإّلم جعل للفرس سإهمين وللرجل« .أي
صأاحبه »سإهما« ،فتفريقه بين هذين الحكمين بهاتين الصفتين لو لم يكن لعلية
كإل منهما لكان بعيدا) .أو( مع )ذكإر أحدهما( فقط كإخبر الترمذي» :القاتل ل
يرث« أي بخلفّ غيره المعلوم إرثه فالتفريق بين عدم الرث المذكإور والرث
المعلوم بصفة القتل في الول لو لم يكن لعليته له لكان بعيدا) .أو( تفريقه بين
حكمين ،إما )بشرط( كإخبر مسلم» :الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبّر بابّر
والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثل ً بمثل سإواء بسواء يدا بيد،
فإذا اختلفت هذه الجناس فبيعوا كإيف شئتم إذا كإان يدا بيد« .فالتفريق بين
منع البيع في هذه الشياء متفاضل ً وجوازه عند اختلفّ الجنس لو لم يكن لعلية
الختلفّ للجواز
ن حّتى يطهرن{ أي :فإذالكان بعيدا) .أو غاية( كإقوله تعالى} :ول تقربوه ّ
ن كإما صأّرح به عقبه بقوله} :فإذا تطهرن فأتوهن{
تطهرن فل منع من قربانه ّ
ن في الحيض وجوازه في الطهر لو لم يكن لعلية فتفريقه بين المنع من قربانه ّ
الطهر للجواز لكان بعيدا) .أو اسإتثناء( :كإقوله تعالى} :فنصف ما فرضتم إل أن
ن
يعفون{ أي الزوجات عن النصف فل شيء لهن فتفريقه بين ثبوت النصف له ّ
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
ن عنه لو لم يكن لعلية العفو للنتفاء لكان بعيدا) .أو
وانتفائه عند عفوه ّ
اسإتدراكّ( :كإقوله تعالى؛ }ل يؤاخذكإم الله باللغو في أيمانكم{ إلى آخره
فتفريقه بين عدم المؤاخذة باليمان والمؤاخذة بها عند تعقيدها لو لم يكن
لعلية التعقيد للمؤاخذة لكان بعيدا) .وترتيب حكم على وصأف( :كإأكإرم العلماء
فترتيب الكإرام على العلم لو لم يكن لعلية العلم له لكان بعيدا )ومنعه( :أي
وت المطلوب( كإقوله تعالى} :فاسإعوا إلى ذكإر الله وذروا الشارع )مما قد يف ّ
وتها لو لم يكن لمظنة البيع{ فالمنع من البيع وقت نداء الجمعة الذي قد يف ّ
تفويتها لكان بعيدا.
وهذه المثلة أسإلم ما اتفق على أنه إيماء وهو أن يكون الوصأف والحكم
وة الوصأف المستنبط فليس اقترانه ملفوظين وخرج بالملفوظ أي فعل ً أو ق ّ
بالحكم إيماء قطعا إن كإان الحكم مستنبطا أيضا ،وإل فليس بإيماء في الصأح
بخلفّ عكسه وهو الوصأف الملفوظ والحكم المستنبط له فإنه كإما علم إيماء
ح تنزيل ً للمستنبط منزلة الملفوظ ،وفارق ما قبله باسإتلزام الوصأف في الصأ ّ
الحكم فيه بخلفّ ما قبله لجواز كإون الوصأف أعم مثاله قوله تعالى} :وأح ّ
ل
الله البيع{ فحله مستلزم لصحته .ومثال ما قبله تعليل حكم الربويات بالطعم
أو غيره والنزاع كإما قال العضد لفظي مبني على تفسير اليماء ،وأما مثال
النظير فكخبر الصحيحين :أن امرأة قالت :يا رسإول الله .إن أمي ماتت وعليها
صأوم نذر أفأصأوم عنها؟ فقال» :أرأيت لو كإان على أمك دين فقضيته أكإان
دى عنها دى ذلك عنها«؟ قالت :نعم .قال» :فصومي عن أمك« أي فإنه يؤ ّ يؤ ّ
سإألته عن دين الله على الميت وجواز قضائه عنه فذكإر لها دين الدمي عليه،
وأقرها على جواز قضائه عنه وهما نظيران ،فلو لم يكن جواز القضاء فيهما
لعلية الدين له لكان بعيدا) .ول تشترط( في اليماء )مناسإبة( الوصأف )المومي
ح( بناء على أن العلة بمعنى المعرفّ ،وقيل تشترط بناء إليه( للحكم )في الصأ ّ
على أنها بمعنى الباعث ،وقيل وهو مختار ابن الحاجب تشترط إن فهم التعليل
منها كإقوله صألى الله عليه وسإّلم» :ل يقضي القاضي وهو غضبان« .لن عدم
المناسإبة فيما شرط فيه لمناسإبة تناقض ،بخلفّ ما إذا لم يفهم منها لن
التعليل يفهم من غيرها .قال المصنف في شرح المختصر تبعا للعضد :والمراد
من المناسإبة ظهورها،وأما نفسها فل بد منها في العلة الباعثة دون المارة
المجردة ومرادهما بالعلة الباعثة العلة المشتملة على حكمه تبعث على
المتثال.
)الرابع( :من مسالك العلة )السبر( وهو لغة الختبار )والتقسيم( :وهو إظهار
الشيء الواحد على وجوه مختلفة) .وهو( أي ما ذكإر من السبر والتقسيم
اصأطلحا )حصر أوصأافّ الصأل( المقيس عليه )وإبطال ما ل يصلح( منها للعلية
)فيتعين الباقي( لها كإأن يحصر أوصأافّ البّر في قياس الذرة عليه في الطعم
وغيره ويبطل ما عدا الطعم بطريقة فيتعين الطعم للعلية )ويكفي( في دفع
منع المعترض حصر الوصأافّ التي ذكإرها المستدل) .قول المستدل( في
المناظرة في حصرها )بحثت فلم أجد( غيرها لعدالته مع أهلية النظر) .والصأل
عدم غيرها( :فيندفع عنه بذلك منع الحصر وتعبيري بأو كإما في مختصر ابن
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
الحاجب وبعض نسخ الصأل أولى من تعبيره في أكإثرها بالواو) .والناظر(
لنفسه )يرجع( في حصر الوصأافّ )إلى ظنه( ،فيأخذ به ول يكابر نفسه) .فإن
كإان الحصر والبطال( أي كإل منهما )قطعيا فـ(ـهذا المسلك )قطعي وإل( بأن
كإان كإل منهما ظنيا أو أحدهما قطعيا والخر ظنيا) .فظني وهو( أي الظني
ح( لوجوب العمل بالظن ،وقيل )حجة( للناظر لنفسه والمناظر غيره )في الصأ ّ
ليس بحجة مطلقا لجواز بطلن الباقي ،وقيل حجة لهما إن أجمع على تعليل
ذلك الحكم في الصأل حذرا من أداء بطلن الباقي إلى خطأ المجمعين ،وقيل
حجة للناظر دون المناظر لن ظنه ل يقوم حجة على خصمه) ،فإن أبدى
المعترض( على الحصر الظني )وصأفا زائدا( على الوصأافّ )لم يكلف ببيان
صألحيته للتعليل( :لن بطلن الحصر بإبدائه كإافّ في العتراض فعلى
المستدل دفعه بإبطال التعليل به) .ول ينقطع المستدل( بإبدائه )حتى يعجز
دع القطع في الحصر فغاية إبداء الوصأف منع عن إبطاله في الصأح( لنه لم ي ّ
المقدمة من الدليل والمستدل ل ينقطع بالمنع لكن يلزمه دفعه ليتم دليله
فيلزمه إبطال الوصأف المبدى عن أن يكون علة ،فإن عجز عن إبطاله انقطع،
وقيل ينقطع بإبدائه لنه ادعى حصرا ،وقد أظهر المعترض بطلنه .قلنا :ل
يظهر إل بالعجز عن دفعه وذكإر الخلفّ من زيادتي.
)ومن طرق البطال( لعلية الوصأف) .بيان أن الوصأف طردي( :أي من جنس
ما علم من الشارع إلغاؤه إما مطلقا )كإالطول( والقصر في الشخاص ،فإنهما
لم يعتبرا في شيء من الحكام فل يعلل بهما حكم) .و( إما مقيدا بذلك الحكم
)كإالذكإورة( والنوثة )في العتق( ،فإنهما لم يعتبرا فيه فل يعلل بهما شيء من
أحكامه الدنيوية ،وإن اعتبرا في الشهادة والقضاء والرث وغهرها .وفي العتق
بالنظر لحكامه الخروية فقد روى الترمذي» :من أعتق عبدا مسلما أعتقه الله
من النار ،ومن أعتق أمتين مسلمتين أعتقه الله من النار« .وتعبيري هنا وفيما
يأتي في السادس بالطردي أولى من تعبيره فيهما بالطرد ،لن الطرد من
مسالك العلة على رأي كإما سإيأتي) .و( من طرق البطال )أن ل تظهر مناسإبة(
ل عن العتبار للحكم بعد بحثه عنها الوصأف )المحذوفّ( أي الذي حذفه المستد ّ
لنتفاء مثبت العلية بخلفه في اليماء) .ويكفي( في عدم ظهور مناسإبته) .قول
المستدل بحثت فلم أجد( فيه )موهم مناسإبة( :أي ما يوهم مناسإبته لعدالته مع
دعى المعترض أن( الوصأف )المبقى( أي الذي بقاه أهلية النظر) ،فإن ا ّ
المستدل )كإذلك( أي لم تظهر مناسإبته) .فليس للمستدل بيان مناسإبته( :لنه
دي إلى النتشار انتقال من طريق السبر إلى طريق المناسإبة ،وذلك يؤ ّ
المحذور) .لكن له ترجيح سإبره( على سإبر المعترض النافي لعلية المبقي
كإغيره) .بموافقة التعدية( لسبره حيث يكون المبقى متعديا إذ تعدية الحكم
محله أفيد من قصوره عليه.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
)الخامس( :من مسالك العلة )المناسإبة( .وهي لغة المليمة واصأطلحا ملءمة
الوصأف المعين للحكم أو ما يعلم من تعريف المناسإب التي ،ويسمى هذا
المسلك بالحالة أيضا ،كإما ذكإره الصأل سإمي بها ذلك لن بمناسإبته الوصأف
يخال أي :يظن أن الوصأف علة ويسمى بالمصلحة وبالسإتدلل وبرعاية
المقاصأد أيضا) .ويسمى اسإتخراجها( أي العلة المناسإبة )تخريج المناط( لنه
إبداء ما نيط به الحكم ،فالمناط من النوط وهو التعليق أما تنقيح المناط
وتحقيقه فسيأتيان) .وهو( :أي تخريج المناط )تعيين العلة بإبداء( :أي إظهار
)مناسإبة( بين العلة المعينة والحكم )مع القتران بينهما كإالسإكار( في خبر
مسلم» :كإل مسكر حرام« ،فهو لزالته العقل المطلوب حفظه مناسإب
للحرمة ،وقد اقترن بها وخرج بإبداء المناسإبة ترتيب الحكم على الوصأف الذي
هو من أقسام اليماء وغير ذلك كإالمطرد والشبه وبالقتران إبداء المناسإبة في
المستبقي في السبر) .ويحقق( بالبناء للمفعول )اسإتقلل الوصأف( المناسإب
في العلية )بعدم غيره( من الوصأافّ )بالسبر( :ل بقول المستدل بحثت فلم
أجد غيره ،والصأل عدمه بخلفه في السبر لنه ل طريق له ثم سإواه ،ولن
المقصود هنا إثبات اسإتقلل وصأف صأالح للعلية وثم نفي ما ل يصلح لها.
)والمناسإب( المأخوذ من المناسإبة المتقدمة )وصأف( ولو حكمة )ظاهر
منضبط يحصل عقل ً من ترتيب الحكم عليه ما يصلح كإونه مقصودا للشارع(
في شرعية ذلك الحكم) .من حصول مصلحة أو دفع مفسدة( .والوصأف فيه
شامل للعلة إذا كإانت حكما شرعيا لنه وصأف للفعل القائم هو به وشامل
للحكمة ،فيكون للحكمة إذا علل بها حكمة كإحفظ النفس ،فإنه حكمة للنزجار
الذي هو حكمة لترتب وجوب القصاص على القتل عدوانا ،وإن جاز أن يكونا
حكمتين له وخرج بيحصل الخ ،الوصأف المبقي في السير ،والمدار في الدوران
وغيرهما من الوصأافّ التي تصلح للعلية ول يحصل عقل ً من ترتيب الحكم
عليها ما ذكإر ،وقيل هو الملئم لفعال العقلء عادة ،واختاره
)فإن فات( :المقصود من شرع الحكم )قطعا( في بعض الصور )فالصأح( أنه
)ل يعتبر( فيه المقصود للقطع بانتفائه .وقالت الحنفية :يعتبر حتى يثبت فيه
الحكم وما يترتب عليه كإما سإيظهر) .سإواء( في العتبار وعدمه )ما( أي الحكم
الذي )فيه تعبد كإاسإتبراء أمة اشتراها بائعها( لرجل منه )في المجلس( :أي
مجلس البيع فالمقصود من اسإتبراء المة المشتراة من رجل وهو معرفة براءة
رحمها منه المسبوقة بالجهل بها ثابت قطعا في هذه الصورة لنتفاء الجهل فيها
قطعا ،وقد اعتبره الحنفية فيها تقديرا حتى يثبت فيها السإتبراء وغيرهم لم
يعتبره .وقال بالسإتبراء فيها تعبدا كإما في المشتراة من امرأة ،لن السإتبراء
فيه نوع تعبد كإما علم في محله) .وما( :أي والحكم الذي )ل( تعبد فيه )كإلحوق
نسب ولد المغربية بالمشرقي( عند الحنفية حيث قالوا :من تزوج بالمشرق
امرأة وهي بالمغرب ،فأتت بولد يلحقه فالمقصود من التزويج وهو حصول
النطفة في الرحم ليحصل العلوق فيلحق النسب فائت قطعا في هذه الصورة
للقطع عادة بعدم تلقي الزوجين ،وقد اعتبره الحنفية فيها لوجود مظنته وهو
التزويج حتى يثبت اللحوق وغيرهم لم يعتبره .وقال :ل عبرة بمظنته مع القطع
بانتفائه وعدم التعبد فيه فل لحوق) .والمناسإب( من حيث شرع الحكم له ثلثة
أقسام) :ضروري فحاجي فتحسيني( قطعا مع ما يأتي في أقسام الضروري
بالفاء ليفيد أن كإل ً منها دون ما قبله في الرتبة) .والضروري( :وهو ما تصل
الحاجة إليه إلى حد الضرورة) .حفظ الدين( المشروع له قتل الكفار.
)فالنفس( أي حفظها المشروع له القود) ،فالعقل( :أي حفظه المشروع له حد
السكر) ،فالنسب( أي حفظه المشروع له حد الزنا) .فالمال( أي حفظه
المشروع له حد السرقة وحد قطع الطريق) .فالعرض( أي حفظه المشروع له
عقوبة القذفّ والسب ،وهذا زاده الصأل كإالطوفي على الخمسة السابقة
المسماة بالمقاصأد والكليات التي قالوا فيها إنها لم تبح في ملة من الملل،
والمراد مجموعها ،وإل
)ثم المناسإب( من حيث اعتباره وجودا وعدما أربعة أقسام مؤثر وملئم
وغريب ومرسإل ،لنه )إن اعتبر عينه في عين الحكم بنص أو إجماع فالمؤثر(.
لظهور تأثيره بما اعتبر به ،والمراد بالعين النوع ل الشخص منه فالعتبار بالنص
كإتعليل نقض الوضوء بمس الذكإر ،فإنه مستفاد من خبر الترمذي وغيره» :من
مس ذكإره فليتوضأ« .والعتبار بالجماع كإتعليل ولية المال على الصغير
بالصغر فإنه مجمع عليه) .أو( اعتبر عينه في عين الحكم )بترتيب الحكم على
وقفه( حيث ثبت الحكم معه بأن أورده الشرع على وقفه ،ل بأن نص على
العلة أو أومىء إليها وإل لم تكن العلة مستفادة من المناسإبة) .فإن اعتبر(
بنص أو إجماع )العين في الجنس أو عكسه أو الجنس في الجنس( وكإل منهما
أعلى مما بعده) .فالملئم( لمليمته للحمم )وإل( أي :وإن لم يعتبر بما ذكإر
شيء من ذلك) .فالغريب( .وهذا من زيادتي تبعا لبن الحاجب ،ومثل له بتعليل
توريث المبتوتة في مرض الموت بالفعل المحرم لغرض فاسإد وهو الطلق
البائن لغرض عدم الرث قياسإا على قاتل مورثه حيث لم يرثه بجامع ارتكاب
فعل محرم ،وفي ترتيب الحكم عليه تحصيل مصلحة وهو نهيهما عن الفعل
الحرام ،لكن لم يشهد له أصأل بالعتبار بنص أو إجماع ،ومثال الول من أقسام
الملئم تعليل ولية النكاح بالصغر حيث تثبت معه ،وإن اختلف في أنها له أو
للبكارة أو لهما ،وقد اعتبر في جنس الولية حيث اعتبر في ولية المال
بالجماع كإما مر ،ومثال الثاني تعليل جواز الجمع حالة المطر في الحضر
بالحرج حيث اعتبر معه ،وقد اعتبر جنسه في جوازه في السفر بالنص إذ
الحرج جامع لحرج السفر والمطر ،ومثال الثالث تعليل القود في القتل بمثقل
بالقتل العمد العدوان حيث ثبت معه ،وقد اعتبر جنسه في جنس القود حيث
اعتبر في القتل بمحدد بالجماع إذ القتل العمد العدوان جامع للقتل بمثقل،
وبمحدد والقود جامع للقود بالمثقل وبالمحدد) ،وإن لم يعتبر( أي المناسإب
)فإن دل دليل على إلغائه(،
فهو ملغى )فل يعلل به( قطعا كإما في جماع ملك نهار رمضان ،فإن حاله
يناسإب التكفير ابتداء بالصوم ليرتدع به دون العتاق ،إذ يسهل عليه بذل المال
في شهوة الفرج ،وقد أفتى يحيى بن يحيى بن كإثير الليثي المغربي المالكي:
ملكا بالمغرب جامع في نهار رمضان بصوم شهرين متتابعين نظرا إلى ذلك
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
لكن الشارع ألغاه بإيجابه العتاق ابتداء من غير تفرقة بين ملك وغيره ،وفي
الحاشية زيادة على ذلك ،ويسمى هذا القسم بالغريب لبعده عن العتبار) .وإل(
أي :وإن لم يدل دليل على إلغائه كإما لم يدل على اعتباره )فالمرسإل( لرسإاله
أي إطلقه عما يدل على اعتباره أو إلغائه ،ويعبر عنه بالمصالح المرسإلة
ده الكإثر( من العلماء مطلقا لعدم ماوبالسإتصلح وبالمناسإب المرسإل )ور ّ
وز ضرب يدل على اعتباره وقبله المام مالك مطلقا رعاية للمصلحة حتى ج ّ
المتهم بالسرقة ليقّر ،وعورض بأنه قد يكون بريئا وتركّ الضرب لمذنب أهون
ده قوم في العبادات إذ ل نظر فيها للمصلحة ،بخلفّ غيرها من ضرب بريء ،ور ّ
كإالبيع والنكاح والحد ،ومحل الخلفّ المذكإور إذا علم اعتبار العين في الجنس
أو عكسه أو الجنس في الجنس ،وإل فهو مردود قطعا كإما ذكإره العضد تبعا
لبن الحاجب) .وليس منه( أي من المناسإب الرسإل) .مصلحة ضرورية كإلية(
أي متعلقة بكل المة )قطعية أو ظنية قريبة منها( لدللة الدليل على اعتبارها،
)فهي حق كإلي قطعا( واشترطها الغزالي للقطع بالقول بالمناسإب المرسإل ،ل
لصأل القول به فجعلها منه مع القطع بقبولها مثالها رمي الكفار المتترسإين
بأسإرانا في الحرب المؤدي إلى قتل الترس معهم إذا قطع أو ظن ظنا قريبا
من القطع بأنهم إن لم يرموا اسإتأصألونا بالقتل الترس وغيره ،وبأنهم إن رموا
سإلم غير الترس فيجوز رميهم لحفظ باقي المة بخلفّ رمي أهل قلعة تترسإوا
بمسلمين ،لن فتحها ليس ضروريا ورمى بعضنا من سإفينة في بحر لنجاة
الباقين ،لن نجاتهم ليست كإليا ورمى المتترسإين في الحرب إذا لم يقطع أو لم
يظن
ظنا قريبا من القطع باسإتئصالهم لنا ،فل يجوز الرمي في شيء من الثلث ،وإن
أقرع في الثانية لن القرعة ل أصأل لها شرعا في ذلك) .والمناسإبة تنخرم( :أي
تبطل )بمفسدة تلزم( الحكم )راجحة( على مصلحته )أو مساوية لها في
الصأح( ،لن درء المفاسإد مقدم على جلب المصالح ،وقال المام الرازي
ومتابعوه ل تنخرم بها مع موافقتهم على انتفاء الحكم فهو عندهم لوجود المانع
وعلى الول لنتفاء المقتضى فالخلف لفظي.
)
السادس( :من مسالك العلة) ،الشبه وهو مشابهة وصأف للمناسإب والطردي(
وهذا التفسير من زيادتي) .ويسمى الوصأف بالشبه أيضا وهو منزلة( أي ذو
منزلة )بين منزلتيهما( أي منزلتي المناسإب والطردي) .في الصأح( لنه يشبه
الطردي من حيث إنه غير مناسإب بالذات ،ويشبه المناسإب بالذات من حيث
التفات الشرع إليه في الجملة كإالذكإورة والنوثة في القضاء والشهادة ،وقيل:
هو المناسإب بالتبع كإالطهارة لشتراط النية ،فإنها إنما تناسإبه بواسإطة أنها
عبادة بخلفّ المناسإب بالذات كإالسإكار لحرمة الخمر) .ول يصار إليه( بأن
يصار إلى قياسإه) ،إن أمكن قياس العلة( المشتمل على المناسإب بالذات.
)وإل( بأن تعذرت العلة بتعذر المناسإب بالذات بأن لم يوجد غير قياس الشبه.
)فهو حجة في غير( الشبه )الصوري في الصأح( ،نظرا لشبهه بالمناسإب وقد
احتج به الشافعي في مواضع منها .قوله :في إيجاب النية في الوضوء كإالتيمم
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
طهارتان أنى تفترقان ،وقيل مردود نظرا لشبهه بالطردي) .وأعله( :أي قياس
الشبه )قياس ما( أي شبه )له أصأل واحد( كإأن يقول في إزالة الخبث :هي
طهارة للصلة فيتعين الماء كإطهارة الحدث ،فطهارة الخبث تشبه الطردي من
حيث ظهور المناسإبة بينها وبين تعين الماء ،وتشبه المناسإب بالذات من حيث
إن الشرع اعتبر طهارة الحدث بالماء في الصلة وغيرها) .فـ(ـقياس )غلبة
الشباه في الحكم والصفة( :وهو إلحاق فرع متردد بين أصألين بأحدهما الغالب
شبهه به في الحكم والصفة على شبهه بالخر فيهما ،كإإلحاق العبد بالماء في
إيجاب القيمة بقتله بالغة ما بلغت ،لن شبهه بالمال في الحكم والصفة أكإثر
من شبهه بالحّر فيهما ،أما الحكم فلكونه يباع ويؤجر ويعار ويودع ويثبت عليه
اليد .وأما الصفة فلتفاوت قيمته بحسب تفاوت أوصأافه جودة ورادءة وتعلق
الزكإاة بقيمته إذا اتجر فيه) .فـ(ـقياس غلبة الشباه في )الحكم فـ(ـقياس
غلبتها في )الصفة( .وهذان مع الول ومع الترجيح والتقييد بغير الصوري من
زيادتي ،أما
الصوري كإقياس الخيل على البغال والحمير في عدم وجوب الزكإاة للشبه
الصوري بينهما ،فليس بحجة في الصأح.
)السابع( من مسالك العلة )الدوران بأن يوجد الحكم( أي تعلقه) .عند وجود
وصأف ويعدم( هو أولى من قوله وينعدم) .عند عدمه( والوصأف يسمى مدارا
والحكم دائرا) .وهو( أي الدوران )يفيد( العلية )ظنا في الصأح( .وقيل :ل
يفيدها لجواز أن يكون الوصأف ملزما لها ل نفسها كإرائحة المسكر
المخصوصأة ،فإنها دائرة مع السإكار وجودا وعدما بأن يصير المسكر خل ً
وليست علة ،وقيل :يفيدها قطعا وكإأن قائل ذلك قاله عند مناسإبة الوصأف
كإالسإكار لحرمة الخمر) .ول يلزم المستدل به بيان انتفاء ما هو أولى منه(:
بإفادة العلية بل يصح السإتدلل به مع إمكان السإتدلل بما هو أولى منه بخلفّ
ما مّر في الشبه) .ويترجح جانبه( :أي المستدل )بالتعدية( لوصأفه على جانب
المعترض حيث يكون وصأفه قاصأرا )إن أبدى المعترض وصأفا آخر( :أي غير
دى وصأفه( أي المعترض )إلى الفرع( المتنازع فيه المدار) .والصأح( أنه )إن تع ّ
بقيد زدته بقولي) :واتحد مقتضى وصأفيهما( أي المستدل والمعترض) ،أو إلى
فرع آخر لم يطلب ترجيح( بناء على جواز تعدد العلل ،وقيل يطلب الترجيح بناء
على منعه ،وبه جزم الصأل في الثاني بناء على ما رجحه من منع تعدد العلل،
أما إذا اختلف مقتضى وصأفيهما كإأن اقتضى أحدهما الحل والخر الحرمة
فيطلب الترجيح.
