You are on page 1of 7

‫‪http://www.al-akhbar.

com/node/10907‬‬

‫صناعة القرار في اليمن‪ :‬حرب األقارب والمستشارين‬

‫يمنيون يشاركون في االحتجاجات المطالبة بتنحي صالح في صنعاء امس (هاني محمد‬
‫‪ -‬أ ف ب)‬

‫خصصت السفارة األميركية في صنعاء مجموعة من البرقيات لمحاولة تحديد‬


‫المسؤولين عن اتخاذ القرارات في اليمن‪ ،‬قبل أن تخلص إلى أن ضبابية القرارات تعود‬
‫أساسا ً إلى تع ّدد الشخصيات المحيطة بالرئيس اليمني علي عبد هللا صالح‬

‫جمانة فرحات‬

‫أثار تقلّب موقف الرئيس اليمني علي عبد هللا صالح‪ ،‬خالل األسابيع القليلة الماضية‪،‬‬
‫تجاه المبادرات المطروحة لحل األزمة اليمنية‪ ،‬تساؤالت بشأن وجود خالفات بين‬
‫األشخاص المحيطين به‪ ،‬ما ينعكس تضاربا ً في موقفه‪ .‬فهو تار ًة يبدي موافقته على‬
‫ترك السلطة‪ ،‬وتارة أخرى يعلن تمسّكه بها‪ ،‬واضعا ً الوسطاء الذين يحاولون التوصل‬
‫إلى اتفاق بينه وبين المعارضة أمام مأزق‪.‬‬

