You are on page 1of 3

‫‪http://www.al-akhbar.

com/node/27132‬‬

‫فريق «ويكيليكس»‪ :‬هكذا يراقبونكم إلكترونيّا ً‬

‫كيف سيُترجم إنجاز «ويكيليكس» على األرض (جيوف كاديك ‪ -‬أ ف ب)‬
‫نادين كنعان‬

‫خاص بالموقع | بعد أيام من إعالنه عن نشر موقع «ويكيليكس» ‪ 287‬مستنداً تتعلّق‬
‫بعمليات تجسس تقوم بها شركات خاصة على جميع المواطنين حول العالم‪ ،‬كسب‬
‫مؤسس الموقع‪ ،‬جوليان أسانج‪ ،‬اليوم‪ ،‬جولة جديدة من معركته القضائية في بريطانيا‪،‬‬
‫لمنع تسليمه إلى السلطات السويدية‪ ،‬التي تتهمه باغتصاب امرأتين‪ .‬بينما شغل فريق‬
‫«ويكيليكس» العالم مجدداً بإطالقه ملفات «‪ »spy files‬أو ملفات التجسس‪ ،‬التي كشف‬
‫فيها كيفية مراقبة الشركات والحكومات لألفراد والمجموعات حول العالم‪.‬‬

‫وفي موازاة ذلك‪ ،‬ينشغل العالم اليوم بـ«المفاجأة» التي أعلنها أسانج األسبوع الماضي‪،‬‬
‫والتي خص بها كل مستخدمي الهواتف النقالة‪ ،‬وخصوصا ً الذكية منها‪ ،‬كما مستخدمي‬
‫البريد اإللكترونيـ التابع لشركة غوغل (‪ )Gmail‬وبرنامج االتصال اإللكتروني‬
‫‪ Skype‬وغيرها‪ ،‬حين تو ّجه إليهم بالقول‪« :‬أنتم في مأزق»‪.‬‬
‫وخالل مؤتمر صحافي عقده في جامعة «سيتي»‬
‫في لندن‪ ،‬األسبوع الماضي‪ ،‬كشف أسانج أن موقع‬
‫«ويكيليكس» أطلق ما يس ّمى (‪ ،)spyfiles‬أو‬
‫ملفات التجسس‪ ،‬بالتعاون مع موقع‬
‫]‪ ،spyfiles.org [1‬مؤكداً أن ما يقدر بـ ‪150‬‬
‫منظمة حول العالم تستطيع تجميع المعلومات من‬
‫خالل اعتراض الرسائل النصية والتنصت على‬
‫المكالمات الهاتفية‪ ،‬وبيعها الحقاً‪.‬‬