)الثامن( :من مسلك العلة )الطرد بأن يقارن الحكم الوصأف بل مناسإبة( :ل
بالذات ول بالتبع كإقول بعضهم في الخل مائع ل تبنى القنطرة على جنسه فل
تزال به النجاسإة كإالدهن أي :بخلفّ الماء فبناء القنطرة وعدمه ل مناسإبة
فيهما للحكم ،وإن كإان مطردا ل نقض عليه ،وقولي بل مناسإبة من زيادتي
ده الكإثر( من العلماء لنتفاء المناسإبة عنه .قال
وخرج به بقية المسالك )ور ّ
علماؤنا :قياس المعنى مناسإب لشتماله على الوصأف المناسإب ،وقياس
الشبه تقريب ،وقياس الطرد تحكم فل يفيد ،وقيل يفيد المناظر دون الناظر
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
لنفسه لن الول دافع ،والثاني مثبت .وقيل إن قارنه فيما عدا صأورة النزاع
أفاد العلية فيفيد الحكم في صأورة النزاع ،وقيل تكفي مقارنته له في صأورة
واحدة غير صأورة النزاع.
)التاسإع( :من مسالك العلة) :تنقيح المناط بأن يدل نص ظاهر على التعليل(
لحكم )بوصأف فيحذفّ خصوصأه عن العتبار بالجتهاد ويناط( الحكم )بالعم(،
ي الذي واقع زوجته في نهار رمضان كإما حذفّ أبو حنيفة ومالك من خبر العراب ّ
خصوص الوقاع عن العتبار ،وأناطا الكفارة بمطلق الفطار) .أو( بأن )تكون(
في محل الحكم )أوصأافّ فيحذفّ بعضها( عن العتبار بالجتهاد )ويناط( الحكم
)بباقيها( ،كإما حذفّ الشافعي في الخبر المذكإور غير الوقاع من أوصأافّ المحل
كإكون الواطىء أعرابيا ،وكإون الموطوءة زوجة ،وكإون الوطء في القبل عن
العتبار ،وأناط الكفارة بالوقاع ،ول ينافي التمثيل بالخبر لما هنا التمثيل به فيما
مّر لليماء ،لختلفّ الجهة ،إذ التمثيل لليماء بالنظر لقتران الوصأف بالحكم،
ولما هنا بالنظر للجتهاد في الحذفّ) .وتحقيق المناط إثبات العلة في صأورة(
خفى وجودها فيها) .كإإثبات أن النباش( وهو من ينبش القبور ويأخذ الكإفان.
)سإارق( بأنه وجد منه أخذ المال خفية من حرز مثله وهو السرقة فيقطع خلفا
للحنفية) .وتخريجه( أي المناط )مّر( بيانه في مبحث المناسإبة وقرنت كإالصأل
بين الثلثة كإعادة الجدليين ويعرفّ من تعاريفها الفرق بينها.
)العاشر( :من مسالك العلة )إلغاء الفارق( بأن يبين عدم تأثيره في الفرق بين
الصأل والفرع ،فيثبت الحكم لما اشتركإا فيه سإواء أكإان اللغاء قطعيا كإإلحاق
نب البول في الماء الراكإد بالبول فيه في الكراهة الثابتة بخبر» :ل يبول ّ
صأ ّ
أحدكإم في الماء الراكإد« .أم ظنيا )كإإلحاق المة بالعبد في السراية( الثابتة
وم عليه قيمة بخبر» :من أعتق شركإا له في عبد فكان له مال يبلغ ثمن العبد ق ّ
عدل فأعطى شركإاءه حصصهم وعتق عليه العبد وإل فقد عتق عليه ما عتق«.
فالفارق في الول الصب من غير فرج ،وفي الثاني النوثة ،ول تأثير لهما في
منع الكراهة والسراية فتثبتان لما يشاركّ فيه الصأل والفرع ،وإنما كإان الثاني
ظنيا لنه قد يتخيل فيه احتمال اعتبار الشارع في عتق العبد اسإتقلله في جهاد
وجمعة وغيرهما مما ل دخل للنثى فيه ،وقوله في الخبر ثمن العبد أي ثمن ما
ل يملكه العتق منه) .وهو( أي إلغاء الفارق )والدوران والطرد( على القول به
ن في)ترجع( ثلثتها )إلى ضرب شبه( للعلة ل علة حقيقة لنها تحصل الظ ّ
الجملة .ول تعين جهة المصلحة المقصودة من شرع الحكم ،لنها ل تدركّ بواحد
منها بخلفّ بقية المسالك.
)خاتمة( :في نفي مسلكين ضعيفين) .ليس تأتي القياس بعلية وصأف ول العجز
ح( فيهما .وقيل نعم فيهما ،أما الول فلن القياس عن إفساده دليلها في الصأ ّ
مأمور به بقوله تعالى }فاعتبروا{ وبتقدير علية الوصأف يخرج بقياسإه عن
عهدة المر فيكون الوصأف علة .قلنا :إنما يتعين عليته لو لم يخرج عن عهدة
المر إل بقياسإه وليس كإذلك ،وأما الثاني فكما في المعجزة فإنها إنما دلت
على صأدق الرسإول للعجز عن معارضتها .قلنا :الفرق أن العجز ثم من الخلق
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
وهنا من الخصم.
القوادح
أي :هذا مبحثها وهي ما يقدح في الدليل علة كإان الدليل أو غيرها) .منها تخلف
الحكم عن العلة المستنبطة( :إن كإان التخلف )بل مانع أو فقد شرط في
الصأح( ،بأن وجدت في بعض صأور بدون الحكم لنها لو كإانت علة للحكم لثبت
حينئذ بخلفّ المنصوصأة ،إذ ل نقض معها كإما بينته في الحاشية،وبخلفّ ما إذا
كإان التخلف لمانع أو فقد شرط ،لن العلة عند التخلف تجامع كإل ً منهما .وهذا
ما اختاره ابن الحاجب وغيره من المحققين ،وعليه يحمل إطلق الشافعي
القدح بالتخلف ،وقيل يقدح مطلقا ،ورجحه الصأل إذ لو صأحت العلية مع
التخلف للزم الحكم في صأورة التخلف ضرورة اسإتلزام العلة لمعلولها ،وقيل ل
يقدح مطلقا .وقال به أكإثر الحنفية وسإموه تخصيص العلة ،وقيل يقدح في
العلة المستنبطة دون المنصوصأة ،وقيل عكسه ،وقيل يقدح إل أن يكون لمانع
أو فقد شرط وعليه أكإثر فقهائنا وقيل غير ذلك) .والخلف(في القدح )معنوي(
خلفا لبن الحاجب ومن تبعه في قولهم :إنه لفظي مبني على تفسير العلة إن
فسرت بالمؤثر وهو ما يستلزم وجوده وجود الحكم ،فالتخلف قادح أو بالباعث
أو بالمعرفّ فل.
الدال على وجودها في الفرع فل تثبت علتك سإمع قوله اتفاقا ،إذ ل انتقال
)وليس له( أي للمعترض )اسإتدلل على تخلف الحكم( فيما اعترض به ولو بعد
منع المستدل تخلفه )في الصأح( ،لما مر من النتقال من العتراض إلى
السإتدلل المؤدي إلى النتشار ،وقيل له ذلك ليتم مطلوبه من إبطال العلة،
وقيل له ذلك إن لم يكن ثم طريق أولى من التخلف بالقدح وإل فل) .ويجب
الحتراز منه( :أي من التخلف بأن يذكإر في الدليل ما يخرج محله ليسلم من
العتراض) ،على المناظر مطلقا( عن السإتثناء التي) ،وعلى الناظر( لنفسه
)إل فيما اشتهر من المستثنيات( ،كإالعرايا لنه لشهرته كإالمذكإور ،فل يجب
الحتراز منه ،وقيل يجب عليه ذلك مطلقا وغير المذكإور ليس كإالمذكإور ،وقيل
يجب عليه ذلك إل في المستثنيات ولو كإانت غير مشهورة ،فل يجب ذلك للعلم
بأنها غير مرادة ،وقيل ل يجب مطلقا .واختاره ابن الحاجب وغيره )وإثبات
صأورة( معينة أو مبهمة )أو نفيها ينتقض بالنفي أو الثبات العامين( يعني:
السالبة والموجبة الكليتين) .وبالعكس( :أي النفي العام أو الثبات العام ينتقض
بإثبات صأورة معينة أو مبهمة أو بنفيها فنحو زيد كإاتب أو إنسان ما كإاتب يناقضه
ل شيء من النسان بكاتب ونحو :زيد ليس بكاتب ،أو إنسان ما ليس بكاتب
يناقضه كإل إنسان كإاتب ،أما الولى بشقيها فلتحقق المناقضة بين الموجبة
الجزئية والسالبة الكلية ،وأما الثانية كإذلك فلتحقق المناقضة بين السالبة
الجزئية والموجبة الكلية.
)
ح( لما يعلم من تعريفه ومنها( أي من القوادح )الكسر( فإنه قادح )في الصأ ّ
التي ،وقيل ليس بقادح) ،وهو( أي الكسر ويسمى بنقض المعنى أي المعلل
به) .إلغاء بعض العلة( بوجود الحكم عند انتفائه إما )مع إبداله( أي البعض
بغيره )أو ل( مع إبداله )ونقض باقيها( أي العلة والتصريح بأو ل الخ من زيادتي
)كإما يقال في( إثبات صألة )الخوفّ( هي )صألة يجب قضاؤها( لو لم تفعل.
)فيجب أداؤها كإالمن( :فإن الصلة فيه كإما يجب قضاؤها لو لم تفعل يجب
أداؤها) .فيعترض( بأن خصوص الصلة ملغى بأن يقال الحج يجب أداؤه
لقضائه) .فليبدل( خصوص الصلة )بالعبادة( ليندفع العتراض ،وكإأنه قيل
عبادة الخ) .ثم ينقض( هذا القول )بصوم الحائض( فإنه عبادة يجب قضاؤها ول
يجب أداؤها بل يحرم )أو ل يبدل( خصوص الصلة) .فل يبقى( للمستدل علة
)إل( قوله) :يجب قضاؤها( فيجب أداؤها كإالمن) .ثم ينقض بما مر( ،بأن يقال
ليس كإل ما يجب قضاؤه يؤدي بدليل صأوم الحائض ،فإنه يجب عليها قضاؤه
دون أدائه .وعبر ابن الحاجب عن هذا القادح بالنقض المكسور وعرفّ الكسر
قبيله بما لزم منه أن الراجح أنه ل يقدح ،وفي محل آخر بما يقتضي أنه تخلف
الحكم عن العلة ،فعنده أن الكسر مشتركّ لفظي ،وبما تقرر أّول ً علم أن
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
الكسر ل يكون إل في العلة المركإبة ،وأن مفاده تخلف الحكم عن العلة فهو
قسم من أقسام القادح السابق.
)ومنها( :أي من القوادح )عدم العكس( بأن يوجد الحكم بدون العلة وإنما
وزه لجواز أن يكون وجود الحكم لعلة يقدح) .عند مانع تعدد العلل( بخلفّ مج ّ
أخرى ومثاله يعلم من القادح التي) .والعكس انتفاء الحكم( ل بمعنى انتفائه
نفسه ،بل )بمعنى انتفاء العلم أو الظن به لنتفاء العلة( ،وإنما عنى ذلك لنه ل
يلزم من عدم الدليل الذي من جملته العلة عدم المدلول للقطع بأن الله تعالى
لو لم يخلق العالم الدال على وجوده لم ينتف وجوده ،وإنما ينتفي العلم به.
)فإن ثبت مقابله( :أي مقابل العكس وهو الطرد أي :ثبوت الحكم لثبوت العلة
أبدا) ،فأبلغ( في العكسية مما لم يثبت مقابله بأن يثبت الحكم مع انتفاء العلة
في بعض الصور ،لنه في الّول عكس لجميع الصور وفي الثاني لبعضها.
)وشاهده( أي العكس في صأحة السإتدلل بانتفاء العلة فيه على انتفاء الحكم
)قوله صألى الله عليه وسإّلم( لبعض أصأحابه في خبر مسلم لما عدد وجوه البر
بقوله :وفي بضع أحدكإم صأدقة الخ) .أرأيتم لو وضعها( أي الشهوة )في حرام
أكإان عليه وزر( فكأنهم قالوا نعم ،فقال )فكذلك إذا وضعها في الحلل كإان له
أجر في جواب( قولهم )أيأتي أحدنا شهوته وله فيها أجر( :اسإتنتج من ثبوت
الحكم أي الوزر في الوطء الحرام انتفاءه في الوطء الحلل الصادق بحصول
الجر حيث عدل بوضع الشهوة عن الحرام إلى الحلل لتعاكإس حكميهما في
العلة ،وهو كإون هذا مباحا وذاكّ حراما ،وهذا السإتنتاج يسمى قياس العكس
التي في الكتاب الخامس ،وإنما ذكإر هنا مع العكس ،وإن كإان المبحث في
القدح بعدمه أما العكس فلتوقف معرفة عدمه على معرفته ،وأما قياسإه
فلكونه شاهدا له.
)ومنها( :أي من القوادح )عدم التأثير أي نفي مناسإبة الوصأف( الذاتية للحكم
)فيختص( القدح به )بقياس معنى علته مستنبطة مختلف فيها( لشتماله على
المناسإب بخلفّ غيره كإالشبه ،وقياس المعنى الذي علته منصوصأة أو
مستنبطة مجمع عليها فل يأتي فيه ذلك) ،وهو( أقسام )أربعة( القسم الّول
عدم التأثير )في الوصأف بكونه طرديا أو شبها( .والمعنى عدم تأثيره أصأل ً
كإقول الحنفية في الصبح صألة ل تقصر فل يقدم أذانها كإالمغرب فعدم القصر
بالنسبة لعدم تقديم الذان طردي ل مناسإبة فيه ول شبه ،وعدم التقييد موجود
فيما يقصر ،وكإقول المستدل بقياس المعنى في الوضوء طهارة تفتقر إلى
النية كإالتيمم فالطهارة بالنسبة لفتقار الوضوء إلى النية شبه المناسإبة فيه
بالذات ،إذ المناسإبة الذاتية له كإون الوضوء عبادة .وحاصأل هذا القسم طلب
مناسإبة علية الوصأف وقولي أو شبهه من زيادتي )و( الثاني عدم التأثير )في
الصأل( :بإبداء علة لحكمه )على مرجوح( وهو منع تعدد العلل )مثل( أن يقال
ي فل يصح كإالطير في الهواء فيقول( المعترض في بيع الغائب )مبيع غير مرئ ّ
ي( في الصأل) .إذ العجز عن التسليم( فيه )كإافّ( في )ل أثر لكونه غير مرئ ّ
عدم الصحة وعدمها موجود مع الرؤية .وحاصأله معارضته في الصأل بإبداء غير
دد العلل) .و( ما علل به وزدت على مرجوح ليوافق ما اعتمدته من جواز تع ّ
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
الثالث عدم التأثير )في الحكم وهو أضرب( ثلثة أحدها) :ما( أي وصأف
اشتملت عليه العلة )ل فائدة لذكإره كإقولهم( :أي الخصوم الحنفية )في
المرتدين( المتلفين مالنا بدار الحرب حيث اسإتدلوا على نفي الضمان عنهم
في ذلك )مشركإون أتلفوا مال ً بدار الحرب فل ضمان( عليهم )كإالحرب ّ
ي(
المتلف مالنا )فدار الحرب عندهم( :أي الخصوم كإما هو عندنا وصأف )طرديّ
فل فائدة لذكإره( :لن من نفي الضمان في إتلفّ المرتد مال المسلم كإالحنفية
نفاه ،وإن لم يكن التلفّ بدار الحرب ومن أثبته كإالشافعية أثبته ،وإن لم يكن
التلفّ بدار الحرب
)تخصيص بعض صأور النزاع بالحجاج( كإما فعل في المثال ،إذ المدعى فيه منع
تزويجها نفسها مطلقا والحتجاج على منعه من غير كإفء) .والصأح جوازه( :أي
الفرض مطلقا فقد ل يساعده الدليل في كإل الصور أو ل يقدر على دفع
العتراض في بعضها فيستفيد بالفرض غرضا صأحيحا ،وقيل :ل يجوز لن جوازه
ل يدفع اعتراض الخصم ،وقيل يجوز بشرط بناء غير محل الفرض على محله
كإأن يقاس عليه بجامع بينهما ،أو يقال ثبت الحكم في بعض الصور فليثبت في
وزوا تزويجها
باقيها ،إذ ل قائل بالفرق ،وقد قال به الحنفية في المثال حيث ج ّ
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
نفسها من غير كإفء.
)
ومنها( :أي من القوادح )القلب( وهو نوعان خاص بالقياس وعرفوه بأن يربط
المعترض خلفّ قول المستدل على علته إلحاقا بالصأل الذي جعله مقيسا
عليه وعام يعترض به على القياس وغيره من الدلة) ،وهو في الصأح دعوى(
ل به( المستدل) ،وصأح( دليل )عليه( أي على المستدل المعترض )أن ما اسإتد ّ
وإن دل له باعتبار آخر فتعبيري بذلك أولى من قوله عليه ل له) .في المسألة(
المتنازع فيها ل في مسألة أخرى ،وقول الصأل على ذلك الوجه ل حاجة إليه
كإما بينته في الحاشية ،وتقديمي عليه على ما بعده أولى من تأخير الصأل له
عنه) ،فـ(ـبسبب التقييد بصحة ما اسإتدل به )يمكن معه( أي مع القلب )تسليم
صأحته( ،وقيل القلب تسليم صأحته مطلقا سإواء أكإان ما اسإتدل به صأحيحا أم
ل .وقيل :هو إفساد له مطلقا لن الغالب من حيث جعله على المستدل مسلم
لصحته ،وإن لم يكن صأحيحا ومن حيث لم يجعله له مفسد له ،وإن كإان
صأحيحا ،وعلى كإل القولين ل يذكإر في الحد قيد للصحة ،وإنما ذكإر في الول لن
عدم ذكإره فيه يخل بموضوعه إما مصححا لمذهب المعترض أو مبطل ً لمذهب
المستدل كإما سإيأتي ،فهو قيد للحتراز عن الفاسإد ،إذ ل يحصل به شيء من
ذلك ،وعلى الصأح من إمكان التسليم مع القلب) .فهو( أي القلب )مقبول في
الصأح( وهو إما )معارضة عند التسليم( لصحة دليل المستدل ،فل يكون القلب
حينئذ قادحا ،بل يجاب عنه بالترجيح وإما اعتراض) .قادح عند عدمه( :أي عدم
تسليم الصحة ،وقيل هو شاهد زور يشهد على الغالب وله حيث سإلم فيه
الدليل ،واسإتدل به على خلفّ دعوى المستدل فل يقبل) .وهو( أي القلب
باعتبار آخر )قسمان(.
)ومنها( :أي من القوادح )القول بالموجب( بفتح الجيم أي بما اقتضاه الدليل
ول يختص بالقياس وشاهده قوله تعالى} :ولله العزة ولرسإوله{ في جواب:
ن العز منها الذل ،المحكي عن المنافقين أي :صأحيح ذلك لكنهم الذل ليخرج ّ
والله ورسإوله العز وقد أخرجهم الله ورسإوله) .وهو تسليم( مقتضي )الدليل
مع بقاء النزاع( ،بأن يظهر عدم اسإتلزام الدليل لمحل النزاع وورد ذلك على
ثلثة أنواع .أحدها :أن يستنتج المستدل من دليله ما يتوهم أنه محل النزاع أو
ملزم له ول يكون كإذلك .والثاني :أن يستنتج منه إبطال أمر يتوهم أنه مأخذ
مذهب الخصم والخصم يمنع أنه مأخذه .والثالث :أن يسكت عن مقدمة
صأغرى غير مشهورة .فالول )ما يقال في( القود بقتل )المثقل( من جانب
المستدل كإالشافعي )قتل بما يقتل غالبا فل ينافي القود كإالحراق( بالنار ل
ينافي القود) ،فيقال( من جانب المعترض كإالحنفي )سإلمنا عدم المنافاة( بين
القتل بالمثقل وبين القود) ،لكن لم قلت( إن القتل بالمثقل )يقتضيه( أي القود
وذلك محل النزاع ولم يستلزمه الدليل) .و( الثاني )كإما يقال( في القود بالقتل
بالمثقل أيضا )التفاوت في الوسإيلة( من آلت القتل وغيره )ل يمنع القود
كإالتوسإل إليه( من قتل وقطع وغيرهما ل يمنع تفاوته القود )فيقال( من جانب
المعترض )مسلم( أن التفاوت في الوسإيلة ل يمنع القود فل يكون مانعا منه،
)لكن ل يلزم من إبطال مانع انتفاء الموانع ووجود الشرائط والمقتضي( وثبوت
القود متوقف عل جميعها) ،والمختار تصديق المعترض في قوله( للمستدل
)ليس هذا( الذي عنيته باسإتدللك تعريضا بي من منع التفاوت في الوسإيلة
للقود )مأخذي( في نفي القود ،لن عدالته تمنعه من الكذب في ذلك لنه أعلم
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
بمذهبه ،وقيل ل يصدق إل ببيان مأخذ آخر لنه قد يعاند بما قاله .والثالث ما
ذكإرته بقولي) :وربما سإكت المستدل عن مقدمة غير مشهورة مخافة المنع(
لها لو صأرح بها )فيرد( بسكوته عنها )القول بالموجب( كإما يقال في
)ومنها( :أي من القوادح )الفرق( بين الصأل والفرع )والصأح أنه معارضة
بإبداء قيد في علية( حكم )الصأل أو( إبداء )مانع في الفرع( يمنع من ثبوت
حكم الصأل فيه )أو بهما( أي بالبداءين معا .وقيل هو الثالث فقط مثاله على
الشق الول أن يقول الشافعي :تجب النية في الوضوء كإالتيمم بجامع الطهارة
عن حدث ،فيعترض الحنفي بأن العلة في الصأل الطهارة بالتراب ،وعلى الثاني
ي كإغير المسلم بجامع القتل العمد
أن يقول الحنفي :يقاد المسلم بالذم ّ
العدوان فيعترض الشافعي بأن السإلم في الفرع مانع من القود ،وعلى الثالث
أن يعارض بالبداءين وما عرفت به الفرق أولى من تعريف الصأل له بأنه راجع
إلى المعارضة في الصأل ،أو الفرع وقيل إليهما لنه أحاله على ما لم يذكإره مع
إيهام أن المعارضة بالبداءين ليست فرقا مطلقا وليس كإذلك) .و(الصأح )أنه(:
دد
أي الفرق )قادح( وإن قيل إنه بالثالث أو بالضعيف سإؤالن .أو قلنا بجواز تع ّ
العلل لنه يؤثر في جميع المستدل ،ولنه لو لم يقدح لم يمتنع التحكم واللزم
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
باطل وقيل ليس بقادح ،وقيل كإذلك على القول بأنه بالثالث سإؤالن ل سإؤال
واحد ،إذ جمع السإئلة المختلفة غير مقبول ومعنى كإونه سإؤال ً واحدا اتحاد
المقصود منه وهو قطع الجمع ،ومعنى كإونه سإؤالين اشتماله على معارضة علة
الصأل بعلة وعلى معارضة الفرع بأخرى مستنبطة) .وجوابه( :أي الفرق
)بالمنع( كإأن يمنع كإون المبدى في الصأل جزءا من العلة وفي الفرع مانعا من
الحكم وهذا من زيادتي )و( الصأح )أنه يجوز تعدد الصأول( لفرع واحد بأن
وة الظن به ،وصأححه ابن الحاجب وغيره وهو الموافق لجواز يقاس عليها لق ّ
تعدد العلل وقيل يمتنع تعددها ،وإن جوز تعدد العلل لنتشار البحث في ذلك مع
إمكان حصول المقصود بواحد منها وصأححه الصأل) .فلو فرق بين الفرع وأصأل
منها كإفى( في القدح فيها )في الصأح( :لنه يبطل جمعها المقصود ،وقيل ل
يكفي لسإتقلل كإل منها وقيل يكفي إن قصد اللحاق بمجموعها ،لنه
يبطله بخلفّ ما إذا قصد بكل منها )في اقتصار المستدل على جواب أصأل(
واحد منها ،وقد فرق المعترض بين جميعها) .قولن( :أحدهما يكفي لحصول
المقصود بالدفع عن واحد منها ،والثاني ل يكفي لنه التزم الجميع فلزمه الدفع
عنه ،وهذا هو الوجه الموافق للصأح قبله.