‫عزز الشكوك في وجود صراع أجنحة‬ ‫فهم ال يفهمون ما يريده صالح بالتحديد‪ ،‬ما ّ‬
‫داخل القصر الرئاسي‪ ،‬تتقدم فيه أصوات الرافضين ألي تسوية تبعد صالح عن منصبه‪،‬‬
‫بعدما تك ّفلت سنوات حكم الرئيس الطوال بانكفاء عدد كبير من العقالء من حوله‪ ،‬ليُفسح‬
‫المجال أمام مجموعة جديدة من الشخصيات التي عملت على تعزيز وجودها إلى جانبه‪.‬‬
‫أظهرت البرقيات التي سرّ بها موقع «ويكيليكس» أن هذه الشخصيات كانت موضع‬
‫تدقيق من قبل السفارة األميركية في صنعاء‪ ،‬بعدما كشفت عن تخصيص السفير‬
‫األميركي السابق‪ ،‬ستيفن سيش‪ ،‬ثالث برقيات للحديث عن عملية اتخاذ القرار في‬
‫اليمن‪ ،‬واألشخاص الذين يستمع إليهم علي عبد هللا صالح قبيل اتخاذه أي قرارات على‬
‫الصعيدين السياسي واالقتصادي‪.‬‬
‫والبرقيات الصادرة بين كانون الثاني ‪ 2007‬وآذار ‪ ،2008‬تحت عنوان «لمن يصغي‬
‫الرئيس اليمني»‪ ،‬سعت إلى تصنيف المقرّ بين من علي عبد هللا صالح‪ ،‬وتحديد من منهم‬
‫يملك قدرة على التأثير في صناعة القرارات‪ T،‬ومن ينحصر دوره في تطبيق هذه‬
‫القرارات‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن الثورة اليمنية تك ّفلت بإبعاد بعض الشخصيات المذكورة في‬
‫البرقيات عن الرئيس اليمني‪ ،‬فإن مضمون ما تكشفه البرقيات يشير بوضوح إلى أن‬
‫الرئيس اليمني الذي وصف بأنه «دعامة المسرح السياسي منذ عام ‪ »1978‬لطالما‬
‫كان محاطا ً بمروحة من األشخاص‪ ،‬تختلف أدوارهم حينا ً وتتضارب أحيانا ً أخرى‪ ،‬ما‬
‫يسهم في ضياع عملية صنع القرار‪ ،‬وتحديداً عندما ترتبط المسألة بالسياسة الخارجية‬
‫لليمن‪ ،‬وخصوصا ً أن معظم الذين آثروا البقاء حوله يفتقدون الخبرة الكافية‪.‬‬
‫وأوضحت البرقية األولى (]‪ )07SANAA2196 [1‬أن مستشاري صالح ينقسمون‬
‫يمثلون دائرة الرئيس الضيّقة‪ ،‬وآخرين عرضيين‪ ،‬أي‬ ‫«مطلعين جداً‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫إلى فئتين‪ ،‬بين‬
‫متخصصين في قضايا محددة فقط»‪.‬‬
‫ووفقا ً للبرقية‪ ،‬فإن الدائرة الضيقة هي التي تتولى تقديم المشورة للرئيس في مختلف‬
‫القضايا‪ ،‬من االقتصاد إلى اإلصالح والشؤون األمنية ومكافحة اإلرهاب‪ ،‬ويسيطر‬
‫عليها أفراد من العائلة ومن سمّتهم رفقاءه «السنحايين»‪ ،‬يستمع إليهم علي عبد هللا‬
‫صالح أكثر من أي شخص آخر‪.‬‬
‫وتنقل البرقية عن عدد من مصادر السفارة قولهم إن هذه الدائرة تضم نجل الرئيس‬
‫وقائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبد هللا صالح‪ ،‬ابن شقيقه يحيي عبد هللا صالح‬
‫رئيس أركان قوات األمن المركزي‪ ،‬وكيل جهاز األمن القومي عمار محمد عبد هللا‬
‫صالح‪ ،‬قائد المنطقة الشمالية علي محسن األحمر الذي أعلن أخيراً انضمامه إلى الثورة‬
‫اليمنية‪ ،‬قائد المنطقة الجنوبية مهدي مقوله‪ ،‬وقائد المنطقة الشرقية محمد علي محسن‪.‬‬
‫وأوضحت البرقية أن الرئيس اليمني يعتمد على هؤالء األشخاص لضمان سلطاته في‬
‫مختلف أرجاء اليمن‪ ،‬وبنا ًء على ذلك جرى تسليم هؤالء األشخاص أدواراً قيادية في‬
‫أجهزة البالد العسكرية واالستخبارية‪.‬‬
‫وعدم ثقة صالح سوى بأفراد عائلته يفسّر من وجهة نظر فارس السقاف‪ ،‬الذي كان‬
‫عضواً في حزب المؤتمر الشعبي العام‪ ،‬بقيام علي عبد هللا صالح بإنشاء مكتب األمن‬
‫القومي‪ ،‬وتعيين ابن شقيقه وكيالً له بهدف ضمان أن الرئيس يستطيع الحفاظ على‬
‫سيطرته المطلقة على النشاطات األمنية ومكافحة اإلرهاب في كافة أنحاء اليمن‪.‬‬
‫أما علي محسن األحمر‪ ،‬فأوضح السقاف أن دوره المركزي يقتصر على الشؤون‬
‫المرتبطة بمحافظة صعدة‪ ،‬ولكنه حذر في الوقت نفسه من االستخفاف بتأثيره في‬
‫القضايا األمنية في الجنوب وفي عمليات مكافحة اإلرهاب في الشرق‪.‬‬
‫وإضافة إلى الدائرة الضيقة‪ ،‬أوضحت البرقية أن صالح يستشير عدداً آخر من‬
‫المتخصصين‪ ،‬وغالبا ً ما يلجأ إلى اجتماع متعلق بنقاط اختصاصاتهم‪ ،‬يلتمس مشورتهم‬
‫في القضايا‪ ،‬ومن ثم يقرر أي وجهة سيسلك‪.‬‬

