Professional Documents
Culture Documents
ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻔﯾزﯾﺎء اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،إن اﻟﺣﻘل اﻟﻣوﺣد ﻫو ﻣﻧﺑﻊ اﻟطﺎﻗﺔ واﻟذﻛﺎء واﻟﻣﺎدة ،اﻟطﺎﻗﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ
اﻟﻣﺎدة ،واﻟذﻛﺎء ﻫو اﻟذي ﯾﻌطﯾﻬﺎ اﻻﺗﺟﺎﻩ .ﻗﺑل اﻟظﻬور ﻛﺎﻧت اﻟطﺎﻗﺔ ﻛﺎﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻘل اﻟﻣوﺣد ،وﻛﺎن
اﻟذﻛﺎء ﻏﯾر ﻓّﻌﺎل ،وﻋﻧدﻣﺎ أﺻﺑﺢ اﻟذﻛﺎء ذﻛﯾﺎً ،ﺗﻔﺎﻋل ﻣﻊ اﻟطﺎﻗﺔ ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ظﻬور اﻟﻣﺎدة ،ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻬﻣد
اﻟذﻛﺎء ﺗﻔﻧﻰ اﻟﻣﺎدة وﺗﺻﺑﺢ اﻟطﺎﻗﺔ ﻏﯾر ظﺎﻫرة ،وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻔﺎﻋل اﻟذﻛﺎء ﺑﺎﻟطﺎﻗﺔ ﻣرة أﺧرى ،ﺗظﻬر اﻟﻣﺎدة
ﻣن ﺟدﯾد ،وﻫﻛذا ﺗظﻬر اﻟﺧﻠﯾﻘﺔ ﻛﻠﻬﺎ ،ﻣار اًر وﺗﻛار اًر إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﯾﺔ.
وﻫﻧﺎك رواﯾﺔ أﺧرى ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻔﯾدا ﻻ ﺗﻘل أﻫﻣﯾﺔ ﻋن اﻟرواﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،وﻋﻠوم اﻟﻔﯾدا ﻫﻲ اﻟﻣﺻدر
اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻔﻛر اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ واﻟﺗارﺛﻲ واﻟدﯾﻧﻲ واﻟﻌﻠﻣﻲ ﻟﻠﺣﺿﺎارت اﻟﺷرﻗﯾﺔ اﻵﺳﯾوﯾﺔ ﻛﺎﻓﺔ .ﻓﻲ رواﯾﺔ اﻟﻔﯾدا
ﻫﻧﺎك ﺑارﻫﻣﺎن ،اﻟذي ﻫو اﻟوﺟود ﻛﻠﻪ ،اﻟظﺎﻫر وﻏﯾر اﻟظﺎﻫر .وﺗﺄﺗﻲ اﻟﺧﻠﯾﻘﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔً ﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑارﻫﻣﺎن
ﻓﻲ داﺧل ذاﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻧﺻرﯾن أزﻟﯾﯾن ﯾﺗﺿﻣﻧﺎ ﻓﯾﻪ ،وﻫذان اﻟﻌﻧﺻارن ﻫﻣﺎ ﺑروﺷﺎ وﺑارﻛرﯾﺗﻲ ،ﺑروﺷﺎ
ﻫو اﻟﻣطﻠق اﻟﺛﺎﺑت ﻏﯾر اﻟﻔﺎﻋل وﻏﯾر اﻟﻣﺗﺣّرك وﻟﻛﻧﻪ اﻟﺷﺎﻫد واﻟﻣﺷﺎﻫد ﻟﻛل اﻟﺧﻠﯾﻘﺔ ،وﺑارﻛرﯾﺗﻲ ﻫﻲ
اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻼزﻣﺔ ﻟﺑروﺷﺎ ،وﺗﺳﻣﻰ ﺑارﻛرﺗﻲ أﯾﺿﺎً ﺑﺎﻷم اﻹﻟﻬﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺳﻣﻰ ﺣواء ﺑﺄم اﻟﺧﻠﯾﻘﺔ.
ظﻬور اﻟﻌﻘل
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣذﻛر ﻓﻲ آدم أو ﺑروﺷﺎ ،واﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣؤﻧث ﻓﻲ ﺣواء أو ﺑارﻛرﯾﺗﻲ ،ﻫﻧﺎك ﻋﻧﺻر
ﺛﺎﻟث ﻓﻲ رواﯾﺔ اﻟﺧﻠق ،ﯾﻠﻌب دور اﻟداﻓﻊ ﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑروﺷﺎ وﺑارﻛرﯾﺗﻲ ،إﻧﻪ "ﻣﻬﺎت" اﻟذي ﯾﺟﻌل ﺑارﻛرﯾﺗﻲ
ﺗﺣوم ﺣول ﺑروﺷﺎ وﺗﺗﻔﺎﻋل ﺑﻪ وﺗﺳﺑب ﺑظﻬور ﺑرﻫﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﺧﻠﯾﻘﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،ﻣﻬﺎت ﻫﻲ ﻗوة دﻓﻊ اﻟﺗطّور
أي ﻗوة اﻟﻌﻘل اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻠﻛون .إﻧﻬﺎ أﻋﻠﻰ ﻣرﺗﺑﺔ ﻣن ﻣارﺗب اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ اﻟﻛوﻧﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﺑداﯾﺔ وﻓﯾﻬﺎ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ.