)ومنها( :أي من القوادح) ،فساد الوضع بأن ل يكون الدليل صأالحا لترتيب
الحكم( عليه كإأن يكون صأالحا لضد ذلك الحكم أو نقيضه )كإتلقي( أي اسإتنتاج
)التخفيف من التغليظ والتوسإيع من التضييق والثبات من النفي( .وعكسه
)وثبوت اعتبار الجامع( في قياس المستدل )بنص أو إجماع في نقيض الحكم(،
أو ضده في ذلك القياس ،فالول كإقول الحنفية القتل عمدا جناية عظيمة ل
يجب له كإفارة كإالردة فعظم الجناية يناسإب تغليظ الحكم ل تخفيفه بعدم
وجوب الكفارة ،والثاني :كإقولهم الزكإاة وجبت على وجه الرتفاق لدفع الحاجة،
فكانت على التراخي كإالدية على العاقلة ،فالتراخي الموسإع ل يناسإب دفع
الحاجة المضيق ،والثالث :كإأن يقال في المعاطاة في غير المحقر لم يوجد
فيها مع الرضا صأيغة ،فينعقد بها البيع كإما في المحقر على القول بانعقاده بها
فيه ،فعدم الصيغة يناسإب عدم النعقاد ل النعقاد ،والرابع :كإأن يقال في
المعاطاة في المحقر وجد فيها الرضا فقط ،فل ينعقد بها بيع كإغير المحقر،
فالرضا الذي هو مناط البيع يناسإب النعقاد ل عدمه .والخامس :في الجامع ذي
النص قول الحنفية :الهرة سإبع ذو ناب فسؤره نجس كإالكلب ،فيقال السبعية
اعتبرها الشارع علة للطهارة حيث دعي إلى دار فيها كإلب فامتنع وإلى أخرى
فيها سإنور فأجاب فقيل له فقال :السنور سإبع .رواه المام أحمد وغيره ،وفي
الجامع ذي الجماع قول الشافعية في مسح الرأس في الوضوء مسح فيسن
تكراره كإالسإتجمار حيث يسن اليتار فيه فيقال المسح في الخف ل يسن
تكراره إجماعا فيما قيل) .وجوابه( :أي فساد الوضع )بتقرير نفيه( عن الدليل
بأن يقرر
كإونه صأالحا لترتيب الحكم عليه كإأن يكون له جهتان يناسإب بإحداهما التوسإيع
وبالخرى التضييق فينظر المستدل فيه من إحداهما ،والمعترض من الخرى
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
كإالرتفاق ودفع الحاجة في مسألة الزكإاة ،ويجاب على الكفارة في القتل بأنه
غلظ فيه بالقود فل يغلظ فيه بالكفارة ،وعن المعاطاة في الثالث بأن النعقاد
بها مرتب على الرضا ل على عدم الصيغة ،وعن المعاطاة في الرابع بأن عدم
النعقاد بها مرتب على عدم الصيغة ل على الرضا ،وعن ثبوت اعتبار الجامع
بقسميه في نقيض الحكم بثبوت اعتباره في ذلك الحكم ،ويكون تخلفه عنه بأن
وجد مع نقيضه لمانع في أصأل المعترض كإما في مسح الخف فإن تكراره
يفسده كإغسله.
)ومنها( :أي من القوادح )فساد العتبار بأن يخالف( الدليل )نصا( من كإتاب أو
سإنة) ،أو إجماعا( كإأن يقال في أداء الصوم الواجب صأوم واجب ،فل يصح نيته
من النهار كإقضائه ،فيعترض بأنه مخالف لقوله تعالى }والصائمين والصائمات{
الخ فإنه رتب فيه الجر العظيم على الصوم كإغيره من غير تعرض للتبييت فيه،
وذلك مستلزم لصحته بدونه ،وكإأن يقال ل يصح قرض الحيوان لعدم انضباطه
كإالمختلطات ،فيعترض بأنه مخالف لخبر مسلم عن أبي رافع أنه صألى الله
عليه وسإّلم اسإتسلف بكرا ورد ّ رباعيا .وقال» :إن خيار الناس أحسنهم قضاء«
والبكر بفتح الباء الصغير من البل ،والرباعي بفتح الراء ما دخل في السنة
السابعة ،وكإأن يقال ل يجوز للرجل أن يغسل زوجته الميتة لحرمة النظر إليها
ي فاطمة كإالجنبية ،فيعترض بأنه مخالف للجماع السكوتي في تغسيل عل ّ
رضي الله عنهما) ،وهو( :أي فساد العتبار )أعم من فساد الوضع( من وجه
لصدقه فقط بأن يكون الدليل صأالحا لترتيب الحكم عليه وصأدق فساد الوضع
فقط بأن ل يكون الدليل كإذلك ،ول يعارضه نص ول إجماع وصأدقهما معا بأن ل
يكون الدليل كإذلك مع معارضة نص أو إجماع له )وله( أي للمعترض بفساد
العتبار )تقديمه على المنوعات( في المقدمات )وتأخيره عنها( لمجامعته لها
من غير مانع من تقديمه وتأخيره )وجوابه كإالطعن في سإنده( :أي سإند النص
أو الجماع بإرسإال أو غيره )والمعارضة( للنص بنص آخر فيتساقطان ويسلم
دليل المستدل) .ومنع اظهور( له في مقصد المعترض )والتأويل( له بدليل
وزدت الكافّ لدفع توهم حصر الجواب فيما ذكإر ،فإنه ل ينحصر فيه إذ منه
غيره كإالقول بالموجب كإما بينته في الحاشية.
)ومنها( :أي من القوادح )منع علية الوصأف( أي منع كإونه العلة )وتسمى
المطالبة( :أي بتصحيح العلة المتبادر عند إطلق المطالبة) .والصأح قبوله( وإل
لدى الحال إلى تمسك المستدل بما شاء من الوصأافّ لمنه المنع ،وقيل ل
يقبل لدائه إلى النتشار بمنع كإل ما يدعي عليته) .وجوابه بإثباتها( :أي العلية
بمسلك من مسالك العلة المتقدمة) .ومن المنع( المطلق )منع وصأف العلة(:
أي منع اعتباره فيها وهو مقبول جزما) .كإقولنا في إفساد الصوم بغير جماع(
كإأكإل من غير كإفارة )الكفارة( شرعت )للزجر عن الجماع المحذور في الصوم
فوجب اختصاصأها به كإالحد( .فإنه شرع للزجر عن الجماع زنا وهو مختص
بذلك) .فيقال( :ل نسلم أنها شرعت للزجر عن الجماع بخصوصأه) ،بل عن
الفطار المحذور فيه( :أي في الصوم بجماع أو غيره) .وجوابه ببيان اعتبار
الخصوصأية( أي خصوصأية الوصأف في العلة كإأن يبين اعتبار الجماع في
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
الكفارة بأن الشارع رتبها عليه حيث أجاب بها من سإأله عن جماعه كإما مّر.
)كإأن المعترض( بهذا العتراض )ينقح المناط( بحذفّ خصوص الوصأف عن
اعتباره في العلة )والمستدل يحققه( ببيان اعتبار خصوصأية الوصأف فيقدم
لرجحان تحقيق المناط فإنه يرفع النزاع) .و( من المنع المطلق )منع حكم
الصأل ،والصأح أنه مسموع( كإمنع وصأل العلة كإأن يقول الحنفي :الجارة عقد
على منفعة ،فتبطل بالموت كإالنكاح فيقال له:ل نسلم حكم الصأل ،إذ النكاح ل
يبطل بالموت بل ينتهي به ،وقيل غير مسموع لن لم يعترض المقصود )و(
الصأح )أن المستدل ل ينقطع به( :أي بمنع الحكم لنه منع مقدمة من مقدمات
القياس ،فله إثباته كإسائر المقدمات .وقيل :ينقطع للنتقال عن إثبات حكم
الفرع الذي هو بصدده إلى غيره ،وقيل ينقطع به إن كإان ظاهرا يعرفه أكإثر
الفقهاء ،ولم يقل المستدل في اسإتدلله إن سإلمت حكم الصأل وإل نقلت
الكلم إليه بخلفّ ما ل يعرفه إل خواصأهم ،أو قال المستدل ذلك ،وقيل غير
ذلك) .و( الصأح )أنه( أي المستدل )إن
دل( أي اسإتدل )عليه( أي على حكم الصأل بدليل )لم ينقطع المعترض( بمجرد
ذلك) ،بل له أن يعترض( ثانيا الدليل ،لنه قد ل يكون صأحيحا ،وقيل ينقطع
فليس له أن يعترض لخروجه باعتراضه عن المقصود) ،وقد يقال( من طرفّ
المعترض في التيان بمنوع مترتبة )ل نسلم حكم الصأل سإلمنا() .ول نسلم أنه
مما يقاس فيه( :لجواز كإونه مما اختلف في جواز القياس فيه والمستدل ل
يراه) .سإلمنا( ذلك )ول نسلم أنه معلل( لجواز كإونه تعبديا) .سإلمنا( ذلك) ،ول
نسلم أن هذا الوصأف علته( لجواز كإونها غيره) .سإلمنا( ذلك) ،ول نسلم وجود
فيه( :أي وجود الوصأف في الصأل) .سإلمنا( ذلك )ول نسلم أنه( أي الوصأف
)متعد( لجاز كإونه قاصأرا) .سإلمنا( ذلك) ،ول نسلم وجوده بالفرع(؛ فهذه سإبعة
منوع تتعلق الثلثة الولى منها بحكم الصأل ،والربعة الباقية بالعلة مع الصأل،
والفرع في بعضها .وقد بينت ذلك في الحاشية) .فيجاب( عنها )بالدفع( لها
على ترتيبها السابق )بما عرفّ من الطرق( المذكإورة في دفعها إن أريد ذلك،
وإل فيكفي القتصار على دفع الخير منها) ،فـ(ـبسبب جواز تعدد المنوع )يجوز
إيراد اعتراضات( هو أولى من قوله معارضات )من نوع( ،كإالنقوض أو
المعارضات في الصأل أو الفرع لنها كإسؤال واحد مترتبة كإانت أو ل) ،وكإذا(
يجوز إيراد اعتراضات )من أنواع في الصأح( ،كإالنقض وعدم التأثير والمعارضة،
)وإن كإانت مترتبة( أي يستدعي تاليها تسليم متلوه ،وذلك لن تسليمه تقديري
ل تحقيقي ،وقيل ل يجوز من أنواع للنتشار ،وقيل يجوز في غير المترتبة دون
المترتبة ،لن ما قبل الخير في المترتبة مسلم فذكإره ضائع ،ورد ّ بأن تسليمه
تقديريّ ل تحقيقي كإما مّر ،مثال النوع في العتراضات المترتبة أن يقال :ما
ذكإر أنه علة منقوض بكذا ومنقوض بكذا ،ولئن سإلم فهو منقوض بكذا ،ومثاله
في غير المترتبة أن يقال :ما ذكإر أنه علة منقوض بكذا ومنقوض بكذا ومثال
النواع مترتبة أن يقال ما ذكإر من الوصأف غير موجود في
الصأل ،ولئن سإلم فهو معارض بكذا ،ومثالها غير مترتبة أن يقال :هذا الوصأف
منقوض بكذا أو غير مؤثر لكذا.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
)
على المستدل بيان عدمهما ليظهر دليله) .ول يكلف( المعترض بالجمال )بيان
تساوي المحامل( المحقق للجمال لعسر ذلك عليه) .ويكفيه( في بيان ذلك إن
أراد التبرع به أن يقول )الصأل( بمعنى الراجح )عدم تفاوتها( :أي المحامل وإن
عارضه المستدل بأن الصأل عدم الجمال) .فيبين المستدل عدمهما( أي عدم
م العتراض عليه بهما بأن يبين ظهور اللفظ في الغرابة والجمال حيث ت ّ
مقصوده بنقل عن لغة أو عرفّ شرعي أو غيره أو بقرينة ،كإما إذا اعترض عليه
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
في قوله :الوضوء قربة ،فلتجب فيه النية بأن الوضوء يطلق على النظافة،
وعلى الفعال المخصوصأة فيقول :حقيقته الشرعية الثاني) .أو يفسر اللفظ
بمحتمل( منه بفتح الميم الثانية) .قيل وبغيره( :أي بغير محتمل منه ،إذ غاية
المر أنه ناطق بلغة جديدة ول محذور في ذلك بناء على أن اللغة اصأطلحية،
ورد ّ بأن فيه فتح باب ل يستد) .والمختار( أنه )ل يقبل( من المستدل إذا وفق
المعترض بإجمال اللفظ على عدم ظهوره في غير مقصده) ،دعواه الظهور(
له )في مقصده( :بكسر الصاد )بل نقل( عن لغة أو عرفّ) ،أو قرينة( :كإأن
يقول يلزم ظهوره في مقصدي لنه غير ظاهر في الخر اتفاقا ،فلو لم يكن
ظاهرا في مقصدي لزم الجمال ،وإنما لم تقبل لنه ل أثر لها بعد بيان
المعترض الجمال ،وقيل تقبل دفعا للجمال الذي هو خلفّ الصأل ،ومحله إذا
لم يشتهر اللفظ بالجمال ،فإن اشتهر به كإالعين والقرء لم يقبل ذلك جزما،
وترجيح عدم القبول من زيادتي ،وهو ما اعتمده شيخنا الكمال ابن الهمام
وغيره ،وقولي بل نقل أو قرينة أظهر في المراد من قوله دفعا للجمال) .ثم
المنع( :أي العتراض بمنع أو غيره )ل يأتي في الحكاية( :أي حكاية المستدل
للقوال في السمألة المبحوث فيها حتى يختار منها قول ً ويستدل عليه) .بل(
يأتي )في الدليل( إما )قبل تمامه( ،وإنما يأتي في مقدمة معينة منه) .أو بعده(
أي بعد تمامه) .والول( وهو المنع قبل التمام )إما( منع )مجرد أو( منع
)مع السند( ،وهو ما يبنى عليه المنع والمنع مع السند) .كإل نسلم كإذا ولم ل
يكون( المر )كإذا أو( ل يسلم كإذا و)إنما يلزم كإذا لو كإان( المر )كإذا وهو( :أي
الول بقسميه من المنع المجرد والمنع مع السند) .المناقضة( :أي يسمى بها
ويسمى بالنقض التفصيلي )فإن احتج( المانع )لنتفاء المقدمة( التي منعها
)فغصب( :أي فاحتجاجه لذلك يسمى غصبا لنه غصب لمنصب المستدل )ل
يسمعه المحققون( من النظار لسإتلزامه الخبط فل يستحق جوابا ،وقيل يسمع
فيستحقه) .والثاني( :وهو المنع بعد تمام الدليل )إما بمنع الدليل( بمنع مقدمة
معينة أو مبهمة )لتخلف حكمه فالنقض التفصيلي( :أي يسمى به إن كإان المنع
لمعينة كإما يسمى مناقضة) .أو( النقض )الجمالي( أن يسمى به إن كإان
لمبهمة أو لجملة الدليل كإأن يقال في صأورته ما ذكإر من الدليل غير صأحيح
لتخلف الحكم عنه في كإذا ،ووصأف بالجمالي لن جهة المنع فيه غير معينة
بخلفّ التفصيلي ،وذكإر التفصيلي في الثاني من زيادتي) .أو بتسليمه( أي
الدليل )مع( منع المدلول و)السإتدلل بما ينافي ثبوت المدلول فالمعارضة(:
أي يسمى بها )فيقول( في صأورتها المعترض للمستدل) .ما ذكإرت( من الدليل
)وإن دل( على ما ذكإرته )فعندي ما ينفيه( :أي ما ذكإرته ويذكإره )وينقل(
المعترض بها )مستدلً( والمستدل معترضا ،أما لو منع الدليل ل للتخلف أو
المدلول ،ولم يستدل بما ينافي ثبوته فالمنع مكابرة) .وعلى المستدل الدفع(
لما اعترض به عليه) .بدليل( ليسلم دليله الصألي ول يكفيه المنع )فإن منع( أي
الدليل الثاني بأن منعه المعترض )فكما مّر( من المنع قبل تمام الدليل ،وبعد
تمامه الخ) .وهكذا( :أي المنع ثالثا ورابعا مع الدفع وهلم) ،إلى إفحامه( أي
المستدل بأن انقطع بالمنوع) .أو إلزام المانع( بأن انتهى إلى ضروري أو يقيني
مشهور من جانب المستدل.
)
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
باعتبار علته ثلثة أقسام )قياس العلة( وهو )ما صأرح فيه بها( بأن كإان الجامع
فيه نفسها كإأن يقال يحرم النبيذ كإالخمر للسإكار) .وقياس الدللة( وهو )ما
جمع فيه بلزمها فأثرها فحكمها( الضمائر للعلة ،وكإل من الثلثة يدل عليها،
وكإل من الخيرين منها دون ما قبله بدللة الفاء فالول كإأن يقال النبيذ حرام
كإالخمر بجامع الرائحة المشتدة وهي لزمة للسإكار .والثاني كإأن يقال القتل
بمثقل يوجب القود كإالقتل بمحدد بجامع الثم وهو أثر العلة وهي القتل العمد
العدوان .والثالث كإأن يقال يقطع الجماعة بالواحد كإما يقتلون به بجامع وجوب
الدية عليهم بذلك حيث كإان غير عمد ،وهو حكم العلة التي هي القطع منهم في
المقيس والقتل منهم في المقيس عليه .وحاصأل ذلك اسإتدلل بأحد موجبي
الجناية من القود والدية الفارق بينهما العمد على الخر) .والقياس في معنى
الصأل( .وهو )الجمع بنفي الفارق( ،ويسمى بالجلي كإما مر ،وبإلغاء الفارق
وبتنقيح المناط كإقياس البول في إناء وصأبه في الماء الراكإد على البول فيه في
المنع بجامع أن ل فارق بينهما في مقصود المنع الثابت بخبر مسلم عن جابر:
»نهى النبي صألى الله عليه وسإّلم عن أن يبال في الماء الراكإد.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
الكتاب الخامس في السإتدلل
)وهو دليل ليس بنص( من كإتاب أو سإنة) .ول إجماع ول قياس شرعي( .وقد
تقدمت فل يقال التعريف المشتمل عليها تعريف بالمجهول) .فدخل( فيه
)قطعا( القياس )القتراني و( القياس )السإتثنائي( وهما نوعا القياس
المنطقي وهو قول مؤلف من قضايا متى سإلمت لزم عنه لذاته قول آخر وهو
النتيجة فإن كإان اللزم أو نقيضه مذكإورا فيه بالفعل فهو السإتثنائي وإل
فالقتراني فالسإتثنائي نحو :إن كإان النبيذ مسكرا فهو حرام ،لكنه مسكر ينتج
فهو حرام ،أو إن كإان النبيذ مباحا فهو ليس بمسكر لكنه مسكر ينتج فهو ليس
بمباح ،والفتراني نحو :كإل نبيذ مسكر وكإل مسكر حرام ،ينتج كإل نبيذ حرام
وهو مذكإور فيه بالقوة ل بالفعل وسإمي القياس اسإتثنائيا لشتماله على حرفّ
السإتثناء لغة وهو لكن واقترانيا لقتران أجزائه) .و( دخل فيه قطعا )قولهم(:
أي العلماء )الدليل يقتضي أن ل يكون( المر )كإذا خولف( الدليل )في كإذا( :أي
في صأورة مثلً) ،لمعنى مفقود في صأورة النزاع فتبقى( هي )على الصأل(
الذي اقتضاه الدليل كإأن يقال :الدليل يقتضي امتناع تزويج المرأة مطلقا وهو
ما فيه من إذللها بالوطء وغيره الذي تأباه النسانية لشرفها ،خولف هذا الدليل
في تزويج الولي لها فجاز لكمال عقله وهذا المعنى مفقود فيها ،فيبقى تزويجها
نفسها الذي هو محل النزاع على ما اقتضاه الدليل من المتناع) .و( دخل فيه
)في الصأح قياس العكس( :وهو إثبات عكس حكم شيء لمثله لتعاكإسهما في
العلة كإما مر في خبر :أيأتي أحدنا شهوته وله فيها أجر؟ قال» :أرأيتم لو وضعها
في حرام أكإان عليه وزر« وقيل :ليس بدليل كإما حكي عن أصأحابنا ،وذكإر
الخلفّ في هذا من زيادتي) .و( دخل فيه في الصأح )عدم وجدان دليل
الحكم( :هو أولى من قوله انتفاء الحكم لنتفاء مدركإه ،وذلك بأن لم يجد
الدليل المجتهد بعد الفحص الشديد ،فهو دليل على انتفاء الحكم ،وقيل ليس
بدليل ،إذ ل يلزم من عدم وجدان الدليل عدمه ،وذلك )كإقولنا( للخصم في
إبطال الحكم
الذي ذكإره في مسألة )الحكم يستدعي دليل ً وإل لزم تكليف الغافل( حيث
وجد الحكم بدون دليل مفيد له) ،ول دليل( على حكمك )بالسبر( فإنا سإبرنا
الدلة فلم نجد ما يدل عليه) .أو الصأل( فإن الصأل المستصحب عدم الدليل
عليه فينتفي هو أيضا ،ودخل فيه السإتقراء والسإتصحاب والسإتحسان ،وقول
الصحابي واللهام التية ،وإنما أفرد كإل منها بالترجمة بمسألة لما فيه من
التفصيل وقوة الخلفّ مع طول بعضه) .ل لقولهم( أي الفقهاء )وجد المقتضي
أو المانع أو فقد الشرط( ،فل يدخل في السإتدلل حالة كإونه )مجملً( في
الصأح ،ول يكون دليل ً بل دعوى دليل ،وإنما يكون دليل ً إذا عين المقتضى
والمانع والشرط .وبين وجود الولين ول حاجة إلى بيان فقد الثالث لنه على
وفق الصأل ،وقيل :يدخل في السإتدلل ،ورجحه الصأل فيكون دليل ً على
وجود الحكم بالنسبة إلى المقتضي وعلى انتفائه بالنسبة إلى الخرين ،وقيل
دليل وليس باسإتدلل إن ثبت بنص أو إجماع أو قياس ،وإل فهو اسإتدلل .وقد
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
بينت ما فيه في الحاشية .وخرج بزيادتي مجمل ً ما لو كإان معينا فيكون
اسإتدلل ً ودليل ً كإما علم مما مر.
)مسألة :السإتقراء بالجزئي على الكلي( :بأن يتتبع جزئيات كإلي ليثبت حكمها
له )إن كإان تاما( بأن كإان بكل الجزئيات إل صأورة النزاع )فـ(ـهو دليل )قطعي(
في إثبات الحكم في صأورة النزاع) .عند الكإثر( من العلماء ،وقال القل منهم:
ليس بقطعي لحتمال مخالفة تلك الصورة لغيرها على بعد .قلنا :هو منزل
منزلة العدم) ،أو( كإان )ناقصا( بأن كإان بأكإثر الجزئيات الخالي عن صأورة
النزاع )فظني( فيها ل قطعي لحتمال مخالفتها للمستقرإ) .ويسمى( هذا عند
ن باختلفّ
الفقهاء )إلحاق الفرد( النادر )بالغلب( العم ،ويختلف فيه الظ ّ
الجزئيات ،فكلما كإان السإتقراء فيها أكإثر كإان أقوى ظنا.
)مسألة( :في السإتصحاب وقد اشتهر أنه حجة عندنا دون الحنفية بأقسامه
التية على خلفّ عندنا في الخير منها ،وعند غيرنا في الولين أيضا) .الصأح أن
اسإتصحاب العدم الصألي( :وهو نفي ما نفاه العقل ولم يثبته الشرع كإوجوب
صأوم رجب) .و( اسإتصحاب )العموم أو النص و( اسإتصحاب )ما دل الشرع
على ثبوته لوجود سإببه( ،كإثبوت الملك بالشراء )إلى ورود المغير( لها من
إثبات الشرع ما نفاه العقل ،ومن مخصص أو ناسإخ أو سإبب عدم ما دل الشرع
على ثبوته أي :كإل من المذكإورات )حجة( مطلقا فيعمل به إلى ورود المغير،
وقل ليس بحجة مطلقا ،وقيل الخير منها حجة في الدفع به عما ثبت دون
الرفع به لما ثبت كإاسإتصحاب حياة المفقود قبل الحكم بموته ،فإنه دافع للرث
منه وليس برافع لعدم الرث من غيره للشك في حياته فل يثبت اسإتصحابها له
ملكا جديدا ،إذ الصأل عدمه ،وقيل هو حجة إن يعارضه ظاهر وإل قدم الظاهر،
وقيل فيه غير ذلك .والصأح الول فيقدم الصأل على الظاهر) .إل إن عارضه
ظاهر غالب ذو سإبب ظن أنه أقوى( من الصأل) ،فيقدم( عليه )كإبول وقع في
ماء كإثير فوجد متغيرا ،واحتمل تغيره به( وتغيره بغيره مما ل يضر كإطول
المكث) .وقرب العهد( بعدم تغيره فإن اسإتصحاب طهارته التي هي الصأل
ن أنها أقوى ،فقدمت على عارضته نجاسإته الظاهرة الغالبة ذات السبب التي ظ ّ
الطهارة عمل ً بالظاهر ،بخلفّ ما لم يظن أنه أقوى بأن بعد العهد في المثال
بعدم التغير قبل وقوع البول أو لم يكن عهد ،وتأخيري الغاية عن المذكإورات
أولى من تقديمه لها على الخير ،وذكإر الخلفّ في الّولين مع التصريح بقولي
ن أنه أقوى من زيادتي) .و( الصأح أنه )ل يحتج باسإتصحاب حال الجماع في ظ ّ
محل الخلفّ( :أي إذا أجمع على حكم في حال ثم اختلف فيه في حال آخر،
ففل يحتج باسإتصحاب ذلك الحال في هذا الحال ،وقيل يحتج مثاله الخارج
النجس من غير السبيلين ل ينقض الوضوء عندنا اسإتحصابا لما قبل الخروج من
بقائه المجمع عليه.
)فالسإتصحاب( الشامل للنواع السابقة وينصرفّ السإم إليه) ،ثبوت أمر في(
الزمن )الثاني لثبوته في الول لفقد ما يصلح للتغيير( من الول إلى الثاني ،فل
زكإاة عندنا فيما حال عليه الحول من عشرين دينارا ناقصة تروج رواج الكاملة
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
بالسإتصحاب )أما ثبوته( :أي المر )في الول( لثبوته في الثاني
)فـ(ـاسإتصحاب )مقلوب( كإأن يقال في المكيال الموجود الن كإان على عهده
صألى الله عليه وسإّلم باسإتصحاب الحال في الماضي ،إذ الصأل موافقة
ي حتى قال السبكي :إنه لم يقل به الصأحاب الماضي للحال والسإتدلل به خف ّ
إل فيمن اشترى شيئا فادعاه غيره وأخذه بحجة مطلقة فيثبت له الرجوع
بالثمن على البائع عمل ً باسإتصحاب الملك الذي ثبت الن فيما قبل ذلك ،لن
البينة ل توجد الملك ،بل تظهره ،فيجب أن يكون سإابقا على إقامتها ويقدر له
لحظة لطيفة ،ومن المحتمل انتقال الملك من المشتري إلى المدعي ،ولكنهم
اسإتصحبوا مقلوبا وهو عدم النتقال منه على أن في هذه الصورة وجها
مشهورا بعدم الرجوع ،واعتمده البلقيني وقال :إنه الصواب المتعين ،والمذهب
الذي ل يجوز غيره) .وقد يقال فيه( :أي في السإتصحاب المقلوب ليظهر
السإتدلل به لرجوعه في المعنى إلى السإتصحاب المستقيم )لو لم يكن
الثابت اليوم ثابتا أمس لكان غير ثابت( أمس ،إذ ل واسإطة بين الثبوت وعدمه
)فيقضي اسإتصحاب أمس( الخالي عن الثبوت فيه) ،بأنه اليوم غير ثابت وليس
كإذلك( ،لنه مفروض الثبوت اليوم )فدل( ذلك )علىأنه ثابت( أمس أيضا.
)
مسألة :المختار أن النافي( لشيء )يطالب بدليل( على انتفاء )إن لم يعلم
النفي( :أي انتفاء الشيء )ضرورة( بأن علم نظرا أو ظن لن غير الضروري قد
يشتبه فيطلب دليله لينظر فيه ،وقيل ل يطالب به ،وقيل يطالب به في
العقليات ل الشرعيات) .وإل( :أي وإن علم انتفاؤه ضرورة) ،فل( يطالب بدليل
على انتفائه لن الضروريّ ل يشتبه حتى يطلب دليله لينظر فيه ،وتعبيري بما
ذكإر أولى مما عبر به كإما بينته في الحاشية) .و( المختار )أنه ل يجب الخذ
بالخف ول بالثقل( في شيء ،بل يجوز كإل منهما لن الصأل عدم الوجوب،
وقيل يجب الخذ بالخف لقوله تعالى} :يريد الله بكم اليسر ول يريد بكم
العسر{ وقيل :يجب الخذ بالثقل لنه أكإثر ثوابا وأحوط ،والترجيح من زيادتي،
وتقدم في الجماع ما يؤخذ منه أنه يجب الخذ بأقل ما قيل.
)مسألة :المختار( :كإماقال ابن الحاجب وغيره) :أنه صألى الله عليه وسإّلم كإان
متعبدا( بفتح الباء وكإسرها أي :مكلفا ومكلفا نفسه بالعبادة) .قبل البعثة
بشرع( ،لما في الخبار من أنه كإان يتعبد كإان يصلي كإان يطوفّ .وتلك أعمال
ور من غير تعبد شرعية يعلم ممن مارسإها قصد موافقة أمر الشرع ،ول يتص ّ
فإن العقل بمجرده ل يحسنه ،وقيل لم يكن متعبدا وقيل بالوقف وهو ما اختاره
الصأل) ،و(المختار )الوقف عن تعيينه( أي تعيين الشرع بتعيين من نسب إليه،
وقيل هو آدم ،وقيل نوح ،وقيل إبراهيم ،وقيل موسإى ،وقيل عيسى ،وقيل ما
ي) .و( المختار )بعدها( :أي بعد البعثة )المنع(
ثبت أنه شرع من غير تعيين لنب ّ
من تعبده بشرع من قبله ،لن له شرعا يخصه ،وقيل تعبد بما لم ينسخ من
شرع من قبله أي :ولم يرد فيه وحي له اسإتصحابا لتعبده به قبل البعثة) .و(
المختار بعد البعثة )أن أصأل المنافع الحل المضاّر التحريم( قال تعالى} :خلق
ن إل بالجائر .وقاللكم ما في الرض جميعا{ ذكإره في معرض المتنان ول يمت ّ
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
ضَرار« .رواه ابن ماجة وغيره ،وزاد صألى الله عليه وسإّلم» :ل َ
ضَرَر ول ِ
الطبراني »في السإلم« وقيل :الصأل في الشياء الحل ،وقيل الصأل فيها
التحريم ،أما حكم المنافع والمضاّر قبل البعثة فتقدم أوائل الكتاب حيث قيل ل
حكم قبل الشرع بل المر موقوفّ إلى وروده.
)مسألة :المختار أن السإتحسان ليس دليلً( :إذ ل دليل يدل عليه وقيل هو دليل
لقوله تعالى} :واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم{ قلنا المراد بالحسن الظهر
والولى ل السإتحسان) .وفسر بدليل ينقدح في نفس المجتهد تقصر عنه
عبارته ورد ّ بأنه( :أي هذا الدليل )إن تحقق( بفتح التاء عند المجتهد )فمعتبر(،
ول يضّر قصور عبارته عنه قطعا ،وإن لم يتحقق عنده فمردود قطعا) .و( فسر
أيضا )بعدول عن قياس إلى( قياس )أقوى( منه) ،ول خلفّ فيه( بهذا المعنى،
إذ أقوى القياسإين مقدم على الخر قطعا) .أو( بعدول )عن الدليل إلى العادة(
لمصلحة ،كإدخول الحمام بل تعيين أجرة وزمن مكث فيه وقدر ماء وكإشرب
الماء من السقاء بل تعيين قدره مع اختلفّ أحوال الناس في اسإتعمال الماء.
)ورد ّ بأنه إن ثبت أنها( :أي العادة )حق( لجريانها في زمنه صألى الله عليه
وسإّلم ،أو بعده بل إنكار ول من الئمة) .فقد قام دليلها( من السنة أو الجماع
دت( قطعا فلم يتحقق بما فيعمل بها قطعا) .وإل( أي وإن لم يثبت حقيتها )ر ّ
ذكإر اسإتحسان مختلف فيه) .فإن تحقق اسإتحسان مختلف فيه فمن قال به
فقد شرع( ،بالتخفيف .وقيل بالتشديد أي وضع شرعا من قتل نفسه وليس له
ذلك لنه كإفر أو كإبيرة) .وليس منه( :أي من السإتحسان المختلف فيه أن
تحقق )اسإتحسان الشافعي التحليف بالمصحف والخط في الكتابة( لشيء من
نجومها) .ونحوهما( كإاسإتحسانه في المتعة ثلثين درهما ،وإنما قال ذلك لدلة
فقهية مبينة في محالها ،ول ينكر التعبير به عن حكم ثبت بدليل.
)مسألة :قول الصحابي( :المجتهد )غير حجة على( صأحابي )آخر وفاقا و( على
)غيره( وكإتابعي )في الصأح( ،لن قول الصحابي ليس حجة في نفسه،
والحتجاج به في الحكم التعبدي من حيث إنه من قبيل المرفوع لظهور أن
مستنده فيه التوقيف ل من حيث إنه قول صأحابي ،وقيل قوله على غير
الصحابي حجة فوق القياس حتى يقدم عليه عند التعارض ،وقيل حجة دون
القياس فيقدم القياس عليه ،وقيل حجة إن انتشر من غير ظهور مخالف له،
لكنه حينئذ إجماع سإكوتي ،فاحتجاج الفقهاء به من حيث إنه إجماع سإكوتي ل
من حيث إنه قول صأحابي ،كإما لو وقع من مجتهد غير صأحابي قول باجتهاد
وسإكت عليه الباقون ،وقيل حجة إن خالف القياس ،وقيل قول الشيخين أبي
بكر وعمر حجة بخلفّ غيرهما ،وقيل غير ذلك .وعلى القول بأنه حجة لو
اختلف صأحابيان في مسألة فقولهما كإدليلين فيرجح أحدهما بمرجح) .والصأح(
ما عليه المحققون )أنه( :أي الصحابي )ل يقلد( بفتح اللم أي :ليس لغيره أن
يقلده لنه ل يوثق بمذهبه ،إذ لم يدّون بخلفّ مذهب غيره من الئمة الربعة
وقيل يقلد بناء على جواز النتقال في المذاهب والتصريح بالترجيح من زيادتي.
دد )فلدليل ل تقليدا(
)أما وفاق الشافعي زيدا في الفرائض( حتى تردد حيث تر ّ
لزيد بأن وافق اجتهاده اجتهاده.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
)مسألة :الصأح أن اللهام وهو( لغة إيقاع شيء في القلب )يطمئن له الصدر
يخص به الله( تعالى )بعض أصأفيائه غير حجة( إن ظهر )من غير معصوم(،
لعدم الثقة بخواطره لنه ل يأمن دسإيسة الشيطان فيها .وقيل :هو حجة في
ي صألى الله عليه وسإّلم
حقه فقط وقيل لدلة ل تجدي ،أما من المعصوم كإالنب ّ
فهو حجة في حقه وحق غيره إذا تعلق بهم كإالوحي.
خاتمة :للسإتدلل
)مبنى الفقه على( أربعة أمور ،وإن لم يرجع أكإثره إليها إل بتكلف) .أن اليقين
ل يرفع( من حيث اسإتصحاب حكمه )بالشك( ،بمعنى مطلق التردد ،ومن
مسائله من تيقن الطهر وشك في الحدث يأخذ بالطهر) ،و( أن )الضرر يزال(
وجوبا ،ومن مسائله وجوب رد ّ المغصوب وضمانه بالتلف) .و( أن )المشقة
تجلب التيسير( ،ومن مسائله جواز القصر والجمع والفطر في السفر بشرطه.
)و( أن )العادة محكمة( بفتح الكافّ المشددة ،أي :المعمول بها شرعا ،ومن
مسائله أقل الحيض وأكإثره ،وزاد بعضهم على الربعة أن المور بمقاصأدها،
ومن مسائله وجوب النية في الطهر ،ورجعه صأاحب الصأل في قواعده إلى
الول ،فإن الشيء إذا لم يقصد اليقين عدم حصوله.
بين الدلة عند تعارضها وسإيأتي بيانهما) ،يمتنع تعادل قاطعين( :أي تقابلهما بأن
يدل كإل منهما على منافي ما يدل عليه الخر إذ لو جاز ذلك لثبت مدلولهما،
فيجتمع المتنافيات فل وجود لقاطعين متنافيين عقليين أو نقليين أو عقلي
ونقلي ،والكلم في النقليين حيث ل نسخ كإما يعلم مما سإيأتي) .ل( تعادل
)قطعي وظني نقليين( .فل يمتنع لبقاء دللتيهما ،وإن انتفى الظن عند القطع
بالنقيض لتقدم القطعي حينئذ ،وخرج بالنقليين غيرهما ،كإأن ظن أن زيدا في
الدار لكون مركإبه وخدمه ببابها ثم شوهد خارجها ،فيمتنع تعادلهما لنتفاء دللة
الظني حينئذ ،وعليه يحمل قول ابن الحاجب :ل تعارض بين قطعي وظني.
)وكإذا أمارتان( :ل يمتنع تعادلهما ولو بل مرجح لحداهما) .في الواقع في
الصأح( :إذ لو امتنع لكان لدليل والصأل عدمه ،وهذا ما عليه ابن الحاجب تبعا
للجمهور ،وإن لم يصرحوا بقيد الواقع ،وقيل يمتنع بل مرجح ورجحه الصأل
حذرا من التعارض في كإلم الشارع ،وأجاب الول :بأنه ل محذور في ذلك ،أما
دده ،وعلى الول )فإن تعارضهما في ذهن المجتهد فواقع قطعا وهو منشأ تر ّ
تعادلتا( ول مرجح )فالمختار التساقط( ،كإما في تعارض البينتين ،وقيل يخير
بينهما في العمل ،وقيل يوقف عن العمل بواحدة منهما ،وقيل يخير بينهما في
الواجبات ويتساقطان في غيرها ،والترجيح من زيادتي) .وإن نقل عن مجتهد
قولن فإن تعاقبا فالمتأخر( منهما )قوله( المستمر والمتقدم مرجوع عنه.
)وإل( :أي وإن لم يتعاقبا بأن قالهما معا) ،فما( أي فقوله المستمر منهما ما
)ذكإر فيه( المجتهد )مشعرا بترجيحه( على الخر كإقوله :هذا أشبه وكإتفريعه
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
دد( بينهما فل ينسب إليه ترجيح
عليه) ،وإل( :أي وإن لم يذكإر ذلك )فهو متر ّ
أحدهما ،وفي معنى ذلك ما لو جهل تعاقبهما أو علم وجهل المتأخر أو نسي.
)ووقع( هذا التردد )للشافعي( رضي الله عنه )في بضعة عشر مكانا( سإتة
عشر أو سإبعة عشر ،كإما تردد فيه القاضي أبو حامد المروروذي.
)ثم قيل( :أي قال الشيخ أبو حامد السإفرايني في ترجيح أحد قولي الشافعي
المتردد بينهما) .مخالف أبي حنيفة( منهما )أرجح من موافقة( ،فإن الشافعي
إما خالفه لدليل) .وقيل عكسه( :أي موافقه أرجح وهو قول القفال ،وصأححه
وته بتعدد قائله ،ورد ّ بأن القوة إنما تنشأ من الدليل فلذلك قلت
النووي لق ّ
كإالصأل) .والصأح الترجيح بالنظر( فما اقتضى ترجيحه منهما فهو الراجح) ،فإن
وقف( عن الترجيح )فالوقف( عن الحكم برجحان واحد منهما) ،وإن لم يعرفّ
للمجتهد قول في مسألة لكن( يعرفّ له قول )في نظيرها فهو( أي قوله في
ح( :أي خرجه الصأحاب فيها إلحاقا لها نظيرها) .قوله المخرج فيها في الصأ ّ
بنظيرها ،وقيل ليس قول ً له فيها لحتمال أن يذكإر فرقا بين المسألتين لو
روجع في ذلك) .والصأح( على الول )ل ينسب( القول فيها )إليه مطلقا بل(
ينسب إليه )مقيدا( بأنه مخرج حتى ل يلتبس بالمنصوص ،وقيل :ل حاجة إلى
ص في نظير ص آخر للنظير( :أي لن ّ
تقييده لنه جعل قوله) :ومن معارضة ن ّ
المسألة )تنشأ الطرق( :وهي اختلفّ الصأحاب في نقل المذهب في
المسألتين ،فمنهم من يقّرر النصين فيهما ،ويفرق بينهما ،ومنهم من يخرج نص
كإل منهما في الخرى فيحكي في كإل قولين منصوصأا ومخرجا ،وعلى هذا
فتارة يرجح في كإل منهما نصها ويفرق بينهما ،وتارة يرجح في أحدهما نصها،
وفي الخرى المخرج ،ويذكإر ما يرجحه على نصها.
)والترجيح تقوية أحد الدليلين( بوجه من وجه الترجيح التي بعضها ،فيكون
راجحا وتعبيري بالدليلين أولى من تعبيره بالطريقين) .والعمل بالراجح واجب(.
وبالمرجوح ممتنع سإواء أكإان الرجحان قطعيا أم ظنيا )في الصأح( .وقيل :ل
يجب إن كإان الرجحان ظنيا فل يعمل بواحد منهما لفقد المرجح القطعي ،وقيل
يخير بينهما في العمل إن كإان الرجحان ظنيا) .ول ترجيح في القطعيات( .إذ ل
تعارض بينها ،وإل لجتمع المتنافيان كإما مر ،وكإذا ل ترجيح في القطعي مع
الظني غير النقليين أخذا مما مر )والمتأخر( من النصين المتعارضين )ناسإخ(
للمتقدم منهما إن قبل النسخ آيتين كإانا أو خبرين أو آية وخبرا) .وإن نقل(
المتأخر )بالحاد( ،فإنه ناسإخ فيعمل به لن دوامه بأن ل يعارض مظنون،
ولبعضهم احتمال بالمنع ،لن الجواز يؤدي إلى إسإقاط المتواتر بالحاد في
ح أن العمل بالمتعارضين ولو من وجه( أو كإان أحدهما بعض الصور) .والصأ ّ
سإنة والخر كإتابا) .أولى من إلغاء أحدهما( بترجيح الخر عليه ،وقيل ل فيصار
إلى الترجيح مثاله خبر» :أيما إهاب دبغ فقد طهر« مع خبر »ل تنتفعوا من
الميتة بإهاب ول عصب« الشامل للهاب المدبوغ وغيره ،فحملناه على غير
المدبوغ الخاص به عند كإثير جمعا بين الدليلين ،وتقدم بيان بسط الحمل في
آخر مبحث التخصيص )و( الصأح )أنه ل يقدم( في ذلك )الكتاب على السنة ول
عكسه( :أي ول السنة على الكتاب ،وقيل يقدم الكتاب لخبر معاذ المشتمل
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
على أنه يقضي كإتاب الله ،فإن لم يجد فبسنة رسإول الله ورضى رسإول الله
بذلك ،وقيل يقدم السنة لقوله تعالى} :لتبين للناس{ مثاله قوله صألى الله
عليه وسإّلم في البحر» :هو الطهور ماؤه الحل ميتته« مع قوله تعالى} :قل ل
ي محرما{ إلى قوله} :أو لحم خنزير{ وكإل منهما يشمل أجد فيما أوحي إل ّ
خنزير البحر ،فحملنا الية على خنزير البر المتبادر إلى الذهان جمعا بين
الدليلين) .فإن تعذر العمل( بالمتعارضين بأن لم يمكن بينهما جمع) ،فإن
علم المتأخر( منهما في الواقع :ولم ينس )فناسإخ( للمتقدم منهما) ،وإل( أي:
وإن لم يعلم ذلك بأن تقارنا أو جهل التأخر أو المتأخر أو علم ونسي) .رجع إلى
مرجح فإن تعذر فإن لم يتقارنا وقبل النسخ طلب( الناظر )غيرهما( لتعذر
العمل بواحد منهما ،فإن لم يجد غيرهما توقف) ،وإل( بأن تقارنا ولم يقبل
النسخ )يخير( الناظر بينهما في العمل )إن تعذر الترجيح( ،فإن لم يتعذر طلب
مرجحا والتقييد بقبول النسخ في صأورتي جهل المتأخر ونسيانه من زيادتي.
)مسألة :يرجح بكثرة الدلة و( بكثرة )الرواة في الصأح( ،لن كإثرة كإل منهما
تفيد القوة ،وقيل ل كإالبينتين ،وفرق بأن مقصود الشهادة فصل الخصومة لئل
تطول فضبطت بنصاب خاص بخلفّ الدليل ،فإن مقصوده ظن الحكم
والمجتهد في مهلة النظر ،وكإلما كإان الظن أقوى كإان اعتباره أولى) .وبعلو
ي صألى السإناد( في الخبار أي :قلة الوسإائط بين الراوي للمجتهد ،وبين النب ّ
الله عليه وسإّلم )وفقه الراوي ولغته ونحوه( لقلة احتمال الخطأ مع واحد من
الربعة بالنسبة إلى مقابلتها) .وورعه وضبطه وفطنته وإن روى( الخبر
)المرجوح باللفظ( :والراجح بواحد مما ذكإر بالمعنى )ويقظته وعدم بدعته
وشهرة عدالته( لشدة الوثوق به مع واحد من الستة بالنسبة إلى مقابلتها.
)وكإونه مزكإى بالختبار( من المجتهد ،فيرجح على المزكإى عنده بالخبار لن
العيان أقوى من الخبر) .أو( كإونه )أكإثر مزكإين ومعروفّ النسب قيل
ومشهوره( لشدة الوثوق به والشهرة زيادة في المعرفة .والصأح ل ترجيح بها.
وقال الزركإشي :القوى الول لن من ليس مشهور النسب قد يشاركإه ضعيف
في السإم) ،وصأريح التزكإية على الحكم بشهادته والعمل بروايته( ،فيرجح خبر
من صأّرح بتزكإيته على خبر من حكم بشهادته ،وخبر من عمل بروايته في
الجملة ،لن الحكم والعمل قد يبنيان على الظاهر بل تزكإية) .وحفظ المروي(
فيرحجح مروي الحافظ له على مروي غيره الراوي له بنحو تلقين لعتناء الول
بمرويه) .وذكإر السبب( فيرجح الخبر المشتمل على سإببه على ما لم يشتمل
عليه لهتمام راوي الول به ،ومحله في الخاصأين بقرينة ما يأتي في العامين.