‫وفي السياق‪ ،‬ع ّدد سعد الدين طالب‪ ،‬وهو عضو سابق في المؤتمر الشعبي العام‪،‬‬
‫مجموعة من المستشارين الرئيسيين لصالح‪ ،‬من بينهم الشيخ ناجي شايف الذي وُ صف‬
‫بأنه المستشار الرئيسي لصالح في قضايا القبائل منذ غياب الشيخ عبد هللا األحمر عن‬
‫المشهد السياسي اليمني‪ ،‬بسبب المرض في عام ‪ ،2006‬بعدما كان صالح يستشيره في‬
‫العالقات مع السعودية وعدد آخر من القضايا اإلقليمية‪.‬‬
‫كذلك لفت السقاف إلى دور رئيس مجلس الشورى‪ ،‬عبد العزيز عبد الغني‪ ،‬معتبراً أنه‬
‫من بين أبرز مستشاري صالح في القضايا االقتصادية واإلدارية‪ ،‬ومن بين قلة من‬
‫التكنوقراط الذين يستمع إليهم الرئيس اليمني‪.‬‬
‫أما رئيس مجلس الوزراء السابق عبد القادر باجمال فيوصف‪ ،‬وفقا ً لطالب‪ ،‬بأنه‬
‫«متخصص في التعامل مع المعارضة»‪ ،‬فيما نائب األمين الحالي للحزب الحاكم‬
‫ورئيس كتلته البرلمانية‪ ،‬سلطان البركاني‪ ،‬أحد أهم مستشاري الرئيس اليمني للقضايا‬
‫اإلعالمية‪.‬‬
‫كذلك يعتمد صالح وفقا ً للسقاف على باجمال للمساعدة في التأكد من امتثال محافظة‬
‫حضرموت للحكومة المركزية والحفاظ على النظام‪ ،‬على غرار شبكة من الحلفاء‬
‫موزعين على عدد من المحافظات ويستعين بهم صالح لتعزيز بعض مظاهر السيطرة‬
‫خارج العاصمة صنعاء‪ ،‬في محاولة للتخفيف من التحديات التي تفرضها جغرافيا‬
‫اليمن‪ ،‬والتركيبة القبلية‪.‬‬
‫أما في عدن‪ ،‬فتشير البرقية إلى عبد هللا غانم على أنه حليف صالح األقرب‪ ،‬فيما يتولى‬
‫كل من رئيس الوزراء علي مجور ونائب الرئيس عبد ربه منصور هادي أداء الدور‬
‫نفسه في محافظتي شبوة وأبين‪ .‬ووفقا ً للسقاف‪ ،‬هؤالء األشخاص لديهم القليل من التأثير‬
‫على اتخاذ القرار‪ ،‬وهم فقط يتل ّقون األوامر من الرئيس اليمني ويسعون إلى تنفيذها‪.‬‬

