You are on page 1of 3

‫‪ USAID‬تقييد ّ‬

‫حريات ‪ 376‬طالبا ً في لبنان‬


‫‪http://www.al-akhbar.com/node/198279‬‬

‫العدد ‪ ٢١٩٣‬الخميس ‪ ٩‬كانون الثاني ‪٢٠١٤‬‬

‫بنود العقد المو ّقع مع الوكالة تجعل الطالب قلقا ً من فقدان المنحة (مروان طحطح)‬

‫‪ 376‬طالبة وطالبا ً في لبنان مقيّدة حرياتهم العامّة‪ .‬فهؤالء يستفيدون من منح دراسية تقدّمها الوكالة األميركية‬
‫«المطاطة»‪ ،‬وفي مقدمها عدم المشاركة‬‫ّ‬ ‫‪ ،USAID‬وهي مشروطة بجملة واسعة من الشروط واألحكام التعاقدية‬
‫ً‬
‫موظفو الوكالة والسفارة األميركية في لبنان داعما لإلرهاب‪ ...‬ولكن ما‬‫ّ‬ ‫بأي نشاط أو عمل أو موقف يمكن أن يعتبره‬
‫هو مفهوم «اإلرهاب» في عرف هؤالء‪ .‬هو باختصار كل إطار ال يخدم المصالح والسياسات األميركية‪ ،‬بما في‬
‫ذلك شركات أو جمعيات يعمل فيها مؤيدون لمقاومة االحتالل‬

‫حسين مهدي‬

‫بعد االنتهاء من المرحلة الثانوية‪ ،‬يتوجه قسم كبير من الطالب والطالبات للبحث عن منحة دراسية الستكمال‬
‫دراستهم في جامعة خاصة‪ .‬زينة (اسم مستعار) هي واحدة من هؤالء‪ .‬تقدّمت بطلب منحة من الوكالة األميركية‬
‫للتنمية الدولية (‪ ،) USAID‬وحصلت عليها بعد استيفاء شروطها وتوقيع العقد النموذجي مع الوكالة ومرفقاته تتعاقد‬
‫هذه الوكالة مع ثالث جامعات خاصة في لبنان‪ :‬الجامعة االميركية في بيروت‪ ،‬الجامعة اللبنانية االميركية‪ ،‬وجامعة‬
‫هايكازيان‪.‬‬

‫والشروط هي نفسها تقريباً؛ فعلى مقدم الطلب أن يكون لبنانيا ً حاز عالمة ‪ 12‬على ‪ 20‬كحد أدنى في الشهادة‬
‫الثانوية‪ ،‬وأن يكون قد أت ّم دراسته في مدرسة رسمية‪ .‬زينة تستوفي هذه الشروط‪ ،‬وقد أرفقت مع طلب التسجيل‬
‫نسخة من عالماتها في السنين الثالث للمرحلة الثانوية‪ ،‬إضافة الى مستند يقنع الجامعة والجهة المانحة بأنها من‬
‫الفئات األكثر عوزاً‪ .‬اجتازت المراحل الثالث‪ ،‬إضافة الى إجراء امتحان لغة والعديد من المقابالت‪.‬‬
‫متساو جندريا ً ومناطقياً‪ .‬وليس في ذلك أي تمييز بين الطالب‬
‫ٍ‬ ‫يتوزع الطالب المستفيدون من منح الوكالة بشكل‬
‫والطالبات‪ ،‬ال سيما أن مراحل القبول والمقابالت مع الطالب تتوالها إدارات الجامعات الثالث بشكل مباشر‪ .‬بيد أن‬
‫عدداً من الحاالت التي قابلتها «األخبار»‪ ،‬ومنهن زينة‪ ،‬أنذرت بأن حرية التعبير والرأي لدى هؤالء الطالب‬
‫والطالبات مقيّدة بموجب العقد ومرفقاته‪ ،‬فضالً عن أن ح ّرية عملهم بعد التخرّج مقيّدة أيضا ً لفترة توازي سنوات‬
‫الدراسة‪ ،‬أي ‪ 3‬سنوات بعد التخ ّرج في الجامعة‪.‬‬