ول على الحفظ فيما )والتعويل على الحفظ دون الكتابة( ،فيرجح خبر المع ّ
ول على الكتابة لحتمال أن يزاد في كإتابه أو ينص منه، يرويه على خبر المع ّ
واحتمال النسيان والشتباه في الحافظ كإالعدم) .وظهور طريق روايته(،
كإالسماع بالنسبة إلى الجازة ،فيرجح المسموع على المجاز ،وقد مّر بيان
طرق الرواية ومراتبها آخر الكتاب
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
الثاني) .وسإماعه بل حجاب( ويرجح المسموع بل حجاب على المسموع من
وراء حجاب لمن الول من تطرق الخلل في الثاني) .وكإونه ذكإرا وحرا في
الصأح( فيهما فيرجح خبر كإل منهما على خبر غيره ،لن الذكإر أضبط من غيره
في الجملة والحر لشرفّ منصبه يحترز عما ل يحترز عنه غيره ،وقيل :يرجح
ن أضبط فيها ،وقيل ل ن ،لنه ّ
خبر الذكإر في غير أحكام النساء بخلفّ أحكامه ّ
وبه الزركإشي في الولى والبرماوي فيهما. ترجيح بالذكإورية ول بالحرية ،وصأ ّ
ونقله عن ابن السمعاني فيهما ،ونقل عن غيره التفاق عليه في الولى وذكإر
الخلفّ في الثانية من زيادتي) .و( كإونه )من أكإابر الصحابة( :أي رؤسإائهم
فيرجح خبر أحدهم على خبر غيره لشدة ديانتهم وقربهم مجلسا من النبّيصلى
الله عليه وسإّلم ) ،و( كإونه )متأخر السإلم( فيرجح خبره على خبر متقدم
السإلم) ،في الصأح( لظهور تأخر خبره ،وقيل عكسه لن متقدم السإلم
لصأالته فيه أشد تحرزا من متأخره) .و( كإونه )متحمل ً بعد التكليف( .ولو حال
الكفر لنه أضبط من المتحمل قبل التكليف) .وغير مدلس( ،لن الوثوق به
أقوى منه بالمدلس المقبول ،وتقدم بيانه في الكتاب الثاني) .وغير ذي اسإمين(
لن صأاحبهما يتطرق إليه الخلل بأن يشاركإه ضعيف في أحدهما) .ومباشرا(
لمرويه )وصأاحب الواقعة( المروية ،لن كإل ً منهما أعرفّ بالحال من غيره،
فالّول كإخبر الترمذي عن أبي رافع» :أنه صألى الله عليه وسإّلم تزوج ميمونة
حلل ً قال :وكإنت الرسإول بينهما« مع خبر الصحيحين عن ابن عباس» :أنه
صألى الله عليه وسإّلم تزّوج ميمونة وهو محرم« .والثاني كإخبر أبي داود» :عن
ي صألى الله عليه وسإّلم ونحن حللن بسرفّ« مع خبر ابن ميمونة تزّوجني النب ّ
عباس المذكإور) .وراويا باللفظ( لسلمة المروي باللفظ من تطرق الخلل في
المروي بالمعنى) ،و( كإون الخبر )لم ينكره( الراوي )الصأل( ،فيرجح خبر
الفرع الذي لم ينكره أصأله بأن قال :ما رويته لن الظن الحاصأل من الول
أقوى ،وتعبيري بما
و( كإونه )في الصحيحين( :أو في أحدهما ،لنه أقوى من الصحيح في غيرهما،
وإن كإان على شرطهما لتلقي المة لهما بالقبول) .والقول فالفعل فالتقرير(
فيرجح الخبر الناقل ،لقول النبي على الناقل لفعله والناقل لفعله على الناقل
لتقريره ،لن القول أقوى في الدللة على التشريع من الفعل لن الفعل
محتمل للتخصيص به صألى الله عليه وسإّلم ،وهو أقوى من التقرير لنه وجودي
محض ،والتقرير محتمل لما ل يحتمله الفعل) .ويرجح الفصيح( على غيره
لتطرق الخلل إلى غيره باحتمال أن يكون مرويا بالمعنى) ،وكإذا زائد الفصاحة(
على الفصيح )في قول( مرجوح ،لنه صألى الله عليه وسإّلم أفصح العرب فيبعد
نطقه بغير الفصح فيكون مرويا بالمعنى فيتطرق إليه الخلل ،والصأح ل لنه
صألى الله عليه وسإّلم ينطق بالفصح والفصيح ،ل سإيما إذا خاطب به من ل
يعرفّ غيره ،وقد كإان يخاطب العرب بلغاتهم) .و( يرجح )المشتمل على
زيادة( على غيره )في الصأح( لما فيه من زيادة العلم ،وقيل يرجح القل ،وبه
أخذ الحنفية لتفاق الدليلين عليه كإخبر التكبير في العيد سإبعا مع خبر التكبير
فيه أربعا رواهما أبو داود .والولىمنه عندهم للفتتاح وذكإر الخلفّ في هذه من
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
زيادتي) .والوارد بلغة قريش( :لن الوارد بغيرها يحتمل أن يكون مرويا
بالمعنى فيتطرق إليه الخلل) .والمدني( على المكي لتأخره عنه ،والمدني ما
ورد بعد الهجرة والمكي قبلها ،وهذا أولى من القول بأن المدني ما نزل
بالمدينة ،والمكي ما نزل بمكة) .والمشعر بعلوّ شأن النبي صألى الله عليه
وسإّلم( لتأخره عما لم يشعر بذلك ) .وما( ذكإر )فيه الحكم مع العلة( على ما
فيه الحكم فقط ،لن الول أقوى في الهتمام بالحكم من الثاني كإخبر البخاري:
دل دينه فاقتلوه« مع خبر الصحيحين» :أنه صألى الله عليه وسإّلم نهى»من ب ّ
دة
ّ الر بوصأف الول في الحكم نيط والصبيان«. النساء قتل عن
)وما قدم فيه ذكإرها عليه( أي ذكإر العلة على الحكم على عكسه )في الصأح(،
لنه أدل على ارتباط الحكم بالعلة من عكسه ،وقيل عكسه لن الحكم إذا تقدم
تطلب نفس السامع العلة ،فإذا سإمعتها ركإنت ولم تطلب غيرها ،والوصأف إذا
تقدم تطلب النفس الحكم فإذا سإمعته قد تكتفي في علته بالوصأف المتقدم إذا
كإان شديد المناسإبة كإما في }والسارق{ الية .وقد ل تكتفي به بل تطلب علة
غيره كإما في} :إذا قمتم إلى الصلة فاغسلوا{ الية .فيقال تعظيما للمعبود.
)وما فيه تهديد أو تأكإيد( على الخالي عن ذلك ،فالول كإخبر البخاري عن عمار:
»من صأام يوم الشك فقد عصى أبا القاسإم صألى الله عليه وسإّلم« .فيرجح
على الخبار المرغبة في صأوم النفل والثاني كإخبر أبي داود» :أيما امرأة نكحت
نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل« مع خبر
مسلم» :اليم أحق بنفسها من وليها«) .والعام( عموما )مطلقا على( العام
)ذي السبب إل في السبب( ،لن الثاني باحتمال إرادة قصره على السبب كإما
وة إل في صأورة السبب فهو فيها أقوى لنها قيل بذلك دون المطلق في الق ّ
ي( كإمن وما الشرطيتين قطعية الدخول على الصأح كإما مر) .والعام الشرط ّ
)على النكرة المنفية في الصأح( ،لفادته التعليل دونها ،وقيل العكس لبعد
وة عمومها دونه ،ويؤخذ من ذلك ترجيح النكرة الواقعة في التخصيص فيها بق ّ
سإياق الشرط على الواقعة في سإياق النفي) .وهي على الباقي( من صأيغ
العموم كإالمعّرفّ باللم أو الضافة لنها أقوى منه في العموم ،لنها تدل عليه
بالوضع في الصأح كإما مّر ،وهو إنما يدل عليه بالقرينة اتفاقا) .والجمع
المعّرفّ( باللم أو الضافة) .على من وما( غير الشرطيتين كإالسإتفهاميتين،
لنه أقوى منهما في العموم لمتناع أن يخص إلى الواحد دونهما على الصأح في
كإل منهما كإما مّر.
)وكإلها( أي الجمع المعرفّ ومن وما )على الجنس المعرفّ( باللم أو الضافة
لحتماله العهد بخلفّ من وما فل يحتملنه ،وبخلفّ الجمع المعّرفّ فيبعد
احتماله له) .وما لم يخص( على ما خص لضعف الثاني بالخلفّ في حجيته
بخلفّ الول ،ولن الثاني مجاز ،والول حقيقة وهي مقدمة عليه قطعا .وقال:
ي الهندي ،وعندي عكسه لن ما خص من العام هو الغالب الصأل كإالصف ّ
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
والغالب أولى من غيره) .والقل تخصيصا( على الكإثر تخصيصا لن الضعف
في القل دونه في الكإثر) .والقتضاء فاليماء فالشارة( ،لن المدلول عليه
بالول مقصود يتوقف عليه الصدق أو الصحة ،وبالثاني مقصود ل يتوقف عليه
ذلك ،وبالثالث غير مقصود كإما علم ذلك من محله ،فيكون كإل منها أقوى دللة
مما بعده ،وترجيح الثاني على الثالث من زيادتي) .ويرجحان( :أي اليماء
والشارة )على المفهومين( :أي الموافقة والمخالفة ،لن دللة الولين في
محل النطق بخلفّ المفهومين) ،وكإذا الموافقة على المخالفة( في الصأح
لضعف الثاني بالخلفّ في حجيته بخلفّ الول ،وقيل عكسه لن الثاني يفيد
تأسإيسا بخلفّ الول) ،و( كإذا )الناقل عن الصأل( :أي البراءة الصألية على
المقرر له في الصأح ،لن الول فيه زيادة على الصأل بخلفّ الثاني ،وقيل
در تأخر المقرر للصأل ليفيد تأسإيسا كإما أفاده الناقل فيكون عكسه بأن يق ّ
س ذ َكإ ََره ُ فليتوضأ« مع خبره» :أنه
نم ّم ْ
ناسإخا له مثال ذلك خبر الترمذيَ » :
صألى الله عليه وسإّلم سإأله رجل مس ذكإره أعليه وضوء قال ل إنما هو بضعة
منك«) .و(كإذا )المثبت( على النافي )في الصأح( ،لما مّر ،وقيل عكسه ،وقيل
هما سإواء وقيل غير ذلك) ،والخبر( المتضمن للتكليف على النشاء لن الطلب
به لتحقق وقوع معناه أقوى من النشاء ،فإن اتفق الدليلن خبرا أو إنشاء
)فالحظر( على اليجاب لنه لدفع المفسدة واليجاب لجلب المصلحة والعتناء
بدفع المفسدة أشد) ،فاليجاب( على الكراهة
للحتياط) ،فالكراهة( على الندب لدفع اللوم )فالندب( على الباحة للحتياط
بالطلب )فالباحة في الصأح في بعضها( وهو تقديم كإل من الحظر واليجاب
والندب على الباحة ،وقيل العكس في الثلث لعتضاد الباحة بالصأل ،وقيل
هما سإواء في الولى والقياس مجيئه في الباقيتين ،ويحتمل خلفه ،وذكإر
الخلفّ في الثانية مع تقديم اليجاب على الكراهة من زيادتي) .و( الخبر
)المعقول معناه( على ما لم يعقل معناه لن الول أدعى للنقياد وأفيد بالقياس
عليه) .وكإذا نافي العقوبة( هو أعم من قوله :ونافي الحد على الموجب لها في
الصأح لما في الول من اليسر وعدم الحرج الموافق لقوله تعالى} :يريد الله
بكم اليسر{} ،ما جعل عليكم في الدين من حرج{ وقيل :عكسه لفادة
الموجب التأسإيس بخلفّ النافي) .و( كإذا الحكم )الوضعي( أي مثبته )على(
مثبت )التكليفي في الصأح( ،لن الول ل يتوقف على الفهم والتمكن من الفعل
بخلفّ الثاني وقيل عكسه لترتب الثواب على التكليفي دون الوضعي) .و(
الدليل )الموافق دليل ً آخر( على ما لم يوافقه ،لن الظن في الموافق أقوى.
)وكإذا( الموافق )مرسإل ً أو صأحابيا أو أهل المدينة أو الكإثر( من العلماء على
ما لم يوافق واحد مما ذكإر )في الصأح( لذلك .وقيل ل يرجح بواحد من ذلك
لنه ليس بحجة ،وقيل إنما يرجح بموافق الصحابي إن كإان الصحابي قد ميزه
نص فيما فيه الموافقة من أبواب الفقه كإزيد في الفرائض ،وقيل غير ذلك.
)ويرجح( كإما قال الشافعي فيما إذا وافق كإل من الدليلين صأحابيا ،وقد ميز
ي(
النص أحد الصحابيين فيما ذكإر) .موافق زيد في الفرائض فمعاذ( فيها )فعل ّ
ي( في تلك الحكام ،فالمتعارضان في فيها )ومعاذ في أحكام غير الفرائض فعل ّ
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
مسألة في الفرائض يرجح منهما الموافق لزيد ،فإن لم يكن له فيها قول
ي ،والمتعارضان في فالموافق لمعاذ ،فإن لم يكن له فيها قول فالموافق لعل ّ
مسألة في غير الفرائض يرجح منهما الموافق لمعاذ ،فإن لم يكن له فيها قول
ي ،وذلك لخبر» :أفرضكم زيد ،وعلمكم بالحلل والحرام معاذ، فالموافق لعل ّ
ي« فقوله أفرضكم زيد على عمومه .وقوله :وأعلمكم بالحلل وأقضاكإم عل ّ
ي واللفظ في والحرام معاذ يعني في غير الفرائض وكإذا قوله :وأقضاكإم عل ّ
معاذ أصأرح منه في علي فقدم عليه مطلقا) .والجماع على النص( لنه يؤمن
فيه النسخ بخلفّ النص) .وإجماع السابقين( على إجماع غيرهم فيرجح إجماع
الصحابة على إجماع من بعدهم من التابعين وغيرهم ،وإجماع التابعين على
إجماع من بعدهم ،وهكذا لشرفّ السابقين لقربهم من النبي صألى الله عليه
وسإّلم ولخبر» :خير القرون قرني ثم الذين يلونهم« .وتعبيري كإالبرماوي
بالسابقين أعم من تعبير الصأل بالصحابة) .وإجماع الكل( الشامل للعوام(
على ما خالف فيه العوام( ،لضعف الثاني بالخلفّ في حجيته على ما حكاه
المدي) .و( الجماع )المنقرض عصره على غيره( لضعف الثاني بالخلفّ في
حجتيه) .وكإذا ما( أي الجماع الذي )لم يسبق بخلفّ( على غيره )في الصأح(
لذلك ،وقيل عكسه لزيادة اطلع المجمعين في الثاني على المآخذ ،وقيل هما
سإواء) .والصأح تساوي المتواترين من كإتاب وسإنة( .وقيل :يرجح الكتاب عليها
لنه أشرفّ منها ،وقيل ترجح السنة عليه لقوله تعالى} :لتبين للناس ما نزل
إليهم{ أما المتواتران من السنة فمتساويان قطعا كإاليتين) .ويرجح القياس(
وة دليل حكم الصأل( ،كإأن يدل في أحد القياسإين على قياس آخر )بق ّ
بالمنطوق ،وفي الخر بالمفهوم ،أو
يكون في أحدهما قطعيا ،وفي الخر ظنيا لقوة الظن بقوة الدليل) .وكإونه( :أي
القياس )على سإنن القياس أي فرعه من جنس أصأله( فيرجح على قياس ليس
كإذلك ،لن الجنس بالجنس أشبه فقياسإنا ما دون أرش الموضحة على أرشها
حتى تحمله العاقلة مقدم على قياس الحنفية له على غرامات الموال حتى ل
تتحمله) .وكإذا( ترجح علة )ذات أصألين( مثل ً بأن علل بها) .على ذات أصأل(
في الصأح ،وقيل ل كإالخلفّ في الترجيح بكثرة الدلة مثاله وجوب الضمان بيد
المستام عللناه بأنه أخذ العين لغرضه بل اسإتحقاق ،كإما علل به وجوب الضمان
بيد الغاصأب ويد المستعير ،وعلله الحنفية بأنه أخذها ليتملكها ولم يعلل به نظير
ذلك) .و( كإذا ترجح علة )ذاتية( للمحل كإالطعم والسإكار) .علي( علة
)حكمية( ،كإالحرمة والنجاسإة في الصأح ،لن الذاتية ألزم ،وقيل عكسه لن
الحكم بالحكم أشبه) .و( كإذا )كإونها أقل أوصأافا في الصأح( ،لن القليلة أسإلم
وقيل عكسه لن الكثيرة أكإثر شبها) .و( ترجح )المقتضية احتياطا في فرض(،
لنها أنسب به مما ل تقتضيه ،وذكإر الفرض لنه محل الحتياط ،إذ ل يحتاط في
الندب وإن احتيط به كإما مّر ،هذا مع أن الحتياط قد يجري في غير الفرض،
ن له غسلة كإما إذا شك هل غسل وجهه في الوضوء ثلثا أو اثنتين فإنه يس ّ
أخرى وإن احتمل كإونها رابعة احتياطا) .وعامة الصأل( بأن يوجد في جميع
جزئياته ،لنها أكإثر فائدة مما ل يعم كإالطعم الذي هو علة عندنا في باب الربا،
فإنه موجود في البر مثل ً قليله وكإثيره ،بخلفّ القوت الذي هو علة عند الحنفية
فل يوجد في قليله ،فجوزوا بيع الحفنة منه بالحفنتين) .و( ترجح العلة )المتفق
على تعليل أصألها( المأخوذة منه لضعف مقابلها بالخلفّ فيه) .و( العلة
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
)الموافقة لصأول( شرعية )على الموافقة لواحد( ،لن الولى أقوى بكثرة ما
يشهد لها) .وكإذا( ترجح العلة )الموافقة لعلة أخرى( في الصأح ،وقيل ل
كإالخلفّ في الترجيح بكثرة الدلة والترجيح من زيادتي )وما( أي:
وكإذا القياس الذي )ثبتت علته بإجماع فنص قطعيين فظنيين( :أي بإجماع
قطعي فنص قطعي فإجماع ظني فنص ظني )في الصأح( ،لن النص يقبل
النسخ بخلفّ الجماع وقيل عكسه ،لن النص أصأل للجماع لن حجيته إنما
ثبتت به) .فإيماء فسبر فمناسإبة فشبه فدوران وقيل دوران فمناسإبة( ،وما
قبلها وما بعدها كإما مر ،فكل من المعطوفات دون ما قبله ،ورجحان كإل من
اليماء ،والمناسإبة على ما يليه ظاهر من تعاريفها السابقة ،ورجحان السير
على المناسإبة بما فيه من إبطال ما ل يصلح للعلية والشبه على الدوران بقربه
من المناسإبة ،ومن رجح الدوران عليها قال :لنه يفيد اطراد العلة وانعكاسإها
بخلفّ المناسإبة ،ورجحان الدوران أو الشبه على بقية المسالك يؤخذ من
تعاريفها ،وما ذكإر هنا يغني عما صأرح به الصأل من الترجيح بالقطع بالعلة أو
الظن الغلب ،ويكون مسلكها أقوى )و( يرجح )قياس المعنى على( قياس
)الدللة( لشتمال الول على المعنى المناسإب ،والثاني على لزمه أو أثره أو
حكمه كإما علم ذلك في مبحث الطرد ،وفي خاتمة القياس) .وكإذا( يرجح )غير
المركإب عليه( :أي على المركإب )في الصأح إن قبل( :أي المركإب لضعفه
بالخلفّ في قبوله المذكإور في مبحث حكم الصأل ،وقيل عكسه لقوة المركإب
باتفاق الخصمين على حكم الصأل فيه) .و( يرجح )الوصأف الحقيقي فالعرفي
فالشرعي( :لن الحقيقي ل يتوقف على شيء بخلفّ العرفي والعرفي متفق
عليه بخلفّ الشرعي كإما مر) .الوجودي( مما ذكإر) .فالعدمي قطعا البسيط(
منه )فالمركإب في الصأح( لضعف العدمي والمركإب بالخلفّ فيهما ،وقيل
المركإب فالبسيط ،وقيل هما سإواء وذكإر الخلفّ من زيادتي.
)
بالعمل بروايته ،وتقديم من علم أنه عمل برواية نفسه على من علم أنه لم
يعمل أو لم يعلم أنه عمل.
وصأرفّ ومعان وبيان ،وإن كإان أقسام العربية أكإثر من ذلك كإما بينتها في
ول أعانني الله على إكإمالها) .وأصأولً( للفقه) .ومتعلقا للحكام(،
حاشية المط ّ
بفتح اللم أي ما تتعلق هي به بدللته عليها) .من كإتاب وسإنة وإن لم يحفظ(:
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
أي المتوسإط في هذه العلوم) .متنا لها( .وذلك ليتأتى له السإتنباط المقصود
بالجتهاد ،أما علمه بآيات الحكام وأخبارها أي مواقعها وإن لم يحفظها فلنها
المستنبط منه ،وأما علمه بالصأل فلنه يعرفّ به كإيفية السإتنباط وغيرها مما
يحتاج إليه فيه ،وأما علمه بالباقي فلنه ل يفهم المراد من المستنبط منه إل به،
لنه عربي بليغ ،وبالغ التقي السبكي فلم يكتف بالتوسإط في تلك العلوم حيث
قال كإما نقله الصأل عنه :المجتهد من هذه العلوم ملكة له ،وأحاط بمعظم
وة يفهم بها مقصود الشارع) .ويعتبر قواعد الشرع ومارسإها بحيث اكإتسب ق ّ
للجتهاد( ل ليكون صأفة للمجتهد) ،كإونه خبيرا بمواقع الجماع( ،وإل فقد يخرقه
بمخالفته وخرقه حرام كإما مّر ل عبرة به ،ول يشترط حفظ مواقعه ،بل يكفي
أن يعرفّ أن ما اسإتنبطه ليس مخالفا للجماع بأن يعلم موافقته لعالم أو يظن
أن واقعته حادثة لم يسبق فيها لحد من العلماء كإلم) .والناسإخ والمنسوخ(:
لتقدم الول على الثاني لنه إذا لم يكن خبيرا بهما قد يعكس) .وأسإباب
النزول( ،إذ الخبرة بها ترشد إلى فهم المراد )والمتواتر والحاد( ،لتقدم الول
على الثاني ،لنه إذا لم يكن خبيرا بهما قد يعكس ،وتعبيري بذلك أولى من
قوله :وشرط المتواتر والحاد كإما بينته في الحاشية) .والصحيح وغيره( :من
حسن وضعيف ليقدم كإل ً من الولين على ما بعده ،لنه إذا لم يكن خبيرا بذلك
قد يعكس) .وحال الرواة( في القبول ،والرد ليقدم كإل ً من الولين على ما
بعده ،لنه ءذا لم يكن خبيرا بذلك قد يعكس) .وحال الرواة( في اقبلو ،والرد
ليقدم المقبول على المردود مطلقا ،والكإبر والعلم من الصحابة على غيرهما
في متعارضين ،لنه إذا لم يكن
خبيرا بذلك قد يعكس) .ويكفي( في الخبرة بحال الرواة )في زمننا الرجوع
لئمة ذلك( من المحدثين كإالمام أحمد والبخاري ومسلم ،فيعتمد عليهم في
التعديل والتجريح لتعذرهما في زمننا إل بواسإطة ،وهم أولى من غيرهم،
والمراد بخبرته بالمذكإورات خبرته بها في الواقعة المجتهد فيها ل في جميع
الوقائع.
)
بالوقوع وعدمه.
)مسألة :المصيب( :من المختلفين )في العقليات واحد( ،وهو من صأادفّ الحق
فيها لتعينه في الواقع كإحدوث العالم ووجود الباري وصأفاته وبعثة الرسإل
)والمخطىء( فيها )آثم( إجماعا ،ولنه لم يصادفّ الحق فيها) ،بل كإافر( أيضا.
)إن نفى السإلم( كإله أو بعضه كإنافي بعثة محمد صألى الله عليه وسإّلم،
فالقول بأن كإل مجتهد في العقليات مصيب أو أن المخطىء غير آثم خارق
للجماع ،والتصريرح باعتماد تأثيم المخطىء في غير نفي السإلم من زيادتي.
)والمصيب في نقليات فيها قاطع( من نص أو إجماع ،واختلف فيها لعدم
الوقوفّ عليه) .واحد قطعا ،وقيل على الخلفّ التي( فيما ل قاطع فيها:
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
)والصأح أنه( :أي المصيب في النقليات) .ول قاطع( فيها )واحد( وقيل :كإل
مجتهد فيها مصيب) .و( الصأح )أن لله فيها حكما معينا قيل الجتهاد( .وقيل:
حكم الله تعالى تابع لظن المجتهد فيما ظنه فيها من الحكم ،فهو حكم الله في
حقه وحق مقلده ،وقيل فيها شيء لو حكم الله فيها لم يحكم إل بذلك الشيء،
قيل وهذا حكم على الغيب وربما عبر عن هذا إذا لم يصادفّ المجتهد ذلك
الشيء بأنه أصأاب فيه اجتهادا وابتداء وأخطأ فيه حكما وانتهاء) .و( الصأح )أن
عليه( أي الحكم )أمارة( :أي دليل ً ظنيا ،وقيل عليه دليل قطعي ،وقيل ل ول بل
هو كإدفين يصادفه من شاءه الله) .و( الصأح )أنه( أي المجتهد )مكلف
بإصأابته( :أي الحكم لمكانها وقيل ل لغموضه )وأن المخطىء( في النقليات
بقسميها )ل يأثم بل يؤجر( ،لبذله وسإعه في طلبه ،وقيل يأثم لعدم إصأابته
المكلف بها ،وذكإر الجر في القسم الول من زيادتي ويدل لذلك في القسمين
خبر» :إذا اجتهد الحاكإم فأصأاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد«) ،ومتى
قصر مجتهد( في اجتهاده )أثم( لتقصيره بتركإه الواجب عليه من بذله وسإعه
فيه.
)مسألة :ل ينقض الحكم في الجتهاديات( :ل من الحاكإم به ول من غيره ،إذ لو
جاز نقضه لجاز نقض النقض وهلم ،فيفوت مصلحة نصب الحاكإم من فصل
الخصومات) .فإن خالف( الحكم )نصا أو إجماعا أو قياسإا جليا( نقض لمخالفته
الدليل المذكإور) .أو حكم( حاكإم )بخلفّ اجتهاده( ،بأن قلد غيره نقض
لمخالفته اجتهاده وامتناع تقليده فيما اجتهد فيه) ،أو( حكم حاكإم )بخلفّ نص
إمامه ولم يقلد غيره( من الئمة) .أو( قلده و)لم يجز( لمقلد إمام تقليد غيره،
وسإيأتي بيان ذلك )نقض( حكمه لمخالفته نص إمامه الذي هو في حقه للتزامه
تقليده كإالدليل في حق المجتهد ،فإن قلد في حكمه غير إمامه وجاز له تقليده
لم ينقض حكمه ،لنه لعدالته إنما حكم به لرجحانه عنده ونقض الحكم مجاز
عن إظهار بطلنه ،إذ ل حكم في الحقيقة حتى ينقض) .ولو نكح( امرأة )بغير
ي( باجتهاد منه أو من مقلده يصحح نكاحه )ثم تغير اجتهاده أو اجتهاد مقلده( ول ّ
إلى بطلنه) .فالصأح تحريمها( عليه لظنه أو ظن إمامه حينئذ البطلن ،وقيل:
دي إلى نقض الحكم بالجتهاد وهو ممتنع، ل تحرم إذا حكم حاكإم بالصحة لئل يؤ ّ
ويرد ّ بأنه يمتنع إذا نقض من أصأله وليس مرادا هنا) .ومن تغير في اجتهاده(
ف( عن العمل إن لم يكن بعد إفتائه )أعلم( وجوبا )المستفتى( بتغيره )ليك ّ
عمل )ول ينقض معموله( إن عمل لن الجتهاد ل ينقض بالجتهاد لما مّر) ،ول
يضمن( المجتهد )المتلف( بإفتائه بإتلفه )إن تغير( اجتهاده إلى عدم إتلفه )ل
لقاطع( ،لنه معذور بخلفّ ماذا تغير لقاطع كإنص قاطع فإنه ينقض معموله
ويضمن متلفه المفتي لتقصيره.