‫السياسة تجاه واشنطن‬

‫وانطالقا ً من هذا التصنيف‪ ،‬تنتقل البرقية (]‪ )08SANAA366 [2‬للحديث عن‬


‫المؤثرين الرئيسيين في صنع السياسة الخارجية اليمنية‪ ،‬وسط شبه إجماع لدى عدد‬
‫كبير من مصادر السفارة األميركية على عدم وجود دور فعلي لوزارة الخارجية التي‬
‫يرأسها أبو بكر القربي‪.‬‬
‫وكشفت البرقية أن تراجع دور رئيس الوزراء السابق عبد الكريم األرياني‪ ،‬الذي اتفق‬
‫كل من السقاف وعبد الغني على أن صالح كان يميل إلى االستماع إليه في القضايا‬
‫المرتبطة بالواليات المتحدة األميركية‪ ،‬انعكس تناقضا ً في مواقف صالح منذ عام‬
‫‪.2006‬‬
‫ونقلت البرقية عن النائب والعضو في المؤتمر الشعبي العام الشيخ نبيل الباشا أن‬
‫األرياني كان أقرب مستشاري صالح في هذا الموضوع‪ ،‬وكان مدافعا ً عن عالقات‬
‫إيجابية مع الواليات المتحدة لعقد من الزمن على األقل‪ ،‬إال أن نفوذ األرياني تضاءل‬
‫منذ ذلك الحين‪ ،‬ولم يُعيّن شخص آخر يتولى تقديم المشورة للرئيس اليمني دورياً‪ .‬ومنذ‬
‫ذلك الحين‪ ،‬اتخذ صالح قرارات بنفسه بشأن الموضوع األميركي‪ ،‬وهو ما استتبع‬
‫وجود قرارات غير متجانسة‪.‬‬
‫وعزا الباشا تراجع نفوذ األرياني في تلك الفترة إلى قرار ذاتي من رئيس مجلس‬
‫الوزراء السابق‪ ،‬إضافة إلى تصاعد تأثير قائد المنطقة الشمالية علي محسن األحمر في‬
‫ذلك الحين‪ .‬ورأى الباشا أن تب ّدل الشخصيات من حول الرئيس اليمني كان له التأثير‬
‫السلبي على العالقات اليمنية األميركية‪ ،‬نظراً إلى كون األحمر «متعاطفا ً مع‬
‫اإلسالميين‪ ،‬ولطالما عُرف بالتحالف مع القادة المتطرفين»‪.‬‬
‫إال أن سعي صالح إلى توثيق العالقات مع الواليات المتحدة‪ ،‬بالتزامن مع تراجع دور‬
‫األرياني وصعود دور األحمر‪ ،‬دفع السفارة األميركية في صنعاء إلى الحديث عن‬
‫وجود أشخاص آخرين سعوا إلى التأثير على قرارات صالح تجاه واشنطن‪ .‬ومن بين‬
‫هذه الشخصيات تح ّدثت البرقية عن السفير اليمني لدى واشنطن عبد الوهاب الحجري‪،‬‬
‫المتزوج من ابنة صالح‪ .‬ولفتت إلى أن الحجري حاول تعويض الدور السلبي لألحمر‪،‬‬
‫والحصول على مكان األرياني‪ ،‬إاّل أن بعد الحجري الجسدي عن صالح‪ ،‬بفعل وجوده‬
‫في واشنطن‪ ،‬أسهم في حرمانه من فرصة ترسيخ نفسه مستشاراً مقرّ با ً للرئيس اليمني‬
‫في العالقات اليمنية األميركية المشتركة‪.‬‬
‫سبب آخر لمحدودية دور الحجري سلّطت البرقية الضوء عليه‪ ،‬مرتبط بسلوك السفير‬
‫اليمني‪ ،‬بعدما أشارت إلى ما يعرف عنه من أنه «زير نساء‪ ،‬ومتعدد الصديقات»‪،‬‬
‫موضحة أن هذه الحقائق إذا بلغت الرئيس اليمني‪ ،‬فسيكون لها تأثير سلبي على موقع‬ ‫ً‬
‫الحجري من وجهة نظره‪ ،‬وتؤثر على عامل الثقة بينهما‪.‬‬
‫من جه ٍة ثانية‪ ،‬أشارت البرقية إلى اعتماد الرئيس اليمني على سكرتيره الخاص فارس‬
‫سنباني‪ ،‬خالل االجتماعات‪ ،‬للحصول منه على معلومات واقعية مرتبطة بالواليات‬
‫المتحدة‪ ،‬معتبر ًة أن األمر مر ّده إلى وظيفة سنباني أكثر من امتالك األخير لتأثير قوي‬
‫على العالقات مع الواليات المتحدة‪.‬‬
‫من جهته‪ ،‬رأى نائب رئيس جامعة صنعاء‪ ،‬أحمد محمد الكبسي‪ ،‬أن معظم األشخاص‬
‫المؤثرين على السياسة الخارجية لليمن تجاه الواليات المتحدة لديهم بعض الصالت مع‬
‫الواليات المتحدة‪ ،‬ومن بينهم مدير مكتب الرئيس علي األنسي‪ .‬وإلى جانب نجل‬
‫الرئيس أحمد‪ ،‬ا ّدعى الكبسي أن عبد العزيز عبد الغانم وعضو مجلس الشورى محمد‬
‫الطيب لديهما تأثير كذلك على السياسة تجاه واشنطن‪ ،‬فيما رأى محمد يحيي الصبري‪،‬‬
‫النائب عن الحزب الناصري الوحدوي‪ ،‬أن عبد القادر باجمال كان لديه تأثير على‬
‫الرئيس اليمني‪.‬‬
‫وخلصت البرقية إلى القول إن الشعور العام السائد لدى مصادر السفارة أنه يوجّ ه تنافسا ً‬
‫بين معسكرات للفت انتباه صالح‪ ،‬ولهذا السبب فإن السياسة الخارجية تجاه الواليات‬
‫المتحدة متضاربة‪ .‬فتار ًة يبدو علي محسن األحمر أن لديه اليد العليا‪ ،‬وتار ًة يمارس‬
‫الحجري سلطته على أن له تأثيراً أكثر إيجابية‪.‬‬

‫السياسية تجاه الدول الخليجية‬


‫رأت البرقية أن وفاة الشيخ عبد هللا األحمر تركت فراغا ً مأله صالح بنفسه‪ .‬وأعرب‬
‫الباشا في حينه عن وجود مرشحين ألداء هذا الدور‪ ،‬من بينهم ناجي الشايف‪ ،‬عبد‬
‫القادر باجمال‪ ،‬وعدد من رجال األعمال البارزين‪ ،‬فيما جرى التقليل من دور األرياني‪،‬‬
‫رغم تولّيه مهمة تمثيل السلطة في اتفاق وقف إطالق النار المو ّقع مع الحوثيين في‬
‫الدوحة في تلك الفترة‪.‬‬

‫السياسة تجاه االتحاد األوروبي‬

‫نظراً إلى كون العديد من الدول األوروبية دوالً مانحة لليمن‪ ،‬تظهر البرقيات أن وزاة‬
‫التخطيط والتعاون الدولي تؤدي دوراً محوريا ً في صياغة سياسة الحكومة اليمنية تجاه‬
‫االتحاد األوروبي‪.‬‬
‫وحدد السكرتير األول في السفارة الدنماركية‪ ،‬ميشيل فان كامبن‪ ،‬نائب رئيس الوزراء‬
‫ووزير التخطيط والتعاون الدولي عبد الكريم إسماعيل األرحبي العبا ً رئيسيا ً في مسائل‬
‫االتحاد األوروبي‪ ،‬إلى جانب نبيل شيبان الذي يتولى مكتب الشؤون األوروبية‬
‫واألميركية في وزارة التخطيط والتعاون الدولي‪.‬‬
‫وبينما لفت كامبن إلى أن وزير الخارجية أبو بكر القربي هو أحد المؤثرين على‬
‫الرئيس في قضايا السياسة الخارجية تجاه االتحاد األوروبي‪ ،‬رأى أحد الدبلوماسيين‬
‫البريطانيين أن صالح ال يلجأ إلى القربي إال في المواضيع‪ T‬التي ال يفهمها‪.‬‬

‫السياسة تجاه فلسطين‬

‫في الشأن الفلسطيني‪ ،‬توضح البرقية أن المؤثرين على صالح في هذا الموضوع هما‬
‫صالح نفسه والشارع اليمني‪ .‬وفي السياق‪ ،‬تحدث نائب رئيس البعثة الفلسطينية‪ ،‬فايز‬
‫عبد هللا جواد‪ ،‬عن وجود سببين الستمرار الرئيس اليمني في جهود الوساطة مع‬
‫الفلسطينيين‪ ،‬أحدهما إدراك صالح لمشاعر التأييد القوية للفلسطينيين بين المواطنين‬
‫اليمنيين‪ ،‬وهو يرى أن من مصلحته أن يميّز بطالً للقضية الفلسطينية‪T.‬‬
‫وأضافت البرقية‪ ،‬يبدو أن صالح يأمل أن يُنظر إليه على أنه قائد إقليمي‪ ،‬ويعتقد أن‬
‫القضية الفلسطينية تمنحه المسرح المثالي للقيام بهذا األمر‪ .‬وهو ما أكده نائب قسم‬
‫الدول العربية في وزارة الخارجية‪ ،‬حسن علي عليوة قائالً‪« :‬كيف يمكن الحكومة أال‬
‫تستجيب لمشاعر الناس»‪.‬‬