‫أسانج يتحدث إلى الصحافيين بعد إنتهاء الجلسة‬


‫اليوم (بن ستانسل ‪ -‬أ ف ب)‬
‫عملياً‪ ،‬عمد موقع «ويكيليكس»ـ الى تقسيم عمليات التجسس هذه إلى ستة أقسام‪ :‬مراقبة‬
‫شبكة اإلنترنت ومراقبة الهواتف وتروجان أو حصان طروادة‪ ،‬وهو فيروس إلكتروني‬
‫يعمل على سرقة المعلومات‪ ،‬باإلضافة إلى تحليل المحادثات ومراقبة الرسائل النصية‪،‬‬
‫فضالً عن رصد أنظمة التموضعـ العالمي (‪ .)GPS‬خصص الموقع كل واحدة من هذه‬
‫الفئات بخريطة عالمية تظهر مكان حدوثها‪ ،‬محدداً أسماء البلدان التي تجري فيها‪ ،‬وهي‬
‫تشمل‪ :‬البرازيل‪ ،‬كندا‪ ،‬الصين‪ ،‬كولومبيا‪ ،‬تشيكيا‪ ،‬الدانمارك‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬المجر‪،‬‬
‫الهند‪ ،‬إسرائيل‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬هولندا‪ ،‬نيوزيلندا‪ ،‬بولندا‪ ،‬أفريقيا الجنوبية‪ ،‬سويسرا‪ ،‬تركيا‪،‬‬
‫المملكة المتحدة‪ ،‬أوكرانيا‪ ،‬الواليات المتحدة األميركية‪ ،‬األردن‪ ،‬روسيا وإسبانيا‪.‬‬
‫ومن بين الشركات التي يجري من خاللها التجسس‪ ،‬نذكر ‪ Ability‬و‪assurance of‬‬
‫‪ communication‬و‪ blue coat‬و‪ cambridge consultants‬و‪ ETIGroup‬و‪HP‬‬
‫و‪ nokia Siemens networks‬و‪ phonexia‬وغيرها‪.‬‬
‫«قصص التجسس التقليدية التي كانت تقوم بها أجهزة االستخبارات صارت من‬
‫الماضي»‪ ،‬هذا ما قاله مؤسس موقع « ويكيليكس» في حديثه إلى مكتب الصحافة‬
‫االستقصائية في صحيفة الـ«غارديان» [‪ ]2‬البريطانية‪ ،‬معتبراً أن ث ّمة «تبدالً ضخما ً‬
‫حدث في السنوات العشر األخيرة‪ ،‬حيث باتت كل أنواع األجهزة اإللكترونية مخترقة‪،‬‬
‫وكل أشكال المعلومات مسجلة بدقة»‪.‬‬
‫م ّرة جديدة‪ ،‬يسجل موقع «ويكيليكس» إنجازاً سيهدد عروش ملوك ورؤساء جدد‪ ،‬وربما‬
‫من خارج العالم العربي‪ ،‬الديموقراطيين منهم والديكتاتوريين‪ ،‬كما حدث مع نشره‬
‫البرقيات المسربة من وزارة الخارجية األميركية‪ ،‬التي أسهمت في إشعال العديد من‬
‫التحركات الشعبية التي اجتاحت الشارع العربي في األشهر األخيرة‪.‬‬
‫لم يتوان الموقع عن مواصلة ما بدأه منذ فترة طويلة‪ ،‬في معركته ضد األنظمة‬
‫والشركات الكبرى‪ .‬وعلى الرغم من كل أشكال الضغوط السياسية واالقتصادية‬
‫والقضائية التي مورست عليه‪ ،‬وتحديداً على مؤسسه‪ ،‬يطل علينا اليوم بنوع جديد من‬
‫المعلومات المس ّربة‪ ،‬تشكل فضيحة لكثير من الدول وفرصة جديدة لالستمرار في‬
‫محاولة كبح جماحه‪.‬‬
‫وفي لندن‪ ،‬منح قضاة محكمة العدل في لندن أسانج (‪ 40‬عاماً) الحق في الطلب من‬
‫المحكمة األعلى النظر في قضيته‪ ،‬بعدما كانت المحكمة العليا في لندن قد ص ّدقت‪ ،‬الشهر‬
‫الماضي‪ ،‬على حكم أجاز تسليمه إلى السويد‪ ،‬بحسب ما أفادت وكالة «فرانس برس»‪.‬‬
‫وذكرت الوكالة أنه بعد صدور الحكم‪ ،‬أعرب أسانج عن اعتقاده بأن «هذا هو القرار‬
‫الصحيح‪ ،‬لكن النضال من أجل العدالة بالنسبة لي وآلخرين ال يزال مستمراً»‪.‬‬
‫ويجيز الحكم للرجل األوسترالي الطلب من المحكمة العليا في لندن التصديق على أن‬
‫قضيته تثير مسألة ذات اهتمام عام‪ ،‬لكي يتسنى للمحكمة األعلى النظر فيها واتخاذ حكم‬
‫نهائي بشأنها‪ ،‬علما ً بأن ما يتخوف منه أسانج وفريق «ويكيليكس»ـ هو إعادة تسليم‬
‫السويد أسانج للواليات المتحدة‪ ،‬حيث سيكون أسانج‪ ،‬بحسب وصفه‪ ،‬سجينا ً سياسيا ً‬
‫هناك‪.‬‬

You might also like