ي أو عالم( على
)مسألة :المختار أنه يجوز أن يقال( :من قبل الله تعالى )لنب ّ
ي) .احكم بما تشاء( في الوقائع من غير دليل) ،فهو حق( :أي موافق لسان نب ّ
لحكمي بأن يلهمه إياه ،إذ ل مانع من هذا الجواز) .ويكون( :أي هذا القول
)مدركإا شرعيا ويسمى التفويض( لدللته عليه ،وقيل ل يجوز ذلك مطلقا .وقيل
ي دون العالم لن رتبته ل تبلغ أن يقال له ذلك والمختار بعد جوازه.
يجوز للنب ّ
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
مْرُتهم
)أنه لم يقع( .وقيل وقع لخبر الصحيحين» :لول أن أشقّ على أمتي ل َ
ة« .أي لوجبته عليهم قلنا :هذا ل يدل على المدعى لجواز سواكّ عند كإل صأل ٍ
بال ّ
أن يكون خير فيه أي :خير في إيجاب السواكّ وعدمه أو يكون ذلك المقول
بوحي ل من تلقاء نفسه) .وأنه يجوز تعليق المر باختيار المأمور( .نحو :افعل
كإذا إن شئت أي فعله ،وقيل ل يجوز لما بين طلب الفعل والتخيير فيه من
التنافي .قلنا:ل تنافي إذ التخيير قرينة على أن الطلب غير جازم والترجيح في
هذا من زيادتي.
)مسألة :التقليد أخذ قول الغير( :بمعنى الرأي والعتقاد الدال عليهما القول
اللفظي أو الفعل أو التقرير )من غير معرفة دليله( :فخرج أخذ قول ل يختص
بالغير كإالمعلوم من الدين بالضرورة ،وأخذ قول الغير مع معرفة دليله ،فليس
بتقليد بل هو اجتهاد وافق اجتهاد القائل ،لن معرفة الدليل من الوجه الذي
باعتباره يفيد الحكم ل يكون إل للمجتهد ،وعرفّ ابن الحاجب وغيره التقليد
بالعمل بقول الغير من غير حجة ،وقد بينت التفاوت بين التعريفين في
الحاشية ،ومع ذلك فل مشاحة في الصأطلح) .ويلزم غير المجتهد( المطلق
عاميا كإان أو غيره ،أي يلزمه بقيد زدته بقولي) :في غير العقائد( التقليد
للمجتهد )في الصأح( لية} :فاسإألوا أهل الذكإر{ ،وقيل يلزمه بشرط أن يتبين
له صأحة اجتهاد المجتهد بأن يتبين له مستنده ليسلم من لزوم اتباعه في الخطأ
الجائز عليه ،وقيل ل يجوز في القواطع ،وقيل ل يجوز للعالم أن يقلد لن له
صألحية أخذ الحكم من الدليل بخلفّ العامي ،أما التقليد في العقائد فيمتنع
على المختار ،وإن صأح مع الجزم كإما سإيأتي ،وقضية كإلم الصأل هنا لزومه
ن الحكم باجتهاده( لمخالفته به وجوب فيها أيضا) .ويحرم( أي التقليد )على ظا ّ
اتباع اجتهاده )وكإذا( يحرم )على المجتهد( :أي من هو بصفات الجتهاد التقليد
فيما يقع له) .في الصأح( لتمكنه من الجتهاد فيه الذي هو أصأل للتقليد ،ول
يجوز العدول عن الصأل الممكن إلى بدله كإما في الوضوء والتيمم ،وقيل يجوز
له التقليد فيه لعدم علمه به الن ،وقيل يجوز للقاضي لحاجته إلى فصل
الخصومة المطلوب نجازه بخلفّ غيره ،وقيل يجوز تقليد من هو أعلم منه،
وقيل يجوز عند ضيق الوقت لما يسأل عنه ،وقيل يجوز له فيما يخصه دون ما
يفتي به غيره.
)مسألة :الصأح أنه لو تكررت واقعة لمجتهد لم يذكإر الدليل( الول) :وجب
تجديد النظر( ،سإواء أتجدد له ما يقتضي الرجوع عما ظنه فيها أم ل ،إذ لو أخذ
بالّول من غير نظر لكان أخذا بشيء من غير دليل يدل له والدليل الول لعدم
تذكإره ل ثقة ببقاء الظن منه ،وقيل ل يجب تجديده بناء على قوة الظن
السابق ،فيعمل به لن الصأل عدم رجحان غيره أما إذا كإان ذاكإرا للدليل ،فل
يجب تجديد النظر ،إذ ل حاجة إليه) ،أو( أي والصأح أنه لو تكررت واقعة )لعامي
اسإتفتى عالما( فيها )وجب إعادة السإتفتاء( ،لمن أفاد )ولو كإان( العالم )مقلد
ميت( بناء على جواز تقليد الميت وإفتاء المقلد كإما سإيأتي ،إذ لو أخد بجواب
السؤال الول من غير إعادة لكان أخذا بشيء من غير دليل ،وهو في حقه قول
المفتي ،وقوله الول ل ثقة ببقائه عليه لحتمال مخالفته له باطلعه على ما
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
يخالفه من دليل إن كإان مجتهدا ،ونص لمامه إن كإان مقلدا ،وقيل ل يجب وذكإر
الخلفّ في الصورتين من زيادتي ،وقول الصأل في الشق الول من الولى
قطعا أي عند أصأحابنا ل عند الصأوليين ،ومحل الخلفّ في الثانية إذا عرفّ أن
الجواب عن رأي أو قياس أو شك ،والمفتي حي ،فإن عرفّ أنه عن نص أو
إجماع ،أو مات المفتي فل حاجة للسؤال ثانيا كإما جزم به الرافعي والنووي.
الوقوع وعدمه.
)و( الصأح )أنه لو أفتى مجتهد عاميا في حادثة فله الرجوع عنه فيها إن لم
يعمل( بقوله يها) .وثم مقت آخر( ،وقيل يلزمه العمل به بمجرد الفتاء فليه له
الرجوع إلى غيره ،وقيل يلزمه العمل به بالشروع في العمل به ،بخلفّ ما إذا
لم يشرع ،وقيل يلزمه العمل به إن التزمه ،وقيل يلزمه العمل به إن وقع في
نفسه صأحته وخرج بقولي فيها غيرها فله الرجوع عنه فيه مطلقا ،وقيل ل ،لنه
بسؤال المجتهد وقبول قوله التزم مذهبه ،وقيل يجوز في عصر الصحابة
والتابعين ل في العصر الذي اسإتقرت فيه المذاهب ،وبقولي إن لم يعمل ما إذا
عمل فليس له الرجوع جزما ،وبقولي وثم مفت آخر ما لو لم يكن ثم مفت آخر
فليس له الرجوع والتصريح في هذه بالترجيح بقيده الخير من زيادتي) .و(
الصأح )أنه يلزم المقلد( عاميا كإان أو غيره) .التزام مذهب معين( من مذاهب
المجتهدين) .ويعتقده أرجح( من غيره )أو مساويا( له ،وإن كإان في الواقع
مرجوحا على المختار السابق) .و( لكن )الولى( في المساوي )السعي في
اعتقاده أرجح( ليحسن اختياره على غيره ،وقيل ل يلزمه التزامه فله أن يأخذ
فيما يقع له بما شاء من المذاهب ،قال النووي :هذا كإلم الصأحاب والذي
يقتضيه الدليل القول بالثاني) .و( الصأح بعد لزوم التزام مذهب معين للمقلد
)أن له الخروج عنه( ،فيما لم يعمل به لن التزام ما ل يلزم غير ملزم .وقيل ل
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
يجوز لنه التزمه وإن لم يلزم التزامه ،وقيل ل يجوز في بعض المسائل ،ويجوز
في بعض توسإطا بين القولين ،والترجيح في هذه من زيادتي) .و( الصأح )أنه
يمتنع تتبع الرخص( في المذاهب ،بأن يأخذ من كإل منها الهون فيما يقع من
المسائل سإواء الملتزم وغيره ،ويؤخذ منه تقييد الجواز السابق فيهما بما لم
يؤد إلى تتبع الرخص ،وقيل يجوز بناء على أنه ل يلزم التزام مذهب معين.
)مسألة( :تتعلق بأصأول الدين )المختار( قول الكثير )إنه يمتنع التقليد في
أصأول الدين( :أي مسائل العتقاد كإحدوث العالم ووجود الباري ،وما يجب له
ويمتنع عليه وغير ذلك مما سإيأتي ،فيجب النظر فيه لن المطلوب فيه اليقين.
قال تعالى لنبيه} :فاعلم أنه ل إله إل الله{ وقد علم ذلك .وقال للناس:
}واتبعوه لعلكم تهتدون{ ويقاس بالوحدانية غيرها ،وقيل يجوز ول يجب النظر
اكإتفاء بالعقد الجازم لنه صألى الله عليه وسإّلم كإان يكتفي في اليمان من
العراب وليسوا أهل ً للنظر بالتلفظ بكلمتي الشهادة المنبىء عن العقد الجازم
ويقاس باليمان غيره ،وقيل ل يجوز فيحرم النظر فيه ،لنه مظنة الوقوع في
الشبه والضلل لختلفّ الذهان والنظار ،ودليل الثاني والثالث مدفوعان بأنا ل
نسلم أن العراب ليسوا أهل ً للنظر ،ول أن النظر مظنة للوقوع في الشبه
والضلل ،إذ المعتبر النظر على طريق العامة كإما أجاب العرابي الصأمعي عن
سإؤاله بم عرفت ربك؟ فقال :البعرة تدل على البعير ،وأثر القدام على
المسير ،فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحر ذو أمواج أل تدل على
اللطيف الخبير؟ ول يذعن أحد منهم أو من غيرهم لليمان إل بعد أن ينظر
فيهتدى له .أما النظر على طريق المتكلمين من تحرير الدلة وتدقيقها ودفع
الشكوكّ والشبه عنها ،ففرض كإفاية في حق المتأهلين له يكفي قيام بعضهم
بها أما غيرهم ممن يخشى عليه من الخوض فيه الوقوع في الشبه والضلل
فليس له الخوض فيه ،وهذا محمل نهي الشافعي وغيره من السلف عن
الشتغال بعلم الكلم ،وهو العلم بالعقائد الدينية عن الدلة اليقينية ،والترجيح
من زيادتي ،بل قضية كإلمه في مسألة التقليد ترجيح لزومه هنا ،ثم محل
الخلفّ في وجوب النظر في غير معرفة الله تعالى أما النظر فيها فواجب
إجماعا.
ل من القوال، )و( المختار أنه )يصح( التقليد في ذلك )بجزم( أي معه على كإ ّ
ح بل ل بد ّ
ح إيمان المقلد ،وقيل ل يص ّ وإن أثم بتركّ النظر على الول فيص ّ
لصحة اليمان من النظر أما التقليد بل جزم بأن كإان مع احتمال شك أو وهم،
فل يصح قطعا إذ ل إيمان مع أدنى تردد فيه وعلى صأحة التقليد الجازم فيما ذكإر
)فليجزم( :أي المكلف )عقده بأن العالم( وهو ما سإوى الله تعالى) .حادث(،
لنه متغير أي يعرض له التغير كإما يشاهد وكإل متغير حادث )وله محدث(
ضرورة أن الحادث ل بد ّ له من محدث )وهو الله( :أي الذات الواجب الوجود
لن مبدىء الممكنات ل بد ّ أن يكون واجبا ،إذ لو كإان ممكنا لكان من جملة
الممكنات فلم يكن مبدئا لها) .الواحد( ،إذ لو جاز كإونه اثنين لجاز أن يريد
ده الذي ل ضد ّ له غيره كإحركإة زيد وسإكوته فيمتنع أحدهما شيئا ،والخر ض ّ
دين المذكإورين واجتماعهما، وقوع المرادين وعدم وقوعهما لمتناع ارتفاع الض ّ
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
فتعين وقوع أحدهما فيكون مريده هو الله دون الخر لعجزه ،فل يكون الله إل
واحدا) .والواحد( الشيء )الذي ل ينقسم( بوجه )أو ل يشبه( :بفتح الباء
ددة أي به ول بغيره أي ل يكون بينه وبين غير شبه) .بوجه( :وهذانالمش ّ
التفسيران معناهما موجود فيه تعالى فتعبيري بأو أولى من تعبيره بالواو
ليهامه أنهما تفسير واحد ،وموافق لقول إمام الحرمين في الرشاد الواحد
معناه المتوحد المتعالي عن النقسام ،وقيل معناه الذي ل مثل له فأفاد كإلمه
أنهما تفسيران ل تفسير واحد وإن تلزم معناهما هنا) .والله تعالى قديم( :أي ل
ابتداء لوجوده ،إذ لو كإان حادثا لحتاج إلى محدث واحتاج محدثه إلى محدث
وتسلسل والتسلسل محال ،فالحدوث المستلزم له محال) .حقيقته( تعالى
)مخالفة لسائر الحقائق .قال المحققون ليست معلومة الن( :أي في الدنيا
للناس وقال كإثير إنها معلومة لهم الن لنهم مكلفون بالعلم بوحدانيته وهو
متوقف على العلم بحقيقته .قلنا :ل نسلم أنه متوقف على
العلم به بالحقيقة ،وإنما يتوقف على العلم به بوجه وهو بصفاته ،كإما أجاب
موسإى عليه الصلة والسلم فرعون السائل عنه تعالى كإما قص علينا ذلك
بقوله تعالى} :قال فرعون وما رب العالمين{ الخ) .والمختار ول ممكنة( علما
)في الخرة( لن علمها يقتضي الحاطة به تعالى وهي ممتنعة ،وقيل ممكنة
العلم فيها لحصول الرؤية فيها كإما سإيأتي .قلنا :الرؤية ل تفيد الحقيقة
والترجيح من زيادتي) .ليس بجسم ول جوهر ول عرض( ،لنه تعالى منزه عن
الحدوث وهذه الثلثة حادثة لنها أقسام العالم لنه إما قائم بنفسه أو بغيره،
والثاني العرض الول ويسمى بالعين ،وهو محل الثاني المقوم له إما مركإب
وهو الجسم أو غير مركإب وهو الجوهر وقد يقيد بالفرد) .لم يزل وحده ول
مكان ول زمان( أي :موجود قبلهما فهو منّزه عنهما )ثم أحدث هذا العالم(:.
المشاهد من السموات والرض بما فيها )بل احتياج( إليه )ولو شاء ما أحدثه(:
فهو فاعل بالختيار ل بالذات )لم يحدث به( أي بإحداثه )في ذاته حادث(،
فليس كإغيره محل ً للحوادث وهو كإما قال في كإتابه العزيز )فعال لما يريد،
ليس كإمثله شيء( وهو السميع البصير) .القدر( وهو هنا ما يقع من العبد مما
در في الزل )خيره وشره( كإائن )منه( تعالى بخلقه وإرادته) ،علمه شامل ق ّ
لكل معلوم( :أي ما من شأنه أن يعلم ممكنا كإان أو ممتنعا جزئيا أو كإليا .قال
ل مقدور( :أي ما من تعالى} :أحاط بكل شيء علما{ )وقدرته( شاملة )لك ّ
شأنه أن يقدر عليه ،وهو الممكن بخلفّ الممتنع والواجب )ما علم أنه يوجد
أراده( :أي أراد وجوده )وما ل( أي وما علم أنه ل يوجد) ،فل( يريد وجوده
فالرادة تابعة للعلم )بقاؤه( تعالى )غير متناه( :أي ل آخر له )لم يزل( تعالى
موجودا )بأسإمائه( :أي بمعانيها ،وهي هنا ما دل على الذات باعتبار صأفة
كإالعالم والخالق) .وصأفات ذاته( وهي )ما دل عليها فعله( .لتوقفه عليها )من
قدرة( :وهي صأفة تؤثر في الشيء عند تعلقها به) .وعلم( وهو صأفة
أزلية تتعلق بالشيء على وجه الحاطة به على ما هو عليه) .وحياة( وهي صأفة
تقتضي صأحة العلم لموصأوفها) ،وإرادة( :وهي صأفة تخصص أحد طرفي
الشيء من الفعل والتركّ بالوقوع) .أو( ما دل عليها )تنزيهه( تعالى )عن
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
النقص من سإمع وبصر( وهما صأفتان أزليتان قائمتان بذاته تعالى زائدتان على
العلم ليستا كإسمع الخلق وبصرهم) ،وكإلم( :وهو صأفة يعبر عنها بالنظم
المعروفّ المسمى بكلم الله أيضا ،ويسميان بالقرآن أيضا) .وبقاء( وهو
اسإتمرار الوجود أما صأفات الفعال كإالخلق والرزق والحياء والماتة ،فليست
أزلية خلفا لمتأخري الحنفية ،بل هي حادثة لنها إضافات تعرض للقدرة وهي
تعلقاتها بوجودات المقدورات لوقات وجوداتها ،ول محذور في اتصافّ الباري
تعالى بالضافات ،كإكونه قبل العالم ومعه وبعده وأزلية أسإمائه الراجعة إلى
صأفات الفعال كإما مر في جملة السإماء من حيث رجوعتها إلى القدرة ل
الفعل ،فالخالق مثل ً من شأنه الخلق أي :هو الذي بالصفة التي بها يصح الخلق
وهو القدرة كإما يقال :السيف في الغمد قاطع أي :هو بالصفة التي بها يحصل
القطع عند ملقاته المحل ،فإن أريد بالخالق من صأدر منه الخلق فليس صأدوره
أزليا.
)
وما صأح في الكتاب والسنة من الصفات نعتقد ظاهر معناه وننزه الله عند
سإماع مشكله( كإما في قوله تعالى} :الرحمن على العرش اسإتوى{} ،ويبقى
وجه ربك{} .يد الله فوق أيديهم{ .وقوله صألى الله عليه وسإّلم» :إن قلوب
بني آدم كإلها بين أصأبعين من أصأابع الرحمن كإقلب واحد يصرفه كإيف شاء«.
وض( معناه المراد إليه رواه مسلم) .ثم اختلف أئمتنا أنؤّول( المشكل )أم نف ّ
تعالى) .منّزهين له( عن ظاهره) ،مع اتفاقهم على أن جهلنا بتفصيله ل يقدح(
في اعتقادنا المراد منه مجملً ،والتفويض مذهب السلف وهو أسإلم ،والتأويل
مذهب الخلف وهو أعلم أي أحوج إلى مزيد علم ،وكإثيرا ما يقال بدل أعلم
أحكم أي :أكإثر إحكاما أي إتقانا فيؤّول في اليات السإتواء بالسإتيلء والوجه
بالذات واليد بالقدرة ،والحديث من باب التمثيل المذكإور في علم البيان نحو:
دد في أمر تشبيها له بمن يفعل ذلك دم رجل ً وتؤخر أخرى ،يقال للمتر ّ أراكّ تق ّ
لقدامه وإحجامه ،فالمراد منه والظرفّ فبه خير كإالجار والمجرور أن قلوب
العباد كإلها بالنسبة إلى قدرته تعالى شيء يسير يصرفه كإيف شاء ،كإما يقلب
الواحد من عباده اليسير بين أصأبعين من أصأابعه) .القرآن النفسي( :أي القائم
بالنفس )غير مخلوق( :وهو مع ذلك أيضا )مكتوب في مصاحفنا( ،بأشكال
الكتابة وصأور الحروفّ الدالة عليه )محفوظ في صأدورنا( :بألفاظه المخيلة.
)مقروء بألسنتنا( بحروفه الملفوظة المسموعة) :على الحقيقة( ل المجاز في
ح أن يطلق على القرآن حقيقة أنه مكتوب محفوظ الوصأافّ الثلثة :أي يص ّ
ً
مقروء واتصافه بهذه الثلثة ،وبأنه غير مخلوق أي موجود أزل وأبدا اتصافّ له
ل موجود وجودا في الخارج ،ووجودا باعتبار وجودات الموجود الربعة ،فإن لك ّ
في الذهن ،ووجودا في العبارة ،ووجودا في الكتابة فهي تدل على العبارة وهي
على ما في الذهن وهو على ما في الخارج ،وخرج بالنفسي اللساني فتعبيري
به أولى من تعبيره بالكلم ،لنه كإالقرآن مشتركّ بين النفسي واللساني ،فل
يخرج
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
اللساني) .يثيب( الله تعالى عباده المكلفين )على الطاعة( فضل ً )ويعاقبـ(ـهم
)إل أن يعفو يغفر غير الشركّ على المعصية( عدل ً لخباره بذلك قال تعالى:
}فأما من طغى* وآثر الحياة الدنيا* فإن الجحيم هي المأوي* وأما من خافّ
ن الله ل يغفر مقام ربه ونهى النفس عن الهوى* فإن الجنة هي المأوي{} .إ ّ
أن يشركّ به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء{ )وله( تعالى )إثابة العاصأي
وتعذيب المطيع وإيلم الدواب والطفال( :لنهم ملكه يتصرفّ
فيهم كإيف يشاء لكن ل يقع منه ذلك لخباره بإثابة المطيع وتعذيب العاصأي كإما
مّر ولم يرد إيلم الخيرين في غير قود والصأل عدمه أما في القود فقال صألى
ن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاةالله عليه وسإّلم» :لتؤد ّ ّ
ص للخلق بعضهم من الجلحاء من الشاة القرناء« .رواه مسلم .وقال» :يقت ّ
بعض حتى للجماء من القرناء وحتى للذّرة من الذّرة« .رواه المام أحمد بسند
صأحيح ،وقضية الخبرين أن ل يتوقف القود يوم القيامة على التكليف ،فيقع
اليلم بالقود في الخيرين) .ويستحيل وصأفه( تعالى )بالظلم( لنه مالك المور
على الطلق يفعل ما يشاء فل ظلم في التعذيب ،واليلم المذكإورين لو فرض
وقوعهما )يراه( تعالى )المؤمنون في الخرة( قبل دخول الجنة وبعده ،كإما
ثبت في أخبار الصحيحين الموافقة لقوله تعالى :وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها
ناظرة{ والمخصصة لقوله تعالى} :ل تدركإه البصار{ أي ل تراه منها خبر أبي
هريرة» :أن الناس قالوا :يا رسإول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال رسإول
الله صألى الله عليه وسإّلم :هل تضاّرون في القمر ليلة البدر .قالوا :ل يا رسإول
الله .قال :فإنكم ترونه كإذلك الخ« .وفيه أن ذلك قبل دخول الجنة ،وقوله:
تضاّرون بتشديد الراء من الضرار وتخفيفها من الضير أي :الضرر ،وخبر صأهيب
في مسلم أنه صألى الله عليه وسإّلم قال» :إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله
تباركّ وتعالى تريدون شيئا أزيدكإم فيقولون :ألم تبيض وجوهنا ،ألم تدخلنا
الجنة وتنجنا من النار ،فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر
إلى ربهم« .وفي رواية :ثم تل هذه الية} :للذين أحسنوا الحسنى وزيادة{ أي
فالحسنى الجنة والزيادة النظر إليه تعالى ،بأن ينكشف لنا انكشافا تاما بأن
يرى بنور العين زائدا على نور العلم ،أو بأن يخلق لنا علما به عند توجه الحاسإة
له عادة منزها عن المقابلة والجهة والمكان ،أما الكفار فل يرونه لقوله تعالى:
}كإل إنهم عن ربهم يومئذ
لمحجوبون{ الموافق لقوله} :ل تدرحه البصار{ )والمختار جواز رؤيته( تعالى
)في الدنيا( في اليقظة بالعين ،وفي المنام بالقلب أما في اليقظة ،فلن
موسإى عليه الصلة والسلم طلبها بقوله} :رب أرني أنظر إليك{ وهو ل يجهل
ما يجوز ويمتنع على ربه تعالى ،وقيل ل يجوز لن قومه طلبوها فعوقبوا قال
تعالى} :فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم{ قلنا عقابهم
لعنادهم وتعنتهم في طلبها ل لمتناعها ،وأما في المنام فنقل القاضي عياض
التفاق عليه ،وقيل ل يجوز إذ المرئي فيه خيال ومثال وذلك على القديم محال.