‫انعدام االهتمام باإلصالح‬

‫تقدم البرقية (]‪ )08SANAA46 [3‬المزيد من التفاصيل بشأن من يؤثر على الرئيس‬
‫في القضايا االقتصادية‪ .‬وتنقل البرقية عن أستاذ االقتصاد في جامعة صنعاء ووزير‬
‫المال السابق‪ ،‬سيف األصيلي‪ ،‬أن دور الرئيس‪ T‬اليمني أصبح غير فعّال في اإلصالح‬
‫منذ منتصف عام ‪ ،2006‬بعدما تنازل علي عبد هللا صالح عن سلطات اتخاذ القرار في‬
‫ضالً تركيز اهتمامه على قضايا الجنوب‪،‬‬ ‫موضوع اإلصالح إلى نجله أحمد علي‪ ،‬مف ّ‬
‫اإلرهاب وصعدة‪ ،‬ليقتصر دوره على التصديق على القرارات عندما تمرّ ر إليه‪.‬‬
‫وتأسيسا ً على ذلك‪ ،‬أوضح األصيلي أن نجل الرئيس اليمني يعتمد بدوره على مجموعة‬
‫من التكنوقراط‪ ،‬بينهم وزير التخطيط والتعاون الدولي ونائب رئيس الوزراء لإلصالح‬
‫االقتصادي عبد الكريم إسماعيل األرحبي‪ ،‬ونائب وزير المال للعالقات المالية جالل‬
‫يعقوب‪ ،‬بسبب النقص في الخلفية المالية واالقتصادية‪.‬‬
‫وأعرب األصيلي عن اعتقاده أن أحمد علي غير منخرط في اإلصالح سوى باالسم‬
‫فقط‪ ،‬وعلى نحو رئيسي من أجل خدمة طموحاته السياسية‪ ،‬انطالقا ً من االعتقاد أن‬
‫الجهود اإلصالحية الناجحة ستساعده على نيل دعم دولي ومحلي‪.‬‬
‫كذلك ذكر األصيلي عبد العزيز عبد الغني من بين األشخاص المؤثرين‪ T‬اقتصادياً‪ ،‬إلى‬
‫جانب كل من المدير العام للعالقات المالية الخارجية في وزارة المال طارق الشرفي‪،‬‬
‫وعضو مجلس الشورى عالوي السالمي‪ .‬وبعدما نسب جالل يعقوب إلى أحمد سوفان‬
‫الفضل في إقناع الرئيس اليمني ونجله أحمد علي بإحياء جهود اإلصالح في عام‬
‫‪ ،2005‬أوضح أن تأثير سوفان تضاءل في أعقاب تركه لمنصبه غداة التغيير‬
‫الحكومي في عام ‪ ،2006‬في مقابل تعاظم تأثير األرحبي‪ .‬وفي المحصلة‪ ،‬تشير‬
‫البرقية إلى أن الرئيس اليمني غير مهتم باإلصالح في اليمن بقدر انشغاله‬
‫باالضطرابات في الجنوب‪ ،‬صعدة واإلرهاب‪ .‬كذلك تجمع مصادر السفارة على أن أنه‬
‫ال أصوات قوية تنادي باإلصالح داخل الحكومة اليمنية‪ ،‬بمن فيهم أحمد علي عبد هللا‬
‫صالح واألرحبي‪.‬‬
‫وتؤكد المصادر أن هؤالء األشخاص ومن يدعمهم‪ ،‬يبذلون جهوداً شكلية مرتبطة‬
‫باإلصالح‪ ،‬بغرض استرضاء المجتمع الدولي المانح‪ ،‬فيما ال أحد من هؤالء يُنظر إليه‬
‫على أنه متفان لإلصالح‪ ،‬وجميعهم يُنظر إليهم على أنهم يركزون على قضايا أخرى‪،‬‬
‫دافعين جهود اإلصالح إلى الخلف‪ .‬من جهتها‪ ،‬علّقت السفارة على الخالصات التي‬
‫توصلت إليها مصادرها‪ ،‬معتبر ًة أن أي فشل لألرحبي في الدفع باإلصالح مر ّده إلى‬
‫نقص الدعم وليس نقص في االلتزام من جانبه‪ ،‬مشددة على أن ترجمة األرحبي تفانيه‬
‫من أجل إصالح حقيقي جرى تحديها‪ ،‬نظراً إلى سلبية الحكومة اليمنية تجاه اإلصالح‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫وزارة خارج ّية بال فاعلية‬