‫كيف ذلك؟‬

‫يطلع هؤالء على األحكام‬ ‫يو ّق ع الطالب المقبولون على العقد ومرفقاته مع الوكالة لالستفادة من المنحة‪ .‬وغالبا ً ال ّ‬
‫التي يو ّقعون عليها‪ ،‬وليس لديهم حق تعديلها أو التح ّفظ على بعضها‪ .‬وبالطبع هم ال يستشيرون خبيراً قانونيا ً قبل‬
‫التوقيع عليها‪ .‬في الواقع‪ ،‬ال يهتم طالب المنحة بكل التفاصيل‪ ،‬كل ما يهمه الفوز بالمنحة نفسها التي تؤمن له دفع‬
‫مصاريف دراسته كاملة‪ ،‬وتأمين السكن والكتب الدراسية والتأمين الصحي‪ ،‬إضافة الى مصروف شهري بقيمة‬
‫‪ 500‬دوالر على مدى ‪ 11‬شهراً في السنة‪ ،‬وعلى مدى سنوات الدراسة‪.‬‬
‫هذه المزايا التي يحتاج إليها الطالب بشدة‪ ،‬في ظل عدم التزام الدولة بمبدأ حق التعليم ومجانيته‪ ،‬تتحوّ ل بذاتها الى‬
‫مقيّد لحريته وحقوقه‪ .‬يصبح قلقا ً من خسارة منحته‪ .‬يخاف الطالب اإلقدام على أي عمل قد يفسره موظف الوكالة‬
‫مخالفا ً ألحكام العقد ومرفقاته‪ .‬فكيف إذا كانت هذه االحكام هي تقييدية بالفعل؟ وهو ما يكتشفه الطالب والطالبات‬
‫الحقا ً‪ .‬يكتشفون أنهم ممنوعون من التعبير الحر على شبكات التواصل االجتماعي أو المشاركة في النشاطات‬
‫السياسية أو االنخراط في العمل الطالبي‪ ...‬أو حتى التد ّرج لدى مؤسسة‪ ،‬لمجرد أنها تحمل موقفا ً ال يتناسب مع‬
‫مصالح وسياسات الواليات المتحدة االميركية وإسرائيل وبعض القوى السياسية المحلية‪.‬‬
‫ليس الحديث هنا عن حاالت فردية أو هامشية‪ .‬فالوكالة األميركية للتنمية الدولية تع ّد من أبرز الجهات التي تقدم‬
‫المنح الى الطالب‪ ،‬فهي تقدم سنويا ً منحا ً دراسية كاملة‪ ،‬ويصل عدد المستفدين منها حاليا ً الى ‪ 376‬طالباً‪ ،‬سيضاف‬
‫اليهم ‪ 106‬طالب بحلول أيلول ‪ .2014‬إذن‪ ،‬الحديث هنا عن كتلة طالب كبيرة نسبياً‪ ،‬يُجبرون على توقيع عقد‬
‫ظاهره عادي يحدد الشروط األساسية المتعلقة بااللتزام بأنظمة الجامعة لناحية الحضور والنجاح في المواد‬
‫واالنخراط في نشاطات داخل الجامعة‪ ،‬أما باطنه فيحمل في طيّاته مالمح القمع‪ ،‬وهي تبعات الورقة المرفقة مع‬
‫العقد بعنوان ‪certification regarding terrorist financing‬‬
‫‪ implementing‬أو «الشهادة المتعلقة بتنفيذ األمر التنفيذي بشأن الدعم المادي لإلرهاب»‪.‬‬
‫ماذا في الورقة المرفقة التي حصلت عليها «األخبار»؟‬
‫يو ّق ع الطالب‪ ،‬بحسب الفقرة األولى‪ ،‬على تعهد ينص على اآلتي‪« :‬سأتحمل كامل المسؤولية لضمان أنه خالل الفترة‬
‫الممتدة من تاريخ تسجيل الطالب حتى ‪ 6‬سنوات‪ ،‬لن أقدم ــ بدرايتي ــ أي دعم مادي أو بشري ألي شخص أو‬
‫مؤسسة تدعم‪ ،‬أو تحاول أن تدعم‪ ،‬تروّ ج‪ ،‬تسهّل أو تشارك في أي عمل إرهابي‪ ،‬أو سبق أن ارتكبت‪ ،‬حاولت‬
‫ارتكاب‪ ،‬سهّلت‪ ،‬أو شاركت في عمل إرهابي»‪.‬‬
‫قد يبدو النص مقبوالً ما دامت الجهة المانحة هي وكالة أميركية‪ ،‬لكنّ تفسير التعهّد يبقى مطاطيا‪ ،‬وال سيما لجهة‬
‫ً‬
‫تفسير «االرهاب»‪ .‬فالعقد يقول إن «االرهاب» هو بحسب التعريف الذي تعتمده األمم المتحدة‪ .‬ولكن في الممارسة‪،‬‬
‫كما حصل مع زينة وغيرها‪ ،‬يتجاوز كثيراً هذا التعريف؛ فحزب هللا وكل الهيئات المساندة للمقاومة وكل الشركات‬
‫والمؤسسات التي يعتبرها موظف الوكالة «إرهابية» أو «داعمة لإلرهاب» ستص ّنف على هذا االساس ويجري‬
‫اعتماد هذا التصنيف في التعامل مع الطالب والطالبات الحائزين المنح من الوكالة‪ .‬وهذا يشمل أيضا ً تفسير «الدعم‬
‫المادي والبشري»‪ ،‬إذ يتوسع موظفو الوكالة وموظفو السفارة األميركية في تفسير «الدعم» ليشمل كل «أدوات‬
‫العملة والخدمات المالية‪ ،‬التدريب‪ ،‬تقديم النصيحة أو المشورة أو المساعدة‪ ،‬التواصل‪ ،‬التسهيل‪ ،‬تقديم السالح‪،‬‬
‫التواصل الشخصي‪ ،‬المواصالت‪ ،‬أو غيرها من الدعم الجسدي‪ ،‬من األموال غير المنقولة»‪.‬‬

‫كيف تتم ترجمة ذلك؟‬

‫زينة في سنتها الدراسية الثانية كانت بحاجة إلى ساعات تدريب محددة في إحدى الشركات‪ .‬قامت باختيار إحداها‪،‬‬
‫ولم تعترض إدارة الجامعة على اختيارها الختصاص الشركة في مجال دراسة هذه الطالبة‪ .‬بعد حوالى أسبوع‪ ،‬تل ّقت‬
‫اتصاالً من أحد العاملين في الوكالة‪ ،‬استدعاها الى مكتبه «للضرورة»‪ ،‬وطلب منها االختيار بين استكمال التدريب‬
‫في هذه المؤسسة وبين المنحة المعطاة اليها‪ ،‬وهي بطبيعة الحال اختارت المنحة‪ ،‬ولم تنجح محاوالتها لالستفسار عن‬
‫سبب رفض هذه الشركة المسجلة قانونا ً في السجل التجاري اللبناني وتقوم بعملياتها مثل سائر الشركات المماثلة‪.‬‬
‫اكتفى الموظف بالقول «إنكم و ّقعتم على عقد وعليكم االلتزام به»‪ .‬ولكن أين خالفت العقد؟ تسأل زينة‪ .‬يشير‬
‫الموظف الى «الورقة المتعلقة بدعم االرهاب»‪.‬‬
‫تستغرب زينة هذه اإلجابة‪ ،‬فهي تعلم أن الشركة التي اختارتها ليست مملوكة أو تابعة أو مدارة من قبل حزب هللا أو‬
‫أي منظمة تعتبرها االدارة االميركية إرهابية أو داعمة لالرهاب‪ .‬ولكنها‪ ،‬كما تقول‪ ،‬تعلم بأن هذه الشركة يعمل فيها‬
‫أشخاص يؤيدون المقاومة ضد إسرائيل وينتقدون سياسات االدارة االميركية‪ .‬والمفارقة‪ ،‬بحسب زينة‪ ،‬أن معظم‬
‫هؤالء االشخاص يزورون الواليات المتحدة‪ ،‬وبالتالي ليسوا ممنوعين من زيارتها‪ ،‬أي إنهم ليسوا مصنفين إرهابيين‬
‫لدى السلطات االميركية‪.‬‬
‫حال زينة كحال غيرها من الطالب الذين تم استدعاؤهم لدى اختيارهم لمؤسسات ال تعجب العامل في الوكالة‪،‬‬
‫خصوصا ً طالب الجامعة اللبنانية األميركية‪ ،‬أو الجامعة األميركية في بيروت‪ ،‬حيث تعتمد الوكالة «توجيه» الطالب‬
‫للعمل والتدريب في مؤسسات «تتناسب» مع الوكالة وأهدافها‪ .‬أما في جامعة هايكازيان فالحال هي األسوأ‪ ،‬إذ ال‬
‫يمتلك أي من طالبها نسخا ً عن العقود‪ ،‬وهم ممنوعون من أي نشاط سياسي بحجة أن العقد يمنعهم من ذلك‪ .‬قيود‬
‫كثيرة تفرض على هؤالء الطالب‪ ،‬من خالل توجيه مدبّر من قبل الوكالة وموظفيها‪ ،‬ومن خالل إبعاد العديد من‬
‫المؤسسات بتصنيفها «إرهابية» رغم عدم إدراجها على الئحة االرهاب وهي مؤسسات اجتماعية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬وحتى‬
‫إنسانية أحياناً!‬

‫سر الوكالة ممارساتها بحق الطالب؟‬


‫كيف تف ّ‬
‫لم يكن سهالً التواصل مع المسؤولين في الوكالة األميركية للتنمية الدولية‪ .‬بعد اتصالنا بالوكالة‪ ،‬طلبوا منا إرسال‬
‫بريد إلكتروني بطلب إجراء مقابلة مع أسبابها‪ ،‬وكان لهم ذلك‪ .‬بعد إرسال البريد والمتابعة عبر االتصاالت الهاتفية‪،‬‬
‫انتظرنا من ‪ 7‬تشرين الثاني (تاريخ إرسال البريد) حتى آخر الشهر نفسه‪ .‬ولدى المتابعة كان ر ّد موظف الهاتف أن‬
‫البريد أصبح لدى العالقات الدبلوماسية في السفارة‪ ،‬ولم يتم تحويلنا لدى اتصالنا في أي من المرات الى الشخص‬
‫المسؤول‪ ،‬لذا أبلغناهم أننا سننشر الموضوع من دون رأي أو ر ّد من السفارة‪ .‬وفي اليوم نفسه من الرسالة‪ ،‬قامت‬
‫ً‬
‫طالبة إعطاء السفارة يوما ً لمعاودة االتصال بنا لإلجابة عن االسئلة‪،‬‬ ‫إحدى المسؤوالت من السفارة بالتواصل معنا‬
‫وكان لهم ما أرادوا‪ ،‬إذ عاودت روبين هولزهور مسؤولة العالقات الدبلوماسية في السفارة في الرابع من الشهر‬
‫الماضي إرسال بريد فيه تفاصيل عن البرنامج‪ ،‬اضافة الى أنها طلبت مهلة ثانية للرد على الحاالت التي قابلتها‬
‫األخبار‪ ،‬ليأتي الرد من هولزهور أن الطالب لهم حرية اختيار المؤسسة أو الجمعية المراد التوجه اليها للتدريب أو‬
‫العمل‪ ،‬إضافة الى أنهم أحرار في أن ينخرطوا في العمل السياسي «كما يحلو لهم»‪ ،‬مضيفة أن الواقع اللبناني أساسا ً‬
‫بأكمله مسيّس‪ .‬وأشارت إلى أن أي حالة منع من قبل السفارة أو الوكالة مردّها الى أن الطالب قد يكون توجه الى‬
‫جمعية مملوكة من منظمة إرهابية أو داعمة لها‪ ،‬أو لديها من يموّ لها من أفراد يدعمون االرهاب بالموارد البشرية أو‬
‫المادية‪ ،‬أو أن عدداً من األفراد المنضمين اليها أو العاملين فيها هم من داعمي اإلرهاب‪ ،‬خصوصا ً أن العقد يعرّ ف‬
‫«الكيان» أو المجموعة المصنفة داعمة لالرهاب بأنها كل «شراكة أو تعاون أو منظمة أخرى أو مجموعة أو‬
‫مجموعة منضوية داخل مجموعة»‪ ،‬مضيفة هولزهور أنه ال يوجد أي حظر أو منع‪ ،‬بل إنهم «يوجهون الطالب الى‬
‫بدائل» في حال كانت خياراتهم غير مناسبة لتحسين مستواهم األكاديمي والمهني‪ .‬والمستغرب أنها بررت النقطة‬
‫االخيرة (وهي التي تفتح الباب واسعا ً أمام االستنسابية التي تقيّد حريات الطالب) بأنهم يشترطون معدالً مرتفعا ً‬
‫كشرط للمنحة‪ ،‬في حين أن العقد واضح في هذا المجال‪ ،‬وهو يشترط أن يكون المعدل الوسطي للنجاح هو ‪2‬ــ‪ 4‬أي‬
‫‪50‬ــ‪ .100‬أليست هذه ذريعة للتقييد والتحكم في خيارات الطالب؟‬
‫ليس هذا فحسب‪ ،‬فلدى عرض العقد على خبراء قانونيين فوجئوا بمدة العقد‪ ،‬إذ توازي ضعف عدد سنوات الدراسة‪،‬‬
‫أي إن هذا العقد ال يؤثر في حرية الرأي والتعبير للطالب على مدى ثالث سنوات دراسية فحسب‪ ،‬بل يمتد الى ثالث‬
‫سنوات غيرها‪ ،‬تستطيع خاللها الوكالة أن تتحكم في المستقبل المهني للطالب حتى بعد االنتهاء من الدراسة‪ ،‬ويبقى‬
‫مفعول العقد ساريا ً لثالث سنوات إضافية تستطيع الوكالة أيضا ً منعهم من العمل لدى مؤسسات معينة إذا ما أرادت‪.‬‬
‫يقول محام استشارته «األخبار» إن مدّة العقد تع ّد من «الشروط التعسفية»‪ ،‬إذ يستطيع بسهولة الطرف األول أن‬
‫يتحكم في الثاني‪.‬‬

‫أهداف الوكالة األميركية‬

‫الوكالة األميركية للتنمية الدولية هي إحدى المؤسسات التابعة لوزارة الخارجية األميركية‪ ،‬وفي لبنان تديرها مباشرة‬
‫السفارة األميركية في بيروت‪ ،‬وتملك العديد من البرامج التي تموّ ل من خاللها العديد من المؤسسات العامة أو‬
‫الخاصة‪ ،‬إضافة الى بعض «المنظمات غير الحكومية»‪ ،‬فضالً عن برنامج المنح الدراسية‪ .‬فما هو المقابل التي‬
‫تنتظره السفارة األميركية من خالل األموال الضخمة التي تقدمها؟‬
‫عدا عمّا تقوله الوكالة عن أن الهدف من هذه المساعدات المقدمة «من الشعب األميركي» هو لصون الكرامة‬
‫االنسانية حول العالم‪ ،‬وتطبيقا ً للسياسة الخارجية األميركية المساندة لذلك‪ ،‬ال تقدم أي أجوبة مقنعة حول األهداف‬
‫غير المباشرة أو األجندة السياسية وراء ذلك‪ ،‬غير أن هناك العديد من التحليالت التي تضعها تحت خانة التهرب من‬
‫توزع في أكثر من مئة دولة‪ ،‬فضالً عن‬ ‫الضرائب‪ ،‬فيكون «التبرع المشروط» حالً لهذه المبالغ الضخمة التي ّ‬
‫«أجندة» سياسية مخفيّة وراء المشاريع التي تتولى بعض مؤسسات الدولة (حتى العسكرية منها) ومنظمات المجتمع‬
‫المدني تنفيذها‪.‬‬

‫مجتمع واقتصاد‬

You might also like