قلنا ل اسإتحالة لذلك في المنام والترجيح من زيادتي ،وأما وقوع الرؤية فيها
فالجمهور على عدمه في اليقظة لقوله تعالى} :ل تدركإه البصار{ وقوله
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
لموسإى} :لن تراني{ أي في الدنيا بقرينة السياق ،وقوله صألى الله عليه
وسإّلم» :لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت« .رواه مسلم ،نعم الصحيح وقوعها
للنبي صألى الله عليه وسإّلم ليلة المعراج ،وإليه اسإتند القائل بوقوعها لغيره،
وأما وقوعها في المنام فهو المختار ،فقد ذكإر وقوعها فيه لكثير من السلف
منهم المام أحمد ،وعليه المعبرون للرؤيا ،وقيل ل لما مّر في المنع من
ي
جوازها) .السعيد من كإتب الله( أي علم )في الزل موته مؤمنا والشق ّ
عكسه( أي من كإتب الله في الزل موته كإافرا وتعبيري بما ذكإر أولى مما عبر
دلن( :أي المكتوبان في الزل ،بخلفّ به لشتماله على الدور ظاهرا) .ثم ل يتب ّ
المكتوب في غيره كإاللوح المحفوظ قال تعالى} :يمحو الله ما يشاء ويثبت
م الكتاب{ أي أصأله الذي ل يغير منه شيء كإما قاله ابن عباس وغيره، وعنده أ ّ
دلن محمول على هذا التفصيل) .وأبو بكر( رضي الله وإطلق بعضهم أنهما يتب ّ
عنه )ما زال بعين الرضا منه( تعالى ،وإن لم يتصف باليمان قبل تصديقه النبي
صألى الله عليه وسإّلم ،إذ لم يثبت عنه حالة كإفر كإما ثبت عن غيره ممن آمن.
)والمختار أن الرضا والمحبة( من الله )غير المشيئة والرادة(
منه ،إذ معنى الّولين المترادفين أخص من معنى الثانيين المترادفين ،إذ الرضا
الرادة بل اعتراض والخص غير العم بدليل قوله تعالى} :ول يرضى لعباده
الكفر{ مع وقوعه من بعضهم بمشيئته لقوله} :ولو شاء ربك ما فعلوه{
وقالت المعتزلة :وقوم من الشاعرة منهم الشيخ أبو إسإحاق الرضا والمحبة
نفس المشيئة والرادة وأجابوا عن قوله) :ول يرضى لعباده الكفر( بأنه ل
يرضاه دينا وشرعا بل يعاقب عليه وبأن المراد من وفق لليمان ،ولهذا شرفهم
بإضافتهم إليه في قوله} :إن عبادي ليس لك عليهم سإلطان{ وقوله} :عينا
يشرب بها عباد الله{ وذكإر الخلفّ من زيادتي) ،هو الرزاق( كإما قال تعالى:
}إن الله هو الرزاق{ بمعنى الرازق أي فل رازق غيره .وقالت المعتزلة من
حصل له الرزق بتعب فهو الرازق نفسه أو بغير تعب فالله هو الرازق له.
)والرزق( بمعنى المرزوق عندنا) .ما ينتفع به( في التغذي وغيره) .ولو( كإان
)حراما( ،وقالت المعتزلة :ل يكون إل حلل ً لسإتناده إلى الله في الجملة
والمسند إليه لنتفاع عباده يقبح أن يكون حراما يعاقبون عليه قلنا :ل يقبح
بالنسبة إليه تعالى ،فإن له أن يفعل ما يشاء وعقابهم على الحرام لسوء
مباشرتهم أسإبابه ويلزم المعتزلة أن المتعذي بالحرام فقط طول عمره لم
يرزقه الله وهو مخالف لقوله تعالى} :وما من دابة في الرض إل على الله
رزقها{ ،لنه تعالى ل يتركّ ما أخبر بأنه عليه) .بيده( تعالى )الهداية والضلل(
وهما )خلق الهتداء( ،وهو اليمان )و( خلق )الضلل( وهو الكفر قال تعالى:
ل من يشاء ويهدي من يشاء{. }ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يض ّ
} من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صأراط مستقيم{ وزعمت المعتزلة
أنهما بيد العبد يهدي نفسه ويضلها بناء على قولهم إنه يخلق أفعاله.
)
والمختار أن اللطف خلق قدرة الطاعة( :أي قدرة العبد على الطاعة ،وقال
الصأل إنه ما يقع عنده صألح العبد آخرة أي في آخر عمره) .و( أن )التوفيق
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
كإذلك( :أي خلق قدرة الطاعة وقيل خلق الطاعة) .والخذلن ضده( :وهو خلق
قدرة المعصية وقيل خلق المعصية) .والختم والطبع والكإنة والقفال( :الواردة
في القرآن نحو} :ختم الله على قلوبهم{} .طبع الله عليها بكفرهم{ }جعلنا
على قلوبهم أكإنة أن يفقهوه{} .أم على قلوب أقفالها{ عبارات عن معنى
واحد وهو) :خلق الضللة في القلب( كإالضلل ،وأّول المعتزلة هذه اللفاظ بما
ل يلئم اليات المشتملة عليها كإما بين في المطولت ،وذكإر القفال من
زيادتي) .والماهيات( الممكنات أي :حقائقها )مجعولة( مطلقا )في الصأح( :أي
كإل ماهية بجعل الجاعل ،وقيل ل مطلقا بل كإل ماهية متقررة بذاتها ،وقيل
مجعولة إن كإانت مركإبة بخلفّ البسيطة) .والخلف لفظي( من زيادتي ،لن
الول أراد جعلها متصفة بالوجود ل جعلها ذوات ،والثاني أراد أنها في حد ّ ذاتها ل
يتعلق بها جعل جاعل وتأثير مؤثر ،والثالث أراد بالجعل التأليف والمركإبة مؤلفة
بخلفّ البسيطة) .أرسإل( الرب )تعالى رسإله( مؤيدين منه )بالمعجزات(
ص محمدا صألى الله عليه وسإّلم( منهم )بأنه خاتم النبيين( كإما
الباهرات )وخ ّ
قال تعالى} :ولكن رسإول الله وخاتم النبيين{ )المبعوث إلى الخلق كإافة( ،كإما
ن كإما فسر في خبر مسلم» :وأرسإلت إلى الخلق كإافة« ،وفسر بالنس والج ّ
ي هذا القرآن لنذركإم به{ ومن بلغ أي بهما من بلغ في قوله تعالى} :وأوحى إل ّ
بلغه القرآن والعالمين في قوله} :نّزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين
نذيرا{ ،وصأرح الحليمي والبيهقي بأنه صألى الله عليه وسإّلم لم يرسإل إلى
الملئكة ،وفي تفسيري المام الرازي والنسفي حكاية الجماع على ذلك ،لكن
نقل بعضهم عن تفسير الرازي أنه أرسإل إليهم أيضا ،وكإأنه أخذه من بعض
نسخه فإن نسخه مختلفة) .المفضل عليهم( :أي على الخلق كإافة من النبياء
والملئكة وغيرهم فل يشركإة غيره من النبياء فيما ذكإر) .ثم( يفضل بعده
)النبياء ثم خواص الملئكة( عليهم الصلة والسلم ،فخواص الملئكة أفضل
من البشر غير النبياء ،وقولي خواص من زيادتي) .والمعجزة( المؤيد بها
الرسإل) ،أمر خارق للعادة( بأن يظهر على خلفها كإإحياء ميت وإعدام جيل
دي( منهم أي :بطلبهم التيانوانفجار المياه من بين الصأابع) ،مقرون بالتح ّ
بمثل ما أتوا به ولو بالشارة كإدعواهم الرسإالة) ،مع عدم المعارضة(
من المرسإل إليهم بأن ل يظهر منهم مثل ذلك الخارق فخرج غير الخارق
دي
دم على التح ّ كإطلوع الشمس كإل يوم والخارق بل تحد ّ والخارق المتق ّ
والمتأخر عنه بما يخرجه عن المقارنة العرفية والسحر والشعبذة ،فل شيء
منها بمعجزة كإما أوضحته مع زيادة في الحاشية) .واليمان تصديق القلب( بما
علم مجيء الرسإول به من عند الله ضرورة أي الذعان والقبول له والتكليف
بذلك مع أنه من الكيفيات النفسانية دون الفعال الختيارية بالتكليف بأسإبابه
كإإلقاء الذهن وصأرفّ النظر وتوجيه الحواس) .ويعتبر فيه( أي في التصديق
المذكإور أي :في الخروج به عندنا عن عهدة التكليف باليمان) ،تلفظ القادر(
على الشهادتين )بالشهادتين( ،لنه علمة لنا على التصديق الخفي عنا حتى
نيكون المنافق مؤمنا عندنا كإافرا عند الله تعالى .قال الله تعالى} :إ ّ
المنافقين في الدركّ السإفل من النار ولن تجد لهم نصيرا{ حالة كإون التلفظ
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
بذلك )شرطا( لليمان كإما عليه جمهور المحققين يعني أنه شرط لجراء أحكام
المؤمنين في الدنيا من توارث ومناكإحة وغيرهما) .ل شطرا( منه كإما قيل به
دق بقلبه ولم يتلفظ بالشهادتين مع تمكنه من التلفظ بهما ومع عدم فمن صأ ّ
مطالبته به كإان مؤمنا عند الله على الول دون الثاني ،كإما ذكإره السعد
التفتازاني في شرح المقاصأد ،وهو ظاهر كإلم الغزالي تبعا لظاهر كإلم شيخه
إمام الحرمين ،وما نقل عن الجمهور من أنه كإافر عند الله كإما هو كإافر عندنا
مفرع على الثاني ،وترجيح الشرطية من زيادتي) .والسإلم( هو )التلفظ بذلك(
وجرى الصأل على أنه أعمال الجوارح من الطاعات كإالتلفظ بذلك والصلة
والزكإاة أخذا بظاهر الخبر التي المحمول فيه السإلم عند المحققين على
أحكامه المشروعة أو على السإلم الكامل) .ويعتبر فيه( أي :في السإلم أي
في الخروج به عن عهدة التكليف به) .اليمان( :أي التصديق المذكإور ولم يحك
أحد خلفا في أن اليمان شرط في السإلم أو شطر) ،والحسان أن تعبد الله
كإأنك تراه فإن
لم تكن تراه فإنه يراكّ( ،كإذا في خبر الصحيحين المشتمل على بيان اليمان،
بأن تؤمن بالله وملئكته وكإتبه ورسإله واليوم الخر وتؤمن بالقدر خيره وشره
وبيان السإلم بالمعنى السابق بأن تشهد أن ل إله إل الله وأن محمدا رسإول
الله وتقيم الصلة وتؤتي الزكإاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن اسإتطعت إليه
سإبيلً) .والفسق( :بأن يرتكب الكبيرة )ل يزيل اليمان( خلفا للمعتزلة في
زعمهم أنه يزيله بمعنى أنه واسإطة بين اليمان والكفر
لزعمهم أن العمال جزء من اليمان لقوله تعالى} :إنما المؤمنون الذين إذا
ذكإر الله وجلت قلوبهم{ إلى قوله }حقا{ ولخبر» :ل يزني الزاني حين يزني
وهو مؤمن« .وأجيب جمعا بين الدلة بأن المراد باليمان في الية كإماله
وبالخبر التغليظ والمبالغة في الوعيد وبأنه معارض بخبر» :وإن زنى وإن
سإرق«) .والميت مؤمنا فاسإقا( بأن لم يتب )تحت المشيئة( إما )يعاقب(
بإدخاله النار لفسقه )ثم يدخل الجنة( لموته مؤمنا )أو يسامح( بأن ل يدخل
النار بفضله فقط أو بفضله مع الشفاعة من النبي صألى الله عليه وسإّلم أو
ممن يشاؤه الله وزعمت المعتزلة أنه يخلد في النار ول يجوز العفو عنه ول
الشفاعة فيه لقوله تعالى} :ما للظالمين من حميم ول شفيع يطاع{ .قلنا :هذا
مخصوص بالكفار جمعا بين الدلة) .وأول شافع وأوله( :يوم القيامة )نبينا
محمد صألى الله عليه وسإّلم( ،قال صألى الله عليه وسإّلم» :أنا أول شافع وأول
مشفع« رواه الشيخان ،ولنه أكإرم عند الله من جميع العالمين ،وله شفاعات
أعظمها في تعجيل الحساب والراحة من طول الوقوفّ وهي مختصة به الثانية
دد بعضهم في إدخال قوم الجنة بغير حساب قال النووي :وهي مختصة به وتر ّ
في ذلك ،الثالثة :فيمن اسإتحق النار ،كإما مر .الرابعة :في إخراج من أدخل
النار من الموحدين ويشاركإه فيهما النبياء والملئكة والمؤمنون .الخامسة في
زيادة الدرجات في الجنة لهلها ،وجوز النووي اختصاصأها به والكلم في العامة
يوم القيامة ،فل يرد نحو الشفاعة في تخفيف عذاب القبر ول الشفاعة في
تخفيف العذاب عن أبي طالب) .ول يموت أحد إل بأجله( :وهو الوقت الذي
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
كإتب الله في الزل انتهاء حياته فيه بقتل أو غيره وذلك بأن الله قد حكم بآجال
دد ،وبأنه إذا جاء أجلهم ل يستأخرون سإاعة ول يستقدمون ،وزعم العباد بل تر ّ
كإثير من المعتزلة أن القاتل قطع بقتله أجل المقتول ،وأنه لو لم يقتله لعاش
أكإثر من ذلك لخبر» :من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ أي يزاد له
»في أثره فليصل رحمه« .قلنا :ل نسلم أن الثر هو الجل ولو سإلم ،فالخبر
ظني لنه من الحاد وهو ل يعارض القطعي ،وأيضا الزيادة فيه مؤولة بالبركإة
في الوقات بأن يصرفّ في الطاعات) .والروح( وهي النفس )باقية بعد موت
البدن( منعمة أو معذبة) .والصأح أنها ل تفنى أبدا( ،لن الصأل في بقائها بعد
الموت اسإتمراره وقيل تفنى عند النفخة الولى كإغيرها) .كإعجب الذنب( بفتح
العين وسإكون الجيم وموحدة على الشهر ،وهو في أسإفل الصلب يشبه في
المحل محل أصأل الذنب من ذوات الربع ،فل يفنى في الصأح لخبر الصحيحين:
»ليس شيء من النسان إل يبلى إل عظما واحدا وهو عجب الذنب منه يركإب
الخلق يوم القيامة« .وفي رواية لمسلم» :كإل ابن آدم يأكإله التراب إل عجب
الذنب منه خلق ومنه يركإب« وقيل يفنى كإغيره .وصأححه المزني وتأول الخبر
المذكإور بأنه ل يبلى بالتراب بل بل تراب كإما يميت الله ملك الموت بل ملك
الموت والترجيح من زيادتي) ،وحقيقتها(؛ أي الروح )لم يتكلم عليها نبينا( محمد
صألى الله عليه وسإّلم .وقد سإئل عنها لعدم نزول المر ببيانها قال تعالى:
}ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي{ )فنمسك( نحن )عنها( ،ول يعبر
عنها بأكإثر من موجود كإما قال الجنيد وغيره:والخائضون فيها اختلفوا فقال
جمهور المتكلمين ،ونقله النووي في شرح مسلم عن تصحيح أصأحابنا إنها
جسم لطيف مشتبك بالبدن اشتباكّ الماء بالعود الخضر .وقال كإثير منهم :إنها
عرض وهي الحياة التي صأار البدن بوجودها حيا .وقال الفلسإفة وكإثير من
الصوفية :إنها ليست بجسم ول عرض بل جوهر مجرد قائم بنفسه غير متحيز
متعلق بالبدن للتدبير والتحريك غير داخل فيه ول خارج عنه ،واحتج للول
دد في البرزخ.بوصأفها في الخبار بالهبوط والعروج والتر ّ
)
هذا النبي محمد؟ فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسإوله ،وأما الكافر
أو المنافق فيقول :ل أدري الخ .وفي رواية لبي داود وغيره :فيقولن له :من
ربك وما دينك وما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول المؤمن :ربي الله وديني
السإلم والرجل المبعوث رسإول الله ،ويقول الكافر في الثلث ل أدري .وفي
رواية البيهقي :فيأتيه منكر ونكير) .و( أن )المعاد الجسماني( حق قال تعالى:
)وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده(} ،كإما بدأنا أول خلق نعيده{ وأنكرت
الفلسإفة إعادة الجسام قالوا :وإنما تعاد الرواح بمعنى أنها بعد موت البدن
تعاد إلى ما كإانت عليه من التجّرد متلذذة بالكمال أو متألمة بالنقصان) .وهو(:
أي المعاد الجسماني )إيجاد( لجزاء الجسم الصألية ولعوارضه )بعد فناء( لها
)أو جمع بعد تفّرق( لها مع إعادة الرواح إليها فهما قولن) .والحق التوقف( :إذ
لم يدل قاطع سإمعي على تعين أحدهما ،وإن كإان كإلم الصأل يميل إلى تصحيح
الول ،وصأّرح به شارحه الجلل المحلي ،وقد بسطت الكلم على ذلك في
الحاشية) .و( أن )الحشر( للخلق بأن يجمعهم الله للعرض والحساب بعد
إحيائهم المسبوق بفنائهم حق ففي الصحيحين أخبار» :يحشر الناس حفاة
مشاة عراة غرلً« أي :غير مختتنين) .و( أن )الصراط( وهو جسر ممدود على
ظهر جهنم أدقّ من الشعر وأحد ّ من السيف يمّر عليه جيع الخلئق فيجوزه أهل
ل به أقدام أهل النار حق ففي الصحيحين أخبار» :يضرب الصراط الجنة وتز ّ
ل به أقدام بين ظهري جهنم ومرور المؤمنين عليه متفاوتين وأنه مزلة« .أي تز ّ
أهل النار فيها) .و( أن )الميزان( وهو جسم محسوس ذو لسان وكإفتين يعرفّ
به مقادير العمال بأن توزن به صأحفها أو هي بعد تجسمها) .حق( لخبر
البيهقي» :يؤتى بابن آدم فيوقف بين كإفتي الميزان الخ«) .والجنة والنار
دت ّ )أع مخلوقتان الن( .يعني قبل يوم الجزاء للنصوص الواردة في ذلك نحو:
واء في إسإكانهما الجنة وإخراجهما للمتقين( )أعدت للكافرين( وقصة آدم وح ّ
منها ،وزعم أكإثر المعتزلة أنهما يخلقان يوم الجزاء لقوله تعالى} :تلك الدار
وا في الرض ول فسادا{ قلنا نجعلها بمعنى الخرة نجعلها للذين ل يريدون عل ّ
نعطيها ل بمعنى تخلقها مع أنه يحتمل الحال والسإتمرار) .ويجب على الناس
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
نصب إمام( يقوم بمصالحهم كإسد ّ الثغور وتجهيز الجيوش وقهر المتغلبة
والمتلصصة لجماع الصحابة بعد وفاة النبي صألى الله عليه وسإّلم على نصبه
دموه على دفنه صألى الله عليه وسإّلم ولم يزل حتى جعلوه أهم الواجبات ،وق ّ
ً
الناس في كإل عصر على ذلك) .ولو( كإان من ينصب )مفضول( ،فإن نصبه
يكفي في الخروج عن عهدة النصب ،وقيل ل بل يتعين نصب الفاضل وزعمت
الخوارج أنه ل يجب نصب إمام وبعضهم وجوبه عند ظهور الفتن دون وقت
وز( نحن أيهاالمن وبعضهم عكسه والمامية وجوبه على الله تعالى) .ول نج ّ
وزت المعتزلة الخروج على الشاعرة) .الخروج عليه( :أي على المام وج ّ
الجائر لنعزاله بالجور عندهم) .ول يجب على الله( تعالى )شيء( لنه خالق
الخلق ،فكيف يجب لهم عليه شيء ،ولنه لو وجب عليه شيء لكان لموجب ول
موجب غير الله ،ول يجوز أن يكون بإيجابه على نفسه لنه غير معقول وأما
نحو} :كإتب ربكم على نفسه الرحمة{ فليس من باب اليجاب واللزام بل من
باب التفضل والحسان .وقالت المعتزلة :يجب عليه أشياء منها الجزاء على
الطاعة والعقاب على المعصية ومنها اللطف بأن يفعل في عباده ما يقّربهم
إلى الطاعة ويبعدهم عن المعصية بحيث ل ينتهون إلى حد ّ اللجاء ،ومنها
الصألح لهم في الدنيا من حيث الحكمة والتدبير.
)
ونرى( أن نعتقد )أن خير البشر بعد النبياء صألى الله عليهم وسإلم أبو بكر(
ي( أمراء المؤمنين )رضي الله عنهم( لطباق خليفة نبينا )فعمر فعثمان فعل ّ
السلف على خيرتهم عند الله بهذا الترتيب ،وقالت الشيعة ،وكإثير من المعتزلة:
ي ،وذكإر خيرية الربعة على أمم غير نبينا من زيادتي) .و( الفضل بعد النبياء عل ّ
نرى )براءة عائشة(رضي الله عنها من كإل ما قذفت به لنزول القرآن ببراءتها
قال تعالى} :إن الذين جاءوا بالفك{ اليات) .ونمسك عما جرى بين
الصحابة( :من المنازعات والمحاربات التي قتل بسببها كإثير منهم ،فتلك دماء
طهر الله منها أيدينا فل نلوث بها ألسنتنا ،ولنه صألى الله عليه وسإّلم مدحهم
وحذر عن التكلم فيما جرى بينهم فقال» :إياكإم وما شجر بين أصأحابي ،فلو
أنفق أحدكإم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد ّ أحدهم ول نصيفه«) .ونراهم مأجورين(
في ذلك ،لنه مبني على الجتهاد في مسألة ظنية للمصيب فيها أجران على
اجتهاده وإصأابته وللمخطىء أجر على اجتهاده كإما في خبر الصحيحين» :إن
الحاكإم إذا اجتهد فأصأاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر«) .و( نرى )أن
أئمة المذاهب( الربعة )وسإائر أئمة المسلمين( أي باقيهم )كإالسفيانين(
الثوري وابن عيينة والوزاعي وإسإحاق بن راهويه وداود الظاهري) .على هدى
من ربهم( ،في العقائد وغيرها ول التفات لمن تكلم فيهم بما هو بريئون منه.
)و( نرى )أن( أبا الحسن )الشعري( وهو من ذّرية أب موسإى الشعري
دم( فيها على غيره ول الصحابي )إمام في السة( أي الطريقة المعتقدة )مق ّ
النفات لمن تكلم فيه بما هو برءي منه) .و(نرى )أن طريق( الشيخ أبي القاسإم
دد لنه خال منوم( :أي مس ّ )الجنيد( سإيد الصوفية علما وعمل ً )طريق مق ّ
البدع دائر على التسليم والتفويض والتبّري من النفس ،ومن كإلمه الطريق إلى
الله تعالى مسدود على خلقه ل على المقتفين ،آثار رسإول الله صألى الله عليه
وسإّلم ،وكإان يتستر بالفقه ،ويفتي على مذهب شيخه أبي ثور ول التفات
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
لمن رماه وأتباعه بالزندقة عند الخليفة السلطان أبي الفضل جعفر المقتدر.
)ومما ل يضّر جهله( في العقيدة بخلفّ ما قبله في الجملة) ،وتنفع معرفته(
فيها ما يذكإر إلى الخاتمة ،وهو )الصأح أن وجود الشيء( في الخارج واجبا كإان
أو ممكنا) .عينه( :أي ليس زائدا عليه وقيل غيره أي زائدا عليه بأن يقوم به من
حيث هو أي من غير اعتبار الوجود والعدم وإن لم يخل عنهما وقيل عينه في
الواجب وغيره في الممكن ،وعلى الصأح) .فالمعدوم( الممكن الوجود )ليس(
في الخارج )بشيء ول ذات ول ثابت( :أي ل حقيقة له في الخارج ،وإنما يتحقق
بوجوده فيه )و( الصأح )أنه( :أي المعدوم المذكإور )كإذلك( :أي ليس في
الخارج بشيء ول ذات ول ثابت )على المرجوح( .وقالت طائفة من المعتزلة:
إنه شيء أي حقيقة متقّررة) .و( الصأح )أن السإم( هو )المسمى( ،وقيل غيره
كإما هو المتبادر فلفظ النار مثل ً غيرها ،والمراد بالول المنقول عن الشعري
في اسإم الله وعن غيره مطلقا أن السإم المدلول والمسمى في الجامد الذات
من حيث هي ،وفي المشتق عند الشعري الذات باعتبار الصفة وعند غيره هما
معا ،فالسإلم في الجامد عند الشعري وغيره هو المسمى ،فل يفهم من اسإم
الله مثل ً سإواه ،وفي المشتق عنده غيره إن كإان صأفة فعل كإالخالق ول عينه
ول غيره إن كإان صأفة ذات كإالعالم وعند غيره هو المسمى كإما في الجامد ،ول
يخفى أن الخلفّ فيما ذكإر لفظي) .و( الصأح )أن أسإماء الله توقيفية( أي ل
يطلق عليه اسإم إل بتوقيف من المشّرع .وقالت المعتزلة :ومن وافقهم يجوز
أن يطلق عليه السإماء الئق معناها به ،وإن لم يرد بها الشرع.
)و( الصأح )أن للمرء أن يقول أنا مؤمن إن شاء الله( :وإن اشتمل على
التعليق خوفا من سإوء الخاتمة المجهولة وهو الموت على الكفر والعياذ بالله
دبا وإحالة للمور على تعالى ،ودفعا لتزكإية النفس أو تبركإا بذكإر الله تعالى ،أو تأ ّ
مشيئة الله تعالى ،فهو أعم من قوله يقول :أنا مؤمن إن شاء الله خوفا من
سإوء الخاتمة) .ل شكا في الحال( في اليمان ،فإنه في الحال متحقق له جازم
باسإتمراره عليه إلى الخاتمة التي يرجو حسنها ومنع أبو حنيفة وغيره أن يقول
ذلك ليهامه الشك المذكإور ،ويرد ّ بأن إيهام الشك ل يقتضي منع ذلك وإنما
يقتضي أنه خلفّ الولى وهو كإذلك ،إذ الولى الجزم كإما جزم به السعد
التفتازاني كإغايره أما إذا قاله شكا في إيمانه فهو كإافر) .و( الصأح )أن تمتيع
الكافر( :أي تمتيع الله له بمتاع الدنيا) .اسإتدراج( من الله له حيث يمتعه مع
علمه بإصأراره على الكفر إلى الموت فهو نقمة عليه يزداد بها عذابه كإالعسل
المسموم .وقالت المعتزلة :إنه نعمة يترتب عليها الشكر وتعبيري بتمتيع أولى
من تعبيره بملذ لسلمته من التجوز في إطلق السإتدراج على الملذ لنه
معنى وهي أعيان) ،و( الصأح )أن المشار إليه بأنا الهيكل المخصوص(
المشتمل على النفس ،لن كإل عاقل إذا قيل له ما النسان يشير إلى هذه
البنية المخصوصأة ،ولن الخطاب متوجه إليها .وقال أكإثر المعتزلة وغيرهم هو
النفس لنها المدبرة ،وقيل مجموع الهيكل والنفس كإما أن الكلم اسإم
لمجموع اللفظ والمعنى) ،و( الصأح )أن الجوهر الفرد وهو الجزء الذي ل يتجزأ
ثابت( في الخارج ،وإن لم ير عادة إل بانضمامه إلى غيره ونفاه الحكماء )و(
الصأح )أنه ل حال أي ل واسإطة بين الموجود والمعدوم( ،وقيل :إنها ثابتة
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
كإالعالمية واللونية للسواد مثلً ،وعلى الول ذلك ونحوه من المعدوم ،لنه أمر
اعتباري والقائل بالثاني عرفها بأنها صأفة لموجود ل توصأف بوجود ول عدم ،أي:
أنها غير موجودة في العيان ول معدومة في
الذهان) .و( الصأح )أن النسب والضافات أمور اعتبارية( يعتبرها العقل ل
وجود لها في الخارج كإما هو عند أكإثر المتكلمين قالوا :إل الين فموجود
وسإموه كإونا وجعلوا أنواعه أربعة :الحركإة والسكون والجتماع والفتراق ،وقال
أقلهم :والحكماء العراض النسبية موجودة في الخارج وهي سإبعة الين وهو
حصول الجسم في المكان والمتى وهو حصول الجسم في الزمان ،والوضع
وهو هيئة تعرض للجسم باعتبار نسبة أجزائه بعضها إلى بعض ونسبتها إلى
المور الخارجة عنه كإالقيام والنتكاس والملك وهو هيئة تعرض للجسم باعتبار
ما يحيط به ،وينتقل بانتقاله كإالتقمص والتعمم ،وأن انفعل وهو تأثير الشيء
في غيره ما دام يؤثر ،وأن ينفعل وهو تأثر الشيء عن غيره ما دام يتأثر كإحال
المسخن ما دام يسخن والمتسخن ما دام يتسخن ،والضافة وهي نسبة تعرض
للشيء بالقياس إلى نسبة أخرى كإالبوة والبنوة وهذه السبعة من جملة
المقولت العشرة والثلثة الباقية الجوهر والكم والكيف وهي معروفة في
الكتب الكلمية ،وبما تقرر علم أن قولي كإغيري والضافات من عطف الخاص
على العام ،وإنما لم أعبر عنها بالنسب لن فيها كإلما مر .وأحيل على ذكإرها
هنا) .و( الصأح )أن العرض ل يقوم بعرض( :وإنما يقوم بالجوهر الفرد أو
المركإب .أي الجسم كإما مر وجوز الحكماء قيامه بالعرض ،إل أنه بالخرة تنتهي
سإلسلة العراض إلى جوهر أي :جوزوا اختصاص العرض بالعرض اختصاص
النعت بالمنعوت كإالسرعة والبطء للحركإة ،وعلى الول هما عارضان للجسم
وليسا بعرضين زائدين على الحركإة ،لنها أمر ممتد يتخلله سإكنات أقل أو أكإثر
باعتبارها تسمى الحركإة سإريعة وبطيئة.
)و( الصأح )أن أحد طرفي الممكن( وهما الوجود والعدم )ليس أولى به( من
الخر ،بل هما بالنظر إلى ذاته جوهرا كإان أو عرضا على السواء ،وقيل العدم
أولى به مطلقا لنه أسإهل وقوعا في الوجود لتحققه بانتفاء شيء من أجزاء
العلة التامة للوجود المفتقر في تحققه إلى تحقق جميعها ،وقيل أولى به في
العراض السيالة كإالحركإة والزمان والصوت دون غيرها وقيل الوجود أولى به
عند وجود العلة وانتفاء الشرط لوجود العلة وإن لم يوجد هو لنتفاء الشرط.
)و( الصأح )أن( الممكن )الباقي محتاج( في بقائه) ،إلى مؤثر( ،كإما يحتاج إليه
في ابتداء وجوده ،وقيل ل كإما ل يحتاج بقاء البناء بعد بنائه إلى فاعل) .سإواء(
على الول )قلنا إن علة احتياج الثر( :أي الممكن في وجوده )إلى المؤثر( :أي
العلة التي لحظها العقل في ذلك) ،المكان( :أي اسإتواء الطرفين بالنظر إلى
الذات( )أو الحدوث( :أي الخروج من العدم إلى الوجود) ،أو هما( على أنهما
)جزآ علة أو المكان بشرط الحدوث( وهي )أقوال( :فيحتاج الممكن في بقائه
إلى مؤثر على الول ،لن المكان ل ينفك عنه ،وعلى جميع بقيتها ،لن شرط
بقاء الجوهر العرض والعرض ل يبقى زمانين فيحتاج في كإل زمان إلى المؤثر.
)و( الصأح )أن المكان( الذي ل خفاء في أن الجسم ينتقل عنه ،وإليه ويسكن
فيه فيلقيه بالمماسإة أو النفوذ كإما سإيأتي معناه اصأطلحا) .بعد مفروض( :أي
مقدر )ينفذ فيه بعد الجسم وهو( :أي هذا البعد) .الخلء والخلء جائز عندنا
والمراد به كإون الجسمين ل يتماسإان ول( يكون )بينهما ما يماسإهما( ،فهذا
الكون الجائز هو الخلء الذي هو معنى البعد المفروض الذي هو معنى المكان
فيكون خاليا عن الشاغل ،وقيل المكان السطح الباطن للحاوي المماس
للسطح الظاهر من المحوى كإالسطح الباطن للكوز المماس للسطح الظاهر
من الماء الكائن فيه ،وقيل هو بعد موجود ينفذ فيه بعد الجسم بحيث ينطبق
عليه ،وخرج بقيد النفوذ فيه بعد الجسم ،والترجيح من زيادتي،
دد موهوم لمتجدد معلوم( )و( الصأح )أن الزمان( معناه اصأطلحا )مقارنة متج ّ
إزالة للبهام من الول بمقارنته للثاني كإما في آتيك عند طلوع الشمس ،وقيل:
هو جوهر ليس بجسم ول جسماني ،.أي :داخل في الجسم فهو قائم بنفسه
دل النهار وهو جسم سإميت دائرته أي منطقة مجرد عن المادة ،وقيل فلك مع ّ
البروج منه بمعدل النهار لتعادل الليل والنهار في جميع البقاع عند كإون
الشمس عليها ،وقيل عرض فقيل حركإة معدل النهار ،وقيل مقدارها ،والقول
الصأح قول المتكلمين والقوال بعده للحكماء ،أما معناه لغة فالمدة من ليل أو
نهار) .ويمتنع تداخل الجواهر( :هو أعم من قوله تداخل الجسام أي دخول
بعضها في بعض على وجه النفوذ فيه من غير زيادة في الحجم لما فيه من
مساواة الكل للجزء في العظم) .و( يمتنع )خلوّ الجوهر( مفردا كإان أو مركإبا
)عن كإل العراض( بأن ل يقوم به واحد منها بل يجب أن يقوم به عند وجوده
شيء منها لنه ل يوجد بدون التشخص والتشخص ،إنما هو بالعراض )والجسم
غير مركإب منها( :لنه يقوم بنفسه بخلفها) .وأبعاده( :أي الجسم من طول
وعرض وعمق )متناهية( :أي لها حدود تنتهي إليها وزعم بعضهم أن لها حدودا ل
نهاية لها ،وتعبيري بالجسم أولى من تعبيره بالجوهر) ،والمعلول يعقب علته
رتبة( اتفاقا.
)والصأح( ما قاله الكإثر وصأححه النووي في أصأل الروضة )أنه يقارنها زمانا(
عقلية كإانت كإحركإة المفتاح بحركإة اليد أو وضعية بوضع الشارع أو غيره كإقولك
لعبدكّ :إن دخلت الدار فأنت حّر ،وكإقول النحاة الفاعلية علة للرفع ،وقيل
يعقبها مطلقا ،واختاره الصأل تبعا لوالده ،لنه لو قال لغير موطوءة :إذا طلقتك
فأنت طالق ،ثم قال لها :أنت طالق وقعت المنجزة دون المعلقة فلو قارن
المعلول علته لوقعت المعلقة أيضا ،وقد يرد ّ بأن عدم وقوعها لتقدم المنجزة
رتبة فلم يكن المحل قابل ً للطلق ،وقيل يعقبها إن كإانت وضعية ل عقلية) .و(
الصأح )أن اللذة( الدنيوية من حيث تعيين مسماها ،وإن كإانت في نفسها
بديهية) .ارتياح( :أي نشاط للنفس) .عند إدراكّ( لما يلئم الرتياح) .فالدراكّ
ّ دور ملزومها( :أي ملزم اللذة ل نفسها ،وقيل هي الخلص من اللم بأن تدفعه،
بأنه قد يلتذ بشيء من غير سإبق ألم بضده كإمن وقف على مسألة علم أو كإنز
مال فجأة ومن غير خطورهما بالبال وألم الشوق إليهما ،وقيل هي إدراكّ
الملئم فإدراكّ الحلوة لذة تدركّ بالذائقة ،وإدراكّ الجمال لذة تدركّ بالباصأرة،
وإدراكّ حسن الصوت لذة تدركّ بالسامعة .وقال المام الرازي :هي في
الحقيقة ما يحصل بإدراكّ المعارفّ العقلية .قال :وما يتوهم من لذة حسية
كإقضاء شهوتي البطن والفرج أو خيالية كإحب السإتعلء والرياسإة فهو في
الحقيقة دفع آلم بلذة الكإل والشرب والجماع دفع ألم الجوع والعطش
ي لوعيته ،ولذة السإتعلء والرياسإة دفع ألم القهر والغلبة.
ودغدغة المن ّ
)ويقابلها( :أي اللذة )اللم( فهو على الول انقباض عند إدراكّ ما ل يلئم،
وعلى الثاني ما يحصل ما يؤلم ،وعلى الثالث إدراكّ غير الملئم ،وعلى الرابع
وره العقل إما واجب أو ممتنع أو ما يحصل عند عدم إدراكّ المعارفّ) .وما تص ّ
ور إما أن تقتضي وجوده في الخارج أو عدمه أو ل ممكن( :لن ذات المتص ّ
تقتضي شيئا منهما بأن يوجد تارة ،ويعدم أخرى .والول الواجب ،والثاني
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
الممتنع ،والثالث الممكن ،وكإل منهما ل ينقلب إلى غيره لن مقتضى الذات
لزم لها ل يعقل انفكاكإه عنها.
)أّول الواجبات المعرفة( أي معرفة الله تعالى) .في الصأح( ،لنها مبنى سإائر
الواجبات ،إذ ل يصح بدونها واجب ،بل ول مندوب ،وقيل أّولهاالنظر المؤدي إلى
المعرفة لنه مقدمتها ،وقيل أّولها أول النظر لتوقف النظر على أّول أجزائه،
وقيل أولها القصد إلى النظر لتوقف النظر على قصده ،والكل صأحيح ،ورجح
الول لن المعرفة أول مقصود وما سإواها مما ذكإر أول وسإيلة) .ومن عرفّ
ور تبعيده( لعبده بإضلله )وتقريبه( له
ربه( بما يعرفّ به من صأفاته )تص ّ
بهدايته) ،فخافّ( من تبعيده عقابه )ورجا( بتقريبه ثوابه) ،فأصأغى( حينئذ )إلى
المر والنهي( منه تعالى) ،فارتكب( مأموره) .واجتنب( منهيه )فأحبه( حينئذ
)موله فكان( ،موله )سإمعه وبصره ويده واتخذه وليا إن سإأله أعطاه وإن
ي
اسإتعاذ به أعاذه( :هذا مأخوذ من خبر البخاري» :وما يزال عبدي يتقّرب إل ّ
بالنوافل حتى أحبه ،فإذا أحببته كإنت سإمعه الذي يسمع به ،وبصره الذي يبصر
به ،ويده التي يبطش بها ،ورجله التي يمشي بها ،وإن سإألني أعطيته ،وإن
اسإتعاذ بي لعيذنه« .والمراد أنه تعالى يتولى محبوبه في جميع أحواله فحركإاته
وسإكناته به تعالى ،كإما أن أبوي الطفل لمحبتهما له يتوليان جيع أحواله ،فل
ي الهمة( بطلبه
يأكإل إل بيد أحدهما ول يمشي إل برجله إلى غير ذلك) .وعل ّ
لخروي )يرفع نفسه( بالمجاهدة )عن سإفسافّ المور( أي دنيئها من العلو ا ُ
ّ
الخلق المذمومة كإالكبر والغضب والحقد والحسد وسإوء الخلق وقلة
الحتمال) .إلى معاليها( من الخلق المحمودة كإالتواضع والصبر وسإلمة
الباطن والزهد وحسن الخلق وكإثرة الحتمال ،وهذا مأخوذ من خبر البيهقي
والطبراني» :إن الله يحب معالي المور ويكره سإفسافها«) .ودنيء الهمة(:
بأن ل يرفع نفسه بالمجاهدة عن سإفسافّ المور) ،ل يبالي( بما تدعوه نفسه
إليه من المهلكات) ،فيجهل( أمر دينه )ويمرق من الدين فدونك( أيها المخاطب
ي الهمة ودنيئها) ،صألحا( لك بعملك الصالح )أو
بعد أن عرفت حال عل ّ
فسادا( لك بعملك السيىء.أو سإعادة( لك برضا اصألى الله عليه وسإّلم عليك
بإخلصأك.
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
)واعرض( على نفسك )التوبة( حيث ذكإرت الموت وخفت مقت ربك وذكإرت
سإعة رحمته لتتوب عما فعلت فتقبل ويعفى عنك فضل ً منه تعالى) .وهي
الندم( على الذنب من حيث إنه ذنب ،فالندم على شرب الخمر لضراره بالبدن
ليس بتوبة ،ول يجب اسإتدامة الندم كإل وقت ،بل يكفي اسإتصحابه حكما بأن ل
يقع ما ينافيه) .وتتحقق( التوبة )بالقلع( عن الذنب )وعزم أن ل يعود( إليه
)وتداركّ ما يمكن تداركإه( من حق نشأ عن الذنب كإحق القذفّ فيتداركإه
بتمكين مستحقه من المقذوفّ أو وارثه ليستوفيه أو يبرئه منه ،فإن لم يمكن
تداركإه كإأن لم يكن مستحقه موجودا سإقط هذا الشرط كإما يسقط في توبة
ذنب ل ينشأ عنه حق الدمي ،وكإذا يسقط القلع في توبة ذنب بعد الفراغ منه
كإشرب خمر ،فالمراد بتحقق التوبة بهذه الشروط أنها ل تخرج فيما تتحقق به
عنها ل أنه ل بد منها في كإل توبة) .والصأح صأحتها( :أي التوبة )عن ذنب ولو
نقضت( بأن عاود التائب ذنبا تاب منه فهذه المعاودة ل تبطل التوبة السابقة،
بل هي ذنب آخر يوجب التوبة ،وقيل ل تصح التوبة السابقة )أو( كإانت التوبة
)مع الصأرار على( ذنب )كإبير( ،وقيل ل تصح )و( الصأح )وجوبها عن( ذنب
)صأغير( ،وقيل ل تجب لتكفيره باجتناب الكبائر ،قال تعالى} :إن تجتنبوا كإبائر
ما تنهون عنه نكفر عنكم سإيئاتكم{.
)وإن شككت في الخاطر أمأمور( به )أم منهي( عنه )فأمسك( عنه حذرا من
الوقوع في المنهى عنه) .ففي متوضىء يشك( في )أن ما يغسله( غسلة
)ثالثة( فتكون مأمورا بها) .أو رابعة( فتكون منهيا عنها) .قيل( أي قال الشيخ
أبو محمد الجويني) .ل يغسل( خوفّ الوقوع في المنهي عنه ،والصأح أنه
يغسل لن التثليث مأمور به ولم يتحقق قبل هذه الغسلة ويأتى بها) .وكإل
واقع( في الوجود ومنه الخاطر وفعله وتركإه كإائن) .بقدرة الله وإرادته فهو(
در( الله )لهتعالى )خالق كإسب العبد( :أي فعله الذي هو كإاسإبه ل خالقه بأن )ق ّ
قدرة( :هي اسإتطاعته )تصلح للكسب ل لليجاد( ،بخلفّ قدرة الله فإنها
لليجاد ل للكسب) ،فالله( تعالى )خالق ل مكتسب والعبد بعكسه( :أي
مكتسب ل خالق فيثاب ويعاقب على مكتسبه الذي يخلقه الله عقب قصده له،
وهذا أي كإون فعل العبد مكتسبا له مخلوقا لله توسإط بين قول المعتزلة :إن
العبد خالق لفعله لنه يثاب ويعاقب عليه ،وقول الجبرية إنه ل فعل للعبد أصألً،
وهو آلة محضة كإالسكين بيد القاطع ،وقد يقع في كإلم بعض العارفين ما يوهم
الخبر من نفيهم الختيار ،والفعل عن أنفسهم ،ومرادهم عدم الملحظة لذلك
لسإتغراقهم في النظر إلى ما منه تعالى ل إلى ما منهم.
)والصأح أن قدرته( :أي العبد وهي صأفة يخلقها الله عقب قصد الفعل بعد
سإلمة السإباب واللت) .مع الفعل( ،لنها عرض فل تتقدم عليه وإل لزم
وقوعه بل قدرة لمتناع بقاء العراض ،وقيل قبله لن التكليف قبله فلو لم تكن
القدرة قبله لزم تكليف العاجز ،ورد ّ بأن صأحة التكليف تعتمد القدرة بمعنى
سإلمة السإباب واللت ل بالمعنى السابق ،وهذا من زيادتي .وإذا كإان العبد
مكتسبا ل خالقا لكون قدرته للكسب ل لليجاد وكإانت قدرته مع الفعل،
)فـ(ـنقول )هي( :أي القدرة من العبد) .ل تصلح للضدين( :أي التعلق بهما،
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
وإنما تصلح للتعلق بأحدهما وهو ما يقصده العبد ،إذ لو صألحت للتعلق بهما لزم
اجتماعهما لوجوب مقارنتهما للقدرة المتعلقة ،بل قالوا :إن القدرة الواحدة ل
تتعلق بمقدورين مطلقا سإواء أكإانا متضادين أم متماثلين أم مختلفين ل معا ول
على البدل ،والقول بأنها تصلح للتعلق بالضدين على البدل فتتعلق بهذا بدل ً
عن تعلقها بالخر ،وبالعكس إنما يستقيم تفريعه على أنها قبل الفعل ل معه
الذي الكلم فيه ،أما على القول بأن العبد خالق لفعله فقدرته كإقدرة الله
تعالى ،فتوجد قبل الفعل وتصلح للتعلق بالضدين على البدل ل على الجمع لن
القدرة إنما تتعلق بالممكن واجتماع الضدين ممتنع.
)و( الصأح )أن العجز( من العبد )صأفة وجودية تقابل القدرة تقابل الضدين(.
وقيل :هو عدم القدرة عما من شأنه القدرة فالتقابل بينهما تقابل العدم
والملكة كإما أن المر كإذلك على القول ،بأن العبد خالق لفعله ،فعلى الول في
الزمن معنى ل يوجد في الممنوع من الفعل مع اشتراكإهما في عدم التمكن من
الفعل ،وعلى الثاني ل بل الزمن ليس بقادر والممنوع قادر أي من شأنه القدرة
بطريق جري العادة) .و( الصأح )أن التفضيل بين التوكإل والكإتساب يختلف
باختلفّ الناس( :فمن يكون في توكإله ل يتسخط عند ضيق الرزق عليه ،ول
يتطلع لسؤال أحد من الخلق ،فالتوكإل في حقه أفضل لما فيه من الصبر
والمجاهدة للنفس ،ومن يكون في توكإله بخلفّ ما ذكإر ،فالكإتساب في حقه
أفضل حذرا من التسخط والتطلع ،وقيل الفضل التوكإل ،وهو هنا الكف عن
الكإتساب والعراض عن السإباب اعتمادا للقلب على الله تعالى ،وقيل
الفضل الكإتساب وإذا اختلف التفضيل بينهما باختلفّ الناس) ،فإرادة التجريد(
عما يشغل عن الله تعالى) .مع داعية السإباب( من الله في مريد ذلك )شهوة
خفية( من المريد) ،وسإلوكّ السإباب( الشاغلة عن الله )مع داعية التجريد( من
الله في سإالك ذلك) .انحطاط( له )عن الرتبة العلية( إلى الرتبة الدنية،
فالصألح لمن قدر الله فيه داعية السإباب سإلوكإها دون التجريد ولمن قدر الله
فيه داعية التجريد سإلوكإه دون السإباب) .وقد يأتي الشيطان( للنسان
)باطراح جانب الله تعالى في صأورة السإباب أو بالكسل في صأورة التوكإل(،
كإيدا منه ،كإأن يقول لسالك التجريد الذي سإلوكإه له :أصألح من تركإه له إلى
متى تتركّ السإباب ،ألم تعلم أن تركإها يطمع القلوب لما في أيدي الناس،
فاسإلكها لتسلم من ذلك ،وينتظر غيركّ منك ما كإنت تنتظره من غيركّ ويقول
لسالك السإباب الذي سإلوكإه لها :أصألح من تركإه لها لو تركإتها وسإلكت
التجريد ،فتوكإلت على الله لصفا قلبك ،وأتاكّ ما يكفيك من عند الله فاتركإها
دي تركإها الذي هو
ليحصل لك ذلك .فيؤ ّ
)والموفق يبحث عنهما( :أي عن هذين المرين اللذين يأتي بهما الشيطان في
صأورة غيرهما لعله أن يسلم منهما) ،ويعلم( مع بحثه عنهما) ،أنه ل يكون إل ما
يريد( الله كإونه أي :وجوده منهما أو من غيرهما.
ب الصأول) ،بحمد الله وعونه جعلنا الله به( ،لما أملناهم الكتاب( أي ل ّ
)وقد ت ّ
غاية الوصول في شرح لب الصول
مكتبة مشكاة السإلمية
ديقين{ :أي من كإثرة النتفاع به) ،مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والص ّ
أفاضل أصأحاب النبيين لمبالغتهم في الصدق والتصديق) ،والشهداء( :أي
القتلى في سإبيل الله) ،والصالحين( غير من ذكإر) ،وحسن أولئك رفيقا( :أي
رفقاء في الجنة بأن نستمتع فيها برؤيتهم وزيارتهم والحضور معهم ،وإن كإان
مقرهم في درجات عالية بالنسبة إلى غيرهم ،ومن فضل الله تعالى على
غيرهم أنه قد رزق الرضا بحاله ،وذهب عنه اعتقاد أنه مفضول انتفاء للحسرة
في الجنة التي تختلف المراتب فيها على قدر العمال ،وعلى قدر فضل الله
على من يشاء من عباده ،وصألى الله وسإلم على سإيدنا محمد وآله وصأحبه كإلما
ذكإره الذاكإرون وغفل عن ذكإره الغافلون.