‫خصّصت البرقية (]‪ )08SANAA366 [2‬جزءاً منها للحديث عن دور وزارة‬


‫الخارجية اليمنية التي يرأسها أبو بكر القربي‪ ،‬مشير ًة إلى وجود إجماع لدى عدد من‬
‫أعضاء السلك الدبلوماسي العاملين في اليمن على عدم امتالك الوزارة تأثيراً فعليا ً على‬
‫كيفية اتخاذ القرارات في قضايا السياسة‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫وفي السياق‪ ،‬رأى عضو المؤتمر الشعبي العام في حينه‪ ،‬محمد أبو لحوم‪ ،‬أن ‪ 90‬في‬
‫المئة من قرارات السياسية الخارجية تحصل خارج وزارة الخارجية‪ ،‬الفتا ً إلى أن الـ‬
‫‪ 10‬في المئة الباقية التي تسيطر عليها وزارة الخارجية تتضمن قضايا ثانوية فقط‪ ،‬ال‬
‫عالقة لها بالسياسة الخارجية تجاه الواليات المتحدة ودول‬
‫الخليج‪.‬‬
‫ويرى عدد من مصادر السفارة أن هذا التراجع في دور وزارة الخارجية ال يمكن‬
‫فصله عن وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي‪ ،‬المتخصص في الكيمياء ال في‬
‫العالقات الخارجية‪.‬‬
‫وبينما اعترف نائب مدير قسم الشون األوروبية في وزارة الخارجية‪ ،‬عبد العزيز‬
‫ساّل م‪ ،‬بمحدوية دور وزير الخارجية الحالي‪ ،‬ولفت إلى أن دوره يبقى أكبر من دور‬
‫سلفه‪ ،‬سخر نائب قسم الدول العربية في وزارة الخارجية‪ ،‬حسن علي عليوة‪ ،‬من الذين‬
‫يقلّلون من دور وزير الخارجية‪ ،‬قائالً «إذا كانت هذه هي الحالة‪ ،‬فلماذا إذاً أولئك الذين‬
‫يملكون تأثيراً‪ ،‬مثل رئيسي مجلس الوزراء السابقين‪ ،‬عبد القادر باجمال وعبد الكريم‬
‫األرياني‪ ،‬ليسوا وزراء خارجية؟»‪.‬‬
‫كذلك خلصت البرقية إلى القول إن التقليل من دور وزارة الخارجية يبدو أنه مبالغ فيه‪،‬‬
‫مؤكدة أنّ من غير الواضح ما إذا كان الضعف المؤسساتي يمتد إلى وزير الخارجية‬
‫الذي يبدو أنه يتم ّتع ببعض التأثير الشخصي على الرئيس‪.‬‬

‫عربيات‬
‫العدد ‪ ١٣٩٨‬االربعاء ‪ ٢٧‬نيسان ‪٢٠١١‬‬
‫اليمن [‪]4‬‬

You might also like