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻬﻣد ﺑارﻛرﯾﺗﻲ ﻓﻲ ﺑروﺷﺎ ﯾﻛون اﻟﻔﻧﺎء ،وﯾﺻﺑﺢ ﺑرﻫﻣﺎن ﻏﯾر ظﺎﻫر .وﺑﺗﻔﺎﻋل ﺑارﻛرﯾﺗﻲ ﺑﺑروﺷﺎ
ﯾظﻬر ﻣﻬﺎت ،اﻟﻌﻘل اﻟﻛﻠﻲ ﻛﻲ ﯾطﻠق ﺑارﻫﻣﺎن ﻟﻠظﻬور .إن ﻣﻬﺎت ﻫو اﻟﻌﻘﻠظن إﻧﻪ اﻟﻔﻌل اﻟﻛوﻧﻲ اﻷول
أو ﻧﺑﺿﺔ اﻟظﻬور اﻷوﻟﻰ أو اﻟﻛﻠﻣﺔ أو اﻟﻠوﺟوس.
ظﻬور اﻷ ﻧﺎ
وﺑﻌد ظﻬور اﻟﻌﻘل اﻟﻛﻠﻲ وﻗوﺗﻪ اﻟداﻓﻌﺔ أﺻﺑﺢ ﺣﺗﻣﯾﺎً ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟظﻬور ،ﺑﻌد أن ﻋﺎد اﻟوﻋﻲ إﻟﻰ
ذاﺗﻪ ،وﺟد ﻗوة ﺗدﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج ﻣن ﺟدﯾد ،وﻫﻛذا ﺗﻛرر اﻟﻔﻌل اﻷول ﻣرة ﺛﺎﻧﯾﺔ ،وﺑذﻟك أدرك اﻟوﻋﻲ أﻧﻪ
ﻣدرﻛﺎً ﻟذاﺗﻪ ،وﺑﻬذا اﻹدارك أﺻﺑﺢ ﺑﺎﺳﺗطﺎﻋﺔ اﻟوﻋﻲ أن ﯾﻣّﯾز ذاﺗﻪ ﻋن اﻟوﻋﻲ اﻟﻛﻠﻲ ،وﻫﻧﺎ ظﻬرت اﻷﻧﺎ
اﻷوﻟﻰ ،أي الﺷﻌور باﻟﻔردﯾﺔ اﻷول أو اﻟﻧﻔس اﻟﻛوﻧﯾﺔ.
ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ،أدرك آدم وﺣواء اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﺳﺗار ﻋرﯾﻬﻣﺎ ﺑورق اﻟﺗﯾن .ﻟﻘد ﻓﻌﻼ ذﻟك ﻷﻧﻬﻣﺎ
ﻓﻘدا اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻷﺣﺎدﯾﺔ ،ﻟﻘد ﻓﻘدا اﻟﺷﻌور أﻧﻬﻣﺎ واﺣد وأن ﺣواء ﻫﻲ ﻣن ﺿﻠﻊ آدم ،وأﺻﺑﺢ ﻟﻛل واﺣد
ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻓردﯾﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻣﯾازﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﺑذﻟك أﺻﺑﺢ اﻟواﺣد ﯾﺧﺟل وﯾﺧﺎف ﻣن اﻵﺧر ،وﺧﺟﻠﻬﻣﺎ
وﺧوﻓﻬﻣﺎ ﻫو ﻣﺎ ﺟﻌل ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﯾﺗﺳﺗر ﻋﻠﻰ ذاﺗﻪ.
وﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻔﯾدا ،وﺑﻌد ﺗﻔﺎﻋل ﺑارﻛرﯾﺗﻲ ﺑﺑروﺷﺎ ﺑداﻓﻊ ﻣن ﻗوة ﻣﻬﺎت ،ﯾظﻬر أﻫﻣﻛﺎر ،وﻛﻠﻣﺔ أﻫﻣﻛﺎر ﺗﻌﻧﻲ
أﯾﺿﺎً اﻷﻧﺎ ،ووظﯾﻔﺔ اﻷﻧﺎ ﻫﻲ ﺗﻔرﯾق ﻗوة اﻟﺗطورٕ ،واظﻬﺎر ﻣﯾازﺗﻬﺎ ،ﻓﺗﻧﻣو اﻷﻧﺎ ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﺧﻠوﻗﺎت.